|
الإنقاذ ، الترابي من البديل ؟؟
|
إن ثورة الإنقاذ لم يكن من أهدافها أن تحرر المستضعفين من الفقر والجهل والتخلف ، بدليل أنها رفعت يدها عن الصحة والتعليم ودعم المواد الغذائية للمستهلك البسيط ، فذاق الناس المذلة وازدادوا انسحاقاً . كانت أهدافها ومازالت ( السلطة ، الثروة ) ، أما الحديث عن الدين فقد كان حديثاً مرحلياً لم يتجاوز الآذان وهم أكثر صدقاً حين ابتعدوا عن الدين وانقسموا على أنفسهم ، فالثورات كما هو معلوم بالضرورة ، تبدأ بخصومها ، ثم حلفائها ، ثم تدور الدائرة على صناعها ، إلى أن يستقر الأمر إلى فرد أو فريق متجانس تماماً في الأهداف أو الطموحات . هاهو الترابي قد هوى في هوة سحيقة وأفل نجمه وطوي ملفه بعد أن ملأ الدنيا وشغل الناس بأفكاره الشيطانية التي تنم عن مكر ودهاء ، فقد استطاع أن يسقط عقلية المستنيرين من السودانيين الذين يحملون ثقافة عامة وعواطف دينية جياشة نابعة من النفسية والتركيبة الصفوية في هذا المجتمع الهجين الثقافات ، نجح الترابي أن يكون تنظيماً قوياً متماسك البناء ، يتربع على قمته هو نفسه ، ثم مجلس أربعيني ( مجلس شورى) في المسائل التنظيمية والسياسية ، ولكن كان تنظيماً نخبوياً يقوم على الفئة المتعلمة من خريجي الجامعات وطلبة المدارس الثانوية ،ولكن برغم نجاحه في المدى الزمنى ، إلا أن التظيم تهاوى بعد مفاصلة رمضان الشهيرة مع تلامذته الذين يرون أن حسن الترابي دكتاتوري متسلط ، نجح في إدارة التنظيم ولكنه غير مؤهل لإدارة شؤون الدولة ! وبسقوط الرأس ، أصبحت قاعدة التنظيم في حيرة من أمرها أيهما أولى بالاتباع ( الشيخ حسن ) أم الرئيس عمر ؟؟ فآثر الغلبة البقاء في السلطة خوفاً وطمعاً في المكاسب التي حصلوا عليها من وجودهم في السلطة وفي مقابض الثروة ومفاصلها . أما حسن الترابي فقد أصبح معارض للنظام ، نبش أسرار مشتركة خطيرة داخلياً وخارجياً ، ولا زال ، ولكن أبرز مناكفاته هو قصة اغتيال حسني مبارك الفاشلة في أديس أبابا . أما على الصعيد الديني ولا أحسب أن الرجل فقيهاً بأمور الدين ، بل كغيره من عموم السودانين وبحكم دراسته للقانون الدستوري فهو يحمل ثقافة إسلامية ، ولكنه غير مؤهل للفتوى في أمور المسلمين ، لأنه غير متوفرة فيه شروط الفتيا ، فقد أصدر الشيخ فتاوى لو حركت بها دعاوى في محكمة غسلامية محايدة لو جوزت إهدار دمه تحت دعوى الارتداد عن الدين !! ويبقى السؤال من يخلف الترابي على سدة التنظيم ( المؤتمر الوطني الشعبي ) ؟؟؟؟
|
|
|
|
|
|