نأى حزب المؤتمر السوداني بنفسه عن الإنزلاق في أي مواجهة مع مكونات تحالف قوى الإجماع الوطني، ونبه الأحزاب الرافضة لموقف “نداء السودان” إزاء خارطة الطريق إلى أن تبنيها لخيار الإنتفاضة فقط لا يصب في خانة توحيد المعارضة في ظل وجود حركات تحمل السلاح.
وقال رئيس المؤتمر السوداني عمر الدقير في ندوة بدار الحزب بالخرطوم بحري، مساء الجمعة، إن حزبه ليس بصدد الدخول في أية مواجهة مع أي تنظيم معارض، موضحا “أن كل حزب معارض هو توأم لنا وليس عدوا“. وأكد الدقير: “لدينا بوصلة أخلاقية وسياسية غير معطوبة موجهة نحو مصلحة الشعب السوداني”، مشيرا إلى أن ذلك هو ما دفعهم للمشاركة في اجتماعات “نداء السودان” الأخيرة بباريس رغم أن أحزابا أخرى في تحالف الإجماع الوطني رأت عدم المشاركة. وانقسم تحالف المعارضة في الداخل حيال المشاركة في اجتماع لقوى “نداء السودان” عقد في العاصمة الفرنسية خلال الفترة من 18-21 يوليو الحالي. وخرج الاجتماع بأن ثمة مستجدات من الممكن أن تقود المعارضة للتوقيع على خارطة الطريق الأفريقية. وشدد عمر الدقير أن قبول حزبه بخيار الحوار أو خارطة الطريق لا يعني تخليه عن خيار الانتفاضة، مؤكدا أن وجود المؤتمر السوداني في العمل النضالي بالشارع مستمر بشكل يومي وفعال، وزاد “لم نحد عن منطقة الانتفاضة.. بالعكس سنصعد عملنا في الشارع ونفعل العمل الجماهيري باسم (نداء السودان) ولن نلقي بسلاح المقاومة“. وقطع بأن قوى “نداء السودان” لا ترمي من وراء مواقفها الأخيرة الدخول في محاصصة حول المناصب، موضحا أن ما حدث حتى الآن ليس اتفاقا أو تسوية ولكنه آلية تريد عبرها المعارضة الوصول إلى اتفاق يقود للحرية والسلام والديمقراطية والعدالة. وأكد المعارضة لن تلتحق بحوار قاعة الصداقة وإن كانت تعترف بأنه “بضاعة” للأحزاب التي شاركت فيه، وأضاف قائلا “نريد أن نؤسس لحوار جديد ولن ننزلق لحوار انصرافي”، وذكر أن النظام الحاكم يعجز عن المضي في حوار حقيقي ويتخذ العملية “ككلمة حق أريد بها باطل” لكن المعارضة ستقود المعركة معه في المؤسسات الإقليمية والدولية. وحذر القوى التي تهاجم “المؤتمر السوداني” من عدم المزايدة عليه لأن الحزب موجود في الشارع أيضا، قائلا “نحترم خيارات القوى الأخرى لكنهم إذا جأوا لخيار الإنتفاضة سيجدوننا أمامهم“. في ذات السياق دافع نائب رئيس الحزب خالد عمر يوسف عن منظومة “نداء السودان” مبينا أن من شأنها ترجيح ميزان القوى المختلة بين الحكومة والمعارضة. وحذر يوسف من أن ثمة أحزاب معارضة تعطي المؤتمر الوطني الحاكم هدف تقسيم المعارضة بالمجان لأنها اصبحت تستعدي القوى الخطأ، مشددا على أن التقديرات السياسية حتى وإن أخطأت لا تستوجب العداء. ونبه إلى أن توحيد المعارضة خلف خيار الانتفاضة فقط من دون العمل بخيارات التفاوض والحوار، لا يوحد العمل المعارض في ظل وجود حركات مسلحة تتبنى خيار العمل المسلح. وتعهد بالمحافظة على وحدة المعارضة وعدم السماح للنظام بتقسيمها، قبل أن يقر بأن المعارضة مصابة ب “الوباء” لأنها غير قادرة على توحيد مواقفها، وأفاد أن الحكومة تتبنى الحوار لشق المعارضين و”السمسرة” بالعملية وسط المجتمع الدولي. وتابع “لن يحدث حوار قريب ولن تحدث تسوية قريبة“.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة