إعدام رجل يفكر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 04:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-24-2016, 05:12 PM

صلاح أبو زيد
<aصلاح أبو زيد
تاريخ التسجيل: 01-29-2011
مجموع المشاركات: 1434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إعدام رجل يفكر

    04:12 PM Jan, 24 2016

    سودانيز اون لاين
    صلاح أبو زيد-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    إعدام رجل يفكر
    علاء الديب
    نشر في المصري اليوم يوم 16 - 03 - 2013

    وضعنى هذا الكتاب فى قلب اللحظة. هنا والآن، الشهيد الأستاذ «محمود طه» مفكر إسلامى حر، سودانى الجنسية، تم إعدامه شنقاً فى 18 يناير 1985 لأنه كان يفكر بحرية ومسؤولية فى تطبيق أحكام تعود إلى القرن السابع الميلادى على بشر وعالم يتحرك ويتغير فى القرن الحادى والعشرين.. يحمل الكتاب «ثلاثة من الأعمال الأساسية للأستاذ الشهيد :- الرسالة الثانية من الإسلام- رسالة الصلاة- تطوير شريعة الأحوال الشخصية، مع مقدمة وافية بقلم ابنته الأستاذة أسماء محمود طه والفنان الدكتور النور محمد حمد.
    خلال أكثر من 200 كتاب كتبت فى أربعة عقود، خلال نشاط دينى وفكرى وإنسانى فى قلب السودان، الخارج لتوه من استعمار إنجليزى طامح لطمس هويته، ومنقسم بين الاستقلال والوحدة مع مصر، يعانى من انقسامات طائفية ودينية، إلى جانب تراكم هائل للفقر والتخلف والمرض، انطلق المهندس الزراعى المتصوف الزاهد فى عمل دعوى متقدم متجرد حر، يعتمد على البقاء وسط الناس، والدعوة إلى فكرة »الإخوان الجمهوريين«، يطبع الكتب الرخيصة، ويوزعها هو وتلاميذه خلال اجتماعات دائمة فى النوادى والحدائق والقرى.
    طرح الأستاذ الشهيد الفكر الإسلامى فى هذه الظروف الصعبة على أنه حل كونى للعالم. تحدث بيقين غريب عن توحد البشر فكرياً ووجدانيا، وقال إن الإسلام سيخلف النظامين الشيوعى والرأسمالى.
    لقد جسد الأستاذ تحدياً فكرياً وأخلاقياً لكل المتاجرين بالشعار الإسلامى، ولكل المنحازين لمعسكر السلطان من رجال دين ومثقفين، حكم عليه بالردة فى نوفمبر 1968، ثم استدعى الحكم مرة أخرى ليصبح المسوغ لحكم الإعدام الذى تم تنفيذه فى »18 يناير 1985« وهو اليوم الذى مازال يعتبر »اليوم العربى لحقوق الإنسان«، وسقط حكم النميرى بعده.
    ■ ■ ■
    هؤلاء الذين يطالبون بحكم »طالبان« و»بوكو حرام« هؤلاء الذين قبحوا وجه الدنيا، وجعلوا وجه الإنسان كئيباً حزيناً. هؤلاء هم الذين ساقوا الأستاذ الشهيد إلى منصة الإعدام شنقاً فى مشهد سجلته وحدها الصحفية الأمريكية »جوديث ميلر«، حيث جرى الإعدام سراً فى سجن »كوبر« ثم أذيع بعد ذلك تصديق »النميرى« على الحكم فى التليفزيون وحكم معه على أربعة من تلاميذه ولكنهم تمت استتابتهم. سجلت الصحيفة اليوم الأسود فى تاريخ الإنسانية فى كتاب صدر باسم »لله تسع وتسعون اسماً« (طبع فى نيويورك فى دار سيمون وسوستر 1996) تقول : »قبل دخول محمود محمد طه ظل الحضور الذين يقدرون بالمئات، يحيون بعضهم البعض بتحية الإسلام التقليدية «السلام عليكم» ويجىء الرد مرات ومرات «وعليكم السلام»، ثم يتضاحكون ويتجاذبون أطراف الحديث حول حالة الطقس وبشائر محصول السنة تحت وهج الشمس، التى بدأت حرارتها تزداد قسوة. دخل الرجل المحكوم عليه، بدا لى أصغر من عمره البالغ ستة وسبعين عاماً، سار مرفوع الرأس وألقى نظرة سريعة على الحشد، عندما رآه الحاضرون انتصب كثيرون منهم واقفين على أقدامهم، وطفقوا يومئون ويلوِّحون بقبضات أيديهم نحوه، ولوح قليلون منهم بالمصاحف فى الهواء.
    «تمكنت فقط من التقاط لمحة خاطفة من وجه طه قبل أن يضع الحارس الذى قام بالتنفيذ كيساً ملوناً على رأسه وجسده، لن أنسى ما حييت التعبير المرتسم على وجهه، كانت عيونه متحدية وفمه صارماً، ولم تبد عليه أى علامات للخوف».
    «أحسست أنا أيضاً أن طه لم يقتل بسبب يتعلق بنقص فى قناعته الدينية وإنما بسبب نقص فيهم هم».
    وقال أحد كتاب السودان بعد فترة من الإعدام :
    «قتلته سهام صدئة، أطلقها قضاة عاطبون وحاكم فاجر».
    ■ ■ ■
    «سمع صوت الفتحة، وأصبح جسد الأستاذ متدلياً من حبل المشنقة من تحت سقف المنصة، بدا جسمه ساكناً كأنما هو واقف فقط. قدماه متدليتان تبدو راحتاه بيضاويين، كان يبتسم تلك الابتسامة التى وصفتها وكالات الأنباء بأنها ابتسامة رثاء وسخرية!».
    ■ ■ ■
    ولد الشهيد فى مدينة رفاعة فى وسط السودان 1909 وكان أول سجين سياسى فى السودان عندما تحدى حكماً إنجليزياً ضد امرأة مارست ما يعرف باسم «الطهارة الفرعونية»، واعتبر رغم وقوفه ضد العملية نفسها أنه تدخل فى حرية فردية، أخذ نفسه بأنواع خاصة من الصيام الصمدى والصلاة الصوفية للوصول إلى أنواع من المعرفة والكشف، وكان ضد الخرافات والسحر والشعوذة بنفس الحدة التى كان يقف بها ضد الاتجار بالدين ورفع الشعارات الجوفاء التى سيطرت فى السنوات التالية على ما عرف بتطبيق الشريعة ومحاكم قطع اليد، وشرب الخمر، والشروع فى الزنى، وكان دائماً صاحب مواقف من قوانين سبتمبر الإسلامى، ويرى أنها مبالغات شكلية لستر فساد الحكم والحكام، فى حين أنه يرى أن نصرة الفقراء والمستضعفين هى أمر دينى لا مساومة فيه، وكان يرى أن حكم النميرى وحكم البشير هو حكم ديكتاتورى فاسد له غطاء دينى يوفره ظهور وغياب ميكيافيليه، وانتهازية علماء دين وفقهاء سلطة على رأسهم الترابى، وله كتاب صغير تحت اسم «هم وهابيون وليسوا أنصار السنة»، وقد جرت المحاكمة الأخيرة التى أعدم بعدها عن منشور صغير بعنوان «هذا.. أو الطوفان». وللشهيد موقف من إسرائيل أرسله فى خطابات إلى عبدالناصر يقترب فيها من فكرة «التحدى الحضارى» التى صاغها الكاتب أحمد بهاء الدين بعد حرب 67، وله قول «القضية ليست إسرائيل ولكن الخسران المبين يأتى من أننا نتمسك بقشور فى الدين وفى معرفتنا وتعاملنا مع الحضارة الغربية»، وكذلك للرجل مناقشة طويلة تقع فى كتابين لفكر «الإخوان المسلمون فى مصر» عن حسن البنا وسيد قطب. كما أفرد كتاباً خاصاً لمناقشة ظاهرة الترابى الذى يبدو أنه قد لعب دوراً غامضاً فى نهاية الشهيد محمود طه.
    ■ ■ ■
    هل نحن فى صحو أم أننا نيام! كيف يحدث هذا كله فى سنواتنا هذه دون أن ندرك أننا نعود إلى القرون الوسطى؟ كيف يعدم إنسان لأنه يفكر. قالت الصحفية الأمريكية جوديث ميلر بعد إعدام طه إنها حاولت مقابلة النميرى، سألته : لمَ قتلت محمود طه؟ رد النميرى «أنتم تقولون إنه معتدل، لكنه غير معتدل»، ولم يزد على ذلك ثم قال : «القرآن يوصى بقتل المرتدين، ولا يستطيع الرؤساء والملوك والسلاطين تغيير ذلك» ثم غطس النميرى فى كرسيه ودخل فى حالة من الصمت، جذب منديلاً ومسح حاجبه وبدا وكأنه قد نسى وجودى تماماً، مرر يده بذهن شارد على شعره المجعد، وجهه الذى كان متجسداً فى حضوره، قبل لحظات قليلة تهالك فجأة وتراخى فكاه وتمدد، عندها تنهد وأمرنى بالانصراف بتلويحة من يده، وكانت هذه آخر مقابلاتى مع الرئيس نميرى.. بعد أربعة أشهر ذهب جعفر النميرى.
    ■ ■ ■
    يبقى محمود محمد طه، ويبقى السودان ولكنه فقد هو الآخر وحدته، مع أن للشهيد طه كتاباً عنوانه «حل مشاكل الجنوب يبدأ من الشمال»، كان الرجل يعبد الله خالصاً ويفكر وكان يرى أن ارتباط الدين بالأخلاق أهم وأجدى من تدخله فى السياسة، فكره الدينى لا غموض فيه ولا التواء، هو يرى أن أصول الإسلام اكتملت فى «مكة» والتشريع المدنى قائم على ملاءمة التغير والتحولات. وهى مسألة قتلها الفقه والفقهاء. أما الإنسان الذى ظل الشهيد يبشر بميلاده فهو الإنسان الذى لا فجوة لديه بين القول والعمل «العارف» الذى ربط ربطاً معرفياً عضوياً بين عالمى الغيب والشهادة، فتحرر من الخوف.
    إذا لم يمتلك المثقف هذا النوع من الوعى الوجودى، أياً كان مصدره، فإن استغلال السلطة السياسية للمثقف عن طريق الترغيب والترهيب سيظل قائماً أبد الدهر، وسوف تستمر خيانة المثقف للمظلومين والمضطهدين قائمة هى الأخرى أبد الدهر.
    حطم فى حياته كل أنواع الاستعلاء بالمال أو بالجاه والسلطة أو حتى بالمعرفة. خلال كتبه ترى بساطة لا نهائية فى التعبير، كما ترى استخداماً حياً ومتجدداً وخاصاً لآيات القرآن الكريم ولحياة المعصوم، فترى بوضوح كيف توسع تجليات الحياة الجديدة من فضاء النص.
    ■ ■ ■
    إننا فى النهاية نشكر السودان على كتب وحياة الشهيد كما نشكره دائماً على ماء النيل.
    الكتاب: نحو مشروع مستقبلى للإسلام
    المؤلف: محمود محمد طه
    الناشر: رؤية للتوزيع والنشر
    2012

    http://http://www.masress.com/almasryalyoum/1573531المصدر
                  

01-24-2016, 08:06 PM

محمد الزبير محمود

تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 5698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدام رجل يفكر (Re: صلاح أبو زيد)


    في مثل هذه الأيام وفي أواسط يناير من كل عام تكتب الكثير من الصحف والمواقع الإلكترونية عن الفكر الجمهوري وصاحبه المهندس محمود محمد طه الذي حُكم عليه ونفذ فيه حد الردة في 18 يناير 1985 في عهد الرئيس جعفر النميري. فما هو الفكر الجمهوري والى اي شيء كانت دعوته؟ بدأ محمود محمد طه دعوته في منتصف القرن العشرين وألف كتابه الذي يعتبر العمدة في فكره في عام 1967 وسماه الرسالة الثانية من الإسلام واتبعه بالكثير من الكتب والمؤلفات من أهمها رسالة الصلاة وطريق محمد وفيها يفصل ويؤصل لفكره والذي نلخصه فيما يلي:
    يرى محمود أن الإسلام رسالتان، أولى تقوم على فروع القرآن أو قرآن الوصاية وهي الرسالة المحمدية، ورسالة ثانية هي الأحمدية تقوم على أصول القرآن ويسميها آيات الإسماح ويسمي قرآن الرسالة الأولى بالقرآن المدني والرسالة الثانية بالقرآن المكي ويرى أن الرسالة الأحمدية هي كلمة الله الأخيرة والتى ظلت مدخرة في القرآن بحكم الوقت لحين ظهور أمتها وظهور رسولها. يدعي محمود أن الله آتاه فهمًا جديدًا للقرآن نسخ بموجبه الشريعة وأحل محل أحكامها ما يسميها السنة، والسنة عند المسلمين تعني كل ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل او إقرار ولكنها عند محمود تعني ما تعبد به النبي الكريم دون المؤمنين. يقسم محمود الأمة إلى أمة المؤمنين وهم الصحابة والتابعون وكل المسلمين على مدى الدهور السابقة له، ويسمي قومه واتباع رسالته بالمسلمين ويرى ان النبي الكريم كان المسلم الوحيد بين قومه، ويرى ان ابا بكر كان اول المؤمنين ولم يكن مسلمًا ويرى ان النبي قد اتاهم من القرن العشرين. يرى محمود ان الشريعة كانت هي الأنسب لإنسان القرن السابع وكانت غليظة وشريعة وصاية حيث وصاية الرجل على المرأة والحر على العبد والمسلم على غير المسلم ويرى ان البشرية قد ارتفعت الى مستوى لا نحتاج فيها الى الوصاية ولا الى تلك الشريعة الغليظة وان مبادئ الحرية والاخيتار الشخصي هي التى يجب ان تسود مكان الشريعة التى عليها ان تتطور الى السنة.
    يقول: «وحين يتطور الإنسان بفهم الدين، في فهم الدين، يطور شريعته، تبعًا لحاجته ولطاقته، من القاعدة الغليظة إلى قاعدة أقل غلظة.. فالأفراد يتطورون في فهم الدين فيدخلون في مراتب الشرائع الفردية، والمجتمعات تتطور، تبعا لتطور الأفراد، فترتفع شرائعها من قاعدة غليظة إلى قاعدة أقل غلظة»
    يرى محمود ان المسلم في الفكر الجمهوري يقلد النبي حتى يصل الى مرحلة الأصالة والتى بموجبها يأخذ كل اصيل شريعته من الله مباشرة فتكون له عباداته الخاصة به فلا يقلد النبي بعد الاصالة بل ينتقل الى تقليد الله، ويرى الجمهوريون ان الصلوات المكتوبة في السنة ست صلوات لأن النبي كان فرضًا في حقه قيام الليل وبموجب تلك الأصالة التى زعمها محمود لنفسه فقد ترك صلاتنا ذات الخمسة اوقات والتي يسميها ذات الحركات مدعيًا انه يصلى صلاة الأصالة وكان يصوم صيام المواصلة المنهى عنه شرعًا ويسميه الصيام الصمدي كما لم يحج تبعًا لأصالته، اما شهادة الإسلام المعروفة فتصير عنده «لا إله إلا الله» مجردة من «محمد رسول الله» لأنه لا يحتاج لتقليد النبي فالأصيل كالنبي له عباداته الخاصة. يرى محمود ان الحجاب ليس أصلاً في الإسلام لأنه من شريعة الفروع التى كانت تناسب التى خرجت لتوها من الوأد كما يرى ان الجهاد والزكاة والطلاق وتعدد الزوجات احكام منسوخة ولا تصلح في عصرنا الراهن.
    يرى محمود ان الرسالة والنبوة لم تختم ويقول بعودة المسيح «المحمدي» حيث يرى انه المسيح المنتظر ليبعث للناس قرآن الأصول كما يرى ان لختم النبوة وقتًا ينتهي فيه ليجوز بعد ذلك ان يكون هنالك نبي، ويزعم لنفسه ذلك.
    الطامة الكبرى في فكر محمود انه يجعل للإنسان مقامًا يبلغ فيه مرتبة الإله من الكمال بل يكون الله حيث يقول النص في كتابة الرسالة الثانية: «ههنا يسجد القلب، وإلى الأبد، بوصيد أول منازل العبودية. فيومئذ لا يكون العبد مسيرًا، وإنما هو مخير. ذلك بأن التسيير قد بلغ به منازل التشريف، فأسلمه إلى حرية الاختيار، فهو قد أطاع الله حتى أطاعه الله، معاوضة لفعله.. فيكون حيًا حياة الله، وعالمًا علم الله، ومريدًا إرادة الله، وقادرًا قدرة الله، ويكون الله».
    ويقول ايضًا وفي نفس الكتاب: «إن هذا يعني أن حظ الانسان من الكمال لا يحده حد، على الإطلاق. موعود الإنسان من الكمال مرتبة الإله» بالطبع عند محمود هذا هو الإنسان الكامل وهو المقصود في القرآن الكريم بكل العبارات التى تشير الى الله تعالى بل هو الذي يدير الكون نيابة عن الله «تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا».
    ولنبدأ الآن في نقد الفكر الجمهوري:
    كيف يصل الإنسان لمرتبة الإله من الكمال وكيف يكون الله وقد اجمعت الرسالات وكل الأنبياء والرسل على اختلاف على التوحيد الا يكون لله شريك في اسمائه ولا صفاته وليس كمثله، كيف يكون الإنسان بمنزلة الإله ويكون الله والله تعالى يقول في سورة الشورى «فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ». من اين اتى محمود بهذا التعريف الغريب للسنة حيث يحصرها في عباداته او منهجه على المستوى الشخصي ليضع منهجين للشريعة والعبادة منهج يخصه صلى الله عليه وسلم ومنهج لأتباعه ؟؟ ألم يكن النبي الكريم يصلى كما نصلي اليوم ويأمرنا بذلك، الم يحج كما نحج ويقول خذوا عني مناسككم ؟؟؟: «عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان» رواه البخاري ومسلم. فمن الذي وقت لانتهاء صلاحية العمل بهذا الحديث وقد اطلقه النبي الكريم هكذا وحدد فيه اركان الاسلام التى هدمها محمود ركنًا ركنًا؟ فالشهادة عنده تنتهي ب «لا اله الا الله» المجرد، فعلى اي اساس بتر منها محمد رسول الله مدعيًا انه لا يقلد الرسول؟ على اي دليل يستند محمود في ترك الصلاة الواردة في الحديث ليستبدلها بصلاته المبتدعة والتى يسميها بصلاة الأصالة؟ من الذي اوحى لمحمود برفع الزكاة وإلغائها لتحل محلها الشيوعية الاقتصادية فينفق الفرد ما زاد عن حاجته إلزامًا وهذا يعني ضمنًا نسف المواريث لأن الميراث لا يقوم من دون موروث فائض عن الحاجة. والحج ايضًا نسفه محمود ولم يحج كما ذكرت بنته أسماء، لا عجزًا ولكن لأنه أصيل وله عباداته الخاصة به !!! اما الصوم فقد استبدله محمود بالصيام الصمدي وهو صوم المواصلة المنهي عنه.
    محمود يدعي ان الله آتاه فهمًا خاصًا واذن له بالكلام ولم يستطع هو واتباعه من بعد ان يثبتوا كيف اعطي هذا التفويض ولم يقدموا دليلاً واحدًا على ذلك.
    تطوير الشريعة التى يدعيها محمود ايضًا بدعوى ارتفاع البشرية عن مستوى الشريعة يكذبه الواقع قبل النصوص، فمن فينا اكمل إيمانًا من ابي بكر واعدل من عمر واكثر إنفاقًا من عثمان واشجع من علي رضي الله عنهم حتى نكون نحن أعلى من مستوياتهم؟ من فينا شهد الصحبة وتعلم على يديه الكريمتين وتبرك بمصافحته وتقبيل بطنه ودعائه صلى الله عليه وسلم له بل وبشهوده لهم بالجنة حتى نكون ارفع منهم، ومن فينا شهد البيعة وكان من اصحاب الشجرة الذين نزل فيهم قرآن بالرضى عنهم يتلى أبد الدهر؟ كيف يكون القرن العشرين افضل من صحابة رسول الله والقرن العشرين وما تبعه يشهد تقنين زواج المثلين وتجارة الخمور وادوات ومواقع الفاحشة تباع على قارعة الطريق في جل اركان الأرض؟ أينا احق بالحجاب، نساء القرن السابع الذي يقول شاعرهم انه يغض الطرف إذا ما بدت له جارته ام نساء عصرنا حيث تحاصرهن الكاميرات وآلات التصوير والتحوير والتزوير والنشر في جوالاتنا وسياراتنا وشاهقات المباني تصور ليل نهار.
    كيف يصير الإنسان اصيلاً ليأخذ شريعته من الله مباشرة واين العدالة هنا في توزيع التكاليف وكيف تقام الحدود وتحد الحرمات ولكل شريعة ولكل حلاله وحرامه الذي يختلف من بلد لآخر بل من فرد لفرد فبشرع مَن نحتكم وبدين مَن نقيم الحقوق والعقود والعهود؟
    إنها شريعة الغاب وعصر الفوضى ونسف القيم!! بالطبع لم يسكت المسلمون على ما يدعيه محمود فقد عقدت له محكمة في الستينيات وحكمت عليه بالردة ولكنه افلت من التنفيذ لعدم وجود إرادة في وقتها ولعدم وجود قانون ردة حينها.
    كان محمود من مناصري النميري لأنه كان يرى في حكمه الليبرالي حينها خلاصًا من دعاة الشريعة الذين كان يسميهم بدعاة الهوس الديني ولذا سكت على جرائم مايو المريعة في الجزيرة ابا وودنوباوي. وعندما أعلن النميري قوانين الشريعة الإسلامية في العام 1983 اصدر محمود محمد طه منشورًا رفض فيه الشريعة ووصفها بأنها قوانين تذل البشرية فتم القبض عليه فعقدت له محكمة ردة وحكمت عليه بالإعدام ليؤيد الرئيس النميري الحكم وتنكر أقرب الأقربين له ويقرون بضلاله علنًا في التلفاز في تخاذل وخذلان مريع قل مثله في التاريخ، وينفذ فيه حكم الردة يوم 18 يناير 1985 وتلقى جثته في مكان مجهول ولم يصل عليه فرد ولا جماعة. الغياب المباغت والموت المفاجئ لمحمود ترك اتباعه في ذهول حيث كان بعضهم يعتقد في نبوته وانه لن يموت ولن يستطيع الشعب السوداني بأسره ان يأخذ شعرة من رأسه. بموته فقد الجمهوريون الأصيل والمشرع الأوحد ولم يكتب حرف واحد في الفكرة بعد ان توقف مداد محمود ليتشتت اتباعه في تنظيمات اليسار وغيرها من الفرق العلمانية ويؤسسوا موقعًا الكترونيًا جمعوا فيه كتبه ومؤلفاته ومنشورات الفكرة كما حولوا داره المتواضعة في ام درمان الى مركز محمود محمد طه الثقافي وهكذا انطوت تلك الفترة وانتهى ذلك الهراء وهوى الصنم الى الأبد وبقيت الآثار والركام التى تتحرك في يناير من كل عام.
    محمد الزبير محمود -
                  

01-24-2016, 08:56 PM

ABDALLAH ABDALLAH
<aABDALLAH ABDALLAH
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 7628

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدام رجل يفكر (Re: محمد الزبير محمود)

    Quote:
    في مثل هذه الأيام وفي أواسط يناير من كل عام تكتب الكثير من الصحف والمواقع الإلكترونية عن الفكر الجمهوري
    وصاحبه المهندس محمود محمد طه الذي حُكم عليه ونفذ فيه حد الردة في 18 يناير 1985 في عهد الرئيس جعفر النميري.

    محمد الزبير محمود
    وما الذى يضيركم فى ذلك؟
    أكتبوا ما شاء لكم عن القاتل الطاغيه السفاح نميرى
    ولا شأن لكم فى الآخرين ممن يكتب عن شهيد الفكر والرأى محمود محمد طه بسبب منشور.
    ومعلوم أن السفاح نميرى لم يغتال الشهيد محمود فقط بل إغتال الشهيد الإمام الهادى ومعه الآلاف من الإنصار
    وهدم مئذنة مسجد السيد عبدالرحمن المهدى بودنوباوى .
                  

01-24-2016, 10:20 PM

صلاح أبو زيد
<aصلاح أبو زيد
تاريخ التسجيل: 01-29-2011
مجموع المشاركات: 1434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدام رجل يفكر (Re: ABDALLAH ABDALLAH)

    تحياتي العزيز عبدالله عبدالله:

    الذي يضيرهم و يؤرقهم هو أن ذكرى استشهاد الأستاذ محمود اصبحت يوما للتذكير بمآسي القوانيين المقيدة لحرية الفكر، والتذكير بالحق الإنساني الأصيل في حرية الإعتقاد ،وإحياء النضال ضد قانون حد الردة
                  

02-29-2016, 05:07 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدام رجل يفكر (Re: صلاح أبو زيد)

    سلام صلاح ابوزيد شكرا بوست مفيد
                  

02-29-2016, 05:30 PM

وائل حمزه الزبير
<aوائل حمزه الزبير
تاريخ التسجيل: 07-04-2014
مجموع المشاركات: 1769

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدام رجل يفكر (Re: Sabri Elshareef)

    الاخ صلاح ابو زيد

    عن نفسي اعتبر نفسي جيل من أجيال وطني السودان .. ما اريد معرفته حينما نتحدث عن الفكر والمفكرين .. ما قولك في فكر لم نرى له شيء في حياتنا .. بمعنى حينما يكون الفكر مركوناً في التوابيت المظلمة ولا أثر له إلا بضع وريقات على الاسافير .. أين هو فكر المفكر محمود واثره في الحياة ؟؟ أين هم الجمهوريون من واقع السودان والسودانيين على مر التاريخ عقب وفاة المفكر محمود .؟؟

                  

03-01-2016, 05:40 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعدام رجل يفكر (Re: وائل حمزه الزبير)

    سلام يا أستاذ صلاح أبو زيد

    ونهديكم خريدتكم التي لا نمل قرآءتها

    Quote: عبد السّلام

    (عبد السلام) إثيوبي لاجئ قدم إلى السودان في بداية الثمانيات [ومعظم اللاجئين يتخذون أسماء جديدة بعد دخولهم السودان وتكون قريبة من الأسماء السودانية]،

    وعاش في إحدى مدن الشرق التي اشتهرت بهم، ساقه القدر وعبر مكاتب معتمدية اللاجئين، حيث اعتاد اللاجئون الوقوف أمام المكتب أمامهم خياران،

    الترحيل إلى معسكرات اللاجئين السيئة، بظروفها الغير إنسانية، أو الخيار الثاني هو الانتظار بالقرب من المساجد حيث كانوا يقدمون أنفسهم للمصلين

    حين خروجهم بعد الصلاة، فقد درج أثرياء تلك المدينة إيواء بعض الشباب الذكور، في منازلهم أو توفير سكن خاص بهم مع بعض اللاجئين، وهو تقليد حميد.

    اما (عبد السلام) صديقنا، الذي اقترب من باب احد المساجد وساقه حظه إلى رجل فاضل وأب سوداني حكيم، قدّم نفسه إليه وهو يتحدث بعربية يمنية محدودة،

    لأنه ينحدر من أقاليم إثيوبيا التي عرفت اليمن، والمدرسين اليمنيين، وإقليمهم تواجدت فيه أقلية إثيوبية مسلمة. لكن (عبد السلام ) نفسه لم يكن مسلما،

    مضى (عبد السلام) مع هذا الأب السوداني، الذي أخذه لأبنائه معلنا لهم انه سوف يقيم في بيت الضيوف (الخلوة)

    وطلب منهم محاولة التعرف عليه والتكلم معه باللغة الإنجليزية التي يجيدها.

    كنا حينها في نهاية المرحلة الثانوية، وبإنجليزية تلك المرحلة والكثير من العربية المكسرة ، تعرفنا على قصته، (فعبد السلام)

    طالب في المرحلة الجامعية، لم يكملها، لأنه انضم لتنظيم طلابي، لمصادمة نظام منقستو، لأنهم أحسوا بالظلم الممارس تجاه إقليمهم،

    بالرغم من الاتجاه الاشتراكي لتنظيمهم الثوري، خرجوا لمعارضة النظام الشيوعي في بلادهم، و عرفت كذلك إن (عبد السلام)

    ترك السلاح والغابة وقدم إلى السودان، عبر رحلة شاقة جدا سيرا على الأقدام و لأيام طويلة، لأنه اختلف مع قيادة التنظيم الطلابي، في (التكتيك) .

    كان على (عبد السلام) أن يهيئ نفسة للحياة في تلك المدينة، التي أسست ثوابت تفرقة في التعامل مع الاثيوبين،

    كمناداتهم بكلمة حبشي لأنها ارتبطت في ذاكرة السودانيين بالصفات الذميمة وفق الأحاديث الدينية التي تسب الحبش

    (كالحبشي اذا جاع سرق وإذا شبع زنى) ، و لامكان - في ثقافة الاستعراب التخيرية المنحازة- للأحاديث التي تمجد النجاشي و فضله على المهاجرين!!!

    فعقلية الاضطهاد تتخير مقولاتها بلا خجل.

    كان على (عبد السلام) أن يعد نفسه لمثل هذا المجتمع العدائي، المجتمع الذي يدير و يتربح من تجارة (الدعارة) و الخمور البلدية ،

    ويعلق كل الفساد في شماعة الوافدين (الحبش)، كانت البلدية تتكسّب، ورجال الأعمال الذين يؤجرون البيوت ويديرون هذة التجارة الرائجة،

    يكسبون والشباب الذين يعملون في مكاتب اللاجئين يستغلون حاجة اللاجئين ورغبتهم للسفر إلى العاصمة، يستغلونهم لدفع المال مقابل استخراج الرخص

    ليتمكنوا من ركوب باصات السفريات، هذا إذا قدر لهم الانفلات من عساكر التفتيش في نقاط العبور ، ف

    قد كان بعضهم لا يعترف بهذة التراخيص، خاصة إذا كانت المسافرة فتاة من اللاجئين.

    سوق العمل كذلك كان يتيح المهن الشاقة ذات العائد الضعيف جدا، وكنت أتخيل حينها، أن (عبد السلام) و بلغته وتعليمه النصف جامعي

    سوف تنفتح أمامه فرص أحسن، وذلك حسب عقلية ذلك العمر، ماكنت امتلك مقدرة التبصر في حقيقة ذلك المجتمع العرْقي،

    الذي لا يحب النظر في عين الإثيوبي حتى لا يرى عورة حقيقته، تهربا من سلالته الحقيقية وتاريخه،

    رغم كل ذلك فقد كان ذلك الأب عطوفا وإنسانيا مع (عبد السلام) فكان يعامله معاملة راقية، ولم يقم بتشغيله ليقوم بأعباء منزلية

    أو يستفد منه في أداء مهام خدمية خاصة به أو بأسرته، فقد أصر أن يعامله كضيف مكرّم معزّز، لم يسئ له في يوم من الأيام،

    ومن يتعامل مع (عبد السلام) يعرف أخلاقه النبيلة، وكيف كان ينادي زوجة ذلك الرجل الذي آواه (يُمّه) و( أبوي) تخرج حقيقية،

    ولا أنسى كيف كان يمد يديه ليأخذ طعامه، يمد يديه بالطريقة الإثيوبية التي تحمل معنى الوفاء والمحبة والشكر[2]

    لا انسي كيف كان يقف أمام (أمه) السودانية الجديدة وهو يتحدث معها بكل أدب واحترام وتهذيب أصيل،

    لقد اتيحت لي فرصة التعرّف عليه عن قرب رغم فارق السن . كان يهتم بالكتب التي أطالعها، دائم التساؤل عن محتواها،

    وكنت أميل للبحث في كتب السلف ككثير من أبناء الأقاليم المظلومة بحثا عن إجابة في الدين عن الظلم الاجتماعي وتقاسيم المدن

    في العهد المايوي، ما أثار انتباهي انه دأب على الذهاب إلى مسجد المدينة، لم يطلب منه احد أن يفعل ذلك، ولم يخبر هو شخص

    إنما كان يمشي إلى المسجد دون أن يحس به الناس، وقد يكون بحثا عن الدين أو خلافه، ما أثار انتباهه أني كنت مولعا بحوار

    الجمهوريين في الأسواق وكتبهم و اقضي الساعات الطويلة في مطالعتها استعدادا لملاقاتهم في المساء، ومن غير أن يحس

    به أحد أخذ عبد السلام يهتم بهذة الكتب وبتصفحها وأصبح يغشى أركان الجمهوريين في السوق يوميا يريد أن يعرف ما يدور فيها،

    قمت بتحذيره من أفكارهم ومن اركانهم ، و أصبحت مهمتي حمايته من الزنادقة حسب ماكنت أراه حينها، ولكن بمرور الزمن لاحظت

    انه يداوم على حضور حلقات النقاش في السوق، وحاولت أن أبعده عنها لكنه رفض أن يستجيب ، بل أصبح يحضر معه كتب الجمهوريين،

    كتب عن الصلاة وكيفية الصلاة، و صار يحاورني حوارا صعبا، و لحظت انه كان معجبا بهم وفي طريقتهم في النقاش،

    فساورني شك فقد يكون هنالك شخص من هؤلاء الزنادقة متخصص في غزو عقول اللاجئين!!

    ذهبت معه إلى ركن من حلقاتهم، ودهشني انه كان ، يقف في الصفوف الخلفية ولا يعيره أي شخص اهتمام بل لاحظت أن الجمهوريين

    الواقفين في الركن لا يعرفونه و لا يعرفون اسمه حتى أو جنسيته، أضف الى ذلك أن (عبد السلام) كان صموتا مهذب قليل الكلام مع الآخرين،

    يتابع بعينين مدربتين على الغابات و ترصد الموت المباغت، -لاحظت هذا عندما كان يتابع الأخبار من المذياع الصغير الذي كان دائما يحمله معه،

    يتابع بعقلية ثاقبة، الأخبار قبل شروق الشمس، حتى أنني اعرف قدوم الصباح بصوت الراديوو اللغة الإثيوبية المميزة-.

    كان (عبد السلام) يحضر الأركان ولا يسأل ولا يشارك طبعا تهيبا من نبرة المعارضين وأنصار السنة وغيرهم الذين كان يغيظهم

    منظر هذة الأركان المختلفة، ورغم ذلك لم يهدأ لي بال، حتى أنني استجوبته بطريقة بوليسية، عما إذا كان يعرف منازل الجمهوريين

    وسألته عن أسماء دون أن اذكر له ماهية أصحابها، كل يوم وبطريقة غير مباشرة، اذكر له اسما لواحد من الجمهوريين، وكان يجيب بالنفي!!!

    وكنت أعجب ما الذي شده إليهم وهو لا يجالسهم وهم لا يعرفونه ؟؟ و حذرته من التعرف ببعض الأسماء (وهي أسماء بعض الجمهوريين) بحجة أنهم غرباء جاؤا من مناطق أخرى!!

    وحسبت أن المسألة مسألة وقت فسوف ينسى عاجلا أم آجلا. والغريب انه لم يكن يرتاد قلب المدينة النابض، حتى ينشغل وينسى.

    لاانسى طيلة حياتي حينما باغتنى احد الأيام - وكان ساعتها يعلمني كيف احفظ نشيد ثوري إثيوبي بلغة الامهرا-،

    حين سألني عن معنى ( الإنسان الكامل) ؟؟! وصعقت حين أتضح لي انه كان يمتحنني وما كان يبحث عن إجابة،

    لأنه واصل حديثه يحاورني بلسان حال الجمهوريين؟؟ وأحسست انه مأسوف عليه لأنه فارق أهل السنة والجماعة،

    و أصبح يحضر كتبهم بصور منتظمة إلى البيت ويقضي فيها الساعات الطويلة دون مساعدتي.

    ورغم ذلك عمدت لإبعاده كل ما تحينت لي الفرصة.

    أصبح (عبد السلام) صديقا لأركان الجمهوريين دون الانضمام إليهم بصورة

    رسمية فقد كان لا يزال متهيبا من ذلك المجتمع الذي يزفه فيه الأطفال كلما استفردوا به

    متصايحين (حبشي حبشي قرناتي) والتي لا اعرف معناها حتى الآن ؟؟

    خرجت من تلك المدينة لمواصلة دراسة الجامعة وتركته يعمل في مزرعة في أطراف المدينة، غفير و مزارع

    في نفس الوقت يبتدئ يومه قبل بزوغ الفجر يحمل على كتفة ويحفر و يعرق ويجهد، إلى أن قدّم مع جموع

    اللاجئين للهجرة لأمريكا حيث تم نقلهم في مجموعات في أوائل التسعينات.

    التقيته في الخرطوم صدفة (بعد عدة سنوات من الانقطاع) وهو يعد أوراقة في مكتب المعتمدية استعدادا للهجرة لأمريكا،

    جلست معه في كافتريا ابوجنزير وأضحكني بانبهاره بكثافة العربات في الشوارع و كثرة الناس في قلب العاصمة وأبدى اندهاشه بكل ذلك.

    فتح عينيه مستغربا حين علم رأيي في قوانين سبتمبر والحدود والإسلام السياسي !!

    وحدثته عن الديمقراطية والحرية و فصل الدين عن الدولة!!

    حقيقة، لم يتسنى لي في تلك الجلسة معرفة ما بقي معه من ذكرى تلك المدينة وأركان الجمهوريين وهو ينوي مغادرة السودان،

    كان مشغولا ومتعبا، ربما من الرحلة القاسية في سبيل الهجرة إلى أمريكا، ربما انه طوى تلك الصفحة، من كتاب مدن الشرق الغامضة؟؟

    لاحقا عرفت انه استقر في(فيرجينيا) وكان يراسل الأسرة التي استضافته.

    صلاح ابوزيد

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de