|
من مرافئ الغربة (شوق الشوق وتعب الجغرافيا )..
|
07:52 AM Oct, 25 2015 سودانيز اون لاين نعمات حمود- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
من مرافئ الغربة شوق الشوق وتعب الجغرافيا وكل نبضة في المهاجر كثيرا ماتكون وخذة من الألم والحنين والشوق ...أن تمارس إجترار الذكريات هو أكبر العذاب والألم ...وبرغم اختلاف أسباب التواجد في بلاد المغترب الإ اننا نتوحد جميعا في احساسنا بالغربة ...حب الوطن ...الشوق ...الحنين للشخوص والأمكنة . احاسيس كثيرة تصاحبك تلبسك تماما ...الحذر والحيطة ...مخاوف كثيرة تراودك ..فأمان الأوطان لا يعوض ولا تعرف معناه الا وانت خارج الوطن ..عظمة هذه الكلمة تتجسد لديك يوم ان تغادر ارضك وتحط الرحال باخرى ...مهما توفر لديك من مال وامان وامن الا ان شيئا كبيرا يلازمك ، هم داخلي وشعور بانقباض هناك بعيدا بعيدا في اعماقك ..امان الوطن وراحة النفس التي لا تهدا من البحث وراء العديد من الانشغالات الحياتيه ...ايجار الشقة والعربة والضغوط الملازمة هم الاسرة ورسل لي واشتري لي ...حساب الخطوات هو القلق الحقيقي للفتاة المغتربة الواعية بواجباتها المحافظة على عاداتها وتقاليدها ، الحساب والتحسب متلازمتان فانت في حالة من الهواجس والمخاوف حتى انك تفقد كثيرا من متعة الاشياء فالخوف يفسد اللحظات الجميلة .. في الغربة الناس يثرثرون عبر الأسافير ويمجدون العوالم الافتراضية التي تعتبر المتنفس الوحيد الرسمي والمعتمد ،وهو الوسيلة الوحيدة التي تذهب وحشتهم وتربطهم ببعض ورغم الحاجة للعلاقات الطيبة الا انها مصابة بالهشاشة والترهلات والهلامية الشكلية وكثيرا ما تقلب عليها المصالح والاهداف المغلفة ..فبمجرد ان يلتقيك احدهم سرعان ما يخرج (البزنس كارد ) ليمنحك مفتاح التعارف الهاتف والإيميل والواتس اب ...الخ وبالتاكيد سيكون هناك احد وسائل الاتصال والتفعيل سريعا ..لتزخم الاسافير بالمهاتفات الليلية وهذا بالتاكيد تعويضا وبحث عن الشئ المفقود الذي نحسه بدواخلنا و لاندركه، انسان الوطن !! فبرغم تواجد العديد من الجنسيات وتوفر كل وسائل الترفيه والمتعة الا ان الجميع يتحسس اهله وبني جنسه ،ففي الشوارع ومراكز التسوق عندما تلمح عيناك جلبابا سودانيا او ثوبا تردد في سرك بابتسامة عريضة (داك سوداني او سودانية )وان شعورا بالراحة يكسو ملامح دواخلك ، فحقا ان الازمات في الغربة على كثرتها الا ان ازمة الانسان هي الاكبرفسرعان ماقد تجد كل مقومات الحياة من ماكل ومشرب وملبس الا ان الانسان ..الانسان الملائم لك ولاحتياجاتك للانس والمؤانسة معه ...الانسان الصنو في الابعاد الفكرية والنفسية هي الأزمة الحقيقية التي يعيشها انسان الغربة ...الغربة التي يعتبرها الكثيرون هي ستر وغطاء لكثير من العيوب والحوجة الا انها حقا تعري الانسان على حقيقته التي قد تفضحك كثيرا ..دون ان تعي ذلك فالكريم يتجلى والجبان واصحاب المروة وغيرها فانا اعتبرها هي المقياس الحقيقي والمحك لاختبار معادن الناس واختبارنا انفسنا بالتعرف لقدراتنا في استدراك كثير من الامور ...وكثيرون هم من يسقطون من اول محك و اول ازمة وكثيرا مانخدع في البعض ونتوهم فيهم الكثير ولكن عند اللفة تبين عتاقة الخيل فكم من سوداني مر بازمة جعلته يحجب حتى السلام ورده لابناء وطنه وكم من فتاة اختارت منزلا بعيدا مع اجناس اخرى هربا من بنات بلدها وكم من رجال تخاذلوا في مد يدالعون لاخوانهم وبالمقابل كم من رجل نصبته الظروف سفيرا لشعبه ووطنة وكم وكم وكم !!وتستمر غربتنا ونستمر نغني (غربتنا ماهنتنا ياحلوين وهناك الهم بدل واحد يبين همين )ونمارس انهزاماتنا وانكساراتنا وبعضنا يعود بخيباته ... اااخ ياوطني العزيز كم احبك بكل تفاصيلك النادرة ليتك تحس بهذه النبضات المتسارعة كلما سجلت خيبة من خيبات ابنائك ...احبك كثيرا فبالله عليك بادلني المحبة .... وخذة : وشاح امي المثقل بوجع الاغتراب يمنحني الضوء والمحبة والسلام).) وعلى الود نلتقي نعمات حمود
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من مرافئ الغربة (شوق الشوق وتعب الجغرافيا (Re: نعمات حمود)
|
سلام أستاذة نعمات نحييك على البوست الذي يشبهنا و هبشنا في أوتار كانت حساسة وكادت تتبلد . لأنه الغربة بعد أن كانت رغبة في تكوين الذات تحولت الى مخارجة من الواقع . لكن السودانييون أستطاعوا أن يتكيفوا مع مواقعهم الجديدة ومحاولة سودنتها بقدر الأمكان . فكادت تتلاشى آثار الغربة فقط ينقصها التراب والنيل خاصة في مرافئ الغربة الشهيرة بالكثافة العالية للسودانيين .. مثلا توجد أحياء في الرياض بها أسواق مثل غبيرة أو الناصرية .. لو تجولت فيها تحس بأنك في سعد قشرة أو سوق ليبيا .. نفس السودانيين والشلليات أمام المحلات .. العراريق والسروايل والثياب السودانية وعبق البخور والصندل.. واكياس التمباك .. والكسرة والويكة والكمونية .. والحرجل والطلح .. أذ دخلت احد المساجد ذات صلاة ما تجد الجلاليب والعراريق مصطفة يندر بينها شماغ أو قطرة .. والمناسبات والأعراس فقط تنقصها السيرة والدلوكة في الشوارع حتى تكون طبق الأصل لما هو قائم في السودان . هذه الظاهره كلها تنم عن المقاومة المضنية لأثر الغربة في الكيان أو الوجدان السوداني . السودانيين أكثر البشر مقاومة للاستلاب هذا في تقديري الخاص .. ممكن واحد نوبي حلفاوي أو محسي يكون مختفي في جزر المالديف أو أمريكا اللاتينية عشرات السنين ولا زال محتفظا بلكنته النوبية ولغته كما هي رغم اجادته للغات الأخرى. من الطرائف يحكي مهندس في أمريكا قال ذهب به عمله يوما لنواحي الشمال في الاسكا حيث القطب والثلج الكثيف وقبائل الاسكيمو .. وقال ها هو أخيرا وجد نفسه في مكان يستحيل يكون وصله سوداني .. لكن بعد قليل أرخى السمع لصوت موسيقى مألوفة .. وأخيرا تأكد أنها أغنية لعثمان حسين تبع الصوت .. وجده صادر من أحد الكهوف الجليدية . دخل فأذا بالزول يتوسد زراعه راقدا ويستمع بكل شوق ووجد لعثمان حسين من جهاز كاسيت قربه . لا غيرته الظروف ولا بدل احساسه الزمن .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من مرافئ الغربة (شوق الشوق وتعب الجغرافيا (Re: درديري كباشي)
|
درديري كباشي سعدت بيك وبمرورك وكلامك وفعلا بالامارات هناك دوار الساعة بالشارقة سوق التياب السودانية والخياط السوداني والمطاعم كلما اشتد بي الحنين بلبس عباءتي واتمشى واتسوق بهناك مرات كثيرة بسلم وبتعرف وبقابلني كم شاب ممكن يشاغلني (كما يحدث بالبلد )وبرجع في راحة نفسية ومن اطرف المواقف قبل ايام كانت برفقتي بنت اختي نعمة عثمان (من النيل الازرق مقدمة برامج )وجاتني بزيارة بالمكتب وكانو على علم بحضورها تفاجات بحديث الاوفس بوي بالسوداني (عايزة موية باردة واللا حارة )وشاي سادة والاا جبنة وما ادراك بلاضحك وبعد قليل كان الجميع يتحدثون السودانية معها وتفاجات باندهاش وضحكنا جميعا السودان هو الارض والانسان كما يقولون الناس الطيبة والعلاقات الحلوة والضحكة الصادقة مهما كانت الظروف
غفر الله لنا غربتنا وسامحني واياكم
ومني محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
|