يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السودانية (حجاب النور) من سنار:

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 02:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-26-2016, 06:30 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السودانية (حجاب النور) من سنار:

    07:30 AM July, 26 2016 سودانيز اون لاين
    محمد عبد الله الحسين-
    مكتبتى
    رابط مختصريا لقسوة الرق: خطف الطفلة السودانية (حجاب النور):قصة من التاريخ الحديثهي قصة حقيقية و مؤلمة تكشف عن عدم إنسانية الرق . و هي تقطّع نباط القلب في كل تفاصيلها.

    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 07-26-2016, 06:34 AM)
    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 07-26-2016, 09:22 AM)
    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 07-26-2016, 10:49 AM)

                  

07-26-2016, 06:35 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    و الذي يزيد من عذاباتي الشخصية عندما قرأتها أنها سودانية لحما و دم.
    تم اختطافها و هي طفلة لتباع خارج السودان و تكبر و تنضج في الأسر الرقيقي.
    و لكنها تقع مع عائلة تفيض إنسانية و خيرا كثيرا. و تحاول الاسرة ان تعيدها إلى أهلها ...و لكن للأسف الرجل الإنسان
    المهتم بالموضوع يتوفى.ثم لتتوفى هي و هي بعيدة عن الأهل. و كانت دوما تتذكر أهلها و بلدها و تبكي.
    ثم أخيرا تمرض و تتوفى في الأسر في سوريا.
                  

07-26-2016, 06:44 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    ثم أخيرا تمرض و تتوفى في الأسر في سوريا.
    ثم تحاول حفيدة الرجل بعد سنوات عديدة أن تتعرف على أهلها بالسودان.
    و لكن لم يتعرف عليها أحد.
    إنها قصة حجاب النور و عبدالرحمن الكواكبي الكاتب السوري المعروف.
    هي قصة قرأتها قبل سنوات في صحيفة الشرق الأوسط و معها صورة لحجاب النور و هي إمرأة.
    القصة وردت على لسان أفراد الاسرة على شكل ذكريات مع حجاب النور التي ربتهم و هم صغار.
    ثم ادركوا بعد أن كبروا حجم المأساة الإنسانية فحاولوا بقدر ما يستطيعون أن يصلحوا الخطأ.و لكن.....
                  

07-26-2016, 06:56 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    القصة ذكرها سعد زغلول حفيد عبدالرحمن الكواكبي في ندوة بالرباط بالغرب عام 2003 حيث قال ذلك على لسانه و بدلا من سرد القصة من أولها كما سردها هو . سأورد بداية القصة كما روتها هي و هي تخاطب سعد زغلول عندما سألها عن حقيقة قصتها بعد أن كبرت و رآها تبكي متذكرة أهلها:
    أنا -يا حبيبي- من بلاد السودان، وبلدي اسمها "سنّارة". والدي كان شيخاً في مسجد البلد، يعلم الأطفال قراءة القرآن
    واسمي "حجاب النور". كنا نخرج لجمع الخضار والفواكه من غابة قريبة بسبب فقرنا لنعود بها ونأكلها في البيت مع إخوتي الصغار
    وتبيع أمي منها. و في إحدى الجولات، وبينما كنا في طريق الغابة، عند مطلع ا لشمس، انتأيت مكاناً قصياً لقضاء حاجة
    خلف شجرة، مبتعدة عن ركب أهلي، فإذا بكف قوية من خلفي تطبق على فمي، وبأيد كثيرة تطوقني، فأُحمل بعيداً،
    وهناك يُكمُّ فمي بشريط وتعصب عيناي وأحمل على دابة أمام رجل يمتطيها. إلى أن ترجلنا على مسافة بعيدة.
    ولما فكوا العصابة عن عيني وجدت نفسي ضمن مجموعة من الأطفال ذكوراً وإناثاً، عرفت واحداً منهم فقط
    من أهل بلدتنا أصغر مني. وأقعيت مثلهم على الأرض موثوقة اليدين مكمومة الفم. ثم وزعونا على أماكن أخرى.
    وفي اليوم التالي أعادوا عصب عيني، وشعرت بأنهم أركبونا في قارب، ولم أبصر إلا حينما أزالوا العصابة
    عن عينيّ فإذا نحن على شاطئ بحر لا أعرفه في حياتي سرنا فيه حتى بلدة قالوا إن اسمها "جدة"،
    فأفردوا البنات عن الصبيان، كل نوع في حظيرة. وبعد أيام قضيتها في البكاء والعويل
    والضرب المبرّح، عرضوني على أحد الحجاج الحلبيين فاشتراني وجاء بي إلى حلب.
    وقد أطلق علي هذا الحاج الحلبي اسم "سعيدة" ونبهني إلى أنه اسمي الجديد بدلاً من "حجاب النور" اسمي الحقيقي.
    .
                  

07-26-2016, 07:01 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    استغاثتي تصل إلى الجيران. فراح هؤلاء يشتكون للأفندي، أعني جدك "عبد الرحمن" الله يرحم عظامه،
    فأرسل جدتك فجاءت تحدث زوجة الحاج وتنصحها بوجوب الكف عن تعذيبي. ولكن ذلك لم ينفع في
    ردعهم عن تعذيبي، فكرر الجيران شكواهم. فاستدعى جدك التاجر الحاج الحلبي وأمره بإعتاقي فرفض
    متذرعاً بما أنفقه لشرائي، وقد سمعت منه ذلك الحديث لأول مرة، فأمره جدك بأن يقبض منه قيمة شرائي
    ويعتقني، وكان جدك مسموع الكلمة ويفك المشنوق من حبل المشنقة في حلب، ولما قبض الحاج المبلغ
    في اليوم التالي أعتقني، فقال لي جدك اذهبي حيث تشائين فأنت اليوم حرّة. فقلت له: لا أعرف أحداً،
    فأين أذهب؟ فعرض علي أن يضيفني إلى أولاده وأن يسعى في إعادتي إلى بلدي وأهلي
                  

07-26-2016, 07:53 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    تواصل حجاب النور:
    ودخلت بيت جدك، وفهمت جدتك ما جرى لي، فألبستني أجمل الثياب وخصصت لي غرفة
    هي التي أشغلها الآن. فكنت أختاً لعماتك وبنتاً لجدتك. وعهدوا إلي بتربية والدك "فاضل" وعمره سنتان، وعمتك الرضيعة "نظيرة".
    وما هي إلا أيام حتى غادر جدك حلب، بعد العيد الكبير، إلى غير رجعة بعد أن كان قد وعدني باللحاق به مع زوجته
    وأولاده إلى البلد الذي لم أعرفه إلا بعد أن جاء نعيه بينما كانت جدتك تحزم متاع السفر للحاق به
    حين ورود برقية سرية منه، فإذا البرقية جاءت نعياً لا دعوة، وهي من مصر.
    أما جدتك فقد برّح بها الحزن فلحقت بزوجها إلى ربها خلال سنة واحدة أدركتُ خلالها سن البلوغ.
    وبقيت مع الطفلين والنساء الصبايا حتى عودة أعمامك من حرب "السفربرلك". وهكذا مرت الأيام،
    وأنا لم أحدث أحداً من أهلك بأي كلمة من هذا الحديث ذلك لأنني كنت أخشى أن يتخلّوا عني فأعود
    إلى بيت ذلك التاجر بعد أن أصبحت من أفراد الأسرة، ذقت معهم السراء والضراء: ثروة أعقبها
    فقر ثم حياة الكفاف، فأنتم جميعاً أسرتي. وليس بإمكاني أن أعود إلى بلدي وأسرتي
    فأنا أجهل أسماءهم فضلاً عن أنني لم أعد أرضى عنكم بديلا.
                  

07-26-2016, 08:13 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    حتى أعطي كل ذي حق حقه .و حتى أبرز دور صاحب الرواية سعد زغلول كما حكاها في الندوة :
    عبد الرحمن الكواكبي والطفلة حجاب النور
    تجربة في البحث عن الحرية
    كم أنا سعيد لما هيأتم لي من فرصة نادرة لأحاضركم في أمر يتعلق بأدب الرحلات عند العرب والمسلمين,
    ولئن كنت -فضلاً عن مهنتي القضائية- مهتماً بالآثار والتاريخ والتراث، إلا أنني لم أنقطع عن مهنة الكتابة في شتى الشؤون ومنها الذكريات.
    وقد قادني اهتمامي بتدوين ذكرياتي إلى تسجيل حديث عن حادثة إنسانية اجتماعية تكاد تكون فريدة في تعرف الإنسانية على مثيلاتها.
    وأعجب ما فيها أنها كانت مهيأة لأن تكون ثمرة من ثمرات رحلات الرحالة جدي عبد الرحمن الكواكبي. فكيف كان ذلك؟
    قرأتم مؤلف عباس محمود العقاد عن عبد الرحمن الكواكبي الذي جاء لقبه على غلاف الكتاب بعبارة "الرحالة كاف"
    وهو الاسم السري الذي أطلقه الكواكبي على نفسه في مؤلفه "طبائع الاستبداد" كما اختار لقبه
    الذي اختاره لنفسه في سائر منشوراته ولكتابه "أم القرى" وهو "السيد الفراتي" وقد يتوهم القارئ من كلمة "الرحالة"
    أن المؤلف سيتحدث فيه عن رحلاته فيصف مواقعها وذكرياته فيها، وبذلك يمسي الكتاب مرجعاً
    لأدب الرحلات عند العرب، من الناحية الجغرافية. في حين اختصَّ فيه الكتاب بشخص الكواكبي
    وأخباره ورسالته وفلسفته في الاستبداد وآرائِه الإصلاحية في السياسة والدين.
    فدفعاً لاستغراب القارئ خُلُوَّ كتاب العقاد من وصف رحلات الكواكبي وأسبابِها، سأوافيكم -أنا حفيده-
    بأسباب هذه الرحلات والنتائج التي أثمرتها،
                  

07-26-2016, 08:42 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    فدفعاً لاستغراب القارئ خُلُوَّ كتاب العقاد من وصف رحلات الكواكبي وأسبابِها،
    سأوافيكم -أنا حفيده- بأسباب هذه الرحلات والنتائج التي أثمرتها، مما يميزها عن سائر رحلات العرب والمسلمين
    التي كان الغرض منها وصف الأماكن التي قصدها الرحالة، من الناحية الجغرافية وقليلاً من النواحي الإتنية والميتولوجية.
    أقول: ضج الكواكبي من الاستبداد وقد لاقى الأمرَّين وهو في حلب، وأخفق في ثورته القلمية في مناهضة الاستبداد
    وفي إصلاح ممارسات المسلمين وتقويم اعوجاجهم، ذلك لأن سيف الاستبداد كان مشهراً فوق رأسه بيد مستبد ظالم
    إلى جانب مُدّاح البلاط الذين لبسوا لباس علماء الدين بالباطل، واتخذوا لأنفسهم لقب "رجال الدين" فلم يرَ سبيلاً للتحرر
    إلا في السبل التي تبتعد به عن وطنه حلب خاصة، وبلاد الشام عامة، وقرر هجرة الوطن والانطلاق
    في العالم لينشر دعوته الإصلاحية وأفكاره الاجتماعية... فلنستمع إلى ما جرى معه:
                  

07-26-2016, 09:11 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    ... فلنستمع إلى ما جرى معه:
    طرق بابه رجل من حي باب النيرب بحلب فخرج إليهم فأخبروه بأن حراًً يعذب خادمته الزنجية أشد العذاب
    مما لا يحتمله الرجل العاقل، ورجوه أن يردعه عن غيّه. فوافقهم وبعث بزوجته إلى زوجة الرجل لتنصحها
    وزوجها في أمر الجارية. ولكن الرجل عاد إلى غيّه تعذيباً للطفلة، فأعاد القوم الشكوى إلى "السيد" فذهب
    بنفسه إليه وأنبه فاحتجَّ هذا بأنه تكلف لشرائها في موسم الحج ماية ليرة عثمانية ذهباً وهي لا تنفع في الخدمة.
    فسأله أن يتخلى عنها على أن يسدد له ما تكلف في شأنها، فرضي الرجل، فأوفد الكواكبي يستدعي بكره كاظم الذي جاءه
    بماية ليرة نقدها الرجل وأخرج الطفلة من بيته قائلاً لها اذهبي فأنت حرة، فأعلمته أنها لا تعرف أحداً في المدينة
    وأنها قد خطفت من قريتها "سنار" وبيت لهذا الحاج في مدينة "جدة" فجاء بها إلى حلب، سألها عما إذا ترغب
    في أن تلجأ إلى بيته ريثما تتهيأ له إعادتها إلى أهلها فهو سيرحل إلى مصر ومنها يوصلها إلى السودان.ين تذهب
    فسالها عما إذا كانت وافقت الطفلة وهي لا تكاد تصدق عرضه.
                  

07-26-2016, 09:21 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    وجاء بها إلى زوجته وأولاده قائلاً لهم -كما حكت لي عمتي عفيفة- هذه أخت جديدة لكم ترعاكم وترعوها.
    وسترافقكم إلى مصر يوم أستدعيكم للّحاق بي لأوصلها إلى أهلها بالسودان.
    وغادر الكواكبي أهله ومدينته في رحلة امتدت من الإسكندرونة إلى استنبول إلى بيروت فدمشق فيافا فالقدس فالإسكندرية
    فالقاهرة فالحديدة فصنعاء فعمان فجيبوتي فالصومال فبومباي، ثم انعطف إلى الجزيرة العربية وتوغل في الربع الخالي
    على ظهور الجمال إلى الخليج العربي فالكويت والبصرة، ثم انعطف إلى مكة فمصر. ولما نفِد ماله عاد سراً إلى حلب
    لمدة شهر رهن خلاله بيته الجديد لدى رجل من آل هنانو بخمسماية ليرة عثمانية ذهباً ورجع إلى مصر مخبراً
    زوجته بأنه سيرسل لها برقية مشفّرة إلى الحاج عبد الحليم جودة ليوافوه إلى مصر مع الفتاة الزنجية،
    وكان والدي فاضل في الثانية من عمره. ورحل...
    ووردت البرقية بنعيه، ولم تلتحق به أسرته التي كانت قد تهيأت للحاق به ولا الفتاة الزنجية التي أدركت
    سن البلوغ -على ما أعلمتني- قبل أشهر. وكان ذلك في 13 حَزِيران (يونيه) 1902.
                  

07-27-2016, 00:41 AM

عمار يس النور
<aعمار يس النور
تاريخ التسجيل: 07-14-2006
مجموع المشاركات: 1858

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    الأخ محمد ،
    التحية لك و لضيوفك الكرام،
    حدثت مثل هذه القصة في مدينة عطبرة في خمسينات القرن الماضي إذ إختطف صبي بواسطة الجمالة. والدتي عليها رحمة الله كانت طفلة و كان والدها يعمل بالسكة حديد.
    بعد أكثر من أربعين سنة كنا نسكن في بخت الرضا حيث كان والدتي في يعمل هناك. جاء أحد أعمامي و هو يدعى عبد الستار من الإغتراب من ليبيا و حكى قصة غريبة إنه تعرف في ليبيا على ليبي أسمر وهو يترنم ببعض الأغاني السودانية و عندما سأله قال له انه اصلا من السودان و من مدينة عطبرة و أنه تم إختطافه عندما كان صبيا و أتى ليبيا على ظهر الجمال.
    سبحان الله والدتي كانت ذاكرتها قوية و بالرغم من ان عمرها وقتها سبعة او 8 سنوات إلا إنها تذكرت القصة و ربطتها مع بعض.
    طبعا معهد الاتربية ببخت الرضا في ذلك الوقت كان مجتمع سوداني مصغر لذلك ذهبت والدتي للأستاذ القدير عليه رحمة الله الأستاذ حسن بشبر و هو من مدينة عطبرة. فعلا أستاذ حسن بشير تذكر إسم الأسرة التي فقدت طفلها في الخمسينات حيث كانت القصة مشهورة. إتصل أستاذ حسن بشير بوالد الصبي المفقود فحضر إلىنا في بخت الرضا و حضر عمي و عندما شاهده تأكد أنه والد ذلك الليبي و كذك عرض عليهم صور إبنهم في ليبيا و إتضح تماما الشبه بينه و بين إخوته في السودان.
    بعد ذلك سافر والد الصبي إلى ليبيا و قابل إبنه و لكن للأسف فإنه رفض العودة معه للسودان لأنه يحس بارتباطه بليبيا أكثر.
    كانت والتي تقول دائما ان ليبيا تورث قسوة القلب و أتذكر عندما إغترب شقيقي إليها أصرت كثيرا على رجوعه و هي تردد أن الليبين بيعلموك قسوة.
    رحم الله والدتي و كل أموات المسلمين.
                  

07-27-2016, 05:55 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� (Re: عمار يس النور)

    الأخ عمار يسين
    شكرا على هذه القصة العجيبة. و الأغرب أن هذا الإبن لايود أن يعود ليرى ارض أجداده.
    للأسف الرق عملية لا إنسانية حيث يتم أخذ الإنسان عنوة من بين أهله و احبابه و وطنه و هو صغير السن.
    ثم ليصبح سجينا و لا سجين و إنسان و لا إنسان و هو في النهاية لا يختلف عن أي إنسان آخر.
    إنها أفظع و أقذر ما اخترعه و مارسه الإنسان.
    اكرر شكري و تقديري لك
                  

07-27-2016, 06:08 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    فما هي قصة تلك الفتاة السودانية؟
    في عرض زيارته للصومال وجيبوتي كشف عن أعمال القرصنة والإتجار بالعبيد الزنج
    الذين يحضرهم أعداؤهم من إفريقية السوداء إلى البحر الأحمر حيث يهيئ التجار الإنكليز
    وسائل النقل إلى جدة ويودعونه لدى مقاولين عرب لبيعهم في موسم الحج.
    وقد أشار الكواكبي إلى ذلك في كتابه "الرق في الإسلام" (كما أشار الكاتب "نديم الكواكبي")
    والمؤكد أن تحقيقه في أحوال الرق حينما زار الصومال وجيبوتي وما كتب، مشيراً بإصبع الاتهام
    إلى الإنكليز كان الملهم له فيه الطفلة التي تنتظر أخباره بشأنها في حلب.
    ولست أدري ما إذا كانت تلك الفتاة قد أفصحت عن اسمها الأصلي لجدي عبد الرحمن، إلا أنني
    لا أعتقد بذلك وإلا لكان قد أعلن اسمها لأهله فلا يدعونها باسم "سعيدة"! ولقد كتبت قصة دادتي
    التي ربتني التي كنت وأهلي نعتقد أن اسمها "سعيدة"، كما حدثتني هي بها بلسانها، فلكم أن تستمعوا إلى هذه القصة.
    مأساة حجاب النور
    كنت طفلاً لم أدرك مأساة "حجاب النور"...
    كانت لنا مربية سودانية هي "الدادا سعيدة". فتحنا عيوننا على الدنيا أنا وإخوتي، فوجدناها مع أهلنا واحدة منهم،
    ولما وعينا فارق اللون فيما بينها وبين سائر الأهل أقنعتنا بأنها كانت تشرب القهوة كثيراً وهي صغيرة
    رغم نصيحة الأطباء لها بالابتعاد عن الإكثار منها، فاسودَّ لون جلدها. وبهذه الطريقة تمكنت - هي وأهلنا-
    من إقناعنا بالتفسير المناسب لعمرنا والقضاء على استغرابنا.
    ولكنها فوجئت بي ذات مرة وأنا ألعق حثالة جميع فناجين القهوة التي شربها ضيوف عمتي، فلما أخرجتني
    من المطبخ غاضبة قلت لها: إنني أريد أن أصير مثلك.
                  

07-27-2016, 08:42 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    و تواصل حجاب النور سرد قصتها:
    و كبرت حتى صرت صبياً في السنين الأولى من المدرسة الابتدائية، فكان لا بدَّ لمثلي من أن يدفعه الفضول
    إلى معاودة نفس السؤال، بل وإلى إضافة أسئلة أخرى أساسية عليه تتعلق بأهل مربيتنا ومكانهم ولونهم،
    ذلك بعد أن أدركت أنها ليست أختاً لأحد من أهلي وأن أهلها آخرون لا يقيمون معنا تركتهم ربما لأنها غضبت عليهم لسبب ما.
    و لما تقدمت بي السن وأشرفت على البلوغ عاودت السؤال والتحقيق فأعلمتني مربيتي بأنها هي التي أوكل إليها جدي عبد الرحمن
    أمر تربية والدي "فاضل" وعمتي "نظيرة" الطفلين الصغيرين. وقد أكد لي والدي رحمه الله قولها.
    ولم أكتفِ بهذا الجواب، وإنما تابعت التحقيق فاستجوبتها عن سؤال يتعلق بأهلها ومكانهم، قبل أن تأتي إلى جدي،
    فأعلمتني بأنها جاءت من "جدة" بالحجاز مع إحدى قوافل الحجاج الراجعة إلى حلب حيث رافقت رجلاً جاء
    بها إلى بيته فعاشت مع أسرته عدة أشهر لاقت فيها عذاباً مبرحاً من الضرب والتعذيب الجسدي والجوع،
    فكانت أصوات استغاثتها تصل إلى مسامع الجيران. فشكا أمرها أهل الحي إلى جدي عبد الرحمن
    فبعث بزوجته لتتحدث مع زوجة الرجل الذي استخدمها، ولكنه عاود فعله المحرّم فعاود أهل الحي
    الشكوى فذهب إليه جدي وأمره بإعادتها إلى أهلها، فاحتج بما أنفقه عليها ماية ليرة عثمانية ذهباً ما لا يمكنه من عتقها،.
    فما كان جدي إلا أن طلب بكره الكاظم يأتيه بماية ليرة دفعها لصاحب الجارية وأمره بمنحها حريتها، وكان ذلك وأعلمها
    جدي بأنها أمست حرة. فطلبت منه أن يأويها لعدم وجود أهل لها في حلب ولعدم إمكانها معرفة أين أهلها، فرضي
    بها أن تشارك أسرته العيش معهم ريثما يعثر على أهلها في رحلة مقبلة له، وأوكل لها أمر رعاية الطفلين والدي
    وعمتي إلى جانب أمهما وشقيقاتهما. ولم يوضح لها وجهة سفره إلا حينما غادر حلب في رحلته الأخيرة
    إلى مصر التي توفي فيها بعد سنتين، ثم لحقت به زوجته إلى الدار الآخرة خلال سنة بينما كانت تتحضر
    للحاق به إلى القاهرة منتظرة برقية منه، تلك التي جاءت تحمل نعيه.
    و لم تزد "الدادا سعيدة" على شرحها هذا زيادة أكثر فائدة. حتى إنها كانت تنفي نفياً مطلقاً معرفتها
    بشيء عن بلادها وعن أهلها الزنوج الذين رحت أحدثها عنهم مما شاهدته في السينما بفلم "طرزان"
    وفيلم "التاجر هورن"، وتنكر معرفة الأسد والتمساح وسيد قشطة رغم أنها شاهدت صورهم
    في السينما بعد أن أقنعتها والدتي باصطحابها معها. كل ذلك جعلني أطمئن إلى أنها لا تعرف
    إفريقية السوداء بخلاف ما كان يشرح لي والدي.
                  

07-28-2016, 08:36 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    تواصل المسترقة حجاب النور أو سعيدة كما تم تسميتها و ذلك على لسان سعد زغلول حفيد عبدالرحمن الكواكبيو الذي اسماه تيمنا بالزعيم المصري سعد زغلول:
    و لم تزد "الدادا سعيدة" على شرحها هذا زيادة أكثر فائدة. حتى إنها كانت تنفي نفياً مطلقاً معرفتها بشيء عن بلادها وعن أهلها الزنوج الذين رحت أحدثها عنهم مما شاهدته في السينما بفلم "طرزان" وفيلم "التاجر هورن"، وتنكر معرفة الأسد والتمساح وسيد قشطة رغم أنها شاهدت صورهم في السينما بعد أن أقنعتها والدتي باصطحابها معها. كل ذلك جعلني أطمئن إلى أنها لا تعرف إفريقية السوداء بخلاف ما كان يشرح لي والدي.
    كنت طوال طفولتي أعشق -أنا وإخوتي وأولاد عمي وأولاد عمتي نظيرة- الجلوس إلى جانب "الدادا سعيدة" لنستمع إلى حكاياتها بلهفة شديدة تلك الحكايات التي كانت قد تعلمتها من جدتي ومن نساء حلب. ولا أنسى إحدى حكاياتها عن الفتاة التي بقيت وحدها في البيت فجاءها عبد أسود مقتحماً الدار لأنها نسيت بابها مفتوحاً ولم تقفله كما أوصتها أمها، فأراد أن يأكلها، ولكنها كانت ذكية جداً، فعرضت عليه أن تقدم له الشراب والحلو وتغني له وترقص ثم له أن يأكلها بعد ذلك. فسُرَّ لعرضها وأمرها بالغناء والرقص فراحت تضرب على الدف وتغني بصوت عالٍ جداً وتقول:
    يا جارنا اللي جنبي
    شوف مين في عندي
    عندي عبد أسود
    رايح ياكلني
    فوصل صوت غنائها إلى جارتها ففهمت معناه. ولكن العبد الأسود لم يدرك المراد منه، وهبت الجارة تخبر زوجها فجاء إليها وخلصها وقتل العبد.
    في ذلك اليوم كان عمري خمس سنوات، وكثيراً ما كررت علينا الحكاية. حتى خطر لي أن أسألها:
    - هل أنت عبدة أيضاً؟ فأنت كذلك سوداء؟
    - نعم، أنا أيضاً عبدة. ألا تشاهد كيف أن لوني أسود؟
    - هل أكلت أحداً؟
    - كلا، فأنا عبدة مسلمة.
    وقصصت حكاية الدادا على ابن جيراننا (هو الآن الأستاذ خلدون الكيخيا) فأيقن أنها من أكلة البشر. فسألها مرة عما إذا كانت ستأكله فقالت له: إذا لم ترتكب ذنبا. ولكنه أذنب ذات مرة فسألته هل يريد أن يرى ذيلها، فأعلن التوبة.
    ولا أنسى كيف كنا نتدافع ونتشاحن ونتسابق على حجز المكان الملاصق لها حينما نتمدد فوق فراشها الواسع في غرفتها أو على مصطبة النصيف الصيفي. كما لا أنسى يوم أقسمت لي بأن حليب ثدييها ليس أسود، وأنا لا أصدقها، وهي عاجزة عن إتيان البرهان!
    توقفت كثيراً عند وصفها نفسها بأنها "عبدة"، حتى وجدتني مضطراً إلى سؤال والدي فاستغرب رحمه الله وراح يعاتبها على مقولتها هذه مع أنها حرة وقد أعتقها أبوه من نير ذلك الحاج الظالم وأمست كأم له ولإخوته وربتهم حتى كبروا. وكانت إجابتها له بأن الناس هنا يقولون ذلك لأنها سوداء وهم يطلقون لفظ "عبد" على كل لون أسود شأنهم في ذلك شأن الأتراك، أليسوا يسمون البلبل الأسود: "عرب بلبلي" ويسمون الفول السوداني "فستق عبيد"، وينادون كل حيوان أسود باسم "عرب عرب عرب"؟
    لا تقل لي إن لذلك أسباباً عميقة. فأنا أدرك هذه الأسباب المؤسفة الآن. ويجب أن أكون صريحاً جداً مع التاريخ وملتزماً الأمانة التاريخية. فأبين أن العبودية والاسترقاق كانت خصلة سيئة تجري في دم أجدادنا نحن العرب رغم موقف الدين الإسلامي من الرقيق، وكذلك في سائر الشعوب، فالناس في الأيام الأولى لم تكن لديهم الأفكار السامية عن الحرية الشخصية وقداستها. والشعوب بأسرها كانت -منذ الخليقة- يستعبد بعضها البعض الآخر إذا هو تغلب عليه.. واستعباد الأبيض للأبيض كان سابقاً على استعباد الزنوج، وبقيت الحال كذلك حتى عمَّ الاستعمار بلاد الزنج وافتقر الزنوج فصاروا -بتحريض ومساعدة من الأجانب، ومنهم بعض القبائل الزنجية- يسرقون أفراد القبيلة المعادية ويبيعونهم للتجار من مختلف الأعراق. فانحصر الاسترقاق في إفريقية باللون الأسود. ولم يفد ظهور الديانات السماوية، فلا الدين المسيحي ولا الدين الإسلامي تمكنا من منع الاسترقاق رغم إعلانهما أن الإنسان أخو الإنسان، وأن الأبيض والأسود أمام الله في ميزان واحد وأن أكرمهما عند الله هو الأتقى. فالديانات لم تنص على تحريم الرق واستعباد الإنسان للإنسان والدين الإسلامي، آخر الديانات، أخذ بالمصلحة المرسلة فعالج أمر العبيد الذين كانوا موجودين بيد أسيادهم بعلاج العتق إذ ربط به كل تكفير عن ذنب أو رغبة في ثواب.
    و كان يجب على المسلمين أن يدركوا الحكمة من ذلك وأن شرع الله في ذلك لم يكن نافلاً وإنما المقصود منه تحرير العبيد كافة فلا يعودون إلى استرقاق إنسان آخر ولو كان أسود.
    أما سنة التطور الإنساني فليس لها حدود. ولئن كانت دنيا الحشرات تسمح لجماعات النمل بأن يسترق بعضها بعضاً بشن حروب جماعية وسرقة بيوض الجماعات الأخرى لتفقيسها وتغذيتها بما يجعل منها عاملات مستعبدة للأعمال القاسية، فإن الإنسانية لم تسمَّ إنسانية إلا لتمييزنا عن عالم الحيوان. ولهذا صرنا إلى قوانين عالمية تمنع تجارة الرقيق نصاً أو قياساً واستنتاجاً. والدساتير الوضعية هي الكافلة للحرية الشخصية. ولكنها -حتى الآن- خالية من أي نص يحظّر على الإنسان أن يتخلى عن حريته بملء إرادته ويرضى ببيع نفسه من الغير. وما المانع في هذا الشأن إلاّ العرف والعادة وهما المتحكمان في سير الإنسانية أجمع رغم قيام التفاوت في المدنية. فنحن الآن لا نجد حادثاً واحداً في المجتمعات المتمدنة مفاده تأجير طفل من إنسان آخر ليكون تحت إمرته ونهيه طيلة حياته لسنين قد تصل إلى الخمس عشرة سنة أو بيعاً نهائياً إلاّ في بلادنا وفي الهند. وما هذا إلا من رواسب العبودية في بلاد هي مهد الأديان، رغماً عن وجود النصوص القانونية التي تمنع هذا التصرف.
    أما رواسب العبودية التي مارسها الأمريكان فلقد تطورت من استعباد الزنوج إلى استعمار أكثر الشعوب، اقتصادياً، وعسكريا أحياناً والاستعمار هو ابن الرق.
    أما في البلاد العربية، فيجب أن نعترف أن منا الذين كانوا يشكلون عصابات الاتجار بالرقيق من المخطوفين أطفالاً وكباراً، سواء في غرب إفريقية (كما شاهدنا بفلم كونتا كينتي الواقعي) وبيعهم المخطوفين للإنكليز، أو في شرقيها وبيعهم من تجار الرقيق الهنود والأتراك والعرب،
    على ساحل الجزيرة العربية، وفي جدة بالأخص. ذلك بسبب كون الزنوج هم آخر أضعف الشعوب
    ولأنّ اختطافهم سهل بسبب المعيشة السيئة والمجاعات المتوالية والمستمرة وانعدام وسائل الحماية.
    وهذا هو السبب في سيطرة تعبير لفظ "عبد" على كل أسود ولو كان "فولاّ". حتى في إعلانات
    الدولة الرسمية يسمون الفول السوداني "فستق العبيد" مع كل أسف ومرارة تحز في القلب
    ولا نجد سبيلاً للقضاء عليها في الجرائد والراديو والتلفزيون، مما يشكل معرّة في جبين
    المسؤولين عن وسائل الإعلام. ولكم تشاحنت مع بائعين لهذا "الفستق" - كما يسمونه -
    محتجاً على هذه التسمية التي لا تنم إلا عن انحطاط في التربية الاجتماعية وانعدام الإنسانية
    والتعالي العرقي المتعجرف السخيف الكاذب المضحك والعفوي بآن واحد، فكنت لا أقابل إلا بالسخرية من احتجاجي.
    ولا بدَّ لي هنا من أن أذكر بأن إطلاق لفظ "العبيد" على الزنوج كاسم علم لم يكن
    معروفاً قبل العصر العثماني، فلقد كانوا يسمون "الزنج" وثورتهم في الخليج سميت
    ثورة الزنج رغم كونهم من المسترقين أصلاً. أما لفظ "عبد" في العصور الإسلامية
    فكان يطلق على أي عبد أسير أياً كان لونه. فإن كان أسود اللون قالوا عنه "زنجي"
    وإن كان أشقر السمات قالوا "كرجي" وإن كان أصفر اللون قالوا عنه "هندي"،
    إلى غير ذلك من ألفاظ التمييز المكاني لا اللوني. على أن العبيد، بالفعل، كانوا،
    بغالبيتهم المطلقة، من البيض الأسرى.
    أرجو المعذرة لهذا الاستطراد في الحديث. ولكنها نفثة مصدور واستطراد لم يجرني إليه
    إلا واقع من حديثي مع مربيتي الحبيبة "الدادا سعيدة" رحمها الله، ذلك الواقع
    الذي أثبت لي وسيثبت لك ما أسلفت من تعليق واستطراد.
                  

07-28-2016, 09:17 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    على أنني -حينما أدركت سن الشباب- عدت مرة إلى بيتي في إحدى أمسيات الصيف، وكان خالياً إلا من "الدادا سعيدة" التي كانت متربعة فوق سجادتها الممدودة على المصطبة المطلة على سائر مدينة حلب والأفق البعيد (إذ كانت أرض دار جدي في أرفع مستوى من أراضي حلب بحي الفرافرة تحت القلعة) فإذا هي تبكي وتمسح دموع عينيها. فدهشت كثيراً وأدركني الخوف والفزع من مكروه حاصل، فسألتها الخبر فأنغضت إليّ برأسها، فأصررت عليها، فقالت:
    - تذكرت أباك الذي ربيته، وتذكرت جدك الذي استشهد في مصر ولم نتمكن من اللحاق به ليعيدني إلى أهلي، وجدتك وعمك وعمتك …
    -أو لم تتذكري أباك وأمك؟
    - أكاد لا أعرفهما.
    أقسمت عليها أن تحدثني بالحقيقة، فإذا بها، بعد إطراق وتنهد، تفتح في صدرها بئراً عميقة غاصت وغصت معها فيها إلى القرار، فاسمع ما قالت لي:
    - أنا -يا حبيبي- من بلاد السودان، وبلدي اسمها "سنّارة". والدي كان شيخاً في مسجد البلد، يعلم الأطفال قراءة القرآن
    واسمي "حجاب النور". كنا نخرج لجمع الخضار والفواكه من غابة قريبة بسبب فقرنا لنعود بها ونأكلها في البيت
    مع إخوتي الصغار وتبيع أمي منها. و في إحدى الجولات، وبينما كنا في طريق الغابة، عند مطلع ا لشمس، انتأيت
    مكاناً قصياً لقضاء حاجة خلف شجرة، مبتعدة عن ركب أهلي، فإذا بكف قوية من خلفي تطبق على فمي،
    وبأيد كثيرة تطوقني، فأُحمل بعيداً، وهناك يُكمُّ فمي بشريط وتعصب عيناي وأحمل على دابة أمام رجل يمتطيها.
    إلى أن ترجلنا على مسافة بعيدة. ولما فكوا العصابة عن عيني وجدت نفسي ضمن مجموعة من الأطفال ذكوراً وإناثاً،
    عرفت واحداً منهم فقط من أهل بلدتنا أصغر مني. وأقعيت مثلهم على الأرض موثوقة اليدين مكمومة الفم.
    ثم وزعونا على أماكن أخرى. وفي اليوم التالي أعادوا عصب عيني، وشعرت بأنهم أركبونا في قارب،
    ولم أبصر إلا حينما أزالوا العصابة عن عينيّ فإذا نحن على شاطئ بحر لا أعرفه في حياتي سرنا فيه
    حتى بلدة قالوا إن اسمها "جدة"، فأفردوا البنات عن الصبيان،
                  

07-28-2016, 05:14 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 11163

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    مسلمون يختطفون مسلمين آخرين
    لبيعهم كرقيق
    ومن بين كل الاماكن والمواسم
    يبيعونهم في موسم الحج
    والحاج الذي أكمل دينه بحجته
    جاي راجع ومعه مسلمة مسترقة ومختطفة من أهلها وأبوها معلم القرآن
    وكمان بيعذبها لأنها لا تصلح للخدمة
    .
    .
    دا إسلام شنو دا؟؟؟؟
    وهل تلومون باقي الزنوج إن لم يسلموا؟؟؟؟؟
                  

07-28-2016, 06:02 PM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4630

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يا لقسوة الرق: قصة اختطاف الطفلة السوداني� (Re: Nasr)

    هذا النوع من الاسترقاق حرمه الإسلام أشد التحريم ...وجعلوا الحكم الشرعي على بيع الحر أن تقطع يده
    والطريقة الوحيده التي أقرها الاسلام في زمن ممارسة العالم للرق هو استرقاق اسير الحرب ...كخيار من الخيارات
    أما هذه الحالة المذكورة فهي محرمة تماماً لأنها اختطاف ولا علاقة لها بحرب خاصة لو كان المختطف مسلم فلا تجوز أصلاً محاربته
    وحتى غير المسلم الأعزل غير المحارم يحرم الاسلام اختطافه وأسره وبيعه مطلقاً
    و الناس يولدون أحرار مسلمهم وكافرهم أبيضهم وأسودهم
    وقد قال عمر رضي الله عنه في قصة القبطي الذي ضربه نجل الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه
    (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً)
    عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة
    ذكر منها
    (رجل باع حرا فأكل ثمنه )

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de