الترابي لم يمت..!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 06:03 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-12-2016, 07:40 AM

اسماعيل عبد الله محمد
<aاسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 2811

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الترابي لم يمت..!!
                  

03-12-2016, 07:59 AM

اسماعيل عبد الله محمد
<aاسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 2811

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي لم يمت..!! (Re: اسماعيل عبد الله محمد)

    بالرغم من اختلافنا معه الا انها الحقيقة.

    الرجل له تأثير كبير على المشهد السياسي حيا وميتا.

                  

03-12-2016, 08:03 AM

Suleiman Todi
<aSuleiman Todi
تاريخ التسجيل: 02-16-2013
مجموع المشاركات: 572

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي لم يمت..!! (Re: اسماعيل عبد الله محمد)

    ما في شي فضل غير ندعو له يالرحمة والغفران

    كان امة يمشي

                  

03-12-2016, 08:08 AM

Hatim Alhwary
<aHatim Alhwary
تاريخ التسجيل: 01-23-2013
مجموع المشاركات: 2418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي لم يمت..!! (Re: اسماعيل عبد الله محمد)

    الترابي مات وشبع موت

    وحركته الاسلامية ماتت فطيس بايدي صبيته وتلاميذه

    وهو حي يشاهد

    ودا كان العقاب الحقيقي له ومن عاش بالحيلة مات بالحيلة

    ولا عزاء

                  

03-12-2016, 09:55 AM

منتصر صلاح
<aمنتصر صلاح
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي لم يمت..!! (Re: Hatim Alhwary)

    دي كلها فرفرة تلامذتو

    عايزين يوحو لينا انهم متاثرين وكدة

    دموع وبكا تماسيح

    الترابي شاف الذل علي يد صبيانو وكان يعد العدة للعودة والانتقام من طرف .. وعلي طريقتو الخاصة الرهيبة

    المستفيد الاكبر من غياب هذا الرجل الشعب السوداني .. المواطن السوداني .. ما دايرين نقول العالم كلو .

                  

03-12-2016, 09:58 AM

Ali Abdalla
<aAli Abdalla
تاريخ التسجيل: 10-18-2015
مجموع المشاركات: 495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي لم يمت..!! (Re: Hatim Alhwary)

    الترابي .. الرجل الذي سبق عصره

    “يا بنيّ ! إنه صاحب حجة ، وله تأويل قوي ، ولكن قلبي لا يطمئن لمقالته ، وعندي كلام جمع غفير من الأقدمين ؛ وكل ما أستطيعه أن أنصحه ألا يجاهر بمخالفة جمهور أهل العلم حتى لو رأى في ذلك وجه صواب “.

    بهذه الكلمات التي تعبر عن إنصاف وتقدير لفكر وعلم الرجل أجاب الشيخ الدكتور عمر سليمان الأشقر رحمه الله تلميذه الدكتور أسامة الأشقر ـ يروي القصة ـ حينما ألح عليه أن يجيب الراحل حسن الترابي بعدما استمع إليه طويلا حين كانا يتحاوران في مسألة نكاح المسلمة من نصراني الذي يقول الترابي بجوازه مخالفا جمهور العلماء قديما وحديثا.

    ذلك جزء من شخصية الرجل السوداني الذي سكن قلب الأحداث السياسية في بلده والمفكر الإسلامي الذي ظل يستفز العقل العربي بآرائه وأطروحاته الثاقبة غير مبال بما قد يفقده جراء تلك الآراء والمواقف من تلامذة ومحبين، حيث لم يكن الترابي يسعى لغير بيان ما يراه حقيقة وما يكون منسجما مع فهمه للإسلام وتصوره له، فلم يكن يسعى لجمع الأتباع وتحقيق المشيخة على حساب حرية الرأي والفكر.

    تلمح في كتاباته عمق الفلسفة الألمانية وترتيب الأفكار عند الانجليز وجمال الأسلوب الفرنسي، ولا إغراب في ذلك فهو يتقن الألمانية والإنجليزية والفرنسية، ولكنه ليس كما يريد أن يصوره مجرد سياسي محنك أو مفكر جل بضاعته رطانات لغة العجم، غافلين أو متغافلين عن تكوينه الشرعي العميق ودرايته بعلم القراءات الذي ثقفه وتمهر فيه أيام صباه، إضافة إلى معرفة واسعة بالفقه الإسلامي والتاريخ والأدب.

    صاحبت ثنائية المفكر والسياسي صاحبنا منذ أول مؤلفاته، فكتب بين 1980 و1981 كتابيه: (قضايا الوحدة والحرية) و(تجديد أصول الفقه) وكتب في عام 1982 كتابيه (تجديد الفكر الإسلامي) و(الأشكال الناظمة لدولة إسلامية معاصرة) وكان في كل ذلك ينزع إلى التجديد والتأصيل والتجاوز، فلم يكن الترابي من الذين يخضعون لوجهة التيار فيسايرونه، ولكنه لم يكن أيضا يسبح ضده لعلن عن ذاته المتفردة، كان ينشد الحقيقة فقط.

    وقد انشغل الترابي بموضوع الحكم والتجربة السياسية الإسلامية تنظيرا وتدبيرا فكتب سفره القيم (السياسة والحكم: النظم السلطانية بين الأصول وسنن الواقع) الذي أبان فيه عن وعي تاريخي وواقعي وعن روافد غزيرة لفكره وطرحه، والذي نحا فيه منحى تجديديا واعيا.

    لم يكتف الترابي في طموحه للتجديد بالتنظير لتجديد أصول الحكم وأصول الدين بل كتب عن (تجديد الدين) نفسه، وقد قال معرفا الشريعة بأنها:” الشريعة ما يشق مسلكا لكل مشاعر الدين ومظاهره، وهي أصلا شاملة للهدى بكل الحياة: أحوال الوجدان وباطن القلوب ومذاهب الأقوال وطرق الأفعال الظاهرة، دينا حقا شرعه الله هديا لكل الأنبياء”وفي العهود الأخيرة أصبحت كلمة الشريعة تعني الأحكام القضائية لا الخلقية، وأصبحت مدارس الشريعة تقتصر على أحكام الظاهر القطعية المناسبة للنفاذ قضاءً وسلطانا سياسيا”.، كما كتب في الإيمانيات بأسلوبه العميق الأخاذ وكتابه (الصلاة عماد الدين) خير الأدلة على ذلك.

    وتبرز قدرات الترابي العلمية والمنهجية في كتابه التفسير التوحيدي حيث استطاع أن يبتكر منهجية رائدة في تدبر كتاب الله، وقد اعتمد فيه على فكرتين رئيستين هما الوحدة الاصلاحية للقرآن والدلالة السياقية للمفردات، يقول:”والقرءان لغة إصطلاحه واحدة. فالكلمة في كل مواقعها فيه بتصريفاتها المختلفة، ترجع إلى معنىً واحد أصله قد يكون مدىً واسعاً يتحرك فيه الوقع المعين حيثما اندرج في السياق، كذلك، ينبغي أن يرد القرءان بعضه إلى بعض، أن تراجع كل كلمة إلى موردها لينضبط معناها أو مداها، وتوصل كل كلمة بما يجاورها لتبين في السياق وتتألف جمل الكلم في الآي، وتوصل الآي في السورة”.

    وإلى هذه القدرة التنظيرية الهائلة للرجل فإن أداءه السياسي كان يكشف عن حنكة تدبيرية رائدة استطاع بها أن يقود الحركة الإسلامية في السودان أيام المد الشيوعي وحكم جعفر نميري الذي اعتقل في عهده عدة مرات، ومن غير حسن الترابي يستطيع أن يقنع نظاما شيوعيا بإعلان تطبيق الشريعة ـ بغض النظر عن تفاصيل ذلك ـ.

    ورغم ما قوبلت به كثير من آرائه الفقهية والفكرية من رفض وتسفيه فإن أحدا لم يستطع التدليل القاطع على بطلانها وعدم تماسكها علميا رغم مخالفتها لما درج عليه الجمهور من أهل العلم والنظر تاريخيا وحاضرا، مثل فتواه بجواز إمامة المرأة للرجال وزواج النصراني من المسلمة وكذا حديثه عن حد الردة وغير ذلك.

    أظن أن مشكلة الترابي وأضرابه من المتميزين هو أنهم يسبقون عصرهم، لذلك فإني أرى أن الترابي قد مات جسدا ولكنه سيعود روحا وعلما إلى الساحة الإسلامية ولو بعد عقود، فإن طرحه وأفكاره ينتميان للزمن القادم لا إلى الزمن الماضي ولا إلى العصر الراهن.

    رحم الله الترابي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.

    المصدر:

    http://islamonline.net/15530http://islamonline.net/15530

                  

03-12-2016, 11:19 AM

عبدالكريم الاحمر
<aعبدالكريم الاحمر
تاريخ التسجيل: 01-09-2013
مجموع المشاركات: 424

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي لم يمت..!! (Re: Ali Abdalla)

    من فسد عمله فسد فكره

                  

03-12-2016, 11:21 AM

مني عمسيب
<aمني عمسيب
تاريخ التسجيل: 08-22-2012
مجموع المشاركات: 15691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي لم يمت..!! (Re: عبدالكريم الاحمر)

    Quote: من فسد عمله فسد فكره
                  

03-12-2016, 12:48 PM

Ali Abdalla
<aAli Abdalla
تاريخ التسجيل: 10-18-2015
مجموع المشاركات: 495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي لم يمت..!! (Re: مني عمسيب)

    Quote: من فسد عمله فسد فكره

    لآ اتفق معك

    ما نشهده اليوم من تطور في كل المجالات عبارة عن نتائج لأفكار

    سابقة لعصرنا الحالي ومنها ما هي افكار حديثة.

    اِذاُ لولا الفكرة لما كنّا [أنا وأنت وهم] نتواصل ونتبادل الاراء بهذه السهولة

    لذلك أنا ضد محاربة الفكرة.

    أعتقد أن الخطأ في تطبيق الفكرة

    لا يعني أن الفكرة غير صالحة وهنا مربط الفرس

    ولقد أعترف الدكتور الترابي بالخطأ في تطبيق فكره

    وهذا الاعتراف موثق

    احترامي

                  

03-12-2016, 12:50 PM

مني عمسيب
<aمني عمسيب
تاريخ التسجيل: 08-22-2012
مجموع المشاركات: 15691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي لم يمت..!! (Re: Ali Abdalla)

    اخي الفاضل عبد الله .. لك التحية والاحترام .

    Quote: أعتقد أن الخطأ في تطبيق الفكرة

    الم يكن التطبيق من لب الفكرة !!!؟؟؟

    كلامك غريب !

                  

03-12-2016, 01:19 PM

عماد الدين الطيب عمر

تاريخ التسجيل: 09-22-2015
مجموع المشاركات: 1264

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي لم يمت..!! (Re: مني عمسيب)

    ما مات

    لانه خلف وراه تركة من الآلام لن تزول

                  

03-12-2016, 08:17 PM

اسماعيل عبد الله محمد
<aاسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 2811

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي لم يمت..!! (Re: عماد الدين الطيب عمر)

    Quote: منقول :

    الامير عبدالمحمود ابو ينعي الشيخ حسن الترابي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    بقلم الشيخ عبدالمحمود أبّو

    الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار

    قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" صدق الله العظيم

    أعزي إخوتنا في الحركة الإسلامية السودانية، والمؤتمر الشعبي، وأسرة الشيخ حسن الترابي؛ الصغيرة والممتدة، وتلاميذه في العالم الإسلامي، ومحبيه وأصدقائه؛ في وفاته التي جاءت في وقت عصيب تمر به بلادنا والأمة الإسلامية؛ نسأل الله له الرحمة والمغفرة ولنا جميعا الصبر وحسن العزاء؛ إنا لله وإنا إليه راجعون.

    الشيخ حسن الترابي له أثر كبير في الحياة السودانية بصفة خاصة وفي الحياة الإنسانية بصفة عامة ومن أهم إنجازاته الآتي:

    أولا: استطاع أن يقود حركته ويحولها من نخبة صغيرة إلى حركة جماهيرية تمسك بزمام الدولة وتعارضها في آن واحد! مع اختلافنا معهم في الأسلوب الذي وصلوا به إلى السلطة ووسائل المحافظة عليها.

    ثانيا: استطاع أن يبني تنظيما محكما لجماعته؛ يلتزم نهجا فكريا محددا يدافع عنه ويعمل على نشر أفكاره ويضحي من أجل أهدافه بماله ووقته وروحه.

    ثالثا: تبنى مدرسة فكرية متحررة من الانكفاء والاستلاب؛ وأصَّل لها مع تبني أفكار جديدة عرضها بجرأة جلبت له كثيرا من التهم التي وصلت إلى حد التكفير! ولكنه لم يتراجع بل سخر من ناقديه ، وترك لجماعته مكتبة فكرية تعتبر مرجعية لكافة القضايا على مستوى الفرد والجماعة والدولة والعلالاقات الدولية. ولعله من أوائل من نبّه إلى ضرورة تجديد أصول الفقه، وقد وُوجِه بتهم وانتقادات كثيرة في حينها، ولكن الواقع جعل العلماء يطرقون هذا الجانب مؤخرا فقد ظهرت كتب تحمل عناوين مثل جدلية الأصول والواقع، والأدلة الاجتهادية بين الغلو والانكار، ودعوي الاجماع؛ وقد أشار الدكتور جمال عطية - وهومن أبرز الداعين إلى تجديد الأصول- إلى مبادرة دكتور الترابي، وأشار إليها كذلك: أبوالفضل عبدالسلام بن محمد بن عبدالكريم في كتابه الموسوعي؛ التجديد والمجددون في أصول الفقه.

    رابعا: تصدى للمد الإلحادي والعلماني في القطاعين الطلابي والنقابي فضلا عن الوسط النخبوي وانتزع قيادة تلك المواقع لصالح جماعته – مع تحفظنا على الأساليب التي اتبعت -

    خامسا: تعامل مع المرأة بأسلوب جديد رفع عنها قيود الفقهاء، فقامت بممارسة دورها في الحياة العامة حتى أن كثيرا من المراقبين يقدرون عضوية جماعته من النساء بحوالي40%.

    سادسا: استطاع أن يقيم مؤسسات تخدم المشروع الإسلامي بوسائل عصرية مثل: منظمة الدعوة الإسلامية ومؤسساتها الملحقة، وجامعة أفريقيا العالمية، وغيرها من المؤسسات التي لها أثر واضح في الحياة الإسلامية.

    سابعا:استقطب كثيرا من الشباب لحركته وفكره وعمل على تدريبهم وتأهيلهم داخليا وخارجيا، وربط علاقاتهم بمؤسسات دولية مكنتهم من نشر أفكاره على مستوى العالم،وشباب الحركة الإسلامية درسوا أمهات الكتب الدينية والمرجعيات الفكرية قديما وحديثا، ويظهر هذا التأهيل واضحا في كتاباتهم وحواراتهم؛ فقد استوعبوا أصول مدرستهم وامتلكوا القدرة على التعبير عنها مع التزام صارم بالتوجيهات الصادرة من تنظيمهم.

    ثامنا: أهَّل فريقا إعلاميا من الكوادر استطاع أن يوجه الإعلام توجيها يخدم أفكارهم حتى أنهم تمكنوا من تحويل كثير من الناس عن قناعاتهم السابقة، وأقاموا مؤسسات إعلامية تعمل بمهنية عالية.

    تاسعا: التفت الشيخ الترابي من وقت مبكر للجانب الإقتصادي؛ فأنشأ مؤسسات إقتصادية تدعم نشاط الحركة فاستعاض عن إشتراك العضوية بدعم المؤسسات المالية التي تمددت وانتشرت واستفادت من إمكانات الدولة، حتى كاد الناس لايميزون بينها وبين مؤسسات الدولة المالية.

    ومن الطبيعي أن تصاحب كل إنجاز بشري إخفاقات، تلك هي سنة الله في خلقه وفي تقديري أن أهم الإخفاقات التي صاحبت حركته تتمثل في الآتي:

    أولا: اختزال المشروع الإسلامي الكبير الذي يهم الأمة الإسلامية كلها في حركة حزبية، استغرقت في برنامج التمكين الحزبي على حساب الأمة.

    ثانيا: تضييع الفرصة على أمة الإسلام لبعث الإسلام في العصر الحديث بوسائل عصرية، تتبنى الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة والتواصل مع الإنسانية بما يحفظ الأمن والسلم العالمي.

    ثالثا: ربط المشروع الإسلامي بالانقلاب أدي إلى تضييع الحريات والشورى وكرامة الإنسان.

    رابعا: خلق فتنة في المجتمع السوداني أدت إلى استقطاب حاد ديني وجهوي وإثني وفكري وسياسي واجتماعي كانت نتيجته؛ تعطيل التنمية في السودان، وتبديد الطاقات والمقدرات في صراعات مدمرة.

    خامسا: تبني سياسة راديكالية أدت إلى عزلة السودان إقليميا وعالميا؛ مما فوَّت عليه فرص تنمية كبيرة ودور إقليمي ودولي فاعل؛ وذلك لما يتمتع به إنسان السودان من سمعة طيبة.

    سادسا: تبديد الأمل الذي كانت الأمة تعيش عليه من إقامة دولة إسلامية تقدم بديلا إسلاميا للدولة العلمانية تتحقق فيها العدالة والمساواة والرعاية الاجتماعية والتقدم العلمي؛ توفق بين مطالب الدنيا والغايات الإيمانية، فأصبح الشعار الإسلامي مخيفا بعد التجارب الإسلامية التي عاشها الناس على أرض الواقع.

    سابعا: الاخفاق في تجميع كلمة الأمة المسلمة في السودان؛ خاصة وأنّ كل أهل السودان ينتمون إلى أهل السنة! فالانغلاق الحزبي، والتوجس من الآخر والعمل على إضعافه؛ حرم السودانيين من تقديم نموذج لوحدة في ظل التنوع، وبالتالي الاخفاق في المحافظة على وحدة الوطن مما أدى إلى فصل جزء عزيز من الوطن هو جنوب السودان.

    ثامنا: الاخفاق في المحافظة على السلم في دارفور خاصة وأن أهل دارفور اشتهروا بالقرآن والسلم والتمازج القبلي، ويشكل الإقليم جسر تواصل مع عدد من الدول الإفريقية التي تُكِنُّ إحتراما خاصا للسودان وأهله.

    تاسعا: إعلاء قيمة المحافظة على السلطة على قيمة الإنسان، حيث وُجِّهت كل الإمكانات للمحافظة على كرسي الحكم! وأهمل الإنسان في صحته وتعليمه وكرامته وتفجير طاقاته.

    نداء للإخوة في الحركة الإسلامية:

    لقد بذل الشيخ الترابي رحمه الله جهده وقدم عملا عظيما فيه إنجازات وإخفاقات؛ وديننا أعطى المجتهد أجرين في الصواب وأجرا في الخطأ؛ وقد ذهب الرجل إلى ربه الرحيم الغفور الذي هو أرحم بنا من أمهاتنا. وواجبنا بنص القرآن أن ندعوا له ونعتبر بتجربته قال تعالى:" وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ".

    المتوقع من الحركة الإسلامية الآتي:

    أولا: مراجعة تجربتها في الحكم ومقارنتها بمبادئ الحكم في الإسلام وأهمها: العدل والشورى وكرامة الإنسان والاصلاح؛ وإزالة مايناقض هذه المبادئ من تجربة الحكم.

    ثانيا: مراجعة مؤلفات الشيخ الترابي وتبسيط لغتها وشرحها لتكون مفهومة للعامة فاللغة التي استعملها الترابي في معظم مؤلفاته لا يفهمها إلا المتبحر في اللغة العربية وعلومها.

    ثالثا: هنالك شبهات أثيرت حول إجتهادات الترابي متعلقة بالسنة وحجيتها، وعذاب القبر وكثير من الغيبيات، المطلوب توضيحها وتأصيلها، وإلا تحديد موقف واضح منها؛ لأنها تشوه الحركة وتخلق حاجزا بينها وبين عامة المسلمين.

    رابعا: مراجعة نظام الحكم في السودان وتصحيح مساره بعيدا عن الهيمنة والاقصاء؛ فأهل السودان لايستحقون هذا الواقع، وقد حباهم الله بكل النعم التي تجعل من السودان دولة رفاهية لأهلها؛ بل وتفيض على الآخرين إذا أحسنا إدارة الموارد.

    خامسا: العمل على إيقاف الحروب المشتعلة حاليا وجبر خاطر الذين تضرروا وتعويضهم عن مافقدوا وسد الثغرات التي تؤدي الى الحروب مستقبلا.

    سادسا: الاعتراف بأن حركتهم هي واحدة من حركات الإسلام ولاتمثل كل المسلمين في السودان وأن الوطن ملك للجميع لايجوز أن تستأثر به فئة واحدة وتحرم الآخرين، وأن تسعى إلى إصلاح الحكم بإشراك الجميع دون استثناء، وبالتالي يحسب لها أنها انتقلت بالسودان من مناخ الاستبداد والاستقطاب والحروب إلى مناخ الديمقراطية والتعايش والسلام.

    رحم الله الدكتور حسن الترابي فقد ترك فراغا في الحياة.

    عبدالمحمود أبّو

                  

03-12-2016, 08:23 PM

Ali Abdalla
<aAli Abdalla
تاريخ التسجيل: 10-18-2015
مجموع المشاركات: 495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي لم يمت..!! (Re: عماد الدين الطيب عمر)

    بت بلدي مني عمسيب

    السلام عليكم

    Quote: اخي الفاضل عبد الله .. لك التحية والاحترام .

    Quote: أعتقد أن الخطأ في تطبيق الفكرة

    الم يكن التطبيق من لب الفكرة !!!؟؟؟

    يوجد فرق بين انتاج الافكار وكيفية تطبيق هذه الافكار عملياً ومن ثم الحصول علي نتائج

    وهنا أعني الوسائل الكفيلة لاٍ نجاح الافكار لذلك قلتُ في المداخلة السابقة:

    أعتقد أن الخطأ في تطبيق الفكرة لا يعني أن الفكرة غير صالحة وهنا مربط الفرس

    وقد قال الدكتور الترابي في لقاء بعد فشل المشروع أن الانقلاب العسكري للوصول للحكم كان خطئاً فادحاً

    أي ان وسيلة الانقلاب العسكري في تطبيق أفكار الاتجاه الاسلامي في الحكم هي الخطأ وليست الافكار نفسها.

    ولتوضيح ما اقصده بصورة أكثر وضوحاُ خذي مثلاُ حركة الاخوان المسلمين في الجارة مصرفقد وصلوا للسلطة

    عن طريق صناديق الاقتراع أي أنهم اتخذوا الديمقراطية والانتخابات الحرة وسيلة بينما في السودان كان انقلاباُ عسكرياُ

    وكدلك في تونس كانت الديمقراطية والانتخابات الحرة هي الوسيلة. وقد صرح راشد الغنوشي زعيم الاخوان المسلمين في تونس

    عندما أُستضيف عقب وفاة الترابي قائلآُ: نحن استفدنا من أخطاء الحركة الاسلامية في السودان

    إذاً الفكرة وتطبيقها كانت ناجحة في تونس و مصر [ لو لا الانقلاب] عندما اتخذت الديمقراطية كوسيلة للتطبيق وفشلت في السودان عندما كان الانقلاب وسيلة للتطبيق

    لذلك أقول قد لا تكون وسائل التطبيق من لب الفكرة.

    والله أعلم

    مع تحياتي

                  

03-12-2016, 10:25 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي لم يمت..!! (Re: Ali Abdalla)

    zzzzzzzzzzzzzzzzzzzyyyyyyyyrashid1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

                  

03-13-2016, 05:05 AM

اسماعيل عبد الله محمد
<aاسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 2811

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي لم يمت..!! (Re: سيف الدين بابكر)

    Quote: اخر نكته ؛

    بعد موت الترابي

    واحد كتب ؛

    "اول مره يموت البطل والفلم لسه شغال"

                  

03-13-2016, 09:20 AM

مني عمسيب
<aمني عمسيب
تاريخ التسجيل: 08-22-2012
مجموع المشاركات: 15691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي لم يمت..!! (Re: اسماعيل عبد الله محمد)

    ود بلدي ... علي عبد الله ..

    وعليكم السلام والرحمة ..

    انا رديت علي كلامك دا :

    Quote: لآ اتفق معكما نشهده اليوم من تطور في كل المجالات عبارة عن نتائج لأفكارسابقة لعصرنا الحالي ومنها ما هي افكار حديثة.


    طيب دا نفس الكلام الانت ما اتفقت معانا فيهو . الافكار يفترض تتطبق
    بالصورة الصحيحة اي الانت بتحملها والا دي افكار من غير تطبيق !

    فعشان كدا جات عبارة الاخ الاحمر :

    Quote: من فسد عمله فسد فكره
    ولك التقدير ..

    (عدل بواسطة مني عمسيب on 03-13-2016, 09:32 AM)
    (عدل بواسطة مني عمسيب on 03-13-2016, 09:33 AM)

                  

03-13-2016, 09:57 AM

اسماعيل عبد الله محمد
<aاسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 2811

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي لم يمت..!! (Re: مني عمسيب)

    Quote: د.الترابي هل سيحكم حياً وميتاً؟! بقلم حيدر احمد خيرالله

    سلام يا .. وطن

    *المد العاطفي الذي ساق جماعة الإسلام السياسي ليلتئم جمعهم واشواقهم القديمة بمسجد الجامعة الجمعة الماضية ، من المؤكد أن هذه الأشواق تحمل من النذر الكثير مما لانرجو حدوثه من عنف ، خاصة وأن مايجمعهم محبة شخص مضى لحال سبيله وتركهم وهم ليسوا على قلب رجل واحد ، فالترابي أعد لهم النظام الخالف ، وشيخ الزبير احمد الحسن قال ان عنده النظام (الواعب) أي الذي يستوعب غيره، والإصلاح الان يحمل د. غازي صلاح الدين وانصاره مشروعهم ، فيما (أكد الدكتور محمد العالم أمين الأمانة العدلية بحزب المؤتمر الشعبي أن حزبه على أتم الاستعداد لمفاصلة جديدة وخرط يده من الحوار حال حنث غريمه الوطني من الالتزام بمخرجات الحوار والتي اعتبرها وصية الترابي. )

    *على التحقيق ان لغة العالم جانبها التوفيق وهو يستعد لمفاصلة جديدة حال حنث غريمه الوطنى عن الإلتزام بمخرجات الحوار لأنها وصية الترابي ، كنا نأمل منه ان يحافظ على مخرجات الحوار على اساس انها المخرج الذى يرونه حلاً لأزمات البلاد ، لكنه يمضي لوجهة أخرى حتى لو توصله الى (مفاصلة جديدة) اذا تنصل الوطني عن الحوار مختزلاً كل المسألة على اعتبارها وصية الترابي !! ولعمري انه لمن المؤسف حقاً ان يتحكم المرحوم الترابي فى شأننا السياسي وهو ميت ، وهو بشر كانت له اجتهاداته وتقديراته وتكتيكاته التى لانرى لها قداسة تستدعي (مفاصلة جديدة) !!

    *والعالم يعرف جيداً ان اخوانه فى الوطنى لايلتزمون بعهد ، وأهم من هذا ان وجود الترابي ونظرته للحوار تختلف تماماً فى الأرضية والمشهد السياسي بعد رحيله المفاجئ ، (و(تابع) العالم تكليف الشيخ إبراهيم السنوسي لم يأت اعتباطاً وإنما اتباعاً لسنن الأولين من الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وأقر العالم بأن الترابي ترك فراغاً عريضاً ولكن ستكون القيادة جماعية لملء هذا الفراغ مؤكداً أن حزبه زاخر بالقيادات التي تتمتع بالكفاءات والمقدرة، ) بيد أنه لم يذكر ان كانت هذه القيادات تتفق معه فى الإستعداد للمفاصلة إنفاذاً لوصية ميت ام ان هذا رايه وحده ، فان كان هذا هو راي القيادة فانه مؤشر سئ لكارثة قادمة تتأخر ببلادنا ولاتقدمها.

    *اما حكاية سنن الصحابة فهذه مزايدة لاقيمة لها ، فان الشيخ السنوسي نفسه لم يكن يتفق مع اراء الشيخ الترابي فلا الترابي نبي ولا السنوسي صحابي ، وبعد وفاة النبي عليه افضل الصلاة واتم التسليم لم تكن هنالك قيادة جماعية انما هى بيعة تمت لسيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه ولم يقل الآخرون انهم على استعداد للمفاصلة انما سلموا تسليماً تاماً لسيدنا ابوبكر الصديق ، لهذا قلنا ان ماذهب اليه العالم ماهو الامزايدة..نعم مزايدة وواقعنا السياسي والحياتي لايحتمل المزايدات ولايمكن ان يرتهن لما يعتبرونه وصية ميت .. وسلام ياااااوطن..

    سلام يا

    (طالب إمام مسجد الخرطوم الدكتور على الله إبراهيم المصلين بعدم الصمت على فوضى الأسعار وغلائها واعتبره من منزعات البركة، قبل أن يستدرك ويشير إلى أن المسؤولية في الإسلام تضامنية وتقع على المسؤول وهو الراعي وعلى المواطن وعلى المجتمع وعلى الأمة، وقال: إن ثلاث آيات في سورة الأعراف وضحت ذلك بالتفصيل، مشدداً على أن المجتمع غابت عنه قيم التكافل والتعاون، وحتى على مستوى الأسرة قلت أواصر الترابط فنادراً ما يجتمع أفراد البيت الواحدة في مائدة طعام. ) مولانا يعاين فى الفيل ويطعن فى ضله !! افراد الأسرة لايجتمعون على مائدة الطعام لأنه لم يعد فى بيوتنا موائد يابركة الكل جاري عشان الطعام .. وتقول لي راعي ؟! راعي لينا انت ياخ!! وسلام يا

    الجريدة الأحد 13/2/2016

                  

03-20-2016, 12:56 PM

اسماعيل عبد الله محمد
<aاسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 2811

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الترابي لم يمت..!! (Re: اسماعيل عبد الله محمد)

    Quote: المرحوم الدكتور/حسن الترابى:لماذا لا نُثمن ونشيد بخواتيم أعماله؟بقلم يوسف الطب محمدتوم/المحامى

    بسم الله الرحمن الرحيم

    يقول الله تعالى:( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ )الأية(145).سورة أل عمران.

    لم أرى أو أسمع فى تاريخ السودان الدينى والسياسى القريب أو البعيد،شخصاً شغل عقول الناس ردحاً من الزمان ،بفتاويه أو مؤلفاته أو تصريحاته أو حواراته الصحفية عبر أجهزة الإعلام المختلفة ،بالمدح فى المجهود الذى بذله فى هذه الأعمال تارةً،وبالقدح فيها من مناصريه الذين إنشقوا عنه أو من أعدائه التقليديين تارةً أخرى،غير الشيخ حسن الترابى والذى هو الأن بين يدى ربه،فله ماله وعليه ماعليه،ولكننا كمسلمين نقول إن جنة الله واسعة،فنسأل الله له المغفرة،بالرغم من المظالم التى وقعت على السواد الأعظم من السودانيين منذ يونيو1989م وإلى 1999م أى فترة مشاركته فى إدارة دولاب العمل بالدولة وإشرافه بالكامل على التنظيم الحاكم فى تلك الفترة وهذه السنوات له حصريا،أما حتى يومنا هذا فما زال السواد الأعظم من الشعب السودانى ،بعيداً عن مؤسسات الدولة،سواء كان فى مشاركته فى إتخاذ القرارات التى تهم المواطن والوطن أو فى تولى الوظيفة العامة ،إذ أن القرار الذى يهم مستقبل البلد وشعبه فى يد قلة من أبنائه ،كما أن الوظائف العامة أصبحت حصرياً على قواعد المؤتمر الوطنى أو الذين يوالونهم من الأحزاب ذات القواعد الجماهيرية المحدودة أو البسيطة.

    وبالعودة للحديث عن المرحوم د.الترابى،فإن معظم الناس يتفقون على أنه رجل شديد الذكاء،يمتلك ذاكرةً فولاذية لم يصيبها الوهن حتى تاريخ وفاته،وفى هذه الجزئية وكاتب هذه السطور كان شاهد عيان فى أكثر من لقاء معه،إذ ذكرنى بالعلامة المرحوم البروف عبدالله الطيب طيب الله ثراه،حيث أنهما يمتازان بالسرد الدقيق للموضوع محل النقاش،وينعطفان بالمستمع جهة اليمين تارةً وللجهة اليسرى تارةً أخرى،ويفرعا ن الموضوع حتى تظن أنت كمستمع أن هذا المتحدث قد نسى الموضوع الرئيس،ولكنهما وبكل حنكة وحكمة يعودان مجدداً للموضوع الرئيس،وهذه السمات أو قل الملكات النادرة لم أجدها أو أسمعها إلا عند هذين الرجلين العالمين .وهذا الأسلوب بلا شك يعتبر من المقاييس الدقيقة التى يمكن أن تقيس بها الشخص المتحدث،هل هو ملم بجوانب الموضوع المختلفة والذى يتحدث عنه أم لا؟

    والأن بعد وفاته هنالك جهات دينية أو رجال دين قاموا بتكفيره وإعتبروه مرتداً، لأرائه فى بعض أمور الدين ،فأنا هنا ليس للدفاع عنه،فله أتباعه ولهم المقدرة على الرد على هولاء النفر،كما إننى لست ممن يؤيد هذه الجهات أو الأفراد والذين لهم رأيهم فى مؤلفاته أو فتاويه،لأن مثل هذه الأمور تحتاج لمعرفة دقيقة بأصول ديننا الحنيف،وإطلاق الكفر على عواهنه لا يجلب للأمة المسلمة إلا الوهن والضعف،فعلينا أن نتبين طريق الحق من طريق الباطل،كما علينا أن نعمل على جمع الناس لا تفريقهم،فالرجل الراحل ،كانت له إسهاماته الكبيرة والواسعة الدينية والسياسية فى عالمنا العربى والإسلامى،أما على المستوى المحلى لوطننا الحبيب،نجد أن هذا الشيخ المرحوم،وبعد المفاصلة الشهيرة بين القصر والمنشية وللعلم فإنها كانت حقيقية100%وليست مسرحية كما يظن بعض أصحاب العقول العليلة ويجب ألا نعطى بعض أنصار الحركة الإسلامية ذكاءاً وحسن تدبير لا يستحقونه ،ظناً أو إعتقاداً بأنه كان تكتيكاً من الشيخ وهذا ما لم يحدث على الإطلاق وشواهدنا على ذلك كثيرة يضيق المجال بذكرها ،وكما يقول العلامة البروف عبدالله الطيب يرحمه الله هذا بابٌ واسع لا أريد أن أبسط فيه ،أقول بعد هذه المفاصلة قام المرحوم الترابى بنقد تجربة الحركة الاسلامية فى الحكم ووصفها بالفساد وخيانة العهد والكثير من الصفات الذميمة التى لا تليق بحركة تدعى أنها تطبق شرع الله،كما أنه كان زعيم المعارضة الوحيد الذى كان يقلق مضاجع المؤتمر الوطنى لأنه يعرف أبنائه تماماً(inandout)وتم سجنه أكثر من مرة،كما أنه كان على صلة بالحركات المتمردة،ولكنه فى نهاية المطاف رأى أن قضايا السودان لا تحل إلا عن طريق الحوار وبالفعل كان له دوراً كبيراً فى الحوار الوطنى الداخلى بالرغم من غياب بعض القوى ذات الوزن الكبير ولكنها كانت بدأية جادة من أجل الوصول لإيجاد حلول ناجعة لمشاكل الوطن ،وبالفعل إنتهت جلسات الحوار الوطنى والذى رفعت توصياته للرئيس البشير،والذى إلتزم بتنفيذ هذه التوصيات ،ولكن قبل ذلك أرجو أن تنفذ ف

    أفكار ومفترحات المرحوم وذلك بعرض هذه النتائج على قوى نداء السودان من أجل التوصل لقواسم مشتركة ومن ثم حل جميع مشاكل السودان ..

    ولا شك أن المرحوم الترابى كان يمنى نفسه بأن يرى السودان موحداً،وان تكون هنالك مصالحة وطنية شاملة،وهذه الأمنيات تحسب له وبلا ريب ،وهى كانت من الأقوال التى يرددها كثيراً قبل وفاته،وبعد هذا ألا يحق لنا أن نشيد ونُثمن مثل هذه المواقف التى تصب فى مصلحة الوطن والمواطن وخاصةً أن وطننا الحبيب يمر بأخطر وأدق مرحلة فى تاريخه الحديث؟.

    وبالله التقة وعليه التُكلان

    د/يوسف الطب محمدتوم/المحامى

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de