|
|
 مهزلة انتخابات الجالية السودانية بايرلندا .. نموزجا
|
03:05 PM Aug, 27 2015
سودانيز اون لاين
مجدى مصطفى رشيد-المانيا وايرلندا
مكتبتى فى سودانيزاونلاين
بسم الله الرحمن الرحيم
انتخابات الجالية السودانية بايرلندا
دعت اللجنة التنفيذية للجالية السودانية بايرلندا لجمعية عمومية، وذلك لانتخاب لجنة تنفيذية لدورة جديدة فى يوم السبت الموافق 16 مايو 2016 بفندق Crowne Plaza. الدعوة ارسلت برسالة قصيرة عن طريق الوبساب، بعثها الاخ السكرتير المالى مشكورا لما تيسر له بقدر ما يستطيع.
وصلت رسالته تلك، لقلة وفئة ومجموعة معينه، اختيرت بعناية فائقة لولاءها الاعمى لثوابت هامشية ولضمان استمرار الحال كما كان طيلة ال 12 سنة الماضية. سنيين مرت بانجازات دون مستوى امكانيات موارد الجالية البشرية والمهنية والاكاديمية. كما اشيعت ايضا رسالة فحواها ان رئيس الجالية الذى ادارها فى كل هذه السنيين الماضية قد اكتفى عطاءا، ويرغب فى اتاحة الفرصة للاخرين. كثيرين لم يصدقوها (الاشاعة) واخرين لم يعطوها اعتبارا يذكر، واكتفوا بالامتناع عن الحضور. فقد تعلموا من تجارب السنيين الماضية، فكانوا كلما جاءوا لانتخاب لجنة جديدة على امل تغير خط الجالية با تركز اكثر على خدمة الجالية باطيافها السياسية والثقافية والعرقية والمهنية المختلفة، تكونت لهم لجنة جديدة بنفس الوجوه السابقة ونفس الافكار، رغم معرفتنا لمعظم اعضاء اللجنة الا اننا لا نعرف الا القليل عن وظائفهم داخل اللجنة.
فاغلبية اعضاء اللجنة التفيذية كانوا دائما ومازالوا يعملوا بنشاط لاقصاء وتهميش الاخرين خاصة الذين يخالفونهم فى الراى، فسوداننا يتميز بالتنموع فى جوانب كثيرة لا تحصى ولا تعد، وهو بالتاكيد مصدر لثرائنا الفكرى والثقافى والسياسى.
كان حضور ال 60 عضوا لهو اكبر تجمع لجمعية عمومية فى تاريخها، علما بان عدد السودانيين فى ايرلندا قد تجاوز ال 5000 عضوا، كما جاء فى خطاب الدورة. افتتح الرئيس الجمعية العمومية مرحبا بالحضور تبعة نائب الرئيس بعرض خطاب الدورة وعقبة التقرير المالى. الخطاب كان بسيطا. فبدا بعرض انجازاتهم فى الدورة بصور تفصيلية، فكان انبل انجازاتهم بانهم عملوا بكل جدية واخلاص لوحدة السودانيين ولم شملهم بايرلندا. وهو مالم يصيبوا فيه، فاللجنة عملت على اقصاء وتهميش الاخرين حتى تكونت فى دورتهم تلك اربعة مجموعات اخرى تعمل حاليا فى الساحة الايرلندية بكل همة ونشاط وسط السودانيين وفى كل المدن الايرلندية. علما ان تلك المجموعات مدت يدها لهم للعمل سويا لخدمة السودانيين والسودان دون ان يجدوا منهم اذن تصغى. فقرروا ان يتقدموا للامام دونهم..
كما تطرقوا ايضا الى العمل القنصلى الذى تقوم به السفارة من حين لاخر فى دبلن، كانجاز هام لهم، فوضح لنا من خطاب الميزانية بان الجالية لها ايرادات معتبرة (جبايات) من العمل القنصلى الذى تقوم به بعثة السفارة التى تاتى من لندن مرتين سنويا. تلك الرسوم تاخذ من المواطن من غير وجهة حق. علاوة على ذلك تقوم الجالية باكرام اعضاء البعثة بسخاء من لحظة حضورهم واقامتهم وترحيلهم حتى مغادرتهم، علما بان موظف الدولة فى السودان، مهما صغر او كبر مقامة له فى مثل تلك الحالات نثريات معتبرة من دافعى الضرائب. وان حضورهم الى ايرلندا لهو اصلا من صميم واجباتهم المهنية تجاه المواطن السودانى، وهذا ابسط ما تقدمة سفارة السودان للمواطن اينما حل. السيد الرئيس يرى فى ذلك اكراما للضيف ... نعم اكرامه لهو واجب علينا ولكن لابد ان يكون ذلك فى حدود المعقول خاصة عندما يكون هذا الكرم من المال العام.
اما انجازها السنوى الذى تقوم به الجالية متمثلة فى لجنتها هو تلك الحفلات التى تقام فى مناسبات دينية او سياسية مختلفة. تميزت تلك الحفلات دائما بالبزخ المفرض، فكانت تقام فى اغلب الاحيان فى فنادق خمسة نجوم تصحبها الكثير من مظاهر البزخ والترف فى اشكاله المختلفة مما نتج عنه دائما عجزا ماديا كبير. كما ان القيمة المادية لحضور ودخول حفلات الجالية كانت قد صممت لفئة مقتدرة ماديا، فلا يعقل ان تضع قيمة تذاكر تتراوح مابين 80 الى 150 يرو. وهذا ما حجب الكثيرين للمشاركة فيها.
اما عن دعوتهم لدكتور فلان ودكتور علان من الجامعة والنقابة الفلانية واكرامهم باقامة الولائم وحفلات العشاء الفاخرة باسم وميزانية الجالية دون الرجوع لجمعيتها، لهو خرق واهدار لموارد الجالية الغير مبرر. وهى اذا نظرنا لها بعمق فى نهاية المطاف، نجدها انجازات شخصية وليس عامة كما يدعو، لان غالبية الاعضاء لم تسمع بهذه الانشطة وهؤلاء الضيوف الا من خلال خطاب الدورة.
اما المفاجاة فى خطاب الميزانية كانت ايضا حين اكتشفنا بتبرع سفير السودان فى المملكة المتحدة وايرلندا بمبلغ 5000ج استرلينى للجالية السودانية عند زيارتة لها بايرلندا. فالشكر لفخامة السفير لزيارته التى لم نسمع عنها كالعادة الا من خلال خطاب الدورة. نشكره على هذا التبرع السخى الذى دفعه من خزينة الدولة ومن دافعى الضرائب داخل وخارج الوطن وهذا للعلم. فاللجنة بدلا ان تستثمر هذا المبلغ لمصلحة الجالية فى امور نحن فى امس الحاجة لها، مثل تاجير دار للجالية يكون ملتقى يلتقى فيه جميع السودانيين، عملت على اهداره واقامت على شرف السيد السفير، وليمة وحفلة عشاء اهدرت فيها اكثر من 1350 يرو كما جاء موثقا فى خطاب المزانية. اما عن المدرسة السودانية بدبلن، نشاطها، ميزانيتها، مواردها ومصروفاتها، كانت قد اهملت تماما فى خطاب الدورة، وللاسف لم يشر اليها لا من بعيد ام قريب، خلاف الشكر لادارتها. رغم انه قد يكون اهم انجازات. فى خطاب الميزانية اتضح لنا ايضا جليا وبصورة واضحة كالشمس ان ايرادات الجالية فى دورتها كانت تفوق ال 129 الف يرو صرفت منها حوالى 112 الف يرو. اذن الجالية كان لها موارد معتبرة من مصادر مختلفة، كان من المفترض صرفها فى اشياء مفيدة للجالية فى القام الاول.
وفى النهاية انتخبت الجمعية العمومية لجنتها التنفيذية الجديدة بعد خروج الاخ الرئيس، فهو الذى ادارها بطريقة يصعب تقيمها، فرغم القصور فى كثير من الامور والتى قد تكون خارج طاقتة، نتقدم له بالشكر والعرفان لما قدمة للجالية عموما. كما نحزن لخروج الاخ السكرتير المالى الذى كان هو المحرك النشط للجالية وحبل الوريد بين الجميع والذى كنت تجدة دائما حولك.
الجالية فقدت الكثير من اعضاءها بسياسة اقصاء وتهميش والتقليل من شان الاخرين. ولانعتقد ان الجالية بصورتها الحالية ستكون مؤهلة مستقبلا لاستيعاب الاخرين خاصة عند بقاء غالبية اعضاءها كما كانوا، مما يفقدها الحق بتمثيل السودانيين بايرلندا. كما انها عجزت عجزا تاما ان تقدم لنا برامج عمل ورؤية واضحة لمستقبل الجالية. اختير اعضاء اللجنة بصورة عشوائية من قبل مجموعة وفئة معينة لتثبيت وضع معين ومحدد. وهذا مانرفضة جملة وتفصيلا ... ندرى ان الجمعية العمومية قد اختارت لجنتها بالطريقة التى تريدها وذلك بحشدها لمجموعتين تحسب اليهم. وهذا لن يعطيها ابدا الشرعية الكاملة بتمثيل كل السودانيين بايرلندا. الرئيس المنتخب يريد ان نرضى ونقبل بالواقع وبخيار الجمعية العمومية. واذا كان يريد بمنطقه هذا، ان يفرض علينا ذلك الواقع، لرضى كل الشعب السودانى باطيافة واحزابه وحركاتة المسلحة المختلفة، بشرعية المؤتمر الوطنى.
محتوى هذا البيان المقصود منه هو تسليط الضوء على بعض النقاط الحيوية التى يجب على كل حادب للمصلحة العامة، خاصة عندما يجد على عاتقة امانة من الرعية، ان يراعايها بكل وتجرد واخلاص. فالغرض ايضا من هذه الرسالة اولا واخيرا، ليس الاساءة او التقليل من شان الاخرين باى صورة من الصور. للاسف الشديد حدثت فى معظم الدورات السابقة الكثير من الاخطاء بعضها عفوية واخرى كانت مقصودة وخطط لها بدقة وامعان، وهو ما افقد الجالية السودانية اهم واسمى اهدافها، بان تلم شمل الجميع تحت مظلتها.
ومرة اخرى، نؤكد احترمنا وتقديرنا لاى راى اخر طالما يصب ذلك فى المصلحة العامة التى سنحرص دائما ان نعمل لاجلها فى اى موقع كان.
مجدى رشيد
|
|
 
|
|
|
|
مجدى مصطفى رشيد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست