دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Seif Elyazal Burae)
|
Quote: الأخ العزيز الأستاذ عبدالرحمن الطقى السلام ورحمة الله عليك وعلى من معك الأخ القاص والناقد الحاذق أسعد الطيب العباسى جموعى جميعابى وله ولآله مع الكبابيش علاقات متجذره أدناها علاقة جده محمد سعيد العباسى الذى رد جميل الشجو والشدو لورقاء مليط بشجو من بنت ضاده بات كمعتق بنت الكرمه السلافى الذى يرمى فوق شوك كتر وشقل ضحا أعلى |
أديبنا الأريب / منصور المفتاح لك الشكر على هذه السياحة المعرفية الممتعة عبر تلك الأسرة ضاربة الجذور في الشرف و العلم و اللغة فصيحها و عاميها ،الشاعر الفذ محمد سعيد العباسي - رحمه الله - هو أحد أبرز من أثر في شخصيتي الشاعرية و اللغوية ، حيث أطرب لشعره أيما طرب و شعره يسد علي منافذ التفكير فأظل أسبح في بحور العاطفة اللجية و أحلق في سماوات الأخيلة العلية ، اقتنيت ديوانه قديماً و أنا بخورطقت الثانوية ، و أدمنته حتى حفظت مواقع أبياته كما أحفظ مواضع الآيات الشريفة و تزاملنا هناك مع خاتمة ذريته الأخ الشاعر إسحاق محمد سعيد العباسي الذي تعلمت تعلمت منه بحور الشعر العربية بنظم صفي الدين الحلي ، و توسعت فيها من سفر البروفيسور عبد الله الطيب العظيم ( المرشد إلى فهم أشغار العرب و صناعتها ) ، و خط لي إسحاق غلاف ديواني الأول ( الفيحاويات ) ز رسم لي عليه التبلدية شعار المدرسة الفيحاء و شعار إقليم كردفان فيما بعد ، و كذلك زاملنا بخورطقت و كان يسكن معي بعنبر ون بداخلية أبو سن حفيد العباسي الأستاذ الشاعر الأديب / الطيب ضياء الدين محمد سعيد العباسي و والده هو صاحب مدارس العباسي الأهلية الشهيرة بالسجانة ، و أظن أن الأستاذ القانوني ضياء الدين لا يزال يعمل مستشاراً بدولة الإمارات ، و قد قرأت له قبل سنوات مقدمة رصينة لكتاب ( الشعر السوداني - الجزء الأول )
جزى الله تلك الأسرة الكريمة كل خير عن القرآن و عن لغة سيد ولد عدنان صلى الله عليه و سلم كما و لي معارف كثيرة بزملاء دراسة من أبناء الكبابيش - و أظنك منهم - لعله تتاح لنا فرصة أخرى لنتذاكرهم سوياً فلعلك تعرفهم ، و أرجو إن كنت تعلم عنواني الأخوين إسحاق و الطيب أن تمدني بهمالأواصلهما بعد فراق جاوز ستة و عشرين عاماً.
واصل أخي منصور سردك وتحليلك الجميلين ، و أنا حاضر و قارئ نهم و ربما لا أكتب لئلا أفسد هذا العبق الشذي .
أخوك / عبد الرحمن الطقي ،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: عبد الرحمن الطقي)
|
الأخ العزيز الطقى سلام من الله عليك
الحمد لله أن شملتك البركه وتزاملت مع إسحاق
والطيب ضياء الدين بطقت الثانويه فيا عزيزي
إطلاعك للعباسى ووقوفك على صوره البليغة البديعه
المبينة بكل جماليات اللغه وفنون سحرها وعميق مع
معانيها ودلالاتها الذكية الفاضحه لحقيقة المشار إليه والكاشفه
لسحر ساقيه و الخلاخل فذاك أزهر بعينه ورواق يا يا بشراك به
...فيا عزيزى الطقى إن كاتبنا الأسعد لمن
هاتيك المدرسه ومن ذياك الرهط الفخيم من العباقره
وأنا لا أود بأن أقبح بشرحى وجه بردته ذلك الناصع الجاذب
وأحسب أن القانونى الضليع الذى أشرت إليه هو الشاعر الفطحل
الطيب العباسى والد هذا الشنفرى الذى إنبرى فينا بيراعه
هادا لكاهل الإعجاب فينا ذلك الواهى لا بل الأوهى من خيط العنكبوت
فينا.... فالشكر لك يا عزيزى وأنت لا تزال غض الإهاب فلا ترضى بشيخ
ولك التحايا..............................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: تولوس)
|
الأخ تولوس
لك السلام سحائب من لطف السلام
عزيزى هذه سياحة ممتعه ورياضة
للقلب والعقل والوجدان ملهبة
للواعج التحديق فى أغوار الحقائق
وملهمة لنوازع الحضور والترقى
فى سلالم الإنسانيه بخيرها وشرها
وموقظة لعين البصيره لكى تتدبر
ولا تنفعل وتستجيب للطيب ولا تستطيب
الخبيث النتن فتلك النفس الأمارة بالسؤ
والتواقة لما عند الغير بلا حذر ولا اكتراث
تسوق خيل فراشها لتحترق على جهنم الدفاع
عن الحقوق بشرعية الحق المكفول بالتنزيل
والأعراف والمحجور بقوانين الوضع غير القطعيه
فالناظر لتلك البردة كالناظر بعين عصفور يرى
رطب المشرق وقندول المحيسى ولا يرى الحاحايه
ولا يرى المجداعه وقاذفها ولكن كباشى رأى الحراس
وراى السلاح وعرف أن ذلك هو عين (المحجور فى جروفو
ومانعين الناس تشوفو) حاجرنو علينا مالو ألا رحم الله
ود السافل رحمة واسعه وكذلك كباشى الكباشى وتاب
على زوجته وجعل الصلاح فى ذريته وغفر له ما تقدم
وما تأخر من ذنبه والشكر لملك التطواف أسعد
سقاه الله جبنة طاعمة من أيدى بنت يعقوب ود جليس
لك الشكر يا تلوس وربنا يورينا تلوس الفيها غزالا ملس
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)
|
لك الشكر أخوي المنصور,,, لقد أتحفتنا بهمباتية أسعد العباسي وأدبيته
سعدت بما إخترته لنا يامنصور فقد كانت معدتي في حالة فراغ ثقافي
فإذا بها تمتلئ... بأدب كبابيشي صاغه لنا أسعد بكل مهارة
[[]]
وللصدفة... كنت قد إنتهيت من إرسال إيميل لصديقي الإمام الدكتور طلال عيد رئيس المركز الإسلامي في نيوإنجلاند - ببوسطن. فزوجة الإمام طالبة دراسات عليا لديها بحث تخرج يشمل إستطلاعا أكاديمي للرأي الشرق أوسطي. طلب مني أن أخز هذا الإستطلاع والذي شاركت فيه بكل ممنونية لفضل الرجل علينا ولجرائة هذا الإستبيان
كان إستبيانا عن الزواج التقليدي وإختيار العائلة لزوجة المستقبل لأحد أبنائها. المهم في هذا الموضوع ما إحتواه من تساؤل عن جريمة الشرف وهل لها وجود ببوسطن أم لا. سرحت قليلا قبل أن أجاوب ووصل بي التفكير إلي السودان والذي مازلنا نعاني فيه من مثل هذة الجرائم.
فيا لها من صدفة تستحق الشكر عليها أيها المنصور بإذنه تعالى...
أخوك/ محمد يسين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Mohamed Yassin Khalifa)
|
العزيز Mohamed Yassin Khalifa
لك من السلام ما يغنيك ليوم الدين
عزيزى الا ترى كيف نسج أسعد خيوط تلك الملهاة
وكيف أبرز شخصية كباشى ذلك الشاعر العفيف العنيف
الأواه وكيف كانت أشعاره تشعل نار الغيرة فى صدر
زوجته حتى ضاق بها زرعا رغم عمق حبه لها ولعمرى
فأخلاق الرجال تضيق لا بل ضاقت رحابة ديار الكبابيش
على كباشى رغم براحها ولفظته لسحر لسانه وبيانه
عن حدودها لأنه تعدى على حرماة أولى الأمر فيها
ولإيمانه بعزة دياره وكرامة أهلها عملا بقول الشاعر
(ديارى وإن جارت على عزيزه....أهلى وإن ضنوا على كرام)
فتسرب إليها بليل بهيم ليروى غله من زلال عشقه لبنتيه
وزوجته ولربما يحظى بلحاظ من المضروب عليها كركون سلاح
أو حتى لحظة يمتشقها حول أطلال تعنى له الكثير المثير الخطر
إلا أن الغدر دقرا كشوكة الشقى فى العنقريب بتتلقى....فقد وقعت
عينيه على ما لم يتصور وتعامل بسليقية جوزها له الشرع إنه العرض
إلا أن من كان كيدها عظيما فقد حرفت الواقع وأنحرفت به لصالح ورقها
ليتدلى عنق كباشى وجسده عندما تسحب من تحته صاجات الثبات التى قفز إليها
كنمر بالإستواء غير آبه..........
فودى وسلامى لك يا ود ياسين
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: عبد الرحمن الطقي)
|
الأخ عبدالرحمن الطقي تحياتي ورد إسمي في ردكم للأخ منصور المفتاح حول قصتي (محاكمة وإعدام الشاعر الهمباتي كباشي) أسعد الطيب الكباشي, وهذه تهمة لا أنفيها وشرف لا أدعيه. وقد قفز إلى ذهني ماقاله الدكتور أحمد السيد حمد عندما كان يرحب بالسفير المصري الأسبق بالسودان تقي الدين الشربيني عندما كان ضيفاً على عمنا المرحوم ضياء الدين العباسي, فأخطأ عندما قال "نرحب بالسفير تقي الدين العباسي", ولكنه عالج الامر بذكاءٍ شديد عندا اردف قائلاً وبأخيه ضياء الدين الشربيني!!
أسعد الطيب العباسي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)
|
الأخ منصور لك جزيل الشكر وأنت تورد قصتي (قصة محاكمة وإعدام الشاعر الهمباتي كباشي), ويبدو أنك قد نقلتها عن موقع صحيفة السوداني الغراء, وكثيراً ماتقتلني ياصديقي أخطاء الصحف المطبعية, وغيرها من الأخطاء التي ترد في الصحف عموماً. وقد قمت بتدقيق للقصة المذكورة وذلك على الوجه التالي:
عندما يتدلّى حبل المشنقة ( قصة محاكمة وإعدام الشاعر الهمبــاتي كبّاشي ) أسعد الطيب العباسي في استقرائنا لتاريخ الهمباتة ثبت لنا أنهم لا ينزعون للقتل إلا دفاعاً عن النفس أو المال أو العرض، وهو استقراءٌ يعضده أن القتل يترك على وجه محترفيه آثاراً لا تُخطئها العين، ولكن تلك الوجوه تحفُّ بها هالة الشعر البهيّ وينبثق من مآقيها حنينٌ دافقٌ ودافئٌ لسحر الطبيعة والعشق النبيل، وقصتنا هذه بطلها العشـــق، وقد وقعت أحداثها في النصف الأول من القرن الماضي بديار الكبابيش، واكتملت فصول مأساتها بسجـن كوبر، عندما تدلى حبل مشنقته وهو يئن بثقل إنسان. كباشي لا يعرف دياراً في هذه الدنيا غير ديار الكبابيش التي ينتمي الى قبائلها ويحمل إسمه صفتها، ولا يخرج من حدودها الا عندما تحمله الأيـــــــانق في سبيل النهيـض والمغامرة، ولكنه جابها طولاً وعرضاً، يعرفه أهل حَمْرَةَ الْوِزْ، وتطرب لأشعاره حَمْرَةَ الشّيخ ، ويتردد اسمه بإعجاب في أم بــادر والصافيــة وســودري، وتتــغني بخصاله حرائر الجـامة وأم سنــطة ووادي المِلْـك العفيـفات. فقد كان شهماً ومغامراً جلداً وصلداً وشجاعاً وشاعراً رقيـقاً، غنى للرهـود والوديــان وللرمــال والجمــال والحسان والعشق والأرائل والظباء بقوافٍ لا تتأتى إلا للمتمكنين، فقد كان شيطاناً في خيــاله ونـبـيــّاً في شعره، ابتسمت له الدنيا فتعشقها، وأعطته ديــــار الكبابيش أمومتها وحنانها فأدمن حبها، وعندما تم طرده منها بقرار أصدره زعيم القبيلة قضى بنفيه خـارج حـدودها أظلمت الدنيــا في وجــهه، وكان وقع القرار على نفسه أشــد قســـاوة ومرارة من وقع الحــكم الذي صدر بحقه لاحقاً باعدامه شنقاً حتى الموت. كانت ديــار الكبابيش هي كل حياته، وكم تمنى أن يموت بها كما ولد بأرضها، بين ابنتيه اليافعتين، وزوجته الحسناء الغيور التي أحبها وظل مخلصاً لها، الى أن جرت احداثٌ ما طافت بخياله وشكلت مأساة حياته وهي مأساة بدأت تنسج شباكها من فتائل قوية تسربلت بالسواد، وكانت أول هذه الشباك غيرة زوجته، التي كانت تحبه حباً جارفاً وتغير عليه غيرة مجنونة، وكلما قال شعراً تزداد غيرتها وتأتيه غاضبة تسأل عن كلمات الغزل التي وردت في شعره لمن؟! أو عن صفات الجمال التي زينت أشعاره.. من هي؟! فحاول كثيراً أن يقنعها بأنه شاعر، وللشعراء أخيلة ترتاد الآفاق، وأنه لا يحب سواها ولا يسعى الى غيرها. ولكن غيرتها العنيدة تمنعها ان تقتنع بما يسوقه إليها من تبرير فلا تفتأ تعود اليه مع ولادة كل مربع شعري وهي تحمل ثورتها وغيرتها المجنونة وأسئلتها الجارحة والمتكررة حتى أحالت حياته الى جحيم لا يطاق، فأخذ يرجوها بقوله : أرجوك لا تحبسيني بين جدران قلبك، ولا تسجنيني بين خبايا ضلوعك، فأنا استمد حب الناس بما أنظمه من شعر، يطربون له ويرددونه بمتعة ونشوة، فدعي لساني ينطلق بما تجود به قريحتي، ولا تقتلي الشعر في نفسي فهو رئتاي اللتان بهما أتنفس. ولكنها لم ترعو وسدرت في ظلام غيرتها، مما دعاه للتشدد في لهجته فقال لها: لقد اخترتك دون نساء هذه القبيلة، وفضلتك على بنات أعمامي، فهل حبّي لك جعل عواطفك تستعر حتى أصبت بجنون الحب وأصابتك الغيرة البلهاء هذه ؟ وتحولت فيك الى نزعة تملُّك طائشة وشيطاناً مسيطراً؟ حتى أحسست أن حبي لك بدأ يموت من فرط حبك وغيرته وجبروته الأعمى !! ولكنها لم تسمع ولم تع كأنّ بأذنيها وقرا وبقلبها صمَما . فهجرته فمات الحب، وطلبت منه الطلاق، لأنها تعتقد اعتقاداً جازماً أنه يهيم بإحدى حسان الحي، أو هكذا زيّنَ لها خيالها الجامح. ولكنه رفض طلبها لأجل ابنتيه اليافعتين، غير أن خواءاً عاطفياً أحاط بقلبه وأحاله الى هشيم، حتى رأي إحداهن تتهادى كغصن بانٍ تأوّد وهي تسير بين رفيقتين، وشاهد على بعد منهن شخصاً مدججاً بالسلاح، ويبدو كحارس لهذه الظباء الجميلة، مما أوحى لشاعرنا أنهن من علية القوم، إلا أن ذلك لم يمنعه من تملّي جمالها الأخّاذ، واستراق النظر الى عينيها الحوراوين، ولكنها أدركت أنه يطيل النظر إليها، فحدجته بنظرة صارمة فأشاح بوجهه كممثل بارع، فضحكت ضحكة حاكت رنين الفضة فأعاد النظر اليها ثم انصرف مسرعاً ومثقلاً بحب جديد ومختلف. ما أن بدأت الشمس ترتفع الى شروقها وترسل أشعتها البنفسجية حتى أدرك كباشي أنه قضى ليله ساهراً ما بين أرقة وتفكيره في تلك التي رآها في نهاره بالأمس وأصابته بالحب فتذكر قول الشاعر: اللَيلَه أَمسَيِتا بَسَوِّي تِقِروِّحْ الفَارْ دِنُِو ولا ضُقْ نَومْ ولا عُيُوني الغمَِيدْ لاقنُو الشَتِل البيْ المْدَافعْ والجُللْ حَارْسِنُو ما بَتْخَلاَ عِلا الخَالقُو يِقْرَعْ مِنُو ولما كان كباشي، عفيفاً وحسن المقاصد فقد قرر الزواج بحسنائه التي أحالت لياليه الى سهاد، فأخذ يبحث ليهتدي الى أهلها ويطلبها للزواج، إلا أن مفاجأة غير سارة كانت في انتظاره، إذ علم أنها زوجة زعيم قومه وقاضيهم القوي المهاب. لكن ما عساه فاعلٌ بهذا السهم الذي أصابه في مقتل، وما حيلته تجاه هذا الحب الذي نما وتغلغل بين أضلعه فسعرها ؟ ولكنه آثر الصمت ليكسب السلامة، وظل يحدث نفسه بهذا الحب ويبني له في خياله قصوراً من المشاعر فيحيلها واقعه القاسي إلى أكوام من الرماد، وقد علمت حسناؤه بهذه المشاعر التي ترجمتها أشعاره المكنَّاة بمعانِ طربت لها فأصابها ما أصابه من هيام، ولم تحدث بينهما صلة ولم يجر بينهما كتاب غير الشعر الذي كان الرسول وكان المعبر عن هذا الحب الذي سكن في وجدانيهما واستعر أُواره في قلبيهما ولم يجاوبه الا صمتٌ ران على الألسن وأطبقت عليه الشفاه، حبٌ محكوم عليه بالفناء فالأحلام مكبلة والأماني لن تبلغ المدى، ولأن الحب كالطِيب والطِيب له افتضاح تداول الناس قصة حبهما سرّاً وسرت بينهم كسريان النار في الهشيم. الى أن جاء ميعاد رحلة النشوق فأمر الزعيم بالاستعداد للرحلة، فجمعت السوائم، وتم اعداد الزاد، واختار الزعيم أشداء قومه لمرافقته في هذه الرحلة وكان من بينهم شاعرنا المتيّم كباشي. وعندما أزف وقت الرحيل وحانت ساعة الوداع برزت من بين المودعين المعشوقة – زوجة الزعيم – فودعته بعبرة ودمعة، فأوقع ذلك في نفس شاعرنا أقصى تباريح الهوى، وأخذ لسانه يردد في همس خفيض: الوَدَعْنَا بالعَبْرة أَمْ عُيُوناً دَرَّنْ طَلَقْ في جَوفي وَجَّاجْ السَمَايمْ الحَرَّنْ ثم انطلقت رحلة النشوق الطويلة، وكلما دجا ليل أقامه شاعرنا سهداً وايراقاً، الى أن حطّوا بأرض العشب والماء ، فأقاموا فيها أياما ولياليا طوال ، بدت لشاعرنا كما الدهر طولاً وهو يمني النفس بنظرة ولو عابرة لوجه الحبيب الذي بَعـُدَ مزاره ونأتْ دياره، وذات صباح رقص قلبه طرباً عندما تناهى الى مسمعه نداء الزعيم بأن ميعاد الأوبة قد حان، ولكنه لم يكن يدري أنها الأوبة الأخيرة وأن شاعريته ستطيح به من أرض قومه وديار محبوبته وبنتيّه. وعندما إنتظم المسير انطلقت أهازيج القوم لتترجم مشاعر فرحتهم بدنو ساعة عودتهم لديار الأحباب، وفي خضم هذه الفرحة الغامرة طلب الزعيم من ثلاثة شعراء ممن كانوا يرافقونه ومن بينهم شاعرنا كباشي ان ينشيء كل منهم دوبيتاً يصف من خلاله راحلته ومحبوبته فبادر أحدهم وقال: ضَهَرَكْ وَاقِفْ قُبَّه ورَحَلْ العَيشْ بِتجُبَّه كَانْ مَا رَاوَحْتْ أمْ رُبَّه وَشَكْ فَوقُو التُبَّه وانبرى الشاعر الثاني قائلاً: أبْيضْ لونَكْ قُطنَه شَيْشَكْ لا تَنْبُطنَه للفي الكركارمنعطنه عَنَاقْ مَا ضَاقَتْ بُطنُه آنذاك كان شاعرنا يسرج خيول خياله صوب هواه زوجة الزعيم، وأخذت أطيافها تتراقص من حوله وأمامه، فأخذه تفكير عميق بها، وعندما أدركه الدور أخذ يقول دون أن يقدر للموقف خطورته: أَخَدَرْ لَونُو مُغَوَّفْ وزَيْ الموجَة مْطوِّفْ ليْ مَرَتْ الحُكمُو بِخَوِّفْ..! رِيقهَا زلاَلالْ مَا بعَوِّف....! فران على القافلة صمت بليغ، وأدرك الزعيم بحسه العالي ما عناه كباشي، فملأ الغضب كيانه، ولكنه استطاع ان يخفي انفعالاته بين معاطف حكمته، وتدثر باعجاب كذوب بما نظمه الشعراء الثلاثة، ولكنه أضمر في نفسه حكماً قاسياً ضد الشاعر المتطاول، وبُعيْد وصولهم للديار تصدّرَ الزعيم مجلسه، وفي محاكمة كان فيها الزعيم هو الخصم والحكم، أصدر قراراً حازماً وفوريـّـاً بنفي كباشي من ديار الكبابيش نفياً أبدياً وفورياً، وهو حكم لا يقاومه حب، ولا يناهضه فرد، فأخذ الشاعر يستعد لمغادرة أرض الكبابيش تنفيذاً للحكم الذي أصدره زعيم يتمتع بسلطات قضائية بحكم القانون، تردد شاعرنا قبل ان يذهب الى منزله ، فالتقى فيه بزوجته ، وطلب منها أن تنسى كل شيء مما حدث ، وأن ترافقه والبنتين لتقف الى جانبه في هذه المحنة التي يمرّ بها، ولكنها رفضت رفضاً قاطعاً، فتجاوزها الى ابنتيه وطبع على خديهن قبلتي وداع وجمع عدته وعتاده واعتلى أحد جماله. وقبل أن يجدّ في السير ودّعه من ودّعه وداعاً مؤثراً وجاءت لوداعه حبيبته زوجة الزعيم من وراء خبائها مثقلة الجفنين محزونة الفؤاد. وما جرى في هذه اللحظات كأنما هي الصورة التي شخصها لنا الشاعر العربي القديم الذي قال: لَمَّا تَبَدَّت للرحيل جِمالنا وجَدَّ بنا سَيرُ وفَاضَتْ مَدَامِعُ بَدَت لنا مَذعُورة منَ خِبائِها ونَاظِرها باللؤلؤ الرَطبِ دَامِعُ أشَارتْ بأَطرافْ البَنَان وَوَدّعتْ وأَوْمَتْ بعينيها مَتى أنت رَاجِعُ فقلتُ لها واللهِ مَا مِنْ مُسافِر يَسيِرُ ويَدْرِي ما بهِ اللهُ صَانَعُ فَشَالتْ نِقَابَ الحُسنِ مِن فَوق وجهها فَسَالتْ مِن الطرفِ الكحيل مَدامعُ وقَالتْ إلهي كُنْ عَليه خَليفةً ويا ربِ ما خَابَتْ لدَيكْ الوَدَائَعُ ثم اختفت راحلة الشاعر وهي تبتعد عن الديار بين كثبان الرمال، وخلف التلال الحجرية والغلالات الشفافة من الضباب المنشور على الوديان، وهي أشياء طالما احتفى بها الشاعر وغنى لها. غير انها الآن ليست محل احتفائه فالأسى الذي يحمله أغشى عينيه بالدموع. ثم جادت السماء فجأة بالمطر، فغسل وجهه الوسيم من دموع سالت عليه مدراراً. مرت الشهور وتعاقبت الليالي وشاعرنا المنفي هائم على وجهه ولا يدري أين المستقر، وقد أضرّ به الهوى الذي ناء به قلبه والشوق الذي يحتاجه كلما طافت بخياله رؤى ابنتيه. وبينما هو في أتون هذه الدوامة المميتة قرر قراراً خطيراً، وهو العودة خفية للديار ليطمئن على ابنتيه، ولعل عيناه تبصران حبيبته فتسكن آلامه. ففرح لقراره وسرت رعشة بين أوصاله، فأسرج بعيره وتدرّع سيفه، وبدت له هذه الرحلة كمغامرة لم يخض غمارها من قبل أبداً، وكلما دنا به بعيره نحو الديار التي عصفت به أشواقه اليها ولساكنيها تقفز محبوبته الى ذاكرته رغم استحالة العشق ويقول: اللَيلَه أَمسَيتَا في الصيَّه البَكانُو سَفَافي وكُلْ مَا طارْ أَلمْ وَخرْتوُ يَا العَنَافي الشَتِلْ العِنْدُو دَوْرِيَه وعَقِيداً شَافي ما بَتْخلا مِنْ مِحَتُو الشُدَادْ يا كَافي...! ثم أخذت التلال الحجرية التي تقرب من الديار تبدو له عند السير في كل نهدةٍ أو مرتفع وتختفي عند كل منخفض أو منعطف فأدرك أنه قد شارف على الوصول فبدأ يحث جمله على المزيد من السرعة قائلاً: شَهَرينْ في العُقَالْ لاكْ بَارِي لاكْ مَهَدُودْ وحَارَبتَ الرَعِي وبِقِيت يابساً عُودْ تَعْبَانْ سَارِي الخَالقْ عَلَيكْ يْجُِودْ وخِفْ كَانْ تَجْمعْ الرَايدْ عَلىْ المرَيُودْ وعند إنبلاج الصبح وصل شاعرنا الى تخوم الديار المحرمة، واخفى جل وجهه بعمامته، وساقته قدماه الى ذلك المكان الذي رأى فيه محبوبته لأول مرة لعلها تبدو فتهدأ أشواقه ولكن هيهات. فظل ماكثاً في مكمنه بين الأشجار طيلة نهاره ذاك مترقباً حتى حل المساء وأطبق سواد الليل على المكان فجرفه الحنين لابنتيه، فتسلّل إلى أن وصل الى منزله حيث ابنتاه وزوجته، ودخل خفية كاللص، ويا لهول المفاجأة .. فمن خلال الضوء الشحيح المنبعث من المصباح الزيتي الموضوع في أقصى الخباء وقعت عيناه على ما لا يحب أن يراه أو أن يتصوره، رأى رجلاً يضاجع زوجته، فاندفعت الدماء الى رأسه الذي إمتلا بفكرة سوداء، إنها الفكرة التي ستغسل العار، إنها الفكرة التي ستثأر لكرامته وتعيد إليه شرفه المسلوب، فامتشق حسامه ، وهوى به على الرجل بضربه قوية واحدة أودت بحياته، وعندما أحسّت الفاجرة بأن دم عشيقها الحار يسيل على جسدها العاري وأبصرت وجه القاتل فرأت فيه وجه زوجها المطرود تلمست طريقها للهرب، فهبت مسرعة وتدثرت بما تيسر لها من ثياب وخرجت مهرولة من الخباء صارخة ومدعية أن كباشي قد قتل جارها الذي استنجدت به ليحول دون أن يتمكن من تحقيق هدفه الذي عاد من أجله وهو خطف ابنتيها!! فجاء الزعيم في نفر من الحرس فوجدوا كباشي وقد ضم ابنتيه الى صدره والدموع تبلله فانتزعوا البنتين من صدره واقتادوه الى خارج الخباء، ثم ذهبوا به في اليوم التالي مخفوراً الى مدينة الأْبيِّض حاضرة مديرية كردفان، متهماً بجريمة القتل العمد والشروع في الخطف، وبعد التحقيق جرت محاكمته فادانته المحكمة الكبرى واصدرت بحقه حكماً بالاعدام شنقاً حتى الموت، ولم يفلح دفاعه الذي أسسه على الوقائع واستدعى من خلاله قول ذلك الاعرابي القديم عندما سأله رئيس المحكمة الانجليزي عما اذا كان قد ضرب بسيفه المرحوم ضربة أودت بحياته؟. فرد قائلاً وهو يدافع عن نفسه: لقد ضربت بسيفي هذا بين فخذي إمراتي ، فإن كان بينهما رجل فقد قتلته!! أيّـدت محكمة الاستئناف العليا الحكم استناداً على بينة الزوجة وشهادة الزعيم والحرس . بعد ذلك أخطرت سلطات سجن الأُبيّض المُدان كباشي بأنه سيُـرّحل ضمن الركاب مخفوراً في أول رحلة على متن القطار المتجه إلى الخرطوم حيث سيودع بسجن كوبر حتى تنظر السلطات العليا في أمره . في ليلة باردة أو هكذا خُـيـِّلَ إليه سمع كباشي صوت صافرة القطار المميّزة فبدت له كنواح ثكلى ، وأدرك أن موعد ترحيله قد حان وأنه سيسافر دون اختياره وبغير إرادته ، فبرزت صوفيّـته المؤتلفة في ذاته لتختلط بأنفاسه الشعرية مع مزيج من مأساته وهواه وحبه للحياة ، فأخذ يقول واللحظات تحتشد بكل مشاعر الأسى أبياتاً يحنّ فيها للنسائم ويُبدي من خلالها لواعج أشواق بعيدة لمحبوبة ترفُل في ثوبها البَنْقالي المنمّق ويرنّ في قَـَدَمِها ساعة السحر حِجْلها الأنيــق: بَابُور التُرُكْ اللَيلَة نَوَى بالنَجْعَه والسَادَة أَجْمَعِينْ أنَابنْدهُم للرَجْعَه البَنْقالي والحِجِل البنقر هَجْعَه شَغَلَنْ بَالي والنَسَّامْ بزِيدْ الوَجعَه وفي هذه الليلة وقبل الفجر – وهي أكثر ساعات الليل إظلاماً – دفعوه الى جوف القطار وهو يرسف في أغلاله وقيوده ، وعندما أوصله القطار الى محطته الاخيرة، أحنى رأسه ليدخل من بوابة سجنه الجديد، فتلقّـفه الحرس وأودعه زنزانة ضيقة أغشى فيها الظلام ناظريْه عن أن يرى فيها محكوماً آخر كان قد اقتيد قبْله لهذا المكان على إثر حكم صدر بإعدامه هو الآخر، وعندما انقشع الظلام تلاقت الأعين : يا نائحَ الطَلح أَشباهٌ عَوَادِينا نأَسَي لوَاديكَ أَمْ نَشْجي لوَادِيَنا وفي رفق وإحكام نسجت خيوط المأساة علاقة وجدانية بين شاعرنا وبين (الصافي) رفيق زنزانته التي تقاسما ظلامها وحرارتها المرتفعة وسط مشاعرهما الزاخرة بالترقــُّب والانتباه، وازدادت بينهما الإلفة في مكان فيه أقسى ما يمكن ان يصيب الانسان من الفجيعة والألم والإحساس بالغربة ، بَيـْدَ أنهما تساميا بالشعر الذي انداحت صوره على وجدانيهما فوق تلك الأحاسيس المرة ، فعندما تنشط قريحة كباشي ترتفع عقيرته بالغناء فيحيل السديم في المكان الى شموس منيرة وتتعطر أجواؤه بشذى الورود وشميم الأريج . وفي ذات يوم وقد انقضت شهور ، والمصائر معلــَّـقة على الرجاء والانتظار رأى الصافي على وجه صديقه مسْحة حزنٍ وأسىً، أعقبها ضعف سرى بين قسماته، وزفرات حري انطلقت من صدره تنبئ عن مشاعر مختلطة ومختلفة وكثيفة، فسأله والقلق ينتابه: أجزعت يا كباشي أم أن صبرك قد نفد ، يا فتى الفتيان؟ ردّ عليه كباشي قائلاً: إنه الحنين للأبناء يا صديقي والخوف عليهم من الدهر وخباياه وإنه العشق الذي ألهب الحرائق فشبت في قلبي فاسلمني كل ذلك الى ما تراه من أسى. ثم تبادلا الأشعار الى أن هدأت النفوس من قلقها وأساها، هكذا كانا يتآزران قبل أن يتقاسما فـُـتاتاً قليلاً لا يغني ولا يسمن من جوع ، وعندما يُنبئ الصباح عن قدومه بنور الشفق يدركان أنه قد أذن ليوم جديد ليبدأ دورته ، وحتماً سيمضي كما مضت تلك الأيام الكالحة الرتيبة، غير أن ثمة تغييراً قد حدث في نهار هذا اليوم القائظ عندما رسمت الظلال وجوه رجال خمسة بقبعاتها على حائط الزانزانة، وأخذت تملؤه رويداً رويداً وتتزاحم على مساحته الضيقة ، وعندما تداخلت الصور وأضحت مسخاً ثم ظلاًّ واحداً ارتجَّ باب الزنزانة وانفتح في غير موعده عن خمسة رجال أشدّاء نادى كبيرهم بصوت أعجمي أجش آمراً كباشي : قفْ واستدِرْ. فأذعن كباشي ووقف صاغراً وهو يواليهم ظهره ، ولم تلبث أن التفّت السلاسل الحديدية حول يديه من الخلف وشُدَّت ذراعيه بقطعة جلدية عريضة وسميكة حتى كادت ذراعاه أن تلتقيا فوق ظهره فبرز صدره بروزاً آلمه، وأحكم القيد على قدميه ليتّحد مع السلسلة التي تدلّت من يديه ، حدث كل ذلك والصمت يسود المكان إلا من صليل الحديد الذي أرهق بَدَن كباشي. كان الصافي يرنو بعينيه القلقتين ويُمعن النظر ويُديمه إلى وجه صاحبه كأنما يريد أن يرسِّخ له صورة لتبقى في ذهنه على مدى الأيام، قبل أن يغيب. وعندما أطرق بأحزانه وقعت عيناه على قطرات من الدم تسيل من قـَدم كباشي من فرط القيد فالتقط خرقه من أرض الزنزانة وأخذ يضمد جُرح صديقه ويطهّره بدموعه التي انهمرت بغزارة، ولكنه أحسّ بركلة عنيفة أعادته الى حائط الزنزانة حيث كان، وبدأت قطرات الدم تتباعد الى خارج الزنزانة تتبع خطى صاحبها، الذي استطاع بصعوبة بالغة وهو محشور بين حارسيه أن يلتفت الى صديقه الصافي وقد تغطى وجهه بقناع أسود ومن خلف سُمْك هذا القناع خرج صوت مكتـوم يقول: كَمْ شَــــدّيتْ عَليْ تَيساً مَسَــــافَة مَشِـــيهُو وكَمْ شَقـَّيتْ خَلايــــاَ فَـدْ زويل ما فيهو القلب ان ثبت فد حاجه ما بتجيهو أَخَيـرْ السُــتـْْره والزوَلْ يـَومُوَ مَا بْخَـليِهُو كان هذا آخر ما تبيّنه الصافي والذي حدث بعد ذلك لم يكن واضحاً في ذهنه، إلا أنه أفاق على صوت لم ترتح لوقعه أُذُناه ، فصوت ارتطام الصاج الحديدي بحائط البئر أنبأه أن جسد صديقه قد تدلّى تحت الحبل ، فأحسّ بحزن عميق، واجتاحته وحده موحشة، وأخذ يهذي ويقول والعبرة تخنقه : لقد عدمت القبر والنائحة يا صاحِ، ليتني لو كنت مكانك يا كباشي، ليتني لو كنت معك يا فارس الفرسان. أسعد الطيب العباسي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Asaad Alabbasi)
|
Quote: الأخ عبدالرحمن الطقي تحياتي ورد إسمي في ردكم للأخ منصور المفتاح حول قصتي (محاكمة وإعدام الشاعر الهمباتي كباشي) أسعد الطيب الكباشي, وهذه تهمة لا أنفيها وشرف لا أدعيه. وقد قفز إلى ذهني ماقاله الدكتور أحمد السيد حمد عندما كان يرحب بالسفير المصري الأسبق بالسودان تقي الدين الشربيني عندما كان ضيفاً على عمنا المرحوم ضياء الدين العباسي, فأخطأ عندما قال "نرحب بالسفير تقي الدين العباسي", ولكنه عالج الامر بذكاءٍ شديد عندا اردف قائلاً وبأخيه ضياء الدين الشربيني!!
أسعد الطيب العباسي |
الأخ المكرم / أسعد الطيب العباسي
سعدت بوجودك معنا بالمنبر ، فمرحباً بك رافداً للإبداع ، و نتوقع مساهمات سمينة و ثمينة من قبيل هذه القصة الممتعة ، و أسعدني أكثر أن أول مشاركاتك هنا كانت تعقيباً علي ، و شكراً على الاستدراك على اسمكم الكبير ، و على الموقف الذكي من الدكتور أحمد السيد حمد
حفظت قصة الهمباتي كباشي على الوورد و سهرت في قراءتها و الاستمتاع بها و تأمل معانيها ، فأحسست بمتعة عالية سببها جودة السبك و السرد و الصور المتحركة الناطقة فيها ، و سرحت بعيداً في واقع عايشناه و سمعنا عنه كثيراً ، و لا ملحظ لي عليها من الناحية الفنية - و إن كنت لست مختصاً في النقد و لكني شاعر و أديب و متذوق - و لكن هناك بعض مما يؤسف له اجتماعياً مما أودى بذلك الكباشي المسكين و ابنتيه لذلك المصير الحالك ، و سببه البعد عن الدين ، فلذلك كان : - اشتغال كباشي بالهمبتة . - تعلقه بامرأة في عصمة زوج و تعلقها به . - تغزله بها أمام زوجها . - الحكم الجائر من ذلك المسؤول القبلي على كباشي بالنفي . - التفريق بينه و بين زوجته و ابنتيه . - خيانة زوجته له و وقوعها في الرذيلة . - قتل الهمباتي لمن وجده مع امرأته غيرة . - اتهام المرأة لزوجها بالقتل بسبب آخر . - شهادات الزور ضده مما أدى للحكم عليه . - ربما كان هناك طعن في أحكام المحاكم عليه . دعء الهمباتي عندما ضاق به الأمر للسادة الشيوخ بدلاً من الله الذي يفرج الكروب وحده .
إلى غير ذلك ،
و عموماً لك و للأخ منصور الشكر ، و قد أرسل لي على الماسنجر عنوان إسماعيل العباس ورددت عليه لكن لم يتم الإرسال و لا أدري السبب ، و سأصل لزميلي إسحاق العباسي إن شاء الله ، و أرجو منك تزويدي بعنوان ابن عمك الطيب ضياء الدين العباسي الذي سكنت معه بعنبر ون بداخلية أبي سن و كان إساق بعنبر فور بنفس الداخلية بخورطقت الفيحاء .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Asaad Alabbasi)
|
الشكر لسادتى الطيبية
ولأديبنا الجميل منصور
Quote: لَمَّا تَبَدَّت للرحيل جِمالنا وجَدَّ بنا سَيرُ وفَاضَتْ مَدَامِعُ بَدَت لنا مَذعُورة منَ خِبائِها ونَاظِرها باللؤلؤ الرَطبِ دَامِعُ أشَارتْ بأَطرافْ البَنَان وَوَدّعتْ وأَوْمَتْ بعينيها مَتى أنت رَاجِعُ فقلتُ لها واللهِ مَا مِنْ مُسافِر يَسيِرُ ويَدْرِي ما بهِ اللهُ صَانَعُ فَشَالتْ نِقَابَ الحُسنِ مِن فَوق وجهها فَسَالتْ مِن الطرفِ الكحيل مَدامعُ وقَالتْ إلهي كُنْ عَليه خَليفةً ويا ربِ ما خَابَتْ لدَيكْ الوَدَائَعُ
|
او القائل
لما أناخوا قبـيـل الصبح عيسهمو وحمَّلوها وسارت بالهوى الإبل وارسلت من خلال السجف ناظرها ترنو الـيّ ودمع العين ينهمل وودعـت بـبـنان عضده عـلم ناديت لا حملت رجلاك يا جمل يـا حادي العيس عرّج كي أودعهم يا حادي العيس في ترحالك الاجل اني على العهد لم انـكث مودَّتهم يا ليت شعري بطول البعد ما فعلوا لما علمت بـأن القوم قـد رحلوا وراهب الديـر بالناقوس منشـغل شبكت عشري على راسي وقلت له يا راهب الدير، هل مرَّت بك الابل فحنّ لـي وشكى، وأنّ لي وبكى وقال لي يا فتى ضاقـت بـك الحيل إن البدور اللواتي جئت تطلبها بالامس كانوا هـنا واليوم قد رحلوا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Hassan Makkawi)
|
الأخ العزيز Hassan Makkawi
السلام والرحمه وتشكر على كدنداية الثبات
التى يتبختر إليها الفرسان رضاءا بأقدارهم
يطاوون الأرض بزهو تستهوى ذويهم والحضور
فقد حدثنى أحد الثقاة عن شاب حكم عليه بالشنق
وتدخل الأجاويد يطلبون عفو أهل المقتول إلا أن
والدة القتيل تمنعت عن العفو ورفضت طلب الرئيس
ويوم التنفيذ جاء ذلكم الشاب يصافح أهله والحضور
فى ثبات إرتعدت له أوصال المشنقه وضجت له أحشاء إمعائها
وبوجه صبوح وخطو لا ترنح فيه وكانه ذاهب لقطع رحط الحورية
وفى عجل يقول للكل إن شاء الله نلتقى فى الفردوس وصعد الدرج
كالذى يتصعد لنياشين الترقى بفرح وسعاده....فيا عزيزى حسن
تلك قمة الإيمان والرضاء بقضاء الله وقدره....................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Ahmed Yousif Abu Harira)
|
العزيز جدا أستاذى الزعيم أحمد أبوحريره
إن العنعنه التى تنتهى بأبوهرير لعين عنعتة الثقات
وأن التى تأتى من أبوحريره فى أمر يخص البطاحين
لذات الحقيقه التى لا شك فيها وكيف لمن أراد أن
يفتى عن البطاحين ومالكها فى مدينتها....فيا عزيزى
وأستاذى أحمد دائما مايقع الإنسان فى خطأ إذا كان
هنالك عيب فى المصدر ولم يكن الأنسان واقفا عليه
وأحسب أن ذلك سبب الهنة التى بانت فى قصة إعدام
شاعر وأثق فى قدرة أسعد البحثيه وتدقيقه ولكن
ربما إستند على مصدر حسب أنه من الثقات ووضح
أنه غير كذلك فسنحث الأستاذ أسعد لرتق ما بان
فى تلك القصه فى مصدره الأصل والذى هو رهن الطباعه
فلك ولسائر البطاحين العتبى حتى ترضوا وسيقوم
الأخ أسعد بتصحيح ما تعارض مع الحقيقة حتى تكون
مدونة لا شق ولا شرخ فى مرقها ولا مرينتها
ولك ولكل البطاحين فائق التقدير وخالص السلام...
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Ahmed Yousif Abu Harira)
|
َQuote:النصوص المقتبسة أعلاه تختلف عن الدوبيت من حيث الايقاع والريزم وهي اقل تعقيدا منه ولا تختلف عنه من ناحية التعبير عن الغرض. النمط ده من الشعر نادر في بيئتا وقد اشتهر به الشعراء في بادية الكبابيش دون غيرهم"
الأخ أحمد يوسف أبو حريرة, لك تحياتي الممزوجة بمودتي وتقديري لقد كان لمبادراتك في الترحيب بي والتعليق والمداخلة على ما أكتب أثره الرائع على نفسي,فلك الشكر. في ِشأن مقتل شاعر أحيلك إلى مداخلتي الضافية التي بعثت بها اليوم في بوست مقتل شاعر, أما فيما يتعلق بما أسميته النصوص المقتبسة في قصة محاكمة وإعدام الشاعر الهمباتي كباشي أو قصة عندما يتدلى حبل المشنقة, بأنها تختلف عن الدوبيت من حيث الإيقاع والرزم فهذه الإشارة تقودنا إلى علم عميق إسمه أوزان الدوبيت السوداني, فالنصوص التي أشرت إليها هي دوبيت من الأوزان القصيرة التي لاتزال موجوة في بادية كردفان وغيرها من مناحي الدوبيت وللتوسع فإني أشير اليك الى المصادر التي قتلت هذا العلم بحثاً وأول تلك المصادر هو بحث أوزان الدوبيت السوداني للبروفيسير محمد الواثق يوسف المصطفى المنشور بمجلة مجمع اللغة العربية العدد الرابع للعام 2000م, وثاني هذه المصادر هو بحث أوزان شعر البطانة بمخطوط الباحث العالم ميرغني محمد ديشاب والوارد في سفره أرض البطانةاللغة والتراث الشعري كما يمكنك النظر إلى الفصل الاول من الباب الثاني من كتابنا قيد الاصدار (نظرات في الهمبتة والدوبيت السوداني) والذي أوردنا فيه دراسة متكاملة لأوزان الدوبيت السوداني. وأخيراً لك شكري وتقديري والشكر والتقدير موصول لتوأم روحي الأستاذ منصور المفتاح أسعد الطيب العباسي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: صديق الموج)
|
الأخ العزيز صديق الموج
إن الجلد والصبر الذى صار شيمة أولئك الجرارق
الذين نزعت عنهم الحريه نزع الأظافر بفعل التعذيب
ما عادت الحرور والشرور والبلايا تهمهم أو تهوى
بهاماتهم غير أنهم لا يدرون بأن من هم خارج أسوار
خلوتهم يرزحون تحت نير الإبتلاءات ويتجرعون من الحنظل
والزرنيخ والكينيا بقرعة دلقها محيط....فيا من بالداخل
حالكم وحالنا سيان كحال من قال
يا نائح الطلح أشباه عوادينا نأسوا لواديكم أم تأسوا لوادينا فإن يك الجنس يا إبن الطلح فرقنا إن المصائب يجمعن المصابين
فيا صديق قل لمن بالداخل ربنا يستر عليكم أنتم من
كرب السجون فقد تعجب الجاك جقلت القومابى الذى كان
يأتيه دلق البيره وكبروس اللبن بمن فى اللين كالخيروز
وأضحى فى حيرة من أمره مع السجان سرور
فأنشد
شراب البيره واللبن البجيك معبور
بقينا حيارى فى لفظا بقولو سرور
فالتحيه لك يا الموج وللكاتب الرصين أسعد
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: الطيب شيقوق)
|
العزيز ود شيقوق ياخى الشداعه دى ما بتجى بى ساهل
حرم أهلك الدشيناب قالوا وارثنها من جدهم على الكرار
والنوريك خصله فى الناس ديل حرم الكراكه يلاقوها ساك
بالعكاكيز وتقول لى دبابه...فالشداعه نعمة يمن الله
بها لبعض خلقه وتظل مواقف ثباتهم أساطيرا تتناقلها
الأجيال وتتولاها بالإضافه وإعادة الإخراج كقولك موسى
ود جلى وعبدالفضيل الماظ وصحبه على عبداللطيف وثابت
عبدالرحيم ثم كررى ورجال كالأسود الضاريات.....التحايا
لك والأشواق وأنت تتربص بكل جميل دوائره.............
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)
|
الأخوان الكريمان / منصور المفتاح أسعد العباسي
و التداخلون و القراء الكرم السلام عليكم و رحمة الله
وردتني هذه المساهمة الثرة من الأخ الصحفي الأستاذ / عادل إبراهيم عبر البريد الإلكتروني ، و بهذه المناسبة الأخ عادل كانت له عضوية قديمة بالمنبر العام و لكن فقد الباسوورد منذ فترة ، و يساهم عبر البريد في بعض الموضوعات ، و هو كما ترون قلم سيال و نظيف فنناشد الأخ بكري بتمكينه من الدخول .
Quote: بسم الله الرحمن الرحيم
الاديب الاريب منصور المفتاح
بوست جميل وثر بمحتواه الذي ابدع فيه ابن العباسي .. ولا غرابة فهو سليل ارومة جمعت بين السيف و القلم .. و الادب و الفروسية.
والهمباته هم سراة الادب الشعبي السوداني بلا منازع..بقصصهم و اشعارهم .. ساروا على درب المخاطر و الخواطر ..اعادوا سيرة الشنفري و تأبط شرا و السليك ..بيد ان السودانيين كانوا غير منبوذين من قبائلهم .. كانوا يقابلون بالعزة و الاحترام كلما حلوا بالفرقان او المضارب ...
ومن اشهر همباتة السودان الطيب ود عبد القادر ود سليمان ود ضحوية .. لم يكن محتاجا .. كان متدينا يحفظ معظم كتاب الله الكريم ..ومن قواعده المشهورة في الهمبته ان كان لا يحتفظ باموال الهمبتة ..و لا يقاتل "الفزع" وهم القوم الذين يطلبون ابلهم ..انما يترك لهم ابلهم و يتنحي جانبا بسيفه ودرقته الا ان يبتدروه بقتال ..فعند ذلك يريهم من ضروب القتال ما يجعلهم يكتفون باخذ ابلهم و المغادرة ..
ولى مع اخبار الهمباتة ذكريات ..والطيب ود ضحوية ..تجمعني به صلة قربى ..فهو اخ جدتي من امي ..المرحومة نفيسة عبد القادر ضحوية والتي توفيت في بداية التسعينات.. ودائما ما تجئ سيرة الطيب في احاديث اهلنا ..وتأتي قصصه في ثنايا جلسات الشاي و وونسات الكبار التي تسترجع تراث وقيم و حكاوي كاد ان يطويها تتابع الايام و السنين ..
وكثيرا ما جلست مع اخيه عبد الله ود ضحوية – مد الله في عمره- وهو اخر اخوان الطيب الموجودين على قيد الحياة..ويعيش الان في قرية الدوشين على مسافة 12 كيلو مترا شمال مدينة شندي ..كان يحدثني كثيرا عن مغامرات الطيب و وعن الحراك الاجتماعي في البطانة ..وكنت استحثه لرواية قصة مقتل "الاغيبش" فارس الفادنية المشهور على يد الضحواب ..فكان يضيع تفاصيل القصة في مدح هذا الفارس.. وكثيرا ما كنت انوي العزم على تسجيل تلك القصص في اجازاتي فتخذلني الظروف..
وذات مناسبة..و في قرية الكريد قريبا من ديم القراي .. التقيت بعمنا الطيب ود الصادق ود ضحوية ..ابن اخ الطيب ..فسألته عن سر ذكر اسم الصادق والده دائما في اشعار الطيب مثل قوله:
كان ما اسكت الباكيات و اخلف الكية
قولة ابوفاطمة يا الصادق خسارة عليا
فاجابني قائلا ان الاهل قد بعثوا ابي الصادق في طلب اخيه.. و الزموه بان يرجعه معه ..ويقنعه بترك الهمبته مع طه الضرير البطحاني .. فلحق الصادق بهم في النيل الابيض .. ولما جلس معهم و رأى من امرهم ونظامهم القائم على كثير من صفات البطولة والنجدة والبأس ..نهض معهم هو ايضا ..واصبح منهم .. وذكر لى عمنا الطيب الصادق ان طه الضرير كان يزورهم في اخريات ايامه في كبوشية ..وكلما تأتي سيرة الطيب او شعره يبكي بكاءا مرا..وكان هذا ديدنه حتي فارق الحياة ..
والضرير فقد بصره.. ولكنه كان ذو بصيرة .. كان ينحني لو عارضه فرع شجرة وهو على بعيره .. وكان يشم تراب اى منطقة ليعرف اين هو ..
ومن قصص ود ضحوية ان "الفزع" قد الم به و هو في حفلة .. وكانت بنت جميلة ترقص فاخذ منها شبالا فهنا اومأت له بان" فزعه قد لم" اى ان اصحاب الابل قد وصلوا ..فقال مرتجلا هذه الابيات:
عومي و نسفي الفوق الفنايد ندى
وما توميلنا بي عربا كتالهم هدة
بتشوفي نبانا وكتين الضراع يتمدا
تمي الرقصة بعدين السما الانهدا
وسبب دخوله الهمبته كان انتقاما لقتل الهواوير لاخيه الكرار وحرقه و رميه في بئر .. فاصبح يتعقبهم و يقتل منهم وويردفهم على الجمال ..حتي اصدر المفتش الانجليزي امرا للهواوير بقطع النيل للضفة الاخرى و توجه بعضهم لكردفان ..
رحل الطيب عن دنيانا هذه و لم يترك صفراء ولا بيضاء ..وقال وهو على فراش الموت .. بين اهله ..بعد ان جاب فيافي السودان :
يوم بنداور البكرة ونمصروا ثديها
ويوم بنشق عتاميرا بعيدة وتيها
يا نفس الرماد المتعة كملتيها
ابقي لزومة وقت القرعة وقعت فيها
عادل ابراهيم احمد
الدوحة-قطر
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: ود محجوب)
|
Quote: الأخ عبد الرحمن الطقى سلام
يعنى الراجل دا انتو الاسببتو فى همبتو
على اى حال اسم الطقى جابتو الهواوير من وين؟ |
الأخ ود محجوب و عليكم السلام و رحمةالله
هكذا جاءت الرواية ، و الهواوير هم أبناء عمومة الهوارة و اسم القبيلة الأصل هو الهوارة ، و أهلنا الجلابة الهوارة ارتحلوا لكردفان بناحية جبل عيسى شمال غرب الأبيض قبل أكثر من ستمائة عام ، قبل حادثة ود ضحوية بقرون ، ثم اختلطوا ببعض القبائل هناك ، و عيسى هذا هو أحد أجدادي المباشرين .
أما ( الطقي ) فليست من أسماء القبيلة و إنما هي نسبة لبلدتنا خورطقت ، و قد تكلمت بالتفصيل في هذا ببوستي ( ثورة الشموع ) بإرشيف الربع الرابع 2007 .
و بمناسبة اهتمامك يا ود محجوب بالأنساب و القبائل أقول باختصار عن أصل الهوارة و هجراتهم :
الهوارة مختلف في أصلهم هل هم من البربر أم من العرب ؟ و هناك روايات شبه راجحة أن البربر أنفسهم عرب من اليمن ، و المرجح في الهوارة أنهم عرب من اليمن حميريون ينتهي نسبهم إلى المسور بن وائل بن السكاسك بن حمير هاجروا قديماً للمغرب و خالطوا البربر و منهم من أخذ لسانهم و بقي سائرهم على عروبته ، و ناصروا دولة الموحدين ، و لما هزمت الدولة هاجروا لمصر و انتقلوا لصعيدها و أسسوا دولة قوية استمرت قرونا ، و مركزهم بقنا و سوهاج و حتى الآن توجد الهوارة في قنا و ما حولها ، ثم دخلوا في حروب مع المملوكيين فنزحوا لشمال السودان ، و توجههوا منه لكردفان و غيرها ، و بقيت مجموعة منهم بالشمالية ( منطقة بيوضة ) و هم الهواوير ثم لحق بعضهم بشمال كردفان ، و لهم فرع يعتبرون المؤسسين لحلفاية الملوك يدعون بالهنوناب ، و منهم فرع بشمال دارفور يدعون بجلابة كوبي و قد جرى لسانهم بلغة أهل البلد ، و معظم وجودهم الآن بشكال كردفان غرب كردفان ( الهواوير ) و يتركز الجلابة الهوارة شمال و شرق الأبيض ، و يوجد بمدني عدد كبير منهم و لهم حي بهذا الاسم و عدد من القرى .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)
|
الأخ/ منصور المفتاح
أسمح لي وأنا أستمتع مع غيري بما نقلته لنا من قصة الأديب أسعد العباسي.. أن أعرج لأصحح بعض ما ورد في قصيدة بشر بن عوانة العبدي .. والتي أرتجلها عندما قابل أسد وهو في طريقه لجلب ألف من نوق خزاعة مهرا لإبنة عمه الذي كان يود إيراده مورد الهلاك لما في الطريق من مخاطر. فإلي القصيدة:
أفاطم لو شهدت ببطن خـبت وقد لاقى الهزبر أخاك بشرا إذن لـرأيـت ليـثا أم ليثـا هزبـرا أغلبـا لاقى هزبرا تبهنس إذ تقاعس عنه مهري محاذرة فقلت عقـرت مهرا أنل قدمي ظهر الأرض إني رأيت الأرض أثبت منك ظهرا وقلت له وقد أبـدى نصالاً محـددة ووجهـا مكـفـهرا يـدل بمخلـب وبحـد ناب وباللحظات تحسبهن جمــرا ففـيم تروم مثـلى أن يولى ويجعل في يديك النفس قسرا وقلبي مثل قلبك ليس يخشى مصاولة فكيف يخاف ذعـرا وأنت تروم للأشبال قـوتـاً وأطلب لابنـة الأعمام مهرا نصحتك فالتمس يا ليث غيري طعامـاً إن لحمي كان مـرا فلمــا ظن أن الغش نصحي وخالفنـي كأني قلت هجرا مشى ومشيت من أسدين راما مرامـاً كان إذ طلباه وعـرا هززت له الحسام فخلت أنـي سللت به لـدى الظلماء فجرا وأطلقـت المهـند من يميني فقـد لـه من الأضلاع عشرا فخر مجنـدلاً بــدم كأني هدمت بـه بنــاء مشمخرا وقلت لـه يعـز علي أنـي قـتلت مناسبي جلـداً وفخرا ولكـن رمت شيئاً لـم يرمه سواك فلـم أطق يا ليث صبرا تحاول أن تعلمني فــراراً لعـمر أبيـك قد حاولت نكرا فلا تجزع فقـد لاقـيت حراً يحاذر أن يعـاب فمـت حرا
والشكر لك أن هجيت شجون الفوارس..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Asaad Alabbasi)
|
أبو السعود كيف حالك يا رجل ومعك بصادق الدعاء يا عزيز الهمباته عالم بمدائنه وأعرافه وقوانينه وشروط الإنتماء إليه عصية قاسيه وفيه من القيم الإنساية ساميها والرفيع وفيه من الفروسية ما لا يخطر على بال أحد ومن التفانى النادر الفريد فيا أسعد أن تضمن عودك فى القسمه وأنت قاعد لعلة أو غيرها وأن تضمن عودك إذا شاء لك أن تحضر القسمه وحظ وافر من الجليب وقيمته يذهب إلى الأرامل والأيتام والعجزه وحظ يذهب لمن يصنعن جمال الليالى وبهرجتها وأنظر يا عزيزى فى تاريخ ود ضحويه الذى لخصه فى مربع دوبيت
مانى الخايب البقول سويت وما نهرونى عن ساعة السعال قريت إن بردن قروش مانى البخيل صريت وإن حرن بكار ماهن صفايح زيت
فهولاء لا يصرون لغد بل يعيشون اللحظه ويعيشون من حولهم وإن فى غد لأمر جديد فهولاء من أهل التوكل لا التواكل وكما الطير تخرج من أوكارها خماصا وتعود بطانا يخرجون لكرهم بمكرهم وتستقبلهم جيوش الحكامات فى طرق العوده فيا در در أولئك يا عزيز ولك الشكر ولك صادق السلام....................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)
|
إن الكاتب أسعد الطيب العباسى قبل أن يكون كاتبا فهو قانونى ضليع وإن تناوله لبعض القضايا الواقعيه وسردها فى إسلوب قص أدبى إنما القصد منه شد وجذب الناس لتلك الوقائع والأحداث والتمعن فيها ومن ثم الكف عن حدوثها وإن توفرت ذات الأسباب فالأدب إلى جانب متعة ذاته فإنه يحمل مفاتيح الحلول للكثير من عصيات النوازل لا بل دوما يظل الأدب دافعا ومحركا لبواعث الناس فى تحقيق أحلامهم الكبيره فليس كل حقيقة كتبت كما هى تكون سفورا وخروجا عن الجاده وإلا فكيف لنا أن نرعوى...............
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)
|
الأديب الصناجة/ منصور عبدالله المفتاح الأديب الأستاذ / أسعد الطيب العباسي شكرأ على هذه السياحة التي لا تُمل والتي لم تتدلى مع حبل المشنقة بل طوحت وطارت بنا في أجواء الهمباتة ، فما أجتمع أهل العلم بالجهل ولا أهل المعرفة بالصمت ... وهو دأبكم وشعار همباتة البطاحين :
كم شدينا مرقنا كدي لي بيلا عرقنا جبنا حلال ما سرقنا وهادا شهودنا درقنا
وعلى ذكر الفارس / طه الضرير فإن حفيده طه ود أب زيد ود طه الضرير بطرفنا في الخليج وقد لازم طه عليه الرحمة من الله المسجد آخر أيامه ولم يفارق المسجد وسراي الناظر وأنقطع للصلاة
طه الضرير مافـيـنـا البمقـّوهـو وبـِمـرُق تـَلـوَه ومافـيـنـا البوصِّــف للضيـوف الخلوة نحن الفوق قفا الشيحان نطبـق السـروة والبنقصدو شِن هَـدْ في البحر مابروى النور بشير النور : مافـيـنـا البكُربـوهــو ويقــول أحّـي نحن بنركب العاصي ونضـرب الصـّي نحن خصيمنا بنكيــدو ونخـلف الكـي ونحن عُشقنا في السمحات مليحة الزّي
ابراهيم ودقدور :
من قومة الجهل مَانِي الدِّنَي كارتوت نجّاع كنت فوق ضهر المحارب السـوط بحلف بى يميـن دايما بباسـط يـوت سايم دمّي عارف عُمري قاصدو الموت
والكثير من الفخر بالسجن : رقاد النمرة والأرض أم بلاطا شينة نحن بنالفوا مابشنفوهو علينا وعدم الخوف من التهديد : مابهدونا بالحربة المسلّك عودا وما بنراشي روحاً بالقبر موعودة والكثير ...
ولكم السلام والإحترام .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: سمية الحسن طلحة)
|
الأخت الأديبة سمية الحسن طلحة لك التحايا الممزوجة بالمودة, مداخلتك هذه أشارت الى أمر هام لا بد من شرحه فقد ذكرت أن شعار همباتة البطاحين: كم شدينــا مرقنا كدي لي بيلا عرقنا جبناحلال ما سرقنا وهاداشهودنا درقنا وحقيقة أختي سمية هذا هو شعار كل الهمباتة النبلاء أصحاب القيم في الزمان الماضي والكثيرون لا يعلمون أن عمل الهمباتة والذي كان يقتصر على سلب ونهب الإبل دون غيرها هو إرث قبلي سلك في وجدانهم وترسخ في أذهانهم الى حيث أنه قد بدا لهم ككسب حلال وضرب من الفروسية وهذه هي العلامة الفارقة التي تميزهم عن صعاليك الجزيرة العربية وقد حاول الكثير من الكتاب تشبيه الهمباتة بالصعاليك مع أنهما طرفا نقيض. بما أنك قد سبقتينا بالفضل يا سمية وأهديتينا من أقوالهم ثلاثة مربعات رائعات فسأرد لك الفضل بثلاثة أيضاً. يقول (موجو) وهو شاعر همباتي ينتمي الى قبيلة الشكرية فرع العيشاب ولد في العام 1925م ويقول بعضهم أنه توفي في العام 1980م ويقول آخرون أنه توفي في العام 1999م. يقول: يوم غَربَالِي بَـيْ سََدْرَ القَبَوبْ بتْخَفَى يوم فَوقْ قُجَةَ أل قَبَضْ الرُوَينَة وَقَفَ يَوم بِنْكَــامِن ُأمْ دَمَكْ الدَرَكَا مـَكَفَى بَصْبِحْ غَادِي فَوق نَارِي وبَرَاي بَدَفَى
ويقول الشاعر ود حيدوب الذي ولد بأرض البطانة العام 1840م وتوفي بها حوالي العام 1920م ويذكر الرواة في أرض البطانة أنه من البطاحين المغاربة الذين يرون أنهم نزحوا الى أرض البطانة من المغرب, كما يذكرون أنه توفي في قسم نكث به للفكي عبدالله أبو ناجمة أحد شيوخ أرض البطانة من الناجماب الحسينية الذين يرون أنهم من سلالة سيدنا الحسين ابن علي رضي الله عنه ولا يختلف الرواة في سبب وفاته هذا. لم نقع على اسمه كاملاً وانما وقعنا على شعره فوجدناه يقوله في الغزل والفروسية وانه كان من الشعراء الهمباتة. كانت له محبوبة في ريرة في وسط البطانة اشتهر بها واشتهرت به وهو يدعو محبوبته هذه أم زين. يقول: كَمْ كَرْبَتُو شَاقِي مِن الصُبُحْ لَي الغَيبَه وُكَم شَدَيتْ فَـوافِي وكَم كَتَلْتَ دَبِيبَه أموال الرجــال مَهما تُكون بِنْجِيبَه كَرْبِتْ ياجمل فــِي رَيرَة لَيَ حَبِيبَه
ومما أحفظه لطه الضرير وهو شاعر جهير لا يحتاج منا الى كثير تعريف واسمه الأصلي طه محمد أبو زيد وقد ذكرت أن حفيده طه ود أب زيد ود طه محمد أبو زيد بطرفكم بالخليج تحياتي له وليتك يا سمية لو جعلتِ بيني وبينه صلة. يقول طه الضرير: الَلَيلْ بَوبَا والكُرْتْ الــرَحِيحْ وَالَنُو رَكَزَنْ فَوقْ ضُرَاعِنْ وَالهَنِيسْ غَزَنُو الجبل ابْ قُرُود يًا امْ عَارِضْ اِتْعَدَنُو الموت عِزه واللَوم لَينَا مـَا بِرضَنُو
ولك التحية مجدداً.. أسعد الطيب العباسي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: سمية الحسن طلحة)
|
الأستاذه الموثقه لشعر أهلها والشاعره على نهجهم والراصده لطرائقهم المتشعبه والمشبعه بثراء الموضوع وجزالته والحافظه لخطوط بيان فصاحتهم وتميز شكلها الخلاب الأستاذه سميه لك ولسعيك الحثيث فى إضفاء جمال الحقيقه على حقيقة جمال الأدب الشعبى والدوبيت الإجلال والتقدير والسداد
وهمباته البطاحين الذين يركبون لقنيصهم عند حنكات بيلا دافق الخيرات على سفحه المنساب بطانة خضراء قنيصا يتأكد زمانه بعرقهم من لهيب شمس الضحى أو رابعة النهار التى تلهب طلعاتهم وتبين طلعتهم وهم بفعلتهم تلك كمن قنص لصيد بري لا مالك له إلا الله صيدا حلالا غير محروز لأن صاحبه توارى عن منازلة الدود الذى باغته فى عرينه وأخذ لا بل نزع منه عنوة جراوه وزرع فى قلبه الهلع.
وعلى ذات معانى الضرير قال رفيق دربه ورفيق شدائده والبأس الشاعر الخلوق والذاكر الطيب ود ضحويه
مانى الخايب البقول سويت وما نهرونى عن ساعة السعال قريت إن بردن قروش مانى البخيل صريت وإن حرن بكار ماهن صفايح زيت
أما عن درادر السجون وقساوتها وتحجر كباد سجانيها لمن لا يعرفون الأسوار ويقدرون ذوات الفرع المياس والسوار فقد أنشد الجاك جقلت السرورابى فى ذلك تضادا كما أسهبت فى ذلك أستاذتنا سميه أم عمر البطحانيه الفصيحه
يقول جقلت
من الباجا لى ريره القنيص بندور وناكل من نياقا وما بنتاتى عبور شراب البيره واللبن البجيك معبور بقينا حيارى فى لفظا بقولو سرور
وسرور ذلك سجان تحميه الأسوار ودق ابزرطه الذى يحمله ليرعب الأسود الكواسر ولكن هيهات...الأستاذين سميه وأسعد أنتما على عيون الجمام ومنه تنهلان وأنا ليس لدى مورد أتدلى إليه وأصدر عنه بما يبيض لصحائفكما البيضاء سلامى لكما والتقدير
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: saif khalil)
|
الأخ الأستاذ سيف الخليل ياخليل الحرف الراقص ويا حليف المعانى العميقه والعبارات الأنيقه والنصوص البليغه لك صادق السلام وخالصه وما أشرت إليه من أماكن ومن ملل لها من الأهمية فى ذلك الضرب من السلوك الإجتماعى مالها فأين ما وجدت العيس وجدت الطرق والطرائق لهمبتتها وما بالك وأنت تحكى عن صحارى الكبابيش والهواوير والمجانين والدواليب وبعض الكواهله لا بل هنالك الميدوب والمهيرية والزياييد والزغاوة أبالة وما أدراك ما الإبل والقران يدعوا للتفكر فى خلقها لمعرفة قدرة خالقها تلك الكائنات الخرائط والتى تسوقك إلى مسافات شهر وأكثر إن ضللت طريقك لا بل تخبرك عن أزمنة الفصول والعين بإتجاهها حين تبرك...مخلوقات أحل لنا أكلها ووجب علينا الوضؤ بعده لا بل وجب علينا أن لا نصلى فى معاقلها أو المرابط تلك العجائب إنها خلق من الجن وما أدرك ما الجن عندما يذكر سليمان عليه السلام ولا أدرى إن كانت من جاء بقصر بلغيس أم لا !!! فيا عزيزى أحسب أن لأسعد موردا ربما يأتيك منه بسقية تحدث لك الرواء ولك الشكر والسلام والتقدير.............................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: saif khalil)
|
الأخ سيف الخليل...تحياتي... تحدثت في مرور الرائع عن قيم الهمباتة حديث العارف المتمكن وقد سبق لي ان كتب مقالا في هذا المنتدى بعنوان (فذلكة تاريخية عن حياة وأدب الهمباتة) إبحث عنه ففيه إيجاز غير مخل بقيم الهمباتة ومطرز بأشعارهم0 أما عن الهمباتي أحمد ود قليع والذي رماني بثقل تعريفه الأخ منصور المفتاح (عفا الله عنه!), فأقول لك أن هذا الكردفاني لا اعرف عنه الكثير ولكن الوعد يظل قائما بيني وبينك باعطائك عنه تعريفا مانعا جامعا فقط احتاج الى القليل من الوقت لاحرك آلتي البحثية في كردفان وهي آلة ماضيةيقودها صديقنا الشاعر والباحث عمر الكردفاني, والى ذلك الحين تصبر بهذه الرواية الطريفة التي رواها لي الاداري الشاعر المعروف كامل عبد الماجد أحمد زين, فقد ذكر لي أنه عندما كان محافظا لمحافظة بارا باقليم كردفان, أراد أن يتعاطى مع ملف الهمبتة بهدوء وعقلانية وحكمة, واقترح ان تقوم محافظته بمساعدة أساطين الهمباتة في المنطقة لأداء شعيرة العمرة وبعد انتهائهم من المناسك الخاصة بالعمرة, سلكوا في طريق عودتهم طريق مكة- جدة, فرأى أحد المعتمرين من الهمباتة إبلا في الطريق, فأدام النظر اليها وقال للعمدة " والله لولا هذا البحر لصبحناهن في دار حامد!" ثم أخذ يقول:
قَدُرْ ما اقُول أَتُوب إِبْلِيس يِلولِح رَاسُو يِقول لَي لاَ تُوب الــتَابو قَبلك خَاسو افرَح وانبَسِط عــند المِــدوِر كَاسو باب التوبة فَــاتِح مَا انْقفَل تَربَاسُو..!
وجاراه احد الهمباتة الثمانية الآخرين قائلا:
قَدُر مَا اقُول اتُوب إبليس يِقَبِل غَادي يقول لي لا تُوب إياك كبـير أولادي أفرح وانبَسِط عند أم قِــريناً نَادي باب التوبة فاتح ما انقَفَل يالهادي..!
ومع خبر ود قليع سآتيك باخبار بعض شعراء كردفان الهمباتة أمثال أحمد تيراب, حامد ام بدة, عبدالله حريكة, ابو سريج, عبدالله الزيادي و موسى ود كوكو.. والى ان نلتقي مزيدا من القلب .. أسعد الطيب العباسي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Asaad Alabbasi)
|
يا ابوالسعود البله ود عبيد حسانى حويلابى وفارس تسيخ أرجله فى عمق صخر الثبات وذلك من دلالات قول شقيقته عندما صورت حقيقته وعرضتها عندما إقتحم دائرة عدهم ودهليس وجماعته ولا أدرى إن كان ذلك الود هليس هوارى أم حسانى ولكن الذى أدريه أنه باحشا بأسه شديد ودودا يشبع الديدان من سنكيت فريسته إلا أن البله الذى سبق غنت له شقيقته
البله مو هوين سكينو بتزين جاب السليب بين من من نا س ابوعرين
وابوعرين تلك مصغره من عران وما أدراك ما الهجاء والهجاءات
وتصويرها لملاقات ودهليس
وكتين ود هليس الجانا فوق البير الشاطر إندرج والخواف دا دنا يطير واحدين يكوسوا للجمالى والقصتير وواحدين نزلوا الشدر القفانا بتير البله أندرج قال وردونى البير بدور الهز للزول اللباسو حرير
وفائق الود والسلام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)
|
الأخ منصور...تحياتي.... إن خبر البلة ودعبيد وأشعار شقيقته تسوقنا إلى ركاب الحماسة والفتوة والفخر ولهذه الأبواب مواقع متميزة في شعر الدوبيت السوداني وميدان تتجلى فيه فنون المجادعات والمساجلات والمجاراة ومن الأمثلة الجيدة في ذلك ما دار بين الشعراء عكير الدامر وحمدان ود حـاج والطيب حاج عبد القادر و محمد خير الدوش إذسلكت مربعاتهم في شكل من أشكال الربقية توخوا فيها موضوعا واحدا هو الفخر وقافيــــة واحدة هي النون0 قال عكير : ِنحـناإن هـجنا تتضلل لـيوث الكرنا جايعـات السباع في العـوق بتتذكرنا نحنا الفــوق كراسي المملكه اتحكرنا نحنا اعـدانا تثبت فضــلنا وتشكرنا وقال حمدان ود حاج : نحنا أسـود غـوب كضب البداني وكرنا وما بـكتر سـرورو اليهــو نحنا فكرنا شــوفتنا القــبال تبينا جانــا سكرنا نحنا إن هجنا سبحان من يصفي عـكرنا وقال الطيب ود حاج عبد القادر : أحمــر لونــو من دم الرجال دكـرنا وتتبعنا الــسباع في رواحنا وإن بكرنا وين يــجد المجال عازلـنا شن أنكرنا تعرفنا الــدهور تثبت نبــانا ذكرنا وقال محمد خير الدوش : نحنا أســود خشــش كضب البقول أحقرنا عاليات نفـــوسنا لى غيرنا تب ما صغرنا ويــلو عدونــا لو فيهـو فد يــوم غـرنا غير رب العباد الموت مين منو قــدر يفرقنا
أها رايك شنو يا ود المفتاح0
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)
|
الأخ منصور...تحياتي أهلنا الدشيناب لا يتسمون بالشجاعة والكرم فحسب فهم أيضًاأصحاب دواخل بيضاء ووجدان صـافيا وهؤلاء القوم الفوارس يتميزون بخفة ظٍل متناهية وسرعة بديهة عجيبة ومقدرة فائقة في الوصف والسرد مع ذكاء حاد وخواطر لماحة وهنالك الكثير من الحكاوي التي تعكس هذه الجوانب المشــرقة في شخصياتهم التي بها ما بها من اللطائف والطرائف وهي بحاجة إلى من يوثقها0المعروف أن جدنا الشاعر محمد سعيد العباسي قد إقترن بالسيدة الفاضلة أم عزين بت عـلي وهي تنتسب إلى قبيــلة الدشيناب وأنجبت له المهندس عبد المجيد والأستاذ عبد المحمود والسيدة فاطمة الزهراء ولأستــاذ المستشار القانوني إسماعيل وأخيرا الشاعر إسحاق0وعليك يا منصور أن تحرض صديقك وعمي الأستاذ إسماعيل للكتابة عن أهله وأهلنا الدشيناب ويقيني أن مكتبة الظرفاء ستزداد كتابًا 0
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)
|
وفى الفراسة والفخر والدعوة للثبات قد أبدع الشاعر يوسف ودالبدرى فى أحلك وأشد الظروف وأقساها وذلك أبان الحرب لتحرير أرتريا من الطليان لإختلاف الأحلاف وقتذاك وأختلاف المصالح وفى تلك المعارك بان بجلاء ثبات الجندى السودانى وقدراته القتاليه العاليه حتى غنت مودعتهم إجو عايدين ضباط مركز تعليم يا الله ثم بعد النصر المؤزر غنت للفتحو كرن ولشدة وطيس تلك المعارك وموقعها على البحر الأحمر فقد تأثرت بورتسودان أشد التأثير وكان شاعرنا من قاطنيها ونخبة من آله وذويه الذين ناشدهم بأبياته الآتيه حاثا لهم بالثبات والصمود على القارات وألسن اللهيب المسعوره
الإنذار ضرب والناس تصيح فى الميناء ويات من إقول الصاقعه وقعت فينا يا جنيات سرور ختولنا كلمه ثمينه فى حنك هناك الناس تخبرو الفينا
وايضا فى الشداعه والفخر بها يقول
أسياد نحلا قديم بالراى نحل ننحل وهن زاد الحديث نبقالو شركة شل وكت القلب يفارق والكراع تنقل بنعرج عليها إن شاء الله ترقد خل
ولك السلام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Asaad Alabbasi)
|
أنظر يا أسعد لتلك الشجاعه وتلك الروح الراغامه والقوامه بوازع الشجاعه والإصرار على الجليب لستر الحال وإفراح الأرواح القاعده من الحريم ومن حولهن فود ود ضحويه طابق كفنو وطابق مملح ضرابو لا يهاب المغارات ولا يهاب الغارات ولا يعرف للفرار سبيل ذلك الدجاج المدجج بسلاح الشجاعه وسلاح ضرورته فإليه فى بعض ما أجاد
ناس قدر الله قاعدين في البيوت ما بخترو من كُبّي.. وكشف حال الحريم.. ما بفترو أنا البختر براي أسد الرضيمة بنترو صاحبي إن ضل ما بفشاهو ديمة بسترو
ناس قدر الله في الحلة مكبرين عمّامُن
قطعو الطلة والزول اب عوارض لامن
اندرجوا الصناديد، والضرير قدامُن
نوّوا العودة .. لي الماسكات عداد ايامُن
ماني التمبل القاعد بقول سوّيت
وما قبضوني عن ساعة السؤال قريت
ان بردن نقود ماني البخيل صرّت
وإن حرّن بكار.. ماهن صفايح زيت
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)
|
يا صديقي منصور إن إبانة الشجاعة والفتوة عن طريق القوافي تأخذنا إلى تملي معانيها بمتعة وذلك أظهر ما يكـــون في أدب الهمباتة وقد أخذني الشاعر قمر الدولة الشيخ الصديق إلى مناحي الدهشة بمربعه السـاحر وقد خالطتـــــه الفتوة والشجاعة والحكمة ويعد قمر الدولة من الجيل الأخير للهمباتة النبلاء0يقول: مَاني التِمــبل العوقــه البدقو نديدو إيدي نقيه يا ام شلاخ محـل ما تصيدو الــرزق المـحدد لى العبد عن سيدو لابتقلو البشاشــه ولا البخاله تزيدو
أسعد الطيب العباسي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Asaad Alabbasi)
|
الأخ العزيز والمحامى الضليع أبو السعود لك من الود والسلام الكثير عزيزى حتى لا نخرج من الجمال وبيوته فإن وضع صورة صديقك الشاعر والمنتظر لتنفيذ حكم الإعدام عليه ربما تثير عواطف أهل القتيل ولربما تضعنا فى مكان المادح لفاعل ذلك السلوك الذى حرمه الله وحرمته الأعراف والقوانين وحتى لا نكون من المروجين له بوعى وبغيره أرجوك ان تحزف صورة ذلك الرجل حتى ينال عقوبته أو العفو ودعنا أن نكون بلسما نضمد الجراح لا نقرحها واعرف تماما أين تقف من ذلك ولكن الغير لا يعرفنا ولك الود والسلام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)
|
عزيزي منصور...لك الود و التحايا وأشكرك على إجتهادك في النصح وربما لاتعلم يا صديقي أن الأخ جبر الدار كان ولا يزال محل مقالات وكتابات كثيرة في الصحف السودانية وقد نشرت له الصحف أكثر من صورة بإعتباره شاعرا ومؤرخا دون أن تتدخل في قضيته لصالحه أو ضده بإعتبار أن قضيته لايزال القضاء ينظر فيها عن طريق المحكمة الدستورية ورغم الصداقة العميقة التي تجمعني بالأخ جبر الدار إلا أنني في كتاباتي عنه لم أبدي رأيا قانونيالأنني في الأصل لست محاميه و لإيماني أن الحكم القضائي هو عنوان الحقيقة ولا يجوز لي أن أسعى لتكوين رأى عام في هذه المرحلة غير أن ذلك لم يمنعني بما تقتضيه واجبات الصداقة أن أبرز فكر الرجل وشاعريته حتى ولو كان ذلك من خلال الموقف الذي يعيشهالآن دون أن أتعرض لحق أولياء الدم أو إيذاء مشاعرهم بل سعينا ولا نزال نسعى للتوفيق بين أسرتي القاتل والمقتول بإعتبارهما عائلة واحدة وبإعتبار أن العفو أجره على الله وأن الصلح خير عليه فما من سبيل لتلافي أمر صورة قد نشرت في الأصل 0 أرجو أن أكون قد أوضحت لك يا صديقي ود المفتاح ملابسات وأسباب نشر صورة جبر الدار وأرجو أن تكون قد إقتنعت بذلك ولك مودتي0
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: سمية الحسن طلحة)
|
الصديقة سمية بت الحسن...سلامي لك والأولاد والأخ الكريم الزبير الطيب من زنزانته بسجن كوبر أرسل لنا الصديق الشاعر جبر الدار تحياته تترافق معها المربعات الثلاثة الآتية:
أسـعد مامخليني أتناسى واضوق لي هجده يوت راشغني بي سهاماً في ريسيهِن وجده ورعتو نصحتو قـولي معاهو ما ظِن أجدى ود الفي المغارات لله كــم من سجــده
يا سمية لفحتيني بى توباً كبير ومَسَدَى قدر ما قت أقيسو زاد في عبارو واتمدا غناكي أنا لي شرف نوط من فخار يتعدا يا عــرضي البباهيبو واقيسبـو وابدا
ســلامك ردو من برد الفراديـس جدا يا جدية عنس الدرجن صباح من جـده أنا القتيهو دونو ومنــو قاصـر جبده يا بت أرابيب الكواسر الما بتهيبُن نجده
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Asaad Alabbasi)
|
الأستاذ أسعد العباسي لك وصديقك جبر الدار جزيل الشكر سأخاطبكم من وراء حجاب إحتراماً لوجهة نظر الأديب منصور المفتاح مبتدر البوست و سيد الدار
نرجعكم للميس حيث توارد خواطركم ووقع حوافركم مع الفصيح والدوبيت :
لما أناخُوا قبيل الصبحِ عيسهمُ وحملوها وسارت بالدُمى الإبلُ
قبال شقة البياح فريقهم هدم الزين درج الفوق الجدين حدم
*** ياحادي العيس عرج كي أُودعهم ياحادي العيس في ترحالك الأجلُ
أل لي دورو جابولوا البيكفا شديدو فراقو هلاكى لكن .. العمر عند سيدو
*** ويلي من البين ماذا حل بي وبها من نازح الوجد حل البين فارتحلوا
أكان الحي مختر والظروف بتساعد ماكان قلبي رادن والسكن متباعد
***
إني على العهدِ لم أنقض مودتهــم ياليت شِعري بطُول البُعد مافعلوا
طريفية القنوب الأدرتت بى محيرة رحلوباال ترك قلبى الشبابات غيرا ***
أن الخيام التي جئت تطلبُها بالأمس كانوا هنا واليوم قد رحلوا
رحلوا وقالوا ياالجيلانى من العاقة قطعوا أب سعنة بي جيهة المخادة شفاقة
*** وودعت ببنانٍ خلته عنماٍ فقلتُ: لا حملت رِجلاك ياجملُ
القطر الشالك انت يتكسر حتة حتة
*** الأخيرة دي سودنة حديثة من ود محجوب
ولكم السلام .
| |
|
|
|
|
|
|
|