|
|
|
 Re: عقدة أو متلازمة هلسنكي: العُقدة المُحيّرة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
في الحقيقة لم أكن أعرفها من قبل و لكن من خلال بحثي( شكرا للعم قوقل فقد وفر علينا كثيرا من الجهد) عن بعض القصص و المسرحيات التي قد قرأتها من سنين و بدأت بعض تأثيرات السن و الإنشغال و تراكم ضغوط الحياة في إحداث تداخل بين القصص و الحكايات و ...إلخ. و كنت احاول استعادة قصة اوديب ملكا لسوفوكليس و استعيد اسماء بعض من تناولوا هذه القصة أو المسرحية مستلهمين أحاثها المؤثرة و التي ظلت ناصعة عبر القرون. فعثرت خلال بحثي عن هذه العقدة أو المتلازمة. و أحدث اكتشافها من خلال حادث سطو دهشة لدى الرأي العام و العلماء على حد سواء. فما هي قصة أو تفاصيل الحادثة التي كان لها الفضل في اكتشاف هذه المتلازمة؟ و لماذا هي غريبة؟ و هل تنطبق علينا في السودان؟ و إلى أي مدى يمكن تطبيقها سياسيا على نطاق واسع؟خلاصة الأمر وجدت أن هذه المتلازمة لم تجد حظها من الظهور الإعلامي و الشعبي رغم خطورتها و أهميتها لذلك رأيت أن أشارك بها القراء.
اتابع
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عقدة أو متلازمة هلسنكي: العُقدة المُحيّرة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
حدثت القصة التي نشأ منها هذا المصطلح قبل حوالي أربعين عاما بالتحديد في عام 1973 حينا سطا بعض اللصوص على بنك في ستكهولم و اعتقلوا بعض الرهائن.
و استمر اعتقال الخاطفين للرهائن ستة أيام.
و عاش الجمهور حالة من الرعب و كان الكل كان يصلي و يتمنى خروج الرهائن بسلامة ... و كان الخوف ناتج عن احتمالات تعرض الرهائن للضرب و الاعتداء في مثل هذه المواقف
و زاد خوف الناس عليهم اكثر فأكثر لاستمرار احتجاز الرهائن لمدة 6 ايام
.و أخيراً تمكنت الشرطة اخيراً من اقتحام البنك في محاولة لإنقاذ المحتجزين ... و لكن الصدمة الكبرى كانت عندما قاوم المخطوفين أنفسهم و ليس الخاطفين
رجال الشرطة رافضين ان يتم القاء القبض على خاطفيهم و ليس هذا فقط ..
....بل قامت كل من المحتجزات الاناث بجمع التبرعات بعد خروجهن من البنك للدفاع عن الخاطفين امام القضاء..
فأثارت هذه الحادثة الغريبة التساؤلات: ماذا حدث لهؤلاء المخطوفين ليتعاطفوا مع خاطفيهم لهذه الدرجة؟
تلك كانت هي البداية لظهور هذه المتلازمة التي تقع ضمن اهتمام علم النفس التطوري .
ثم تكرر المشهد في حالات أخرى شبيهة .
تابع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عقدة أو متلازمة هلسنكي: العُقدة المُحيّرة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
من ضمن الإفادات الغريبة من جانب المخطوفين التي أدهشت"كريستين إنمارك" احدى المختطفات في حادثة بنك كريديت الصحفي الامريكي دانيال لانغ
(لقد اجريت مكالمة مع اولوف بالم (رئيس الوزراء السويدي انذاك) و توسل إليه ان يرسل سيارة تنقلنا مع جان ايريك (الخاطف) الا انه رفض فقلت له انت لا تقوم سوى بالجلوس على مكتبك و اللعب بأرواحنا
انا اثق بـجان كلارك(الخاطف) و بزميله فهم لم يرتكبوا اي امر سيء معنا. بل كانوا لطيفين جداً و انا خائفه من ان تتسبب الشرطة في مقتلنا و ليس جان كلارك من سيقتلنا... كما ان كلارك قد سمح ل(إليزابيث) بالتجوال لخوفها من الاماكن المغلقة و قد شعرت بالامتنان لذلك )
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عقدة أو متلازمة هلسنكي: العُقدة المُحيّرة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
من ضمن الإفادات الغريبة من جانب المخطوفين التي أدهشت"كريستين إنمارك" احدى المختطفات في حادثة بنك كريديت الصحفي الامريكي دانيال لانغ
(لقد اجريت مكالمة مع اولوف بالم (رئيس الوزراء السويدي انذاك) و توسل إليه ان يرسل سيارة تنقلنا مع جان ايريك (الخاطف) الا انه رفض فقلت له انت لا تقوم سوى بالجلوس على مكتبك و اللعب بأرواحنا
انا اثق بـجان كلارك(الخاطف) و بزميله فهم لم يرتكبوا اي امر سيء معنا. بل كانوا لطيفين جداً و انا خائفه من ان تتسبب الشرطة في مقتلنا و ليس جان كلارك من سيقتلنا... كما ان كلارك قد سمح ل(إليزابيث) بالتجوال لخوفها من الاماكن المغلقة و قد شعرت بالامتنان لذلك )
و بعد دراسة المُخْتَطِفين و العلاقة التي نشأت بينهم و بين خاطفيهم داخل البنك توصل الطبيب النفسي والباحث في علم الجريمة(نيلز بيجيروت) الى هذا المصطلح .... "متلازمة ستوكهولم"
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عقدة أو متلازمة هلسنكي: العُقدة المُحيّرة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
و لكن حادثة بنك كريديت بانكن لمن تكن الوحيده فقد تكررت الحوادث التي حدث فيها تعاطف مع الخاطفين . ففي عام 1974 خطفت (باتي هيرست) ابنة احد اثرياء كالفيورنيا من قبل مسلحيين ثوريين. و بعد فتره قضتها معهم انخرطت باتي الى صفوف متخطفيها و قامت بمشاركتهم في احدى عمليات السطو
و كذلك قصة( ناتاشا كامبوش) الفتاة النمساوية التي اختطفت عام 1998 عندما كان عمرها 10 اعوام و بقيت تحت رعاية خاطفها فولفاجانج بريكلوييل لأكثر من 8 اعوام. و كانت ناتاشا تعيش مع خاطفها في منزله و تأكل معه و تغسل ثيابه و كانوا يخرجون معاً. الا انها و في يوم من الايام عندما كانت تغسل سيارة خاطفها بمكنسة كهربائية ورد لخاطفها اتصال فـرد عليه و ذهب مبتعداً عن صوت المكنسة فهربت ناتاشا و عادت الى منزلها بعد اكثر من ثمانية اعوام الا ان ناتاشا اجهشت بالبكاء حينما سمعت خبر انتحار خاطفها.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عقدة أو متلازمة هلسنكي: العُقدة المُحيّرة (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
الأخ سيف الدين
ما شاء الله عليك
لم أتشرف بقراءة الموضوع من قبل (الرباط) و اعتذر للتقصير.
فعلا أنا أساسا ما دفعني لكتابة الموضوع لمعرفة إلى أي حد يتساوق مضمون هذه المتلازمة معنا (الشعب السوداني) لذلك أشرت إلى ذلك في العنوان.
و لم أشأ أن أقفز مباشرة لهذه النتيجة مباشرة و لكن خطوةة خطوة.
ساقوم بقراءة موضوعك الآن.
لاحظت في موضوعي السابق عن المثلية الجنسية مداخلتك الذكية جدا و القراءة المتعمقة و الربط بين الأشياء.
أتشرف دائما بوجودك معنا.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عقدة أو متلازمة هلسنكي: العُقدة المُحيّرة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
سلام يا محمد عبد الله
لا في تقصير ولا حاجة تدعو للإعتذار ولا سبق في عرض الموضوع. لا تتحسس من ذلك ياخي. حاولت فقط ان اشارك
معك بوجهت نظري في الموضوع الذي طرحته بإعتباري قريب من
المكان الذي منه ظهرت متلازمة إستكهولم...سرني جدا طرحك للموضوع واتمنى ان يطرح مرات ومرات ويدرس بطريقة علمية ان كان هناك مجال...
اما المداخلة الذكية في بوست المثلية هي للزميل سيف الدين فضل الله..
فليس هناك غفلة او تقصير...
تحياتى يا محمد عبد الله...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عقدة أو متلازمة هلسنكي: العُقدة المُحيّرة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
أعتقد أن الإلفة من الحالات العاطفية الإنسانية الدقيقة و الرقيقة حيث تتولد إحساس بالامان و السلام و الإنجذاب و الارتياح بين شخص و شخص او أشخاص او بين المكان( و هنا نستدعي ما يعرف بشاعرية أو جمالية المكان) و هي جمالية خاصة يحسها الإنسان نحو شيء معين. و قد تكون متلازمة ستكهولم تحمل جزء من هذه اللمحة أي لمحة الإلفة و الإحساس بالإنجذاب و الارتياح الذي يتولد منه أو معه. و هي احساس داخلي باطني صامت يمتد ليشمل الشخص و من يقع ضمن نطاقه.
فيما يتعلق بالإلفة أذكر انني كنت اقرأ في أبحاث تتعلق عن الحب و الإنجذاب العاطفي. و تم في تلك الابحاث إجراء استبيانات تتضمن أسئلة متعددة.و اذكر من ضمن النتائج التي تحدد العوامل التي تجعل الشخص يختار شريكه هو الإلفة أو طول مدة تواجد الإنسان بقرب شخصىخر حتى و إن لم يكن في باديء الأمر يقع ضمن خياراته بل قد يكون عكس ذلك تماماً.
بالتالي قد تكون الإلفة إحدى العوامل الصامتة و الباطنة في تكوين تلك المتلازمة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عقدة أو متلازمة هلسنكي: العُقدة المُحيّرة (Re: Ahmed Yassin)
|
الأخ أحمد ياسين
شكرا على وجهة نظرك الكريمة(دا نتاج الخوف والاذعان والاستسلام الكامل للضحية
تجاه الخاطف ودا نتيجة الخوف الحقيقي وليس الكامن من الخاطف (المجرم) والاذعان دا هو البسبب حالة الحب (المؤقت) والظاهر
مع ان بداخل الضحية (كره) تجاه المجرم.)
اعتقد يا أحمد إنه الضحية بيتماهى مع المجرم و يتعاطف معاه. قد يكون هناك خوف أو صدمة كما يقولون و لكن المحصلة هي التجاوب الكامل أو على الاقل ليس العداء.
عموماً الظاهرة فضفاضة و تتسع لمختلف الرؤى و التفسيراتز
لك الود كله و الاحترام
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عقدة أو متلازمة هلسنكي: العُقدة المُحيّرة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
اخي محمد عبدالله الحسين
اهم ما في الموضوع لتنشأ حالة (الحب) هذه او الرضوخ الكامل للمسيطر وهو الخاطف
لان القوة والسلاح والكلمة والامر والنهي في يده
مسألة الوقت . لان كلما طالت فترة الاختطاف فان الاستسلام لرغبات الخاطف او (محبته) تكون اسرع
وبالنسبة لـ (مرض) استكهولم فالاختطاف استمر ستة ايام متواصلة وحدث ما حدث قبل 44 سنة
اما اذا كانت الفترة امتدت لساعات فقط او حتى يوم ... لما سمعنا عن هذا المرض الغريب
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عقدة أو متلازمة هلسنكي: العُقدة المُحيّرة (Re: عبدالعظيم مكى)
|
الأخ أحمد ياسين
شكرا للإضافة و الإفادة. فعلا الموضوع له علاقة بالحب و لربما أشياء أخرى أو دوافع مختلطة و مخفية.
الأخ عبدالعظيم
أعتقد و الله أعلم أن الجلد و القسوة على الطلاب لا علاقة له بالإحترام.و لكن كان ذلك سمة المجتمعات الماضية.
لا زلت الآن أذكر بكل امتعاض المعلمين الذين كانوا يقسون على الطلاب و يميلون للجلد و العنف.
و لكن اعتقد الظاهرة لها علاقة بالتعامل الحسن أكثر من العنف.
و هنا نسيت أن أشير إلى قصة فلتت على حد علمي من ذاكرة المحللين لظاهرة ستكهولم و هي واقعة حدثت قبل سنة أو سنتين. كان أحد المسجونين المشهورين في أحد السجون يقضي عقوبة طويلة بالسجن. و أوكل أمر مراقبته لإحدى السجانات. و أنتهى الأمر أن نشأت خفية علاقة ما بينهما أعتقد أن نتيجتها أن حملت منه و لا أذكر هل هربت معه أم لا. و لكن قد يكون في مثل هذه العلاقة شيء من هذه المتلازمة أو المتلازمة المقابلة لها و هي متلازمة (ليما) و التي يتأثر فيها الخاطفين أو المجرمين أو المغتصبين و يتعاطفون مع المخطوفين.
لكما الشكر و التقدير
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عقدة أو متلازمة هلسنكي: العُقدة المُحيّرة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
أخ محمد عبدالله الحسين ... تحية طيبة لك وللأخوة ....
أعتقد أن (الاٍنجذاب - أو التعاطف) الذي ينشأ بين (الضحية والجلاد - اٍن صدق التعبير) - يكون بسبب الدور (الاٍيجابي) الذي يقوم به الجلاد تجاه الضحية .... وهناك حوادث مماثلة حدثت خلال القرن المنصرم ((مثلا حادثة اٍحتلال المسجد الحرام - من قبل جماعة (جهيمان) - أذكر أنني رأيت مقطع فيديو يسأل فيه الاٍعلامي اٍحدي النساء - عن المهاجمين - وكان الاٍعلامي ينتظر أن تسب المرأة جماعة جهيمان - اٍلا أنها ذكرتهم بكل خير - بل قالت للصحفي كنا نظهم هم الحكومة .!!!)) .....لذا يبدوا الأمر في أحد جزئياته (عاطفي) ... فالمعاملة الطيبة تأثر في الاٍنسان بصورة عامة .....تماما كالاٍنطباع الذي ينتاب (المريض) تجاه (الطبيب) - فاٍن كان الطبيب - مهذبا - ورقيق - ولبق - اٍطمأن له المريض - ووثق في العلاج - والعكس يحدث عندما يكون الطبيب فظا (غليظ القلب) --- وهو ما أشارت اليه الآية (( ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك))...
وعندما نتحدث عن الشعب السوداني - لابد أن نضع في الاٍعتبار أننا (شعب - بسيط وعاطفي - لأبعد الحدود ) ... وهذا ماحدا بهم الخروج للشارع والاٍحتفال بالاٍستقلال عام (1956) - وهو أيضا ما جعلهم يتغنون ل(17/نوفمبر/1958) - ومن ثم لاكتوبر 64 - ثم مايو 69 - ثم أبريل 85 - وحتي (30/يونيو/1989) .. هذه العاطفة - التي تقود (عقولنا)... هي ماتسيطر علي تصرفاتنا ---- فيونيو 30 - دعت للدين والجهاد - واٍنساق معظم الشعب وراء شعاراتها (الكاذبة) -- ولما استيقن الشعب ذلك -- تلفت يمنة ويسره - فلم يجد (( منقذ أو جلاد جديد )) يسمعه مايطرب له - ولذا ركن للخيار المتاح (( وين البديل )) - الذي ينطبق علي الشعب الآن هو قول الشاعر ((( ولا تحسبن رقصي بينكم طربا *** فالطير يرقص مذبوحا من الألم ))) - هنا لا متلازمة - الشعب لايحب الجلاد - والجلاد لايملك (الفعل الاٍيجابي) - ولكن هناك عائق موروث لهذا الشعب .
