دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: حرب الملجة (Re: درديري كباشي)
|
(2) في هذه اللحظة كان عوض الداقس يراقب الموقف من بعيد لم يقترب ولم يعلق وعندما حل الاشكال .. هز راسه فقط يسارا ويمينا ممتعضا .. هذا كل ما فعله .. ولكن هذا فقط كان سببا كافيا في ان حديدة الفندك تتجه من قواعدها بين اواني العوراء نحو وجهه تفاداها بصعوبة في أخر لحظة ومعها سيل الشتائم المعهود .( تهز راسك شنو يا تور يا بجم تعال انت جرب شيل من الفول بتاعي يا حمار ) وتنطلق شكلة داقس والعوراء المعتادة لو لم يتدخل نفر كريم لما هدأ الوضع . ومن هنا سيبدا مسلسل القصة الخضارية الضاربة في الجزر والفجل حرب داقس والعوراء . تفادى داقس قذيفة حديدة الفندك والمنطلقة من قاعدة العوراء باعجوبة .. ويبدو انه متمرسا عليها او كان متوقعها .. وحديدة الفندك لغير اهلنا هي عبارة عن قطعة حديد (سيخة) ضخمة يمكن يكون سمكها سبعة أو ثمانية لينية ( ما عارف اللينية دي شنو لكن تمييز يستخدمه البنايين ) طولها شبر او يزيد تستخدم لسحن البهارات ( والمعارضين في بعض الاحيان ) داخل اناء خشبي مجوف يسمى الفندك ... قذفت العوراء داقس بحديدة الفندك لانها اعتبرت هزة راسه يسارا ويمينا عبارة عن سخرية منه عندما راى تصرفها حيال الولد المعتدي على ممتلكاتها الخاصة بحجة التذوق . .. بعد ان تفادى الهجوم بجدارة وحرفنه اشتعل غضبا وتناول بطيخة من اقرب بائع له ولم تفلح مقاومة البائع من اعفاء بطيخته من الدور النضالي لانه بعد ثواني كانت البطيخة منفجرة في الجدار خلف العوراء محولة كل المكان من حولها للون الاحمر القاني ) مما زادت حسرة البائع وكثير من الزبائن .. وقال احدهم ( هسع لو اشتريناها ما تطلع حمرا كدا ).. العوراء : تضربني ببطيخة انا يا تور يا عجل ... متناولة في هذه المرة الفندك شخصيا ومحاولة تنفيذ هجوم بري ناحية داقس .. والذي تناول ربطة من قصب العنكوليب وانتظرها متخذا موقفا دفاعيا ومهددا بمنصة الردع التي في يده .. بعد ان تدخل اهل الخير .. ( واهلات الخير ايضا ) لا تنسوا ان سوق الخضار يتكون من الجنسين النساء متخصصات في الكسرة والدكوة وبعض البهارات المسحوقه كالشمار مثلا والذي منه .. وبعضهن وخاصة صغيرات السن متخصصات في الشاي والزلابية .. اما العوراء فهي كانت اخصائية الفول السوداني بجميع مراحله الاستخدامية من فول ابو قشرة الى فول مقلي ( محمص) والذي يعرف في بعض مناطق السودان بال ( مررو) الى مرحلة الدكوة ( زبدة الفول او كما يقولون ) .. اما الرجال فهم اصحاب المساطب الجانبية للخضر والفاكهة... عمنا عوض داقس فهو مع عملية ( فيد باك اي نظرة تاريخية لحياته) والده كان صاحب مسطبة وكان زعيما للخضرجية . تعود عوض ان يحضر معه للسوق منذ الصغر . في طفولته كان يستمد زعامته وسيطرته من والده .. وعندما شب عوده ( وهي شبة نصاح؟؟) اصبح يعتمد على عضلاته وعينه الحمراء وشرارة . اجر مسطبة والده لاحد الخضرجية واصبح يعمل في السوق بنظام الفتوة جامعا الاتاوة من اصحاب المساطب الاخرى بحجة الحراسة .. .. كان يسرق احد الزبائن عجورة ويدخلها في قفته مستغفلا صاحب المسطبة ( القفة اناء يصنع من سعف النخيل لحمل الخضر والفواكه) في هذه الحالة يقفذ داقس مثل طرزان ما سكا يد اللص بصوت مزعج لافتا نظر الناس ليثبت جدارته . وفي النهاية يطالب صاحب المسطبة بملغ مكافاه يساوى اضعاف ثمن العجورة التي سرقت ..( والعجور نوع من الخضر بطعم ونكهة الخيار الا انه طويل القامة قليلا ولونه فاتح يميل للاصفر ).. المهم كما ذكرنا تدخلت لجنة فض النزاعات المكونة من بائعي الخضر والفاكهة والنساء البائعات .. بعد ان فض النزاع اجتمع الجمع من الطرفين يحصون الخسائر ويلعنون ( في سرهم طبعا ) داقس والعوراء .. كما جلس طرفا النزاع ارضا بانفاس لاهثه وكل واحد ينظر الى الثاني بحنق وحقد وعيون محمرة تشتعل غضبا اهل الخير من الرجال تولوا تهدئة داقس والحوار كالتالي ,, عم خضر : معليش يا عوض ولدي والمره دي اعتبرها اختك الصغيرة.. داقس : اختي شنو دي تكون اختي انا ...؟؟؟ عم علي : وبعدين يا داقس العوراء دي بتحبك جدا .. داقس : حب شنو كمان يا عم علي ياخ وفي واحدة تحب ليها واحد ترميه بحديدة الفندك ومال لو كانت بتكرهني كان ضربتني بهاون يعني ..؟؟؟ عم عثمان : ماتنسى يا داقس انه هي حمقاء شديد ومولعة نار ما معاك انت بس مع كل الناس .. وفي جانب النساء ننتقل الى هناك يدور الحوار التالي . حاجة حفصة : يا عورا يا اختي انت مالك الولد ما بينزل ليك من حلقك انت عارفاه هو بيحبك وميت فيك .. العوراء : يحبني ؟؟ يحبني شنو حباه برص اعور ( قالت هذه العبارة بصوتها العالي حتى وصل الصوت للطرف الثاني ) وعقب داقس : تااااااااااني اعور برضو ..؟؟؟؟ العوراء : شفتوه هو براه بدا الخطا متناولة كباية من كبابي حفصة ست الشاي وقاذفة بها في اتجاه الجمع الكريم والذين اخذوا ساترا في البدا ثم تفرقوا ليتركوهما في حربهما المستعرة .. لتشتعل الحرب من جديد ....مستخدمة فيها جميع انواع القذائف بما فيها القذف بالكلمات .. داقس : وهو يرسل قفة طماطم محملة ناحية العوراء : يا مره يا مجنونة هسع انا اتكلمت معاك ..؟؟؟ العوراء وهي تقذف براد الشاي بعد ان قضت على الكبابي : انت قايلني ما بفهم ولا ما بحس تقول لي اعور تااااااااني يا تور يا عجل .. هذه المره لم يستطع مشايخ السوق فض النزاع مما اضطر احدهم لابلاغ الشرطة لتحضر قوة تنقسم لقسمين كل مجموعة تتجه ناحية احد طرفي النزاع ويتم رفع داقس والعوراء في سيارة الشرطة متجهين بهما ناحية القسم .. وصلت سيارة الشرطة الى المركز .. يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرب الملجة (Re: درديري كباشي)
|
حرب داقس والعوراء (3) وادخل داقس والعوراء الى مدير القسم .. وبادرهم الظابط غاضبا جدا .. الظابط : علوية العوراء وعوض الداقس كرهتوني عمل الشرطة واليوم الدخلت فيه كلية الشرطة .. هو نحن ما عندنا شغل غيركم .. كل اسبوع جايبنكم لي في مشكلة .. وانتو معاركم دي ما بتنتهي .. وانا في النهاية حا اضطر انقل واحد فيكم للسوق المركزي .. داقس : تنقلوا كيف يا جنابو هو نحن عساكر عندك ولا شنو ؟؟ الظابط : اخرص يا حيوان انقلك وانقل ناظرك زاتو ولا ممكن اصدر اوامر انه انت بالذات ممنوع تدخل سوق الخضار سامع ولا لا ؟؟.. داقس : لا عفوا يا جنابو انا ما قصدي اقول انت ما بتقدر بس عملية النقل دي بسمعها عند الموظفين فقط ونحن ناس على باب الله نجي الملجة نلقط رزقنا من الصباح مرة نلقى ومرة ما نلقى حاجة ,, هدا الظابط بعد رد داقس الدوبلماسي وهمس في نفسه قائلا ( والله الرجل المدعي الهبل دا ما ساهل وفي راسه كلام كثير جدا ) الظابط موجها كلامه هذه المرة لعلوية العوراء : وانت كمان يا علوية ليه ما قادرة تتحملي اي كلمة من عوض دا .. وانا سمعت انه انت رميتيه بحديدة الفندك بمجرد ما هز راسه فقط .... في اللحظة التي كان يتحدث فيها الظابط مع علوية العوراء كان عوض الداقس ينظر اليها بنظرة مختلفة ويهمس في نفسه .. اول مرة يلاحظ انه عوضية العوراء فيها شئ من جمال .. بل هي جميلة فعلا لولا عينها التالفة ووجهها الملئ بالبندوب والكدمات .. ولكن لها قوام فاتن وجسم ممتلئ ربما لم يجروء أحد لذكره او التمعن فيه خوفا من شرها لكن الحق يقال هي انثي مكتملة ولكن بقلب لبوة شرسة ..في تلك اللحظة سرح داقس وبدا صوت الظابط ينخفض في سمعه بالتدريج حتى قفل تماما واصبح عبارة عن شفاه تتحرك وحركات باليدين .. عوض سرح في اكتشافه الجديد وخاصة بانه تجاوز الثلاثين ولم يفكر في الزواج قط بل ظانا بانه لا احد يرغب في نسبه .. لروحه الشريرة.. لكن هاهي العوراء وقد قيل له من قبل انها تحبه ربما حربها وقذائفها هي طريقتها في التعبير عن هذا الحب ويا له من تعبير ضدق من قال ومن باب أن من الحب ما قتل .. وصل لهذه النقطة وبدا يتبسم .. في هذه اللحظة نظرت العوراء الى داقس نظره مختلفة ايضا وهمست في نفسها .. فقط لو يفهم هذا التور كم هي متيمة به و بجسمه الضخم وتخويفه للرجال .. ولا شئ يضايقها منه سوى نظرة الشماتة الساخرة والتي لا تتحملها كل ما دخلت في معركة من معاركها .. لكن متى ينتبه لهذا الحب .. ومتى هي تتحكم في نفسها الشرسة ولو للحظة لتعلن له بانه لا توجد امراه في الوجود سواها يمكن ان تطيق عوض الداقس وترضى به زوجا .. ونعود لداقس : يقول في نفسه يا ترى هل تقبل به العوراء زوجا لها .. وخاصة انها تملك وضعا خيرا من وضعه فهي مثلا تمتلك بيتا جميلا ورثته من امها .. لم يستيقظ الاثنان الا على صرخة الضابط التي اعادت صوته لمسامعهما .. : قائلا : سامعين الكلام دا ولا ما سامعين ..؟؟؟؟؟؟ التفت الاثنان الى الظابط بهبل لانهما لم يسمعا اي كلام .. اخيرا حتى يتم قفل الباب هز الاثنان راسيهما بالايجاب رغما عن انهما لا يعرفان عن اي كلام كان يتحدث الظابط .. لان كل واحد منهما دخل في عالم الآخر .. وكما قيل ان بين القلب والقلب رسول تستطيع ان تقول قد حس كل واحد منهما بالاخر .. تفاجا الاثنان بان الظابط قدم لهما تعهد ليوقعانه .. ومسك كل واحد منهما الورقة ووقعها دون ان يقرا تفاصيلها .. كانهما على موعد آخر واهم .. وقبل ان يعتبا باب مركز الشرطة التفت داقس الى العوراء وفاجاها قائلا علوية تتزوجيني ..؟؟؟؟؟؟؟ علوية : قالت في نفسها اخيرا جيت يا ابن ال....... يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرب الملجة (Re: درديري كباشي)
|
(4) فاجا عوض داقس علوية العوراء بطلب الزواج منها .. وهي حبست الكلمات في حلقها ولم تجد ردا سوى التبسم وكان اكثر تعبيرا من الكلام .. ولكن من كان اكثر دهشة هو الضابط ... اول مرة يشاهد اناس يوقعون على تعهد دون حتى أن يقراوه وكذلك حيرته تلك البسمات المتبادلة .. وخرج خلفهم وهو واقف في باب المركز شاهد عوض داقس يوقف تاكسي ويركب الاثنان لا يدري الى اين يتجهان لكن تحس انهما يحفهما الرضا والفرح .. ودخل الضابط عائدا الى مكتبه يصفق يديه في تعجب وحيرة. طلب داقس من سائق التاكسي ان ياخذهما الى مطعم فاخر يعرفه بعد ان دعى علوية ووافقت وهي في قمة السعادة .. جلس الاثنان في المطعم وكل منهما يكاد يلتهم الاخر بنظراته ..دون كلام .. قال عوض حتى يفتتح الحوار من جديد .. : ما سمعت رايك في الزواج . علوية تفتكر بعد دا كله تحتاج لرد .. عوض : انا عاوز اسمعها منك بالكلام .. علوية : الظاهر عليك انت ما بتفهم الا بحديدة الفندك هاهاهاها.. ضحك عوض باعلى صوته : مكملا بالله في واحدة تحب واحد ترميه بحديدة فندك .. انا كان ممكن اروح فيها اليوم .. علوية : وانا لو كنت عاوزة اضربك ما كان صرخت فيك كان رميتها وانت ملتفت .. قطع الحوار الجرسون وهو يحضر لهما وجبة الغداء وضع لهما الجرسون الغداء الدسم يليق بمشروع عرسان جدد .. وواصل عوض الداقس مستانفا الحوار : تفتكري يا علوية انه عنفك معي ومعاداتك الزائدة لي من دون ناس سوق الخضار الباقين هي كانت حب .... انا عمري ما خفت من رجل ولا حتى اسد لكن كنت بخافك وبتحاشى حتى النظر اليك .. انا اليوم فقط اكتشفت انك انسانة جميلة .. العوراء : الخوف نفسه هو صورة من تعبيرات الحب .. انت ما كنت تخافني شخصيا لكن كنت تخاف تفضح نفسك بحبك لي .. عوض : الحب عمره ما كان خوف فهو مرتبط بالشجاعة منذ ايام عنترة بن شداد بل الحب هو امان واحد من الاشياء التي تجدها فيمن تحب هي الامن والامان .. علوية : لكن الرجال يحبون الحب المرتبط بالخوف ولا يحبون الحب الذي يوفر الامان بدليل انه المتزوجون يتركون زوجاتهم الآمنات في البيوت ويجرون بحثا عن حب المغامرات في الشوارع وفي الطرق الملتوية معرضين انفسهم وسمعتهم للخطر لانهم سئموا الامان .. عوض : حب المغامرات ليس له علاقة بالعاطفة هذا ادمان مرضي قائم لوحده . وهو لا يختلف كثيرا عن حب الملياردير للعب القمار والميسر .. هو ليس عشمان في ان يكسب من القمار لانه عنده مصانع ومؤسسات تضخ له ملايين ولكنه ادمن التوتر وتعريض نفسه لخطر الافلاس لذلك هو يحب القمار والميسر . والشخص الذي يبحث عن الحب في الطرق الملتوية هو كذلك يبحث عن نفس الشئ . علوية : تقصد يا عوض انه انا عندما رميتك بحديدة الفندك كنت انوي اقتلك او آذاك وكنت بكرهك في تلك اللحظة ؟؟ عوض : لا انت رميتيني بالحديدة وانت كنت تحبيني فعلا .. لكن رميك لي بالحديدة ما كان تعبيرا عن هذا الحب انما كنت انت تحاولي ان تطردي احساس حبك لي من نفسك .. لاني كنت الرجل الوحيد الذي يشعرك بانوثتك .. وهذا هو الشئ الذي تحاولي انت ان تتنكري له وهو سبب معاركك الضارية مع الرجال .. فانت كنتي تقاومي وترفضي فكرة انك امراه ضعيفة .. واكيد يوجد اسباب لهذا الاحساس وانا ما ناوي اعرفه الان .. هنا تفاجا عوض بان علوية العوراء وضعت يديها في وجهها ودخلت في نوبة بكاء شديدة تؤكد بان عوض قد نكأ الجرح فعلا .. يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرب الملجة (Re: درديري كباشي)
|
ممتع يا درديري كالعادة شكرا لك لكن يا عزيزي مستوى الحوار في الجزء الأخير عالي جدا, ما قادر اتخيّله دائر بين ست فول حجّأت و بلطجي ملجة :)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرب الملجة (Re: محمد البشرى الخضر)
|
Quote: ممتع يا درديري كالعادة شكرا لك لكن يا عزيزي مستوى الحوار في الجزء الأخير عالي جدا, ما قادر اتخيّله دائر بين ست فول حجّأت و بلطجي ملجة :) |
سلام يا جميل وعلى طلتك
بعد الجاية راح يتضح سر الحوار العالي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرب الملجة (Re: درديري كباشي)
|
5 عوض الداقس لمس الوتر الحساس في علوية العوراء عندما نبهها الى عقدتها من الرجال بالصورة التي فاجأتها وجعلتها تدخل في نوبة بكاء شديد لأول مرة وامام رجل .. واي رجل .. الرجل الذي ظلت طيلة معرفتها به الا تلين امامه ولا تضعف ها هي الآن تبكي من كلماته وتهد كل صلابة زائفة أدخلتها على شخصيتها .. لتكشف بأنها أنثى ورقيقة جدا مثل باقي النساء يمكن ان تبكيها كلمة وتدميها ورقة .. رفعت رأسها وفاجأت عوض بسؤال لم يكن يتوقعه وقالت له : أنت مين ؟؟؟؟؟ عوض باستغراب : انا عوض الداقس .. قالت : له انت آخر رجل يمكن ان يكون داقس في الدنيا دي ..(داقس مصطلح سوداني بحت يعني الشخص سازج مع قليل من البله . بمعنى آخر يسهل ترضيته واقناعه كما يسهل اغضابه وتضليله) ولكن حلفتك بالله قل لي من انت ؟؟.. والكلام القلته من شوية لايطلع من شخص داقس او حتى شخص عادي ..انت إنسان متعلم مثقف من وين جبت الكلام دا ؟ . وانا لمن وافقت على الزواج منك كنت مقتنعة بك كعوض الداقس لكن انت الآن شخص مختلف قدامي ..و لازم اعرف انت مين أو انسى فكرة الزواج ... عوض بعد ان سكت فترة قصيرة وهز رأسه ببطأ من اعلى لاسفل كانه يريد أن يسرد حكاية طويلة ..وبدا يتحدث فعلا . قائلا : انا عوض ولد عثمان صالح شيخ الملجة وسوق الخضار .. أصر على والدي على ترك الدراسة مبكرا والالتحاق معه بسوق الخضار حتى اورث منه مشيخة السوق .. وانا كنت تلميذ مجتهد وأحب الدراسة .. ولكن كل هذا لم يشفع لي مع رغبة ابي واصراره وخاصة لاني ابنه الوحيد والباقين بنات .. وانا اخيرا من اولى ثانوي طعت ابي وتركت المدرسة النظامية .. ولكن بمساعدة استاذ صلاح ومدير المدرسة كنت أحضر الدروس في المساء واذاكر بعد ما اروح من سوق الخضار .. زي ما تعرفي انه سوق الخضار يقفل من المغرب .. وواصلت بهذه الطريقة الى أن امتحنت الشهادة ونجحت ودخلت ايضا الجامعة بالانتساب ودرست علم نفس .. وكنت راغب شديد ومولع بعلم النفس .. قبل ما اتخرج توفى الوالد .. واصبح ليس أمامي غير انه اتفرغ للعمل حتى أعول باقي الاسرة .عملت بمسطبة الوالد أبيع مثل باقي الناس وأتزعم السوق . حتى زوجت كل أخواتي ورحلتهن مع ازواجهن.أجرت البيت والمسطبة وتحولت حياتي للصورة الانت عارفاها الآن .. أرجوك حاليا لاتسأليني عن السبب الخلاني أختار طريقة حياتي الحالية .. ولكن ما توقفت من الاطلاع بالليل بعد ما يفرغ السوق أجر عنقريبي وأطلع كتبي واقرأ .. لكن وبنفس طريقتك ها أنا احول ليك السؤال من تكوني انت لانه فهمك لتحليلي يدل على انه داخلك فتاة متعلمة وخاصة بعد بكاك ... انا كمان عاوز اقرا كتابك .. علوية : انا خليني الآن واكيد ما راح اخبي منك شئ لكن عندي اسئلة مازلت عالقة .. اولها كيف انت قدرت تخفي شخصيتك المتعلمة المثقفة في شخصية عوض الداقس الاهبل القوي العنيف .. عوض : مثل ما ذكرت لك انه انا ساعدني تخصصي وانا دارس شخصية عوض الداقس تماما لذلك استطعت ان اسيطر عليها دون ان تفلت مني معلومة تدل على علمي سوى حديثي معك اليوم .. علوية : صدقني انت فعلا شخص ما عادي ورغما عن انه لازال داخلي اسئلة كثيرة لكن احسن نمشي لانه الليل قرب .. عوض : قبل ما نتحرك نحن ما حددنا برنامج العرس . عوضية العوراء : برنامج العرس كان لمن كنت انا العوراء وانت الداقس .. لكن الامر اختلف الان .. انت ما عاوز تعرف انا مين ؟؟؟ عوض : معك حق ................. انت مين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرب الملجة (Re: درديري كباشي)
|
حرب داقس والعوراء (6)
خرج العاشقان العدوان من المطعم واقترح عوض على علوية أن يركبوا تاكسي لكن هي فضلت المشي حتى يكملوا ما بدا من حوار بينهما وخاصة انهم قريبين من السوق .. قال لها هو فعلا متشوق ليعرف قصتها ومن تكون كما قالت هي من قبل.. وبدات علوية الحديث . قالت :نحن اصلا من الضهاري (اطراف السودان) وعندما حدثت موجات الجفاف والمجاعات هاجرنا الى الوسط لنحتمي بالنيل مثل باقي اهلنا في السودان . وبما انه اهلنا عملهم كان يعتمد على الزراعة المطرية الموسمية والرعي وما كنا نشتري شئ من اكلنا ومن السوق إلا الملابس والعلاج لانه كل مصادر اكلنا من انتاجنا .. وعندما هاجرنا بعد المجاعات فقدنا كل شئ .. وجئنا في السكن العشوائي في اطراف المدينة بنينا اكواخا مثل الناس الموجودين وسكنا فيها .. ابوي نتيجة للصدمة اصبح مدمن خمر كل يوم يخرج من الصباح يشتغل قليلا في الحفر والنظافة وما يجمعه يغشى الخمارات ويسكر ويعود محولا البيت اقصد الكوخ لجحيم .. وهو اصلا ما كان ينقصه جحيم ... ,يضربنا انا وامي واخوتي الصغار لاتفه سبب ..و اخيرا تعرض لحادث سيارة وتوفى .. امي في الاول امتهنت بيع الكسرة ( الخبز الشعبي ) ولكن في السوق صاحبت مجموعة من النساء الشريرات واللاتي يتخذن من بيع الكسرة ساترا لترويج وبيع الخمور البلدية .. أغرينها .. حتى تعلمت امي منهن الصنعة بل اصبحت اشهر وتحول بيتنا على علاته لخمارة .. واصبح البيت يرتاده السكارى من كل صوب .. انا تمردت على الوضع واحتجيت على امي في انه نحن اللقمة الشريفة من بيع الكسرة حرمتنا منها وحولت حياتنا لجحيم بزبائنها .. نحن كان عندنا سكران واحد كرهنا العيشة اما الآن فكل يوم نقابل اشكال جديدة .. امي لم تسمع كلامي واصرت على المواصلة وخاصة بعد ما رأت الأموال بدات تتدفق عليها . واشترت قطعة الارض وشرعت في بنائها .. انا في تلك الفترة كنت منتظمة في دراستي .. بل المدرسة كانت بالنسبة لي هي المفر والملاذ الآمن الذي أهرب له في كل صباح لأعود في المساء اعاني من جديد ..ولان المذاكرة والقراءه كانت مهرب بالنسبة لي تفوقت في الدراسة .. والتفوق نفسه كان ساترا لواقعنا القبيح والمرير امام معلماتي على الأقل .. لان بنات الأسر كنا يتحاشين التحدث معي ويبدو ذلك بتحذير من اهلهن بان يبتعدوا عن بنت صانعة الخمور .. انا كنت أحمل هذه المرارة واحاول تعويضها بالتفوق ولكن تفوقي لم يشفع لي ولم يصنع لي ولو صديقة واحدة احكي لها همومي ... كل البنات كنا يرين انهن اشرف مني وأرفع مكانا .. لذلك انا رايت انه كتب المدرسة ما عادت تكفيني لذلك أخذت الاموال من أمي ووجدت طريق آخر للمكتبات وكنت ادفن باقي اليوم في كتب المكتبة .. وقرأت كميات كبيرة من الكتب رويات أدب المهم أي كتاب أستطيع اشتريه كنت أقراه من الغلاف للغلاف .. امي ما كانت تعترض على قراءتي وكانت تعتقد ان كل شئ اقرأه هو مقرر مدرسي وكانت تظن وتؤمن ان القراءه هي مخرجي الوحيد من هذا الوحل والمستنقع الآثن ... امي لم تكن ترقمني على مساعدتها في عملها .. بعض الرجال كانوا يعاملوني كبنتهم والبعض الآخر كانوا ذئابا .. وطالما انا موجودة في بيت صاحبة الخمارة اذا لابد ان اكون جزء من وجبتهم المدفوعة الثمن .. بعضهم حاولوا يتغزلوا بي .. وكنت أزجرهم بل بعضهم اضربهم اذا تجرا ومد يده نحوي . الا ان كان يوم وهو اليوم الذي فقدت فيه عيني .... وأمي وتبدد الحلم كله في تلك اللحظة : وصل العاشقان قرب سوق الخضر و وجدوا الجميع في إنتظارهم .. ورغما ان حديث العوراء كان مشوقا الا انه عوض لم يجد فرصة لسماع الباقي .. لأنهم اصبحوا امام سوق الخضر والجميع في انتظارهم .. تفاجأ الجميع بالحميمية التي ظهرت للعدوين .. دخل عوض وعلوية مترافقين ومتقاربين على اهل سوق الخضار والجميع في اندهاش ونطق عم خضر قائلا .. وين كنتو شفقنا عليكم وانا رجعت المركز وقلت الضابط يمكن حبسكم ... نظر عوض الى علوية وأبتسم الاثنان لبعض واتجهوا صوب بضاعة علوية والتي بدات تجمع في اغراضها وعوض الداقس وتحت دهشة الجميع ايضا جلس معها يساعدها .. وعلوية اعتذرت لحفصة عن التلفيات التي احدثتها لها في ممتلكاتها جراء المعركة التي دارت في الصباح .. و وعدت بتعويضها .. حفصة لم تملك كلاما وكانت مندهشة وفاغرة فاها اول مرة تسمع اعتذارا من العوراء .. لا احد كان يظن بان داخلها يوجد انسان عادي يحن ويرق ويشفق ويندم .. كل الذي يعرفونه عنها تلك الصورة المتوحشة والشرسة .. وحفصة كانت تظن ان خسارة الكبابي فقط من هذه المعركة يعد سلامة من علوية والجميع يعمل بالشعار السوداني الذي يقول ( الجاتك في مالك سامحتك ).... يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرب الملجة (Re: محمد البشرى الخضر)
|
سلام
شغل عجيب منقاش تقرا وتشوف وتسمع وفي النهاية ما تعرف انت قريت ولا شوفت ولا سمعت
عجبتني جدا للدرجة التمنيتها كتبت بلغة محلية كلها دون التزام باي شرط لاي حاجة وردوود وكل ماهو جميل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرب الملجة (Re: حامد عبدالله)
|
Quote: سلام
شغل عجيب منقاش تقرا وتشوف وتسمع وفي النهاية ما تعرف انت قريت ولا شوفت ولا سمعت
عجبتني جدا للدرجة التمنيتها كتبت بلغة محلية كلها دون التزام باي شرط لاي حاجة
وردوود وكل ماهو جميل |
الله يخليك يا حامد يبدو أن الحكاية من ذوقك وشفافيتك ساي الحكاية ما قدر دا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرب الملجة (Re: درديري كباشي)
|
7
ذهب عوض ايضا الى المتضررين من اصحاب الخضار واعدا اياهم بالتعويض ومعتذرا عن الذي جرى والذي كان يجري من زمان ... تاركهم مندهشين يتلفتون ناحية بعضهم البعض في حيرة .
بعد ان جمع اغراض علوية معها اوقف سيارة لتوصيلها الى المنزل وساعدها في رفع القفاف ومودعا اياها وواعدا لها في اكمال الحديث قي اليوم التالي . وانتظر ملوحا لها بعد ان تحركت السيارة غير مكترثا بنظرات التعجب والاعجاب التي تكاد تخرق ظهره ..
كان يتمنى لو يركب معها ويسمع باقي القصة .. ولكن خاف ان يلوثها بالظنون وهي ( ما ناقصة ) .
تحركت علوية بالسيارة وهي تتمنى الا تفعل وتحس كأنها تركت قلبها في يد ذلك الرجل الداقس العجيب والذي لم يفصح الا قليلا عما يحمل وهذا الساحر الكتوم والذي ظل لسنوات يدعي الهبل والتخلف ويعيش على الاتاوة والفتوة وما تجنيه عضلاته من إرهاب .. هي الان الشخص الوحيد الذي كشف عن جزء قليل من جبل الجليد عوض الداقس .,. بل هذا الجزء القليل كفيل بان ينير عقل كل من هؤلاء الموجودون بسوق الخضر ..
والى اللقاء
يا احلى عوراء
قالها عوض في نفسه بعد ان اختفت السيارة في اللفة .
وفي اول ليلة بعد آخر حرب ..
انفض كل اهل سوق الخضر .. وتفرقوا لمنازلهم و في نفوسهم أشياء من حتى .. وبقي عوض الداقس .. لانه كما ذكرنا جعل مسكنة سوق الخضر .. بعد ان تزوج اخواته ورحلن لبيوت ازواجهن .. هو اجر بيت والده كما فعل مع المسطبة .. استخرج سريره من مكانه المخصص ووضع فرشه .. واستخراج كتابا من كتبه التي اعتاد الاطلاع عليها قبل النوم .
.. ولكنه لم يستطيع التركيز في القراءة ولم يحس بالنعاس .. بل شعر بان عقله اشتعل وبدا يعمل بطاقته القصوى ... وهو يفكر في هذه العوراء .. ويلوم نفسه كيف لم ينظر لها قبل ذلك تلك النظرة التي فجرت فيه اشياء كثيرة كانت ساكنة ومهملة منذ زمن بعيد .. كما فكر فيها كيف هي واجهت صعوبة الحياة وقاومت ورغما عن انها الى الان لم تقل له كيف فقدت عينها .. ولكنه شعر بان هذه العين راحت ثمنا لشئ غالي جدا لا تساويه كنوز الدنيا .. بنت ظلت طيلة عمرها منذ ان عرفت انها انثى تقاوم في الرجال و وجدت نفسها تعيش وسط مستنقع آسن .. الشر يحيط بها من كل جانب وذئاب تنظر اليها بشهوة ولا احد يدافع عنها وصدق من قال ان لم تصر ذئبا اكلتك الذئاب وجد لها عذرا في أن تتحول للبوة شرسة دون أن يعرف باقي تفاصيل حكايتها ... استمر عوض يفكر حتى داهمه النوم ..
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرب الملجة (Re: عمر دهب)
|
Quote: شكرا انت حقيقة بتمتعنا ونتهوه فى الحكى معى شخوصك ودى ماحاجه جديده |
شاكر جدا يا دهب
وانشاء الله نقدر نعبئ هذه الثقة بما يليق بها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرب الملجة (Re: درديري كباشي)
|
في الصباح الباكر قام عوض كالعادة مع صلاة الفجر .. وبعدها ذهب للمسجد القريب صلى كمرة من المرات النادرة .. شعر بأنه مدفوعا من الداخل برغبة صادقة في غسل نفسه أو توبة من ارتكاب جرائم في حق أبرياء أو مغلوبين على أمرهم ظلمهم .. بل أمعن في ظلمهم .. عاد الى السوق حيث يجلس عند حفصة يشرب منها الشاي مع قطع الزلابيا كوجبته اليومية الصباحية .. مجانية دون أن يفرض عليها أتاوة أو يخيفها ,, فهي كانت تعزه كأبن لها .. ولكن تفاجا بان علوية نفسها حضرت مبكرة جدا كغير عادتها فهي عادة تاتي بعد شروق الشمس .. وجلست بعد ان انزلت قفافها من السيارة وبدات ترصها ذهب عوض ناحيتها ليساعدها ويستفسر عن سر حضورها المبكر من دون الايام ... وقالت له هي اصلا لم تنام ظلت تفكر في احداث الامس حتى الفجر .. كيف تطور الامر بينهما بعد ان كانا اشهر عدوين بالسوق . قال لها عوض : هو نفسه نام بصعوبة نوما متقطعا وكان يتعجل شروق الشمس حتى يراها وها هي تحضر اليوم حتى قبل شروق الشمس .. بعد ان رتب اقراضها معها قال لها انه لم يعد يطيق الصبر ومتشوق لسماع باقي قصتها قبل ما يتجمع ناس السوق و افضل فرصة طالما هي حضرت مبكرة ... .. وبعد ان جلست علوية في مقعدها و رصت بضاعتها .. دخلت في موجة الحكي من جديد .. .. وقالت : كان أحد السكارى وهو من زبائن امها شخص سئ جدا . كثيرا ما تحرش بها وغازلها بالمكشوف وأمام أمها وباقي الزبائن .. ذات مساء ما كانت أمي غائبة في مشوار بالسوق والبيت خالي من الزبائن وأخوتي الصغائر نائمون .حضر هو و هاجمني محاولا اغتصابي و قاومته بكل شدة الا ان أفلت منه صباعه وغرس في عيني وفقأها .. و ظليت أصرخ بأعلى صوت من الالم الشديد ... تجمع الناس والجيران وانقذوني من قبضة السكران الذي لم يكترث لصراخي مواصلا رغبته الدنيئة .. حضرت امي وبعد ما تم نقلي للمستشفى .. شفيت بعد عدة عمليات جراحية ولكني أصبحت بلا عين .. اما امي أصابها الشلل نتيجة للصدمة لانها رأت نفسها هي السبب .. و لأني بقدر ما حاولت وترجيتها ان انشلها من هذا المستنقع الآسن كانت تصر على المواصلة بحجة انه ليس لدينا مصدر رزق غيره .. أمي لم تعد تتحمل أن تراني بعين واحدة .انتشرت قصتي وتركت الدراسة قبل امتحان الشهادة الثانوية باسبوع وبعدها توفت والدتي .. وتركت لي مسئولية الصغار لوحدي .. أول خطوة خطوتها هي الخروج من هذا المكان الغذر .. ولحسن الحظ كانت أمي قد اكملت بناء البيت وكانت على وشك ان تؤجره حتى تستفيد من دخله .. لكن أخذت أخوتي و انتقلنا للبيت في حي جديد وبعيدا جدا عن ذاك المستنقع .. وحرصت انا على تعليم اخوتي وتحمل المسئولية ... وفي ذات الوقت تطور لدي و نما جدا كرهي للرجال .... بدءا من والدي ومرورا بذاك السكران الذي فقدت بسببه عيني وأمي وحطم كل أحلامي وآمالي .. هذا هو الجرح الذي نكأته انت عندما حللت علتي صدقت وقلت أنا عندي عقدة ضد الرجال ..قبل الحضور لسوق الخضار في الأول فكرت انه ابيع الشاي في موقف الشاحنات و لكن تفاجأت بوسط هناك لا يقل عن زبائن امي وكلهم ينظرون إلي نظرة الذئاب .. تعبت من الصراع .. الى ان نصحتني إحدى الأخوات بأن اذهب وابيع في سوق الخضار لانه هنا كل الناس محترمين . .. وجئت الى هنا كما تعرف من سنة او اكثر شاهدتك انت . غصبا عني تعلقت بك . أبت تمل عيني الواحدة من النظر اليك أصبحت أنت الحب الذي أكرهه .. لذلك كانت مشاعري تجاهك محيرة الى آخر لحظة ماكنت اعرف هل انا بحبك ام بكرهك .. .. المهم كل ما اراك كنت أحس بان جسمي أشتعل نارا وأكاد اتناول اي شئ وارميك به حتى دون سبب .. الى ان جيت انت يادكتور يا نفسي و حللت لي علتي .. وقلت انه انا بحبك ولكن اخاف من هذا الحب واقاومه لانه احس بأنه ضعف تجاه الرجال .. وانت عرفت بخبرتك وعلمك وضعت العقدة في المنشار زي ما بيقولوا ولكن ماكنت عارف السبب, .. انا اعتقد بعد ما عرفت قصتي تكون استبعدت فكرة الزواج مني نهائيا .. وبديت تنظر لي كخضراء الدمن .. واكيد انك تفضل البقاء من غير زواج على ان تتزوج مثلي .. تعرف الفرق بيني وبينك هو أنك أخترت حياتك بنفسك .. كان ممكن تعيش في بيتك وتتزوج اي واحدة تتمناها وتعيش مثل والدك حياة عادية وتقليدية .. لكن انا كنت رافضة حياة امي و ما استطعت ان أغيرها أو أجد لها بديلا رغم مقاومتي الشديدة ..و بسبب حكم المجتمع القاسي .. المجتمع كان يدفعتي دفعا بالقوة لاسلك سلوك أمي وانا رفضت وقاومت وبالرغم من أني فقدت عيني بمقاومتي واصراري على الرفض .. لكن ها هي الآن العين التالفة اصبحت رمزا للشر بدلا ان تكون وساما للشرف في وجهي .. رفعت علوية راسها لتفاجأ بان عوض خدوده تسيل دموعا .. حتى لم يستطع ان يرفع راسه ليواجهها .. وقال لها : علوية انت اشرف و أنقى امرأه عرفتها في حياتي .. وياريت لو تتواضعي وتقبلي تتزوجي واحد مثلي .. بل هذه العبارة مفروض تسمعيها من اكبر شخص في البلد مكانة وثراء .. للأسف المجتمع وسائل تقييمه للناس اصبحت ظالمة .. .. وللمره الثالثة علوية ارجوك وافقي اتزوجيني على الاقل نكمل مشوار الحياة القاسي مع بعض .. صدقيني نحن حياتنا ليست كلها مرة بل نحن حياتنا بطعم ونكهة ثمر اللالوب مرة و حلوة ورغما عن ان المرارة فيها اكثر الا انها مستساقة ولذيذة .. .. ابتسمت علوية لهذا التعليق .. وقالت : خلاص اذا نكمل اللالوب مع بعض مافي مانع إذا مصر.. . أندمج عوض وعلوية في الحديث الهامس ولم ينتبهوا الى أهل السوق الذين بداوا يتجمعون ويفتحوا في محلاتهم .. والكل مستغرب للحديث الهامس الذي يدور بين العدوين اللدودين وتتخلله ضحكات بعض مرات .. رفع عوض رأسه ليكتشف بانهما اصبحا محط انظار الجميع . وقام عوض مسرعا قائلا لعلوية : بعد الزواج تاني سوق مافي تفضلي في البيت تربي الاولاد وانا علي جمع الرزق .. .. قالت : ما في مانع بشرط انت تبطل شغلك الحالي وتشتغل تبيع مثل باقي الناس ..... .. وقال عوض : هذه اول خطوة انا فكرت أعملها ومن هنا كنت ناوي أروح لعم عثمان مؤجر مسطبتنا .. ليخليها لي نهاية الشهر .. علوية : عندي سؤال ثاني قبل ما أديك موافقة نهائية .. لازم أعرف السبب .. شنو الخلاك تدعي الهبل وتعيش حياتك على الأتاوة والفتوة ؟ عوض : دي قصة طويلة يمكن أحكيها ليك بعدين عشان ناس السوق بدأوا يتجمعوا خلاص .. . يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرب الملجة (Re: درديري كباشي)
|
حرب داقس والعوراء (9)
وفعلا قام عوض من أمام علوية اولا متجها ناحية عم خضر والذي تزعم مشيخة السوق بعد وفاة والد عوض و بعد زهد عوض فيها .. واخبره بالمفاجاه ودار بينهم الحوار التالي .. عوض: السلام عليكم يا عم خضر . عم خضر : اهلا يا عوض ولدي امس ما سألناك المشكلة وصلت وين شايفك من الصباح ترضي في العوراء لعلها ما فتحت فيك بلاغ ولا شئ ؟؟. عوض : لا يا عم خضر .. وانا جاييك في موضوعين .. الأول أهم لأنه انا عاوز افتح مسطبة ابوي وابيع زي و زيكم .. عاوزك تكلم لي عم عثمان عشان يفضيها ويسلمها لأني محرج منه .. عم خضر : ما شاء الله .والله دا أسعد خبر سمعته والخبر الثاني شنو ؟؟ عوض : انا عاوز اتزوج واستقر زي باقي الناس ( قصد عوض ان ينقل المفاجأه لعم خضر في جرعات ) .(. عم خضر بعدها اشرق وجهه بابتسامة عريضة ( الظاهر عليه عنده حاجات بايرة في البيت ) أبشر يا ولدي انت بس اشر وانا ليك علي ازفها وادخلها ليك في بيتك .... اها ومين سعيدة الحظ دي ؟ .. عوض : هي علوية العوراء ..
عمر خضر مندهشا وجاحظا عينيه ..: يا راااااااجل ..؟
خرجت الكلمة بصوت عالي وعفوي لفتت نظر علوية والتي عرفت بغريزتها ان الحديث يدور حولها وخاصة بعد ما التفت عم خضر ناحيتها والتفت الى عوض مواصلا حديثه .
قال: علوية العوراء الشريرة المسترجلة الما معروف اصلها من فصلها ما غيرها ؟؟..
تفاجا عم خضر بنهرة من عوض : احترم نفسك يا عم خضر .... واستدرك .. آسف في الحقيقة علوية دي اشرف امراه انا عرفتها في حياتي .
عم خضر ويبدو عليه الغيظ : هو انت عرفت حريم وين ما طول عمرك مقفول في سوق الخضار .. وهو سوق الخضار دا فيه حريم غير ستتات الشاي والكسرة والويكة . عوض بدا يتضايق من عم خضر : وديل أشرف النساء في الدنيا شوف هنا يا عم خضر انا حبيت أعلمك من باب العلم بالشئ ما جيت اشاورك او اخذ رايك فقط بإعتبار انك كبيرنا هنا في السوق .. لو ما عاوز تتولى الموضوع وتكلم الناس هنا.. في ناس كتار ممكن يتولوا المهمة في سرعة البرق .. ونحن ناوين نعمل العقد هنا يوم الجمعة ( رغما ان عوض لم يناقش هذا الامر مع علوية الا انا عم خضر اثار حنقه ولذلك قرر ان يحسم الموضوع )
عم خضر خاف من زمام الامور وزعامة السوق تفلت من يده لو تولى شخص آخر زواج عوض الداقس من علوية العوراء ..واستدرك : قائلا لا لا لا يا ولدي .. انت ولدي الوحيد وانت عارف انه انا ربنا ما رزقني أولاد وعندي بنات بس ( تلميح زكي وغبي ) وانت زي ولدي وما في حد حا يعرس ليك غيري . ... وهنا رجع عوض لعلوية وقال لها انه عقد زواجنا سيكون يوم الجمعة ... تعرفي اي واحد من أقاربك ممكن نتقدم له .. قالت انه عندها عم متنكر لهم منذ حياة والدهم وحتى بعد وفاته لم يسأل عنهم ولا تعرف له مكانا .. وقال على كل حال نحن زواجنا يوم الجمعة عندك مانع ؟؟ هزت راسها بالنفي وهي تتبسم خجلا ..
ورجع عوض لعم خضر واخبره بموافقة العروس ..
صعد عم خضر في اعلى مسطبته وبدا يصفق حتى هدات همهمة السوق تماما و وقف الناس منصتين وقال لهم : اسمعوا يا اخوانا ... ابننا عوض الشهير بعوض الداقس وبنتنا علوية الشهيرة بالعوراء .. كلكم بتعرفوهم معنا هنا في السوق .. وانشاء الله حيكون زواجهم يوم الجمعة هنا في سوق الخضار .. بعد صلاة العصر حنعقد لهم هنا وكلكم لازم تحضروا .. يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرب الملجة (Re: درديري كباشي)
|
(10)
صدرت همهمات من اهل السوق فهي مزيجا من الاستهجان والاندهاش والاستغراب .. وتلفتت الرؤوس وصفقت الايادي استعجابا واستغرابا .. غطبت وجوه وتبسمت أخر .. دون مقدمات وسط هذا الاندهاش انطلقت زغرودة من حفصة بائعة الشاي .. فهي تقريبا الشخص الوحيد الذي يحظى بحب طرفي النقيد كما يحبانها بذات القدر .وتلتها عدة زغرودات وبعدها انهال الناس على عوض وعلوية يباركان لهما ..
وبعدها وبالحاح من نسوة السوق ذهبت علوية الى بيتها اذا انه اليوم الاحد لم يتبقى لها الا ايام قلائل تحاول ان تستعد قدر الامكان فيها للزواج الميمون ..
بعض صديقاتها الشابات من بائعات الشاي ذهبن معها ..
اما عوض جلس في وسط السوق و (الخضرجية ) ملتفين حوله تدور في رؤوسهم اسئلة كثيرة ولكنها تأبى ان تخرج خوفا من بطش عوض .. هم لم ينسوا انه هو لازال عوض الداقس الرجل المتهور الذي يمكن ان يقذف باي شئ يقع في يده .. بعضهم حمد الله في ان عوض هذا لم يكون ميكانيكيا في ورشة والا كان ضحاياه بالالاف .. اما هنا فالاصابات أقساها وأقصاها لا يتجاوز البطيخ والقرع . ..
عدت الايام مسرعة ليأتي يوم الجمعة الموعود .. حقيقة تلك الايام لم تعدي بدون عمل او نشاط .. اذا ان عوض تحرك فيها حركة مكوكية منها ابلاغ اهله وإقناع اخوته بعروسته .. وقبولهن على مضض كشئ طبيعي ومتوقع .. لكن على رأيهن هي افضل من سكنة السوق وعيشة الهمبته الكان عايشها .. على الاقل يكون عنده بيت واسره مثل باقي الناس الأسوياء.... وكذلك اشترى عوض بصحبة اخوته ملابس الشيلة بعد ان جمع كل مدخراته والايجارات المستحقة من ممتلكاته تجمع عنده مبلغ غطى تكاليف الزواج .. . اما هنا اهل الملجة ( سوق الخضار) نظفوا الميدان المجاور لسوق الخضار واحضروا الصيوانات والكراسي ونصبوها .. وحتى الوليمة لم تكلف كثيرا لان الجزارين وهم رفقاء درب الخضرجية احضروا الخراف مذبوحة هدية من عندهم كما تولى الخضرجية جانب الخضار .. وقام النساء البائعات بدور الطبخ ..
وفي ذلك اليوم تم دعوة معظم تجار السوق وتم عقد القران بسوق الخضر حيث يسكن ويعيش ويعمل عوض .. وفي حوالي الساعة اثنين تجمع المدعوون .. وانتشر الخبر في المدينة اذا انه اول مناسبة خاصة تقام بالسوق.. ..تناولوا وجبة الغداء الدسمة بكل طيباتها وطيبتها ..
وبعد صلاة العصر وبالمسجد المجاور تم عقد قران عوض الداقس على علوية العوراء . وبعد العصر صعد حمدان الخضرجي الفنان وبصوته الجميل على مسطبته محولا لها لمسرح .. ومن خلفه فرقته التي معظمها من الخضرجية وصدح بالاغاني الشعبية واغاني الحقيبة . وكان فرحا بسيطا .. والناس يرقصون ويبشرون على الفنان بما تحمل اياديهم من عجور وقصب السكر وكل ما يصلح للتعبير عن ذاك النوع من الفرح . ومنها سافر الزوجان لقضاء شهر العسل بمدينة اخرى .. وبدات مرحلة جديدة لحياة معقدة وتقاطع كثير من الخطوط المتشابكة والاسئلة المحيرة التي تكمن خلف الانسان ككائن غريب ملئ بالمتناقضات .. وهل يمكن ان تنقلب العداوة الى محبة ام ان العداوة هي اصلا درجة من درجات الحب .
ترك عوض وزوجته علوية كثير من الاسئلة الحائرة في نفوس كل من تركوهم خلفهم .... والغريبة من الملاحظات أن كلمة حرب هي ذاتها كلمة حب تسلل بين الحاء والباء حرف الراء ليقلب المعنى تماما .. هل حرف الراء حرف شرير ..
قالت علوية لعوض في أول يوم شهر عسل يا عوص أنا تزوجتك بالرغم من أنك ما جاوبت على سؤالي الشرطي .. شنو الخلاك تكون عوض الداقس وترهب أهل الملجة وانت أنسان واعي ومثقف ومتعلم .؟
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرب الملجة (Re: درديري كباشي)
|
حرب داقس والعوراء
11
صباح اليوم التالي لزواج عوض وعلوية في سوق الخضار ( الملجة) يجلس عم خضر ,شيخ الخضرجية غير المتوج, ويجلس قربه عم عثمان مؤجر مسطبة عوض .. بعد أن يفاتحه عم خضر في طلب عوض لتسليم مسطبته .. يرد عم عثمان بكل طيبة خاطر قائلا خير المهم هو يهدا ويبقى زي باقي الناس يشتغل بضراعه . عم خضر بعد أن تأفف بحرقة : أريت لو حديدة الفندك بتاعة العوارء دي جات في رأسه كان ريحتنا منهم الاتنين .
عم عثمان رد بدهشة : كيف يعني كان ريحتنا منهم .؟
عم خضر : ما كان عوض مات وهي دخلت السجن .
عم عثمان : ليه الفأل الشين ... طيب هسع كدا ما أرتحنا منهم الاثنين بدون ما يموت واحد أو يدخل السجن .. علوية راح تقعد في البيت وتكون ست بيت وعوض راح يشتغل زينا واحد وأكيد ما راح يعمل مشاكل تخرب الخضار زي ما كان بيعمل زمان لانه حيكون متضرر زينا واحد .
عمر خضر نظر ناحية عثمان بغيظ دون أن يعلق ..
عم عثمان قال مستدركا : أهااا؟ عرفت أنت خايف من مشيخة السوق تضيع منك وترجع لصاحبها الاصلي .
عم خضر بغيظ بعد ما كشف عثمان دواخله : مشيخة شنو وكلام فارخ بتاع شنو؟ .. ياخ انت اصله الواحد ما يفضفض معاك؟ .. وبعدين متضرر أنا ولا أنت .. أنت راح تضطر تفرش في الشارع وتجي البلدية تكشك زي باقي الناس العشوائيين .
عم عثمان مسخنا : القاليك منه انا بخاف على رزقي من أحد عوض عاوز حقه يجي ياخدوا وكمان أقيف معاه . لكن انت نضف دواخلك شوية وكفاية غل وتحطيم للولد حرام عليك ياخ . ويقوم من قربه .
عم خضر مرتبكا : لا لا لا أنت فهمتني غلط يا عثمان تعال دقيقة عليك الله تعال .
عم عثمان : لا جاييك ولا عايز أسمع كلامك ياخ .
عم خضر تفاجأ بموقف عم عثمان واربك حساباته هو كان يعتقد أن عثمان مثله واحد بل هو من أكثر المتضررين من عودة عوض الى رشده لانه سيفقد المسطبة مصدر رزقه .. لكنه الآن يكتشف أنه واقف في صف عوض وأكيد كل أهل الملجة مثله .. وهو من زمان كان يغير من والد عوض لمحبة أهل الخضار له .. فهو كان سندهم ضد البلدية وهو كان ممولهم الاول في حالة الافلاس .. إذا كيف المخرج الآن عم خضر أصبح مكشوفا أمام الجميع وأكيد رح يحكوا لعوض عن كل ممارساته وخططه الخبيثة في السابق .
جلس عم خضر على مسطبته واضعا يده على خده في حسرة لم يستطع أن يخفيها ويتأمل في الوجوه من حوله . ويعيد في شريط الذكريات ويا ترى أي منها ممكن يحكوه لعوض .. بل بعض منها لو وصلت عوض ستجعله هو الضحية التي ستدخل عوض السجن هذه المره .. عندما وصل لهذه النقطة بلع ريقه بكل صعوبة . ونادى الصبي الذي يعمل معه وقال له أنه شاعر بصداع وراجع البيت راقب المحل وجيب لي الايراد في البيت..
حقيقة لا يحيق المكر السئ الا بأهله .. ويبدو أن المكر السئ يريد أن يحيق الآن بعد أكثر من عشرين عاما .. الله يكضب الشينة قالها عم خضر وهو يتوكأ على عصاه عائدا الى بيته . يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرب الملجة (Re: درديري كباشي)
|
12 في ذات الصباح التالي ليوم الزواج كان العروسان عوض وعلوية في البص متجهين لمدينة أخرى لقضاء شهر العسل بعد أن تركت علوية أخوتها الصغار مع أحدى صديقاتها المقربات . وعلوية دليلا على أنها خامة لأمرأة جميلة جارت عليها الظروف .. بين الزواج هذا الجمال أذ أفلح صديقاتها في غمر الخدوش والجروح التي كانت تشوه وجهها بمكونات المكياج الحديث .. كما غطت عينيها بنظارات سوداء زادتها جمالا مع الثوب السوداني والحناء التي تزين بها أطراف العروس عادة . جلس عوض قربها في البص مثنيا على جمالها ولم يستطع كتم غزله المكشوف لها .. وهي تترجى فيه الصبر حتى الوصول . وحتى تلهيه عنها قليلا .. قالت له عندي معاك سؤال لسع ما جاوبته : شنو الخلاك تلبس شخصية عوض الداقس وتقهر الناس وتأخذ منهم أتاوات ؟؟ أسند عوض ظهره على مقعده وأخذ تنهيدة طويلة أستعداد لحكي طويل . وقال : زي ما قلت ليك أنا كنت تلميذ شاطر في المدرسة وكنت بحب التعليم جدا لغاية ما خلصت الابتدائي والمتوسطة كنت متفوقا لا اتجاوز الخمس الاوائل .. لكن عم خضر ومعه شلة من الحاقدين كانوا يزنوا ويوسوسوا في راس أبوي عشان أترك الدراسة واتفرغ لشغل الملجة حتى لا تضيع مشيخة سوق الخضار من العائلة حسب زعمهم ..كأن مشيخة سوق الخضار دي هي أمارة أبو ظبي .. أبوي أقتنع بحجتهم أو بالأصح ردخ تحت الحاحهم اولا لانه أنا الولد الوحيد وثانيا هو وارث مشيخة السوق عن أجداده .. لكن في الاول أمي كانت عاملة لي حماية لانها عاوزاني أتعلم و أتخرج وانجح وأكون لها دكتور أو مهندس وكنت قادرا على ذلك بل راغب .. لكن في ثالثة ثانوي توفت الوالدة الله يرحمها . وعاد عم خضر وشلته للزن في راس أبوي بعد تيقنوا أن سندي قد ولى ..وانا ما كنت متخيل أبوي راح ينصاع لهم .. وهم أصلا ما كانت تهمهم مشيخة السوق .. لكن هم كانوا غيرانين مني بل حساد لانه اولادهم فشلة وما قدروا يكملوا تعليمهم وكلهم جوا اشتغلوا مع أهلهم في سوق الخضار أما عم خضر كان حقده مركب اولا لأنه ما عنده ولد وثانيا حتى بناته بليدات ما قدرن يواصلن تعليمهن . وجلسن في البيت لاهن جميلات ممكن يتزوجن ولا هن شاطرات يكملن تعليمهن . علوية مقاطعة : طيب عم خضر من المفترض أنه يشجعك على التعليم حتى تبعد عن مشيخة السوق وتشتغل دكتور او اي شئ تاني وتترك له المشيخة .. عوض : أنا جاييك . عم خضر عشان تعرفي هو حاقد كيف .. هو لا عاوزني اتعلم وانجح .. ولا عاوزني أكون شيخ السوق .. لكنه لوح بالتانية فقط ليبعدني من الاولى أي طريق التعليم . علوية : أنت كيف كشفت أنه عم خضر عنده يد في المؤآمرة دي . عوض : أنا يوم جايي من المدرسة وانا في ثالثة ثانوي قبل ما أصل مسطبة الوالد سمعت الحوار . عم خضر ومعه عم الزين وعم صالح شلة من عصابته يزنوا في رأس ابوي بأنه خلاص كفاه تعليم لغاية ثالثة ثانوي .. وهم خايفين أنه مشيخة السوق تضيع منهم .. وممكن البلدية تدخل وتعين لهم شيخ سوق من الخارج ويضيق عليهم معيشتهم .. لازم عوض يترك الدراسة ويتفرغ للخضار حتى يكون هو شيخ السوق القادم .. أبوي طبعا لان وانصاع لرغبتهم .. وفاتحني في الموضوع بل أصر علي .. وانا في النهاية رضخت لرغبة الوالد .لكن أشترطت أنه أمتحن الشهادة وأستلم شهادتي أولا . لكن بواسطة استاذي الرائع استاذ صلاح . وبعد ما عرف رغبتي في التعليم أقترح علي أن أدرس علم النفس بالانتساب وهو أقرب شئ للطب طالما هي رغبتي .. وفعلا انتسبت وبقيت أحضر الكتب بالخفاء وأتحجج ايام الامتحانات اذهب أمتحن واعود دون أن يعرف أحد أني مواصلا في تعليمي .. الا أن توفى الوالد الله يرحمه .. علوية : طيب ما كان مفروض أنت آليا كدا تكون بقيت شيخ السوق طالما هو دا الطريق الرسمه خضر وعصابته . عوض مش مفروض كدا ؟ لكن انا كبرت في دماغي لانه اول ايام لي في مشيخة السوق المزعومة اكتشفت عم خضر أنه عاوزني اكون شيخ رمزي فقط .. هو يتولى الامور وهو الذي يخاطب البلدية .. ولو جات مسؤولية أو موضوع فيه غرامة يحول لي الموضوع بأعتبار انه انا شيخ السوق يعني زي ما بيقولوا عاوز (يريسني ويتيسني) . أنا أتفجر فيني غضب كثير .. هو ما أكتفى بتغيير مسير حياتي حتى الشئ الوهمي التافه والذي من المفترض انا وارثه الشرعي عاوز يصادره مني وبمعاونة أصحابه الذين أصبحوا مسيطرين على السوق .. أنا قررت الانتقام وبعد تفكير في طريقة أنتقم بها وأرد بها أعتباري تحولت لشخصية عوض الداقس .. بعد ما زوجت أخواتي أجرت البيت وجبت سرير هنا في الملجة واصبحت أبيت .. لكن قبلها بيوم جيت السوق بالليل واتلفت الخضار بتاع عم خضر وشلته .. والصباح جيت بكل شهامة مزعومة مدعي البطولة انه أنا راح أحرس الملجة بنفسي وأبيت فيها .. ومن تلك اللحظة انا عوض الداقس . ولو تلاحظي في أي شكلة تدور في خضار بتاع ناس معينين انا بستخدمه في المضارب والتخريب هم شلة عم خضر الاباليس . أها معاي حق ولا ما معاي ؟ علوية : والله بصراحة ما معاك حق .. الانسان لا يدمر نفسه بنفسه حتى لو كان ناوي ينتقم من الآخرين .أنت معاك شهادة تحمد الله أنك خرجت بيها وكان ممكن تطلع من عالم الخضار دا كله وتعيش بعيد . عوض : ما تفتكري أنه الانتقام دا كان لنفسي فقط . بعد ما أدخل لك في تفاصيل خضر وعصابته هم محتلين الملجة كلها .. في ناس كتيرين انا حاميهم وناس خضر ما يقربوهم لانهم عارفين انا موجود .. ومنهم عم عثمان المؤجر المسطبة مني .. أنا لو غادرت الملجة عندي فعلا كذا خيار تاني .. لكن في ناس مساكين انا حاميهم راح يروحوا في رجلين خضر وعصابته .. علوية : اها كان كدا دا جانب تاني في القصة ما كنت عارفاه .. طيب خلينا نفكر من جديد . طالما الحكاية كدا ..
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرب الملجة (Re: درديري كباشي)
|
حرب داقس والعوراء
(13)
وأستمر حوار الزوجين داخل البص الذي يقلهما لقضاء شهر العسل . علوية : طيب انا عندي سؤال أنت ما ورثت شئ من والدك غير البيت والمسطبة .؟.. عوض : لا كيف عندي دكانين في السوق مؤجرات . علوية أنا جاتني فكرة هايلة .. عوض : قولي يا وش السعد .. علوية : انت راغب أنك تطور نفسك وفي نفس الوقت ما عاوز تبعد عن الملجة لانه فيها ناس تحت حمايتك وفي نفس الوقت راغب تؤدب خضر وعصابته صاح؟ . عوض :أكيد عندي فكرة تحقق كل الحاجات دي مع بعض . عوض : يلا أتفضلي يا أحلى علوية . علوية : طيب ممكن تسمع كلامي كله مع بعض دون ما تقاطعني ؟ عوض : طبعا ...هو أنا حا أسمع مين كان ما سمعتك أنت . علوية : فكرتي أنك تبيع الدكانين وحا يكون عندك رأس مال ممتاز ..بجزء من ثمن الدكانين تشتري شاحنة اثنين طن من النوع اليقال عليها _(ديانا) . نروح نتفق مع أصحاب المزارع أنه نحن راح نكون المورد الرئيسي لمنتجاتهم ونوزعها لاسواق الخضار .. وهم طبعا ما راح يصدقوا حد يجيهم داخل مزارعهم ويشتري منهم بالنقد .. وتروح عند الخضرجية نوزع لهم الخضار بالآجل وبربح خفيف .. نمر عليهم بالمساء .. وتجمع منهم قيمة ما باعوه ونسحب منهم البضاعة الما اتباعت . ونخصمها من حسابهم . طبعا لانه الخضار لا يتحمل التخزين .. عوض : طيب الخضار بعد ما نسحبه راح نوديه وين ؟ علوية : ما أنا جاياك وقلت ليك ما تقاطعني .. عوض : آسف أها واصلي . علوية : الخضار المسحوب من البياعين راح نوزعه على أصحاب المطاعم لانهم عادة هم بيشتروا خضارهم بالمسا .. واكيد راح يسعدوا لامن يجيهم الخضار في محلهم وبالآجل كمان ..أولا كدا راح تنعش السوق كل يوم بخضار جديد وراح تكسب محبة الخضرجية وراح يتوجوك زعيما لهم غصبا عن خضر وعصابته .لأنك حققت ليهم الأمان . كدا كل واحد منهم راح يضمن دخل حتى لو دخل الملجة من الصباح ولا يملك جنيها واحدا .. عوض : فكرة ممتازة لكن بس الحكاية كدا ما بقت معقدة ومحتاجة لحسابات. علوية : ما تخاف أنا راح اتابع ليك الحسابات .. وراح نطبع ايصالات تسليم وتسلم من صورتين صورة للاطراف الثانية وصورها نحتفظ بيها في ملفاتنا. وحايكون عندنا صفحة حساب لكل واحد وبنسجلها بطريقة واضحة وساهلة . عوض : طيب ناس خضر وعصابته ممكن يحاربونا عن طريق البلدية والشرطة ويمكن يمنعوا اصحاب المزارع يبيعوا لينا . علوية : حتى دي أنا عاملة حسابها , نحن طبعا قبل ما نبدأ الخطوة دي راح نعمل أشغال رسمية جدا .. اولا راح نطلع ترخيص مورد رسمي للخضر والفاكهة من البلدية .. وراح نعمل وكالة موثقة بمحامي من المزارعين كموزع رئيسي.. وراح نوقع عقود مع أصحاب المطاعم كمورد خضار. وممكن بالتدريج الموضوع يتطور لغاية ما يصل لمرحلة تلاجات وعربات وتوزيع ومكتب وهيلمانة . عوض : يا سلام عليك يا علوية ياخ أنت شوقتيني للشغل وأديتيني أمل كبير . علوية : عشان كدا نحن شهر العسل راح نقسمه نصين .. نرجع بعد خمستاشر يوم الخمسة عشر يوم الثانية نشتغل فيه للتحضير بعيدا عن سوق الخضار وفي سرية تامة .. وما راح ندخل الملجة الا وانت سايق (الدينا) محملة بالخضار وانا معاي الدفاتر .. وراح نبدأ الشغل في نفس اليوم حتى نفاجئ ناس خضر وما يقدروا يعملوا أي خطة مضادة لان العجلة تكون دارت من دونهم . عوض : يا سلام عليك .. ياخ أنت طلعتي لي من وين ياخ ؟ وأحلى ما في الموضوع أنه عم عثمان ما راح يخلي المسطبة ويواصل فيها . علوية : طبعا أنا عارفه هو أكثر شئ مؤثر معاك في الموضوع وكدا تكون مشكلة عم عثمان اتحلت .. واكثر من كدا . ممكن نكبره معانا ونعطيه خضار زيادة .. ولو ما في راجع للخضار ممكن الفائض منه نغطي به المطاعم ونشركه معانا في ربح المطاعم . عوض : آآآآآآخ منك ما قادر أقول غير الحمد لله الذي هداك ألي .
يتبع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرب الملجة (Re: درديري كباشي)
|
حرب داقس والعوراء
(النهاية)
بعد مرور شهر من تاريخ الزواج .ذات صباح كئيب يتجمع الخضرجية حول بعض البكاسي المحملة بالخضر والقادمة من الضواحي يترجون في أصحابها أن يدينوهم حتى المساء فقط ليسدوا لهم الدين بعد ما يبيعوا .ويرفض أصحاب البكاسي ويصرون على استلام الثمن نقدا فقط ... .
ومجموعة أخرى من البائعين ملتفين حول خضر وعصابته وهم يمثلون رأس المال في أقبح صوره يدينون المرضي عنهم وأهل حظوتهم فقط .... ..
بعض الخضرجية يئسوا من الحال وجلسوا على مساطبهم الخالية .. هؤلاء غالبا ما ألم بهم ظرف ليلي كمرض طفل أو زوجة قضى على رأس ماله المنهك أصلا
على رأس هؤلاء اليائسون عم عثمان ذات نفسه .. أبت نفسه الابيه أن يترجى عم خضر في تمويله أو تسليفه .. وجلس على المسطبة يجر في مسبحته بصورة عصيبة وتوتر بائن .. وباله مشغول بالهموم القادمة والتي بدأت تجري في رأسه كما شريط الاعلانات في التلفزيون .. .
كأن هؤلاء البؤساء كانوا في حالة دعاء صامت وسرحان توقظهم منه في كل مرة نهرة من نهرات خضر وصحبه يزجر هذا ويوبخ ذاك ويهين ويذل دون حساب أو مراعات لشعور أو ظروف ...
يرفع الجميع رأسهم فجأة على صوت مزمار سيارة كبيرة تخترق وسط سوق الخضر وتشغل لمبات الحذر يركزوا أنظارهم ليجدوا من يقودها عوض الداقس بنفسه وبقربه زوجته العوراء بثياب العرس والذهب ونظارتها السوداء .. لم يكد يعرفها أحد لولا جلوسها بالقرب من عوض وعلامات العرس بائنة في ملامحها..
أوقف عوض السيارة في متتصف السوق وصعد عليها مخاطبا الخضرجية قائلا : يا أخوان من يوم الليلة أنا المورد الرسمي للخضار لكم . والخضار كله بالدين .. وما راح ناخذ فلوس من أحد حتى يبيع بضاعته وحتى البضاعة الراجعة راح نستلمها منكم ونخصمها من الحساب وبكره نجيب ليكم بضاعة جديدة .. يلا اقيفوا صف وسجلوا أساميكم عند الاستاذة علوية ... .
عم خضر بعد فاق من الدهشة بل الصاقعة قليلا صفق يديه بغيظ وعجب : الاستاذة علوية ؟؟ هي علوية تعرف تكتب أصلا ؟
ليفحمه عثمان : بس هو دا اللفت نظرك في الموضوع يا أنتهازي يا استغلالي خلاص زمنك ولى أنت وعصابتك .. وضحك عم عثمان قبل أن يدخل سلاما حارا بالحضن في عوض ويبلل كتفه بالدموع ..
كان يوم عيد للخضرجية فرحوا فيه أكثر من فرحهم يوم زواج عوض نفسه . ها هو الآن يرد لهم فرحهم بزواجه مضاعفا ليشعرهم بالأمان .. أصطفوا أمام باب السيارة يسجلوا أساميهم عند علوية ويروحوا عند ظهر الشاحنة ليستلموا من عوض وعماله خضارهم ويروحوا سعداء عند مساطبهم يرصوها .. الخضار كان نظيفا وطازجا مما أغرى الزبائن بمزاحمة المساطب .. ..
دبت حركة من النشاط والمشاعر الدفاقة والفرح ذاق طعمه الجميع وما أحلى الفرح بعد اليأس .. عدا بالطبع خضر وعصابته ..
بعد ما وزع عوض الخضر عليهم جميعا .. ركبت بالقرب منه زوجته وأستعد لسحب السيارة من السوق تزفهما الايادي الملوحة والبسمات وزغاريد النساء .. وعوض ركز نظره على عم خضر الذي عبر عن أستيائه إذ ركل بغضب شديد وبائن حبة بازنجان كانت مرمية على الارض .. ضحك عوض شامتا وقال لزوجته ما كنت متخيل أنه في يوم يجي أفش فيه غلي من هذا المخلوق الانتهازي بالصورة دي .. يلا يا خضر أشبع بزعامة السوق الوهمية اليوم أنا راح أوريك الزعامة على أصولها والزعامة الما بتعرفها ردت علوية بكل صدق من قلبها . ربنا يسعدك كمان وكمان ..
عوض : الله يخليك لي يا منبع السعادة انت .
أنتهت قصة حرب سقط فيها حرف الراء لتتحول الى حب يشع مثل المفاعل النووي
ويغمر الجميع بالسعادة والوفاء .. ...
ودمتم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرب الملجة (Re: ادريس خليفة علم الهدي)
|
Quote: أسجل صوت احتجاج ... يعني تاني الواحد يصطبح بي شنو ؟؟
شكرا درديري علي هذا الجمال .. وفي انتظار الجديد |
شكرا يا شيخ أدريس
أنشاء الله القادم يكون قدر المقام
كن بخير
| |
|
|
|
|
|
|
|