10 كُلَّما لمعَ نصلٌ في يدِي أغمدهُ في قلبِي المُشرّعِ وأدِبُ نحو الموتِ المُشاعِ بنبضٍ أعرجٍ.
11 أعلى عِطرٍ لا يرعَى سوى في سُفُوحِكَ تُقِمْ علينا حدّ الرّجمِ بالزّجرِ بالتّكبُّرِ بالنِّسيانِ. غير أنّا إن نظرتَ بفحوى العِطرِ، عِطرُكَ ستلقى نقشَ وُرُودِنا في متنِهِ في الحوصلةِ والسّلالِمِ والخفقِ واﻷلحان. فأطوِ بقلبِكَ خريرَهُ وأعِدْ للزّمانِ رجفتَهُ فالطّنِينُ في أُذنيكَ بِكَ لا يُترِعُ الرُّوحَ، رُوحُكَ بِمِلءِ الكفِّ أكفان.
12 سأحبِسُ هذه العِبارةَ بين قوسي الإِطلاقِ والزّجرِ وإن تململتْ فكّتْ إزارَها وفعلتْ بالقوسينِ ما عنّ لها .....
13 مجاهِيلٌ مِدرارةٌ إلى نجلاء عثمان التوم (1) أمِن اِتِّجاهٍ عصِيٍّ أخضرُ السِّماتِ بِبِطاقتينِ من التّوافُقِ والحُلُولِ في الشّفقِ صاعِدانِ بِمهارةِ الخلخلةِ إلى اِتِّكاءِ الرّحِيقِ في مُخيّلةِ الحريقِ يتجشّمُ وردُكِ اللّيلكِيِّ اِنتِباهَ الخطفِ من المساقاتِ الغائِبةِ يُفجِّرُ المُواراةَ في قِطافِ العِنبِ وأعنِي رقصةَ الحُتُوفِ للحُرُوفِ جوابةُ الخيلِ في القلبِ تُعبِّئُهُ بخربشاتِ أصابِعِها المُبصِرةُ! (2) اللّيلُ هُنا والنِّيلُ واﻷُغنيّاتُ والعِشقُ المُتلألِئُ خمراً وأمراً ووشلاً وأصواتُ أُنسٍ وحفِيفُ قُبلٍ ووسائِدُ نبضٍ وحدائِقُ غُلْبا واللّيلُ هُنا لا ليلَ فيهِ مُرُوقُ المُرُوقِ لكُلِّ ضوءٍ في الخبايا هسهسةُ العارِفين التُّقاة ألحانُ وصلٍ… واللّيلُ والليلُ هُنا نبيذُكِ المُعتّقُ وشِباكُ اِشتِباكِكِ آهاتُ المسافاتِ. (3) سوّتْ نُجُومٌ في المداراتِ من هيئةِ الإِيقاعِ رسمتْ في نباتِ اﻷرضِ بخُيُوطِ ضوءٍ ماكِثٍ شُعبَ الرُّؤى واختصّنا بالدِّفءِ يقينِ ورودِنا في قامةِ الوقعِ اِنتبذنا بالسّوسنِ الرّيّانِ أقصى مَنزِلٍ حتى تعرّتْ أمنيّاتُ العِطرِ فينا للخرائِطِ الكُبرى وأهدتنا السُّبُلَ من مشى أو تمهّلَ في اِقتِيادِ الخطُوِ أو تبعثرَ في مشِيئةِ زهرِهِ أو آثرَ التّوزِيعَ للحظاتِ في قُبلاتِ سُكرٍ وافتِتانٍ.. ها إن في شجنِ النّدى خبطٌ طفِيفٌ يتّصِلُ ليصعدَ التّيارُ والجسدُ اِختِبارٌ. (4) لا شيءَ يستدعِي أن يظلَّ الخَفرُ في كفٍّ يُوزِّعُهُ على من شاءَ من ماءٍ وركضٍ. (5) لِتُغادِرَ اﻷشلاءُ التّجمهُرَ في فضاءٍ ليس لها لتُجرِّبَ الهرولةَ في شطِّ الصّبابةِ والِالتِهاء. (6) واللّحظةُ المُدماةُ بأمسِها المُنسلةُ من رحِمِهِ اللّحظةُ المُتخيّلةُ في خَرزِ اﻷحلامِ ورملِها التي بُذِرتْ من الكشطِ المُتّصِلِ ﻹبحارِ الرّيحِ بالتّيّارِ اللّحظةُ التي جمعتها قُلُوبٌ مُثقبةً بالهِياجِ وعلى ملامِحِها أقصدُ إلى عُيُونِها على وجهِ التّعيينِ قفزتْ من كُلِّ كُلٍّ أكاليلُهُ واكتملتْ فالنّبضُ فاﻹقدامُ فالقدرُ الرّفِيعُ اللّحظةُ الآتيةُ بالرُّواءِ. (7) فأين الدّربُ الذي ميّعَ الماءُ زهوَهُ وشُجُونَهُ وضرباتَهُ المُنضبطِةِ على أكتافِ العُشّاقِ؟ أين الوُسعُ الشّاسِعُ للاِحتِراقِ رِفقةُ النّدى شلالُ المشاعِرِ الذي يبرُقُ في الصّمتِ والكلامِ؟ أين أصابِعُ البرقِ التي لكم نقرتْ على الرُّوحِ فدوّى بأرجائِها الرّحِبةِ وقعٌ ووقعٌ ووقعُ؟ أين الاِكتِفاءُ الذي كان مُكتفِياً بأريجِنا المُقدّسِ وأعنِي رياحَ اليقِين/زُهدُ العارِفِينَ؟ أ ي ن؟ (8) أمِنِ اِتِّجاهٍ… …….. ….. …… …… أمِنْ حنِينٍ لابِثٍ هشّ الشُّرفاتِ يُؤسِّسُ في شِغافِ الرُّوحِ كي يعتدَّ بالغُصُونِ الخضراءِ للبيتِ والزّيتِ وزادِ الصُّعُودِ والاِنسِكابِ والصّمتِ… جادتْ مجاهِيلُ تحرُثُ اليمَّ بمحوِ ما يُرعى باﻷخيلةِ فاِنزلقَ المِفتاحُ أشهرَ البابَ؟
14 كُنْ أنت ــــــــــــ أنظُرُ بمحبّةٍ فياضةٍ إلى صدِيقِي في صمتِهِ الأبدِيِّ لم يقُلْ شيئاً مُنذُ أن عرفتَهُ، ولا أذكُرُ كيفَ عرفتَهُ كان يشِيرُ فحسبَ إلى ناحِيةٍ واحِدةٍ تلك النّاحِيةُ هي مدِينتُهُ وقِبلتُهُ ومحطُّ قلبِهِ فتاةٌ في صُورةٍ مطمُوسةِ المعالِمِ لا يتّضِحُ منها بشكلٍ جليٍّ غير نهديها النّافِرينِ وثمة فصدٌ صغِيرٌ أعلى وجهها لا أعرِفُ إن كان أثرَ الزّمنِ على الصُّورةِ أم هو حقيقِي لا تفلحُ أعتى المُحاولاتُ لِثنيهِ عن الصّمتِ هو يسِّرُّ إليّ فقط بإِشاراتِهِ المُبهمةِ هذه جميعها عِندِي كانت تعنِي أنهُ مُمزّقُ القلبِ مُحطّمَهُ من صاحِبةِ هذه الصُّورةِ كيف، ولم، لا أعرِفُ، ولم أعرِفْ أبداً سألتُ عنها فلم ألقَ لها خَبراً لا أحدَ يعرِفُها ولا هي واحِدةٌ من بناتِ هذه القريةِ أعيتْ أسرتهُ الحِيلةُ ولم تفلحْ في شيءٍ معهُ عرضتُ عليه أن نُسافِرَ معاً إلى مدينةٍ بعِيدةٍ وخرجنا والصّمتُ ثالِثُنا حين نزلنا بالمدِينةِ دبّتْ في أوصالِهِ الحياةُ وأحسستَهُ يكادُ ينطِقُ لكن الكلِماتَ تضِيعُ من فمِهِ مشينا قليلاً في دُرُوبِ المدينةِ فألفيتُهُ يعرِفُ شُوارِعَها جيداً يمشِي أمامِي في كثيرٍ من الأحيانِ ثم يعُودُ للتقهقُرِ خلفِي والاِنزِواءِ هُناك نُقطةٌ مُحدّدةٌ لما بلغناها وجدتهُ مُتقهقراً أكثر من ذي قبل ودلّتْ ملامِحُهُ على أنه سيفِرُّ عائِداً إلى حيث اِبتدأنا لكني أمسكتُ بيدِهِ ومشينا ........ 5/4/2016م
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة