محمد وداعة نوبلز ، تحكي قصة شراكة اكتنفها الغموض وعدم الثقة ، لأختلاف الشركاء على محاصصات مالية غير مكتوبة ، وتسهيلات مختلف على مبالغها ، ومقدمات عقود حكومية وكيفية صرفها ، فضلا عن عدم قيام هذه الشركة بالايفاء بالتزاماتها تجاه عقود حكومية مع استلامها لكل مستحقاتها وزيادة ، رغم انهم غير مبالين بذلك .. يلاحظ ان شركة نوبلز التي لاسابق خبرة لها في ادارة وصيانة خطوط السكة الحديدية وقاطراتها ، تحصل على مئات الملايين من الدولارات في مجال السكة حديد ، خط ( هيا – بورتسودان ) ،فقط بمبلغ ( 400 ) مليون دولار ، دون عطاء او مناقصة ، ومنذ العام 2013م ولم يكتمل العمل فيه حتى الان ، بل ان لجنة برلمانية تفقدت الخط الحديدى ، و لاحظت اللجنة ضعفاً في الجانب الاداري للشركة مع التغيير المستمر لمديري المشاريع والادارات ،و افتقارهم للصلاحيات المالية والادارية ، ومشاكل لوجستية في النقل والترحيل ، ولاحظت اللجنة ضعف الانجاز مقارنة بالاموال التي حصلت عليها شركة نوبلز ، ورأت اللجنة ان الشركة تقوم بانجاز ( 1 ) كلم كل شهر ، وبهذا فان الخط البالغ طوله ( 205 ) كلم ، سيستغرق العمل فيه حوالي ( 17 ) عاماً بوتيرة العمل التي وقفت عليها اللجنة ، مضت منها الان ( 4 ) سنوات ، الحكومة كانت قد حصلت على قرضين بحوالي ( 2 ) مليار دولار من الصين لانشاء خط سكة حديد جديد موازي للخط القائم حسبما اوصت دراسة الجدوى ، ولا احد يعلم كيف تحول المشروع من بناء خط جديد الى صيانة الخط القديم بواسطة شركة كل خبراتها في اعمال السكك الحديدية هي خط ( بابنوسة – ابو جابرة ) ، وهو خط لم يختبر حيث لم تسر عليه قطارات حمولة وسرعة حسب الدراسة التي أعدها بيت خبرة ونفذتها شركة نوبلز ، لاشك ان تأخر انجاز مثل هذه المشاريع الكبيرة والمكلفة ، يرتب مسؤليات مالية اضافية وغرامات على الحكومة لتأخرها في السداد ، وكان بدر الدين محمود وزير المالية قال بتاريخ 22/6/2016م امام البرلمان ان " ان ديون السودان تبلغ ( 45 ) مليار دولار منها 17.2 فقط اصل الدين و 27.8 مليار دولار فوائد جدولة واعادة جدولة بنسبة ( %62 ) "، نوبلز وليس غيرها تعاقدت مع ولاية الخرطوم، لتوريد قطارات ولاية الخرطوم الشهيرة والتي رفضت الولاية استلامها لعدم مطابقتها للمواصفات ، سددت الولاية قيمتها كاملة منذ عام 2013م ، وحتى تاريخه ظلت هذه القطارات مخزنة في بورتسودان لعدم امكانية استخدامها والاستفادة منها ، نوبلز وليس غيرها وبرغم فشلها في الايفاء بعقودها مع الحكومة حصلت على عقد مع الولاية لبناء ( 5000 ) وحدة سكنية بتكلفة ( 290 ) مليون دولار منذ عام 2011م ،ولا احد يعلم تفاصيل الصفقة الضخمة ، التي ربما ذهب غالبها للمبالغ التي دفعت مقابل الارض التي تملكها نوبلز والتي هي فى الاصل كانت ارض حكومية ،
نوبلز كانت قدمت اسعار المنتج الذي يصنع في السودان بالدولار في شركة مجاورة ، وتقديرات السيخ والاسمنت بالدولار رغم انه صناعة سودانية .. وبعد هذا ، فلم تسلم شركة نوبلز وحدة سكنية واحدة .. نحن لا يهمنا ان تحصل نوبلز على مصنع اولا تحصل عليه ، مايهمنا ان تسترد منها الحكومة الاموال التي حصلت عليها بغير وجه حق ، وان استدعى ذلك التعامل مع الشركاء السابقين في المصنع و المستشفى ، حسب قانون الشركات لسنة 2015م فالمسؤلية ممتدة وبأثر رجعي ، نواصل .. الجريدة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة