|
Re: رواية andquot;القلب الخشبيandquot;، بمعرض الشارق (Re: عبدالغني كرم الله)
|
أخي الفاضل عبد الغني كرم الله
أتمني لك كل التوفيق
أكيد سيشمل مروري في المعرض دار مداد.
أعلم ان الكثير من الأخوة البورداب سيزورون المعرض .... لماذا لا توقع لهم علي النسخ التي
يشترونها أذا كنت متواجدا بالمعرض.
قرأت لحجي جابر فقط رواية سمراويت ..أتمني ان أتحصل علي اي أنتاج آخر له
أكرر أمنياتي بالتوفيق.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رواية andquot;القلب الخشبيandquot;، بمعرض الشارق (Re: علي محمد الفكي)
|
. . (من مقدمة الراوية).. . من قال بأن الشمس حين تطلع من الغرب سيكون من إشراط يوم القيامة، كم أشرقت الشمس من الغرب، في دارنا، تطلع من مرآة الدولاب، ويعم الضياء الغرفة، والبرندة، تدخل الشمس عنق ضوئها من النافذة في الشتاء، فليطم الضوء المرآة الكبيرة، فينعكس على الجدار الشرقي، تشرق في الغرفة ثلاثة شموس نيرة، أحلى ما يكون، شمس من عند الشرق، وشمس من عند المرآة في الغرب، وشمس من ضلوع أمي، فيعم ضياء الحب البيت، ونرى حتى الخواطر، والأنغام، والعطور، نور على نور على نور، ولم تكن القيامة، سوى قيامة الأحياء والأشياء من سباتها، وركودها، فتلعب ذرات الغبار الماكرة في ضوء الشمس المتسلل من شقاق الشباك، تهرب، وتلف، كنجوم في فلك، دون أن تصطدم، كأن هناك ألف شرطي مرور غير مرئي، بين ذرة وأخرى، في ذلك الحيز، الأضيق من العدم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رواية andquot;القلب الخشبيandquot;، بمعرض الشارق (Re: عبدالغني كرم الله)
|
. . عن القلب الخشبي..
الشاعر محمد نجيب: "عن: القلب الخشبي".
مغامرة سردية جديدة يطلقها الروائي عبد الغني كرم الله صاحب رواية "آلام ظهر حادة" التي كان بطلها حذاء، حيث تتجدد أسئلة الراوي بسردية "القلب الخشبي.. دولاب أمي" في محاولة لاسترجاع الماضي البعيد على لسان طفل وحركة حمار وصبر أم وحنين دولاب لبيته الأثير. . بين البيت والسوق يستظل كرم الله تحت ظلال واقعية سحرية تستنطق دولابا خشبيا وتتأسى لحمار عاشق ولهان باغت الابن والأم وصاحب "الكارو" (العربة التي يجرها الحمار) وذهب إلى محبوبته الحمارة التي أحبها من النظرة الأولى وهو يجر الدولاب إلى السوق لبيعه من قبل الأسرة لظروف قاهرة، وهي دفع رسوم تعليم السارد. . ترسم للسيرة آفاقا جديدة بالعودة إلى أزمنة الطفولة بسرد رشيد بالغ أرسل إشاراته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية من خلال دولاب يمثل عالما وحلما وشراكة بين أسرة عاش هذا الدولاب في بيتها عشرات السنين.. "كان الرف الأخير بمثابة السماء السابعة، لم أكن أصل إليه إلا بشق الأنفس، رف المهمات الصعبة، أمي وضعت فيه نظارة أبي وجواز السفر الذي استعمل مرة واحدة لزيارة قبر النبي بالمدينة المنورة".
الناقد عامر محمد أحمد (عن: القلب الخشبي).
أن العوالم السحرية التي يرسمها الراوي بعبقرية تكشف تشبعا كبيرا من الحكايات القديمة التي أخذها من بيئته، كما أضافت إليه الغربة والقراءة الفلسفية المتعمقة أبعادا أخرى ينظر عبرها إلى مجتمعه، مع استخدام الرمزية وسلطة التداعي الحر دون التقيد بقالب قصصي أو روائي محدد. . ويضيف عامر أن كرم الله صوت سردي كبير يطل على الساحة برؤية مختلفة تجترح طريقا مختلفا.
الناقد عزالدين مرغني: (عن القلب الخشبي).
أن الدولاب هو الحامل والوعاء لذاكرة الطفولة المنسية، وهي ذاكرة غنية بالتفاصيل أتاحت للكاتب أن تنساب لغته بحرية كبيرة وبأسلوب وصفي شيق وممتع، وهذه الرواية كما يقول ميرغني تكسر حاجز الكتابة الروائية التقليدية بحيث يكون البطل غير تقليدي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رواية andquot;القلب الخشبيandquot;، بمعرض الشارق (Re: عبدالغني كرم الله)
|
أخي العزيز عباس محمود
متعك الله بالصحة، والصفاء، وسأكون بالمعرض بأذنه تعالى، قريبا...... ومحمد الربيع أول من قرأ الحكاية وهي في طور المسودة والورق، وحاجي من طلب نشرها، في مداد، وسأحكي اكثر، لأنها هي عن دولاب كبير في قرية، واسرة، وهي تكاد تكون سيرة ذاتية، مع مكر حكائي لا محال، وعمييق حبي...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رواية andquot;القلب الخشبيandquot;، بمعرض الشارق (Re: عبدالغني كرم الله)
|
. . القلب الخشبي!! مقدمة متأخرة
نحمد الله، على سعة رزقه، في كل شئ، الرزق في الإلهام، وقوت التذكر، والحنين، كلها منه، ويرزقكم من حيث لا تعلمون، بلى لبيك، أنه أضحك وأبكى، حتى التذكر وسلطانه، والنسيان بيديه، يمحو ما يشاء، ويثبت ما يريد، فقد سطرت خاطرة، أظنها كانت من ثلاثة صفحات، لا أكثر، عن دولاب أمي، كانت مجرد خاطرة عابرة، صغيرة، هكذا حسبتها في خاطري، الله أعلم بالغيوب، أرسلتها لأخي، محمد الربيع، قبيل سنوات، أتصل بي في جوف الليل "عب غني"، أنا ببكي، ببكي بحرقة، ياخي كيف حشرت الكون كله، في دولاب امك، قلب أمك الخشبي، هذه رفوف حب، أنها بداية رواية عجيبة.
بكيت معه، في ذلك النواح الليلي، للثلث قدرة في حلب الدمع من الصخر، فما بالكم بالقلوب بين الضلوع، لكني تعجبت من قولة (رواية)، ماذا يعني؟ هل استرق السمع، هو الآخر، لنبض ضلوعي؟ خواطري المحتشدة، المتحفزة، للتعبير عن نفسها، أن تشفي غليلها بأدق التفاصيل، عن الدولاب، كأني نجار، أود صنعه مرة أخرى، أغنية أخرى، من أشجار حنيني، وذكريات طفولتي، أبعثه حيا، كي أضع في رفوفه الأليفة كتبي، ومجلاتي، وملابسي، وقلبي، وذكرياتي، صورة طبق الأصل له، كما كان، حين كنا نشمه، ونتذوقه، ونراه، وننحشر فيه، وهيهات، هيهات.
كان دولاب أمي، أسطورة طفولتي، دولاب خشبي، قلب خشبي، بسيط، كان ينبض في غرفة طينية، سقفها قنى، وأرضها رمل ناعم، في قرية، تصلي وتمدح كل مساء، قربها النيل الأزرق يتمدد، في سريره الأبدي، ودمه النقي، بلا لون، ترتع على ضفافه هادئة، راضية، ماعز قرى يهودية، ونعاج مسيحية، و نوق وثنية، وهو ينزلق من عل، عجولا، نحو المقرن، شقيقه النيل الأبيض، يسقيها كلها بلا تبرم.
هذا النيل، سقى الشجرة، العزيزة، الأبية، الذي قطعها النجار، بمنشاره، وصنع منها الدولاب، وضلفه، ورفوفه، وأدراجه الثلاثة، أسفله، فتعود الأمور، كلها، كما حكى قبل قرون، سيدي ابن العربي، لوحدة الوجود، فكأني أسمع خرير الماء في ضلافته، وكأني اسم وشيش الشجر، وحفيفه، في رفوفه، وكأني أشم الطمي في حماه، كل شئ عقد جوهر، في باطن الدولاب.
لم يخطر ببالي، أني أكتب في رواية طويلة نسبيا، خاطرة كانت، مجرد حنين، ثار ببالي بغته، لدولاب خشبي، في غرفة، كبيرة، هل أثارته رائحة نشارة خشب، أو جملكة، مررت قربها؟ أوة عطر مكواة؟ أو أوراق رطبة؟ الغريب للغريب نسيب، الروائح تلم الروائح، ولو منذ عاد، للروائح ذكريات، كالعشاق، صنارة تصطاد من بحر الماضي، مهما غار، أطيب اللؤلؤ، أطيب المسك، أطيب الذكريات، بغته وجدت نفسي طفلا، أحبو قرب جبل خشبي، يحجب الرؤية والرؤى، ضلفاته الثلاثة، بلا مفاتيح، حينا تفتح ضلفتيه اليمنى ريح الجنوب، وتفتح ضلفته، اليسرى، ياح الشمال الباردة، لم يكن في القرية لص، أو محتاج، أو فضولي، كلنا أهل، تندهني أمي في قلب الليل (يالمبروك قوم أقفل الدولاب)، لا أتواني، أقوم نعسا، بلا اعتراض، لشئ في نفس مدثر، أمشي بخطى الذاكرة، مغمض العين، احشر ورقة بين الضلفة والأخرى، وأقفله بمهل، بعد أن ملأت جيبي من بلح بركاوي، في رف أمي، تحبه أمي، لحب أبي له، أتعجب وأنا راجع، كيف عرفت أمي أنه مفتوح، ننحن ننام في قلب الحوش، لا يشاك أحدكم الشوكة، حتى بالألم في قدمها.
كان الدولاب في دنيا طفولتي، هرما من خشب، عملاق لا يقهر، أكبر شئ، مع قلب أمي، تقع عليه عيني، وأنا احبو قربه، يكاد بصري الصغير لا يطال سقفه المحتشد بالجرادل، والشنط، والكراتين، كان سقفه السماء السابعة، التي ترهق الرسل، والعارفين، فيما ورائها، كان سدرة المنتهى، التي تخلف عنها حتى جبريل، عال يكاد يلمس سقف البيت ومروقه المصنوعة من جذوع النخيل، وسعفه.
أعضيه، حين أعجز، في صعوده، أو فتح أدراجه السفلى، أقضم من أطرافه بسنوني اللبنية، فأشم روحه، أتذوق جلده الخشبي، أحلم ماذا يأوي في احشائه؟ كان فيلا، كان حوتا أزرق، يسبح في أرضية الغرفة الطينية، مارد يتكتي على الجدار الغربي، والذي يكاد يملأه كله، سوى حيز ضيق، كأنه مسرح، مسرحية تشاهدها الغرفة، في صمتها، ولغطها، تشاهده الكراسي والعناقريب، مسرح صامت، مسرح الرجل الواحد، العملاق الواحد، مسرح الذكي بالإشارة يفهم.
هل بكيتم من رؤية دولاب؟، بحرقة كالأطفال؟ كالشعراء؟، أقترب منه، حين كنت أمشي مثل عنزتنا، وقطتنا، على أربع، أرى نفسي في المرآة، ابتسم من هذا الملاك الصغير؟ صديق لي؟ حينا أغير منه، ألطمه على وجه، فألطم المرآة، وأترك أثار كفي واصابعي عليها، كأني أبصم على صورتي المجهولة، وتظل أثار يدي على المرآة، أياما، لاتمسحه أمي، حين تنظف المرأة، كما غطت السيدة زينب، أثار قدم السيد الحسن بكورية الطلس، ليوم الناس هذا، أهرب من طفل ينافسي، أحبو بعيدا عن المرأة ألتفت إليها، أجده يهرب، أرى صلبه العاري، ملتصق عليه تراب، وعقاب كبريت، فأضحك عليه، أظنه خاف مني، أو غار أن أنافسه أيضا، فأشعر بأني بطل يهرب الأطفال مني، كما هرب طفل المرآة، فأشعر ببطولتي، كأن الدولاب يحاكي قلب أمي، بطلا في عينيها الأوسع من أفق الله.
من قال بأن الشمس حين تطلع من الغرب سيكون من إشراط يوم القيامة، كم أشرقت الشمس من الغرب، في دارنا، تطلع من مرآة الدولاب، ويعم الضياء الغرفة، والبرندة، تدخل الشمس عنق ضوئها من النافذة في الشتاء، فليطم الضوء المرآة الكبيرة، فينعكس على الجدار الشرقي، تشرق في الغرفة ثلاثة شموس نيرة، أحلى ما يكون، شمس من عند الشرق، وشمس من عند المرآة في الغرب، وشمس من ضلوع أمي، فيعم ضياء الحب البيت، ونرى حتى الخواطر، والأنغام، والعطور، نور على نور على نور، ولم تكن القيامة، سوى قيامة الأحياء والأشياء من سباتها، وركودها، فتلعب ذرات الغبار الماكرة في ضوء الشمس المتسلل من شقاق الشباك، تهرب، وتلف، كنجوم في فلك، دون أن تصطدم، كأن هناك ألف شرطي مرور غير مرئي، بين ذرة وأخرى، في ذلك الحيز، الأضيق من العدم.
كنت أحب شمس الدولاب، أكثر من شمس الأفق، لانها تدخل بيتنا، وتدفئ الدار، كانت هي بطانيتنا، المنسوجة من أعظم قطن في الدنى، أشعة غراء، هي بطانيتنا الأدفأ في العالم، ننام عراة في قلب الشتاء، ليلا، ويظل الدفء، الذي استودعته شمس الدولاب حوائطنا الطينية، ينفث زفيره الطيب الدافئي، في جلودنا الناعمة، فتقر عيونا، حتى أحلامنا، يرقص فيها لهب الشمس، ظلمات ثلاث، عبرتها شمس الدولاب الغربية، الليل، والحلم، والخواطر.
عيون الطفولة، حكيمة، ترى الاستحالة، الحبة قبة، لا تبخس للأشياء قدرها، عيون تتعجب من كل شئ، وتوقره، تشعره بذاته، قيل بأن التواضع، والحكمة، (أن تشعر كل ذات بنفهسا)، أهناك حكمة أعظم من عيون الأطفال، المندهشة دوما، من كل شئ، كل شئ في نظرها غريب وجديد، الأسرة، أرجلها السمينة، مثل أرجل الفيل، وحبل الغسيل، الذي يصبح شبكة كرة طائرة، أو حبل تسلق، والدولاب الضخم، أضخم كائن في البيت، فيل البيت، بل حوت البيت الازرق، ضلفاته أعجب من رفوف ألف دكان.
كتبته ، كخاطرة، خاطرة باغتني، في مقعد وثير بسيط، هادئ في نادي الجسرة، وأنا انتظر أخي صديق الغالي، تأخر،كان يركض في الكورنيش، عادة له، قلت فلأشغل نفسي بشئ جميل، وفرض الدولاب نفسه، ولم يكن معي دفتر، بل كتاب، فسطرت الوحي الذي باغتني في الكتاب، بدأت بالصفحات الفاضية الاولى، ثم الغلاف الخلفي، ثم كل صفحة فاضية، أو ربع فاضية، ووصل المدى ان كتبت في كل صفحات الكتاب، وبترقيم غريب، عكس ترقيم الكتاب الحقيقي، فقد تكون الصفحة الخامسة في الصفحة مائة وخمسين في الكتاب، وقد تكون الصفحة المائة، قبل الخامسة، مثل كتاب بورخيس السحري، الذي لا نهاية له، وبداية.
أنا أكتب، وأدون في الحكاية، عدت طفلا صغيرا، قزما يقف بخشوع أمام جبل، جبل خشبي، جبل أشم في قبة سماء الغرفة، التي كنت أرها أوسع من قلب العارفين، تلكم القلوب التي وصفها البسطامي ( لو أن الكون، وعشره أمثاله، في ركن من أركان قلب العارف لما أحس به)، تلكم غرفتنا، وذاك دولابنا البني، الأشم، كاتم الأسرار.
كان نادي الجسرة هادئا، إلا من شيوخ كبار، وهو كذلك دوما، الحضور قليل جدا، تقرفصت في احد المقاعد الوثيرة، الحمراء، وشرعت أصغى لصوت الذكريات الأقوى من رعد، وأنبل همس حنون، علو غير مؤذي لطبل القلب، فأصغيت واستمعت، وأرهفت السمع لها، حتى اني لم اسمع صوت هامس (معليش تأخرت عليك)، همس الغالي صديق، صديقب الحبيب، وقد جلس قربي، وقرب دولابي، فأخرجت ليه غيار من الدولاب، ملابس كوتها امي قبل عقود، فقد وصل متعرقا، ومتعبا، من تمارينه اليومية.
تلكم هي الطفولة، وقد تلبسني، ثم سرح الطرف في الدولاب، وأنا اشاهد الذكريات، مثل فيلم قوي الألوان، والأنوار، والروائح، يعرض في سينماء خواطري، أجمل ما يكون..
لم يكن في بالي أني أكتب رواية، مجرد خاطر عابر، قوي، لدولاب قديم، علقنا عليه صور الدحيش والنقر، وسعاد حسني، كل ضلفة تحكي زمن، وفترة، وأحلام، وأدراج أسفله فيها العجيب من أدوات البيت، مفك، شاكوش، مسمامير، حلق، كتب أدعية صغيرة، والمنجيات، كان قلبا، يطوي حب غير عادي للبيت كله، ملابسنا، المسامير، دهب أمي، ثم صورة أشعتها وقلبها الابيض (حتى في الصور) سرح الطرف في عالم الدولاب، أكثر من سبع فصول، يا حارسنا، ويا فارسنا، ويابيتنا، وملابسنا.
أتمنى أن تجدوا دولابي مرتبا، مجرد فتح ضلافته، تباغتكم رائحة البخور، واشيائكم العزيزة في انتظاركم على أحر من الجمر، فستان يحن لجلد حسناء، ورقص حفل، فانلة تحن لكرة قدم، وقلم رصاص، وبينسة صغيرة، منسية، وعطر، وصورة حبيب، وأم، ممتلكاتنا الصغيرة، الكبيرة، وأن يكون دولابكم جميعا، أسرة واحدة، نضع فيه ملابسنا، وأسرارنا، وتفاصيلنا الصغيرة الكبيرة، أسرة واحدة، الأب آدم، والأم حواء، فإن كان في أصلنا شئا نفاخر به، فالطين والماء.
وان تقفوا عند مرآته الكبيرة، والتي لو حكت، لحكت لكم جنون أخواتي، وبنات خالي، حين يخلو البيت، ورقصهن أممها، وما أصابهن من غرور، وخيلاء، وهن يشاهدن نفوسهن، الباسمة، وأجسادهن الرشيقة في أجمل شاشة عرض، في أجمل فيلم حي، ومباشر، هي مرآة الدولاب.
الجسم، أي جسم، هو دولاب من لحم، تمتلئ رفوفه بالذكريات، والاحلام والغرائز، ليته دولاب مرتب، نظيف، معطر، تعثر النفس فيه على ما تريد دون عنت، أو تأخير، هو دولاب سحري، بداخله الاستحالة، والأكسير، وخاتم المنى، مطبقة ومكوية في رف الحب، رف الجسم كله.
إلى الحبيب، محمد الربيع، الذي يعيش في المستقبل، ويأتي من هناك، ويعرف ما ستؤل له الأشياء، هناك، دوما يسخر من صغائر الحروب الآنية، التي تحاكي غبار الماضي، وليس بريق المستقبل، الذي يسكنه، فقد رأى الرواية، قرأها، هناك، حين كنت أحسبها خاطرة، ليس إلا، ربما سألني (ستجد وثيقة الارض في؟)، ربما قال لي، ربما..
وإلى الغالي، الغالي الصديق، الذي كان انتظاره مدعاة للتذكر، والكتابة..
أهدي هذه المحاولة، في الحب، ليتني أكون صادقا، فأعظم جرم، أن لا تصدق في الحب، والصدق أن تصدق في مواطن، لا ينجيك منها إلا الكذب، كما قال شيخي الجنيد، منذ قرون، وهدية الحب، هي الحب نفسه، أن تحب، تلك هي أعظم هبة في الحياة.
أخيرا، أتمنى أن تجدوا في رف القلب، أعظم فستان للحب، تلبسونه لوقائع الحياة المغنية دوما، في عرسها اليومي، الغريب، عرس الحاضر، والمستقبل، المتجدد، في كل آن، بما لذ وطاب، وعجب.
عبدالغني كرم الله
| |
|
|
|
|
|
|
|