حلمت وتمنيت أن اقرأ في أقوال الصحف يوم أمس خبراً عن استقالة وزير التربية والتعليم الولائي عقب انهيار حمام بمعلمة ولكنها ظلت أحلاماً وأمنيات لم تغادر مربع زلوط. وزير بارع في الحفاظ على كرسي الوزارة ولكنه فاشل في الحفاظ على حقوق المعلمين حذق في الحصول على النثريات والبدلات ولكنه متواطئ في غض النظر عن البيئة المدرسية، يعلم كيف يعاد تأثيث مكتبه بأطقم الزان والمهوقني ولكنه لا يهتم أن كانت مدارسه وحماماتها تشبه زرائب الحمير.
وزير يقضي حاجته في حمام رخام مطعم بأطقم الكليوباترا وبلاط الفراعنة مع منظفات الفراولة ومعطرات الفل وصابون قاتل للجراثيم فكيف له أن يعي قضاء الحاجة بوضع القرفصاء تحت أشعة الشمس في حمام عمره (46) عاماً آيل للسقوط يخدم (700) تلميذاً؟.
هل تعرف أيها الوزير معنى قضاء الحاجة تحت أشعة الشمس؟ وهل تعرف معنى استعمال حمام ليس به ماء؟، ربما تدرك ذلك أن استرجعت أنت وحكومتك طفولتكم في (الأدبخانات) قبل أن تظللكم أموالنا التي اقترفتموها بغير حق.
اسألك بالله هل حدث أن زرت مدرسة الثورة الحارة 13 طيلة توليك الحقبة الوزارية، هل تفقدت الحوائط والإجلاس والحمامات.. أشك في ذلك.. كما أشك إنك تعلم أن الأستاذة رقية وهبت 25 عاماً من عمرها وهي تحمل مصابيح العلم لتنير الطريق أمام أبنائنا ست رقية التي تلتحف ثوبها الأبيض ثم تمسك بالطبشورة لتخبر التلميذات أن النظافة من الإيمان وأن العلم نور وأن حب الوطن واجب وأن دخول الحمام يسبقه الاستعاذة من الخبث والخبائث. لم تكن أستاذة رقية تعلم أن صوتها الذي بح وهي تعلم ألف باء اللغة وألف باء الأخلاق وألف باء التربية والتعاون ونجدة الملهوف وإنقاذ المحتاج سيبح وهي تبحث عن من يمد لها يد العون ليخرجها من ظلام البئر وجور الزمان وغدر المكان.
فلم يكن جزاؤها تكريماً أو عرفاناً بل قتلها بدم بارد حين لم تصان الحمامات ودم بارد حين لم تسعف، فظلت حبيسة الظلام والأدران حتى فاضت روحها إلى بارئها.
لم تكن لها مكانة في أجندة المسؤولين ولا في اجتماعات الوزارة لم يحرك استشهادها مثقال ذرة عند الوزير الولائي ولم تأبه لها سكرتارية الوزيرة الاتحادية ولم تجد طبشورتها موقع سطر في اهتمامات طاولة الاجتماعات المحشودة بالمشاريع الرخوة والوعود الباردة والأحاديث الكذوبة.. غير قرار بارد بتكوين لجنة.
أن كان ضميرك قد استيقظ أيها الوزير فإننا نطلب منك كل ما أردت أن تقضي حاجتك أن تستعمل الحمامات التي لم تسقط بعد في مدرسة الثورة لتعيش تجربة ست رقية.. ويا ريت معتمد كرري يستعمل برضو نفس الحمامات. خارج السور:
العزاء لأسرة ست رقية ولكل المعلمين والمعلمات والتلاميذ والعمال في تلك المدارس، ونصيحة لهم أحملوا معكم إلى المدرسة (نونية)..
نونية معناها (قصرية) أيها الوزير. *نقلا” عن التيار
02-16-2017, 02:39 PM
عمر سعيد علي
عمر سعيد علي
تاريخ التسجيل: 08-20-2015
مجموع المشاركات: 885
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة