|
الحديث الشريف ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله )
|
الاخوات الفضليات الاخوان الكرام الابناء العظام المتابعين بإهتمام ، يسعدنى أن أرفع لكم التمام من بيرمنجهام ، وحديث اليوم لم يكن بعد صلاة الفجر يا كرام ، فقد كان الحديث من إجتهادى والبحث عنه طيله الايام ، والسبب بنتى إسلام ، فقد سألتنى لماذا أنتشر الاسلام بحد السيف ؟؟ وطبعاً هذا السؤال يكون سألوا ليها معلميها وزميلاتها ( من النصارى ) فأردت أن ابحث عن إجابه قاطعة أهدى بها هؤلاء الحيارى . وأحمد الله أننى وجدتها صباح اليوم وسوف أرفلكم بها الان وأنتظر قدوم بنتى إسلام بعد نهاية يومها الدراسى وأٌقدّم لها من كراسى هذا الحديث الرائع والذى قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم القول القاطع والان الى الحديث بارك الله فييكم جميعاً ونفعنا بديننا وإتباع رسولنا ( صلو على الحبييب المصطفى بارك الله فيييكم ) أهم أحاديث (الجهاد) التي أُشكلت على الناس : ————————————————— قال رسول الله صلى الله عليه وسلم } : أُمرتُ أن (أقاتلَ) الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك ، عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى { رواه البخاري ومسلم أي أنه صحيح بل في أعلى درجات الصحة .. إذاً ما الموضوع هل أمرت السماء رسولها بقتل الناس الذين لم يُسلموا… وكيف يتوافق هذا الحديث الشريف مع الآية الكريمة (لا إكراه في الدين) ؟؟؟!!! أولاً لا بد من إلقاء الضوء لغوياً على معنى هذا الحديث الهام لأن ذلك يزيل إشكالات عديدة وقع بها كثيرون ، ومعلوم أنه من فهم المفردات ووضعها في سياقها هان عليه فهم معنى الحديث .. (أقاتل) فعل يختلف تماماً عن (أقتل) ، أقاتل بمعنى أحارب وهو على وزن (أفاعل) وفيه معنى المشاركة بين طرفين متعاديين ، أما أقتل فهي أن أرفع سيفي وأجز رقاب الناس حاربوني أم لم يحاربوني …!!! والفرق عظيم فالإنسان يحق له في كلّ الشرائع أن يقاتل ذوداَ عن روحه و عرضه وماله وممتلكاته إذا أراد أحد ما أن يمنعه منها أو من الوصول إليها … والعقيدة هي أثمن من كلّ شيء لا سيما إذا كانت عقيدة تحمي أعراض الناس كلّ الناس وممتلكاتهم وحتى اختياراتهم ( لأنها تقاتل الذين يريدون منع الناس من أن يختاروا ) وقد أُمر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أنْ يحارب أولئك الطغاة الجبابرة الذين يريدون منعه من إيصال حقيقة السماء ( العقيدة ) إلى الناس أجمعين بأمر صارم من رب العالمين: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ) الحجر 94 ومعناها حسب ما قَالَ الْفَرَّاءُ: فَاصْدَعْ بِالْأَمْرِ، أَيْ أَظْهِرْ دِينَكَ، وما أمر نبي بالقتال سواه لأنه الرسول الوحيد الذي أذن له بالقضاء بين الناس والدفاع عن حقوقهم ولو اضطر إلى استعمال القوة ..لأن عقيدة الإسلام بالأصل تحمي منهج حياة يقوم على المساواة بين الجميع وحماية مصالح البشر بدون استثناء وعدم ظلمهم من قبل الطغاة الذين يصل بهم الأمر إلى حد تقديس ذواتهم …!!!! لذلك فإن الذين رفضوا الإسلام رفضوه سياسياً قبل أن يرفضوه كعقيدة ، لأنه منهج حياة قائم على العدل وهم لا يريدون و لا يؤيدون هذا العدل الذي سيكشف ظلمهم ويفضح عدوانهم ، ولهذا السبب خافت قريش من محمد وجماعته لأنها خافت على حكمها وسلطانها السياسي بالدرجة الأولى الذي تستمده من عقيدة الشرك وحماية الأصنام …!!! ومع ذلك لم يكن النبي يبدأ أحداً بالحرب حتى يرسل إليهم الرسل والمكاتيب التي يدعوهم بها إلى إرادة السماء المتمثلة بالدين الخاتم ( الإسلام ) ، فإن أبوا أن يسمحوا بتبليغيها للناس ونشرها بينهم ، كان مأموراً بحربهم وكان لا بد من ذلك في بدايات الدولة الإسلامية كي تتوطد أركانها تمهيداً لحمل العدل والمساواة والأخلاق الحميدة لكل البشر ..وإلا فلن تنتشر رسالة السماء للعالم كله إلا بهذه الطريقة ، فالإسلام يكمن اختلافه الجوهري عن بقية الأديان أنه يحمل مفهوم العالمية وليس المحلية لأن الله تعالى أراده الدين الخاتم المرتقي حتى معرفياً وهذا ما يتأكد منه العالم برمته يوماً بعد يوم ، أما بقية الشرائع السماوية فلم يؤمر أنبياؤها بجعلها عالمية والدليل من كتبهم نفسها وهذا قول المسيح عليه السلام في الإنجيل يوضح ذلك : ( ما أرسلت إلا إلى الخراف الضالة إلى بيت إسرائيل ) متى 15/24 لأن عيسى هو نبي لليهود ، وليست رسالته إلا امتداداً لرسالة موسى عليهما السلام ‘وكانت رسالة إكمال لرسالة موسى وتخفيف وتصحيح مسار لفهمٍ خاطئ ، وما أمر اللهُ عيسى بإخراج الرسالة للأمم الوثنية في ذلك الوقت ، بل الذي فعل ذلك شاؤول اليهودي ( بولس ) وهو أصلاً عدو المسيح ولم يقابله في حياته بل زعم أنه رآه عندما أغشي عليه على أبواب الشام وقال له أنا ابن الله وأنت أصبحت رسول المسيحية …!!!!!!!! الصحابة يتابعون مسيرة الإسلام : ———————————— نعود لنقول : إنَّ الصحابةَ لما فتحوا البلاد لم يضعوا السيوف على رقاب الناس قائلين أَسْلِمْ وإلا قتلتك، بل أقاموا عدل الله وحكمه في الأرض، ووضعوا الجزية على من خالفهم من اليهود النصارى والمجوس، فالناس بعد هذا لما رأوا الفاتحين أهل عدل وإنصاف وصدق وإيمان، وأنهم زهاد في الدنيا، حريصون على هداية البشر، دخل الناس في الإسلام طائعين مختارين راغبين محبين، لأن هذا هو العدل، ولهذا يقول علماؤنا : “لما فتح المسلمون الشام، وحكموه، وساسوا أهله بالعدل والإنصاف والتقوى فقال النصارى: لو كان هؤلاء الصحابة زمن عيسى كانوا حواريه وأنصاره، أي شهدوا لهم بالعدل!!!!. وهناك مدن كثيرة دخلها الإسلام طواعية وباختيار أهلها ..بل وبترحيب منهم.. كدمشق وبعلبك وقنسرين وحمص والقدس زمن عمر بن الخطاب ،وشرق آسيا كله .. وبالمناسبة فإن كل البلدان التي فتحها المسلمون نعمت بالرخاء والعدل والمساواة الاجتماعية بل وبأفضل ما يمكن أن يصل عليه مجتمع ما !! وكل عادل موضوعي من بني البشر أتقن التاريخ والبحث فيه ، يعرف ذلك جيداً ..!!
|
|
|
|
|
|