كيمياء - مقال لبروين حبيب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 12:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-02-2016, 08:08 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كيمياء - مقال لبروين حبيب

    08:08 PM May, 02 2016

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر


    إذا كان الإنسان بمختلف مشاعره ضحية رأسه وكيمياء هورمونات تفرزها غدد متناهية في الصغر، فهل يلام العاشق حين يقع في حب من طرف واحد؟ أو هل يلام حين يقع في الحب ويتورط في زيجة تذهب مباشرة بعد الزواج إلى الفشل؟ أو هل يلام حين يكره؟ وحين تثور ثورته لدرجة إقدامه على ارتكاب جريمة؟ أسئلة خطيرة وكثيرة يصطدم بها من يخر نادما على تصرف مضى وهو يقرأ ما توصل إليه العلم من معلومات توجه أصابع الاتهام إلى رأسه.
    هل يمكن على هذا الأساس أن نحصل في يوم من الأيام على حبة تخفض مستوى تهورنا نحو شخص نقع في حبه؟ أو هل يمكننا أن نحقن شخصا ارتكب جرائم فظيعة بعقار يحوّله إلى شخص ببراءة طفل حتى لا نضطر إلى إعدامه ومعالجة الجريمة بجريمة؟ يختصر هورمون « الدوبامين» حالات الشوق والرغبة في رؤية الحبيب والخوف من فقدانه، ما يجعل العاطفة تتأجج وتبدو مشتعلة، فيما بمجرد دخول القفص الذهبي ترتاح النفس وتطمئن، لأن هورمونا آخر يبدأ بالإفراز ويملأ العقل بالمشاعر الهادئة الساكنة وهو هورمون «الأوكسيتوسين»… وهو الهورمون المسؤول عن مشاعر الحب بمختلف أنواعها.
    هل يمكن أن نحفز هورمون الحب على الإفراز؟ طبعا بمجرد أن نعانق شخصا ينبعث هذا الهورمون وقد يغير حتى مشاعرنا نحوه. وهذا سر لا نفهمه لأن يبقى سرا ربانيا. للسعادة أيضا هورمون، وقد عرفناه مؤخرا لأن الإعلام فجأة أصبح يهتم به، وكتفسير شخصي يبدو أن الإعلاميين والكتاب والشعراء أكثر الناس إحباطا، لهذا يبحثون عن حل لأنفسهم، وقد اكتشفوا المعلومة السحرية المتمثلة في هورمون السعادة «السيروتينين»، ومع أنهم يملأون صفحات المجلات ومواقع الإنترنت بهذه المعلومة ولكنهم عاجزون عن التوقف عن شرب الكافيين الذي يدمر هذا الهورمون، وعاجزون عن اتباع ريجيم معين يرفع من نسبته في دمائهم. أغلب هذه الفئة تأكل أكلا غير صحي، ولا تتحرك، إذ تربطها الكتابة إلى الكراسي كما يُربط معتقلو الأفلام. هورمون السيروتينين يتحكم في مستويات هبوط وصعود مزاج الإنسان، ويبدو أن نقصانه يبدأ حين يحبس الشخص نفسه في البيت ويعود لمستوياته الجيدة حين يتعرض للشمس، ولهذا السبب نجد أن الاكتئاب يضرب أكثر النساء لأنهن الأكثر انشغالا في البيوت ويعتقدن أن نضارة بشرتهن مرتبطة بالابتعاد عن الشمس. شيء غريب أن نكون عبارة عن كائنات تتحرّك وتتصرف وفق كيمياء معينة…
    أليس كذلك؟ لكن الأغرب أن هذه الهورمونات أيضا مرتبطة بنوع المناخ الذي نعيش فيه، ونوع الأكل الذي نتناوله، والطريقة التي نعامل فيها أجسادنا. فهل يكفي أن نعوض نقص أحدها بابتلاع «حبة» ما لنحصل على ما نريد؟ قديما جرّب المشعوذون ومن يدعون أنهم سحرة أنواعا من الأعشاب يعرفون أسرارها وحققوا بعض النتائج، النّاس آنذاك صدقت ما حدث لهم على أساس أنه سحر…
    المدمنون يعتبرون المخدرات والمسكرات محفزات على السعادة، ولكنها أبدا لا تهدئ النفوس ولا تجلب الحبيب ولا تغير من وضع المرء شيئا. ومثلما أفسد يوري غاغارين مخيلة الشعراء ولامس بقدميه تراب القمر وأثبت أنه كوكب حزين ميت فها هو العلم مرة أخرى يفسد مخيلتنا، ويضع نقطة النهاية لفلسفة الشعراء والأدباء الذين تفننوا في إعطاء مفاهيم مبهمة للحب والحزن وما إلى ذلك من المشاعر.. حتى الذي قال إن الحب فن لم يصب الحقيقة جيدا. أصبح غير ممكن أن نثق في الحب ونحن نعرف أنه مجرّد كيمياء لعناصر تتفاعل في أجسادنا بتقنيات غريبة وغير ثابتة…
    من يدري إن كان الحب سيصمد أمام الحر والبرد وتغيرات الطقس وتأثيرات الأكلات التي نحبها وتقدم العمر واحتقان الظروف الاجتماعية والاقتصادية من حولنا؟ ليس بالأمر الأكيد أن نحوّل شخصا أنانيا قاسي القلب إلى محب ورؤوف، لكنني أعتقد أن الطب باكتشافه «حكاية» الهورمونات هذه سيجعل المستقبل أكثر إشراقا وأقل بؤسا، هذا إن رضي الأشرار بحياة هانئة وهادئة، ففي الغالب صراع الخير والشر، صراع قديم لم تردعه كل بدع الإنسان وخوارق الخالق، وفيما الخير يغذيه الحب، فالشر بحاجة دوما لما يغذيه من أحقاد، لهذا يبدو الأمر حلقة يركض عليها هامستر مخدوع ولن يصل إلى أي مكان خارجها. منذ ألف عام كتب ابن حزم الأندلسي أن الحب «ليس بمنكر في الديانة ولا بمحظور في الشريعة، إذ القلوب بيد الله عزّ وجلّ» وهذا الكلام ليس بكفر ولا ببدعة، والرجل كان ثقة وكان عالما وفقيها وأديبا، ومع هذا حورب وسجن وأحرقت كتبه وتحول الحب إلى قرين للشيطان ظل يحارب حتى يومنا هذا. ولو أن حكاية الهورمونات هذه اكتشفت في ذلك العصر، لكانت مضادات الحب تباع عند العطّارين وتملأ الأسواق
    … ولربما كان الإنسان قد انقرض بعد تصفيات ذاتية لجنسه، ولتمكنت القرود فعلا من السيطرة على كوكب الأرض. يتملكني الرعب من شراسة الإنسان ضد بني جنسه، ولطالما أخافتني فكرة الأدباء الذين سبقوا عصرهم بأفكار مستقبلية، مثل قصص «جولفرن» التي مع مرور الزمن تحولت إلى ما يشبه التأريخ للماضي! فلم لا إن كانت هورمونات الحب عند الحيوانات أقوى منها عند الإنسان أن تكون نهايتنا مفجعة. أحيانا أرى الأمور بنظارات قاتمة، حين أصدم بأشخاص لا يحبون لا الحيوانات ولا الأشجار ولا الأزهار ولا البشر مثلهم، وطيلة الوقت يتأففون ويعبرون عن كرههم لكل ما حولهم.
    لا عتاب على نسائنا اللواتي يعشن متنقلات بين البيوت والأسواق إن خرجن، ولا عتاب على رجالنا الذين تمص الشوارع المكتظة والمقاهي المتعفنة برائحة التبغ أرواحهم…
    طلا لوم على مجتمعات بأكملها اجتهدت قدر الإمكان لتمنع عن نفسها زرقة الماء والسماء، ونعمة الشمس والهواء الطلق والانطلاق في ملكوت الله الشاسع والجميل. لا جدال إن قلت إننا حقول مهيأة للزرع، وتلك الشتائل الجميلة التي يمكن أن نزرعها بقراراتنا هي التي تعطي ثمارا اسمها هورمونات، وهي نفسها تلك الثمار التي تحدث عنها ابن حزم في ذلك الزمن الباكر الذي قلّت فيه حيل الاكتشاف وقويت فيه بصيرة البعض مثله.
    هو القائل: «من أحب من نظرة واحدة وأسرع العلاقة من لمحة خاطرة فهو دليل على قلة البصر، ومخبر بسرعة السلو، وشاهد الظرافة والملل. وهكذا في جميع الأشياء أسرعها نمواً أسرعها فناء. وأبطؤها حدوثاً أبطؤها نفاذاً».. ألم تغشنا تلك الهورمونات مرات ومرات؟ ما أجملك يا ابن حزم كيف عرفت أسرار الحب ودهاليزه العميقة؟ كيف سبقت زمنك بألف عام؟ شاعرة وإعلامية من البحرين
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de