|
الأحجارُ التى تسقط من أجسادنا المقصوفة ..كسرطانٍ ميتٍ :
|
03:24 PM Sep, 19 2015 سودانيز اون لاين بله محمد الفاضل-جدة مكتبتى فى سودانيزاونلاين
الأحجارُ التى تسقط من أجسادنا المقصوفة ..كسرطانٍ ميتٍ : عبد الغفار العوضي
السماءُ من حجارة .. قالت البيوتُ التى هربت من القتل اليومى ، وتركت أبوابها المفتوحة التى تبكى .. على ريح نشبت كل أظافر الرصاص كشقوق عمياء فى جدران تلك الجثث / التى تدلت كغيومٍ لا تمطر سوى الكراهية ؛ حيث لا تمر الأرواح التى تنتظر قيامتها ولا تجد تلك الملائكة منفذا للخروج من قسوة اللاحياة دون تأشيرة مزيفةٍ لتهريبِ جنةٍ مفقودةٍ !
****
الخبز هنا لا يشبه الماء / هو الشئ الوحيد الذى نغسل به وجوهنا من غبار الوقت نحن جوعى ورئاتنا تمتلئ بالحجارة التى تكدست كمتاهة من الفقر فوق أجسادنا المنفية !
**** نحن اللحم الميت الذى تستعمله كتائب الجيش كمنصات للتصويب !
**** فى الحارات الضيقة ، الشوارع تشبه دخانا أسود من التبغ المحروق فى رئة المسافات ، الفقراء يسكنون قبورا من العظام التى تقبض على أرواحهم الهاربة ، هنا لا قانون يحكم عملية السلب المنظم لرأس المال ، نعيش كنمل أسود نستوطن حفر العالم المنسية ،
نحن ..الهامشُ الذى يحفظ حافة الجغرافيا من السقوط .. المكانُ الذى لا خارطة له المقابرُ التى تضم أسماء لا أجساد لها .. الأسماء التى تموت وتترك دمها كنفطٍ ساخن فى عروق الأرض الصحراوات التى هربت منها غابات الأرباح .. نحن اللحوم التى يأكلها عفن التكاثر ، نحن اللحوم التى تسحقها آلة الجنس ، نحن اللحوم التى تحفظ فى ثلاجة الحرب كقطع غيار ، نحن اللحوم التى يقرض أطرافَها الدودُ الأزرق ، نحن اللحوم التى يفردها الرأسماليون كخريطة من الاستثمارات المؤجلة ، نحن وجع الوقت ..صراخ القبح ..كراهية مدفونة فى عصب الأرض ..نحن خراف الله التى ترعى فى توراة زائفة ولا ذئب هنا .. سوى غريزة الخوف ..!
|
|
|
|
|
|