تعيش دولة جنوب السودان بعد سنين انفصالها عن الشمال حالة من التشتت التي تغذيها عوامل التفرقة الإثنية والقبلية والسياسية ، فضلا عن الاجندة الخارجية والوعود السرية ، أسهمت بدورها في اندلاع صراع سياسي محموم على السلطة والثروة، افرز توترات – شرسة - ظلّ عدم استكمال بنيان الدولة، قاد البلاد إلى الفوضى، بما يشكله ذلك من مخاطر جمّة على الداخل والخارج. شكل تصاعد حدة الصراع بين الانتماءات المتعددة ، بالإضافة إلى التوترات الاجتماعية المصاحبة للتحول السياسي في جنوب السودان، بعد إعلان “الاستقلال” في 9 يوليو 2011، خارطة حبلى بالتهديدات الأمنية، سيما بعد أن اتخذ هذا التحول أبعادا عنيفة أسفرت عن سقوط ضحايا من جميع الأطراف، وترحيل قسري ونزوح لأكثر من نصف سكّانه، مما ساهم في تصعيد استراتيجي للصراع، لكي يستمر أمدا طويلا بفضل الاستقطاب المجتمعي، عبر دفع جماعات إثنية وقبلية بأكملها في الصراع، ممّا يزيد من تعقيده وتشعبه عن بداياته الأولى. وفي هذه السطور سنتناول واحدة من افرازات الفوضى التي استشرت في جنوب السودان ،خاصة عقب الاحداث التي اندلعت مؤخرا ولم تلتئم حتي الان ، برغم الجهود الدولية والاقليمية لاحتواء الموقف واعادة الامور لنصابها . الاغتصـــاب !! نشرت مجلة Foreign policy تقريرا بتاريخ 29 اغسطس عن عمليات الاغتصاب في دولة جنوب السودان ، وتضمن التقرير افادات رئيس اللجنة الفرعية لأفريقيا بمجلس النواب الامريكي ، النائب " كرستوفر سميث " الذي قام بزيارة الى جوبا مؤخرا . ذكر التقرير ان جنودا من حكومة جنوب السودان هاجموا مخيماً لعمال الاغاثة الاجانب في قلب العاصمة الجنوبية " جوبا " حيث استهدف الجنود الجنسيات الامريكية على وجه التحديد ، وانهالوا عليهم بالضرب والشتم والاهانة والاغتصاب . على الرغم من المكالمات الهاتفية لسفارة امريكا بجوبا وبعثة الامم المتحدة هناك ، الا أن وصول قوات حكومية استغرق ساعات طويلة لإنقاذ الضحايا من الهجوم الوحشي ، افلح وجود شركة امنية في انقاذ المجموعة . سميث .. قال لـ مجلة Foreign policy عبر محاثة هاتفية ، ان واحدة من المغتصبات الامريكيات في الحادثة اتصلت عليه عبر الهاتف قبل رحلته الاخيرة لجنوب السودان اخبرته بتفاصيل الواقعة ، واوضح انه واثناء اجتماعه مع الرئيس سلفاكير ميارديت ووزير دفاعه ، اثار قضية هذه الامريكية التي تم اغتصابها بواسطة جنود دولة الجنوب ، وطلب منهما تنفيذ سياسة عدم التسامح بشأن عمليات الاغتصاب التي ارتكبتها قواتهما . واشار سميث انه طلب التحقيق الفوري في الحادثة لتلافي تكرارها ومحاسبة المتورطين فيها ، واكد ان نساء من جنوب السودان و من عمال الاغاثة تم اغتصابهن وقتلهن ،كما طالب بمحاسبة كبار الضباط في جيش دولة الجنوب . وفي اجتماع سميث بكبار جنرالات الجيش ذكر لهم ان الجيش لا يغتصب النساء .. بل يحميهن ، وقال سميث ان سلفاكير لم يعترف او ينكر ارتكاب قواته لعمليات الاغتصاب . توثيق وكالة الاسوشيتد برس ! قال تقرير مجلة Foreign policy ان وكالة الاسوشيتد برس قد وثقت لأحداث اعتداء الجنود الحكوميين على مخيم الاغاثة واورد التقرير ان احدى النساء ذكرت ان الجنود حين معرفتهم ان شخصا امريكيا بين المجموعة فانهم يقومون بضربه بمؤخرات – بنادقهم – سميث يستنكر ! استنكر كريستوفر سميث – ظاهرة – كراهية القوات الحكومية لجنوب السودان لعمال الاغاثة الامريكيين الذين يريدون تقديم خدمات للمواطنين ، واكد انه ذكر ذلك لوزير الدفاع الجنوبي " مانيانغ " واعلن سميث اندهاشه باعتبار ان امريكا هى اكثر الدول والبلدان التي ساعدت نشأة وانفصال جنوب السودان ليكون دولة مستقلة . الحلول ! نهاية الحلول لمثل هذه الفوضى وعدم تكرارها ، اقترح رئيس اللجنة الفرعية لأفريقيا تنفيذ سياسات صارمة تجاه عمليات الاغتصاب على جميع الاطراف المسلحة في جنوب السودان وليس ضد القوات الحكومية فحسب ، كما حث الرئيس سلفاكير بالإسراع في محاسبة كل من ثبت تورطه في عمليات الاغتصاب .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر قسم السيد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست