نشر مركز " بوليتزر " بواشنطن تقريراً عن العقوبات الامريكية على السودان ، كتبته الصحفية الامريكية Kira Zala والتي زارت السودان في الفترة من 22/7 حتى 24/8/2016م وقد تناول التقرير الواقع الاقتصادي الحالي في ظل العقوبات الامريكية ، وعكس حجم المعاناة التي يواجهها السودان في سبيل توفير الاحتياجات الضرورية واللازمة للحياة ، وقد ذكر التقرير ان البنوك الدولية لم تعد مستعدة للتعامل مع السودان بعد العقوبات والغرامات الكبيرة التي فرضتها السلطات الامريكية على الكثير من المؤسسات المالية ، مثل بنك BNP الفرنسي والذي فرضت عليه غرامة مالية تصل الى 9 مليار دولار وذلك لتعامله مع السودان ودول اخرى تضعها الحكومة الامريكية على قائمتها السوداء . واورد التقرير حديثاً للممثل القطري للبنك الدولي في السودان السيد " كزافيية فورتادو " الذي قال أن الاثار غير المقصودة للعقوبات الامريكية على السودان قد زادت خلال العام الماضي ، كذلك ذكر التقرير وفقاً لمصدر مطلع ، وصف المحادثات الجارين بين البلدين بــ إعادة تقييم ، واشار التقرير الى ان المتحدث باسم السفارة الامريكية بالخرطوم امتنع عن التعليق على طبيعة المحادثات الثنائية الجارية بين البلدين ، لكنه اشار الى ان الولايات المتحدة الامريكية تتوق لإنهاء الصراعات في جميع أنحاء السودان ، ومرور المساعدات الانسانية ، اضافة للدور الايجابي الذي يلعبه السودان في استقرار المنطقة . وكانت الصحفية الامريكية قد اجرت في زيارتها للسودان عددا من اللقاءات والمقابلات والزيارات الميدانية للوقوف على آثار العقوبات الامريكية على السودان . وتناول التقرير الانعكاسات السالبة لتلك العقوبات ، وخاصة التحويلات المالية التي عقدت الاوضاع كثيراً ، واعاقت تقديم خدمات اساسية وضرورية للمواطن السوداني ، مثل المياه والتعليم والصحة كما في مشروع مياه المنارة وتوقف مشاريع البنك الدولي الذي اقر مديره بالخرطوم بوجود مشكلة حقيقية . كما اشاد تقرير وزارة الخارجية الامريكية بالحكومة بالحكومة والمعارضة السودانية بالتوقيع على خارطة الطريق ، وابرز التقرير التزام الحكومة بوقف العدائيات على الرغم من انهيار مفاوضات السلام الاخيرة . كما لم يغفل التقرير أن وزارة الخزانة الامريكية قد اعفت عددا من الصادرات للسودان ، وهى المعدات الزراعية والمواد الغذائية والادوية والمستلزمات الطبية . خلفية تاريخية وظل السودان منذ سبتمبر 1983 يعيش في عزلة سياسية واقتصادية بدأتها الولايات المتحدة الأميركية، عقب إعلان الرئيس السوداني الأسبق "جعفر محمد نميري" ما أطلق عليه النظام آنذاك "قوانين الشريعة الإسلامية". وعقب قيام ثورة الإنقاذ في (30) يونيو 1989 زادت وتيرة الحصار، وزيدت مرة أخرى في عام 1990م، إثر موقف الخرطوم من غزو العراق لدولة الكويت وانضمت دول الخليج العربي، وبعض الدول الغربية لهذا الحصار الذي أصبح أكثر إيلاماً. ومنذ (11) سبتمبر ظل السودان يعاني من سياسات الولايات المتحدة ، وعدد من دول المنطقة، وبسبب ذلك خسر مليارات الدولارات بطريقة مباشرة وغير مباشرة". وفي العام 1997م، أعلنت الولايات المتحدة تشديد الحصار الاقتصادي على السودان ما زاد الامر تعقيداً، وفي (11) سبتمبر 2001 وضعت الولايات المتحدة حكومة الخرطوم على قائمة الدول التي يمكن محاصرتها اقتصادياً. وفي أكتوبر عام 2009 قام الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" بتجديد الحظر على السودان وتمديده لعام كامل ، وكل عام يتم تجديد ه ، وأخر تجديد له كان في نوفمبر 2013 لمدة عام أيضاً. واوضح تقرير الصحفية Kira Zala أن القطاع المصرفي السوداني يعاني ايضا من العقوبات الامريكية على الرغم من خفض القيود على قطاعات الصحة والتعليم وتكنولوجيا المعلومات ، ولكن بفقدان السودان للبنوك بعد العقوبات التي فرضت علي البنوك العالمية يكون السودان قد فقد معظم القنوات المصرفية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر قسم السيد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست