|
Re: مقال يلخص دراسة عن حركات المقاومة السلمية (Re: أسامة العوض)
|
وجدت في دراستها أن عوائق المشاركة التي تمنع الناس العاديين من المشاركة في اي حركة مقاومة سلمية هي:
1- عوائق نفسية تتعلق بأن معظم الناس لا يحبذون أن يعرضوا أنفسهم للخطر, لذلك كلما قلت نسبة المخاطرة زاد عدد المشاركين. 2- الإلتزام الشديد الذي يتطلبه العمل في حركة مقاومة مدنية, فكلما كان الإلتزام شديد وصارم كلما كان من الصعوبة على الناس العاديين أن يشاركوا لذلك ترى أن المرونة في الإلتزام تشجع أكبر عدد من الناس العاديين من المشاركة. 3- المعلومات وقنوات الإتصال, فكلما تنوعت قنوات الإتصال بين المشاركين في الحراك السلمي أو حركة المقاومة المدنية والناس العاديين وأصبح يسهل الإتصال بهم والحوار معهم يزيد ذلك من مشاركة الناس العاديين لأنه يتوفر لديهم أكبر قدر من المعلومات. 4- نمط الحياة التي يحياها الناس العاديين فهم لا يريدون بسبب مشاركتهم في حركة المقاومة أن يتغير نظام حياتهم, فمثلاً إجبارهم على أن يكونوا متخفين يجعل صعوبة في الناس العاديين في المشاركة. 5- عوائق معرفية متعلقة بتبسيط وشرح الأسباب من التغيير واستيعاب الناس العاديين لمفهوم أن حياتهم أفضل إذا حدث هذا التغيير وحياة الناس العاديين مرتبطة باحتياجاتهم المادية وبالخدمات التي يرغبون في الحصول عليها عند حدوث التغيير. 6- أعداد المشاركين تلعب دوراً كبيراً في جذب الناس العاديين للمشاركة في التغيير, فكلما زاد العدد كلما شعر الناس العاديين بالإطمئنان.
أي حركة مقاومة مدنية تغلبت على تلك العوائق تمكنت من النجاح, لأن التغلب على تلك العوائق يعني إحداث التشققات المطلوبة في القوى التي يعتمد عليها النظام وهي:قوات الأمن، الشرطة، الموظفين الحكوميين، وسائل الإعلام الحكومية والخاصة التي تدعمه، رجال الأعمال والشركات التي تستفيد من النظام.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال يلخص دراسة عن حركات المقاومة السلمية (Re: أسامة العوض)
|
وجدت الدراسة أن قوات الأمن تنحاز لحركة المقاومة عندما يكون أعداد المشاركين كثيفاً, وعندما يحسّون أن استمرارهم في قمع حركة المقاومة يسبب لهم خسارة كبيرة خاصة عندما يتم محاصرتهم إجتماعياً من قبل أسرهم أو أصدقائهم أو مجتمعاتهم التي يعيشون فيها لأن عملهم يصبح مصدر من مصادر شقائهم وتعاستهم, فلا يوجد رجل أمن يريد أن يذهب لمنزله ليجد أخاه أو زوجته أو صديقه أو جاره أو أباه أو عمه يطارده بالأسئلة أو يقرّعه على دوره الذي يقوم به. وعلى الرغم من هذا القمع الذي تتعرض له حركات المقاومة وجدت الدراسة أن تلك الحركات تنتصر في النهاية, فمن كل حركات المقاومة التي نشأت في الفترة محل الدراسة 1900م-2006م وجدت أن 90% تعرضت للقمع لكنها انتصرت.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال يلخص دراسة عن حركات المقاومة السلمية (Re: أسامة العوض)
|
وجدت الدراسة أن هناك استراتيجيتان اتبعتهما حركات المقاومة:
الإستراتيجية الأولى (استرتيجية الفعل)
هي استراتيجية التركيز, ونعني بها تجميع الناس في مكان واحد إما للتظاهر أو الإعتصام, ووجدت الدراسة أن هذه الإستراتيجية لا تكون فعاّلة إلا بعد شل خط الدفاع الأول للنظام الشمولي وهي أجهزة الأمن والشرطة, حيث أن تجمع الناس في مكان واحد يجعل من السهل ضربهم واعتقالهم كما انه يسهل التنبوء بهذه التحركات وفقاً لهذه الإستراتيجية عند تكرارها.
الإستراتيجية الثانية التشتيت أو عدم التعاون (استرتيجية عدم الفعل)
ومن اشكالها العصيان المدني أو الإضراب عن العمل أو المقاطعة الإقتصادية لبعض السلع والمنتجات أو لبعض الشركات أو بعض الصحف, هذه الإستراتيجية حتى تكون ناجحة تتطلب مشاركة كبيرة وفاعلة ويجب أن تستمر (لأطول وقت ممكن) لإحداث التأثير المطلوب. ففي كشمير اعتصم الأهالي ببيوتهم فتسمّر رجال الشرطة يبحثون عمن يعتقلونه أو يضربونه فلم يجدوا, وكذلك في إيران أثناء الثورة الإسلامية أعلن عمال النفط إضرابهم عن العمل فذهب أفراد الأمن لهم في بيوتهم في اليوم الأول لاخذهم لمكان العمل وظلوا يكررون ذلك لثلاثة أيام, لكنهم اقتنعوا في النهاية أن العمال عندما يحضرون لا يعملون وإذا عملوا لايكملون يوم العمل وأخيراً استسلم رجال الأمن وأوقفوا الذهاب لعمال النفط في منازلهم بعد تجربة الثلاثة أيام الأولى. لا شك أن غضب المدنيين والناس العاديين يزيد من تعرّض المقاومين للقمع بواسطة النظام لذلك نجد أن قمع النظام مثلما يجعل البعض يؤثر السلامة يجعل البعض يشارك في حركة المقاومة السلمية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال يلخص دراسة عن حركات المقاومة السلمية (Re: أسامة العوض)
|
وجدت الدراسة من ناحية الدعم المادي أو المعرفي أو السياسي من دول ومنظمات دولية لا يلعب دور إيجابي في نجاح عمليات المقاومة فقد اختارت الباحثة 60 حركة مقاومة منها 36 حركة مقاومة مدنية و24 حركة مقاومة عسكرية, وعند الفحص والتحليل وجدت أن نسبة نجاح حركات المقاومة المدنية أو العسكرية التي لم تتلقى دعم بلغت 60% بينما نسبة نجاح التي تلقت دعم خارجي بلغت 40% يعني الدعم الخارجي ليس دائماً عاملاً إيجابياً لنجاح حركة المقاومة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال يلخص دراسة عن حركات المقاومة السلمية (Re: أسامة العوض)
|
في النهاية قارنت الدراسة بين حركات المقاومة السلمية وحركات المقاومة المسلحة في الفترة موضوع الدراسة التي هنا مدتها حتى العام 2011 وخلصت للنتائج الآتية:
أولاً من حيث عدد القتلى في المدنيين:
وجدت الدراسة أن عدد الموتى في المدنيين في حركات المقاومة السلمية يكون أقل بكثير من عدد الموتى في حركات المقاومة المسلحة, واستشهدت بثورة مصر التي مات فيها حوالي 800 وتونس والتي مات فيها حوالي 200 بينما في ليبيا بعد أن تعسكرت حركة المقاومة وتحولت لحركة مقاومة مسلحة بعد مضي أسبوع أو اقل من الثورة كان عدد الموتى بنهاية الثورة حوالي 50 ألف مدني وكذلك في سوريا والتي تجاوز عدد القتلي فيها 300 ألف مدني وربما أكثر بكثير.
ثانياً من حيث التحول الديمقراطي:
وجدت الدراسة أن كل حركات المقاومة المدنية أعقبها نظام ديمقراطي بنسبة 100% بينما وجدت أن حركات المقاومة المسلحة عندما تنتصر 50% منها يتحول إلى النظام الديمقراطي, و وجدت أن هذه النسبة منطقية فلايمكن لمن ظل يقاتل لسنين طويلة أن يسلم السلطة بسهولة للمدنيين الذين لم يساهموا في الثورة أو الكفاح المسلح, بينما كل حركات المقاومة المدنية التي انتصرت أقامت نظام ديمقراطي لأنه ليس لديها خيار آخر فلا يمكن لمجموعة أن تستأثر بسلطة الجماهير لوحدها وتتمكن من عزل الآخرين لأن القوة بيد الجميع الذين شاركوا والذين لم يشاركوا في الثورة.
ثالثاً من حيث نشوب حرب اهلية بعد اول عشرة سنوات للثورة:
وجدت أن نشوب حرب أهلية بعد انتصار حركات المقاومة السلمية أقل بنسبة 15% إذا ما انتصرت حركة مقاومة مسلحة (دولة جنوب السودان – دولة ليبيا).
رابعاً من حيث التكلفة في الموارد المالية بجانب البشرية التي تطرقنا لها أعلاه:
فنجد أن التكلفة المالية لحركات المقاومة سواء التكلفة المباشرة (تكلفة الإعداد للثورة) أو غير المباشرة من حيث (تأثر البنية التحتية والمباني والوضع الإقتصادي) نجد أن التكلفة تكاد تكون لا يمكن مقارنتها, إذ نجدها مرتفعة جداً في حركات المقاومة المسلحة بينما نجدها منخفضة جداً في حركات المقاومة المدنية, سواء كانت تكلفة إعداد وإنجاز الثورة أو التكلفة التي تخلفها الثورة على البنية التحتية للدولة والمباني الخاصة بالمدنيين والآثار الإقتصادية الشديدة (سوريا - ليبيا –مصر – تونس).
خامساً من حيث المشاركة الجماهيرية
في حين نجد اتساع دائرة المشاركة الجماهيرية في حركات المقاومة المدنية سواء كان تمدداً أفقياً يشمل أكبر عدد من الناس العاديين أو تمدداً رأسياً يشمل عدد من الطبقات سواء الإقتصادية أو الإجتماعية أو طبقات المتعلمين والأميين والمثقفين, بينما نجد في حركات المقاومة المسلحة تكون مهما بلغت قواها العسكرية من حيث العدد محدودة مقارنة بالحركات المدنية, وأيضا عامل مشاركة الخبرات والمعارف وبناء العلاقات يكون متسعاً وكبيراً جداً في الحركات المدنية ويقل ويكاد ينقرض في الحركات المسلحة, ومن حيث المساهمة من ناحية الخبرات والمعارف ففي حركات المقاومة المدنية تتسع دائرة وقيادة مشاركة النخبة والمثقفين ويكون مساهمتها كبيرة وفرصتها واسعة لتبادل خبراتها ومعارفها مع الآخرين لذلك غالباً ما تصطبغ الثورات المدنية بشعارات ومقولات المشاركين من المثقفين والنخبة, أما في حركات المقاومة المسلحة تكاد تنحصر الخبرات والمعارف في مجالات محدودة وهي الخبرة العسكرية والأمنية الإستخباراتية والخبرات في جانب الإمدادات والعلاقات الدولية.
سادساً من حيث نوع الحياة الإجتماعية التي تخرج من رحم الثورة:
فإن الحياة الإجتماعية التي تعقب الثورة التي جاءت بها حركة مقاومة مدنية, فانها تتسم بأنها حياة أكثر أماناً وأكثر سلاماً, وأنها تعطي الأمل في مستقبل جديد, بينما على العكس في المجتمعات التي تعقب انتصار حركات المقاومة المسلحة فكل أطراف المجتمع تفتقد الطمأنينة والأمان والأمل, وتتخوف من القادم وتكون متحفزة لأي انفجار جديد, (دولة ليبيا – دولة جنوب السودان) لم يستغرق العمل المسلح الذي نشب عقب انتصار حركات المقاومة المسلحة في تلكم الدولتين وقتا كثيرا ليتجيش المجتمع سواء على أساس عرقي أو جهوي أو ديني.
| |
|
|
|
|
|
|
|