لك التحية .. وأرجوا أن لا أكون قد انجرفت قليلا عن أصل الموضوع .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عقدة أو متلازمة هلسنكي: العُقدة المُحيّرة (Re: عمار قسم الله)
|
الأخ عمار
ما شاء الله أنت شرحت و توسعت في شرح هذه الظاهرة بدرجة تكاد تشمل كل العلاقات و المشاعر التي تنشأ بين الجلاد و الضحية. فعلا هذه المتلازمة غريبة و شاملة حتى أن البعض ربط بينها و بين المازوشية او حب التعذيب او الألم و المقابلة للسادية.
أما تحليلك السياسي من خلال منظور متلازمة ستكهولم فذلك شيء إيجابي . بل ما فائدة العلم إن لم يطبّق في الواقع؟
فأنت لم تخرج و لم تنجرف خارج الموضوع.بل أنت جرفت الموضوع للواقع و هو المطلوب .
لك الشكر و مرحبا بك دائما
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عقدة أو متلازمة هلسنكي: العُقدة المُحيّرة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
ليوم قرأت رسالة واتس ابتتحدث عن معتقلة لدى داعش قضت في الأسر مدة لدى داعش و تم إطلاق سراحها.
فما حدث لها يتوافق تماما مع مفهوم متلازمة ستكهولم.
و سأورد تفاصيلها لاحقاً.
و لكن التفكير في امر هذه الاسيرة المسيحية جعلني اتساءل عن مدى انطباق متلازمة ستكهولم في حالة اختلاف ديانة الخاطفين عن ديانة المخطوفين.
و هل لذلك تاثير؟
و قادني التامل للتساؤل لماذا لم يسلم سلاطين باشا و يوسف ميخائيل و غيرهم ممن الأقباط و المسيحين الذين كانوا في الاسر المهدوي؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عقدة أو متلازمة هلسنكي: العُقدة المُحيّرة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
هل هي متلازمة ستكهولم من جديد؟
وبمجرد إطلاق سراح ايفون و إعلان إسلامها شنت وسائل الإعلام الغربية هجوما عنيفا ضد ايفون ووصفوها بأنها أصيبت بذلك المرضٍ النفسي الذي يصيب الإنسان بعد
اختطافه و يصبح متعلقًا أو متعاطفًا مع مَن خطفوه،(متلازمة ستكهولم) ولكن إيفون أكدت أنها لم تتعلق نفسيًّا بأحدٍ من طالبان ممن اعتقلوها....
الافضل ان احكي بقليل من التفاصيل قصة وقوعها في الأسر و طريقة معاملة طالبان لها مما حقق شروط المتلازمة إن كان وصف المتلازمة ينطبق هنا.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عقدة أو متلازمة هلسنكي: العُقدة المُحيّرة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
لم تكن إيفون تتصور في يوم من الأيام و هي تعمل لحساب صحيفة "صانداي أكسبرس أن مغامرتها إلى أفغانستان ستنتهي بها لتصبح أسيرة لدى مجموعة كانت تتصور بانهم دمويون و قساة القلوب و وحوش كاسرة. كان كل ما تهتم به حين قررت السفر إلى باكستان ومنها إلى أفغانستان هو تحقيق سبق صحفي تتميز به عن غيرها من الصحفيين ... لكنها لم تتوقع أن يحول هذا السبق حياتها ويقلبها رأسا على عقب.. وصلت إيفون غلى باكستان و انتقلت ليلاً للحدود
الباكستانية ـ الأفغانية على ظهر حمار احياناً أو سيراً على الأقدام في احيان أخرى و نادرا على متن سيارة متهالكة إن تيسّر الأمر.
كانت غيفون تتنقل ليلاص و هي متخفية في زي النساء الافغانيات المعروف متخفية و هي ترتدي حذاء من البلاستيك. خلال تنقلها بين القرى كان لكرم و شهامة القرويين ابلغ الاثر في نفسها.
وبعد أن وصلت كابول وأنهت مهمتها قررت العودة إلى باكستان ، وفي هذه الأثناء وقعت أحداث الحادي عشر من سبتمبر. فقررت الولايات المتحدة شن الحرب على افغانستان .
.. فتم إغلاق الحدود الافغانية لحرب محتملة كما أغلقت باكستان حدودها مع أفغانستان .
قررت إيفون حينئذ الهروب من الطرق الجانبية منتحلة شخصية امرأة أفغانية خرساء مسافرة مع زوجها إلى قرية في ضواحي "جلال آباد" لزيارة أمه المريضة ،
وعلى الحدود تسقط إيفون فجأة من فوق الحمار الذي تركبه ولم تدرك نفسها إلا وهي تصرخ باللغة الإنجليزية، وتسقط الكاميرا التي تحملها ليتحول الأمر إلى كارثة ورعب بعد
أن سمعها أحد جنود طالبان.
تقول ايفون: "لن أنسى النظرة في وجه ذلك الرجل من طالبان وهو يرى الكاميرا تسقط مني. ووسط مشاعر الرعب كان لدي أمل في أن يبتعد ولكن ذلك لم يحدث.. فيندفع الرجل غاضباً ويسحبني من على ظهر الحمار ويحطم الكاميرا وخلال دقائق يتجمع حشد من الناس الغاضبين.. و هم يهتفون في وجهي: "جاسوسة أمريكية.. جاسوسة أمريكية" ، ويتم اقتيادها إلى السجن ليتم التحقيق معها.
نتابع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عقدة أو متلازمة هلسنكي: العُقدة المُحيّرة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
كانت لحظات القبض عليها لحظات رهيبة وثقيلة .. بدأت الخواطر تتوارد عليها وتتخيل مستقبلها المظلم .. وقفز إلى ذهنها الروايات التي رسخت في ذهنها عن فظائع حكومة طالبان و أيقنت أن مصيرها سيكون الإتصاب الجماعي و التعذيب في احسن الاحوال..
,و لكن لدهشتها شيئا من هذا لم يحدث. و بمرور الأيام شيء ومع احتكاك "إيفون"مع عناصر طالبان أخذ الاطمئنان يتسرب إلى نفس "إيفون" وبدأت تلك الصورة الذهنية تتلاشى ، و حل محلها معملة حسنة و كانت المعاملة من قبل الحارس والمترجم والمحقق في غاية الرقي والرأفة... واندهشت عندما أضربت عن تناول الطعام.
وتحكي قائلة : "رفضتُ أنْ أكلمهم وأضربتُ عن الطعام، وكنتُ كلما ازددت رفضًا لتصرفاتهم ازدادوا لطفًا معي، وكانوا يقولون أنتِ أختنا وضيفتنا، ونريدُ أن تكوني سعيدةً، وكنتُ لا أصدق كلامهم،.. ولكني لم أرَ رجلاً واحدًا نظر إليَّ أو تحرّش بي".
وعقب الإفراج عنها وعودتها إلى بلادها تذكرت "إيفون" الوعد الذي قطعته على نفسها للشيخ الأفغاني ، ومكثت تقرأ القرآن وتدرس الإسلام لمدة ثلاثين شهرا لتعلن في النهاية اعتناقها للإسلام.. وتبدأ مرحلة جديدة في حياتها.
خلاصة الامر ما يهمنا من سرد هذه القصة هو محاولة فهم و استخدام أو محاولة فهم إلى أي مدى يمكن أن تنطبق حالة المتلازمة في هذه الحادثة.
تابع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عقدة أو متلازمة هلسنكي: العُقدة المُحيّرة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
ما نخلص إليه هنا ( ان المعاملة الحسنة من الخاطفين هي الخطوة الاساسية لبناء متلازمة ستكهولم حيث تنشا علاقة من الود و الإطمئنان تعقبها مرحلة من الثقة و الارتياح
ثم الدخول في علاقة نفسية و إرتباط شعوري و عاطفي تسقط جراءها كل الحواجز و الصور الذهنية السالبة بين الطرفين.
و هذا الشرط في إعتقادي لا يتحقق إذا كانت المعاملة قاسية و الثقة منعدمة من جانب الخاطفين أو الآسِرين( إن صحت لغوياً).
و ذلك قد يفسّر عدم تحقق شروط المتلازمة بالنسبة لأسرى الخليفة عبدالله زحيث كانت العلاقة ملؤهال عدم الثقة من الجاننبين و المعاملة السيئة من جهة اتباع الخليفة
و فرض علاقة تتسم بالإكراه الفكري بالرغم من انه ( لا إكراه في الدين).
اما في حالة العلاقة التي نشات بين إيفون ريدلي و حراس طالبان فكانت علاقة إيجابية عادت بالفائدة على الجانبين رغم قصر المدة مقارنة مع اسرى الفترة المهدوية.
تابع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عقدة أو متلازمة هلسنكي: العُقدة المُحيّرة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
اعتقد التحليل المختصر الذي قدمته حول تفسير عدم اعتناق الاقباط و المسيحيين الذين كانوا في الأسر خلال فترة المهدية ( فترة الخليفة عبدالله بالتحديد)
يمكن ان يكون من خلال رؤية مبنية على متلازمة ستكهولم. هذا إذا لم اكن مبالغاً أو مغالياً في رأي. أو استخدمت المتلازمة استخدام مفرط.
فمن يملك رؤية معاضدة أو معاندة أو مخالفة فليثري النقاش .
و ليس بالضروري أن تكون متفقة..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عقدة أو متلازمة هلسنكي: العُقدة المُحيّرة (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
طبعا علم النفس له باع كبير في راسة النفس البشرية و غن كان كعلم ذي طبيعة مختلفة لا يخضع للتجريب المختبري في كثير من نواحي فهذه الناحية قد تكون سببا في انطلاقه مخففة من القيود المنهجية التي تكبل العلوم الأخرى. فتتداخل مع الفلسفة و السرد و التداعي الباطني الشعوري و اللاشعوري في محاولة لكشف و تلافيف و منعرجات النفس البشرية التي
لا تبدي الكثير إلا في حالات خاصة.
لذلك تعتبر مثل هذه المتلازمة( ستكهولم) مجال مناسب للدراسات النفسية لكي تخضعها للبحث و التحليل. بل ربما يتداخل التاريخ و الغة و السرد كما يقول بول ريكور
لكي يقدم لنا سلوكا إنسانياً غامضا لا يتسنى فهمه من زاوية واحدة.
هذا الحديث و الاستطراد في هذه السطور لعلها تمهيد مني لتمديد و مط المتلازمة إن استجابت من أجل تفسير بعض السلوكيات البشرية بإسقاطه على التاريخ من أجل
الكشف عن المزيد من فهم بعض التصرفات و بعض العبارات التي حفظها التاريخ .
و بذلك لا نقف عند التاريخ باعتباره مجرد تسلسل للأحداث و التواريخ و لكن نستصحب كل مخرجات العلوم الإنسانية. و لا يمنعنا من ذلك إلا قيود نكبل بها تفكيرنا و
خيالنا الإبداعي واقفين على أبواب التاريخ لا نتجاوز التوثيق الجامد الذي يتلو علينا في ببغائية مقيتة تواريخ نشوء الممالك و إنهيار الإمبراطوريات و تاريخ تولي الحكم
و الYغتيالات و الغزوات الغستعمارية و الاستكشافية.
أقول قولي هذا و أساله أن لا أكون قد تنجاوزت حد الشطط و المغالة في الإطاحة بحدود منهجية العلوم خاصة علم التاريخ.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
محمد عبد الله الحسين
Saifaldin Fadlala
سيف اليزل سعد عمر
Ahmed Yassin
عمار قسم الله
الطيب عباس
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست