تصريحات تخريبية.! رمضان الماضي، وخلال إفطار لشباب حزب المؤتمر الوطني كان نائب الرئيس السابق علي عثمان طه يمارس جرأة لم تعهدها فيه الصحافة، كان واقعياً بما يكفي، إذ قال بالحرف " ليس بمقدور الإنقاذ أن توفر "قفة الملاح" لا خلال خمس سنوات قادمة ولا خمسين سنة، حيث أن الأولوية ليست لذلك..حديث نائب الرئيس السابق كان بعد فترة وجيزة من انتخابات أبريل 2015م وكان لتوه بدأ الرئيس البشير دورته الجديدة في الرئاسة. الأسبوع الماضي، وخلال إفطار أقامه بمزرعته في سوبا، يعاود طه ذات التصريحات "الجريئة"، وبدرجة أعلى من سابقتها، إذ قال، إن انتظار توصيات الحوار أشبه بانتظار "شنطة الحاوي" التي ربما لا يخرج منها شيئا مذكورا. باختصار كأنما أراد الرجل أن يقول للملتفين حول الحوار قوموا إلى أشغالكم يرحمكم الله، ومضى في حديثه أبعد من ذلك. آلية الحوار الوطني (7+7) حملت "شنطتها" وذهبت إلى مقابلة الرئيس، أو الأصح، الرئيس طلب مقابلتها، وخرجت الآلية "غانمة" بموعد السادس من أغسطس لانعقاد الجمعية العمومية، ثم "غنمت" مرة ثانية، إذ اشتكت الآلية النائب الأول السابق إلى رئيسه، أحد أعضاء الآلية تحدث إلى الإعلام عقب لقائهم الرئيس أنهم أبلغوا الرئيس احتجاجهم على تصريحات طه "السالبة" وتابع العضو، أن علي عثمان لا قيمة له عندنا وأن الرجل يبحث عن دور!! صحيح، يبدو غريباً، أن يُصرح من هم جزء من الحوار ضد الحوار، لكن هذا هو ظاهر الأشياء..لكن باطنها يبدو غير ذلك، وهذا بدوره يطرح سؤالاً، ماذا يريد علي عثمان الذي كان أحد المؤيدين بشدة لترشح البشير لدورة رئاسية ثالثة، أي كان الرجل ضد ترفيع قيادات بديلة حتى وإن كان هو..تصريحات طه التي تتزامن مع كل رمضان وتسير باتجاه عكس الريح الرسمية من العسير جداً أن تُفسر باتجاه نقد التجربة أو الإصلاح، فالرجل الذي عُرف عنه على الدوام الصمت حيال المواقف الكبيرة لا يمكن فهم تصريحاته في سياق النقد الذاتي حتى وإن قال إن لليسار إشرقات. خلال فترات متقاربة، طه تحمل عبئاً ثقيلا جراء تصريحاته الشهيرة "Shoot to kill" عقب انفصال جنوب السودان، ثم زاد عبئه خلال احتجاجات سبتمبر 2013م، حيث حرض الأجهزة الأمنية أن تضرب بيد من حديد، والإشارة إلى المتظاهرين..ثم مارس ما وصفه أمين حسن عمر "إكراه معنوي" لعضوية حزب المؤتمر الوطني خلال المؤتمر العام الذي اختار البشير رئيسا للحزب ومرشحا لرئاسة الجمهورية..السؤال، ماذا يريد طه؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة