11:27 PM April, 13 2017 سودانيز اون لاين Asim Ali- مكتبتى رابط مختصربقلم : د. غادة عامرلا بد أن نعترف جميعا أن الطاقة النووية أداة مهمة لتحقيق التنمية والتقدم للأجيال الحالية والمستقبلية، خاصة في ضوء الدراسات والتوقعات بتزايد أعداد السكان عالمياً وتسارع عمليات النمو خاصة في الدول النامية، حيث إنه من المتوقع أن يزداد الطلب العالمي على الطاقة بحلول عام 2030 بنسبة 60٪ ، وهذا ما أكده التقرير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة لمنظمة التعاون والتنمية، حيث أشار التقرير أن الطاقة النووية سوف تحظى بالاهتمام الأكبر خلال العقود القادمة، نظرا لتفاقم المشكلات البيئية المصاحبة للوقود الأحفوري، كما أكد التقرير أن مسألة الاستخدام السلمي للطاقة النووية تستحوذ على اهتمام متنامٍ في كل دول العالم تقريباً، وأنها ستكون هي الخيار شبه الوحيد لتوفير مصدر دائم ومستقر وأمن للطاقة، يضمن استمرار عملية التنمية.كما أنه وعلى عكس الوقود الأحفوري، وهو وقود ناضب (مهما تفاءلت التوقعات بشأن احتياطاته)، فإن الوقود النووي وتحديداً اليورانيوم يتوافر بوفرة (وفقاً للكميات المكتشفة حالياً) وقادر على تغذية المحطات القادمة لمدة تزيد على 250 عاماً على الأقل، فهو متوافر في الطبيعة بكميات أكبر من الفضة. كما أن الدراسات العلمية أثبتت أنه يمكن استخراج اليورانيوم بكميات كبيرة من الفوسفات. بل أثبتت دراسات الوكالة الدولية إلى أنه يمكن استخراج الوقود النووي من مياه البحر. وبالتالي ليست هناك مشكلة في الوقود النووي، هذا على خلاف الوقود الأحفوري. كما أنه يتوقع مع الأجيال القادمة من المفاعلات أن يتم تعظيم القيمة المضافة من اليورانيوم المستهلك بحيث يمكن استخدامه لأكثر من مرة، وكل هذا ينعكس على التكلفة وعلى العائد على الاستثمار في هذه الصناعة ومن ثم قدرتها التنافسية.ورغم أن دول منظمة التعاون والتنمية OECD تشكل اللاعب الأكبر في عالم هذه الصناعة، فهي أكبر منتج وأكبر مستهلك للكهرباء المولدة نووياً. ففرنسا مثلا تعد أكبر دول العالم اعتماداً على المصدر النووي في توليد الكهرباء، إذ يوفر حوالي 80% من احتياجاتها من الكهرباء.إلا أنه ـ خلال الأعوام الثلاث الماضية ـ بدأت هذه الصناعة تحظى باهتمام أكبر من قبل الدول النامية، خاصة الصين والهند و كوريا و باكستان، حيث إن أكثر من ثلثي المحطات قيد الإنشاء توجد في الدول النامية وهناك العديد من الدول النامية التي أصبحت ذات سبق في عالم هذه الصناعة، ويكفي الإشارة إلى أنه وفقاً لبيانات الوكالة الدولية للطاقة أن 7 من بين أفضل 13 مفاعل نووي على مستوى العالم توجد في كوريا الجنوبية. فقد حققت كوريا الجنوبية تقدماً كبيراً في هذه الصناعة، ولديها بناء مؤسسي وتعليمي وتدريبي مؤهل وعلى استعداد لتقديم خدماته للدول الساعية للدخول في عالم هذه الصناعة. وعليه، تتوقع كل الدراسات بأن تكون هذه الدول هي اللاعب الأكبر في عالم هذه الصناعة خلال القرن الجاري، لأنها مرشحة لأن تصبح أكبر مستهلك للطاقة خلال العقود القادمة لتغذية عملية التنمية والتطور السكاني والعمراني.لقد باتت هذه الصناعة أكثر نضجاً وتطوراً بحيث توافرت لها اعتبارات التميز والتنافسية أمام صناعات التوليد التقليدية. فالدول ذات التاريخ في هذه الصناعة وبدعم من الوكالة الدولية للطاقة تسعى حالياً لتطوير الجيل الرابع من المفاعلات النووية، والذي يتوقع له أن يكون أقل تكلفة في إنشائه وأكثر أماناً وأكثر اقتصادية في استخدام اليورانيوم، بحيث يمكن استخدامه أكثر من مرة. كما أن تطور تقنيات هذه الصناعة سيقود إلى إطالة أعمارالمفاعلات إلى 80 أو 100 عام، وكل هذه التحولات ستنعكس في النهاية على تكلفة الكهرباء، وكذلك على جاذبية هذه الصناعة للاستثمار الخاص.وبالنسبة للمخلفات النووية، فقد تطورت تقنيات معالجة وحفظ المخلفات النووية إلى حد كبير، و للأمان وعلى مدى أكثر من عقدين تحديدا منذ حادثة تشير نوبل (التي كان سببها أن تصميم تشيرنوبل ومعايير الأمان فيه كانت متواضعة للغاية) شهدت تقنيات أمن وأمان المفاعلات تطورات كبيرة. ودليل ذلك أن الدول التي تستخدمه دول تخاف على أمنها أكثر من الدول التي لا تستخدم الطاقة النووية.وفقط للعلم قدكانت مصر من أولى الدول النامية التي عرفت الطاقة النووية حيث بدأ التفكير في استخدامها عام 1954 حيث بدأ البرنامج النووي المصري كمشروع في نفس الوقت الذي بدأت فيه الهند مشروعها النووي، وكان المشروعان المصري والهندي بمثابة توأمين ترعاهما علاقة وثيقة ربطت بين جمال عبد الناصر ونهرو، لكن للأسف أخفقت مصر ونجحت الهند، التي تستطيع الآن تصنيع محطة نووية بأكملها دون حاجة إلي أي خبرة خارجية، كما تمتلك ما يزيد على 30 قنبلة نووية د غادة محمد عامر نائب الرئيس التنفيذي للمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا وأستاذة الهندسة الكهربائية جامعه بنها
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة