وين الرابطة يا ود قش؟محمد التجاني عمر قش[email protected]قد يكون هذا العنوان غير مألوف بيد أنه مقتبس من قصيدة رائعة كتب كلماتها شاعرنا المبدع حامد إبراهيم أبو قريعة من أبناء قرية أم قرفة في شرق دار حامد، بشمال كردفان. ومع أن القصيدة قد قيلت في رثاء فقيدنا المفغور له بإذن الله حمد أبو القاسم الذي فارق الحياة قبل أيام إثر حادث مروري مؤسف بالرياض، سائلين الله له الرحمة والمغفرة، إلا أنها حوت كثيراً من الوقفات التي تستحق التأمل والدراسة. ومن حيث الشكل والبنية تلتزم القصيدة منهج الدوبيت مع أنها تنقسم إلى مقاطع ليست رباعية كما هي العادة عند شعراء الدوبيت عموماً، كما أنها مفعمة بروح إيمانية عالية يلاحظها القارئ من بداية القصيدة. ومن جانب آخر يشير الشاعر إلى قيمة أخلاقية متأصلة لدى الشعب السوداني هي العفو؛ فقد عفى ابن المرحوم علي حمد أبو القاسم عن صديق والده الذي كان يقود السيارة وهو ولدنا الطيب علي سعيد الذي نجا من موت محقق بفضل الله ورحمته ونسأل الله أن يتمم له الشفاء. بشكل عام هذه القصيدة جديرة بالتأمل فقد شملت فضائل ومواعظ ورثاءاً ومدحاً وفخراً وتطييباً للخواطر وتذكيراً وذم الدنيا بما ينبغي أن يكون. ولهذا السبب فهي تعد، من وجهة نظري، نظماً متفرداً من حيث انتقاء الألفاظ والعبارات وتعدد المواضيع والحبكة الشعرية وصدق المشاعر وتناسب القول مع الحال. ومما يلاحظ على القصيدة أنها قد خلت من المبالغة وغريب المفردات وكل ذلك بدون تكلف أو اصطناع، مع تنوع القافية وحرف الروي والجرس الموسيقي، من مقطع لآخر، وهذا ما يعطيها بعداً فنياً يضفي عليها مزيداً من التفرد والروعة؛ فلله درك شاعرنا الكبير ولا فض فوك. تقول القصيدة: بسم الله نبدأ ونستعين، نترحم عليك يا فقيدنانستغفر الإله نسترجع، البكا والنواح ما بفيدناحمد أبو القاسم رفيق الشلة ود بلدنا، حديدنافقدك علينا صعيب، ما فيش حلل في إيدنانرثيك وعليك بنبكي، والصادك برضو نحنا بصيدنايا ربي تدخله الجنات، يا رب يا كريم يا سيدنا***************************عاجبني الولد الصغير وكلامو ما بتحددعلي ود حمد الفارس الجسور ومشددالدنيا العبوس الزايلة بي جورها ما بتهددما قال كلاماً بارد، قال عفيت ما ترددغدارة أم قدود، خربانه الفيها ما بتسددولو كملتْ المعدودة أصلها ما بتتمدد**********************حمد لله وسلامة يا أبو الطيب كفارة ليك في جناكنذرت ونحرت البكرة، وفيت، إبليس اللعين ما جاكالمال والشبوك بي رحولها جقلة فداك أبشر كتير بالخير ما تهم، أنحنا معاكوصيتي ليك يا الطيب كان القدر وداكأمسح دموع صغرانه، ما تخلي الكليمة وراك************************سلامي ليكم جملة ما فيكم قبيلة حقيرهكل القبائل جاتنا الفي البدو والديرهوالله وقفوا معانا، أخوانا حقو الجيرهلمتكم تسر البال، يا الديمة حلوين سيرهواسيتونا تب في فراشنا جبتوها صرة كبيرهكل سوداني برا بلاده، دخرياً للزمان وذخيره*************************سلام دار حامد، سلام يا مطراً تقيل ما رشقبيلة عريقة وراسية بالساهلة ما بتنغشمعروفة في الحوبات، زعلانك سريع بنفشأولادك خبارين دروب الغابة أم دبيباً وشفي ديارنا معروفين ما فينا العبيطة الهشفروعها كتيرة وين راعيها، وين الرابطة يا ود قش؟نسأل الله أن يتقبل أخانا حمد أبو القاسم ويدخله فسيح جناته ويكرم نزله؛ فقد كان فينا رجلاً شهماً كريماً، جواداً، يشهد له كل من عرفه بحسن الخلق وطيب العشرة والصدق والإخلاص والوفاء. ونعد شاعرنا الكبير بأن الرابطة سترى النور قريباً ولا أبالغ إن قلت إنها قائمة على أرض الواقع فعلاً بتواصل أبناء دار حامد في السراء والضراء بكل شهامة ومروءة فلله درهم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة