هل انتهت العلاقة بين واشنطن والرياض لصالح طهران عقب قانون "جاستا"؟ تاريخ النشر:09.10.2016 | 12:00 GMT | آخر تحديث:09.10.2016 | 12:30 GMT | أخبار العالم
بعد 7 عقود على التحالف التاريخي بين واشنطن والرياض، تنتهي تلك المسيرة بضربة مزدوجة أمريكية لصالح ظهور قوة إقليمية يجري الترتيب لها في الوقت الحالي على حساب كلا الدولتين.
وجاء ذلك خصوصا عقب تبني الكونغرس الأمريكي قانون "Justice Against Sponsors of Terrorism Act" (العدالة ضد رعاة الإرهاب) المعروف باسم "جاستا".
فبعد التوصل إلى الاتفاق النووي مع إيران، وغضب الرياض إزاء ذلك الاتفاق الخديعة الذي تم وراء ظهر حلفاء واشنطن من دول الخليج، وتصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن "حلفاء الانتفاع المجاني" وصولاً إلى تلويح الرياض بسحب صناديقها السيادية من الولايات المتحدة والتي تقدر بـ 750 مليار دولار، ناهيك عن أصول أخرى تمتلكها المملكة، صوّت الكونغرس الأمريكي قبل أيام بأغلبية ساحقة لإلغاء أول فيتو رئاسي منذ تولي الرئيس أوباما منصبه، على قانون "العدالة ضد رعاة الإرهاب" أو"جاستا" الذي يسمح لعائلات الضحايا الذين قتلوا في هجمات 11 سبتمبر 2001 برفع دعوى قضائية ضد المملكة.
ولعل المفارقة التي تمت خلال نفس الأسبوع هي السماح ببيع أسلحة للسعودية بقيمة 1.2 مليار دولار، وتبني قرار إدانة الرياض.
وبالعودة الى سياسة اللعب على وترين التي تتبناها واشنطن، فقد أكد دينيس روس وهو عضو في "معهد واشنطن لسياسية الشرق الأدنى" ومساعد خاص سابق للرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال الربع قرن الماضي أن هناك تحديات بالجملة تواجه الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط.
وأضاف: "إن الإدارات الأمريكية السابقة تعاملت مع أزمة واحدة في آن واحد في الشرق الأوسط. أما اليوم، فقد اندلعت مجموعة غير مسبوقة من الأزمات في كافة أنحاء المنطقة، وقد تشكّل كل واحدة منها بمفردها تحديا كبيرا للولايات المتحدة، وعلى إداراتها أن تتعامل مع قضايا بالجملة في آن معا".
ويرى روس أن الأمر المقلق هو "تعرّض نظام الدول الشرق أوسطية إلى الانتهاك. فإذا فشلت هذه الدول، سيتم ملء الفراغ الناتج عن ذلك من قبل مجموعة متنوعة من الجهات الفاعلة من غير الدول".
ويتبنى روس مقولة مشهورة يعيدها دوما في لقاءاته وتصريحاته هي: "إن الولايات المتحدة لن تتخلّى عن الشرق الأوسط في أي وقت قريب بل ينبغي على الإدارات الأمريكية المستقبلية طمأنة الحلفاء الإقليميين بأنّ هناك مزايا لمصادقة الولايات المتحدة - كما أن هناك عواقب لمعاداتها".
ويرى بعض المحللين هنا أن ما يجري في المنطقة يثير غضب الرياض وإيران لأنهما لا تريدان رؤية نفسيهما محاطتين بمزيد من نفوذ الدولة الأخرى.
من وراء سوء الفهم بين الرياض وطهران؟
أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة (5+1) قد أصبح إنجازا تاريخيا لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وأنه قد أتاح الفرصة لطهران للبدء بعلاقة أوسع مع القوى العظمى في العالم، ومحاولة إعادة إدماج البلاد في النظام الاقتصادي والسياسي العالمي مع قيامها (إيران) بالمضي قدما في استراتيجية مواجهة الغرب في سوريا، ولبنان، والعراق، واليمن وأماكن أخرى.
وهنا لا بد من توضيح أن هناك سياسة عامة تحكم علاقة الدول الكبرى بالدول الإقليمية؛ لذلك هناك سبب مقصود لإدامة الصراع السعودي الإيراني في الشرق الأوسط.. ووفق معهد "بروكينج"، فإن واشنطن ما عادت بحاجة للطاقة الهيدروكربونية السعودية نظراً لأنه:
أولاً: استقلال الولايات المتحدة في مجال الطاقة أصبح قاب قوسين أو أدنى ولم يعد الاعتماد على النفط السعودي متحكماً، بعد أن شهدت واردات الولايات المتحدة من النفط تناقصا بنسبة 50% منذ 12 عاما، ويرجع ذلك إلى زيادة إنتاج مصادر الطاقة مثل الغاز والفحم الحجري والصخر الزيتي على أراضيها، ما مكنها من الاستغناء عن الاستيراد من دول الخليج بشكل جزئي وأعلنت أنه من المتوقع أن تتوقف عن استيراد النفط بحلول 2020، وفق مجلة "نيوزويك".
ثانياً: بعد أن تخرج إيران من كبوتها الاقتصادية عقب حصار زاد عن 40 عاماً ستستطيع أن تمثل توازناً استراتيجياً للولايات المتحدة في المنطقة في مجال الطاقة، حيث تمتلك ثاني أكبر احتياطي من الغاز في العالم، ما معناه أنها ستؤمن بديلاً جاهزاً للطاقة، ما سيحد من قدرات الخليج وانفراده في المنطقة، التي ستصبح بزعامتين تمكنان الولايات المتحدة من اللعب على وتر العصا والجزرة مع كليهما.
ثالثاً: الولايات المتحدة باتت ترى الإسلام الوهابي الذي تقوده الرياض أخطر عليها مما تمثله إيران دينيا، وفق موقع "فايس" الأمريكي.
ويعضد هذه الفرضية ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بأن الاتفاق النووي الإيراني تسبب فيما وصفته الصحيفة بالعراك وراء الكواليس بين الولايات المتحدة من جهة وإسرائيل والسعودية من جهة أخرى، حيث اعتبرت الصحيفة الأخيرتين هما البلدان الأكثر تضرراً من وراء ذلك الاتفاق بين الغرب وإيران. من ناحية ثانية، كشفت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، أن الرياض بدأت عدة مفاوضات مع مؤسسات مالية دولية لغرض بيع سنداتها وذلك بعد مرور أقل من أسبوع على إصدار قانون "جاستا".
وما يثير الاهتمام هو تبادل الأدوار بين السياسيين والعسكريين الأمريكيين فيما يتعلق بقانون "جاستا". فقد علًق المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست على تصويت مجلس الشيوخ ضد فيتو أوباما بقوله إنه "الشيء الأكثر إحراجاً الذي فعله مجلس الشيوخ منذ عام 1983".
ورد مدير الـ "CIA"، جون برينان، على تجاوز الفيتو الرئاسي بالقول: "كل مسؤولي الأمن القومي في هذه الحكومة يقدرون مدى خطورة هذا التشريع على مصالح أمننا القومي ويعرفون كيف سيؤثر عليها سلبياً".
وبالمقابل، أكد رئيس مجلس النواب الأميركي بول ريان أن "هناك طريقة يمكننا بها إصلاح القانون حتى لا تواجه قواتنا مشكلات قانونية في الخارج ونحافظ في الوقت نفسه على حقوق ضحايا هجمات 11 سبتمبر".
شهاب المكاحله - واشنطن
ــــــــــ من موقع روسيا اليوم
10-09-2016, 02:22 PM
Yasir Elsharif
Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 50065
تاريخ 29.09.2016 "العدالة ضد رعاة الإرهاب".. طلاق كاثوليكي بين الرياض وواشنطن؟ بعد أن عطل الكونغرس الأمريكي "فيتو" الرئيس أوباما على قانون "العدالة ضد رعاة الإرهاب" قالت السعودية أنه "طعنة في الظهر"، بينما حذر الخبراء من مغبة تقليص التعاون الاستخباري بين البلدين. قد تعمد السعودية إلى تقليص تعاونها مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، بعد إقرار الكونغرس الأمريكي قانونا يتيح لأقارب ضحايا اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر مقاضاة المملكة، وهو ما تراه الرياض بمثابة "طعنة في الظهر"، بحسب محللين. وأقر الكونغرس الأربعاء قانون "العدالة ضد رعاة الأعمال الإرهابية" (جاستا)، معطلاً بذلك "فيتو" الرئيس باراك أوباما الذي سبق له رفض القانون على خلفية أنه قد يشكل خطراً على الأمن القومي الأمريكي. وعلى رغم أن علاقات البلدين شابها فتور متزايد منذ وصول أوباما إلى الحكم مطلع 2009، إلا أن التعاون في مجال مكافحة الإرهاب لم يتأثر بحرارة العلاقة السياسية. وتشارك السعودية منذ صيف 2014، في التحالف الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم "داعش". ويقول رئيس لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأمريكية سلمان الانصاري لوكالة فرانس برس إن "هذه الشراكة ساهمت في تزويد السلطات الأمريكية بمعلومات استخبارية دقيقة"، مبدياً خشيته من أن تكون للقانون الجديد "انعكاسات إستراتيجية سلبية". ويتيح القانون للناجين من أحداث نيويورك وواشنطن 2001 وأقارب الذين قضوا فيها، التقدم بدعاوى قضائية في المحاكم الأمريكية ضد حكومات أجنبية للمطالبة بتعويضات، في حال ثبوت تورط هذه الحكومات في الاعتداءات التي راح ضحيتها زهاء ثلاثة آلاف شخص. ونفت الرياض أي دور لها في الهجمات. كما لم تثبت التحقيقات الأمريكية التي وجهت الاتهام لتنظيم القاعدة، أي ضلوع رسمي سعودي. إلا أن 15 شخصاً من أصل 19 خطفوا الطائرات التي نفذت بها الهجمات في نيويورك وواشنطن، كانوا سعوديين. علاقات وثيقة وجمعت بين واشنطن والرياض منذ عقود علاقات وثيقة قوامها النفط والتسليح والأمن. إلا أن هذه الروابط شهدت محطات تباين خلال عهد أوباما، خصوصا مع تقارب واشنطن وإيران في ظل الاتفاق حول الملف النووي للجمهورية الإسلامية مع الدول الكبرى. ويعد القانون الجديد الذي عارضه أوباما بشدة واستخدم حق النقض "الفيتو" ضده، من الخطوات الأمريكية النادرة ضد السعودية. ويرى المحللون أن التعاون الأمني قد يصبح موضع شك، إضافة إلى مجالات تعاون أخرى أبرزها المالي والاقتصادي.
ويوضح الانصاري بالقول: "السعودية طعنت في الظهر من خلال هذا القانون غير المدروس وغير الواقعي"، سائلاً "كيف يمكنك مقاضاة بلد يتعاون وإياك في مجال، هو نفسه الذي توجه له فيه اتهامات غير مسندة؟". وبحسب المستشار الأول مدير برنامج الأمن والدفاع ودراسات مكافحة الإرهاب في مركز الخليج للأبحاث مصطفى العاني، فإن على السعودية "تقليص الاستثمارات المالية في الولايات المتحدة، وتقليص التعاون السياسي والأمني" مع واشنطن. وكانت تقارير صحافية قد أشارت سابقاً إلى أن السعودية لوحت بسحب مليارات الدولارات من الاستثمارات في الولايات المتحدة في حال إقرار القانون، على رغم أن مسؤولين سعوديين قللوا من أهمية هذه التقارير. ويرى الصحافي والمحلل السعودي جمال خاشقجي أنه "سيكون صعباً جداً على المملكة العربية السعودية أن تواصل التعاون الاستخباري" مع الولايات المتحدة بعد أن اتخذت الأخيرة "موقفاً عدائياً كهذا". ويضيف أن المسؤولين السعوديين قد يكونون في خضم إجراء مناقشات حول رد فعلهم "أو سينتظرون إلى أن يتم تقديم الدعوى الأولى". إلا أن المعلق السعودي يشدد على وجوب التروي في أي خطوة. ويضيف في هذا السياق: "من المهم أن يكون الأمريكيون إلى جانبنا" لمواجهة أزمات المنطقة، خصوصاً في سوريا واليمن، والخصم الإقليمي الأبرز إيران. إعادة تقييم داخلية ويأتي القانون الأمريكي في وقت تواجه السعودية انتقادات متزايدة، بعضها من واشنطن، على خلفية ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين للنزاع في اليمن، حيث تقود منذ آذار/ مارس 2015 تحالفاً عسكرياً داعماً للحكومة في مواجهة المتمردين.
ويرى خاشقجي أن على الرياض إجراء إعادة تقييم "في الداخل" لإزالة الأسباب التي قد تكون أدت لنيل القانون تأييداً واسعاً في الكونغرس. وكان أوباما استخدم الجمعة حق النقض "الفيتو" ضد القانون الذي اقره الكونغرس في وقت سابق. إلا أن مجلسي الشيوخ والنواب أعادا التصويت الأربعاء، فأيد 348 نائباً تعطيل الفيتو الرئاسي في مقابل 77. وفي مجلس الشيوخ، أيد التعطيل 97 سناتوراً من 98. وندد أوباما بالقرار "الخاطئ" للكونغرس، مؤكداً في تصريحات صحافية أن ما جرى هو "تصويت سياسي"، وأن القانون "يخلق سابقة خطيرة". وتعتبر الإدارة الأمريكية أن القانون من شأنه أن يقوض مبدأ الحصانة التي تحمي الدول (ودبلوماسييها) من الملاحقات القانونية، وقد يعرض الولايات المتحدة لدعاوى قضائية أمام المحاكم في كل أنحاء العالم. وسبق لدول خليجية أن أعربت عن قلقها من احتمال إصدار القانون. وحذر وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد في وقت سابق هذا الشهر، من أن قوانين مماثلة "ستؤثر سلباً على الجهود الدولية والتعاون الدولي لمكافحة الإرهاب".
وغداة إصداره، حذرت البحرين في تصريحات لوزير خارجيتها الخميس، من أن إقرار القانون سيرتد على واشنطن نفسها. وقال وزير خارجية البحرين خالد بن احمد الخليفة في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، إن "#قانون_جاستا، سهم أطلقه الكونغرس الامريكي على بلاده"، مضيفاً "أليس منكم رجل رشيد؟". وعلى رغم هذه المواقف، بدا المحللون أكثر تروياً لجهة الموقف الذي قد تتخذه السعودية، وما إذا كانت الرياض ستتخذ إجراءات قد تهدد علاقات بهذا القدم مع واشنطن. ويقول العاني "ليس من السهل القيام بعملية استدارة". ع.غ/ ح.ع.ح (DW، وكالات) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في صور: العلاقات الأمريكية السعودية على محك قانون "رعاة الإرهاب" شكلت أحداث الحادي عشرة من سبتمبر/ أيلول شرخا في العلاقات الأمريكية السعودية ليس فقط بحكم تواجد العديد من السعوديين ضمن الانتحاريين ولكن أيضا بسبب شبهات حول تمويل جهات سعودية للإرهاب. ـــــــــــــــــ صور انهيار برج التجارة العالمية سيظل راسخا في الذاكرة الأمريكية. ــــــــــــــــــ 15 شخصا من الـ19 الذين نفذوا الاعتداءات يحملون الجنسية السعودية. ــــــــــــــــــــ أسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة والعقل المدبر لاعتداءات 11 ايلول/ سبتمبر وعددا من الاعتداءات الإرهابية الأخرى أسقطت عنه الجنسية السعودية..إلا أن صناع القرار في الغرب يرون أن المذهب الوهابي المتشدد في السعودية مسؤول لحد كبير في تفريخ الإرهاب في العالم. ـــــــــــــــــــــ المصالح الاستراتجية المشتركة بين الرياض وواشنطن جعلت الحليفين يحافظان على شعرة معاوية في أحلك الفترات. ـــــــــــــــــــ مع إدارة باراك أوباما طرأت تحولات في السياسة الخارجية الأمريكية التي جعلت من آسيا مركز ثقلها الأساسي، كما سارعت في حل مشكل الملف النووي الإيراني، وهو ما ترى السعودية ودول الخليج أنه تم على حسابها. ــــــــــــــــــــــ نددت السعودية وحلفاؤها بمشروع قانون "رعاة الإرهاب" محذرة من أنه قد يذكي عدم الاستقرار والتطرف. ــــــــــــــــــــ البيت الأبيض أكد أن الرئيس باراك أوباما سيستخدم حق النقض "الفيتو" ضد قانون "العدالة ضد رعاة الإرهاب". [بالفعل استخدمه] ولكن حتى وإن استخدم أوباما هذا الحق فإن هذا لا يعني تلقائيا أن القانون لن يرى النور، إذ يمكن للكونغرس ان يتخطى الفيتو الرئاسي إذا ما تمكن من حشد أغلبية ثلثي أعضاء المجلس.[بالفعل أسقط الكونغرس بمجلسيه فيتو الرئيس]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة