كنت وحيدا

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 06:21 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-12-2016, 03:27 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كنت وحيدا

    03:27 PM November, 12 2016

    سودانيز اون لاين
    درديري كباشي-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    كنت وحيدا.
    1
    البص السفري التقليدي والذي هو في الأصل شاحنة تم تحويرها وتعديلها محليا لتصبح حافلة ركاب .. وهي كانت البصات المعهودة والتي تنقل الركاب بين ربوع البلاد المختلفة .. لا زجاج يسد النوافذ ولا تكييف فقط ستائر خضراء من قماش الخيام متدلية تحجز جزء من غبار الطريق . ..لكنها كانت تبدو الرحلة ممتعة .. السفر هو السفر .. رقم الشقاء الذي يصبح من متلازماته .إلا أنه يظل ممتعا ومشوقا ..
    تحرك البص بعد أن رفع عفش الركاب في رأسع وتم تربيطه .. أتخذت مقعدي الذي يقع أمام الباب الخلفي مباشرة ... التزم باقي الركاب بمقاعدهم .. بعض الشباب الأقوياء وقفوا ممسكين ماسورة السقف في الممشى .. داخل المدينة والشوارع المسفلته لم تكن هنالك مشكلة .. ولكن بعد أن خرج البص من العاصمة متجها ناحية الجنوب الغربي والتزم الطريق الترابي .. توقف البص وخرج كل من كانوا جلوسا في الكنبة الأخيرة وكذلك من كانوا وقوفا على الشماعة .. وركبوا على ظهر البص من الأعلى .. ويبدو أنهم معتادون على ذلك . فرغ آخر البص وأوسطه تماما . ثم تحرك البص من جديد .. مخترقا السهول والوديان الرملية يدخل الحفر والمطبات وهو مسرعا ..
    كنت أحمل جرائد ومجلات .. لكن أستحالت قراءتها مع هذه الهزات العنيفة مما جعلني ايأس من قراءتها فطويتها ووضعتها على جمب .. مسكت على المقبض في المقعد الأمامي وحاولت أن أغفو مثل ما شاهدت كثير من الركاب فعلوا ذلك .. لكن صعبت الحكاية ايضا لأن البص كل ما دخل في مطب أو حفرة ارتفعت مؤخرته وخبطت الأرض وضرب رأسي بالمقبض الذي أمامي .. رفعت رأسي محتارا في هؤلاء الذين راحوا يغطون في نوما عميقا .. حاولت أن أسلي نفسي بألقاء مسحة نظرية على ركاب البص .. من المقدمة .. في المقعد خلف السائق مباشرة يوجد شابين يبدو أنهما حديثي زواج . إذ أنه بائن من الحناء التي على يديهما وكذلك الهمسات الضاحكة بينهما وكل مرة يميل أحدهما على كتف الآخر هنيئا لهما بسعادتهما التي تعدي كل من ينظر إليهما. وخلفهما زوجين مع طفليهما يحاولان أراحتهما بقدر المستطاع حتى يتمكنا من النوم .. مقدمة البص حتى أوسطه كانت خليط من الجنسين أي الأسر ..بعضهم يبدو أنهم طلاب جامعات عائدين لبلدانهم في الإجازة الصيفية ..
    بعد قليل بدأ المساعد متحركا من أول البص يحمل جردل من الألمونيوم وأكواب يوزع في الماء المثلج على الركاب . بعضهم يشكره وبعضهم يعتذر .. كنت متشوقا متى يصلني لأني شعرت بالعطش فعلا . حتى بلغني وارتويت رغم الماء العكر لكنه كان باردا ومغريا .
    بعد ساعة توقف البص في محطة نائية .. قوامها من الرواكيب المبنية من الحطب والقش .. وهي عبارة عن مطاعم .. نزلنا لتناول وجبة الأفطار .. كان الأكل شهيا كله من اللحوم المطبوخة بطرق مختلفة .. والأكل رخيصا .
    جلست على أحد الطاولات وطلبت لحما مشويا وكذلك لحم مغلي بالزيت ومع صحن الفاصوليا والسلطة الخضراء والشطة بالليمون.. وزجاجة البيبسي و أكلت بنهم كما لم أأكل من قبل ..
    وبعدها انتقلت الى القرب من بائعة الشاي ,, وطلبت شايا ثم قهوة ..
    وجريت كرسي بعيدا أراقب في هذا المجتمع وفي حركته الدؤوبة .. لم يقترب مني أحد أو يتحدث إلي كما لم اشأ واتطفل على أحد رغم الفضول الذي يقتلني .أريد أن أعرف أي شئ عن البلد الذي أزوره لأول مرة .. عشت معظم عمري خارج السودان .. لم أنقطع كنت أعود في الأجازات لكن هذه المرة قررت أن أتمرد وأكثر الرتابة ..أزور أي منطقة من ربوع السودان .. قلت في نفسي لا يمكن بلادنا لا نعرف عنها شئ سوى الذي توفره لنا كتب الجغرافية والتاريخ وقليل من مشاهد التلفزيون ..
    ودعت اهلي في العاصمة وقلت لهم أني سأزور صديقا في أقصى شمال غرب السودان ..وأقضي معه اياما .. بدأوا متخوفين من هذه المغامره وحاولوا يثنوني لكني كنت عنيدا كما عهدوني لن اتنازل عن قراري بسهولة .
    نادى الكمساري على الركاب وتحرك البص من جديد .
    يتبع
                  

11-12-2016, 04:41 PM

عبدالحفيظ ابوسن
<aعبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    تعرف افضل مكان في السفر .. تركب في التندة جمب صندوق الزوادة في مقدمة البص .. ودة بالحجز . تركب والبص متحرك .. داير مهارة . تطلع من الباب بحركات اكروباتية وتطلع فوق .. وبرضو تدلي كلما قربتو من نقطة تفتيش وتطلع تاني
    سافرت كتير بالطريقة دي
    متابعين
                  

11-12-2016, 07:31 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: عبدالحفيظ ابوسن)

    سلام يا صاحبي ..نورتنا كانت ايام
    الحمد لله جربتها سفر لوري البضاعة وسفر البصات .المحور
                  

11-13-2016, 04:52 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    كنت وحيدا
    2
    بعد أن تحرك البص من محطة الإفطار طاويا الصحراء من جديد . مشى حوالي ثلاثة ساعات في بيئة قاحلة مليئة بالتلال الرملية وقليل من الأشجار الصحراوية المتناثرة هنا وهناك .. عرفت قيمة الستائر السميكة المصنوعة من قماش الخيام .. لولاها لثقبت الرمال وجوهنا.
    فجأة شعرت بألم حاد في بطني .. حاولت ان اتمالك نفسي حتى غلبني الصبر تماما فبدأت اصرخ في السائق ليوقف البص .. كأنه لم يسمع صراخي حتى وجدت المؤاذرة من باقي الركاب وبدأت تنطلق الجمل من هنا وهناك ..
    (يا زول ما قالك وقف البص الراجل بطنه واجعاه)عندما كثر الضغط والاعتراض على السائق بدأ يهديء من سرعته .. ممتعضا ومتذمرا حتى توقف البص نزلت انا مسرعا وكذلك بعض الركاب .. نزلوا ليفردوا أجسادهم التي انهكتها الهزة ومقاعد البص الضيقة ..
    نزلت وجريت ناحية التلال الرملية .. حقيقة ابتعدت قدر ما استطعت حياءا من ركاب البص حتى اختفيت خلف تل رملي عالي ..لأخذ راحتي بعيدا عن الركاب.
    لكن بعد قليل سمعت صوت ضجة وصراخ اعقبه بعد قليل صوت رصاص .. كنت قد قضيت أمري .. لكن صوت الرصاص والصراخ جعلني اؤجل عودتي للبص حتى اتبين ما الذي يحدث اولا .. بدأ ينطلق صوت الرصاص من جديد وعلا صوت صراخ النساء والأطفال
    .بعدها بدأت ازحف على بطني حتى وصلت إلى قمة تل الرمل.وشاهدت ما يحدث
    لاحظت قوة مسلحة تحاصر البص بعضهم يلبس زي عسكري وآخرين بلباس مدني . وبعض القتلى من ركاب البص جثثهم ملقاة على الأرض.
    وأكثر مشهد هزني كان منظر العريس ساقطا على الارض ومضجرا بالدماء و عروسه مرتمية على صدره تصرخ وتولول .. واحد المسلحين يحاول جرها بالقوة .. وكذلك الطفلين مرتمين على صدر والدهما وكذلك امهما ..
    بعض المسلحين كان يجرد الركاب من الأموال والنساء من حليهن ..
    ما أثار رعبي أكثر أحد المسلحين يحمل حقيبتي ويسأل الكمساري عن صاحبها .. والكمساري قال لا اعرفه فضربه بعقب البندقية.حتى أرضا يتلوى من الألم
    عرفت ان الخطر وصل لعندي نزلت زاحفا على بطني حتى لا يظهر لهم راسي.. ومن أسفل التل انطلقت جريا بكل ما أملك من قوة وسرعة . ساعدني حذائي الرياضي وبنطلون الجينز بقوة تحمله ..
    كأني في كابوس تمنيت لو يأتي أحد أهلي ويوقظني من النوم .. لكن هيهات . جريت وشعرت بأن اقدامي تغرس في الرمل وتصعب الجري علي .. عضلات ساقي بدأت تتشنج .. لكن لا سبيل للوقوف ..
    كل مرة أسمع صوت رصاص يعقبه صراخ أزيد في سرعتي حتى بدأ الصوت يخفت بالتدريج .. ثم بدأ بعيدا جدا ..
    لا أدري كم ساعة جريت لكن بدأت الشمس تميل ناحية المغيب . وقفت الجري بدأت امشي ببطأ أحاول أن استرق السمع لصوت عربه أو أي صوت .. تحاشيت ممشى السيارات وأثرها حتى لا أقع في طريق هؤلاء القتلة.
    يتبع
                  

11-13-2016, 08:33 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    .
                  

11-13-2016, 09:04 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    كنت وحيدا
    3
    بدأت الشمس تغيب وأنا ألهث من التعب والعطش .. أكتسى جسمي وملابس بالغبار .. جفت شفتاي ..
    لكن ما زاد رعبي بدأت اسمع أصوات ذئاب تعوي من بعيد .أنا أعلم أن الذئاب تشم رائحة الصيد من بعد ثمانية كليومترات على الأقل .أكيد الآن حددوا اتجاهي وبدأوا الركد نحوي .إذا الانتظار يعني الانتحار .. أول خطوة صعدت على أعلى تل رمل عسى أن أجد قرية أو أي جهة عليها نور أو نار أجري نحوها ..
    وفعلا من بعيد شاهدت نارا تلعب بها الرياح من بعيد . نزلت من التل وجريت نحوها بكل ما تبقى لي من قوة .. محاولا سباق الذئاب التي هي بالتأكيد بدأت الركد ناحيتي حيث اشتمت رائحتي .
    دخل الرمل والحصى في حذائي وأصبح يؤلمني .. لكن كل ذلك لا يهم وأنا حياتي نفسها مهددة بالضياع ..
    بدأت احاسب نفسي وألومها ..
    لماذا عاندت أهلي وهم رفضوا هذه الرحلة وزعموا أنها خطرة وفعلا كانت كذلك ..
    ثم ماذا إذا عدت وسلمت نفسي لهؤلاء الغزاة .. ومن هم أصلا هل هم قطاع طرق أو مليشيات تابعة لجهة ما ..
    ثم أنهم قتلوا بعض الرجال .. يبدو أنهم قاوموهم ببسالة .
    لكن ماذا فعلوا بالباقين .. هل قتلوهم أم أخذوهم أم تركوهم في الصحراء مثلي .
    لاتوجد خيارات يمكن أن أندم عليها سوى اصراري على الرحلة نفسها .
    قمة البؤس حياة هؤلاء المساكين الذي يظل مجرد العودة الى مناطقهم مغامرة تتطلب المجازفة بالحياة نفسها . وطن ينعدم فيه الأمن لا يستحق أن يطلق عليه وطن من الأساس .
    دارت في رأسي هذه الهواجس وأنا لا زلت أجري رغم قواي المنهارة
    بدأت ملامح قرية تبين في الأفق مبنية من القش (قطاطي) وأكوام من الحطب حولها مشتعلة بالنيران .. شعرت بقليل من الأمان يبدو أن النار يشعلونها ليبعدوا شبح الوحوش والضواري ..
    أول شئ فكرت فيه عند وصولي لأهل القرية هؤلاء هو طلب جرعة ماء قبل كل شئ ..
    فعلا دخلت في أول قطية . وجدتها خاوية بها سرير وفرش وشنط حديد وملابس معلقة .. وبها شئ من الفوضى كأنها تعرضت لتفتيش .. ولم يكن ل بها أحد ..
    لم اكترث بل بحثت عن ضالتي حتى عثرت على زير الماء قربه كوب من الألمونيوم شربت منه بنهم حتى أرتويت .. ثم جلست على طرف السرير منهكا .
    ثم تمددت عليه حتى التقط أنفاسي .
    فكرت قلت ماذا اذا دخل علي صاحب البيت حتما سيفتكرني معتدي أول لص وربما قام بقتلي .
    قمت خرجت من القطية ونظرت حولي أبحث عن أهل القرية لأعرفهم بنفسي ومصيبتي .. وأكيد سأجد عندهم العون ..
    لكن لا صوت ولا حركة ..
    سوى من بضعة حيوانات أليفة..
    بضع معزات وخراف ودواجن .. محبوسة في زارئب صغيرة .
    يوجد أثار أقدام كثيرة على الأرض .. تدل على عنف قد دار هنا .. وكذلك أثار لحوافر الخيل ..
    لا يوجد أحد .
    يتبع


                  

11-14-2016, 06:22 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    .
                  

11-14-2016, 06:31 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    (*)
                  

11-14-2016, 06:54 AM

ياسر السر
<aياسر السر
تاريخ التسجيل: 08-06-2010
مجموع المشاركات: 3204

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: بله محمد الفاضل)

    متعه حد الادهاش يا صديقي الجميل درديري .. صراحة لمن شفت العنوان قلت اكيد حا تكتب لينا عن السواقي النايحه طول الليل حنين الدنيا مكتوب في بكاها ,, وهذا كناية عن سواقي كسلا وذكرياتك معها ولكن هذه المرة انحرفت بنا بعيدا عن السواقي لمدن بعيده تنوم وتصحا ....
    واصل اخي في سرد هذه الأحداث التي تحدثنا عن واقع معاش في احدى مدن وحلال بلادي العزيزة ,,,,
    وبعدين ياخي انت زااااتك الوداك شنو مش قالو ليك ما تمش وانت ما شاورت رجل المستحيل صديقنا المشترك عباس ولا شنو ؟
    لك سلامي يا حبيب وواصل في هذا الابداع المنساب كانسياب نهر القاش ...


    تحياتي : ياسر العيلفون .....
                  

11-14-2016, 07:44 AM

ادريس خليفة علم الهدي
<aادريس خليفة علم الهدي
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 5409

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: ياسر السر)

    (*)
                  

11-14-2016, 01:54 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: ادريس خليفة علم الهدي)

    الشاعر المرهف بلة
    والفنان الغريد ود العليلفون
    وأخو الأخوان ود علم الهدى

    لكم من التحايا ما يملأكم فال ويفيض

    ونشكركم على الطلة والمآذرة

                  

11-14-2016, 03:11 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    كنت وحيدا
    4

    شعرت بأن هذه القرية لم يبقى بها أحد ..خرجت في جولة داخل القرية لأتأكد ما ساعدني أكثر وجدت مصباحا يعمل بالبطارية في الكوخ ( القطية ) حملته وخرجت أستدل به و ابحث أذا كان هنالك آخرين بهذه القرية ..
    لم أجد أحدا ولا تسمع صوتا سوى همهمات البهائم .. وحركة وأصوات الطيور . دجاج و حمام ..
    لا توجد آثر دماء على الأرض أي لم تحدث مذبحة هنا .. مما يعني أن أهل القرية خرجوا مسبقا أو هربوا قبل وصول الغزاة .. بدليل آثار الخيول والسيارات التي في الأرض .كما أن حاجياتهم وأثاثاتهم التي تعرضت للتفتيش وربما للنهب أيضا .
    وجدت زريبة بها كمية كبيرة من الحطب .. يبدو أنه مجهز ليجعل النيران حول القرية مشتعلة طيلة الليل لتحميهم من الضواري والوحوش ..أما شياطين الأنس ليس لهم ما يمنعهم منهم فآثروا الهروب .أول شئ فكرت فيه أن أمد النيران بمزيد من الحطب حتى تظل مشتعلة على الأقل حتى تحميني من هذا الخطر.
    وفعلا بدأت احمد الحطب وأطوف حول القرية وكل ما وجدت نارا القيت عليها مزيدا من الحطب .
    جبت على الأكواخ ابحث عن طعام ..
    وجدت في أحد الأكواخ طنجرة بها طبيخ البامية وطبق ملئ بكسرة الخبز المصنوعة من الذرة لم يهنأ بها أصحابها المساكين لتكون من نصيبي أخذتها وعدت الى قطيتي الأولى حيث جعلتها مقري .. أكلت حتى شبعت تماما . كنت منهكا من التعب والجري .. القطية يبدو أن صاحبها كان من الميسورين أو ربما هي سكن عمدة أو زعيم لهذه القرية الصغيرة البسيطة إذ كانت مجهزة جيدا وبها باب من الحديد والصاج أقفلته من الداخل ونمت بعمق .
    فجأة صحوت منتصف الليل على صوت هدير سيارات وصهيل خيل .حوار بالخارج وأصوات قرقعة السلاح ...
    وحركة في الخارج كخطوات عساكر ..
    أي عاد الكابوس من جديد
    وهذه المرة
    أصبح كابوسي وحدي لا يشاركني فيه أحد .
    يتبع

                  

11-16-2016, 00:38 AM

اخلاص عبدالرحمن المشرف
<aاخلاص عبدالرحمن المشرف
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 10314

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    متابعة استاذ
                  

11-19-2016, 05:11 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: اخلاص عبدالرحمن المشرف)

    متابعة استاذ
    --------------------
    مشكورة يا دكتورة نأسف على التأخير كنت خارج الشبكة
                  

11-19-2016, 05:13 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    كنت وحيدا
    ٥
    الضجة في خارج القطية والحوار الذي يدور جعلني متيقن باني هذه المرة لن أنجو
    لكن قررت ان أتمسك بالحياة قدر المستطاع
    اول خطوة قررت ان أتصنت لحوار هؤلاء القتلة
    وفعلا ركزت على الحوار التالي
    ًيا ريس هي دي القرية الحكينا ليك عنها
    جينا ما لقبنا فيها ناس
    طيب ما تابعتوا آثارهم ليه
    نعمل ليهم شنو هم تَرَكُوا كل حاجة ومشوا
    كان تحرقوا القرية
    فكرنا فيها لكن قلنا أحسن نسيبهاليهم شرك عشان يجوا راجعين يفتكرونا ما مرينا بهنأ
    طيب نظفتوها تمام
    ما خلينا فيها حاجة عندها قيمة
    والبهائم دي ليه خليتوها
    ما قلنا لك شرك
    طيب اضبحوا لينا بهيمتين تلاتة خلونا نتعشى جعانين ياخ
    أنا حا ارتاح في القطية دي افتحها اَي يا عيسى
    وطبعا القطية المعنية هي تلك التي أنا بداخلها
    اذا علي التصرف بسرعة
    دورت حولي وجدت سكينا قررت أنا اقطع فتحة في جدار القطية المبني من سيقان الذرة اَي القصب وبيد مرتجفة فعلا بدأت الحفر
    وفِي الخارج لازال الحوار داير بين الزعيم وعصبته
    يا ريس القطية دي مقفولة بالمفتاح
    مقفولة كيف انتو مش قلتوا فتشتوا اَي بيت وفتحتوه
    يمكن دي نسيناها ما فات شي تسع نفتحها
    نفتحها بالرصاص
    لا لا أوعى تضرب نار حا تحرق القطية والقرية كلها ً
    حمدت الله على شوية الوعي التي يتمتع بها زعيمهم وإلا كنت تحت رحمة النيران الان
    وبدات عملية كسر الباب في الخارج مع عملية فتح الجدار من الداخل التي أقوم بها
    مع ان واجبهم هم من المفترض اصعب اَي حديد مقابل قصب الا ان قوتي المنهارة واعصابي التالفة جعلت واجبي ا اصعب
    الحمد لله اخيراً تمكنت من احداث الفتحة خرجت من خلالها واعدت القصب الى مكانه حتى لا يلحظه احد
    اذا الخطوة القادمة يجب ان اهرب ناحية الصحراء من جديد
    ربما الوحوش تكون ارحم لي من هولاء القتلة لكن علي ان أتبين مواقعهم اولت قبل الهرب
                  

11-19-2016, 05:14 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    ٦
    خرجت من القطية في الوقت المناسب وتخبات على قرب جدارها من الخارج وانا أسمعهم كسروا الباب ودخل زعيمهم ويبدو انه تمدد على سريري ً اعتبار ما كانً لانه اطلق أصوات تعبر عن الراحة بعد تعب وكد
    تجمع باقي الجنود امام القطية وبدأوا الغناء والرقص الشعبي
    وانا زحفت من خلف القطية ملاصقا محيطها الدائري بحيث أستطيع ان اشاهدهم دون ان يروني كان عددهم قرابة الخمسين في حوالي عشرة سيارات لاندكروزر وحوالي عشرة يركبون الخيل ويستعرضون بها
    انتبهت قربي ترك احدهم بندقيته معها
    قارورة ماء التي تعرف بالزمزميه
    جاءتني رغبه أخطفهما واهرب تحت استار الظلام
    ترددت وأصبح هناك شخصين متناقضين في ذهني
    واحد يخوفني من خطورةالخطوة والثاني يقول في كل الأحوال لو قبض عليك ستقتل لانه هؤلاء لو تبع الحكومة سيعتبروك جاسوس للمعارضة لو العكس أيضا ستموت
    لكن لو اخذت السلاح وهربت أقلها يمكن تدافع عن نفسك ضد الوحوشً
    اقتنعت وبيد مرتجفة مسكت السلاح و قارورة المياه وبدات أتسلل هاربا من المكان متفاديا ضوء النارحتى ابتعدت ثم شرعت في الجري من جديد
    هذه المرة الجري كان اصعب بحمل ثقيل
    ورعب اكبر
    صنفت نفسي عدو اكبر لاعداء حتى الان لم يشعروا بوجودي
    شعرت بالامان عندما لاح اي شبح أشجار كثيفة يبدو انه وادي ذي زرع
                  

11-19-2016, 06:03 AM

باسط المكي
<aباسط المكي
تاريخ التسجيل: 01-14-2009
مجموع المشاركات: 5518

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    ما اجمل ماقريت في هذا الصباح
    متابعين وواصل
                  

11-19-2016, 07:59 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: باسط المكي)

    تشكر يا باسطة يا صديق

    حا أواصل

    ما في شك
                  

11-19-2016, 08:27 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    ٧
    شعرت بالطمأنينة بعد ما وصلت الوادي
    كان محاطا بالاشجار الكثيفة
    وعليه برك متقطعة من المياه
    يشبه الى حد كبير نهر عطبرة في موسم الجفاف
    يبدو انه هو السبب في وجود تلك القرية المنكوب اَهلها
    وحتما توجد كثير من القرى حوله
    اما أصحابي لازالت أصوات صراخهم وضجيجهم تصلني
    هذه الأصوات يامى أرعبت اطفال وعجزة ومساكين ولازالت تفعل قاتلهم الله
    بل ان الله يلعن كل من روع إنسانا مسالما فما بالك فيمن يقتله
    استقريت في داخل احد الأشجار الكثيفة
    كذلك اصبح عواء الذئاب يصلني لكن لم يرعبني كما فعل في السابق
    أنا الان احمل سلاحا
    رغم أني لم استخدم سلاحا منذ تدريبات الخدمة الالزامية
    لكن الحمد لله لازال في هذا الكوكب أناس لم يلمسوا سلاحا في حياتهم قط
    بدا هؤلاء المجرمون يطلقون السلاح
    لا ادري هل اشتبكوا مع اخرين
    هل افتتنوا مع بعض بسبب السلاح الذي سرقته منهم
    هل هاجمتهم جهة ما
    المهم على كل الأحوال أنا حمدت الله انه لم يكن بينهم مدنيين
    اما هم انشاء الله يحرقوا كلهمً
    صعدت في اعلى الشجرة أراقب من بعيد
    فعلا بدأت الحرائق تشتعل
    يبدو انهم تعرضوا لهجوم فعلا
    أنا مالي
    عندي ماء وعندي سلاح
    وهذه تعد اعلى كنوز في هذا الجحيم
    أصوات الذئاب بدأت تقترب تعالوا يا اولاد الكلب أنا هنا في انتظاركم
    يتبع
                  

11-19-2016, 09:22 AM

محمد فضل ابراهيم
<aمحمد فضل ابراهيم
تاريخ التسجيل: 02-11-2013
مجموع المشاركات: 194

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    صديقنا درديري كباشي
    واصل
    متابعين
    و
    نحن وراك
    من بوست لآخر .. مع انني كنت أتمنى أن تكون في بوست واحد مثل (مفارقات مغترب) الذي فارقناه والحنين يعاود بينا
                  

11-19-2016, 03:02 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: محمد فضل ابراهيم)

    تشرفنا يا محمد فضل

    بس هنا الحكاية اكبر شوية من موضوع المغتربين

    في الحجم مش في حاجة تانية

    عشان ما نزعل
                  

11-19-2016, 03:04 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    ٨
    تركيزي مشتتا بين صوت السلاح الذي بدا يعلو وصوت الذئاب التي باتت قريبة
    وانا متسلق احدى الأشجار العالية الضخمة والتي لا اعرف نوعها مع الظلام وربما حتى في الصباح يمكن ان تكون تبلدي
    لا يهم
    أنا حياتي الان بين نارين
    أو بالاصح بين نار وأنياب
    جعلت بيني وبين القرية المشتعلة جزع الشجرة
    لأني لا استبعد ان تصلني رصاصة طائشة واعلم ان الكلاشنكوف مداه يصل اثنين كيلو متر فما بالكم بالقناصات من نوع جيم ثلاثة والشاخوفة الروسية التي تفوق الثلاثة
    كيلو مترات
    بئس الموت تموت برصاصة طائشة
    الموت واحد كما يقولوا لكن على الأقل القاتل يكون قاصد وعارف من انت
    فلسفة لانقدم ولا تاخر
    ثلاثة ارباع القتلى حول العالم في هذا الزمان لا يعرفون من قتلهم ولَم
    وانا في فلسفتي المرعوبة والمجنونة هذه سمعت صوت همهمات أسفل الشجرة
    نظرت ووجدت عيون مرعبة تلمع في الظلام
    اها دي مصيبة شنو كمان
    وصلت الذئاب الجائعة
    يتبع
                  

11-20-2016, 05:12 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    ٩
    النيران مشتعلة امامي
    والذئاب أسفل مني ترجى سقوطي
    موقف لايحسدني عليه طارق بن زياد
    لو أطلقت النار على الذئاب كل الأسلحة الموجودة في القرية ستوجه نحو مصدر الصوت والضوء وستحولني الى طبق كفتة مشوية
    بدأت اطمئن نفسي بمعلومات ثقافية من نوع ان الذئاب لا تستطيع تسلق الاشجار
    لكن يرجع الوسواس من جديد ما أدراني ان هذه الذئاب مثقفة وتعرف هذه المعلومة
    فهي لها قوائم ومخالب أكيد اذا حاولت ستنجح
    ما ننسى ان الجوع كافر
    لكن الخوف أشد كفرا ونفاقا
    اخاطب نفسي
    بلا يا عوض اختار
    تموت مشويا أم
    مقطعا بتلك الانياب العاجية
    أنا لو وصلت لهذه المرحلة
    ساموت مشويا ومعي الذئاب
    لأني سأطلق النار على القرية وعلى الذئاب
    سياتي الرد ويحرقني معها
    على الأقل أكون أرحت منها الأهالي
    او من عاش منهم
    بدأت اسمع صوت الخربشات على جزع الشجرة
    بمعنى انها بدأت محاولات التسلق فعلا
    عمرت البندقية ووقفت على وضع الاستعداد
    اقرب راس مني سانسفه ومهما جرى بعد ذلك لا يهم
    أنا كان مالي ومال هذا الشقاء
    يقول المثل
    يفوز باللذات كل مغامر جسور
    أتمنى من مؤلف هذا المثل لو كان عايشا يذوق هذه اللذة التي اعيشها الان
    في الظلام شعرت بأنف تشم قدمي دون تردد أطلقت النار
    صدر صوت صرخة الحيوان وارتطام بالأرض
    وقع الشي الذي كنت أخافه
    فرت الذئاب مرعوبة
    وانا لا ادري هل تسلق الذئب فعلا ووصل قدمي
    على كل حال أنا أطلقت النار ويبدو ان احدهم قد مات
    لكن المدهش اكثر ان صوت إطلاق النار من جهة القرية أيضا صمت
    الحمد لله همي الان اصبح واحدا
    علي الانتظار حتى شروق الشمس
    على هذا الوضع المرهق
    فضلت مستكينا ومترقبا
    النيران من جهة القرية أيضا بدت متفرقة هنا وهناك
    خفت تأخذني غفوة فاسقط من اعلى
    فكرت فكرة خلعت قميصي
    وربطت بوسطي مع جزع الشجرة
    ونمت فعلا
    استيقظت الصبح على صوت بشر يتحاورون أسفل مني
    نظرت لهم
    لأتبين ملامحهم او اعرف هويتهم
    لكن الظلام لازال متسيدا
    يبدو ان التمسك بالحياة في ذاك المكان اصبح من المستحيلات
    من ظهر الامس يطاردني شبح الموت
    وانا تعبت من مقاومته
    انزل واسلم نفسي لهولاء
    امري الى الله
    وليس بالإمكان أسوأ مما كان
    يتبع
                  

11-20-2016, 05:14 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    ١٠
    يبدو ان الخطر البعيد حل محل القريب الذي فر
    نظرت أسفل الشجرة وجدت من كان يتحاورون يرتدون بزات عسكرية
    هل هم من احتلوا القرية
    هل هم تبع الحكومة أم معارضين
    ممكن يكون لاهذا ولا ذاك
    ربما عصابة نهب مسلح
    وربما معارضة تشادية
    حسبتها ووجدت مع كل هذه الاحتمالات أنا هالك
    دائماً في أماكن الصراعات من لم يكن معك فهو عدوك
    لا يوجد حياد هنا
    حتى الأطفال والنساء والشيوخ يدخلون في هذا التصنيف
    ليس معنا اذا ضدنا
    ألما معانا شنو
    ضدنا
    بعد وصلت لهذه النتيجة
    عدت للتشبث بالحياة من جديد
    ستقاوم الموت بعقلك وضراعك يا عِوَض
    تقاومه بشنو
    عقلي وضراعي
    برافو عليك
    يلا ركز لا حركة ولا صوت
    بدأت أتسمع في الحوار
    يا اسحق أقول لك الديب دا مضروب رصاصة
    انت ما تعرف ضرب الرصاص ومال عسكري. على شنو انت ياخ
    طيب كدي اقلبه الناحية التانية
    ايوا والله صحي كلامك
    طيب يبقى سؤال تاني منو يكون ضربو
    يمكن ناس القرية
    ناس القرية لو كان عندهم سلاح ماكان فروا من قريتهم
    يا جماعة يمكن في طلقة طائشة جات من احتفالاتنا ووصلت هنا بدليل انه الديب دا مضروب من فوق
    كل هذا الحوار يدور تحتي
    وانا اكاد أكتم نفسي تماما
    عندما انتبه احدهم الى أن الذئب مضروب في ام راْسه
    يا للهول
    وصلوا لهذه المرحلة كاد قلبي ان يخلع من مكانه ويطير
    باقي يرفع اَي منهم راْسه وتنتهتي الحكاية
    وانا وضعت يدي على الزناد تحسبًا لو رفعوا رأسهم أهاجمهم قبل ما يفكروا يتصرفوا
    سبحان الله زمان المثل يقول الرزق تلاقيط هنا العمر نفسه تلاقيط تحاول تجمع فيه بالساعات كل ساعة إضافية تعيشها انت كسبان
    لازال الحوار أسفل مني
    يا جماعة مقتول قريب شوفوا دمه للان ما جف
    طيب خلونا نجره معانا
    تعمل به شنو
    نعمل به شنو كيف نأكله طبعا
    تاكله كيف حرام
    منو قال لك حرام
    الديب من السباع
    ايوا لكن ما حرام
    حرام ياخ
    ما حرام انتو ما تعرفوا دين
    والله أنا علمك الدين
    تعلم شنو يا مخرف
    والله اعلم ناظرك
    تعلمني أنا يا حيوان
    أنا حيوان
    وبدات قرقعة السلاح استعدادا لإطلاق النار
    يا جماعة خليكم عاقلين العنوا الشيطان ياخ
    نحن عندنا عدو اكبر ينتظرنا
    حا نقتل بعض بنفسنا و نريحه
    انت ما سامع قلة أدب بتاعه يا شيخ اسحق
    خليك انت عاقل يا علي يا جماعة نحن في حالة حرب. خلونا نجر الديب معانا ونستفتي شيخ هارون هناك في القريةلو قال أكلوه نأكله ولو قال حرام نسلخ الجلد نسويه مراكيب بس تدوني معاكم مركوب ما تنسوني
    وانطلقت ضحكاتهم
    يلا يا جماعة تصالحوا نحن اخوان ياخ
    يلا العفو والعافية يا شيخ
    تسالم الرجلان المتخاصمان بالاحضان وجروا الذئب المقتول عائدين الى القرية
    الحمد لله لم يرفع احدهم راْسه نحو الشجرة
    أنقذني الجدل الديني
    حلال وحرام
    سبحان الله يقتلون النساء الحمل والشيوخ والأطفال ويسالون هل اكل الذئب حلال أم حرام
    بيني وبينكم كدا هل الذئب حلال ولا حرام
    يا شيخنا اتلهي
    هو نحن في شنو وانت في شنو
    لا زلت في راس الشجرة
    يتبع
                  

11-20-2016, 08:02 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    11
    وانا لا زلت قابعا في مربضي على أعلى الشجرة بعدا ما أيقظني الغزاة من غفوتي
    أترقب تجاه القرية مع ابنلاج الفجر
    أصبح عقلي يعمل بسرعة
    الوسواس والخواطر والتحليل كلها تدور في رأسي مثل الإعصار
    هذا المكان أصبح غير آمن إطلاقا
    لأسباب كثيرة .
    أولا هؤلاء القوم قطع شك الآن يتحاورون حول الذئب القتيل
    ربما سيعيدهم الحوار والتحليل الى ذات الموقع الذي وجدوه فيه .
    وخاصة اذا نظر أحدهم وقال أن الرصاصة من مكان قريب لا يتجاوز المترين ومن الأعلى .. بمعنى أنظروا فوق الشجرة يا أيها الأغبياء .
    فعلا أنا أنقذني غباؤهم .
    أول المرة الغباء ينفع بني آدم .
    إذا يا عوض عليك المغادرة فورا
    قبل ما أنزل نظرت حولي لأحدد وجهتي القادمة .
    من بين الأشجار وصلني بريق الماء اللامع .
    إذا هناك ماء
    ولا بد أن يكون هناك ماء وهو المبرر لوجود هذه القرية في قلب الصحراء .
    أولا أغشى مكان الماء أتزود منه ,
    نزلت من أعلى الشجرة بسرعة .
    وأطلقت قميصي من ساق الشجرة
    وظليت بالفنلة الداخلية .. فنلة حمالات بيضاء ( أو كانت بيضاء ) مع غبار الجري والعرق ..أصبح لونها أقرب للأصفر الباهت ( بيجي) .
    أما القميص لففت به البندقية .
    لأن من يشاهدني أحمل سلاحا من بين الأشجار حتما سيطلق علي النار .
    أذا أول استراتيجيتي كانت إخفاء السلاح مع الإحتفاظ به للضرورة والدفاع عن النفس .
    أصبح عقلي بمؤهلات قائد حربي ميداني
    يضع خططا محكمة لتحميني وتبقيني على قيد الحياة قدر الإمكان .
    حملت البندقية ملفوفة بالقميص وعلقت زمزمية الماء على كتفي
    وجريت نحو مصدر الماء
    وصلت وهو عبارة عن وادي أو نهر موسمي أو خور في موسم الجفاف يتكون من برك متقطعة ..
    أول شي شمرت ملابسي عبيت الزمزمية وارتويت وغسلت الجزء البائن من جسمي بسرعة جدا .
    والشمس تتسارع في الصعود كأنها في سباق معي .
    مصدر الماء حتما سيجلب كل المخلوقات الحية في هذا المكان .
    ذئاب ضباع ربما صيد والأخطر منهم جميعا هؤلاء البشر المسلحون .
    إذا علي المغادرة فورا
    بعد أن رطبت جسدي بالماء وعبيت منه .
    شرعت في الجري .
    أنا حتى لاأعرف الاتجاهات .
    الا من الشمس حيث عرفت منها الشرق ..
    إذا الجري نحو الشرق هو الأجدى
    سيقودني الى النيل
    وبالتالي الى العمران ربما الأمان .
    قررت إذا ظهر لي شبح أي مدينة .أول خطوة لا بد من دفن السلاح في الرمال
    وتسليم نفسي للسلطات بأعتبار أني من ركاب البص الذي تعرض لهجوم قبل يومين .
    أما أذا دخلت بسلاحي
    هذه ستكون ورطة لا يعلم بها الا الله .
    ظليت أجري وعقلي شغال يفكر ويدبر .
    بل حواسي كلها تعمل بطاقتها القصوى في التركيز .
    الذئاب لا تصيد نهارا .
    معلومة برزت هدأت من روعي قليلا .
    لكن لا أحد يعرف سلطان الجوع مثلي الآن .
    الى اي حد ممكن أن تلتزم الذئاب بهذا الإرث
    يا زول أجري ساي بطل التنظير .
    الجماعة ديل يمكن جو الغابة وشافوا أثرك .
    أقسى لحظات الجري هي طلوع التلال الرملية .
    أما النزول ممتع يعطيك طاقة وسرعة وتقطع مسافة بعيدة في زمن أقل .
    وأنا صاعد في رأس أحد التلال لاحظت لرتل سيارات جيب بيضاء
    عرفت أنها سيارات منظمة تبع الأمم المتحدة أو قوات حفظ سلام المهم أطمأنيت لهم . صدق من أختار اللون الأبيض رمزا للسلام .تنظر له فتحس بالأمان حتى لو كان صاحبه شئ النية
    بدأت الوح لهم وأصيح بأعلى صوتي
    ولا زالت السيارات من بعيد تسير بسرعة وهي تشبه القطار .
    يا ناسس هوووي عوووووووووووووك
    يتبع
                  

11-21-2016, 05:30 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    12
    لا زلت في محاولات بائسة ويائسة في لفت نظر رتل السيارات البيضاء
    قفذت (نططت) ولوحت بقميصي وبداخله البدنقية دون جدوى ..
    أتابع فيها بنظري وهي تبتعد
    الشمس تزحف نحو كبد السماء
    قارورة الماء قاربت على النفاد
    كنت أتناول بمعدل جرعة واحدة أو جرعتين كل نصف ساعة تقريبا .
    آخر وجبة كانت طاجن البامية بكسرة الذرة التي تناولتها أمس في القرية .
    الحمد لله أكلت بنهم وكمية كبيرة لازالت هي الوقود الذي يدعمني
    موجة الأسهال التي تسببت في إنقاذي توقفت تماما بل نسيتها .
    سبحان الله جسم الانسان عجيب أعتقد فيه خاصية أشبه بإعادة ضبط المصنع التي بالتلفونات الجوالة ( الموبايلات) لكن يحدث فقط عند الفذع الأكبر .
    تلاقي انسان راقد مريض في مستشفى يتكوه حتى يشرب عصير أو يروح الحمام
    لكن أذا شب حريق في المستشفى مثلا
    تلاقيه أول من جرى يسبق الممرضين والاطباء بصورة تدهشهم .
    من أين اتته تلك العافية ؟.
    هي خاصية ضبط المصنع نفسها
    الرعب الأكبر يجعل جسمك يعدل نفسه ذاتيا بلا أدوية أطباء وغيرها ..
    الشمس لازالت زاحفة نحو كبد السماء
    أي ستصل لحظة لن أعرف فيها الشرق من الغرب عندما يكون ظلي تحتي
    لذلك أهم خطوة الآن أحفظ اتجاهي
    من أي اتجاه حضرت والى أي تجاه يجب أن اذهب .
    والا وجدت نفسي في ذات القرية من جديد .
    أو قل أحتجت أن ارجع لمكان الماء
    لذلك مهم جدا أن اعرف الاتجاه .
    وخاصة أن زحف الرمال مسح آثار أقدامي
    ميزة نافعة وضارة في ذات الوقت .
    نافعة لأنه لا أحد يستطيع تتبع أثري
    وضارة لأني لا يمكن أن اعود لنفس النقطة التي انطلقت منهاإذا احتجت .
    في الصحراء أهم شي أن تحتفظ بالاتجاهات .
    لا تلف ولا تلتفت .
    كلها نصائح جالت بخاطري ليتها تنفع .
    رتل سيارات الأمم المتحدة أختفى
    وضاع الأمل الذي برق من جديد .
    إذا علي المشي بما تبقى في من طاقة .
    إذا دخل علي الليل هنا
    حتما سأكون طمعا أو طعاما للذئاب خلينا نكون واضحين .. صحيح معي سلاح باقي فيه تسعة وعشرين طلقة تقريبا .
    لكن الذئاب تخوض حربا مثل الجنود الفدائيين وهم يقبلون الخسائر ليس عندهم مانع يموت ثلاثة أربعة ليعيش باقي القطيع ..
    تكنيكهم الحربي أفضل من كثير من جيوش العالم .
    فما بالك عندما يكون العدو شخص واحد بسلاح واحد منهك له يومين يمشي ويجري وقطع قرابة الخمسين كيلو متر .
    في تفكيري هذا توقفت وتناولت جرعة ماء لأكتشف أنها باقي منها القليل
    أخذت نفس طويل
    لم ألتزم بنصيحتي لنفسي
    تلفت درت دورة كاملة حول نفسي ربما أرى سيارات في كل الاتجاهات.
    لكني فقدت الاتجاه فعلا
    لا عرفت أنا ذاهب أم رائح شمالا أو يمينا
    الشمس توسطت كبد السماء
    طلعت أعلى تلة أنتظر الشمس أن تميل لأصلي الظهر وأتجه عكسها أي في تجاه الشرق .
    جلست في أعلى التلة والشمس ملتهبة
    لا يوجد ظل لشئ سوى ظلي الذي يختبئ تحتي كأنه يريدني أن أحميه من الشمس .
    يا للمفارقات .
    مالت الشمس في حوالي الثانية ظهرت أنتظرت حتى أصبح ميلانها واضحا ..
    حددت اتجاهي وبديت أجرى من جديد عكسها أي في اتجاه الشرق..
    علي أن أصل لشئ قبل مغيبها ..
    أمشي تارة وأجري أخرى
    حتى بدأت حرارة الشمس تبرد .
    الفنيلة التصقت بجسمي من العرق
    أصبحت كأنها طبقة من جلدي قابلة للتقشير .
    أصبحت منهكا تماما .
    طلعت أعلى تلة قبل مغيب الشمس بقليل
    وتمددت عليها
    خاصة بعد ما بردت الرمال .
    تجرعت آخر ما تبقى لي من ماء
    توسدت قميصي وبه البندقية .
    بدأ جسمي يتخدر في شبه غيبوبة .
    فجأة سمعت هدير سيارة قريب
    وقفت فذعا وفرحا أيضا .
    سيارة جيب لاندكروزر أبيض .
    قررت أن اسلم نفسي مهما كان الأمر في النهاية أنا أصلا ميت في كل الأحوال .
    سمعوني هذه المرة توقفت السيارة على بعد خمسين مترا تقريبا
    كما أتفقت مع نفسي أول شئ التخلص من السلاح والزمزية العسكرية هذه
    فعلا رميتهما خلف التل دون أن ينتبهوا لها ..
    تناولت قميصي ونزلت
    أجر رجلي رجلا نحوهم .
    من هم
    لم يعد يهم ؟
    يتبع
                  

11-21-2016, 05:31 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    ١٣
    جريت نحو السيارة التي تنتظرني بنصف. فرحة
    هنا يستحيل ان تعرف خطورة الأشياء قبل ان تحتك بها
    نصف فرحة تعني أني نجوت من الموت تحت انياب الذئاب لكن هل نجوت فعلا نجاة مطلقة وهل من الممكن ان اعود الى حضن اهلي من جديد
    دارت كل هذه الخواطر وانا لا زلت اجري نحو السيارة التي تنتظرني
    ما طمأنني قليلا ان هؤلاء لم يوجهوا السلاح نحوي رغم انهم كانوا مسلحين
    في الصندوق الخلفي كان يجلس أربعة مسلحين بلباس مدني عندما وصلت السيارة كان هنالك ثلاثة يجلسون على ارضية الصندوق
    بخلاف السائق كان يجلس معه في القبينة اثنين بيض البشرة تدل سحناتهم على انهم اجانب
    هذا ما طمأنني قليلا
    أسوأ ما في هذا الرمان هو ان تخاف ابن بلدك وتطمئن للغريب
    يا زول مالك الجابك هنا شنو
    كلهم كانوا ما دين رؤوسهم ينتظرون ردي
    قررت اختصر قصتي وأخفي كثير من الوقائع من باب الاحتياطي
    وانا حتى الان لا اعرف هل هم عدو او صديق
    قلت من يومين كنت راكب البص وقف نزلت اتسير رجعت لقيت اللص فاتني
    لا حول ولا قوة الا بالله عمرك طويل لك يومين لافي في الصحرا دي ل
    هكذا خاطبني احد الراكبين في الخلف
    نزل احد البيض من قدام سلم علي بالاحضان وبلهجة عربية غريبة علي يمكن تكون مغربية او جزائرية لان اللهجات الشامية والمصرية مألوفة لدينا بسبب السينما والمسلسلات بعد حضني بقوة مسكني من كتفي وهزني بقوة وقال لي شاب قوي انت
    لم اكترث قلت يمكن هي طريقة سلامهم
    المهم رحبوا بي
    وركبت في الخلف
    وانطلقت بِنَا السيارة
    فتح احدهم حفاظة مبردات في الخلف وأعطاني قارورة مياه صحية مبردة
    كأني في حلم
    اكاد أكون شربتها في ثلاث جرعات نظرت له مترجيًا ضحك ومد لي اخرى
    كذلك شربتها
    علق احدهم
    ليك كم ساعة ما شربت
    قلت من الظهر
    لكن حتى هي كانت جرعتين فقط
    يا زول الله شافك ساي
    أرزاق
    رزقا تكوسو ورزقا يكوسك
    ما عرفت اربط علاقة أمثلتهم بموقفي
    لكن ماشي انا الحمدلله شربت وارتويت حتى عرقتًًًًًًً
    فاجأتهم بسؤال
    انتو تبع شنو
    واحد قال الهلال الأحمر التاني قال الصليب. الأحمر
    حاول الثالث ان يتدارك الامر فقال في لجنة دولية مشتركة بين الهلال الأحمر والصليب الأحمر
    حقيقة ارتباكهم لم يكن مريحا شككت في الامر
    لاحظت للجالسين في أسفل السيارة لم يشاركوا في الحوار بل بدا انهم غير فاهمين شي
    لاحظ احدهم نظرتي فتطوع محاولا ان يبدد شكوكي
    ديل إثيوبيين تبع الصليب الأحمر
    كذلك تناول احدهم قارورة عصير من الثلاجة وناولني لها
    التهمتها بنهم لأني فعلا كنت في حاجة السكريات بعد يومين مرهقين
    دخلنا في منطقة جبلية وبين جبلين كان يقع مخيم تنتشر به الخيام البيضاء
    وعلى سفوح الجبال كان هنالك مسلحين يحملون مناظير مقربة وينظرون للأفق أين انا
    ومن هؤلاء
    المرة دي الظاهر الحكاية كبيرة يا عِوَض
    يتبع
                  

11-21-2016, 06:34 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    ١٤
    دخلنا ذاك المخيم المريب
    داخله عدة خيام في شكل حلقة
    الوسط عبارة عن ميدان به ملعب ترابي للكرة الطائرة وآخر لكرة السلة
    كذلك توجد حاويات حديدية من النوع التي تشحن بها البضائع
    كذلك توجد حركة دؤوبة بين تلك الخيام
    وكما توجد ابراج او وسموها ارايل للاتصالات اللاسلكية
    الاغرب كان في عدد من الممرضات بيض البشرة شي مدهش ان تجد جنس لطيف في هذه الصحراء القاحلة
    أيضا يتحركن بين المخيمات
    يحملن الإبر والمغذيات
    المشهد من المفترض انه طبيعي لمنظمة متخصصة بصحة الانسان في مناطق الصراعات والشدة
    سالت نفسي طيب لماذا هي محروسة بالاسلحة
    شي طبيعي حتى يحموا أنفسهم من المسلحين الذين يتسيدون تلك المناطق
    على كل برفقة المضيفين دخلت الخيمة
    كانت مجهزة بالاسرة
    لم اجلس على الفرش النظيف
    وجدت كرسي بلاستيك ابيض جلست عليه
    مالك يا عِوَض ما تعبان عاوز ترتاح
    قلت الحقيقة تعبان جدا لكن ملابسي متسخة وانا كذلك
    قال جدا اسفين مفروض اول خدمة نقدمها لك هي الحمام والنظافة
    بعد قليل احضر لي طقم. لبسة رياضية
    وأشر لي ناحية الحمام
    ذهبت وجدته حمام مهيأ مقام على حاوية معدنية وبه رشاش على السقف ومقعد إفرنجي
    استحميت تماما وشعرت ان رطل من الطين نزل من جسدي وانتعشت بالصابون المعطر وكررت الحمام اكثر من مرة
    عدت احمل ملابسي المتسخة تناولها مني ونادى احدى البنات أعطاها لها لتغسلها
    دخلت الى خيمة وجدتهم ينتظروني بوجبة الغداء
    كانت مكتظة بالطيبات
    اكلت انا ومن حضرنا في نفس السيارة
    كنّا نتونس اثناء الونسة شعرت انها فخ للتحقيق اكثر من كونها ونسة عادية
    مثلا
    معقولة يا عِوَض قرايبك في البص ما فقدوك
    المقصود هل هناك احد من ركاب البص تربطك به علاقة شخصية
    والسؤال الثاني
    أكيد زوجتك تكون قلقانة عليك وعايزة تجن
    المقصود هل انت متزوج وعندك أطفال
    نحن عندنا هنا انواع كثيرة من الرياضة على حسب مزاجك سلة قدم طائرة تنس
    المقصود هل انت رياضي
    مفروض هي أسئلة ونسة عادية لكن لم أكن مرتاحا لها
    لا ادري هناك احساس في قلبي سلبي ضد هؤلاء القوم
    رغم المظهر الواضح والامكانات التي تدل على انهم منظمة اجنبية إنسانية فعلا
    على اَي حال انا لم اخفي المعلومة في أني لم اتزوج بعد
    وإني مغترب عدت في اجازة
    وقررت أزور أصحابي في الغرب
    وحدث ما حدث
    ما زاد شكي اكثر بينما نحن نتحاور جاء شخص عابر سال بالاشارة دون ان ينطق بحركة تعني كيف الوضع
    ويرد الاخر قابضا يده ورافعا الإبهام
    كأنه يقول كل شي تمام
    يتبع
                  

11-21-2016, 07:59 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    15
    نحن نتناول في الغداء الدسم والفخم
    دخلت علينا إحدى الممرضات تحمل جك قزاز شفاف به عصير البرتقال الطازج وصينية بها عدد من الكاسات وضعتها على طاولة قربنا .
    العصير شكله مغريا بلونه البرتقالي المائل للأصفر والندى يكسو الزجاج من الخارج كالورد في الصباح الماطر .
    تناول مضيفنا الجك وعبأ الكاسات
    لاحظت أن عدد الكاسات بعددنا نحن فقط وليس للمضيف فيها نصيب .
    هواجس شيطانية فقط دارت بخلدي وعاتبتني نفسي يا عوض يمكن الراجل عنده سكري أو عامل رجيم ما شايفه سمين كيف ؟ أي سبب يمنعه من شربه ..وزع علينا العصائر لنا .
    أصبح يدعونا لشرب العصير بإلحاح . أو هكذا خيل لي . .
    شرع الأثيوبيون في شرب العصير بنهم وتلذذ أما أنا من غير قصد لأني كنت مشغول بالحوار مسكت الكأس في يدي ولم اشرب بعد.
    كل مرة المضيف يقطع الحوار ويطلب مني شرب العصير .
    الأثيوبيون خرجوا لغسل أياديهم
    خرج معهم المضيف .
    وأنا لازلت ماسكا كأس العصير وتظاهرت بالمواصلة في الأكل .
    مرت لحظة وجدت نفسي وحدي في الخيمة ..
    بما أن أرضية الخيمة ترابية .
    دون تردد سكبت العصير تحت الطاولة .
    وأخذت من الكأس الرغوة ومسحت بها شنبي .
    عندما حضر الجمع من غسل الايدي لاحظ المضيف لرغوة العصير على شنبي فتبسم برضا وقال لي نزيدك ؟..
    قلت لا لا لا شكرا أتمليت فل تاني أقل حاجة راح أنفجر .
    ضحك وقال بالعافية ما تنفجر علينا يا زول نحن ما صدقنا نجيت من المصائب المرت بيك دي كلها ..
    لكن ما يؤكد ظنوني كل مرة يمرنا احدا من المسؤولين يتأكد من شربنا للعصير .
    الجماعة ديل شربوا العصير خلاص .؟؟.
    أيوا شربوا يا ريس .
    أشمعن لم يسألوا عن الأكل أشمعن العصير لو لم يكن في الأمر إن .
    لاحظت لرفقائي الاثيوبيين المساكين كل واحد ذهب ناحية سرير كالرجل الآلي وسقط عليه غارقا في النوم دون أي مقدمات .
    هو العصير ما في شك .
    يلا يا عوض قوم غسل يدك عشان تنوم أنت كمان ؟
    قمت وتظاهرت بالترنح .
    قال استنا استنا ما تقع علينا من التعب خلي البنت تجي تغسل لك هنا ؟
    فعلا نادى على إحدى البنات جاءت تحمل ابريقا وغسلت لي يدي في أرضية الخيمة .
    ذهبت ناحية السرير .
    وتمددت وتظاهرت بالنوم .
    بين مغمض ومفتح بعد قليل حضر عدد من الرجال ومعهم ممرضات يحملون بطاطين غطونا بها .
    وأصبح الرجال يتحاورون قربنا بطمئنينة .
    سأل كبيرهم .
    خلاص الجماعة ديل ناموا ؟
    نوم تقيل يا ريس .
    لكن شفت السوداني كيف ؟
    يا زول دا بضاعة تمام ..
    مكنة أستناندر ياخ دا قاليك ماشي خمسين كيلو لمدة يومين ..ولسع زي الحصان .
    تعرف دا أنا ابيعه طقم كامل . ما بالقطعة .. نطلب فيه مائة ألف دولار .
    هسع يا ريس لو كان جهزت لينا غرفة عمليات هنا ما كان نفرتك بضاعتنا هنا لا نأخدها المدينة ولا يحزنون .
    عايزة أمكانات كبيرة يا راشد . تلاجات متحركة ومولد كهربائي ضخم ومصانع ثلج .. و صعب ننقلها هنا كمان.
    ما في حل غير نأخد البضاعة حية للمستوصف ونفرتكها هناك ..
    تأكدت شكوكي تماما .
    وقعت في يد شبكة تجار الأعضاء البشرية .وأنا الآن في نظرهم مخدرا مثل هؤلاء المساكين الأثيوبيين .
    بعد هذا الجهد والجري ها أنا الآن عبارة عن طرد قطع غيار بشرية معروضة للبيع .
    شوفوا الطب أسمى مهنة إنسانية .. شوفوا عندما يدرسه الأشرار كيف يوظفوه ..
    أعوذ بالله .
    كاد قلبي أن يطير من الرعب ربما الذئاب كانت ارحم .. بل أرحم تأكلك لتعيش هي .. لكن هؤلاء يقتلوك ويبعوك ليكسبوا ثروة .. قمة الضحالة .. نحن نعيش في أحط مراحل الانسانية .
    والله أشقى منك ما شفت يا عوض في يومين فقط تتعرض لكل المصائب التي يمكن أن تمر بالانسان .
    لازال هنالك أمل في النجاة .
    إن كانت صعبة هذه المرة .
    لكن الله في
    يتبع
                  

11-21-2016, 02:06 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    .
                  

11-21-2016, 06:48 PM

عمر التاج
<aعمر التاج
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 3749

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    أمانة يا عوض صبري ما وقعت ..
    لكن بالعزيمة والايمان ستنجو .. في قلب الصحراء من بين الوحوش الادمية والحيوانية ستنتصر..
    مغامرة شيقة لرجل المستحيل السوداني عشنا فيها تفاصيل المكان والزمان ونترقب المزيد
                  

11-22-2016, 05:01 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: عمر التاج)

    أمانة يا عوض صبري ما وقعت ..
    لكن بالعزيمة والايمان ستنجو .. في قلب الصحراء من بين الوحوش الادمية والحيوانية ستنتصر..
    مغامرة شيقة لرجل المستحيل السوداني عشنا فيها تفاصيل المكان والزمان ونترقب المزيد
    ----------------------------------------
    وينك يا صاحب
    غيابك طال

    حمد لله على السلامة
                  

11-22-2016, 05:18 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    16
    لازلت أنا وصحبي الأثيوبيين ممدين على الأسرة من المفترض أننا في ثبات عميق
    الا أنا بطبيعة الحال لأني لم اشرب العصير المخدر تصنعت النوم فقط.
    لمست خطتهم .
    وها أنا الآن بدأت خطتي المضادة
    والتي أولها هو سكب العصير وإدعاء النوم لأظل مستيقظا.
    والجماعة قربنا مطمئنيين يتحاورون
    - أنت الزول اللقطة دا لقيتو وين يا راشد .
    - يا زول رزق ..نحن كنا جايين من البلدة نشوف ليك زول يكورك ويؤشر لينا عريان لابس فنيلة الحمالات . يا زول جسم مربط وعضلات وشباب براك كان شفتوا والله تقول دا ما يجيب أقل من مائة ألف دولار.
    بس طوالي دقيت ليك الكابينة على طارق قلت له وقف وقف في رزقة كاربة .
    فعلا رزق تكوسه ورزق يكوسك .
    هاهاهاهاها أنا قلت له العبارة دي طبعا هو ما فهمني قاصد شنو .
    ( فهمتك يا معفن وانشاء الله العبارة دي هي حا تدخلك جحيم الدنيا قبل الآخرة ) قلتها في سري وآسف على اللفظ لكن بصراحة غاظني وخلى الدم يغلي في عروقي .
    أنا رغم الرعب وجسمي يرجف مثل ماكنة الجاز او الماكنة الطافية بلك بلغة المكيكانيكية لكن برضو الحنق والغيظ أعطوني جرعة شجاعة .. غايتو اليومين الفاتو جسمي اخرج هرمونات أعتقد أول مرة يستخدمها جسم بني آدم من زمن طوفان سيدنا نوح .
    بعد شوية سمعت صوت زعيمهم حضر وقال :
    - أها يا شباب البضاعة جاهزة ؟
    ( البضاعة ديل نحن يا أولاد الكلب ؟.)
    - البضاعة مستوية على الآخر يا بوص .
    - خلاص حملوها أكسبوا الوقت المخدر زمنه ساعتين لازم نخلص قبل ما يفوقوا الجماعة ديل ويصرخوا ويبهدلونا ..
    - يلا اتحركوا يا جماعة جيبوا النقالات .
    ( من حوارهم فهمت أنه المدينة التي ستجرى فيها العمليات تبعد من هنا أقل من ساعة لو فرضنا أن عملية التفكيك ستستغرق ساعة واحدة )
    شوفوا عملية إنقاذ بني آدم حتى لو كانت عملية زايدة دودية أو لوز تستغرق أكثر من ساعتين . لكن طبعا الخراب ساهل زي ما بيقولوا يفرتكوا خمسة رجال ويحولوهم لقطع غيار في ساعة واحدة ..أعصابكم يا جماعة .. متخيلكم كلكم بقيتو ترجفوا زيي .. لكن طبعا ما خوف خلينا نقول من الغيظ والحرقة .. هذه صورة بسيطة لبشاعة الانسان وما يفعله في أخيه الانسان في هذا الزمن العجيب .
    لازلت اتصنع النوم .
    حضرت النقالات وسمعت صوت كركبة الظاهر بدأوا يرفعوا في الأخوة الآخرين .. والزعيم لازال يوصي .
    - عايزك تحذر الدكتور في زولنا السوداني دا قول له دي بضاعة غالية وأصلية تغذية برة جسم سليم معافى زي الورد أوعى يخرب لي حاجة فيه .. المرة الفاتت ضرب لي قلب وخسرني تلاتين ألف دولار .
    - ولا يهمك يا ريس ..
    - وأنا حاجز الطقم كامل القلب والرئتين والكليتين .
    - العيون والأسنان ما عايزهم ؟ ياخ فيه اسنان زي القنقليز هاهاهاهاها .
    - اسحروا لينا كمان خرب لينا بضاعتنا هاهاهاها الظاهر عليه لا يدخن ولا يسف صعوت .. الأسنان والعيون خليتهم ليكم ..
    - شكرا يا ريس ما يتقصر والله دا كرم كبير منك ياخ .
    تخيلوا الوصف دا فيني انا شخصيا .. قربت أرفع البطانية وأخطف سلاح وأدور فيهم كلهم من الغيظ والحرقة . لكن تذكرت أنا لازلت في موقف خطر جدا .. ممكن طلقة بمسدس تحولني لجثة مرمية في الصحراء وهم ولا خسرانين حاجة يعني هم كان دفعوا فينا شي ..مسكت أعصابي .
    ولا زالت توصيات الزعيم .
    - السوداني خلوه وش وأول واحد يبدأ بيه لانه واضح أنه خالي من الأمراض تماما ولازم يجهز بسرعة وكمان قبل ما يتعب الدكتور .
    تمام يا ريس
    شعرت بهم بعد قليل يحملونني ..
    كذلك شعرت أن النقالة مصممة بصورة خاصة بحيث تركب في أختها مثل أسرة الداخليات .بل بالأصح مثل أقفاص الدجاج التي يحمل بها الدجاج الحي للسوق .
    وشعرت بعد القليل أن العربة تطوي بنا الأرض ..
    لازلت تحت البطانية وقلبي شغال مثل الطاحونة .. وحواسي كلها مركزة
    والسيارة تجري بسرعة ..
    ركزت سمعي
    حتى أصبح صوت السيارة ناعما وأختفت الهزات
    كأنها دخلت في طريق مسفلت ..
    يبدو أننا أقتربنا من المدينة المقصودة .
    يتبع
                  

11-22-2016, 06:06 AM

ياسر السر
<aياسر السر
تاريخ التسجيل: 08-06-2010
مجموع المشاركات: 3204

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    متااابعين بعيواالاتنين ... واصل يا عوض صبري ..

    تحياتي : ياسر العيلفون .....
                  

11-22-2016, 07:25 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: ياسر السر)

    متااابعين بعيواالاتنين ... واصل يا عوض صبري ..

    تحياتي : ياسر العيلفون .....
    ------------------------------------

    تسلم يا فنان يا رائع

    بس أعصابك الحكاية فيها تشريح وتشليح بشري
                  

11-22-2016, 07:36 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    ١٧
    لا زالت السيارة تسير بِنَا. متهادية على الأسفلت
    معقولة سيارة تمر بحمل خطير كهذا لا تتعرض لأي نقاط تفتيش أمنية
    أكيد هؤلاء المجرمون يعرفون دروب يتفادوا بها نقاط التفتيش
    لا زلت اترقب اللحظة مناسبة لأنقض وأنقذ نفسي مع هؤلاء الأبرياء الذين يغطون في النوم ولا يدرون شيء عن المصير الأسود الذي ينتظرهم
    هدأت سرعة السيارة وبدات اسمع أصوات باعة وأبواق سيارات يبدو ان السيارة تخترق السوق الان
    حانت اللحظة الحاسمة
    قبل ما أتحرك حدث اتصال بجهاز اللاسلكي جعلني أتحرك فورا
    آلو الو حول
    راشد
    راشد
    انت سامعني
    ايوة يا ريس
    الحق السوداني ما شرب العصير كشحه تحت الطربيزة
    معناها ما كان نايم أتخلص منه بسرعة
    في هذه اللحظة رفعت عني البطانية
    في نفس الوقت اخرج راشد المسدس وكاد يربط عليه جهاز كتم الصوت
    قفذت عليه بكل قوتي وسقطنا سويا على الارض
    راشد ضرب راْسه بترتوار الاسفلت وأغمى عليه والسيارة انطلقت بالباقين
    وبديت اجري ورآها وأصيح بأعلى صوتي
    الحقوا يا ناس ديل تجار بشر
    خاطفين حبش ما شين يذبحوهم الحقوا يا ناس
    وأهلي السودانيين يعجبوك في الشهامة والمروة
    انطلقت المواتر والعجلات خلف السيارة
    واحدين رموا أغراض امام السيارة ليعطلوها
    قبل ان تظهر الشرطة وتتولى امر المطاردة
    التف أهل السوق حولي ليفهموا مني الحكاية
    طبعا حكيتها لهم بصورة مختصرة
    بداوا يتحسرون ويخبطون اياديهم على بعضهم البعض
    بعد قليل حضرت الشرطة وتم القبض على المجرمين
    أخذوني معهم لتسجيل أقوالي
    أهل السوق والشماشة جروا خلفنا يهتفون
    المجرمين كانوا في سيارة الشرطة ينظرون الي بنظرات نارية حانقةً رديت ضاحكا
    يعني حا تعملوا ايه
    اصلوا كنتوا قاتليني في كل الأحوال
    اشوفكم في النهاية
                  

11-22-2016, 01:34 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    .
                  

11-22-2016, 03:00 PM

ياسر السر
<aياسر السر
تاريخ التسجيل: 08-06-2010
مجموع المشاركات: 3204

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    النهاية القاربت ولا النهاية حقت استاذنا هاشم صديق !!!!,,, ما تدخلنا في شبك مع لجنة المصنفات يا حيبيب النهاية دي بالذات اغنية صعبة خلاث ...ههههههه
    وبرضو متابعين بعيوننا الاتنين ...

    تحياتي : ياسر العيلفون ......
                  

11-23-2016, 04:51 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: ياسر السر)

    النهاية القاربت ولا النهاية حقت استاذنا هاشم صديق !

    ------------

    والنهاية القاربت دي ياتا
                  

11-23-2016, 07:41 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    النهاية
    بعد مطاردات المواطنين مع مشاركة الشرطة . تم تثبيت سيارة المجرمين بها الأبرياء الذين لازالوا في ثباتهم
    المجرم الاخر قفذ من السيارة وحاول ان يختفي في زحمة السوق
    لاحظت له وناديت عليه أيضا
    الحقوه داك معاهم يا جماعة
    يعجبك الحمالين في السوق ( العتالة الأبطال)
    كل واحد ترك حمله وجروا خلفه حتى أردوه أرضا بل كادوا يقتلونه بالضرب
    ملاحظة
    انا لازلت حافي القدمين
    أناس يأخذوني للمذبح حتما لا يهم ان كنت حافيا او منتعلا
    احد اصحاب المحلات الكرماء تناول حذاءا جديدا من المحل وقدمه لي
    كما قلت يعجبك الشعب السوداني في حالة الفزع
    وخاصة انا بت في نظرهم بطلا
    الحمد لله لم يشاهدوا حالتي تحت البطانية قبل ساعة
    بعد قليل حضرت سيارة الشرطة وأخذوني الى القسم لأخذ أقوالي
    وفِي المركز وجدت المجرمين تم تصفيدهم بالحديد
    والإثيوبيين المساكين ياداب صحوا من النوم
    ينظرون حولهم بإندهاش لا يدرون شيئا عما جرى
    احضرالملازم حسام الذي تولى المطاردة مترجما شرح لهم الحاصل
    وأشر ناحيتي
    فجاة قاموا وآتوا نحوي حضنوني وشرعوا في البكاء والنحيب
    حكوا حكايتهم وقالوا انهم كانوا ينوون الهجرة لأوربا كل واحد منهم دفع خمسة الف دولار لهذه العصابة المجرمة
    قلت للضابط هؤلاء العصابة عندهم قادة كبار وأطباء ومستوصف هنا تجرى فيه عمليات التشليح
    قال لي لا يهمك انت ما قصرت وخلي الباقي علينا
    خلينا نسفرك انت لك ثلاثة ايّام مفقود أكيد اهلك قلقين عليك
    وفعلا أخذني نحو موقف البصات قطع لي تذكرة و منحني مشكورا مصروف جيب .
    قلت مازحا شوف هنا يا جنابوا لو البص دا يمشي على طريق ترابي انا من هنا ما متحرك حتى لو أعيش في المدينة دي طول عمري..
    ضحك وقال لاتخاف الطريف مسفلت لغاية العاصمة
    بعد أربعة ساعات تقريبا قضيت معظمها نائما داخل البص وصلت العاصمة
    ركبت تاكسي واتجهت نحو بيتنا..
    قرب بيتنا لاحظت صيوانا كبيرا وعدد كبير من الناس المعزين
    بصراحة خفت أمي تكون حدثت لها صدمة بخبر اختفائي وخاصة هي مصابة بالقلب
    قلت لسائق التاكسي توقف هنا ...بعيدا من البيت
    وذهبت على أقدامي متحريا أولا عن الحاصل ..
    شاهدت صديقي الفاتح يحمل صينية الغداء
    ناديته يا الفاتح الفاتح
    التفت نحايتي .. أول ما شاهدني ارتبك
    سقطت صينية الغداء من يده تسمر في مكانه ... تحركت نحوه
    أنت المات في بيتنا منو ؟
    قال لي :أنت
    قلت :أنا ؟
    من أمس جا خبر قالوا البص الأنت كنت راكب فيه قابلتهم عصابه مسلحة وقتلوا كل ركاب البص .. و بعد يومين الأهالي دفنوهم كلهم بعد تعفنت جثثهم .
    بالله أنت حي ؟
    ما شايفني حي قدامك ؟
    أنا عارف؟ يمكن عفريتك ... أكيد عفريتك مجنون زيك .
    بعد شوية دخل في بالحضن يبكي حتى بلل كتفي بدموعه ..
    بعد تيقن من حياتي أخذني للمتجمهرين في الخيمة .
    يا جماعة عوض دا حي أهو جا راجع
    قام المعزون مندهشون ..بعضهم يحضنني
    وآخرين من الربكة شالوا الفاتحة معاي
    ربما أنا أول شخص يتلقى العزاء في نفسه
    وبديت أحكي لهم في القصة وهم ملتفين حولي
    وهذه المرة الألف أحكي فيها قصتي
    أوعى واحد تاني يقول لي أحكيها
    سامعين؟؟
    السلام عليكم
                  

11-24-2016, 01:10 PM

ياسر السر
<aياسر السر
تاريخ التسجيل: 08-06-2010
مجموع المشاركات: 3204

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    النهاية القاربت هي نهاية قصتك دي لكن in the same time هي النهاية حقت هشام صديق ... فهمت حاجة ؟؟

    قصة ممتعه يا حبيب وكدي شوف لينا جراب الحاوي تاني فيهو شنو ..

    تحياتي : ياسر العيلفون .....
                  

11-24-2016, 06:16 PM

عمر أبوعاقلة
<aعمر أبوعاقلة
تاريخ التسجيل: 04-11-2016
مجموع المشاركات: 1321

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    سلام إلى صديقي القديم

    معليش يا صاحب
    انا كنت راكب معاكم في التندهـ لكن لظروف لم أكمل قراءة هذا الخيط الثري

    أجي راجع بعد كم يوم وألقى ليك الموضوع طلع من التنده الكنت راكب فيها
    وشئ ذئاب .. ورصاص .. وملاح خدرة بايت وبيت بكا وغايتو

    المهم: يسلم قلمك وذوقك يا ابوالدر ياخ
    وأضم صوتي للفنان ياسر العيلفون (كشكش الجراب)

    مودتي
                  

02-22-2017, 03:53 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: عمر أبوعاقلة)

    سلام إلى صديقي القديم معليش يا صاحب انا كنت راكب معاكم في التندهـ لكن لظروف لم أكمل قراءة هذا الخيط الثري أجي راجع بعد كم يوم وألقى ليك الموضوع طلع من التنده الكنت راكب فيها وشئ ذئاب .. ورصاص .. وملاح خدرة بايت وبيت بكا وغايتو المهم: يسلم قلمك وذوقك يا ابوالدر ياخ وأضم صوتي للفنان ياسر العيلفون (كشكش الجراب) مودتي
    ----------------------------------

    سلام يا صاحب

    بعملية جرد للارشيف لقيت نفسي متلوم معاك هنا

    أنت والفنان ياسر العيلفون

    فالعفو والعافية
                  

02-25-2017, 09:12 AM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت وحيدا (Re: درديري كباشي)

    *
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de