نهار يوم أمس وعقب خُروجه من الجامع الكبير ، تَوجّه شابٌ سُوداني إلى ميدان أبو جنزير وأضرم النار في جسده بغية الانتحار.. النار التهمت جسده بالكامل لدرجة تفحم أجزاء منه ، قبل أن يُحاول مُواطنٌ قريبٌ منه إنقاذه برشِّه بالتراب.
لم تكن حادثة هذا الشاب الأولى، بل سَبقتها قبل فترة مُحاولة أب الانتحار على بوابة ديوان الزكاة بمنطقة الكلاكلة قبل أن يهب المُواطنون لإنقاذه ، ورغم أنّ التفسيرات وقتها كانت تتحدّث عن حاجة الرجل لمال لعلاج ابنته، إلاّ أنّ هناك رواية (جات من وين) عليمها الله، كانت تتحدّث عن أنّ الرجل مُصابٌ بمرض نفسي..
نتوقع أيضاً أن يخرج غداً تصريح بأن الشاب انتقل الى رحمة مولاه بعد فشل الجهود المبذولة لأنقاذه وأن حروقه من الدرجة الاولى وانه يُعاني من مرض نفسي.
الشاهد في الأمر أنّ الشاب خَرَجَ من المسجد، وأن إحدى يديه مازال بها (كانيولا) (فراشة الدرب) بمعنى أنه كان مريضاً أو أنه يتلقى العلاج.
لن نتحدّث عن أسعار العلاج ، فالجميع يعلمها.. ولن نُفصِّل في الأوضاع الاقتصادية والتي يعلمها القاصي والداني.. ولكن ما ينبغي الوقوف عنده ارتفاع نسبة الاكتئاب عند الشعب السوداني..!
نعم ليست لدينا أرقام محددة عن عدد المُصابين بمرض الاكتئاب والذي يفضي إلى اليأس والإحباط ومن ثَمّ الجنون أو الانتحار....... ولكننا نعلم جَيِّداً أنّ مُستشفيات الأمراض العقلية تُعاني من نَقصٍ حَادٍ في الأسِرّة وتشكو لطوب الأرض من الأعداد الكبيرة للمَجانين والتي لا تناسب قُدرتها الاستيعابية.
كما أنّ عيادات الأطباء النفسانيين أصبحت تشهد قبولاً وازدحاماً غير مسبوق، أضف إلى ذلك الشوارع والتي أصبحت مكتظة بالمجانين بصُورة مُلفتة.
حتى المُواطنين والذين لم يصلوا مرحلة الجنون تجد الكثيرين منهم يسيرون وهم يُحدِّثون أنفسهم وآخرين يسيرون من غير هدى..!
يبقى الفرق مرحلة اليأس وحدة الاكتئاب، منهم من يحرق نفسه ومنهم من يحترق من دون وقود..!
خارج السور:
حين أحرق بُوعزيزي نفسه خرجت تونس عن بكرة أبيها تنتصر لذلك الجسد المحروق..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة