أبدت الحكومة السودانية والحركات المسلحة بدارفور، الجمعة، بعد اجتماعات تشاورية في برلين استعدادهما لاستئناف المفاوضات بين الطرفين إلا إنهما لم يتوصلا بعد لصيغة حول علاقة المفاوضات المقبلة مع وثيقة الدوحة لسلام دارفور.
واستضافت العاصمة الألمانية، يومي الخميس والجمعة، اجتماعات غير رسمية بين الطرفين بحضور ممثلين للحكومة الألمانية والإدارة الأميركية وتنسيق من الاتحاد الأوروبي وبعثة حفظ السلام بدارفور "يوناميد".
ومثل الحكومة أمين حسن عمر، وحركة العدل والمساواة رئيسها جبريل إبراهيم وكبير مفاوضي الحركة أحمد تقد، بينما مثل حركة تحرير السودان زعيمها مني أركو مناوي ورئيس وفدها للمفاوضات علي ترايو.
وأوضحت مصادر قريبة من الاجتماعات لـ "سودان تربيون" إن الأطراف أبدت الرغبة في استئناف المفاوضات وسط أجواء اتسمت بمرونة لافتة.
وأكدت أن الاطراف المشاركة في الاجتماع التشاوري ابدت الاستعداد على التفاوض حول جميع النقاط العالقة التي ترغب في وضعها على طاولة المفاوضات إلا أنها لم تتوصل لاتفاق حول كيفية الربط بينها وبين وثيقة الدوحة للسلام في دارفور.
واتفق الجانبان على استئناف الاجتماعات التشاورية من هذه النقطة في المستقبل .
و أقر اجتماع عقد بالدوحة في ديسمبر الماضي بمشاركة الحكومة السودانية والوساطة القطرية والمبعوث الأميركي السابق دونالد بوث وممثل "يوناميد" على فتح باب التفاوض مع الحركتين حول النقاط العالقة وان يتم ادراج الاتفاق الذي يتوصل إليه في ملحق لوثيقة الدوحة للسلام.
وعلقت الآلية الأفريقية الرفيعة بقيادة ثابو امبيكي مفاوضات بأديس أبابا في أغسطس الماضي حول مساري دارفور والمنطقتين بدون التوصل لاتفاق لوقف العدائيات.
وترفض حركات دارفور الالتحاق بوثيقة سلام دارفور الموقعة بالدوحة في يوليو 2011 وتطالب بالتفاوض من جديد حول جميع الملفات، كما ترفض الخرطوم فتح التفاوض من جديد.
وأفاد تصريح صحفي مشترك لكل من تقد وترايو كبيرا المفاوضين في الحركتين أنه "بدعوة من الحكومة الألمانية التقت حركتا العدل والمساواة السودانية وتحرير السودان بوفد من الحكومة السودانية لمشاورات غير رسمية في برلين بحضور ممثلين الحكومة الأميركية".
وتدعم ألمانيا جهود الآلية الأفريقية الرفيعة لتحقيق السلام في السودان حيث وقعت اتفاقية معها في نوفمبر 2014 بموجبها صارت ألمانيا مسهلا لعمل الآلية وشريكا لإنجاح السلام والتغيير الديمقراطي في البلاد.
وأشار التصريح المشترك إلى أن الحركتين قدمتا ورقة تضمنت مقترحا للدفع بعملية السلام "قبلت من جانب المسهلين كورقة عمل، سيكملون المشاورات حولها بالتواصل مع الطرفين".
من جانبه قال ممثل رئيس الجمهورية للمفاوضات والتواصل الدبلوماسي بشأن دارفور أمين حسن عمر في تصريح صحفي، إن الأطراف تبادلت تقديم مقترحات لكسر جمود مساعي السلام بدارفور.
وأفاد بأن اللقاء اتسم بروح إيجابية رغم الخلاف على نقاط، موضحا أن الطرف الألماني وعد بمواصلة السعي لتجسير الفجوة والتوصل لاتفاق يسمح بمواصلة التفاوض وذلك بتكثيف التشاور مع الأطراف.
وكانت الحكومة والحركتان قد فشلا في التوصل لاتفاق حول وقف العدائيات والمساعدات الانسانية نسبة لمطالبة الحركتان بان يتم فتح وثيقة الدوحة للتفاوض.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة