|
قصة عمران ( الغمران ) نقلاً عن حلاوين دوت نت
|
القصة في بوست للزميل جمال قسم السيد بعنوان ( قرأت لكم ) في موقع حلاويين .نتعمران الغمران (عمران) شاب في مقتبل العمر، على الرغم من أنه كان فى بداية حياته الزوجية ولديه أسرة صغيرة مكونة من طفلين لم يتجاوز أكبرهما العام ونصف إلا أن ذلك لم يمنعه من أن يلبى نداء (الجهاد) وينضم إلى أحد (المتحركات) المتجهة إلى (الجنوب) فى بداية التسعينيات من القرن الماضى. فى إحدى المعارك الشرسة التى خاضها (عمران) تمت إصابته بطلق نارى استقر فى قاع (الجمجمة) فتم إجلاؤه من ساحة المعركة بإحدى المروحيات إلى الخرطوم بين الحياة والموت. بعد وصوله إلى الخرطوم ومعاينة الأطباء لحالته أوصى الأطباء بضرورة نقل (عمران) إلى (ألمانيا) حيث تتوفر هنالك أدوات الجراحة (المايكروسكوبية) اللازمة لاستخراج (المقذوف) النارى. فور وصول الطائرة التى كان على متنها (عمران) تم أخذه مباشرة بواسطة عربة الإسعاف المجهزة إلى إحدى المستشفيات الألمانية المتخصصة فى جراحة المخ والأعصاب حيث تم عمل الفحوصات اللازمة له على الفور وأخضع لعملية دقيقة تم فيها استخراج (المقذوف) وبعد انتهاء العملية تم استدعاء الشخص المرافق لعمران إلى حجرة الجراح حيث أخبره (الطبيب) الجراح الذى قام بإجراء العملية بأن (المقذوف) الذى كان مستقراً فى قاع الجمجمة والذى تم استخراجه قد أتلف بعض الأنسجة الدقيقة بالمخ المسؤولة عن بعض الوظائف الحيوية مما سوف يجعل (عمران) معتمداً اعتماداً كلياً على الأجهزة المختلفة لتأدية تلك الوظائف وإن هذه الحالة تعرف بحالة (الموت الإكلينيكى) وأنها لا علاج لها إلا لمعجزة إلهية!! دخل (عمران) إلى موسوعة (جينيس) للأرقام القياسية كصاحب أطول حالة (موت إكلينيكى) إذ انه ظل لفترة قاربت السبعة عشر عاماً فى (غيبوبة) كاملة يعيش بواسطة تلك الأجهزة المعقدة التى تقوم بتأدية الوظائف الأساسية حتى حدثت المعجزة. فى أحد (الصباحات) وبينما كانت (السستر) المكلفة بمتابعة الأجهزة الخاصة بعمران تقوم بعملها الروتينى فى كتابة التقرير اليومى لاحظت بأن (عمران) يقوم بمحاولة (فتح) عينيه بصورة بطيئة فهرعت إلى الطبيب المناوب المسؤول الذى بعد أن قام بمعاينة (الحالة) قام بالاتصال بالطبيب المختص وفى أقل من دقائق معدودة كان يقف أمام (سرير) عمران (كونسولتو) من جميع التخصصات. تم إجراء عدد من الفحوصات والأشعة المتنوعة التى أثبتت لدهشة الجميع بأن الجزء التالف فى (المخ) قد بدأت (أنسجته) فى النمو كحالة لم يسبق حدوثها أبداً وأن (عمران) قد بدأ يتماثل للشفاء. بعد ثلاثة أشهر: احتلت صورة (عمران) وقد تخلص من معظم (الأجهزة) التى كان يستخدمها معظم الصفحات الأولى للصحف والمجلات الألمانية والعالمية وتم الحجز له بإحدى رحلات (اللوفتهانزا) المغادرة (للخرطوم) يرافقه طاقم طبى (ألمانى) حيث استقبلته أسرته - التى كانت تتابع تطورات الموقف- فرحة بنجاته وعودته إلى الحياة بعد كل هذه السنوات الذى قضاها فى تلك (الغيبوبة). ظل عمران نائماً يحيط به الطاقم الطبى المرافق وبعض من أفراد أسرته طيلة اليوم الذى وصل فيه إلى البلاد وفجأة قام بفتح عينيه بصعوبة وتطلع إلى من حوله مركزاً على أفراد أسرته: - أنا ليا كم يوم يا جماعة (غمران)؟؟ تفاجأ أفراد الأسرة والذين كانوا يحيطون بعمران حتى أفراد الطاقم الطبى الالمانى بهذا السؤال الذى لم يكن قد وضعوا له إجابة مدروسة (طبياً) مسبقاً ولكن وفى سرعة أشار أحد الأطباء إلى (حسان) شقيق (عمران) الذى كان يرافقه فى رحلته والذى (أتقن الألمانية) أن يخبره بالواقع: - والله يا (عمران) فى الحقيقة إنت كنت فى (غيبوبة) ليك ذى سبعطاشر سنة كده!! - (فى إاندهاش) يعنى هسعدى (سنت) كم؟؟ - ده يا (عمران) شهر أغسطس سنت ألفين وستة - قلتو سنة كم؟؟ وهنا فقد عمران وعيه الذى لم يعود إليه إلا بعد محاولات مضنية بذلها الطاقم الطبى (الألمانى) المرافق الذى طالب أسرة (عمران) بعدم تعريضه لأى نوع من أنواع الإجهاد إلا أن (عمران) أصر على متابعة طرح أسئلته وطلب عودة جميع من كانوا بالغرفة إليها خاصة عمه ووالد زوجته فى نفس الوقت (قاسم) الذى كان يحبه كثيراً.. - أها يا جماعة الحرب إنتهت يا عم قاسم؟؟ - الحمد لله انتهت - والجماعة دخلوا (الإسلام)؟ - لا دخلوا (القصر) - (فى استغراب) احتلوهو؟؟ - لا ما احتلوهو.. هم جنحوا للسلم - وبعدما جنحوا للسلم ما قاعدين تشيلوا منهم (الجزية)؟؟ - لا أديناهم جزء من (السلطة) وجزء كمان من (الثروة) - الكلام ده كيف؟؟ - الجماعة ديل (أخواننا) والسودان ده بتاعنا كلنا وعندهم فيهو ذى ما عندنا. - و(الشيخ) رأيو شنو؟؟ قبلان بالكلام ده؟؟ - الشيخ منو؟؟ - هو أنحنا عندنا (شيخ) غيرو؟؟ - الشيخ قال إنو (الحرب) دى ما كان فى داعى ليها!! - (فى اندهاش) قال شنو؟؟ - يا (عمران) دى قصة طويلة وإنت مفروض ترتاح.. كدى خلى مسألة الحصل ده لامن تستريح شوية!! - إستريح شنو؟؟ أنا (نص) عمرى (ضاع) كمان النص التانى ما أعرف الحصل فيهو شنو؟؟ - خلاص (نتونس) معاك شوية وترتاح - كدى قبل ما تتونسو معاى ورونى (الشيخ) بطل يمشى (عرس الشهيد)؟ - يا عمران شيخ شنو هو ذاتو بقى شهيد - (فى ذهول) كيف يعنى مات؟؟ - يا (عمران) دى قصة طويلة خليها هسع لامن تتعافى - لا يعنى عاوزين تقولو ليا هو هسع ما موجود وما (مهيمن) على (الشغلانيه)؟؟ - يا (عمران) شغلانية شنو؟؟ و(مهيمن) شنو؟؟ هو ذاتو كان (مسجون) - وين فى (غوانتينامو)؟ - (نامو) شنو يا (عمران) إنت الكنت نائم - يعنى شنو؟؟ - كان مسجون فى كوبر يا (عمران)... فى (كوووووبر) - دى أنا عارفا.. مش أمشى ريئساً وأنا أمشى (حبيساً) - حبيساً شنو يا (عمران) دى بعد داك بى كتير - (فى توسل) عليكم الله وروونى الحصل شنو؟؟ - يا (عمران) خليك هسع من الحصل ح نحكيهو ليك بعدين.. بس إنت أبقى طيب - يا جماعة والله أنا كويس.. أحكوا ليا الحصل شنو - الحصل يا (عمران) إنو (الشيخ) مشى السجن حبيساً (جد جد) - يا جماعة أنا (الكضب كضب) عارفا وروونى (الجد جد) دى حصلت كيف؟؟؟ (يا عمران) إنت طالع من (غيبوبة) وحالتك الصحية عاوزه ليها فترة عشان تستقر إنت إرتاح ونحنا (كلو) ح نحكيهو ليك.. تحت إلحاح (عمران) وبعد أخذ الإذن من (الفريق) الطبى تطوع (قاسم) عم عمران ونسيبه وقام بسرد (القصة) الكاملة (للمفاصلة) و(الانشقاق) وما جرى فى (الرابع من رمضان) وأتبعها بسرد لاتفاقية السلام من (الداخل) ثم من (الخارج) وإيقاف (الحرب) وحلول السلام ولم ينس أن يحكى له فجيعة البلاد برحيل القائد (قرنق). - لكن يا جماعة زمان لامن كنا بنحارب كان (الشيخ) بيقول لينا الحرب دى من أجل (العقيدة والوطن) ده هسع (الوطن) العقيدة وين؟؟ - يا (عمران) ما قالو ليك الشيخ (لحس) كلامو - والله أنا ما بصدق الكلام ده؟؟ - يا(عمران ) إنت مؤتمر شعبى وإلا شنو؟؟ - (فى استغراب) مؤتمر شعبى يعنى شنو؟؟ - والله يا عمران القصص دى طويلة وما بتنتهى حقو تستريح والأيام الجاية نحكيها ليك.. وتحت إلحاح (عمران) قام عمه (قاسم) بقص (الحكاية) له والتى ما إن سمعها حتى فقد وعيه الذى لم يعود إليه إلا بعد محاولات مضنية بذلها الطاقم الطبى الألمانى المرافق الذى طالب أسرة (عمران) بعدم تعريضه لأى نوع من أنواع الإجهاد إلا أن (عمران) أصر مرة أخرى على متابعة طرح أسئلته وطلب عودة جميع من كانوا بالغرفة إليها. - يا (عمران) ما معقول نحكى ليك سبعتاشر سنة فى ساعتين. - لا لازم تورونى يعنى هسه البلد فى سلام ومافى حرب؟؟ - والله يا (عمران) بعد (حرب) الجنوب وقفت قامت حرب فى (الغرب) لكن (الحكومة) برضو عملت ليها (اتفاقية سلام) ووزعت (الثروة) و(السلطة). - (فى استغراب) يعنى ما فضل ألا (الشرق) و(الشمال). - والله يا (عمران) الشرق هسه الحكومة قاعدة تتفاوض معاهو وإن شاء الله تتوصل لإتفاق (سلام) معاهو و(توزع) ليهو كمان شوية (ثروة) ومعاها شوية (سلطة) والموضوع ينتهى. - توزيع (السلطه) عرفناهو... شنو كل زول عاوز توزيع ثروة.. توزيع ثروة... هو أنحنا عندنا شنو؟؟ - (فى اندهاش) هو أنا ما قلت ليك يا عمران؟؟ - قلت ليا شنو؟؟ - مش أنحنا طلعنا (البترول) وبقينا دولة (نفطية)!!! - طلعنا شنو؟؟ - أيوه يا عمران طلعنا (البترول) - بالجد بالجد - ايوه يا عمران وهنا لم يتمالك عمران نفسه من الفرح ففقد وعيه الذى لم يعود إليه إلا بعد محاولات مضنية بذلها الطاقم الطبى الألمانى المرافق الذى طالب أسرة (عمران) بعدم تعريضه لأى نوع من أنواع الإجهاد إلا أن (عمران) أصر مرة أخرى على متابعة طرح أسئلته وطلب عودة جميع من كانوا بالغرفة إليها. - يعنى هسع بقينا نصدر البترول زي (السعودية) وبلدان (الخليج) وكده؟ - أيوه يا عمران.. وأقول ليك كمان حاجة.. كل يوم والتانى يقولوا ليك فى الجرايد ماشين يحتفلوا بافتتاح حقل جديد وآخر حاجة أمبارح افتتحوا ليهم حقل اسمو (ثارجاس) - طيب لكن ليه الناس شكلها (تعبان) كده و(كالح) وعروق وشها (طالعه) طالما (الحرب) الكانت بتكلف (مليون دولار) فى اليوم دى انتهت.. وكمان البترول طلع وبقى يتصدر؟؟ وقبل أن يجيب (عم قاسم) على سؤال عمران (الوجيه) هذا انطفأت أنوار الغرفة وعم الظلام وصاح الجميع بصوت واحد: (الكهرباء قطعت) - هسع نعمل شنو؟؟ ما حضرنا لينا (جناريتر) - قالها عم قاسم فى أسى - - (يفتح أحد أفراد الفريق الطبى الألمانى شنطة جلدية مربعة الشكل ويخرج جنريترا صغيراً) وهو يقول: - مافيش مشكله نحنا عارفين كهرباء بتقطع عندكم عشان كده عملنا حساب بتاعنا وجبنا معانا (جناريتر) من ألمانيا!! - (عمران فى استغراب) الكهرباء دى ما خليناها قبل سبعطاشر سنة بتقطع.. لى هسع وبعد (البترول) ما قلتو طلعوهو لسع برضو قاعدة تقطع؟؟ خاف (عم قاسم) ان شرح له الواقع وكيف أن سعر الكهرباء قد ازداد أثناء (غيبوبته) هذه أضعاف المرات وأن المواطن قد أصبح يدفع ثمن استهلاكه مقدماً وعلى الرغم من ذلك فإن (القطع) يحدث بصورة يومية وغير معلنة (خاف) عليه أن يدخل مجدداً فى (غيبوبة) لذلك فقد حاول أن يغير دفة الحديث ليكون إيجابياً قائلاً: - هسه إنت يا عمران عارف (خالد) ولدك ده.. وبتك (ثويبه) دى الخليتهم فى الحضانه ديل قاعدين يقرو وين؟؟ - صحى والله ما سألتهم.. إنت يا (خالد) بتقرأ وين؟؟ - أنا يابوى أول ما نجحت وجبت 52% كنت محتار أدخل جامعة (المحيريبا) لعلوم الفضاء وإلا جامعة (المحيريبا) لعلوم الأحياء الدقيقة لأنو جامعات (المحيريبا) الإطناشر جو الأوائل فى التصنيف الإقليمى الأخير بتاع (جامعات دول السافنا الغنية) قمت غايتو دخلت (هندسة مجرات) فى المحيريبا لعلوم الفضاء!! - وأختك دى بتقرأ شنو؟؟ - والله كانت امتحنت (أدبى) وجابت ليها 51% وقالت عاوزة تقرأ (فيزياء) أنا كان الرأى بتاعى انها تدخل (هندسه حاسوب) لكن أمى أصرت ودخلتها (طب أسنان) وقالت ما مهم تدفع ليها كم مليون فى السنة ومستقبلها ما يضيع وإن شاء الله بعد داك الناس دى (خشومهم) ما يفضل فيها (سن) واحد!! وهنا قام (عم قاسم) بشرح الأمر (لعمران) وكيف أن البلاد قد شهدت طفرة وثورة تعليمية كبرى أنشأت فيها 4213 جامعة أتاحت لكل من (هب ودب) أن يدخل الكليه (العاجباهو).. وخوفاً من أن (يروح) عمران فى غيبوبة مرة أخرى لم يشأ (عمه قاسم) أن يخبره بأن معظم هذه (الجامعات) هى فى (الأصل) مدارس (ثانوية) تم فيها تعديل (المطبخ) ليصبح (معملاً) وتعديل (مكتب الوكيل) ليصبح (مكتبة) وأن هذه (الجامعات) تفرخ (خريجين) لا يعرفون (الألف) من (الواو الضكر) وحتى إن كانوا يعرفون فهم لا يجدون لهم فرصة عمل (واحدة)!!! وبينما كان (عم قاسم) سارحاً يستعرض حال (ثورة التعليم العالى) فاجأه صوت (عمران) وهو يقول له فى ذهو: - يا سلام يا عمى أهو دى ثمرة من ثمرات (المشروع الحضارى) القاتلنا من أجلو!!! يعنى إذا التعليم الجامعى بقى متاح لأى زول تبقى مجانية التعليم (الأساسى) إتطبقت خاصة بعد البترول والسلام وإلا مش كده؟؟؟ - خاف (عم قاسم) ان شرح له الواقع وكيف أن (الدولة) قد رفعت (يدها) عن (التعليم) وأن (التلميذ) عليه أن يقوم بدفع فاتورة كهرباء المدرسة وفاتورة (المياه) وإحضار (كرسيه) و(كتبه) و(كراساته) ثم بعد ذلك يجلس فى فصل آيل للسقوط... (خاف) عليه أن يدخل مجدداً فى (غيبوبة) لذلك فقد أوضح له أن (الدولة) قد جعلت (التعليم الأساسى) إجبارياً لكل من بلغ (السادسة) من عمره وأن جميع المدارس قد احتوت على جميع المناشط من أحواض سباحة وقاعات رياضية مغلقة و(معامل حاسوب) وإنترنت حتى أن أصغر (تلميذ) يقوم باستخدام بريده الإليكترونى الخاص به!! - كده نقدر نقول (مشروعنا الحضارى) اتحقق والواحد بكره يمشى (يغير) للجرح ده فى (المستشفى) وكمان يشوف (الثورة الصحية) عينك.. عينك - ثم مواصلاً - وألا ما كده يا عم قاسم؟ - قال (عم قاسم) مخاطباً نفسه: (يا جماعة دى مصيبة شنو؟؟ هسع لو (عمران) ده قلنا ليهو إنو الحاجات دى كلها (متردية) وإنو بعد ده كلو (المواطن) بدفع ليهو مية ألف جباية يعمل شنو؟؟) هسع الواحد يقول ليهو شنو؟ يقول ليهو إنو (الدولة) رفعت إيدها برضو من (العلاج).. يقول ليهو عشان يغيروا ليك الجرح بتاعك ده لازم تدفع قروش.. ولازم تمشى تشترى (الحقنة) و(الشاش) من بره وتجيب (أدويتك) بى طريقتك... وإنو (الفحص) بى قروش و(الأشعة) بى قروش والسرير ذاتو كان ما دفعت ما بترقد فيهو وإنو (العنابر) وسخانة وإنو (الأطباء) الموجودين كلهم (امتياز) أو (طلبة) قاعدين يتدربوا.. وإنو (الاخصائيين) قاعدين فى عياداتهم وكشفهم وصل (مية ألف) جنيه!!! - المستشفيات يا (عمران) آخر (نظافة) والعلاج متوفر وأحسن حاجة عملها (المشروع الحضارى) إنو ده كلو (بالمجان) والمواطن ما عليهو إلا (يمرض) والدولة بتتكفل (بالباقى)!! - يا سلام يا جماعة والله (غيبوبتنا) الطويلة دى ما راحت (هدر) ساكت و(مشروعنا الحضارى) القاتلنا من أجلو ثمارو طلعت وبانت!! حاول عم قاسم إدارة دفة الحوار إلى موضوع آخر حتى لا يصاب (عمران) بالإغماء مرة أخرى فقام بمخاطبته مبتسماً: - تعرف يا عمران إنت جيت فى جو جميل جداً.. الدنيا خريف والمطره... ولكن قبل أن يكمل حديثه قاطعه (عمران) قائلاً: - طبعاً أكيد تكون ((البرك) و(الطين) و(الذباب والناموس) و(المستنقعات) الزمانك ديك انتهت و(الحكومة) أكيد تكون (ظبطت) ليكم الشوارع.... يعنى ح تودى (الزفت) بتاع (البترول) ده وين؟؟؟ هنا أسقط فى يد (عم قاسم) الذى لم يكن يعلم بأن تغيير دفة الحديث لم يكن فى مصلحته فقال فى نفسه (عمران ده ما عارف حاجة ساكت... نحنا حياتنا كلها زفت.. الشئ الوحيد الما فيهو (زفت) شوارعنا!! يقول ليا (بترول) ونحنا كان شفنا (البترول) لامن نشوف (الزفت) بتاعو؟؟؟ المطرة (الشكشاكه) بتاعت امبارح دى شوف (العاصمة) بقت كيف... لم يقطع على (عم قاسم) سرحته تلك إلا صوت (عمران) وهو يخاطبه: - قلت ليا يا عمى الشوارع بقت كيف؟ - عال العال يا عمران... كلها (اتزفتت).. والمطرة لو نزلت الزول (يفتش) للمويه يا عمران ما يلقاها!!! - نعمة والله من الله... الحمد لله رب العالمين... يا سلام يا جماعة ده الكلام والله (الثورة) وعدت فصدقت!!! هنا طلب (الفريق الطبى) الألمانى من (حسان) أن يقوم بإخراج أسرة (عمران) من الحجرة حتى يستريح قليلاً من هذه الأسئلة الطويلة التى قام بطرحها... وبينما كان (حسان) يقوم بتنفيذ إخلاء الغرفة طرق باب الغرفة طارق تبين أنه (الأسطى عوض) خال (عمران) والذى جاء (يتحمدل) السلامة لعمران وبعد أن قام بمعانقة عمران وشقيقه (حسان) بادرهما على الفور: - والله أنا مفروض أكون عندكم من بدرى لكن واقف للمواصلات ليا تلاتة ساعات - (عمران فى دهشة) ليه.. فى شنو يا خالى عوض؟؟ - عشان الحافلات ما عاوزة تشتغل!! - وما عاوزة تشتغل ليه؟؟ - عشان الحكومة أمبارح زادت (البنزين) و(الجازولين) - (فى دهشة واستغراب وذهول ) زادت شنو؟؟؟ - (البنزين) و(الجازولين).... وكمان (السكر) يا عمران هنا (إنحبس) الكلام فى (حلق) عمران من هول ما سمع وكضم كضمة واحدة... هرع نحوه الفريق الطبى المرافق... أخلوا الغرفة من الجميع... قاموا بتدليك (القلب) ووضع جهاز (التنفس) وجميع الإسعافات الممكنة... وبعد دقائق خرج أحد أفراد الفريق الطبى (الألمانى) من الغرفة... مخاطباً الجميع بلغة عربية مكسرة والأسى يبدو عليه: - البركة فيكم يا جماعة... مشروع (هدارى) مات... مستر (أومران) مات!!!!!!
|
|
|
|
|
|