|
|
 سلطان دارفور وأحد الرعايا من الجعليين المهمشين
|
08:52 PM Sep, 11 2015
سودانيز اون لاين
عليش الريدة-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين
ها أنا في هذه المواسم الضبابية،أزدرد على الريق ماخشن من خبزالحيرة الجاف، لأني لم أدخر من الغموس شيئا،فقد تصدقتُ بكل ماعوني من إدام الرضى، على تلك الأشياء الأصيلة .. تلك الأشياء التي برغم سحرها بعيد الغور،إلاّ أنها كانت تنمو قبل أن تنقرض،بنفس السلاسة التي يعيش بيننا في هذه المواسم،هذا القبح الذي من قبحه ،ترك حتى ارتداء الأقنعة..نعم،وهبتُ كل إعجابي لتلك الأشياء التي كشفت أن دلق بحار من اللؤم،لهو أسهل بكثير جدا،من بذل قطرة واحدة من السماحة..
فابشر ياليل الشح بطول ظلام..إن عدم معك فجر الكرم أهلا..
وقيّحي يارمال القيظ أقدامنا طالما.. أنّا لم ننتعل لك غير الخور حذاءً..
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سلطان دارفور وأحد الرعايا من الجعليين الم (Re: عليش الريدة)
|
لو كان للمنطق في هذه البلاد سلطانا،مثلما له في بلاد الله الأخرى،أو كأقلّ ماله في بلاد الله الأخرى،لكانت اللوحة ستبدو أجمل من ذلك بأشواط بعيدة..فقد كانت المواد الخام متوفرة جدا،وهي كما عبّر معظم من عايشها،تمتعت بترف الأصالة والغنى،للحد الذي كان من السهولة عليها،أن تلهم به أضحل الرسامين خيالا..ولكي أكون واضحا،فإني أبدا لا أشير هنا إلى المعجزات، كما أني لا أريد بالتأكيد استجداء العواطف تجاه تلك الومضات الخارقة التي سطعت في السماوات حينا من الدهر ثم ذهبت لحالها أوتلك التي مازالت باقية..كما أني من اتجاه آخر،لاأود أيضا أن أدخل معكم في الجدل اللانهائي عن لماذا لانستخدم نحن أمثلة ــــ كما يفعل غيرنا من خلق الله ــــ تشاكل(يصنع من الفسيخ شربات) ، وإنما نستخدم أمثلة تشاكل(جا يكحلا عماها) و(يعمل من الحبة قبة)....وحتي وصلنا لدرك (الخرقاء ولاّدة)..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سلطان دارفور وأحد الرعايا من الجعليين الم (Re: عليش الريدة)
|
ولكني أريد أن أقول بعد اعتبار كل تلك العقبات الفعلية والمتخيلة،فإن ربع الكوب كان سيكون معقولا ويمكن التماشي معه،لكن أن يكون الكوب فارغا تماما،فهذا شئ يتمرد على المنطق الخاص بالمصائب..دع عنك تلك الغياهب التي لم نجد فيها الكوب نفسه..
وعندما لايكون للمنطق في البلاد نفوذا،فلن تقف المصيبة فقط على حدود أن الأمور غير المنطقية تحدث،وأن الأمور المنطقية لاتحدث،وإنما ستتعداها إلى مصيبة أكبر،وهي انعدام التفسير لذلك..فتلك المصائب كان سيخف أثرها كثيرا،لو فهمنا لم حدثت،لأن ذلك الفهم إن لم يعط شيئا،فسيعطي على الأقل بعض الأمل في إمكانية تجنب ماحدث في ماتبقى من صيرورة ..وقد يكون هذا الأمل ملهما للدرجة التي يمكن أن تحضن فيها بذرة التغيير..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سلطان دارفور وأحد الرعايا من الجعليين الم (Re: عليش الريدة)
|
لقد كان الرسام منذ البداية يرسم وعقله مشوّش بالشكوك والهواجس،بالقدر الذي جعل عفوية تلك المواد الخام الأصيلة،والتي خُطط لها لكي تكون أداة التلوين الرئيسية،تتحول في النهاية إلى عصب النشاز الأكبر في جسد اللوحة الذي أُثخن بالجراح..
نظرية المؤامرة هي الأفيون الأنسب تجاه ما نعاني من وعي الفوضى ،لأنه أفضّل لنا أن نكون غافلين تحاك من حولنا المؤامرات لنظل نفشل،على أن نكون أغبياء كفاية لأن نظل كل تلك الدهور،نفشل من تلقاء أنفسنا...
إليكم وإليّ معكم ،نفحة من تلك المواد الأولية الأصيلة..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سلطان دارفور وأحد الرعايا من الجعليين الم (Re: عليش الريدة)
|
أورد نعوم شقير في كتابه تاريخ السودان تحت فصل تاريخ دارفور هذه القصة عن السلطان محمد الفضل الملقب بقمر السلاطين..
وحكي عن السلطان محمد الفضل نادرتان،إحداهما مع احمد ودعدلان آخر وزراء الهمج بسنار تدل على كرمه والثانية مع سلطان وداي تدل على شهامته،أما نادرته الأولى فهي أن جعليا التقى بود عدلان في البرية خارجا للقنص،فقبض على لجام فرسه (الشلاقة عندهم معروفة ومابتدّس)..وقال له أيها الملك إني رجل فقير وقد جاوزت سن الأربعين ولم أذق رائحة البخور،يريد بذلك أنه لم يتزوج بعد لعدم مقدرته على الزواج،فقال له الملك تعال معي إلى سنار فأعطيك ماقسمه الله لك،فقال الجعلي لا أتركك حتى تعطيني ماقسمه لي الله الآن لأني إذا ذهبت معك إلى سنار دخلت منزلك وشغلت عني ولم يدخلني إليك أحد،ولم يكن مع ودعدلان في ذلك الحين إلاّ فروة من الجلاد مفروشة فوق سرج فرسه،فأعطاه إياها وقال له أدلك على واسطة تنال بها الغنى: تذهب بهذه الفروة إلى السلطان محمد الفضل سلطان دارفور وتقص عليه قصتك وتعطيه الفروة فإن كان الله قد أغناك فهو يغنيك.فحمل الجعلي الفروة وسار حتى وصل دارفور( قد تكون من هنا نشأت مادة جلابة)..واستأذن فدخل على السلطان محمد الفضل وقص عليه قصته مع محمد عدلان واعطاه الفروة ، فنادى السلطان أحد وزرائه وقال له خذ هذا الرجل إلى منزلك وأكرمه غاية الكرم،وائتني به في الغد، ففعل الوزيركما أمره السلطان وفي الغد حضر الرجل بين يدي السلطان فسأله عما قاله ودعدلان فقال: قال لي خذ هذه الفروة إلى السلطان محمد الفضل فإن كان الله قد أغناك فهو يغنيك..فأمر السلطان وزيره بأن يعطيه اربعمائة رأس من الرقيق والإبل والبقر والغنم من كل صنف مائة رأس ، ويأخذه إلى منزله فيكرمه ويعود به في اليوم الثاني، ففعل الوزير كما أمره السلطان ،ولما مثل الجعلي أمام السلطان في اليوم الثاني سأله أيضا عما قاله ودعدلان فأعاده له، فأمر له باربع مائة رأس أخرى من الأصناف الأربع المذكورة.
وهكذا بقى الجعلي يتردد على السلطان والسلطان يأمر وزيره بأن يعطيه ما أمر له في اليوم الأول على عشرة أيام حتى اجتمع عند الجعلي 4000 رأس من كل صنف ألف..فلما أتي به في اليوم الحادي عشر وسأله السلطان عما قال ودعدلان قال الجعلي :أطال الله بقاء مولاي وأيده بالنصر على الأعداء إني قد اغتنيت غناء الأبد وقد نسيت الذي قاله لي ودعدلان..(نفس الجينات الشهيرة من الحماقة والاستعجال والنفس القصّير، ودا لو كان واحد من الجماعة النجاض ديك،كان لي هسة أحفادو بعدّو في البقر،دا إذا مافصّلوا ليهم بند على مقاسم في اتفاقية الدوحة.. أعيروني بعضا من الوجوه الضاحكة)..
فضحك السلطان لقوله وقال لوزيره خذه الآن وسلمه ماوهبناه إياه، وارسله مع الحرس اللازم إلى بلاده ،وأما الأصناف التي لايمكن نقلها إلى بلاده فبعها وأعطه ثمنها ،ففعل الوزير ما أمره السلطان ..وخرج الجعلي شاكرا حامدا وعاد إلى وطنه فتزوج من اشتهاها من نساء بلده وشم رائحة البخور.
وأما نادرة السلطان الأخرى فسنمسك عنها لحين فرصة أخرى.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
عليش الريدة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست