|
Re: التكفير نارٌ تأكلُ نفسها ودعاتها إن لم تج� (Re: Yasir Elsharif)
|
# المغامسي يبيح بعض الموسيقى
نظر عديد من الفقهاء المسلمين بشتى مذاهبهم الى الموسيقى نظرة شك وريبة، فحرّم استماعها أكثرهم، ونظروا اليها كملهاةٍ عن ذكر الله، وتخيل كثيرون منهم أن حضورها لا بدّ أن تصاحبه المحرمات كشرب الخمور وارتكاب الفجور. في العهود الأخيرة، تجاوز معظم فقهاء المسلمين هذه القضية، فأباحوا الموسيقى او أنواعاً منها. لكن مشايخ الوهابية تخلّفوا عن الركب الفقهي، وبقوا على موضوع التحريم بالجملة، ولم يشذّ احدٌ منهم عن ذلك. ربما كان السبب هو ان المذهب الوهابي مجرد مذهب عقدي تكفيري، وليس مذهباً فقهياً، ومشايخه ليسوا فقهاء، بل طغت عليهم الأدلجة العقدية والبحث في أمور تكفير خلق الله. ظهر مؤخراً الشيخ صالح المغامسي، وهو امام مسجد قباء بالمدينة المنورة، وقال بأن بعض الموسيقى حلال، فقامت قيامة التيار السلفي الرسمي، وأتباعه، وهم أقلية في البلاد، وبالتالي فإن رأيه لم يكن يعني أكثرية المواطنين من ذوي المذاهب الاسلامية المختلفة في الحجاز والشرق والجنوب وغيره. لكن الشيخ المغامسي واجه حملة ضارية تكاد تخرجه من الملّة، بسبب رأيه المتحفّظ جداً تجاه الموسيقى، وإن كان أقلّ تشدداً في رأيه من مشايخ هيئة كبار العلماء النجدية. الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء لم يصمت، فقال: (النبي صلى الله عليه وسلم حرّم المعازف والمزامير وأجمع العلماء على ذلك، وذكر ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية، فلا يجوز لأحد أن يستثني شيئاً منها، ويخصصه بالإباحة. الرسول ينهى عن ذلك ويحرمه فلا يجوز هذا. ما في الموسيقى شيء حلال، ولا في المعازف وآلات اللهو شيء حلال). في هاشتاق (المغامسي يبيح بعض الموسيقى) مدحه فيه بعضهم، ونهش بعضٌ سلفيٌّ آخر في لحم الشيخ. وتذكر بعضهم ما جرى للشيخ الكلباني وغيره، ما اضطر الكلباني الى القول: (انْ لم تكن نسخةً منهم جعلوك: رُويبِضةْ؛ جاهل؛ متبعاً هواه، ضالّ، وقعتَ في الفتنة. فإنْ أسلمتَ عقلكَ لهم، صرتَ علاّمة زمانك!). قال أحمد العواجي: (اختلف الفقهاء في حكم الغناء والموسيقى، ولم يزل علماؤنا ـ يقصد مشايخ الوهابية ـ يكتمون ذلك عن الناس، ليُلزِموهم بما اختاروه هم؛ وهذا تدليس!). ووصفت الكاتبة خلود الفهد المغامسي بالفقيه الشجاع مقابل اولئك المشايخ الذين يستحلّون الربا المغلَّظْ تحريمُه، والواضحة عقوبته، في حين انهم يحرمون الموسيقى وكَشْف الوجه. ودخل على الخط الدكتور تركي الحمد فقال ان قضية المغامسي والموسيقى تثبت انهم (يقصد التيار الوهابي المتشدد) لا يبحثون عن الحقيقة بدليلها الفقهي بقدر ما أنها مواقف يُلوَى لها عنق الدليل. هي مسألة هيمنة لا حقيقة. وكتب الصحفي ميرزا الخويلدي مقالة في الشرق الأوسط عن المغامسي، الظاهرة السعودية؛ واستفاد الكاتب خالد الوابل من الهجوم على المغامسي، فنصح متابعيه في تويتر بأنهم مهما طالهم من سب وشتم في التغريدات، فعليهم تذكر ما طال الكلباني والغامدي والمغامسي.
أما مهنا المهنا، فتعجّب ممن (شنّعوا على المغامسي إباحته للموسيقى، وفيها خلاف بين الفقهاء؛ بينما تكفير المسلم وقتله وتبديعه ووصفه بالشرك، أحل لديهم من الماء في ليل رمضان في عقيدتهم). وزاد الصحفي يحي الأمير فقال على لسان خصومه: (اصلاً الكلباني مجرد قارئ وليس فقيه. أصلاً المغامسي مجرد واعظ وليس فقيه. انها محاولة سلب أحقيتهم في الإجتهاد. وهي حجة العاجزين عن النقاش والبحث العلمي). استاذ الجامعة الدينية والشيخ المتطرف محمد البراك وصف المغامسي بأنه (غير مؤهل للفتوى)؛ وزاد بأنه واعظ وليس بعالم متخصص؛ وأيده آخر بأن لدى المغامسي (تصوّف واضح، حتى انه لا يكفّر تارك الصلاة متعمداً.. وهذه بحدّ ذاتها تقضي عليه). وقال تكفيري ثالث: (الجميع يعلم ان المغامسي كافر فاجر صوفي قبوري يستغل الناس بالكلام العاطفي. وهو مرتزق معروف عند العقلاء).
ووجه صالح المزيد عدداً من الرسائل للشيخ المغامسي، قال له فيها (إني أرى الشيطان على كتفك. يا شيخ توقف وارجع للحق)؛ وأضاف: (ان لم تتوقف ولم ترجع عن فتواك عن الموسيقى فالتاريخ لم يرحم.. والله إنك دخلتَ في وحل.. توقف وراجع فتواك مع كبار العلماء عن الموسيقى). اما الإخواني عبدالله القصادي فيرد بتهكم: (ومتى كان المغامسي حجة على من خالفه؟ ومالذي تغيّر في الموسيقى لتحل بعدما حُرِّمتْ؟ ومالذي ظهر له وقد خفيَ عن غيره؟). والشيخ سعد الدريهم يرفض ان يبدي المغامسي رأيه: (ليس بعد قول الله وقول رسوله قول، فلا يستفزنّكمُ الشيطان). وربما كان الشيطان المقصود الشيخ المغامسي نفسه. كل هذا لأن المغامسي حلّل شيئاً من الموسيقى كالفواصل الاخبارية، وحسب احدهم: (المغامسي يقصد موسيقى السلام الملكي وموسيقى الأخبار. هو يدري ان ما فيه أحد بيسمع لها، حتى لو كان عليها أجر). ونبهنا ابو احمد القرني الى ان الشيخ المغامسي متطرف وتكفيري كالبقية من المشايخ. انظر ما يقوله عن خصومه: (أمثال هؤلاء لا رحم الله فيهم مغرز إبرة. ولا يحسن وصفهم لا بليبراليين ولا بعلمانيين. هؤلاء يقال في حقهم أنهم زنادقة وأنهم خرجوا من ربقة الإسلام إن كانوا قد دخلوا فيه أصلاً؛ ولا ينبغي أن يتردد أحد في أن يحكم عليهم بالكفر). وذكرنا أحدهم كيف ان الشيخ المغامسي لا يعدو ان يكون مُهايطياً معيناً للظالمين والحكام الفاسدين، وجاء بدليل مما قاله المغامسي حين وقف امام الملك عبدالله مادحاً كشاعر مرتزق.
ـــــــــــــ المصدر مجلة الحجاز
| |
|
|
|
|
|
|
|