دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: مصادرة ثلاثة صحف من المطبعة -الايام -الجري (Re: زهير عثمان حمد)
|
مقال للكاتب الطاهر ساتي في النيار اليوم التي تمت مصادرتها من قبل جهاز الامن :- رسائل التمرين..!! الطاهر ساتي
:: عصياناً كان أو اعتصاماً، فان هذا ليس مهماً.. فالمهم أن الحدث كان تمريناً ناجحاً لمباراة قادمة في المستقبل القريب (جدا)، وأي تحليل للحدث غير هذا يُعد جهلاً بالوقائع أو دفناً للحقائق في رمال الزيف أو المُكابرة.. يوم الأحد كان كما الجمعة والسبت في كل شوارع الخرطوم وأسواقها، وهذا ما لم يحدث إلا في أيام الأعياد ثم المناسبات التي يُعلن عنها مجلس الوزراء فقط.. وأن تخلو شوارع الخرطوم وأسواقها من زحام المارة والسيارة في بداية أسبوع العمل، وبعد عطلتي الجمعة والسبت، وبغير بيان مجلس الوزراء، فإن هذا يعني النجاح بدرجة الامتياز..!!
:: ومن النجاح أيضاً، مساء السبت، كنا ثلاثة أصدقاء بأحد شوارع بحري عندما قصدنا بعض الشباب ثم مد أحدهم بحزمة أوراق.. فذهب بنا الظن بأنهم شباب إحدى المنظمات أو الجمعيات الخيرية، ولكن فوجئنا بأن الأوراق دعوة للعصيان المدني.. ومازحناهم: (عديل كده يا شباب؟ يمكن نحن ناس أمن)، فقال أحدهم بثقة: (ما فارقة معانا، اعتصموا وكلموا ناسكم برضو).. بعد أن غادروا اتفقنا على أن مثل هذه الأحداث تكسر (حاجز الخوف)..وصدقاً، فإن جيلاً عارفاً بالحقوق قد بدأ يفرض ذاته على الجميع بشجاعة، وهم بأعمار الذين وزعوا تلك الدعوة، وأهم ما يميز هذا الجيل (ما فارقة معاهم)..!!
:: ثم إعلامياً، نجح الحدث في السيطرة على أقوى وسائل الإعلام.. وهي ليست وكالات الأنباء والفضائيات والإذاعات والصحف والمواقع الإلكترونية وغيرها، بل هي وسيلة (الإعلام الشعبي)، بحيث لم - ولن - تكون لهذه الوسيلة حدثاً غير هذا الحدث.. إذ كان في مجتمع الخرطوم من لم يستجب لدعوة الاعتصام، ولكن تأثر بصدى الدعوة ثم استجاب مكرهاً بمنع الأبناء عن الذهاب إلى المدرسة خوفاً عليهم..وهناك من لم يقتنع بالدعوة، ولكن تأثر بصدى الدعوة وآثر البقاء في داره خوفاً على سيارته..وهكذا.. بالاستجابة والمخاوف نجح الحدث في السيطرة على عقل الشعب لحد الرسوخ..!!
:: ثم تفاجأت الحكومة بحجم (حزبها)، و بكذب التقارير التي ظلت تُجمل كل باطل وتضخم الأقزام وتحجب الحقائق..فالشوارع والأسواق التي بدت كالمهجورة في بداية أيام العمل كشفت أن شعبية الحكومة ليست هي الشعبية المرفوعة (إعلاماً)، ولا عضوية حزبها الحاكم هي العضوية المضخمة (شعاراً)، وكذلك أكد تأثير الحدث أن الشوارع لا تهلل وتكبر وتصفق كما البرلمان، أو كما كان يزعم الإعلام الرسمي..وبالمناسبة، طوال أيام الفائتة، لم تخرج تلك الوجوه المألوفة والألسنة الشهيرة إلى وسائل الإعلام لنفي الحدث وتأثيره على الشارع العام..لقد سكتوا، ولم يسكتهم غير التأثير غير القابل للنفي..!!
:: والدرس الأكبر هو أن الجيل الصانع لهذا الحدث لم يعد ينتظر حزباً أو حركة أو صحافة ليكون (تابعاً وإمعة)، كما الأجيال السابقة، بل هو متمرد على طريقته الخاصة والفريدة.. وهذا التمرد المتفرد هو ما يطمئن مستقبل البلاد بأن التغيير - بالحرب أو بالسلم - ليس محض تغيير شخوص بشخوص ولا تغيير أحزاب بأحزاب، بل هو تغيير مفاهيم بالية ومعانٍ كاذبة بأخرى حديثة وصادقة، ومنها تغيير معنى (القيادة الجماعية)، بحيث لم يعد شعاراً يستخدمه حكم الفرد وسلطة حزب.. وكثيرة هي رسائل التمرين..ليبقى السؤال المهم: هل وصلت لمن يهمهم الأمر بحيث يكون الرد إيجابياً وعاجلاً لما فيهما خير الناس والبلد، أم لن تصل إلا (ضحى المباراة)..؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مصادرة ثلاثة صحف من المطبعة -الايام -الجري (Re: Osama Siddig)
|
نزار قباني >> عزفٌ منفردٌ على الطبلة
عزفٌ منفردٌ على الطبلة
1
الحاكمُ يَضْرِبُ بالطَبْلَهْ
وجميعُ وزارت الإعلام تَدُقُّ على ذاتِ الطبلَهْ
وجميعُ وكالاتِ الأنباء تُضَخِّمُ إيقاعَ الطَبْلَهْ
والصحفُ الكُبْرى.. والصُغْرَى
تعمل أيضاً راقصةً
في ملهى تملكهُ الدولَهْ!.
لا يُوجَدُ صَوْتٌ في المُوسيقى
أردأُ من صَوْت الدولَهْ!!.
مثلَ السَرْدينِ..
ومثلَ الشاي..
ومثل حُبُوب الحَمْلِ..
ومثلَ حُبُوب الضَغْطِ..
ومثلَ غيار السيّاراتْ
الكّذِبُ الرسميُّ يُبثُّ على كُلِّ الموجاتْ..
وكلامُ السلطة برَّاقٌ جداً..
كثيابِ الرقَّاصاتْ...
لا أحدٌ ينجُو من وصْفَات الحُكْمِ ،
وأدويةِ السُلْطَهْ..
فثلاثُ ملاعقَ قَبْلَ الأكلْ
وثلاثُ ملاعقَ قَبْلَ صلاة الظُهْرْ
وثلاثُ ملاعقَ بَعْدَ صلاةِ العصرْ
وثلاثُ ملاعقَ.. قَبْلَ مراسيم التشييع ،
وقبل دُخُول القبرْ..
هل ثمّةَ قَهْرٌ في التاريخ كهذا القهرْ ؟
الطَبْلةُ تخترقُ الأعصابَ،
فيا ربّي : ألْهِمْنَا الصبرْ..
3
وتُجيدُ النَصْبَ.. تجيد الكَسْرَ.. تجيدُ الجرَّ..
لا يوجدُ شعرٌ أردأُ من شِعْرِ الدولَهْ
لا يوجدُ كَذِبٌ أذكى من كَذِبِ الدولَهْ..
صُحُفٌ. أخبارٌ. تعليقاتْ
خُوَذٌ لامعةٌ تحت الشمسِ،
نجومٌ تبرق في الأكتافِ،
بنادقُ كاذبةُ الطَلَقَاتْ..
وطنٌ مشنوقٌ فوق حبال الأنتيناتْ
وطنٌ لا يعرفُ من تقنية الحرب سوى الكلماتْ
وطنٌ ما زالَ يذيعُ نشيدَ النَصْر على الأمواتْ..
4
الدولةُ منذ بداية هذا القرن تعيدُ تقاسيمَ الطبلَهْ
"الشُورى – بين الناس – أساسُ الملكْ"
"الشعبُ – كما نصَّ الدستورُ – أساسُ الملكْ"
لا أَحَدٌ يرقُصُ بالكلمات سوى الدولَهْ..
لا أحدٌ يَزْني بالكلماتِ،
سوى الدولَهْ!!
"القَمْعُ أساسُ الملكْ"
"شَنْقُ الإنسان أساسُ الملكْ"
"حكمُ البوليس أساسُ الملكْ"
"تجديدُ البَيْعَة للحكَّام أساسُ الملكْ"
"وضْعُ الكلمات على الخَازُوقِ
أساسُ الملكْ..."
والسلطةُ تعرض فِتْنَتَها
وحُلاها في سوق الجملَهْ..
لا يوجد عُرْيٌ أقبحُ من عري الدولَهْ...
5
طَبْلَه.. طَبْلَه..
وطنٌ عربي تجمعُهُ من يوم ولادته طبلَهْ..
وتفرَقُ بين قبائله طبلَهْ..
وأهلُ الذِكْر، وقاضي البلدة..
يرتعشونَ على وَقْع الطَبْلَهْ..
الطَرَبُ الرسميُّ يجيء كساعاتِ الغفلَهْ
من كلِّ مكانْ..
سعرُ البرميلِ الواحدِ أغلى من سعر الإنسانْ
الطربُ الرسميُّ يعادُ كأغنية الشيطانْ
وعلينَا أن نهتزّ إذا غنَّى السلطانْ
ونصيحَ – أمامَ رجال الشرطة – آهْ..
آهٍ .. يا آهْ..
آهٍ .. يا آهْ ..
فَرَحٌ مفروضٌ بالإكراهْ
موتٌ مفروضٌ بالإكراهْ
آهٍ .. يا آهْ..
هل صار غناءُ الحاكم قُدْسيّاً
؟؟.
فَرَحٌ مفروضٌ بالإكراهْ
موتٌ مفروضٌ بالإكراهْ
آهٍ .. يا آهْ..
هل صار غناءُ الحاكم قُدْسيّاً
كغناء اللهْ ؟؟.
طَرَبٌ مفروضٌ بالإكراهْ
فَرَحٌ مفروضٌ بالإكراهْ
موتٌ مفروضٌ بالإكراهْ
آهٍ .. يا آهْ..
هل صار غناءُ الحاكم قُدْسيّاً
كغناء اللهْ ؟؟.
| |
|
|
|
|
|
|
|