ما زالت معالمُ الأرض كما هي . . وما زال تاجُ الصوفِّي على سِجَادةِ قَشْ . . الأشياءُ هي الأشياءْ . . لم يتغيرْ شيء . . مازالَ شبابُ الحيِّ يتسكعون في الطرقاتِ القذرة ويتلذذونَ بشربِ (السم الهاري) ليلاً ثم يقطبونَ الجبين ويطلقون آهةً طويلةً . . كأنَّ الفمَ مدخنةٌ للنارِ المشتعلةِ في الجوفِ الخاوي إلا منْ بنج الحصين المخلوط بعصير الذرة المتخمر . . مازالوا يسبون الحكومة ويشتمون المسؤولين وهم يدخنون التبغ ويُـتـَمْبكُون على شريطٍ السكة حديد . . و لا يُغَيِّرون من أنفسهم شيئا . . هذا هو سر بقاء الطغاة والظالمين.
دُنـْيا لا يـَمْـلِكُها مَنْ يـَمْـلِكُهَا . .
قالها الممثل القدير مكي سنادة في مسرحية "خطوبة سهير" . . " يا بتي حا يجي زمن تبقوا إنتو والقروش والسماحه في حته ونحن والشنا والفقر في حته تانية . . " ها نحن نعيش هذا الزمان . . فالتعليم والتداوي وكل مقومات الحياة الضرورية صارت رديفا للمال . . . وقديماً قيل: السماحه في الراحه و الأكل البَرَّاحه . . والشنا في التعب و الأكل الكعب . .
هُمْ ألْبَـسـُوكَ دَثارَ خِزٍ . .
والموظفون في الأرض يدخلون المكاتب الحكومية في التاسعة ويوقعون السابعة والنصف على دفتر الحضور . . ويخرجون في العاشرة . . و بينهما صحن البوش وكأسٌ من الشاي . . وعزاءٌ واجب بعربات الترحيل التي تترك الهواء يعبث بضلفات الشبابيك المفتوحة . . ولا إنتاج . .
ها أنا ذا أُهينُ لكَ الرضاء العَام . .
مازالت الصحفُ تكذبُ علينا " بعين قوية " . . ونحن نعلم . . ومازالت الصحافة الصفراء تتصدر شباك التذاكر . . بالإتجار بأحزان الناس وبأخبارِ الجن والقتل والإغتصاب . . رغم أننا ننام ملء الجفون . .
تـُسائلـُنِي منْ أنْتَ؟
نحنُ بـُنـَاة الإتحاد الإفريقي لكرةِ القدم . . و نحنُ غيابٌ عن كؤوسهِ . . إلا اللمم . . وفي أخبار الرياضة: (قرقريبه) المهاجم الخطير يحترف بأوروبا . . و يعجز عن تجاوز دفاع العصمة الكاملين في أول وآخر تجارب الفريق القومي استعداداً لتصفيات بطولة الأمم الأفريقية . . ويا قلبي لا تحزن.
إنتَ جـَمِـيـلْ و الجَابَكْ ليَّ زاتُو جـَمِـيلْ . .
هي عصاي . . ديوان الشاعر الجميل عبدالقادر الكتيابي . . أهداه لي أحد الأصدقاء. . من أمتع ما قرأت من الشعر . . هي دعوةُ للإبحار فيه و التعرض له . . دعوةٌ للاستمتاع بالكلمة المـُشْـبَعَة زهواً.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة