|
|
|
 Re: الهوية ذلك الكائن الهلامي الغامض (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
و الآن مدفوعا باحساسي بالتقصير في معرفتي الحقة بادوارد سعيد ككاتب و مفكر و مثقف من طراز عالمي و فريد .و لأن اكتشف الكم الكبير من الكتابات التي كتبها في مجالات
تتعلق بالاستشراق و بالمثقف و بالهوية و بالاستعمار و ما بعد الاستعمار في توليفة من المفاهيم العابرة للتخصصات الاكاديمية و الجامعة للعديد من الأفكار و المفاهيم و التي استقالها
من تخصصه في النقد الأدبي و من قراءاته العديدة و من التزامه كمثقف مشرقي و عربي تعرض للنفي و الغربة . و التي وضعت مساهمته الغزيرة في مصاف كتاب و مفكرين كبار
كتبوا في مجالات الثقافة و ما بعد الاستعمار و بخاصة فانون و هومي باب و غيرهم.
لذا فإن معرفتي المتأخرة به جعلتني أحاول قراءة فانون من جديد و هو الذي كان كنت لكتاباته تأثيرا كبيرا في أفكار إدوارد سعيد .و الآن احاول قراءة السيرة الذاتية لادوارد سعيد
في كتابه(خارج المكان) لأنه قد يكون المفتاح لفهم التاثيرات التي قادت به لأن يلتزم خط المثقف العضوي كما يقول غرامشي و يتبنى هوية وطنه بالرغم من عيشه منذ الصغر بعيدا عنه
و بالرغم من عيشه في الولايات المتحدة و حصوله على جنسيتها و بالرغم من حصوله على كرسي الأستاذية في جامعالتها.
لذلك تظل الاستفهامات عديدة ليس في سلوك ادوارد سعيد فقط بل أبعد من ذلك في فهم الهوية ذاك الكائن الهلامي الغامض كما سأشرح.
و ليعذرني الجميع لأني قد لا التزم خطا واحد بل قد أقفز من موضوع لآخر يرتبط بالهوية و بالمثقف و دوره و بالانتماء لوطنه و بالأهداف الاستعمارية في أشكالها المتعددة
و في الاستشهاد ببعض المفكرين .
و بالتالي سيقودني ذلك للتعليق على الهوية في مستواها القومي (السودان) و الإقليمي( العربي) و الثقافي(الدين) و غير ذلك.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الهوية ذلك الكائن الهلامي الغامض (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
تعريف الهوية:
حتى تعريف الهوية عبارة عن تركيبة لغوية و دلالية غريبة .فكلمة الهوية مشتقة من كلمة (هو) أي من هو هذا الشخص.
و كان المتوقع أن تكون الكلمة دالة على (الأنا) و ليس (الهو).و في اللغة العربية يقصد بالهوية (ماهية الشيء) و التي هي مركبة من (ما) و (هو) أي صيغة تساؤل تقود للإجابة.
اكتسبت مفهوم الهوية شهرتها بعد أن قام اريك اريكسون باستخدام هذا المفهوم في فترة الثلاثينات.
و قد لعب اريكسون دور رئيسي في ذيوع المفهوم و في تحديد معناه من خلال دراسته حول الشخصية كما أنه هو من صاغ مصطلح أزمة الهوية.و تجدر الإشارة إلى أن تعَرُّض اريكسون للنفي و الإغتراب في طفولته هو ما دفعه للبحث في ابتداع مفهوم الهوية .
و يلتقي في ذلك إدواردب سعيد الذي قاسى أيضاً من النفي و الإحساس بالاغتراب و هو ما دفعه للاهتمام بالموضوعات المتعلقة بالهوية و الثقافة والاستعمار.
من المفارقات أن معنى الهوية لا يقتصر فقط على (الانا) بل على وجود (الآخر). و كان اليونانيون هم أول من قسم المجتمع على أساس الهوية إلى طبقتين و هما طبقة الأسياد و طبقة العبيد.
هذا على المستوى الداخلي ثم خارجيا بوصف غير اليونانيين ب:البرابرة.و هكذا لا يستقيم مفهوم الهوية اجتماعيا و ثقافيا إلا في وجود(الآخر).
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الهوية ذلك الكائن الهلامي الغامض (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
سلام مربع
موضوع الهوية دا موضوع فعلا شائك
وهنالك أوهام عاشها كل المثقفين في محاولاتهم لحل مسألة الهوية
منها اعتبارهم أن مسألة الهوية تعاني منها شعوب العالم الثالث .. ولكن ما حدث في تشيكوسلوفاكيا مثلا وما يحدث الآن في بلجيكا واسكتلندة يؤكد أن مسألة الهوية حتى في البلدان المتقدمة موجود
والهوية ليست مسألة اللغة فقط بل هنالك محددات كثيرة منها الأثنية والطائفية وغيرها
كما أن التعريف أصلا كما أسلفت أنت هنا في مقالك ينقصه كثير من الضبط
دعنا نذهب إلى أن الهوية ليست ثابتة فهنالك هوية متغيرة تتغير بتغير التلاقح الثقافي وانتاج ثقافة ثالثة
فإذا سلمنا بمرونة التغيير والذي أساسه قبول الآخر والانخراط معه في تلاقح ثقافي فإن هذا سيهل الامر
مثل السودان مزيج من ثقافات وأعراق يحدث بينها تلاقح ثقافي فينتج هوية جديدة
وهكذا !
مع تحياتي
عاصم فقيري
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الهوية ذلك الكائن الهلامي الغامض (Re: Asim Fageary)
|
الأخ عاصم كل عام و أنتم بخير
و شكرا على وجهة نظرك الكريمة
لقد ذكرت(وهنالك أوهام عاشها كل المثقفين في محاولاتهم لحل مسألة الهوية
منها اعتبارهم أن مسألة الهوية تعاني منها شعوب العالم الثالث .. ولكن ما حدث في تشيكوسلوفاكيا مثلا وما يحدث الآن في بلجيكا واسكتلندة يؤكد أن مسألة الهوية حتى
في البلدان المتقدمة موجود(
فعلا مسألة الهوية يحس بها كل إنسان تقريباً.و هي تفضلت لا تقوم على اللغة فقط و لا العرق فقط و لكنها تقوم على الثقافة و التداخل الاجتماعي..
و هي ليست ثابتة بل متغيرة بحسب المكان و الزمان. فيمكن أن تكون في مكان سوداني فقط و في مكان أو مجتمع آخر هلالابي و في مجتمع آخر تكون نوباوي أو نوبي أو
غيره.و في مكان آخر تكون مسلم..لذلك فهي متغيرة حسب الظروف.
لك الشكر و التقدير أخي عاصم
ساواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الهوية ذلك الكائن الهلامي الغامض (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
الهوية عبارة عن مكون يتخلّق لدى الإنسان من خلال خبرته و تفاعلاته الاجتماعية و الثقافية و وجوده في مجتمع ما و في ثقافة ما و مكان جغرافي معيّن.
و بذلك فإن الهوية ليس شيء مُعْطى أو جاهز و لكنها عبارة وعي الشخص بذاته .و الذي يتكون في مرحلة تكوين الشخصية ( غالبا خلال مرحلة المراهقة) لتأخذ شكلها النهائي
عبر مراحل متعددة من عمر الإنسان.و داخليا تتكون الهوية من خلال الحوار الداخلي لدى الشخص حيث تتكون لديه هوية متعددة و ليست هوية واحدة.
و تتضمن الهوية عددا من القيم و المعايير و المحددات الشخصية التي يقتنع بها الشخص .بالتالي يمكن أن يكون الشخص سوداني مثلاً و كذلك عربي و أفريقي و مسلم (أو مسيحي أو غيره)
حسب الظرف( ليس ذلك نفاق أو مجاملة) و لكنه احساس و اقتناع داخلي.
و الهويات بالتالي تتقاطع. فهناك الهوية الثقافية و الهوية السياسية و الهوية الاجتماعية.فالهوية الثقافية مثلا عبارة عن الخزان أو المحصلة لقيم و معتقدات و تراث فكري لمجموعة ثقافية ما
تشمل السلوم و التاريخ و العرف و القيم. و لكن تلك المجموعة ليست مجموعة عرقية لأنه حسب الدراسات لا يوجد أصل عرقي يتسم بنقاء مجموعة ما.
لذا تم استبدال مفهوم العرق ب:المجموعة الإثنية التي تعني مجموعة ذات مكون ثقافي ؤتاريخي مشترك أو زعم بأصل مشترك.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الهوية ذلك الكائن الهلامي الغامض (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
و بالتالي سيقودني ذلك للتعليق على الهوية في مستواها القومي (السودان) و الإقليمي( العربي) و الثقافي(الدين) و غير ذلك.
________________________
أخي محمد عبدالله الحسين
لك الود والتحايا الطيبات
وكل سنة وإنت طيب .... ينبغي أن يكون إنتمائنا الإقليمي (الإفريقي العربي)
لا إنتمائنا العربي فقط ولذلك يجب أن تأخذ ماكتب إدوارد سعيد بحذر لأنه تنقصه
الهوية الأفريقية .... مع تقديري ومحبتي ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الهوية ذلك الكائن الهلامي الغامض (Re: بابكر قدور)
|
الأخ بابكر قدور
تحية طيبة و كل عام و أنتم بخير و صحة و عافية.
هل أنا ذكرت تلك العبارة؟
حتى لو ذكرتها فهي على سبيل المثال لأنها بين قوسين.
أما مسألة الهوية فهي ليست اختيار أو مجاملة أو محاولة لإرضاء شخص أو مجموعة و لكنها اختيار واعي و منطقي بالنسبة لحامل الهوية.
و قد جاء تحديد هويته بناء على سيرورة منطقية و حوار داخلي وفق التكوين النفسي الداخلي و التفاعل الاجتماعي الخاجري للشخص.و بالتالي فهو بعيد عن المصالح.
لك اتحرامي و تقديري و شكرا للمتابعة و التوجيه
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الهوية ذلك الكائن الهلامي الغامض (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
محاولة لتعريف الهوية:
إذا كانت الهوية قد أصبحت من بين الكلمات و المفاهيم التي شاع استخدامها الدوائر الكاديمية و البحثية وفي الكتابات الصحفية و تعددت تعريفاتها حتى بدأت بدأ أنها تبتعد عن وجود
تعريف محدد لها. بما يكاد يهدد اعتبارها كمفهوم علمي محدد .
الهوية عبارة عن اداة ملازمة لأي شخص كظله و هي تعمل تلقائياً كاداة احساس تلقائية تساعد الشخص في التعرف على محيطه و على نفسه و على الآخرين حيث تقوم الهوية مقام اداة
حماية و مساعدة لكي يكيّف نفسه مع محيطه و مع المجتمع من حوله بأقل جهد و مخاطر. و تقوم الهوية بمهام تعريف الشخص بالافراد و الجماعات الذين يتفاعل معهم او يقعون في محيطه
و تحدد له من هو الحليف و من هو الصديق و من هو العدو بالقوة أو بالفعل وفق التعبير الفلسفي. و يتم ذلك استناداً على الانتماء و الارتباط و التشابه الإثني أو الثقافي أو الاجتماعي او الديني
أو ما شابه ذلك.
بناء على ما تقدم فالهوية لا تتسم بالثبات و لكنها تتغير باستمرار لتزود الشخص باعتبارها اداة منفعية بما يساعده للتعامل بامان في الموقف و الظرف المعين و لتفادي اي مهددات و للخروج بأعلى
المكاسب و بأقل الخسائر.
و هنا تبدو الهوية كأنها تعمل بتلقائية و لكن بغائية محددة و خط مرسوم لا تخرج منه.و لكن تكمن خطورة الهوية في إمكانية استغلالها لصالح مشروعات سياسية. حيث فطن السياسيون إلى الإمكانات
الكامنة في الهوية خاصة إذا اقترنت بابعادٍ إثنية أو دينية حيث يمكن استخدام الهوية حينئذٍ لتحقيق مآرب و طموحات سياسية و لدعم مشروعاتها و مخططاتها السياسية. و قد تجلى هذا في العديد من
البلدان و في حدوث كثير من التبدّلات السياسية و الإثنية و في حدوث كثير من الكوارث و النكبات من تهجير و تطهير عرقي كما حدث في رواندة و البوسنة و بورما و في غيرها من بلدان ىالعالم.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
محمد عبد الله الحسين
Ahmed Alim
Asim Fageary
بابكر قدور
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست