بلاغ ... للضمير العام...

Quote: هي ليست المره الاولي التي ترد فيها اخبار مزعجه من دار رعاية الطفل بالمايقوما حول معدلات الوفيات او المشاكل التي تواجه الدار, غير ان القلق الان تحول وبفعل الارقام الاخيره للشهر المنصرم تحول الي مافوق ذلك, او فالنقل الي ماهو اقرب في الوصف الي الماساه, ونهار الاثنين الذي شهد وفاة ثلاث اطفال دفعه واحده بكت مجموعه من النسوه المقيمات جوار دار الرعايه وهن يحدقن في ثلاثه جثامين تخرج في طريقها الي المقابر ... لاعلاقه للنساء بالمتوفين ولكنهن امهات في النهايه ... سالت دمعاتهن .. ونحن بالبكا .. حيث لايبكي علي هؤلا احد.

Quote: احصائيات لا تكذب وفقا للاحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الرعاية الإجتماعية فإن التوزيع الولائي للأطفال مجهولي الوالدين للفترة 2006 - 2008 تشير إلى تقارب النسب المئوية لكل الولايات, وبالعودة لإحصائية أخرى تبين ان معدل الزيادة فى أعداد الأطفال مجهولي الوالدين فى ولاية الخرطوم الذين تم إيداعهم لدار الطفل بالمايقوما فى الفترة من 1998 إلى منتصف العام 2008 تشير الى أن متوسط الزيادة السنوي هو 5.65% و أن نسبة الزيادة في عشرة أعوام بلغت 41% تقريبا, ويوضح ذات المصدر أن الرعاية الأسرية قللت نسبة الوفيات وسط هؤلاء الأطفال بنسبة 34.93% (من 84.68% إلى 49.75%) للفترة من 1998 إلى 2007. وفى عام 2008 توفي 6 أطفال فقط من بين 409 أطفال أودعوا لدى أسر بديلة, وكشفت المسودة عن جهود رسمية و غير رسمية تبذل من أجل رعاية و حماية الأطفال مجهولي الوالدين من ناحية و إحتواء هذه المشكلة و تحجيمها من ناحية أخرى. وان الجهود الرسمية تتمثل فى حقوق كفلها الدستور الانتقالي لعام 2005 و في سن تشريعات و قوانين خاصة بحماية الأطفال مثل: قانون رعاية الأطفال لسنة 1971 وهو القانون الوحيد على المستوى القومي المتخصص فى الأطفال مجهولي الوالدين و معالجة أوضاعهم, وكانت مسودة السياسة القومية لرعاية الأطفال مجهولي الوالدين قد حددت عدة محاور أبرزها المحور الديني والاجتماعي والصحي والاعلام والمناصرة بجانب محور التشريعات القانونية وخدمات الصحة والتعليم , وحدد محورالرعاية المؤسسية الغاية من الرعاية المؤسسية المتكاملة هي التمهيد لدمج الأطفال مجهولي الوالدين في أسر كافلة بطريقة تحقق لهم حياة طبيعية كريمة, وأن الإيواء فى دار الرعاية مرحلة مؤقتة لأن تنشئة الطفل مجهول الوالدين في كنف أسرة طبيعية هو الحل الأمثل الذى يحقق مصلحته الفضلى في تنشئة سليمة, وانه ووفقا للتعاليم الدينية و المواثيق العالمية لحقوق الطفل لا بد من إيواء و رعاية كل طفل مجهول الوالدين بما يضمن حمايته الى حين دمجه, وأوردت المسودة عن وحدة حماية الأسرة و الطفل أنها معنية بالعمل على حماية الأطفال مجهولي الوالدين عبر اجراءات عديدة من بينها وضع سلامة الأطفال و الحفاظ على حقهم فى الحياة كأولوية قصوى؛ وإحالة الأطفال مجهولي الوالدين إلى أقرب مستشفى على وجه السرعة وبمنتهى الحساسية, بطريقة صديقة للطفل و بواسطة أشخاص مدربين؛ بجانب توليها إجراء التحقيقات الجنائية اللازمة فى عدة حالات من بينها الوفاة بدار الرعاية أو الأسرة البديلة, الإساءة أو الاستغلال أو الاتجار فى الأطفال, الإهمال أو التقصير فى المسئوليات الوالدية, القتل أو الشروع فى القتل, حالات التبني غير الرسمي..

Quote: ..شواهد القبور تحكي (في مقابر الصحافة بالخرطوم قد تصادفك (رقشة) أو عربة أخرى تحمل جثمانا لطفل صغير .. مثله مثل الأطفال الآخرين المتوفين فقط يختلف في أن الجثمان يأتي بصحبة سائق المركبة فقط .. ويتولى العاملون في منظمة حسن الخاتمة الصلاة على الجثمان ود فنه.. ذلك الجثمان الذي يصادفك هو واحد من مئات الموتى من الأطفال مجهولي الأبوين بدار الرعاية بالمايقوما .. ضمتهم المقابر بعد رحلة قصيرة من الحياة تنكر فيها الأبوان وألقوه بعيداً عن رعايتهما ..فعبر دار الرعاية سريعاً ليدفن في مقابر الصحافة بدون رفقة الأسرة أو إدارة دار المايقوما .... المئات يتوزعون على المقابر وبالطبع بلا شواهد قبور، ولكن لو كان الموتى يتكلمون لفضحوا مأساة المجتمع الذي لفظهم ودور الرعاية التي تدفع بأغلب الواصلين إليها الى المقابر بدلا عن شيطان الحياة ..وإذا ما كان الجاني مجهولاً فإن الضحية معلومة ومابين الادعاء والمرافعة مسرح لا يتغير عرضه ولا ممثلوه .. خلفياته بلون الحزن..هي مقابر.. وهم موتى صغار ... ولكن التراب الذي غطاهم لايستقيم ان يغطي المأساة .. )هذا جزء مما كتبته قبل عام تقريباً ..وهاهو مشهد المأساة نفسه يتكرر , وللأسف فإن الاختلاف الوحيد ان دار المايقوما تكاد تكون في طريقها لتصبح هي المقبرة من كثرة الوفيات..

Quote: اسئلة غير قابلة للدفن تذكروا وأتذكر معكم ما قاله لي مشرف يتبع لمنظمة حسن الخاتمة اسمه حسن احمد كان يتولى دفن الأطفال بالمقابر ذات يوم تعليقاً على وفيات الأطفال طرف دار الرعاية قالي لي بحزن الأب ( نعم انا تنتهي مسؤوليتي بإجراءات الدفن فقط ولكني انسان قبل الوظيفة، ومن حقي ان اتساءل دون ان اتهم احداً بالتقصير .. انا منزعج لأنني من واراهم الثرى هنا ) ولم يكمل فقد غلبته دموعه ... ثم اضاف ( قد يلجأ احدهم لمحاسبتي ولكنني منحاز لانسا نيتي طالما لم اخطئ في حق أحد ) ..أيها السادة زورا مقابر الصحافة، وانظروا لتلك القبور التي لاتحمل شواهد ..لتروا المأساة ..وذا كان من وظيفته الدفن تذرف عيونه الدموع بإنسانية ..اتركوا مقاعدكم الوثيرة وتفقدوا المقابر فربما سمعتم حديث الموتى ..فالموتى يتكلمون ولكن من يسمع ..من يحاسب ..من .. يالقسوة هذي القلوب .. فقط لأن هؤلاء الأطفال لا سند لهم ..و.. وهنا لأحد يمكن ان توجه إليه المناشدة سوى الضمير العام .. ضمير الدولة ..وضمير المجتمع ..وضمير من يواجهون الموت الجماعي من اطفال ابرياء بينما الجميع يدمنون الصمت ..وزارات كانت او منظمات او كل من يرى ما يجري ويصمت .. سيدتي وزيرة الرعاية الاجتماعية سامية محمد, السيد وزير العدل والنائب العام ..سيدتي وزيرة الشؤون الاجتماعية ولاية الخرطوم ..السادة المجلس القومي لرعاية الطفولة .. وحدة حماية الأسرة والطفل، جميع مسؤلوا الدولة ..هذا أوان التحقيق ادفعوا بأوراق المساءلة ..فالأطفال قد ماتوا نعم ولكن اياكم وإيانا موت الضمير .. .

Quote: >>>>>

Quote: يا للعار الذي نحمله كل يوم جراء الصمت

Quote: لخرطوم (رويترز) - قال مسؤولون يوم الثلاثاء إن وفاة 77 طفلا في دار الايتام الرئيسية بالسودان أدت الى اجراء تحقيق كبير في القضية التي كشفت محنة الاطفال الذين تتخلى عنهم امهاتهم في البلاد. قال نيلس كاستبرج ممثل اليونيسيف في السودان لرويترز مشيرا الى دار الايتام الحكومية التي حدثت بها الوفيات "رأينا الارقام الرسمية وهي مروعة. وارحب بقرار اجراء تحقيق في الوضع الحالي في دار المايقوما." ودافع مدير منظمة (انا السودان) الخيرية التي تدير دار المايقوما للايتام بالخرطوم عن سجله العملي وقال لرويترز انه انقذ ارواح الالاف من الاطفال واضاف ان الوفيات لا يمكن تفاديها نظرا للحالة الصحية للرضع لدى وصولهم الى الدار. وقال محمد محي الدين الجميعابي مدير المنظمة ان الاعداد كبيرة وانهم تسلموا في الشهر الماضي 64 طفلا خديجا معظمهم يعاني من تسمم الدم ولا يستطيع عمل شيء لهم. وقال ان معظمهم ولد قبل الاوان وفي اماكن غير صحية وعثر عليهم في قنوات المياه او المجاري ويحتاجون الى حضانات لكن من الصعب جدا الحصول على حضانات هناك. وتشير تقديرات الامم المتحدة الى ان المئات من الرضع تتخلى عنهم امهاتهم في الخرطوم كل عام نتيجة لعجزهن عن تحمل وصمة ولادة طفل خارج اطار الزواج. ويلاقي نصف الرضع حتفهم قبل ان تصل اليهم يد المساعدة. ويوضع معظم الرضع الذين يتم العثور عليهم في شوارع العاصمة السودانية في دار المايقوما حيث تحاول السلطات ايجاد عائلات تأويهم. وقالت وزارة الرعاية الاجتماعية وشؤون المرأة والطفل في الخرطوم لرويترز يوم الثلاثاء ان 77 طفلا لاقوا حتفهم في دار الايتام في سبتمبر ايلول وهو اعلى رقم يسجل في غضون اربعة اعوام. وقالت منى مصطفى خوجلي مديرة ادارة الشؤون الاجتماعية بالوزارة ان هناك لجنة تقدم التفاصيل بشأن كل الاوضاع بدءا من الاغذية. وقالت انه يمكن تفسير هذا العدد من الوفيات بدخول عدد أكبر من المعتاد من الرضع في حالة صحية واهنة. من اندرو هيفنز

Quote: وعندما بلغ عدد وفيات الأطفال في وضعية مجهولي الوالدين بدار المايقوما عدد 77 طفلا, كتبت في هذه الصحيفة وبحزن بلاغاً الى الضمير العام .. .وذكرت لذلك الضمير بأنها ليست المرة الأولى التي ترد فيها أخبار مزعجة من دار رعاية الطفل بالمايقوما حول معدلات الوفيات أو المشاكل التي تواجهها الدار , غير ان القلق في نهاية سبتمبر الماضي تحول وبفعل الأرقام الأخيرة للشهر نفسه تحول الى ما فوق ذلك , أو فنلقل الى ماهو اقرب في الوصف الى المأساة , وكتبت يومها عن مشهد وفاة ثلاثة أطفال دفعة واحدة وفي يوم واحد .. حيث بكت مجموعة من النسوة المقيمات جوار دار الرعاية وهن يحدقن في ثلاثة جثامين تخرج في طريقها إلى المقابر ...لا علاقة للنساء بالمتوفين ولكنهن أمهات في النهاية.. سالت دمعاتهن ..ونحن بالبكاء ..حيث لا يبكي على هؤلاء أحد .. وطلبت من الجميع وفي مقدمتهم مسؤولي الرعاية ان يزورا مقابر الصحافة للنظر في تلك القبور التي لا تحمل شواهد ..ليروا المأساة .. وطالبت المسؤولين ..بترك مقاعدهم الوثيرة ليتفقدوا المقابر فربما سمعوا حديث الموتى..فالموتى يتكلمون ولكن من يسمع ..من يحاسب ..من .. يا لقسوة هذي القلوب .. فقط لان هؤلاء الأطفال لا سند لهم ..و.. ,

Quote: ...ويومها لم يكن ثمة احد لتوجه إليه المناشدة سوى الضمير العام.. ضمير الدولة ..وضمير المجتمع ..وضمير من يواجهون الموت الجماعي من أطفال أبرياء بينما الجميع يدمنون الصمت..وزارات كانت أو منظمات أو كل من يرى ما يجري و...يصمت .. سيدتي وزيرة الرعاية الاجتماعية سامية محمد, السيد وزير العدل والنائب العام..سيدتي وزيرة الشؤون الاجتماعية ولاية الخرطوم ..السادة المجلس القومي لرعاية الطفولة .. وحدة حماية الأسرة والطفل جميع مسؤولي الدولة . .هذا أوان التحقيق؛ ادفعوا بأوراق المساءلة ..فالأطفال قد ماتوا نعم ولكن إياكم وإيانا موت الضمير.. .. وإذا ما كان الجاني مجهولاً فإن الضحية معلومة ومابين الادعاء والمرافعة مسرح لا يتغير عرضه ولا ممثلوه .. خلفياته بلون الحزن ..هي مقابر .. وهم موتى صغار ... ولكن التراب الذي غطاهم لا يستقيم ان يغطي المأساة .. , والمحزن ان ما كتبته عن وفيات الأطفال بالمايقوما قبل عام وقبل شهر وما اكتبه الآن هو عن ذات المأساة التي تتكرر , وللأسف فإن الاختلاف الوحيد أن دار المايقوما تكاد تكون في طريقها لتصبح هي المقبرة من كثرة الوفيات... لا فرق بين وفاة 77 عن شهر سبتمبر الماضي ووفاة 21 في الاثنا عشر يوما الأولى من نوفمبر الجاري ..., والمحزن جدا ان العالم يحتفل هذه الأيام بمرور الذكرى العشرين لاتفاقية حقوق الطفل ومن حق كل الجهات المعنية بالطفولة ان تحتفل .. غير ان الاحتفال الحقيقي الذي ننتظره هو إيقاف الموت المجاني الذي يعاني منه الأطفال بدار الرعاية بالمايقوما ..

Quote: أحد عشر دستة من البشر .... ذات الحال يجري اليوم مع اختلاف العمر والتاريخ.. طبعا للجهة الأكثر مأساوية..فهؤلاء الصغار الضحايا إحدى عشرة دستة من البشر .. ماتوا دون ان تسمح أعمارهم ووضعهم الصحي بالصراخ والعويل كما ضحايا عنبر جودة .. بمعنى أن الصغار ماتوا بالإهمال والمرض بل وفي صمت.. فمن لهم بصلاح .. ومن لهم بتوثيق الفجيعة .., مات أولئك المزارعون وهم محبوسون في قفص الحديد .. ويموت هؤلاء الصغار في قفص اللامبالاة فقط لأنهم مجهولو الوالدين ولا أحد من الأسر يفتقدهم فلا أم أو أب يسيل الدمع لموتهم ... قفص دار للرعاية لا تلفت الأنظار إليها بحجم عملها بقدر ما تلفت الأنظار بعدد الجثامين التي تخرج منها ومع ذلك لم يقم أحد عزاءً أو اعترافاً معلناً بالقصور والعجز ... حتى ذاك الحين .. الثوب كفن تذكروا قرائي .. هذه الوزيرة أميرة الفاضل وهي نفسها الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة قد بذلت ما بذلت في السابق لحماية الأطفال ولكن ثوبها الأبيض يماثل الآن كفن الأطفال الأموات ...

Quote: معليش يا النعيم خطاء في الوجه المصاحب

Quote: حسبي الله ونعم الوكيل

Quote: حسبى الله ... ونعم الوكيل...

Quote: نعيم ازيك لماذا لا يتم امر ادارة الدار الى منظمة او جمعية اخرى غير انا السودان بعد ان اثبتت فشلها وبالارقام؟؟؟ ام ان للامر علاقة بالجميعابى وتشعبات ميوله الموالية للحكومة؟؟؟ مجرد سؤال

Quote: لماذا لا يتم امر ادارة الدار الى منظمة او جمعية اخرى غير انا السودان بعد ان اثبتت فشلها وبالارقام؟؟؟ ام ان للامر علاقة بالجميعابى وتشعبات ميوله الموالية للحكومة؟؟؟ مجرد سؤال

Quote:

Quote: صديقي حاتم.. هنالك اقتراح بجعل اللون الاسود... لون الاحتفال بيوم الطفل العالمي.. في العشرين من الشهر الجاري..

Quote: ه لمثل هذا تعلن الدول المحترمة الحداد! ====================== فتحي الضو ====== ه يقولون إننا أمة قارئة، وذلك بالطبع شيء جميل يبعث الفخر والزهو في النفوس كما تعلمون.. ويا ليت كنت أدري كم من الناس قرأ هذا الذي قرأته؟ بل لا أدري كم من الناس قرأ هذا الذي قرأته وانفعل به؟ ولا أدري كم الناس قرأ هذا الذي قرأته ولم يحرك ساكناً؟ وبالقدر نفسه لا أدري كم من العصبة ذوي البأس قرأ هذا الذي قرأته وتجاوب معه سلباً كان أم ايجاباً؟ فليس على المولى بعسير إن كانت ثمة قِلَّة منهم ما تزال تصطرع في دواخلها نوازع الخير والشر كما سائر خلق الله؟ ولأن القاعدة الإنسانية تفترض أن تُحسن الظن بالناس حتى يثبت العكس، عليه نحن نزعم أن تلك القِلَّة هم ممن يقرأون. ولكن هب أنهم فاعلون، فماذا تراهم حاصدون منها إن كانوا يقرأون ما لا يفقهون؟ أو ماذا هم صانعون بها في ضوء أكثرية يجهلون؟ بل في ظل عنجهية تمددت واستعلاء تطاول.. ما جدوى إن كانوا يعلمون وما ضرَّهم إن كانوا لا يعلمون؟ أما أنا العبد المفتقر إلى ربه وأنتم الأغنياء بحبه، فلا بد أننا نعلم علم اليقين إنه لمثل ما سنقرأ تُنكس الدول المحترمة راياتها حزناً، ولمثل ما سنقرأ تعلن الدول المحترمة الحداد. لا سيما، وأن ما سنقرأ متعلقاً بالطفولة وبراءتها.. ملائكة الرحمن التي تمشي على الأرض هوناً.. مستقبل هذه الأمة بل أي أمة على وجه البسيطة، ولكننا على عكس هذا نقف الآن في مواجهة ثلاثة قصص خبرية تقطع نياط القلوب.. قصص توالت على رؤوسنا كليل تهاوت كواكبه. وبمثلما هو متوقع مرت كما تمر أي قافلة مُخلفة ورائها كلاب تعوي بلا جدوى. أسمحوا لنا يا قراء يا كرام أن نعيد روايتها الآن كما وردت في مصادرها الأصلية.. ليس من باب تنكيد النفس، ولكن لعل هناك من يستطيع أن يزيل عجب سيدنا على إبن أبي طالب ويخرج فينا شاهراً سيفه! تحت عنوان (بلاغ إلى الضمير العام) كشفت صحيفة الأخبار (1/10/2009) عن وفاة 74 طفلاً خلال شهر واحد. والخبر كما ورد نصه مجرداً جاء كالتالي: (سجلت حالات وفيات الأطفال بدار رعاية الأطفال فاقدي السند بالمايقوما، أعلى معدل لها منذ تاريخ إنشاء الدار في العام 1964 وأبدى عدد من الناشطين في مجال حماية الأطفال قلقهم البالغ إزاء تصاعد معدل وفيات الأطفال بدار رعاية الأطفال فاقدي السند بنسبة غير مسبوقة، حيث بلغ عدد وفيات الأطفال حتى أمس الأربعاء أربعة وسبعين طفلاً عن شهر سبتمبر المنصرم، وهو رقم يمثل ضعف معدل الوفيات عن ذات الشهر من العام الماضي حيث بلغت 38 حالة وفاة في سبتمبر 2008) وأفادت متابعات الصحيفة أن (عدد الوفيات الحديثة المذكور من الأطفال يفوق الأطفال الذين تم استيعابهم بالدار عن ذات الشهر وعددهم 64 وهو وضع يحدث لأول مرة) وحول تفسير هذه الظاهرة كانت الأسباب أكثر إيلاماً، إذ استندت الصحيفة على مصادر ذات صلة (وارجعت نسبة الوفيات العالية إلى ما سمَّته بالسبب العام وهو سوء الإدارة وعدم الانضباط ونقص التغذية) ونفت المصادر نفسها للصحيفة أن (يكون وصول الأطفال في حالات سيئة عند دخولهم الدار سبباً في الوفاة، معتبرين أن هذا التبرير غير كافٍ) واضافت الصحيفة أن تلك الدار شهدت اجتماعات متصلة طرفها وزارة الشئون الاجتماعية بولاية الخرطوم وإدارة دار الرعاية (للوقوف على أسباب الوفيات) وإنتهى الموضوع في يد أمينة! ه جزء من مقالة للكاتب و الصحفي فتحي الضو نقلاً عن صحيفة ((الاحداث)) 18/10/2009

Quote: * لماذا لجأتم لإيقاف الزيارة عن الأطفال الموجودين بالدار؟ لم نوقف الزيارة على إطلاقها, لكن منعنا تلك التي كانت تتم بشكل مفتوح, حيث كان يسمح بالدخول لأي شخص يود ذلك فوضعنا ضوابط لتلك الزيارة, بحيث يتم التأكد من هوية الجهة التي تود الزيارة ومعرفة أهدافها, فالأهداف مختلفة, البعض يطلب كفالة, وذلك حفاظا على سلامة الأطفال ليس إلا. * ما هي طبيعة تلك الضوابط؟ الضوابط إدارية, بحيث يوجد شخص باستقبال الدار ليعمل على تسجيل كل القادمين ويطلب من أي شخص الكشف عن هويته, وهذه تتم في كافة مرافق الدولة وتلك الضوابط توفر حماية للأطفال, وهم يعانون ضعفا ظاهرا وتؤذيهم نظرات التفرج عليهم, ومن أولى حقوقهم أن تتم زيارتهم بضوابط محددة دون أن يتم تخطيها, فالدار معروفة منذ زمن باستقبالها للأطفال المولودين خارج إطار الزواج الشرعي, وتستشعر الوزارة مسؤوليتها تجاههم وتقاسمها في ذلك منظمات المجتمع المدني التي تعمل على مساعدة الوزارة في القيام بدورها.

Quote: * هل تم إبعاد منظمات المجتمع المدني عن مجريات الأحداث بالدار؟ لا يوجد إبعاد بل العكس, فنحن نعتقد أن عمل وزارة الشؤون الاجتماعية لا يكتمل إلا في ظل وجود شراكة مع منظمات المجتمع المدني في كل القضايا الاجتماعية وليس قضية المايقوما فقط, وإذا لم تتوفر شراكة المجتمع المدني لا نضمن تحقيق النتائج المطلوبة على أرض الواقع بشكل تام, ونحن نشجع الشراكات ولا نمانع في مشاركة منظمات المجتمع المدني في رعاية الأطفال فاقدي الرعاية الأبوية بشرط الالتزام بضوابط الوزارة. * هل لديكم مؤشرات محددة لتلك الشراكات؟ نعم, فالأهداف يحب أن تكون معروفة والأدوار محددة, لأن تداخل الأخيرة يؤدي إلى خلق مشاكل عديدة وسوء فهم, وهذا يتم عبر اتفاقيات موقعة معروفة حتى لا يقع اللبس, لكن أحيانا لا يكون هناك التزام بالأدوار حسب تقسيمها في الاتفاقيات وتختلط الأدوار وتتداخل الاختصاصات. * لكن أين المتابعة والمراقبة التي تحول دون وقوع ذلك؟ المتابعة في الغالب تكون متوفرة, لكن بالرغم من ذلك تتداخل الأدوار أحيانا بتمدد جهة على حساب الأخرى, وهنا نضطر لفرض ضوابط, لكن الشراكة مطلوبة والوزارة ترحب بها, وقد كان هناك شريك يقتسم العمل في دار المايقوما متمثلا في منظمة أطباء بلا حدود الفرنسية وشاركت اليونيسيف كذلك في تنفيذ البرامج داخل الدار وفي كل المشروعات, والآن هناك شراكة وطنية نرحب بها كثيرا.

Quote: * إذن هل هناك مشكلة في الشراكة الأخيرة؟ هناك تمدد للمنظمة بالدار, فبعد أن جاءت لخدمة أهداف معينة على ضوء اتفاقية تم توقيعها مع الوزارة تمددت لتطال أدوار الحكومة, مما خلق الإشكالية الواقعة حاليا بجانب فراغ إداري, فانحسر دور الحكومة وتمدد دور المجتمع المدني. * ألا يعكس ذلك إهمال الحكومة؟ لا أعتقد أن هناك إهمالا وقع, لكن عادة ما تجيء لحظة تغيب فيها الفواصل في بلادنا دون قصد, وهذا تتحكم فيه الشخصية القوية التي تتمدد في ظل وجود أخرى ضعيفة متهاونة, لكنني حتى الآن أعتقد أن منظمة أنا السودان مشكورة لأنها ساهمت بتولي قضية تهم المجتمع واضطلعت بالعمل فيها, وخدمت جوانب مهمة في القضية, فأصبحت المشكلة معروفة في المجتمع وأُلِمَّ بها, ونجحت في استخدام الإعلام لكنها بالمقابل تمددت في أدوار غير ممنوحة لها مثلما ذكرت آنفا. * إذن ما هي الإجراءات التي اتخذتموها حيال ما جرى؟ الوزارة قامت بضوابط لإرجاع بنود الاتفاق الذي تم توقيعه بين الوزارة والمنظمة ليتم التعامل وفقا له.