|
|
 إعدام و حرق جثمان آيخمان
|
07:46 AM May, 25 2016 سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-الدوحة
مكتبتى
رابط مختصرأدولف إيخمان: أغرب محاكمة،و أغرب إختطاف،و أغرب إعدام
فعلاً تعتبر محاكمة ايخمان أغرب محاكمة لجملة أسباب سنوردها في ثنايا هذا الموضوع.كما أن تفاصيل اختفاءه، و من ثم اكتشاف مكانه، و اختطافه سراً من دولة ذات سيادة تفوق الخيال. اما محاكمته التاريخية و أسلوب إعدامه الغريب فإنها كذلك تعتبر ضمن أغرب الحقائق في تاريخ الدول.فمن هو أدولف هتلر؟ و ما الجناية التي ارتكبها و حوكم من أجلها؟الجريمة التي حوكم من أجلها ايخمان هي أنه شارك بفاعلية في ترحيل و إبادة اليهود إبان الفترة النازية.
(عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 05-25-2016, 09:17 AM)
(عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 05-26-2016, 05:11 AM)
(عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 05-26-2016, 10:49 AM)
(عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 05-26-2016, 12:28 PM)
(عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 05-26-2016, 09:12 PM)
(عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 05-28-2016, 05:58 PM)
(عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 05-28-2016, 06:43 PM)
(عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 06-05-2016, 01:11 PM)
(عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 06-11-2016, 08:36 AM)
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أدولف إيخمان: أغرب محاكمة،و أغرب إختطاف،و (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
ملحوظة للمتابعين:
قد يكون السرد التمهيدي لأعمال إيخمان غير جذاب و لكنها مقدمة لابد منها للولوج إلى الجزء الأهم و المغري بالمتابعة و هو الجزء المتعلق بهروبه و اختفاءه و من ثم اختطافه بواسطة الموساد و من ثم محاكمته و إعدامه.
اواصل:
و قد كان ضمن عمل ايخمان في جهاز البوليس السري المعروف بالجيستابو إعداد مستلزمات المدنيين في معسكرات الاعتقال وإبادتهم.
في عام1938عمل إيخمان على إنشاء مكتبًا مركزيا للهجرة اليهودية كخطة لجعل ألمانيا خالية من اليهود.
وحسب التقديرات الداخلية قام المكتب الرئيسي بـ تسهيل هجرة 110.000 يهودي نمساوي بين أغسطس 1938 ويونيو 1939.
في منتصف الثلاثينات عمل إيخمان في مكتب تابع لجهاز الأمن كان هدفه مراقبة الأنشطة اليهودية,
وفي 1937 غادر الى فلسطين لدراسة جدوى ترحيل اليهود من المانيا الى فلسطين،كان بعض الرأسماليين من اليهود يودون أن يتم ترحيل اليهود إلى فلسطين. و كان قد كتب تقريراً يخالف فكرة ترحيل اليهود بشكل جماعي إلى فلسطين لأسباب اقتصادية ولتعارض فكرة إنشاء دولة يهودية مع الفكر النازي.
لعب إيخمان في منصبه دوراً في ترحيل أكثر من 1,5 مليون يهودي من جميع أنحاء أوروبا إلى مراكز القتل في بولندا المحتلة والاتحاد السوفيتي المحتل.
وفي خريف 1941 شارك إيخمان الذي أصبح قائد وكولونيل في قوات الأمن الخاصة في مناقشات لبرنامج إبادة يهود أوروبا.
وكان إيخمان مسؤولا عن شؤون ترحيل اليهود من كل أنحاء أوروبا إلى مراكز القتل.
و قد ساعده في ذلك شبكته المكونة من موظفين ساعدوه في القيام بالترحيلات في الأراضي المحتلة من قبل ألمانيا وفي دول المحور.
وفي 1942 نظم إيخمان ورجاله ترحيل يهود سلوفاكيا وفرنسا وبلجيكا. في سنتي 1943 و1944 تم ترحيل يهود اليونان وإيطاليا الشمالية والمجر.
ولكن فقط في المجر عمل إيخمان بشكل مباشر في عملية ترحيل اليهود. ومن أواخر أبريل 1944 وستة أسابيع بعد احتلال ألمانيا للمجر, وحتى حلول شهر يوليو قام إيخمان ومتعاونيه بترحيل حوالي 440.000 يهودي مجري.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أدولف إيخمان: أغرب محاكمة،و أغرب إختطاف،و (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
محاكمات نورمبيرج:
هذا ما كان من أمر مشاركة إيخمان في ترحيل و تهجير و قتل اليهود.
و بعد انتحار هتلر و إندحار المانيا النازية، تمت إجراء محاكمات للقادة العسكريين الذين شاركوا في الجرائم التي ارتكبتها النازية. و تم عقد محاكمات شهيرة في نورمنبيرج سميت بمحاكمات نورمبيرج عقب إنتهاء الحرب.
تُعد محاكمات نورنبيرغ من أشهر المحاكمات التي شهدها التاريخ المعاصر، و قد أنشأت المحكمة بناء اتفاق الدول الأربعة المتحالفة و هي روسيا و أمريكا و بريطانيا و فرنسا. شملت المحاكمات محاكمة 200 من القادة العسكرين و 1600 خلاف القادة العسكريين.بدأت المحكات في 20 /11/1945و انتهت في عام اكتوبر 4619 تمت المحاكمات على فترتين، في الفترة تمت محاكمة مجرمي حرب القيادة النازية ، أما في الفترة الثانية فقد تمّت محاكمة الأطباء الذين أجروا التجارب الطبية على البشر.
تمت تبرئة إيخمان بإسقاط المحكمة عنه تهمة الإجرام في الحرب و ذلك لما قام به إيخمان من مساعدة لليهود وتجنيب الكثير منهم ويلات السجن وربما الموت. و قد القت القوات الامريكية القبض عليه، لكنه تمكن من الفرار من السجن. بعد ذلك هرب إيخمان من ألمانيا بطرق سرية إلى خارج ألمانيا. حيث تنقل بين عدة دول حتى استقر به المطاف في عاصمة الأرجنتين, ولم تذكر كتب التاريخ شيئا عن سبب هروبه بالرغم تبرئته من كل التهم, وقد يكون هروبه نتيجة خوفه من الإعدامات وتصفية الحسابات الدموية التي كانت تحدث في كل يوم في معظم المدن الألمانية.
و هكذا بدأت مرحلة جديدة من حياة إيخمان.و هي بداية حياته الجديدة في الأرجنتين متخفياً تحت اسم جديد و شخصية جديدة.
و ستأتي المرحلة اللاحقة و هي الأشد غرابة في مراحل حياة إيخمان و هي كيفية اختطافه بواسطة الموساد الإسرائيلي.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أدولف إيخمان: أغرب محاكمة،و أغرب إختطاف،و (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
بعد انهيار القوات الألمانية في أيار 1945 أخذ عدد كبير من ضباط النازية يهربون إلى بلدان أمريكا اللاتينية.
وكان ادولف ايخمان واحداً من بين هؤلاء.
و في بداية عام 1950، ذهب ايخمان إلى إيطاليا، حيث انتحل صفة لاجئ تحت اسم ريكاردو كليمنت. بمساعدة أحد الرهبان.
ثم حصل ايخمان على جواز سفر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف.
و من ثم حصل على تأشيرة سفر للارجنتين تحت اسم "كليمنت ريكاردو، الفني".
في يوم 14 يوليو، 1950أستقل آيخمان سفينة متوجهة إلى الأرجنتين ليعيش فيها خلال السنوات ال 10 المقبلة. حيث عمل في عدة وظائف غريبة في منطقة بوينس ايرس من بين تلك الوظائف: رئيس عمال في أحد المصانع، ومهندس مبتدئ مسئول عن المياه في مزارع أرانب.
ثم بعد ذلك جلب ايخمان عائلته أيضا إلى الأرجنتين.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أدولف إيخمان: أغرب محاكمة،و أغرب إختطاف،و (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
بعد هروب إيخمان إلى الأرجنتين و استقراره هناك كانت المخابرات الألمانية على علم بحقيقة و هوية إيخمان و أخبرت اخبرت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في 1958، بأن أيخمان عاش في الأرجنتين منذ عام 1952 باستخدام الاسم المستعار "كليمنس".
ومع ذلك، لم تتخذ وكالة الاستخبارات المركزية أي إجراء بشأن هذه المعلومات، وذلك لأن اعتقال ايخمان قد يحرج الولايات المتحدة وألمانيا من خلال تحويل انتباه الرأي العام إلى النازيين السابقين الذين كانوا قد عينوا بعد الحرب العالمية الثانية من قبلهم.
في ذلك الوقت الذي حصلت وكالة المخابرات المركزية والمخابرات على هذه المعلومات، كانت إسرائيل قد تخلت مؤقتا عن البحث عن آيخمان في الأرجنتين لأنها لم تكتشف الاسم المستعار له.
و في ذلك الوقت لم يكن لدى وكالة المخابرات المركزية ولا حكومة الولايات المتحدة سياسة لملاحقة عملاء النازية السابقين.
هذا الموقف المتراخي من جانب الولايات المتحدة تجاه مجرمي الحرب النازيين السابقين سمح لايخمان بأن يجد حريته لاقصى حد للدرجة التي اصبح آيخمان عضوا في النادي الأمريكي الخاص للغولف و أن يتنقل بحرية دون اكتشافه.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أدولف إيخمان: أغرب محاكمة،و أغرب إختطاف،و (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
خلال فترة الخمسينيات كرس كثير من اليهود وغيرهم من ضحايا المحرقة أنفسهم لايجاد ايخمان وغيرهم من النازيين سيئوا السمعة. وكان من بين هؤلاء سيمون فيزنتال المسمى بصائد النازيين اليهود في عام 1954، تلقى فيزنتال بطاقة بريدية من اليهود الذين يعيشون في بوينس أيرس، تفيد بأن ايخمان يعيش قرب بوينس ايرس و يعمل في شركة للمياه.
مع هذا وغيرها من المعلومات التي جمعها ويزنتال، أصبح لدى إسرائيل الدلائل القوية حول مكان وجود ايخمان.
كان لعامل من أصل يهودي يدعى (هيرمان) أيضا دور فعال في الكشف عن هوية ايخمان. كان هذا العامل قد فرّ من ألمانيا إلى الأرجنتين بعد احتجازه في معسكر للاعتقال كان ايخمان مسئول عنه. كان هيرمان هذا قد استقر في بوينس ايرس مع عائلته في الخمسينات. و أصبحت ابنته سيلفيا على علاقة عاطفية مع كلاوس الإبن البكر لآيخمان. و كان كلاوس إبن آيخمان دائماً ما يتبجح و يفتخر بحياة والده و عن مسئوليته المباشرة عن تعذيب و قتل اليهود فيما يعرف بالمحرقة.
بعد تأكد هيرمان من خلال ابنته سيلفيا من حقيقة ايخمان. سرعان ما بدأت مراسلات هيرمان مع فريتز باور، المدعي العام الرئيسي للدولة الألمانية الغربية ، وقدم له تفاصيل حول ايخمان وحياته.
كما اتصل هيرمان بمسؤولين إسرائيلين و الذين عملوا بشكل وثيق مع هيرمان على مدى السنوات القليلة المقبلة لمعرفة المزيد عن ايخمان ولوضع خطة لإلقاء القبض عليه.
في عام 1959، تم إبلاغ الموساد بأن ايخمان موجود في بوينس آيرس تحت اسم ريكاردو كليمنت (كليمان) وبدأت محاولة لتحديد مكان وجوده بالضبط من خلال مراقبة لا هوادة فيها، و قد تأكد الموساد بعد ذلك من أن كليمنت ريكاردو، في الواقع هو ادولف ايخمان
بعد ذلك وافق الحكومة الإسرائيلية على القيام بعملية لاعتقال ايخمان وإحضاره إلى القدس للمحاكمة باعتباره مجرم حرب.
و قد واصل عملاء الموساد مراقبة ايخمان خلال الأشهر الأولى من عام 1960 إلى أن تأكدوا من أن الوضع آمن للقبض عليه.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أدولف إيخمان: أغرب محاكمة،و أغرب إختطاف،و (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
عملية اختطاف إيخمان :
في عام 1957 بعد أن وصلت إلى الموساد معلومة تفيد أنه تم رصد أدولف إيخمان في الأرجنتين، أدولف آيخمان هذا الذى سعت اسرائيل فى اثره كل هذه المده والتى امتدت لاكثر من اثنتى عشره عاما من البحث والرصد. و تمّ تكليف رافائيل إيتان بخطف النازي السابق وجلبه إلى إسرائيل. لقد زيّنوا له العملية وأفهموه أنها سوف تضع جهاز الموساد في طليعة الأجهزة السرية العالمية، وتعمق عقدة الذنب لدي العالم تجاه اليهود بسبب أسطورة المذابح النازية أو الهولوكوست. كانت مخاطر العملية هائلة، حيث سيقوم إيتان بالعملية على بعد آلاف الكيلومترات و بهوية مستعارة ومن دون أي دعم وبوسط معادي إلى حد ما فالأرجنتين كانت ملاذ النازيين، وبالتالي يمكن للفشل أن يؤدي إلى السجن، وربما إلى المقبرة.
انتظر إيتان مدة ثلاث اعوام قبل أن تتأكد المعلومة الأولية التي تثبت حقيقة أن الرجل الذي كان يعيش في إحدى الضواحي البورجوازية لمدينة بيونس أيريس تحت اسم ريكاردو كليمانت هو بالفعل أدولف إيخمان. تجمّد الدم في عروق رافائيل إيتان عندما أعطوه الضوء الأخضر للشروع بالعملية. فالعواقب المترتبة على العملية قد تكون شديدة الخطورة.
وعلي الفور، قرر أيسير هاريل رئيس الموساد تشكيل فرقة خاصة تضم 11 رجلا وامرأة من عملاء الموساد برئاسه رافائيل إيتان لإختطاف أيخمان إلي اسرائيل , وكانت التعليمات الصادرة لهؤلاء العملاء تقضي بعدم قتل أدولف أيخمان تحت أي ظرف من الظروف وأهمية أن تتم هذه العملية في الارجنتين دون علم السلطات الأرجنتينية..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أدولف إيخمان: أغرب محاكمة،و أغرب إختطاف،و (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
اعتقل ايخمان
اعتقل ايخمان من قبل فريق من الموساد و وكلاء الشاباك في احدى ضواحي بوينس ايرس في 11 مايو، 1960، كجزء من عملية سرية تم التخطيط لها بدقة. وصل عملاء الموساد إلى بوينس آيرس في أبريل 1960 بعد التأكّد من هوية ايخمان، حيث روقب ايخمان لفترة طويلة من الزمن، وقام فريق من عملاء الموساد بانتظاره لدى وصوله إلى منزله من عمله في مصنع لسيارات المرسيدس بنز. انتظر واحد من العملاء منهم أمام بيته في انتظار وصول الحافلة، في حين تظاهر اثنان من العملاء بأنهما يصلحان سيارة. أما الرابع فقد ركب الحافلة للتأكد من ان ايخمان سيغادر الحافلة.
ترجل ايخمان من الحافلة وبدأ في المشي لمسافة قصيرة إلى منزله.طلب منه من العميل الذي يوجد قرب السيارة ان يعطيه سيجارة.
و عندما ادخل ايخمان يده إلى جيبه تم القبض عليه من قبل اثنين من الموجودين في السيارة. قاوم ايخمان الهجوم المفاجيء و لكن عاجله أحد منهم و هو حاصل على الحزام الأسود في الكاراتيه بضربة لإيخمان في مؤخرة عنقه بحيث افقدته الوعي. و تم من ثم وضعه في سيارة واقتيد إلى منزل آمن.
هناك تم إجراء الاستجواب التمهيدي، وثبت أن كليمنت (كليمنت) كان بلا شك ايخمان النازي. أبقاه الوكلاء في المنزل الآمن حتى يمكنهم اخذه لإسرائيل دون أن يتم اكتشافهم من قبل السلطات الأرجنتينية ؛ ثم تم تهريبه خارج الأرجنتين على متن طائرة الشركة العال بريستول بريتانيا في رحلة جوية تجارية من الأرجنتين إلى اسبانيا ثم إلى إسرائيل يوم 21 مايو 1960، مخدراً ومتنكراً، مثل الوكلاء، باعتباره فرد من وفد من أعضاء النقابة اليهودية.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أدولف إيخمان: أغرب محاكمة،و أغرب إختطاف،و (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
رواية اخرى لعملية الخطف يحكيها(رافائيل إيتان) مسئول الموساد:
بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية هرب ايخمان رئيس قوات الصاعقة النازية والملقب بـ «جزار المحارق اليهودية»، رجل هتلر الذي نظم عملية اعتقال اليهود وتصفيتهم في معسكرات الاعتقال.إلى عدة دول ايخمان و أخيراً وصل إلى الأرجنتين ليعيش تنكراً هرباً من ماضيه النازي. ايخمان الذي كان يوصف بأنه الوحش الذي أشرف علي أفران الغاز حيث يزعم الصهاينة أن ملايين اليهود أحرقوا داخلها وهم أحياء، يعيش متخفياً كال############.
في عام 1957 وصلت إلى الموساد معلومة تفيد أنه تم رصد أدولف إيخمان في الأرجنتين، وتمّ تكليف رافائيل إيتان بخطف النازي السابق وجلبه إلى إسرائيل. لقد زيّنوا له العملية وأفهموه أنها سوف تضع جهاز الموساد في طليعة الأجهزة السرية العالمية، وتعمق عقدة الذنب لدي العالم تجاه اليهود بسبب أسطورة المذابح النازية أو الهولوكوست ,إذ ربما ليس هناك أي جهاز آخر يمكن أن يفكر بمثل هذه العملية. كانت المخاطر هائلة، فإيتان سيقوم بالعملية على بعد آلاف الكيلومترات وبهوية مستعارة ومن دون أي دعم وبوسط معادي إلى حد ما فالأرجنتين كانت ملاذ النازيين، وبالتالي يمكن للفشل أن يؤدي إلى السجن، وربما إلى المقبرة.
انتظر إيتان مدة ثلاث اعوام قبل أن تتأكد المعلومة الأولية التي تثبت حقيقة أن الرجل الذي كان يعيش في إحدى الضواحي البورجوازية لمدينة بيونس أيريس تحت اسم ريكاردو كليمانت هو بالفعل أدولف إيخمان. تجمّد الدم في عروق رافائيل إيتان عندما أعطوه الضوء الأخضر للشروع بالعملية. فالعواقب المترتبة على العملية قد تكون شديدة الخطورة.
وعلي الفور، قرر أيسير هاريل رئيس الموساد تشكيل فرقة خاصة تضم 11 رجلا وامرأة من عملاء الموساد برئاسه رافائيل إيتان لإختطاف أيخمان إلي اسرائيل , وكانت التعليمات الصادرة لهؤلاء العملاء تقضي بعدم قتل أدولف أيخمان تحت أي ظرف من الظروف وأهمية أن تتم هذه العملية في الارجنتين دون علم السلطات الأرجنتينية..
استأجرت شركة «العال» الإسرائيلية للطيران، طائرة إنجليزية من أجل القيام بالرحلة الطويلة إلى بيونس أيريس. يقول إيتان: «أرسلنا أحدهم إلى بريطانيا، لقد دفع المبلغ المطلوب وحصلنا على الطائرة. كانت الرحلة تنقل رسمياً وفداً إسرائيلياً للمشاركة في الاحتفال بالذكرى المئة والخمسين لاستقلال الأرجنتين. ولم يكن أي من أعضاء الوفد يعرف سبب وجودنا معهم، وكانوا يجهلون أيضا أننا كنا قد جهّزنا زنزانة في مؤخرة الطائرة من أجل وضع إيخمان فيها عند العودة».
وصل إيتان ورجاله إلى العاصمة الأرجنتينية في أول مايو 1960، ونزلوا في إحدى الشقق السبع التي جرى استئجارها من أجلهم، وبحيث يتم استخدام إحداها كسجن مؤقت لإيخمان قبل ترحيله. استؤجرت 12 سيارة من أجل العملية. راقب إيتان وفريقه إيخمان طيلة ثلاثة أيام وعرفوا أنه ينزل في محطة محددة من حافلة النقل العام عند زاوية شارع غاريبالدي.
وفي مساء العاشر من شهر مايو 1960 قرر إيتان الانتقال إلى التنفيذ يرافقه سائق ورجلان مكلفان بالسيطرة على إيخمان عندما يصبح داخل السيارة. كان أحد الرجلين قد تلقى تدريبا خاصا للسيطرة على الأشخاص في الشارع. وكان يُفترض أن يبقى إيتان داخل السيارة بجانب السائق و«تقديم المساعدة إذا دعت الحاجة».
تحدد موعد تنفيذ العملية في اليوم التالي. ويوم الحادي عشر من مايو وصلت سيارة الموساد إلى شارع غاريبالدي. لم يكن أحد ينبس ببنت شفة، إذ لم يكن هناك ما يقال. كانت حافلات للنقل تقف وتكمل سيرها وعند الساعة الثامنة وخمس دقائق رصدوا إيخمان في إحدى الحافلات. يقول إيتان: «بدا إيخمان متعباً (...). كان الشارع مقفراً.
وسمعت عميلنا المتخصص في عمليات لخطف يفتح باب السيارة قليلا خلفي. وعندما وصلنا إلى محاذاة إيخمان كان يمشي بخطوات سريعة كأنه في عجلة للعودة إلى منزله بعد عناء يوم طويل وتناول طعام العشاء (...). كان مقررا أن تستمر العملية اثنتي عشرة ثانية، ينطلق أثناءها رجلنا من المقعد الخلفي ويمسك إيخمان من رقبته ثم يدفعه إلى داخل السيارة».
وقفت السيارة بمحاذاة إيخمان. استدار ونظر مندهشاً للعميل الذي انطلق من المقعد الخلفي للسيارة. لكن هذا العميل مشى فجأة على رباط حذائه المفكوك وكاد يقع على رأسه. وكاد إيخمان أن ينجو بسبب رباط حذاء مفكوك. أسرع إيخمان الخطى؛ فانطلق إيتان من السيارة. يقول: «لقد أمسكته من رقبته بقوة رأيت عينيه تجحظان بسببها. ولو أنني شددت قبضتي قليلا فلربما كنت قتلته. كان مساعدي قد وقف وفتح لي باب السيارة فدفعت إيخمان على المقعد الخلفي، وتبعه عميلنا. استمرت العملية كلها خمس ثوان».
وقام ايتان بإدخال أحد رجال الموساد إلى المستشفى واستخرجوا له تقريرًا طبيًا يثبت مرضه وأنه يجب نقله إلى وطنه لتلقي العلاج اللازم, وقاموا بتزوير بعض الأوراق الثبوتية لآيخمان وزعموا أنه هو ذلك الإسرائيلي المريض وأنهم بصدد نقله إلى إسرائيل لتلقي العلاج, وقاموا بتخديره وإدخاله الطائرة دون أن ينتبه له أحد, ودون أن يستطيع الصراخ أو طلب المساعدة, ثم تم نقله إلى إسرائيل التي شهدت احتفالا بمناسبة القبض على آيخمان إلي حد أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بن جوريون ألقي خطابا أمام الكنيست في مايو 1960 قال فيه:
'يسعدني أن أعلن نجاح أجهزة الأمن الاسرائيلية في القبض علي أحد عتاة المجرمين النازيين وهو أدولف أيخمان الذي يتحمل مع غيره من قادة النازي مسئولية الحل النهائي للمشكلة اليهودية عن طريق ابادة ستة ملايين يهودي، وسوف يتم تقديمه للمحاكمة وفقا للقانون الاسرائيلي.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أدولف إيخمان: أغرب محاكمة،و أغرب إختطاف،و (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
تم اختطاف آيخمان يوم 10/5/1960،و لكن تم نقله بعد عشرة أيام و هو مخدّر و متخفي في زي مضيف جوي على متن طائرة إسرائيلية.
حيث جاءت الطائرة إلى الأرجنتين تحت ستار نقل وفد إسرائيلي رسمي للاشتراك في احتفال الأرجنتين بالذكرى المائة والخمسين لاستقلالها. و كانت هناك خطة احتياطية في حالة إذا لم تسر هذه كما كان مقررا.
و قد شهدت إسرائيل احتفالا كبيراً بمناسبة القبض على آيخمان إلي حد أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بن جوريون ألقي خطابا أمام الكنيست في مايو 1960 قال فيه:
( يسعدني أن أعلن نجاح أجهزة الأمن الاسرائيلية في القبض علي أحد عتاة المجرمين النازيين وهو أدولف أيخمان الذي يتحمل مع غيره من قادة النازيين مسئولية الحل النهائي للمشكلة اليهودية عن طريق ابادة ستة ملايين يهودي، وسوف يتم تقديمه للمحاكمة وفقا للقانون الاسرائيلي).
احدثت عملية الاختطاف ضجة كبيرة في الأرجنتين باعتبارها انتهاك للسيادة الارجنتينية.
حيث ان العملية تمت دون علم السلطات الارجنتينية.
و قد صاحب عملية الاختطاف في الأرجنتين موجة من معاداة السامية. كما اقترن ذلك بموجات احتجاجات عنيفة و حملات لمعاداة السامية، بالإضافة لاعمال الشغب و الاعتداءات و التفجيرات خاصة من اليمين المتطرف في الارجنتين.
فحاولت الحكومة الإسرائيلية تخفيف حالة الإحتقان بين الدولتين. فانعقدت عدة مفاوضات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي دافيد بن غوريون والرئيس الأرجنتيني.
و قد حاولت الحكومة الإسرائيلية أن تنفي لبعض الوقت تورطها في اختطاف أيخمان، مدعيه أنه قد قبض عليه من قبل المتطوعين اليهود الذين قاموا قاموا بدورهم بتسليمه إلى السلطات الحكومية الإسرائيلية.
في يونيو / حزيران 1960 طلبت الأرجنتين عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن بالأمم المتحدة، احتجاجا على ما اعتبرته الأرجنتين "انتهاكا للحقوق السيادية لجمهورية الأرجنتين".، بعد فشل مفاوضات سرية مع إسرائيل، في المناقشات التي تلت ذلك، احتجت ممثلة إسرائيل غولدا مائير وقالت بان الحادث لا يعدو كونه "انتهاكا معزول لقانون الأرجنتين" حيث لم يتم الخطف من قبل مجموعة من أفراد عاديين. في نهاية المطاف كان قرار مجلس الأمن يطالب إسرائيل "بدفع تعويضات مناسبة"، و أن تتم محاكمة ايخمان بشكل عادل بسبب الجرائم التي اتهم بها.
بعد إجراء المزيد من المفاوضات، في 3أغسطس 1960، وافقت إسرائيل والأرجنتين على انهاء نزاعهم في بيان مشترك.
وقد قررت الأرجنتين في هذا الصدد أغلاق الحادثة التي نجمت عن الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل والتي تنتهك حقوق المواطنين الأساسيه للدولة في الأرجنتين.
من ضمن تداعيات عملية الاختطاف ايضاً، حاول بعض من شارك في عملية الاختطاف قطف ثمار مشاركته في العملية.
فمثلاً كتب إيسار هرئيل منفذ العملية، كتاباً عن اختطاف أيخمان بعنوان )البيت على شارع غاريبالدي).و قد تم تحويل. الكتاب إلى فيلم يحمل نفس الاسم.
و بعد بعد بضع سنوات، كتب (بيتر مالكين( احد الاعضاء في فريق الاختطاف كتاب بعنوان( آيخمان في يدي)، والذي يكشف فيه بعضاً من طبيعة ايخمان ودوافعه.
إلى هنا انتهت عملية إختطاف آيخمان و تداعياتها.
و في الحلقات القادمة سوف نورد تفاصيل محاكمة آيخمان و الخطبة التي زلزلت اركان الدولة الصهيونية.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أدولف إيخمان: أغرب محاكمة،و أغرب إختطاف،و (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
بدأت محاكمة ايخمان أمام محكمة إسرائيلية في القدس يوم 11 أبريل 1961 . و قد وجهت الي ايخمان 15 تهمة جنائية،تشمل جرائم ضد الإنسانية وجرائم ضد الشعب اليهودي والانتماء إلى منظمة محظورة. كانت المحكمة ثلاث قضاة.و قد جلس القضاة الثلاث على منصة عالية. عقدت المحاكمة في قاعة جديدة في وسط مدينة القدس. اما ايخمان فقد جلس داخل كشك زجاجي مضاد للرصاص لحمايته من عائلات الضحايا. تم تجسيد هذه الصورة في الرواية والمسرحية والفيلم، تحت اسم (الرجل في الكشك الزجاجي)، على الرغم من أن قصة الدراما ليس لها اي علاقة بالأحداث الفعلية لمحاكمة ايخمان.
تسببت المحاكمة في جدل دولي ضخم، وكذلك في ضجة دولية.
و قد سمحت الحكومة الإسرائيلية لبرامج الأخبار في جميع أنحاء العالم ببث المحاكمة على الهواء مع القليل من القيود.
بدأت المحاكمة بالشهود المختلفين، بما في ذلك العديد من الناجين من المحرقة النازية، الذين شهدوا ضد أيخمان ودوره في نقل الضحايا إلى معسكرات الإبادة.
أحد الشهود الرئيسيين للادعاء كان قاض أمريكي يدعى مايكل موسمانو، و الذي كان ضابط البحرية الأمريكية في عام 1945 و الذي استجوب المتهمون في محاكمات نورمبرج. قال في شهادته أن أيخمان كان الرجل المسئول عن الترتيبات المتعلقة بنقل و قتل اليهود.
عندما استراح الادعاء، بدأ محامو الدفاع عن ايخمان، بالدفاع عنه من خلال شرح أسبابهم لعدم استجواب أي من شهود الادعاء.
ايخمان، تحدث دفاعا عن نفسه، وقال انه لا يعترض على وقائع ما حدث أثناء المحرقة.
طوال المحاكمة، اصر ايخمان على انه لم يكن سوى (منفذ للأوامر) وهو نفس الدفاع الذي اتّبعه في محاكمة نورمبرغ التي عقدت في الفترة بين عامي 1945 و 1946 و التي كانت مخصصة المخصصة لمحاكمة بعض مجرمي الحرب النازيين.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أدولف إيخمان: أغرب محاكمة،و أغرب إختطاف،و (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
أثناء المحاكمة اعلن آيخمان صراحة انه قد تنازل عن ضميره من أجل متابعة مباديء الفوهرر(هتلر). و ادعى ايخمان أنه كان مجرد ناقل لا يتمتع بالسلطة إلا القليل جدا منها
و قد قال في شهادته : "أنا لم افعل شيئا سواء كبيرا أو صغيرا، من دون الحصول على تفويض صريح من الزعيم النازي ادولف هتلر أو أي من رؤسائي.
خلال الاستجواب، سأل المدعي العام ايخمان إذا كان يعتبر نفسه مذنبا في جريمة قتل الملايين من اليهود. اجاب ايخمان :
" من الناحية القانونية لست مذنب، ولكن بالمعنى الإنسانى... نعم.
لأنني مذنبا بتهمة بترحيلهم.
عندما عرض المدعي العام على ايخمان دليل مقتبس من تصريح لايخمان في عام 1945 كان قد قال فيه :
(سوف أقفز في قبري من السعادة لأن الشعور بأنني سبب في قتل خمسة ملايين من البشر وضميري سيكون مرتاح حيث هذا بالنسبة لي مصدر ارتياح استثنائي).
و لكن ايخمان علق على ذلك التصريح قائلا: انه كان يشير فقط إلى (أعداء الرايخ") و ليس اليهود.
و كان شهود الدفاع، الذين كان جميعهم من النازيين السابقين رفيعى المستوى، قد وُعِدوا بمنحهم الحصانة و ضمان الأمن لهم في البلاد التي استقروا فيها (ألمانيا و النمسا) و ذلك من أجل الحضور للإدلاء بشهادتهم في القدس.
إلا أنهم رفضوا الحضور إلى إسرائيل، لكنهم أرسلوا شهادات مكتوبة إلى المحكمة. و لم يكن في تلك الكتابات ما يؤيد دفاع آيخمان حول "تنفيذا لأوامر
. بل إن واحدة من تلك الإفادات التي أرسلها ضابط شرطة كبير كان يعمل في السابق في الأرجنتين عام 1944. ذكر في مذكرته :
أن "(أيخمان) كان له دور ثانوي، وهو ما يعني أنه يستخدم سلطته بتهور، ودون قيود أخلاقية.
ومن المؤكد انه تجاوز صلاحياته إذا كان يعتقد انه كان يتصرف وفقا لروح القائد أدولف هتلر.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أدولف إيخمان: أغرب محاكمة،و أغرب إختطاف،و (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
انتهت محاكمة ايخمان يوم 14 اغسطس و التي بدأت محاكمة آيخمان بشكل علني في (11 ابريل 1961م) .
وأعلن آيخمان أنه كان ينفذ الأوامر.وأفاد بأنه ساعد اليهود وكان هو الوحيد الذي خاطر بحياته بالرغم من الأخطار التي كانت تحوم حول من يخالف الأوامر.
وطلب آيخمان إحضار الشهود من اليهود الذين ساعدهم والذين كانوا على علم بما قدم لليهود ولكن طلبه رفض بشكل قاطع,
و استمرت المحكمة لأكثر من 14 أسبوعا تم فيها سماع الشهادات و الإطلاع على أكثر من 1500 من الوثائق، و استجواب حوالي 100 من شهود الادعاء (90 منهم من الناجين من معسكرات الاعتقال النازية) وعشرات من كتابات الدفاع التي جائت في الحقائب الدبلوماسية من 16 بلدا مختلفا،
بعد ذلك بدأت مداولات القضاة في معزل. و في 11 ديسمبر1961، أعلن القضاة الثلاث حكمهم.حيث ادين ايخمان بكل التهم الموجهة إليه.و قد قال ايخمان للمحكمة انه يتوقع عقوبة الإعدام
. و في 15 ديسمبر 1961، قررت المحكمة فرض عقوبة الاعدام.و لكن ايخمان استأنف الحكم، معتمدا على الحجج القانونية و بأنه كان يحمي (أعمال الدولة) و ينفذ الاوامر.
يوم 29 مايو 1962 رفضت المحكمة العليا و هي محكمة الاستئناف في إسرائيل استئناف ايخمان وأيدت حكم المحكمة المحلية في جميع التهم الموجهة إليه.
رفض ايخمان الاستئناف مرة أخرى مدعيا أنه لم يكن سوى منفّذاً للأوامر، و لكن المحكمة ذكرت أن "أيخمان لم يتلق أي أوامر عليا على الإطلاق.
بل كان هو رئيس نفسه و هو من أعطى الأوامر في جميع المسائل المتعلقة باليهودية.
أخيراً قدم ايخمان طلب التماس بالرحمة و لكن الرئيس الإسرائيلي في ذلك الوقت التماس ايخمان بالرحمة.
و في المقابل قدم عدد كبير من الأشخاص البارزين طلبات بالرأفة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أدولف إيخمان: أغرب محاكمة،و أغرب إختطاف،و (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
خلال المحاكمة ادعى أيخمان بأنه كان يطيع الأوامر فقط. غير أنه كُشِف أنه كان قد قال في مقابلة أجريت معه في عام 1957:
( لو قدرنا على قتلهم جميعا ... لكنت سعيدا) فأخذت كبينة ضده.
هذا, وقد أدين أيخمان إذ حكم عليه بالإعدام.
كان هذا هو حكم الإعدام الأول والوحيد في تاريخ دولة إسرائيل حيث ردت محكمة العدل العليا الاستئناف الذي قدمه أيخمان إليها في أيار (مايو) عام 1962.
وقد أثارت هذه المحاكمة أصداء واسعة في إسرائيل, لأنه تم تقديم مجرم نازي مركزي للمحاكمة في محكمة إسرائيلية, ولما أحرزه عرض أحداث المحرقة النازية من جديد من قيم تربوية.
وقد بدأ (أدولف آيخمان) مدافعا عن نفسه قائلا :
كنت قد نفذّت أوامر هتلر في (الهولوكوست) ليس إلا , لكنني كنت قد ساعدت آلاف اليهود عن محارق النازية (الهولوكوست) في هروبهم للخارج) و قد طلب من القضاة العسكريين قبول العذر , لكن طلبه رفض ,
في يوم 15 كانون الأول / ديسمبر 1961 تمت تلاوة قرار الحكم الذي نص على إصدار حكم الإعدام ضد المتهم. وفي 29 أيار / مايو 1962 رفضت محكمة العدل العليا استئناف آيخمان وأقرت قرار حكم المحكمة الأولى.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أدولف إيخمان: أغرب محاكمة،و أغرب إختطاف،و (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
الخطبة المدوية:
بعد أن علم ايخمان بمصيره المحتوم تقدم بالتماس للسماح له باعتناق اليهودية و أن يسجل في الأوراق الرسمية كيهودي و استغرب اليهود ذلك الطلب.
ولما سأله اليهود عن السبب الذي دفعه لاعتناق اليهودية أصر آيخمان على عدم الكلام إلا أمام عدسات المصورين وعلى مسامع الصحفيين من كل أنحاء العالم.
وظن اليهود أن أيخمان يريد استعطافهم بمدح اليهود الدين اليهودي أمام العالم خاصة وأن الحكم النهائي لم يكن قد صدر بعد في ذلك الحين,
فوافق اليهود على هذا الطلب, وفعلا تم ذلك أمام الصحافة العالمية ووقف آيخمن أمام أجهزة الصحافة والإعلام
وقفة عسكرية وأدى التحية النازية(رفع اليد إلى الأمام) أمام عدسات الكاميرات و قال خطبته التي هزت إسرائيل و العالم و سجلها التاريخ:
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أدولف إيخمان: أغرب محاكمة،و أغرب إختطاف،و (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
وقف ايخمان وقفة عسكرية وأدى التحية النازية(رفع اليد إلى الأمام) أمام عدسات الكاميرات و قال خطبته التي هزت إسرائيل و العالم و سجلها التاريخ:
) أردت اعتناق اليهودية ليس حباً فيها , ولا حباً في إسرائيل , إنما أردت بذلك أن أهتف لنفسي أن كلباً يهودياً
قد أعدم ليدرك من سبقوه من الكلاب , وأنه لكم يسعدني قبل أن أموت أن أوجه رسالة اعتذار
إلى الإسرائيليين , تحمل كل ندمي وحرقتي , وأنا أقول لهم أن أشد ما يحز في نفسي أنني ساعدتكم على النجاة من أفران هتلر,
لقد كنت أكثر إنسانية معكم , بينما كنتم أكثر خبثاً وقذارة أيها الكلاب , إن أرض فلسطين ليست إرثكم و لا أرضكم ,
فما أنتم إلا عصابة من الإرهابيين والقتلة ومصاصي دماء الشعوب ,
ما كان لكم إلا الحرق في أفران هتلر لتنجو الأرض من خبثكم وفسقكم ويهنأ الكون بعيداً عن رذائلكم
, فذات يوم سيأتيكم هتلر عربي يجتث وجودكم اجتثاثا , ويحرق عقولكم وأبدانكم بأفران النفط ,
أيها الكلاب , يؤلمني أن أشبهكم بالكلاب , فالكلاب تعرف الوفاء الذي لا تعرفونه , لكن نجاسة الكلاب وحيوانيتها من ذات سلوككم
, اهنئوا ما شئتم بإجرامكم في فلسطين , حتى تجيء اللحظة التي تولون فيها الأدبار , وتعلو صرخاتكم تشق العنان , فتذوقوا مذلة النهاية التي لا تتصوروا أنها بانتظاركم وعندها ستكون الكلاب الضالة أفضل مصيراً منكم).
(عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 06-11-2016, 10:09 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أدولف إيخمان: أغرب محاكمة،و أغرب إختطاف،و (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
هناك بعض الخلاف حول آخر كلمات لايخمان. أحد المقولات انه قال: "تعيش ألمانيا. تعيش النمسا. تعيش الأرجنتين. هذه هي الدول التي ارتبطت بها وأنا لن انساها. اضطررت إلى الانصياع لقواعد الحرب وعلم بلادي. أنا مستعد. ومع ذلك، وفقا لديفيد سيرسيرانى ، المؤرخ البارز و الباحث في التاريخ في جامعة لندن: أن ترتيب البلدان مقلوب (النمسا والأرجنتين)، وتحدث أيضا عن زوجته، والأهل والأصدقاء، وكذلك عن ايمانه بالله. أي ذكر لطاعة وقواعد الحرب أو العلم محذوفا في رواية سيرسيرانى التي نقلت على النحو التالي :
«Long live Germany. Long live Argentina. Long live Austria. These are the three countries with which I have been most connected and which I will not forget. I greet my wife, my family, and my friends. I am ready. We'll meet again soon, as is the fate of all men. I die believing in God.
و قد ترجمت أنا كلماته كالتالي:
(تعيش المانيا... تعيش الارجنتين ..تعيش النمسا.هذه هي الدول الثلاث التي كنت قد ارتبطت بها، و التي لن أنساها أبداً. إنني أحي زوجتي اسرتي و أصدقائي.
أنا جاهز.
سوف نلتقي قريباً حيث أن ذلك مصير كل البشر.
و سأموت و انا مؤمن بالله.
سأورد في الجزء التالي أغرب عملية إعدام و تخلص من الجثمان.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أدولف إيخمان: أغرب محاكمة،و أغرب إختطاف،و (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
قرار الإعدام و الإعداد له:
أحدثت هذه الكلمات زلزالاً عنيفاً داخل إسرائيل كما لفتت العالم لهذه المحاكمة التي تحاول أن تنتقم لليهود في كل ما عانه في شخص واحد.
و هكذا بعد هذا الكلمات الصعبة القاسية من (أدولف آيخمان) أمام جميع القضاة العسكريين الإسرائيليين ,
فقد قرروا بالإجماع تشكيل له محاكمة , غريبة عجيبة , لم يشهد مثلها تاريخ المحاكمات في العالم , محاكمة من عدة مراحل تتضمن :
شنقه ثم حرقه في فرن صنع له خصيصاً , ثم طحن عظامه , ثم وضعها داخل علبة حديدية و رميها في البحر.
بعد أن أدين إيخمان بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
بناء عليه فقد تمّ بناء فرن خاص من أجل حرق جثة ايخمان؛ و إلقاء رماده في البحر.
لقد حرص بن غوريون على أن لا يبقى أي أثر منه كي يحول دون قيام الذين يحنّون للنازية بتكريمه.
في 31 مايو 1962 كان (رافائيل إيتان) من الموساد يزور ليخمان في زنزانة تنفيذ الحكم بسجن الرملة. يقول: «نظر إلي إيخمان نظرةً ثم قال لي:
سيأتي دورك أيها اليهودي!،
فأجبته: (ليس اليوم... ليس اليوم).
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أدولف إيخمان: أغرب محاكمة،و أغرب إختطاف،و (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
التنفيذ:
قبل إعدامه قيل أن ايخمان رفض الوجبة الأخيرة، وفضل بدلا منها زجاجة نبيذ الكرمل الإسرائيلي. حيث شرب ما يقرب من نصف الزجاجة.
وفقا للروايات الرسمية، كان هناك اثنين سيقومون بالتنفيذ وجذب الذراع في وقت واحد، حتى لا يعرف على وجه اليقين من المتسبب الأساسي في وفاه ايخمان.
وقيل أنه رفض ارتداء القلنسوة السوداء التقليدية للاعدام.
كان من ضمن الاثنين اللذان شاركا في تنفيذ الإعدام يمني(يهودي) كان يعمل جزاراً، و الذي قال: لم أكن أعرف من هو آيخمان. فقط لاحقاً، عندما حرسته، عرفت من هو آيخمان).
قبل منتصف الليل ببضع دقائق يوم 31 مايو، 1962 تم إعدام ايخمان، في سجن الرملة بإسرائيل. هذا هو التنفيذ المدني الوحيد الذي نفذ في إسرائيل، والتي لديها سياسة عامة بعدم استخدام عقوبة الإعدام.
بعد وقت قصير من التنفيذ، تم احراق جثمان ايخمان في الفرن المصمم خصيصا لذلك. كان الفرن حارا جدا حتى انه لم يجرؤ أحد على الاقتراب منه،
ولكن استخدمت محفة على مسارات لوضع الجسم فيها وفي صباح اليوم التالي، أي يوم الأول من يونيو،1962 تم نثر رماده فوق البحر الأبيض المتوسط، في المياه الدولية. هذا حتى لا يمكن أن يكون هناك أى نصب تذكاري في المستقبل، ولا أي علامة له و يكون البحر بمثابة مثواه الأخير.و حتى لا يوجد أي موقع محتمل يمكن أن يحج إليه النازيون الجدد في ألمانيا و العالم.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أدولف إيخمان: أغرب محاكمة،و أغرب إختطاف،و (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
التنفيذ:
قبل إعدامه قيل أن ايخمان رفض الوجبة الأخيرة، وفضل بدلا منها زجاجة نبيذ الكرمل الإسرائيلي. حيث شرب ما يقرب من نصف الزجاجة.
وفقا للروايات الرسمية، كان هناك اثنين سيقومون بالتنفيذ وجذب الذراع في وقت واحد، حتى لا يعرف على وجه اليقين من المتسبب الأساسي في وفاه ايخمان.
وقيل أنه رفض ارتداء القلنسوة السوداء التقليدية للاعدام.
كان من ضمن الاثنين اللذان شاركا في تنفيذ الإعدام يمني(يهودي) كان يعمل جزاراً، و الذي قال: لم أكن أعرف من هو آيخمان. فقط لاحقاً، عندما حرسته، عرفت من هو آيخمان).
قبل منتصف الليل ببضع دقائق يوم 31 مايو، 1962 تم إعدام ايخمان، في سجن الرملة بإسرائيل. هذا هو التنفيذ المدني الوحيد الذي نفذ في إسرائيل، والتي لديها سياسة عامة بعدم استخدام عقوبة الإعدام.
بعد وقت قصير من التنفيذ، تم احراق جثمان ايخمان في الفرن المصمم خصيصا لذلك. كان الفرن حارا جدا حتى انه لم يجرؤ أحد على الاقتراب منه،
ولكن استخدمت محفة على مسارات لوضع الجسم فيها وفي صباح اليوم التالي، أي يوم الأول من يونيو،1962 تم نثر رماده فوق البحر الأبيض المتوسط، في المياه الدولية. هذا حتى لا يمكن أن يكون هناك أى نصب تذكاري في المستقبل، ولا أي علامة له و يكون البحر بمثابة مثواه الأخير.و حتى لا يوجد أي موقع محتمل يمكن أن يحج إليه النازيون الجدد في ألمانيا و العالم.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أدولف إيخمان: أغرب محاكمة،و أغرب إختطاف،و (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
و هكذا انتهت رحلة حياة ايخمان بهذه النهاية الغريبة.و هكذا الإنسان لا يعرف كيف تكون نهايته لأانه لو عرفها لما كانت بدايته كما اختطها لنفسه.
و مثل هذه القصة تثير في النفس كثير من الأسئلة: لماذا يتصرف الإنسان بشكل يصادر فيه حرية الغير و يصادر فيها حياته و أمنه و سعادته؟ من اين ينبع كل هذا الشر في الإنسان؟
هذه الاسئلة قد تبدو فلسفية تتعالى على الواقع و لكنها في النهاية اكثر الاسئلة التي تواجه الإنسان اليوم و امس و غد و في كل مكان.
لماذا يظلم الإنسان أخيه الإنسان؟ و لماذا يطغى؟ لماذا يحتقر و يتطاول و يعذّب و يستبد؟ بالرغم من ضعفه و قلة حيلته و محدودية عمره. و لماذا يطالب بالعدالة و هو أول من داسها و اطاح بها و تجاهلها؟
لماذا لا نحب لغيرنا ما نحبه لأنفسنا؟
اسئلة كثيرة تثار بمناسبة هذه القصة.
و كما ذكرنا في غير هذا البوست كيف اغضّت هذه الاسئلة منام و تفكير المفكرة حنة ارِند.و من هي حنة ارِند؟. إنها المواطنة الالمانية ذات الاصول اليهودية. هي من تعرضت للنكبات و السجن و الإذلال و المطاردة. لكنها لم تتخلى عن إنسانيتها و لم تجري وراء التلذذ بالانتقام ممن عذبها و شردها و قتّل ابناء جلدتها بل تعالت على كل هذه الجراح و الآلام و النكبات لتخرج لنا بأفكار و آراء و فلسفات تدعو لنبذ العنف و الشر في الإنسان.
لا نريد ان نغادر هذه القصة قبل ان نحاول ان نشير إلى ما تثيره في النفس و العقل من تساؤلات و من مشاعر و من محاولات لفهم الإنسان هذا الكائن الذي نرتبط به في الحياة و الوجود و المصير.
لذا لا نريد لهذه القصة و ما يشابهها ان تمر علينا مرور الكرام. بل يجب أن تقودنا إلى مزيد من السمو بإنسانياتنا و إلى المزيد من التفكير في سعادة و راحة و حرية الآخرين بغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية و مرجعياتهم الايديولوجية و الدينية و اصولهم الإثنية وجنسياتهم و البلدان التي ينتمون إليها.
في الختام
شكرا للمتابعة
| |
|
|
|
|
|
|
| |
محمد عبد الله الحسين
ياسر السر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست