يوم الخميس الماضي وعقب مُغادرتنا للحرم المكي ونحن في طريقنا إلى المدينة المنورة، مدينة أشرف وأطهر الخلق أجمعين حبيبنا ومصطفانا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم.. زُرنا مركز وموسوعة (السلام عليك أيُّها النبي).
المركز يقع في الطريق ما بين المسجد الحرام وجبل النور ، يبدأ في قسمه الأول بالتعريف بالذات الإلهية جلا وعلا شأنه ، أسماء الله الحسنى وعدد مرات ذكرها في القرآن وتعريفها وشرحها وصفاته ودلائل عظمته كل ذلك باستخدام أحدث التقنيات في التصوير والعرض والتصميم والمُؤثِّرات الصوتية والمُجسّمات والمصنوعات والوسائل التعليميّة.
ثم يبدأ عقب ذلك عَرضٌ لتفاصيل أدق اللحظات في حياته صلى الله عليه وسلم، ملامحه، مشيته، حديثه، لونه، صوته، طوله، شعره، ملامح وجهه، ملبسه، رائحة عرقه كل شيء عنه حتى ولكأنك معه ولكأنك تراه.
ثم ينتقل إلى صفاته وما ورد من أسمائه في القرآن الكريم، وعرض لكل لحظات حياته، الأماكن التي زارها، الوديان التي نزل بها، المدن التي مَرّ بها، خارطة طريق مُتكاملة وكأنّك معه منذ ولادته وفطامه، ومرضعاته السبع وطفولته ونزول الوحي وشجرة العائلة المحمدية حتى أزواج أبناء عُمومته وأبناء أخواله وخالاته.. تلك الشجرة عرضت علينا عبر شاشات ضخمة بنظام الــ 3D مصحوباً بالمُؤثِّرات الصوتية.
أبرز ما في المركز عرض لمصنوعات توضيحية لمُقتنيات وأثاث وسلاح وأوانٍ وملابس تحاكي زمانه.. شاهدنا فيها شكل الإناء الذي يشرب منه والذي يتوضأ به والذي يستحم به.. وجميعها أوانٍ صغيرة جداً في الحجم.
الجميل في عرض المَركز لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، أنه يتحدث عن نظام الحكم الذي اتّبعه أفضل الخلق أجمعين في تأسيس الدولة وإرساء تعاليم الإسلام وتطوير أدوات الحكم وذلك بما يفوق أقوى الدراسات الاستراتيجية وأفضل القواعد السِّياسيَّة لإدارة الدول الحديثة.
الدكتور ناصر الزهراني والذي عَكَفَ على إخراج أعمال المركز بتلك الدقة مُعتمداً في ذلك على القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة كمرجعية أصيلة….. أزهق في ذلك العمل عشرات الأقلام والأوراق.. فَتَمّ التوثيق لها ووضعها في جُزءٍ من المعرض عصارة للتدقيق والحبر والورق.
خارج السور:
تَمَنّيت لو تمّ استنساخ نماذج لذلك المركز في دول أوروبا والعالم الغربي بأسره حتى نخبرهم مَن يكون المصطفى صلى الله عليه وسلم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة