وأنت تلوح لهم وربما رقصت وسط الحشود الكبيرة التي يدفع لها لتجتمع
ولكن في هذا الخطاب لن أمرك بأن تسير لأنني قد عرفت المصير
ربما تقول من فوضك؟ لتتكلم من فوضك لتقول لي قف هنا ولا تتقدم؟
فوضني الألم الذي أراه في عيون النساء بدارفور اللائي قتلهن العنصرية وسلب منهم الشرف تحت دعاوى الدفاع عن الدين والدفاع عن العرض
فوضني الخوف الذي أراه في عيون الأطفال في الشرق – شرق السودان في بورتسودان والقضارف وكسلا الذين توالت على رؤوسهم الولاة النهبة فلم يبقوا لهم مورداً من مال ولا كرامة
فوضني الجفاف الذي أراه في شمال السودان هذا الإنسان النبيل الذي ترك البلاد وآثار أن تشرد في أنحاء العالم وأصقاع البلاد بحثاً عن حياة كريمة
فوضني ما آراه في الجزيرة من رجل يترك بيته ليعول أسرته أو أمه المريضة
فوضني كل هؤلاء وكل هذا الألم الذي نراه في صالات المغادرة في مطار الخرطوم وغيره
هذا الشعب الذي يفر فراراً جماعياً هذه اللوعة التي نراها نحن وقد خرجنا من بلادنا تتقاذفنا الناس في بلاد لالغربة ربما أكرمنا هذا وأهاننا الآخر ولا نملك قرار بالعودة
يا عمر
قد حكمت ربع قرن من الزمان
فماذا تريد أكثر من ذلك؟
أتيتنا وأمرنا جمع نحب بعضنا البعض نتازو ونصلي في المجتمع نعرف سماحة الإسلام لا نشير لشخص بقبيلة ولا نشير لشخص بجهة ولا نتعصب
وها نحن الآن قد تقسمت بلادنا وأشرنا لبعض بالبعنصرية وسرت بيننا النعرات الجاهلية وتمزق الوطن فماذا تريد؟
يا عمر
قد حكمت ربع قرن من الزمان باسم الإسلام فأين الإسلام؟
الإسلام الذي لا نراه إلا في خطاباتك وخطابات رصفائك وولاتك وزراءك.. أين هو من حياتكم؟ أين هو من قراراتكم؟ أين هو من ممارساتكم؟ أين هو من ثرواتكم؟ أين هو من العفة والعدل والكرامة والشورى والايمان والوحدة؟ أين الإسلام من كل هذا؟
أم هي مقولة العالم ((علماء السوء جلسوا على أبواب الجنة يدعون إليها بأقوالهم ويدعون إلى النار بأفعالهم... فكلما قالت أقوالهم إلى الناس هلموا .. قالت أفعالهم لا تقبلوا .. فلو كانوا على الحق لعملوا بما يقولون))!!!
ما تريدون أكثر من أن تسيل هذه الدماء الطاهر في الخرطوم؟
أقناصة على أسطح البنايات؟
حولتم البلاد إلى شلال من الدماء .. الدماء البرئية
ذلك الذي خرج ليقول (أنا جائع)
ذلك الذي خرج ليقولم (كفاية)
ذلك الذي خرج ليقول (أبينا)
ذلك الذي خرج ليسترد شرف الوطن الذي اغتصب
ما ذنبه ليقتله القناصة؟
وإن لم تضغط على الزناد أنت، فقد أمرت بالضغط على الزناد.. فأين تذهب من دماء المسلمين؟ وأين تذهب من دماء الأبرياء؟ وماذا تقول لربك غداً؟ ماذا تقول؟
ماذا يزال المرء في فسحة من دينه حتى يصيب دم حرام..
ربع قرن من الزمان .. ألا يكفيك هذا؟
لقد جربت كل المذاهب وكل الطرق ومزقت البلاد واكتفتيت أنت وأهلك أنت وعشريتك أنت وزبانيتك.. فماذا تريد أكثر من هذا؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة