الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 03:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-10-2015, 09:48 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى

    وثائق أمريكية عن أكتوبر والديمقراطية الثانية (18): حل الحزب الشيوعي ..
    واشنطن: محمد علي صالح
    الجمعة, 09 كانون2/يناير 2015
    ومن القادة الذين ايدوا قرار المحكمة العليا، الاستاذ محمود محمد طه، الذي كتب: "الشيوعية مذهبية زائفة في جوهرها، لكن لها بريقاً خلاباً. وهي لا تحارب إلا بالفكر الإسلامي الواعي. وهو في السودان موجود . لكن، حل الحزب الشيوعي يحرم الفكر الإسلامي الواعي من فرصة مواجهة الشيوعية لتخليص الناس من شرورها.
    نعم، تشكل الشيوعية خطراً على البلاد. لكن، يزيد خطر الشيوعية وجود الطائفية. والحق أن الخطر الماثل على البلاد إنما هو من الطائفية. لهذا، محاربة الشيوعية بهذه الصورة المزرية يصرف الناس عن خطر ماثل إلى خطر بعيد. لهذا، لمحاربة الشيوعية، حاربوا الطائفية ... ").

    http://sudanile.com/index.php/2008-12-01-11-35-26/76523-------18---http://sudanile.com/index.php/2008-12-01-11-35-26/76523-------18http://sudanile.com/index.php/2008-12-01-11-35-26/76523-----...35-26/76523-------18

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 01-14-2015, 11:14 AM)

                  

01-10-2015, 09:54 AM

ود الباوقة

تاريخ التسجيل: 09-21-2005
مجموع المشاركات: 47163

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    اخي عبد الله

    ان تدعو له بالرحمة والمغفرة

    افضل بكثير مما تفعله بحقه

    مجرد رأي

    فقط لا غير

    والله من وراء القصد
                  

01-10-2015, 10:05 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: ود الباوقة)

    Quote: ان تدعو له بالرحمة والمغفرة

    هو، عندي، الرحمة المهداة، علم من علم وجهل من جهل
    ===

    فقانون النشاط الهدام صاغته حكومة المستعمر لعرقلة نشاط النقابات العمالية والاتحادات الطلابية والتنظيمات الديمقراطية للنساء والشباب.. لكن بعض القوى الوطنية وخوفاً من نفوذ العاملين في الساحة السياسية السودانية عملت على التراجع وإصدار قانون جديد آخر. وهنا قامت الجبهة المعادية للاستعمار برفع مذكرة للحكومة في 14 أكتوبر 1954م حول الحريات العامة وما تم نشره في الصحف اليومية (الرأي العام العدد 3839 بتاريخ 7 أكتوبر 1954) بأن الحكومة بصدد وضع قانون جديد لمحاربة الشيوعية.
    في 25 أكتوبر 1954م صدرت وثيقة الدفاع عن الحريات وقعتها هيئات وجماعات وأعداد كبيرة من المواطنين وجاء في الوثيقة:
    (إن إصدار قانون جديد تحت ستار محاربة الشيوعية وحدها أو أي شعار آخر سيكون قيداً على حريات المواطنين وسيحول دون قيام الجو الحر المحايد وسيكون سلاحاً للضغط على السودانيين للتنازل عن استقلالهم وسيادتهم الوطنية).
    ومن موقعي المذكرة:
    محمود محمد طه (الجمهوري)، يحيى عبدالقادر (الوطني)، بابكر كرار (الجماعة الإسلامية)، محجوب محمد صالح (اتحاد الصحافيين)، محمد السيد إسلام (اتحاد العمال)، حسن قسم السيد (موظف البريد والبرق) يوسف محمد المصطفى (اتحاد المزارعين) لويس عزيز (موظف البنوك)، سيد أحمد نقدالله (جماعة الفكر السوداني).. الى جانب هيئة الدفاع عن الحريات والجبهة المعادية للاستعمار.
    وقام الصحافيون والهيئة الدائمة للدفاع عن الحريات في 24 يناير 1955م برفع مذكرة للسيد رئيس مجلس الوزراء والسيد رئيس القضاء و(الهيئات الخارجية).


    الجماهير الاتحادية في دوامة لا نهاية لها .. بقلم: عرض: محمد علي خوجلي
    الأربعاء, 07 كانون2/يناير
    http://sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/34-0-6-8-3-1-6-8/76449-2015-01-07-08-15-31http://sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/34-0-6-8-3...-2015-01-07-08-15-31
                  

01-12-2015, 09:02 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    وبعد اعلان قوانين سبتمبر 1983م ، قامت علي أساسها دولة دينية تستمد شرعيتها من قدسية السماء وبيعة الامام، وكانت النتيجة قطع الايادي في ظروف مجاعات وفقر ومعيشة ضنكا ومصادرة الحريات الشخصية واعدام الاستاذ محمود محمد طه في يناير 1985م الذي عارضها، وتعمقت حرب الجنوب بعد اعلان حركة تحرير السودان بقيادة العقيد جون قرنق. حتي قامت انتفاضة مارس – ابريل 1985م، وتمت استعادة الحقوق والحريات الديمقراطية والتعددية السياسية والفكرية التي كفلها الدستور الانتقالي لعام 1985م



    التعديلات الدستورية: هل تنقذ النظام؟ .. بقلم: تاج السر عثمان
    الأحد, 11 كانون2/يناير 2015
    نقلا عن سودانايل
    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/63-9-0-1-5-2-2-7/76611-2015-01-11-19-15-46http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/63-9-0...-2015-01-11-19-15-46
                  

01-12-2015, 09:04 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    والاقصاء تعلو وتيرته ويرتفع. صوته عاليا، مع اجازة التعديلات الدستورية واعادة قانون الانتخابات وتعيين الولاة وتكريس سلطة الفرد.. والبرلمان الذي ينشط فى تفكيك كلما منحه دستور 2005 من حقوق ويسلبها تماما، نجده ينظر الى التجاوز فى عدم تسجيل الحزب الجمهوري نظرة رضاء، و مركز الا ستاذ / محمود محمدطه يكشف وزير الثقافة والاعلام الولائي بان الجهات الامنية اوصت بعدم التجديد له ممارسة نشاطه الثقافي، وهكذا يميز النظام بين السودانيين تمييزا مؤسفا، وهذا التمايز لايسئ للجمهوريين وحدهم انما يسئ للدولة التي لاتستطيع احتمال فئة قليلة، فكيف بهكذا نظام ان يحتمل من يدعوهم للحوار من حملة السلاح؟! وكيف له ان يخلق المناخ المعافى لادارة حوار يعمل على حل الازمة السودانية الراهنة؟!
    * ولاننكر ان واقع تلاميذ الاستاذ محمود قد اغرى النظام بممارسة كل الانتهاكات بحقهم، فعظمة موقف الشهيد هى التي ترعب الذين لم يعرفوا معاني الفداء بالارواح



    وعندي اذا عيي (الوزير) مقال 2/2 .. بقلم: حيدر احمد خيرالله
    الأحد, 11 كانون2/يناير 2015

    نقلا عن سودانايل
    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-19-50-58/1008-7-5-6-4-3-0-2/76599------22http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-19-50-58/1008-7...-3-0-2/76599------22-
                  

01-12-2015, 09:11 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    الحبيب أستاذ الأجيال صديق محيسى أول ما سمعت به وأنا
    فى سنة أولى جامعة وسنة أولى صحافة سمعت يومها أن الرجل كان من أشهر تلاميذ الأستاذ محمود محمد طه وحكى الراوى والعهدة على الراوى أن الأستاذ يقول :
    الصلاة صلاتان صلاة حركية وصلاة روحية أنت حينما تجود وتجيد الصلاة الحركية تسمو بك لمرحلة الصلاة الروحية وعندها تصير فى صلة دائمة مع الرب ومن ثم تسقط عنك التكاليف من صلاة حركية وغيره لأنك تكون وصلت وهكذاقال التلميذ لأستاذه : أنا وصلت فما كان من الأستاذ إلا أن طرد تلميذه وفصله من الحزب ومن يومها وأنا فى شوق مشوق للقاء أستاذنا الكبير لأسأله من مصداقية الرواية ولأحاوره فى الصوفيه والتصوف موضوع رسالتى للماجستير والتى أجزتها من المعهد الأوربى للعلوم الإنسانية بباريس استاذ محيسى صحفى مخضرم عرف بالمصداقية والشفافية وقوة التحليل وثراء المعلومة هو من جيل الأيام القديم أيام مايو


    أين الزميل خضر عطا المنان ؟ من الذي باع وخان الوطن المهدي أم الميرغني. بقلم: عثمان الطاهر المجمر
    السبت, 10 كانون2/يناير 2015

    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/974-4-5-1-2-5-7-2/76582-2015-01-10-20-05-25http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/974-4-...-2015-01-10-20-05-25
                  

01-12-2015, 09:22 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    ان مركز الاستاذ / محمود محمد طه الثقافي ، بالثورة الحارة الاولى المنزل 242و الذي عاش ورحل عنه ، بيت من الجالوص ماروحته قط مروحة ، من هذا البيت المتواضع إنطلقت الثورة الثقافية والفكرية ، ليواجه الاستاذ ويكشف بوعي العارف ، وجسارة المجاهر بالحق فى وجه السلطان الجائر واصحاب الفكر الخائر والمشترين الدنيا بدينهم ، فكان حربا على جهلهم بالدين وجهلهم بالحياة المعاصرة ، فتنادوا زمرا ليعملوا على تشويه فكرة الاستاذ ، فقابل عنفهم بالعنفوان ، وقطع بالفكر النير ، سبلهم ، واخيرا عالجوا هزيمتهم بالقتل .. ولازالت فلولهم تختلف على كل شئ ولكنهم يتفقون على اقصاء الفكر الجمهوري ، ويؤاذرون بعضهم البعض اذا علا صوت ابناء الاستاذ محمود ، وكأني بهم يرعبهم حيا وميتا ..ناسين او متناسين ان. (الله متم نوره ولو كره الكافرون ) *وحكينا على هذه الزاوية ، كيف تقدم الحزب الجمهوري للتسجيل ، واستوفى كافة مطلوبات التسجيل ، واستلم مسجل الاحزاب رسومه ( علي داير المليم ) واعطى شهادة تحت التسجيل ،وتقدم بعض. (الدواعش) بسخائم نفوسهم التي اطلقوا عليها اسم الطعون ضد تسجيل الحزب الجمهوري ، ومسجل الاحزاب المحترم ظل يماطل في القرار ، وعندما استهلك كل الحجج والاعذار ، اصدر قراره البائس برفض تسجيل الحزب متجاوزا التفويض الممنوح له وكتب اسمه فى اولى صفحات التاريخ الشائه ..وذهبنا للمحكمة الدستورية طعنا في القرار ، ولازال الطعن قيد النظر امام المحكمة ..والمؤامرة لاتتوقف..

    *ذلك عن الحزب اما عن مركز الاستاذ محمود الثقافي فالامر عجب ، فقد تم تسجيله كمركز ثقافي منذ العام 2009 وظل يؤدي دوره كمركز استنارة ، ويتم التجديد له سنويا اما الان فظلت اوراقه تائهة بين وزارة الثقافة والاعلام الاتحادية ثم تم تحويلها للولائية ومنها لمسجل المراكز الثقافية ومولانا اقبال اعيتها الاعذار والاعتذارات ولم نترك الملاحقة ، على قاعدة ( ماضاع حق خلفه مطالب ) وتركنا لهم الباب مفتوحا اما التجديد او اعطاؤنا مايفيد عدم التجديد!! وبالامس فقط جاءت المكالمة العجيبة التي تلقاها البروفيسور / حيدر الصافي ، بان السيد وزير الثقافة يبلغ المركز بان الجهات الامنية رفضت التصديق بتجديد المركز ..وشكرا ..


    وعندي اذا عيي ( الوزير ) مقال!!1/2 .. بقلم: حيدر احمد خيرالله
    السبت, 10 كانون2/يناير 2015

    نقلا عن سودانايل
    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-19-50-58/1008-7-5-6-4-3-0-2/76563-------12http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-19-50-58/1008-7...3-0-2/76563-------12-
                  

01-12-2015, 09:27 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    كتب د. عبدالله علي ابراهيم

    (نستعيد في هذا المقال واقعة مذكرة تقدم بها "رجال الدين أو أئمته"، في وصف الجمهوريين لهم، إلى الرئيس نميري في 3 يناير 1974 يطلبون تنفيذ حكم الردة في الأستاذ محمود محمد طه الذي نفد بجلده من حكم عليه بالجريرة أمام المحكمة العليا الشرعية في 1968. وما أنفده أن القضاء الشرعي لم يكن يملك سلطة الإجبار للمثول أمام المحكمة ولا تنفيذ أحكامه إلا بواسطة القضاء المدني. وفوق ذلك كله لم يكن له أصلاً صلاحية النظر في قضايا الرأي مقتصراً على أحوال المسلمين الشخصية. وجاءت مذكرة رجال الدين بعد أن نفض نميري منه غبار اليسار الباكر وتصالح معهم ضمن آخرين. وفضّلت في مقالي وصف رجال الدين أو ائمته في قول الجمهوريين ب"المشيخية" لإبراز الجانب المؤسسي الحكومي لتكونهم أساساً من قضاة الشرع، أئمة المساجد، الوعاظ، شيوخ الشؤون الدينية، واساتذة المعاهد العلمية. أريد بذلك أن أميز البروقراطية الدينية من سائر المشتغلين بالدين. وسنرى حدة الصراع بين الجمهوريين والمشيخية واستنجادهما بالأطراف مما تأسس على حكم الردة في 1968. والمقال جزء من الفصل الخامس من كتابي "هذيان مانوي: تحرير القضائية الاستعمارية والصحوة الدينية، 1898-1985) الصادر عن دار بريل الهولندية في 2008)

    ما استعاد قضاة الشريعة أنفسهم من ركام الإساءة السياسة والأخلاقية التي ناشهم بها نميري في طوره اليساري الباكر (1969-1971) حتى استأنفوا حملاتهم بقوة للحجر على الأستاذ محمود محمد طه. فحرموا حوارييه من الخطابة من منابر مساجد الدولة حتى لا يبثوا زندقتهم. ومن ذلك أيضاً شراء مصلحة الشؤون الدينية والأوقاف ألف كتاب من تأليف الأمين داؤد، خصيم طه اللدود في محكمة الردة في 1968، لتوزيعها على المصلين في المساجد ليروا بأنفسهم فسوق الرجل مرأي العين. وكان أئمة المساجد يقرأون على المصلين نصوصاً مختارة من الكتاب.
    ودخل نميري على مسرح الصراع مع طه. فطلب في 1974 تقريراً عن حاضر حركة طه وحوارييه. فرد عليه مدير وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بمذكرة تحسر فيها زماناً تعطل فيه حدود الله لتخرس لسان مرتد من الإسلام مثل طه واقترح المدير في مذكرته قيام حملة في المدن الكبيرة لتكذيب زندقة طه طمعاً في استرداد تلاميذه المضللين إلى الإسلام الحق. ولدعم مطلبه بهذه الحملة استقوت المذكرة بحكم الردة السابق بحقه، وفتاو من الأزهر (1972) ورابطة العالم الإسلامي (1975) قضت بردة طه.
    وكانت حملة المشيخية لا تني. وأعطتها فتاو الأزهر ورابطة العالم الإسلامي مظلة تضامن إسلامي جامع لمواصلة حرب طه. وبلغت شراسة الحملة حداً اقنعت طه أن حلف المشيخية، والصوفية التقليديين، والسلفيين (ويعني بهم جماعة الترابي)، ممن كانوا وراء حكم الردة الأول، تواثقوا على على بعث حكم الردة القديم من سباته. ولم يخب سوء ظنه. ففي 3 يناير 1976 وقع اثنان وأربعون مشيخياً على عريضة مرفوعة إلى نميري معبرين عن حرجهم أن طه المرتد بغير وازع ما زال طليقاً لم يمسه عقاب. ووصف الجمهوريون شيع الحلف من وراء العريضة بأنهم مشيخية وشيوخ صوفية. وبعث المشائخ بالعريضة إلى مختلف الدوائر الحكومية بما فيها أجهزة الأمن ونواب مجلس الشعب.
    وكانت بُغية أصحاب العريضة وجائزتهم هما طه. فبحسب الشريعة، في قول العريضة، فدم طه هدر ولا يشكل قتله جريمة بنظر القانون. وطالبت العريضة بحبس طه مدى الحياة لمنعه من نشر سموم زندقته إنتظاراً لليوم الذي يكون فيه الإسلام شريعة البلد. كما استعادت العريضة الطلب بتنفيذ جملة العقوبات التي طالبوا بها بحق حوارييه مثل مصادرة كتبهم، وإغلاق داخليات سكنهم الجماعي، والحجر عليهم من الوعظ بالدين أو تفسير القرآن للناس. وأرفق أصحاب العريضة مكتوبهم بمذكرة خاصة للائمة والوعاظ لتوظيف معاني العريضة في خطبهم للناس. وزادوا بتوجيههم بمنع الجمهوريين من طلوع منابر المساجد للدعوة إلى إسلامهم الزائف. وختاماً نجحت المشيخية في إقناع تسعة وتسعين من أعضاء مجلس الشعب لتقديم مسألة مستعجلة للمجلس عن الخطوات التي خطتها الحكومة لإستئصال النشاط المتزدنق للجمهوريين.
    أما طه من جهته فقد سعى لحشد موارده الفكرية والبشرية لمواجهة خصومه. فكثف من عمله في الدفاع عن معتقده وبيانه موظفاً حلقات أركان الشارع وبيع منشورات الجمهوريين ، ومعارض الكتب، والقوافل الثقافية لتغطية خارج الخرطوم، وترويج وقائع المحاكم الي خاض فيها مدعياً ومدعياً عليه، وهمة نشرية غير عادية. وسعى بقوة لتأليب دعم القوى الثقافية والحضرية لتضغط السلطات لرفع الحكم بردته من السجل القانوني ، وحل البروقراطية الدينية في وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ومحاكم الشريعة، وإلغاء نصوصها السلطانية وقوانينها. وبالطبع سلط طه نيرانه على الوسائط المصرية والأزهر اللذين تأثيرهما غالب على السودانيين ماضياً وحاضراً. ولم يكف عن إغاظة المشيخية بالضرب على حرجها مع اختصاصها المبخوس بتذكيرهم ببطلان حكم الردة عليه عملياً.
    كان من أهداف الجمهوريين دائماً تفكيك إدارة محاكم الشرع والمؤسسة الحكومية الدينية. ولكنهم لم يبدأوا في الإجراءات القانونية لهذا التفكيك إلا في سياق حملات المشيخية لإضطهادهم التي توجت بالعريضة المرفوعة للرئيس نميري في يناير 1976 للحجر على الجمهوريين من الخوض في أمر الإسلام كما مر. وكان الجمهوريون حتى وقت متأخر قبيل العريضة رحبوا في 1972 بدمج القضاء الشرعي والمدني. وقبلوا بهذا الترتيب الجديد للقضائية تسمية قضاة الشرع ب"قضاة الأحوال الشخصية" لأنه يجردهم من مزاعم القوامة على الدين التي تغريهم بها صفة قضاة الشريعة. ولم يحل ذلك دون الجمهوريين ومواصلة الدعوة لإلغاء هذه المحاكم حتى باسمها الجديد. فصوروا نزاعاً لهم مع قاض في أغسطس 1975 كحرب بين المحافظة والتقدم مما لا حل له في المحاكم أو بالإجراءات الإدارية ولكن بقوة ومنطق رسالتهم الصادقة.
    وأضطر الجمهوريون بإزاء إضطهاد المشيخية لهم في 1975 للبحث عن خياراتهم بهدف حل محاكم الأحوال الشخصية مما عرف سابقاً بالمحاكم الشرعية. وقاموا بأجرأ خطواتهم لتلك الغاية في سبتمبر 1975. فرفعوا في ذلك التاريخ عريضة للمحكمة العليا لتزيل التناقض الصارخ بين دستور 1973 ومحاكم الشرع المختصة بأحوال المسلمين الشخصية. فمحاكم الشرع القائمة، في قول العريضة، تخرق السوية في المواطنة التي يظلها الدستور بظله. فهي تميز الرجل بحق الطلاق والزواج بأربعة كما أنها تجعل الرجل الذي يقف أمامها ضعفيّ المرأة في تقييم شهادته وفي تقسيم الميراث. وواصلوا قائلين إن مما يستوجب حل نظام محاكم الأحوال الشخصية هو مخالفتها للدستور بجعل نفسها جهة تشريعية تصدر بنفسها القوانين التي تحكم سيرها ومنطوقها مما عرف بالمنشورات الشرعية. وقالوا إنه، بجعل هذه المحاكم من نفسها جهة تشريعية، فقد خرقت مبدأ الدستور القاضي بفصل السلطات. ورفضت المحكمة العليا عريضة الجمهوريين على أساس أنهم، وهم المدعون، لا سبب لهم للشكوى لأن أياً منهم لم يتضرر شخصياً.
    ورتب الجمهوريون في سعيهم لكف أذى المشيخية العثور على حلفاء ضمن الصفوة العلمانية في الصحافة، والحركة النسائية، والمحامين. فقد نمى الجمهوريون خلال نضالهم الطويل ضد المشيخية هماً صادقاً بمسألة المرأة وحساسية فائقة لتحررها. وبلغوا غاية من ذلك لم تقع حتى للعلمانيين في أقاصي خيالهم السياسي آنذاك. فردوا الوصاية النازلة بالمرأة والأذى، كما جاء في عقيدتهم الأم، إلى إسلام العرب في القرن السابع الميلادي (الرسالة الأولى لا من حيث التنزيل لأن رسالة مكة سابقة، بله من حيث التطبيق في المدينة) الذي تأخر عن معاني الحرية الغراء في تنزيل مكة ورسالتها. وهي المعاني، التي متى استعيدت، رفعت الوصاية عن المرأة. وهذه الرسالة الثانية من الإسلام التي نذروا أنفسهم لها هشت لسائر حقوق المرأة مثل حق الطلاق الذي ظل عتاة العلمانيين يديرون له الوجه الآخر متى أزفت الدعوة الصارمة له. فبوسع النساء ليومهم، وحتى قبل استعادة تنزيل مكة كما رغبوا، أن يطلبن، وفي ظل الرسالة الأولى للاسلام ما يزال، تضمين عقد زواجهن حق العصمة، وهو حق الطلاق، بغير أن يفارقن الإسلام شبرا. ووقف الجمهوريون مع التعليم المختلط لأنه سانحة لتوسيع مدارك النساء والرجال معاً. ولذا وقفوا مع طلاب جامعة أم درمان الإسلامية، مصنع المشيخية، عندما أضربوا مطالبين بالتعليم المختلط. غير أن ما راع الجمهوريون أن الحركة النسائية ظلت مشغولة بالمساواة مع الرجل في حقل العمل لا في البيت. فمتى طرأ لهذه الحركة طارئ شريعة البيت عقدت الأمر لقاضي الشريعة ورهنت إصلاح قانون الأحوال الشخصية به. فمما كدر الجمهوريون ركون تلك الحركة للقضاة بدلاً من مساءلة سلطانهم في تنفيذ شريعتهم البالية.
    ونكّد على الجمهوريين انصراف العلمانيين عنهم وهم في محنتهم تنوشهم المشيخية بالسهام. ونعوا في تقييمهم للأذى الذي حاق بهم في مدينة كوستي عام 1974 على صفوة مدينة كوستي وسائر الصفوة خذلانهم لأنهم لم يرفعوا عقيرتهم احتجاجاً على جور عداتهم. وسبق للجمهوريين صك عبارة سائرة عن سيرة الصفوة في خذلان شعب عظيم يتقافز أماه قادة أقزام. وحمل الجمهوريون على الصحافيين لاعتزال معركتهم، التي خاضوها وحدهم بصورة كبيرة بغير ظهير، ضد المشيخية وأنصارها في مصر والسعودية. فلم يُخبِروا حتى عن القضية الدستورية التي رفعوها للمحكمة العليا لحل المؤسسة الدينية. وعابوا على المحامين كساد خيالهم جراء اعتزالهم معارك الجمهوريين القانونية في سبيل الحرية. وذكّر الجمهوريون الحركة النسائية بأن المسائل التي يناضل الجمهوريون لأجلها مما ينبغي أن يكون شاغلاً كل إمراة متعلمة، بله كل إمرأة في واقع الأمر,وبلغت خيبة أملهم في الصفوة التي تغاضت عن مطلوب الحرية من سهر وفداء أنهم لعنوها بعبارة ذائعة" إن الاعلام والأقلام عند غير أهلها اليوم." وفي عودتهم بتلك الخيبة والسقم من خير في الصفوة أشانوها لاعتزالها شعبها بقولة سائرة أيضاً : إن الشعب "لا تنقصه الاصالة وانما تنقصه المعلومات الوافية وقد تضافرت شتي الظروف لتحجبه عنها".
    وشف غضب الجمهوريين من الصفوة أحياناً ليسفروا عن استبطان فوق العادة لسياسات الصفوة وثقافتها. فالصفوة الحداثية عندهم تغربت عن الإسلام غربة أفقدتها العزيمة لتحدي المشيخية. وانقطاع هذه الصفوة عن الإسلام هو ما خول للمشيخية احتكار تفسير الدين حصرياً. فبينما يعترف الصفوي الحداثي منهم بجهله بالإسلام بغير وازع تجده شديد الحرج إذا تكشف جهله بمفردة من ثقافة الغرب أو رموزه الفكرية. وخلصوا إلى أن احتكار المشيخية تفسير الدين بغير شريك أو منافس هو اثر من ثنائية التعليم الاستعماري.
    ومتى اتفقنا مع الجمهوريين في نظراتهم الناقدة الثاقبة للصفوة وجب عليهم تعميقها ليسألوا أنفسهم إن لم يكن تحالفهم الطويل مع نميري، من كان ظلمه والإطاحة به الشاغل الأول للصفوة العلمانية، من محق بركة دعوتهم الحرى للحرية وتحرر المرأة. فقد فقدت هذه الصفوة الوسع للإصلاح المتدرج، والمزاج له، في سبيلهم ما يزال للديمقراطية من فرط ما تعودوا عليه من إسقاط نظم الديكاتوريين بنجاح. فبدت هذه الصفوة شديدة الاعتناق أن الخير كله في قدوم الواردين: الديمقراطية المستعادة. والمرء قبل هذه الاستعادة إما مع الطغمة العسكرية أو ضدها. وللاسف فإن جماعة غالبة من الصفوة العلمانية نظرت إلى طه ، لحلفه المؤكد مع نميري حتى قبيل شنقه في 1985،كواقف على الجانب الخطأ من التاريخ غير مكترثن لمشروعه الإصلاحي النادر.


    في تذكر 18 يناير: طه في وحشة طريق الآلام (1974-1982) .. بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم
    الخميس, 08 كانون2/يناير
    نقلا عن سودانايل
    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/56-8-0-6-0-1-4-6/76500---18-------1974-1982--http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/56-8-0...18-------1974-1982---
                  

01-12-2015, 09:40 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    كتب الأستاذ عبدالكريم الأحمر:

    وبذكره نذكر رجل آخر هو الاستاذ محمود محمد طه ، السوداني الذي اختزلت فيه كل شئ جميل يحمله الانسان السوداني ، وما اكثر ما نحمله نحن السودانيين من اشياء لا تجد مثيلها الا عند الانبياء ... الرجل ودون ان نتحدث عن افكاره فهو صورة للانسان السوداني المثالي الذي سيكون يوما ما ويرث ارض السودان ويملا الارض خيرا وعدلا لو كان قد امد الله في عمره ، فهو من زاوية اخرى - ان اردنا - يمثل الفهم الصحيح لمعنى الدين والمعاملة ولكن هيهات لقد علم الثعلب ذو الاحذية البيضاء خطر هذا الرجل عليه وعلى مستقبل حزبه فوشى به الى احمق رجل سياسة في التاريخ السوداني فركب راسه ليحرم البلاد والعباد من حقهم في ثمرات أبنائه ..


    نقلا عن خيط للأستاذ الباشمهندس محمد عثمان سليمان (ابو الريش)
    صـــور للزعيـم الشهيــد جون قرنق
    http://www.sudaneseonline.com/board/480/msg/%d8%b5%d9%80%d9%...9%82-1420035769.html
                  

01-12-2015, 11:58 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    وقع الإختيار على (الأستاذة) بدرية سليمان المتخصصة في تفصيل الدساتير الشمولية..والقوانين المعيبة..من خلال خبراتها السابقة مع الأنظمة القمعية في القصور السلطانية..من مايو (الإشتراكية)..إلي يونيو (الإسلامية).. "ما عندها قشة مرة"..
    حيث فصلت للأولي "مايو" قوانين سبتمبر.. 83 سيئة السمعة والصيت.. فكانت نصف إثنين.."عوض الجيد.. والنيل أبوقرون"..( كما قال: الطاغية السابق (نميري).." عملوا القوانين راجلين ومرا" فكانت (المرا) بدرية..
    تلك القوانين التي قال: عنها الشهيد الأستاذ محمود محمد طه..(والذي تفصلنا أيام قلائل عن الذكرى 31 لاستشهاده 18 يناير.. قال: كلمته الخالدة أمام محكمة قضاة النار ..(أناأعلنت رأي مرارا، في قوانين سبتمبر 1983م، من أنها مخالفة للشريعة وللإسلام..أكثر من ذلك، فإنها شوهت الشريعة ، وشوهت الإسلام ، ونفرت عنه .. يضاف إلي ذلك أنها وضعت، واستغلت، لإرهاب الشعب، وسوقه إلي الإستكانة ، عن طريق إذلاله.. ثم إنها هددت وحدة البلاد.. هذا من حيث التنظير ..
    وأما من حيث التطبيق، فإن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها، غير مؤهلين فنيا، وضعفوا أخلاقيا، عن أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية، تستعملهم لإضاعة الحقوق وإذلال الشعب، وتشويه الإسلام ، وإهانة الفكر والمفكرين، وإذلال المعارضين السياسيين )



    دستور "بدرية"..!! .. بقلم: عبدالوهاب الأنصاري
    الخميس, 08 كانون2/يناير
    نقلا عن سودانايل
    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/34-0-6-8-3-1-6-8/76488--qqhttp://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/34-0-6-8-3-1-6-8/76488--qq-
                  

01-12-2015, 12:05 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    فقد إنقلب جعفر نميرى على دستورة الدائم بعد إضراب القضاة الشهير فى فبراير 1980م فأعلن الثورة القضائية والعدالة الناجزة التى سماه الناس تهكماً (بالعدالة الناقزة) التى جاءت بالمرحوم حاج نور والمهلاوى وبدرية سليمان والنيل أبوقرون فى مقدمة القانونيين لصياغة ما تعارف على تسميته قوانين سبتمبر التى حولت جعفر نميرى من رئيس للجمهورية إلى إمام للمؤمنين وقائد الغُر المحجلين ووقف عاطلى المواهب ومنتهزى الفرص صفوف لبيعته منهم د.حسن الترابى و السيد على عثمان والسيدة بدرية سليمان ربيبة الديكتاتورية المايوية ، فكانت الهوجة العظيمة التى إغتالت الشيخ الثمانينى الأستاذ محمود محمد طه دون جريمة سوى النكاية السياسية و قادت لبداية تجدد الحرب الأهلية فى الجنوب وتحويلها من حرب من أجل العدالة إلى حرب دينية خاصة بعد تقسيم الجنوب متجاوزاً لنصوص الدستور .



    نميرى ــ البشير ـ وبينهم بدرية: دستور يا أسيادنا .. بقلم: صلاح جلال
    الأربعاء, 07 كانون2/يناير
    نقلا عن سودانايل
    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/34-0-6-8-3-1-6-8/76470-2015-01-07-20-21-55http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/34-0-6...-2015-01-07-20-21-55
                  

01-12-2015, 12:21 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    أتمنى أن تسنح لي الفرصة لأشرف على بحث ماجستير أو دكتوراه أكاديمي علمي محايد متكامل يتناول بالتحليل والنقد الأستاذ محمود محمد طه والحزب الجمهوري، وقد أوردتُ بالنص في ص 5 في ورقة قدمتها في المؤتمر السنوي للدراسات العليا والبحث العلمي، جامعة الخرطوم، 25 - 28 فبراير 2013 ونشرت في المجلد الأول، بعنوان: انجازات البحث العلمي وإخفاقاته في تاريخ السودان الحديث والمعاصر 1821 - 1969، ص 1 - 20 ، أوردتُ " ولا تزال شخصيات مثل الصادق المهدي وحسن الترابي وعبد الخالق محجوب ومحمود محمد طه في انتظار من يكتب عنها كتابة علمية تاريخية محايدة".


    نقدٌ وتوضيح لما ورد في كتاب الأستاذ عبد الله الفكي البشير .. بقلم: فدوى عبد الرحمن علي طه
    الأربعاء, 07 كانون2/يناير 2015
    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/34-0-6-8-3-1-6-8/76467-2015-01-07-20-12-20http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/34-0-6...-2015-01-07-20-12-20
                  

01-13-2015, 06:23 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    تصحيح هام جدا ! .. بقلم: عثمان الطاهر المجمر طه / لندن
    الإثنين, 12 كانون2/يناير 2015

    ومنذ نهاية الخمسينات من القرن الماضى بدأ عشاق الطلاب لفكر الأستاذ محمود بطلاب المعهد العلمى بأمدرمان الذين كان منهم إبراهيم يوسف وأحمد عبد الرحمن العجب ومحمد خير محيسى وعبد الرحمن سفيان


    نقلا عن سودانايل
    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/974-4-5-1-2-5-7-2/76651-2015-01-12-10-18-14http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/974-4-...-2015-01-12-10-18-14
                  

01-13-2015, 06:32 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    المؤامرة : الاقصاء عبر (حجاب) الدقير!! 1 .. بقلم: حيدر احمد خيرالله
    الإثنين, 12 كانون2/يناير 2015

    وبالامس ذهبنا البروف / حيدر الصافي وكاتب هذه السطور مستفسرين عن خطابنا الذي قدمناه بغرض تجديد ترخيص مركز الاستاذ محمود محمد طه الثقافي والذي استمرت المماطلة في تجديده عاما كاملا، ولما لم نجد من سبيل قصدنا ان نلجا للوزير المختص لاستفسار وحيد اما التجديد او افادتنا كتابة بعدم التجديد !!


    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-19-50-58/1008-7-5-6-4-3-0-2/76646-------1http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-19-50-58/1008-7...-3-0-2/76646-------1
                  

01-13-2015, 06:35 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    كتب د. عبدالله علي ابراهيم:
    نستعيد في هذا المقال واقعة استتابة نفر من الجمهوريين على جانب من محاكمة أستاذهم محمود محمد طه في 1985. وفضّلت في مقالي وصف رجال الدين أو ائمته في قول الجمهوريين ب"المشيخية" لإبراز الجانب المؤسسي الحكومي لتكونهم أساساً من قضاة الشرع، أئمة المساجد، الوعاظ، شيوخ الشؤون الدينية، واساتذة المعاهد العلمية. وأريد بذلك أن أميز البروقراطية الدينية من سائر المشاغلين بالدين. والمقال جزء من الفصل الخامس من كتابي "هذيان مانوي: تحرير القضائية الاستعمارية والصحوة الدينية، 1898-1985) الصادر عن دار بريل الهولندية في 2008. والمقال الذي بيدك ترجمة عن النص الإنجليزي له لم استشر فيه بعد المراجع العربية الأصلية التي نظر فيها).
    عرض التلفزيون في 19 يناير 1985 للأمة فيدو لجلسات استتابة حواريّ طه. وكان مشهداً متوحشاً. ووصفه مشاهد مروع بأنه كمن خرج لتوه من فيلم للمخرج الإيطالي فلليني. ولا جدال أن الاستتابة كانت إساءة كبرى لكائنة الشخص البشري ولجدوى الفكر. فالدين الذي باسمه جرت فصول الاستتابة يتبخر بعدها. والله نفسه موجود قبلها لأن ما بعدها يتسيد الشيطان الرجيم. وظل شبح إهانات الاستتابة تلاحق من شاهدها لأنهم رأووا مرأى العين الدرك السحيق الذي نتسفل إليه بفضل مستصغر العقول.


    كان حمل حواريّ طه للاستابة بعد الظفر بأستاذهم طقساً للغسل العقائدي تشهته المشيخية لعقود. فقد طلب شيخ المعهد العلمي من باكورة حوارييّ طه في 1960 أن ينكروا طه ويتحللوا من أفكاره. وفصلهم حين تأبوا. وفي مرة ثانية طلب مدع على الجمهوريين في محكمة ما أن تلجم حواريّ طه من الدعوة لإسلامهم، أو تفسير القرآن أو وقعوا تحت طائلة القانون بتطليق زوجاتهم وفقدان وظائفهم. ورأينا في ما سبق ضِيقَ المشيخية بحواري طه في مذكراتهم لدوائر حكومية في 1969، 1974، 1976.


    وأكثر ما ساء المشيخية من هؤلاء الحواريين الشباب الفصيحين تداخلهم في الحلقات الدينية المنعقدة في المساجد لبث أفكار طه الخلافية ومفاهيمه المضللة. ووفرت سانحة محكمة الردة في 1985 والاستتابة لرد هؤلاء الحواريين عن باطلهم رداً. فجعلوهم يشهرون جهلهم بالدين والاعتراف على عيون الأشهاد بذنبهم للتورط بإتباع طه. وكان فوكو قال إن الاعتراف يجعل المتهم شريكاً في إنتاج الحقيقة الجنائية . . . فالإعتراف يبين المسألة ويشينها.".


    وأكثر جوانب الاستتابة استفزازاً هو تصوير المشيخية لاستجوابهم للجمهوريين كجلسة مناصحة. وتَكَون مجلس نصحهم من المكاشفي طه الكباشي، ومحمد حاج نور، من قضاة محكمة الإستئناف، وخمسة من علماء الشؤون الدينية، ومحمد آدم عيسى وزير الدولة للعدالة الجنائية الصامت. وتقصد المشائخ، في صلاحيتهم كعلماء، أن يظهروا للجمهوريين كأخوة في الإسلام يمحصونهم النصح خالصاً لوجه الله. فأرادوا من المستتابين أن يعتبرونهم كنصحاء لا هيئة إدعاء ولا قضاة. غير أن هذا التحايل بالنصح لم يغط ولو لماماً سيف الجبر المصلت على المستتابين لينكروا أستاذهم ثلاثاً ويلفظوا عقائدهم لفظا. فلم يظهر لمشاهد الفيدو كيف سيق المستتابون وأرجلهم وأيديهم في القيد إلى مشهد شنق طه. وكانوا في نفس ذلك القيد وهم مساقين إلى جلسة النصح المزعومة. ولصب الملح على الجرح ضيقت المشيخية على الحواريين ليتوبوا كما أرادوا لهم للمزيد من إيذاء أستاذهم. ورفضت المشيخية للحواريين قبول بيان أعدوه توبة عن أفكارهم الجمهورية بغير ذكر مخصص لأستاذهم. وعرضوا عليهم بدلاً عن ذلك نصاً رسمياً لاستتابتهم أغلظوا فيه على طه إغلاظاً لن يرفع عنهم الحكم بالقتل بدونها.


    كان للاستتابة طريقتها كما قال شكسبير عن بدائع الشر. فلم تقبل المشيخية من الحواريين نصاً لهم قصر دون لعن طه والتنصل البين عن أفكاره. فرفضت باستماتة أي نص منهم للتوبة اختلج بدماثة إنسانية لترك ماضيهم الجمهوري ماضياً حيث ينبغي، وفتح صفحة جديدة تنطوي بها الصفحة القديمة طيا بغير أذى. واستمسكت المشيخية بنصها بنهج خلا من المساومة حتى على حساب مرأى المشائخ وهم يتكففون الحواريين أن يعجلوا بالموافقة على النص الرسمي لتنتهي جلسة المناصحة على الخير والبركة.


    كان التضييق على المستتابين لفضح ردة طه هو هم المشيخية الأول. فطلب منهم عبد اللطيف حسب الله، ممن صحب طه لثلاثين عاماً وهو في مفازع الدرك بين الحياة والموت، وبدماثة اشتهرت عن الجمهوريين في الخطاب، أن يتوب عن الجمهورية بنص خاص به. فكان بين الأَمَرين يريد أن يستتاب بغير أن يخدش اسم طه ويَسِفل به. وجاء بآي القران عن أنه لا تزر وازرة وزر أخرى. وزاد بأنه حتى النبي لم يطلب من كفار مكة توزير عداته الراسخين حين تحولوا إلى الإسلام. ولم يطرق قولهم أفئدة المشيخية. فلم تعجب إستراتيجية حسب الله في التستر على طه القاضي الكباشي، قاضي الإستئناف الذي أمضى حكم الردة على أستاذه وظهر بين المشائخ في دور الناصح. فسأل حسب الله بغلظة:


    -أريدك ان تكون صريحاً معي. ماذا ترى الآن في فكر طه؟


    - ذهب الأستاذ في حال سبيله (لم تمنع رهبة الموقف حسب الله من ذكر طه إلا ك"أستاذ" كما عُرِف تشريفاً بين أحبابه).


    ولعب الفار في عب المكاشفي لأنه استعاد بمجاز حسب الله في وصف موت الأستاذ عقيدة مزعومة للجمهوريين مفادها أن طه هو المسيح المحمدي سيعود إلى الدنيا ليملأها عدلا ونعمة. فعاجله قائلاً:


    -ما الذي تقصده ب"ذهب في حال سبيله؟"


    -مضى.


    -إلى اين؟


    -العالم الآخر


    -ما العالم الآخر؟


    وعاد الكباشي ليصر أن يتطهر حسب الله ويدين طه الذي كانت أفكاره في جذر ما يجري بينهما لوقته:


    -لقد رفض كل العلماء أفكار طه الزنديقة ثم تأتي أنت لتقول لي أن طه مضى. هل مات طه أم لم يمت؟


    كانت حرفية العبارة ما ناسب المكاشفي حتى يتفادي أن يفلت منهم طريد عدالة مشيخية ممسلاً من خلال مجاز عن الموت. لم يكن المكاشفي يريد لهذا التفلت مجازاً أن يحرمه من مجد قتل مرتد في صباح يومه ذاك. وعلم حسب الله أنه بلغ نهاية دماثته المجازية فقال: "بالطبع مات". فاسعد ذلك الكباشي لنجاحه في تجريع حسب الله حرف لغته ليحرمه من التخفي وراء غامضات المعاني المجازية. ثم التفت بعدها ليقييم كسبه من اعتراف حسب الله بموت طه ومغازيه، فسأله:


    -بأمانة، كم سنة صحبت طه؟


    -كثير. ربما ثلاثين سنة.


    -ثلاثين سنة، لا حولا. هذا وقت لفرح حقيقي لنا جميعاً بعودتك من الضلال إلى طريق الحق إلى الله.


    ظل المشيخية في جلسة المناصحة على الفديو يعقدون بين الاستتابة والتطهر ليعرضوا أنفسهم كأطباء يقومون بتطهير عقلي لمرضاهم الزنادقة. فسألوا المستتابين أن يغتسلوا بما يمليه الدين على من أمنى أو على حائض قبل إداء واجباته الدينية. وطلبوا منه أن يتوضأوا لصلاة شكر لله بعد ذلك الغسل. وقال أحد المشائخ أن المستتاب يخرج خلواً من الذنوب كطفل رضيع لأن الله غفر ما تقدم من ذنبه. وهو في ذلك مثل من اعتنق الإسلام لتوه وهي حالة أكثر بركة في وصفه من حالة المسلم التائب. وطلب شيخ ناصح شديد الحماسة من مستتاب أن يدعو له انتهازاً لسانحة أن من في مثل حاله لوقته في فيض من البركة مقبول الدعاء. ومع ذلك كله لم يوثق في المستتابين أن يغتسلوا ويتوضأوا بحرية. فوجه مشيخي أحد السجانة ليتبعهم إلى دورة المياه ليقف بنفسه على أن إجراءات التطهر قد وافت الغاية.


    لما لم تأذن المشيخية لطه بالاستتابة تكالب القتلة على جسده المشنوق لحمله ليلفظ أفكاره الخاطئة التي جلبت له هذا المصير. فقال قاضي إن طه كان صميم التماسك خلال الإعدام بفضل شيطانه الحاضر معه حتى لحيظات قبل أخراج الروح. فلما ترك الشيطان طه إرتعب. وقيل إن جسد طه الذبيح استدار غرباً مجافياً القبلة. وكان استدبار جسد طه للقبلة عندهم بمثابة اعتراف منه بضلاله وردته. وهنا مصداق لقول فوكو إن الاعدام وعلاماته تروج لحقيقة الجريمة في جسد الشخص المشنوق نفسه. ويرون عن الهستيريا التي أطبقت بأحد أنصار طه ممن حضر مشهد إعدامه. فأخذ يدور حول نفسه بعنف ويتلو :" وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم" التي كذب الله فيها الزعم بأن المسيح قد صلب بينما توفاه الله ورفعه إليه وطهره من الذين كفروا. وربما كان نصير طه ممن يعتقدون أن طه هو المسيح المحمدي. وحسب قول قضاة طه إن هذا الحواري تاب ورجع إلى سواء سبيل الإسلام.


    رأت المشيخية أن استتابة الجمهوريين قد جلبت السعادة لأهل الأرض والسماء. وكأن سعادة أهل الأرض والسماء لن تحل إلا بإذلال أربعة من شباب السودان بحملهم على استصغار أنفسهم لجنابتهم الفكرية لأنهم لم يقووا على حمل عقيدة لم يلفظوها قسراً فحسب بل للتنكر لاستاذهم قبل صياح الديك. لقد أراد حسب الله بقوة وبما وسعه من إنسانية أن يوقر أستاذهم للصحبة الطويلة. ولكن خصومه في ثياب الناصحين لم يقبلوا منه غير إشانته. فما سرهم مثل أن يرمي به وبعقيدته من عرفه لمثل المدة الطويلة كحسب الله إلى قارعة الطريق. فكل ما تقادمت مدة الصحبة المنكورة مع طه كلما انفرجت أسارير المشيخة.


    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/56-8-0-6-0-1-4-6/76634---18-----1985http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/56-8-0.../76634---18-----1985http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/56-8-0.../76634---18-----1985

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 01-14-2015, 11:17 AM)

                  

01-13-2015, 07:30 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    قضاة الإنقاذ (غير مؤهلين فنيا .. وضعفوا أخلاقيا)!! .. بقلم: بثينة تروس
    الأربعاء, 07 كانون2/يناير 2015
    و اذكر في تلك الأيام الأولى لقوانين سبتمبر، ونحن بصحبة الاستاذ محمود محمد طه في فناء احدي محاكم العدالة الناجزة بجوار الإذاعة في انتظار محاكمة الاخوان الجمهوريين الأربعة بسبب منشور ( هذا او الطوفان) في 2 يناير 1985 ، فكنا شهود ذلك المنظر المؤسف لتنفيذ احكام الجلد تحت محكمة الطوارئ ، ولقد علق حينها الاستاذ محمود بأسف ((إنتو شوفتو المجلود شيخ والجالد شاب والقاضي واقف يتفرج)).. انتهي ويتواصل مسلسل اهدار الحقوق ، وانحدار القضاء في هاوية موالاة السلطة الحاكمة علي حساب المواطن البسيط، وهاهي صحيفة ( حريات ) تخرج علينا بخبر السيدة المسنة بمدينة بورتسودان تلك السيدة التي ليس لها سند من بطانة حكومة الإنقاذ، والتي تسلط عليها قاضي، اقل مايقال في حقه انه فارق ابسط اخلاقيات المهنة من العدل والرحمة ومخافة الحق .. وقد جاء الحدث في مطلع عام 2015، اي بعد ثلاثين عاماً ويزيد لقوانين سبتمبر 1983 سيئة الذكر، ومازال الحال هو نفس الحال، جلد للنساء المستضعفات المسنات، بكرباج جلادين هم بإعمار ابنائهم، تستغل الحكومة حوجتهم للوظيفة وللتخديم فتستخدمهم أسوأ استخدام! في اذلال وامتهان لكرامة أفراد ألشعب السوداني.. /div>
    نقلا عن سودانايل
    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/34-0-6-8-3-1-6-8/76462-2015-01-07-20-00-06http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/34-0-6...-2015-01-07-20-00-06
                  

01-13-2015, 08:05 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    قانون سب الصحابة .. بقلم: ناجي شريف بابكر
    الإثنين, 29 كانون1/ديسمبر 2014
    لذلك فالكثير من مثل هذه التشريعات التي تحاصر الرأي طالما أستخدمت عبر العصور القديمة والمحدثة، لخدمة أجندة السلطة الدينية في مواجهة خصومها السياسيين وتصفيتهم، كان أشهر تلك القضايا تكفير الكنيسة لعالم الفلك "جاليلو" وحبسه في داره حتي الموت، لتأتي الكنيسة تتقدم بإعتذارها بعد أكثر من ثلاثمائة عام عن مقتله.. كما حدث كذلك في حق كثير من العلماء والدعاة المسلمين، الذين لم يكونوا علي وفاق مع سلاطين زمانهم.. وكفّر بموجبها الكثير من الصالحين وجري أعدامهم أو نفيهم كأبي حنيفة والبخاري والحلاج والجعد بن الدرهم وعبد الرحمن الكواكبي ومحمود محمد طه.. أقلعت الكنيسة، بعد أن إعترفت بأخطائها، عن سحل العلماء ومحاكمة الرأي، الشئ الذي لا يبدو أنه قريب الحدوث لدي أئمة المسلمين وحكامهم.
    لا يسعنا في الختام إلا أن نتمني علي الله ألا تكون مثل هذه التشريعات في القانون الجنائي، سبيلا آخر علي البسطاء، وفخاً للإيقاع بهم، وسعياً للتضييق والمطاردة لقادة الرأي والإستنارة، أكثر مما نعانيه من تضييق في عصرنا هذا.

    نقلا عن سودانايل
    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/34-0-6-8-3-1-6-8/76121-2014-12-29-18-22-36http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/34-0-6...-2014-12-29-18-22-36
                  

01-13-2015, 08:51 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    تعقيب على مقال داعش تحرج جماعات الإسلام السياسي .. بقلم: عصام جزولي
    الإثنين, 29 كانون1/ديسمبر 2014
    ان المخرج الصحيح من تناقض مفاهيم جماعات الاسلام السياسى هو طرح الاستاذ محمود محمد طه من أن الاسلام كما جاء به محمد (رسالتان) رسالة قامت على أصول القران ومنها أية الاسماح ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) وعندما عجز مجتمع القرن السابع عن الاستجابة لهذا المستوى نسخ بأية الاكراه ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخرولا يدينون بدين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية وهم صاغرون ) هذا النسخ ليس الغاء لمستوى ( الاسماح ) بل هو أرجاء له لحين يجىء وقته لانه لا يعقل أن ينسخ أحسن ما فى ديننا (الاسماح) بما هو دونه (الاكراه ) والله تعالى يقول ( وأتبعوا أحسن ما انزل اليكم من ربكم ) السؤال الذى يتبادر الى الذهن هو من هو الذى يملك صلاحية تحكيم المنسوح ونسخ المحكم ؟ يقول صاحب الدعوة الاسلامية الجديدة انه رجل أتاه الله الفهم عنه من القرأن وأذن له بالكلام وقديما قال السيد المسيح لتلاميذه أحزروا الانبياء الكذبة قيل كيف نعرفهم قال بثمارهم تعرفونهم فسيرة الاستاذ وتلاميذه وكل ما كتبوه مبذول للناس على موقع الفكرة على الانترنت ولا أدرى لماذا تجاهل الاستاذ بابكر مناقشة طرح الجمهوريين كتيار ثالث من جماعات الاسلام السياسى يختلف عن التياران الذين ناقشهما ؟ أعتقد أنه لم يفعل ذلك اما لانه لم يقرا كتب الاستاذ أو أنه لا يرى فى جماعة الجمهوريين جماعة (اسلام سياسى ) أو اعتبرهم من التيار التانى ويتفقون معه فى مسالة الناسخ والمنسوخ كمخرج من الحرج أمام داعش مع أنهم يختلفون اختلافا جذريا معهم ولا يشعرون بأى حرج أمام داعش

    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/34-0-6-8-3-1-6-8/76125-2014-12-29-18-30-00http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/34-0-6...-2014-12-29-18-30-00
                  

01-13-2015, 08:53 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    خروقات الدستور السابقة .. بقلم: شوقي بدري
    الأربعاء, 07 كانون2/يناير 2015
    ولم يكتفي الرئيس لويجي ادوك بما قاله في الاستاذ محمود محمد طه وادان قتله . فلقد قال للنميري في رسالة واضحة ( انا كنت رئيس البلد دي وكنت رئيسك) حتى يعرف النميري بأن الرئيس لويجي لا يساوم وليس متكالب على منصب المحافظ.
    من الاشياء التي تؤلم الانسان هو انه ان الشماليين لا يتصورون ان الجنوبيين خير منهم . نحن الشماليون اللذين عشنا فى الجنوب عرفنا روعتهم , كان الكثيرون خيراً منا فى الدراسه والرياضه ومكارم الاخلاق .

    نقلا عن سودانايل
    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/136-2-4-3-1-7-9-7/76444-2015-01-07-08-06-14http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/136-2-...-2015-01-07-08-06-14
                  

01-13-2015, 08:58 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    حسن الدابي مالَك ساكت؟ .. بقلم: مصطفى عبد العزيز البطل
    الأربعاء, 31 كانون1/ديسمبر 2014
    وأدهشني حقاً ما قرأته للمرة الاولى، عند حسن البطري، منسوباً الى الاستاذ محمود محمد طه: (كل المدفونين في عطبرة من اولياء الله الصالحين، ويجب التبرك بهم، لأنهم شهداء العيش والكفاف)!
    أحسنت يا حسن، وانت توثق لعطبرة، ولقاطرات البخار والديزل. ثم للوابورات الأربعة (الجلاء وكربكان وعطارد والزهرة) اللائي سحقن مشاعر عشاق بني شايق، ذوي القلوب المرهفة. ثم وانت توثق للشعر في الحناجر، وللطنبور في ايادي المبدعين على طول شواطئ النيل، سليل الفراديس.
    نقلاً عن صحيفة (السوداني)

    نقلا عن سودانايل
    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/61-1-0-6-0-1-6-7/76178-2014-12-31-07-33-39http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/61-1-0...-2014-12-31-07-33-39
                  

01-13-2015, 09:02 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    حمور زيادة وجائزة نجيب محفوظ للرواية .. بقلم: د. عماد الدين بشير آدم
    الخميس, 01 كانون2/يناير 2015
    أما الأخوة الجمهوريين فيرون في حزب الأمة حاضنة للفكر السلفي التقليدي المنادي بتطبيق الشريعة الإسلامية وهم يرون أن الشريعة لا تناسب إنسانية القرن العشرين لانطلاقها من فروع الدين وليس أصوله التي تنادي بالعودة إليها من خلال الرسالة الثانية للإسلام كما نادى بذلك الأستاذ/ محمود محمد طه. وفي هذا السياق لم يلحظ الجمهوريون أن المهدي أول من نادى بتحرير الفكر الإسلامي من الإنغلاق في مذاهب محددة بل يدعو لاستصحاب مقتضيات العصر معتمداً على الحضرة النبوية وهي مسألة شهودية تشكل مرتكز إجتهادي للإمام المهدي يغني عن مفهوم التلقي الكفاحي الذي تبناه محمود محمد طه.

    نقلا عن سودانايل
    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/34-0-6-8-3-1-6-8/76244-2015-01-01-19-22-52http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/34-0-6...-2015-01-01-19-22-52
                  

01-14-2015, 05:36 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    عام مضى.. عام أتى.. بقلم: حيدر احمد خيرالله
    السبت, 03 كانون2/يناير 2015

    والحكومة التى تغلق مركز الدراسات السودانية ، ومركز الخاتم عدلان ، وتتقاعس عن تجديد ترخيص ، مركز الاستاذ / محمود محمد طه الثقافي ، وترفض قيام المؤتمر الصحفي للدكتورة ميادة سوار الذهب زعيمة الحزب الديمقراطي الليبرالي ، تعمل بهمة كبيرة ضد اي عمل باتجاه الاستنارة بينما تكيل بالمكيال الاخر ، مع كل جماعات الهوس الديني ومثيروا الفتن ماظهر منها ومابطن ، فهي تراهم يقومون بكل هذه الفظائع ولم يبق لها الا ان تقول لهم ، بوركتم ياإخوة الاسلام !! والاسلام برئ منهما معا..


    نقلا عن سودانايل
    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-19-50-58/1008-7-5-6-4-3-0-2/76306-2015-01-03-09-56-50http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-19-50-58/1008-7...-2015-01-03-09-56-50
                  

01-14-2015, 05:58 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    جوهرة الاستقلال: الحُرِيّة! .. بقلم: بلّة البكري
    السبت, 03 كانون2/يناير 2015
    وبهذه المناسبة نحيي شهيد الفكر الأستاذ محمود محمد طه في الذكرى التلاتين لإغتياله والتي تهل علينا بعد أيام وقد اغتيل على أيدي حكومة عسكرية وطنية كان النائب العام فيها وقتذاك هو راعى حكومة اليوم وعُرّابها. أما من تمّ التعدي على حرياتهم وحقوقهم الأساسية في عهد حكومة اليوم (الوطنية الإنقاذية) فلا يتسع هذا المقال القصير لذكرهم ولو اختصارا. فأين الحُريّة؟ وكيف سكتنا على اغتصابها المتكرر كل هذه السنين، هكذا وفي الغرفة المجاورة؟ وصدق من صاح: "وا خجلتاه"!

    نقلا عن سودانايل
    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/1033-6-9-5-1-7-3-3/76294-2015-01-03-09-35-39http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/1033-6...-2015-01-03-09-35-39
                  

01-14-2015, 08:39 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    ثانياً -ويا للأسف- المؤتمر الوطني الذي كان أمل القوى الإسلامية في السودان وخارجه هو الآن بلا مشروع حضاري، أو مشروع سياسي وطني، أو حتى مشروع إصلاحي محدود. يا دكتور غازي رغم احترامنا لأدبك الجم فستظل من حماة الانقاذ والعجيب في الأمر يا غازي تتكلم عن الإنقلابات وكأن الإنقاذ جاءت محمولة على أعناق الشعب السوداني .. يا أخي الاستحوا ماتوا. غير هذا الأسلوب الخطابي وكان يكون مقبولاً لو أنك اتخذت اسلوب النقد الذاتي والإعتراف بأنكم استلبتم إرادة الشعب ممثله في حكومته الديمقراطي وبعدها فشلتم في إدارة الدولة.. فيبدوا أن نبؤة الاستاذ محمود محمد طه في طريقها للإكتمال.

    [dougokoper]
    نقلا عن الراكوبة
    http://www.sudaneseonline.com/news-action-show-id-179294.htmhttp://www.sudaneseonline.com/news-action-show-id-179294.htm
                  

01-14-2015, 08:52 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    نشرت جريدة "الخرطوم" اليوم 14 يناير الحلقة الأولى من خمس حلقات من مقال بعنوان (الحزب الجمهوري)
    بقلم الكاتب عبده مصطفى
    تناول بالتعليق الحوار الذي أجرته صحيفة التيار مع نائب الأمين العام للحزب الجمهوري الاستاذ عصام خضر.. الكاتب شن هجوما شديدا على الحزب الجمهوري.. ثم وعد بأ يقوم فى الاجزاء التالية من هذا المقال بالإشارة الى بعض الحقائق الخافية عن محمود محمد طه وأفكاره..
                  

01-14-2015, 10:30 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    هل صدقت نبوءة الشهيد محمود محمد طه ..
    منصات ..حرة
    هل صدقت نبوءة الشهيد محمود محمد طه ...؟
    نورالدين محمد عثمان نورالدين
    mailto:[email protected]@yahoo.com
    ( من الأفضل للشعب السودانى أن يمر بتجربة حكم جماعة الهوس الدينى .. وسوف تكون تجربة مفيدة للغاية – إذ إنها بلا شك سوف تكشف مدى زيف شعارات هذه الجماعة ..وسوف تسيطر هذه الجماعة على السودان سياسيا واقتصاديا حتى لو بالوسائل العسكرية – وسوف تزيق الشعب الأمرين . وسوف يدخلون البلاد فى فتنة تحيل نهارها إلي ليل – وسوف تنتهى بهم فيما بينهم – وسوف يقتلعون من ارض السودان إقتلاعاً ...)

    الاستاذ : محمود محمد طه 1977م

    تحدث شهيد الفكر الاستاذ محمود محمد طه فأوجز .. وأوفى .. وأبلغ .. وتنبأ وصدق .. وفضح جماعات الهوس الدينى .. من داخل فكرهم ..فقتلوه ..حقيقة عجز قلمى ان يضيف على ماقال ..الشهيد محمود محمد طه .. هنا سأترك القارئ ..يتأمل تارة فى الواقع وتارة فى هذه الكلمات ...ولنا لقاء ..
    مع ودى ...
                  

01-15-2015, 08:52 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    unti.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

    كتب د. محمد محمد الأمين عبدالرازق:
    البعد الفكري في كلمة الأستاذ محمود محمد طه أمام المحكمة
    January 14, 2015
    نقلا عن (حريات)


    البعد الفكري في كلمة الأستاذ محمود أمام المحكمة

    د. محمد محمد الأمين عبد الرازق

    تمر في الثامن عشر من يناير الجاري، الذكرى 30 لوقفة الأستاذ محمود التاريخية ضد الهوس الديني، وبهذه المناسبة التاريخية سنحاول إلقاء بعض الضوء على كلمته في مواجهة المحكمة (المهزلة) بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، بهدف تفصيل الأفكار التي وردت في تلك الكلمة.. وقد بدأت المواجهة في الأساس من جانب الجمهوريين في إطار التوعية العامة التي كانوا، ولا زالوا، يقومون بها لتصحيح مسار البلاد حتى لا تتورط في السياسات الخاطئة بوحي من الهوس الديني.. وقد خرجت العديد من الكتب في هذا الاتجاه، مثل: بنك فيصل الإسلامي، التكامل، الهوس الديني يثير الفتنة ليصل إلى السلطة..الخ.. فردت السلطة على هذا النقد الفكري بأن اعتقلت كل من يدير ركن نقاش من الأخوان الجمهوريين في الجامعات أو الشارع العام، حتى بلغ عددهم 62 ثم اعتقلت الأستاذ محمود، وكان ذلك في النصف الأول من عام 1983م، وامتد الاعتقال السياسي حتى 19/12/1984م حين أفرج عنهم جميعا..

    وفي أثناء فترة الاعتقال ولغت السلطة حتى أخمص قدميها في الهوس الديني، فأصدرت قوانين سبتمبر 83، مدعية بأنها إنما تطبق شرع الله، ولكن الهدف الحقيقي وراء ذلك الإجراء كان هو استغلال العاطفة الدينية من أجل التأييد الشعبي ومن ثم تأمين السلطة ضد حملة الاحتواء التي كانت تسير على أشدها من جماعة الأخوان المسلمين تحت دعاوى تطبيق شرع الله.. فكأن سلطة مايو، ظنت أنها بسنها لقوانين سبتمبر، قد فوتت على الأخوان المسلمين فرصة تفكيكها من الداخل، بحجة غياب تطبيق شرع الله!! فالصراع في حقيقته كان صراعا سياسيا حول السلطة، يستغل فيه الدين أبشع استغلال، ولا علاقة له بالتدين الصادق في أي مستوى من مستوياته..

    ما إن وصل الأستاذ محمود إلى منزله حتى صرح لتلاميذه: (نحن ما خرجنا لنرتاح)، ثم واصل في اجتماع أمسية نفس اليوم:

    (نحن أخرجنا من المعتقلات لمؤامرة.. نحن خرجنا في وقت يتعرض فيه الشعب للإذلال وللجوع، الجوع بصورة محزنة..

    ونحن عبر تاريخنا عرفنا بأننا لا نصمت عن قولة الحق، وكل من يحتاج أن يقال ليهو في نفسه شيء قلناه ليهو!!

    ومايو تعرف الأمر دا عننا!!

    ولذلك أخرجتنا من المعتقلات لنتكلم، لتسوقنا مرة أخرى ليس لمعتقلات أمن الدولة، وإنما لمحاكم ناس المكاشفي!!

    لكن نحن ما بنصمت!!

    نميري شعر بالسلطة تتزلزل تحت أقدامه فأنشأ هذه المحاكم ليرهب بها الناس ليستمر في الحكم..

    وإذا لم تكسر هيبة هذه المحاكم لن يسقط نميري!!

    وإذا كسرت هيبتها، سقطت هيبته هو، وعورض وأسقط!!

    نحن سنواجه هذه المحاكم ونكسر هيبتها!!

    فإذا المواطنين البسيطين، زي الواثق صباح الخير، لاقوا من المحاكم دي ما لاقوا فأصحاب القضية أولى !!)) انتهى..

    وعلى الفور، كونت لجنة مركزية من عشرة من قيادات الجمهوريين برئاسة الأستاذ سعيد الطيب شايب، لتتولى إدارة المواجهة فأصدرت اللجنة منشور “هذا أو الطوفان” في 25/12/1984م.. وما إن بدأ توزيع المنشور في الشارع العام، حتى اعتقلت السلطة كل من يحمل المنشور، ثم اعتقلت فيما بعد من يحمل الكتب كذلك.. هذا، وقد أطلق سراح بعض الأخوان بعد أن تم اعتقالهم بتصرف فردي من الشرطة لعدم القناعة رغم تنفيذ الأمن الاعتقال، فالتحية لمن وقف هذا الموقف من رجال الشرطة..

    فتحت بلاغات في أول أربعة أخوان تم اعتقالهم وهم: عبد اللطيف عمر حسب الله، محمد سالم بعشر، تاج الدين عبد الرازق الحسين وخالد بابكر حمزة، ونشرت الصحف خبر تقديمهم للمحاكمة، وحدد تاريخ المحاكمة.. وقد قاد الأستاذ محمود مسيرة كبرى قوامها جميع الجمهوريين، بالزي القومي، الجلابية والعمة للرجال والثوب الأبيض للنساء، إلى المحكمة رقم 4 جوار الإذاعة، وانتظرت المسيرة في فناء الموقع بدء المحاكمة لكن أعلن تأجيلها.. وقد كان واضحا أن الهدف من التأجيل هو إضافة الأستاذ محمود، وهكذا ختمت السلطة حملتها باعتقاله يوم 5/1/1985م، وصارت الصحف تكتب بعنوان محاكمة الأستاذ محمود وآخرين..

    وفي يومية التحري، قال الأستاذ محمود للمتحري: “إنه المسئول الأول عن كل ما يدور حول حركة الجمهوريين في داخل السودان وخارجه” وفي رد على نقد المنشور لقوانين سبتمبر، وهل هو رفض للشريعة، قال:

    (إذا في إنسان قال قوانين سبتمبر مخالفة للشريعة، لا يتهم بأنه ضد الشريعة وإنما يفهم أنه ضد قوانين معينة، بل هو يدافع عن الشريعة!! ويمكن أن يسأل عن برهانه على مخالفة تلك القوانين للشريعة!!

    ولكننا نقول: إن الشريعة الإسلامية، على تمامها وكمالها، حين طبقها المعصوم في القرن السابع، لا تملك حلا لمشاكل المجتمع المعاصر، فالحل في السنة وليس في الشريعة!!) انتهى..

    وبهذا التحري، فتح البلاغ ورفعت القضية إلى المحكمة، وكان المستند الوحيد هو المنشور مضافا إليه رد الأستاذ على المتحري..

    رفض الأستاذ محمود التعاون مع المحكمة لأسباب أجملها في كلمته أمام المحكمة:

    (أنا أعلنت رأيي مرارا في قوانين سبتمبر 83، من أنها مخالفة للشريعة وللإسلام.. أكثر من ذلك، فإنها شوهت الشريعة وشوهت الإسلام ونفرت عنه..

    يضاف إلى ذلك، أنها وضعت، واستغلت، لإرهاب الشعب وسوقه إلى الاستكانة عن طريق إذلاله.. ثم إنها هددت وحدة البلاد.. هذا من حيث التنظير..

    وأما من حيث التطبيق، فإن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها غير مؤهلين فنيا، وضعفوا أخلاقيا عن أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية تستعملهم لإضاعة الحقوق، وتشويه الإسلام، وإذلال الشعب، وإهانة الفكر والمفكرين وإذلال المعارضين السياسيين..

    ومن أجل ذلك فإني غير مستعد للتعاون مع أي محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل ورضيت أن تكون أداة من أدوات إذلال الشعب، وإهانة الفكر الحر، والتنكيل بالمعارضين السياسيين) .. انتهى..

    يواصل
    http://www.sudaneseonline.com/?p=172416http://www.sudaneseonline.com/?p=172416
                  

01-15-2015, 08:54 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    يواصل د. محمد محمد الأمين عبدالرازق
    وبالنظر بدقة إلى هذه الكلمة، نلاحظ أنها اشتملت على أربعة محاور :

    1/ مخالفة الشريعة وتشويهها، وتشويه الإسلام وتنفير الناس عنه ثم تهديد وحدة البلاد..

    2/ الهدف من وضعها ليس هو إقامة الدين وإنما هو إرهاب المعارضة بالقهر والإذلال من أجل حماية السلطة وتثبيتها..

    3/ عدم التأهيل لدى القضاة..

    4/ انتهاك حرمة استقلال القضاء من السلطة..

    أولا: المحور الأول:

    جاء في منشور “هذا أو الطوفان” حول مخالفة الشريعة والإسلام ما يلي:

    (فهذه القوانين مخالفة للشريعة، ومخالفة للدين، ومن ذلك أنها أباحت قطع يد السارق من المال العام، مع أنه في الشريعة، يعزر ولا يحد لقيام شبهة مشاركته في هذا المال.. بل إن هذه القوانين الجائرة أضافت إلى الحد عقوبة السجن، وعقوبة الغرامة، مما يخالف حكمة هذه الشريعة ونصوصها.. هذه القوانين قد أذلت هذا الشعب، وأهانته، فلم يجد على يديها سوى السيف، والسوط، وهو شعب حقيق بكل صور الإكرام، والإعزاز.. ثم إن تشاريع الحدود والقصاص لا تقوم إلا على أرضية من التربية الفردية ومن العدالة الاجتماعية، وهي أرضية غير محققة اليوم )..انتهى..

    إن الشريعة في الأساس ليست قوانين عقوبات وحسب، وإنما هي معالجة متكاملة لجميع قضايا المجتمع، فمجرد إظهار الشريعة بأنها عقوبات فيه تشويه للشريعة وفيه إظهار للإسلام بمظهر القصور، ويضاف إلى ذلك أن الشريعة على تمامها وكمالها ليست الكلمة الأخيرة في الإسلام، وإنما هي طرف الدين الذي لامس أرض الناس في القرن السابع، فهي مرحلية لأنها تقوم على الوصاية وقد اقتضاها قصور المجتمع.. ففي مجال السياسة والاقتصاد والاجتماع، لا بد من تطوير الشريعة لتستوعب المستجدات التي أحدثها الزمن.. وإنما يكون التطوير من الشريعة إلى السنة، فالإسلام موعود بأنه سيعود بالسنة، فقد ورد في الحديث: (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء!! قالوا: من الغرباء يا رسول الله!!؟؟ قال: الذين يحيون سنتي بعد اندثارها).. وقد كانت الشريعة في وقتها حكيمة في القمة وقدمت الحلول الناجعة لمشاكل مجتمعها، لكن بمرور الزمن تطور المجتمع البشري وتعقدت مشاكله بصورة لا يمكن أن تعالجها الشريعة، وإنما المعالجات الحقيقية في السنة.. ولذلك فإن أي محاولة لإقحام تلك الشريعة بكل تفاصيلها في المجتمع المعاصر لا تعدو أن تكون تشويها للشريعة وتشويها للإسلام نفسه.. وبوحي من هذا التشويه، وإظهار الإسلام بمظهر العجز والقصور، ينفر الناس عن الدين ويبحثون عن حلول في فلسفات أخريات ترفض الدين جملة كالعلمانية فيكون حالهم كالمستجير من الرمضاء بالنار..

    …………………………….

    (2)

    في آخر لقاء بين الأستاذ محمود والأخوان الأربعة الذين كانوا معه في زنازين الإعدام، سألهم: هل نحن قمنا بأداء الواجب المباشر؟؟ أجابوا: نعم.. فرد عليهم: إذن ترضوا بالنتيجة!! ثم واصل: واعلموا أن ما يريده الله خير ليكم، موتا كان أو حياة!!

    وهذا البعد الروحي في غاية الأهمية، لكل سالك في الطريق النبوي، إذ أن المطلوب دينا في الأساس هو الدفاع عن المستضعفين في الأرض.. وهذا الدفاع يضع المدافع تحت بطش الظالمين، وقد ينتهي به إلى الموت، فيكون موته فداء للمستضعفين، ولذلك ورد التحدي في القرآن: “قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين”..

    سأل الأستاذ محمود محمد طه أحد تلاميذه : هل تدخل سينما ؟ أجاب التلميذ : نعم با أستاذ.. واصل الأستاذ: أي الأفلام أحب إلى نفسك؟ أجاب : الكاوبوي والأفلام الهندية.. ثم سأل: ما رأيك في الفلم الذي ينتهي بموت البطل؟ أجاب التلميذ مستغربا : بطلو يموت !؟ الأستاذ: نعم.. أجاب : والله دا فلم بايخ يا أستاذ!! فضحك الأستاذ ثم قال: إيه رأيك إذا قلنا ليك الفلم البطلو بموت دا، هو الفلم الممتار!! أجاب : كلام غريب!!

    على خلفية هذا الحوار واصل الأستاذ حديثه حول أصل الموضوع فقال ما معناه : الحقيقة إعجاب المشاهدين ببطل الفلم الجيد ناتج من تجويده لدوره، والتجويد ناتج من المعرفة، لأنو عارف المطلوب منو بدقة.. ونحن إذا تحققت لنا المعرفة بدورنا والمطلوب مننا في حياتنا، فإننا نجود دورنا بأكمل مما يفعل بطل الفلم.. لكن الخوف الناتج من الجهل يجعلنا متقاعسين عن أداء دورنا بالصورة المطلوبة إلى أن يأتينا الموت فلا نموت ميتة الأبطال.. فإذا تحققت المعرفة بهذا المستوى، لإنسان فإنه يعيش حياته بطلا ويموت بطلا..

    السؤال هو: كيف نتمكن من تحقيق هذه المعرفة ؟

    إن أول خطوة في هذا الطريق، طريق المعرفة، هي العمل على التحرر من الخوف الساذج، وذلك بتوحيد الخوف في مصدر واحد هو الله.. وبذلك يقع في نفوسنا معنى التحرر من تعدد مصادره لأنها جميعها تحت سيطرة الخالق في الحقيقة، فهو الفاعل الأصلي والوحيد.. قال تعالى: (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها، إن ذلك على الله يسير* لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم.. والله لا يحب كل مختال فخور)

    إن الخوف هو الأب الشرعي لجميع معايب السلوك التي إيفت بها الحياة اليشرية عبر مختلف عصورها.. فالبخل مثلا، سببه الخوف من الموت جوعا، وفي سبيل ضمان الرزق تأتي الحروب والصراعات العنيفة التي تهلك الزرع والضرع والإنسان نفسه، والسبب الأساسي هو الحوف من غير الله.. ومن أجل تأكيد وحدة الفاعل في موضوع الرزق جاء في القرآن: (وفي السماء رزقكم وما توعدون*فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون).. إذن المعرفة بالتوحيد هي المدخل على التحرر من الخوف من أجل التخلص من الصفات الحيوانية في الإنسان وتثبيت الصفات الإنسانية.. ولذلك تجد أن الدعوات الدينية دائما تبدأ بالدعوة إلى التوحيد، لأنه هو الأساس الذى تنبني عليه جميع القيم الفاضلة من الناحية العلمية وكذلك من الناحية العقائدية..

    ويشير الأستاذ محمود إلى أن الإنسان في سباق مع الموت، ولايمكن التحرر من الخوف نهائيا إلا بالاطّلاع على حقيقة ما بعد الموت، فإذا تحققت هذه المشاهدة اليقينية لعابد فإنه ينتقل بالموت كما ينتقل المهاجر من بلد إلى آخر.. ومن هنا يمكن أن نتصور أبعاد البطولة في الموت التي يعنيها الأستاذ محمود في الحوار الذي أوردناه في صدر هذا البحث.. وحول سؤال: كيف يبرر الإسلام الموت؟ جاء في كتاب أسئلة وأجوبة ــ الجزء الأول ما يلي:

    (الموت الحسي ليس، في حقيقته، كما نظنه نحن الآن، وإنما هو ميلاد في حيز غير الحيز الذي نألفه نحن، مثله، في ذلك، مثل ميلاد الطفل في عالمنا هذا، فإنه قد جاء من حيز عاش فيه مدة، و ألفه، و اطمأن إليه، ولم يخطر بباله حيز غيره، ولو خيّر لكره الخروج عنه الى عالمنا هذا كما يكره أحدنا أن يموت الآن.. نحن أيضاً عندما نموت سنجد أنفسنا في عالم خير من عالمنا هذا.. الموت بمعنى الفناء ليس هناك.. فبالموت يغير الحي قشرته فقط ـ يخرج من صدفته التي ظلت تكنه ردحاً من الزمن، وهو يكره مفارقتها لجهله بخير منها ، فالإنسان لا يموت، وإنما يتخلص من القوقعة كما يتخلص أحدنا من الملابس البالية.. وتبرير الاسلام للموت انه سير الى الله ـ سير من البعد الى القرب ـ وهذا لجميع الناس.. “يأيها الانسان إنك كادح الى ربك كدحاً، فملاقيه” ومن ملاقاة الله الموت، لأن به رفع الحجاب “لقد كنت في غفلة من هذا، فكشفنا عنك غطاءك، فبصرك، اليوم، حديد”.. )..

    وفي نفس المصدر “أسئلة وأجوبة ” رد الأستاذ محمود على السؤال: ثمة آيات في القرآن تبخس الدنيا وتصفها بالفناء.. هل يقول الإسلام بالإنكار المطلق لقيمة الحياة؟ بالآتي:

    (الإسلام يقسم الحياة إلى درجتين، بينهما اختلاف مقدار، لا اختلاف نوع : الحياة الدنيا والحياة العليا.. فأما الحياة الدنيا فهي حيوانية، وأما الحياة العليا فهي إنسانية,, فالإنسان، ما دامت مسيطرة عليه صفات الحيوان، خضع لها، أو قاومها، فهو في الحياة الدنيا.. فإذا تخلص من صفات الحيوان، بفضل الله، ثم بفضل المجاهدة المستمرة لدواعي هذه الصفات، فقد أصبح في الحياة الأخرى، أو الدار الآخرة كما يرد عنها التعبير في بعض الأحيان,, وقد جعل الموت الحسي فاصلا بين الحياتين، فلكأنه، ليدخل الإنسان المجاهد لدواعي صفات الحيوان فيه، في الحياة العليا، لا بد له من تجربة الموت الحسي، ولكن الموت المعنوي يحقق طرفا من هذا الدخول، والموت المعنوي يعني أن تسكن دواعي صفات الحيوان في الإنسان تحت قهر العلم في مستوى “علم اليقين” ولذلك فقد قال المعصوم: “موتوا قبل أن تموتوا” يشير إلى هذا الموت المعنوي.. فالحياة الدنيا أو حياة الحيوان هذه، هي التي يشدد القرآن عليها النكير، ويصفها بالفناء، والزوال، ويندب الناس ليزهدوا فيها، ليرتفعوا إلى إنسانيتهم في الحياة العليا ــ الحياة الإنسانية.. فالإسلام لا يقول بالإنكار المطلق لقيمة الحياة، وإنما يميز بين قيم الحياة، ويجعل وكده تسيير الناس إلى الحياة الإنسانية بتزهيدهم، وإزعاجهم عن الحياة الحيوانية، ومعني فناء الحياة الدنيا افضاؤها، رضي الإنسان أم لم يرض، إلى الحياة العليا: “يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه ” ).. انتهى ..

    http://www.sudaneseonline.com/?p=172416http://www.sudaneseonline.com/?p=172416
                  

01-15-2015, 08:56 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    ويواصل د. محمد محمد الأمين عبدالرازق
    (3)

    ورد في كتاب “القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري” للأستاذ محمود وتحت عنوان (لا إله إلا الله) حوار حول الموت في الجزئية الآتية :

    (( وأول الدلائل على أن الدكتور مصطفى لم يرح رائحة اليقين قوله من صفحة 240 : ( لا إله إلا الله إذن لا معبود إلا الله.. ولن يعبد بعضنا بعضا .. ولن يتخذ بعضنا بعضا أربابا ولن نقتتل على شيء وقد أدركنا أنه لا شيء هناك.. ولن يأخذنا الغرور وقد أدركنا أننا خيالات ظل تموج على صفحة الماء ولن نفرح بثراء ولن نحزن لفقر ولن نتردد أمام تضحية.. ولن نجزع أمام مصيبة، فقد أدركنا أن كل هذه حالات عابرة وسوف تلهمنا هذه الحقيقة أن نصبر على أشد الآلام.. فهي آلام زائلة شأنها شأن المسرات.. لن نخاف الموت وكيف يخاف ميت من الموت؟) انتهى حديث الدكتور مصطفى.. وأنت حيث تقرأه يخيل إليك أنه يمكنك تحصيل هذا الإدراك في جلسة واحدة أو في أيام قلائل بعدها تملك الصبر على (أشد الآلام) وما هو هذا الإدراك؟ هو إدراكنا (اننا خيالات ظل تموج على صفحة الماء) وهل نحن حقاً خيالات ظل؟ أم نحن خلائف الله في الأرض؟ (ولن نخاف الموت) يقول الدكتور ثم يردف: (وكيف يخاف ميت من الموت؟) فهل رأيت كيف يرى الدكتور انتصارنا على الخوف من الموت ؟ هو يراه في اليأس من الحياة، وفي اليأس من القدرة على الفرار من الموت.. (وكيف يخاف ميت من الموت؟) والحق غير ذلك فإن انتصارنا على الخوف من الموت إنما يجيء من إطلاعنا على حقيقة الموت، ومن استيقاننا أن الموت في الحقيقة إنما هو ميلاد في حيز جديد تكون فيه حياتنا أكمل وأتم ، وذلك لقربنا من ربنا.. وبالموت تكون فرحتنا، حين نعلم أن به نهاية كربنا وشرنا وألمنا.. قال تعالى عنه: (لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد) وإنما بالبصر الحديد ترى المشاكل بوضوح ، وتواجه بتصميم.. وعندما اشتدت بالنبي غصة الاحتضار وقالت السيدة فاطمة البتول “وا كرباه لكربك يا أبي” أجابها المعصوم : “لا كرب على أبيك بعد اليوم” وقد سمي الله تبارك وتعالى الموت “اليقين” فقال :” وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين” ، “واليقين” أيضاً العلم الذي لا يكاد يكون فيه شك، والذي به تنكشف الحقائق المستورة وراء الظواهر.. وإنما سمي الموت “اليقين” لأن به اليقين، ولأن به يتم اليقين الذي يكون قد بدأ هنا عند العارفين، وإنما يكون بدؤه بالموت المعنوي الذي هو نتيجة العبادة المجودة.. وعن هذا الموت المعنوي قال المعصوم: ” موتوا قبل أن تموتوا” وقال عن أبي بكر الصديق: ” من سره أن ينظر إلى ميت يمشي في الناس فلينظر إلى أبي بكر ” هذا هو اليقين الذي بإطلاعنا عليه لا نتحرر من خوف الموت فحسب، وإنما به قد يكون الموت أحب غائب إلينا..

    وما هو الإدراك الذي به توصل الدكتور إلى مثل هذا القول الذي قاله (وكيف يخاف ميت من الموت؟) إنه من غير شك الإدراك الذي تعطيه العقول لحقيقة الموت – الإدراك الذي يعطيه النظر – هو إدراك قاصر ومخيف.. فإن الموت كما يعطيه النظر العقلي هو عند أكثر الناس نهاية، به تتقطع الحياة وتسكن الحركة ويتصلب البدن، ويعود إلى “تحلل” “ونتن” ويستحيل إلى تراب.. ألم يقل الدكتور نفسه في صفحة 237 (أين كل هذا؟ تحت الردم؟.. انتهى .. أصبح تراباً كان حلماً في مخيلة الزمان وغداً نصبح، أنا وأنت تحت الردم) إن هذا هو الموت كما يعطيه نظر العقول غير المرتاضة، ولكن الموت كما تعطيه حقائق القلوب السليمة والعقول الصافية فهو شىء يختلف اختلافا كبيراً ولا عبرة بالعقول غير المرتاضة بأدب القرآن، فإن علمها ليس بعلم لأنه يقف عند الظاهر، ولا يتعداه إلى بواطن الأمور.. وقد قال تعالى في ذلك: (وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون.. يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون) وهم لا يعلمون اللباب وإنما يعلمون القشور (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا) ولا يكون بعلم القشور تحرير من الخوف.. هذا هو مبلغ علم الدكتور، وهو به يظن أنه (لن يخاف الموت) ويقول في ما يشبه البداهة (وكيف يخاف ميت من الموت؟) ألا ترى أنك قد هونت صعباً، وأرخصت عزيزاً ؟ إني لأرجو أن تحدث مراجعة لأمرك هذا )) .. انتهى..

    في ختام هذه الحلقة، أحب أن أقتطف من آخر حديث للأستاذ قبيل المحاكمة حول دور العارفين في فداء المستضعفين، بأنفسهم من تاريخ السادة المتصوفة..

    قال الأستاذ في ختام مؤتمر عيد الاستقلال في يناير 1985م:

    (أفتكر مؤتمرنا دا لابد أن يؤرخ تحول عملي فى موقف الجمهوريين.. زي ماقلنا قبل كدا: الناس سمعوا مننا كثير، الكلمة المقروءة المكتوبة.. نحن عشنا زمن كثير فى مجالات عاطفية، الإنشاد، والقرآن، والألحان الطيبة، وجاء الوقت لتجسيد معارفنا، وأن نضع أنفسنا فى المحك ونسمو فى مدارج العبودية سمو جديد!!

    الصوفية سلفنا ونحن خلفهم.. كانوا بيفدوا الناس، الوباء يقع يأخذ الشيخ الكبير، الصوفى الكبير وينتهى الوباء.. دى صورة غيركم ما يعقلها، كثيرة هي..

    الجدرى فى قرية التبيب تذكروها؟ كان فى كرنتينه فى القرية لا خروج ولا دخول.. الشيخ الرفيع ود الشيخ البشير أخو الشيخ السمانى مات بالجدرى فى القرية ..

    شيخ مصطفى خال خديجه بت الشريف، هو صديقنا وبزورنا كثير قال: حصلت وفاة ومشيت أعزى.. مر علىّ الشيخ الرفيع، ( أخو الشيخ السماني، شيخ المقاديم الهسع بيعطروا ليكم حلقات الذكر ديل ).. قال لى بمشى معاك..

    قال: مشينا سوا إيدو فى إيدى كان فيها سخانة شديدة.. وصلنا محل الفاتحة واحد قال ليهو يا الشيخ!! المرض دا ما كمَّل الناس؟؟

    الشيخ الرفيع قال: المرض بنتهى، لكن بشيل ليهو زولاً طيب.. قمنا من المجلس وصلنا البيت والسخانة كانت الجدرى!! ومات الشيخ الرفيع ووقف الجدرى..

    السيد الحسن أيضا مات بوباء وانتهى الوباء..

    وفى سنة 1915م الشيخ طه مات فى رفاعة بالسحائى، وكان مستطير بصورة كبيرة وما عندو علاج وما كان بينجى منو زول، الما يموت يتركو بى عاهة.. مات الشيخ طه والمرض انتهى..

    الحكاية دى عند الصوفية مطَّردة ومتواترة، العلمانيين تصعب عليهم ..

    انتو هسع لابد تفدوا الشعب السودانى من الذل والمهانة الواقعة عليهو والجلد..

    واحد من الأخوان لاحظ وقال: القيمة من المسيرة أن تشاهدوا الجلد الواقع.. واحدة من الأخوات قالت : العسكرى شاب والمجلود شيخ كبير والقاضى واقف يستمتع.. وهى مسالة أحقاد وضغائن ونفوس ملتوية تتولى أمور الناس!!

    قد تجلدوا.. ما تنتظروا تسيروا فى المسيرة وتحصل معجزة تنجيكم.. هى بتحصل لكن ما تنتظروها.. خلوا الله يجربكم ما تجربوا الله..

    تعملوا الواجب العليكم، تنجلدوا ترضوا بالمهانة.. ومن هنا المحك البيهو بتكونوا قادة للشعب العملاق.. ويكون فى ذهنكم قول الله تعالى : (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) وآية ثانية: ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه: متى نصر الله؟ ألا أن نصر الله قريب..)

    ما أحب أن تصابوا بخيبة أمل من العقبات البتلاقيكم فى الطريق!!

    ويكون مؤكد، الأمر النحن بنواجهو محتاجين ليهو فى الداخل.. كل أمر يساق ليكم يقويكم وهو عناية من الله ولطف.. ولكن الناس يسوقوا أمرهم بالجد، وكل واحد يدخل فى مصالحة ورضا بالله.. تواجهوا أمركم لتفدوا شعبكم وبعضكم بعض لترتقوا درجات فى واجبكم وعبادتكم.. أمركم قريب ومعنيين بيهو.. انتو محفوظين..

    لكن ماتفتكروا الطريق مفروش أمامكم بالورود!!

    استعدوا فى قيامكم بالواجب المباشر تكونوا دائمى النعمة وموضع نظر الله وعنايتو.. ثقوا بيهو.. إن شاء الله أمركم قريب والله ادخركم للأمر دا..

    وانتو اليوم الغرباء بصورة كبيرة، كل المجتمع السودانى فى كفة والجمهوريين فى كفة!!

    الجمهوريين مطلوبين، الناس الطالبنكم فداية ليكم، وظلماتكم نور.. أنتم موضع عناية، تقبلوا العناية، وسيروا راضيين بالله، بالصورة دى يكون ختام مؤتمرنا)..انتهى..
                  

01-15-2015, 08:57 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    ويواصل د. محمد محمد الأمين عبدالرازق

    4)

    انتهينا في الحلقة الأولي بتقرير حقيقة في غاية الأهمية، وهي أن الدين سيعود بإحياء السنة حسب البشارة النبوية في حديث الغرباء، وليس بالشريعة.. وقلنا إن الشريعة هي طرف الدين الذي لامس أرض الناس في القرن السابع، ولذلك تحتاج إلى تطوير نحو السنة النبوية فيما يختص بالسياسة والاقتصاد والاجتماع، أي الجوانب المتأثرة بتحولات المجتمع مع الزمن.. والسنة هي عمل النبي في خاصة نفسه، وما الرسالة الثانية إلا بعث هذه السنة لتكون شريعة عامة تنظم المجتمع، ففي السياسة الحكم الدستوري، وفي الاقتصاد النظام الاشتراكي وفي الاجتماع محو الفوارق الطبقية التي تقف حائلا دون التزاوج بين الناس..

    والناحية، التي نحب أن نركز عليها، في هذه الحلقة وردت في كلمة الأستاذ أمام المحكمة في قوله عن قوانين سبتمبر “أنها هددت وحدة البلاد”..

    والسؤال هو لماذا هددت تلك القوانين وحدة البلاد!!؟؟

    ورد في منشور “هذا أو الطوفان” حول هذه النقطة:

    (إن هذه القوانين قد هددت وحدة البلاد، وقسمت هذا الشعب في الشمال والجنوب وذلك بما أثارته من حساسية دينية كانت من العوامل الأساسية التي أدت إلى تفاقم مشكلة الجنوب.. إن من خطل الرأي أن يزعم أحد أن المسيحي لا يضار بتطبيق الشريعة، ذلك بأن المسلم في هذه الشريعة وصي على غير المسلم، بموجب آية السيف، وآية الجزية، فحقوقهما غير متساوية ..

    أما المواطن، اليوم، فلا يكفي أن تكون له حرية العبادة وحدها، وإنما من حقه أن يتمتع بسائر حقوق المواطنة، وعلى قدم المساواة، مع كافة المواطنين الآخرين.. إن للمواطنين في الجنوب حقا في بلادهم لا تكفله لهم الشريعة، وإنما يكفله لهم الإسلام في مستوى أصول القرآن ( السنة ( .. لذلك فنحن نطالب بالآتي :-

    1/ نطالب بإلغاء قوانين سبتمبر 1983م، لتشويهها الإسلام، ولإذلالها الشعب، ولتهديدها الوحدة الوطنية..

    2/ نطالب بحقن الدماء في الجنوب، واللجوء إلى الحل السياسي والسلمي، بدل الحل العسكري.. ذلك واجب وطني يتوجب على السلطة، كما يتوجب على الجنوبيين من حاملي السلاح، فلا بد من الاعتراف الشجاع بأن للجنوب مشكلة، ثم لا بد من السعي الجاد لحلها ..

    3/ نطالب بإتاحة كل فرص التوعية، والتربية، لهذا الشعب، حتى ينبعث فيه الإسلام في مستوى السنة (أصول القرآن) فإن الوقت هو وقت السنة، لا الشريعة (فروع القرآن).. قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم : (بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود غريبا، كما بدأ، فطوبى للغرباء ‍‍ قالوا: من الغرباء يا رسول الله ؟؟ قال: الذين يحيون سنتي بعد اندثارها).. بهذا المستوى من البعث الإسلامي تتحقق لهذا الشعب عزته، وكرامته، ثم إن في هذا البعث يكمن الحل الحضاري لمشكلة الجنوب، ولمشكلة الشمال، معا‍.. أما الهوس الديني، والتفكير الديني المتخلف، فهما لا يورثان هذا الشعب إلا الفتنة الدينية، والحرب الأهلية..

    هذه نصيحتنا خالصة، مبرأة، نسديها، في عيد الميلاد، وعيد الاستقلال، ونرجو أن يوطئ لها الله تعالي أكناف القبول، وأن يجنب البلاد الفتنة، ويحفظ استقلالها ووحدتها وأمنها.. وعلي الله قصد السبيل.) انتهى..

    إذن، إضافة إلى الهدف الأساسي من المواجهة وهو فداء الشعب من نير السيف والسوط، فقد كانت ترمي إلى تصحيح التفكير الديني المتخلف الذي يزج بالشريعة السلفية في المجتمع المعاصر، فيشوهها ويشوه الإسلام، وقد أشرنا إلى أقوال الأستاذ محمود للتحري خاصة قوله: “ولكننا نقول إن الشريعة الإسلامية على تمامها وكمالها حين طبقها المعصوم في القرن السابع لا تملك حلا لمشاكل المجتمع المعاصر، فالحل في السنة وليس في الشريعة!!”

    وقد زجت الإنقاذ بفكرة تطبيق الشريعة عام 1990م، وكانت تداعيات هذه التجربة اشتعال الحرب الأهلية في الجنوب وتصعيدها لدرجة المطالبة بانفصال الجنوب، وبالفعل تحقق الانفصال عام 2011م والسبب الأساسي هو الفهم المتخلف للإسلام، وبذلك انفرط عقد الوحدة الوطنية كما تنبأ المنشور..

    إذن لا بد من أن نؤسس لفكرة تطوير الشريعة، ونبين سند الحكم الدستوري الذي يساوي بين الناس في حقوق المواطنة ولا يفرق بينهم بسبب العقيدة أو الجنس أو اللون ومن ثم يتسنى لنا الحديث عن عودة الوحدة بين الشمال والجنوب على أساس متين من ديننا الحنيف..

    لقد أرسي الإسلام المبادئ الدستورية, عندما قرر في أصل أصوله المسئولية الفردية إمام الله.. والمحاسبة يوم يقوم الحساب قائمة في مواجهة الإفراد بصورة حاسمة. قال تعالى:

    (ونرثه ما يقول ويأتينا فردا) وقال:(إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا, لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا) وقال: (كل نفس بما كسبت رهينة) وقال: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره).. وقال في توكيد ذلك : (ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شئ ولو كان ذا قربى)..

    ولما كانت المسئولية الفردية والمحاسبة بهذه الدقة وهذا الشمول, فقد جاء القرآن عندما بدأت الدعوة الإسلامية في مكة بسلسلة من الآيات تقرر بقوة مبادئ الحقوق الأساسية, من حق الحياة وحق الحرية في التصرف لأنه لا يمكن أن يحاسب الإنسان بهذه الدقة ثم لا يعطى حق حرية التصرف كاملة.. اقرأ إن شئت هذه المبادئ في مجموع الآيات المكية التالية, كأمثلة:

    (فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر) (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين) (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي).. والاختلاف الأساسي بين القرآن المكي والقرآن المدني, هو هذه المسئولية الفردية.. فكل آية تعتبر الناس مسئولين مسئولية فردية وتخاطبهم على هذا الأساس فهي مكية وان نزلت في المدينة, وأي آية تفرض وصاية على الناس حتى لو كانت هذه الوصاية من النبي الكريم فهي مدنية, فالاختلاف بين المكي والمدني لا يؤسس على مكان وزمان النزول وحسب..

    إذن، المبادئ الدستورية في المساواة أمام القانون والحرية في التصرف أو حرية الرأي والاعتقاد ثابتة, بنصوص القران المكي وهو قرآن الأصول.. وهذه الحقوق سميت أساسية لأنها لا تعطى ولا تسلب في شرعة العدل, فهي هبة من الله لخلقه، فكل إنسان يولد حي ويولد حر وله مطلق الحق في التصرف بشرط ألا يتعدى على حقوق الآخرين فإذا تعدى تصادر حريته وفق قانون دستوري.. والقانون الدستوري هو الذي يوفق في سياق واحد بين حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة وحاجة الجماعة إلى العدالة الاجتماعية الشاملة..

    هذا هو السند للحكم الدستوري من أصول القرآن, وعندما نزلت هذه الأصول على ارض الواقع في القرن السابع, واستمرت ثلاثة عشر عاما اتضح بالتجربة العملية أن المسئولية الفردية غائبة تماما وان الناس قصر محتاجون إلى مرحلة وصاية لترشدهم حتى يبلغوا مستوى المسئولية.. فهم حين احتمل النبي الكريم كل أذاهم له، وتعذيبهم للمسلمين، لم يتوقفوا وإنما دبروا مكيدة لقتل النبي نفسه والتخلص منه, أي مصادرة حقه الأساسي في الحياة..

    ومن هنا نسخت جميع آيات الحريات ومن ثم نسخ الدستور، وأذن للنبي بالهجرة من مكة إلى المدينة وقررت الوصاية بطائفة من الآيات الفرعية المدنية الناسخة لآيات الأصول:

    (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير, الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله) (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله) إلى أن نزلت سورة (براءة) وجاء فيها (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم)..

    والسبب في هذا التحول الكبير هو حكم الوقت, فلم يكن المجتمع مهيئا لإقامة حكم الدستور، ولذلك فرضت وصاية النبي الكريم على المجتمع كله ووصاية المسلمين على المشركين ووصاية الرجال على النساء.. وهذه التشريعات المعروفة بالشريعة السلفية، كانت حكيمة كل الحكمة فقد رفعت مستوى المجتمع من الجاهلية حيث وأد البنات إلى نور الإسلام في المستوى الذي يطيقونه عن طريق السيف، ولكنها استعملت السيف كمبضع الطبيب لا كمدية الجزار فاستأصلت أمراض مزمنة كعادة وأد البنات.. وبذلك حفظت الحق الأساسي من خلال إيقاف انتهاك حقوق الطفل المتمثل في تلك العادة، ثم حفزت الناس للالتزام بحكم القانون على حساب قانون الغابة الذي كان سائدا، فالعيب كما قلنا، ليس فيها هي- أعني الشريعة- وإنما العيب في العقول التي تحاول إقحامها في زمان غير زمانها وفى مكان غير مكانها..

    إذن الرسالة الثانية ما هي إلا بعث لأصول القرآن المدخرة للمستقبل، وهذا الفهم تفردت به الدعوة الإسلامية الجديدة، وتمت الدعوة إليها تحت قيادة الأستاذ محمود منذ عام 1951م، وليس هناك فرصة للخروج من النفق المظلم الذي ظلت البلاد متورطة فيه في جميع مراحل الحكم الوطني إلا بفكرة تطوير التشريع الإسلامي ببعث آيات الأصول ونسخ الشريعة السلفية.. والحاجة إلى بعث أصول القرآن، برزت في كل الأرض بسبب التصعيد المتزايد من السلفيين للعنف وانتهاك الحرمات باسم الجهاد، ولا يمكن أن تنتهي هذه الفتنة بالعنف المضاد لأنها مسألة تنطلق من معتقدات دينية لا تصحح إلا بفهم من غرفة الدين نفسه يرتفع بالعقيدة إلى المستوى الذي طبقه النبي الكريم في خاصة نفسه، وهو السنة..
                  

01-15-2015, 08:59 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    ويختم د. محمد محمد الأمين هذه الحلقات بـ :
    5)
    )

    لقد تناولنا فيما مضى من حديث وبشيء من التفصيل المعاني التي تدور حولها كلمة الأستاذ محمود، موضوع هذا البحث، وأشرنا في الحلقة الثانية إلى المدرسة التي أهّلت الأستاذ محمود لأن يقوم بفداء الشعب بالصمامة التي شاهدها الجميع، وهي مدرسة النبوة (السنة).. وقد كان الأستاذ محمود يردد بكثرة، ليؤكد أنه ما كتب أفكاره في تنظيم المجتمع أو في المعرفة بالنفس البشرية إلا من أجل أن يأخذ الناس أنفسهم بمنهجية طريق محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وليس هناك فرصة لأن تنصلح أحوال الناس بغير عمل جاد بعلمية في تغيير النفوس نحو إنسانيتها، فإن فاقد الشيء لا يعطيه، و(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) كما ورد في القرآن.. كما أشرنا إلى أن الأستاذ محمود عندما قام بالمواجهة إنما كان يجسد المعارف التي حققها كعلم يقين، وقد أوردنا كتاباته حول الموت، ولم تكن مجرد شجاعة عادية، والشاهد على ذلك، الطمأنينة التي ظهرت في الابتسامة العريضة التي بدت على وجهه على منصة الإعدام..

    وقد بينا في الحلقة الثالثة وبالأدلة القرآنية كيف أن الشريعة السلفية مرحلية وأن عودة الدين مرهونة بإحياء السنة النبوية في مستوى تربية الفرد ثم على مستوى التشريع الجماعي، وأوضحنا مخالفة قوانين سبتمبر للشريعة ومدى التشويه الذي أفرزته تلك القوانين للشريعة نفسها وللإسلام إضافة إلى تنفير الناس عنه ثم تهديد وحدة البلاد، وكان ذلك في إطار حديثنا عن المحور الأول في كلمة الأستاذ..

    ولقد اشتملت الكلمة على ثلاث محاور أخرى هي:

    2/ الهدف من وضعها ليس هو إقامة الدين وإنما هو إرهاب المعارضة بالقهر والإذلال من أجل حماية السلطة وتثبيتها..

    3/ عدم التأهيل لدى القضاة..

    4/ انتهاك حرمة استقلال القضاء من السلطة..

    وهذه المحاور الثلاثة، لا تحتاج إلى مجهود كبير في إثباتها، فنميري استولى على السلطة بانقلاب عسكري ضد مجموعة الأحزاب الطائفية والأخوان المسلمين، وقد كانت تلك المجموعة تعمل على إجازة دستور إسلامي جاهل يلتحف قداسة الإسلام، وقد ناهضه الأستاذ محمود وسماه الدستور الإسلامي المزيف مثلما سمى قوانين سبتمبر بهذا الاسم، وبقيام الانقلاب انتهت تلك المحاولة ودخلت البلاد في حكم عسكري.. وبمعاونة بعض المثقفين تمكنت مايو من إنجاز مشروعات في التنمية الاقتصادية كربط أطراف البلاد بشوارع مسفلتة.. لكن المؤسف أن مايو وقعت في أخريات أيامها في نفس الخطأ الذي قضت عليه عند قيامها، فولغت في الهوس الديني وأعلنت قوانين سبتمبر من أجل أن تستمر في السلطة، بأن تقطع الطريق على جماعة الأخوان المسلمين التي كانت تحتوى مايو من الداخل بقوة تحت ستار تطبيق الشريعة.. وقد كان نميري يظن أن إعلان الشريعة سيجلب له تأييد عامة الشعب فيطيل بقاءه في السلطة، ولم يكن هدفه بأي حال من الأحوال هو إقامة الدين في الأرض.. وفي خطبه كان يتوعد معارضيه بالعقوبات الحدية لإرهابهم حتى لا يجهروا بالنقد الموضوعي فينكشف على حقيقته ومن ثم يفقد السلطة، وقد وصل الحال به أن يتوعد معارضيه بالملاحقة حتى لو اقتضى الأمر مخالفة الشريعة التي يدعيها، فقال في إحدى خطبه: نحاكمهم بالقانون البطال.. ندخل البيوت ونفتش من يشرب ومن يزني، في الخفاء…الخ، وهو يقصد “بالقانون البطال” قانون أمن الدولة إذ أن الالتزام بآداب الشريعة، حسب تصوره هو، سيعطي ثغرات للمعارضة!! فالقضية كلها صراع سياسي حول السلطة لا علاقة له بالتدين الحقيقي مطلقا، سواء كان ذلك من جانب نميري أو من جانب الأخوان المسلمين..

    والحاكم العسكري، أصلا طالب سلطة وهو باستمرار يعمل كل ما في وسعه من أجل الاستمرار في السلطة، فالنفس البشرية تستلذ بالسلطة بأكثر مما تستلذ بأي شهوة أخرى.. وقديما قال الشاعر:

    يقولون إن سعدا شكت الجن قلبه وما علموا أن سعدا لم يبايع أبابكر

    لقد صبرت عن لذة العيش أنفس وما صبرت عن لذة النهي والأمر!!

    وقال الفيلسوف أرسطو: السلطة تفسد عقول الحكام حتى لو كانوا أفضل الناس!! وتكون الفتنة أوسع وشرها مستطيرا إذا وجد الحاكم فئة من الناس تزين له باطله وتمد له في غفلته كما حدث من بعض أدعياء التصوف في أخريات مايو..

    أما محوري عدم تأهيل القضاة، وتنكر محاكم مايو لحرمة القضاء المستقل، فأيضا لن نحتاج لبذل مجهود في توضيحهما، فقد أغنتنا المحكمة العليا عن ذلك عندما أبطلت عام 1986م جميع الأحكام التي صدرت في حق الأستاذ محمود والجمهوريين، في القضية المشهورة التي رفعتها الأستاذة أسماء محمود والأستاذ عبد اللطيف عمر حسب الله، ونكتفي بإيراد طرفا من الحيثيات التي ساقتها في تبيين هذين المحورين:

    ( أما ما ترتب على ذلك من أحكام بالإعدام فقد ألغيت في مواجهة جميع المحكوم عليهم فيما عدا والد المدعية الأولى.. ورغم ما شابتها من مخالفات للقانون والدستور، فقد أصبحت حقائق فى ذمة التاريخ، تقع المسئولية عليها سياسية فى المقام الاول )!!

    وحول تهمة الردة جاء في الحيثيات : ( ولعلنا لا نكون فى حاجة الى الاستطراد كثيراً فى وصف هذا الحكم فقد تجاوز كل قيم العدالة سواء ما كان منها موروثا ومتعارفاُ عليه، أو ما حرصت قوانين الإجراءات الجنائية المتعاقبة على النص عليه صراحة، أو انطوى عليه دستور 1973م” الملغى ” رغم ما يحيط به من جدل.. ففى المقام الاول أخطأت محكمة الاستئناف فيما ذهبت إليه من أن المادة 3 من قانون أصول الاحكام لسنة 1983م كانت تتيح لها أو لأى محكمة أخرى توجيه تهمة الردة ).. هذا وقد أوضحت المحكمة سبب الخطأ وهو أن المادة 70 من الدستور ” الملغى ” تنص على ( لا يعاقب شخص على جريمة ما إذا لم يكن هناك قانون يعاقب عليها قبل ارتكاب تلك الجريمة ).. وحول هذه النقطة قالت المحكمة : ( ومؤدى ذلك أنه ما لم يكن هناك قانون يجرم الفعل وقت ارتكابه فإنه لا مجال لاعتبار الفعل جريمة، والقانون هنا هو التشريع رئيسياً كان أو فرعياً )!!

    وتواصل المحكمة العليا: ( على أن محكمة الاستئناف لم تكن عابئة، فيما يبدو، بدستور أو قانون، إذ أنها جعلت من إجراءات التأييد التى ظلت تمارسها المحاكم المختصة فى سماحة وأناة، وبغرض مراجعة الأحكام مراجعة دقيقة وشاملة، محاكمة جديدة قامت عليها المحكمة بدور الخصم والحكم مما حجبها، حتى بفرض صحة توجيه تهمة جديدة فى هذه المرحلة فى أن تعيد الاجراءات مرة أخرى لمحكمة أول درجة لإعلان المحاكمة بموجب التهمة الجديدة، وذلك فيما تقضى به المادة 238 هـ من القانون، أو أن تتجه إلى سماع المحكوم عليهم بنفسها وفاء بواجبها فى ذلك بموجب المادة 242 من القانون ذاته )!!

    وتواصل ايضا : ( ومهما يكن من أمر النصوص القانونية فإن سماع المتهم قبل إدانته مبدأ أزلى لم يعد فى حاجة الى نص صريح بل تأخذ به كافة المجتمعات الانسانية على اختلاف عناصرها وأديانها، باعتباره قاعدة مقدمة من قواعد العدالة الطبيعية )..

    وحول بيان نميرى عند التصديق على الحكم جاء فى الحيثيات : ( هذا ما كان من أمر ما تم باسم القضاء، أما ما صدر من رئيس الجمهورية السابق عند التصديق على الأحكام فإنه يكفي لوصفه أن نقرر: أنه مجرد من أي سند في القوانين والأعراف، ولا نرى سبباً للاستطراد فيه بأكثر من ذلك لما فيه من تغول على السلطات القضائية، فقد كاد أن يعصف بها كلها !!).. انتهى..

    في الختام نحب أن نؤكد بصورة حاسمة، أن أي محاولة لتطبيق الشريعة السلفية في واقعنا المعاصر من غير تطوير، على النحو الذي أسسته الدعوة الإسلامية الجديدة، لن تقدم إلا تشويها للشريعة وللإسلام.. ولذلك نحن ندعو شباب هذه البلاد لأن يقبلوا على دراسة هذه الدعوة من مصادرها الأساسية على خلفية تجربة الإنقاذ في الحكم التي فتتت وحدة البلاد، وأذاقت الشعب جميع مرارات الحكم الشمولي من إقصاء وفصل تعسفي وتشريد للشرفاء ثم الضرب بالرصاص على من يتظاهرون من أجل حريتهم وكرامتهم.. ونقول للذين نفرتهم التجربة من الدين، فاستبدلوه بالعلمانية، نقول لهم: العلمانية كفلسفة خاطئة إضافة إلى أنها تتناقض مع محبة الشعب للدين، ولذلك فإنكم بصنيعكم هذا قد تركتم ميدان الدين خاليا للهوس الديني ليتمكن أكثر، وفي هذا الاتجاه خيانة للشعب وهروب من الميدان، فحال السودان لن ينصلح بالعلمانية وإنما بالفهم المستنير للإسلام، فلا تضيعوا وقتكم فيما يضر ولا ينفع..
                  

01-15-2015, 08:54 AM

ود الباوقة

تاريخ التسجيل: 09-21-2005
مجموع المشاركات: 47163

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    اخي عبد الله

    ادعو للرجل بالرحمة والغفران

    هذا الكلام لن يفيده مطلقا

    وشكرا
                  

01-15-2015, 09:01 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: ود الباوقة)

    الشهيد محمود وقفة تأمل.
    01-26-2014 10:03 A
    بسم الله الرحمن الرحيم
    عبر الشهيد محمود برزخ الرغبات الخاصة، والشهوات المفتوحة علي إمتلاك كل المُغريات، والغرور الذي ينتاب اصحاب المواهب والقدرات الفذة. ليصل الي بر التواضع والأمان، وتقديم العام علي الخاص، والأصح ذوبان الخاص في العام وإختلاطهما و سيادة العام وطغيانه. ومن ثم سيطرة المصلحة العامة علي إنشغالاته وتفكيره، معظم سني عمره الباذخ. لتسم إسهاماته، وتعلن عن حضوره الطاغي علي مدار التاريخ السوداني الحديث. و الشهيد محمود في إجتيازاته لمطبات الأنانية والإرتهان لطموحات النفس الصغيرة، إستطاع أن يستوعب الآخر ويمنحه قيمته (سأله احد الحاضرين: انت ياعم يونس" يونس الدسوقي صديق للأستاذ محمود" اكتر حاجة عجبتك في الاستاذ محمود شنو؟! صمت للحظة، وكأنه يفكر بعمق، ثم قال: الخلاني موله بحب محمود، مقدرته غير العادية على اشعار كل انسان بي قيمتو الانسانية.. بعاملك على أساس انك حر، ويحترمك، مهما اختلفت معاه!! من مقال للدكتور القراي، في ذكرى الاستاذ محمود: سلام على يونس الدسوقي في العالمين)، لدرجة تشعر فيها، أنه لا يوجد آخر في عرف ونفس الشهيد محمود! بمعني أن الجوهر لديه واحد، وهو إنتماء كل المخلوقات لخالقها، وبهذا المعني، تصبح الإختلافات مجرد تفاصيل صغيرة، لا تؤثر علي النظرة الكلية الحكيمة، والعقل المتفتح و الروح الشفافة الطاهرة، والمستوعبة ليس للآخر فقط! ولكن لكل الأشياء! أي إستطاع الشهيد محمود وعبر مجاهداته وصبره وحبه لسلك طريق الله، أن يعبر بنفسه الي مرحلة الإتزان الداخلي، أي التصالح مع النفس ومع الأشياء من حوله( حادثة الشخص الذي يتحدث عنه بالسوء وبلوغه خبره، ولكنه يتجاوز ذلك ويجزل له العطاء، "نفس المادة السابقة للدكتور القراي" وكذلك حادثة منعه قتل العقرب التي روتها إبنته أسماء). وانعكس ذلك، ليس علي السلوك الفردي، الذي إتسم بالتواضع والزهد والتسامح، والتسامي علي كل هواجس النفس وغرورها ونزواتها! ولكن تمظهر بصورة جلية في حبه، للحقيقة وللفقراء والمساكين، وتسامحه مع الخطاءين والهمازين والمشاءين بين الناس بنميم! وذلك ليس علي مستوي القول، ولكنه أردف ذلك بالعمل. فشرع من فوره في السعي بكل جد، وما أوتي من قوة المعرفة ومهارة التواصل وسلطة الأخلاق العالية، علي أتباعه وتلامذته ومريديه، في الدعوة والعمل علي تبسيط العادات الإجتماعية، كأكبر مصدر إرهاق وتعقيد للمجتمع السوداني الفقير! وذلك ليس عبر الدعوات الفطيرة التي ميزت بعض هذه الرغبات، والتي لم يرافقها الإخلاص والجدية والنفس الطويل، لتسقط أمام إختبارات الواقع!! ولكن عبر التعليم والتأصيل، أي عبر تخليص العقيدة التي يعتنقها معظم أفراد المجتمع، مما لحق بها من مُمارسات أضرت بها وأضعفت سلطتها المعنوية. وحولتها من عقيدة تهدف الي ترقية الروح وتهذيب الوجدان والسلوك ومعرفة الله عن علم ومحبة. الي قيود مادية وجسدية صلبة، تقهر الأنسان وتستعبده، بدلاً من أن تحرره وتمنحه الكرامة، وتدفع به الي مراقِ التطور والتقدم! وكنموذج لذلك رؤيته لمسألة الزواج، والعادات السلبية البذخية المُصاحبة له، والمُستفزة لوضع الفقراء وهم غالبية المجتمع! وكذلك الأضحية وغيرها من الإهتمامات التي قدم فيها الحزب الجمهوري، رؤية مُتحضرة ومستنيرة، وقبل ذلك رحيمة بالمجتمع وأحواله!! ولم يتوقف دوره عند ذلك الإسهام، ولكنه سعي بجد وإجتهاد وصدق، لتبصير المجتمع السوداني وتعليمه وتنويره، كخطوة أساسية وكمقدمة لابد منها، لتحريره من قيود الفقر والجهل والمرض والظلم والإستغلال! الذي ظل أسيرا لها طوال تاريخه، سواء من جانب المستعمر، او من جانب بعض النخب السياسية، والطُغم العسكرية المُشبعة بالجهالات والضلال والتهور!! بتعبير آخر، سعي الشهيد محمود لتخليص القدر، من مسؤولية هذا التراجع والتردي والفقر والإهانة! برد هذه النتائج والظواهر لأسبابها الأساسية، أي إساءة إدارة الدولة وقبل ذلك سوء من أدارها!! والخلاصة، إن الشهيد محمود كان إنسان صاحب رسالة، لتغيير المجتمع وتخليصه من مُعيقات تقدمه، والدفع به نحو التطور والإزدهار والحضارة. وذلك ليس كواجب ثقيل الوطأة، ولكن كإستعداد داخلي لا يكتمل بدره أي تماسكه وإستقراره، إلا بعد رؤية الشعب والعقيدة، وهما في مكانتهما التي يستحقانها، كمبرر للوجود علي الأرض، وتاليا الإستخلاف فيها وتعميرها وإدارتها بالحسني، حتي إنتهاء دورتها، من وجهة النظر الدينية، التي كان يعمل من خلالها، وأدي رسالتها علي أكمل وجه، ونحن من الشاهدين. وهذا الجهد الإنساني الخارق والأمين لم يذهب سدي، سواء من خلال الإرث الأخلاقي والقيمي والفكري الذي تركه، او من خلال طاقة القبول الهائلة، التي تمتع بها. فالشهيد محمود كان من طينة البشر، الذين يفرضون محبتهم وقبولهم وإحترامهم علي الآخرين، وبل ويشعر الآخر ليس بحبه فقط، ولكن بالتضاءل في حضرته و وحضرة تاريخه المُشرِّف والمُشبع بالتماسك المبدئي، وإيمانه بما يقول ويفعل، حتي توج ذلك بمقتله التراجيدي، الذي أعاد للذاكرة مأساة محاكم التفتيش وخيال الأساطير الغريبة، في الزمن الحديث!! بمعني أن حب الشهيد محمود أصبح مسألة قدرية وإجبارية، لكل من ألقَ السمع وهو شهيد، او لمن تمتع بأي قدر من الحس الإنساني او الحرية او النزاهة او الكرامة او الحكمة! أي أن الذين يكرهونه ويشككون فيه ويشهرون بسيرته ويتهمونه بما ليس فيه! مرد ذلك يعود إما لغشاوة في أبصارهم او مرض في قلوبهم او ضلال وإنحراف في فهمهم! او ربما لمصالح تدفعهم دفعا، لنكران ضوء الشمس في رابعة النهار! أي غمط الآخرين حقوقهم!! أي أن العيب فيهم وليس في الشهيد الإنسان محمود. بهذا المعني، يجوز أن يختلف أي شخص مع الشهيد محمود، سواء في أفكاره او في أداءه السياسي والوطني، ولكن ما لا يقبله الضمير السوي والخلق الكريم، هو التنكر لبساطته وصدقه وحبه للخير للإنسان مطلق إنسان وللأشياء، ورغبته الصادقه في تطوير البلاد وأهلها علي المستوي المادي والروحي. ولكن هذا بدوره لا يمنع الإختلاف في تقدير حجم ذاك الدور ومدي تلك الرغبة. ولكن المؤكد وفي كل الأحوال، أن أفعاله كانت علي مستوي أقواله، حتي ولو كان ثمن ذلك روحه الطاهرة، وتاليا لا مكان للمزايدة او التشكيك في مبدئيته وإتساقه، علي الأقل في آخر لحظة من عمره، وهو يموت علي حسن الخاتمة المبدئية، ويا لها من ميتة تحكي بلسان الحال والأفعال، عن العظمة التي جسدها هذا الإنسان النبيل. ومع التأكيد علي الدوام أن سلطته الأخلاقية العالية، وطاقته التأثيرية النفاذية الكاسحة، لا تلغي بأي حال من الأحوال، الإختلاف معه او توجيه النقد له ولأفكاره، بمعني يجب الفصل بين الرأي في مردود إنتاجه الفكري والسياسي وحتي الأخلاقي، وبين الإحترام المستحق الذي يجب أن يعطي له. وذلك لأن الخلط بينهما، هو ما جعل التعامل مع شخصيته ومنتوجه، أمر بالغ الحساسية، ويثير إنزعاج وأحيانا غضب الإخوان الجمهوريين، وهم بدورهم إمتازوا بالخلق القويم وسلامة الطوية والسلوك، مما جعل أمر تناول شخصية الشهيد وأفكاره يزداد صعوبة وتعقيد!
    عن الحزب الجمهوري:
    ذكرت في مادة سابقة أن (الفكرة الجمهورية/ الحزب الجمهوري، هو حركة إصلاحية إجتماعية، أكثر من كونه حزب سياسي كامل القسمات، والدليل بعد الضربة التي تعرض له بمقتل الشهيد محمود، آل الحزب الي مجرد نشاطات موسمية، وإجتهادات فردية، تميل للجانب الفكري أكثر من ميلها للجانب السياسي التنظيمي!)، والسبب في ذلك الضعف الحزبي مركب، من ناحية يرجع لعلة العلل في أحزابنا السياسية الوطنية، التي عانت منها تاريخيا وبإختلاف إتجاهاتها ومسمياتها تقليدية أكانت أم حديثة!! وهي غياب النهج الديمقراطي في إدارتها وممارساتها الداخلية، كجزء من غيابه عن البيئة العامة! هذا من ناحية، ومن الناحية المُقابلة، السيطرة المُطلقة لل الزعيم/ الرئيس/الأمام، وأيضا كإمتداد للنظام الأبوي الذي يحكم الواقع السوداني! وكان المرجو أن يكونوا هم أحد أدوات التغيير، وليس التكريس لذلك الواقع المُجافي للديمقراطية والتداول السلمي للسُلطة! ولكن بما أنه واقع أوصلهم لتلك القيادة، لذا يصعُب عليهم تغييره او إمتلاك الرغبة الصادقة في تغييره! بمعني، هم والواقع وجهان لعملة واحدة، محصلتها الفشل في إحداث التغيير المنشود! ولو أن هذا الأمر لا ينطبق علي الأستاذ محمود تماما، إلا أنه للمُفارقة يمثل السبب الآخر فيما يعاني منه الحزب الجمهوري! وذلك ليس كرئيس لحزب سياسي محكوم بأدوات السياسة ولغتها وممارساتها، ولكن لكونه متعالٍ علي السياسة! بمعني أنه مُجدد او مُجتهد بشكل مُغاير في الدين. والأكثر تعقيدا في الأمر، أن إجتهادته تستند علي المنهج التأويِّلي، ذو الجذور الصوفية، وتاليا غير محكوم بضوابط لا سياسية و لا معرفية محددة، وذلك بسبب إعتماده علي قدرات الشخص صاحب التأويِّل، ومجاهداته ومرحلته في درب السالكين. وكل ذلك غائب عن لُغة السياسة اليومية، التي تتعامل مع ظواهر ووقائع مادية علي الأرض، ولذلك يصعُب علي المُنتج التأويِّلي، الإحتكام لأدواتها ومعارفها وخبراتها مهما بلغت درجة تطورها! بمعني، أن الأستاذ في طريقه للتجديد او إضافة إجتهادات غير مطروقة، إنطلق من داخل النص الديني الي الخارج(سياسي فكري إجتماعي...الخ) وهو إنطلاق يمتنع علي السياسة! بمعني إزاحة السياسة الي الهامش، ليشغل المتن، التجديد او السلطة الدينية بكل قداستها وتعاليها ولا نقديتها! وذلك بالعكس من مفكرين آخرين، حاولوا أن يستفيدوا من المعارف الحديثة بمناهجها المتعددة، في التعامل مع النص الديني، وتاليا التعامل معه علي أساس تاريخي، فيما يلي البشر ومصالحهم ودرجة تطورهم وطاقة تحملهم، أي بالتوافق مع المراحل التاريخة السابقة واللأحقة. وعلي أساس مطلق فيما يخص الذات الإلهية ومسائل الغيب والأنبياء كبشر مخصوصين بمقدرات خاصة وغيرها، ومنهم محمد أركون ونصر حامد ابوزيد وغيرهم، بإختلاف درجة وزاوية تناولهم او كجزء من مشروعهم الفكري. بمعني، أن إجتهادتهم او رؤيتهم خاضعة للمنطق والتقييم او التعامل معها من خلال المناهج الحديثة ذاتها، بمعني أوضح أنها أفكار، يمكن أن تنتقل الي حيز السياسة وبأدواتها ولغتها، وتاليا يمكن إخضاعها للإختبار، او الرفض و القبول بعين المصلحة المتحققة منها لأ غير! أي معيار الفشل والنجاح مرتبط بالإنجاز علي الأرض. مع أن الغاية في كلٍ واحدة، وهي السعي بجد لمواكبة العصر والإنطلاق الي الأمام، او علي الأقل عدم العيش خارج التاريخ، الذي يحكم الجميع رغم أنوفهم.
    وعلي الرغم من مرونة المنهج التأويِّلي، وقابليته للتعايش مع ظروف أي عصر وفي كل مكان، وتقبله بسهولة لأي تغيرات محيطة، وبسرعة إستيعابها داخله. إلا أن ما يعيقه هو تفلته علي الإنضباط السياسي وإرتهانه للفرد صاحب التأويِّل! وتاليا يصبح الفرد هو الحزب والفكرة والضمير، وعندها يصبح الإنتماء للحزب، يمر عبر الإنجذاب والإستلاب بواسطة القائد الملهم المجدد المفكر! أي يحدث نوع من الإلتصاق بين الفرد والحزب لدرجة يصعب الفصل بينهما، او يصبحا حالة واحدة! وإذا ما صح ذلك علي الحزب الجمهوري! فهو يعني بالتحديد أن الحزب الجمهوري، هو حزب طائفي بإمتياز، يدور في فلك شخص واحد او أفكاره لا فرق! بمعني أن الأعضاء خاضعون لسلطة عليا، تؤثر في آراءهم وحرية إختياراتهم! بتعبير آخر، إن الطائفية هي المظهر السياسي للطريقة الصوفية، التي تستمد وجودها وإستمرارها وبقاءها وقوة دفعها، من رئيس الطريقة او منتجاته وآثاره، أي حتي لو مات يظل يحكم مسارها!! وهذا قد يُفسر بشكل او بآخر، غضب وحنق الأخوان الجمهوريين علي الطائفيات الأخري( أمة/ أنصار او اتحادي/ختمية)! علي أعتبار أنها صورة متخلفة عنهم، او نُسخة مُتأخرة مقارنة بالطائفة الجمهورية، الأكثر تأهيل علمي وثقافي ومادي! أي كأنها تمثل الجانب المظلم من شخصيتهم الحداثية، او كعقدة لا يستطيعون التخلص منها! وتظهر علامات الطائفية علي الجمهوريين، ليس في شدة تعلقهم بأستاذهم وتراثه فقط، ولكنها تفتضح أكثر في حالات التصاهُر الواسعة التي تربط بينهم، ولا يعني ذلك رفضهم التصاهر مع الآخرين، ولكن لتفشي الزواج بينهم بصورة تكاد تكون مُغلقة، وإحتمال ذلك يرجع للتقارب الفكري والوجدني بينهما. وأيضا من علامات الطائفية، متانة العلاقات الإجتماعية التي تربط بينهم، مقارنة ببقية أفراد الشعب او المجتمع، بمعني أن الآصرة الجمهورية أكثر متانة من الآصرة الوطنية او المجتمعية لو جاز التعبير(مؤكد أنها ملاحظات لا تعتمد علي إحصائيات). والخلاصة، إن الحزب الجمهوري بحالته الراهنة، وكما كان تاريخيا يعاني من طغيان الجانب الديني، بغض النظر عن تمظهراته(فكرية إجتماعية أخلاقية) او غيرها، علي الجانب السياسي! أي ممارسة السياسة بأدواتها المُتعارف عليها، وليس بالتعالي عليها، بتغليب الجانب الأخلاقي القيمي الإنعزالي!!
    عن الأفراد او التيارات المؤثرة علي الشهيد محمود:
    ذكرت سابقا أنه يجب الفصل بين الرأي والإحترام، الموجهان تجاه الأفراد والأفكار او الممارسات، وخير من يقوم بذلك هو الدكتور حيدر إبراهيم علي، وفي مقالته المعنونة ب(محمود محمّد طه والمثقفون: شرف الكتابة ونبل الوفاء) ذكر بالنص(الاستاذ محمود:"في الحقيقة لا يوجد مفكرون بالمعني الذي كان لهم أثر علي حياتي.ولكن هناك أصحاب مناهج هم الذين تأثرت بهم وهم النبي..والغزالي..فلقد اتبعت المنهاج ورأت شيئا قليلا..شذرات من هنا وهناك ولهذا لا أقول بتلمذتي علي مفكر معين".(ص1037).فهو لا يذكر حتي إبن عربي،وهذا وضع غريب علي مجدد صاحب رسالة للإنسانية جمعاء. وهذا موقف طبيعي في التبرير،لأن الاقرار بأثر السابقين ينسف "فكرة الفهم الجديد للإسلام"محور الكتاب،بل مرتكز الاستاذ نفسه في اثبات تفرده وجدته.) وحقيقة مسألة الأثر والتأثر، والأصح عدم الإعتراف الصريح بأثر الآخرين عليه، كجزء من سلوكه المُعلن والواضح. يسبب أرق لضمير الإتساق والمبدأ اللذان عُرف بهما، ويُحدث قليل من التشويش علي الصرح الإتساقي المبدئ الذي شيده طوال حياته، ولن بالتأكيد لا يقدر علي المساس بهيكل ذاك الصرح. ولكن من شأن الوضوح في هذه المسألة، أنه يضيف مردود أكثر ألقا لمسيرته المبدئية الإتساقية الظافرة. وفي الحقيقة الأثر الذي تُرك علي الشهيد محمود، ليس من جانب الأقدمين فقط، ولكن حتي من جاتب المنجزات الحديثة والغرب بالتحديد، وما موضوع الإشتراكية والمساواة والحد الأدني والأعلي للإجور ...الخ، إلا نماذج بسيطة لعُمق الأثر الذي طبع منتجاته، او إنغماسه في راهنه والمحيط الذي يحيط به سواء أكان خارجيا او داخليا! كما أن مفهوم التجديد نفسه يشير من طرفٍ خفي، الي أن هنالك قديم تم تجاوزه، وتاليا يعني الإطلاع عليه وهضمه ومن ثم تجاوزه، وإذا كان كل هذا لم يكن أثر؟ فما هو الأثر؟! وعموما عمليات التجاوز والإضافات والإجتهادات، ليست حكرا علي احد او زمان او مكان مححدين! او أن بابها قفل ببروز شخص مجتهدد او مجدد معين، مهما أوتي من قدرات اوإمكانات وحظوظ وتسهيلات. لأن ذلك جزء من حركة الحياة ومسيرة التاريخ، ولن يتوقف إلا بتوقفهما! والخلاصة هنالك عدم وضوح في هذه الناحية، ولكن تبرير دكتور حيدر بأن الإقرار بأثر الآخرين ينسف فكرة التجديد، أعتقد أنه غير صحيح، أولا لأنه جدد وإجتهد وأضاف لمكتبة الإجتهاد التاريخية إضافات هامة وغزيرة، بمعني أن ذكره او عدم ذكره لمن أثر فيه او تأثر به، لا ينفي قيامه بعملية التجديد، لأن تجديده أصبح أثر واقع علي الأرض. ولكن يُمكن القول أن ذكره الآخرين، يمكن أن يُشركهم في الفضل او الإنجاز، مما يُقلل دائرة التركيز عليه بصورة حصرية! وثانيا هنالك كُثر قرأوا لكبار المتصوفة وتتلمذوا علي أيدي بعضهم وهضموا آثارهم وعاشوها وطبقوها، سواء إعترفوا بذلك او لم يعترفوا، إلا أنهم لم يكونوا مجددين. بمعني أن للتجديد رجاله وأدواته والإستعداد المُسبق للقيام به، وكلها شروط تنطبق علي الشهيد محمود، والأهم أنه لم يكتفِ بذلك، ولكنه أداه بكل جدية وإجتهاد وصدق وتضحيات عظيمة. والمحصلة أن تجديده أصبح واقعا معاشا، ولا يمكن نفيه او إلغائه بذكر او عدم ذكر المؤثرات الأخري! ولكن يقع العبء في توضيح هذه المسألة، علي عاتق الإخوان الجمهوريين، الذين كانوا لصيقين به، وأدري بملابسات تلك الجزئية من حياته. وهذا إذا لم يكن من جهة إحقاق الحقائق وتوضيح المخفيات، فأنه يصبح ضروري وواجب مُلح، إذا ما ربطناه بلوم الجمهوريين للمثقفين والساسة السودانيين، بغمط الشهيد محمود حقه من الذكر والأثر، الذي تركه علي التاريخ السوداني المُعاصر. لأنك إذا طالبت الآخرين بذكر أفضالك، فمن باب أولي أن تذكر أفضال وآثار الآخرين عليك! وهذا الأمر يزداد إلحاحا إذا ما خص جانب الجمهوريين بالذات، بوصفهم أكثر الجماعات السودانية، تمسكا بالأخلاق، ورعاية لحقوق الآخرين، وتهذيبا في التعامل، سواء مع الشأن العام او مع المتعاملين داخله.
    عن مقتل الشهيد محمود:
    المُلابسات والأجواء المُحيطة بتلك الفترة، والموقف الشجاع والواضح للشهيد محمود، وتحديه لتلك الأجواء المُكفهرة، وغضبة عسكري مغرور يفيض جهالة وتجرد من المروءة والوطنية، ومنافسة تنظيم أقل قامة ومبدئية ومقدرة، من سطوة الشهيد محمود المعرفية والأخلاقية. كل ذلك يدلل علي أن إعدام الشهيد محمود كان مُجرد تصفية حسابات سياسية! وحسم لمُنافسة غير شرعية وغير متكافئة، بين مُصلح إجتماعي وديني، يرتكز علي حس إنساني وأخلاقي عالٍ، وتدلل كل المؤشرات وتاريخه النضالي الطويل، علي رغبتة الصادقة ومساعيه الإصلاحية الفاقع لونها والسارة للناظرين، للدفع بمجتمعه الي عليين. وبين عسكري مُغيب سياسيا ومعرفيا وأخلاقيا! ومن خلفه جماعة، تستمد وجودها وحضورها، ليس من قدرتها علي تقديم برامج او مشاريع تفيد الشعب والوطن! ولكن من الإفتئات علي حقوق المواطنين والتغول علي الدولة والسلطة! أي من قبل جماعة تميزت طوال تاريخها، بالإلتواء الشرعي والإقتصادي والأخلاقي، وبالأخص زعيمها وموجهها وشيخها الروحي الدكتور الترابي!! الذي يعتنق عقيدة المراوغة، وينتهج مبدأ الغاية تُبرر الوسيلة! ويتطلع الي الرئاسة والقيادة، كحق حصري يُكافئ ذكائه المزعوم، وإجتهاداته السياسية والدينية والفكرية التي تنسب له! وهو يعاني سلفا من الفصام الديني والسياسي، بمعني إزدواجية المعايير والجمع بين المتناقضات، داخل وعيه وسلوكه ومنتوجه العام! والمؤسف أنه لا يكترث لهذا المسلك الكارثي، لمن يتبني مشروع ديني، لحمته وسداته، الإتساق الأخلاقي والمبدئي والتطابق او علي الأقل التقارب بين القول والعمل! والمؤسف أكثر أن يجد من يبرر له ذلك المسلك، المتجاوز لأي أعراف وطنية او مبادئ سياسية او قوانين تحكم المسار الديمقراطي والشرعي!! ولكن الأهم من ذلك أن مقتل الشهيد محمود بهذه الكيفية ال########ة؟ ودونما إعتراضات جدية تكافئ بشاعة الجرم، وإنحدار المجرمين لهذا الدرك السحيق من التجرد الإنساني والعدلي! دشن لسلوك القتل كجزء من آليات العمل السياسي (السلمي!!)، وتاليا مهد الطريق أمام أي سلوك مُعادٍ للقوانين والشرعية، لأنه لا يوجد جُرم أعظم من قتل النفس البشرية بغير وجه حق. بمعني أن من يسعي لقتل خصمه السياسي ماديا، بالتأكيد فأنه لأ يتورع عن إرتكاب أي منقصة سياسية او جريمة إقتصادية او دمار يطال البلاد والعباد ومستقبل الأجيال!
    وهو عين ما حدث بعد ذلك، عبر الإنقلاب علي السلطة الديمقراطية الشرعية، بدعم من الجبهة الإسلامية القومية، وبتدبير مباشر من قائدها الإسلامي(الوصي علي المواثيق والعهود!) الدكتور الترابي، فيما أصبح يتعارف عليه، بنهج إذهب الي القصر رئيسا( لحين إنتهاء المخاطر وإستتباب الأمن) وسأذهب الي السجن!! كجزء من التمويه والحرص علي سلامة الروح، إذا ما حدث مكروه، كفشل المحاولة الإنقلابية مثلا (وهي مفارقة تُبين معادن الرجال والقادة، أي بين من يمشون الي المشانق بخطي ثابته وجنان هادئ ويبتسمون أمام الموت، وبين من يختبئون في السجون، لحين إنتهاء الخطر وزوال الهواجس والظنون!!!). والمقصود من كل ذلك، أن مقتل الشهيد محمود بهذه الكيفية اللأأخلاقية، دق ناقوس الخطر، لمجموعة الأخطار التي تحيط بالبلاد ووعودها الديمقراطية، ومن المصير الذي ينتظرها علي أيدي هذه الجماعة، المُتفلتة من عقال، أي إحساس بالمسؤولية الوطنية او المواطنية! وبكلام آخر، هذه الحادثة كان من المُفترض أن تنبه الطبقة السياسية، لخطورة الهوس الديني ولا مبدئيته، وأنه سلاح ذو عدة حدود لمن يلعبون به او معه! وتاليا عدم الأمان له، والركون لشعاراته ووعوده الجوفاء! ورهن مستقبل البلاد أمام طوفانه دون حماية، سواء بكشف زيفه او توعية الجماهير وبكل وسيلة لمخاطره، وتحصين المؤسسة العسكرية ضد فيروساته وإختراقاته! ولكن الأسوأ من ذلك، أن يكون هنالك تواطؤ، من طرف جزء كبير من الطبقة السياسية، بغرض التخلص من مُنافس، قد يسبب لها إزعاج كبير، وتحدٍ لطروحاتها، وإحتمال سحب التأييد الشعبي من تحت أرجلها، خاصة وهو يكتسب قُدرة عالية علي الإبتكار والصمود والتأثير، والأهم والأخطر من ذلك، هو رغبته الحقيقية والغير مُصطنعة او مختلطة بأهواء شخصية، للإرتقاء بالمواطنين وتوفير ما يليق بآدميتم ماديا وروحيا، أي توفير أسباب المعايش من جانب، والحرية وإحترام الذات من الجانب الآخر. بمعني أن الأستاذ محمود يحمل رسالة او مشروع لتغيير المجتمع او الشعب، وليس مشروع لإمتلاك السلطة، والذي يبرر من ثم، إستغلال الجماهير بدلا عن خدمتها! وبتعبير آخر، إن سلوك الأستاذ محمود، بتواضعه ومعرفته العميقة وحبه للخير كفطرة وإستعداد نفسي، يمثل جسم غريب او خطر، علي بيئه سياسية مُشبعة بحب السلطة، وعمل المستحيل من أجل الحصول عليها، والبقاء علي قمة هرمها الي أبد الآبدين! وبكلام آخر، أنه يمثل رد عملي، لمطلوبات من يتصدي للعمل العام. أي أن يبدأ التغيير بنفسه، وبمن حوله، ثم يطالب الآخرين بسلوك نفس المنهج، وقد أوفي الشهيد محمود بهذا الجانب كأحسن ما يكون. وذلك بالعكس من الطبقة السياسية السودانية، المُشبعة بالنخبوية، وبمختلف تشكيلاتها ودرجاتها المتباينة، من الإهتمام بالشعب وقضاياه ومشاكله!! في هذا الإتجاه وبإستثناءات بسيطة تعد علي أصابع اليد الواحدة! نجد أن قادة وكبار رجالات أحزابنا السياسية، لم يسعوا لتغيير المجتمع كهدف أولي، أي كان دائما كجزء ثانوي ومؤجل مقارنة بهموم السلطة، التي إستنزفت كل قواهم وطاقتهم وقدراتهم السياسية، أي لم يقدموا هموم تغيير المجتمع للأفضل، علي همومهم السياسية والتنظيمية والإجتماعية! أي عانوا من طغيان هم السلطة علي هم التغيير، وبكلمة واحدة، الطبقة السياسية السودانية، هي طبقة سلطوية وليست طبقة تغيير مجتمعية او إصلاحية! وهذه أكبر أعراض الأصابة بمرض النخبوية، الذي أدمنته هذه الطبقة، وهو مرض نفسي، تعتقد الطبقة السياسية المصابة به، أنها الأجدر والأفهم والأصلح، للقيادة والحكم وحيازة الإمتيازات والجدارة الأجتماعية، وتاليا بقية الشعب مجرد أدوات او وسائل لتحقيق هذه الرغبات القدرية!!
    وكمثال بسيط، مناسباتهم الإجتماعية، هل راعوا فيها ظروف واحوال مجتمعهم البائس الفقير، وأحترموا مشاعره وتقصيرهم في حقه! هل سكنوا في بيوت متواضعة، وتناولوا طعام متواضع(علي الأقل في العلن!) وركبوا مركبات متواضعة، لتجسير الفوارق او لرفع العبء النفسي عنهم، وهم محكمون سلفا بقوانين التقليد والمحاكاة المجتمعية!! أي هل حاولوا أن يقتربوا من تفاصيل حياة شعبهم الفقير أو الممكون وصابر(بتعبير حميد رحمه الله)، الذي يحاولوا أن يغيروه او يدفعوا به الي الأمام، كما ظلوا طوال تاريخهم السياسي، الصياح بإسمه، وتوظيفه داخل مشاريعهم السلطوية الضيقة! وبكلام محدد، إذا لم تتواضع هذه الطبقة السياسية، وتعيش واقع أبناء بلادها الفقراء والأصح المفقرين، وتعلم أسباب فقرهم بالمعايشة والإلتصاق، فستعيد إنتاج خطابها الإستعلائي السلطوي الإستاتيكي البارد، ولن تنجح في تغيير واقع فقرهم، او تدفع بهم الي الأمام، مهما كانت جمالية ومنطقية ويوتوبية، ما تحمله من برامج او شعارات! والسبب في ذلك بسيط، وهو أنها تتحدث عن واقع وأفراد غائبين حقيقة عنها، أي هي تتعامل مع مظاهر فقرهم بعين العطف، وتعتقد أنها كافية، وتستحق ما تبذله من جهد ومواقف سياسية وإعتقالات وغيرها من مشاريع النضال الفوقي النخبوي المتعالي. وفي الحقيقة هذه المسألة لا تخص النخبة السياسية وحدها، ولكنها تطال، الصحفيين والكتاب والفنانين والأكاديمين وغيرهم من نجوم المجتمع، أي هل يعيشون حياتهم بصورة متواضعة وبسيطة، تراعي ظروف مجتمعهم الضاغطة، أم يستمتعون بمتع الحياة وترفها، وبعد ذلك يتحدثون عن الفقراء والكادحين، في أوقات فراغهم و من أجل تسويد وتحبير صحفهم او مجالات عملهم وإبداعهم، ولأ باس عندها من (سب) الحكومة أم الكوراث ومنتجتها ومصدرتها، ولعن الحال والحنين لأيام زمان. وهذا بالضبط ما عاشه الشهيد محمود، أي إختلاطه ومعايشته وإحتكاكه المباشر بالبيئة التي يعيش وسطها، ومَعنِّي بتغييرها، ويسعي جاهدا لتعديل واقعها وتخليصها من معيقات تقدمها. وقبل ذلك يكشف زييف مبررات فقرها وقهرها!
    الخلاصة:
    لقد عاش الأستاذ الشهيد محمود محمد طه، حياة حافلة بالعطاء والمواقف الإنسانية والبطولية، وحاول جاهدا أن يوظف عمره وفكره ومجاهداته، من أجل تبسيط الدين، وإتاحته بين الناس، بكل صفائه وقيمه الخيرة ومبادئه الكبري في الحرية والعدالة والكرامة..الخ، وذلك بعد تخليصه من براثن التعصب والتشدد والإستغلال، التي لأزمته طويلا، بسبب بعض الأدعياء، واصحاب المطامع والمصالح الدنيوية الزائلة. والشهيد خلال هذه المسيرة سعي للإستفادة من قدرات السياسة، وإرتباطها بالواقع والحكم وإدارة شؤون ومصالح المواطنين، وذلك بروح أكثر مبدئية وإتساقية، ولو أن سعيه لم يخلُ من تعطيل أحيانا لأهم مفاعيلها الديمقراطية الإنتخابية، وإنفتاحها علي كل التجارب الإنسانية و التنظيمية الأخري، بما فيها تجارب الأحزاب المحلية وخاصة الحديثة منها! أما مسألة تقييم شخصيته وأداءه، فبقدر ما هو متروك للتاريخ وأحكامه، إلا أنه أيضا محكوم بزاوية الرؤية لكل منجزاته وأداءه. ولكن يظل الثابت وفي كل الأحوال، هو طاقته الأخلاقية العالية وتواضعه وحب الخير ليس للبشر فقط! ولكن لكل الأشياء كما ذكرنا سابقا. وهو كذلك ترك تأثير إنساني ضخم، ليس في أتباعه او من عاشره وزامله فقط! ولكن حتي إرثه وما تركه من مواقف وأقوال، فهما كفيلان بإحداث أكبر أثر فيمن يطلع عليهما عن كسب. خاصة إذا كان خالِ الذهن من الأحكام المُسبقة، والتي للأسف معظمها جائرة، ومصدرها منافسون حاقدون عليه! لكل ذلك فإن محبة الشهيد محمود، ليست حكرا علي الجمهوريين، ولكنها حق مُشاع، ليس للسودانيين فقط، ولكنها تتجاوز الحدود والأعراق والديانات، لتُلامس حواف المشاعر الإنسانية علي إطلاقها! لتسكن مرافئ التقدير والتبجيل والإحترام، والفخار بالإنتماء للجنس البشري الذي أنتج أمثال الشهيد محمود. فميلاده وحياته مثَّلا رد إعتبار للإنسانية والقيم الفاضلة، وبكلمة مستحقة، مثَّل الشهيد محمود بتاريخه الناصع البياض، بقعة ضوء في مسيرة بشرية طويلة، لطالما حاصرها الظلام وأفسد بهجتها الإستبداد والفساد!
    أما بخصوص الحزب الجمهوري، فهو يحتاج للإنخراط في الشأن السياسي وبأدوات السياسة، بصورة أكبر، وذلك بموازة مع المجهودات الفكرية والثقافية والاخلاقية والأجتماعية، التي تميز بها معظم أعضاءه، أي السياسة ليست رجسا من عمل الشيطان، ولكنها تعتمد علي نوعية اللأعبين السياسيين! وبكلمة وأحدة، لابد من تغبيِّر صورة الحزب الجمهوري اللأمعة، بتراب الواقع السياسي السوداني، وأن يغوص في أوحاله، ويقاوم مفارقاته لقيم الديمقراطية واللأمبدئية التي تسم معظم تاريخه، والصمود أما إنكساراته وهزائمه المتلاحقة، وخذلانه لجماهير الشعب الصابرة، والضحية رقم واحد لهذا الواقع السياسي المتردي. لأن هذه المُخالطة والمُشاركة، هي ما تكسبه خبرة التعامل مع الواقع، ومن ثم بناء المشاريع التي تستوعبه وتعالج إشكالته بالتدرج، حتي يصل المواطن لبر التغيير والتقدم، بأمان وباقل الخسائر وكسبا للزمن. بمعني أن لأ ينتظر الحزب الجمهوري علي الشاطئ، حتي تتحسن أحوال السياسة، ومن ثم ينزل الي الماء للسباحة، لأن نزوله في هذه الحالة يصبح غير ذي جدوي! ولكن عليه أن يعمل علي تغيير أوضاعها (التي تعجبه)، وتحسين شروط عملها والإرتقاء بها، لتؤدي وظيفتها، في تنظيم الحياة وإدارة مصالح المواطنين وصراعاتهم سلميا وبكفاءة، ودعم السلم الأهلي والإستقرار الداخلي والأقليمي..الخ. كما علي الجمهوريين الخروج من عباءة الشهيد محمود، وضغط سيطرة أفكاره وطاقته الأخلاقية العالية، و ذلك بتحمل المسؤولية الراهنة، و بالإنفتاح أكثر علي قيم الديمقراطية والدولة المدنية، والمشاركة بفاعلية أكثر في الحياة السياسية، وتقبل النقد حتي من داخل الحزب الجمهوري، أي عدم التحسس من النقد، الخارجي بصفة عامة او الداخلي بصفة خاصة، او معاملة أي جهد داخلي، يمتلك حس نقدي او أفكار مغايرة، وكأنه تجني علي الفكرة الجمهورية او الشهيد محمود نفسه، ولسان حالهم يقول(هل ترك الشهيد محمود فرصة لمستزيد؟ او هل فكرته ناقصة حتي تحتاج من يكملها؟!) او غيرها من القيود، التي أكثر ما تضر بالجمهوريين والفكرة الجمهورية نفسها، أي تصيبهم بحالة من الجمود والتحنيط بينما العالم كله يتحرك، والسبب لأنه أدرج النقد كاحد آليات الإستمرار والتجدد علي الدوام! بمعني آخر، أن لا يتحول جزء من الإخوان الجمهوريين، الي سدنة او حراس او محاربين قدامي أمام معبد تراث الشهيد محمود، يمنعون الآخرين من الإقتراب او التصوير! لأنهم بموقفهم هذا، يُناقضون مفهوم التجديد نفسه، الذي إنخرط فيه الشهيد محمود، وهو ما أكسبه ميزته وتفرده، وإلتفافهم هم أنفسهم حوله! كما أنهم بموقفهم هذا يبررون لكل الإعتراضات، التي وأجهت مشروع الشهيد محمود التجديدي، من الذين يتمسكون بالتقليد ويعشقون الماضي، بمظهره البراق الكاذب او كعلاج لحالة تأخُر مستحكمة، لأ يقدرون علي الخلاص منها إلا بإرجاع عقارب الساعة للوراء، ولكن هيهات!! بمعني أنه لأ يمكن للمجتمع أن يتحرر من أسر الفقهاء التقليدين أرباب السلاطين، ليقع في أسر الإخوان الجمهوريين!! ولسان حاله يُردد، كأنك يا أبوزيد ما غزيت! او كأنك يأ أستاذ محمود ما جددت!!
    أما بخصوص الأحزاب السياسية الأخري، فعليها إضفاء مسحة جمهورية علي أقوالها وأفعالها، لوجاز التعبير، بمعني إدخال المزيد من المبدئية الديمقراطية والمؤسسية علي مفاعيل الممارسة السياسية. والتي إكتسبت من شدة مفارقتها لتلك القيم، لفظ اللعُبة القذرة، او ينظر إليها من قبل الجماهير، وكأنها عملية عبثية، لا مصلحة لهم فيها، حتي ولو تحدثت بإسمهم، وتبنت شعارتيا قضاياهم. وأن القصد من تلك العملية السياسية، إقتسام الإمتيازات والمصالح، بين أفراد الطبقة السياسية، أي بإعتبارها أقصر الطرق وأقلها تكلفة، لحيازة الثراء المادي، والإعتبارية الإجتماعية، والعروض الإعلامية المجانية. وأن أفضل وسائلها وأكثرها فاعلية، هي الخطابة وبذل الوعود المجانية، والتلون حسب المرحلة، والقفز كالفراشات من زهرة نظام شمولي، الي بستان نظام شمولي آخر. ومن حضن دكتاتور الي دفء حزب سلطوي آخر. والضحية علي الدوام، هو الشعب المسكين، الذي يتاجرون بقضاياه، ويغيب حضوره علي مستوي، الأداء والإهتمامات. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
    وأخيرا، أضم صوتي لإقتراح تقدم به الإستاذ الحاج وراق، في ذكري ماضية قبل فترة طويلة، ولكن مع تعديل بسيط، متروك لفطنة القارئ الكريم! ومقترح الأستاذ الحاج وراق مفاده (وفي سبيل ذلك، وحتي يأخذ 18 يناير قيمته الإنسانية والتربوية فإنني أقترح أن تتضافر جهود جميع منظمات حقوق الإنسان محلياً وإقليمياً ودولياً لتأسيس جائزة دولية سنوية باسم : (جائزة الأستاذ/ محمود محمد طه لحرية الضمير) تمنح سنوياً للاشخاص والموسسات التي تقدم لمبدأ حرية الإعتقاد.أتمنى وأعشم في تبني المجموعة السودانية لحقوق الإنسان ورئيسها الاستاذ/ غازي سليمان لذلك.). ودمتم في رعاية الله
                  

01-15-2015, 09:41 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    كتب القاص د. بشرى الفاضل
    تمر ذكرى الأستاذ محمود محمد طه هذا العام بنفس كيفية مرور شهر إعدامه في يناير عام 85 حيث أن بلادنا أزماتها خانقة باشد من مايو وصفوف .. صفوف ويتطلع الشعب لمخرج كما كانت أزمات مايو في أيامها الأخيرة خانقة وبعد إعدام الاستاذ محمود باقل من ثلاثة أشهر جاءت الانتفاضة فما أشبه الليلة بالبارحة ولنتفاءل بذكرى هذا الرجل العارف الشهيد.
    محمود ربما كان السوداني الوحيد الذي طبق ما يؤمن به من فكر على حياته الشخصية. تقول الأستاذة أسماء محمود أنه كان يدخل الحمام بال(جردل) ويتحمم بصابونة عادية وإن أحد تلاميذه أتى له يوماً بصابونة فاخرة فرفضها محمود وطلب صابونة الغسيل العادية وعندما قالوا له في البيت أنه غير موجودة، قال هاتوا صابونة العدة فجاءوا له بها عالقة بها بقايا من (ملاح خدرة) فأزال الأستاذ محمود من الصابونة ما علق بها ودخل بها الحمام.ومثل هذا كثير في سلوكه.
    أنتم الجمهوريون أدرى بتطبيق محمودمايؤمن به في حياته الشخصية.ونعلم من كتبه أنه إنما يقلد النبي الكريم في خاصة نفسه.
    عقل محمود عقل ثيولوجي جبار يتمتع بقدرة إحصاء وتذكر فذة، فهو يتذكر الأصوات والروائح والمواقف مما جميعها ولديه قدره على التخلص من الزوائد حتى في لغته واسلوب كتابته. وإذا قام بعمل يتقنه حد الكمال.وهو رمز الشفافية المطلق في بلادناورمز للكرم والسماحة.أفضل من يستمع للآخرين وصفات أخرى عديدة. ومثل هذه العقول تكون في حالة نشاط ذهني دائم وفي ظني أن قليل من البشر يحظون بمثل هذه العقول الطفرات ربما دماغ واحد في كل قرن.وهذا ما لم يفطن إليه السودانيون وربما بعض الجمهوريين أنفسهم.

    شكراًً يا كمال عباس كنت سأنبه لماورد في الأهالي المصرية ايضاً وكنت قرأت ردوده في حينه لكنك أوردتها وأعتقد أن الترابي صرح بمثل هذا وربما أشد لصحيفة مصرية أخرى وقال بردة محمود.لكن الترابي تغير حالياً فكرياً على الاقل وقال بافكار طالب بعض متطرفي الإسلاميين بأن يحاكم هو نفسه بالردة إزاءها .هكذا تدور الدوائر في هذا البلد العجيب. لقد أثر محمود حتى في خصومه.التحية والإجلال لذكراه العطرة. كلما تمر السنون يعرف الناس في بلادي والبلدان المجاورة فضله في الفكر والسلوك والنزاهة ومآثره العديدة وتتضح شخصيته أكثر فأكثر
    للناس. وسياتي يوم يعرفه العالم قاطبة؛ فالرموز الشامخة لا تندثر

    عجبى.... وقال إنه كان (ضد) إعدام محمود محمد طه لأنه بطبعه لا...قر (إزهاق الأرواح)..عجبى.... وقال إنه كان (ضد) إعدام محمود محمد طه لأنه بطبعه لا...قر (إزهاق الأرواح)..
                  

01-15-2015, 11:50 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    المؤامرة: الإقصاء ( عبر) حجاب الدقير (2) .. بقلم: حيدر احمد خيرالله
    الخميس, 15 كانون2/يناير 2015

    وفي هذا المناخ المحموم او قل المسموم والحكومة تنقلب على الدستور، وتزعم انها تتمسك بالحوار، وتدين الجريمة الارهابية المنكرة التى وقعت على الصحيفة الفرنسية في نفس الوقت الذي تعمل فيه على استخدام حكومة د.عبدالرحمن الخضر والذي بدوره يستخدم وزيرا من احزاب الزينة ليحمل عنها اوزار المؤامرة والاقصاء، فاختارت الوزير الشقيق محمد يوسف الدقير، وزير الثقافة والاعلام بولاية الخرطوم، والذي بدوره توارى خلف حجابه، لينفذ اجندة التسويف، وهو يتسلم طلب تجديد ترخيص مركز الاستاذ / محمود محمدطه الثقافي ولايرد بالموافقة ولا يعتذر عن عدم الموافقة ، ولا واتته الجرأة ليخرج كي يشرح اسبابه ، بل ترك حاجبه وحاجبته فى الموقف الضعيف بين اللعثمة والطأطأة والتهذيب السمج ، ويعتذرون على طريقة اولياؤهم. الوزير بصلي ..الوزير بسبح ، الوزير بتهجد ، وجميعهم يعرفون انه في وزارة لايرتادها احد الا مضطرا واغلب اهل ولاية الخرطوم لايعرفون من وزيرها ؟!ولايعرفون له دورا سوى الاختباء خلف الاعذار والاعتذارات. لتوئد الحريات وأدا مستمرا من وراء حجاب الدقير ( قدس الله سره)..وياله من دور بئيس ..بما يحمله من تشويه وجه التاريخ بافعال تسوق الوزير وحكومته والى بقية التاريخ..
    *وهذا الاقصاء ليس مقتصرا على مركز الاستاذ / محمود محمد طه ، انما على عدد من المراكز التى تعمل على التنوير ، فهي بين الغاء الترخيص او التسويف ..وبينهما امور متشابهات ، يقومون بهذا الفعل الشنيع في نفس الوقت الذي ننشر فيه على هذه الزاوية حكاية 117 مليار مجهولة المصير في جمعية حماية البيئة ، ولا احد يجيب من الجمعية ولااحد يساءلهم عن صحة مانشر ولاجمعية عمومية تقوم ولا مكاتب ولائية تنال حظها من الجمعية واربعة يتحكمون فيها عددا من السنوات على طريقة الحزب الحاكم ..بل حتى السفريات الخارجية يتبادلها الاربعة الكبار في الجمعية وعلى مدى سنوات ..

    نقلا عن سودانايل
    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-19-50-58/1008-7-5-6-4-3-0-2/76763-------2http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-19-50-58/1008-7...-3-0-2/76763-------2
                  

01-15-2015, 12:04 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    (ان الاستاذ الجليل نفسه قد تنبأ بأن الأخوان المسلمين سيتولون بأنفسهم مهمة انهاء دعوتهم وتصفية فكرهم وأن الترابي سوف يكتب كتابه الأسود بيده بل أن الأستاذ قد قال مرات عديدة أن الأخوان المسلمين سيقتلعون من جذورهم وسيجردون من اسمهم وسيتنازلون عن اسم الأخوان المسلمين نفسه... لقد كان الأستاذ الجليل كثيرا ما يقول ان اي تقدم للأخوان المسلمين أو أنصار السنة ومن شابههم فهو من قبيل الآية "انما نملي لهم ليزدادوا اثما"..)

    الأستاذ بدرالدين يوسف دفع الله السيمت
    من كتابه (وذكّرهم بأيام الله)
    صفحة 151
                  

01-16-2015, 05:52 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    (
    وفي هذا المناخ المحموم او قل المسموم والحكومة تنقلب على الدستور، وتزعم انها تتمسك بالحوار، وتدين الجريمة الارهابية المنكرة التى وقعت على الصحيفة الفرنسية في نفس الوقت الذي تعمل فيه على استخدام حكومة د.عبدالرحمن الخضر والذي بدوره يستخدم وزيرا من احزاب الزينة ليحمل عنها اوزار المؤامرة والاقصاء، فاختارت الوزير الشقيق محمد يوسف الدقير، وزير الثقافة والاعلام بولاية الخرطوم، والذي بدوره توارى خلف حجابه، لينفذ اجندة التسويف، وهو يتسلم طلب تجديد ترخيص مركز الاستاذ / محمود محمدطه الثقافي ولايرد بالموافقة ولا يعتذر عن عدم الموافقة ، ولا واتته الجرأة ليخرج كي يشرح اسبابه ، بل ترك حاجبه وحاجبته فى الموقف الضعيف بين اللعثمة والطأطأة والتهذيب السمج ، ويعتذرون على طريقة اولياؤهم. الوزير بصلي ..الوزير بسبح ، الوزير بتهجد ، وجميعهم يعرفون انه في وزارة لايرتادها احد الا مضطرا واغلب اهل ولاية الخرطوم لايعرفون من وزيرها ؟!ولايعرفون له دورا سوى الاختباء خلف الاعذار والاعتذارات. لتوئد الحريات وأدا مستمرا من وراء حجاب الدقير ( قدس الله سره)..وياله من دور بئيس ..بما يحمله من تشويه وجه التاريخ بافعال تسوق الوزير وحكومته والى بقية التاريخ..
    *وهذا الاقصاء ليس مقتصرا على مركز الاستاذ / محمود محمد طه ، انما على عدد من المراكز التى تعمل على التنوير ، فهي بين الغاء الترخيص او التسويف ..وبينهما امور متشابهات ، يقومون بهذا الفعل الشنيع في نفس الوقت الذي ننشر فيه على هذه الزاوية حكاية 117 مليار مجهولة المصير في جمعية حماية البيئة ، ولا احد يجيب من الجمعية ولااحد يساءلهم عن صحة مانشر ولاجمعية عمومية تقوم ولا مكاتب ولائية تنال حظها من الجمعية واربعة يتحكمون فيها عددا من السنوات على طريقة الحزب الحاكم ..بل حتى السفريات الخارجية يتبادلها الاربعة الكبار في الجمعية وعلى مدى سنوات ..

    حيدر احمد خيرالله
    المؤامرة : الإقصاء ( عبر) حجاب الدقير 2
    http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-57468.htmhttp://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-57468.htm
                  

01-16-2015, 05:59 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    rt3.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

01-16-2015, 06:00 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    rt4.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

01-16-2015, 09:25 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    مقال من الراكوبة للكاتب:عبدالعزيز عبد الباسط
    على الازهر الاعتذار لاسرة الاستاذ محمود محمد طه
    01-16-2015 04:37 PM


    منذ ايام حل علينا المولد النبوى الشريف وقد سمع ورأى العالم كله الجنرال السيسى يخطب بوجه متجهم امام علماء الازهر ويطلب منهم صراحة مراجعة بعض النصوص الدينية التى جرى تقديسها لمئات السنين والتى جلبت لنا معاداة العالم حسب قوله و طبعا نحن كمسلمين ليست لنا نصوص مقدسة الا ايات قراننا الكريم و ما عداها هى الاحاديث الشريفة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم والاحاديث الشريفة ليست نصوص مقدسة بل هى احاديث شريفة كما عرفت فى جميع العصور و كما جرت تسميتها بين جميع أئمة الفقه و العقيدة منذ فجر الاسلام حتى يتضح الامر وحتى لا يخرج علينا من يحاول تبرير القول بالباطل و يبدو للمتأمل فى حديث الجنرال ان ايات الجهاد هى المقصودة تحديدا بالنصوص المقدسة وبعض الايات المدنية التى تنظم الامور الفردية مثل الزواج و الطلاق والمواريث و يخص منها تلك التى جرى تطبيقها فى زمن المدينة فى عهد رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ولا زال المسلمون يعملون بها ويقدسونها الامر الذى اثار موجة من الغضب بين علماء المسلمين فى العالم وطلب البعض منهم صراحة من الازهر مراجعة عقيدة الجنرال الدينية .
    ما يهمنا نحن أهل السودان فى هذا الامر تحديدا راى الازهر فى ما قاله الجنرال لان ما قاله الجنرال لا يختلف كثيرا عما سبق ان قاله المفكر السودانى الكبير الشهيد محمود محمد طه رحمه الله ذلك الرجل الذى كان الازهر واحدا من الازرع الدعائية التى ساهمت فى إعدامه حينما بعث ببرقية الى الرئيس جعفر محمد نميرى اتهم فيها الاستاذ محمود محمد طه بالردة و قال فيها بالنص ان ما جاء به محمود محمد طه هو الكفر بعينه .
    كلا م الجنرال لا يختلف عن الكلام الذى سبق ان قاله الاستاذ محمود محمد طه فاذا سكت الازهر عن كلام الجنرال و أقر بصحته فعليه ادبيا واخلاقيا ان يقدم اعتذار رسمى ومعلن لاسرة الاستاذ محمود محمد طه خاصة و للجمهوريين الذين امنوا بفكره واتبعوه عامة و ذلك عن الخطأ الذى ارتكبه فى حق الرجل وعلي الازهر ايضا ان يسحب فتواه التى اتهم فيها الاستاذ محمود محمد طه بالكفر و عليه كنوع من رد الاعتبار ان يسمح بطبع كتب الرجل و المساهمة فى نشرها تكفيرا لما ارتكبه فى حق الرجل لان الكيل بمعيارين فى مثل هذه المواقف ليس من شيم الكبار وفى مثل هذه المواقف يصبح الكيل بمعيارين عيب فاضح لا يجوز البتة وقد يضر بالازهر كمؤسسة دينية لها احترامها و سمعتها والله من وراء القصد .

    mailto:[email protected]@yahoo.com

                  

01-17-2015, 03:55 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    في الذكرى الثلاثين لإعدام محمود محمد طه 1985 –
    د. محمد أحمد محمود
    Quote: كان يوم الجمعة 18 يناير 1985 من أثقل الأيام حزنا في تاريخ السودان الحديث. منذ انبلاج خيوط الفجر الأولى شَخَص الناس بقلوب واجفة للساعة العاشرة. هل حقيقة سيقع هذا الفعل الهمجي؟ ألسنا نعيش في القرن العشرين؟ ألا تظلّنا مواثيق حقوق الإنسان؟
    كلما اقتربت دقائق الساعة من العاشرة كلما تكثّفت ظلال الكآبة التي نشرت أجنحتها في أفق البلاد. اجتمعوا بالآلاف في ساحة السجن الذي كان محاطا بقوى الجيش المدججة بالسلاح. انتشرت عيون الأمن في طول المكان وعرضه. احتلّ الكبار مقاعدهم في الصفوف الأمامية ليشهدوا إعدام الشيخ الأعزل الذي لم يملك إلا سلاح الكلمة.
    قادوا محمود محمد طه، الشيخ السبعيني، نحو منصة الإعدام وقد انحبست الأنفاس. صفّدوه بالأغلال مما أثقل خطوه. إلا أنه صَعِد درج المنصة بثبات الذي تحرّر من قهر الخوف ولامسَ سلامَه الداخلي. نظر للجمع الكئيب حوله من عَلْياء لحظته. شعّ وجهه بالابتسام. كان صامتا كل الوقت وهو في حضرة الموت، وكأنه قد نفذ من المكان والزمان ودخل في لامكان ولازمان ذلك الإطلاق الذي طالما تحدّث عنه. ما الذي كان يجول في خاطره وفمه يفترّ عن ابتسامته؟ ربما هتف وعيه في تلك اللحظة بالكلمات المنسوبة لعيسى وهو على الصليب يقول "يا أبت اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ما يفعلون"، وربما هتف وعيه بالكلمات المنسوبة للحسين بن منصور الحلاج وهم على وشك صلبه يقول "فاعفُ عن الخلق ولا تعفُ عني وارحمهم ولا ترحمني، فلا أخاصمك لنفسي". وربما أفرغ وعيه من كل ذلك ووجد نفسه في مقام "ما زاغ البصرُ وما طغى"، تلك الآية التي كان يحبها ويراها قمة مشتهى السالك.
    وعند العاشرة دقّت ساعة اللحظة المهيبة، لحظة التنفيذ. غطّوا رأسه. تقدّم حارسان وجذبا حبل المشنقة وأحكماه حول عنقه. ابتعدا فجأة. انفتحت المنصة. انشدّ الحبل. تدلّى الجسد. تعالت هتافات حشود الإسلاميين "الله أكبر". ظل الجسد متدليا بضع دقائق. أُنزل الجسد على عجل لـتأخذه طائرة مروحية إلى مكان مجهول.
    الرجل الذي دخل العالم صارخا في لحظة لم يوثّفها أحد وظلّ لا يعرف تاريخ ميلاده، خرج منه صامتا في لحظة موت علني وثّقه التاريخ بدقيقته وساعته وحبس أنفاسه وهو يرمُقه.
    هذه اللحظة لم تنفصل عما سبقها من تطور مفاجيء منذ سبتمبر 1983 عندما أعلن نظام جعفر نميري تطبيق حدود الشريعة. ولقد أعلن محمود محمد طه وجماعة الجمهوريين الدينية السياسية التي كان يتزعمها معارضتهم لهذه الإجراءات وقال بيانهم المشهور "هذا أو الطوفان" الذي صدر بتاريخ 25 ديسمبر 1984 إن هذه القوانين "أذلت هذا الشعب، وأهانته، فلم يجد على يديها سوى السيف والسوط". ولقد سبق هذه اللحظة الكثير من "السيف والسوط" فيما تعرّض له السودانيون، وخاصة الفقراء والمهمشّين منهم، من قهر الحدود. ووجد العشرات منهم ولأول مرة في تاريخ السودان المعاصر أنفسهم وقد فقدوا أطرافهم من أيدٍ وأرجل، بينما أضحى إذلال الجلد أمرا مألوفا لا يثير استغراب الكثيرين. وعلى بشاعة ما حدث للمواطنين الذين تعرّضوا لتنكيل الحدود فإن لحظة الإعدام العلني لطه والذي حشد له النظام أقصى ما كان يمكنه أن يحشد من جماهير كانت لحظة نقلت التجربة الإسلامية نقلة نوعية إذ جمعت بين بشاعة الحدود والتخطيط لدفع السودانيين بكاملهم للدخول في عصر انتكاس وانحطاط جديد. ألا يعني انحشاد الجماهير وهتافها ومباركتها أن الشعب نفسه قد تواطأ مع النظام، ألا يعنى هذا أنه قد شارك في الإعدام على مستوى من المستويات؟ وبعد صدمة الإعدام العلني لطه سارع النظام بصدمة ثانية ليكرّس عصر الانحطاط الجديد فعرض تلفزيونه استتابة علنية لأربعة من أتباع طه وتراجعهم عن أفكارهم.
    وهكذا اكتملت دائرة الشريعة ووُلد واقع الانحطاط الجديد الذي لا يزال السودانيون يرزحون تحته. فالشريعة نظام لم يفارق قهرُه السودانيين حتى على عهد الاستعمار الذي أبقى على قوانين الأحوال الشخصية والميراث، بكل مظاهر تمييزها ضد المرأة. إلا أن فترة الاستعمار وفترة الحكم الوطني حتى سبتمبر 1983 ألغت الحدود التي كانت قد بعثتها المهدية. وبإعلان قوانين سبتمبر 1983 اكتملت دائرة الشريعة واحتضن السودان ماضيه المهدوي من ناحية وتماهي مع رؤية الحركة الإسلامية المعاصرة من ناحية أخرى.
    وفي الذكرى الثلاثين لإعدام طه لابد من التمييز بين ما حدث له وبين موقفه الفكري والسياسي الذي ظلّ يدافع عنه طيلة حياته. لقد تصدّى طه بشجاعة لنظام نميري بعد فرض قوانين سبتمبر وقدّم حياته ثمنا للتمسك الصلب بموقفه. وهو عندما فعل ذلك قدّم نموذجا ناصعا وساميا لضرورة التمسك بالمبدأ ودرسا بليغا للسودانيين وغير السودانيين في حاضرهم ومستقبلهم. إلا أن الحقيقة التي لابد من تقريرها أن طه لم ينطلق في معارضته لقوانين سبتمبر من معارضته لنظام نميري أو من معارضة مبدأية للحدود. كان طه مؤيدا لنظام نميري وظل في واقع الأمر مُقِرّا بشرعية النظام حتى عندما أصدر بيان "هذا أو الطوفان". أما فيما يتعلق بالحدود فقد كان من المدافعين عن عقوبات الشريعة (الحدود والقِصاص) والمبررين لها و"لحكمتها" وأنها أصل من أصول الإسلام لا يمكن إلغاؤه. ولقد انصبّ نقدُ طه لقوانين سبتمبر على اختلافات مع مشرّعيها حول تفسير القوانين، وحول اشتمالها على عقوبات غير شرعية، بالإضافة لغياب شرط تهيئة البيئة التي تبيح إقامة تشاريع الحدود والقِصاص، إذ أن هذه التشاريع لا تقوم إلا "على أرضية من التربية الفردية ومن العدالة الاجتماعية". وفي الواقع فإن بعث عقوبات الشريعة هو أحد عناصر مشروع طه لبعث الإسلام، أو بعث ما يسميه "الرسالة الثانية من الإسلام".
    عندما أصدر طه بيانه التاريخي في ديسمبر 1984 كان همّه الأساسي هو إثناء النظام عن السير في طريق تطبيق الحدود التي رأى فيها تشويها للإسلام ومخالفة للشريعة والدين. وعندما استخدم الإسلاميون هذا البيان كذريعة لتصفية حساباتهم التاريخية معه وبعثوا حكم الردة (الذي لم تشمله قوانين سبتمبر) وأعدموه نقلوا قضية الشريعة كلها لمستوى مختلف وأكبر وأشمل، إذ أصبحت الشريعة تعديا على حق إنساني أصيل هو حق حرية الفكر والاعتقاد والضمير والتعبير.
    هذه هي القضية التي ورثها السودانيون عقب إعدام طه، وهذا الحق الأساسي هو ما يناضلون اليوم من أجل استعادته رغم القهر الشامل الذي يُطْبِق على حياتهم منذ يونيو 1989 عقب انقلاب الإسلاميين على الشرعية الديمقراطية وتكريسهم لواقع الانحطاط الجديد.

    محمد محمود أكاديمي سوداني، مدير مركز الدراسات النقدية للأديان ومؤلف كتاب
    Quest for Divinity: A Critical Examination of the Thought of Mahmud Muhammad Taha (Syracuse, NY: Syracuse University Press, 2007)
    (*) هذه المقالة عبارة عن كلمة العدد الثاني من مجلة العقلاني (مجلة مركز الدراسات النقدية للأديان – لندن) والمكرّس لقضية الرِّدّة وحرية الفكر في الإسلام. ويمكن الاتصال بالمركز على
    mailto:[email protected]@criticalcentre.org
    (**) للتعبير عن وقفتكم التضامنية مع حق حرية الفكر والتعبير يمكنكم زيارة الموقعين التاليين والتوقيع:

    رابط عربي (موقع الحوار المتمدن):
    http://ehamalat.com/Ar/sign_petitions.aspx?pid=694http://ehamalat.com/Ar/sign_petitions.aspx?pid=694

    رابط إنجليزي (موقع أفاز):
    https://secure.avaaz.org/en/petition...y_1/share/?new

    http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-57560.htmhttp://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-57560.htm
                  

01-18-2015, 06:13 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الاستاذ محمود في الذكرى الثلاثين
    محاولة للتعريف بأساسيات دعوته (1)
    (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ) سبأ 24
    بقلم الأستاذ خالد الحاج عبد المحمود
    الإسلام كنظرية نقدية
    مدخل:

    بعون الله، وبتوفيقه سوف يكون الاتجاه للاحتفال بالذكرى هذا العام، محاولة للقيام بمقارنة، بين الفكرة، والأديان، والأفكار، والفلسفات المختلفة.. وسيكون التركيز بصورة خاصة على الحضارة الغربية، على اعتبار أنها الحضارة السائدة، وتمثل الواقع، والتحدي الأساسي الذي يواجه أي دين يطرح نفسه، لتغيير الواقع.. وأسلوب النقد والمقارنة، هو أفضل أسلوب، لابراز خصائص الاسلام، التي تميزه، وترشحه، لأن يكون مدنية المستقبل.. والمقارنة، بالضرورة، تتضمن نقد الآخر، الذي تجري المقارنة معه.. وعن أمر المقارنة هذا، يقول الأستاذ محمود: "و التبشير بالإسلام أمر يتطلب أن يكون المبشر ، من سعة العلم بدقائق الإسلام ، و بدقائق الأديان ، والأفكار ، والفلسفات المعاصرة ، بحيث يستطيع أن يجري مقارنة تبرز إمتياز الإسلام على كل فلسفة إجتماعية معاصرة ، وعلى كل دين، بصورة تقنع العقول الذكية.."
    المقارنة، تقتضي تقويم الأفكار التي تتم المقارنة معها، وهذا التقويم هو ما اصطلح على تسميته بالنقد.. والنقد لكي يكون نقدا موضوعيا، لا بد ان يقوم على اساس واضح، وعلى منهج، وهذا ما اصطلح على تسميته ب(النظرية النقدية).. فعلى الرغم من أن النقد، من طبيعة العقل المفكر، إلا أن النظرية النقدية، لا تعني مجرد النقد، وإنما تعني النقد المنهجي، الذي ينبنى على نظرية في المعرفة، واضحة الأسس..

    الغرب والنظريات النقدية:

    هنالك إدعاء بأن البشرية لم تعرف التفكير النقدي، إلا مع الحضارة الغربية!! وهو إدعاء شديد البطلان، ونحن هنا لسنا بصدد التعرض لهذا الإدعاء، وتفنيده، وإنما موعدنا مع ذلك عندما نتحدث عن العقل والعقلانية.. نحن هنا، بصدد الاشارة، الموجزة، للنظريات النقدية في الغرب، كمدخل لحديثنا عن الاسلام كنظرية نقدية.. وسوف يكون حديثنا منصبا على النقد الفكري، و دون التعرض للنقد الفني.
    يعتبر كانط (1724 - 1804) معلما بارزا، وأساسيا، في إتجاه الفكر النقدي، في الفكر الغربي، وذلك من خلال، كتابه عن (نقد العقل الخالص)، وعند كانط العقل هو الملكة التي تمدنا بالمعرفة، ولكن وظيفة العقل ليست هي التوسع في المعرفة، وانما تطهير نفسه، والتخلص من الأخطاء ولذلك، بما ان فلسفة كانط كانت تهدف الي تصحيح المعرفة، فقد اعتبرت فلسفة عقلية نقدية .. وقد اعطي كانط للفلسفة دورين وليس دورا واحد .
    "الدور الأول باعتبارها محكمة العقل، أي الذات العارفة التي من خلالها، نفهم العالم ونفهم أنفسنا بشكل عقلاني.. وبناء على على هذا الدور الأولي يتحدد دورها الثاني، وهو أنها لا تستطيع أن تحكم على نتائج العلوم الأخري فقط، بل تقوم بتنظيمها أيضا وتحديد المكان الصحيح لكل منها، ومجال مصداقيتها، ومنهجها السليم" فالدور الثاني هذا، هو الجانب النقدي.
    لقد كان الفكر الغربي، والثقافة الغربية يقومان على أن للعقل طبيعة ثابتة في الانسان، ولقد استمر هذا التصور لفترة طويلة الى أن جاء هيجل (1770 - 1831) ليؤرخ لبداية فكر جديد، وثقافة جديدة، في الغرب، بدأ مع بداية القرن التاسع عشر.. وفي هذا الفكر حل (التطور)، و(التغيير) محل (الثبات) و(التحدد).. وقد جعل هيجل من التناقض جوهرا لفلسفته، ومنهجه الجدلي.. وواصل ماركس من بعده هذا التوجه، وإن كان على أساس مغاير.. وحسب منطق هيجل الجدلي هذا، دخل العقل في الطبيعة نفسها، وأصبح له تجلي في التاريخ.. وأصبحت العملية المعرفية، تنمو في مراحل متعددة، والوصول الى المطلق لا يكون الا في ختام هذه المراحل.. فقد هاجم هيجل المعرفة العقلية الخالصة، التي فصلت الفكر من الوجود، كما هاجم الفلسفة التجريبية الخالصة، التي أغفلت السمات العقلية للواقع.
    أما ماركس (1818 - 1883) والذي زعم أنه أوقف جدل هيجل على قدميه، فلم يجعل دور العقل قاصرا على التفسير، بل تخطاه الى التغيير، فمهمة العقل عند ماركس تحولت الى نقد الواقع وتغيير العالم.. وقد أثر ماركس على كل موجة النقد والتغيير التي اجتاحت كل التيارات الفلسفية التي أعقبته.. ولقد أعلن ماركس في (البيان الشيوعي) 1840 عن الحاجة الى "نقد قاس لكل شيء موجود".. وكان عمل ماركس هذا يعتبر البداية لنظرية نقدية للمجتمع.. ولقد تطورت الدراسات الاجتماعية، تطورا هائلا، في القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشرين.. وعندما جاء عالم الاجتماع ماكس فيبر (1864 - 1920) - وهو أحد منظري العقلانية الحديثة - ذهب الى أن التقدم التقني أفرز نوعا من العقلانية العلمية التي لها منهجها ووسائلها، وهو ما عبر عنه ب: عقلانية المنهج والوسائل من أجل تحديث غايات.. ولقد رأى فيبر أن العقلانية هي قانون العلم، إلا أنه ظل واعيا بحدود هذه العقلانية وأخطارها.. ومهمة العقل عنده هي: حساب العلاقة بين الوسائل والغايات.. وهو يرى أنه ليس في وسع البشر أن يتنصلوا عن مسؤولية اختيارهم.
    وعلى الرغم من ان ماكس فيبر كان عقلانيا تجريبيا، إلا أنه كثيرا ما كان يشكو من أن العقلانية العلمية، عقلانية جافة، وليست عقلانية انسانية بالقدر الكافي، إذ لم تضع في اعتبارها العلاقة الحميمة بين الانسان والطبيعة.. فالعقلانية التي كانت غايتها تحرير الانسان، وضعته في زنزانة خانقه واستعبدته بدلا من أن تحرره.. وفي تقديري هذا أهم نقد، قدمه فيبر.
    وقد استمر تيار النقد مع جورج لوكاتش (1945 – 1971)، وبعض النقاد الذين لهم صلة بالماركسية.. وظهرت مفاهيم، مثل (الاغتراب) و (التشيؤ) و(افقاد الواقع كليته) .
    وكان آرنست بلوخ (1885 - 1977) من أهم نقاد العقل، الذين أسهموا في تطور النظرية النقدية، في الغرب، ومن أهم اسهاماته، نظرته للواقع، فهو يرى أن الواقع عبارة عن حركة صيرورة لم تكتمل بعد، فهو يموج بالامكانات، وبقلق الصيرورة.. فهو يعتبر اليتوبيا حقيقة تسير جنبا الى جنب مع الواقع وتصاحبه، وهي - اليتوبيا - تتحدث بأسم الليس بعد أو المستقبل، وتحاول تشكيل نموذج لوجود حقيقي ممكن لم يتحقق بعد" .. فاليتوبيا، عنده تكشف عن كيفيات جديده في الطبيعة عن طريق العقل الخيالي، الذي يستخلص الممكن من الواقع اليومي العيني .. ولا يتم هذا إلا بالاعتراف بالواقع ورفضه في آن واحد، كما أنه ليس هناك فاصل بين الممكن والواقع لأن الواقع كان ممكنا في الماضي.
    وبعد الحرب العالمية الثانية، ظهرت (مدرسة فرانكفورت) التي عرف أصحابها بأصحاب (النظرية النقدية) وهم أكثر من جيل واحد..
    وكان ادورنو (1903 - 1969) من رواد الجيل الأول.. وهو من أهم من نقدو العقل الذي كانت حركة التنوير قد رفعت من شأنه بصورة كبيرة.. وقد أصدر مع زميله وصديقه هور كهيمر كتاب(جدل التنوير)، وهو كتاب قد تضمن فكرة التدمير الذاتي للتنوير .. فعنده الفلسفة النوعية قد أصابت التنوير بالانتكاس.. ومن أهم مقولاته النقدية هي أن العقل الأداتي غير النقدي الذي يقوم عليه العلم، اعتمد على النزعة الشكلية، فالعلم كمنهج تحليل لا يستطيع أن يضفي أي معنى أو قيمة على أي شيء غير قابل للقياس، وغير خاضع للصيغة الرياضية.. وهو يرى "أن التنوير الذي كان هدفه الأصلي هو تحرير العقل البشري من الأسطورة تحول هو ذاته الى اسطورة تخفي الهيمنة والتسلط، وتسعى الى تأييد الواقع السائد، ولم يعد يخدم قضية الحرية" .. "فالعقل الذي حرر الانسان من سلطة الطبيعة، يبرر الآن سيطرته على الانسان نفسه باعتباره جزءا من الطبيعة التي يسيطر عليها.. بل ويقوم بعملية (تكيف) مع حضارة لا انسانية.. اعتمدت على الجانب التقني فقط وهيأت (العامة) لتحمل الاستبداد وأنواع القيود التي يفرضها على الأشياء والإنسان ولم يتم هذا بفعل المناوئين للعقل بل بفعل التنوير نفسه.."
    وهو يرى أن التنوير صار ضد الحقيقة عن طريق التجريد الرياضي الشامل للواقع، وهو التجريد الذي صار مرادفا للحقيقة .. لقد تحول الفكر الى آلة رياضية يمكن أن تحل الآلة محله!! وهذا أدى الى عدم فهم الواقع الحي، ونفي واستبعد كل واقع فردي مباشر.. "إن اخضاع العقل للتجربة الحسية الحية بالانفصال عنها (وتكميمها)أدى الى افقار كل من التجربة والعقل معا ، وكان هذ ا مظهرا من مظاهر انتصار العقل الأداتي وسعيه للسيطرة على كل شيء بما في ذلك العقل والتفكر نفسه.. وهكذا اغترب الناس في المجتمع الشمولي الحديث - سواء كان رأسماليا أو شيوعيا، وبرزت الوحشية واللانسانية التي اراد التنوير في الأصل أن يحاربهما، فتحول التقدم الى تراجع.. وأصبحت لعنة التقدم المتواصل تعني النكوص المتواصل. وتعاظم اغتراب الجماهير التي تموضعت وتشيأت ووقعت، مثلها مثل حكامها ومديريها في الشبكة نفسها المخيفة التي تثبت الوضع القائم.." وواصل أدورنو نقده للعقلانية العلمية في كتابه (الجدل السلبي).. وهاجم المعرفة التصورية، من منطلق أن التصور يعزل الشيء عن ذاته فيلغي فرديته.
    في الواقع، وفي عموم الحال، يشيد الفكر الغربي بالدور الذي قام به ادورنو في نقد العقل، على اعتبار انه وضع العقل في السياق الاجتماعي كله، وأثبت ان بعض المذاهب الفلسفية، مثل البراغماتية، والوضعية، قد جعلت العقل أداة في خدمة الانتاج الصناعي، ووظفته لخدمة مصالح معينة، وعزلته تماما عن مجال القيم كالعدالة والتسامح...ألخ .. وترتب على ذلك ان العقل عندما استخدم هذا الاستخدام (الآحادي) ، نظر الى موضوعاته أيضا نظرة أحادية هي نظرة السيد للمسود، فكرس بذلك إغتراب الموضوع عن الذات، واغتراب الذات عن الموضوع.
    وبالطبع تعرض أدورنو للنقد وفي تقديري أن أهم نقد وجه له هو أنه خلط بين المعرفة واستخداماتها.. فتوظيف العقل لاستخدامات معينة، غير عقلانية وغير انسانية، هو اساس المشكلة، وليست المشكلة في العقل التصوري.. ومثل هذا النقد لا يلغي نقد ادورنو، وإنما يضبط التعبير عنه.. فالاستخدام الخاطيء للعقل، وتقيده بالنظرة الآحادية، هو الذي شكل العقل الغربي، وحدده بالمفهوم (الأداتي) الضيق.. والقضية الأساسية التي يريدها أدورنو، ومعه معظم رواد الفلسفة الحديثة في الغرب لا تتعلق بالعقل في ذاته، وإنما تتعلق باستخدامه استخداما سيئا، خصوصا من الذين يبغون المصلحةالذاتية و الهيمنة فقط.
    وفي نفس اتجاه أدورنو يسير صديقه هور كهيمر (1895 - 1973) ففي كتابه (نقد العقل الأداتي) يؤكد مقولات ادورنو، ويرى أنه لا يمكن للعقل أن يعود الى الطريق الصحيح إلا إذا اعترف بانه ليس عقلا مطلقا، وإنما هو نسبي متغير، وأصبحت له اهداف انسانية تنشد الانسجام مع العالم الخارجي.. وهو يرى أن التنوير المضاد للدين والميتافيزيقيا دمر انسجام العقل، وانسجام الإنسان مع العالم الخارجي.. وأدى الى ظهور نمطين من العقل:
    1. عقل تنويري وغايته التحرر والعدالة وإلغاء التشيؤ
    2. عقل اداتي غايته التسلط والسيطرة، ويؤدي الى المادية والعدمية.
    وهو يرى ضرورة وجود وحدة واتساق بين العقلين.. والعقل الأداتي، ليس مرفوضا رفضا كليا، فهو له أهميته ومزاياه، في مجاله، ولكن فلسفات مثل البراغماتية والوضعية الحقت به الضرر .. ففي إطار هيمنة العقل الأداتي، أصبح التقدم الفكري، يعني تقدما صناعيا.. وانفصلت المفاهيم والتصورات عن مصدرها العقلي، ولم تعد قادرة على تحقيق أهداف الحياة العليا، فالعدالة والحرية لا يمكن لهما أن تتحققا بالوضعية العلمية التي سلبت العقل كل علاقة بهما، ولم تهتم إلا بالوقائع، وأصبحت خادمة لأدوات الانتاج الموجودة، وانفصلت عن السياق الاجتماعي فلم تثمر غير الاغتراب.
    أما هربرت ماركيوز (1898 - 1979) فقد قدم نظرية نقدية موجهة بشكل أساسي ضد المجتمع الصناعي - ذي البعد الواحد، والذي اصبحت فيه الاحتياجات البشرية احتياجات لا عقلانية، ومصنوعة من الخارج، من اجل زيادة العمل والانتاج، وليست من أجل مساعدة البشر.. ويرى ماركيوز، من كتابه (الانسان ذو البعد الواحد).. "أن عقلانية المجتمع المعاصر وتقدمه وتطوره هي في مبدئها لا عقلانية"
    ويرى بعض النقاد، أن المشكلة الأساسية تكمن في أن العقل الكمي الخاضع للقياس، الذي يفصل ماهو كائن عما ينبغي أن يكون، ويقدم نفسه باعتباره متحررا من القيمة، لا يستطيع أن يفهم الواقع.. ويمارس التسلط ويبرع في جعله غير مرئي وغير محسوس - كما يلاحظ لاندمان -
    ومن أبرز أعضاء الجيل الثاني لمدرسة فرانكفورت هابرماس (1929).. وأهم ما قدمه هابرماس هو مفهوم (العقلانية التواصلية) في مقابل (العقلانية الأداتية)
    إن النظرية النقدية، عند مدرسة فرانكفورت، والنظريات الأخرى، قد قدمت نقدا جليلا للسلبيات، ولكنها عجزت عن إقامة نسق عقلي متكامل، لا يركز على شكل واحد من أشكال العقل - الذي أثبتوا له أشكالا متعددة - وهم جميعا يسعون الى هدف واحد مشترك، هو العمل على تغيير الواقع ليصبح أكثر إنسانية، وايجاد صورة العقل التي تتناسب مع هذا العقل الانساني.. فهم برغم أنهم قاموا بتشخيص ، لسلبيات الواقع الفكري، في معظمه صحيح وعميق، إلا أنهم عجزوا كل العجز، عن تقديم البديل المتمثل في تطلعاته للعقل الشامل، الاجتماعي، والتاريخي، الذي يتجاوز محدودية (العقل الأداتي)، وسلبياته، بغرض تحقيق واقع عقلاني أكثر انسانية، لا يهمل الجانب المادي للحياة، ولكن لا يقتصر عليه، بل يوظفه من خلال اعتبار (القيم) لسعادة الانسان وحريته.
    أعتقد انه لا بد لنا من اشارة، ولو موجزة لكارل بوبر.. فإذا كان هابرماس، قد سعى الى جعل الفلسفة (تفكيرا نقديا)، فإن كارل بوبر، قد سعى الى جعل النقد (اسلوب حياة).. وتأتي أهمية كارل بوبر من أنه من أهم فلاسفة العلم المعاصرين، إن لم يكن اهمهم على الإطلاق.. وبوبر، وإن كان يركز على المنهج النقدي في البحث العلمي، إلا أنه يتوسع في مفهوم النقد، ويجعله خلاصة تجربة حياته كلها.. وهو بصورة خاصة يرفض مبدأ الاستقراء ويركز على التناول السلبي، الذي يقوم على مبدأ (التكذيب) falsification - انا لا ارى كلمة تكذيب هي الترجمة المناسبة، ولكنها على كل حال هي المستخدمة - ويرى بوبر أن فائدة التكذيب تكمن في أن الهدف من العلم هو محاولة الاقتراب من القضايا الصادقة، وذلك يتأتى عن طريق استبعاد و حذف القضايا الكاذبة، بعد تكذيبها بصورة مؤكدة.. وهو يؤكد أن القضايا العلمية ليست يقينية، كما أنها ليست كاذبة، فهي في البداية احتمالية وفي النهاية إما قريبة من الصدق أو من الكذب.. ومبدأ عدم اليقين اصبح قضية مسلم بها عند جميع العلماء، ليس في مستوى نظرية هيزنبرج فحسب، وإنما فى مستوى، العلم، وفلسفة العلم، بصورة شاملة.
    أما تيار ما بعد الحداثة، فهو يمثل رد فعل عنيف، ضد عقلانية التنوير.. يقول ديفيد هارفي: "وفي الفلسفة أدى التداخل ما بين البراغماتية الامريكية التي نفخت فيها الحياة من جديد، وموجة ما بعد الماركسية، وما بعد البنيوية التي ضربت باريس بعد عام 1968، الى ما أسماه برنشتاين (موجة غضب عارمة ضد الانسانويه وتراث التنوير) وتجسد ذلك في إدانة عارمة للعقل المجرد، وكره عميق لأي مشروع يستهدف تحرير الإنسان عبر تحريك قوى التكنولوجيا والعلم والعقل".. وما بعد الحداثة، يرفض ماهو ثابت، وما هو كلي، وما هو متناسق، ويركز على التشظي، حتى أن دريدا يرى أن الكولاج/المونتاج هو الشكل الأساسي في الخطاب ما بعد الحداثي!! - كولاج تعني عندهم لتق الأجزاء أو النتف، بعضها الى بعض، من دون معيار قيمي فوقي، وهذا ينطبق عندهم على الفن والفكر والسياسة - يقول ديفيد هارفي: "إن حركة ما بعد الحداثة هي اعتراض مشروع على آحادية الرؤية الحداثية الشمولية للكون".. "وعلى نقيض ذلك، تميز حركة ما بعد الحداثة التنافر والاختلاف كعاملي تحرير في إعادة تعريف الخطاب الثقافي.. وهكذا فالتشظي، وغياب التحديد، والشك العميق في كل الخطابات الشمولية و(الكلية) كما باتت (تستعمل) هي العلامة الفارقة للتفكير ما بعد الحداثي"!!
    تقول الأكاديمية المصرية، عطيات أبو السعود: "وأخيرا نسأل: ماذا قدم لنا نقد العقل الذي امتد من كانط وهيغل وماركس الى أصحاب النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت عبر أجيالها المختلفة؟ ماذا قدم لنا بعد أن نزل العقل أو بمعنى آخر أجبر على النزول عن عرشه المتوج الى قلب المجتمع والتاريخ؟ وإلام أدى تطور مفهوم العقل منذ الأغريق وعصر التنوير وتطور آلياته ومناهجه المعبرة عنه حتى الآن؟ هل استطاع أن يحقق وضعا وحياة افضل للإنسان الذي هو هدف التاريخ وغايته، وهل أمكنه أن يحرره من القوى التي استعبدته عبر عصور طويلة، سواء أن كانت قوى طبيعية أو سياسية، ومن الظروف أو القيود التي كبلته على مدى تاريخه الطويل؟" .. وتقول: "وأخيرا يلح السؤال: هل استطاعت النظرية النقدية بالفعل انقاذ العقل من نفسه؟ وهل استطاعت أن تقترب من هدفها الأساسي، وهو تحرير انسانية الانسان وتأكيد فرديته المقهورة وإبعاد أشباح اللاعقلانية الزاحف عليه في عصرنا الحاضر بأشكال مختلفة؟ الواقع أن بعض أعضاء المدرسة - مدرسة فرانكفورت - مثل أدورنو وماركيوز لم يجدوا هذا الإنقاذ إلا في الفن وفيما ما عدا ذلك فقد غلب التشاؤم على معظم أعضاء المدرسة، ومع ذلك تظل أهمية النظرية النقدية كامنة في سلاحها النقدي، وفي تعبيرها عن صرخة العقل في مواجهة تناقضاته.. وإذا كانت هذه الصرخة قد بقيت حتى الآن - على الأقل - على مستوى الفكر الفلسفي والتأملي، ولم تستطع أن تشكل نظرية متكاملة وقادرة على توجيه العقل الإنساني على أرض الواقع، فإنها تظل تعبيرا حيا وصادقا عن أزمة العقل التاريخي والنقدي في الحياة الفلسفية المعاصرة في الغرب"
    وبعد، هذا مجرد عرض عام، وموجز جدا، قصدنا به أن يكون مدخلا لحديثنا عن الاسلام كنظرية نقدية.. وعلى الرغم من أننا ننطلق من إطار يختلف بصورة جذرية، إلا أن ما عرضناه يمثل الواقع، الذي ينبغي أن تخاطبه أي دعوة للتغيير، وتبني على إيجابياته وسلبياته.. وهنالك ملاحظة هامة، لابد من ذكرها، وهي أنه على الرغم من ان مفهوم النقد، مفهوم واسع جدا، وعميق وامتد لفترة طويلة، إلا أنه من الناحيه العملية حتى الآن لم يخرج من إطار صفوة المفكرين الغربيين، وهو ليس بأي حال من الأحوال - على الأقل حتى الآن - موضوع الجمهور العريض في المجتمعات الغربية.. إلا أن هذا الجمهور، يتأثر بصورة "موضة"، وليس فكرا، باتجاهات ما بعد الحداثة، خصوصا عبر مجالات الفنون في صورها المختلفة.. وأكثر من ذلك أن الحيرة، والاضطراب الذي لحق الفكر والمفكرين، هما عند عامة الجمهور أوكد، وأكثر تأثيرا على الحياة العامة، ليس في الغرب، وحسب، وإنما بحكم هيمنة الحضارة الغربية، في العالم أجمع.
    للمزيد من التفاصيل يمكن مراجعة:
    1. ديفيد هارفي
    حالة ما بعد الحداثة
    ترجمة د. محمد شيا
    2. كارل بوربر
    بحث عن عالم أفضل
    ترجمة د. أحمد مستجير
    3. فلسفة النقد ونقد الفلسفة
    من منشورات مركز دراسات الوحدة العربية
    مجموعة من الكتاب
                  

01-18-2015, 06:15 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    محاولة للتعريف بأساسيات دعوته (2)
    خالد الحاج

    الإسلام كنظرية نقدية:

    لقد عرضنا في المدخل، مفهوم النظرية النقدية وبعض مدارسها في الغرب، دون التعرض لتقويمها.. وكان غرضنا، من ذلك، إعطاء تصور عام لمفهوم النظرية النقدية في الغرب، والإشارة للأسس العقلانية التي تقوم عليها الحضارة الغربية، التي تمثل الواقع الحضاري السائد، كما أنها هي موضوعنا الأساسي، في الدراسة التي سنجريها حول مقارنة الإسلام بالفلسفات والأديان والأفكار الأخرى.
    إن نقطة الانطلاق، والقضية الأساسية، بالنسبة لأي نظرية نقدية، هي الأساس الذي تقوم عليه.. وهذا الأساس لابد من أن يقوم على تصور مبدئي للكون، وللطبيعة البشرية.. وعلى هذا التصور تنبني النظرة الأساسية، لطبائع الأشياء، ومنها: طبيعة العقل نفسه، الذي هو وسيلة النقد والتقويم الأساسية.. فصحة النظرية النقدية، تتوقف على صحة الأساس - الأنطولوجي والمعرفي - الذي تقوم عليه.. وهذا يقتضي أن نعطي تصور الإسلام، كم نراه في هذين المجالين بصورة موجزة.
    الأساس الذي يقوم عليه التصور الإسلامي، في جميع المجالات، هو (التوحيد)، وهذا الأساس هو الذي يميزه، عن جميع الأديان، والفلسفات، والأفكار الأخرى كم سنرى.. والتوحيد، يتعلق بتصور طبيعة الكون، وقانونه، وغايته، وبطبيعة النفس البشرية، وطبيعة العقل.. كما يتعلق بالحياة وغايتها وضوابط السلوك فيها.. فالتوحيد يرد جميع الأمور الى أصل واحد.. ونحن لما كنا، هنا، معنيين، بالجانب المتعلق بالنظرية النقدية، فقط، فسنشير، فقط، الى قضايا التوحيد المتعلقة بهذا الجانب، ولكن الجوانب الأخرى، ستضح من خلال المقارنات التي سنجريها.. ومن أهم قضايا التوحيد التي تعنينا هنا، قضية وحدة الفاعل، فعليها يقوم إطار التوجيه، ونموذج الإرشاد الذي عليه يقوم تقويمنا، ونقدنا للأفكار، وللواقع.. كما عليها أيضا، يقوم منهج السلوك، الذي بالعمل وفقه، يستطيع العقل ترويض نفسه، بالصورة التي تعطيه المقدرة على التمييز بين قيم الأشياء..
    القرآن ووحدة الفاعل:

    إذا نظرنا للفلسفة الماركسية، مثلا، نجد أنها في نظرتها النقدية، تعتمد اعتمادا كليا، على المادية الديالكتيكية، وتطبيقها على المجتمع، في: التطور المادي للتاريخ.. وهذا بالنسبة لها، يشكل الأساس، الذي عليه تنبني ايجابياتها، وسلبياتها.. ولا يكون هنالك اختلاف بين الماركسيين، فيما بينهم، إلا في فهم هذا الأساس، والمقدرة على استخدامه، في تقويم القضايا المختلفة.. وصحة الماركسية، وخطئها، بصورة عامة تتوقفان على صحة أو خطأ هذا الأساس الذي يشكل المرجع لها.. أما بالنسبة للإسلام فالقرآن هو الأساس والإطار المرجعي الشامل.. والقرآن كله يقوم على مبدأ (التوحيد) .. وقاعدة التوحيد، في التصور النظري، وفي الجانب السلوكي التطبيقي، هي (وحدة الفاعل)، وهي تعني: لا فاعل لكبير الأشياء ولا لصغيرها إلا الله.. وهذا هو معنى كلمة التوحيد (لا إله إلا الله).. وحول كلمة التوحيد هذه يدور القرآن كله.. وعلى ترسيخها في الفكر، وفي الحياة، يقوم السلوك الديني عند الأفراد.. ومستويات التوحيد الأخرى تتبع.
    القرآن كلام الله - هذا لا خلاف حوله بين جميع المسلمين - لكن الاختلاف بين المسلمين، حول دلالاته، واسع جدا.. وكل الاختلاف في هذا المجال، هو اختلاف في مفهوم التوحيد، وفي تحقيق التوحيد.. الله تعالى، في ذاته، لا يتكلم بجارحة، ولا يتكلم بلغة، عن ذلك تعالى الله علوا كبيرا.. وإنما كلامه، في الحقيقة خلق.. فالأكوان جميعها، مخلوقة له تعالى، فهي كلماته.. والكون جميعه، هو كتابه.. أما القرآن، بين دفتي المصحف، فهو صورة لفظية وصوتية وعلمية، لكلام الله.. وهو قد جعل في هذه الصورة، ليتيسر الفهم لنا نحن البشر، الذين نفهم عن طريق العقول، والتي هي بدورها تفهم عن طريق اللغة.. ففي ذلك يقول تعالى: (إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون * وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم).. فالأكوان هي تنزل الله لمنطقة الفعل - هي تجسيد إرادة الله - هي قدرته.. والإرادة والقدرة متنزلتان عن العلم، ولذلك يمكن القول أن الأكوان هي علم الله متجسدا.. وهذه الحقيقة التوحيدية، هي جوهر علاقة الفكر بالواقع!! وقد عبر الأستاذ محمود عن هذه الحقيقة بقوله: "من مادة الفكر صنع العالم".. "فالعالم هو تجسيد علم الله - هو تجسيد فكر العقل الكلي، المحيط، والمطلق، في ذلك - وإنه لحق أن العالم قد صنع من مادة الفكر، ومن أجل ذلك جاءت كرامة الفكر.. ولم يجعل الله هاديا في شعاب ظلمات العالم غير نور العقل القوي الفكر.. وإنما من أجل تقوية الفكر أرسل الله الرسل، وأنزل القرآن، وشرع الشرائع.. قال تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر، لتبين للناس ما نزل إليهم، ولعلهم يتفكرون).. فكأن العقل، إذا روض، وأدب بأدب الشريعة، وأدب الحقيقة، (أدب الوقت) أصبح شديد القوى، دقيق الفكر، نافذه.. ".. فالأكوان، وأحداثها، في جميع أحوالها، وفي صيرورتها السرمدية، هي كلام الله الخلقي.. والقرآن بين دفتي المصحف هو قصة هذه الأكوان مصبوبة في قوالب اللغة العربية، لعلّة أن نعقل عن الله (لعلكم تعقلون)، كلامه في الأكوان - القرآن الخلقي - وفي القرآن بين دفتي المصحف.. وسبيلنا الى ذلك أن نتخلق بالقرآن.. وسبيلنا إلى التخلق بالقرآن هو تقليد المعصوم عليه أفضل الصلاة، وأتم التسليم، والذي (كانت أخلاقه القرآن) .. بذلك أصبح عندنا، ثلاثة صور للقرآن: الصورة الأولى، الطبيعة وأحداثها - القرآن الخلقي - والصورة الثانية، القرآن بين دفتي المصحف - القرآن اللفظي - والصورة الثالثة، القرآن مجسدا في اللحم والدم، عند المعصوم - القرآن كحياة - ولذلك قلنا أن حياة محمد صلى الله عليه وسلم، هي مفتاح القرآن.. القرآن بين دفتي المصحف هو جماع التجربة الدينية وخلاصتها النهائية، ولذلك به ختمت النبوة.
    وما يعنينا هنا، ونحن نتحدث عن النظرية النقدية في الإسلام، هو أن القرآن هو الأساس المتين الذي تقوم عليه هذه النظرية، سواء في نقد الفكر، أو نقد الواقع - وكلاهما فكر!! فالقرآن هو الميزان الذي وفقه يتم التمييز الدقيق بين قيم الأشياء.. يقول تعالى، في ذلك: (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق، مصدقا، لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه..).. فالقرآن مهيمن، على كتاب الأكوان وأحداثها جميعها، لأنه صورة لها.. وأحداث الأكوان هذه تشمل جميع الكتب، التي خطها، أو يمكن أن يخطها بشر!! فهي لا تخرج عن القرآن الخلقي، أو بمعنى آخر لا تخرج عن فعل الله، الذي لا فاعل في الوجود غيره تعالى.
    وهذا يقودنا إلى موضوع وحدة الفاعل - وقد جعلنا عنواننا الجانبي القرآن ووحدة الفاعل - قلنا في بداية حديثنا، هذا، إن وحدة الفاعل هي أهم قضايا التوحيد التي تعنينا هنا، لأن عليها يقوم إطار التوجيه، ونموذج الإرشاد، الذي عليه يقوم تقويمنا، ونقدنا، للأفكار وللواقع.. وكلمة التوحيد في الإسلام هي: "لا إله إلا الله" وهي تعني أن الله هو الإله.. والإله تنزل الله الى مرتبة الفعل، ولذلك هي تعني: لا فاعل لكبير الأشياء ، ولا لصغيرها إلا الله.. فكلما يدخل في الوجود هو فعل الله.. فالله تعالى هو وحده الموجود بذاته، وكل من عداه، وما عداه موجود به تعالى - قيوميته بالله، لا بذاته - وهذا يعني أن الحقيقة واحدة هي الذات الإلهية المطلقة، وكل ما في الوجود هو مظهر لها، وتعبير عنه.. فالمعنى، الجامع والشامل، لكل الوجود، هو الله.. فكلمة معنى، تعني ما يشير إليه الشيء، ويدل عليه.. فكل شيء في الوجود، يشير الى الله، ويدل عليه، وهذا هو تسبيحه (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم).. فالقضية الأساسية في المعرفة في الإسلام، هي: الحقيقة من حيث الوجود واحدة!! ومن هذه الحقيقة يتبع ، أن الفاعل الحقيقي في الوجود واحد.. وأمر وحدة الفاعل هذه، هو أمر الإسلام كله!! فالإسلام، يعني الاستسلام لله.. فالوجود في الحقيقة، كله مسلم لله، خاضع لإرادته، كان ولا يزال، ولن ينفك، يقول تعالى، مثلا: (أفغير دين الله يبغون، وله أسلم من في السموات والأرض، طوعا، وكرها، واليه يرجعون).. ولكن الوجود دون مستوى الإنسان غير واع بهذا الإسلام، فهو مسلم كرها.. وبدخول الإنسان، ودخول العقل، في المسرح أحدث مسألة أساسية هي ظهور الإرادة البشرية.. وأصبح الإنسان يتوهم أنه صاحب إرادة مستقلة، بالترك وبالعمل.. وأصبحت هنالك إرادتان: الإرادة الإلهية المحققة، والإرادة البشرية، المتوهمة.. وقد جاء الإسلام الخاص - إسلام العقول - من لدن آدم، والى محمد عليهم جميعا أفضل الصلاة، وأتم التسليم، كخطاب للعقل، ليسوقه عن رضا وقناعة، ليسلم إرادته المتوهمة، للمريد الواحد، فتصبح بذلك ، إرادة حقيقية، لتطابقها مع الإرادة الحقيقية.. فبظهور العقل، بدأ تصور التعدد، والثنائية، التي بدأت ببروز الخلق.. وأصبحت هنالك الحقيقة كما هي في الواقع، والحقيقة كما يتصورها العقل، ومن هنا جاء مصطلح الحقيقة والشريعة، الذي سبق أن تحدثنا عنه..
    فالمسلم، عندما يتعامل، مع أي شيء في الوجود، لا يتعامل مع شيء خارج الإسلام، بمعناه العام أو بمعناه الخاص، وهذا من وجوه معنى أن القرآن مهيمن على كل كتاب - على كل شيء!!
    فالقرآن كله، يدور حول (لا اله إلا الله) فهي (خير) ما في القرآن، وتسوق الى (أعظم) ما في القرآن - الله - وهي الميزان الذي جاء به القرآن، وعليه يقوم أساس النقد في الإسلام، والى ذلك الإشارة بقوله تعالى: (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات، وأنزلنا معهم الكتاب والميزان، ليقوم الناس بالقسط)، فالميزان هنا، هو ميزان (التوحيد)، الذي شعاره (لا اله إلا الله)، وقد جاء بها جميع الرسل، قال المعصوم: "خير ما جئت به أنا والنبيون من قبلي (لا اله إلا الله) "
                  

01-18-2015, 06:16 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)



    محاولة للتعريف بأساسيات دعوته (3)

    الحق والباطل:

    إن القضية الأولى، والأساسية، بالنسبة للنظرية النقدية في الإسلام، هي أن الحقيقة واحدة، هي الذات الإلهية - وهذه الحقيقة التوحيدية الكبرى، تفيد بأنه تعالى، مرجعية كل شيء في الوجود.. فمن هذه الحقيقة ينبثق كل شيء، واليها يعود.. فالوجود مصدره واحد، وطبيعته واحدة، وقانونه واحد، وطريقه واحد، ومصيره واحد.. هذه (الوحدة) هي أهم ما يميز التصور الإسلامي.. وعندما نأتي لمناقشة الحضارة الغربية، سنرى، أن جميع مشاكلها الكبيرة، ناتجة عن الربكة والقصور، في تصورها للحقيقة.. والخلل، في أي قضية من قضايا هذه الحضارة، مرجعه الأساسي، للقصور، والخلل المبدئي في تصور الحقيقة!!
    وبما أن الحقيقة واحدة، وهي مصدر الوجود الحادث، كله، فإن الباطل المطلق لا وجود له.. الباطل المطلق لا يدخل الوجود.. فالباطل باعتبار الحقيقة - اعتبار وجهة نظر الله للوجود - لا وجود له!! وإنما وجود الباطل وجود عقلي، يقوم على ظاهر الأشياء.. كما سبق أن قررنا أن كل شيء يدخل الوجود، إنما يدخل بإرادة الله، وإرادة الله حق، يقول تعالى: (وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا، ذلك ظن الذين كفروا، فويل للذين كفروا من النار). فالسموات والأرض حق في ذاتها، وخلقت بالحق، فالباطل هو الوجه البعيد عن الحقيقة، والحق هو الوجه القريب منها.. فالكفر، مثلا، دخل بإرادة الله (من آمن فقد آمن بقضاء وقدر، ومن كفر فقد كفر بقضاء وقدر).. فالكافر (مسلم)، من حيث الإسلام العام، الذي لا يخرج عنه خارج، ولا يشذ عنه شاذ!! ولكنه كافر من حيث الشريعة.. والحق هو القانون الذي يسير الله تعالى به الوجود إليه.. وهو، هو الإرادة الإلهية.. يقول تعالى: (وما خلقنا السموات والأرض، وما بينهما، إلا بالحق، وأجل مسمى، والذين كفروا عما أنذروا معرضون) أو يقول: (وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين * ما خلقناهما إلا بالحق، ولكن أكثرهم لا يعلمون).. فالوجود كله، خلق الله، وخلق الله لا يكون لغير حكمة.. وهذه الحكمة هي الحق وراء الباطل في أيّ صورة من صوره. وهذه الحكمة أيضا، هي الحق وراء الشر والعذاب في أيّ صورة من صورهما.. فالحق نسبي، والباطل نسبي، وهما يأخذان نسبيتهما من قربهما أو بعدهما عن الحقيقة وهما مقيدان بحكم الوقت.. فكل حق، هو حق بالنسبة لوقته، فإذا جاء حكم وقت جديد، أصبح باطلا، وانتقل الحق إلى ما هو أكمل منه، حسب حكم الوقت الجديد.. والحق والباطل مرتبطان بما ينفع الناس أو يضرهم.. وما ينفع الناس أو يضرهم، مرتبط بقانون الوحدة - مرتبط بخيري الدنيا والأخرى معا.
    من كل ذلك، نخلص إلى أن الله تعالى، هو الفاعل الحقيقي، لكل ما يحدث في الوجود.. وهو تعالى، يفعل بذاته، ويفعل بالأسباب.. وفعله بالأسباب، يعني أن هنالك فاعل مباشر.. والنظرة التي تقوم على التوحيد تقتضي رؤية الفاعل الحقيقي والفاعل المباشر في وقت واحد.. وهذا هو موضوع السببية وهو أهم مواضيع الفكر البشري، في جميع مجالاته، في الدين، وفي الفلسفة، وفي العلم، وفي الفكر، وفي الحياة.. ولما كان فعل الله تعالى في الوجود، لا يكون إلا لحكمة، فإن كل ما يحدث في الوجود له غاية محددة، ولا شيء على الإطلاق يحدث صدفة، أو لغير غرض أو حكمة.. وهذا هو موضوع الغائية الكونية، وهو موضوع المعرفة الحقيقية، وعليه ينبني كل شيء، فيما يتعلق بالقيم والأخلاق بالذات، كما عليه ينبني مفهوم النظرة التاريخية التي وفقها يتم إحقاق الحق وإبطال الباطل - كما سنرى.. وأهم ما يعنينا هنا، عن الغائية الكونية، هو أن الإنسان، في الإسلام، هو الغاية، من جميع الأكوان، ومن جميع ما يجري فيها.. فالكون كله مسخر لإنجاب الإنسان (وسخر لكم ما في السموات والأرض، جميعا منه..) وهذا ينطبق على الإنسان نفسه، فغايته هي نفس الغاية الكونية، وهي تحقيق إنسانيته.. وعلى ذلك، فإن غاية الأكوان وغاية الإنسان، هي غاية واحدة.. وتحقيق إنسانية الإنسان، يعبر عنها في الإسلام بصور مختلفة.. ومن ذلك، أنها تعني، رجوع الإنسان إلى المقام الذي عنه صدر، وهو صورة (أحسن تقويم)، التي كانها في الملكوت، في عالم الأرواح، يحققها هنا في عالم الأجساد..وهذا يعني العودة إلى الفطرة الأساسية التي فطره الله عليها (فطرة الله التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم، ولكن أكثر الناس لا يعلمون).. وهذه الفطرة ثابتة، لا تتغير، وهذا معنى قوله تعالى: (لا تبديل لخلق الله) ولكنها تتغطى وقد تغطت بالفعل، عبر التجربة في صراع الحياة.. ووظيفة المنهاج في الإسلام، هي إزالة الحجب التي حجبت الإنسان عن فطرته الأصيلة، حتى يتمكن من الرجوع إليها.. وهذه هي وظيفة القرآن، ووظيفة، منهاج (طريق محمد) عليه أفضل الصلاة، وأتم التسليم.. وتحقيق إنسانية الإنسان، يعبر عنها أيضا، بتحقيق، خلافة الإنسان لله في الأرض، والتي قال عنها تعالى: (إني جاعل في الأرض خليفة).. ويعبر عنها، بتحقيق العبودية لله.. فكل هذه المعاني، تعبر عن موضوع واحد، من زوايا مختلفة.. وتحقيق إنسانية الإنسان، إنما تكون بالترقي في الفكر، وفي القيم، وفي الحرية، طلبا لتحقيق الحياة الإنسانية، والفكر، والقيم، والحرية، في الإسلام، هي أيضا وجوه مختلفة، لموضوع واحد، ولا يمكن الفصل بينها - وهذا ما سيتم بيانه لاحقا.
    وأكبر نقائص الحضارة الغربية، والنقص الذي يقضي عليها بالفشل النهائي، هو أنه لا توجد فيها أي غائية كونية!! وهذا ما جعل هنالك، خللا، وقصورا، في جميع قضاياها الأساسية، خصوصا في مجال القيم، فمن المستحيل أن تكون هنالك مرجعية ثابتة للقيم، دون وجود غائية كونية، وهذا ما سنبينه، في موضعه، عند نقد الحضارة الغربية.. وحتى السببية، فإن تصور الحضارة الغربية لها، قاصر أشد القصور، فهي تهمل السبب الحقيقي، وتتعامل فقط مع الأسباب الظاهرة.. وحتى الأسباب الظاهرة، تصور الحضارة الغربية لها، تصور مضطرب جدا.. وسنرى ذلك بصورة خاصة، عندما نتحدث عن السببية في العلم المادي التجريبي، والذي هو من أهم أطر المرجعية، في الحضارة الغربية..
                  

01-18-2015, 06:17 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    محاولة للتعريف بأساسيات دعوته (4)
    إطار التوجيه والنقد الذاتي :

    النقد أمر طبيعي، وتلقائي، بالنسبة للعقل.. فحياة الكائن البشري كلها، تقوم على تمييز العقل بين قيم الأشياء، والسلوك وفق هذه القيم. ولكن هذا، لا يجعل كل إنسان، صاحب تفكير نقدي، بالمعنى الاصطلاحي.. فالتفكير النقدي هو التفكير الذي يقوم على نظرية في الكون، توجه الفكر، وتعطيه الموازين، التي يزن بها قيم الأشياء بدقة، ويحدد وفقها الوسائل والغايات، ويحدد الصحيح من الخاطئ، والحق من الباطل، والنافع من الضار، بالصورة التي تعين على توجيه العمل البشري، الوجهة الصحيحة المطلوبة، وتعين على خلق إطار عام، يجعل الحوار بين البشر ممكنا.. هذه النظرية عند الماركسية، مثلا، هي المادية الديالكتيكية، وفي الإسلام هي التوحيد.. ولكن هنالك، صورة من النقد السلبي، الذي يقوم على مجرد معرفة الأخطاء، وتصحيحها، مثل هذا التفكير، هو ما نجده عند كارل بوبر، وهو نقد لا يصلح إلا في إطار محدود، هو إطار العلم المادي التجريبي.. وحتى في هذا المجال، هو يقوم على إطار paradigm توجيه .. العقل لا يمكن أن يعمل دون إطار توجيه، يحدد وفقه أسس الخطأ والصواب، والضار والنافع.. قد يكون هذا الإطار صحيحا أو خاطئا.. وقد يكون واضحا ومحددا، عند صاحبه، أو غير واضح ولا محدد، لكنه في جميع الحالات هو موجود، حتى عندما يكون هذا الإطار، هو مجرد المصلحة الذاتية، التي يقيس وفقها عقل الفرد، ما هو صحيح وما هو خاطئ، وما هو نافع وما هو ضار.. فلذلك ليست القضية نظرية أو لا نظرية، وإنما القضية: أي نظرية!؟ فالنقد، بل والتفكير كله، تتوقف صحته، من خطأه، على صحة أو خطأ النظرية، التي توجه العقل، وتعطيه الموازين التي يزن عن طريقها الأشياء، ويحدد قيمتها.. ومن هنا، تأتي الأهمية القصوى للنظرية و إطار التوجيه، الذي تعطيه للفكر والحياة، فصحة التفكير وخطأه، وصحة النقد أو خطأه، يعتمدان، بصورة جوهرية، على صحة النظرية أو خطئها.. وصحة النظرية - أي نظرية - تتوقف على تصورها لطبيعة الكون، والقانون الذي يحكمه، وعلى الطبيعة البشرية، وانعكاس ذلك، على تحديد علاقة الفرد بالكون، وعلاقة الفرد بالمجتمع..
    والحضارة الغربية، على الرغم من أنها، لا تقوم على مذهبية واضحة، ومحددة، إلا أنها تقوم على إطار توجيه، لا يخرج من القضايا التالية:
    1/ الطبيعة المادية: وهي تمثل إطار التوجيه العام الأساسي.. فالحضارة الغربية، بصورة عامة، تقوم على غلبة التصور المادي للكون.. وغلبة التصور المادي للحياة.. وهذا لا يعني بأية حال، الغياب التام للجانب الروحي - هذا في تقديري أمر مستحيل - وإنما يعني أن الغلبة والهيمنة للتفكير المادي والحياة المادية.. وحتى لو كانت هنالك أغلبية تؤمن بالله، وبالدين، وبالقيم الروحية، فإن هذا الإيمان دوره ضعيف جدا في توجيه سلوك الناس وتفكيرهم، حتى بالنسبة لأولئك الذين ينتمون للأديان السماوية الكبرى مثل الإسلام، والمسيحية، واليهودية.. فجميعهم يغلب على تفكيرهم وسلوكهم الجانب المادي.. فالعبرة بالإطار الذي يوجه التفكير والسلوك، في الحياة اليومية، وهذا قطعا، بالنسبة للحضارة السائدة، ليس الدين وقيمه، وإنما هو المادية.
    2/ العلمانية: العلمانية تقوم على توكيد الحياة الدنيا، وتوكيد العقلانية وحرية الفكر، بمعنى أن يكون العقل هو الحكم الفيصل في كل قضايا الفكر والمعرفة.. وأن يكون العقل حرا، في تناول هذه القضايا، دون حجر عليه، ودون الحاجة للاعتماد على شيء خارجه.
    3/ المنهج العلمي: والمقصود به منهج العلوم المادية التجريبية.. فالعلم، ومنهجه، هو أعظم انجازات الحضارة الغربية، وهو صاحب الأثر الأكبر على تفكير الناس.. فعليه يقوم تصور الكون، والقوانين التي تحكمه.. ومنهج العلوم التجريبية، كان يعتبر، والى حد كبير لا يزال، المنهج العلمي الوحيد، وكل منهج غيره، لا يتصف بصفة العلمية.. وتطبيق هذا المنهج في الحضارة الغربية، ليس قاصرا، على مجال العلوم الطبيعية، فهو عندهم يحكم التفكير العلمي الصحيح بصورة عامة.. وهذا المنهج، هو الذي زاد من توكيد مادية الحضارة.. وتطبيقاته، وما تم عبرها من انجازات أخصبت الحياة البشرية، هي صاحب الدور الأكبر في هيمنة الجانب المادي، على حياة البشر..
    4/ اللبرالية: إن أهم الأسس التي تقوم عليها العلاقات الاجتماعية في الحضارة الغربية، هي: اللبرالية ، والديمقراطية، والرأسمالية.. وثلاثتها محكومة بأطر التوجيه المذكورة في النقاط الثلاثة، أعلاه.. واللبرالية، هي توكيد للفردية، والحرية الفردية، والملكية الفردية.
    هذه هي أساسيات إطار التوجيه في الحضارة الغربية.. وجميعها ، لها وجهها من الحق، ولكنها جميعها أيضا، تقوم على خلل، وقصور، أساسيين، بصورة تجعل الحضارة الغربية، حضارة فاسدة في جوهرها ، وهذا ما سنبينه في موضعه، عندما نتحدث عن الحضارة الغربية.. جميع مصطلحات الحضارة الغربية، الأساسية، مرتبطة، ببعض هذه الموجهات، ومحكومة بها، وينبغي النظر إليها في إطارها.. فجوانب الصحة، وجوانب الخطأ، في هذه المصطلحات، يرجع بصورة أساسية إلى إطار التوجيه، الذي يقوم على النقاط الأربعة المذكورة.. وهذا ، ما سنتناوله ، بالنقاش، عند نقد الحضارة الغربية..
    إن أهم ما نود الإشارة إليه هنا هو أن أهم ما يميز الإسلام كنظرية نقدية، إلى جانب التصور الذي يعطيه التوحيد للكون وللطبيعة البشرية، والقانون الذي يحكمهما، هو أن إطار التوجيه في الإسلام ليس تصورا خارجيا فقط، وإنما هو أساسا تحقيق داخلي!! فالتوحيد، الذي هو إطار التوجيه الأساسي، هو صفة الموحد (بكسر الحاء) - صفة الإنسان. وهذا يجعل الميزان الذي وفقه تتحدد قيم الأشياء ليس هو العقل الخام - العقل المجرد - كما هو الحال، عند جميع النظريات النقدية الأخرى، وإنما هو عقل المعاد.. وعقل المعاد، هو نفس عقل المعاش، ولكن بعد أن يتم تأديبه، وتهذيبه، عن طريق المنهاج، منهاج (طريق محمد) عليه أفضل الصلاة، وأتم التسليم.. وهذا التهذيب عمل في النقد الذاتي، وفقه يتم الانتقال من عقل المعاش إلى عقل المعاد، والتسامي في مراقيه..
                  

01-18-2015, 06:18 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    محاولة للتعريف بأساسيات دعوته (5)

    النقد الذاتي هو أساس النقد وجوهره :

    النقد الذاتي، في الإسلام، هو عمل دائم، يستوعب الحياة جميعها، في كل تفاصيلها.. والى ذلك الإشارة بقوله تعالى، لنبيه: (قل إن صلاتي، ونسكي، ومحياي، ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت، وأنا أول المسلمين).. والنقد الذاتي وسيلة لتحقيق كمال حياة الفكر، وحياة الشعور.. هو وسيلة لتحقيق إنسانية الإنسان.. وهذه هي غاية الإنسان، وغاية الأكوان.. وقد سبق أن ذكرنا، أن في الإسلام، ليست هنالك غاية في ذاتها إلا الإنسان.. وكل شيء في الوجود، إنما هو وسيلته.. فتحقيق إنسانية الإنسان هو جماع التكليف الديني، في جميع أكوان وجود الإنسان.. في هذه الحياة الدنيا، وفي دنيا البرزخ، وفي النار، وفي الجنة.. والنقد الذاتي، الذي يقوم عليه منهاج (الطريق)، غرضه تحقيق هذه الغاية.. فالسالك وفق هذا المنهاج، عمله يكون صحيحا، بالقدر الذي به يتغير في اتجاه تحقيق إنسانيته، فإذا لم يحدث التغيير المطلوب، أو توقف من النمو، فلا بد أن هنالك خطأ ما، في تطبيق المنهاج، فعلى السالك تصحيح هذا الخطأ، عن طريق النقد الذاتي، والذي يقوم على معرفة عيوب النفس، ومعرفة عيوب العمل، لتصحيحهما والانطلاق في مراقي الإنسانية.. وعمل المنهاج كله، يقوم على التجربة، في الخطأ والصواب، بالصورة التي تعين العقل على القوة والاستحصاد، حتى يكون على الاستقامة، ويقود النفس إلى الاستقامة.. وبذلك يتم الانتقال المتدرج، من الحياة الحيوانية - الحياة الدنيا - نحو الحياة الإنسانية - الحياة العليا أو الأخرى.. أو من النفس الأمارة بالسوء إلى النفس الكاملة.. وقد سبق أن ذكرنا أن الإنسان، ما دامت تسيطر عليه صفات الحيوان، خضع لها أو قاومها، فهو في الحياة الدنيا.. فالحد الأدنى، من تحقيق إنسانية الإنسان هو تجاوز صفات الحيوان، بصورة تامة.. وهذا يعني، ضمن ما يعني، أن يكون ما يسير الإنسان في جميع حياته، الفكر، بدل الغريزة التي كانت تسيره في مرحلة الحيوانية.. فالإنسان، هو برزخ بين الملائكة والأبالسة، وهو نقطة التقاء النور والظلام - العقل والشهوة - وقد أمر العقل في الإنسان، بترويض الشهوة.. وعلى هذا قام التكليف، وبه ظهر الإنسان.. فإنسانية الإنسان تحدد بدخول ( القيمة) في حياته.. تلك القيمة التي جعلته يفارق خط الحيوان، حيث الغرائز والشهوات هي التي تسيره، إلى خط الإنسان، حيث الغرائز تخضع لسيطرة وتوجيه العقل.
    فالنقد الذاتي يهدف، أول ما يهدف إلى تحرير الفكر.. فالنفس العليا التي أشرنا إليها، إنما هي النفس الخاضعة في شهواتها لمقتضيات العقل القوي المستحصد.. والنقد الذاتي، الذي يقوم عليه المنهاج، إنما هو عمل في إعانة العقل على هذه القوة والاستحصاد.. ولكي تتحرر النفس من ربقة الحيوانية، وتستقيم، لا بد أن يستقيم العقل أولا، حتى يفكر التفكير المستقيم.. فالفكر مؤوف بآفات لا حصر لها، وسببها جميعها، الخوف.. والطمع طرف من الخوف.. والهوى صنو الخوف.. وعمل المنهاج هو التخلص من آفات الفكر، بالتخلص من الخوف، ومن اتّباع الهوى .. فالمنهاج كله عمل في ترويض العقول على دقة التفكير.. يقول الأستاذ محمود: "وإنما من أجل رياضة العقول على أدب الحق وأدب (الحقيقة)، حتى تقوى على دقة التفكير ، جاء الإسلام، وأنزل القرآن، وشرعت الشريعة.. فأنت إذا سُئلت عن الإسلام فقل لهم: انه منهاج حياة، وفقه تراض العقول، لتقوى على دقة التفكير.. والله تبارك وتعالى، يقول في ذلك: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون).. قوله تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر) يعني القرآن المحتوي على الحقيقة، كلها، وعلى الشريعة كلها .. الحقيقة التي أعلى من مستواك، والحقيقة التي في مستواك، والحقيقة التي في مستوى أمتك.. وعلى الشريعة التي هي في مستواك، والشريعة التي في مستوى أمتك - قوله تعالى: ( لتبين للناس ما نزل إليهم) يعني لتفصل لهم الشريعة التي يحتاجونها، وطرفا من الحقيقة التي يطيقونها، مما يزيد في فهمهم، واحترامهم للشريعة.. قوله تعالى (و) من قوله تعالى: (ولعلهم يتفكرون) يعني مرهم أن يعملوا بالشريعة، بعقول مفتوحة، وقلوب حاضرة.. قوله تعالى: (لعلهم يتفكرون) هو المعلول، وراء كل العلل، والمطلوب وراء كل المطالب، والمقصود وراء كل المقاصد.. يتفكرون في ماذا؟ في السماوات والأرض؟ لا!! ليس فحسب!! فإنما هذا تفكير مقصود لغيره.. مقصود بالحوالة!! أما التفكير المقصود بالأصالة فهو تفكيركم في أنفسكم.. قال تعالى: (وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ!! أَفَلا تُبْصِرُونَ؟؟)" ..
    منهاج (الطريق) كله، في عباداته، وفي معاملاته، يقوم على (التقوى)، التي تثمر (الفرقان) .. والفرقان هو التفكير الدقيق، والتمييز السليم، بين قيم الأشياء، وهذا هو ميزان النقد.. وهذا ما جعلنا نقول، أن النقد الذاتي هو أساس النقد وجوهره.. يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ، إِن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً، وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ، وَيَغْفِرْ لَكُمْ، وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) قوله تعالى: (يجعل لكم فرقانا) يعني يجعل لكم مقدرة في عقولكم بها تفرقون بين الحق والباطل.. يعني يجعل لكم مقدرة في عقولكم، بفضل التقوى، بها تقوون على التفكير الدقيق، والتمييز السليم.. فالتقوى (شجرة) والفرقان (ثمرة) .. وكلما تدق التقوى، يدق الفرقان، ويقوى.. والتقوى مستويات، والفرقان مستويات.. وأغلظ مستويات التقوى ما يكون عند المؤمن العادي، وهو مستوى الحلال البين والحرام البين.. ثم يتم التسامي في مراقي التقوى، بصورة منهجية، إلى مرتبة الورع، فصاحب اليمين، فالبر، فالمقرب، ثم صاحب الاستقامة، وهو يقابل النفس الكاملة.. وليس للكمال نهاية، وكذلك ليس للاستقامة نهاية.
    إن غرض النقد الذاتي، الذي يجري بهذه الصورة التي ذكرناها، هو ترويض العقول على التواضع، وعلى المحايدة، وعلى البراءة من الغرض، حتى تستطيع أن ترى حقيقة الأمر على ما هو عليه، وبذلك تملك الميزان الدقيق والسليم، الذي به تزن قيم الأشياء، دون أي تدخل، من الذات يفسد هذا الوزن، بعد أن تكون الذات قد تخلصت، بفضل الله، ثم بفضل العمل بالمنهاج، من كل الانحيازات.. وهاهنا يكون الفكر، ليس تعملا، وإنما هو طبيعة، قد تصفت من جميع أسباب التواء الفكر، وضعفه، وقلته..
    نحن هنا لسنا بصدد التفاصيل فيما يتعلق بالنقد الذاتي، كما هو في منهاج (الطريق)، وإنما أردنا فقط توكيد أهمية التربية العقلية السليمة، التي يقوم عليها الإسلام، كنظرية نقدية.. وهذا، أمر غائب تماما، في جميع النظريات النقدية الأخرى، الأمر الذي أدى، ويؤدي إلى اضطرابها وعجزها.. ومن يحب أن ينظر في التفاصيل، نحيله إلى كتاب (تعلموا كيف تصلون)..
                  

01-18-2015, 06:46 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    الهوس الديني يهدد أمن ووحدة الشعوب
    January 16, 2015
    د. مصطفى الجيلي
    الهوس الديني الإسلامي هو الخطر العالمي اليوم الذي يتصدر الصفحات الأولى من كل صحف العالم تقريبا.. ذلك ما قال الأستاذ محمود محمد طه، منذ ما قبل السبعينات.. قال أن الهوس الديني ليس خطر محلي وإنما سيكون خطرا عالميا.. أحد تلاميذه الكبار علق فيما بعد، قائلا: (والله ما فمهت كلام الأستاذ عن عالمية الهوس الديني إلا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001)..
    في السبعينات، قاد الأستاذ محمود حملة مكثفة ضد نشاط الأخوان المسلمين، وكتبت ثلاث أجزاء متتابعة في العام 1978 باسم “هؤلاء هم الأخوان المسلمون”.. وتم عمل مكثف في التوعية بهذا الأمر بتوزيع الكتب وبالشرح والنقاش مع المواطنين في الشوارع والأسوق وفي الحارات والقرى وفي الجامعات والمدارس والمكاتب، عبر المحاضرات وأركان النقاش وخلال المعارض وحملات الكتب.. ولكن لم يفهم الشعب السوداني، الرسالة، وقتها..
    كنت قد أوردت، في مقال سابق نشر في نوفمبر 2013على هذه الصحيفة باسم “الأخوان المسلمون بين سرعة الضمور والاقتلاع من الجذور”، ما نصه: (عادة كانت تتم جلسات مسائية في مركز الحركة في بيت الأستاذ محمود في أمدرمان ينقل فيها الأخوان الجمهوريون ما يتم خلال نشاط اليوم المعين ويستعرضون فيها انطباعات الناس وردود أفعالهم.. وقد تم في احد تلك الجلسات نقل انطباع لأحد المواطنين فيه استهانة بالأمر كله، قائلا “هم الجمهوريين ديل ما عندهم شغل غير الأخوان المسلمين؟؟”.. حين نقل هذا الإنطباع، كان مثل الإشارة لحدوث تغيير جذري في خط العمل.. علق الأستاذ على تلك العبارة بقوله – بما معناه— “أنا أعتقد أن العمل الذي قمتم بها جيد، وإن شاء الله ربنا يقبله وستجدوا بركته.. وهذه الكتب ستعمل عملها إن شاء الله حتى لو بقيت فوق الرفوف، فالعمل أصلا عمل روحي”.. ثم قال “لكن العبارة التي قيلت هي إشارة لنوقف العمل عند هذا الحد.. العبارة تعني أن السودانيين ما فهموا لغة الكلام وهو إيذان بأن الله حيكلمهم بلغة الفعل.. ودا بيعني أنه تتنازلوا للأخوان المسلمين وتدوهم فرصة ليحكموا بأنفسهم لأنهم هم أفضل من يعرف نفسه بنفسه”.. ومن يومها توقفت تلك الحملة المكثفة وصار مفهوما أن الأخوان المسلمين سيستلمون السلطة وعلى الجمهوريين الإمتثال لهذه الحكمة التعليمية الصعبة للشعب السوداني.. و جاء كلام “السوفات السبعة” المنتشر كثيرا في أوساط المثقفين.. . السؤال الآن هو: هل وعي السودانيون هذا التعليم الإلهي أم ما زالوا يحتاجون لبعض الزمن ليفهموا؟؟) انتهى الاقتباس..
    ثم صدر كتاب “الهوس الديني يثير الفتنة ويهدد أمن الشعوب” وهو كتاب كأنما كتب عن أوضاع العالم الاسلامي اليوم.. اليوم، الهوس الديني قضية كوكبية، لا تهدد فقط أمن وسلامة الشعوب المسلمة، وإنما تهدد أمن وسلامة كل شعوب الكرة الأرضية.. داعش والقاعدة معروفة التطرف والهوس الديني، ولكن تفجيرات العراق يعود جلها لاختلاف السنة والشيعة.. والاختلاف بين الجيش الحر وداعش في سوريا ليس غير اختلاف عقائد.. ثم أن جذوة الحرب الاسرائيلية الفلسطينية هي، في المقام الأول، بين متطرفي اليهود من جانب، ومتطرفي حماس، من الجانب الثاني.. الحرب الدائرة في ليبيا واليمن ليست غير صراع ديني، كما لم تهدأ ثورة مصر العقائدية، وإن احكمت قبضتها العسكرية على معاقل التطرف..
    العمليات العسكرية، على أحسن الفروض، تكسر شوكة التطرف، ولكنها لن تحقق أكثر من ان تحيل الصراع العقائدي إلى ساحات القتال، كما حدث في العراق وسوريا وليبيا ومصر واليمن، وغيرها.. أما السودان فلا يخفى على أحد انه “رأس الهوس” كله، فقد صارت بلادنا تثير الرثاء وانموذجا مستنكرا للشعوب.. وأصبح السودان سندا يشار إليه بالبنان لكل أشكال التطرف في أنحاء الشرق الأوسط..
    أليس غريبا أن يصدر الأستاذ محمود في ذلك الزمن المبكر كتابا باسم: (الهوس الديني يهدد أمن ووحدة الشعوب).. مقطع الفيديو القصير– المرفق في الوصلة أدناه– يستعرض – باقتضاب شديد– هذا الفهم الذي كتب في الماضي ويخاطب اليوم والمستقبل.. هو خطاب يوجه للبشرية التي يلفها الخوف والحيرة بجناحها الأسود ، والذي يترجم في الحروب المستعرة بالتطرف والغل والحقد والقتل واستباحة الأعراض، وبعد أن برز واضحا عجز المنظمات الدولية والمحلية عن تقديم الحلول، وبقيت الحيرة واليأس وحدها، في الشرق والغرب..
    فالظاهرة الفريدة في كتابات وأقوال الأستاذ محمود هي هذا الانسجام والتماسك والنظر الثاقب للمستقبل، والذي يستوجب منا مراجعة كل مفاهيمنا وافكارنا.. كتب في أحد كتبه: (وهذه ظاهرة ملازمة “للدعوة الإسلامية الجديدة”.. فإنها، لما كانت تستمد من نور التوحيد، لم يحدث فيها تعارض، ولا تناقض، وإنما هو الإتساق، والإنسجام، في ظل التوحيد الضابط، وتحت راية الوحدة المهيمنة.. وذلك من فضل الله علينا وعلى الناس.. (“رسائل ومقالات الأول” 1973 : صفحة 5)..
                  

01-18-2015, 06:49 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    تحية إلى "فيل أبْرَهة"..!
    عبد الله الشيخ
    خط الاستواء

    في مثل هذا اليوم، قبل ثلاثين عاماً، أغتال الهوس الديني "زولاً طيِّب"، تحرر من ثقافة القطيع، وقال " إن الدين لا يمكن ان يعود لتنظيم الحياة فى عصرنا الحاضر ،إلا إذا استطعنا إبرازه في قمة كبيرة، تتضاءل أمامها كل إنجازات العصر الحديث"..كان قوياً وعميقاً وهو يؤكد فى البدء والخاتمة: " لا توجد قوة فى الكون، تستطيع أن تجبرني على التراجع عن كلمة واحدة قلتها "..!
    و ذات يوم قال الأستاذ لأحد تلاميذه:" أنا فيل أبْرَهة..أنا ذلك الفيل ، تأمل في وجهي"..! وقد كان "فيل أبْرَهة"، إسمه "مَحموداً"..! و هكذا يحّدثنا التاريخ،، بأن أبرهة هيأ فيله وجهّز جيشه لدخول مكّة، وكان مُصمِّماً على هدم الكعبة.. وحضر رجل إسمه نفيل بن حبيب، قام إلى جانب الفيل، وأخذ بأُذنه، و قال فيها: "إبرِك محمود، أو اقفِل راجعاً، فإنّك فى بلد الله الحرام".. ثم صعد نفيل بن حبيب إلى الجبل، وضربوا الفيل ليقوم فأبى أن يقوم ..ضربوا فى رأسه بالطبرزين، وهي آلة من الحديد فأبى .. أدخلوا محاجن في أسفل بطنه حتى أدموه ليقوم، فأبى، فوجّهوه راجعاً الى اليمن فقام يهروِّل، وجّهوه نحو الشّام فقام يهروِّل، وجّهوه نحو الكعبة فبرك"..!
    كان الرجل يعلم أنه سيعبُر باسماً ومتألقاً، فما الموت إلا تجديد لهذا الأديم.. كان يعلم أن جعفر النميري، قد جاء الى السلطة على قدر، وأن نظامه سوف يتلاشى بعد التنفيذ..كتب العركي بدر الدين السيمت فى كتابه: "وذكّرهم بأيام الله"..أنه، في يوليو من عام 1969،، أي بعد نحو شهر من انقلاب مايو، كان الاستاذ محمود محمد طه، فى مجلسه الصّباحي، يطالع العدد الجديد من الصحيفة الحائطية للطلبة الجمهوريين، بجامعة الخرطوم . وتوقف الأستاذ عند مقال بعنوان:" إنقلاب مايو حركة عسكرية، اتّخذت واجهة مدنية". وكان بالمقال معارضة صريحة لنظام مايو.. قال الأستاذ: من كتب هذا الموضوع ؟. فأجاب الدكتور عبد الرحيم الريّح ، أنّه هو كاتب الموضوع .. قال الأستاذ: " يُحذف الموضوع، ولا ينزل مع بقية مواضيع الجريدة، لأنو لما تجي المعارضة لنظام مايو، سأكون رأس الرُمح أنا..نحن مازي ناس الترابي، نرسل الطلبة للمعارك، ونقعد في بيوتنا"..!
    وبالطبع فإن الترابي ، في ذلك الوقت، لم يكن يرسل الطلبة إلى المعارك الحربية ويجلس في بيته، فقد "وقعت الواقعة" بعد ذلك في زمان متحركات الانقاذ، التي أفضت الى فصل الجنوب عن الشمال..! كما أن الأستاذ حقّق ما قال، فكان رأس الرمح عندما قدّم "للفداء"، روحه، بنفسه..! كيف لا ، وقد كان مستغرقاً مع نشيد الإنشاد، لشاعره عبد المنعم عبد الحي: " فيا سودان إذ ما النفسُ هانت..أقدِّمُ للفدا روحي بنفسي "..! وقد فعلها، لأنه لم يكن يستمع ترفاً..!
    كان يدرك أن للنميري مهمّة أخيرة، و محدّدة، لابد من منها،، وهذا ما أشارت إليه إبنته الوقورة أسماء،عندما قالت إن أباها "حقّقَ مقاماً" في ذاك الرحيل، وأنهم لا يحملون ضغينة على أحد، لأن الفاعل واحد، وكل شيئ ، فى الملك والملكوت بأمر الله، العلي القدير.. لكن يبقى سؤال للنّاس:ماذا فعل الجمهوريون، غير أنّهم حذّروا من "تشغيب" العالم بإسم الدين، ومن "فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة "..!؟
    تحية للأستاذ فى عليائه، فالأجساد مثل الملابس يمكن تبديلها، والموت الحسي هو بداية نهاية دورة، وبداية أُخرى..
    "و ما كان إلا مالَ من قلّ ماله/ وذخراً لمن أمسى وليس له ذُخرُ ــــ مضى طاهر الأثوابِ، لم تبْق روضةٌ / غداةَ ثوىَ،إلا اشْتَهتْ ، أنّها قَبْرُ"..!
                  

01-18-2015, 08:03 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    الأستاذ محمود محمد طه- فارس الميدان في يوم الرهان-

    الحقيقة كلما ضج العالم باخبار التفجيرات واخبار الهوس الديني مقرونا باسم الاسلام ، لايجد الانسان نفسه الا وهو منزعجا،ومحزونا لجميع الامر..بل حقيق بكل مسلم، ان تغض مضجعه تلك الأحداث الدامية العنيفة التي،تسبقها اصوات تكبير وذكر لنبي المرحمه، وازهاق للأرواح، واول الضحايا هم القائمين بتلك الاعمال..
    وعلي سبيل المثال وليس الحصر آخر حدثين في اليومين الماضيين ، ماحدث في نيجيريا من أعضاء ( بوكو حرام)،((هذا الهجوم وصفته منظمة العفو الدولية الخميس 15 يناير/كانون الثاني بـ"أعنف هجوم عرفته نيجيريا والتي حصدت ارواح 2500 الرجال والأطفال ، الشيوخ والنساء بما فيهم نساء في حالة ولادة. كما نسفت من المباني ماقدر بحوالي 3700)) والخبر الثاني المؤسف بحسب افادة CNN واليوتيوب في الخميس 15يناير الحالي:
    (قام تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بعملية إعدام لرجلين، أحدهما من الجنسية الكازخستانية، والآخر من الجنسية الروسية، “اعترفا بالعمل مع الاستخبارات الروسية، وإرسال معلومات عن المقاتلين الروس إليها، وتتبّع قياديين وتصفيتهم، والحصول على معلومات أخرى عن الدولة الإسلامية”، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.وقال المرصد أن “طفلاً ينتمي لداعش قد قام بتنفيذ عملية الإعدام رمياً بالرصاص، وهو حامل لأحد جنسيات جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة”.)..
    وهذا بجميعه يتم بإسم اعادة الخلافة الاسلامية، وإعادة الدولة الدينية، بتطبيق الشريعة الاسلامية في واقع الناس اليوم،بالقوة والعنف تحت مسمي الجهاد في سبيل الله، ولقد قاموا بقسمة العالم ألي دار كفر ودار أسلام !!ولذلك نشاهد الصور التي نستنكرها الان والتي تلحق بالجهاد، من الرّق والسبي للنساء واختطافهن ومنعهن من التعليم وبيعهن في الأسواق،كما يحدث لنساء ( الأيزيديين) وخلافهم من غير المسلمين الان علي أيدي داعش، ايضا مانشهد من تبادل الغنائم ،وجيوش ( الغلمان) والأطفال وغيرها من محاكاة الصور التي كانت سائدة في السابق..
    وهذا الفهم الديني المتطرف ليس قاصرا علي تلك النماذج التي أوردنا ذكرها، بل هي سمة مشتركة بين جميع تلك الجماعات المهووسة فقد شهد السودان في عُهد الاخوان المسلمين في حرب الجنوب ( ساحات الفداء) شواهد لجميع تلك الممارسات، وإذا نظرنا حولنا نجد ان وجه الشبه بين ممارسات طالبان والافغان ، القاعدة، الاخوان ، بوكوحرام وغيرهم، هو الفهم الديني الذي يعتقد ان عودة العهد الذهبي للإسلام يكون بعودة الشريعة الاسلامية...
    ولقد تصادفت تلك الأحداث مع مرور ثلاثون عاما علي ذكري الاستاذ محمود محمد طه، والذي قدم كل حياته من اجل تبرئة الدين الاسلامي من الهوس الديني، وكان وتلاميذه في الميدان ينشرون الوعي بخطورة الهوس الديني، وتخليص الدين من رجال الدين والفقهاء والسلفيين ، بكشف زيفهم وبعدهم عن أصّل الدين ومن أشهر المحاضرات التي قدمها الاستاذ محمود في هذا الصدد ( الاسلام برسالته الاولي لايصلح لانسانية القرن العشرين) 11/11 /1968 ورد فيه ((الاسلام ما محتاج لتعصب، الاسلام محتاج لفهم .. نحن اذا فهمنا الاسلام، واستطعنا أن نشرحه ونفسره ونعتنقه هو كاف بنفسه ليدفع عن نفسه وليدعو الي نفسه، والتعصب ما بيخدم الاسلام، بل الحقيقة، ما بيخدم أي قضية انسانية، لأن التعصب هو تقديم سخائم نفس المتعصب، موش فكر .. ونحن نعتقد أن بلدنا، في الوقت الحاضر، مواجه فتنة فعلا .. فتنة لأن الجهل مطلوق، والعلم مقيد .. الجهل مسلح .. الجهل رسمي عنده سلطة .. أو بيعتقد عنده السلطة .. ولذلك الحركة قائمة ضد العارفين من الجهلة .. وما أعتقد أن عبر التاريخ الا أن الأديان نكبت بأدعيائها أكثر من أعدائها )) ..انتهي
    كما بشر الاستاذ محمود بعودة الاسلام من جديد ليخدم حاجة بشرية اليوم دونما تناقض او شطط، وذلك بإعادة فهم النص،والعودة الي النصوص المنسوخة التي أرجئت لهذا الوقت وفيها مايناسب معضلات هذا العصر، والتي قوامها الحرية وتلك النصوص هي قمة الدين، وأكد علي ان الجهاد ليس أصلا في الاسلام، ووضح الفرق بالدليل ان الدين ليس هو الشّريعة، وإنما هو شريعة وزيادة.. لذلك ناهض فكرة تطبيق الشريعة الاسلامية اليوم، كما كانت في عهد الاسلام الاول، بفهم ان كل التشاريع تتنزل لطاقات الناس في وقتهم وبحسب إمكانياتهم وحاجات عصرهم ، وتشرع لهم ما يناسب طاقات مجتمعهم واحتياجات انسانه، لذلك دعي الي تطوير التشريع الاسلامي، حتي يواكب متطلبات إنسانية اليوم مهما بلغت من تطور او تقدم في اي منحي من مناحي الحياة، لكي تتم التوأمة بين الحياة المادية والروحية ..
    والحقيقة مايشهده العالم الان من فوضي دامية لتلك الجماعات الاسلامية! ماهو الا دليل علي انه لامفازة للمسلمين أليوم الا بفهم يقدم الاسلام علي انه دين ( السلام)، وان رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام هو اكبر داعية للسلام،ولايتاتي ذلك الا اذا التفت المصلحين لفكر الاستاذ محمود الذي ورد فيه مرحلية النصوص وانه هنالك نص فرعي كالذي ورد فيه الدعوه للجهاد والرق وعدم المساواة بين المراة والرجل .... الخ. كما ان في (أصّل الدين ) من التشريعات مايتضمن حقوق الانسان من المساواة الاجتماعية والاقتصادية والديموقراطية والمدنية والتعايش السلمي..
    كما انه، لابد من ان تنجلي في اذهان جميع المسلمين ان تقديس النبي صلي الله عليهم وسلم، والدفاع عنه ليس بالقتل والموت والدمار، والتشنج والهستريا الدفاعية ،واثارة العواطف..بل الدفاع عن النبي صلي الله عليه وسلم، يكون بتقليده تقليدا واعياً، وان تعاش شمائله في اللحم والدم، فيكون المسلمين خير رسل لرسولهم الكريم ، وهكذا يتم تقديم قامته الحقيقية، في أشرف صورها لكل الناس، وهو القائل (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) .. وانه رسول سلام ومحبه وخير، وكلمه ربه ( فبما رحمة من الله لنت لهم ، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ، فاعف عنهم ، واستغفر لهم ، وشاورهم في الأمر ، فإذا عزمت فتوكل على الله ، إن الله يحب المتوكلين ) صدق الله العظيم..
    وما تشهده الساحة اليوم ماهو الا عجز هؤلاء المتطرفون من مواكبة عصرهم، وعجزهم عن إبراز الاسلام كدين جاء لكي يعيش الانسان في ظله، في سلام مع نفسه ومع من حوله من الآخرين من غير المسلمين، ومن المسلمين الذين لايرون رأيهم، وما حالهم هذا الا ابلغ توصيف علي خطل الفَهْم السلفي الذي ضاق بمجاراة وقتهم هذا..
    بثينة تروس
    mailto:[email protected]@gmail.com
                  

01-18-2015, 08:50 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    محمود محمد طه: أنموذج المثقف الحر .. بقلم: د. النور حمد
    السبت, 17 كانون2/يناير 2015
    (1)
    تمر بنا، هذه الأيام الذكرى الثلاثون لحادثة اغتيال الأستاذ محمود محمد طه، بحكم قضائي معد مسبقًا، لم تتوفر فيه أدنى شروط التقاضي والعدالة. بذلك الاغتيال وصل العنف بالمخالفين فكريًا وسياسيًا، في حياتنا السياسية السودانية مداه الأقصى. وبطبيعة الحال، لم يكن ذلك هو الاغتيال الأول، فقد قتل السياسي الجنوبي وليم دينق في حادث غامض في الجنوب. وقتل كثيرون، من قبله ومن بعده، من عسكريين، ومدنيين، عقب محاكم إيجازية سريعة، لم تتوفر فيها أدنى شروط العدالة، ما يجعلها تدخل باب الاغتيال من أوسع أبوابه. غير أن الاعتداء والظلم الذي وقع على الأستاذ محمود محمد طه كان شاذًا، وغريبًا، واستثنائيًا. حوكم الرجل لأنه أصدر منشورًا ينتقد فيه ما سمي زورًا وبهتانًا "تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية". يضاف إلى ذلك، أن الأستاذ محمود كان داعية عتيدًا، من دعاة اللاعنف، كالمهاتما غاندي، ومارتن لوثر كينغ. فلم يكن في نهجه، ولم يكن في مجموعتنا نحن الجمهوريين، الملتفين حوله، ما يعدد النظام القائم. كل ما في الأمر أن صفة السلمية واللاعنف، جعلته الهدف الأقل كلفة. ولذلك تقصده نظامٌ فاقدٌ للمروءة، بعد أن انهارت كل مقومات بقائه، وأخذ في الترنح. كان هدف جعفر نميري، وقضاته "العاطبون"، كما وصفهم الدكتور منصور خالد، إلى ارتكاب تلك الفعلة الشنيعة، هو ظنهم أن تلك الفعلة ستمنحهم تأييدًا شعبيًا داخليًا، ورضىً من الدوائر السلفية الإقليمية، في حين ترسل، في ذات الوقت، رسالةً قوية في إرهاب المعارضين.فإذا بها تصبح السبب في انهيار نظامهم، بعد حوالي الشهرين والنصف.
    أود أن تكون مساهمتي في إحياء ذكرى الأستاذ محمود محمد طه، هذه المرة، منصبة في نموذج المثقف الحر، الخارج عن قبضة السلطة وملحقاتها، الذي قدمه، في طرحه النظري، وعاشه، وجسده، في كل جزئيات حياته التي عاشها،باتساقٍ نادر الشبيه. ولربما لا يعلم كثيرون، أن الوقفة الباسلة، التي وقفها الأستاذ محمود محمد طه، على منصة الإعدام، في 18 كانون الثاني/يناير من عام 1985،لم تكن سوى الحلقة الأخيرة، في سلسلة طويلة من التشمير المستمر، والمواجهات، امتدت على مدى أربعين عامًا. فهي امتدادٌ طبيعيٌّ، لنسق واحد، ظل الرجل يلتزمه،طيلة حياته الغريبة، عن مألوف حيوات الناس.وبما أنني تتلمذت عليه، وعايشته، معايشةً لصيقةً، لثلاث عشر سنة متصلة، أقول، وبكل ثقة، إنني لم أر في حياتي، مثيلاً له البتة، لا في الجد والعزيمة، ولا في التصميم والهمة التي لا تعرف الفتور، ولا في الاتساق بين الفكر والقول والعمل، ولا في الثبات على المبدأ، ولا في الطمأنينة، والرضا، والتسليم للإرادة الإلهية. لقد كان، كما في المصطلح الصوفي، متحققًا، في الدم واللحم، بـ "لا إله إلا الله". كان مجسدًا لوحدة البنية البشرية، بصورة تستوقف الفكر في حضرتها،وترتهنه، وتملأ القلب حتى يفيض.
    محاولتي في هذه المقالات المتسلسلةـ،أن أدعو من عرفوه، ومن لم يعرفوه، لتدارس تراثه الفكري الثر، وأنموذج حياته الاستثنائي، ومزاوجة فكره بفكر الآخرين، الذين تطابق رؤاهم جانبًا من رؤاه، وايضاح العناصر المستقبلية في رؤيته الرائدة. فحالة الواقع الإسلامي، والواقع العربي، بل والواقع الكوكبي الراهنة، أخذت، جميعها، تلهج بلسان الحال، قبل لسان المقال، بالحاجة إلى الاسترشاد بفكره الناصع، ونموذجه الحياتي الساطع. فقد قدم الرجل نموذجًا للمثقف غير مألوف. ويبدو أن التراجعات التي حدثت في مفهوم المثقف وواجبه ودوره، وتضعضع النموذج الملهم، الذي ينبغي أن يكون عليه المثقفون، عبر عقود العشرين، وبداية القرن الحادي والعشرين، كلها تدعونا، وبإلحاح، لتأمل تجربته الفريدة.
    ارتباك مفهوم المثقف:
    يمكن القول، بصورة مجملة، أن القرن العشرين شهد ارتباكًا كبيرًا في مفهوم المثقف، بعد أن شهد القرن التاسع عشر بروز المفهوم وتبلوره في صيغته الحداثية. وقد كان التبلور الذي جرى في القرن التاسع عشر امتدادًا لإرث الثورة الفرنسية. غير أن المفهوم والممارسة اجتاحتهما، عبر عقود القرن العشرين، عواصف هوجاء. فقد كان القرن العشرين قرنًا حيًّا، ملتهبًا، ومليئا بالتحولات الكبيرة. فلقد شهد مبتدؤه اندلاع الثورة البلشفية في روسيا، وشهد منتصفه سقوط أوروبا في قبضة النازية والفاشية. ومع هزيمة النازية والفاشية، ارتفعت كبر المعسكر الشيوعي، وارتفعت مكانته ي السياسة الدولية، وبدأت حقبة الحرب الباردة. أعقب ذلك، اشتعال حركات التحرر الوطني في كل أرجاء العالم، وانتشار حروب الوكالة، التي تغذي نيرانها، في كل قارات العالم، الكتلتان الكبيرتان. ولكن، قبل منتهاه انهارت التجربة الشيوعية، وبسرعة لم يتوقعها أحد. انهارت الثنائية القطبية إلا قليلا، وأصبح العالم تحت هيمنة قطبٍ واحد، إلا قليلا أيضًا. هذه التحولات الدراماتيكية المتتالية أثرت على مفهوم الثورة، وعلى مفهوم المثقف، ودوره. ووصلت الأمور في بدايات القرن الحادي والعشرين، في ما يتعلق بتعريف المثقف ودوره، إلى درجة الالتباس والانبهام.
    يمكن القول، إن المثقفين الفاعلين، المنشغلين بقضايا التغيير، نوعان: فهناك مثقفون اصلاحيون يعملون من داخل بنية الأنظمة، لتحويلها نحو الأهداف المنشودة التي تخدم الكثرة، والصالح العام، وهناك المثقفون الراديكاليون الذين يرون أن الإصلاح غير ممكنٍ، إلا عن طريق اقتلاع الأنظمة المعتلة بنيويًا، والفاسدة، من جذورها. بانهيار الشيوعية وما ثار من شكوك حول نهاية حقبة الأيديولوجيا، فقد النهج الراديكالي طاقة دفعه، وازداد دفق النهج الإصلاحي. وبانفتاح الباب أكثر في وجهة النهج الإصلاحي، الذي كان مسيطرًا على جملة الكتلة الغربية، تداخل الإصلاح، مع الإبقاء على ما هو قائم. وهكذا غامت الرؤية حول الخط الفاصل بين مثقفي الإصلاح الأصلاء، وبين المثقفين الانتهازيين.
    دخل مفهوم المثقف، ودوره في إشكالية كبيرة،على مستوى التنظير، منذ ثورة الشباب في فرنسا في أيار/مايو 1968.فاجأت تلك الثورة الشبابية مجاميع المثقفين اليساريين، وعلى رأسهم، جان بول سارتر، فيلسوف الوجودية المعروف. أدت تلك الثورة إلى تنامي الارتياب في دور المثقف، وبدأ المثقفون يحسون أن المثقف ودوره، في طريقهما إلى الاختفاء. ومن هناك تولد الحديث عن "موت المثقف". قال سارتر، لحظتها، إن التفكير نيابة عن الآخرين، سخفٌ يُبطل فكرة المثقف ذاتها. وبعد ذلك بسنوات، ردّد ميشيل فوكو ما قاله سارتر، وقعّد له نظريًا بفصاحته، وقدراته المعروفة على "الفلفلة"، والتفكيك. ورويدًا رويدًا، أخذ النظر إلى دور المثقف يتقلص من الأراضي الشاسعة التي احتلها في السابق، بوصفه "رسول تغيير"، لينحصر أكثر، فأكثر، في دور المتخصص الخبير، والمستشار.
    أشار إلى تراجع مهمة المثقف، ومسؤوليته، وتبدلها، إدوارد سعيد،حين قال، إن فكرة "المثقف المحترف" الذي يُكافأ على خدماته، أدت إلى انجذابٍ مدهشٍ نحو مراكز القوى في الولايات المتحدة وأوروبا. فدور المثقف أخذ ينحصر في خانة الخبير الذي يؤدي دورًا في السياسة، أو في رسم السياسات، أوفي تشكيل الرأي العام، ويجري كل ذلك في إطار النظام القائم. فالمثقف تحول، أكثر، فأكثر، إلى موظفٌ ذو خبرة ومعرفة، يقدم خبرته ومعرفته، من موقعه في مراكز الأبحاث، أو الجامعات، أو منافذ الإعلام، عند الطلب، لمن يطلب، نظير وضع مميز في إطار ما هو قائم. ولقد ازداد الطلب على المثقفين بهذه الصفة، لأن تفاهمًا ضمنيًا، غير منطوق، وغير مكتوب، تشكل بين الجهتين؛ المثقف، من جهة، وطالبي خدماته كالشركات عابرة القارات، والحكومات، ووسائط الإعلام المرتبطة بالحكومات وبالشركات عابرة القارات، من الجهة الأخرى. ويرى إدوارد سعيد، أن دور المثقف هو:"أن يرتقي بالوعي، وأن يصبح أكثر إدراكًا للتوترات والتعقيدات، وأن يتحمل مسؤولية مجتمعه"، مضيفًا،أن دور المثقف بهذا المعنى لا علاقة له بالتخصص، لأنه متصلٌ بقضايا تتخطى حدود المجالات المهنية المحترفة.
    هذا الارتباك الذي اعترى دور المثقف، نتيجة للاعتقاد بموت الإيديولوجيا، انسحب على العالم النامي انسحابًا غير مبرر، فأضر بالتطلعات، وبترقب التغيير الذي يمس صورة المستقبل في العالم النامي. لقد كان سحبًا اعتباطيًا، لإشكالات سياق في طريقه إلى التداعي، وهو السياق الغربي، إلى سياق يتململ ليصعد، وهو سياق العالم النامي. وسأعود إلى هذه الجزئية، التي أرى أنها تحتاج ايضاحًا أكثر، في جزءٍ لاحق من هذه السلسلة. فلو نحن نظرنا إلى العالم العربي الإسلامي، لوجدنا أن الدين لا يزال فاعلا ومسيطرًا. ولا سبيل البتة، للمقارنة بين وضعية الدين في العالم الغربي، وقد أصبح أبعد ما يكون من كونه مرجعية للقيم، وكونه طاقة مؤثرة على المجال العام، وبين وضعيته في الفضاء العربي والإسلامي.
    ظن المثقفون الذي اشتروا مرجعية المركزية الأوروبية، من العلمانيين، خاصة اليساريين، إن طريق تطورنا، هو نفسه طريق تطور الغرب، وأن تأثير الدين سيموت موتًا طبيعيًا، كما جرى في أوروبا. وما من شك، أن المفاهيم الإسلامية الموروثة لم تعد تصلح لمواجهة تحديات التحديث والنهوض. غير أن أغلبية، المثقفين العرب والمسلمين، خاصة من اجتذبهم نموذج الدول الغربية الرأسمالية، ومن اجتذبهم الفكر الماركسي وتفرعاته لدى البعثيين والقوميين العرب، أداروا ظهورهم للدين، كلية، وبقوا واقفين على السياج، منتظرين موته الطبيعي.
    كان الأستاذ محمود من أول من تنبهوا إلى ضرورة اكتساب الحداثة عن طريق الإصلاح الديني، من داخل بنية الفكرة الإسلامية نفسها، وليس عن طريق استجلاب نموذج من الخارج. صدع الأستاذ محمود، منذ منتصف القرن الماضي بالقول، إن الرأسمالية والشيوعية هما طرفان لشي واحد، فهما تتشاركان مرجعية واحدة، هي الفكرة المادية عن الوجود. بانهيار الشيوعية، وتبني دول المنظومة الشيوعية،الأوراسية والآسيوية، السابقة، نهج اقتصاد السوق، ذابت الشيوعية طواعيةً في بنية الرأسمالية. فالشيوعية التي بدت، طيلة فترة الحرب الباردة، لغير المدققين، نقيضًا للرأسمالية، انتهت، من الناحية العملية، وهذا مهم جدًا، إلى تذويب نفسها في الطرف الآخر، الذي صمد للتحدي في حقبة الحرب الباردة، وكسب الجولة، وهو الرأسمالية. فنقيض الإثنين خارجهما، وهو ما شغل فكر الأستاذ محمود، وشكل نموذج عيشه. فالرؤية الثاقبة،وتقديم نموذج للمثقف الروحاني، الحق، هو الذي جعل الأستاذ محمود مفكرًا نسيج وحده، ومثقفًا، نسيج وحده وسط المفكرين، والمثقفين، العرب والمسلمين.
    (يتواصل).
    mailto:[email protected]@gmail.com

    نقلا عن سودانايل
    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/267-9-9-5-8-7-8-1/76851-2015-01-17-19-18-56http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/267-9-...-2015-01-17-19-18-56
                  

01-18-2015, 10:46 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    في قصم "تقارير" نشرت التيار بتاريخ 18 يناير 2015 مقالا للصحفي علاء الدين محمود بعنوان "محمود والإخوان".. "خذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا"
    فكر محمود كان المحاولة الوحيدة لقراءة الإسلام في إتجاه التحرر
    وبعنوانين فرعية داخلية
    محمود قتلته الردة
    التاريخ يغالط الترابي
    محمود غريبا
    محمود ماثلا
    abc1.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
    abc2.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

    الصورة من خيط د. نعمات عماد: (مذكرات سكرتير الحزب الجمهوري)

    من مذكرات سكرتير الحزب الجمهورىمن مذكرات سكرتير الحزب الجمهورى
                  

01-18-2015, 10:53 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    يوم تنزع الألقاب!! سلام على فدائنا الكبير !! ... بقلم: حيدر احمد خيرالله
    الأحد, 18 كانون2/يناير 2015
    سلام يا.. وطن
    *المدى الزمني فيما بين18يناير1985/وحتى يومنا هذا 18/ يناير/ 2015. يظل التاريخ مضيئا بابتسامة تجسد ان الذي يعرف حقيقة الموت يوقن بانه أحب غائب اليه، فمااكترث المعلم الشهيد لسطوة الجلاد انما عناه حال الشعب والبلاد، فجسد المعرفة بشرف الموقف، وثبات الجنان بوضاءة الابتسام، ومااحوجنا اليوم الى ذات الفداء لان الليلة تشبه البارحة.. ففي الدرس الاول حدثنا ولم نعتبر، وربانا وكان البون شاسعا بين المربي وتلاميذه، وكان رائد رواد التغيير.
    * وكتب الينا :( ويجب ان يكون واضحا، فاننا _ نحن السودانيين _ لاتنقصنا المهارة الفنية ولا الخبرة العلمية بقدرما تنقصنا ( الاخلاق) إن أزمة امتنا الحاضرة هى أزمة اخلاق، وتلك هي ازمة البشرية جمعاء، على عصرنا الحاضر ومن اجل ذلك فان الحاجة الاولى انما هي لثورة تبدأ من الداخل.. ان التغيير. يجب ان يبدأ من النفس البشرية ، يبدا من داخل كل نفس وهذا هو ماتوخيناه هنا، وهذا هو مامن اجله بدأنا سلسلتنا العلمية، بكتيب ( تعلموا كيف تصلون) .. يجب ان نبدا بتغيير انفسنا في دخيلتها.. فان نحن غيرناها الى ماهو احسن امكن ان نغير الى الاحسن .. غيرنا .. والا فلا ..فان فاقد الشئ لايعطيه )
    * ثلاثون عاماقد مضت ولازال الوضع ينطبق عليه ، كل عام ترذلون ، ونحن نقرأ ماخطه اليراع النير ( بان هذه ليست حكومات دينية ، وانما هى حكومات تتمسح بالدين لتستغل جهل الجاهلين ..وسبيل العارفين ان يكشفوا زيفها ، ويسموها باسمها ، ويبرئوا الدين منها ، لا ان يصموه بنقائصها ومخاذيها ..) وتركنا هذا النذير جانبا ومضينا نلوك الاستكانة والانكسار والاستسلام ، فلا سلكنا سبل العارفين لتبرئة ديننا من زيف المزيفين ولأاعملنا علمنا لنلحق بركب البشرية ، فتزيلنا القائمة فشلا في الحياة ، وصمتنا صمتا بائسا ونحن نرى تشويه ديننا ..
    *وترك لنا ارثا كبيرا عن الديمقراطية وهو يلخصها تلخيصا مؤنسا ( بان الديمقراطية تقوم على حكم القانون ...والديمقراطية تجعل قيمة الفرد فوق قيمة الدولة ، والديمقراطية تجعل الحكومة خادمة الشعب لاسيدته ، والديمقراطية : تقوم على حكم الاغلبية مع تقديس حقوق الاقلية ) وهانحن نرى التعديلات الدستورية ، والانقلاب على الدستور ، وتعيين الولاة وتكريس سلطة الحزب الحاكم وإطلاق سلطات حكم الفرد ، ونحن ننظر لما يجري بصمت حزين ..
    * وابناؤك القلة ..يسعون لتسجيل حزبهم فى زمن سيادة الهوس الديني ، وسطوة السلطة التي لاتؤمن بالاخر ترفض التسجيل. للحزب الجمهوري ، وحتى مركز الاستاذ / محمود محمد طه الثقافي يتماطل القوم فى تجديد ترخيصه متسترين خلف الحلفاء من دمى السياسة كصاحبنا الوزير الشقيق محمد يوسف الدقير وزير الثقافة بحكومة الخضر وكاني بالمعلم الشهيد يرعبهم جميعا غائبا وحاضرا ..والصحب القلة يمارسون الحقوق ويعملون على اكتسابها وماضرهم لو حتى انتزعوها فان بلادنا واهلوها يعرفون بانه ماضاع حق خلفه مطالب وابناؤك المطالبون بحقهم ان تقاعسوا عنها فان ذلك يوم تنزع الالقاب وتقطع صلة الرحم بك ، ولانزعم ان هذا النزع كائن ، وسلام عليك _ فداؤنا الكبير _ فى الخالدين .. وسلام ياااااوطن..سلام يا (اعلنت حركة الإصلاح الآن عدم اعترافها بالتعديلات الدستورية التي أجازها البرلمان مؤخراً ووصفت الإجراءات التي اتبعت بشأنها بغير السليمة قانونياً وسياسياً وقالت تفتقد السند الشعبي والمشروعية وإنها تمت بترتيبات داخلية في المؤتمر الوطني.)..اها وبعدين يااصلاح انتبه فجأة ، اقصد الاصلاح الان..
    الجريدة الاحد 18/1/2/2015
    mailto:[email protected]@gmail.com

    نقلا عن سودانايل
    http://sudanile.com/index.php/2008-05-19-19-50-58/1008-7-5-6-4-3-0-2/76876-2015-01-18-09-00-16http://sudanile.com/index.php/2008-05-19-19-50-58/1008-7-5-6...-2015-01-18-09-00-16
                  

01-18-2015, 11:01 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    ما تبقي من النظام كما بدأ هو محض استهبال وسيسقط إلى مزابل التاريخ .. بقلم: محمد فاطمة حجاز مدثر
    السبت, 17 كانون2/يناير

    يتواصل الإستهبال الإنقاذي حول الإنتخابات وترشيح المرشحين والتنازل عن بعض الدوائر الإنتخابية للساقطين في إعادة جديدة لإنتخابات الخج والتزوير بصورة سافرة مصحوبة بتعديلات دستورية تقنن وتشرعن لحكم الإرهاب والفرد . وتردد احزاب الفكة مايلوكه المؤتمر اللاوطني بصورة مقززه في دعم ترشيح مطلوب المحكمة الجنائية الدولية للرئاسة. ويتواصل الإستهبال الإنقاذي حول محاكمة الاستاذ فاروق ابوعيسي والاستاذ امين مكي مدني
    وفتح بلاغ في مواجهة رئيس حزب الامة القومي لتوقيعهم نداء السودان في الوقت الذي يعلن فيه النظام وثبته الطائشة للحوار منذ يناير من العام المنصرم لتنتهي بصورة مدمرة امام المحاكم وزنازين الإعتقال في نهاية العام نفسه.
    وبمافيه الحوار الذي يرعاه ثامبومبيكي مع الحركة الشعبية تحطمت كافة الجولات امام الفشل الذريع لنظام هو في الاصل من يشعل الحروب والقتل والدمار في جبال النوبة والنيل الأزرق ليصرح غندور وبتضليل تام ان سبب فشل المفاوضات هو حديث الاستاذ ياسر عرمان حول الشريعه تلك الشريعه التي وضعت كفرمانات كهنوتية منذ العام 83 من القرن المنصرم عندما بواسطة الترابي الذي بايع الديكتاتور الاسبق النميري كإمام له وامير للمؤمنين والتي اعدم من اجل التصدي لقوانينها الجائرة الأستاذ محمود محمد طه التي تمر علينا ذكراه في 18 يناير الجاري حيث قال أنها لاتصلح في القرن الحادي والعشرون.

    http://sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/34-0-6-8-3-1-6-8/76844-2015-01-17-09-36-00http://sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/34-0-6-8-3...-2015-01-17-09-36-00
                  

01-18-2015, 11:40 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    في هذا اليوم 18 يناير 2015 ترى ما الذي ساق الطيب مصطفى ليكتب هذا العنوان؟!
    gf.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

01-19-2015, 10:09 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: في ذكري إعدام الأستاذ….ما أشبه الليلة بالبارحة

    العدالة العاجزة …!

    01-18-2015 04:08 PM
    عندما تنتهك العدالة، تأكد إن هناك نظاماً دكتاتورياً قابضاً، يأكل عندما يجوع دساتير وقوانين لم تبرح كونها حبراً دلق علي ورق، في لحظة هوجة او إنكسار، وهو ما ينبئنا عنه واقع الحال علي عهد السفاح نميري، والذي يمنع دستوره إعدام أي شخص تجاوز السبعين من العمرـ وقد خالفت المحاكمة نص المادة (71) من دستور عام 1973م (الذي كان سارياً وقتها) وهي المادة التي لا تجيز محاكمة شخص مرتين عن فعل جنائي واحد، وغيرها من المخالفات التي زينها في ذاك الوقت( أخوة السوء)، إبان مشاركتهم السلطة مع جعفر نميري، فيما سمي ب(المصالحة الوطنية) عام 1977م، فتقدم محمود نحو المحكمة، غير هياب:

    الخرطوم:أسامة حسن عبدالحي

    كنا نصنف ثوريين أو رجعيين

    اليوم نصنف مؤمنين أو ملحدين

    كنا نعتبر خونة أو وطنيين

    اليوم نعتبر ملائكة أو شياطين

    كنا نشنق ونعدم و بتهمة العمالة للإستعمار والإمبريالية

    اليوم نشنق ونعدم بتهمة الكفر، والردة، والإلحاد، والزندقة

    تعددت الأسباب والموت والقهر واحد في هذا العالم العربي الحزين

    ( غسان الإمام، مجلة الوطن العربي، في رثاء الشهيد محمود محمد طه).

    ( لم نسمع قط بشخص تقدم للموت راضياً، أو كد رجله حتي مات، من أجل أكلة شهية يشتهيها، أو عقار يمتلكه، وانما سمعنا إن أناساً عديدين، تقدموا للموت راضين، من أجل عقيدة جديدة، آمنوا بها). سلامة موسي، حرية الفكر وأبطالها عبر التاريخ، دار الهلال، مصر، بدون تاريخ. ربما ومنا من يقرأ هذه الكلمات التي جعلها المفكر المصري الكبير سلامة موسي (1887- 4 أغسطس 1958)، يحليها بصورة مباشرة إلي شهيد الفكر محمود محمد طه ((1909-1985) والذي أعدمه السفاح جعفر النميري، حيث إن هذه العبارات ذات المدلول النضالي، كأنها تجسد حياة محمود محمد طه، والتي إنتهت بإستشهاده، معلقاً علي حبل مشنقة، لم يفت من عضده، ولم يجبره علي التزحزح قيد أنملة، مما آمن به ونذر حياته من أجله. فكان نصيبه من كل ذلك الموت، متدلياً علي ذات الحبل الذي تدلي فيه الشهداء : (عبدالخالق محجوب، الشفيع أحمد الشيخ، جوزيف قرنق ) وآخرين ممن قاموا بإنقلابات ضد النميري من لدن حسن حسين وصحبه، ولحقهم كثر ممن طالتهم سهام قوانين سبتمبر(سيئة السمعة والصيت)، ليس أولهم (الواثق صباح الخير)، في مناخ كان أشبه بالفوضي العارمة، ولم تترك سلطة مايو شبراً من أرض البلاد، إلا وزرعت فيه كماً هائلاً من الحقد والحزن والألم .

    ((أنا أعلنت رأي مرارا ، في قوانين سبتمبر 1983م ، من أنها مخالفة للشريعة وللإسلام .. أكثر من ذلك ، فإنها شوهت الشريعة ، وشوهت الإسلام ، ونفرت عنه .. يضاف إلي ذلك أنها وضعت ، واستغلت ، لإرهاب الشعب ، وسوقه إلي الاستكانة ، عن طريق إذلاله .. ثم إنها هددت وحدة البلاد .. هذا من حيث التنظير، و أما من حيث التطبيق ، فإن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها ، غير مؤهلين فنيا ، وضعفوا أخلاقيا ، عن أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية ، تستعملهم لإضاعة الحقوق وإذلال الشعب ، وتشويه الإسلام ، وإهانة الفكر والمفكرين ، وإذلال المعارضين السياسيين .. ومن أجل ذلك ، فإني غير مستعد للتعاون ، مع أي محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل ، ورضيت أن تكون أدات من أدوات إذلال الشعب وإهانة الفكر الحر ، والتنكيل بالمعارضين السياسيين)) بهذه الكلمات القوية والشجاعة، إستطاع الأستاذ إن ينسف بها مهزلة (محكمة) الثلاثي المتطرف( النيل، طه، بدرية)، فكان أن مضت المحكمة في إصدار حكمها، ومضي الأستاذ، إلي رحاب عهد جديد وحياة أخري، بينما مات جلادوه بأمر الشعب ألف مرة، وما إنتفاضة مارس/أبريل من العام نفسه(1985م)، إلا نبأ وبرهان ساطع علي ذلك.

    وفي ذاك المناخ المشوب برائحة الموت والدماء والفقر والجوع زائداً المسغبة، مضي النميري بمعاونة المستشار في تنفيذ قوانين سبتمبر المعيبة، والبلد تعيش في حالة هي للمجاعة أقرب بعد فشل الخطط الحكومية في محاصرة اللأزمة الإقتصادية، وكان إن أصدر الجمهوريون بياناً بعنوان ( هذا او الطوفان) وكان إن أُعتقل علي إثر ذلك الأستاذ محمود محمد طه وعدد من الاخوة الجمهوريين، فقدموا إلي محاكمة هزلية وكان قد عقد القاضى جلسة واحدة، وفى الثانية نطق بالحكم، ولم يستغرق الأمر سوى 13 يوما، حيث اعتقل طه فى يناير 1985 وصدر الحكم فى 7 يناير، وفى 15 يناير صدر تأييد الحكم، وجرى التنفيذ فى صباح الجمعة 18 يناير 1985، والمدهش أنه بعد 76 يوما من تنفيذ الحكم سقط حكم نميرى. وعند الساعة العاشرة من صباح يوم الجمعة الثامن عشر من يناير 1985م، صعد الأستاذ محمود درجات السلم إلى المشنقة تحت سمع وبصر الآلاف من الناس، وعندما رفع الغطاء الذي كان علي رأسه قبيل التنفيذ، أسفر وجهه عن ابتسامة وضيئة لفتت الأنظار، فانفتحت، بهذا الموقف الأسطوري، وبهذه الابتسامة، دورة جديدة من دورات إنتصار الإنسانية على الخوف من الموت. حيث كان وفى السادس من أبريل 1985م سقطت سلطة مايو أمام انتفاضة الشعب السودانى ، وفى 18 نوفمبر 1986م أصدرت المحكمة العليا السودانية حكمها بابطال أحكام المحكمة المهزلة ومحكمة الاستئناف المزعومة بحق الاستاذ محمود. وقد أعلنت منظمة حقوق الإنسان فيما بعد يوم 18 يناير يوما لحقوق الإنسان العربي وقد وصف الكثير من أصحاب الضمير الحي والقانونيين الديمقراطيين، المحاكمة بإنها أكبر مهزلة في تاريخ القضاء، وقد أشرف عليها من كان يوماً عميد كلية القانون جامعة الخرطوم، في إشارة إلي الترابي زعيم الجبهة القومية الإسلامية.

    أبدت الصحافة الأمريكية وصحافة دول غرب أوروبا، والصحافة العربية التي تصدر هناك إهتماماً كبيراً بالحدث وأدانت الإعدام من منطلقات إنسانية، وأبدت احتجاجها على وأد الفكر ومصادرة الحريات الأساسية وأوضحت أن الإعدام قد تم بسبب اعتراض الأستاذ محمود على الأسلوب الذي تم به تطبيق أحكام الشريعة في السودان وليس بسبب اتهامه بالردة، كما ذهبت بعض تلك الصحف إلى اتهام الاخوان المسلمين والسعوديين بأنهم كانوا وراء تلك المؤامرة. ومضت الصحف الغربية في التكهن بما يمكن أن يتولد عنه تطبيق حكم الإعدام من إفرازات سياسية وفكرية.
    الميدان

    نقلا عن الراكوبة
    http://www.sudaneseonline.com/news-action-show-id-179852.htmhttp://www.sudaneseonline.com/news-action-show-id-179852.htm
                  

01-19-2015, 10:13 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    الفاتح شاع الدين
    إعتذار للمرحوم محمود محمد طه
    Quote: إعتذار للمرحوم محمود محمد طه
    01-19-2015 02:40 AM
    أرجو أن أعتذر للإستاذ محمود محمد طه في أمرين: أولا أنني إستنكرت دعوته في ندوة عامة في عام 1967 دون أن أكون قد ألممت بها وفهمت أبعادها فهما صحيحا. ثانيا أنني إستنكرت بعض مواقفه السياسية بدون أن أفهم بُعد النظر فيها. بالإضافة فلنا، أن نعتذر كشعب سوداني في إننا لم ننصر له حقه في حرية الرأي ولا زالت سلطتنا السياسة تتمنع أن يؤسس تلامذته حزبا لهم وهم السلميون الذين لم يحاربوا بغير الفكر.

    كنت طالبا بالمدرسة الثانوية في عطلة مدرسية عندما حل الإستاذ محمود محمد طه ضيفا على مدينة الرصيرص وأقام ندوة ليشرح فكرته عن الرسالة الثانية. وقد رفضت حينها طرح الإستاذ محمود محمد طه بحجج تلقنتها من كتاب مقرر الدين: فحواها أن الدين يشبع حاجات جوهرية في الإنسان، وهي حاجات لا تتغير بالزمن. وأذكر أن من إستحسن مداخلتي الساذجة وصفق لي حينها هو القاضي الشرعي بالمدينة.

    و قد رأيت الإستاذ محمود محمد طه في عام 1974 في منزله بالثورة عند عودتي من زيارة للولايات المتحدة الأمريكية وذلك لتسليمه كتبا طلب مني داعية أمريكي أفريقي ببروكلين (نيو يورك) أن أسلمها له. و عند مغادرتي لمنزله كان جُل أسئلة أصدقائي تتركز حول هل يمارس الصلاة مع أتباعه أم لا؟ وهي فكرة أذاعها أعداؤه. هذا الداعي الأمريكي –لا أدري ماذا حدث له الآن- لكنه كان يدعي إنه ينتسب لعائلة المهدي. وكان يكتب باللغة الإنجليزية والعربية وأنشأ جماعة إسلامية أمريكية منشقة من الحاجا محمد. وقد هالني أن له فرقة موسيقية راقصة يحي بها حفلاته!

    لم أرى محمود بعدها ولم أبدي إهتمام كبير بآرائه من بعدها. فلقد سلكت مسلكا أيدولوجيا مختلفا. لكني كنت أيضا أستنكر مواقف محمود محمد طه المناهضة لتأميم قناة السويس (فقد كنا ناصري التوجه)، وموقفه المؤيد لتقسيم فلسطين، وموقفه المناهض لقرار السلطة الإستعمارية بمنع الطهارة الفرعونية.
    ولقد كان إغتياله في زمن نميرى طامة كبري أشاعت جوا من الإحباط في أوساطنا في نادي أساتذة جامعة الخرطوم. فلقد كان شهيدا للرأي فقط حمل قلمه وفكره ولم يشكل أي خطورة لنظام النميري. كانت خطورته أكبر على الفكر السلفي المتزمت. وهناك شبهة أن تكون قوة إقليمية متزمتة هي التي أوحت بقتله.
    وأنا أعتذر للأستاذ محمود محمد طه ولتلامذته بإنني لم أسعى لفهم طرحه ولا مواقفه السياسية. وبالرغم من أنني لا زلت بعيدا عن فكرته وأطروحاته لأسباب تتعلق بتوجهاتي الفكرية التي كونتها عبر الزمان إلا أنني الآن أري أن مسعاه كان مواءمة الفكر الديني مع السياق الإجتماعي الإقتصادي المتغير. وأنه مع إيمانه القوي بمقاصد الدين فإنه يرى أن بعض التطبيقات الدينية تختلف بحسب التطورأو التغير في الظروف الإجتماعية والإقتصادية. (كثيرون غيره ميزوا بين ممارسات المسلمين في مكة وفي المدينة). فكرة التجديد في الدين فكرة مطلوبة الآن أكثر فأكثر وما فتاوي الترابي وفتاوي السيد الصادق المهدي الجرئية إلا محاولة لرفض الفكر السلفي والإجتهادات القديمة—مبدأهما أن المجتهدين السابقين رجال كما هما –أي الترابي والصادق- رجلان بل عالمان متبحران في علوم الدين وفي علوم الدنيا تخرجا من ققم جامعات "الكفار" في فرنسا وإنجلترا. (وما يضير من ذلك فقد تعلم أفذاذ المسلمين من أمثال الفارابي وإبن سينا والكندي وإبن رشد من الوثنيين الإغريق. وقد كان فضلهم على فكر النهضة في أوربا كبيرا، وكانت الرشدية مدرسة تهابها الكنيسة التي حظرت كتبها وتدريسها).

    وقد كنت أسرت لأحد رجال الترابي أن الدكتور حسن الترابي كان يمكن أن يكون محمود محمد طه زمانه لولا أن تعجله للتحكم في إدارة البلد ومداهنته للجماعات السلفية المحلية والإقليمية قد جعل منه الترابي الذي نعرفه الآن متنازعا بين فكر ديني إصلاحي وأفكار إستبداد ديني سياسي. وأنا لم أقرا له تفسيره للقرآن ولكني أظن أنه كان مؤهلا لإحداث ثورة إصلاحية في الفكر الديني بمؤهلاته العلمية وذكائه المشهود له وبإلمامه بالمسائل الدينية. وكان ممكن أن ينال شهرة محلية عالمية بأحسن مما إشتهر به الآن لو ركز على الفكر بدلا عن الحذلقة السياسية. وأنا أظن أيضا أنه له كثيرا ما يود أن يقوله ولكنه يمارس الضبط الذاتي.
    أما السيد الصادق المهدى فهو أيضا كان يمكن أن يكون مثل الأستاذ محمود محمد طه لولا أنه إستراتيجيا كان لابد أن يعتمد على قاعدة الأنصار التي لم تكن حينها مهيأة لفكر إصلاحي. ولذلك ظل يستهجن أفكار أوغست كوميت والكتاب التنويريين في أوربا. وقد إنشقل بحل المشكلات العملية في قيادة الأنصار ومشاكل السودان والعالم. ولكنه لم يوفق كجده السيد عبد الرحمن الذي بني حزب الأمه ودائرة المهدي بصبر وبمثابرة. ويمكن أن يكون جذوة فكر المهدية والصراع الإنجليزي المصري قد ساعد السيد عبد الرحمن في نجاحاته السياسية والإقتصادية. ولكنه كان عبقريا في بناء التكوينات السياسية والدينية. ويمكن للأحزاب الجديدة أن تتعلم منه كما تتعلم من تكتيكات الترابي والحزب الشيوعي في أيام عبد الخالق. ولا أدري ما إذا كان لتجربة المؤتمر الوطني أي فائدة لأنها سخرت موارد الدولة وسلطتها لكسب تأييد فئات من الإنتهازيين وعملت على إستغلال النعرات القبلية والدينية. وأتمني أن تقدم الدراسات وتقوم الأحزاب بدراسة كيفية تعمل على إنتشار قاعدتها.
    كل هذا تكهن في حكم الظن: ولكن الدرس أن خياراتنا وطموحاتنا قد ينعكس على أطروحاتنا الفكرية مما ينقص من امانتنا وتوافقنا مع أنفسنا. وهناك نتيجة أخرى: أنه بالرغم من الظرف مناسب للإصلاح الديني في العالم الإسلامي إلا أن القوي المنظمة تعيق عمليات الإصلاح وتمارس إرهابا منظما على الآراء المخالفة.
    وقد فهمت الآن أكثر مما ذي قبل بُعد نظر الأستاذ محمود في مسألة تقسيم فلسطين- ليس بسبب الحقوق المشروعة وإنما سياسة الممكن. وحتي حجته عن تأميم قناة السويس فإنه قال أن تأميم القناة يفتح الباب لدخول الشيوعية. وبالرغم من أنني لا زالت أظن أنه أخطأ في تقديرها فإن عداء الغرب لمصر كان تكلفته عالية على مصر وعلى تطورها الإقتصادي والتكنولوجي – كما يحدث لنا في السودان الآن.

    وكذلك فإنني لم أقبل موقفه من معارضة حظر الطهارة الفرعونية بالرغم من أن أنصاره يقولون أنه كان يحتج علي تدخل المستعمر في تقاليدنا.
    بالرغم من أن تهيأتي الفكرية الحالية لن تسمح لي بتبني الفكر الجمهورية فإنني أشيد -بحياد- ببُعد نَظر الأستاذ محمود، ورؤيته الثاقبة لضرورة الإصلاح في الفكر الديني والتأويل. وأنا أرفض الحظر الذي يضعه نظام الإنقاذ لمساعي تكوين حزب جمهورى. تدل معاكسات السلطة السودانية الحالية لجماعة الجمهوريين تخوف الإسلاميين من الفكر الجمهوري، وضيق بالرأي الآخر أشبه بما حدث في أوروبا أثناء الثورة البروتستانية. وأظن أننا بحاجة للدفاع عن حق الجمهوريين في تنظيم أنفسهم وعرض فكرتهم.

    وفي رأي فإن الشعب السوداني - خاصة سدنة نميرى والإسلاميين- عليهم دين الإعتذار لمقتله، فبمقتله قتلت حرية الرأي والفكر. وفي تقديرى فإن قتله أضر بهدف الحفاظ على شعلة الإصلاح الديني بعواقب غير سليمة على قيم الدين. ظهور الموجات الإلحادية في السودان والعالم الإسلامي هي نتاج الجمود في الفكر.
    وللتكفير في جريمة قتله يجب إطلاق الحريات لفكر الجمهوريين والأفكار الأخرى. فإذا ما كان المسلمون يتحاورون مع الأديان الأخرى ويعتقدون أن هناك قضايا مشتركة تجمعهم في زمن الحداثة والتغيير فإنه أولى بهم بأن يفسحوا مجالا للفكر الجمهوري الذي يتفق معهم في مسلمات الدين الرئيسية. أم أنها السياسة والأنانية والخوف من القوة الإقليمية؟

    mailto:[email protected]@yahoo.com

    نقلا عن الراكوبة
    http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-57615.htmhttp://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-57615.htm
                  

01-19-2015, 10:15 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: محمود والإخوان ... " خذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا"


    01-18-2015 10:44 PM





    فكر محمود كان المحاولة الوحيدة لقراءة الإسلام فى اتجاه التحرر
    ثلاثون عام مضت عندما صعد محمود محمد طه الى مشنقته لم يك يحمل الا إبتسامة ناصة ربما هي مستمدة من نصوع "الفكرة" التي بذل فيها محمود جهدا فكرية كبيرة واخيرا بذل روحه في سبيل تلك الفكرة ، ويرى الكثير من المفكرين أن محمود كان نسيج وحده في العالمين الإسلامي والعربي كونه يحمل مشروعا إسلاميا تنويريا يعد محاولة يتيمة ضمن المشاريع الاسلامية ومن بين هولاء المفكرين يبرز إسم المفكر الكبير سمير أمين والذي قال عن فكرة محمود : "المحاولة الوحيدة لقراءة الإسلام فى اتجاه التحرر كانت تلك الخاصة بالمفكر الإسلامى السودانى محمود طه، ولم تحاول أية حركة إسلامية «لا راديكالية ولا معتدلة» أن تتبنى أفكار محمود طه الذى أعدمه نظام نميرى فى السودان بتهمة الردة"
    محمود قتلته الردة
    ربما لا يجدر الحديث عن إعدام محمود محمد طه بعيدا عن علاقته بالإخوان المسلمين الذين وقفوا ضد فكرة محمود منذ البدء ووجدوا فيها خروجا عن الدين وأشاعوا وعيا زائفا عن محمود وفكرته ويقول الأستاذ المحبوب عبد السلام أحد تلامذة د حسن عبد الله الترابي عراب الاخوان المسلمين أن الترابي كان يصف فكر محمود بـ"الحشرة" في حوار لصحيفة الصحافة ويقول المحبوب انهم كاخوان كانوا منفعلين جدا بالفكر الجمهوري وكانوا يدخلون في مجادلة يومية مع الفكر الجمهوري تبدأ من التاسعة صباحا حتى الثانية ظهرا وقوفا على ارجلهم في ساحة الجامعة وكان هذا الامر ويقول انهم كانوا كلما ذهبوا الى الترابي وحدثوه عن الجمهوريين وكذا يقول لهم الترابي "اذا قرأتم ملل ونحل الاسلام ستجدون دائما شخصا مثل محمود محمد طه"
    وكان المحبوب أكثر المجادلين لشيخه الترابي حول خطر الفكر الجمهوري وكان الترابي يصر ان الفكر الجمهوري ليس خطرا وكان يقول لهم ان الفكر الجمهوري مثل "الحشرة" التي تتواجد دائما لكنها تعيش ثلاثة ايام لتموت، واذا ذهب محمود محمد طه سيظهر مفكر آخر يحمل آراء غريبة في الاسلام. ويقول الحبوب ان الغريب ان موضوع المرتد ردة فكرية بحتة جاءت في اجابة عن سؤال تقدمت به الاستاذة اسماء محمود محمد طه وقالت للترابي ان القرن العشرين هو الذي ضغطك وجعلك تخرج على الشريعة باسم تحكيم الشريعة، وقال لها الترابي ان المرتد ردة فكرية بحتة لا يقتل وفي اليوم التالي اصدر الجمهوريون كتابا قالوا فيه ان الترابي يخرج على الشريعة باسم تحكيم الشريعة واعتبروا هذا خروجا على الشريعة
    التاريخ يغالط الترابي
    ويبدو أن التاريخ سار بعكس توقعات الترابي فالفكرة الجمهورية لم تمت ، غير أن ما يستفاد من حديث المحبوب أن أن الاخوان كانوا ينظرون الى الفكرة الجمهورية كفكرة غريبة عن الإسلام يذخر بها التاريخ الإسلامي ، الا أن التاريخ عاد ليغالط الترابي مرة أخرى ليثبت أن فكر محمود حمل رايات الإستنارة كما يقول بذلك مفكرين كثر بل وعاد الترابي ليطرح افكارا في وصفها بالتجديدية في الدين هن من بنات أفكار محمود محمد طه يرى أحد المعاصرين أن الترابي تصرف فيها ووظفها بما يخدم مشروعه السياسي في كثير من القضايا الفكرية هي ما فتح الله على محمود اتخذها الإخوان ليحاجون بها الناس
    محمود غريبا
    وبالمقابل دافع محمود محمد طه عن أفكاره التي بدت غريبة على الإخوان من الذين صدروا غرابتها الى الناس وفي ترجمة د نجاة محمد علي لتقديم المفكر سمير أمين لكتاب محمود محمد طه الرسالة الثانية للإسلام يرى المفكر الكبير سمير أمين أن محمود محمد طه دافع عن فهمه للدين عبر تحليلٍ دقيق للنصوص الدينية، مركِّزاً على التأويلات التي توضح، وفقاً للطريقة التي تتم بها قراءتها، الصفة الوقتية للحلول التي قدمتها الشريعة، في مكانٍ وزمانٍ محددين. ونجد إن الفصول التي تتناول هذه الأسئلة الثمانية يحمل كلٌ منها عنواناً معبراً عن السؤال المعنِّي الجهاد ليس أصلاً في الإسلام . تعدد الزوجات ليس أصلاً في الإسلام
    ويواصل سمير قوائلا: "لكن، للأسف، فإن المسلمين، مثل آخرين غيرهم (اليهود)، اكتفوا بهذا المستوى من الرسالة، وبتعاليمه، وصبوا كل تركيزهم في اتِّباع هذه التعاليم بصورة حرفية، بأن جنبوا أنفسهم تحمل العبء الأكثر مشقةً، عبء المُضِيِّ في الطريق الذي أشارت إليه الرسالة الثانية. لقد حولوا الدين إلى ممارسةٍ طقوسيةٍ متشددة (كان ذلك شأن قوى الرجعية والسيطرة والاستغلال). وبذلك، يتوصل محمود محمد طه إلى استنتاجٍ جذريٍ وحاسم: لم يبنِ هؤلاء مجتمعاً من "المسلمين" بل مجتمعاً من "المؤمنين" ويرى سمير أمين ان محمود لذلك الامر حرص على الدعوة بمثابرة في كتاباته، وأحاديثه، و بتنظيم تلاميذه الناشطين من حوله. وقد تركزت دعوته على نقد جذري للتفسير المحافظ، الطقوسي، الشكلي، المتقيد بالرسالة الوقتية وحدها. ونادى بتفسيرٍ يوضح الرسالة الثانية، التي تدعو إلى العمل على تحقيق تحويل المجتمع في اتجاهٍ يعزز انتشار العقيدة الصحيحة
    كانت تلك هي الجريمة التي اقترفها في نظر الساسة الذين نبذوا الديمقراطية بتسترهم وراء قناع الإسلام السياسي، وفتحوا الباب على مصراعيه لكل أشكال الظلم الكامنة في طبيعة الرأسمالية، وبسطوا سلطتهم المطلقة، محولين شعوبهم إلى حالةٍ من العبودية الأخلاقية. لقد حكمت عليه بالإعدام "محاكم" نظام الأخوان المسلمين بقيادة الشيخ حسن الترابي. ونُفِّذ فيه حكم الإعدام شنقاً وهو في السادسة والسبعين من عمره، ومُنعت كتبه وحُرقت."
    محمود ماثلا
    وتبدو الحاجة الى فكر محمود محمد طه ماثلة في نظر الكثيرين في ظل انتشار الأفكار المتشددة والمتطرفة وانتشار الغلواء والتطرف في الدين وهو الأمر الذي انتبهت اليه السلطات الى درجة التحذير منه ، غير ان التحذير وحده لا يكفي إن لم ترفد الساحة بالفكر المستنير ككلمات محمود التي حملها ودافع عنها ، ومحمود حمل للبلاده السودان امال كثيرة ربما يتمثل كثيرا منها في هذه المقولة الشهيرة " أنا زعيم بأن الإسلام هو قبلة العالم منذ اليوم .. وأن القرآن هو قانونه.. وأن السودان ، إذ يقدم ذلك القانون في صورته العملية ، المحققة للتوفيق بين حاجة الجماعة إلى الأمن ، وحاجة الفرد إلى الحرية المطلقة ، هو مركز دائرة الوجود على هذا الكوكب .. ولا يهولن أحداً هذا القول ، لكون السودان جاهلاً ، خاملاً ، صغيراً ، فإن عناية الله قد حفظت على أهله من أصايل الطبائع ما سيجعلهم نقطة التقاء أسباب الأرض ، بأسباب السماء"
    في صباح الجمعة 18 يناير من عام 1985م تم إعدام محمود محمد طه لكن افكاره مازالت حية وتلهم الكثيرين
    mailto:[email protected]@gmail.com

    الصحفي علاء الدين محمود - التيار
    نقلا عن الراكوبة
    http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-57609.htmhttp://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-57609.htm
                  

01-19-2015, 10:16 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: في ذكرى شهيد العصر الاستاذ محمود محمد طه..ثلاثون عاما من الغياب / الحضور


    01-18-2015 10:37 PM
    عبدالله موسى

    في كل يوم نقف متأملين حالنا بعد التغييب القسري للاستاذ في جريمة ستظل تلطخ بالعار حكومة النميري وحلفاءه الجبهجيه ولو رجعنا بافكارنا الى الوراء سنظل نسأل انفسنا كيف كان سيكون حال عالم المسلمين الفكري لو غيض للاستاذ ان ينشأ في وطن اخر اكثر انفتاحا على عوالم الاخرين الثقافيه بحيث تتبنى مؤسسات قوية التأثير فكرة نشر مساهمات الاستاذ الفكريه ولو كان ذلك حصل لتغير الكثير في الفكر الاسلامي المعاصر باعتبار ان افكار الاستاذ صرف النظر عن الاتفاق او الاختلاف معها تشكل مخرجا مهما من التخبط الذي ظل يواكب فكر الاسلاميين بحبث افضي وسيفضي تنطعهم وبعدهم عن التجديد الى كوارث ماحقه
    وهنا تطرأ امامنا مهمة اخرى وهي محاولة الاجابه على السؤال المهم الثاني حول ماذا سيتبقى من فكر الاستاذ بعد ثلاثون عاما من اغتياله ؟ وهذا امر يحتاج الى مراجعات عميقه وبحث واسع لا احسبني مؤهلا له وليت تلاميذه وعلى شرف هذه الذكرى العطره يخرجون بنا من التباكي التقليدي واجترار القديم الى ابتداع دراسه تلحق مستجدات العصر في الفكر والسياسه الى مساهمات الاستاذ المعروفه بحيث تتم اعادة وضع فكر الاستاذ الى خارطة الحوار العملي والمساهمه المباشره في المعركه الفكريه المحتدمه والتى تحولت الى ارض يباب يسيطر عليها فكر التخلف والتكلس بحيث توارى لصحاب فكر التجديد بعيدا عن السكاكين الداعشيه الطويله والمتفجرات القاعديه القاتله خاصة وان وضع الاسلام مباشرة امام قاطرة الحضاره بشكل تفسيره السائد الان سيتسبب في وضع مأساوى للمسلمين ويقلل الخيارات امام شباب المسلمين الى خيارين صعبين اما ان يبتعدو عن دينهم بحسبانه غريبا لايجاري العصر او ان يتبنو فكر التكفيريين
    ولهذا فانني اعتقد ان هذه الايام هي الايام المناسبه لكي يقدم الجمهوريون فكرالاستاذ ويطرحوه بشدة وشجاعه على موائد البحث العلمي والخيارات السياسيه
    ___انني وانا اتذكر تلك الايام الكالحه التى نصب فيها مخالفو الجمهوريين محاكم تفتيش جائره حاكمو بها فكر الاستاذ تحت حراب الاله القمعيه لنظام النميري في مشاهد ستظل تلاحق بالعار تاريخ من اقترفو تلك الجرائم ولعل الدكتور الترابي الذي اعمته الغيره السياسيه الفكريه أن ذاك بحيث هلل لتلك المذبحه يتذكر الان بأسى وهو يواجه الاتهامات التكفيريه لمجرد انه اظهر بعض النذر اليسير من فكره التجديدي حول امامة وشهادة المراه فقامت عليه قيامة نفس حلفاء تلك الايام الكالحه
    وانني اقول له الم يكن من الاوفق ترك الفكر الجمهوري يثري الساحه بحيث تتاح الفرص واسعة لتشكيل جبهة فكرية مستنيره في مواجهة قوى الظلام بدلا من الاستعانه بها لذبح الجمهوريين وقد نسي انه سيؤكل في يوم قادم كما اكل ثور الجمهوريين ____وماذا استفاد تجديد الترابي من اقصاء تلاميذ الاستاذ وقد مرت الان على تلك الايام ثلاثون عاما كامله غاب فيها فكر الاستاذ وتجديد الترابي الذي غرق حتى النخاع في اوحال السياسه والانقلابات العسكريه فلا ارضا قطع ولاظهرا ابقى
    الان وقد وصلنا الى هذا القاع السحيق اقترح ان نبتعد قليلا عن مناكفات السياسه ونقاط خلاف الفرق الاسلاميه التى مازالت تدور في حلقات مفرغه منذ ايام معركة صفين اقترح تشكيل جبهة واسعه للاستناره الاسلاميه تطرح فكرا متجددا بعيدا عن السياسه ومزاعم تطبيق الشريعه ووان تكون افكار الاستاذ في القلب من هذا التحالف الذي هو تحالف فكري في المقام الاول لمواجهة موجات التطرف الاسلامي من داخل الدين نفسه وبادوات بحث حديثه وبشجاعةتتؤكد احترام واقع التجارب الانسانيه التى ثبتت صدقيتها ةتقديمها بعيدا عن النصوص الجامده التى فشلت في مواجهة عالم متغير
    وعندها سيعيد الناس اكتشاف افكار الاستاذ وعبره سينظرون بعمق اكثر في اعتماد ايات القران المكي والتى تشكل براحا فكريا لاقيدا زمنيا تتخطاه الاحداث فيتحول الى عائق لاتلبث الدنيا وحقائقها الجامده ان تتخطاه
    وعندها سيكتشفون ما اكتشفه مفكر ماركسي قديم بان الدنيا خضراء متجدده بينما النصوص رمادية جامده ولعلهم بعدها يعيدون تفسير قوله سبحانه وتعالى ((وكل يوم هو في شأن))))_______
    هذه بعض افكار اضعها امام اصدقائي الجمهوريين وغيرهم من اصحاب الافكار المستنيره لانه من العار ان يتفرد داعش برسم خارطة مستقبلنا الفكري فلا يعرف الناس ان هناك اسلاما اخر وفهما مستنيرا يمكن ان يعيد مواكبة المسلمين للتطور الحضاري كما فعلو ذات يوم بعيد عندما كانت عواصمهم التاريخيه كبغداد ودمشق والقيروان وغرناطه تقودقوافل التنوير الثقافي والعلمي بحيث اصبحت اللغه العربيه ذات يوم اعظم ماعون حقظ التراث البشري واضاف اليه الكثير قبل هبوط ستائر عصور الظلام السوداء على افكارنا بحيث غدونا نعرج خلف مواكب الامم المنطلقه بقوه نحو النجاح والتطور والاستقرار والتنميه
    مرة اخرى نترحم عل الشهيد الاستاذ محمود ونحي الاستاذه اسماء وكل من ظل قابضا على جمر القضيه وليكن احتفال اليوم انعطافا حقيقيا للانطلاق نحو افاق ارحب

    mailto:[email protected]@yahoo.com

    نقلا عن الراكوبة
    http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-57608.htmhttp://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-57608.htm
                  

01-19-2015, 10:18 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: الذكري ال 30 لاستشهاد الأستاذ محمود محمد طه..


    01-18-2015 03:03 PM
    تاج السر عثمان بابو

    يصادف اليوم 18 يناير 2015م مرور 30 عاما علي استشهاد الأستاذ محمود محمد طه، وعندما نرجع البصر كرتين لتأمل تلك الايام الحالكة السواد في تاريخ السودان السياسي الحديث التي أعلن فيها الديكتاتور النميري قوانين سبتمبر 1983م بهدف اسكات وارهاب صوت الحركة المطلبية والجماهيرية الذي كان متصاعدا، مثلما يفعل نظام البشير الحالي الذي عدل الدستور لتكريس حكم الفرد المطلق ولوقف تيار الاحتجاجات الجماهيرية المتصاعد واتجاه المعارضة للوحدة بعد التوقيع علي وثيقة" نداء السودان"، وتوجيه جهاز الأمن لمجلس الأحزاب لحل حزب الأمة وتقديم رئيسه السيد الصادق المهدي لمحاكمة تصل عقوبتها للاعدام، وكذلك توجيه تهمة تقويض النظام لرئيسة تحرير الميدان، التي تصل عقوبتها للاعدام، اضافة لمواصلة حملة الاعتقالات مثل اعتقال الاستاذين فاروق ابوعيسي وأمين مكي مدني وغيرهم.
    نقول: ما اشبه الليلة بالبارحة!!!.
    كما هو معلوم ، راكمت الحركة السياسية والفكرية السودانية تجارب كبيرة في الصراع ضد استغلال الدين في السياسة، وضد القوى التي ضاقت بالحقوق الديمقراطية للجماهير وسعت لمصادرتها باسم الاسلام، وأن الدولة الدينية تصادر الحقوق والحريات الديمقراطية وتؤدي الي التكفير والصراعات الدموية، وأن (الطريق الرأسمالي لايفرق في ضحاياه بين مسلم وغير مسلم، فالمحصلة النهائية لحصيلة تجربة قوانين سبتمبر 1983م ومجتمع الرأسمالية الطفيلية الأسلاموية منذ 30/يونيو/1989 لم تميز بين السودانيين علي أساس ديني فقط، وانما علي أساس اجتماعي وسياسي، واصبح اكثر من 90% من السودانيين الآن تحت خط الفقر).
    ومعلوم أنه كان من اهم معالم الفترة مابعد اكتوبر 1964م ضيق القوى المعادية للديمقراطية وعلي رأسها الاسلامويون بالحقوق والحريات الديمقراطية والتي رفعت شعار الدستور الاسلامي والجمهورية الرئاسية، وكان الهدف الاساسي ليس تحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير الامن من الجوع والخوف، ولكن كان الهدف مصادرة الحقوق والحريات الأساسية باسم الاسلام، ومصادرة حرية الفكر والضمير والمعتقد، ومصادرة نشاط الحزب الشيوعي السوداني القانوني وفرض طريق التنمية الرأسمالي، و نظام شمولي ديكتاتوري يحكم بالقهر وباسم الاسلام. كما وقف الحزب الشيوعي السوداني وكل القوى الديمقراطية والمستنيرة ضد محكمة الردة للاستاذ محمود محمد طه عام 1968م، بعد أن ضاقت القوي السلفية الظلامية بافكاره التي كانت تدعو الي العدالة الاجتماعية وتجديد التشريع الاسلامي بما يناسب العصر، واستخلاص المساواة بين المرأة والرجل والعدالة الاجتماعية والديمقراطية من اصول الاسلام.
    أى كانت هناك محاولات من قبل الاحزاب التقليدية لاقامة دولة دينية تحكم بالشريعة الاسلامية ولتكريس طريق التطور الرأسمالي ومصادرة الحقوق والحريات الديمقراطية باسم الاسلام، مما زاد من حدة الصراع والانقسام في المجتمع وتعميق حرب الجنوب، وكان من نتائج ذلك انقلاب 25/مايو/1969.
    وجاء نظام النميري الذي استمر مدنيا(شموليا) حتى سبتمبر 1983، عندما اعلن النميري قوانين سبتمبر لتقوم علي أساسها دولة دينية تستمد شرعيتها من قدسية السماء وبيعة الامام.
    وجاءت مقترحات بتعديل الدستور في 10/6/1984 بعد تطبيق قوانين 1983 التي تنص علي الآتي:
    •) دورة الرئاسة تبدأ من تاريخ البيعة ولاتكون محددة بمدة زمنية(مدى الحياة).
    • لاتجوز مساءلة أو محاكمة رئيس الجمهورية
    • رئيس الجمهورية مع الهيئة القضائية مسئول أمام الله
    أى تعديلات تعطى سلطات مطلقة لرئيس الجمهورية كما في التعديلات الحالية للجنة بدرية سلمان التي اعطت البشير سلطات مطلقة، والجدير بالذكر أن قوانين سبتمبر 1983م صاغتها لجنة كان بها بدرية !!. وجاءت قوانين سبتمبر بعد أن ضاق نظام النميري ذرعا بنمو الحركة الجماهيرية والنقابية المطالبة بتحسين الاوضاع المعيشية وضد غلاء الاسعار والغاء القوانين المقيدة للحريات، وكانت هناك اضرابات المعلمين والفنيين والاطباء والقضاء وانتفاضات الطلاب.
    وكانت تلك الفترة حالكة السواد في تاريخ البلاد تضاعف فيها القهر والفساد والجوع والامراض وغلاء الاسعار ، وضرب البلاد الجفاف والتصحر، وبلغت ديون السودان الخارجية 9 مليار دولار، وفاق عدد الايادي المقطوعة في نصف عام عدد الايدي المقطوعة في كل عهد الملك عبد العزيز آل سعود في ربع قرن!!. وتم اعدام الاستاذ محمود محمد طه في 18 يناير 1985م، بعد نفض الغبار عن احكام محكمة الردة 1968 ، وكان الاستاذ محمود محمد طه قد عارض قوانين سبتمبر ووصفها بأنها اذلت الشعب السوداني، وانفجرت حرب الجنوب بشكل اعنف من الماضي ، وكانت انتفاضة مارس – ابريل 1985 التي اطاحت بنظام نميري.
    وبعد انتفاضة مارس – ابريل 1985 استمر الصراع:هل تبقي الدولة مدنية ديمقراطية أم دولة دينية؟ ودافعت قوى الانتفاضة عن مدنية وعقلانية الحياة السياسية والدولة ضد اتجاه الجبهة القومية الاسلامية لفرض قانون الترابي الذي يفضي للدولة الدينية، وتمت هزيمة مشروع قانون الترابي.
    وبعد أن ضاقت الجبهة الاسلامية بالديمقراطية والحقوق والحريات الاساسية، نفذت انقلاب 30/يونيو/1989 الذي الغي الدولة المدنية والمجتمع المدني والغي الحقوق والحريات الاساسية، واقام دولة دينية كانت وبالا ودمارا علي البلاد ، وازدادات وتوسعت حرب الجنوب التي اتخذت طابعا دينيا ، وبلغت خسائرها 2 مليون نسمة، وشردت 4 ملايين الي خارج وداخل السودان مما أدي الي انفصال الجنوب، وتعمقت الفوارق الطبقية واصبحت الثروة مركزة في يد 5% من السكان و95% من السكان يعيشون تحت خط الفقر ، ورغم استخراج وانتاج وتصدير البترول الا أن عائده لم يدعم الانتاج الزراعي والحيواني والصناعي والتعليم والصحة والخدمات، وتوقفت عجلة الانتاج والتنمية وانهارت المشاريع الصناعية والزراعية وانتشر الفساد بشكل لامثيل له في السابق، وتعمقت التبعية للعالم الرأسمالي حيث بلغت ديون السودان الخارجية 43 مليار دولار، وتم تنفيذ روشتة صندوق النقد الدولي(الخصخصة، سحب الدعم عن السلع الاساسية، رفع الدولة يدها عن خدمات التعليم والصحة، بل ما تم كان اسوأ مما يحدث في العالم الرأسمالي نفسه). ونتيجة للضغوط الداخلية والخارجية تم توقيع اتفاقية نيفاشا والتي لم يتم تنفيذ استحقاقتها وكانت النتيجة انفصال الجنوب العدائي واعادة انتاج الحرب من جديد..
    ولابديل لدولة المواطنة والديمقراطية كما جاء في وثيقة " نداء السودان" التي تحقق المساواة بين الناس بغض النظر عن اديانهم أواعراقهم، ولن يتم ذلك الا بتصعيد النضال الجماهيري ، وتوحيد وحشد قوي المعارضة من أجل اسقاط النظام واستعادة الديمقراطية وقيام المؤتمر الدستوري، وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية، والغاء كل القوانين المقيدة للحريات السياسية والنقابية واستعادة أموال الشعب المنهوبة ورد المظالم.

    mailto:[email protected]@yahoo.co.uk

    نقلا عن الراكوبة
    http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-57602.htmhttp://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-57602.htm
                  

01-19-2015, 10:20 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: ثلاثون ...عاما علي...اغتيال الحرية !!!


    01-18-2015 03:02 PM
    سيف الدين خواجة

    * اليوم الاحد 18/1/2015 تكون مرت ثلاثون عاما علي اغتيال الحرية الكامله التي عاش من اجلها اشهيد محمود محمد طه ومضي من اجلها فاكد الثبات علي المبدأ هو الثبات علي الحق !!!
    *قضي من اجلنا وهو المسالم بالفكر والمناصحة مهما اختلفنا او اتفقنا معه كان من اجلنا وعندما يضحي احدا من اجلك يكون ذلك قمة الفداء والتضحية !!!
    *الذين اغتلوه عنوة واقتدارا ما جلسوا علي الكرسي الا اياما معدودات بعدد سنوات عمره وقد قدم لهم النذر والاعتبار بندوات ومحاضرات قائلا لا يرفع البلاء الا بالفداء فمنذ متي كان الطاغوت يري مصيره انه الاعمي الذي يري الناس ولا يري نفسه !!!
    *ثلاثون عاما ونبوءته ماضية فينا تماما كارادته النافذه وارادتنا العاجزة وهذه هي المفارقه الكبري والمحنة العظيمة وليتنا فهمنا وادخرناه ليوم نزال وطعان خلس ....كانت هذه ايامه لانه فريد عصره لانه متصالح مع نفسه حتي في موته !!!
    *ثلاثون عاما من العجز والفشل وذهاب الريح وظلمات لايكاد المرء يري فيها مد اصبعه ...لذلك كله نتخبط كمن يتعلم المشي للتو والحين ولا يلوح في الافق ضوءا يعصمنا من الذلل بل العكس تشتد الظلمات بعضها فوق بعض بل تتسع افاق الظلمة لتشمل ساحات ومساحات بطول العالم وعرضه ولسبب بسيط نبوءة الشهيد ماضية !!!
    *بل من عظم المأساة ان عراب الظلام والعته ما زال مصرا علي ما اقترفه من وراء حجاب مبرءا نفسه وراميا الشهيد (بالرده ) بتغليف الكلام ان محمودا اراد شريعته ولم يرد شريعة محمد (ص) تأكيدا للفعله غير متعظا بالعبرة ونقولها (فاعتبروا يا اولي الالباب ) !!!لكن الاعتبار لاولي البصيرة لا البصر والفرق جد كبير !!!
    *ثلاثون عاما والفشل يتلبسنا من قمة راسنا الي اخمص القدمين عقابا علي التفريط والتوريط الذي نمارسه بحق انفسنا فماتت نوازع الكرامة ونور القيم وكهرباء السلوك وارتهنا للعجز تماما حتي طمع اعجزنا علي الاستمرار يحتسي دماءنا بكاس جماجمنا في كل ناحية من لعنة الثقافة الباريسية بسفاح سانت هيرست الانجليزية !!! وما ادركوا ان الرقص فرح الظاهر غموس طعان ولعان الفقراء والمساكين بقدسية دماء الشهداء !!!يا لله ما اعمي الطغيان !!!
    *لن ينجو جنين السفاح من وعد الشهداء وهديرهم الصاخب في الانحاء بالغاء زواج سفاهة فليس هذا اول الدرس ولا منتهاه !!!الارصفه تئن من وجع الانتظار لرتل انفجار السخائم من كرير الصدور وما ما ادراك ما البحر المسجور !!!
    *ثلاثون عاما ما لا تراه ...لا وهم ...ولا وحم ...ولا حمل كاذب ....انه الفجر الصادق ....سحاق ومحاق الوعد الكاذب الكذوب!!!
    *ثلاثون عاما لو جرت الحياة مجراها الطبيعي ...لكان للحزب الجمهوري صولة وجولة ليس في اكروبات السياسة ولكن في تاصيل الفكر وحرية التفكير لانه الحزب الاوحد الذي بدأ تم بناؤه علي الاخلاص والصدق والفكر الخالص وكمالات الحرية في سعيها الدؤوب لاستنهاض الامه في بناء الوطن ومن هذا الطريق اشتق مهاتير محمد بناء نهضة ماليزيا تقريبا لنفس العقود ولنفس العقود ذاتها كان حالنا كقعود قعود لا يقوم البته كما تري وتعيش !!!

    mailto:[email protected]@gmail.com

    نقلا عن الراكوبة
    http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-57601.htmhttp://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-57601.htm
                  

01-19-2015, 10:24 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: لن انسى تلك الدمعة…ولا الابتسامة !

    January 19, 2015

    هاشم كرار

    لا تزال دمعةُ الأستاذ عبدالله الفكي، تهزني.

    كان تلك في العام الماضي، وهو يهديني سفرا، هو الأجمل والأخطر، في تاريخ السودان، عكف على كتابته متضمنا مئات الوثائق، عدة أعوام.. في نوع غريب من المثابرة، والحزن والفرح، معا.

    كان همُ الأستاذ عبدالله الفكي، أن ينصف مفكرا سودانيا، لم ينصفه أدعياء الفكر والشهامة والمروءة، بل تمادوا في كيد فضّاح لتشويه أفكاره، وآرائه، ومواقفه.. وتمادوا في مخاصمته، والحشد ضده إلى أن أدين بتهمة الردة، ومن ثم ساقوه- وهو في السادسة والسبعين- إلى حبل المشنقة في 18 يناير من العام 1985 ، وهم يهللون!

    إعتلي المشنقة. ( ملص) بهدوء غريب مركوبه الأبيض البسيط، برغم أنه كان مكبلا بالأغلال حول اليدين المشدودتين إلى الخلفوفي القدمين. نفض رجليه- أي منهما بالأخرى. لقد أراد أن ينفض عن جسده أي ذرة من ذرات الدنيا، وهو الذي مقبل على مقام عظيم. حين إلتف الحبلُ على عنقه، تبسّم في وجوه خصومه والهتيفة. كانت ابتسامته تلك، هى الوحيدة التي تضوأت في تلك الجمعة المشهودة. كان لسان حاله يقول: اللهم أغفر لأعدائي، إنهم لا يعلمون ماكنت فيه، وما أنا عليه من يقين.”

    سالت دمعة، دمعات، والأستاذ عبدالله الفكي يهديني ذلك السفر( محمود محمد طه والمثقفون)

    أكثر مايسيّل دموع الرجال الظلمُ.. والرجالُ الأكابرُ تسيل دموعهم، وهم يشاهدون الظلم يطال الأبرياء، أو يقرأون. آآآه، ما أحر دمعات عبدالله، وهو الذي شاهد وقرأ وحقق وتبيّن فداحة الظلم الذي طال ذلك المفكر الإسلامي: الأستاذ محمود محمد طه.

    كان أعداؤه- وهم يكيدون كيدا- يبترون عباراته، ويخرجونها- بالتالي- عن السياق المحكم.. وكانوا يتقولون على الرجل بما لم يقله، للعامة، وكانوا يحرضون عليه المؤسسات الدينية.. وحين استبد بالرئيس نميري هوسُ انه إمام المسلمين ومجدد دين الله لمئوية جديدة- وهو الهوس الذي زرعه فيه رجال دين يمتطون الدين للدنيا- أوعزوا له بوجوب قتله، فانضم هو بذلك إلى الكائدين، وإلى الذين يبترون عبارات الرجل، ويحرفون الكلم!

    كانت المعجزة الحقيقية- كما يقول الأستاذ طه- هى في الفكر، الذي يستطيع أن يفلق الشعرة الواحدة فلقتين، ويستطيع أن يميّز بينهما” لكن حين أهلك شعب السودان نظام النميري في ثورة شعبية اندلعت بعد ستة وسبعين يوما، من يوم المشنقة التي طقطقت فقرات عنق الفكر، ربط الكثيرون بين هذه الستة وسبعين يوما تلك، وبين عمر الرجل، وهو يبتسم على الحبل المشدود!

    هزتني دمعة الأستاذ عبدالله، غير اني لملمتُ أطراف تماسكي، ورحت أقول له: ابتسم يارجل.. انت كمثقف أنصفت مفكرا، ظلمه رجال دين ومثقفون في زمن خوؤن.. لقد أرحت ضميرك، ولئن كان الظلم ظلمات، فإنك بهذا السفر، لم تلعن الإثنين فقط، وإنما عدلت، وأوقدت شمعة.. شمعات.. والله متم نوره ولو كره الكافرون.

    مسح الأستاذ عبدالله دمعته.. مسح عن ملامحه كل تعب السنين، ومضى.

    ظللتُ أتابعه، إلى أن توارى وراء باب فيلته، وأنا أقول في سري: هذا هو الرجل.. هذا هو الإنسان.. هذا هو المثقف.. هذا هو المثقف الحقيقي

    نقلا عن حريات
                  

01-19-2015, 10:53 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    الشهيد محمود وتحرر الروح من قبر الجسد .. بقلم: أبوبكر القاضي
    الأحد, 18 كانون2/يناير 2015
    Quote: الاستاذ محمود وصمود اصحاب الافكار ، على طريقة سقراط !!
    القاسم المشترك بين الشهيدين (سقراط ومحمود ) هو ، المحاكمة السياسية ، و إلصاق تهمة الكفر ، وقبولهما بتنفيذ حكم الاعدام طوعا رغم امكانية (و سهولة تفاديه).
    الشهيدان : سقراط .. ومحمود .. رسل العقل .. ( الوحى كفاحا .. بلا واسطة)
    رسالة الشهيد محمود من على صليب المقصلة :
    الاستاذ محمود وافاق فكر المراجعات فى السودان :
    الذكرى ال and#1635;and#1632; لاعدام شهيد الفكر .. ورجل السلام / محمود محمد طه :
    لقد دخل السودان كوطن ، التاريخ من الباب الخلفى ، فى and#1633;and#1640;/ يناير and#1633;and#1641;and#1640;and#1637; ، تاريخ تنفيذ حكم ( الردة) ، على المفكر السودانى الوديع / محمود محمد طه ، فى هذا اليوم ، شعر كل سودانى بالخزى ، لانه لم يفعل شيئا ايجابيا ، ليس لانقاذ حياة هذا الرجل السبعينى / محمود فحسب، ولكن من اجل كرامة الوطن ، وحرية الفكر والتعبير وكرامة المواطن فى هذا البلد ، لانه حينما يصير الفكر على مقاس مجموعة من المهوسين ، المعوقين فكريا وعاطفيا ، القادمين من عصر اجدادنا القدماء ، تذبل الحضارة فى هذا الوطن ، ويعود القهقرى ، وتنتهى هيئة السكة حديد ، والنقل النهرى ، والخطوط الجوية ، والبحرية ، ومشروع الجزيرة ، وامتداد المناقل ، الرهد ، السوكى ... الخ ويسود مشروع هولاكو الظلامى (الحضارى ) التترى، القاعدى ، الداعشى .. وقد صار .

    الشهيد محمود وتحرر الروح من قبر الجسد :
    ارتبط اسم سقراط ( and#1636;and#1639;and#1632; قبل الميلاد ، الى عام and#1636;and#1632;and#1632; قبل الميلاد) ، بعلم الاخلاق والفلسفة ، والتربية و الجدل ، فقد كان صاحب رسالة ، وهو من رسل (العقل) ، مثله ومثل الاستاذ محمود ( رسول العقل ، كفاحا بلا واسطة ) ، والقاسم المشترك بينهما ان سقراط هو اول من حوكم بالاعدام فى التاريخ على افكاره ، باعتبار ان افكاره تشكل خطرا على عقول الشباب ،ومن ثم تمت تم تنفيذ حكم الاعدام (بالسم ) ضده حتى الموت ، و من جانبه فالاستاذ محمود هو اول سودانى يحاكم بالاعدام ، ( بناءا على افكاره) ، وتجنبا للخلط ، نوضح بان نظام مايو ارتكب مجازر كثيرة ، فى الجزيرة ابا ، استخدم اسلحة ثقيلة ، وطائرات ضد المدنيين شبه العزل ، بل استعان بدول الجوار ضد الانصار فى الجزيرة ابا وود نوباوى عام and#1633;and#1641;and#1639;and#1632; ، ولكن القضية لم تكن ضد ( فكر الانصار) وانما ضد افعالهم ، كما ارتكب نظام مايو مجازر ضد الشيوعيين ، عام and#1633;and#1641;and#1639;and#1633; ، والمدنيين منهم بصورة خاصة ، الشهداء ( عبدالخالق محجوب والشفيع محمد احمد وجوزيف غرنق ) ولكن لم تكن المحاكمة لفكر الشيوعيين وانما لافعالهم ، الاضافة التى اضافها شهيد الفكر/ محمود هى انه بعث نهج سقراط / شهيد الفكر الاول فى الصمود والثبات للموت ( رغم توفر فرص النجاة منه) ، لقد رفض سقراط النفى من اثينا ، ورفض فرص الهروب من السجن ( عن طريق دفع الرشوة للسجانين من قبل اتباعه ) ، وواجه سقراط الموت بشجاعة ، وكذلك فعل الشهيد محمود ، لقد هز اعدام الشهيد محمود ضمير العالم فى الخمس الاخير من القرن العشرين ، لا لجرم ارتكبه ، وانما حوكم بسبب ماورد من افكاره فى كتاب الرسالة الثانية من الاسلام ورسالة الصلاة .
    الشعب السودانى كله يعرف انه كان بامكان الاستاذ محمود ان ينجو من تنفيذ حكم الاعدام لو انه (انكسر امام غرور السفاح نميرى ) وقد جاء الوسطاء يطلبون من الشهيد محمود ، فقط التراجع عن ( منشور هذا او الطوفان) ، وليس التنازل عن افكاره ( الرسالة الثانية) التى كرس لها حياته ، لقد رفض الشهيد محمود ادنى مساومة ، وواجه الموت على طريقة سقراط بكل شجاعة وثبات ، وذلك ، لان الاستاذ محمود كان يعرف ( سر الموت ) ، وكنه الموت .. ( انه تحرير الروح من سجن الجسد ، و من مقبرة الجسد) .. تنفيذ حكم الاعدام بالنسبة للاستاذ محمود كان يعنى الانعتاق والحرية ودخول الابدية .
    رسالة الشهيد محمود من على صليب المقصلة :
    اذا كان الشهيد سقراط لم يترك انتاجا فكريا محررا بخط يده ، حيث عرفته الدنيا من خلال تلاميذه ، وفى مقدمتهم افلاطون ، فان الشهيد محمود ترك انتاجا فكريا ضخما مكتوبا وموثقا ، وفى ايدى امينة ، باعتباره تراثا مملوكا للانسانية ، وستظل هذه الكتب مصدر الهام للكتاب والمفكرين ، ومصدر الهام لاعادة كتابة ( الفكرة ) ، تفكيكيا ، و بنيويا من خلال نظرية (موت المؤلف ) التى تمكن الكاتب من اعادة قراءة الفكرة الجمهورية من منظوره هو ، وبمعزل عن المؤلف ، وتنطلق روح الاستاذ محمود حرة ، ويختصم الخلق حول قراءة افكاره ، طبقا متغيرات الزمان والمكان والواقع بابعاده الثقافية والاقتصادية والاجتماعية ، وترك الشهيد محمود كتابا مفتوحا اخر ، ورسالة بليغة ابدية بلسان الحال من على صليب المقصلة ، هى فلم الاعدام المشهود ، الذى سيظل مصدر الهام للانسانية كلها حالا ومآلا ، لمنتجى الافلام ، وكتاب المسرح ومخرجيه
    الاستاذ محمود ، وآفاق فكر المراجعات فى السودان :
    لا اتحدث عن المراجعات التى تحدث من داخل السجون ، فهى مراجعات مشوبة بريحة من الاكراه ، لمجرد انها حدثت والمراجع مقيد بسلاسل الزنازين ، وانما اتحدث عن فكر المراجعات ( الطوعية) ، واقول انها فكر راقى ، وخطير ، لا يقدم عليه الا الشجعان ، لانه يتضمن امرين يصعبان على النفس البشرية الاقدام عليهما ، هما ( الاعتراف بالخطا ، والاعتذار عنه) ، وفى هذا الخصوص اعبر عن تقديرى لمراجعات د المحبوب عبدالسلام بشان الفكرة الجمهورية والشهيد محمود ، ومراجعات مولانا دفع الله الحاج يوسف فى برنامج فى مراجعات / تقديم الاعلامى الطاهر التوم بالتلفزيون القومى ، و التى صرح فيها بمعرفته الشخصية بالشهيد محمود ، وشهد له ( بالايمان) ، وصرح فيها ( بما معناه) بانه لو عرضت عليه هذه القضية كقاضى فلن يحكم على الاستاذ محمود بالردة لاسباب شكلية وموضوعية ، والبرنامج موجود على اليوتيوب . وشهادة مولانا دفع الله الحاج يوسف تكتسب اهميتها من كونه كان رئيس القضاء بعد تطبيق قوانين سبتمبر and#1633;and#1641;and#1640;and#1635; ، وقبل عهد محاكم الطوارئ . واذكر ايضا مراجعات د عبدالوهاب الافندى ، وعبدالمحمود الكرنكى ، والمرحوم محمد طه محمد احمد .
    وشاهدنا ، ان الفكرة الجمهورية كانت سباقة فى بيان الانيميا الفكرية لمشروع (الاسلام هو الحل) قبل دخوله فى معمل التجربة بعد الربيع العربى / الاسلاموى الفاشل . ولن تنسي الذاكرة السودانية ان هذا المشروع الاسلاموى ضيق الافق بالحريات ، وقبول الاخر المختلف ، و لو كان هذا الاخر هو حزب المؤتمر الشعبي بقيادة د الترابي الذى نال التكفير والسجن والتعذيب من تلاميذه ، من دعاة الاسلام هو الحل ، وثبت بذلك ان سيف التكفير مسلط على رقاب الجميع ، وعلى كل من يختلف مع السلطان ، ولو كان المختلف هو شيخ الاسلام السياسي نفسه ، فالتكفير ليس له سقف ، لذلك يتعين على كل ناشط يؤمن بحرية التعبير والضمير ان يقاوم ثقافة التكفير ، و يسعى الى تجريم التكفير دستوريا وقانونيا .
    ابوبكر القاضى / عتيق
    كاردف / ويلز
    and#1633;and#1640;يناير and#1634;and#1632;and#1633;and#1637;


    mailto:[email protected]@hotmail.com
    ///////////////////

    نقلا عن سودانايل
    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/34-0-6-8-3-1-6-8/76891-2015-01-18-19-15-10http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/34-0-6...-2015-01-18-19-15-10
                  

01-19-2015, 11:37 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: كلمة التغيير: ثلاثون عاما وما زلنا في "مأزق الشريعة"

    نشرت يوم 18 يناير 2015
    الرابط: http://www.altaghyeer.info/ar/2013/editorial/6423/http://www.altaghyeer.info/ar/2013/editorial/6423/

    تمر اليوم الثامن عشر من يناير 2015م الذكرى الثلاثون لاستشهاد الأستاذ محمود محمد طه، مؤسس الحزب الجمهوري(عام 1945) وصاحب"الفكرة الجمهورية"

    سوف تظل هذه الذكرى ناقوسا يدق بقوة في ذاكرة الوطن، حيث جسدت لحظة تنفيذ حكم الإعدام في رجل مسالم، وداعية سلم بسبب أفكاره، جسدت حالة انحطاط فكري وسياسي وأخلاقي ما زال حاضرا بقوة في الواقع السوداني حتى هذه اللحظة، إذ ان تيار"الإسلام السياسي" الذي كان وراء "مؤامرة اغتيال الشهيد" قبل ثلاثين عاما هو الذي يحكم السودان الآن! وفي صلب قانونه الجنائي مادة خاصة ب"الردة" تنص على الآتي:

    ( (1) يعد مرتكباً جريمة الردة كل مسلم يروج للخروج من ملة الاسلام او يجاهر بالخروج عنها بقول صريح او بفعل قاطع الدلالة. (2) يستتاب من يرتكب جريمة الردة ويمهل مدة تقررها المحكمة فاذا اصر على ردته ولم يكن حديث عهد بالاسلام ، يعاقب بالإعدام .(3) تسقط عقوبة الردة متى عدل المرتد قبل التنفيذ)!!!!!

    ورغم أن النظام الحاكم لم يجرؤ على تطبيق هذه المادة منذ استيلائه على الحكم قبل أكثر من 25 عاما ، وحتى عندما تثبت المحاكم ما يسمى ب"الردة" وتصدر حكم الإعدام على الشخص المعني، كما حدث في حالة "مريم يحيى" العام الماضي، تتدخل السلطة السياسية لإيقاف تنفيذ الحكم خوفا من المجتمع الدولي، وهذا بالطبع "مأزق أخلاقي" كبير ل "النظام الإسلاموي" الذي برر استيلاءه على السلطة ب"تطبيق شرع الله" وكان مناصروه يزايدون ويرفعون المصاحف في المظاهرات ضد الحكومات السابقة ويتهمونها ب"اسقاط شرع الله" ويهتفون "الحدود قبل القوت"! فهاهم اليوم يحكمون البلاد منفردين ويعجزون عن تطبيق "حد" واحد من هذه "الحدود" التي بسببها زعزعوا استقرار البلاد وأجهضوا النظام الديمقراطي بانقلابهم العسكري عام 1989م!!

    و"المأزق" يكمن في أن التراجع عن تطبيق "حد الردة" يتم تحت وطأة الضغوط و"العصا الدولية الغليظة" ولكن المنظومة الفكرية والقانونية، ومناهج التعليم الديني، والخطاب الإعلامي، وخطب المساجد، كل ذلك في عداء سافر ل"حرية الضمير" من حيث المبدأ وعلى أساس أنها تتعارض مع الإسلام، ومن ثم يجب على المسلم ان يعتقد في وجوب "قتل المسلم" ليس فقط إذا أعلن تركه للإسلام واعتناق دين آخر، بل حتى إذا قدم تفسيرات للإسلام مختلفة عن ما هو سائد في المجتمع!

    لا مخرج من هذا المأزق إلا بالتفكير العميق في قضية تطبيق ما يسمى ب"الشريعة الإسلامية" في دولة معاصرة، وما يترتب عليه من تأثيرات ملموسة على حقوق الإنسان وحرياته الأساسية كما فصلتها المواثيق الدولية الحديثة وعلى رأسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

    ومثل هذا التفكير حتما سوف يقود الى مواجهات فكرية حاسمة مع الفكر السلفي المهيمن والمتحالف مع السلطة القمعية الحاكمة، مواجهات تستلهم الشجاعة الآسرة والصمود النبيل الذي اتسم به الشهيد محمود محمد طه.

    عن التغيير الإلكترونية 18 يناير 2015
                  

01-19-2015, 11:39 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: أسماء نجلة الاستاذ محمود محمد طه : كانت هناك عقرب في مكتب الاستاذ منع قتلها

    January 18, 2015

    (حريات)

    قالت الاستاذة أسماء محمود محمد طه – نجلة الاستاذ محمود – ان الاستاذ وطيلة حياته كان يفطر بالويكة والكسرة ، وانه كان مسالماً تجاه الاحياء والاشياء ، حتى انه في مرة كانت هناك عقرب في مكتبه ولما همت بعض الجمهوريات بقتلها منعهن الاستاذ .

    وتحدثت الاستاذة اسماء في حوار سابق مع (حريات) عن أهم محطات حياة الاستاذ وعن افكاره وايامه الاخيرة .

    وذكرت ( ان أيام نميرى الأخيرة تشبه ذات الأيام الحادثة الآن من مجاعة وإرتفاع فى الأسعار وغلاء المعيشة بالإضافة للتخويف بالدين والتخويف بالشريعة وهذا ما لجأ إليه نميرى فى أيامه الأخيرة ليطيل بقاءه،فبالعكس كان ذلك السبب المباشر فى تقصير عمره،النظام الآن يتجه لنفس السلوك وهذا يدل على خوف شديد جدا جدا ويدل على عجز النظام فى حل مشكلة الناس فلجأ لإسكاتهم وإرهابهم،لكن مهما طالت مدة القهر لابد من اليوم الذى يتحرر فيه الشعب ويقوى على مواجهة الأنظمة الغاشمة وهذا ما يحدث الآن فى تونس والمغرب والأردن ومصر فهذه كلها أنظمة فاسدة فساد كبير جدا إستغلت شعوبها لتبقى فى السلطة وعلى دماء عدد كبير منهم، أنا أعتقد أن الثورة قادمة ) .

    ونعيد نشر الحوار لقيمته وبذكرى المناسبة .

    ( نص الحوار أدناه ) :

    ـ بدءا: حدثينا عن الإستاذ محمود:ـ

    • أهم محطات فى حياته ؟

    شكرا جزيلا.. وشكرا على مبادرة (حريات ) والتى من إسمها من الطبيعى أن تبادر للحديث عن الحرية والرجال الأحرار..الحديث طبعا عن الأستاذ محمود حديث ليس بالساهل..

    لكنى ساتحدث عنه فى نقاط سريعة..

    ولد الأستاذ محمود فى 1909 أو 1911..

    والده محمد طه مالك فضل ووالدته فاطمة بنت محمود. توفيت والدته وهو فى بواكير طفولته وذلك فى العام 1915م تقريبا، فعاش الاستاذ محمود وإخوته الثلاثة تحت رعاية والدهم ، وعملوا معه بالزراعة ، فى قرية الهجيليج غير أن والده لم يلبث أن التحق بوالدته فى العام 1920م تقريبا، فإنتقل الأستاذ محمود وأخوانه للعيش بمنزل عمتهم برفاعة..

    الأستاذ تحدث عن ذلك أثناء إعتقاله حيث قال أن الإنسان يجب أن يرجع لقراءة تاريخ حياته ويتأمل فيها ليجد نوعا من الرضا بماضيه ليتصالح معه..

    وقال” نحن عندما توفت والدتنا حزنا حزنا شديدا وكنا صغار وقال”والدنا كره المنطقة التى كنا موجودين فيها وهى قرية صغيرة إسمها سفيطة وأخذنا لمنطقة الهجيليج وقال الأستاذ”لو لم تمت والدتنا ما كنا قدمنا للهجيليج التى أعطتنا فرصة لنتعرف على البيئة وبدأنا نحصد ونزرع ونعتمد على أنفسنا مما خلق نوعا من القوة فى شخصياتنا وقال بالرغم من وفاة والدته إلا ان ذلك أعطاه نتائج صبت لصالحه..

    أيضا أشار الأستاذ فى أحاديثه عن إنتقالهم لمدينة رفاعة فقد أصرت عمتهم على أخذهم ليتعلموا وقال : “لو ما والدى إتوفى كان من الممكن أن أكون تاجر فى دكان بسيط وصغير موجود فى الهجيليج وما كنت إتعلمت لأننى بعد وفاة والدى وجدت فرصة الذهاب لرفاعة لأجل التعلم”

    بعدها درس وتخرج فى كلية غردون سنىة 1936 كلية الهندسة المدنية وعمل فى السكة حديد لفترات وبعد ذلك بدأت حركته السياسية الواضحة فى نادى الخريجين فضاقت به الإدارة وتم نقله لمانطق نائية على مناطقة كسلا ورجع سنة 41 ــ 42 لمينة عطبرة وبدأ يشعر أن توجهاته السياسية لن تجعله موظفا عاديا مع الإنجليز

    فاستقال من الخدمة وبدأ العمل بتأسيس الحزب الجمهورى سنة 1945 مع مجموعة من الشبان المتحمسين وبدأت الحركة الوطنية بمقاومة العمل ضد الإنجليز وكان هو أول من دعا لان يكون السودان جمهورية وفى ذلك الوقت كان ذلك بعيدا فالبلد مستعمر وفقير.. وكانت تلك دعوته لقيام الجمهورية.. وقال أنه فى بداية الحزب الجمهورى لم يكن لديهم الملامح المكتملة عندما بداوا عدا أنهم مهتمين بقضية الإسلام والسودان..

    • أهم أفكاره:

    يمكن تلخيص اهم أفكار الأستاذ أن الإسلام يحتاج لبعث جديد لأن الأمم فى الوقت الحالى لاتعيش الإسلام بل تحيا قشورا منه وقشورا من المدنية الغربية وكان يقول”كأننا نعيش جاهلية ثانية..(لا تتبرجن تبرج الجاهلية الأولى) إشارة لأن هناك جاهلية ثانية ستأتى..وكان يعتقد أن الجاهلية الثانية هذا هو وقتها وأن الحياة على القشور تضيع”اللبة” ـ الشئ الأساسى والحقيقى وقال أن هناك حوجة للرجوع للإسلام الحقيقى من جديد..الرجوع للإسلام لن يكون بمستوى الرجوع كما جاء فى القرن السابع وعاشه أسلافنا..فالإسلام عندما جاء تنزل على مرحلتين: القرآن المكى والقرآن المدنى فعلى 13 سنة كان الإسلام يدعو للحرية والمساواة والمسئولية وبالدعوة للإسماح وحرية الإعتقاد وحرية الرأى لكن كل هذه المسائل لم تكن قد طبقت فى فترة الـ 13 سنة من دعوة النبى..

    وتآمر عليه أى على النبى وجاءت مؤامرة قتل الرسول،فأمر بالهجرة من مكة للمدينة، ونسخ القرآن المدنى القرآن المكى وجاءت آيات فى مستوى حاجة الناس ومستوى طاقتهم من الإسماح وبدلا عن الدعوة للحرية جاءت آيات الجهاد وجاءت الآيات التى تكره الناس الدخول فى الدين.. وجاءت آيات عدم المساواة بين الرجال والنساء وهذا كان فى ذلك المجتمع كتشريع فالأستاذ يقول إذا أردنا تطبيق الإسلام فى الوقت الحاضر لا يمكن ان نرجع لنطبق القاتون الذى طبق فى القرن السابع لابد من فهم جديد يطبق على الإنسان فى القرن العشرين الواحد وعشرين لأن حاجته قد إختلفت ومطالبه إختلفت وكذلك طاقته وبالتالى لابد من الإتجاه لبعث الآيات التى تتحدث عن مستوى الحرية لأن الوقت الحاضر يحتاج لها, الدعوة للحرية/ الدعوة للمساواة بين النساء والرجال فى الآيات التى تساوى بينهما / الدعوة للإشتراكية وهناك الآيات والأحاديث التى طبق فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك، وكان الدين الإسلامى أول دين تجتمع فيه الديمقراطية والإشتراكية والعدالة الإجتماعية مع بعضها البعض وهذا ما دعا له الأستاذ محمود.

    • أسلوب حياته:

    أسلوب حياة الأستاذ يمكن أن تقول عليه”الإعتيادية”البساطة والتواضع ومعيشة رجل الشارع العادى المغمور..

    عاش الأستاذ فى غرفة بسيطة ليس بها (مروحة) بيت لا توجد به ثلاجة.. بيت سكانه يأكلون الكسرة والملاح..طيلة حياة الأستاذ كان إفطاره بـ “ويكة وكسرة و لحد كبير لا توجد لحمة فى البيت..

    فيما يخص لبسه فكان يكون لديه ما يلبسه وبديل له فقط..بالرغم من أنه مهندس ناجح وكل زملائه يسكنون العمارات لكنه إختار هذه الحياة ليكون قريبا من حياة الناس

    وقال ساووا السودانيين فى الفقر حتى يتساووا فى الغنى..وقال لأحد المشايخة الذين علقوا على نوع أكله فقال ردا عليه” نحنا عندنا إنو الأكل ده هو الأكل الحلال وأى حاجة تزيد عليهو فى الوقت الحاضر حرام”

    وذات مرة جمعنا داخل البيت وقال لنا: نحنا بلغنا “إنو فى عدد من الأسر لا توقد النار فى بيوتهم لمدة يومين وثلاثة وقال لن نشرب شاى و ما حنجيب لحمة فى البيت” وفرض حالة تقشف لفترة طويلة..

    إذا جئنا ونظرنا للحالة الإنسانية فى تعامله مع الأطفال مع المرأة..

    حيث كان يعامل النساء بنوع من الإعزاز والتقدير لم أره فى رجل عادى وكان يهتم بأن يأكل الأطفال قبل الكبار وكان يلاطفهم..ويعود المرضى فى المستشفيات، حتى الحشرات ، فيقدم للنمل غصن فى حوض الماء حتى يخرج كل النمل، وحدث أن كان هناك عقرب تحت مكتبه فهمت إحدى الأخوات بقتلها فمنعها من ذلك، وكان يقول” الإنسان الذى يعيش السلام فى نفسه يسالم الأحياء والأشياء..

    • أستاذة أسماء حدثينا عن أهم مواقفك الشخصية معه ؟

    المواقف كثيرة منها دعمه لنا فى مسألة التربية حيث كان مصرا فى أن أعرف حقوفى وكيفية مطالبتى بها.. فما أنا عليه الآن فضله يرجع للأستاذ حيث كان توجيهه لى صارما إذا أخطأت وكان دقيقا فى كيفية أن يتعامل الأنسان بمستوى كبير من الرقى والإنسانية..

    ومن المواقف: فى بداية عملى كمفتشة عمل بمكتب العمل حيث كان علينا حل المشاكل التى تنشأ بين المخدمين والمستخدمين فكنا نزور المصانع نرى مشاكل العمال ونحاول نحلها.. وكان أن زرنا مصنع لإنتاج (البشاكير) وبعد خروجنا أهدى لنا صاحب المصنع بشكير لكل واحد وواحدة منا وعندما عدت سألنى الأستاذ عن يومى وكيف كان العمل فسردت له ما حدث فغضب شديد، وقال لى كيف تأخذى بشكيرا من إنسان أنت ستكونين الفيصل فى قضية ترفع لك بينه وبين الشخص الضعيف المُستخدم عنده وقال” ألا تفتكرىن” إنو المسألة دى ما بتأثر على قرارك وتكونى منتمية لى زول أهدى ليك قبل كدا؟” وطلب مني إرجاع البشكير.. وهذ صورة من صور التربية النادرة..

    • تم أول إعتقال للأستاذ فى يونيو من العام 1946، وتم تقديمه للمحاكمة،حيث خيّر بين السجن لمدة عام أو إمضاء تعهد بعدم الممارسة السياسية فأختار السجن..حدثينا عن ذلك..

    الأستاذ كان فى رفاعة ، وكانت هناك إمرأة ختنت بنتها ختانا فرعونيا فوشى بها أحد جيرانها وكان هناك قانونا يجرم هذا النوع من الختان فخرج الأستاذ للمسجد ودعا للمقاومة وقال للناس” إن الإستعمار ليس لديه حرص على حياء المرأة السودانية ، وقال أن الإنجليز ليسوا حريصين على تعليم المرأة وألا كانوا قاموا بفتح المدارس لتعليمها وقال ان الختان عادة رذيلة لكنها متأصلة ولا يمكن محاربتها بالقوانين بل بالتربية والتوعية فقاد الناس حتى كسروا السجن وأخرجوا المرأة منه..فأعتقل فى تلك الفترة لهذا السبب.

    • للحزب الجمهورى صفحات ناصعة البياض فى النضال لأجل الإستقلال وفى النضال من أجل إسقاط أنظمة القهر..تحديدا حتى سقوط نميرى..لكن وحسب العديد من المراقبيين تراجع ذلك الدور كثيرا..فماذا تقولين فى ذلك؟

    بطبيعة الحال وجود الأستاذ بين الجمهوريين كصاحب للفكرة لن يكون كعدم وجوده فالفكرة لحد بعيد هى فكره لها جذورها الدينية والروحية،وعندها علاقة بعلاقة الأستاذ مع(اللّه)..لذلك فغياب الأستاذ خلق فراغا كبيرا جدا وبعد إعدامه حدثت مشكلة كبيرة جدا فى افهام الجمهوريين ومسألة تقييمهم لفكرتهم بتقييم واقعهم وأخذ ذلك فترة طويلة لكن الأخوان الجمهوريين الآن بداو فى جمع أنفسهم ولحد كبير بدأت المسألة تتضح جوانبها وبدأت حالة من الحركة على المستوى الفردى حتى وإن لم تكن فى المستوى الجماعى .

    • فى الرابع من يناير 1985 ثحدث الأستاذ فى ختام مؤتمر الإستقلال عن ما أسماه بالفداء (ضرورة أن يفدى الجمهوريون الشعب السودانى) وإستشهد بالعديد من المتصوفة فى ذلك..

    حدثينا عن الفداء عند الأستاذ وعند الجمهوريين ؟

    بمجرد خروج الأستاذ من إعتقاله الذى كان فى ديسمبر 1984 إجتمع بالاخون والأخوات وتحدث عن مسألة الفداء وقال نحن لم نخرج من السجن لنرتاح وقال النظام أخرجنا من السجن ليطبق القانون ويقول للناس أن لدينا تجاوزات قانونية معينة وقال نحن لن نصمت فالشعب السودانى يجلد ويهان، فعلقت واحدة من الأخوات الجمهوريات قائلة عندما ذهبنا للمحكمة كان هناك شيخ كبير يجلد والقاضى شاب صغير السن واقفا يشاهد بمتعة فقال الأستاذ مشاهد كهذه نحن لن نسكت عليها فالشعب يهان ويقطع بإسم الشريعة وقال نحن سنتحدث فى هذه المسألة وقال نحن سنذهب لنفدى الشعب السودانى وقال أن مسألة الفداء مسألة متواترة فى التصوف لكنه بالنسبة للعلمانيين مسألة قد يصعب فهمها لكن للناس”العندهم قدم فى التصوف سهلة ومعروفة” ..

    وقال للأخوان”لقد أمضيتم زمنا طويلا فى الإنشاد والمعارض الدينية وجاء الوقت لتجسيد المعارف بان تعلموا الشعب السودانى شيئا بأن تقفوا موقفا حول كيف يحدث فداء للشعب السودانى..وفعلا هذا هو الموقف الذى وقفه الأستاذ كصاحب الدعوة التى أطلقها بقيامه بتمثل الموقف الذى دعا له.

    • بالعودة لخطبة الأستاذ محمود فى مسجد رفاعة التى إستنهض فيها الشعب الدفاع عن المرأة التى نزعت من بيتها وسيقت إلى السجن فتوحدت المدينة لإطلاق سراحها..

    حدثينا عن كيف تناول الأستاذ محمود المرأة فى أفكاره ودعوته وممارسته اليومية والسياسية؟

    الأستاذ تحدث عن تطوير التشريع الإسلامى فيما يخص قضية المرأة وقال عندما جاء القرن السابع كانت المرأة توأد حية وقال أن كبار الصحابة(مشيرا لواقعة سيدنا عمر فى وأد إبنته) وقال هذا هو الذى وجد الإسلام الناس عليه فى ذلك المجتمع فلذلك فى ذلك الوقت لم يكن من الممكن تحرير المرأة ويقول للناس ساووها بالرجال قال لهم”لا توئدوا المرأة” (إذا المؤودة سئلت بأى ذنب قتلت) وقال يمكن حفظها بدل وأدها فى حفرة ، تكون حية لكنها مؤودة فى البيت لذلك جاءت الآية ( وأبقين فى بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) فقال ان البقاء فى البيت كأنه نوع من الوأد ، لأن المرأة لا تخرج إلا إذا ذهبت للعمل أو لضرورة، وعندما تخرج كأنها تحمل معها البيت ومن هنا جاءت سور كيفية إرتداء الملابس فى الشريعة (الحجاب) بإظهار المرأة لوجهها ويديها..وهكذا كان الوضع الذى عليه الإسلام قال إنه لا يمكن تحرير المرأة كل التحرير لكن حررها الإسلام بعض الشئ..

    وقال ممكن الرجال يكونوا قوامين على النساء(الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم) وهذه آية القوامة التى منها تنزلت بقية التشريعات، فجاء الرجل ليكون قيما على المرأة وهى قوامة جاءت أن الرجل هو الذى يخرج للعمل ويكدح فقد قامت آية القوامة على الإنفاق وعلى حماية المرأة..

    الفضيلة فى ذلك الوقت هى فى قوة الساعد لأن الرجل كان يحمى المرأة وعلى قوة الساعد أضيف إليها كسب المال فهذه أسباب مسألة القوامة التى منها جاء أنه من الممكن فى ذلك المجتمع أن يتزوج الرجل أربعة نساء ويطلقها ويؤدبها..

    ومن ذلك شهادة إمرأتين تساوى شهادة إمرأة واحدة ( أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى) ومسألة ضلالة المرأة فى ذلك الوقت لأنها كانت محبوسة فى البيت ولم يكن لديها قوة التفكير ولا الممارسة وأن الرجل ميراثه أكثر من ميراث المراة فميراث إمرأتين يساوى ميراث رجل..

    وهذا إذا قسته بمجتمع القرن السابع الى كانت توأد فيه البنت حية،نجد هنا أنه قد أعطوها بعد الحقوق..

    الآن الوضع مختلف فستجد النساء فى مختلف المهن، فلا يمكن أن تدعو للإسلام وتقول لإمراة أن الرجل قيّم عليك وممكن يأدبك ويأتى بثلاثة نساء عليك وشهادتك أقل من شهادة الرجل…

    وهذا عقلا لا يمكن ومنطقا غير ممكن..فالأستاذ يقول هل الإسلام حل مشكلة المرأة المعاصرة أم لم يحلها؟ هو عنده يقين أن هنالك حلا لمشكلة المرأة ومشكلة الرجل على أن يتطور التشريع من القرآن المكى للقرآن المدنى الذى تكلم عن مساواة المرأة والرجل أمام الله فقال مثلا( ولا تزر وازرة وزر أخرى)(كل نفسِ بما كسبت رهينة) وقال الأستاذ إذا كانت المرأة أمام الله تعامل على قدم المساواة فمن باب أولى أن إعطاءها الفرصة فى المجتمع لتكون مساوية له..تكتسب مثل الرجل لتحاسب على أعمالها دون وصاية من أحد عليها وهذا أحدث ثورة كبيرة فى فهم التشريع الإسلامى وفى فهم قضية المرأة..

    الأستاذ كتب كتابا كاملا فى تطوير شريعة الأحوال الشخصية..ودعا الأستاذ النساء المطالبة بحقوقهن.. وتناول موضوع الزواج بصورة عامة ومسألة حقوق المرأة داخل الأسرة وتناول فى أحد الكتيبات تبسيط الزواج بأن يكون المهر رمزيا وأن تدخل المرأة بملابسها ودون تكاليف مراسم العقد تكون بلح وليمون وتكون المرأة مشاركة فيه ويكون للمرأة حق الطلاق بان يملكها الرجل العصمة.

    • بعد كل هذه السنوات التى مضت على إستشهاد الأستاذ محمود ..كيف تنظرون للعنف الذى تمارسه أنظمة البطش على قوى الإستنارة والتغيير؟

    أنا بفتكر أن البطش الذى يحدث الآن هو فى رمقه الأخير فالقهر الذى يحدث الآن من جلد للنساء وتكريس الدعوة للشريعة الإسلامية..

    ففى التأريخ عندما يتم إستخدام الدين فذلك يعنى أن هذه السلطة منتهية وبالنسبة لنا فى تأريخنا القريب أيضا ففى أيام نميرى الأخيرة تشبه ذات الأيام الحادثة الآن من مجاعة وإرتفاع فى الأسعار وغلاء المعيشة بالإضافة للتخويف بالدين والتخويف بالشريعة وهذا ما لجأ إليه نميرى فى أيامه الأخيرة ليطيل بقاءه،فبالعكس كان ذلك السبب المباشر فى تقصير عمره،النظام الآن يتجه لنفس السلوك وهذا يدل على خوف شديد جدا جدا ويدل على عجز النظام فى حل مشكلة الناس فلجأ لإسكاتهم وإرهابهم،لكن مهما طالت مدة القهر لابد من اليوم الذى يتحرر فيه الشعب ويقوى على مواجهة الأنظمة الغاشمة وهذا ما يحدث الآن فى تونس والمغرب والأردن ومصر فهذه كلها أنظمة فاسدة فساد كبير جدا إستغلت شعوبها لتبقى فى السلطة وعلى دماء عدد كبير منهم، أنا أعتقد أن الثورة قادمة. وهذه المرة إنشاء الله ستقودها النساء.

    • حدثينا عن الأيام الأخيرة فى حياة الأستاذ وعن يوم إعدامه ؟

    طبعا فى الأيام الأخيرة كان الأستاذ معتقل فى سجن كوبر لذلك لم تكن هناك فرص كبيرة لملاقاته، لكن حسب روايات وشهادات الأربعة الذين كانوا موجودين معه ، قالوا أن الأستاذ قال لهم: أأنتم واثقين من أنكم تعملون فى الواجب المباشرـ لدينا كأخوان جمهوريين تعبير يقول الأستاذ أنك فى يومك تمر عليك كثير من الواجبات لكن العقل القوى هو الذى ينظم هذه الواجبات ويضعها فى خط هذه خلف تلك،أول خط نسميه الواجب المباشر..فالأستاذ كان يسأل الناس: هل أنتم متأكدين أن الذى تفعلونه هو الواجب المباشر؟ فالأخوان كانو مقتنعين أنهم يقومون بالواجب المباشر واجب مقاومة الهوس الدينى وقوى التطرف الدينى.. عند ذلك لاحظ الأخوان أن الأستاذ كان يحيا المسألة هذه بكل تفاصيلها الدقيقة ، فعندما كان يحلق كانوا جالسين قربه يتم ذلك وهو سينفذ حكم الإعدام ضده غدا، وكان لدى أحدهم حذاء جديد”فلبسه بإدخال جزء من رجله لا “كجزمة” ولكن “كشبشب” ، فقال له الأستاذ لماذا تتعامل مع الحذاء بهذه الطريقة وكان الإخوان مستغربين لرجل سيقتل غدا فكيف يكون نظره لمثل هذه الأشياء ، وهذا ما يسميه هو بالإحسان فعندما تقوم بعمل يجب أن تقوم به بإتقان شديد دون إنتظار للنتيجة وكان يقول أن الحياة الكاملة أن تعيش اللحظة الحاضرة ولا تكون متوترا فى الماضى لأن الماضى غير موجود ولاتنظر للمستقبل لأن المستقبل لم يأتِ، فالأخوان لاحظوا أن الأستاذ كان يحيا هذا الموضوع بدقة كبيرة جدا وهكذا كانت حياته كلها.

    يوم التنفيذ أيضا لم نكن حاضرين فقد كنا متوقعين حدوث فعل فى الجامعة،وعندما خرجنا فى إتجاه كوبر وجدنا الشوارع مدججة بالقوات والبوليس ولم نتمكن من الوصول لكوبر فذهبنا لمنزل خالتنا التى كانت تقطن قرب السجن، وعند ذلك جاءنا خبر تنفيذ الحكم.

    • لماذا لم يقاوم الجمهوريون الإغتيال ؟

    لأنهم كانوا يعرفون أن الأستاذ هو صاحب الموقف وهم لم يكونوا يعملون أى عمل بمعزل عن عمله لأن الأستاذ كان يتقدم فى كل المواقف، وكان هنالك نوع من الأدب فى سلوك الأخوان تجاهه،أيضا الفكرة الجمهورية كفكرة دينية قائمة على مسائل روحية العمل فيها لا يقوم بطريقة الأحزاب العادية كمقاومة فقط، فهناك مسائل كثيرة ومعقدة فى الإعتقاد والعمل الروحى وفى الإنتظار وفى الدعوة لإصلاح المجتمع وعودة المسيح ولآخره وهذه مسائل كانت تقف أمام الجمهوريين فى القيام بعمل و يكون غير المطلوب..

    • أين الجمهوريون من الحراك اليومى الفاعل؟

    إن عملنا الآن عمل فردى فلا يوجد تنظيم يضم الجمهوريين،لكن هناك أفراد جمهوريون مقتنعون بفكرة الأستاذ يدعون إليها بطرقهم، بالكتابة فى الصحف وغيرذلك ولدينا ( ويب سايت)، نحن عملنا فى المقام الأول يقوم على ترقية النفوس وتوعية الشعب..حيث فرص المنابر أمامنا غير ضيقة، ففى إفتتاح المعرض السابق أرسلنا دعوات لكل الصحف وكل القنوات الفضائية حضر منهم ثلاثة أو أربعة صحف فقط،هناك تشويه كبير جدا للفكر الجمهورى، فمازال جزء من الناس يعتقد الكفر فينا ويعتقد أننا مرتدين..المساحة التى نتحرك بها ضيقة جدا، وبقدر ضيقها بدأت فى الإتساع وأنا أعتقد أن مركز الأستاذ محمود له دور فاعل فى صراع الأفكار لإعطاء فكره مع بقية الأفكار الأخرى والإنتماءات الفكرية الكبرى لتتصارع وفى النهاية يبقى الأصلح .

    نقلا عن حريات
    http://www.sudaneseonline.com/?p=172764http://www.sudaneseonline.com/?p=172764
                  

01-19-2015, 11:42 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: تناقضات د. الترابي حول قضية الرّدة ومحاكمة الأستاذ محمود

    January 18, 2015

    (حريات)

    تعقيب على البروف حسن مكي

    تناقضات د. الترابي حول قضية الرّدة ومحاكمة الأستاذ محمود

    د. محمد محمد الأمين عبد الرازق

    تناولت وسائط الإعلام المختلفة مؤخرا، بالتحليل، الضجة التي أثارها حديث د. الترابي حول شهادة المرأة في الإسلام، من أنها على حد قوله، مساوية للرجل في الشهادة، في رد على الذين يرون أن المرأة على النصف من الرجل في الشهادة استنادا الآية: “فاستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء، أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى”.. وبوحي من تناقض رؤية الترابي مع هذه الآية، وجهت له تهمة مخالفة القرآن والردة من أئمة المساجد وأهدر أحدهم دمه، وقد استدعى جهاز الأمن هؤلاء الأئمة وأدان اتجاه التكفير وطالب بالحوار الموضوعي والبعد عن المهاترات والفتن..

    والقول الفصل في أمر الحقوق عامة، هو أن الإسلام في أصوله أسس الحقوق الدستورية، ودعا جميع الناس إلى الدستور الإنساني الذي يكفل الحقوق الأساسية لجميع المواطنين لا فرق بين مواطن وآخر بسبب العقيدة أو الجنس أو اللون.. ويلتمس السند لذلك التأسيس، في المسئولية الفردية أمام الله التي يقوم عليها الحساب، قال تعالى: “ونرثه ما يقول ويأتينا فردا”، فالفردية هي مدار التكليف.. ومن أجل ممارسة المسئولية شرع القرآن حق الحرية في التفكير، فقال: “فذكر إنما أنت مذكر .. لست عليهم بمسيطر” وقال أيضا: “وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”.. وحرية الفرد تنتهي حيث تبدأ حرية الآخر، ولذلك يصادر القانون الدستوري حرية من يتعدى على حريات الآخرين، فثمن الحرية هو حسن التصرف فيها.. هذا الأساس الدستوري ثابت في آصل أصول الدين، واستمرت الدعوة إليه، نظريا وعمليا، مدى ثلاثة عشر عاما في مكة..

    ولكن لم يستجب المجتمع الجاهلي في ذلك الوقت، لفكرة الدستور، وأسوأ من ذلك اتجه المشركون عمليا إلى انتهاك الحقوق الأساسية للنبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وهي حق الحياة وحق الحرية، في القصة المعروفة.. وقد انتهت المحاولة بالهجرة إلى المدينة وبدأ عهد جديد، نسخ فيه الدستور وفرضت الوصاية على المشركين، وقام الجهاد بالسيف في مواجهتهم من أجل أن يدخلوا في الإسلام ليتعرفوا على الحقوق الدستورية، بالتدريج.. فهم إضافة إلى محاولتهم انتهاك حق الحياة وحق الحرية للنبي الكريم، كانوا ينتهكون حق الحياة للأطفال فيما عرف بوأد البنات، وقد أوقف هذا الانتهاك بالسيف، إذ أن المشرك أمامه خيار واحد هو الدخول في الإسلام وإلا، يقتل.. وبمجرد إعلانه الدخول في الإسلام حتى لو كان منافقا فلن يتمكن من ممارسة وأد البنات وقتل النفس بغير قانون دستوري، وإذا ارتد إلى الشرك يقتل، فالردة ملازمة لعهد الوصاية وليس لها وجود في أصل الدين مطلقا.. إذن الإسلام، كما هو واضح، استخدم السيف كمبضع الطبيب، لا كمدية الجزار، في معالجة انتهاكات ما كان من الممكن معالجتها بغير الوصاية..

    ولقد تطور المجتمع البشري، منذ القرن السابع عبر الصراع الاجتماعي، وتوصل بعد الحرب العالمية الثانية إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتم تعريف تلك الحقوق بأنها حق الحياة وحق الحرية، وقد تم ذلك التطور تحت توجيه الإرادة الإلهية الحكيمة، قال تعالى: “وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم”.. ولذلك يجب علينا نحن المسلمين، أن نرجع إلى أصل الدين في إرساء الدستور، على هدى (السنة) النبوية، التي ما نزل عنها التشريع إلى (الشريعة) إلا لضرورة تدريج الناس نحو فهم معاني الحقوق الدستورية، فعصرنا هو عصر السنة وليس الشريعة..

    هذا باختصار هو الحل الجذري للمشاكل التي يعاني منها المسلمين، فلا بد من نسخ الشريعة المرحلية التي قامت على الآيات المدنية والعودة إلى أصول الدين في الآيات المكية، ومن ثم تقوم حرية الرأي والتفكير على أساس متين من الإسلام..

    لمزيد من التفصيل يمكن الرجوع إلى مؤلفات الأستاذ محمود..

    على هذه الخلفية، يمكن أن نزن أقوال الترابي، فهو يقول إن المرتد ردة فكرية لا يقتل، لكنه لا يلتزم برأيه هذا في حق الذين يخالفون الرأي الفكري، بل يناقضه تناقضا صريحا لا لبس فيه ولا غموض، فلنستمع إليه وهو يتحدث عن محاكمة الأستاذ محمود في عدة مواضع تارة على أساس الردة الفكرية وتارة على أساس رفضها مبدئيا:

    في مؤتمر الدوحة بتاريخ 6 يناير 2012م، قدم له الأكاديمي اللبناني سعود المولى والأكاديمي الفلسطيني خالد الحروب سؤالاً عن إعدام الشيخ محمود محمد طه، الذي اعدمه النميري السنة 1985م بوجود وتحريض منه، ففي تلك الأيام كان قريباً من النميري ومساهماً في تطبيق الشريعة، فأجاب:

    ” ليس لي علاقة إنما اعدم لأنه كان مرتدا “..

    وللترابي تعليق منذ الثمانينات لجريدة الوطن بتاريخ 30 أبريل 1988م، قال فيه عن نفس السؤال:

    “إن ردته أكبر من كل أنواع الردة التي عرفناها في الملل والنحل السابقة.. ثم واصل: وعندما طبق نميري الشريعة تصدى لمعارضته لأنه رأى عندئذ رجلا دينيا يريد أن يقوم بنبوة غير نبوته هو، وأكلته الغيرة فسفر بمعارضته ولقي مصرعه غير مأسوف عليه البتة “.. وكما هو واضح، فإن حديث الترابي في مؤتمر الدوحة، منسجم مع هذا الموقف المتخلف!!

    ولكن اقرأ ما قاله الترابي لصحيفة السوداني بتاريخ 4 يناير 2006م حول نفس الموضوع:

    “كنت ضد إعدام محمود محمد طه وضد إعدام مجدي وجرجس والطالب الجنوبي، الإعدام كان إعداما سياسيا.. أنا ما جادلت محمود أصلا في حياتي ولكن كل قوانين الطوارئ والقوانين الجنائية معروف أنني كنت ضدها!! “..

    والغريب إن الترابي تحدث بحديثه أعلاه، لصحيفة السوداني، من تلقاء نفسه، وقبل أن يثير الصحفي موضوع الأستاذ محمود!!

    ثم قال لصحيفة الصحافة بتاريخ 5 يناير 2006م :

    “لا أحب أن أصم إنسان بالكفر مهما فعل”!!

    عزيزي القارئ: صدق أو لا تصدق، فكل هذه الأقوال المتناقضة هي من لسان هذا الترابي!!

    وجهت صحيفة الأهرام اليوم بتاريخ 18 ديسمبر 2014م السؤال التالي إلى البروف حسن مكي:

    هل تعتقد بروف أن التاريخ يعيد نفسه فى ذلك طالما أن الترابي متهم لدى البعض بأنه من الشخصيات التى تسببت فى إعدام محمود محمد طه؟

    الترابي من الناحية العملية لم يكن جزءا من العملية، والمحكمة التى حكمت محمود محمد طه والقاضي هو المهلاوي..”

    الغريبة أن البروف حسن مكي سلك نفس مسلك الترابي، في الخداع من أجل تحقيق الهدف، فكأن الغاية عنده تبرر الوسيلة، فالبروف يريد أن يخارج الترابي من تداعيات حملة التكفير الجارية ضده، فنفى عن الترابي المشاركة العملية في محاكمة الأستاذ محمود، وهو يعلم يقينا أن الموقف الفكري للترابي كان مع التخلص من الأستاذ محمود عن طريق اتهامه بالردة الفكرية كوسيلة، بل كان يسعى عمليا بتحريض السلطة، وبين أيدينا اعتراف الترابي أعلاه لجريدة السوداني : “الإعدام كان إعداما سياسيا”.. !!

    فهل كون الترابي لم يكن القاضي يعفيه من مسئولية موقفه السياسي والفكري الذي وضح من أقواله أعلاه!!؟؟

    في لقاء سابق أدان البروف حسن مكي الترابي بوضوح، ورفض دفاع زملائه على الحجة التي تبناها هو الآن!! أكثر من ذلك، فإن البروف قال إن هذه الجريمة ليس فيها قضاء ولا فقه وإنما هي اغاتيال سياسي، ومع ذلك برأ الترابي من أي دور فيها!!

    إذن اقرأ ما جاء بصحيفة الوفاق، فقد سألت الصحيفة الدكتور حسن مكي بتاريخ 5 / 12 / 1998 م:

    س : قيل أن لك علاقة خاصة بمحمود محمد طه والبعض قال إن حسن مكى مأسور جدا بشخصية وأفكار محمود..

    ج : والله أنا من المأسورين به.. أنا كنت أعرفه وأتردد على منزله فى ذلك الوقت.. وكنا كشباب فى الثانويات نجد عنده اللقمة.. نتعشى معه وكنا نتعجب أن الشخص الذى يشغل الساحة الفكرية شخص بسيط زاهد ومتواضع وكان المفكر الوحيد المطروحه كتبه فى السوق..

    س : وحينما أعدم ؟

    ج : كنا مسرحا لأفكار شتى، السياسي فينا كان يتكلم أن الحمد لله ربنا خلصنا من خصم قوي، وكان حيعمل لينا مشاكل، وكان حيكون أكبر تحدي لفكر الحركة الإسلامية السياسية.. والفكرى فينا كان يتحدث بأن هذا الشخص له قدرات فكرية وروحيه أعلم منا وأحسن منا.. ولكن السياسي دائما ما ينتصر هنا !!

    س : والآن ؟

    ج : أنا بفتكر أن محمود محمد طه جرعة كبيرة لا نستطيع أن نتحملها !!

    س : ولكن أمين حسن عمر قال أن الترابى انتصر عنده الفكري على السياسي وكان ضد إعدام محمود !!؟؟

    ج : أنا لا أريد أن أدخل بين الترابي وأمين, ولكن بعتقد أن الصف الإسلامي فى ذلك الوقت كان جميعه مع إعدام محمود محمد طه !!

    س : نحن نسأل عن موقف د. حسن الترابي ؟

    ج : أنا أعتقد أنو كان خائف على أنو نميرى ينكص عن إعدام محمود محمد طه ويدعو الله ألا يحدث ذلك !!

    س : الرأي الفقهي في هذه القضية و.. ؟

    ج : د / حسن مكى ـ مقاطعاً ـ القضية سياسية ما فيها رأي فقهي خصوصاً وأن محمود كان أقوى فى طرحه ضد الشريعة الإسلامية فى ذلك الوقت !!

    س : ولكن الترابى يعلن دائماً أن المرتد فكرياً لا يقتل !؟

    ج : أنت تريد أن تخرج لموقف الترابى !! وأنا أوثق للتاريخ..

    س : هناك رأى يقول أن د. الترابي كان حريص على إعدام محمود وأن محمود كان يمثل منافساً شخصياً له على مستوى الطرح الإسلامي ؟

    ج : هسع الإنقاذ ما قتلت ناس ؟ ما قتلت ناس مجدي فى دولارات ؟ لأنه كان مؤثر على سياستها الاقتصادية ؟ فكيف إذا كان مؤثر على المشروع كله ؟ هسع كان جبت الترابي يقول لك أنا ما موافق على قتل مجدي، أمين حسن عمر يقول نفس الكلام !! .

    س : د. حسن مكي جزء من الحركة الإسلامية ؟

    ج : ناس الحركة الإسلامية ناس ما عندهم مقدرات ويمثلوا المجتمع الإسلامي فى زمن الانحطاط !! وما عندهم عبادات !! انتهى..

    ………………………………..

    (2)

    لقد أسسنا في الحلقة السابقة مفهوم الدستور والمساواة في الحقوق من أصول الدين، وقلنا إن مجتمع القرن السابع كان قاصرا مما استوجب نسخ الدستور وفرض الوصاية عبر ما عرف بالشريعة، فالدستور أصل والشريعة فرع أملتها الضرورة.. ولذلك فإن أي حقوق منقوصة فرضت في إطار الوصاية إنما تجد تبريرها في ملابسات تطور المجتمع والأفراد من القصور نحو المسئولية..

    السؤال هو: هل كانت هناك ظروف موضوعية تقنعنا بأن تلك الحقوق المنقوصة كانت ضرورة لا يمكن تجاوزها في الشريعة المرحلية!!؟؟

    إذن فلنستمع إلى الأستاذ محمود وهو يجيب على هذا السؤال من كتابه (تطوير شريعة الأحوال الشخصية):

    المرأة

    تحدثنا عن الرق، وكيف أنه ثمرة الحروب، والمغارات، وكيف أن الرجال يسترقون، والنساء يسبين، فيضممن إلى الرقيق، أو يضممن إلى الحريم، فظهر، من ههنا، حظ المرأة المسبية.. فما هو حظ المرأة الحـرة؟؟ أهي رقيق أيضا؟؟ أم هل هي ملكـة؟؟

    إن وضع المرأة في الأسر وضع غريب حقا.. إنها ليست رقيقا، بالمعنى المفهوم عن الـرق، ولكنها ليست حـرة.. فالرقيق يكاد يعامل من وجهة نظر واحـدة، هي الشعـور بأنه مال مملوك، ضمن المال.. ولكن المرأة تعامل من وجهة نظر تنبعث من خليط من المشاعر.. فهي مملوكة، وإن اختلف نوع ملكيتها عن ملكية الرقيق.. وهي محبـوبة، وحبها يبعث على استحواذ الرجل عليـها.. وهي ماعون الولـد، والحرص على إنقاء النسب يسوق إلى تشديد الرقابة عليها.. وهي ضعيفة، في مجتمع الفضيلة فيه للقوة.. وهي متهمة، ومظنة خطيئة، فلا ترى لها عفة مرعية إلا عفة يسهر عليها الرجل..

    يقول شاعرهم في ذلك:

    أسـكين، ما ماء الفــرات وطيبه مني على ظمأ وبعد شــراب

    بألـذ منـك، وان نـأيت، وقلمـا ترعى النســاء أمانة الغيـاب!!

    من هذه المواقف المختلطة، ومن مشاعر غيرها، تدخل في بابها، جاءت معاملة المرأة، وضرب عليها الحجاب، وعوملت معاملة القاصر، المتهم.. ونزع أمرها من يدها، وجعل إلى أبيها، أو أخيها، أو وليها من أقاربها الأدنين، أو قد يجعل لمطلق رجل من العشيرة، أو للحاكم، أو لزوجها.. ولا يكاد يختلف حظ المرأة في بلد، دون بلد، إلا اختلافا طفيفا.. وعندنا في الجزيرة العربية، عندما أشرقت عليها شمس الإسلام، كانت الأنثى تعامل شر معاملة.. وكان التخلص منها يعتبر مكرمة من المكارم، وكانت، من أجل ذلك، تدفن حية.. ولقد جاء الإسلام بتقريعهم على هذا الصنيع الشنيع.. قال تعالى: ((وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به.. أيمسكه على هون؟؟ أم يدسه في التراب؟؟ ألا ساء ما يحكمون!!)).. وقال تعالى، في موضع آخر: ((وإذا الموءودة سئلت * بأي ذنب قتـلت؟؟)) وهي إنما كانت توأد حية لأمر من أمرين، أو لكليهما معا: إما خوف المضايقة في الرزق الضيق، أو خوف العار.. فقد كان المجتمع الجاهلي، في الجزيرة العربية، يعيش في ضنك شديد، وفي جوع عضوض.. وكان مجتمعا لا يرعى تنظيمه قانون، فهو يمثل قانون الغابة، في أبشع صوره، حتى أنهم قالوا: ((من غلب سلب)).. وكانت الأنثى، في مجتمعهم هـذا، تكلفهم المشقة، والجهد الجهيد، في إعالتها، وفي حمايتها من غارات المغيرين، من أشقياء القبائل الأخرى.. ومع كل أولئك فقد كانت معاملتها كرقيق مملوك أظهر صيغ معاملاتها.. فكان الجاهليون يتزوجون العشر، والعشرين زوجة.. يستغلون النساء، يستولدونهن، ويستخدمونهن في بعض أعمالهم.. وهم عن طريق الزواج، يمارسون الرق.. ولا تزال صور بشعة، من هذا الاسترقاق عن طريق الزواج، تمارس في المجتمعات المتخلفة المعاصرة.. ونحـن، في بعض أجزاء بلادنا، نعرفها.. وعندي أن التسلط على المرأة، حين يكون معتدلا، ومستهدفا حماية عرضها، وصون عفتها بضرب الحجاب المعتدل عليها، يكون أمره مقبولا بمقتضى حكم الوقت.. ولكن هناك كثيرا من التسلط عليها، ممن لا يهتمون بصونها، ولا بعفـتها.. فيرجع الأمر إلى الملكية، والاسترقاق.. ومهما يكن من الأمر، فإن الاعتدال في معاملة النساء أمر نادر.. فالحجاب الذي يضربه المسلمون اليوم على نسائهم، في بعض البلاد الإسلامية، فيه شطط يمليه سوء الظن، والغيرة المتهمة، وحب تسلط القوي على الضعيف.. فقد جاءت الشريعة الإسلامية السلفية بضرب من الحجاب، فيه الاعتدال المطلوب، والقصد الحميد، ولكن الناس يتجاوزونه، بدوافع مما أسلفنا ذكره..

    ثم إن الإسلام ورث هذه الأوضاع البشعة التي كانت تجري في مجتمع الجاهلية.. فحسم المشتط منها حسما.. ولكنه لم يكن ليتخلص من سائرها، فينهض بالمرأة إلى المستوى الذي يريده لها في أصوله، وما ينبغي له أن يتخلص، وما يستطيع.. ذلك بأن حكمة التشريع تقتضي التـدريج.. فإن الناس لا يعيشون في الفراغ.. والمجتمعات لا تقفز عبر الفضاء، وإنما هي تتطور تطورا وئيدا، وعلى مكث.. فوجب على التشريع إذن أن يأخذ في اعتباره طاقة المجتمع على التطور، وحاجته الراهنة فيجدد قديمه، ويـرسـم خط تطـوره، ويحفـزه على السير في المراقي.. وهذا ما فعله التشريع الإسلامي.. فإنه قد احتفظ بتعدد الزوجات، ولكنه حصره في أربـع، مراعيا، في ذلك، أمرين حكيمين. هما إعزاز المرأة، وحكم الوقت.. فأما حكم الوقت فإنه قد كانت المرأة تعيش في المستوى الذي أسلفنا ذكره، وما كانت إذن لتستطيع أن تمارس حقها في المساواة، بين عشية وضحاها.. وإنما كانت لا بد لها من فترة انتقال، تتهيأ خلالها لتنزل منزلة عزتها، وكرامتها، كاملة، غير منقوصة.. ومن حكم الوقت أيضا أن كان عدد النساء أكبر من عدد الرجال، وذلك لما تأكل الحروب منهم، فرأى الشارع الحكيم: أنه أن يكن للمرأة ربع رجل، يعفها، ويصونها، ويغذوها، خير من أن تكون متعنسة، بغير رجل.. وكذلك سمح بالتعدد إلى أربع.. فقال: ((فانكحوا ما طاب لكم من النساء، مثنى، وثلاث، ورباع.. فإن خفتم ألا تعدلوا، فواحدة)) وقال، في موضع آخر: ((وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا، أو إعراضا، فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا.. والصلح خير.. وأحضرت الأنفس الشح.. وإن تحسنوا، وتتقوا، فإن الله كان بما تعملون خبيرا .. ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم.. فلا تميلوا، كل الميل، فتذروها كالمعلقة.. وإن تصلحوا، وتتقوا، فإن الله كان غفورا رحيما..)) فهو ليصل إلى شريعته هذه المتمشية مع حكم الوقت، تنزل عن أصله، وتجاوز عن العدل التام، وسمح ببعض الميل، فقال: ((فلا تميلوا، كل الميل)) مع إنه، لولا حكم الوقت، لم يكن ليسمح إلا بالعدل التام.. وهو، في أصول الدين، لا يتجاوز عن بعض الميـل.. وفي أمر المال فإنه أشرك الأنثى في الميراث، ولكنه جعلها على النصف من الرجل، فقال،: ((للذكر مثل حظ الأنثيين)) وأدخلها في عدالة الشهادة، ولكنه جعلها على النصف من الرجل أيضا، فقال: ((واستشهدوا شهيدين من رجالكم.. فإن لم يكونا رجلين، فرجل، وامرأتان ممن ترضون من الشهداء، أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى)).. إن هذه الشريعة السلفية عادلة، وحكيمة، إذا اعتبر حكم الوقت.. ولكن، يجب أن يكون واضحا، فإنها ليست الكلمة الأخيرة للدين.. وإنما هي تنظيم للمرحلة، يتهيأ بها، وخلال وقتها، المجتمع، برجاله ونسائه، لدخول عهد شريعة الإنسان، ويتخلص من عقابيل شريعة الغابة، خلاصا يكاد يكون تاماً.. ويومئذ تعامل المرأة، في المجتمع، كإنسان.. لا كأنثى.. ذلك هو يوم عزها المدخر لها في أصول الدين..))..

    ………………………..

    (3)

    نواصل ما جاء في كتاب (تطوير شريعة الأحوال الشخصية للأستاذ محمود) حول قضية المرأة:

    الوصــاية:

    بينا أن الشريعة الإسلامية، حيث قامت على آيات الفروع، فقد قامت على عهد الوصاية.. وهو عهد لا بد أن يكون مرحلياً فإنه، إلا يكن كذلك، تكن آيات الأصول، وهي قمة ديننا منسوخة، وإلى الأبد بآيات الفروع، وهي دونها بما لا يقاس.. ومعنى هذا أن يقدم المفضول على الفاضل، وهذا ما لا يكون لأنه يتنافى مع الحكمة.. فلم يبق إلا أن نسخ الفاضل بالمفضول هو نسخ مؤقت.. والحكمة وراءه إنما هي نقل المجتمع المتخلف، في المراقي، ليستعد ليستأهل آيات الأصول.. وحيث كانت الأمة قاصرة، وكان النبي وصياً حتى على الرجال، فإن الرجال، بدورهم، وعلى قصورهم قد جعلوا أوصياء على النساء.. وذلك لمكان قصورهن الكبير، الذي ورثنه من العهد الجاهلي.. والآية التي تقوم عليها وصاية النبي على الرجال، هي آية الشورى وقد أوردناها من قبل ونصها: ((فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظا، غليظ القلب، لانفضوا من حولك.. فاعف عنهم، واستغفر لهم، وشاورهم في الأمر.. فإذا عزمت فتوكل على الله.. إن الله يحب المتوكلين)).. قوله: ((فإذا عزمت فتوكل على الله)) هو الذي يحمل سر الوصاية.. فكأن الشورى مأمور بها، ولكن رأي المستشارين غير ملزم.. فلكأنه قال: شاورهم في الأمر، لتطيب خواطرهم، ولتصحح، عندهم، احترام بشريتهم، ولتجعل لهم مشاركة في أمورهم، ولتعدهم ليخرجوا من دور القصر إلى دور الراشدين.. فإذا كان رأيهم موافقاً لرأيك، أو لم يكن لك رأي عتيد فيما شاورتهم فيه، وعزمت على تنفيذ ما أشاروا به.. فتوكل على الله، ونفذ.. أما إذا كان ما أشاروا به لا يتفق مع ما ترى، وعزمت على تنفيذ ما تراه صواباً، فاطرح رأيهم.. فإنه غير ملزم لك، وتوكل على الله في تنفيذ ما ترى.. هذا شأن الأوصياء الراشدين، مع القصر الذين جعلوا تحت وصايتهم.. هذا الفهم لطبيعة الشورى لا يحتاج منا إلى طويل تفصيل، فإنه، في التجارب المعاشة عندنا الآن، صاحب الأمر غير ملزم باستشارة المستشار، هذا في المكان الأول، ثم هو، إن استشاره، فإنه، على التحقيق، غير ملزم بالأخذ بمشورته، وإنما هو يستشير ليستأنس برأي المستشار.. هذا إذا كان المستشار صاحب اختصاص، فما ظنك به إذا كان قاصرا؟؟ أليس من الغريب أن توهم هذه الآية أحدا بأنها آية ديمقراطية؟؟ والآية التي تقوم عليها وصاية الرجال على النساء، هي آية: (( الرجال قوامون على النساء، بما فضل الله بعضهم على بعض، وبما أنفقوا من أموالهم، فالصالحات قانتات، حافظات للغيب، بما حفظ الله، واللاتي تخافون نشوزهن، فعظوهن، واهجروهن في المضاجع، واضربوهن.. فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا.. إن الله كان عليا كبيرا)).. قوله: ((الرجال قوامون على النساء)).. يعني أوصياء عليهن، لهم عليهن حق الطاعة.. السبب؟؟ ((بما فضل الله بعضهم على بعض، وبما أنفقوا من أموالهم..)).. والفضيلة، ههنا، هي، في المكان الأول، فضيلة جسدية.. هي قوة الساعد، وقوة الاحتمال، والمقدرة على الانتصار في مآزق الحروب، أو مضانك كسب العيش.. فإن الفضائل تختلف اختلافا كبيرا من مجتمع لآخر، فما هو فضيلة في مجتمع بعينه، قد لا يكون فضيلة في مجتمع آخر.. فإنك أنت اليوم في مدينة أم درمان، حيث حكومة القانون قائمة، وحيث رجال الأمن ساهرون، فليس من الفضيلة أن تسير في الشوارع وأنت تحمل سلاحا، سيفا كان، أو حربة، أو بندقية، ابتغاء أن تعتدي على من قد يعتدي عليك.. ولكن الفضيلة في أن تطمئن إلى القانون وأن تحترم القانون فلا تأخذه في يدك، وإنما تحرك دولابه ليقتص هو لك ممن اعتدى عليك.. ثم إن صنيعك هذا الذي اعتبر فضيلة في مدينة أم درمان لا يعتبر فضيلة في بادية الكبابيش، أو في جبال البحر الأحمر، أو في أحراش الجنوب، وإنما تكون الفضيلة في هذه المواطن أن تسير وأنت تحمل من السلاح ما تردع به من عسى تحدثه نفسه بالتعـرض لك بالمكروه، أو، على أيسر تقدير، ما ترهبه به.. هذا هو اختلاف الفضيلة بين مجتمع المدينة مثلا ومجتمع الغابة.. وعلى نحو من هذا الأساس تقاس الفضيلة في قوله: ((بما فضل الله بعضهم على بعض)).. وبسبيل من هذا تجيء المقدرة على كسب الأرزاق، وإحراز الأموال.. ومن ثم: ((وبما أنفقوا من أموالهم (( فكأن المرأة، لمكان ضعفها الجسدي، وضعفها الوظيفي، في معترك الفضيلة فيه، في أغلب الأحيان، لقوة الساعد، ولفرصة الخلو من الموانع التي تعوق الكدح، والسعي، قد أصبحت محتاجة إلى من يغذوها، ومن يحميها.. ومن ثم، فقد اضطرت، فدفعت قسطا كبيرا من حريتها ثمناً تحرز به حمايتها، وغذاءها.. لعمري!! ليس الأمر بهذه الغلظة، ولا هو بهذا الجفاف!! ولكن، لا ضير! فإن ما ذكر يعطي صورة، عن قاعدة التعـامل، في بداياتها، على وجه العموم..

    يتضح من هذا الاستقراء اليسير، أن قانون الإنسان كلما أديل من قانون الغابة، تصبح المرأة مستغنية عن حماية الرجل.. فلا تكون مضطرة، من أجل الحماية، أن تنزل عن قسط كبير جدا من حريتها كثمن لها.. ذلك بأن الحماية – حماية الرجل، وحماية المرأة – ستحال على القانون، كما رأينا في المثل الذي ضربناه.. ويومئذ تنتقل الفضيلة، من قوة العضل، إلى قوة العقل، وقوة الخلق، ولن يكون حظ المرأة، في هذا الميدان، حظا منقوصا، وإنما هي فيه مؤهلـة لتبز كثيراً من الرجال.. وما يقال عن الحماية يقال عن النفقة التي هي سبب القوامة الثاني: ((وبما أنفقوا من أموالهم)).. فإنه، في المجتمع الذي تكون فيه الفضيلة لقوة العقل، وقـوة الخلق، تتيسر المكاسب للضعاف، كما تتيسر للأقوياءـ، أو تكاد.. وفي القرآن آيـة عتيدة، هي أس الرجاء لمستقبل المرأة: ((ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف، وللرجال عليهن درجة.. والله عزيز حكيم((..

    ولقد أسلفنا القول بأن المعروف هو ما تواضع عليه الناس، نتيـجة لتمرسهم بمشاكل الحياة، ونتيجة، تبعا لذلك، لتطورهم في مراقيها، بشرط واحد، هو ألا يكون هذا المعروف الذي تواضعوا عليه معوقا لغرض من أغراض الدين.. وجماع أغراض الدين كرامة الإنسان.. فنحن المسلمين، اليوم، بعد أن أنفقنا أربعة عشر قرنا من ممارسة الحياة، ومن التطور معها، أصبح عندنا من ((المعروف (( أن نعلم الفتاة في أساليب العلوم الغربية، وإلى أعلى المراحل، حتى لقـد أصبح عندنا الطبيبة، والقاضية، والمحامية، والمعلمة في أعلى المستويات، والمهندسة، والزراعية، والبيطرية، والإدارية.. ولقد أنجزت فتياتنا، في كل أولئك، إنجازات تشرح الصدر، وتقر العين.. ولا يمكن لعاقل، أو لغير عاقل، أن يزعم أن صنيعنا هذا بالفتاة من المنكر، وليس من المعروف، وبالطبع فإن نهوض الفتاة بهذا المستوى من الواجب يعطيها الفرصة في التمتع بحق مساو له.. هذا هو معنى قوله تعالى: ((لهن مثل الذي عليهن بالمعروف)).. حقوقهن لقاء واجباتهن((حذوك النعل بالنعل)) .. هذا هو الحق والعدل وأما قوله: ((وللرجال عليهن درجة)) فهو لا يعني في هذا المستوى، درجة التفضيل في المساواة أمام القانون، وإن وقع التفضيل بالدرجة في منطقة الأخلاق.. ومهما يكن من الأمر، فليس مطلق رجل أفضل من مطلق امرأة.. هذا ما لا ينبغي، ولا يكون، والواقع المعاش يرفضه..

    والآن فإنا، بفضل الله، ثم بفضل هذا ((المعروف)) الذي تواضعنا عليه، والذي أملته علينا طبيعة الحياة المعاصرة، حيث أخذنا بتعليم الفتاة في أعلى المراحل، قد أصبحنا نعيش تناقضا واضحا مع شريعتنا السلفية.. لدينا اليوم، في الخرطوم، قاضية شرعية، تخرجت من كلية الحقوق، بجامعة الخرطوم.. وهذا يعني أنها تمارس، أو من حقها أن تمارس حقها في تطبيق الشريعة الإسلامية على المتحاكمين إليها، على قدم المساواة مع زميلها الذي تخرج معها.. ولكن هذه الشريعة تقول أن شهادة هذه القاضية إنما هي على النصف من شهادة زميلها هذا.. أكثر من هذا!! فإن شهادتها إنما هي على النصف من شهادة رجل الشارع!! فهل هذا قول سليم؟؟ لعمري!! إن الخلل ليس في الدين، ولكنه إنما هو في العقول التي لا يحركها مثل هذا التناقض لتدرك أن في الأمر سرا.. هذا السر هو ببساطة شديدة، أن شريعتنا السلفية مرحلية.. وأنها لا تستقيم مع قامة الحياة المعاصرة.. وأنها، لتستطيع استيعاب هذه الحياة، وتوجيه طاقتها الكبيرة، لا بد لها من أن تتفتق، وتتطور، وترتفع من فروع القرآن إلى أصوله.. هذا ما تعطيه بدائه العقول، بله حكمة الدين.. فإنه، إلا يكن هذا الأمر الذي نزعمه صحيحا، يكن الدين قد استنفد أغراضه، وأصبح عاجزا عن التصدي لتحديات الحياة المعاصرة.. وهذا ما لا يقول به رجل أوتي أبسط الإلمام بأصول الدين..انتهى..
                  

01-19-2015, 12:50 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    كتب الأستاذ عادل سنوسي
    والله ما طلعت شمسٌ ولا غربت إلا و حبّـك مقـرون بأنفاسـي

    ولا خلوتُ إلى قوم أحدّثهــم إلا و أنت حديثي بين جلاســي

    ولا ذكرتك محزوناً و لا فَرِحا إلا و أنت بقلبي بين وسواســـي

    ولا هممت بشرب الماء من عطش إلا رَأَيْتُ خيالاً منك في الكـــأس

    ولو قدرتُ على الإتيان جئتـُكم سعياً على الوجه أو مشياً على الرأس

    ويا فتى الحيّ إن غّنيت لي طربا فغّنـني وأسفا من قلبك القاســـي

    ما لي وللناس كم يلحونني سفها ديني لنفسي ودين الناس للنـــاس

    *** ***

    عن كتاب الطواسين
    ____________

    شكراً لك يا ابراهيم علي خيطك المرفوع هذا بمناسبة ذكري استشهاد الراحل العظيم محمود محمد طه ..

    في يوم استشهادة كنت اعمل مدرساً للفنون بمدرسة شندي الثانوية ، في ذلك اليوم ( الجمعة 18 يناير 1985 ) نهضت مبكراً ، لأتابع الإذاعة و الأخبار. كنت أعلم بأن ما حدث سيحدث - لم يكن يخالجني شك - فقد تابعت المحاكمة - المهزلة ، في كل مراحلها، وأيقنت بأن العنسيت النميري، وكهنته المخنثين، و دهاقنته من شراذم العصابات المتأسلمة، ذات اللحي المروحية ، والكروش الدائرية، قد حزمت أمرها، وسوف لن تفوت تلك الفرصة الذهبية لتصفية حسابها الأخير مع الشيخ الهميم، الذي زلزل الأرض من تحت أقدامها المعطونة في مخاضات الجهل والتخلف .

    لم أكن انتظر معجزة ما تلغي أو تعطل الحكم الغادر ، ولكن كل عواطفي وأحاسيسي كانت ترفض ما الذي يوشك ان يحدث، وعندما حدث الحدث الجلل، والخطب العظيم، طفقت أترنح في شواع المدينة، بدون هدف !

    لم تمض حوالي شهرين كما هو معروف، حتي أطيح بالبغل النميري، صاحب الإتحاد الإشتراكي ، واستقر بنتنه وقذارته في المزبلة التاريخية المعلومة، والتي تنتظر ( الراينو ) المتأسلم الحالي - عمر البشير و جماعته الفاجرة ، بفارغ الصبر ، وإن غداً لناظره قريب .

    - مضي الثامن عشر من يناير الحزين من عام 1985 الي سبيله ، ومر امشير( فبراير ) - بكتاحته ذات الحصحاص بهدوء ( مشوب بالحذر ) ، ثم جاء مارس الغاضب، حيث هبت صحوة كبري - أطاحت بالسمادير !

    عند عودة الدراسة الي مدرستنا العريقة، في أغسطس من نفس العام- بعد الإجازة الصيفية الطويلة ، وفي اجتماع المدرسين المنعقد بمناسبة بداية العام الدراسي 85 / 86 ، اقترحت علي هيئة التدريس ان نطلق اسماً محموداً ، أو طه، علي احد الفصول ، ولكن لم يحظ اقتراحي بالقبول ، وهيهات !

    ______________________

    أتمني يا أخ ابراهيم ان يرتفع بوستك هذا دائماً = ( ...Till the end of the time )
    _________________

    نقلا عن سودانفورأول
    http://##################/forum/viewtopic.php?t=2191andsid=af62082ddeec6a850c781593681f3c3ehttp://##################/forum/viewtopic.php?t=2191andsid=af620...6a850c781593681f3c3e
                  

01-19-2015, 06:15 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: محمود محمد طه: أنموذج المثقف الحر 2
    د. النور حمد
    اختط الأستاذ محمود محمد طه لنفسه نهج المثقف الحر منذ البداية. فلقد كان، طيلة مسيرته السياسية والفكرية، مستقلاً استقلالاً تامًا عن سلطة العقل الجمعي؛ أعني بسلطة العقل الجمعي، معتقدات وعادات المجتمع المتوارثة، ذات الحمول السالبة، المعوقة لحرية العقل، وللنهوض وللتفتح، ولجهود نيل الحرية، والتطلع نحو الكمال. أي، أنني لا أعني، بنية العقل الجمعي من حيث هي. فلابد أن يتشارك المثقف قسطًا كبيرًا من بينة العقل الجمعي مع المجتمع الذي يعيش فيه، وإلا كان ذلك المثقف منبتًا تمامًا. هذا القسط الكبير من البنية الثقافية المشتركة، بين المثقف والجمهور، هو منصة الانطلاق التي يستكشف المثقف، استنادًا عليها، الآفاق الجديدة.
    حين جئت إلى الأستاذ محمود، وأنا في سن العشرين، جئته من جهة اليسار، والفكر الماركسي. كنت، مثل كثيرين غيري، ممن عاشوا مرحلة الاستلاب تلك، أظن أن المعرفة بالماركسية والوجودية، وتيارات الحياة الغربية المعاصرة، الفكرية، والأدبية، تعنى، بالضرورة، أن تدير ظهرك بالكلية للتراث الإسلامي. ولكنني حين قابلته في منزله، وجدت رجلًا يعرف، في هذه الأمور، أكثر مما أعرف، بكثير. ومع ذلك، بقي سودانيًّا، حتى مشاش العظم، مسكنًا، ومطعمًا، وملبسًا، وحركةً وسكونا. بل هو أقرب في مظهره، إلى عامة الناس، في كل شيء، منه إلى من يسمون بـ "المثقفين". لم تُبعد المعارف الغزيرة بالحضارة المعاصرة، وبتياراتها الفكرية، الأستاذ محمود، قط، عن هويته الحضارية، الصوفية الإسلامية، بل، كما هو واضحٌ، من كل شيءٍ متعلقٍ به، فكرًا، ومسلكًا، أنها أكدتها، ورسختها، وخلقت منها رؤية تكاملية، تأخذ خير ما في التراث البشري، وخير ما في جوهر الفكرة الإسلامية. ما لم ينتبه إليه، سوى قليلين، أن رؤية الأستاذ محمود، التي اتسمت بالمزاوجة الحضارية، وطول النظر، والبصيرة النافذة، حدثت في وقت مبكر جدًا. أي؛ حين كانت "المثقفية" العربية، منقسمةً بين اليسار العربي الماركسي والعروبي، الرافض للإسلام، جملةً وتفصيلاً، وبين تيار الإخوان المسلمين الرافض للحضارة الغربية، ويراها مجرد "جاهلية".
    النضال على جبهتي السلطة والجمهور
    لمقاربة إشكالية المثقف والجمهور، من منظورٍ تركيبي، يمكن القول، إن المثقف ليس بالضرورة هو الفرد المدرك، الواقف ضد السلطة، وحسب، وإنما هو أيضا الفرد المدرك، الواقف أحيانًا، ضد الجمهور، حين يقتضي الأمر. فهو، إذن، محاربٌ يدير حربه على جبهتين متقابلتين، من موقعٍ يمثل، في حقيقة الأمر، قلب أتون المعركة. فليس كل ما في معسكر الجمهور، أو المجتمع صحيحٌ دائمًا، وليس كل ما في معسكر السلطة خطأٌ، دائمًا. فالعلل تكون أحيانًا في الجمهور المحكوم، بأكثر مما تكون في السلطة الحاكمة، والعكس بالعكس. ويمثل هذا طرفًا مما من أجله قيل: "كيفما تكونوا يُولّى عليكم". ولذلك فإن المثقف ذو الحس النقدي الحقيقي، والرؤية المركبة، هو المثقف القادر على أن يخترق، جيئة وذهابًا، حوصلة التخندق في ثنائية السلطة والجمهور. هذه الحوصلة، غالبًا ما يسود فيها الاعتقاد، أن الحق مرتبطٌ، عضويًا، بحيث يقف الجمهور، بزعم أن الحق، وحيث يقف الجمهور، أمران متلازمان لا ينفصلان أبدًا. وهذا ما أشار إليه عزمي بشارة، حين قال، إن المثقف، الذي يقارع السلطة، يحتاج أحيانًا أن يقف ضد الثورة عليها. فالمثقف الذي لا يقول ما يُغضب، في بعض الأحيان، قطاعًا من جمهوره، مثقفٌ زائفٌ يتسقّط الرضاء العام. وهذا النوع من المثقفين يكرس الحالة الراهنة، ويعوق جهود التغيير.
    أدار الأستاذ محمود جهاده الفكري، ونضاله السياسي، على جبهتي السلطة والجمهور، بمكوناتها المختلفة، سواء بسواء. لم يسع الأستاذ محمود إلى السلطة إطلاقا، وإنما ظل مهتمًا باستنهاض الجمهور، وتغيير بنية وعيه. فحين كان أعضاء مؤتمر الخريجين يتبادلون المذكرات مع البريطانيين مطالبين بالجلاء، اختار هو تحريك الجمهور، وتحميسه للنضال على مستوى الشارع، من أجل نيل الاستقلال. وحين كانوا يرون أن أمامهم إما البقاء تحت التاج المصري، أو خلق تاج سوادني، تظله بريطانيا، نادى هو بالجمهورية، وسمى حزبه "الحزب الجمهوري".
    لم يرد الأستاذ محمود أن يكون الاستقلال انجازًا صفويًا، يتم بمعزل عن مشاركة الشعب في صناعته. وبالفعل جاء الاستقلال انجازًا صفويًا فوقيًا، هلل له الجمهور عاطفيًا، وغنى له، من غير معرفةٍ حقيقية ماذا يعني، وما هي تحدياته، وكيف يدار بناء الدولة المستقلة، على الصعيد الداخلي، والإقليمي، والدولي. ولا حاجة بي للحديث عن، إلى أين وصل بنا الاستقلال، الذي جاء بتلك الكيفية، بعد مضي تسعة وخمسون عامًا عليه. ودعونا نقارن بين استقلالنا واستقلال الهند، الذي سبق استقلالنا بتسع سنوات فقط.
    كان رصفاء الأستاذ محمود من الخريجين يحبذون الطرق القصيرة إلى كرسي الحكم. فابتلعوا نقدهم للطائفية وانضموا إلى ماكينتها السياسية، التي سرعان ما ثلمت الحد القاطع في مثقفيتهم، وحولتهم إلى أدوات تابعة. أيضًا، هناك زعمٌ سائد، يرى أن السلطة تغير الناس. أي: اِمسكْ بالسلطة أولا، ثم استخدمها أداةً في إحداث التغيير. وتعبر عن هذا النهج المقولة المنسوبة إلى عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، رضي الله عنهما: "إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن". وهي مقولة يسحبها البعض، من سياقها التاريخي، على الواقع الراهن، بينما تكاد أن تنعدم المقارنة بين السياقين. سيطر في الواقع السياسي السوداني، لحقبة ما بعد الاستقلال، نهج تسلم السلطة من أعلى، واستخدامها أداة في صياغة الناس، وفق قالب تعده قلة، أكثر ما سيطر، على عقل الدكتور حسن الترابي. عمل الترابي، بدأب يحسد عليه وفق هذا المنهج. عمل على اضعاف السلطة الديمقراطية القائمة، وهز أركانها، ثم وثب عليها بانقلاب عسكري. ودعونا نرى أين أوصله، وأوصلنا، هذا النهج المعوج.
    السياسي والرهان على الراكد
    من إشكالات العمل السياسي، استثمار السياسيين في العقائد السائدة، واحتضان الراكد، والإعلاء من شأنه، وتجنب نقده، لنيل الرضا، من أجل تحقيق المصالح السياسية الآنية. ولذلك، قليلاً جدًا ما يشتغل المثقفون الحقيقيون بالعمل السياسي. فالعمل السياسي، في صيغته السائدة في العالم اليوم، يتطلب كثيرًا جدًا، من محاباة الجمهور، وتملقه، ومجاراته، حتى في اعتقاداته الخاطئة. فالذين يشتغلون بالعمل السياسي عادةً، وينجحون فيه، هم من يعرفون كيف يحركون العواطف، ويجمدون العقول، ويحيدون صوت الحق. ومن أمثلة ذلك نجاح المؤتمر الوطني الحاكم في السودان في السيطرة على مقاليد الحكم لربع قرن. وعلى المعارضة السودانية أن تدرس هذه الظاهرة إن كانت الدراسات تهمها. فالهيمنة الثقافية،ـ التي تحدث عنها لينين، ودفع بها قدمًا أنطونيو غرامشي، أصبحت أدواتها اليوم متاحةً بصورة غير مسبوقة. وحين ترتبط الهيمنة الثقافية بالخطاب الديني، وتملق التعميمات الدينية الفجة السائدة، يُصبح الأمر أفدح، وبما لا يقاس.
    يفضل السياسيون، عمومًا، اتباع الأسلوب "الشعبوي" populist، في تملق العقائد السائدة، والعزف على النغمة التي يفضل الجمهور الرقص عليها. وهذا بطبيعة الحال تكريس للأحوال القائمة، وتجنب للصدام مع العلل، لا بل استثمار العلل، للإبقاء على الأوضاع حيث هي. والهدف من هذا النهج الذي يهادن علل الواقع، واحد: هو الكسب السياسي الآني. فالسياسيون، في غالب حالهم، قليلا ما يحتكمون إلى معرفتهم كمثقفين، أو إلى ما يعرفونه من مبادئ، وإنما يستعيضون عن ذلك بالتكتيكات التي تكسب الجولات في المعارك الانتخابية. بهذا النهج، يعمل السياسيون، بصورة غير مباشرة، على الإبقاء على الأوضاع القائمة، بدلا من تغييرها. فما دام الواقع القائم، مهما بلغ حاله من التخلف والتردي، والركود، هو الذي يأتي بهم إلى كراسي الحكم، فانهم لا يحرصون على تغييره.
    أيضًا يمكن القول، بصورة عامة، أن هذه الأوضاع التي كرستها الممارسة السياسية، بما تضمنته دائمًا، من طبيعة انتهازية، أبعدت المثقفين المبدئيين، دعاة التغيير والنهوض بوعي الشعوب وأحوالها، عن مراكز صنع القرار، بل وضيقت عليهم في أداء دورهم التعليمي والتنويري الذي لا غنى عنه في إدارة مجريات النهوض والتغيير الصحيح. فهؤلاء المبدئيون، لا يكسبون سياسيًا، لأنهم يمارسون العمل النقدي في الجهتين: جهة السلطة، وجهة الجمهور. ولقد سمعت الأستاذ محمود محمد طه يقول، ذات مرة، إن العلماء، لم يحكموا العالم بعد. فالذين ظلوا يحكمونه، منذ فجر التاريخ، وإلى اليوم، هم أواسط الناس. وإذا ما تأملنا من يحكمون الدول النامية، خاصة الدول العربية، والإفريقية، فإننا نجد من يحكمون، من حيث القدرات المعرفية والكفاءة، دون الوسط بكثير، بل إن بعضهم بلا معرفة، بل يمكن أن نقول، ونحن مطمئنون جدًا، إنهم بلا عقولٍ قابلة للتعلم المطلوب، أصلا. فلننظر فقط، إلى صدام حسين، ومعمر القذافي، وبشار الأسد، وعلي عبد الله صالح، وعمر البشير، وسلفا كير، والقائمة تطول. ولننظر إلى ما آلت إليه بلدانهم.
    بطبيعة الحال هناك مثقفون، ومدركون حقيقيون، تبوأوا مناصب حكم مرموقة، ولكنهم يظلون أغراب على سياق مؤسسة الحكم. كما أنهم، مع غربتهم على هذا سياق الحكم المعلول بحكم بنيته ذاتها، يصبحون، في غالب الحال، أسرى مرتهنين لآراء الاختصاصيين، والمستشارين، وصانعي الخطاب السياسي، الذين يعرفون كيف يخططون لكسب الرأي العام، ولكسب الانتخابات. فإحراز النصر في الانتخابات، بأي سبيل، أهم بكثير، لدى هذا النوع من السياسيين، من الالتزام بالمبدأ، أو جانب الحقيقة، أو الوقوف مع ما ينبغي أن تكون عليه الأمور في المستقبل. باختصار شديد، ما دامت ديناميات الواقع القائم، وسائر الأمور التي تكرس الحالة القائمة، هي التي تأتي بهم إلى الحكم، فإنه لا مصلحة لهم في تغييرها. وهكذا يتحول السياسي إلى طاقة للتعطيل، بدل أن يكون طاقة تلهم التغيير والنهوض بأحوال الناس.
    في المخطوطة، غير المنشورة، التي كتبها الأستاذ محمود محمد طه، وهو في المعتقل، قبل إعدامه بشهور، ورد قوله: "إن قصور تجربتنا الديمقراطية مرده الأساسي إلى قصور الوعي ـــ وعي الشعب، ووعي القلة التي تحكم الشعب ـــ مما أفرغ مدلول كلمة الديمقراطية من محتواها". ويضيف الأستاذ محمود، في ذات السياق، إن فشل الديمقراطية في البلدان المتخلفة، أدّى، في النصف الأخير من القرن العشرين، إلى الانقلابات العسكرية، في كل مكان، وليس في الانقلابات العسكرية حل. كما تحدث، في نفس المخطوطة، عن تضليل السياسيين للجمهور، بدلا من تنويره. فأورد نموذجا مما جرى في الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة الأمريكية، في ثمانينات القرن الماضي، وأحب أن أورد ما كتبه، بنصه: "لاحظ المعلقــون السياسيون أن مناظرات الرئيس ريغان، ومنافسه على الرئاسة، المستر مونديل، قد كانت تتجه نحو المواقف المسرحية، أكثر مما كانت تتجه نحو تنوير الشعب‏.‏‏ وقالوا إن هذه المناظرات ستربـك الشعب أكثر مما تنوره، وتوعيه‏‏. وقالوا إنه لمن الغريب أن يختلف المرشحان حول حقائق تاريخية كل هذا الاختلاف، حتى لكأنما قد حضر أحدهما من كوكب الزهرة، والآخر من كوكب المريخ‏. ولقد أوردت مجلة الحوادث 2 نوفمبر1984م أن بين السكرتير الصحافي لنائب الرئيس "بوستن" وبين فريق الإعلام الذي يقوم بتغطية حملة "بوستن" أزمة شديده، سببها موقـف هذا السكرتير من التصريحات المنافية للحقائق التي يطلقها المرشحون في مناظراتهم التلفزيونية‏‏‏. فقد استفسر الصحافيـون من السكرتير عن عــدة وقائـع منافيـة للحقيقـة سردها "بوستن" في مناظرته مع منافسته جيرالدين فيرارو‏. فكان رد السكرتير: وماذا يهم؟ يمكن الإدلاء بأي شيء في مناظرة تلفزيونية، ويستمع إليك 80 مليون مشاهـد‏. وإذا ثبت عدم صـدق ذلـك، فمـن سيقرأ التصحيح؟؟ ألفان، أو ربما عشرون ألفا، لا أكثر!! وعلقت صحيفة واشنطن بوست على ذلك بقولها: "لا نذكر في تاريخ الولايات المتحدة أن صدر مثل هذا الاحتقار، والاستهزاء بالشعب الأمريكي!!". (انتهى نص الأستاذ محمود).
    غرس الأستاذ محمود راية التنوير، وتفيأ ظلالها الوارفة، وراهن على المستقبل. قاوم السلطات، استعمارية ووطنية، بكل طاقته، ودفع حياته ثمنًا لذلك، وكان راضيًا تماما. غير أنه بذل في وجهة تنوير الجمهور، وتغيير بنية وعيه، جهده الأكبر. كان يعلم أن تلك مهمة شاقة وطويلة. لكنه كان يعلم أنه بذر البذرة الصحيحة في الحقل الصحيح؛ أي، بذرة التنبيه إلى ضرورة الإصلاح الديني، الذي يمثل الترياق الوحيد ضد سرطان الهوس الديني، الذي ما انفك ينتشر، منذ انهيار التجربة العروبية اليساروية. كما كان يراهن على أن الإصلاح الديني هو السبيل الوحيد لمحو معوقات النهوض ولعلل الثقافة السائدة. فالعلل التي هي في القوى الحاكمة يعود جزء كبير منها إلى العلل في بنية الثقافة السائدة، التي يعتنقها الجمهور.
    (يتواصل)

                  

01-20-2015, 08:07 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)


    وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه
    18 يناير 2015
    جبريل محمد الحسن
    (وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه .. وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق .. فأخذتهم، فكيف كان عقاب)
    اليوم تمر علينا الذكرى الثلاثون .. وها هي قد امتدت الغيبة لثلاثين عاما .. فإنه لما تواصل اعتقال الأستاذ مع القياديين 1976-1977 وقارب الثلاثين يوما قال لهم الأستاذ: واعد الله موسى ثلاثين ليلة ثم أتمها بعشر فكان الميقات أربعين ليلة.. وأنتم ستكملون في الأيام المقبلة ثلاثين ليلة، فإن اجتهدتم في العبادة والتوجه لله فستخرجون عند إكمال الثلاثين وإلا ستمكثون حتى الأربعين ليلة. والشاهد أنهم خرجوا بعد إكمال الثلاثين ليلة بالتمام والكمال.
    كان يقول استعجلوا الله بلسان حالكم ولا تستعجلوه بلسان مقالكم وذلك في تعليقه على الآية (أتى أمر الله فلا تستعجلوه..).. ويقول في حديث الغربة (إذا كان كل واحد عرف مسئوليتو، عرف خطورة القامة المطلوبة منو، والمقام المطلوب أن يملاهو، وعكف على نفسو، إفتكر المشوار قصير..) ولكن علمتنا الأيام ألا حول لنا ولا قوة إلا به.. ولا صلاح أو فلاح إلا بوجوده .. فقد انتهى عنده انهزامنا، وعظمت عيوبنا كثرة، ولكن يقيننا أن سترك أعظم، فأنت الكريم المنعم، وأنت الغفور الأرحم .. ولسان حالنا يدعو ويناجي (هذه نفسي فبدلها بنفس للمعاني في المعاني مستجيبة) وفي خارجنا، فقد كثر الظلم وتفشي المرض وعم الجهل ودمرت القيم (إن تعذبهم فإنهم عبادك .. وإن تغفر لهم فإنك انت العزيز الحكيم) ويتعالى في الأفق صوت المنادي للالتزام بالأدب الذي تدعو إليه الآية (ولوانهم صبروا حتى تخرج إليهم، لكان خيرا لهم .. والله غفور رحيم) .. إلا أن صبرنا قليل ورجاءنا كبير وشوقنا كثير..
    ومتى نظرت في تاريخ المجتمع البشري منذ نشأته والى يوم الناس هذا، ظهر لك جليا أن بعض الأنبياء والصالحين والمفكرين كانوا فداية لمجتمعاتهم ببذل أرواحهم، طوعا وكراهية، لضمان مواصلة مسيرة القافلة البشرية.. ففي بداية النشأة قتل قابيل أخاه هابيل، بعد أن تقبل الله قربان هابيل ولم يتقبل من قابيل (إنما يتقبل الله من المتقين).. مات هابيل شهيدا، وذهب الى ربه مرضيا، وترك خلفه ميراثا روحيا كبيرا للبشرية تجلى في تخلقه بدعوة التسامح ونبذ العنف ومخافة الله (لئن بسطت الي يدك لتقتلني، ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك .. إني أخاف الله رب العالمين) وبموته أنزل الله دستورا يصون به دم الفرد البشري ويجعل موته بغير حق كأنه قتل للبشرية جمعاء (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا).. مات هابيل ليفسح الطريق أمام قابيل ليفوز بزواج أخته الجميلة، ويقود معها مسيرة تطور البشرية والى يومنا هذا، ويداه ملطختان بدماء أخيه هابيل، ذلك الرجل التقي الطاهر والمقبول عند الله.. فقد كان هابيل هو البداية، وفاتح الطريق لأبواب الفداية.. (وكذلك كان العرف الاجتماعي الأول، شديدا عنيفاُ، يفرض الموت عقوبة على أيسر المخالفات، بل إنه يفرض على الأفراد الصالحين أن يضعوا حياتهم دائما في خدمة مجتمعهم، فقد كانت الضحية البشرية معروفة تذبح على مذابح معابد الجماعة ..) (الصوفية سلفنا ونحن خلفهم.. كانوا بيفدوا الناس، الوباء يقع يأخذ الشيخ الكبير، الصوفى الكبير وينتهى الوباء.. دى صورة غيركم ما يعقلها، كثيرة هي..)
    واستمرت مهرجانات الفداء في التضحية وبذل الأرواح لإسعاد المجتمعات، ورفع الضرر والبلاء عنهم، تتواتر عصر بعد عصر، وجيل بعد جيل يتقدمهم الأنبياء والأولياء، ثم المفكرين والمصلحين والعظماء، والجميلات من بنات الأسر العريقة والنبيلة.. فالبشرية تعشق قتل الأنبياء والمفكرين والمصلحين (وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه ..) أي يقتلوه .. (كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون).. ونسوق نماذج في ذلك على سبيل المثال لا الحصر:
    في عام 399 قبل الميلاد تم تنفيذ حكم الإعدام في أثينا الديمقراطية بشيخ بلغ السبعين عاما وهو الفيلسوف سقراط بتجرع قدح سم الشوكران.. تم إتخاذ الحكم أمام هيئة محلفين مكونة من 501 عضوا بغالبية 36 صوتا وكانت التهمة إفساد عقول الشباب بالآراء التي ينشرها.
    في الثالث من نوفمبر 1411م أعتقل المصلح الديني (جان هوس) التشيكي وأخضع لحفلة تحقيق جهنمية من أجل كتاباته، وأدين في 6 يوليو 1415م بسبب ثلاثين جملة إعتبرت هرطقة وحكم عليه بأن يحرق حيا..
    وفي 27 أكتوبر 1553 أدين الطبيب الأسباني (ميشيل سرفيتوس) مكتشف الدورة الدموية الصغرى بسبب قوله بالتوحيد وتعميد البالغين، فأحرق حيا..
    في 6 يوليو 1535 تم إعدام توماس مور عن طريق قطع الرأس في مدينة لندن بعد أن اتهم بالخيانة العظمى. فقد كان وزيراً للعدل، ولكنه استقال من منصبه لأنه لم يقبل طلاق الملك هنري الثامن من كاثرين، كما رفض قبول قانون السيادة - سيادة الملك على الكنيسة . وهو صاحب كتاب "اليوتوبيا" الشهير، أو المدينة الفاضلة، وكتب أخرى..
    وفي عام 1556 كان المصلح الديني البريطاني توماس كرانمر يشغل منصب أسقف كانتربري أول مترجم للإنجيل الى اللغة الإنجليزية وقد أدين على آرائه في الإصلاح الفكري بسوقه الى المحرقة ليشوى على نار هادئة.
    وفي 19 فبراير عام 1600م أحرق المصلح الديني جيوردانو برونو الإيطالي على ألسنة اللهب المتصاعدة حيا وكان عمره 52 سنة بسبب رأيه الكوسمولوجي عن كون دون حدود ومجرات لا نهائية تتزاحم في الملأ العلوي .
    قتل ثلاثة من الخلفاء الراشدين – وهم من العشرة المبشرين بالجنة.. وقتل الإمام الحسين بن علي وقطع رأسه ومثل بجسده، وقتل من زعماء آل البيت: زيد بن الإمام علي زين العابدين وإبنه يحي، وقتل محمد النفس الزكية، وقتل الحسين بن علي بن الحسن.. وقتل الحلاج وقتل السهروردي .. والقائمة تطول وتطول..
    قبل إصدار الحكم إرتجل الأستاذ كلمة أمام محكمتهم المهزلة، أذلت وإحتقرت أعز ما يملكون .. فقد كانوا يظنون أنهم بهذه المحاكم يخيفون كل الناس ويسترهبونهم.. فهي قد صنعت واستغلت لترى الجميع يطأطئ رأسه وينحني أمام جبروتها.. ولكنه بتلك الكلمات قد هد بنيانها وحطم أسوارها.. فقد كان، حقا، هو الذي يحاكمهم أمام التاريخ، وأمام الفكر المستنير .. وأكد لهم أنهم ليسوا سوى خيالات ظل تموج على صفحة الماء، وأوهام من صنع أنفسهم المريضة .. وكما قال عنها: زبد وينتهي.. وقد كانت كذلك (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).. وإنتصر لهذا الشعب الأبي ورفع صوته عاليا في الملأ، يعلن أمامها بأنه ليس بالشعب المستحق لهذا الإذلال وهذا التحقير.. (أنها وضعت واستغلت لإرهاب الشعب وسوقه الى الإستكانة عن طريق إذلاله) .. وإمعانا في إذلال هذه المحاكم وإنتصارا لهذا الشعب العملاق فقد داس الأستاذ على قدسيتها الزائفة وقذف بها في مستنقع الوحل بقوله لهم (ومن أجل ذلك، فإني غير مستعد للتعاون مع أي محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل، ورضيت أن تكون أداة من أدوات إذلال الشعب، وإهانة الفكر الحر، والتنكيل بالمعارضين السياسيين)..
    فقد ذكر لي المرحوم القاضي المقيم محمد محمد خير أنه لا يوجد قاض في الدنيا، كلها، يقبل أن تقال مثل هذه الكلمات في حقه وفي حق المحكمة، ثم يسكت عليها ويواصل إجراءات المحاكمة، كأنها دفوعات مشروعة من المتهم.. فإنه بذلك يكون قد أساء الى القضاة والى القانون الذي يتحاكم به .. فإن القاضي إذا شعر بأن المتهم يشك في نزاهته، فإن الأمانة المهنية تقتضي بأن يحول القاضي القضية الى زميل آخر.. فالقاضي ليس خصما للمتهم ولا يجوز له أن يشعر المتهم بذلك.. ولكن الأستاذ يخاطب محكمتهم بقوله (إن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها غير مؤهلين فنيا وضعفوا أخلاقيا) .. والقاضي يواصل كتابة هذه العبارات بخط يده وكأنها عبارات إطراء له ولمحكمته.. فقد أصبحت تلك الكلمات المرتجلة نبراسا يضيء الظلام للصاعدين في طريق العزة والمجد، وكلمات يرددها الأحرار جيل بعد جيل.. وسجلها التاريخ دستورا للحرية وللنضال وللشموخ.. فأين تلك المحاكم اليوم ؟؟!! وأين الذين كانوا يتولون المحاكمة تحتها؟؟!! (هل تحس منهم من أحد.. أو تسمع لهم ركزا)
    ثم جاء دورك يا صباح .. جئت لتختم الفداء، وترفع المعاناة، وتحقن الدماء.. جئت لترفع الدعوة المكتوبة على البشرية (قال اهبطا منها جميعا .. بعضكم لبعض عدو..).. كان تتويج الفداء، وعنفوان الشموخ والإباء.. (قف ساعة حتى أعلمك الفداء) .. فقد كان الفداء هو كتابه الأخير من السلسلة التي إفترعها تحت عنوان، تعلموا كيف .. . تقدم طائعا مختارا (فيا سودان إذ ما النفس هانت أقدم للفداء روحي بنفسي).. وودعهم بإبتسامة تقول: أنا السلام، ومني السلام، وإليكم السلام..
    قبل التنفيذ بثلاثة أيام إجتمع بتلاميذة الأربعة الذين كانوا معه في الإعتقال ودار بينهم الحوار التالي:
    (هل عندكم عهد من الله أن هذا الحكم لا ينفذ؟ أجابوا بلا..
    فقال: مش إنتو قبض عليكم لأنكم عارضتم قوانين سبتمبر؟
    قالوا: نعم ..
    قال: مش قوانين سبتمبر ماهي من الدين؟
    قالوا: نعم ..
    قال: إنتو عارضتوا هذه القوانين من أجل الدفاع عن الدين؟
    قالوا: نعم ..
    قال: هل إنتو عملتوه بإعتباره واجب مباشر ؟؟
    قالوا: نعم ..
    قال: إذن ما تحددوا لي الله يكافئكم كيف على عملكم ده.. إن خلاكم بي هنا خير .. وإن وداكم بي هناك خير ..)
    وكان يقول: لا تجربوا الله، خلو الله يجربكم ..
    فقد كانت تلك العبارات عنده هي منهاج المواجهة المتخلق بأدب العبودية.. ولم تكن عباراته وعظ وقول وإنما هي معاني وسيرة يعيشها ويتخلق بها قبل أن يقولها لتلاميذه .. وكانت هي سمة سلوكه حتى لحظة التنفيذ .. وهذه السيرة العطرة، المحققة لأرفع معاني العبودية، والعلاقة السامية بالله يرويها لنا اللواء محمد سعيد مدير سجن كوبر وقتذاك، فيقول:
    أنا طيلة عملي في السجون .. كنت ألاحظ أن المحكومين يخافون.. ولكني أمام هذه الحالة، رأيت عجباً .. لم يجزع الرجل، أو يخاف مطلقاً، كان داخل الزنزانة، يمارس حياته بشكل عادي، ويختلط بالمعتقلين الآخرين من الجمهوريين.
    لقد أحضروه .. وقد رأيته وهو في طريقه للمشنقة، كان ثابتا بشكل غير عادي .. لم يرتجف.. ثابتا، كأنه ذاهب إلى نزهة !!.. لم أحسّ بأنه خائف ولا حتى متردد.. لقد صعد للمشنقة بثبات عبر المصطبة المعدة لذلك .. ! لقد كان ثابتا 100%.. .
    أنه إنسان جاد جداً.. . ويحرص على النظام.. . إلا أن ملامح "ود البلد" بائنة في شخصيته وطريقته.. يبذل مجهوداً كبيراً ليتحدث معك بالحجة والمنطق.. . ولكنه مستمع جيد جداً.. . وما لفت نظري أنه "غير ثرثار".. . إذ يهتم بالتركيز في الكلام وقول القليل.. . هذا الرجل كان مختلفا..
    مدرسة قائمة بذاتها.. . قائد فذ.. . ومتدين.. . يحيطه تهذيب غير عادي.. . تخرج منه بانطباع ممتاز جداً حول أنه شخصية تتمتع بكل صفات السوداني.. . لا تحس بأنه يكذب.. . بل على العكس، تحس بأنه صادق بالفطرة.. . بل ويتحرى الصدق في كل ما يقول.. . به ومنه تواضع حقيقي، دونما تمثيل أو تصنع.. باختصار، كان الرجل بلغة السودانيين "شيخ عرب" في كل شيء.. يجمع بين الصرامة والبساطة والتواضع.. . والعلم الغزير. وأبرز ما لفت نظري أنه صلب للغاية. وشديد التمسك بقناعاته ومعتقداته..

    وكتب محمد الحسن محمد عثمان - قاضى سابق:
    يطلب السجان من الاستاذ محمود ان يستدير يمينا .. ويستدير الاستاذ ويواجهنا تماما .. يتم كشف الغطاء عن وجه الاستاذ .. يبتسم الاستاذ، وهو يواجه القضاة الذين حكموا باعدامه، بابتسامه صافيه وعريضه وغير مصنوعه .. وجهه يشع طمأنينة لم أرها فى وجه من قبل …قسماته مسترخيه وكانه نائم …كان يشوبه هدوء غريب …غريب .. ليس فيه ذرة اضطراب وكأن الذى سوف يعدم بعد ثوانى ليس هو … والتفت الى الجالسين جواري لاري الاضطراب يسودهم جميعا .. فؤاد يتزحزح فى كرسيه وكاد يقع .. عوض الجيد يكتب حرف نون على قلبه عدة مرات .. والنيل يحتمى بمسبحته فى ربكه (النيل تعرض لاتهام بالرده فى عهد الانقاذ وتاب) كان الخوف والرعب قد لفهم جميعا والاستاذ مقيد لاحول له ولاقوه …ولكنه الظلم جعلهم يرتجفون وجعل المظلوم الذى سيعدم بعد لحظات يبتسم !!

    وكتب دكتور الشفيع خضر:
    ثم جاءوا بالشيخ مكبلا ومغطى الرأس حتى العنق.. .. كان يمشي بثبات وبطولة.. . لم، وأعتقد لن، أرى خطوة ثابتة وقوية مثل تلك الخطوات التي كانت تتجه، مدركة، إلى السكون الأبدي.. . كانت الخطوات تكتب على أرض ساحة الإعدام: نعم، أشهد أني أنقله من الشيخ القوي إلى الشيخ الشهيد.. .لكنه الشيخ الثابت على المبدأ.. . الشيخ المنتصر.. . الشيخ الملهم.. .. ..
    تعالت صيحات الهيستريا والهوس المجنون.. .وتضاعفت.. .كانوا كثر.. .أتوا ليروا هزيمتهم.. .ولكن هل يروا؟ كان الجلاد حزينا وهو يلف حبل المشنقة حول عنق الشهيد.. .. بعد تلك اللحظة تخلى عن "مهنته" إلى الأبد!. وفجأة أمر القاضي بكشف الغطاء عن وجه الشهيد.. . وكشف عن وجه الشهيد.. .. يا للروعة ويا للعظمة.. .كان مبتسما وهادئا وساخرا.. . ما أجمل ذلك.. شجاعة وصمود وبسالة وإيمان.. .وإزدراء للموت.. .لم، وأعتقد لن، أرى مثل ذلك قط.. ! ومع كشف وجه الشيخ أخرست كل عواءات الهوس.. .وأطبق صمت رهيب.. رهيب إلا من أصوات إرتجافاتهم.. .والشيخ ينظر إليهم في إبتسامة خالدة.. .إبتسامة تجهيل ورثاء.. ! ما أقوى أن ترد الحقد بالرثاء حتى وهو يقتلك!!


    http://www.alfikra.org/article_page_view_a.php?article_id=1278andpage_id=1andkeywords=برسولهمhttp://www.alfikra.org/article_page_view_a.php?article_id=12...d=1andkeywords=برسولهم
                  

01-20-2015, 08:30 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    كتب حيدر أحمد خير الله بالراكوبة
    مبروك الاقصاء ايها الوزير الشقيق : الدقير
    01-20-2015 10:04 AM
    *هل كان يدور بخلد السيد / وزير الثقافة والاعلام لولاية الخرطوم السيد/ محمد يوسف الدقير ان تستخدمه الحكومة كحجر رحى لطحن الحريات العامة، ومصادرة حق الفكر و التعبير، والاستكانة للقرارات البائسة التى تكرس لاغتيال حق الاخوان الجمهوريون فى تجديد مركز الاستاذ / محمود محمد طه الثقافي، ثم يتوارى خلف المقعد الدوار. دون ان يمتلك الجرأة ليكتب اوافق على التجديد. او ارفض التجديد!! وهل من المقبول قانونا واخلاقا ان يتسلم السيد الوزير طلبا للتجديد ولاتواتيه الجرأة على القبول او الرفض؟! فان لم تكن له جراة التجديد. فلتكن له فضيلة مواجهة التوضيح..
    *وهذا التواري كانت له آثاره الطبيعية التي تجلت فى قيام احتفال مركز الاستاذ/ محمود محمد طه الثقافي، اذ تلقى المركز توجيها بان لاتقوم احتفالات الذكر ى السنوية لهذا العام بالمركز، ولما كان اعضاء المركز يؤمنون بانهم اصحاب حق اصيل فى هذا البلد ، وان هذه الاحتفالية التى تقوم سنويا لكل محبي وعارفي فضل الفداء العظيم قدجعلوا من هذا اليوم يوما لحرية التفكير والتعبير، والاحرار حيثما كانوا فهم اصحاب سبق. فى.الاحتفال للاعتبار من ذكرى يوم اهتم بالكرامة الانسانية ومقاومة الظلم والانتصار للمستضعفين بموقف اضاء وجه التاريخ والحياة ..واقيم الاحتفال..
    *والجمهوريون يقفون وقفتهم التي لم يتخلفوا عنها يوما واحدا منذ وقوع الجريمة المنكرة قبل ثلاثون عاما ، وفي وقفتهم بالامس _ رغم تآمر _ الوزير الشقيق الذي قام بما استحى عن القيام به الاصلاء في الاقصاء. من الحزب الحاكم. وتطوع لهم السيد / محمد يوسف الدقير ، وكأنه يهرول نحوهم بطفولة سياسية وهو يسألهم بلثغة فى اللسان : اها ياجماعة عجبتكم طريقتي ؟! طمعا فى وزارة قادمة ..وجيفة السلطة تؤنس البعض وماصاحبنا ببعيد عن هذا البعض ..ودونكم الموقف الكسير والحسير .. وله بالتاكيد عند اصحاب الحق ..مابعده..
    *وتتدخل الاجهزة لتفض الوقفة وتغلق المركز بعد إتمامها ، والذريعة الجاهزة ان المنشط يقوم رغم الطلب بعدم اقامته ، والعقوبة اغلاق المركز جزاء ممارسة الحق بكل ..اسف.. والمحزن ان هذا الاغلاق تم كامر شفهي لايسنده خطاب مكتوب ، على طريقة الوزير. الشقيق الدقير الذي يتسلم. الخطابات ويستعصم بالصمت ..الذي لن يعفيه من تحمل المسئولية حاليا وتاريخيا ..
    *وتتواصل التداعيات. ..يتم منع احتفالات جامعة الاحفاد العملاقة وهى العارفة بعظمة الحدث الكبير والفداء الكبير ، وتتوقف الفعالية والحجة المرفوعة ان الاحتفال لم يتم التصديق له من السلطات !!الغريب انها جامعة ، فمنذ متى صارت انشطة الجامعات بحاجة الى تصديق؟!واذا الجامعات احتاجات للتصديق فهل نتوقع ان تحتاج المساجد للتصديق ايضا ؟!
    * عموما ان. نهج وأد الحريات العامة ، وعندما يكون الاقصاء على الشيوع ، ويتعامل الحزب الحاكم على ان عقول اهل السودان ملك حر لهم ،و لما تبقى بلادنا حكرا على الجماعة ، فان هذه السلوكيات لاتهزم الحوار فحسب انما تهزم قضية التنوير ، وتقف عقبة كأداء امام الثورة الثقافية ، وبالتاكيد سيطفح الكيل ، وقبل ان يطفح الكيل نتقدم بالتهنئة للوزير الشقيق الدقير على تسنمه راية الاقصاء ..رغم انه فى المنظومة ( متورك ) ولكنه قد بز التركي ..بجدارة وسلام ياااااوطن..
    سلام يا
    بروف حميدة : يريد قانونا يؤدب منسوبي الصحة .. هذا منطق بالغ السلامة من البروف لانه قد نجح في تاديب الصحة..وسلام يا
    الجريدة الثلاثاء 20/1/2015

    http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-57649.htmhttp://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-57649.htm
                  

01-20-2015, 11:13 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: بيان هيئة محامي دارفور في التضامن مع مركز محمود محمد طه الثقافي
    الثلاثاء, 20 كانون2/يناير 2015 08:52

    حول منع الاحتفالية السنوية للذكري الثامنة عشرة للأستاذ/محمود محمد طه
    والقرار الشفهي لجهاز الأمن القاضي بإغلاق مركز محمود الثقافي
    منع جهاز الأمن إحتفالية الذكري الثامنة عشرة للأستاذ/محمود محمد طه كما أبلغ جهاز الأمن إدارة مركز الأستاذ/محمود محمد طه الثقافي شفاهة بأمر إغلاقه,تتضامن هيئة محامي دارفور مع مركز محمود محمد طه الثقافي في مواجهة الإستهداف الجائر الذي تعرض له المركز الثقافي وتعطيل نشاطه بأمر جهاز الامن المخالف للقانون والدستور وإذ تتضامن هيئة محامي دارفور مع مركز محمود محمد طه الثقافي تناشد منظمات المجتمع المدني والنشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان بالتضامن والتضامم ومناصرة إدارة المركز الثقافي لمواجهة حملة الإستهداف الجائرة.
    هيئة محامي دارفور
    19/يناير/2015
                  

01-20-2015, 11:58 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    ويواصل الأستاذ خالد الحاج عبدالمحمود:
    محاولة للتعريف بأساسيات دعوته (6)
    نقد الواقع :

    إن ما يحدد نظرتنا للواقع، وتعاملنا معه، هو موقفنا من الحقيقة.. بل إن موقفنا من الحقيقة، هو الذي يشكل جميع تفكيرنا، وحياتنا .. وفي الإسلام - كما سبق أن ذكرنا - الحقيقة واحدة، ومطلقة.. وهي الذات الإلهية .. ولأن الحقيقة مطلقة، فلا شئ في الوجود، يمكن أن يقوم من دونها، أو يكون على غير صلة بها .. فكل شئ في الوجود هو وجهها (وأينما تولوا فثم وجه الله) .. فهي مهيمنة على الوجود هيمنة مطلقة .. وهذه الهيمنة، هي دين الإسلام العام، الذي لا يخرج عنه خارج، ولا يشذ عنه شاذ .. فأي نظرة، لأي شئ في الوجود، دون اعتبار هذه الحقيقة، هي نظرة قاصرة، ومنبتة!! ولما كانت الحقيقة هي صاحبة الفاعلية المطلقة في الوجود، فكل ما يحدث في الوجود هو تجلي لقدرتها - تجسيد لهذه القدرة - وهذا هو الواقع .. والقدرة هي تنزل عن الإرادة، والإرادة تنزل عن العلم، ولذلك قلنا إن الواقع هو تجسيد علم الله، فهو مصنوع من مادة الفكر.. وقد أوردنا قول الأستاذ محمود في هذا الصدد، ونعيده هنا، فهو قد قال من كتابه (القراّن ومصطفي محمود والفهم العصري).. "فالعالم هو تجسيد علم الله – هو تجسيد فكر العقل الكلي، المحيط والمطلق في ذلك - وإنه لحق أن العلم قد صنع من مادة الفكر ومن اجل ذلك جاءت كرامة الفكر .. ولم يجعل الله هادياً في شعاب ظلمات العالم غير نور العقل القوي الفكر.. وإنما من أجل تقوية الفكر أرسل الله الرسل، وأنزل القرآن، وشرع الشرائع .. قال تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر، لتبين للناس، ما نزل إليهم، ولعلهم، يتفكرون) .. فكأن العقل إذا روّض، وأدب بأدب الشريعة، وأدب الحقيقة، "أدب الوقت"، أصبح شديد القوى، دقيق الفكر، نافذه .." ولو أن الواقع والفكر بينهما اختلاف نوع، لما أمكن للفكر، أن يتعامل مع الواقع .. فكون الواقع، مصنوع من مادة الفكر، هو جوهر العلاقة بين الفكر والواقع، كما هو جوهر تميز الإنسان على جميع خلق الله .. وهو الذي أعطى الإنسان إمكانية، أن يكون خليفة الله، وجعل هذا واجبه الأساسي بل وقدره المقدور.
    وفي حين أن الحقيقة واحده، ومطلقة، فإن الحق والباطل، متعددان ونسبيان .. فالباطل ليس أصلا، في الوجود، وإنما هو فرع .. فالباطل لا وجود له في الحقيقة، وإنما وجوده وجود عقلي، وجود شرعي، وذلك لان كل ما يدخل الوجود، لا يدخل إلا بإرادة الله .. وإرادة الله، لا تكون باطلاً، عن ذلك تعالى الله علواً كبيراً .. وإنما هي دائما تكون لحكمة، وهذه الحكمة الإلهية، هي وجه الحق الذي في الباطل.. فالباطل هو وجه الحق البعيد من الحقيقة، في حين أن الحق هو الوجه القريب منها .. وكلاهما متحرك يطلب الحقيقة، ونسبيتهما، هي نسبة قربهما، أو بعدهما من الحقيقة.
    وأمر هذه الثنائية، هو أمر ضروري جداً، لإدراك العقول البشرية، فهي لا تدرك الأشياء إلا بضدها، ولذلك خلق الله تعالى الأزواج .. قال تعالى: (ومن كل شئ خلقنا زوجين، لعلكم تذكرون * ففروا إلى الله، إني لكم منه نذير مبين..) فالحكمة من خلق الأزواج هي تمكين العقول من الإدراك: "لعلكم تذكرون" والتذكر عملية مزاوجة بين طرفين: الذاكرة والخيال .. قوله "فروا إلى الله" يعني فروا من التعدد الذي يقوم عليه ظاهر الواقع، إلى الوحدة، التي تقوم عليها الحقيقة .. أو فروا من الإدراك الشفعي - إدراك العقول - إلى الإدراك الوتري – إدراك القلوب!!
    لقد سبق أن ذكرنا، أن الواقع هو تجلي الله .. والتجلي هو ظهور "الأمر" في الزمان والمكان يقول تعالى: (كل يوم هو في شان) وشأنه تعالى، هو إبداء ذاته لخلقه ليعرفوه .. ويومه هنا، هو لحظة التجلي، وهي تدق حتى تخرج عن الزمن .. والزمن هو اكبر خلق الله، على الإطلاق، والمكان هو مظهر الزمان، وللوحدة بين الزمان والمكان، أصبح يعبر عنهما في العلم الحديث بالزمكان .. وما يظهر في الزمان والمكان - الواقع - يشمل النور والظلام، الخير والشر، الحق والباطل .. الخ، ولكن هذه الثنائيات ليست متساوية، فدائماً أحدها أصل، والثاني فرع، والاختلاف بينهما اختلاف درجة .. فالنور أصل، والظلام فرع .. والخير أصل والشر فرع.. والحق أصل والباطل فرع ..الخ وجميعها متحركة، والحركة دائماً من الفرع، نحو الأصل، والأصل نفسه متحرك، يطلب الحقيقة – وقد سبق الحديث عن ذلك .. وما نريد أن نؤكده هنا هو أن الحركة في الواقع هي حركة هادفة، وليست عشوائية .. وغايتها النهائية هي الحقيقة .. وهي في سيرها نحو هذه الغاية، في كل وقت جديد تنزل منزلة جديدة.. وهذه المنازل وفقها يتحدد الحق والباطل .. وهذا ما يسمى "حكم الوقت" وهو أمر هام جداً، ولا يمكن من دونه قراءة الواقع، قراءة صحيحة .. هذا الذي ذكرناه، من أن الحركة في الكون، حركة هادفة، هو ما يعبر عنه ب "الغائية الكونية "، وهو أمر غائب تماماً في الفكر الغربي، وهذا من اكبر صور قصور الحضارة الغربية – كما سنري في موضعه .. المهم أن القراءة الصحيحة للواقع، لا تقوم على مجرد رؤية أحداث الواقع، وإنما تقوم على رؤية الحكمة من وراء هذه الإحداث.. وإذا لم يكن هنالك إيمان، بوجود حكمة، وراء أحداث الواقع - وهذا ما عليه الفكر الغربي في معظمه – فلا يمكن أن تكون هنالك قراءة صحيحة للواقع، وإنما ينظر إلى أحداثه كأحداث عشوائية، اعتباطية، وهذا جوهر ما يقوم عليه فكر ما بعد الحداثة.
    علينا أن نصطحب هذه النقطة معنا، دائماً، لأنها تشكل جوهر الاختلاف بين الفكر الإسلامي، والفكر العلماني..
                  

01-21-2015, 05:30 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    د. عبدالله علي ابراهيم
    في تذكر 18 يناير ما هوية قضاة محنة الأستاذ طه (1985): قضاة شرعيون أم كيزان؟
    (هذا جزء من الفصل المخصص لمصرع الأستاذ محمود محمد طه في كتابي "هذيان مانوي: تحرير القضائية الاستعمارية والصحوة الإسلامية، 1898-1985" الصادر عن دار بريل في 2008. ويوجه الفصل الباحثين إلى دراسة محنة طه ناظرين إلى ثنائية التعليم الاستعماري ومؤسساته. فهذه القسمة ليست مجرد واقعة ثقافية. هي بالأحرى واقعة سياسية شكلت سياسات الوجاهة والأجور والميزات في القضائية والتعليم بصفة خاصة حيث احتل قاضي الشريعة ومعلم العربية والدين أسفل السلم من ذلك وسطع نجم القاضي المدني و"معلمي المواد الحديثة". ومن أراد مدخلاً ميسراً عن سياسية هذه الثنائية وجده في كتابي (الشريعة والحداثة). وولدت الثنائية الاستعمارية ضروباً من العنف كان مقتل طه ذروة فيها. وسبق أن بينّا أن قضاة الشرع والمشيخية هم من تربصوا بطه طويلاً لإنفاذ حكم الردة عليه في 1968 وواتاهم الظرف في 1985 ففعلوا.
    ويجيب هذه الجزء من الفصل عن السؤال: ما هوية هؤلاء القضاة (المكاشفي، حاج نور، المهلاوي) الذين من وراء محكمة الردة الثانية لطه في 1985؟ فقد جرى وصفهم كأخوان مسلمين يفعلون ما تأمرهم به الجماعة. وبعد نظر في سيرة هؤلاء القضاة وأرشيف القضائية وجدتني أميل إلى أنهم كانوا قضاة شريعة قبل أن يكونوا إخواناً مسلمين تمخض عنفهم المعروف من حقيقة ميلادهم على الجانب الخطأ من التاريخ: قضائية المستضعفين الشرعية).
    استغرقت الصفوة السياسية الحديثة في التلويح بإعدام طه لإزراء الأخوان المسلمين استغراقاً ألهاها عن النظر في موته في إطار جماع سياسة العنف في البلد. فقد تغاضى العلمانيون عن بولتيكا المانوية الاستعمارية التي استبطنت محنة طه بإلحاحهم على توزير الإسلاميين بالجناية كلها في قتل طه. فليس بوسع القضاة البائسين، الجهلاء، والموطؤين تعاطي السياسة التي بدا أنها ميدان حصري للصفوة الحديثة الوضاءة. ولن تعط هذه الصفوة القضاة فضلاً في التسيس مستقلين غير مأمورين حتى حين استبدت بهم السياسة استبداداً عسيراً إنتهى بهم إلى قتل خصم لهم على مشهد من الناس. ومتى ما فعلوا ذلك نسبت الصفوة فعلتهم إلى وسوسة الأخوان. فلم تأخذ هذه الصفوة مأخذ الجد هوية هؤلاء القضاة كقضاة شريعة وهي الهوية التي ربما زَيّنت لبعضهم الانضمام إلى حركة الأخوان المسلمين في المقام الأول. وبرغم أن الصفوة ردت إعدام طه إلى السياسة إلا أنها متى تطرقت لمحاكمته أمام القضاة لم تنظر في ديناميكيتها السياسية، وانفقت معظم وقتها على نقد القضاة لبؤس بنائهم القانوني وإعوجاج منطقهم مما هو خليق بمثل من كان له تدريبهم في قانون أثري هو الشريعة.
    تستحق هوية قضاة طه وقانونهم نظراً أفضل مما وقع لنا لتاريخه. فبرغم أن ولاءاتهم الصوفية والحزبية السياسة هامة في تحليل سياستهم إلا أننا لن نفهها بصورة ناجزة ما لم نعتبر هويتهم المهنية بقوة في هذا التحليل. وكان منصور خالد مس مساً طفيفاً سياسة القضائية التي استبطنت أسلمة نميري للدولة. وعرض عجولاً لقضاة الشرع لظنهم أن تطبيق الشريعة سيجعل يدهم العليا في القضائية. ومن المؤسف أن منصور لم يستنفد ملاحظته النيرة ليكشف عن سياسات القضائية التي كانت من وراء أسلمة نميري للسودان. ونوه السيد الصادق المهدي بقضاة الشرع في سياق أسلمة نميرى مكتفياً بقوله إن اختيارهم لمحاكم العدالة الناجزة لم يكن عن جدارة بل بحكم الولاء الأعمى لنميري. بله، وصفهم حيدر إبراهيم بالمرضى النفسيين وليس على المريض حرج ولا له سياسة. وتم صرفهم جملة كأخوان مسلمين يفعلون ما يأمرهم به التنظيم.
    غابت عن الصفوة بولتيكا الثنائية المانوية في استصغارهم لوسع القضاة للسياسة. ومع أن الدكتور محمد زين في رسالته للدكتوراة (1989) بدا مهتماً بهوية القضاة تلك في تجربة نميري الإسلامية إلا أنه اقتصر على تقييم دورهم بمصطلح مهني خالص. فعزا بؤس الخدمة القضائية خلال العدالة الناجزة ل"قضاة خلو من التدريب" مثل الكباشي وحاج نور. وعرّف بهم كعلماء شريعة لم يسبق لهم التدريب حتى في درج المحاكم الشرعية. وزاد بأن رأى الكباشي وأحمد آدم عيسى، وزير العدالة الجنائية، كصوفيين وقفا إلى جانب الأخوان المسلمين في معارضة نميري. وعليه وصف زين القاضي والوزير بأنهما من شيعة الترابي. ووصفهم في طور آخر بأنهم من متعاطفة الأخوان المسلمين ممن نظروا في خواتيم تجربة العدالة الناجزة قضايا فساد واختلاس عصبة نميري المتنفذة للحط من قيمتها. ولن تجدينا هذه الصلة المزعومة لقضاة العدالة الناجزة بالترابي في فهم ديناميكية سياستهم القضائية لأن هذه العدالة لم تجد قبولاً حتى عند أعضاء معلومين في الأخوان المسلمين من ذوي التأهيل الحقوقي المدني.
    القاسم المشترك الأعظم بين قضاة عدالة نميري الناجزة هو فرارهم جميعاً من الخدمة في المحاكم الشرعية التي بدأوا بها إلى سلك آخر أكثر إشباعاً وجزاءً. وسبق لنا التلميح لهجرات قضاة الشرع التاريخية من القسم الشرعي من القضائية إلى مواقع أخرى في فصلنا الأول من كتابنا. فبدأ المكاشفي وحاج نور وإبراهيم المهلاوي خدمتهم بقسم القضاء الشرعي في القضائية الثنائية. واللافت أنهم جميعاً غادروا وظيفتهم الأولى ليصبحوا إما أساتذة بالجامعات أو قضاة مدنيين. فكان أول تعيين المكاشفي قاضياً شرعياً في 1974 ولكنه ترك وظيفته تلك في 1976 ليصبح معيداً بالجامعة الإسلامية بأم درمان معاراً لسنتين قابلتين للتمديد. غير أنه لم يعد للقضائية حتى أسلم نميري الدولة. وتحول حاج نور أيضاً إلى الأكاديمية. وتعرض، كأخ مسلم، للملاحقة من نظام نميري في طوره اليساري (1969-1971). فغادر السودان إلى نيجيريا ليُدَرِس الشريعة بأحد جامعاتها. ومن الطريف أن حاج نور جرب كطالب العبور الصعب بين ضفتي الثنائية المانوية. فقيل إن أول قبوله بجامعة الخرطوم كان بالقسم المدني بكلية الحقوق ولكنه تحول عنه مختاراَ إلى القسم الشرعي بها. واتخذ من الجلابية لبساً معتاداً له بينما لم تكن ملبوساً محبذاً في بيئة الجامعة الحداثية.
    ظن نقاد عدالة نميري الناجزة الظنون بترقي القاضي المهلاوي العجول في مناكبها ونسبوه إلى المحسوبية. والمهلاوي، قاضي محكمة الموضوع الذي حكم على طه بالردة والقتل، ابن خال القاضي النيَّل أبو قرون مستشار نميري القضائي ومعماري قوانين سبتمبر 1983 لأسلمة الدولة. وكلاهما ينتمي إلى أسرة في صدارة طريقة صوفية عرفت بتأئيدها القوي لنظام نميري. وعليه لم يكن صعباً أن يستنتج الناس من هذه المقدمات أن ترقي المهلاوي، القاضي الحدث، إلى قاض مديرية في قضائية نميري في 1983 كان من باب الفساد. كما عرّفه بعضهم كصوفي واقع تحت تأثير ابن خاله، أبو قرون.
    متى ما تركنا المحسوبية جانباً لحين وجدنا أن المهلاوي أيضاً من الهاربين من القسم الشرعي للقضائية. فقد تعين في ذلك القسم بعد تخرجه من كلية الحقوق بجامعة القاهرة فرع الخرطوم. ولكنه سرعان ما تحول عنه إلى القسم المدني بعد أن اجتاز امتحان مهنة القانون. ولم يسره حتى هذا التحول إلى موقع مميز، أو يشبع ذاته. فلم يبلغ في القضائية الموحدة، التي دُمج قسماها المدني والشرعي في 1980، الرتبة التي حصل زملاؤه عليها. فكتب عريضة بتاريخ 21 يناير 1981 إلى رئيس القضاء يحتج على فوته في الترقية إلى قاض من الدرجة الثانية التي حصل عليها القضاة المدنيون الذي تعين معهم في نفس العام وقضاة الشريعة ممن كانوا دونه في الأسبقية بالقسم الشرعي. وصار هو لا هنا ولا هناك. ونظرت القضائية في عريضته وردت مظلمته.
    عدّ نقاد تجربة نميري القضائية الوزير عيسي، الذي رأيناه يكيد لطه من وراء حجاب، أخاً مسلماً. ولم يكشف أحد النقاب عن هويته كقاض شرعي. والحقيقة أنه خريج قسم الشريعة بحقوق جامعة الخرطوم. ثم التحق بالقسم المدني بحقوق جامعة القاهرة فرع الخرطوم هرباً ربما من سوءة التعيين كقاض شرعي. فشهادته المدنية من جامعة القاهرة مما قد يؤهله للتعيين في القضاء المدني أو في مكتب النائب العام. وأختار أن يتعين في مكتب النائب العام حتى صار وزيراً في دولة نميري. وغير خاف أن عيسى تفادى أن يكون قاضياً شرعياً كما يتفادى المرء الطاعون.
    ومما يسر عقبة الطريق ذي الاتجاه الواحد من قسم الشريعة بالقضائية هو فرصة تعيين قضاته بالقسم المدني متى اجتازوا امتحان مهنة القانون. ويسر كذلك من العقبة تنويع التدريب الشرعي والمدني بكلية الحقوق بجامعة أم درمان الإسلامية فصارت فرص نجاح خريجييها في اجتياز امتحان مهنة القانون كبيراً. فغادر في 1978 أربعة قضاة شريعة قسمهم إلى القضاء المدني. ونجح قاض شرعي واحد في الهجرة إلى القسم المدني في 1979. ومما له دلالة عظمي على ما نعلقه من فهم لمحنة طه ناظرين إلى الثنائية الاستعمارية جلوس قاض في الدرجة الأولى بالشريعة منذ 1977 لامتحان المهنة والنجاح فيه عام 1980 متحولاً إلى القسم المدني. ومن هذا أيضاً جلوس قاض شرعي تخرج من القسم الشرعي بحقوق جامعة الخرطوم في 1973 لامتحان مهنة القانون في 1981 ونجاحه فيه وانتقاله للقسم المدني. ثم وقع دمج القضائية فخاب فأل هؤلاء القضاة المهاجرين. فوقعوا في ما اشتكي منه المهلاوي وهو أن تحولهم للقسم المدني تسبب في فقدانهم لأسبقيتهم في القسم الشرعي الذي بدأوا به. ونجم عن ذلك أن دُفعهم في القسم الشرعي، بله من تعينوا بعدهم، ترقوا المراقي قبلهم.
    جاء قضاة الهجرة بمؤهلات شتى تسند عرائضهم للتحول من القسم الشرعي إلى القسم المدني. فرفع مختار عبد السلام القراي، أحد قضاة العدالة الناجزة، عريضة في 1981 للتحول للقسم المدني برغم أنه لم يجلس لامتحان مهنة القانون. وعوضاً عن ذلك أسس طلبه ، وهو قاض الدرجة الأولى الشرعي، على الكورسات التي تلقاها في المحاكم الجنائية والمدنية وفي قسم الأرشيف القضائي. فلابد، بالنظر إلى حجج القاضي للهجرة عن قسم الشريعة، أن إغراء الهرب من قسم الشريعة كان مما لايقاوم حتى لقاض موطد مثله.
    هذا النزوح من القسم الشرعي إلى القسم المدني والتحولات ميسم سياسة القضائية الاستعمارية التي جعلت الخدمة كقاض شريعة طاردة مهنياً. وبالنتيجة فقضاة الشرع من أهل الطموح أو من أدركتهم السياسة بحثوا عن الإشباع الوظيفي المعنوي والمادي في مواضع للخدمة أخرى. ولم يثر هذا الرحيل إلى وجاهة القسم المدني فضول الحداثين ليقفوا على السياسات الكأداء التي تستبطنه. وأكتفوا باستنكار عميق لكل خطة يختطها قضاة الشريعة لتحسين حظوظهم المهنية. ولما انعقد حلفهم مع القومية الدينية الناشئة في الستينات وفي دولة نميري، استخفوا بهم ورأوا في حلفهم تبذلاً مهنياً وتخريباً لنظم الدولة. وفات عليهم أن هذا الحلف عاد لهم بالمساواة مع القضاة المدنيين للأول مرة في 1967 ، بله جعل شرعهم القانون المتبع للدولة على يد نميري.
    وابلغ ما قيل في هذا الاستخفاف ما جاء عند منصور خالد، وهو مدني التدريب الحقوقي، الذي نعى على قضاة الشرع كِبَرهم لتوظيف الدين لترقية أنفسهم على حساب القضاة المدنيين. وليس بوسع من ولدوا بمعلقة امتياز مثل خالد أن ينسبوا حرب المستضعفين للحظيين للسياسة. وأستحون (من جعله حيواناً) الحداثيون القضاة من فرط تفادي النظر لسياساتهم وأحلافها وعدوهم كائنات منقرضة. ونجد أفضل بيان لذلك في وصف خالد للقضاة في تجربة نميري الإسلامية بأنهم خرجوا من « حمأة الخمول » ديناصورات تدب من متحف التاريخ الطبيعي . وهذا النزق خصيصة في الحظيين حين يرون ضحاياهم قد هبوا في وجههم. ومن اللافت أن خالد لم يتوقف ولو لحظة ليري الملابسات التي كالت طين الخمول والانكسار على القضاة مما احتاجت نجدتهم لتدخل مستبد.

    http://www.sudaneseonline.com/board/7/msg/%d9%81%d9%8a-%d8%a...5...-1421798696.html
                  

01-21-2015, 07:25 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    المنبر العام بسودانيزأونلاين يحتفل بذكرى الأستاذ محمود محمد طه
    85.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

01-21-2015, 08:42 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    في ذكرى هذا أو الطوفان.. هذا أو الحريق
    حيدر المكاشفي
    Quote: في مثل هذه الأيام قبل ثلاثين عاماً، تسترجع الذاكرة حدثاً مأساوياً اهتز له ضمير العالم الحر من أقصاه إلى أقصاه، واستنكره كل أحرار العالم في مختلف بقاع الأرض، ذلك حين اقتيد الأستاذ محمود محمد طه إلى المقصلة التي مضى إليها بثباتٍ وابتسامةٍ وضيئةٍ تعلو وجهه، ثابتاً على المبدأ ومضحياً بنفسه في سبيل تقديم أعظم الدروس، عن كيف يكون الدفاع عن حرية الفكر والتفكير والتعبير والمبدأ، هذا ما كان من جهة الأستاذ. أما من جهة النظام الحاكم وقتها، فقد ارتكب أبشع عملية اغتيال سياسي في العصر الحديث، زادت وجهه سوءاً على ما به من تشوهات، وكانت هذه العملية القذرة ضمن أُخريات من الأسباب المباشرة التي أودت بالنظام وعجلت بنهايته، فمضى غير مأسوفٍ عليه، بينما بقيت ذكرى الشهيد ومواقفه الشجاعة في مواجهة الحيف والزيف والهوس...
    وإذ نسترجع اليوم ذكرى اغتيال الأستاذ محمود محمد طه عبر محاكمة غير أنها سياسية كانت أيضاً صورية و(مكلفتة) ومبيتة، صدر فيها الحكم قبل أن تنعقد المحاكمة، لابد أن نستعيد فحوى البيان أو المنشور الذي أصدره الأستاذ تحت مسمى «هذا أو الطوفان»، وكان السبب في التربص به مع أنه - أي المنشور - لو أنهم يعقلون كان طوق نجاتهم مما كانوا فيه سادرين، ولكن كيف لمن عمت السلطة بصره وبصيرته أن يعقل ويتفكر ويراجع ويتراجع بلا مكابرة، لقد لخص ذاك المنشور الحالة المتهالكة التي كانت عليها أوضاع البلاد، بسبب السياسات الشائهة والممارسات الخاطئة التي تهدد بضياعها، وطالب باستعدال الحال لينصلح المآل حتى لا تروح البلاد في طوفان آتٍ بلا ريب، إن لم يستبن القوم النصح ويقبلوا المناصحة، وقد كان، فحين لم ينتصح القوم جاء الطوفان واكتسحهم ومضى بهم كالغرقى بلا حول، سوى أن يستسلموا للمد الجماهيري الكاسح الذي أخذهم في طريقه، كما تأخذ الأمواج الأوشاب، وتلك عبر التاريخ يبذلها لمن يعتبر، وما أشبه الليلة بالبارحة، فما تمر به البلاد الآن من أوضاع وأحوال ليست بأية حال أفضل من تلك التي خرج بشأنها منشور (هذا أو الطوفان) ،إن لم تكن أكثر سوءاً، وإذا كان الأستاذ محمود وهو السياسي والمفكر الحر، وكان أول سوداني يدخل السجن بسبب نضالاته منذ أيام الاستعمار، قد استشعر الخطر الذي يُساق إليه السودان ويضعه على حافة الهاوية، فجرّد قلمه وصاح فينا (هذا أو الطوفان)، فإن الحاجة الآن تظل أكثر إلحاحاً لصيحة أكبر قد تكون (هذا أو الحريق)، ولكن من أين لنا بمحمود جديد لا ينبطح ولا يهادن ولا يساوم ولا يخشى في الحق والحقوق لومة لائم؟

    حيدر المكاشفي
    التغيير

    نقلا عن الراكوبة
    http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-57681.htmhttp://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-57681.htm
                  

01-22-2015, 05:29 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    محمود محمد طه: أنموذج المثقف الحر (3) .. بقلم: د. النور حمد
    الأربعاء, 21 كانون2/يناير 2015

    شهدت عقود الخمسينات، والستينات، والسبعينات، من القرن الماضي، هيمنة يساروية، ماركسية، عروبية، على مجريات السياسة، والفكر، والثقافة، في المنطقة العربية. أدغم الشيوعيون، واليساريون والعروبيون العرب، على اختلاف بينهم في التنظير، حالة الأنظمة العربية الشمولية، التي أخذت تنتشر في تقليدٍ للنموذج الناصري، في مصر، تحت عباءة "مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية"، كما يسميها الشيوعيون. هذا، مع ملاحظة أن العلاقة بين الأحزاب الشيوعية العربية، وبين هذه الأنظمة الشمولية، كانت مضطربة. فأحيانًا يتم تقريب الأحزاب الشيوعية، وأحيانًا يجري ابعادها. كما تصل درجة الخصومة مع الشيوعيين، درجة سوقهم إلى منصات الإعدام. الشاهد، أن المرحلة كانت مضطربة. فالتنظير للثورة العربية، تحت هذه المظلة اليسارية العريضة، غير المنسجمة، أضافةً إلى نهج نقل التنظير من سياق سوسيوبولوتيكي، وسوسيوثقافي مختلف؛ أعني سياق المنظومة الشيوعية في شرق أوروبا، ومحاولة تطبيقه على الواقع العربي المختلف، والمتخلف، وغير المنسجم داخليًا، خلق هذه الحالة من الاضطراب، داخل البنية العريضة، لليسار العربي.
    مع كل هذه الملاحظات، يمكن القول، إن لوثة يساروية،ذات مرجعية ماركسية، تشتد هنا، وتخف هناك، قد انتظمت هذا الفضاء العربي، من المحيط إلى الخليج. ولم يقتصر الأمر على السياسة، وإنما انتظم الثقافة، أيضًا. فقد تبنت المؤسسة الإعلامية المصرية الناصرية، الأقوى في الوطن العربي، حينها، خطًا تثقيفيًا يساريًا واضحًا، وسم الإذاعة والتلفزيون، والصحف والمجلات، والدوريات المتخصصة، بل وما تنشره دور النشر الحكومية، كالدار القومية للطباعة والنشر والترجمة. انتشر الفكر اليساري والثقافة اليسارية، والأدب اليساري، في منافذ الإعلام المصرية ذات الانتشار الواسع في الفضاء العربي. كان الأفق الذي يلهم حراك التغيير، وسط المجاميع المثقفة، والمتعلمة، في غالبه الأعم، أفقًا سوفيتيًا. وإنني لممن يرون، أن هذه المرحلة العربية من الاستلاب الفكري والثقافي، ومن تغييب الهوية الإسلامية، لم تجد النقد الكافي بعد. هذا، على الرغم من أن آثارها الممتدة، لا تزال تمثل جزءًا كبيرًا من مسببات تفكك المشهد العربي الراهن، وارتباكه وفوضاه، التي لا تنفك دوائرها تنداح.
    اعتلى جزء معتبر من النخب العربية، المثقفة المؤثرة، والنخب المتعلمة ظهر هذه الموجة، إيمانًا ورغبة، وجاراها كثيرون آخرون رهبةً، خاصة في بلدان الأنظمة الملكية العربية المرتبطة بنيويًا بالكتلة الغربية. أيضًا، تم لف الأمر كله، حول القضية الفلسطينية، ما أسهم في زيادة الالتباس. أيضًا قوى جانب اليسار، دعم الاتحاد السوفيتي للحق الفلسطيني، وتقديمه السلاح والخبرة الفنية العسكرية، لمصر، رأس الرمح في الصراع. في موجة التغني بصداقة الاتحاد السوفيتي للعرب، تناسى المتغنون أن الاتحاد السوفيتي كان من أول الدول التي اعترفت بدولة إسرائيل، وأن روسيا هي أحد أكبر موارد إسرائيل من اليهود المهاجرين، إلى فلسطين. أيضًا تم لف كل شيء في الفضاء العربي، حول زعامة جمال عبد الناصر، الذي أصبح المتحدث الرسمي، باسم العرب، والفاعل الرئيس في النضال من أجل فلسطين. رسخ الإعلام المصري، زعامة جمال عبد الناصر المطلقة على العرب، في عقول وقلوب أكثرية الجمهور العربي من المحيط، إلى الخليج. هكذا اكتملت "اليوفوريا" الناصرية، وعلا في أوج سطوتها شعار: "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة". وهكذا، انحبست قوى العقل العربي في هذا القمقم ذي الجدران السميكة. وأصبح من ينتقدون الأوضاع، لا ينتقدونها إلا لواذًا، وحين يفعلون ذلك، تتم شيطنتهم بكل سبيل ممكن.
    في هذا الجو الكابت للرأي الآخر، علا صوتان بديا نشازًا، آنذاك؛ هما صوت الأستاذ محمود محمد طه، داعية التجديد والنهضة السوداني، الذي تقف وراءه مجموعة صغيرة، هي مجموعة الجمهوريين، والرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، مع اختلاف في الرؤيتين. أصدر الأستاذ محمود محمد طه كتابه "مشكلة الشرق الأوسط"، عقب هزيمة حزيران/يونيو 1967، وأنتقد القومية العربية، وقيادة جمال عبد الناصر للعرب، في وقت كان فيه عبد الناصر معبود الجماهير العربية، والمثقفين العرب. قال الأستاذ محمود، ضمن الكثير الذي قاله، إن عبد الناصر انحاز للكتلة الشيوعية، وأفقد العرب ميزة الحياد، وحمّل، مدفوعًا بجنون الزعامة، العرب من العداوات فوق ما يطيقون. كما أنه تسبب بتحدياته واندفاعاته غير المدروسة، وخطبه العاطفية النارية، في أسوأ هزيمة للجيوش العربية في التاريخ الحديث. كما دعا الأستاذ محمود، للصلح مع إسرائيل، والاعتراف بها، وقيام دولتين متجاورتين متسالمتين، مع ضمان عودة اللاجئين، وتعويض من لا يريد العودة. ويمكن الرجوع إلى كتابه "مشكلة الشرق الأوسط" لمعرفة المزيد من تفاصيل ما كتبه، من مقترحات تحفظ للعرب ماء وجوههم، وتجنبهم الصراع الطويل مع الغرب وإسرائيل، ما يبدد طاقاتهم، ويقود إلى تدهور الأحوال، ويضر بالقضية الفلسطينية. في تلك الفترة المحمومة بالعاطفة الملتهبة، إلى كتابه المذكور.
    برر الأستاذ محمود رؤيته، التي ضمنها كتابه "مشكلة الشرق الوسط، المشار إليه آنفًا، بأن الصراع بين العرب وإسرائيل، صراع حضاري، يحتاج فيه العرب إلى أن يشتروا هدنة، يبنوا خلالها أنفسهم، وينهضوا حضاريًا. وأكد أن الصراع ليس مع إسرائيل وإنما هو، لدى التحليل النهائي، مع الغرب الذي خلق إسرائيل ووقف وراءها. ولم يجد، اليساريون العرب، بما فيهم الحزب الشيوعي السوداني، أمام النقد الصريح، وتبيين الأخطاء الشنيعة لناصر، وسوء تقديره للأمور، وتعويله الساذج على الاتحاد السوفيتي، وعدم معرفة وزن قوته بإزاء أوزان القوى الكبرى، إضافة إلى دعوته للصلح مع إسرائيل والاعتراف بها، سوى أن يتهموا الأستاذ محمود محمد طه بالعمالة للصهيونية والإمبريالية العالمية!
    كان الأستاذ محمود محمد طه، المثقف العربي والمسلم، الوحيد الذي تجرأ، في تلك الحقبة الملتاثة بعبادة الفرد، ليقول، على الملأ إن، "البغلة في الإبريق". فعل ذلك، في وقتٍ لم يكن ليجرؤ فيه مثقف، أو غير مثقف، أن يجهر بمثل ذلك القول، شفاهًا أو كتابة. بعد أربع سنوات من هزيمة يونيو جزيران 1967، توفي جمال عبد الناصر فجأة، وآلت القيادة لأنور السادات الذي نقض غزل الناصرية أنكاثا، فاغتاله المتطرفون الإسلاميون أمام عدسات الكاميرات العالمية، وهو يحتفل بذكرى العبور الثامنة في 6 أكتوبر 1981. ومنذ تلك اللحظة، أخذت مصر والعالم العربي يدفعان حصاد هشيم الناصرية، حتى يومنا هذا.
    لقد كان الأستاذ محمود محمد طه يتقدم العقل العربي الإسلامي، فكريًا، وسياسيًا، في حقبة الستينات، بسنين ضوئية. وهناك ملاحظة جانبية أود أن أبديها هنا، وهي أن انفلات الحبيب بورقيبة من قبضة الناصرية، ومن العقل الجمعي العربي، الذي شكلته الناصرية، وتجرؤه عليه، إضافة إلى انفلاته من قبضة المؤسسات الدينية كالأزهر وغيره، هي الأسباب التي مكّنته من البناء الحديث للدولة التونسية، وللمجتمع التونسي. فقلد وضح الآن أن تلك البنية للدولة وللمجتمع،هي الأرسخ، مقارنةً ببقية الدول العربية، بما فيها مصر، التي كانت تمثل رأس الرمح، آنذاك. ولذلك، لا غرابة أن تكون تونس هي الدولة العربية الوحيدة، التي اتخذ فيها المسار، عقب ثورات الربيع العربي، طريقًا صاعدًا. وما تصويت التونسيين في الانتخابات التونسية الأخيرة، للباجي قايد السبسي، البالغ من العمر تسعة وثمانين عامًا- أمد الله في عمره -سوى احتفاء وامتنان للحقبة البورقيبية، ودورها في بناء تونس الحديثة، رغم إشكاليات البورقيبية التي تجلت، أكثر ما تجلت، في حقبة زين العابدين بن علي.
    كان الأستاذ محمود مدركًا لعلل الماركسية، وتجربتها الشيوعية في الكتلة الشرقية، وواثقًا أشد الوثوق من انهيارها. جرى منه هذا، في وقتٍ كانت أكثرية المثقفين العرب، ترى أن أفق الثورة العالمية، بصورةٍ عامة، وأفق الثورة العربية بصورةٍ خاصة، لا وجهة له سوى وجهة الثورة البلشفية، في روسيا، على نحوٍ، أو آخر. وحين ابتعد، المثقفون العرب، عن الإسلام؛ وأعني هنا المستلبين يساريًا من جهة، وغربيًا، من الجهة الأخرى، بقي هو مع الجوهر الحضاري للفكرة الإسلامية. قدم الأستاذ محمود من جوهر الفكرة الإسلامية، طرحه الفريد،لتطوير التشريع الإسلامي، الذي حاول أن يخرج به الجمهور المسلم، من قبضة عقول السلف،وآراءهم المجترة عبر القرون، التي خلفتها الحياة الحديثة، وراء ظهرها.
    لم يعرف الإخوان المسلمون، ولم يهمهم أن يعرفوا، أن الأستاذ محمود محمد طه، هو أقوى، من وقف، من الناحية المعرفية، ضد المد الشيوعي في المجتمعات الإسلامية. وأنه أفضل من قدم طرحًا يزاوج بين الأصالة والمعاصرة، يحفظ جوهر الهوية الحضارية العربية الإسلامية من جهة، وينسجم مع السياق الكوكبي الحديث من الجهة الأخرى. لم ينتبهوا إلى تنبيهاته المتكررة، في كتاباته الغزيرة، عن الخطر الشيوعي، على الفضاء الإسلامي. فقد رفضوا، بحكم ضمور ثقافتهم وأحاديتها، أن يروا فيه سوى مهرطقٍ خارجٍ عن الإسلام. كما رأوا فيه، على صعيدٍ آخر، منافسًا سياسيًا قويًا، منطلقًا من منصة الإسلام التي كانوا حريصين على احتكارها.
    ظل الأستاذ محمود يردد أن الطائفية، والفهم المتخلف للإسلام، هما ما يدفع بالشباب العربي المسلم، دفعًا، إلى أحضان الشيوعية. غير أن الإخوان المسلمين، تشاركوا كراهية طرحه مع الشيوعيين،بل وعملوا على ابتذالها وتشويهها. فالشيوعيون كانوا يرون فيه مفكرًا، يقدم الإسلام بوجهٍ جديد، في صورةٍ عصرية، تجمع بين الاشتراكية والديمقراطية، ما يمثل خطرًا على جاذبيتهم للقوى الحديثة والشباب في الأقطار العربية الإسلامية. وحتى بعضهم الذي كان يستحسن أفكاره التقدمية، لا يلبثون أن يخلصوا إلى شطبها، برميها في سلة "المثالية"، وفق تبسيطات الماركسيين الدوغمائية،المتفشية في أوساطهم، وقتها. أما الإخوان المسلمون فهم مصابون أصلاً برهاب التجديد، كما أنهم رأوا فيه عقلا جبارًا يفكك خطابهم الهلامي العاطفي، من داخله، وبأدواته ذاتها، وقامة أخلاقية لا يستطيعون مجاراتها. واجتمعت ضده، مع كل هؤلاء، في حلف غير مكتوب، الحكومات العربية، والمنظمات والأجهزة التابعة لها. وهكذا بقي الأستاذ محمود مفكرا حرًا، مستقلاً، وحيدًا، معزولا.
    استعصى الأستاذ محمود محمد طه، على الإرهاب والتخويف من جهة، كما استعصى على الترغيب والتدجين من الجهة الأخرى. وحقيقة الأمر، لم يقترب منه أحد لترغيبه أو تدجينه. فقد كان الجميع يعرفون صلابة معدنه، حق المعرفة. فرغم تواضعه، ولين عريكته، كان مهابًا من خصومه، بصورةٍ لم تتفق لمثقف سوداني قط. لذلك لم يطمع فيه أحد قط. لقد بسط الأستاذ محمود سلطان المعرفة، وأكد جلالها، وهيبتها، بصورة أبعدت عن ساحتها، في المستوى الذي تحقق به، كل متطفل. ولذلك، لا غرابة أن قل نصراؤه. ولذلك، أيضًا،ذهب إلى منصة الإعدام وحيدًا. غير أنه كما رأينا جميعنا، ذهب راضيًا، بل ومبتسمًا. فمعرفته الراسخة بطول مشوار التغيير في الفضاء الإسلامي، وصعوبة المهمة، وجسامتها، جعلته موقنًا، منذ مطلع الخمسينات، من القرن الماضي، من مصيره الشخصي، ومتصالحًا معه، على النحو الذي عاش به، والنحو الذي مات به. فلقد ظل يعد نفسه لذلك المصير، طيلة حياته.
    حكت لي زوجتي، ابنته أسماء، ولعلني ذكرت هذا في كتابةٍ سابقة، أنها زارته في السجن قبل التنفيذ مباشرة، وكانت تقول له إننا، أي تلاميذه الجمهوريين،نجري اتصالات مكثفة بالنقابات، والقوى السياسية، والهيئات، للعمل المكثف، من أجل الحؤول دون تنفيذ الحكم. قالت أسماء، أنه نظر إليها بإشفاق، وقال لها: "الناس ما بجوا معاكم في الضربة الأولى". لقد كان مشفقًا عليها، في تقديري، من أن تتعلق بأملٍ، كان هو يعرف، يقينًا، أنه لن يتحقق. ولقد ظللت أفكر لوقتٍ طويلٍ حول قوله: "الضربة الأولى". فما هي إذن الضربة الثانية المتضمَّنة في عبارة "الضربة الأولى"؟ هل كان يتوقع أن يصمد الجمهوريون الأربعة الذين كانوا معه، على مبدئهم، مثلما صمد هو، وتكون تلك هي الضربة الثانية التي يقف فيها الناس مع الجمهوريين؟ خلاصة الأمر، أنه ذهب وحيدًا، ودخلنا، نحن تلاميذه، في زمرة من أنكروه، رغم نعينا الانكار على المنكرين الآخرين، ومعرفتنا باختلاف الإنكارين. لقد تنصلنا عنه نحن تلاميذه، حين حصحص الحق، وجد الجد، وهكذا يؤتى الحَذِرُ من مأمنه.
    سمعته يقول عن الآية الكريمة: "وينصرك الله نصرًا عزيزا"، إن النصر العزيز:"هو النصر الذي لا يكون لأحدٍ به مِنَّةٌ عليك"، وكان يقولها هكذا، بالفصحى. ظل الأستاذ محمود طيلة حياته عابدًا متبتلا متهجدًا في صومعته، لا ينام من الليل إلا أقله، واستمر على تلك الحال، لعقود طوال،معدًا نفسه لتلك الوقفة العظيمة. وبالفعل، أكرمه الله بالنصر العزيز. فقد مشى وحيدًا أعزلاً، لم يستطع أن يقف إلى جانبه أحد؛ لا ولا أكبر تلاميذه. نعم، لقد نصره الله النصر العزيز، الذي لم يكن لأحدٍ، سوى الله،مِنَّةٌ به عليه. انتصر لنفسه، وللإنسانية، مقدِّمًا، إنسانًا، ومثقفًا، من طرازٍ فريد، أيقن، على مستوى حق اليقين،الارتباط العضوي الذي لا ينفصم، بين عدوتي الغيب والشهادة،في مقامٍ عزيزٍ، لا يطاله وسواس الشكك، ونقص الثقة في الله. فدى الأستاذ محمود محمد طه، السودانيين، عامتهم، وخاصتهم، ففُدِّي من جانب الحضرة العلية، أكبر فداء، وجوزي بالرضوان العظيم، فسلامٌ عليه في الخالدين.

    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/267-9-9-5-8-7-8-1/77013-------3http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/267-9-...-7-8-1/77013-------3-
                  

01-22-2015, 07:33 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    د عبدالله علي ابراهيم يكتب:
    في تذكر 18 يناير محكمة طه في 1985 : أخذت القانون بيدها للثأر

    ظل العلمانيون والقانونيون يصرفون محاكمة طه في 1985 كالتجسيد الحي للتحايل القانوني المدفوع بالغرض السياسي. وأدى هذا التركيز على الكفاءة القانونية للمحاكمة إلى عدم دراستها كما ينبغي كمحكمة ثأر سياسي صريح. وكانت أطراف القضية،الأستاذ محمود محمد طه والقضاة، نفسها واعية بالطبيعة السياسية لدراما المحاكمة. فسعى كل طرف منهم لحشد الموارد التي تليه لتعزيز مواقعه في أعقاب محكمة 1968. وكان الدكتور محمد زين سبق بالقول إنه ينبغي النظر إلى سياسات المحاكمة في إطار ثقافة العنف السياسي في السودان.
    وستُلقي الدراسة عن سياسات الشوكة من وراء المحاكمة الضوء على التنظيم الثقافي المانوي الاستعماري الذي أنتج القضائية المزدوجة بقسمها الشرعي المستضعف للقسم المدني. فالحكم التراجيدي على طه ثمرة من عنف هذه الجغرافيا الاستعمارية كما نراها تستعاد في النزاع الطويل بينه وبين القضاة وتستثمر.
    فدأب علماء القانون على بيان التفكير القانوني غير السوي للمحكمة بقولهم إنه ما كان ينبغي لمحكمة 1985 الأخذ بقرار محكمة الردة في 1968 بحق طه كبينة. فقالوا إنه لم تكن للمحكمة الشرعية العليا في 1968 الصلاحية للنظر في قضايا الردة حسب القانون الوضعي القائم في السودان. وعليه طعن هؤلاء الخبراء القانونيون في جواز القبول بحكم صدر من غير اختصاص كبينة بواسطة محكمة انعقدت بعد 17 عام من صدور ذلك الحكم. فبينما يركز فقهاء القانون هؤلاء، محقين، على انقطاع ما بين المحكمتين للدفع بحجتهم وجدنا القضاة وطه يصلون بين المحكمتين كل بطريقته. فالقضاة يرون محكمة 1985 كطبعة ثانية منقحة ومشروعة لمحكمة 1968 التي لم يطالوا بها طه. وكان طه من جانبه يرى أن المشيخية تتربص به ولن ينقذه منها إلا حلف سياسي ومهني يزيل حكم 1968 عليه بالردة من سجل العدالة. فإدراك المتخاصمين للصلة بين المحكمتين هو سبيلنا لفهم أفضل لسياسات الشوكة، أي تداخل القانون والقوة والثقافة، التي أدت إلى مصرع طه.
    تربص القضاة بطه منذ الحكم عليه بالردة في 1968. فمحكمة 1985 في نظر القضاة هي الحلقة الثانية من المسلسل. وما احتاجوا لهذه الحلقة إلا لأن القانون الوضعي الاستعماري حرم المحكمة الشرعية من سلطة تنفيذ أحكامها حتى تلك الواقعة في اختصاصها (الأحوال الشخصية) ناهيك من حكم الردة الذي لا تطاله. وفي واقع الأمر فإن طه هو الذي دأب على تذكيرهم منذ الحكم الأول بردته أن مثل ذلك الحكم كان استشباباً منهم لغير ما ما هيأتهم الدولة له. فسأل متهم جمهوري أحد المدعين خلال محاكمة في بورتسودان في 1975 قائلاً:
    -ما هو حكم الردة في الإسلام؟
    -الإعدام إن لم يتب.
    -ولماذا لم تعدم المحكمة طه في 1968؟
    -لم يكن للمحكمة اختصاص لإعدامه.
    -ومن حرمها هذا الاختصاص؟
    -الاستعمار.
    -ما رايك في مسلم يعمل في نظام قضائي يأخذ ببعض الإسلام ويترك بعضه؟
    -ربما كان مغلوباً.
    -لماذا لم يبحث عن وظيفة أخرى؟
    -لن يكون هناك قضاء شرعي.
    ظل فقهاء القانون يركزون بحق، ولكن بشيء من الإسراف، على عوار منطق المحاكمة غير مكترثين بالطول غير الخافي للمواجهة بين طه والقضاة. ويردون عوار منطق القضاة إلى مخالفتهم طائفة من المواد الدستورية والإجرائية. وكلها تطعن في قبولهم حكم الردة في 1968 كبينة في 1985. فيجادل هؤلاء الفقهاء بأن المواد 70 و71 من دستور 1973 استمسكت بالقاعدة القانونية الأساسية ببطلان المحاكمة طالما لم تقع جريمة وبالأخرى التي لا يعرض فيها إنسان للمحاكمة مرتين لنفس الجريمة. ويضيفون بأن المادة 188 من قانون الإجراءات الجنائية منعت من محاكمة أحد بنفس الجريمة وجد مداناً بالتهمة أم لم يوجد .
    ولكن كان للقضاة نظر مختلف للمسألة. فمحاكمة طه الثانية هي حصادهم المقدس لملاحقة لم تهدأ لعقدين للإتيان بمرتد وهارب من محكمتهم ليلقي جزاءه. فعدوا غياب طه عن محكمة 1968 (التي يبرهن بها فقهاء القانون أن النظر في الردة ليس من اختصاصها) إهانة للمحكمة لا تصرفاً مكفولاً بالقانون الوضعي. وأضغن القضاة احتقار طه الممعن لمحكمتهم. فطه لم يكترث ليمثل أمام المحكمة الشرعية العليا 1968 أو لأت يوقرها وهي تنظر في الحكم عليه بالردة. ولم يغفر له القضاة تحديه لهم. وذكروا له ذلك حين مكروا في 1985 وجاؤوا به إلى ساحتهم. وكان طه كثير التركيز على عجز المحكمة الشرعية لتنفيذ ما يصدر عنها من أحكام ليبرهن على استضعافها. وبدلاً عن ذلك، في قوله، مكنت القوانين الاستعمارية وقوانين السودان المستقل للقضاة المدنيين. وساء ذلك القضاة منه لأنهم ما تركوا حيلة لتغيير ذلك الوضع الاستعماري المهين بصور شرعية وغير شرعية. وللغمز من قناة القضاة لاستضعافهم بحرمانهم من تنفيذ أحكامهم سأل محامي المتهمين مدع من القضاة قائلاً:
    -ما الذي تفعله المحكمة الشرعية إذا رفض متهم التوقيع على طلب الحضور؟
    -(وقد إنتبه للشرك الذي نصبه له الدفاع). ستعتبره قد أُخطر وتواصل القضية.
    -هل تسنطيع أن تفرض عليه الحضور؟
    -نعم. تستطيع.
    -لماذا لم تفرض محكمة 1968 على طه المثول أمامها؟
    -اعتبرته المحكمة تنازل عن حقه في الدفاع عن نفسه ومضت في شغلها.
    وقاطع طه والجمهوريون أيضاً المثول أمام محكمة 1985 بعد ظهور لوقت قصير أدانوا فيه القاضي لجبنه المهني والأخلاقي لأنه قبل بالعمل بقوانين 1983 الإسلامية الزائفة. ولم يخف المهلاوي قاضي محكمة الموضوع في 1985 حرجه من مقاطعة المتهمين لمحكمته أو "التعاون" معها في قولهم. وما سمع عبارة التعاون منهم حتى سارع بالقول:
    -لم نسألكم التعاون. ليس هذا شغل هذه المحكمة. لقد جيئ بكم أمامها للدفاع عن أنفسكم لوجه تهم محددة.
    وحول المتهمون تحديهم للمحاكمة إلى عمل من أعمال التقوى. فقال متهم للقاضي في شرح أسباب توقفه عن التعاون مع المحكمة بقوله:
    -إنني لست بريئاً من التهم المنسوبة لي فحسب بل أعتقد أنني أكون المسلم الحق الذي أرادني الله حين أعارض قوانين سبتمبر الإسلامية.
    فأزعج هذا التحدي القاضي جداً. فرد الصاع هازئاً سائلاً المتهم الذي قال بأن قوانين سبتمبر الإسلامية مخالفة للشريعة إن كانت مخالفة للشريعة أو السنة غامزاً من قناة الجمهوريين الذين يميزون بدقة في فكرتهم بين الاثنين بما ينكد على خصومهم.
    لم يُرض طه أياً من خصومه بمقاطعته الراتبة المثول أمام محاكم تنظر في تهم موجهة إليه. وذكر سيرته في إهانة المحاكم بإمتعاض كل من الكباشي قاضي محكمة الإستئناف ونميري. فأفرد نميري فقرة في بيانه الذي أيد فيه الحكم على طه في 1985 حمل فيها على طه لتكرر استخفافه بالحكام والقضاء. وجعل لطه "شياطين" تملي عليه إملاءً حتى أنه استغني عن المحامين الذين تطوعوا للدفاع عنه في 1985. ورأى نميري في هذه الاستهانة تعارضاً مع مزاعم طه بالدماثة. وساء القضاة كذلك استخفاف طه الطويل بمحكمتهم. ووصفه الكباشي بأنه معتاد مقاطعة محاكم. فقد سبق له في 1978 أن انسحب من قضية كان فيها المدعي. ولم يعترف في 1985 بالمحكمة ولم يتعامل معها بعد إلقائه لكلمة قصيرة قدم فيها أسبابه لعدم المثول أمامها.
    وتجلى غيظ القضاة من استهانة طه بمحكمتهم بوضوح في المؤتمر الصحفي الذي عقده الكباشي بعد أن أيد الإستئناف حكم محكمة الموضوع بردة طه وقتله بغير الاستتابة التي قضت بها المحكمة الأولى. فأجاب على صحفي سأله إن كانوا غيروا رأيهم بشأن استتابة طه التي جاءت في قرار محكمة الموضوع قائلاً:" لقد جرى استدعاء طه مراراً للمثول أمام محاكم انعقدت لتنظر في زندقته. فقاطع حتى المحكمة التي نظرت في ردته في 1968." أما حاج نور، قاضي محكمة الإستناف الآخر، فقال إنهم انتظروا استتابته لسبعة عشر عاما (منذ محكمة 1968) ولم يزده هذا الانتظار إلا إصراراً على نشر كفره وزندقته. أما السبب الذي لأجله حَرم الكباشي المتهم طه حق الاستتابة لو عازها فلأن طه لم يتب عن زندفته لسبعة عشر عام حسوما منذ حكم 1968. وغير خاف أنه لم يطرف للقضاة جفن ما أثاره خصومهم من خروق وصوفوها في إجراءات محاكمتهم لطه أو ما أعتورها من تناقض. فكانوا خرجوا للقبض على طه لأنه نفد من عدالتهم في المرة الأولى.
    مما كرهه فقهاء القانون في الحكم بردة طه أن الردة نفسها لم تكن جريمة يومها حتى في قوانين 1983 الإسلامية التي تكونت بموجبها المحاكم التي وقفت على قضية طه. وزادوا بأن محكمة الموضوع التي قام عليها المهلاوي لم تتهم طه بالردة. وحدها محكمة الإستئناف الجنائية، في قول هؤلاء الفقهاء، هي التي اتهمته بالردة وفي وقت متأخر من إجراءات الإستئناف.
    لن تجد تقييماً للثأرية من وراء محكمة طه في 1985 في مثل قوة ما صدر عن المحكمة العليا التي نظرت في 1986 في حيثيات القضية وحكم قضاة العدالة الناجزة فيها بطلب من أسرة طه بعد سقوط نظام نميري في أبريل 1985، أي بعد نحو شهرين من المحاكمة. فبعد قرارها أن محاكمة طه داخلها الغل والانتقام حكمت لصالح الأسرة وأعلنت بطلان قرارات محكمة الإستئناف الجنائية. وقيّمت المحكمة الشغل القانوني لقضاة محكمة الإستئناف المحلولة بواقعية لم تتفق لمحاميّ الأسرة. فقالت بأنه سيكون من الجهد الضائع الحجاج مع تلك المحكمة أو الاحتجاج على صنعتها القانونية البائسة لأنها لما تخرج سوى للإنتقام من طه. فتلك المحكمة الثأرية، في قول المحكمة العليا في 1986 ، فالتة لم يلجمها دستور أو قانون دون قرارها بشنق طه. وبدلاً عن ذلك انشغلت بمحاكمة آراء المتهم غير عابئة بالدلائل المادية التي بين أيديها. وزادت قائلة أن من سرح مع أقاصي الخيال لم يكن ليتوقع أن التهم السياسية الصريحة التي عرضت أمامها كحجة على طه مما سينتهي بالمحكمة إلى إدانته بالردة. وأنتقدت المحكمة الرئيس نميري الذي أيد الحكم على طه بما زعم أنه بحث مستقل في التهم الموجهة إلى طه. وأخذت عليه أنه تنطع في ما لم يكُلف به أو ما يحسنه بالتورط في همة قضائية وحقوقية ضارة.
    وظهرت الطبيعة الثأرية للقضاة في 1985 حين كشفت المحكمة العليا في 1986 الملابسات التي غير القضاة فيها تهمة طه من إثارة الكراهية ضد الحكومة إلى الردة. وكان محامو الأسرة قد أشاروا إلى أن محكمة الموضوع برئاسة المهلاوى لم تدن طه بالردة. وجاؤوا بدليل من ملف القضية فيه أمر للقاضي أن يدمغ طه بتهمة الردة. وكان المهلاوي قد أدان طه بالردة من غير تصريح بذلك بأمره بالتوبة أو مواجهة حكم بالإعدام لأن الاستتابة لم تكن عقوبة شرعية في السودان وقتها. وبدا أنه اتفق لقضاة الإستئناف إدانة طه بالردة حتى قبل أن تبدأ محكمة الموضوع النظر في القضية. وكانت شديدة النقد لمحكمة المهلاوي لأنها لم تدن طه وبقية المتهمين بالردة بصورة صريحة. ولذا تولت محكمة الإستئناف العليا إتهام طه بالردة قبل تأئيدها لقرار محكمة الموضوع. وكان من بيناتها في حكم الإدانة أرشيف 17 عاماً من محنة طه: حكم 1968 بردته، وفتاو الأزهر ورابطة العالم الإسلامي بطرده من حظيرة الدين.
    عيوب محكمة الإستئناف مما يفوق الحصر. ولكن لفهم هذه العيوب ربما انتفعنا من دراسة الجدل بين الشوكة والأرثوذكسية الذي قام لنحو عقدين على محنة طه. وهو جدل جعل من حكم الردة بحقه في 1968 قابلاً للتنفيذ في 1985. فلا تجد فقهاء القانون يأخذون في احتجاجهم النبيل والمهني على خطايا حكم 1985 بعين الاعتبار تنامي الإسلامية الجامعة المؤسسية التي تقوت بها الإرثوذكسية-المشيخية السودانية. فعبد الله النعيم يرى أن فتاو الأزهر ورابطة العالم الإسلامي اللتين أدانتا طه شهادتا زور تطعن في الحكم الذي استند عليهما. فمن رأيه ألا وزن للفتوى في محكمة للعدالة طالما لم يجر التحصل عليهما بالدليل بإشراف مدع يكفل للمتهمين أو دفاعهم استجواب الخبراء المزعومين من وراء الفتاوي، ويستوثق من أهليتهم للخروج بمثلها، والأسس التي انبنت عليها مزاعمهم بالخبرة.
    ورأينا في ما سبق كيف سعت مشيخية السودان للحصول على هذه الفتاوى في صراعهم المستميت لإدانه طه وإصماته. وبصدورهما من جهتين متأصلتين في العلم الديني ومشهورتين فالفتاوى المستحصلة منهما لم تكن في نظر القضاة أدلة قانونية فحسب بل عناوين على سلامة العقيدة. فطلبت كلتا الفتوتين من حكومة السودان تنفيذ الحكم المعلق بردة طه في 1968. وبلغ من طرب المشيخية بهذه الفتاو أنه لم تخل منهما مذكرة من مذكراتهم. فأرفقوهما مع عريضتهم في عام 1976 للحكومة التي طالبت بزج طه في السجن. علاوة على نشر الخطابين المؤيدين لإعدام طه لنميري من الجهتين في الصفحة الأولى من صحف النظام.
    متى ما اعتبرنا بجدل الأرثوذكسية (صحة العقيدة) والشوكة أخذت محكمة ردة طه في 1985 صورتها الحقيقية كحملة دفتردارية إنتقامية كما وصفتها المحكمة العليا في 1986. وسنهدر وقتاً ثميناً في الطعن في حكمها من زاوية فقه القانون لأنها لم تخرج لتطبق القانون بل أخذته بيدها للثأر من خصم قديم.

    http://www.sudaneseonline.com/board/7/msg/%d9%81%d9%8a-%d8%a...5...-1421902712.html
                  

01-22-2015, 07:50 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: شكرا للوزير الشقيق على اغلاق مركزنا!!

    January 22, 2015

    حيدر احمد خيرالله
    * اخيرا جدا حدثت معجزة القرن وقمة نجاحات الاقصاء. اذ تلقى مركز الاستاذ / محمود محمد طه من وزارة الثقافة والاعلام / من مسجل الجماعات الثقافية ، خطابا يحمل القرار رقم 1 لسنة 2015 موقعا من مولانا اقبال الحسن محجوب واسمه / قرار الغاتسجيل مركز الاستاذ محمود محمد طه الثقافي والسبب، ممارسته انشطة تخالف احكام قانون تنظيم النشاط للجماعات الثقافية القوميةلسنة 1996 ولاحكام نظامه السياسي. واستندت المستشارة الفضلى على المادة 8 من قانون تسجيل الجماعات الثقافية ومنطوقها : يجوز للمسجل العام الغاء تسجيل اي جماعة اذا اقتنع بعد اجراء التحريات اللازمة ان :
    أ/ التسجيل تم بواسطة الغش او بناء على بيانات غير صحيحة.
    ب/ الجماعة قد خالفت احكام هذا القانون او اللوائح او القرارات الصادرة بموجبه او احكام نظامها الاساسي.
    ج/ مجموع عدد اعضائها يقل عن 25. شخص.
    * فاذا علمنا ان المركز مسجل منذ العام 2009 ويؤدي نشاطه، وكان يتم التجديد له سنويا بشكل تلقائي، وهذا الخطاب صدر بتاريخ 15 يناير 2015. ، بينما تم التقديم لطلب التجديد للمركز منذ. ديسمبر العام 2013. وظلت المراجعات والمتابعات على مدى ثلاثة عشر شهرا ، فى الوقت الذي كان بامكان وزارة الثقافة الدفع بهذا الخطاب مباشرة ، مما يجعلنا نضع الاسئلة المشروعة: الا يحق لنا ان نظن ان هذا التاخير متعمد ؟!خاصة انه ليس كل الظن اثم، والقرار لم يوضح كيف خالف المركز احكام القانون واللوائح. او القرارات ! ؟ ومتى تمت هذه المخالفة التي اقتضت هذا القرار العنيف والمجحف كذلك ؟ ولماذا ظلت الاوراق تتنقل من المحلية الى الثقافة الولائية وحتى صدور القرار..الذي احتاج عاما كاملا..
    * عموما ان القرار يجد الاحترام التام ، والمناهضة التامة والادانة التامة ايضا ، فان مركز الاستاذ / محمود عمل بشكل منهجي على نبذ العنف ، فلم يحملوا سلاحا ولم يدعوا لفتنة ، ولم يروعوا مواطنا ، بل جل هم المركز. مواجهة الهوس الديني ورفع راية التوحيد وتقديم الدعوة لطريق محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم لاشاعة روح الاسلام بسماحته وتساميه ، فلامجال لمحاصرة الهوس الديني والتعصب والعنصرية والشحناء والبغضاء التي سادت مجتمعنا ، فهل نقول انه ممايسر وزارة ثقافة الوزير الشقيق الدقير ان تبقى بلادنا فى الظلام والجهل ومشاريع الدعشنة..
    * ان هذا القرار لايعني اغلاق مركز الاستاذ / محمود انما يغلق كل دروب الفكر الحر ، ويطفئ مشاعل النور والاستنارة ، بهذا المعنى ستبقى قضية المركز هى قضية الاحرار حيثما كانوا..وسلام ياااااوطن..

    http://www.sudaneseonline.com/?p=173054http://www.sudaneseonline.com/?p=173054
                  

01-23-2015, 05:59 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    من نافذة الفيسبوك
    Quote: Hamid Yousif · متابعةمتابعة · الأكثر تعليقا · جامعة امدرمان الاهلية
    الاخ عبدالله عثمان تحية طيبة
    في محاضرة ل محمود محمد طه عنوانها الدعوة الإسلامية الجديده (في موقع الفكرة) و من الدقيقة 40 الى 44 يتكلم محمود عمن يتقنون الصلاة و يخشعون فيها و يؤدونها كما كان يؤديها رسول الله
    يقول عنهم ان اجسامهم تصير خفيفة و من السلف الصالح من خف وزنه حتى طار في الهواء و منهم من يمشي فوق الماء

    فهل من بعد وفاة الرسول من وصل هذه المرحلة ؟؟؟ بل هل الرسول صلى الله عليه و سلم وصل هذه المرحلة و مشى فوق الماء و طار في الهواء و هو اعبد و ازهد من مشى على الارض

    نرجوا التعقيب

    كل الشكر وآمل أن اعود فأنا خارج "مرابعي" الآن فمعذرة للتأخير يا استاذ حامد يوسف
                  

01-23-2015, 06:11 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: ما بين محمود ومحمود
    22 يناير 2015 - 11:01


    في ذات اليوم الذي امتلأ فيه استاد الخرطوم بعشاق الفنان الراحل محمود عبد العزيز، منعت السلطات تأبينا لمحمود محمد طه المفكر الجمهوري الذي تم إعدامه قبل ثلاثين عاما من قبل الجنرال نميري.
    محمود عبد العزيز الذي أصبح قبره مزارا.. تم استقبال جثمانه في المطار في مظاهرة بلا مثيل.. غير محمود الآخر الذي لم يعرف له قبر إلى الآن مثله مثل بن لادن والقذافي والإخوة كواشي أخيرا.
    المغني الذي مات شابا لم يمنع أحد أنصاره أن يحيوا ذكراه، ولو بملء الاستاد شبابا.. في حين أن المفكر الإسلامي الذي لم يرحم قاتله شيخوخته قد منع عنه الاحتفال، ولقد شغل المحمودان الناس في حياتهما، وعند موتهما وبعد الممات..
    ومحمود عبد العزيز كان أسطورة بمعنى الكلمة.. لما تجمَّع تحت عباءته مئات الآلاف من الشباب الذين أصبحوا يؤمنون بإشارات انتماء له لم تدرسها الأيام ولا غيبها موت صاحبها.
    إلا أني أرى أن محمود محمد طه تحتاج سيرته وأفكاره إلى مداولة من قبل المثقفين والمفكرين بدون هذا الكبت الذي يمارسه البعض بلا دراية ولا تمحيص.
    وهناك عشرات الرسائل والتسجيلات للشيخ الراحل قد استمعت إليها ولم أجد فيها ما يعيب، بل وبها من الإشارات الكثير، وأظن أن أفكار الدكتور الترابي كانت ستجد ذات حظها لو كان المعلق في مشنقة مايو هو الشيخ الترابي.
    إن ابن رشد والحلاج وابن عربي قد وجدوا ما وجد محمود محمد طه.. وبقاء كتبهم وأفكارهم لم يهدد الدين كما يتوهم المتوهمون، بل إن البرعي السوداني - في تسجيلات البعض وأوراقهم - أشد خطرا على الدين من رسامي (شارلي إيبدو).!!
    يستحق محمود محمد طه أن يجد مساحة لمحاكمة أفكاره بعد ثلاثين عاما من رحيله، ولعل بقاء التعتيم عليها يبقى مقويا لها.
    فما يحفظ لمحمود هو دعوته لتسهيل الزواج، ولقد أظلنا زمان السيرة بالطيارة والشيلة بالدفار.
    وكان يدعو إلى محاربة الختان الفرعوني قبل أن يدهمنا زمان البرلماني حسب الرسول الذي نادي بزواج القاصرات، مدعيا بأن ابنته – يا للمسكينة- ذات الثمانية عشر عاما لها ثلاثة أطفال.
    ضاقت المساحة عن الحديث من راحل آخر في ذات التوقيت هو مصطفى سيد أحمد الذي كانت ذكرى رحيله سابقا فرصة لإظهار عنتريات البعض ممن جعلوه لهم، فلما تركت الحكومة المنع تركوا هم الاحتفال..
    *
    خلاص كبرتي وليك تسعتاشر سنة
    عمر الزهور.. عمر الغرام.. عمر المنى

    http://www.alyoumaltali.com/ray/%D9%87%D8%AA%D8%B4/32865-%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF-%D9%88%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF.htmlhttp://www.alyoumaltali.com/ray/%D9%87%D8%AA%D8%B4/32865-%D9...%85%D9%88%D8%AF.html
                  

01-24-2015, 07:15 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    دكتور مصطفى الجيلي عمر في أقصي الغرب الأمريكي محتفلا بطريقته بهذه الذكرى الجميلة
                  

01-24-2015, 04:12 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: هل التردي في القيم الأخلاقية والسلوك له علاقة مباشره بفشل وعنف الدولة الإسلامية في السودان؟. بقلم: نايله حسن طباعة أرسل إلى صديق



    الجمعة, 23 كانون2/يناير 2015 08:30










    تحليل وتعقيب على ضوء محاضره البروفسيير عبد الله النعيم فى الذكري الثلاثنيه لشهيد الفكر الاستاذ محمود محمد طه التى بثت فى يوم and#1633;and#1640; يناير and#1634;and#1632;and#1633;and#1637;.

    التحيه لشهيد الفكره الاستاذ محمود محمد طه.
    التحيه للبروفسير عبد الله النعيم الذي فى تقديري انه استطاع ان يفتح مسامات فكر الانسان السودانى فيما يختص بالسؤال المحير - كيف يحكم السودان؟ - وفى طرحه تمكن البروفسيير ان يرتدي جلباب الفكر السودانى الإسلامى الواسع الفضفاض الذي وضع اساسه الاستاذ محمود محمد طه بل فصله بما يناسب و يليق مع خط فكره كانسان حر وهذا فى تقديري الشخصى (طبعا).

    فى هذا التحليل والتعقيب البسيط لا اريد ان انقل محاضره البروفسيير برمتها فهى كما تعلمون موجوده فى كل المواقع الاسفيريه كموقع الفكره و الراكوبه و حريات... الخ ولكن عند استماعى للمحاضره استوقفتني محطات وشدت انتباهى بعض النقاط ألتى انا بصددها الان:

    افتتاح المحاضره من قبل البروفيسور الضليع مشيرا بان حديثه خطاب كوكبي مفتوح للبشرية جمعاء موجه للانسان وفكره ولا ينحصر فى مخاطبه الجمهوريين فقط يستحق الاشاده وهنا اهنىء البروفيسور بتوفيقه بكيفيه اختيار مدخل المحاضره الذي فى تقديرى توج وأكد و عضد على مبدأيه الفكر الحر من حيث هو ، الشىء الذي يليق بذكري شهيد الفكره محمود محمد طه.

    اختيار البروفيسور لكيفيه الاحتفال بذكري الشهيد محمود محمد طه والفكر الجمهوري الذي دعى له ، كيف نحتفل؟

    اختار البروفسيير و نادي ودعى ان نحتفل بالقيم والسلوك الانسانى الذي عاش به الاستاذ بدلا من نستشهد و نترحم فقط على ووحه وذكري حدث استشهاده.

    القيم الإنسانيه الحضاريه هى أساس كل تطور حيث تشكل ملامح المجتمعات المتقدمه التى تحترم الإنسان.
    ولهذا فى مقالى هذا سوف ألقى الضوء على اهميه القيم الانسانيه و ضروره تبنيها واعتناقها اذا كان الانسان مسلم او لا.
    وهذا جوهر هذا التحليل و التعقيب على محاضره البروفسيير.
    لماذا؟
    لان المجتمعات التى تحكم بالإسلام كما شهد لنا نموذج الدوله الاسلاميه الموجود فى السودان الان و فشلها المتمثل و المتجسد عيانا بيانا فى تردي السلوك والاخلاق، و فى حاله انعدام التربيه المدنيه و القيم التى تحكم و تقيد المجتمعات الراقيه المتحضره، سوف لا يكون هناك شعب كريم وهنا اذكر الابيات الشهيره ، الامم اخلاق اذا ذهبت اخلاقهم ذهبوا، وهنا اوضح -المجتمعات التى ليس لها قيم انسانيه و قوانين عادله تحكم بها و تتبعها وأعراف اجتماعيه رصينه تليق بالانسان فإنها بالتالي سوف يكون لا دين لها. وان الاديان لا تستطيع ان تربى مجتمعات بالعقيدة وحدها و الأديان لان العقائد لا تملك المؤهلات ولا القدره ولا المؤسسيه لترسيخ القيم الاخلاقيه التى تنادي بها وتصبو لتحقيقها مالم زاملتها موسسات دوله وقوانين تكفل حريه التعبير وموسسات اجتماعيه لتربيه النشى مؤسسات لللاقتصاد و للتنميه و للتعليم والتوعيه واعراف مدنيه ونصوص قانونيه اتفق عليها العالم المتحضر باجمعه ولهذا يحب ان لا تحكم المجتمعات بالاديان لان من لا اخلاق له لا دين له وهذا ماهو موجود الان فى السودان نموذج الدوله الاسلاميه وحين تحكم المجتمعات بالعقيدة فى غياب موسسات الدوله كما يحدث فى السودان و بالاخص فى غياب القضاء المحايد والقوانين العادله التى تستخدم التشريع بشراهه جهل تام التعمد بقصد زل الانسان السودانى و خاصه أزلال المراه الانسان.
    عندما يفقد الانسان قيمه الوازع الاخلاقى ويفقد حريه الفكر و حق التعبير الحر ينغض الانسان على معتقداته الدينيه و يهدم دينه لان ليس له قيم تحده ولا هناك قانون عادل يردعه حتى من الاعتداء على الدين وهكذا يصبح الدين العوبه فى يد الظلاميين فاقدي امانه الفكر و طرحه مثل الترابى و عصابته.
    هذا الاختيار الحصيف الموفق من المفكر البروفسيير استوقفني. النداء بان نتبنى القيم التى تحلى بها الاستاذ فى ممارسه حياته اليوميه نداء مهم و نحن كسودانيين فى الوقت الحالى نحتاج لاعاده تربيه حتى يصبح الانسان السودانى قيم كما كان الاستاذ و جيله ولنلحق بركب الشعوب المتحضره المتقدمه.
    وذكر البروفيسور على سبيل المثال المحافظه على احترام وقت الناس و الإخلاص فى العمل اللتان عرف بهما الاستاذ. استدعى انتباهى حضور هاتين القيمتين انهن من أميز واهم القيم عند المجتمعات المتحضره التى تقيم الانسان ولا يفوتني هنا ان انبه الى ان المجتمعات المتحضره ذات السلوك الحضاري والقيم الإنسانيه التى تتحلى بهذه القيم و تكفل و تضمن حق حريه الفكر و التعبير لا تقتضى ديانه او عقيده لترسيخ هذه القيم و السلوك ولا تقتضى بالتحديد ان تكون مسلمه ولا ان يكون لها عقيده اي كان نوعها فى الأساس كما يعلم كل السودانيين اللذين يعيشون فى المجتمعات الغربيه. وهنا تتجلى عظمه المفكر الشهيد الاستاذ محمود محمد طه وحس سلوكه الحضاري وهنا ايضا تتجلى حقيقه ان الديانات لوحدها لاتصلح لتربيه الامم و الشعوب وما لم يكن هناك معها تربيه مدنيه و ممارسات قانونيه وحتى تطبيق عقوبات رادعه لكنها عادله . نعلم تماما فى المجتمعات المتحضره الغربيه الغير عقائدية عندما لايحترم الموظف مواعيد العمل وحين لا يخلص فى عمله يفقد وظيفته فى التو ويفصل. و النداء لتبنى القيم آلتى عاش عليها الاستاذ قد يكون المدخل المناسب للخوض فى التطرق لمازق حكم الدوله الاسلاميه و قد يكون ايضا المخرج من ورطه حكم التدين و مدارسه المتعددة.
    أكد البروفسيير بالحجه والدليل القاطعين ان تجربه ما يسمى بتطبيق الدوله الاسلاميه الذي سقط فى ايران وباكستان و فى السودان انه ليس فشل تجربه بل هو فشل فكره موضحا ان منهج إمكانية تطبيق الشريعه الاسلاميه فى قانون الدوله الاسلاميه فاشل.
    أعقب واتفق ان الدوله جسم سياسى لا يعتقد ولا يؤمن ولذا وجب حياد الدوله تجاه الدين كما ذكر البروفسيير.
    نبه البروفسيير على ان مفهوم الدوله الاسلاميه مفهوم خاطىء فى حد ذاته من الناحيه الفنيه و فى منتهى الخطوره لانه لا يرتكز على القوانين المطلوبه لقيام اي دوله. و بطبيعه علم القانون اى عمل قانوني يتنافى مع اي عمل دينى حين تكون هنالك قضيه جنائية يحضر القانون الجنائي اللذي هو مغاير لطبيعه قانون الشريعه او القضاء بين المسلمين اللذي يمكن ان يوصف بانه اهلى مدنى.
    هنا لى وقفه:
    تعتبر ألمنظمه العربيه لحقوق الانسان
    تاريخ يوم and#1633;/and#1633;and#1640; انه "يوم حقوق الانسان"
    والكل يعلم عندما ادين الشهيد محمود محمد طه لم تكن هناك ماده فى القانون عن الرده - وهنا منطقيا - تحضر اهميه و ضروره القوانين الإنسانيه العادله آلتى تحكم بها الشعوب - نسبه لغياب قانون الرده حين حوكم الاستاذ الشهيد حرص النظام الإسلاميين العسكري الجاير بقياده القانوني الظلامي حسن الترابي على معالجه الورطة بإدخال الماده and#1633;and#1634;and#1638; فى قانونه الجنائى لسنه and#1633;and#1641;and#1641;and#1633; حيث تنص الماده على الآتى:
    and#1633;-يعد مرتكب جريمه الرده كل مسلم يروج للخروج من مله الاسلام او يجاهر بالخروج عنها بقول صريح او بفعل قاطع الدلاله.
    and#1634;-يستتاب من يرتكب جريمه الرده و يمهل مده تقررها المحكمة فإذا اصر على ردته ولم يكن حديث عهد بالسلام يعاقب بالإعدام
    and#1635;- تسقط عقوبه الرده متى عدل المرتد قبل التنفيذ الكل يعلم ان هذه الماده تتنافى مع ابسط القوانين الإنسانيه عامه و تنتهك المادتين and#1633;and#1640; و and#1633;and#1641; من القانون العالمي لحقوق الانسان خاصه.
    الماده and#1633;and#1640; "لكل شخص إنسان الحق فى حريه الفكر و الوجدان والدين، ويشمل هذا الحق حرييته فى تغيير دينه او معتقده و حريته فى اظهار دينه او معتقده بالتعبد واقامه الشعائر والممارسة و التعليم بمفرده او مع جماعه و امام المُلا او على حده".
    الماده and#1633;and#1641; "ان لكل شخص الحق فى التمتع بحريه الرأي و التعبير"
    فى الماده and#1633;and#1634;and#1638; تتجلى قمه بشاعه العنف البشري الذي يتمثل فى قانون الدوله الاسلاميه هذا.
    الكل يعرف ان هذه الماده لإ علاقه لها بالدِّين كما حاضر البروفسيير بأنها ماده توصف بالتخلف ولا يمكن الدفاع عنها اخلاقيا لانها تتنافى مع الطبيعه الإنسانيه ومع طبيعتها الاقانونيه ولا انسانيه انها ماده ضعيفه فنيا و الدليل على ذالك انها استخدمت من نفس النظام الإسلامى الفاشل لاتهام المشرع الذي صاغها.
    عرف الاستاذ الشهيد محمود محمد طه بانه مسالم مباشر متصالح مع انسانيته و فكره وحتى استشهد هو فى كامل اللطف والانسانيه.

    نايله حسن محمد احمد
    واشنطون دي سى
    الولايات المتحدة الامريكيه
    and#1634;and#1633; يناير and#1634;and#1632;and#1633;and#1637;
    mailto:[email protected]@gmail.com


    نقلا عن سودانايل

    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/34-0-6-8-3-1-6-8/77081-2015-01-23-07-31-26http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/34-0-6...-2015-01-23-07-31-26
                  

01-24-2015, 04:39 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: الشهيد محمود.. الذكري النافعة!!


    الشهيد محمود.. الذكري النافعة!!

    01-24-2015 12:10 PM
    عبدالله مكاوي

    يُحسب للشهيد محمود، إضافة لفضائله التي لا تنقضي عجائبها! أنه منحنا كأمة سودانية، حق التواجد في سجلات الخلود الإنساني، بمداد المواقف العظيمة والثبات علي المبادئ في حدها الأقصي! والذي يثير الغبطة والبهجة في النفوس، في مختلف أرجاء المعمورة وعلي مختلف العصور! خصوصا بعد تقدمه واثقا مطمئنا، ليعانق مشانق العجز والجبن والجور التي ينصبها الطغاة! كآلية وحيدة لمقابلة إحسان وبطولة وكرم النبلاء، وصلابة تمسكهم بالحق والمجاهرة به، مع إزدراء كامل للعواقب وتصغيرهم للبطش والإرهاب!! لأن الطغاة في العادة لا يحتملون مجرد الإختلاف، ناهيك عن الرفض او المواجهة والتحدي(الذي يعني لديهم، الطعن في ذاتهم المقدسة، التي لا تعي سوي الطاعة الذليلة للغير!) عوضا عن إمتلاكهم كل سبل البطش الأعمي! سواء في أفقه المادي( وسائل القوة المادية مضافا إليها أشباه الرجال!) او المعنوي(التجرد من قيم الإنسانية والرجولة والعدل وإحترام الآخر!). وهذا الموقف البطولي في الحقيقة لم يأتِ مصادفة او في لحظة تجلٍ وشجاعة منقطعة النظير رانت عليه في تلك الفترة! ولكنه يأتي في سياق خط إلتزمه الأستاذ محمود، عماده الوضوح والإبتكار والثبات علي الحق، المتأتي بدوره عبر المحاورة والجدال والإشتباك الخلاق بين مصادر المعرفة المتعددة والأخلاق الرفيعة والواقع المعاش(رغما عن تفلته وتعاليه المستمر علي أي إنجاز نظري او تطبيق عملي، ولو في فضاءه العبقري! وقد يكون في هذا سر الحياة وسحر غموضها ودافع إستمراريتها!) بتعبير آخر، دفاعه عن مبادئه وقناعاته، وتحديه في سبيل ذلك للموت كحد أقصي لتجلي الوجود! ومع توافر المبررات والحجج التي تفتح له أبواب النجاة!! علي الأقل من باب الوجود المثمر والإنتاج المبدع، الذي كان يصر علي إتحافنا به، عن طريق قوة البصر ونفاذ البصيرة وملكات الحجة والإقناع والشفافية كقيمة تتكثف فيها كل التعابير الإنسانية الخيرة المجردة! أي كان في إمكانه تفادي المواجهة، وتاليا الموت، بحجة مواصلة دوره التعليمي التثقيفي، وقدرته علي القيام بالمبادرات الجريئة والإقتراحات المبدعة، لفك شفرة قضايا الواقع الشائك والملتبس علي الدوام، من منطلق المعلم الناصح فقط! وهذا حق ومؤكد!! بدليل الدروب التي سلكها والأبواب التي طرقها وتاليا المشروع الذي أنتجه. إضافة الي الحياة المتسقة مع كل ذلك المشروع! أي بقدرما عبر المشروع عن صاحبه عبر صاحبه عن المشروع! أي محمود ومشروعه وجهان لعملة إتساقية واحدة!! والمفارقة أن هذا الإتساق بالتحديد هو ما جعله يواجه جلاده مبتسما شامخا!! ورغما عن بساطته وتجرده من أسباب القوة المادية وتقدمه في العمر! إلا أنه مَثَّل في تلك اللحظة، سطوة الحق وقوة المعرفة وعنفوان المبادئ والقِيَّم! وكيف يمكن لقمر مضئ وشمس وهاجة، أن تهزم جحافل الظلم الديكتاتوري وعتمة قلوب أصحاب المشاريع السياسية المناوئة!! وأن يسجل نفسه بثبات في سجلات الخالدين، الذين مهروا أسماءهم بتقديم الروح سخية وقادة وعطرة برائحة المسك! كقربان للدفاع عن قيم الحق والخير والمعرفة، والرغبة في إسعاد البشرية! أو علي الأقل تخليصها من الشرك الإستبدادي والشلل المعرفي وسجن الروح والجسد في قيود الخرافات والعادات الضارة!!

    ولكن السؤال الهام، هي يمكن أن تتكرر شخصية الأستاذ محمود في السودان او في غيره من البلاد؟! بمعني آخر، ما هي الشروط او الظروف التي سمحت بميلاد أمثال الأستاذ محمود؟! أي هل هنالك عوامل محددة تمنح البشرية نماذج الأستاذ محمود علي الدوام؟! أعتقد أن الأجابة نفسها ليست سهلة او غير متاحة قطعيا! ولكن يمكن المجازفة بالقول، أن هنالك ظروف وبصورة أدق خصال محددة، ساعدت علي إنجاب الأستاذ محمود او إبراز أي عظيم من العظماء علي مدار التاريخ. ومنها تحديدا الذكاء الحاد والنبل والشجاعة وقوة الإرادة ووضوح الرؤية، ويمكن إجمالها في طغيان الوازع الأخلاقي والإستقامة الفكرية في تجليهما الفطري الإنساني السوي! والتوجه بكل هذا المحصول نحو المجتمع الإنساني، بغرض جعل الحياة أكثر تقدما وحرية وإستقرارا وأمان! وغياب أي واحد من هذه الخصال التي يمكن أن تزيد ولكن لا فرصة لنقصانها، او التهاون في إبرازها ولو مع توافرها، أي عدم توافر الظروف وبالأصح الإستعداد الشخصي لإخراجها! هو ما يجعل هذه المرتبة عصية علي الوصول، غير أنها قليلة البروز، علي مدار التاريخ الإنساني! أي سر عظمتها ينبع من ندرتها! ولذلك أصبحت مسألة ظهورها، كما البرق الخاطف الذي يشع في سماء البشرية الملبدة بالغيوم! إلا أنها تعاند البرق، في أن آثارها تظل باقية، تلهم الخيرين علي مواصلة الدرب، ولو بقدرات محدودة، وإستعدادات علي الجود الكثير أقل!

    لذلك تجد دائما وبقصد او بدونه، أن هنالك حالة من المقارنة غير المتكافئة تفرض نفسها، بين شخصيتين وسمتا تاريخنا السياسي الحديث، وتسببت المنافسة غير العادلة بينهما! وبالدقة لعبْ أحدهما في الظلام وإنتهاجه نهج الدسائس وسياسة المكر والمكائد! علي إقصاء الآخر وصولا لتغييبه عن الحياة نفسها! غصبا عن تميزه بالوضوح والجرأة والصدق مع النفس والآخر!؟ وأقصد بالتحديد المقارنة بين الأستاذ محمود والدكتور الترابي! فكأن الثاني عاش فقط، لنقض غزل الأول في مكارم الأخلاق والأفكار والمواقف!! أي بقدر ما عاش الأول بصدق ورغبة في المعرفة والحق وخدمة المواطن ورفعة الوطن. بقدر ما عاش الثاني بمراوغة وإلتواء وتناقض وإلتباس في الأفكار والمواقف والسلوك! وصولا الي إستغلال الوطن وتسخير المواطن لخدمة أغراضه الشخصية، ضاربا بإستقرار الوطن وراحة المواطن عرض الحائط!! وبقدر ما حاول الأول، إستيعاب المنتج الديني، وتاليا تقديم رؤية متحررة من الجمود ومتصالحة مع العصر ومستوعبة لحاجات الجماهير الآنية، وقبل ذلك حافظة لكرامة الإنسان وحقوقه الأساسية. بمعني سعي الأستاذ محمود لتحرير الدين من التسلط والإحتكار، وتاليا المجتمع من الإستغلال! حتي تعود للدين طاقته الروحية ومجده الأخلاقي، وتعود للمجتمع حريته وحيويته وتفاعله الخلاق مع واقعه وعصره. مما يؤدي لإنتهاء التوتر المفتعل بينهما، بسبب الوسطاء والسماسرة والتجار المستفيدين من الإلتباس المصطنع!! في حين نجد الثاني(الدكتور الترابي!) حاول إستغلال الدين وتوظيفه لصالحه، مخاطرا بإفراغه من محتواه القيمي والروحي! وتحويله الي مجرد وسيلة إبتزاز عاطفية موجهة للجمهور اولا! ومجردة للسياسيين المنافسين من سلطة أخلاقية نافذة وفعالة ومتعالية! عبر إحتكار الفضاء القيمي والسياسي ثانيا! والأخطر من ذلك، هو تجريد السياسة ذاتها، من قوة جدليتها وتطورها الطبيعي، من خلال ربطها بحاجات وطاقات الجماهير واحوال عصرها وراهنها. وحق السياسة وواجبها في الإنفتاح وإستيعاب التطورات الحادثة من حولها: ليقوم بتقييدها في سجن التفسير الديني الذاتي الرغبوي، والأسوأ، تفجيره للنزاعات الدينية والفتن العرقية الطائفية، ذات التكوين الحساس والهش والقابل للإنفجار، بدلالة وجودها وإستمرارها وتساكنها المضطرب!! وكل ذلك من أجل الوصول الي السلطة وتاليا إحتكارها كملك عضوض(أي أكثر وسائل الحكم بدائية وإستبداد وفساد!). بتعبير آخر، يقوم مشروع الدكتور السياسي، علي تقديس الأفكار السياسية(متغيرة ومتحركة!) بتفسير ضيق ومصلحي للدين(تأبيد التفسير والتأويل للدين المقدس، وتاليا إحتكار السياسة!) مودي كل ذلك، إستغلال طاقات الدين الروحية وعاطفته الإجتماعية، في الحصول علي مكاسب سياسية، وتؤول للسلطة حصريا! وبالتحديد أضيق معانيها(التسلط!) وفي نفس الوقت نفي المنافس الآخر، والذي يوصف في حال كهذه، بأنه ضد الدين او معادٍ له! حتي ولو كان صاحب رؤية مخالفة للدين ذاته! ناهيك من هو أصلا ضد حشر الدين برحابته في مجاهل السياسة وجحورها! وهو ما يعني عمليا، إغلاق باب الإجتهاد والإبداع السياسي، كسبيل وحيد لتطويرها(السياسة) وترقيتها وتخليصها من الجمود والإستبداد. كقاطرة قادرة بدورها علي قيادة الصراع الإجتماعي الي بر الأمان! كل هذا من ناحية. ومن الناحية المقابلة، يبيح التخلص من الخصوم بكل الوسائل بما فيها القتل! وبتعبير وأضح، عندما يحضر الدين المطلق، في فضاء السياسة العامة النسبي، فهذا مؤشر هام او وصفة جاهزة، لحضور الإستبداد السلطوي ونفي السياسة والحجر علي المجتمع، وتاليا التخلف عن ركب الحضارة والعذاب والشقاء ومنها الي الإندثار!! والمؤكد أن هذه ليست بسياسة، وإضافة الي سهولة كسبها وقلة إبداعها وخطورة طريقها وكارثية نتائجها، فأقل ما يقال عنها أنها خليط من الحيل الإجرامية وسوء الطوية!!

    المهم عاش ومات(قُتل!) الأول، في سبيل تقديم مشروع يتقصد تحرير المواطن، من الجهل والفقر والتخلف والتمسك بالعادة المنافية للعقل والمصلحة! بينما عاش الثاني، بأقصي قواه وآخر قطرات إهدار مروءته، في سبيل خدمة نفسه حصريا، وإشباع كل رغباته الشخصية الأنانية الضيقة! تارة بتوظيف معارفه الحديثة الهشة، وتارة أخري بقراءاته الإنتقائية للموروث الديني بمحمولاته المتناقضة، التي تبيح لكل صاحب غرض أن يمتاح منها ويعب حسب ماعونه ونفسه! وأثبتت التجربة العيانية أن نفس الترابي صغيرة وخربة، يكللها السواد والحقد علي المجتمع وكراهة وإحتقار المنافسين! وتتبع كل السبل والحيل وتتجاهل الأخطاء والمحن، والمؤسف أنها تستمرئ تبريرها ولا تستنكف عن تكراراها! فقط لأجل إشباع تطلعاتها الشهوانية القذرة! او بسبب عنادها ومكابرتها المدمرة! ولو علي حساب الأتباع(الشهداء/الفطائس) والدولة(الإنقلاب علي حكم ديمقراطي هش يحتاج للرعاية، وكان مشاركا فيه مباركا خصائصه متعهدا بحفظه، وهذا فوق أنه ليس بحرب، حتي ينسجم مع تخريجات الخدعة وألاعيب فقه الضرورة!) والإتساق(التناقض المحير الذي يسم تاريخه، وكأنه يتعايش مع عدة شخصيات لأتعرف بعضها إن لم نقل تتعارض مع بعضها!!). وأيضا بقدر ما كان الأول متواضعا ورعا نقيا ذو قبول فطري! بقدر ما كان الثاني متكبرا أنانيا قاسيا منفرا ذو إيحاء شيطاني!! لذلك نجد الأستاذ محمود بشخصه النبيل او بسيرته العطرة، يثير البهجة في النفوس والراحة في الوجدان والمتعة بقربه(مناصريه وأتباعه او معارفه ومعاصريه) او عبر الإستماع والإستمتاع بسيرته وجميل خصاله من قبل الأجيال اللاحقه، الباحثه عن القدوة واليقين الديني والدنيوي!! بينما الثاني يثير الإشمئزاز بتكبره وتناقضه وتعاليه وعدم إحترامه لأ لدينه او مجتمعه او محصوله من المعرفة الحديثة بل حتي سلوكه العام!(هذا وصف وليس تقييم او كره للترابي او تعظيم ومحبة للأستاذ محمود، رغم إستحقاق الأول للكره والثاني للمحبة وإلا فلا داعي ولا معني لمشاعر الحب والكره وهذا مستحيل!!).

    والسير في طريق المقارنات بينهما، قد يحتاج لصفحات إن لم يكن مجلدات، إضافة ألي انه يسبب نوع من الدوار ووجع القلب لشدة التناقض والخلاف!! ولكن الخلاصة، أن الأول مات(قُتل!) بجسده، إلا أن ذكراه وآثاره الإيجابية وجملة فضائله! مازالت باقية بيننا، وستظل تلهم السائرين في درب المعرفة والحق والصالح العام! بينما الثاني عاش بجسده(وحركاته الإستخفافية وضحكاته الإستفزازية) ولكنه مات بمعيار إنتاج القيم الحقيقية والمعارف المفيدة والصالح العام! والأسوأ من ذلك وأضل سبيلا، هو ما أحدثه في الدولة السودانية والمجتمع السوداني من دمار وكوارث، تتضاءل أمامها كوارث الطبيعة وغضبها، ومازال يعدنا وأتباعه(أصدقاء/أعداء) بالمزيد(مرة إصلاح ومرة نقد خجول لا يطاول أسس المشروع الوهمي الإجرامي "شركاء!" ومرات حياد بارد يتمسك بالموضوعية المزيفة ويطعن في ظل الفيل مرتعشا!!) وإذا كان هذا مسلك شيخهم الذي رباهم وتربوا عليه، بل صنعهم به من العدم، فماذا عسانا نتوقع من صلاحهم وإصلاحهم(أولي هم به! وزاده مقصر في تنظيمهم!!) او حيادهم(ولا حول ولا قوة إلا بالله).

    وهنا تبرز نقطة جوهرية تجدر الإشارة إليها، وهي أن المعرفة بالشهيد محمود وتراثه وأخلاقياته ما زالت مقصورة علي النخبة والمهتمين بالشأن السياسي تحديدا، وبعضهم أعداء له ولتاريخه وتراثه! أي ما زالت صورته مشوهة لدي قطاعات كبيرة من الشعب(الذي عاش له وبه او قاسمه همه وإهتماماته!). وفي الحقيقة هذا الأمر بقدر ما ينسحب علي الشهيد محمود والجمهوريين والفكرة الجمهورية! نجده بنفس القدر ينسحب علي رموز وطنية هامة في تاريخنا الحديث، وعلي رأسهم الشاعران المرحومان حميد ومحجوب شريف وكذلك المرحوم الخاتم عدلان وغيرهم الكثير، من رموز الحزب الشيوعي تحديدا! الذين أعطوا ولم يستبقوا شيئا، من طاقتهم ووقتهم وراحة بالهم وأسرهم ومستقبلهم العلمي والوظيفي بل حتي أرواحهم! فقط، من أجل إيمانهم بقضية وطنهم وإخوانهم في الوطن!! ولكن للأسف ما زالت نضالاتهم وأعمالهم الجليلة، تواجه بالجهل والإستنكار والمعرفة المشوهة او الناقصة، والأسوأ الإساءة أحيانا!! من قبل قطاعات عريضة من الشعب، الذي عمل من أجله أولئك القادة والأبطال! بمعني أننا نعاني في السودان، من الجهل المتعمد والتشويه الرسمي والإستنان بمبدأ جزاء سنمار! لكثير من رموزنا وشخصياتنا الهامة والمؤثرة إيجابيا في الحياة العامة، بوعينا او بدونه! وهذا مؤكد قصور جماعي بقدر ما هو قصور فردي، يطال الجمهوريين كما يطال الشيوعيين كما يطال الإعلاميين والنخبة السودانية كأفراد وكيانات! وقبل ذلك يشكل طعن في قيمة المروءة والكرامة الوطنية، والوعي النخبوي غير المبرأ بدوره من التشويه! وفوق ذلك، أن التعريف بهذه الرموز وبمجهوداتها ومواقفها المشرفة، يُمكِّن الجمهور والقاعدة الشعبية من الحكم علي الأعمال والرجال/النساء المتصدين/ات للشأن العام بكثير من الموضوعية والإنصاف!! والأكثر تأكيد من ذلك، أن وعي ومعرفة كهذه سوف تسقط نموذج الترابي ورهطه في الإمتحان!! وتلقائيا النجاة او الرفض المبدئي، لإستيلاءهم الغادر علي السلطة وتجنيهم علي الدين وتسلطهم علي المجتمع ومصادرتهم الفاجرة للفضاء العام!! وفي الحقيقة مسؤولية الأخوان الجمهوريين بالأخص أكبر من ذلك! أي تتخطي ذلك، للخروج من الغيتو(العزلة المجيدة) الإجتماعي/الجمهوري الذي سجنو فيه أنفسهم طويلا! بمعني الخروج من ضيق الفكرة الجمهورية والإجتماع الجمهوري، الي وسع المشروع السياسي المتكامل، الذي ينخرط في الواقع أخذا وعطاءً! أي الإنفصال من تجريد الأفكار والإنفعالات، والتوجه نحو معمعة الأفعال والإحتكاك المباشر بالواقع والقضايا المستجدة والأفكار المستحدثة والتجارب العملية العينية المحلية والعالمية. أي بقدر ما هذا الإحتكاك مفيد للواقع، فهو أكثر إفادة للفكرة الجمهورية ذاتها، وذلك عبر صهرها في نار الواقع المتغير بإستمرار، وتاليا تخليص الفكرة الجمهورية من التهويمات او ما يثبت عدم صلاحيته وفاعليته! ويتم التمسك بما أثبت صدقيته وقابليته للإستمرار والإفادة العامة! لأن الغرض من الأفكار او النظريات هو فهم الواقع وتاليا تغييره للافضل والأصلح. وليس التمسك بالأفكار والأشخاص وتقديسهما، بغض النظر عن أهليتهما وتناسبهما مع معطيات الواقع! لأنه في هذه الحالة، تتحول الأفكار والأشخاص ومنتوجهم وحاصل جهدهم، الي سجون وقيود تغالط الواقع وتتعالي علي النقد! وتتم آليا إعادة سيرة الإستبداد ولو بلباس حضاري او ديني او حداثي! وهذا غير ان هذا المسلك يطعن في تلك المنتوجات نفسها! بإعتبارها بنيت علي منتج قبلها بصورة مباشرة او غير مباشرة، وتجاوزته او كانت أكثر شمولية ومعقولية من سابقتها!! والدليل علي أساس تم تقيمها إن لم تكن مسبوقة بعطاء آخر! أي ما هو معيار القياس؟! مع التأكيد علي أن الأفكار او النظريات او المشاريع لا توجد في الفراغ! لأن الفراغ لا ينتج إلا الفراغ!! والأهم أن الأفكار تكتسب مشروعيتها وصلاحيتها بمدي قدرتها علي إستيعاب الواقع ومن ثم تغييره للأفضل، وإلا فلا مشروعية او صلاحية لها، حتي ولو تلبست الرداء الديني وتوهم أصحابها أن علي أياديهم خلاص البشرية! والأكثر أهمية، أن تتوسل السلمية والرضا العام في حضورها او عند تنزيلها الي أعمال علي الأرض! وبتعبير واضح، الأخوان الجمهوريون مطالبون بما يتعدي الطلب الخجول بتسجيل الحزب، والإختباء خلف الرفض المتوقع من السلطة الغشيمة التي لا يسعها إلا فشلها وجرائمها وفسادها! وذلك عبر الشروع في بناء منظومة حزبية مفتوحة للعامة، وذات برامج سياسية وإقتصادية وتنموية وإجتماعية واضحة ومفصلة. بتعبير آخر، ما رؤية الجمهوريين للإقتصاد في عصرنا الراهن؟ هل هو إقتصاد راسمالي ليبرالي إشتراكي، أم خليط بينهما! أم يكتفوا كالإسلامويين باللجوء الي أساليب التلفيق، وتوهم إمتلاك إقتصاد إسلامي كما يزعمون، أي لم يكتفوا بكلمة موجهات او مبادئ عامة!! وهم كعادتهم يفتئتون بكل جرأة عين، علي مجهودات الآخرين وعرق كدحهم في دروب العلم والأبحاث في الإقتصاد او في غيره! علما بأنها منتجات علمية إبنة بيئات تشجع علي العلم وتحتكم إليه في معظم شئونها، وأولها ترك ما للدين للدين وما للعلم للعلم! أي منتجات ترتكز علي قواعد ومفاهيم مضادة إن لم نقل معادية، لمفاهيم الدولة الدينية التي يرفع لواءها الإسلاميون تماما!! لذلك إعتراف الإسلامويون بمصدرها او أصلها يلغي مشروعهم او مشروعيتهم من أساسها! ويرجعهم الي حقيقتهم المرة، كجماعة منبته او دخيلة علي السياسة كما أنها غريبة عن المزاج الوطني، ومتأخرة عن مفاهيم الدولة الحديثة إن لم نقل معادية لها! ولولا إنتهازيتهم المعهودة، لأفصحوا عن حقيقة دولة الخلافة الداعشية التي تروقهم وتعبر عن ماضويتهم القحة، وأزمة العصر التي يعيشونها، والتي حاولوا ترحيلها الي المجتمع والدولة، لتنج هذا الكم الهائل من الدمار الذي ضربهما معا!! المهم بالرجوع الي الجمهوريين، ما هي التدابير الإقتصادية المناسبة او وسيلة التعامل المجدية، في ظل عولمة الإقتصاد والرساميل العابرة والتداخل بين الداخل والخارج والإقتصادي والسياسي..الخ؟ وقس علي ذلك بقية الحقول السياسية والخدمية التنموية! أي لأبد من وجود حزب كامل القسمات، يتوسل أساليب السياسة وعمل الأحزاب في الديمقراطيات العريقة او الدول الراشدة الناضجة(رغم صعوبة ذلك في تربتنا المحلية إلا أنه ليس مستحيل بدلالة أن تجربة الشهيد محمود في الإضافة الفكرية والممارسة العملية، كانت اكثر صعوبة وأشد إستحالة منها!) وهذا إذا لم يقدم الحزب نموذج أمثل، يتوافق مع مثالية الفكرة الجمهورية وحسن تربية أتباعها. أي تقديم نموذج يرد الإعتبار للسياسة والسياسيين، ويكسبهم ما يستحقونه من إحترام وتقدير، نظير ما يملكونه من مواهب ويبذلونه من تضحيات وأعمال جليلة لخدمة الصالح العام.

    وهذا بدوره يقودنا لقضية أخري لأتقل أهمية عن سابقاتها، ظللت أكررها لدرجة قد تصيب البعض بالملل! وهي ضرورة الخروج من أسر الأفكار الكبيرة والقضايا الكبيرة والأهداف الكبيرة والأمنيات العريضة! مثل قضية إسقاط النظام، او إكراهه علي الإستجابة للحكمة الوطنية، والقطع مع أمراض التسلط السلطوي والفساد المالي والإحتكار السياسي والإقصاء الإجتماعي وإعدام فرص المستقبل وممكناته!! وكذلك قضية تعديل مسار الأحزاب وتقوية أساليب عملها الديمقراطية ومساعدتها علي التخلص من عيوبها واخطاءها بالحسني والعمل الإيجابي والرغبة الصادقة في تطويرها..الخ، وأيضا التنظير الجاد لقضية الحريات العامة والديمقراطية وحقوق الإنسان والتأسيس للحكم الرشيد ودولة الرفاه، كما هي واقع في مجتمعات معاصرة مما يدل علي إمكانية أيجادها او بناءها! ومؤكد أن كل ذلك، يظل الأساس والمبدأ والأولوية او هي حاجات مركزية او جذرية في قلب سيرورة التغيير اوالأمنيات المطلوبة! غير ان كل ذلك لا يمنع خلق خطوط عمل موازية او أعمال عينية مباشرة، من ممكنات عمل الأحزاب والأفراد، وبما يمس عصب الإحتياجات الماسة لبعض القطاعات الأقل قدرة علي إحتمال إنتظار ترف الخلاص! أي المحرومون والمعدمون في ظل واقع لا يرحم! وبتعبير آخر، يظل إسقاط النظام او إجباره علي التغير هو الهدف المركزي، ولكن بموازاة ذلك الهدف إن لم نقل هو واجب لأ يقل أهمية عن إسقاط النظام او علي الأقل يبرر إسقاطه! يجب القيام بأنشطة وتقديم مساعدات عينية او مادية او خبرات مهنية للشريحة الأضعف في المجتمع (إذا تبقت فيه شريحة غير ضعيفة مع إستبعاد الشريحة الإسلاموية المترفة الفاسدة بالطبع!) والتي لا تملك وسائل لمعالجة إشكالاتها بالغة التعقيد(تخيل دولة، أبسط العمليات فيها تكلف عشرات الملايين من الجنيهات، في مجتمع جله لا يملك قوت يومه! وفي بيئة جالبة للأمرض المستعصية، فساد أطعمة ومياه وأدوية وخلافه!)، وذلك ليس منة او إحسان من أحد، ولكنه فرض عين علي الجميع أفراد وجماعات، لأ يسقطه تخاذل السلطة الإنقاذوية عن الإيفاء به! فهي غير معنية به علي كل حال! بل ذلك يؤكده، علي الأقل كتكفير عن ذنب العجز في إسقاط الإنقاذ مسببة المصائب، وتركها تستمتع بدمار البلاد حتي الآن! وبكلام أكثر وضوح، يمكن توظيف مثل ذكر الشهيد محمود، إضافة للتعريف بمآثره والفائدة المعنوية والرمزية الضخمة التي يتم جنيها منها، في قضايا او مشاكل عينية تعاني منها شريحة محددة، وذلك عبر المساهمة في حلها او تخفيف شدة أزمتها. مثلا يمكن للجمهوريين كافراد او كجماعة بصورة خاصة او عبر توظيف علاقاتهم العامة والخاصة في الداخل والخارج، تبني قضية محددة كل عام، كقضية الأبناء فاقدي السند او دار المايقوما، وذلك عبر الإتصال بهم ومعرفة مشاكلهم ووسائل علاجها، وتاليا تبنيها وطرحها علي الراي العام للمشاركة والمساهمة في علاجها، بعد تسليط الأضواء عليها. ونفس الشئ يمكن أن يكون عام آخر، لدار المسنين او مرضي الفشل الكلوي او السرطانات(المكلفة) او المستشفيات والجامعات..الخ! وفي هكذا مسلك، غير النواحي الإيجابية العملية التي يُضفِيِّها علي الذكري، ومسه للجوانب الإنسانية التي تؤكد إنسانية وتحضر الفرد السوداني! فإنه يربط مباشرة بين المواطن ووطنه وإخوته في الوطن! إضافة الي أنه يمنح السياسة والسياسيين والنخبة مزيد من المعارف والخبرات، عبر الإحتكاك الحقيقي بالواقع ومشاكله، ويدفع الطبقة السياسية نحو المزيد من الإيجابية، مما يزيد من ثقتها بنفسها! لتصل مرحلة من الفعل والمعالجات علي مستوي القاعدة والكادحين، يرتفع بها الي إدراج أمر الفعل المنتج والمغير للواقع الي درجة إدراجه كقيمة أساسية في وظيفتها او محور عملها وعلة وجودها! مما يزيد من إحترام السياسيين ورفع الطلب علي السياسة، وتاليا النضوج العام والترقي والنهوض! ولا يمنع المساهمة والمشاركة في ذلك، الإنشغال بمشاركات فعالة في نشاطات وفعاليات أخري. أي تنزيل شعار العمل من أجل الضعفاء وتعديل أحوال المعدمين، غصبا عن الظروف والمعيقات، الإنقاذوية والمادية والزمانية والمكانية، الي أرض الواقع!! ولسان حال الجميع يقول وداعا للسياسة الفوقية والسياسيين الفوقين والنخبة الفوقية! التي تتعالي علي شعبها وقضاياه وإحتياجاته ومقدراته، او تنتظر أوان التغيير بدلا من صناعته وخلقه من جوف العدم ووكر الصعاب!! وطوبي للسياسة المتواضعة والسياسيين المتواضعين والنخبة المتواضعة، الساعية للإنخراط في قضايا الجماهير التحتية، ومقدرة مقدرتها ومنفعلة بإحتياجاتها! أي طوبي لمن يهتدي بالأستاذ الشهيد محمود، وما أسعد من يقترب من روحه المعطاء وقدرته الفذة علي إحتواء الجميع ونصرة الضعفاء بوجه خاص!

    ومن المهم أيضا، المحافظة علي ذكري الأستاذ الشهيد محمود، خالدة في الوجدان والذاكرة الشعبية، كواحد من أهم رموز البشرية، إنتاجا مثمرا وحياة حافلة وفداء! وفي نفس الوقت كشكل إدانة للحكم المستبد والمنافسة غير الشريفة! وذلك عبر التأكيد أولا، علي حرية الإعتقاد والتفكير والتعبير من أجل سلامة الضمير إبتداءً، ولقطع الطريق أمام إتخاذ العقائد الروحية والمطلقات الوجودية، كوسيلة للإرهاب السياسي والتخلص من المنافسين، قبل إساءة إستخدامها وحرفها عن قيمتها الأصلية السامية المبررة لوجودها ثانيا! ولن يتم ذلك إلا بعد إدراج جريمة مقتل الأستاذ محمود السياسية، وإرثه وأخلاقياته ورمزيته الفارعة، ضمن المناهج التعليمية والحياة الثقافية العامة، وكمدخل للتربية التنويرية الديمقراطية، وكرافد لبناء وطنية معافاة، أساسها الحرية وإحترام الآخر، ورد الإعتبار للمواطن الفرد، وتمليكه حقوقه وتلبية إحتياجاته وتهدئة مخاوفه، أي التأسيس لحاضنة وطنية دافئة وشاملة تسكن(تستوعب) الجميع، ويسكن(يرتاح) فيها الكل. وتحويل منزله ومقتنياته الشخصية وسيرته الذاتية، الي متحف قومي! للتزود من نبع القيم الصافي الذي مثله. ولأخذ المزيد من العبر، ووضع الإحتياطات والتدابير الوقائية، لمنع تكرار مثل هذه الجرائم البشعة، التي تمثل أدني درجة الإنحطاط الإنساني! أي مثلها مثل جرائم التمييز العنصري والإعتقال التعسفي و مأساة الهولوكوست ومحاكم التفتيش!! كنقاط سوداء ومأساوية في مسيرة البشرية! وكذلك إطلاق إسم الشهيد محمود علي مراكز التعليم ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان الوطنية او الإقليمية اوالعالمية، وغيرها من مؤسسات العمل المدني. ولأ يقل أهمية عن ذلك، فرض حجر إجتماعي سياسي وطني، علي العقل المدبر لجريمة مقتل الإستاذ محمود(منظومة الإسلام السياسي وعلي رأسها الترابي!!) والأدوات المنفذة(النيل ابوقرون وبدرية سليمان والمرحوم عوض الجيد، ورموز سلطة مايو البغيضة!) وذلك برفض التبريرات والتنصلات والإفتراءات والإعتذارات الواهية التي تصدر عنهم. وهم يراهنون علي تقادم الزمن وتغير الأجيال وضعف الذاكرة الشعبية، ولجوءها العاجز للتسامح الإعتباطي المبني علي العاطفة المضللة! والمجردة من صحوة ومتانة وجوهر الوعي، وفتوحاته النقدية الإحترازية العقابية! الشئ الذي تسبب في إعادة المأساة السودانية في كل مرة وبصورة أكثر كارثية! سواء من قبل الديناصورات السياسية المحتكرة لقيادة الأحزاب! او من قبل المؤسسة العسكرية عبر بعض ضباطها، وفرض جهلهم وقصورهم السياسي! وإصرارهما معا وبمساعدة بعض النخب الأجيرة! علي القبض علي رقبة الدولة السودانية، وكتم أنفاسها وحرمانها من فرصتها في التقدم الي الأمام سياسيا وتنمويا وخدميا وإداريا! وإذاقة شعبها ذل الهوان ومرارة الفشل والإحباط جيلا إثر جيل!! ولذلك لن يتم الصفح عن هؤلاء المجرمين والمتواطئين معهم صمتا او إبتهاجا! إلا بعد الإعتراف الصريح بإرتكاب الجريمة والإعتذار الواضح بصورة لا لجلجلة ومراوغة ودبلوماسية فيها! إضافة الي التأكيد علي عدم الرجوع الي تلك الأساليب الخبيثة في التخلص من الخصوم، مع إعتزال العمل السياسي بطريقة طوعية(كجماعة تذكر ببشاعة الجريمة ودناءة المجرمين!) والقبول بوضع آثار جريمتهم وأدواتها(وثائق أشخاص وشكل المساهمة في الجريمة..الخ) في متحف الأستاذ محمود السابق ذكره! كحق للأجيال اللاحقة في معرفة الحقائق المجردة! حتي تقوم بتقييمها وإختياراتها ببينة ووعي! وأهم من ذلك، لتظل وصمة عار في جبين التاريخ، لأخذ المزيد من العبر والإعتبار(ولا حول ولا قوة إلا بالله). لكل ذلك فالنتفق جميعا، لجعل ذكري الأستاذ الشهيد محمود، دعوة مفتوحة وأصيلة وراسخة للتمسك بالحرية والديمقراطية والتواضع والتصالح مع الصالح العام، والتصدي بصلابة للإستبداد وإحتمالاته وشبهاته وبكل مسمياته وأشكاله وتبريراته المفضية للهلاك الإنساني والفساد السياسي!
    وأخيرا، طوبي للشهيد محمود، الذي منحنا كل هذا السمو والرفعة والشموخ، والذي علمنا الحياة تجربة ومبادئ ومواقف وقيمة إيجابية للفرد والآخر، والذي فتح لنا طاقة فكرية وروحية وعملية، يمكن الولوج عبرها الي المجتمع وقضاياه ومشاكله، مسترشدين بالمعرفة والتواضع والإنفعال والرغبة الخالصة في خدمة الآخر والإيمان العميق بالإنخراط في الشأن العام من مدخل ترقيته وتطويره! شكرا الشهيد محمود، ونسأل الله أن يتقبلك قبولا حسنا، مع الصدقين والشهداء، الذين نجزم أنك كنت في الحياة من زمرتهم، إن لم تكن حامل لواء وفدهم الظافر بإذن الله في الدنياء(ذكري حسنة وصدقات جارية) وفي الآخرة (أجر عظيم وقرب من الله). ودمتم في رعاية الله.

    mailto:[email protected]@yahoo.co

    http://www.sudaneseonline.com/news-action-show-id-180621.htmhttp://www.sudaneseonline.com/news-action-show-id-180621.htm
                  

01-25-2015, 12:01 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    "سعادة الدكتور، من آل البيت"..! ..بقلم: عبد الله الشيخ

    "خط الاستواء
    كل المراكز "الثقافية" التابعة لأهل الموالاة ، بِسم اللهِ ماشاء الله، "شغّالة "، ولن يتوقف نشاطها، أو تعتكر سبيلها ، إجراءات المنع أو الحجر أو المُصادرة..! أما مراكز التثقيف، مثل مركز الدراسات السودانية، و مركز الخاتم عدلان ، و مركز دراسات المرأة، و، و ، وغيرها من مراكز التنوير المعرِفي الحقيقية ، فقد تم إغلاقها وصودرت محتوياتها،واحداً بعد الآخر، وفق قانون "التوالي" ساري المفعول..!
    فالخرطوم، التي يُفترض فيها أن تستجيب عُنوةً،لرغبة رسمية في ممارسة السياسة "إقتراعاً وإنتخاباً" في أبريل القادم،، هذه الخرطوم،"التي آمنت، أو أسلمت بعد الثورة "، يغلقون فيها مركز الاستاذ محمود محمد طه، بحجة مخالفته للقانون و"ممارسته السياسة"..! ولا تتوقف الدّعشنة الرسمية عند هذا الحدّ، بل تدين الإرهاب، وفي نفس الوقت تُطلق العنان للسلفي عبد الكريم ، وعبد الحي ، وآخرين، مروراً بالطيب زين العابدين،، ثم لا تنسى "الحوايثة"، ذوي الجلابيب السوداء، المأمورون بالإنزواء "تقيّةً" من غضب أهل الخليج، وخشيةً من ململة "أهل السنّة والجماعة" داخل الكيان..!
    الدكتور الطيب زين العابدين، يستطيع أن يتعايش مع كافة هذه التناقضات، و يمتلك مركزاً ثقافياً لم يتعرّض طوال تاريخه، لمثل هذا التّعسُّف بموجب "المادة الثامنة " من قانون عمل الجمعيات الطوعية، التي تُستَغل من أجل تكميم صوت الآخر.. وكون أن مركز الطيب زين، لا يتعرّض لهكذا إجراءات، فالسبب بسيط، هو أن "سعادة الدكتور، من آل البيت"، وهو قادِر دوماً، على "القَشْرة " بكلمة أو كلمتين، عن مشروعه الاصلاحي،الذي يتضمّن "إعترافه بالآخر"، وعن عقيدته الخالصة نحو "ديمقراطية راشدة فى مجال الإدارة والحُكم"..!
    بهذه " القَشْرة" تنبهل علية موارد الدعم "الأجنبي، والاقليمي ، والدّاخِلي"،، و جميعها غير منظور لمجتمعنا المدني !،خاصة ذلك الدعم الذي يأتيه "من بين يديه "، تقديراً لمجاهداته في "رفع الحَرَج" عن نظامه الإسلامي، الذي يريد تصحيح مساره..!
    والطيب زين، ليس وحده فى هذا المضمار، فمثله غازي،،و مثله الصّحفي محمد "....."، ودونهما حسين صاحب الرِّداء الأسود، والتمنطق بشواهي الكلام، "كأنه يأكلُ مزّةً من زيتونٍ" ، أنتجته عبقرية الإنقاذ في مشروع سُندس الزراعي..! ونعود الى نافلة القول، فالذي يدّعي أنه قد تخلى نهائياً عن أيدلوجية الإقصاء، مطلوبٌ منه ــ موضوعياً وعملياً ــ أن يتباعد، ولو قليلاً ، عن "بقرته الحلوب التى تساوي وزنها ذهباً"، والتي من عوائدها، أنّها تعادي من يعاديه، وتغلق كافة مراكز التوعية،عدا المركز الذي هو فيه ، أو على شاكلته..! فليسأل هذا المستنير روحه الانقاذي: كيف هو الوحيد، الذي يعلو صوته، وتُنشر مأثوراته..!! والى أي مدى تستطيع تلك "القريحة النّاصحة" احتمال رسالة العدل السماوية، بتصدير جملة واحدة مضيئة ، عن رد الحقوق " لأهليها على عجلٍ"..؟! ولكأنك يا سيدي لا تعرف غير توصيف الموصوف..أن تقول لنا، أنّهم "يأكلون ناقة الله وسقياها"..!فهذا مُستدرَك، وأهل السودان لا ينقصهم توصيف الموصوف، بل يحتاجون الى التعاهد على أُطروحة عدلية لمعالجة بشاعة التخريب وانصاف ضحايا التقتيل والتشريد والعسف الذي جرى..! و لنفترض أن الدكتور، قد تطوّع ناشطاً منتمياً ، داخل منظمات المجتمع المدني، فهو بهذه الصِّفة الحضارية، يغدو رفيقاً أو زميلاً ، للناشطين الذين أُغِلقت مراكزهم وصودرت محتوياتها.. فهل لدي الدكتور ،أية رغبة أو قُدرة، كي يدافع عن رفاقه وزملاءه فى ذلك الكار..!؟ و ما هو برنامجه الاصلاحي، إن لم يكن يريد تطبيق تطبيق "الشريعة" فينا، بل ما هو الجديد،الذي يمكن أن يطرحه، ولم يطرحه الشيخ الرئيس،حسن الترابي..؟!

    نقلا عن سودانايل
    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/34-0-6-8-3-1-6-8/77144-q----qhttp://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/34-0-6...3-1-6-8/77144-q----q-
                  

01-25-2015, 12:39 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)


    الأستاذ محمود محمد طه: أوبوسعهم حجب الشمس؟ لا!! ولا كرامة!!
    الأستاذ محمود محمد طه: أوبوسعهم حجب الشمس؟ لا!! ولا كرامة!!
    01-25-2015 01:55 PM
    mailto:[email protected]@gmail.com

    درج نظام الأخوان المسلمين،كل عام، على تعويق الإحتفالات بالذكرى المجيدة لوقفة الأستاذ محمود محمد طه البطولية. أنهم قوم لا يتعلمون شيئا ولا ينسون شيئا. لقد ظلوا ولعقود، يمارسون ذات الأساليب البائسة، ثم لا يكون مردودها الا خيرا، وبركة على حركة الجمهوريين. مع ذلك لا يرعوي هذا التنظيم، البئيس، ذلك لأن قد مات فيهم الحس فلم يعودوا يعون أن كل تجربة لا تورث حكمة تكرر نفسها.
    حقيقة، فإنهم، وجهات كثيرة تشبههم، ما غادروا من كبيرة، ولا صغيرة من حيل التآمر والإقصاء الا ومارسوها، وكانت النتيجة دائما خسرانا مبينا لهم.
    دعني أمر بك، عزيزي القاريء، سريعا، على نماذج قليلة جدا من ذلك، مما قد لا تجده حتى ولا في مضابط الشرطة ولا صفحات الصحف من حيل الغدر وأحابيل المنع.
    جآء مالك بن نبي للسودان وحاول الجمهوريون مقابلته وحيل بينهم وبين ذلك. من من الناس الآن يعرف ماذا يقول مالك بن نبي؟ .. الشئون الدينية وسدنتها يدعون لمؤتمر عالمي للدعوة الإسلامية بالسودان... ضيوفهم ينزلون الخرطوم ويسأل بعضهم عن رجل اسمه "محمود طه"، تقوم السلطات، بكل السبل، لحجبهم عن لقياه وحتى كتبه التي تلقفوها تُنتزع من ايديهم، هؤلاء الضيوف، وتُمزق!! من من الناس الآن يذكر ذلك المؤتمر أو حتى مقرراته ... تفتح الصحف صفحاتها لكل من هب ودب ليسيئ للجمهورريين، وعندما يطالب الجمهوريون بحقهم الأدبي المعروف في العرف الصحفي للرد يقول لهم أمثال فضل الله محمد لا نستطيع ذلك... قليل جدا من الناس، أقل من القليل، يسمعون الآن بشاعر يغني له محمد الأمين وسيأتي تاريخ قريب لا يكاد يتذكره فيه أحد ولكن تتسع المعرفة بالأستاذ محمود كل صباح جديد.
    كل أساليب العنف البدني واللفظي، حتى مع موتى الجمهوريين، مارسها ضدهم خصومهم... جنازة لهم تخرج فيها النسوة فتنبري منابر مساجد ود مدني بالشتم والسب، لا تفرق بين حي ولا ميت... أكثر من ذلك، يفقد الجمهوريون عزيزا لهم في حادث حركة قريبا من الدويم.. الطبيب المناوب، د. صلاح علي* يرفض استخراج شهادة وفاة لأن هؤلاء "جمهوريين"!!! ورهينة آخر يعتقلونه في كوبر، أحمد دالي، يرفض طبيب السلاح الطبي د. المشرّف أن يعالجه لأن دالي هذا خارج من الملة!!
    قصص لا تخطر على بال... أحدهم يقف خطيبا في مسجد في كوستي فيمنعونه فلما يتسآل أليس هذا بيت الله، يقول له كبيرهم، حسن كركاب: لا!! دة جامع الدناقلة يا شيه!! ...
    أحدهم يرزق بطفل يسميه محمودا، تنبري الأسرة رافضة لهذا الإسم ،جملة وتفصيلا، ثم تقبل على مضض. يأتي الطفل الثاني فيسميه محمدا. تزداد وتيرة الرفض!! يسأل: يا أخوانا دة اسم النبي فيجيبون عليه: لا!! ما هذا قصدت.. تريد أن تنجب ثالثا فتسميه طه!!!
    أحد أقربائي عامل بسيط، تصادف أن اسمه محمد طه، رزق أبنا فأسماه محمود... سارت الأمور طيبة حتى أراد تسجيله في المدرسة وقد تتخيلون ما حدث له من معاكسات.
    المخابرات المصرية، في أكتوبر 1958، تعتقل سودانيا أسمه محمد طه الفكي* وتحقق معه على أساس أنه محمود محمد طه.. ما الذي يجعل المخابرات المصرية تتعقب محمودا، ومحمود لم يفعل أكثر من أن كتب خطابا، يتيما، من صفحة واحدة لنجيب وخطابان آخران مثله لناصر؟! كتب عن "المستعمرات" المصرية في جبل أولياء وملكال وعن أستاذية المصريين علينا وغير ذلك.. ولكن كل هذا كان بقلم وقرطاس، فلماذا لا يردون عليه بقلم وقرطاس بدلا عن أن يتعقبونه بالمخابرات ثم يقفون خلف كل المؤامرات لتصفيته؟!
    عادل السنوسي، معلم فنون بشندي الثانوية، سرّه أن قد ذهب نظام النميري.. يتذكر تضحيات الأستاذ محمود محمد طه فيقترح، بعد الإنتفاضة، أن يُطلق أسم الأستاذ على فصل في المدرسة... ما زادوا على ان نظروا اليه شذرا!!
    مع هذا، وغير هذا كثير، ألتمس عزيزي القاريء، أن أحدثكم قليلا عن كيف أننا، بعض معشر الجمهوريين، كيف تسللنا من عيوبهم الى سوح الأستاذ محمود محمد طه... حسنا، فلأبدأ بنفسي... العم تحوطه هالة من التقدير يصعب وصفها، ذلك لكونه يحفظ القرآن ثم أنه حاصل على ماجستير.. نحس بزهو لا ضريب له لمجّرد جلوسنا بقربه... حواسنا كلها حنجرة تكاد تهتف: هذا عمي!! ... يجيئه رجل من علية قوم المدينة.. أراهما "يوضبان عكازيهما" وحماسة طاغية "اليوم الدين منصور".. أخرج معهما وللحماسة أزيز وأنا من "غُزية" .. في النادي المجاور أرى رجلا له حضور عجيب.. أنا أبن العاشرة بالكاد، أو تزيد قليلا، يغمرني ذلكم الحضور الباهر بصورة لا أجد منها فكاكا.. نظرة، وأخرى اليه فألفيتني "أتحلل" من "غزيتي" تماما، ثم أني لا أدري بعد ماذا يقول!! ... سنوات قلائل تمضي فإذ بي "فاعل" في سوح ذا الحضور هذا.
    رجل بسيط نقلته وظيفته لمدينة أقليمية. ذات سيناريو مكة يتكرر "سيفسد علينا غلماننا"!! .. دعوه لي، قال كبيرهم.... أستدرجه وأخذه بعربته لخلاء بعيد وتركه علّ تنوشه الذئاب أو يقتله العطش... يعود المُبعد هذا للمدينة ولا يزيد على أن يدعو الله أن يخرج من أصلابهم من يعمل لهذه الدعوة ... سنوات قليلة وأبن كبير تلكم المدينة يتزوج حفيدة الأستاذ محمود محمد طه ويلحق به شقيقه.
    عوض الهادي النور آدم يحكي ... أعيش في قرية على هامش التاريخ .. لا تكاد تسمع فيها نأمة ... يحل علينا قوم لا أرى غير الجمال في محياهم ... أظل أنظر اليهم ريثما ينادونني لحمل الإكرام لهم، بين هذا وذاك، هم يتحدّثون ... لا أفهم شيئا مما يقولون ولكن عيناي لا تمتلئان من النظر اليهم.. دخلت لآتيهم بشاي.. وصينية الشاي في يدي، أراهم وقد ركبوا سيارتهم.. أصرخ منزعجا: يعني إنتو ما قاعدين معانا .. يقولون: علينا أن نذهب ... ألتفت لأقرب يد حولي، أسلمها صينية الشاي تلك و"انط" في البكسي: معاكم معاكم!!!
    حسين حسن حامد جبرالدار .. يسألونه، في تحقيق رسمي، بمكاتب الأمن: اللماك على الناس ديل شنو؟.. يحكي لنا: قلت ليهم شوفوا!! أنا لا بعرف رسالة أولى لا رسالة تانية!! أنا الجابني للأستاذ دة السيد علي!! .. جابك كيف؟ .... جابني كييييف!! سألتوني... أنا أبوي خليفة ختمية وأمي ذاتها خليفة ختمية.. ما لحقت السيد علي .. بقيت اشوفو في المنام ... يا سيدي أنا في حواك.. أديني الطريق ... طريقك ما عندي ... تتكرر ... طريقك عند محمود محمد طه ... عشرين سنة أنا جار محمود لا بعرفو لا سمعت بيهو.. يجينا وليد ينزل معانا يتأخر بعد المذاكرة... يا ولد بتتأخر وين ... بغشى محمود محمد طه... بممممم!! وين؟؟!! جيتو... شفتو .. ياهو زولي!! ياهو زولي!!... وحاتكم مما شفتو تاني لا عرفت دة ولا دة ... هو وبس!!
    قد أظل أحكي لكم مئات القصص مثل هذه، من ميسون التجاني وحتى عبدالله ابوشيبة، حتى الشريف محمد أحمد البيتي ولكن، لا بد ان أكفكف موضوعي هذا "مبشرا" الأخوان المسلمين وأضرابهم أن قد لا نزال وسنظل نتسلل من عيوبكم، ولا يفوتني كذلك أن أطمئن الأستاذ عادل السنوسي أن ثق أن سيأتي زمان، طال بنا أو قصُر، فما تكاد ترى قصر باليه في الأوزبكستان الا وأسمه ماخمود وما نزلت اسطمبول الا عبر مطار ماهمود... ستضج ضفتا الأطلسي بأطفال من كل لون وأسمائهم ما بين ماكمود ومحمودة... أحلم، وأرى أن ذلك جدير بالتحقيق، أراك وأنت تطوف "المحمودية" ما بين باب شريف وذو الجحفة وكواعب حجازيات يطفن بسيارتهن على متناثر المقاهي ... أكاد ارى أنه ما أعتلت جباه الهنديات نقطة حمراء الا وأشتققن لها من اسم محمود اسما ولا ارتضت صحروايات شنقيط لثيابهن اسما غيره.. ستراهم، مامود، أبنوسيون، كثر، طوال ،"قيافة"، يوزعون صحف الصباح المجانية والأزاهير في قطارات نيروبي الباكرة وستسر أنت يا سنوسي وأنت تعود تدرس الفنون في شندي الثانوية وما امامك الا محمود اول ومحمود ثان ومحيمود ومحمودون...
    سيأتون... طال بالناس زمان او قَصُر....

    • صلاح علي: كادر أخواني معروف في جامعة خرطوم السبعينات... توفي، عليه الرحمة، في حادث حركة في طريقه للدويم
    • قصة محمد طه الفكي هذه تجيب بوضوح على السؤال الذي يؤرق كل الأمة: لماذا تهزمنا اسرائيل وهي دولة صغيرة!! فإذا كانت مخابرات دولة مثل مصر لا تفرق بين محمود محمد طه ومحمد طه الفكي فماذا تتوقعون منها ولها غير الهزيمة؟! .. كذلك توّضح بجلاء استخفاف المصريين بالسودان وعدم معرفتهم له، فلا تزال القضارف، في اعلامهم، هي الجداريف، ولا يزال سوار الدهب، عندهم، ثوار الذهب وأموضرمان هي عاصمة "قنوب الوادي الشقيق"!!

    الأستاذ محمود محمد طه: أوبوسعهم حجب الشمس؟ لا!! ولا كرامة!! (نقلا عن الراكوبة)الأستاذ محمود محمد طه: أوبوسعهم حجب الشمس؟ لا!! ولا كرامة!! (نقلا عن الراكوبة)
                  

01-26-2015, 09:30 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: قلوبنا معك ، الاب : فيلو ثاوث فرج

    01-26-2015 10:19 AM

    *طائفة الاخوة الاقباط التي وسمت النسيج الديني والإجتماعي بميسمها الملئ بالتسامح والمحبة، فظلوا علامة بارزة في المجتمع السوداني، فكان حضورهم المميز، في الصدق تجاريا، والإتقان صناعيا، والتميز قانونيا، وحسن خلق رفيع، فماعرفنا فتنة طائفية، ولاتمزق نسيجنا الاجتماعي، وكان السودان هو المساحة السمحة بالتسامح.. فانجبوا لنا هنري رياض سكلا، وجوزيف سليمان، وابيب سمعان وانور درياس ونبيل اديب والسيدة جانيت ابيب، ونبيل غالي وباسيلي بشارة، وجوزيف يعقوب وامال مينا ود. تادرس سمعان..وجريس اسعد ، والدكتور / وديع حبشي، والدكتور وهيب سدرة، فكان السودان هو السودان الذى يضمنا جميعا ويحتملنا جميعا..
    * فلقد كتب الدكتور فرج حديث الاربعاء على صحيفة الجريدةودعوة محبة بالايام، وفكرة روحية بصحيفة الحرة، وسودانويات بالسوداني، والسودان زمان بالوطن واطروحات سودانية بآخر لحظة، واحلام اقتصادية بايلاف الاقتصادية وحديث السبت بالاهرام اليوم، ورفد قلمه الملئ بالمعرفة العديد من المؤلفات منها على سبيل المثال : المسيحية في عيون المسلمين، وحدةالايقونات، ولوحات فنية، ومواقف تاريخية ودراسات قبطية ، وسبعون مقالا عن الملائكة ، وخواطر قلم ،ومساحات الود والاحترام بين المسيحية والاسلام ،والنوبة ملوكا وشعبا والنوبة وطن الذهب ، والسودانوية ، والسودان ابو الدنيا..والعديد من المؤلفات التي تجاوزت الثلاين مؤلفا..هذا النتاج الكبير من العصارة الفكرية جعلت الاب الدكتور فيلو ساوث يتبوأ مكانا عليا في قلوب اهل السودان ،
    *فالذي ينظر مجرد نظرة عابرة للتعايش الديني في بلادنا، لن تتجاوز نظرته اسم وهمة واخلاص الاب القمص / فيلو ساوث فرج ، هذا الرجل الذي يحمل بداخله كما كبيرا من الشخصيات، فهو الراعي الكنسي، والكاتب الصحفي، الذي يتابع كتاباته المدهشة عدداهائلا من القراء الذين ظلوا من معجبيه سنوات عدة، والمصلح الاجتماعي والمؤرخ السوداني، وود البلد.. فماكان من هم وطني الا وكان الدكتور الاب فيلو ساوث حضورا انيقا فيه، كمواطن ، وكاتب وصحفي ومؤرخ ورجل دين، ومصلح دنيا الناس.. فلقد
    *والان يستشفي الاب القمص بالاردن بعد اجرائه عملية جراحية ، ولقد ظل احبابه واتباعه ومحبيه وعارفيه من كل السودانيين بلاتمييز ديني او طائفي متضرعين للعلي القدير ان يسبغ نعمته تعالى على الرجل الذي عاش عمره للناس بلاتمييز ، وقد عمل دائما حاملا للواء السودان قبل الطائفة ، والانسان قبل العقائد ، ومشعلا لقناديل المحبة ومترفعا عن الصغائر علت اودنت ، يسوعي الانتماء رباني الجوانح ، سوداني الهوى ..ابونا القمص شفاك الله شفاء لايغادرسقما ، وحفظك بحفظه ورعاك برعايته واعادك الينا موفور الصحة ومرجو فينا ابدا واجهة قوم وحلال شبك ، ووحدة شعب وتعايش اديان ،،قلوبنا معك ..وسلام ياااااوطن..
    سلام يا
    الدقير يصرح (وصول اجهزة متطورة لحجب( الفيس والواتساب) في السودان !!
    الوزير الشقيق اغلق مركز الاستاذ محمود محمد طه ليتحمل لعنة الوعي وسبة التاريخ ، والان يبشر بحجب الفيس والواتس ، وغدا ينصب اميرا داعشيا لامارة (سوداستان ).. وسلام يا
    الجريدة الاثنين 26/1/2015


    نقلا عن الراكوبة
    http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-57865.htmhttp://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-57865.htm
                  

01-26-2015, 09:47 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    كتب د. محمد محمد الأمين عبدالرازق أن قوات الأمن طافت على الصحف في يوم 17 يناير طالبة منها عدم نشر اي مادة عن الأستاذ تزامنا مع الذكرى في 18 يناير وقد ألغت صحيفة "الوطن" نشر ملف كامل كانت تعده للذكرى ... الخ ....
    ====
    واضح أن عدد كبير من الصحف والصحفيين لا يحترمون قرارات الأمن هذه بدليل تواتر النشر (بعد ذلك التاريخ) في غياب الرقيب
    ستظل ذكراه عالية
    ===
    كتب الطيب مصطفى اليوم في صحيفة "الصيحة" مقالا عن الترابي ينتقده فيه في فتاواه الأخيرة وكعادة الطيب - وهو مشغول بأمر الأستاذ - ما زايل مكانه حتى تحدّث حديثا ممجوجا عن الصلاة وأورد فيه ذكر الأستاذ
    راجع الصورة
    tmustafa.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

01-26-2015, 09:56 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    ومثال آخر الزومة
    zoo.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
    zoo1.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

01-26-2015, 10:47 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: و يخشعون فيها و يؤدونها كما كان يؤديها رسول الله .... يقول عنهم ان اجسامهم تصير خفيفة و من السلف الصالح من خف وزنه حتى طار في الهواء و منهم من يمشي فوق الماء

    آسف أني انشغلت جدا يا أستاذ حامد يوسف ولا زلت
    في عجالة يمكنني القول أن الكرامات أمر ثابت وع ذلك فإن الأستاذ محمود يقول بأن هذا عصر العلم ويقول عن الكرامات أنها "حيض الأولياء" اي هم لا يحبذونها
    كل الشكر على السؤال والمرور
                  

01-26-2015, 10:54 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    الإسلاميون والهوية السودانية: اصطدام الظلام بالضوء .. بقلم: صلاح شعيب
    الإثنين, 26 كانون2/يناير 2015

    ظلت مساهمات الأكاديميين، والكتاب، من نخب الحركة الإسلامية في حقل الدراسات السودانية ضئيلة جداً بالمقارنة مع مساهمات مواطنيهم اليساريين، والليبراليين، والمستقلين. وربما يشمل أمر الضآلة البحثية اليمين الديني عموما، ولا يملك إلا محاولات فردية لم تتراكم، أو تصبح تيارا مؤثرا يعتد به. لا يوجد هناك تفسير بحثي منشور لهذا القصور الحزبي الذي انعكس على فهم الإسلاميين، واليمينيين، لمكونات البلاد الثقافية. وهذا التفسير، سواء كان يعبر عن وجهة نظر الإسلاميين أنفسهم، أو تيارات سياسية أخرى، إنما هو ضروري لربط الفشل الإسلاموي في السلطة بقلة زاد الحاكمين المعرفي بمكونات البلاد الثقافية.
    ولكن لا بد أن المسؤولية غير محملة بكاملها على هؤلاء الأكاديميين، والنخبة، التي استلبها تماماً المنظور المصري الإسلاموي ذو الأهداف الكوكبية. فكثيراً ما يكمن الخطأ في التجارب الإنسانية خارج طاقة حيلة البشر. ولذلك كانت إمكانية الإسلاميين الذاتية أقل من أن تتخير موقفا نقديا من النظرية الأيديولوجية التي أخذت بتلابيب عقلهم، وحرمتهم من مراجعتها، وأهدرت طاقاتهم في التجريب السياسي، والثقافي، والاقتصادي.
    طوال ثلاثة عقود، تقريبا، قضيناها ناشطين في رصد اتجاهات التفكير داخل الحقل الثقافي من خلال مهنة الصحافة لمسنا أن الاهتمام بالحفريات التاريخية للسودان القديم، وحتى الحديث، وبحث تطورات الحراك السوداني في مجالات العمل السياسي، والنقابي، والأدبي، والاجتماعي، والعسكري، والفني، والاقتصادي، والخدمة المدنية، وغيرها، محصور لنخب غير إسلامية في غالبها. أيضا لمسنا غيابا تاما لمبدعين إسلاميين في الإبداع الأدبي، والفني، إذ لا يتماشى حجمهم الصغير في المجال مع حجم المثابرين منهم في العمل السياسي الحركي الفائق للتنظيم. حدث هذا برغم أن الإسلام السياسي يدعي الانشغال بالتغيير الديني بمرجعية فكرية، لحمتها، وسداتها، تنظيرات المودودي، وسيد قطب، وحسن البنا، ولاحقا خالد محمد خالد.
    وربما يمكن القول إن حركة البلاد الأكاديمية، والثقافية، والفنية، ظلت تاريخيا حقلا محتكرا لليسار، والليبراليين، والمستقلين، إن لم تكن منطقة مقفولة لهم. فمعظم الدراسات الجامعة، والمعالجة، لتراث الثقافات المحلية، ومعطيات الإبداع الأدبي، بشقيه الفصيح، والعامي، والتشكيلي، والمسرحي، والنقدي، والموسيقي، والغنائي، خلت من مساهمات معدودة، أو قل متميزة، لأفراد إسلامويين. ولعل أكثر تركيز نخب الحركة الإسلامية الكاتبين من الأكاديميين، وغير الأكاديميين، كان على مستوى الاتباع لا الابتداع. ولا خلاف حول أن "الإبداع الاتباعي" اليساري، واليميني، على حد سواء أنتج مبدعين مهرة في مجاراة الذين وضعوا الشكل الأول للجنس الأدبي. وهؤلاء الاتباعيون لهم إضافاتهم الملهمة في إطار التعبير عن المضمون مع الإذعان التام للشكل الفني.
    ولكن مبدعي الابتداع هم الذين يشكلون إضافات جوهرية يكون لها تأثيرها المفارق في أجيال، وأجيال. إذ هم يحدثون نقلة حيوية داخل الحقل الفني، ويخلقون شكلا من الجدل المستمر الذي هو سمة الإبداع الخلاق، وإكسيره الذي يعرف به.
    • الفرضية الأولى التي ترفع اللوم عن الإسلاميين في تقصيرهم في الإبداع السوداني المميز هي أن الحركة الإسلامية بمفهومها الحديث لم تتبلور في امتداداتها القاعدية إلا تالية لحركة اليسار، والأحزاب التقليدية. ولعل ثورة أكتوبر تؤرخ كمرحلة فارقة في العمل الإسلاموي، إذ دخل أفرادها في مناحي النشاط الإعلامي، والاجتماعي، وتوظفوا في الخدمة المدنية. وظل البحث الأساسي لهذه الكوادر هو إيجاد موطئ قدم في مجالات الحراك السياسي كمدخل لبقية المناشط، أكثر من البحث عن إضافات إبداعية. بينما كانت الحركة الثقافية السودانية التي بذرت بذورها في مطلع القرن العشرين قامت على التأثر مدرسيا بحركة الثقافة المصرية، مع الأخذ في الاعتبار تواصلها مع روافد أجنبية تظهر في إنتاج بعض مبدعين، ولا تختفي كلية. ولاحقا تبلورت فاعلية الحركة الإسلامية في العمل الاقتصادي بعد المصالحة مع نظام مايو. وعندها فقط نهض الاهتمام بالسؤال "الثقافي السوداني" من خلال تجارب إعلامية لم تواز تجارب الحركة الدعوية الدينية. نقول ذلك، وفي ذهننا اعتداء طلاب الحركة الإسلامية بجامعة الخرطوم بقيادة عبد الرحيم علي، وقطبي المهدي، والصحفي عبد الرحمن إبراهيم، أب زرد، على عرض "رقصة العجكو" والذي يوضح إلى أي مدى عجزت الحيلة التنظيمية للطلاب الإسلاميين عن الرد إبداعيا بدلا من اتخاذ وسيلة العنف كحل لشؤون العمل الفني. ومثل ذلك الاعتداء بداية لدخول موجة العنف في مدارج العلم. ولم يسلم طلبة، وطالبات، التنظيمات من الاعتداء عليهم في ساحات الحوار الفكري. بل إن الأساتذة في الجامعة لحقتهم سياط عذاب من طلبتهم الاسلامويين، ومن بين المعتدين من هم قد صاروا منظرين للنظام، ويقومون بالتخطيط التربوي، وبعضهم أصبح من السفراء المممثلين للسودان المهيض الجناح.
    • الفرضية الثانية هي أن إستراتيجية مشروع الإسلام السياسي ظلت، وما تزال، تهدف إلى خلق عالم حضاري وسيلته غنيمة الدولة القطرية. ذلك خلافا لاتخاذ جملة المبدعين السودانيين معطيات ثقافة القطر لتصبح إضافة للثقافات الإنسانية. وبتعبير أوضح: الوصول إلى العالمية من خلال المحلية السودانوية، عوضا عن الحركية الدينية الوافدة. ومن هنا دب خلاف المكونات الثقافية جميعها مع الحركة الإسلامية التي حاولت صب السودان الثقافي كله عبر مشروع تخلق خارجيا. وهو بطبيعة الحال لا يعطي أولوية لمراعاة خصوصية الذاتية الثقافية للبلاد، أو يأخذ في الحسبان المفهوم الجديد للدولة التي ورثت سلطة المجتمع، وكذلك لم يراع المشروع الإسلاموي قدرات البلاد قبل، وأثناء، وبعد، المغامرة بها في مشروع لم يقف، أو يستوعب، تلك الدراسات السودانية القيمة التي أنجزها مبدعون في كل التخصصات الثقافية.
    • الفرضية الثالثة هي أن إسلاميي الحركة برغم قدراتهم التعليمية إلا أنهم واقعون تحت تأثير الإحساس بالدونية الثقافية التي تسم معظم منظري، ومبدعي اليمين السوداني. وهذه الدونية سببها الأنبهار، والاتباع، لنماذج الثقافة المركزية العربية دون تمحيصها بمنظور سودانوي، أو معرفي. فنحن متمسكون، ما نزال، بالإنتاج الإبداعي العربي في مناهجه، ومعطياته، وترجماته، وذائقته. ولم نستطع خلق مساهمة ملهمة في التفكير الديني المستقل عن المرجعية الدينية المركزية، لصالح العرب، والمسلمين، والسودان، ما عدا مساهمات الأستاذ محمود محمد طه في ما خص مشاريع التجديد الديني. فالإبداع الأدبي السوداني لم يخلق مبادراته إلا بعد هضمه، واستلهامه، من مبادرات المركز المنتجة. فقد بدأت حركتنا الإبداعية بالقصيدة العمودية، وحين تركها غالب المبدعين العرب المحدثين توجهنا معهم نحو قصيدة التفعيلة، ثم تقفى أدباؤنا أثرهم نحو قصيدة النثر. اما تركيبة أغنية أمدرمان قامت على هيكلية المدرسة المصرية بينما هناك العشرات من أشكال الغناء في السودان، ومسرح الرائد خالد أبو الروس قام على خلفية المسرح المصري، والجاليات الوافدة في خرطوم العشرينات.
    وقس ذلك على مستوى النقد الذي تتبعنا فيه مجهود المدارس النقدية العربية حتى دخلنا معهم جحر البنيوية التفكيكية. وفي التفكير السياسي يكفي الإشارة إلى أن القومية العربية، والإسلام السياسي نفسه ليس هو إلا منتج هذه المركزية. ولم يكن كل هذا التأثر بالمحيط العربي حتى نهاية الألفية الماضية عيبا في حد ذاته، وإنما لم نكن نملك حيلة أمام ثقل التأثير العربي المركزي الذي أثر على إبداعات الهامش العربي الأخرى، شاءت أم أبت أثناء مرحلة بلورة مفهوم هوياتها الفكرية، والثقافية، والفنية.
    ولذلك صعب على الإسلاميين التحول من مذعنين للفكرة الأيديولوجية إلى اصحاب موقف نقدي منها. وحتى بعد تجربتهم المعروفة في الحكم ما تزال نخبهم تخشى إدارة حوار مفتوح مع النخبة السودانية، على الأقل، حول منظومة أفكار الإسلام السياسي، ناهيك عن التشكيك فيها من باب اطمئنان القلب، مع كل هذه النتائج.
    ولكن هيهات أن يدير ذلك الحوار نخب المؤتمر الوطني أو الشعبي، أو حزب الإصلاح الآن، أو "جماعة السائحون " أو جماعة الطيب زين العابدين، أو المنشقون بلا هدى منظم. فما داخل بيئة حكومتي الترابي أولا، والبشير أخيراً، فرص الاعتراف بالآخر، او إمكانية التماس الحكمة الثقافية عنده، أو حتى إقناعه سجاليا عبر فرص متكافئة.
    صحيح أنه من ناحية يشكل هذا الاتباع للمنتج العربي انفتاحا للذهنية السوداني ضمن انفتاحها التاريخي نحو الإسلام، والعروبة، والأفريقانية، والتراث الإنساني، في فترات التاريخ القديم والحديث. ولكن مع الزمن تحول هذا الانفتاح إلى تماهـ مع الذات العربية، وازدراء، واستهانة، بثقافاتنا المحلية. ولا يوجد تعبير لهذا التماهي، واختطاف حق القوميات السودانية في تعريف هويتها، أكثر من تعبير الشاعر صلاح أحمد إبراهيم: "نحن عرب العرب". الشئ الذي لا بد من تمييزه، وتوضيحه، هنا أن غالب الاتباع للموروث العربي هو اتباع للسائد من الإنتاج الإبداعي مركزيا، وليس اتباعا للتيار الإبداعي الذي يحمل سمات نقدية، أو معاكسة، لتيارات الثقافة العربية المهيمنة رسميا، وجمعيا.
    وهذا التيار العقلاني العربي يمثل جهدا مميزا، وإيجابيا، لدى العرب، كونه يستند على فتوحات التنوير الأوربي، وتجارب الحداثة، وما بعد الحداثة، بل إن هذا التيار العقلاني العربي شكل للنخبة السودانية مجالا للاستزادة من العلوم الإنسانية عبر مساجلاته، وترجماته، وحواراته، ومساهماته الأكاديمية، وفضحه الإعلامي للمشاريع السلفية، والأصولية، الفقيرة لبرنامج تنموي للمجتمعات العربية المعنية. ومثلما علمنا فإن خطاب النخبة الإسلاموية يرى أن هدف هذا التيار العقلاني ليس سوى مؤامرة لعلمنة حيوات المسلمين، وقطعها من جذورها. ولكن الحقيقة غير ذلك. إذ إن فقر الحركات الإسلامية إزاء تنمية مكاسب الدولة القطرية التنموية ستقطع كل جذور وحدة المجتمعات التي قد تتحكم فيها يوما، مثلما قطعت أوصال المجتمع في أفغانستان، وإيران، والصومال، وكادت أن تفعل ذلك في مصر، والجزائر، وتونس، وسوريا. وفي السودان لا توجد لدينا حاجة إلى دليل. فالسؤال هنا: ما الذي فعلته تجربة ربع قرن مع جذور حيوات السودانيين - ووحدتهم - التي نشأت عليها دولة السودان الحديث، بل ماذا فعلت التجربة بوحدة الإسلاميين أنفسهم؟
    إذا تواضعنا على الفهم أن الهوية السودانية تحكمها مشتركات نسبية القوميات البلاد، ولم تتطور لتصبح نموذجا متفقا عليه، فإن الإسلام السياسي الذي سعى إلى تحطيم هذه المشتركات لإحلالها بهوية ذات صبغة دينية عربية قد فشل في مسعاه وفقا لطبيعة النظرية، وليس لطبيعة ضعف طاقة التطبيق مثلما يظن نخب الإسلام السياسي.
    ومن هنا تبدأ حاجة الإسلامويين الذين ينطلقون من زاوية المراجعة للاعتراف أن تجربتهم ذات الصيغة الديكتاتورية أكدت أن لا حلول خارج سلطة المكان السوداني، والتي ظلت عصية على الترويض التام منذ التركية، مرورا بفترة الاستعمار، والحكومات الوطنية. وليس هناك فرصة أمام من يظهرون الإصلاح القومي إلا الرجوع لتلك الدراسات السودانية القيمة في مجال التاريخ، والأدب الشعبي، والموسيقى، والفلكلور، والمسرح، والغناء، والتشكيل، إلخ، لفهم الظاهرة السودانية بعمق، بدلا من إلقاء أحكام قيمية يوفرها بسهولة منهج الأسلمة.
    هذا الإرث الدراسي الضخم أنتجته تجارب كل المراحل المتعاقبة، وقد تعهد رعايتها مبدعون أفراد من خلال الدراسات الجامعية العليا في داخل السودان وخارجه، ومشاريع ثقافية لجماعات، وأقسام كليات العلوم الاجتماعية في الجامعات، ويكفي الإشارة إلى دار نشر جامعة الخرطوم، والجامعة الأهلية، ومركز الدراسات الأفريقية والآسيوية التابع لجامعة الخرطوم الذي أسسه الدكتور محمد عمر بشير، وحوى جمعا معتبرا للتراث السوداني، وتصنيفه. ولا ندري إلى مدى صحة احتراق مكتبته بفعل فاعل في السنوات الأخيرة. ولعل هذه الدراسات فضلا عن مساهمات المجلات الأدبية، والملاحق الثقافية للصحف، ودار الوثائق المركزية، ومتحف السودان القومي الذي سعى الوزير عبدالله محمد عبدالله إلى تحطيم تماثيله، والمجلس القومي للبحوث، ومكتبتي الإذاعة، والتلفزيون، ومركز الدراسات السودانية، ومركز عبد الكريم ميرغني، ودور النشر الباقية. ولكن المؤسف أن الحركة الإسلامية في "فترة العشرية الأولى"ركزت بعزم أكيد على تحطيم معظم هذه المؤسسات، وأفرغتها من إدارييها، ومبدعيها، وزجت ببعضهم في السجون، وأخيرا أجبرتهم على الهجرة. ومع ذلك فشلت الحركة حتى في مجرد خلق مؤسسات ثقافية تواصل في جمع، وبحث التراث، ناهيك عن وضع مشروع لجلب الوثائق في المتاحف الأجنبية، وترجمة التاريخ السوداني المكتوب بلغات متعددة. ببساطة بدأت الفكرة الإسلامية البحث من الصفر عبر تطبيق المشروع الخارجي بدون فهم لطبيعة المكان، وسلطته المقاومة. وهكذا انتهي المشروع الي الاصطدام الباهظ الثمن بمكونات الهوية السودانية.
    mailto:[email protected]@hotmail.com

    نقلا عن سودانايل

    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/126-1-0-4-9-1-1-0/77178-2015-01-26-07-11-22http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/126-1-...-2015-01-26-07-11-22
                  

01-26-2015, 10:58 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    الكذبة الكبرى (3-3): ورسالة لمن اتخذ من الغرب مهجراً أو موطناً .. بقلم: علي الكنزي
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الكذبة الكبرى: المقال الثالث والأخير
    ورسالة لمن اتخذ من الغرب مهجراً أو موطناً
    The Big lie
    L’Effroyable Imposture

    قلنا في المقال الأول والثاني أن الأحداث تشتد وتكثر الفتن والشبهات بالإسلام وأهله، مما يحدث في نفس المسلم حيرة أين يقف مما يجري حوله. فالمسلم ليس بمعزل من الأحداث التي أصبح هو الفاعل الأول فيها دون دليل قاطع يثبتُ ارتكابه لجرائم الإرهاب التي تنسب إليه، خاصة جريمة تفجير (البرجين)، وجريمة (شارلي ليبدو) التي وقعت قبل أيام بباريس. فقد صار أمراً مقبولاً أن تُلْصَقُ التهم بالمسلمين وتحديد هوية المشتبه بارتكاب الجريمة دون دليل قاطع، ودون تحقيق ومحاكمة. فقد تم تصفية المشتبه فيهم ليظل السؤال قائماً: من هو الذي قام بالعمليتين الإرهابيتين؟
    (and#1638;ـand#1639;)

    الدعوة لتقديم المشتبهين للمحاكمة
    التحليلات التي أشرنا إليها في المقالين السابقين يمكن تطبيقها على منفذوا العملية الإرهابية ضد المجلة الفرنسية (ليبدو شارلي). فالشبهة بُنِيَتْ على حجة أن منفذا العملية قالوا (الله أكبر) لهذا فهم مسلمون. و(الله أكبر) أصبح نداءٌ ومفردة من السهل نطقها لكل من لا يتكلم العربية. كما أنها وجدت حيزاً في قواميس أصحاب الألسن والعقائد الآخرى ومعرفة ما ترمز إليه.
    لا أظن أنني أكتب بعاطفة إن قلت أنه لا يوجد مسلم واحد يعتنق دين الإسلام بإيمان صادق يرضى قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، خاصة اؤليك الأبرياء الذين يخرجون في الصباح لأعمالهم لسد رغبات الحياة وإشباعها. فالنفس عند المسلم محرم قتلها بقرآن يتلى آية and#1635;and#1634; سورة المائدة and#1635;and#1634; (... أنه من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فسادِ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ...). أما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقد قال في ما معناه: "أدخل الله رجلاً الجنة لأنه سقى كلباً كاد أن يموت عطشاً. وأدخل الله امرأة النار لأنها حبست هرةً حتى ماتت لا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض". هذا هو ديننا وهذه هي خُلقُ نبينا ونهجه قبل أن تهتدي الناس لحقوق الإنسان والحيوان.
    فالذي وقع في باريس يوم الأربعاء and#1639; يناير and#1634;and#1632;and#1633;and#1637;، وما سبقه من أعمال إرهابية آخرى في نيويورك ولندن ومدريد، حرك مشاعر العالم لموت أبرياء دون ذنب. ولكن من يرى هذه الأحداث بزاوية آخرى يتعجب من هذا الإنسان الذي يفزعُ فزعاً عظيماً إذا قتلت نفس من الجنس (الآري) بغير حق، فتقوم الساعة إلا قليلاً، ولا تضع الحرب أوزارها ويبطش بمن اشتبه به، وبصاحبته وبنيه وقبيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعاً من أمة الإسلام لن ينجيه. فتلاحقه المخابرات وتحصده قنابل الطائرات، ثم تقضي عليه جيوش الحلفاء.
    هؤلاء البكاءون الغاضبون المتظاهرون تتجمد مشاعرهم تحت اصقاع ثلوج الألب وهم يرون في وسائل إعلامهم وبصفة راتبة الحروب الإرهابية التي تشنها بلدانهم المدعية للعدل والديمقراطية. فهذه الدول تمارس الارهاب في ابشع صوره تجاه شعوب برئية لا حول ولا قوة لها. والاختلاف بين ارهاب هذه الدول وارهاب الجماعات الارهابية، اختلاف مقدار ونوع كما يقول الجمهوريون (محمود محمد طه). ففي جانب نجد هناك ارهاب تمارسه (جماعات) باسم الإسلام والإسلام منهم براء. وفي الآخر نجد ارهاب تمارسه (دول عظمى) تملك آلة حرب وجيوش لا قبل لنا بها، هذا هو اختلاف النوع. أما اختلاف المقدار، فإن ارهاب (الجماعات) يقتل أفراداً. أما ارهاب الدول الغربية، يكاد أن يبيد شعوباً بأكملها، فهو يقتل الإنسان طفلاً كان أم صبياً، شيخاً كان أم امرأة عجوز، محارباً أو مسالماً، حتى الحيوان والزرع والضرع والبنى التحتية والمباني لم تسلم من جحيمهم. فمن الإرهابي إذن؟
    نحن على قناعة تامة أن الاعلام الغربي المرتبط بقيم الحياة الدنيا سيظل عاجزاً أن يعكس ضوء النور المحمدي، لأن أنوار هذا الضوء لا تنعكس إلا من نفس جوهرة، فالنفس الترابية لا حظ لها من هذا النور.
    ولعلي أطرح أسئلة (محورية) كما يحب أن يعبر مثقفونا؟
    عندما يتم ابلاغ الشرطة الجنائية في دول الغرب بجريمة قتل تبدأ تحقيقها بطرح سؤلٍ تقليدي: من المستفيد من الجريمة؟ في أعظم الأحيان المستفيد هو من نفذ الجريمة أو من خطط لها.
    لذا علينا أن نسأل أنفسنا:
    1. من المستفيد من جريمة (شارلي ليبدو)؟ ومن خطط لها؟
    2. ارهابي يخفي نفسه في قناع اسود كامل من الرأس حتى أخمص القدمين، يخطط وينفذ علمية ارهابية بدرجة احترافية عالية تحسده عليها جيوش الدول العظمى. هل يحمل إنسان مثله بطاقته الشخصية لتكون دليلاً عليه؟
    3. هل كان يريد إبرازها للشرطة أن أوقفته في الطريق قبل تنفيذ العملية ووهو في قناعه الأسود الكامل؟
    4. ثم إن حملها كيف ينساها بالسيارة المسروقة؟
    5. كيف تم تصوير الهجوم على (ليبدو شارلي) من أعلى مبنى مقارب؟
    6. الشقيقان نودي Naudet قاما بتصوير حادث البرجين بصورة احترافية عالية، من شارع 100 Dane Street، حيث كان يقف يول الشقيق الأصغر على السلم الآلي للمطافي وفي موقع مرتفع جداً يسمح له بالتصوير حتى اقتراب الطائرة الأولى للبرج الشماليوانفجارها. أما توماس فكان في موقع آخر منتظراً الطائرة الثانية وتابعها حتى تفجرت في البرج الجنوبي؟ ومن بعدها قاما بمواصلة التصوير لردود الفعل والهلع والهروب الذي لحق بالناس؟ المصوران شقيقان Naudet تخرجا في سنة and#1633;and#1641;and#1641;and#1637;من جامعة نيويورك كلية الفنون Ticsh School of the Arts
    المدهش حقاً أنهما كانا برفقة رجال الاطفاء الواقعة قرب البرجان منذ عشرة اسابيع بدعوى تصوير واقعهم اليومي عندما يقع حريق ولكنهما كانا في انتظار الحريق الأعظم The Big Fire والتعليق باللغة الأنجليزية ادنى يتحدث عن اثر الإعلامي والنفسي لتصوير البرجين ومها يحترقان. وأن ما قالته الحكومة الأمريكية والبرطانية لتبرير غزو العراق ما هو إلا كذب صريح، مثل كذبة البرجين.
    A Clue to the Truth about 9/11
    Fear propaganda is a weapon on both sides of the “War against Terrorism” — if there are two sides — but states have far more experience of it than terrorist groups. The US and British governments used fear of non-existent WMD to justify their illegal invasion of Iraq in 2003,* and fear of another 9/11 could keep the scaremongers in business for another twenty years — so much so that it seems obvious to some of us that the whole thing is as fake as the threat from Iraq. We know they lied about that: what else have they been lying about since 2001? 9/11 itself — the biggest lie of the lot ? But, again, while these ideas may help explain the Naudet film's function, they are not proved by it. We need to examine the first plane sequence in detail. It would be a breach of copyright law to reproduce the original film here, but if you buy a copy, as I suggested, you should be able to follow this verbal description, and a collection of stills breaking down the shot second by second may help (with GédéonNaudet's shot of the South Tower plane added for comparison
    7. هل وقع كل ذلك مصادفة؟
    (and#1639;ـand#1639;)
    الخاتمة وما بعدها
    لن يجرؤ أحد للبحث عن أصحاب الملكية الفكرية الذين ابتدعوا الطائرات كسلاح للتفجير وتدمير المباني للتحقيق معهم كمشتبهين في الجريمتين. ولن يجرؤ أحد أن يحقق كيف نجح الأخوين نودي Naudetفي تصوير تفجير البرجين باحترافية هوليودية عالية. قالوا عنها إنها الصدفة وحدها والنجاح المهني.
    زرفتُ دمعي وأنا اقرأ أن دولة اسلامية عظمى، كانت ممثلة بأحد افراد حكومتها في المسيرة التاريخية التي قادها بعض قادة الغرب.
    سؤالي لحكام تلك البلاد الذين ارسلوا من ينوب عنهم: هل هم حريصون على الديمقراطية وحرية الرأي؟ وهل يمارسون ذلك في بلادهم؟ أم هل هم لا يرون كبيرة في سب النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم؟ أم كل ذلك معاً؟
    صدق أحمد مطر حين قال:
    من أين أنت سيدي؟
    فوجئت بالسؤال،
    أوشكتُ أن أكشف عن عروبتي،
    لكنني خجلت أن يقال:
    بأنني من وطن تقوده البقال
    ما بعد الخاتمة
    ورسالة لمن اتخذ الغرب مهجراً أو موطناً
    إن دين الإسلام لا يحارب من يمارس الحرية والديمقراطية كمبدأ، بل هو دين يحترم كرامة الإنسان حياً أو ميتاً. وما قصة نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم مع عكرمة بن أبي جهل ببعيدة حين قال لصحابته وهو بمسجده بالمدينة: "يدخل عليكم الآن عكرمة بن أبي جهل فلا تسبوا اباه فإن السب لا يبلغ الميت ولكنه يؤذي الحي".
    هذا هو خُلق نبينا الذي أنزل الله عليه في سورة النساء قوله في الآية and#1633;and#1636;and#1632;: (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يُكفَرُ بها ويُستهزَأُ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخضوا في حديث غيره ...).
    كأن هذه الآية ارادت أن تخاطب المسلمين الذين اختاروا دول الغرب مهجراً أو موطناً. فالمسلمون في تلكم البلاد أهل عهد وميثاق، لا يجوز لهم أذى وخيانة من استضافهم، وعليهم قبول ما احتكم إليه أهل البلاد من قيم وقوانين وممارسات اجتماعية. كما للمسلمين خيار الاندماج في هذا المجتمع، أو تحديد المساحة التي تفصلهم بقدر معلوم. وعلى مسلمي المهجر أن يعترفوا أن الغرب اعطاهم كامل الحرية في ممارسة معتقداتهم وأنشطتهم التعليمية، والاجتماعية والاقتصادية في إطار قوانين ونظم البلاد المضيفة وهي ميزات لم يحصلوا عليها في أوطانهم الأصلية.
    فمن لم يرق له الحال فليشد الرحال لبلده أو لأي بلد آخر تنسجم مع قيمه وممارساته، فهو حرٌ في قراره، ولا يوجد كفيل يحبسه عن المغادرة. أما أن يكون ضيفاً ويملي شروطه على أهل البيت ويفرض ممارسات لا تتفق ونهجهم فذلك عدوان مبين، لا يرضاه الله ولا رسوله وليس من الخُلقُ أن يتسيد الضيف أهل الدار ويجلس على رأس المائدة ليوزع عليهم طعامهم الذي ارتضوه بما تهوى نفسه.
    (... رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيراً للمجرمين).

    نقلا عن سودانايل
    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/915-3-5-5-2-2-7-5/77163---3-3-------http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/915-3-...5/77163---3-3--------
                  

01-26-2015, 11:06 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: هل من تعديل لنبوءة الأستاذ محمود محمد طه؟


    01-25-2015 04:52 PM
    قطعا لم يكن من الإخوان المسلمين الذين عملوا مرشدين لأجهزة المخابرات العالمية , ولكن عداوته الشديدة لهم التي أضمرت إحساسا بأهميتهم المستقبلية والمرحلية , واهتمامه الصريح بهم بنقدهم المتكرر مع أنهم كانوا أقلية , جعلاه أقرب ما يكون منهم بتسليطه الضوء المشبوه على فئة ليست بذات شأن وإن كانت في بؤرة الاهتمام المخابراتي في فترة الاستعمار وما بعدها , وبلغت فائدته لهم من هذه الناحية , ومن ناحية التوجيه المستقبلي , والتشجيع النفسي بالتهويل من قوتهم الفكرية ومشروعهم الخطير , بل وبث الثقة في تنظيمهم وقدراتهم , ما لم يقدمه أمثال حسن البنا أو حسن الترابي أو رجب طيب أردوغان أو راشد الغنوشي .
    يجوز لنا بلا حرج أن نقفز فوق المألوف الراسخ , وأن نلتف حول المنعرجات التي ضللتها , ومحت آثارها المخابرات , وأن نلوي عنق القداسة التي استغلنا بها الأشرار , حينما نعتبر الأستاذ محمود الذي رفعه وقدسه ونظفه مصيره العجيب الذي أخفى أسرارا أكبر من زبد البحر هو عراب انقلاب1989 الخفي بنبوءته التي ذاعت شهرتها والتي وضعت الخطوط الأولية للنجاح والمنعرجات الرئيسية التي يجب تلافيها مستقبلا , إنها النبوءة التي اختصرت تاريخ الإنقاذ . وهي التي تقول : " من الأفضل للشعب السوداني أن يمر بتجربة حكم جماعة الهوس الديني , وسوف تكون تجربة مفيدة للغاية , إذ أنها بلا شك سوف تكشف مدى زيف شعارات هذه الجماعة , وسوف تسيطر هذه الجماعة على السودان سياسيا واقتصاديا – حتى ولو بالوسائل العسكرية – وسوف تذيق الشعب الأمرين , وسوف يدخلون البلاد في فتنة تحيل نهارها إلى ليل , وسوف تنتهي في ما بينهم , وسوف يقتلعون من أرض السودان اقتلاعا . "
    لماذا فضل للشعب السوداني المرور بتجربة الهوس الديني في مجال الأمنيات الطيبة , والتصورات الرحيمة , ولم يتجاوزها إلى أي أمنية أخرى مما يتمناه الكبار من أصحاب الضمائر الشعبية الشاملة كأن يتمنى له النهضة والتطور والمستقبل الزاهر والأمن العميم ؟ لماذا فضل الدكتاتورية الدينية ذات الهوس الديني والانغلاق الذهني والروح الانتقامية المتشفية التي تذيق الشعب ( الأمرين ) وتنكل بأبنائه الطيبين على غيرها من الدكتاتوريات ؟ ولماذا أراد أن يجعل من الشعب السوداني _ الذي ظل منتظرا الخلاص منذ مملكة سنار مرورا بالعهد التركي الذي أذاقهم شرور النكال , والحقبة المهدية التي فرقت وما جمعت وفهمت الملك بأنه حرب مستمرة _ حقل تجارب , وفئران معمل , وأوز في حقول الرماية , حتى يكشف زيف شعارات تلك الجماعة , وخلوها من مشاريع نهضة وتطور, وأنها امتداد حيوي واستراتيجي لحقبة الاستعمار الذي أراد عن طريق قدراتها المذهلة على الخداع باسم الدين , أن يصحح أخطاءه في تقسيم البلاد , وتفريق الشعوب , وإشعال الحروب , وتشجيع الانقسامات الطائفية , والتوترات بين الدول , وفي المحصلة تقويض الروح الشعبية النامية , والقوى الوطنية الليبرالية الوليدة ؟ ألا يكفيه أنه ظل طوال عمره المديد وهو ممسك بذاك القلم المتأثر بالمنتجات العقلية والأسلوبية المصرية في أوائل القرن العشرين , ولا شغل له يشغله آناء الليل وأطراف النهار سوى تحليل اختيارات ونصوص الفكر السلفي وقضاته , وتفكيك خطاب ومواقف وفقه جماعات الهوس الديني ؟ لا تفسير قريب نتجه إليه لتلك الأمنيات إلا أن الجماعات الدينية متطرفها ومعتدلها مصلحها ومتخلفها كالطيور على أشكالها تقع , وذلك ما كشفه على أوسع نطاق وبتعقب شمولي دكتور نصر حامد أبو زيد في كتابه ( نقد الخطاب الديني ) كاشفا عن تماثل هذه الجماعات من حيث المنطلقات والآليات , فهي في النهاية متفقة في إقامة شكل من الدين يتفق مع مصالحها الآنية ورؤيتها لوجودها المرحلي وأهداف حياتها الوقتية , فوراء كل فكرة دينية مهما كانت نيرة ومحايدة وغيرية , ومهما بلغت من الطرافة والفائدة والحداثة يكمن حس أيدلوجي يعتصر الدين فوق إمكانياته و ( يقولبه ) على غير ما صنع له من أهداف ومرام وقد حدد أبو زيد تطابقها من حيث المنطلقات والآليات في (1) التوحيد بين الفكر والدين , وإلغاء المساحة الفاصلة في كل اتجاه علمي بين الذات والموضوع , (2) وتفسير الظواهر كلها بردها جميعا إلى مبدأ أو علة واحدة , وتستوي في ذلك الظواهر الاجتماعية والإنسانية والطبيعية , (3) والاعتماد على سلطة السلف أو التراث بعد تحويله من نصوص ثانوية إلى رئيسية تشاركها في قداستها مع رفع الفقهاء إلى مراتب لا مساس ولا مناقشة (4) اليقين الذهني والحسم الفكري ونضيف إلى ذلك مساندة بعضها البعض بوعي أو من غير وعي من أجل إنجاز مشاريعها الفاشلة حتى ولو بالتنبؤ الاستباقي طويل المدى , وتحضير وتمهيد النصوص وبعث التراث محررا من سياقاته التاريخية بالجدل والمساومات الفكرية مما ينتج عنه بيئة قابلة للتنبؤ ومستعدة للتجاوب معه في طريق جدلها وخطابها ولغتها الغيبية , وهنا حقا وفعلا يلغي الأستاذ محمود المسافة بين الذات والموضوع بل يلغي المسافة بين العقل والواقع , ويلغي المسافة بين الزمن في السبعينات والزمن في التسعينات وأوائل الألفية الجديدة , ممتطيا خيول السراب أو ( آلة الزمان ) التي تحدث عنها إتش.جي. ويلز ليعبر حكم الوقت كي يعبر لنا عن كل أفكار عن ( سوف ) وإذا كان التراث لا يكف عن النبوءات , فهي نبوءات منطقية قريبة التحقق وجائزة الحدوث فنبوءة فتح مكة , وهي نبوءة قرآنية إلهية , لا تتجاوز بينات الاستقراء العقلية والمنطقية النمطية لنية تحشد لها الأدوات , وتستبق لها المسافات , وتجيش لها الجيوش . أما نبوءة الأستاذ محمود ( المشبوهة ) تبدو أكثر قدرة ودقة تخطيطية على معرفة مآلات الحال وتطورات المستقبل من نبوءة القرآن الكريم في فتح مكة لأن ذلك الفتح المبين تهيأت وظهرت أسبابه , وأضاءت إشاراته الخافقين , ولكن نبوءة الأستاذ محمود ( المعيارية ) ذات الحدين فكانت نبوءة صافية لا تعتمد على ( شيء ) وتبدو كأنها نبوءة فوقية هلامية كاذبة بكل مقياس لولا وجود المخططات وعلاقات الجماعات الدينية بمراكز صنع السياسات والتقسيمات المستقبلية . ربما ظن الأستاذ المقدس بعد أن يئس من الدكتاتوريات العسكرية في زمن ثورة مايو التي كانت الجماعات تبيع لها البرامج والسياسات ,والتي تحالف معها في البداية , ثم انصرف عنها إلى غيرها من الأمنيات الكذوبة , والأحلام الطائشة , أن تلك الجماعات هي حصان طروادة الذي يمكن أن يحمله يوما ما إلى سلطة من نوع ما , هو وجماعته الجمهورية , إذ نجد كلما دققنا في ذلك النص الملغوم المضمر أنه ليس سوى تمهيد علني , وحث مكشوف مجاني , على الانقلاب على السلطة , وتحويلها إلى دينية , ربما تكون أسهل كثيرا عندما تفشل وتظهر زيف شعاراتها الدينية في ترويضها وطرح أفكار دينية بديلة لها لن تتجاوز الفكر الجمهوري وترقيعه المشئوم . ثم هل كانت التجربة مفيدة بعد أن مزقت سكون السودان التاريخي وقسمت أرضه التي مازالت تخيم فوقها نذر تقسيمات مستقبلية جديدة , وتنكرت للديمقراطية ؟ وأي فائدة أيها الأستاذ المقدس بعد أن تضرب ( الصاعقة ) الماحقة بيت القش ؟ أكان علينا أن ندفع الثمن مضاعفا , وتمزقا , وفقرا , وأن نتلاعب بأسس الدولة وأجهزتها , ومكوناتها , وشرطتها , وجيشها , وأن نتلاعب بوعي الشعب ووجدانه التاريخي وجذوره المعنوية حتى نصل في النهاية إلى النتيجة العملية الواضحة الفاضحة بأن الشعارات الإسلامية حقا زائفة ومضللة وكاذبة ولا تناسب العصر ولا تناسبنا – نحن السودانيين - ؟ أ كان علينا أن نحول السودان إلى بلدين , وأن نحول المواطنين إلى مهاجرين ومفلسين ومتسولين لثمن ( العمليات الجراحية ) , وأن نضعف الاقتصاد , ونسرق ثروات الشعب , وأن نمر بعنق الزجاجة ,ثم وبسم الخياط , وبنفق التدويل حتى نقتنع – نحن السودانيين - بفشل الإسلام السياسي وأطروحاته وأن نبقى زمنا في الجدل البيزنطي هل العيب في الإسلام أم في التطبيق وهل لو فشل الإسلام مرة هل نقبل به مرة أخرى ؟ أفتونا إن كنتم للرؤيا تعبرون ..
    عندما قال الأستاذ محمود ( الأصيل ) بأن هذه الجماعة ستسيطر على السودان سياسيا واقتصاديا حتى ولو بالوسائل العسكرية ويعني ( الانقلابات ) فلربما سبق قادتها في هذا التفكير الاستباقي والمستقبلي والغيبي , ولربما كانت هذه العبارة هي المنبه الرئيسي الذي انطلق في ظلامهم وهم يتخبطون في نهاية السبعينات وكانت المحرض الأول لهم على حل عقدهم ومستقبل تنظيمهم الناشئ بتحريك الدبابات والمدنيين الذين سطوا على السلطة وألغوا الديمقراطية ! هل هذه النبوءة المدمرة هي التي أقنعت الترابي بأن طريق الديمقراطية طويل ومتعرج , وأن فرصته في أن يكون حزبا كبيرا يفوز بجل المقاعد في البرلمان فرصة باهتة وغير عملية ومن الأفضل له أن يختصر الدرب المعقد ويقفز المراحل المظلمة ويعتدي على السلطة – حسب النبوءة المحمودية – ومن هناك , من أعلى السلطة , يبني حزبه بهدوء , بمال الدولة المسروق , وعرق المواطنين الكادحين , ويدخل فكرة ( التمكين ) وإلى الأبد ؟ ولكن ألا يدل قول الأستاذ محمود الاستباقي الغيبي هذا الذي اضمر العمل العسكري المسلح , وإراقة الدماء , والتخبط في ظلام الدبابات على أن جميع التيارات الدينية متطرفها ومعتدلها ومصلحها ومتخلفها بلا ريش يعتد به , وغير قادرة على الطيران المفيد حتى وهي تتآمر , و ذات نمط تفكيري موحد , متفق على الآليات والمنطلقات , وأن الفكرة قد تخطر هنا أو هناك باستعمال السلاح متجاوزة للإرادة الشعبية رغم الاختلافات الظاهرية وأن هذه الجماعات في النهاية طيور وصقور , حمائم ونسور , قد تأكل بعضها ولكنها تتصرف على ذات الشاكلة وتفكر بنفس الأسلوب وتحيى وتموت على ذات الإيقاع وأن برنامجهم في السلطة واحد وقديم مهما أدعوا التجديد والإصلاح .
    لم يكن الأستاذ محمود من جماعة الإخوان المسلمين , ولكن ربما كان يعلم شيئا من خطط التنظيم الدولي نقلا أو حدسا لأنه كان نصيرا للدكتاتورية في يوم ما تلك التي يمكن أن تقربه رغم أنف الجميع , وتقرب أفكاره وشخصه التنبؤي الفريد , وتطبقها بالحديد والنار , ولأنه ظل سنوات طويلة يحلم بأن يؤمن الشعب برسالته وعندما وجده متجذرا في غيبياته القديمة وسلفيته المتحجرة , فكر أيضا كما فكر التنظيم الدولي في الوثوب إلى السلطة وفرض نظرياته التي كانت ستتكشف – هي الأخرى - الواحدة تلو الأخرى عن زيف وضعف ومخاوف واضطراب لا حد له . ربما كان يود أن يسبقه الإخوان المسلمين الأغبياء المتعطشين للسلطة والمال والخلود ويعتلوا الحصان النافر الحرود حتى يكون بعد خمسة وعشرين عاما بديلا مخففا ومقبولا لهم ولكنها _ وهذا ما لم يعرفه _ جماعات لا تؤمن بالهوس الديني وحسب وإنما أيضا هوس السلطة حيث لا تقبل بالبديل ولا تتحراه مهما فشلت ومهما خسرت ومهما أذاقت الشعب ( الأمرين ) .
    مشاركة الأستاذ محمود في انقلاب الإخوان في نهاية الثمانينات فكريا ومن منطلقات دينية وربما بإيعاز ما لا يستطيع أحد أن يدحضها أو يتغاضى عنها لأنه بشر به في زمن كانت تلك الجماعات ضعيفة ومهانة وتم التنكيل والتقتيل بها وبقادتها في عدة ولا تفكر مطلقا في الانقلابات ولا تستعد له , وليست من مخططاتها القريبة , لأنها كانت تعمل بخجل داخل نظام عسكري قوي استطاع إخماد العديد من الحركات المسلحة والانقلابات وحتى مشاركتها في حركة 76 كانت مشاركة متواضعة وهزيلة ومساندة لا يؤبه لها , ولا تساعد أحدا أن ينتبه لها , وأن يتنبأ بسلطة قادمة تشكلها بانقلاب أو بدونه . إذن هل كان الأستاذ محمود ( الأصيل ) الذي جلب له الإعدام الغامض حيث وقف العالم يراقبه بأجهزته ولا يحرك ساكنا كأنما هناك عقوبة على إفشاء سر وليس عقوبة على ( الردة ) هل كان متواطئا مع تنظيم الإخوان الدولي بهذه النبوءة اليتيمة إذا علمنا اتصالاته وعلاقاته الواسعة بالتنظيمات الدينية التي كان مولعا بنقدها وجرجرتها بالجدل وإدعاء العلمية والتصوف وموسوعية المعرفة وعلمنا اتصالاته بدوائر الاستعمار التي حاربها في عدة مواقع وقضايا وتعرف على شخصياتها ؟ أم أن الأمر توارد خواطر برئ من زعيم ديني يؤمن ( بالخلافة ) و ( بالعنف العسكري ) في إعادة مجد دولة المدينة التي سعى لتطويرها بتشريعات نزلت في مكة قبل الهجرة بسنوات وسنوات ؟
    من النص يمكن لك أن تستشف أن النبوءة المحمودية كانت مخططا مدروسا ودقيقا ويمر بعدة مراحل ويمكن لك أن تستشف عدد السنين الطويلة التي ستمر بها الخطة وستأخذها المراحل حتى يتم الكتاب ويتقرر الأجل المحتوم ويصمت التاريخ ولو لبرهة وينقسم السودان لدولتين متحاربتين . سوف يسيطرون على السودان بالوسائل العسكرية وسوف يذيقون الشعب الأمرين وسوف يدخلون البلاد في فتنة تحيل نهارها إلى ليل وسوف تنتهي بينهم وسوف يقتلعون من أرض السودان اقتلاعا . كيف علم أن هذه المراحل ستأخذ ربع قرن أو أكثر ؟ أم أن هذا توارد خواطر برئ ؟ هل أعدموه لأنه أفشى خطة للمخابرات الأجنبية بطريقة تصوفيه وجنونية تبعد عنه التقولات والشبهات في فترة بعيدة من الزمن لا تصلها تصوراتنا الموبوءة بمشاكل الحياة اليومية , وتحدث عن جماعة الإخوان المسلمين التي كانت جزءا أساسيا من أدوات المشروع الأمريكي للهيمنة على العالم العربي وتقسيمه طائفيا ومذهبيا وسلاليا ومساعدة إسرائيل في أن تكون دولة مقبولة بشكلها الديني والطائفي حيث أن ما يحدث الآن من ويلات وإرهاب وخلخلة للمجتمعات العربية مخطط لا علاقة له بالنبوءات من حيث هي عمل خارق لا علاقة له بالعقل والطموحات , وهو مخطط دولي عمره أكثر من 80 عاما عمر ظهور الإخوان في الساحة السياسية وفي معية الإخوان ظهرت الحركة الجمهورية في أوج زمن الاستعمار الإنجليزي . أيد الإخوان إعدام الأستاذ محمود , وأيده زعيمهم حسن الترابي كما يقولون .
    هل كان الأستاذ محمود ضمن المخطط الدولي الكبير الإخواني الذي سمعنا عنه , والذي قرر في سنوات سابقة تجربة الحكم الديني السني في السودان من أجل استخلاص التجارب والعبرة للعمل المستقبلي والتخطيط القادم وبناء دولة إسلامية عربية موحدة من المحيط إلى الخليج وإعادة سلطة الخلافة العثمانية وأمجاد الخلفاء الأوائل وأمجاد الدولة الإسلامية الزائلة؟
    في كتاب ( العلاقات السرية : تواطؤ بريطانيا مع الأصولية الإسلامية ) لمؤلفه مارك لوريدس والذي وصفه ( نعوم تشومسكي ) بأنه عمل قيم ومهم قدم الكتاب الأدلة الدامغة من الملفات السرية الأوربية وخاصة السويسرية على أن الغرب هو من قام بتأسيس معظم حركات الإسلام الأصولية والرادكالية رغم رفعها شعار العداء للغرب والعداء للاستعمار فإذا كانت النبوءة المحمودية تذهب في خط واحد مستقيم لا يلوي على شيء مع المخططات الغربية في تمكين الإخوان المسلمين في ثياب نبوءة من رجل يدعي أمام الناس وشعبه أنه المخلص الأخير وصاحب الرسالة الثانية , فأين الأستاذ محمود نفسه من هذه المخططات التي أعترف بها معاصرون أمثال سيد قطب الذي قال قبل إعدامه في 66 إن أمريكا " كانت تصنع جماعات الإسلام السياسي . " ؟
    تلك هي النبوءة المدمرة كما وردت و وكما ظللنا دائما نعجب بها , ونرددها كواحدة من كرامات الأستاذ , وألمعيته الفريدة , وعقليته الجبارة النفاذة التي تخترق الحجب المستقبلية , وتبعثر الغيب . ولكن ما هي الفتنة التي ستحيل نهار البلاد إلى ليل ؟ ولماذا تحدث عن فتنهم بعد أن بشرنا بوصولهم عسكريا إلى السلطة حتى نعرف زيف شعاراتهم الدينية مشجعا لهم وحاثا لخلاياهم النائمة والمستيقظة كي تقصم ظهر السلطة المدنية الليبرالية ؟ أما كان من الأفضل له أن يترك لغة نبوءات ( نستراداموس ) الطبيب الفرنسي الذي تنبأ بعبارات غامضة بالحرب العالمية , وولادة هتلر في الشمال الأوربي , وأن يقول لنا وبصراحة إنها فتنة تشبه الفتنة الليبية وأن يتفضل علينا وأن يعلمنا مسبقا بنهاية العقيد القذافي تلك النهاية الدرامية التي تشبه المستبدين وأنصاف الآلهة , وبنهاية مبارك , أو أنها تشبه الفتنة اليمنية وأن يعلمنا بسيطرة الحوثيين على صنعاء , أو أنها تشبه فتنة سوريا التي تحولت من مظاهرات سلمية إلى قتال في الشوارع وقصف بالبراميل المتفجرة . نحن بالطبع نعيش في فتنة أكبر من الليل والنهار المتحولين ولكن يجب علينا ألا نسقط ما نعلمه بضخامته وتشوهاته على عبارات يتيمة سقطت سهوا أثناء العراك السياسي الديني في نهاية السبعينات عندما كان الجمهوريون يحرضون على إخوانهم من جماعات الهوس الديني ويمنون أنفسهم بمحاربتهم من على مقاعد الأمر والنهي والقيادة والزعامة ويحذرون السلطة من التقرب إليهم , والمجازفة بالتعاطف معهم بالمناصب والتسهيلات والرخص التجارية وعمل البنوك والشركات وما نعتقد أنه نبوءة ليس سوى برنامج عمل سياسي لم تتح له الأقدار أن يكون هو الأول . هذا إذا كانت النبوءة عملا سياسيا يخلطه الأستاذ محمود بعقليته ( التنبوئية ) حتى يزيد رصيده من الأتباع الذين يؤمنون بالمعجزات . ولا علاقة لها بمخطط أكبر يبدأ وينتهي بطموحه الشخصي .
    تنتهي النبوءة المحمودية بفكرة يعارضها التاريخ ويخطئها الواقع وهي اقتلاع جماعة ما اقتلاعا . وهذا خطأ تاريخي . وخطأ واقعي . لا يستقرئ الحوادث التي لم تمت بعد , ولا مسوغ لها مما نراه ونتابعه . فها هي الجماعات النازية التي سحقت ( سحقا ) في الحرب العالمية الثانية وقتل قادتها , وحوكم جنرالاتها , وطوردوا في أصقاع الأرض بما رحبت , ومنعت كتبها , مازالت تنشط في الوجود وتعارض في السياسة , وتحاول إدارة عجلة التاريخ إلى الوراء . وها هي الشيوعية التي انفرط عقد إمبراطوريتها , وتقزمت كما لم يحدث لقوة مثلها في التاريخ واضمحلت حدودها , وأثرت حد التخمة بمبادئ الاقتصاد الحر , وعمل البورصات , والتجارة الدولية الحرة التي حررت السلع ورأس المال بين القارات والدول , وخرج العمال الفقراء والفلاحون البؤساء في الأصقاع الباردة من روسيا من قمم ملكيتهم الوهمية المدمرة لأدوات الإنتاج ولرأس المال وللحزب والمستقبل , ولكن مازالت الشيوعية لها أتباع , وتحلم بقيادة العالم, ولماذا نذهب إلى هنا وهناك ؟ ألم يمزق الحزب ا لشيوعي السوداني في أول سنة من السبعينات , ويقتلع اقتلاعا من أرض السودان , ومازال الحزب الشيوعي يطن في الآذان حتى اليوم , ويهرف بالتحليل الماركسي بعد أن تجاوزته أدوات التحليل من وضعية ولغوية وتاريخية ومنطقية ؟ ألم يعش الأستاذ الكبير محمود تلك الأحداث الدامية المريرة التي جلبت للحزب الشيوعي التعاطف ( والبكائين ) من كل صقع أم أن في الآذان وقرا وفي العيون غشاوة وفي القلب شيئا من حتى ؟
    ما نريده ليس اقتلاع الإخوان وإنما (هزيمتهم ) التي أصبحت محققة , هزيمة مشروعهم الحضاري الذي هزمته البناطلين الضيقة والوقائع الحياتية الصاخبة واتجاهات العصر المعولم . فالذي يقتلع قد يعود وهذا ما لا نريده أما الذي يهزم فقلما يعود وإن عاد فلن يعود إلا بقناع جديد واسم جديد وهيأة جديدة .
    لم يكن الأستاذ محمود المهووس بفكرة النبوة والتميز العلمي ومقارعة طواحين الهواء وآلهة العصر الحديث بالرجل الذي يمكن أن يغامر بتلك الخفة في عصر يسمع ويرى ظل النملة ودبيبها أن يلقى الكلام على ( عواهنه ) بتلك النبوءة ( الخطة ) دون أن يعلم واقعيتها ومن خلف أفكارها لا سيما كما يقول الذين سمعوه إنهم لم يسمعوا من قبل من يتقن اللغة الإنجليزية مثله في الخطاب وفي الكتابة خاصة بعد أن قارع المفتشين الإنجليز الذين درسوا قدراته القيادية وقوته التأثيرية وتحدثوا معه طويلا في شتى الموضوعات وربما ألقوا له في أثناء يذلك أو بعده بشيء من أسرارهم المستقبلية وخططهم للشرق الأوسط الجديد بعد استتباب الأمر للإسرائيليين في فلسطين . أليس هو أول من أيد التقسيم ؟ أكان يعرف أن السودان سيقسم على أيدي الإخوان ولذلك دفع في سنوات الإحباط والكآبة السودانية بعد إحباط حركة الجبهة الوطنية في 76 بمقولته التي أصبحت مانفستو للإخوان ينفذون ما فيها كأنه أمر إلهي ويتجنبون مزالقها كأنهم مرنوا على ذلك آلاف السنين . اسمعوا ! لن يتقاتل الإخوان في ما بينهم حتى يلج الجمل في سم الخياط . فلا تنتظروا وذلك لسببين لا ثالث لهما وهما تجربة الحزب الشيوعي الدموية ( التي لم تقتلعهم اقتلاعا ) أما السبب الثاني فهو النبوءة المحمودية . وغير ذلك أسباب هامشية كتخلصهم من عضويتهم المقاتلة في حرب الجنوب ثم تخلصهم ممن تبقى من العائدين من تلك الحرب من قوات الدفاع الشعبي الذين دفعوا إلى الهجرة والعمل الهامشي في الأسواق . وتخلصهم من القوات المنظمة واستبدالها بقوات تعاقدية يبيعون لها الحروب وربما الأسرى .
    إذا كانت النبوءات القديمة في الأناجيل والكتب المقدسة نبوءات وحي سماوي كنبوءات النبي ( دانيال ) الذي تنبأ بالإمبراطوريات الأربع , وتنبأ قبل قرون بظهور السيد المسيح , وحدد سنة ظهوره ب 27 ميلادية , تماما مثل نبوءات القرآن الكريم الذي أعلن عن هزيمة الفرس الوثنيين أمام الرومان في مطلع سورة الروم , كما تنبأ بفتح مكة ودخول المسلمين المسجد الحرام , وإذا أبعدنا الخرافات من تصوراتنا والقدرات الخارقة والمعجزات والرؤية عن بعد يبلغ عشرات السنين ونفيناها عن رجال عاشوا في عصرنا ولم يكونوا أنبياء مثل الأستاذ الكبير محمود جاز لنا أن نسأل : كيف عرف الأستاذ محمود بهذه اللغة الواثقة المطمئنة المستريحة الوادعة وبتلك الألفاظ الواضحة القاطعة اليقينية كأنما هناك من يملي عليه أحداث المستقبل بكرة وأصيلا بأن الإخوان المسلمين سيسيطرون على السودان _ ولو بالوسائل العسكرية – بلغة تشبه لغة الوحي المنزل ؟ تلك اللغة الواضحة من غير التباس حيث لا تدل على معنيين بلفظ مشترك يصح انطباقه على حادثتين مختلفتين مما يسمى ( ظنا ) أو ( حدثا ) , لغة لا تشبه لغات المتنبئيين الغامضة كما وردت في رباعيات المنجم الفرنسي نوستراداموس الذي توقع أن ينتهي العالم في 3797 ميلادية . إنها ولا شك العلاقات الدولية ودوائر الاستعمار العالمية وأجهزة الأمن المرتبطة بمراكز الأبحاث والمعلومات ودراسات الرؤية عن بعد يبلغ مئات السنين تلك التي أوعزت لكثير من المفكرين والزعماء أن يقولوا ما يبدو خرقا للواقع الفكري وتصوفا بعيد المنال وهرطقة شيوخ في أرذل العمر ومحالات مكانها مزابل الخيال , وأوعزت بالنبوءات التي تخرج أمثال مرسي من السجن ( حبيسا ) كي يدخل قصر عابدين ( رئيسا ) .
    في النبوءة المحمودية لا يتورع الأستاذ الكبير أن يتلاعب بخطين رئيسيين هما محلك سر في حياتنا اليوم , ويدخل نبوءته شديدة الإشعاع في تناقض فاضح , تناقض يصل بنا بالفعل في يومنا هذا إلى خيارين لا ثالث لهما . هل سينتهي الإخوان الذين انتظرنا النبوءة 25 عاما كي يتصارعوا وينتهي الأمر ( بينهم ) بينما ذهبوا هم أمام النبوءة الهزيلة المشبوهة يتزوجون من بعضهم البعض البنات والأخوات ويبنون لبعضهم البعض القصور مثنى وثلاث ورباع ويتهادون السبائك والسيارات مصداقا لقول النبي محمد تهادوا تحابوا , أم أن هناك قوة أخرى ستأتي لاقتلاعهم ؟ كيف عرف أن الفتنة ستنتهي بينهم ؟ هل كان في تلك الأيام يقرأ تاريخ العراق ؟ أم أن المخطط الدولي كان مبدئيا متجها هذه الوجهة كاحتمال من عدة احتمالات في ذلك الوقت الضبابي وكسيناريو ينتهي بالتخلص منهم بأسلحتهم ؟ وإذا كان هناك من سيقتلعهم اقتلاعا لا يبقي منهم من أثر ألا يوجد تناقض واضح بين تصوره أن الفتنة التي ستطيح بهم من أرض السودان ستحدث بينهم وفي شوارع الخرطوم أو في ساحات السودان وبين قوة أخرى ستأتي لتقتلعهم ؟ فإذا وجد من يقتلعهم فما فائدة أن تقع الفتنة بينهم ؟ ما فائدة الصراع بين قواتهم وطوائفهم التي تحولت بالفعل إلى جماعات مدنية متناثرة منكسرة تنشد النجاة , وتخاف من التحدث باسم الإسلام كجماعة سائحون وجماعة الإصلاح وجماعة الشعبي .. الخ ولكن من الذي سيقتلعهم من أرض السودان إذا كانت النبوءة بالفعل مخطط دولي أمني قديم التقطه الأستاذ من علاقاته ومعارفه ومناقشاته كناشط سياسي ؟ هل هي القوة الدولية التي تداولتها بعض الأعمدة في صحف الخرطوم في الشهور السابقة من أنها القوة المكونة من قوات أمريكية تأتي عبر البحر الأحمر وقوات من غرب السودان وقوات فرنسية تأتي من دولة أفريقيا الوسطى وبمعيتها قوات تشادية وافريقية وقوات أوغندية تأتي متعاونة مع قوات جنوب السودان لتقتحم الخط الحدودي الطويل في طريقها إلى الخرطوم ؟ هل ما اعتقدنا أنه نبوءة أتت من رجل متنبئ آمن بعض الناس بسلطانه الروحي هو في الحقيقة خطة مرسومة بعناية لاحظت كل التفاصيل والخيارات والاحتمالات وهي تواصل في تنفيذ خطتها بصورة متواصلة وبطيئة دون أن نحس بها أو أن نتهيأ لها ؟
    أقسى ما في هذه النبوءة التي درست بعض الاحتمالات , وتنبأت بقتال الإخوان بعضهم البعض أو قدوم قوة أخرى أجنبية لتقتلعهم أنها كشفت عزلة الإخوان الجمهوريين وبعدهم الصوفي المقنن والمتعالي عن الجماهير وعن أنهم نخبة لا تصلح إلا للجدل ولي أعناق الحقائق التاريخية من أجل تبييض صفحات عفا عليها الزمن , فأكثر ما يثير الغثيان في هذه النبوءة التي اشتهرت بفضل انقلاب جماعات الهوس الديني مقدمة لها ذكرا وتاريخا ممجدا كأنها تحس بالذنب من مقتله الغامض أن النبوءة لم تتنبأ بقيام ثورة ( جماهيرية ) ضخمة تطيح بالإخوان وتحتل الساحات وتنزل الإخوان من أبراجهم العالية للمحاكمات الناجزة والعادلة . على الرغم من الأستاذ محمود عاش ( (إكتوبر )وعرف فوائدها .

    mailto:[email protected]@hotmail.com

    نقلا عن الراكوبة

    http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-57855.htmhttp://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-57855.htm
                  

01-26-2015, 11:26 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: نبوءة محمود بين الواقع ......والشبهات ...وسري لاول مرة!!!
    01-26-2015 01:12 PM
    سيف الدين خواجة
    *ليس ما اقوله دفاعا عن النبوءة او صاحبها باي انتماء –الا من حيث الحرية لنا ولغيرنا !!!
    *وغني عن القول فيما قرأت ان والد محمود نفسه تنبأ بمستقبل ابنه وانه سيكون له شأن واي شأن وان لم يعش ليري هذا الشأن !!!
    *في مقاله التحليلي لكل جوانب النبوءة الواقع ....اسبابها ....الشبهات ومصيرنا الذي نعيشه ما ترك الاخ خالد بابكر ابوعاقله للنبوءة (جنب ترقد عليه ) حتي جردها من كل صفات النبوءة ..بل اعتبرها من المنبهات ثم المحفزات لانقلاب الانقاذ !!!
    * غني عن القول –وليس دفاعا عن النبوءة – ان عراب الاسلاميين الترابي منذ بزوغ نجمه وضع كل تفكيره وكل شغله وهمه هو ان يحكم السودان مستغلا الدين كعنصر اساسي لما استقرأ من وجدانيات السودانيين من ناحية ودرجة التخلف الفكري من ناحية اخري !!!
    *ساعد الترابي في ذلك سيولة الحزبين الكبيرين ( الامه والاتحادي الديمقراطي ) فضرب الديمقراطية الثانية بالدستور الاسلامي وقد كان رئيس الوفد لمصر لمقابلة الدكتور السنهوري الذي أشاد بمشروع الدستور واشاد بالترابي فيما قرانا ان السنهوري قال ( ان هذا الشاب سيخلفه في الفقه الدستوري ) ثم جاءت محنة حل الحزب الشيوعي التي أطرت لانقلاب مايو 1969!!!
    *من العوامل الاجتماعية وذكرناه في مقال سابق (قبل سنتين في مقارنه مع مهاتير ) هو زواجه من ال المهدي كعربون للميراث لاحقا كذلك من ما يؤكد ما نذهب اليه من وقائع هو ان الترابي ظل يضرب القيادات الفكرية في الاتجاه الاسلامي واحد تلو الاخر مستعملا كل الاساليب ( جعفر شيخ ادريس /بابكر كرار) وفي ذات الوقت بدأ في جمع الناشطين حوله وهذا ما قال به مؤخرا الدكتور حسن مكي في اكثر من محاضرة وتحليل للواقع المزري لتجربه الانقاذ !!!
    *وغني عن القول ايضا استفادة الاتجاه الاسلامي بقيادة الترابي في مخططه نحو السلطه استفادته القصوي من مذبحة الحزب الشيوعي واحدا من افضل الاحزاب فكرا وتنظيما ونشاطا وتاثيرا (رغم ان بعض العمد فيه الان صاروا في الغرب الامبريالي اهم عمد اخر زمن ام محن الزمن السوداني ) في المنطقة العربية والافريقية ...هذه المحنة الكبيرة والفظيعة اعطت التيار الاسلامي طاقه جبارة في الدفع وهي فرصة لا يمكن لرجل في ذكاء وحيوية ودهاء وحربائية الترابي ان يفرط فيها بل عض عليها بالنواجذ وحول محنة الشيوعي الي منح لا تحصي ولا تعد للتيار الاسلامي اليسوا هم القائلين (المنح في طيات المحن )( والعطايا في طيات الرزايا ) فاهتبل الفرصة ايما اهتبال بما لا يصدق او يقاس !!!
    *وكانت الفرصة الماسية للاتجاه الاسلامي وعرابه الترابي هي المصالحة الوطنية عام 1977وأوثر عنه يومها وهو في السجن ان قال (وان جنحوا للسلم ) وكان الصادق بالخارج وقابل النميري في بورسودان قادما من جده وكنا نعلم بهذا اللقاء السري واخبار المصالحة شخصيا قبل اسبوع عن طريق جدنا المحامي والوزير (زيادة ارباب ) والذي كان يعرف لمن تقال الاسرار رغم صغر سني يومذاك (حتي لا يرمينا عمد اخر الزمن بما لايعلم ) وغني عن القول ان التيار الاسلامي هو الحزب الاوحد الذي استفاد من اجواء المصالحه بما وفرته من ظروف له فتسرب باذرعه الطويلة في مايو حتي احتواها تماما وسيطرة عليها سيطرة شبه كامله خاصة حين خلي له الجو كاملا من رفض الشريف حسين الهندي للمصالحه واستمراره في المعارضة ولاحقا انسلاخ الصادق المهدي وحزبه عام 1978بسبب من كامب ديفيد واسباب اخري كثيرة !!!
    *لقد ظل الترابي يستغل الفرص التي تواتيه طوعا او كرها استغلالا عظيما (مكبرا كومه ) بشتي انواع التحالفات لمزيد من التمكين ليبلغ مداه في فترة الديمقراطيه الثالثه حين اطلق اسم ( الجبهة القومية الاسلاميه ) (مكبرا كومه ) ايضا بمحاولة ضم الطرق الصوفية حيث قال في محاضرة له بنادي الخريجين ببورسودان بما معناه (انه لا فرق بين اهل القبله سوي بعض الممارسات الزائده مثل ما يفعل اخواننا في الطرق الصوفية بزيادة في التسبيح والذكر وهذا لاينفي الوحدة في الهدف والمصير ) وهذا يعني تلقائيا ان التيار الاسلامي انداح لعموم الشارع بعد كان حزبا للصفوة (وهل اضاع السودان الا الصفوة /الهفوه في تاريخنا ) !!!
    *ولعله من الواجب ان ننوه الي ان الترابي في محاولته لميراث الاحزاب مغتنما ضعفها هو عدد المقاعد التي نالها في اخر انتخابات عام 1986(52) بسبب من ضعف الحزب الاتحادي الديمقراطي وتردد راعيه في عدد من الدوائر من فرض مرشحين بعينهم مما جعل اصوات الناخبين تتوزع بين اكثر من مرشح للحزب الواحد وعدد المقاعد يؤكد التطور المذهل في حركة الحزب ودينماكيته او قل ان شئت الدقه دينماكية الترابي الذي جعل الحزب هو الحزب الثالث في اخر انتخابات دون ان نغض الطرف لفوز عدد من الاسلاميين في مجالس مايو المختلفه حتي تاريخ سقوطه كمقدمه لما سياتي لاحقا وشخصيا شاهد علي فوز (الكاروي) في دائرة السجانه والاستاذ علي عثمان في دائرة جبرة وكان واضحا كيف ان المآذن تصدح بالتهليل عند فوز اي من الاسلاميين !!!
    *لا احد يلوم الدكتور الترابي علي اهتباله للفرص والسوانح سواء جاءته تلك السوانح علي استحياء او طوعا او كرها فقط اللوم يقع في انه اصبح بؤرة الضوء والمركز ومحاولة ترجمة كل ذلك لمصالحه الشخصية اكثر منها للوطن كانما يقول (انا الوطن والوطن أنا ) وهذا ما قلناه في الفرق بينه وبين مهاتير باني نهضة ماليزيا والسبب ان مهاتير ما نظر لشخصه ولكن ترك المصلحة تاتي ان كانت هناك مصلحه عبر نماء الوطن وتقدمه وهذا من الفروق الجوهرية اضف الي ذلك ان أسوا لنتائج لمثل هذا العمل جعل من الحزب طائفة جديدة ( ونحن اصلا نعاني من داء الطائفية وان كان شتان مابين النوعين نعومة وشراسة )وهذا ما قالنا به باكرا بصحيفة العرب القطرية مما أغضب علينا كوكبة من الاصدقاء في هذا الحزب واغضب الحكومة التي منعتنا من الوطن قرابة عقد من الزمان والادله عندنا (يا عمده وما أسوا سفاهة العمد بعد حلم وعلم !!! ) وهذا ما أصبح واقعا في الانقاذ من تمكين الطائفه مما اذري بها مما هو معلوم للكافة !!!
    ***اما سر الاسرار الذي اعرفه شخصيا وان كنت لم استوعبه في تلك السن الباكرة هو انني في يوليو 1975 كنت هدفا للتجنيد لهذا التيار بواسطة استاذ جامعي مرموق واحسبه منذ ذلك الوقت واحدا من ركائز المكتب السري لهذا الحزب او قل الحكومة الباطنية له وهو حتي كتابة هذه السطور لم يظهر في مسرح احداث الانقاذ مما يؤكد حقيقة ما اقول رغم اننا لم نلتقي منذ اربعة عقود تقريبا منذ مفارقتي له ولفكرة التجنيد لفكرة مركزية وطنية عندي جعلتني حرا من اسر اي حزب عقائدي او طائفي او غير ذلك مما هو مطروح في الساحة والمهم في الامر ما قاله المجند يكاد يكون بالنص الاتي ( سوف نعطيك رقم سري في الكمبيوتر وسنبعثك للخارج للتاهيل في مجالك ومن هناك الي الخليج للعمل ثم صمت وقال انتم نحتاجكم كوزراء عام 1989/1990) !!!

    واخيرا اقول سقت ما سقت لسببين اولها ان فكرة استلاب السلطة تكاد تكون فكرة مركزية عند الاحزاب العقائدية ناهيك ان يكون عرابا لأحد هذه الاحزاب رجلا في مقام الدكتور الترابي رسم خطته ليكون حاكما علي السودان كبير الظن منذ اكتوبر 1964 ومما وطن هذه الفكرة تاييدا لما اقول اانني كنت مدعوا لغداء علي شرف الدكتور علي الحاج وقد طرح عليه احد الصحفيين من اصحاب الخبرة في تلك الجلسة(كان في الجلسة اعلام علي رأسهم الدكتور بخاري الجعلي والاستاذ صديق محيسي حتي لا يرمينا عمد اخر الزمن بسفاهة فجه تنبئ عن مخبره لا مظهره) سؤالا مفادة متي فكرتم في الانقلاب رد قائلا في حدود عام 1983 وعندما واجهته بما اعلم ان الفكرة علي الاقل بالنسبة لعمري منذ1975 فبهت الرجل قائلا (فعلا ) وهذا تضمين ان الفكرة سابقة حتي لهذا التاريخ !!!اما السبب الثاني وليس دفاعا عن نبوءة الاستاذ محمود –ان النبوءة المذكورة كانت اواخر السبعينات مما يعني ان الرجل عمل جرد حساب دقيق وتحليل لكل المعطيات ولا انفي بعضا مما اشار اليه الاخ ابوعاقله في حدود المعقول من غير المشبوه فيه ودعنا اخيرا ان نقول ان المفكرين الاسوياء والانقياء قلبا وفكرا تجاه حب مركزي كحب الوطن تلمع لهم في لحظات الصفاء فكرة او حكمه او خاطرة يصوغها في كلمات تصبح واقعا معاشا في حياة وتصبح مضرب المثل مثلما قال كبيرنا الرائع الراحل المقيم الطيب صالح في مقاله الاشهر في مجلة المجلة والذي كنت احفظه عن ظهر قلب من قراءة واحده ( من اين اتي هؤلاء ) (بل من هم هؤلاء ) فصارت حكمة ومثلا ان لم ينطق به الناس –وما اكثر ما نطقوا –ينطق بها الحال والواقع وهو اعظم الشهود في الحياة وفي الخلود !!!

    mailto:[email protected]@gmail.com

    نقلا عن الراكوبة
    http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-57882.htmhttp://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-57882.htm
                  

01-26-2015, 11:51 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    هذه جمعية البيئة :فلماذا نلوم الانقاذ؟! .. بقلم: حيدر احمد خير الله
    السبت, 24 كانون2/يناير 2015

    سلام يا.. وطـن
    * ان جمعية حماية البيئة السودانية التى تناولناها على هذه الزاوية فى عدد من المقالات، واستعرضنا بعضا من التساؤلات التي حواها تقرير تاج السر عن السنوات العشر 2003/2013. والمبلغ الذى وصل حد المائة وسبعة عشر مليارا من الجنيهات والتمسنا منهم رد على ماكتبناه، ولكن قيادة الجمعية، تركت ماذكرنا جانبا ومضت باتجاه ارسال المهاترات التى لاتخدم القضية، وتساءلنا : عن انتهاك دستور الجمعية وبقاء الدكتور / معاوية شداد رئيسا لاكثر من ثماني سنوات وكأن الجمعية ملك حر له وجماعته، وكتبنا عن د. نادر نائب الرئيس وتجاوزه لدستور الجمعية وقانون العمل الطوعي عندما ظل قابعا فى الجمعية مديرا تنفيذيا دون ان ترمش له عين بل يقول بكل ( قوة عين ) وكأنه لم يقرأ نص المادة الحادية والاربعون من الدستور، ولكنه يقول بطريقة اهل الحكومة : البلد لاتوجد بها كفاءات..وانه لايتقاضى مرتب، على نهج بعضا من قادة الانقاذ الذين هلكونا بانهم لايتقاضون مرتبات ولكن عبقرية المثل الشائع عند اهل دارفور ردتها لهم جميعا ببساطة مدهشة ( جاها للعرقوب، ولا مالا للخناق)
    *والفاعل الخفي يعمل عمله في تعطيل الدستور وهضم النص الصريح الذى يعطي اللجنة الحق لبناء الفروع الولائية لحين اكتمال البناء الهرمي، وهذا مالم يتم.. والمجلس العام هو من ينتخب اللجنة التنفيذية، برغم ان هذا البناء الولائي لم يكتمل وقد مرت اكثر من سنة لاجازة الدستور، والاصابع الخفية ظاهرة لكل ذي بصر عداه شخصيا. ، عن تعام او عن سوء قصد ..
    * والتناقض الغريب في المكتب التنفيذي للجمعية ، فعندما يحدثنا نائب الرئيس عن عدم تقاضيه مرتبا ، نجد السيد الرئيس ، تخصص له عربة فخيمة من الجمعية بل وتتحمل الجمعية فاتورة هاتفه بالكامل ، فلماذا لم ينبه النائب رئيسه بانهما من المفترض ان يزهدا معا عن اموال الجمعية ؟! واكثر من ذلك مالذي اضطر عددا مقدرا من الموظفين اللجوء للقضاء لاخذ مستحقاتهم ؟ وهذا مقال اخر..
    *في ظل تجاذب القدامى والقادمين داخل الجمعية تدخل الشيوخ والاجاويد بالضغظ لإعمال الدستور، ونما الى علمهم ان القيادةالتاريخية. قررت إعادة الامور الى نصابها فابتهج شباب الجمعية ولكنه ابتهاجا لم يكتمل ..ففى نهاية دوام يوم الخميس فوجئوا بان اللجنة التنفيذية للجمعية تطلب منهم الحضور يوم السبت الساعة الثانية عشرة لاختيار مناديبهم.. والطريقة الانقاذية فى الالتفاف والمماطلة ، تتواصل حتى الخامس والعشرون من مارس..والالتفاف ينفضح بالتساؤل عن :كيف سيتم اختيار ممثلين والبطاقات نفسها لم يتم تجديدها ، ان الذي سيحدث. ظهر هذا اليوم انما هو انقلاب على الانقلاب ، ان هذه المجموعةالضيقة في اللجنة التنفيذية تدرج نفسها مع مجموعات اس البلاء الوطني وليس لهم من ارادة التغيير ولا نكاشة اسنان !! فليصححوا هذا الوضع او ان شبح المصير الذي لاقته جمعية سودوا ماثلا في اللحم والدم .. وقيادة هذه الجمعية لم تترك من افعال جماعة الاسلام السياسي الا ارسال اللحى وحف الشوارب ..وسلام ياااااوطن..
    سلام يا
    عندما قرأت خبر اغلاق مركز الاستاذ محمود محمد طه الثقافي ، خبطت على صدرها وقالت : رحم الله ابوي الاستاذ ارعبهم حيا ويرعبهم غائبا ثلاثون عاما ..وسلام يا..
    الجريدة السبت 24 /1/201
    mailto:[email protected]@gmail.com

    نقلا عن سودانايل
    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-19-50-58/1008-7-5-6-4-3-0-2/77119-2015-01-24-10-02-47http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-19-50-58/1008-7...-2015-01-24-10-02-47
                  

01-26-2015, 11:58 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: قراءة فى الذكرى الثلاثين لاغتيال الأستاذ / محمود محمد طه

    01-25-2015 10:13 AM

    الأستاذ محمود يتساءل : متى عرف هؤلاء رجولة الرجال وعزة الأحرار وصمود أصحاب الأفكار
    *فى حديث الفداء ... غايتان أوقفنا نحن الجمهوريين حياتنا عليهما االأسلام والسودان ...
    أستطراد المشاهد كلها :
    المشهد القديم يتجدد وتتمدد مساحات الهوس الديني ... يعد المسرح فى 18/1/1968م ويقف أستاذي على الخشبة مؤمناً وعارفاً وواثقاً وفداء
    محكمة الردة الأولى
    يوم الاثنين 27/شعبان 1388هـ الموافق 18/11/1968م قد دخل التاريخ إذا أنه أرخ لبداية تحول حاسم ، وجذري فى مجرى الفكر والسياسة والاجتماع وفى مجرى الدين فى بلادنا .
    ففى هذا اليوم انعقدت ما سميت بالمحكمة الشرعية العليا لتنظر فى دعوى الردة المرفوعة ضد الأستاذ محمود محمد طه رئيس الحزب الجمهوري من الشيخين : الأمين داؤود محمد وحسين محمد زكى وقد طلب المدعيان من المحكمة الاتى :
    ( أ ) إعلان ردة محمود محمد طه عن الإسلام بما يثبت عليه الأدلة .
    ( ب ) حل حزبه لخطورته على المجتمع الإسلامي .
    (ج) مصادرة كتبه وإغلاق دار حزبه .
    (د) إصدار بيان للجمهور يوضح رأى العلماء فى ادعاءات المدعى عليه .
    ( هـ ) تطليق زوجته المسلمة منه .
    (و) لايسمح له أو لآي من أتباعه بالتحدث باسم الدين أو تفسير آيات القرآن .
    (ز) مؤاخذة من يعتنق مذهبه بعد هذا الإعلان وفصله أن كان موظفاً ومحاربته أن كان غير موظف وتطليق زوجته المسلمة منه .
    ( ح ) الصفح لمن تاب وأناب وعاد إلى حظيرة الإسلام من متبعيه أو من يعتنقون مبدأه ولقد استمعت المحكمة لخطابي المدعين والأقوال شهودهما لمدة ثلاث ساعات ، ثم رفعت الجلسة لمدة ثلث ساعة ، وعند انعقادها للمرة الثانية قرأ القاضي حيثيات الحكم التي جاء فيها أن المحكمة ، وبعد سماع الإدعاء المدعيين ، وسماع الشهود تأكد لديها أن المدعى عليه قد أرتد عن الإسلام وعليه فـإن المحكمة تحكم بردة محمود محمد طه عن الإسلام غيابياً .
    كانت هذه المؤامرة الأولى من قوى الظلام فى تاريخ هذا البلد المنكوب وفى اليوم التالى للمحكمة المهزلة أصدر الأستاذ محمود محمد طه بيانه الصادر بيوم 19/11/1968 والذي نشرته صحيفة السودان الجديد وكان بعنوان .
    مهزلة القضاة الشرعيين
    أوردت صحيفة السودان الجديد الصادرة اليوم بالعنوان الكبير عبارة ( المحكمة الشرعية تصدر أول حكم من نوعه فى السودان فى ردة محمود محمد طه وأمره بالتوبة عن جميع أقواله ) أقرأوا مره ثانية) وأمره بالتوبة( عن جميع أقواله .. هل سمع الناس هوانا كهذا الهوان ؟ هل أهينت رجولة اللرجال وامتهنت رجولة الرجال و أمتهنت حرية الآحرار وأنطمرت عقول ذوى الأفكار فى القرن العشرين وفى سوداننا الحبيب بمثل هذا العبث الذى يتورط فيه القضاة الشرعيون .
    ولكن لا بأس فإن من جهل العزيز يعزه !! ومتى عرف القضاة الشرعيون رجولة الرجال وعزة الآحرار وصمود اصحاب الأفكار ؟؟ أن القضاة الشرعيين لا يعرفون حقيقة أنفسهم وقد يكون من مصلحتهم ومصلحة هذا البلد الذى نعزه ومن مصلحة الدعوة التى نفديها أن نتطوع نحن فنوظف أقلامنا ومنابرنا لكشف هذه الحقيقة لشعبنا العزيز على ماهى عليه .
    والأن فأنى بكل كرامة أرفض هذه المهانة التى لا تليق بى ولا يمكن أن توجه إلى ولا يمكن أن تعنينى بحال فقد كنت أول وأصلب من قاوم الأرهاب الأستعمارى فى هذه البلاد ... وقد فعلت ذلك حين كان القضاة الشرعيون يلعقون جزم الأنجليز وحين كانوا فى المناسبات التى يزهوا فيها الأستعماريون يشاركونهم زهوهم ويتزينون بالجيب المزركشة التى سماها لهم الأستعمار كسوة الشرف وتوهموها هم كذلك فرفلوا فيها وأختالوا بها وما عملوا أنها كسوة عدم الشرف ولكن هل ينتظر منهم أن يعملوا ؟؟؟ سنحاول تعليمهم والأيام بيننا أما أمركم لى بالتوبة عن جميع أقوالى فأنكم أذل وأخس من أن تطمعوا فى و أما أعلانكم ... ردتى عن الأسلام فما أعلنتم به غير جهلكم الشنيع بالأسلام وسيرى الشعب ذلك مفصلاً فى حينه ؟؟؟
    أذن فاسمعوا أنكم أخر من يتحدث عن الأسلام فقد أفنيتم شبابكم فى التمسح بأعتاب السلطة من الحكام الأنجليز والحكام العسكريين فاريحوا الأسلام وأريحوا الناس من هذه الغثاثة .
    أمدرمان / محمود محمد طه

    فى 19/11/1068م
    عندما رفعت الستار :
    المكان : الثورة الحارة الأولى المنزل (242) المالك المعلم الشهيد محمود محمد طه .. منزل بسيط و متواضع من الجالوص ... الصالون الطويل والأكثر بساطة ؟ مفروش بالبروش على الأرض وستة أسرة من الحديد وعدد من الكراسي الحديدية منجدة بالبلاستيك ؟؟
    الزمان : ديسمبر 1984م الرئيس المخلوع جعفر نميرى يقذف قبل عام بأخر أوراقه التى تمثلت فى قوانين سبتمبر 83 فى بداية أول تشويه للأسلام . وأعلاناً حقيقياً لدولة الهوس الدينى التى مسخت الأسلام وأمتهنت الأنسان وأهدرت قدسية الفكر والمفكرين .. والآزمات تتفاقم يوماً أثر يوم وتأخذ برقاب بعضها لتجمع وتأخذ برقبة شعبنا وترجه رجاً .. الفتى الأمرد يجلد الشيخ العجوز والجلاد ينظر .. لا الرجل أمن ولا المرأة أمنة لا العاجز ولا العجوز وسدنة السلطة يتوجونه أماماً ويبايعونه ويجبرون الشعب على هذه المبايعة وأكتظت السجون بالمعارضين السياسيين .. وبعد أن تمت طبخة جماعة الأسلام السياسي داخل المطبخ المايوى لتصفية الأستاذ محمود محمد طه ؟ أخرج وتلاميذه الجمهوريون من معتقلهم قال الأستاذ مخاطباً تلاميذه صبيحة 19/12/1984م بعد اعتقال دام عاماً ونصف العام .
    (( إننا لم نخرج من المعتقل لنرتاح وأنما لنواجه الظلم الذى يمارس بإسم الأسلام )) انتهى. لم يكن هذا حديثاً عابراً ؟ ولا هو حماس متحمس لكنه موقف الأستاذ محمود محمد طه الذى ظل منذ الأربعينات مكافحاً ومناضلاً ضد الظلم والطغيان وأمتهان كرامة الأنسان .. ولم يكن لديه وقتاً للراحة وكون لجنة مهمتها كتابة بيان يواجه نظام الأمام نميرى ويفضحه ، وأجتمع التلاميذ والحيرة تضرب أطنابها فيهم ، ولم يكتبوا شيئاً تتصرم الأيام ، ولم يكتبوا المنشور .. وكان يرى الظلم فيؤرقه ويتحرق للفداء شوقاً وفرحاً بالله .. تلك كانت قامته برغم علمه التام بما كان يحيكه نميرى وسدنته ضده ، وبرغم علمه بإطلاق سراحه المريب الذى كان سعياً حثيثالتحويل الأستاذ وتلاميذه من معتقلين سياسيين إلى مجرمين جنائياً لهذا لم يرهب الأستاذ ولم يثنيه عن أن يكون الفداء الكبير والأخير لآهل السودان .. فكتبوا المنشور قرأه مع اللجنة وتناول قلماً وغير عنوان المنشور ولم يلزم به أحد ، خيرهم أن كانوا لا يتحملون .. فقد اتت ساعة العراك الحقيقى والتى بدأت بمنشور؟ .
    هذا أو الطوفان !
    ( غايتان شريفتان وقفنا نحن الجمهوريين حياتنا حرصاً عليها وصوناً لها وهما الأسلام والسودان .. فقدمنا الأسلام فى المستوى العلمى الذى يظفر بحل مشكلات الحياة المعاصرة .. وسعينا لنرى ما حفظ الله تعالى على هذ لهاالشعب من كريم الأخلاق وأصايل الطباع ما يجعله وعاء صالحاً يحمل الأسلام لكافة البشرية المعاصرة التى لا مفازة لها ولا عزة لها الا فى هذا الدين العظيم .
    وجاءت قوانين سبتمبر 1983م فشوهت الأسلام فى نظر الأذكياء من شعبنا وفى نظر العالم واسآءت إلى سمعةالبلاد .. فهذه القوانين مخالفة للشريعة ومخالفة للدين ومن ذلك اباحت قطع يد السارق من المال العام مع انه فى الشريعة يعزر ولا يحد لقيام شبهه مشاركته فى هذا المال بل أن هذه القوانين الجائرة أضافت إلى الحد عقوبة السجن .. هذه القوانين قد اذلت الشعب وأهانته فلم يجد على يديها سوى السيف والسوط هو شعب. حقيق بكل صور الأكرام والأعزاز ثم أن تشاريع الحدود والقصاص لا تقوم إلا على ارضية من التربية الفردية ومن العدالة الأجتماعية وهى ارضية غير محققة اليوم .
    أن هذه القوانين قد هددت وحدة البلاد وقسمت هذا الشعب فى الشمال والجنوب وذلك بما اثارته من حساسية دينية كانت من العوامل الأساسية التى ادت إلى تفاقم مشكلة الجنوب ان من خطل الرأى ان يزعم احد ان المسيحى لا يضار بتطبيق الشريعة ذلك بأن المسلم فى هذه الشريعة وصى على غير المسلم بموجب اية الجزية ، واية السيف .. فحقوقهما غير متساوية اما المواطن اليوم فلا يكفى ان تكون له حرية العبادة وحدها وانما من حقه ان يتمتع بسائر حقوق المواطنة وعلى قدم المساواة مع كافة المواطنين الأخرين .. إن. للمواطنين غير المسلمين حقاً فى بلادهم لا تكفله لهم الشريعة انما يكفله لهم الأسلام فى مستوى اصول القرآن ( السنة ) ولذلك فنحن نطالب بما يلى :
    1/ نطالب بإلغاء قوانين سبتمبر 1983م لتشويهها الأسلام ولأذلالها الشعب ولتهديدها الوحدة الوطنية .
    2/ نطالب بحقن الدماء فى الجنوب واللجوء إلى الحل السياسي والسلمى بدل الحل العسكرى وذلك واجب وطنى يتوجب على السلطة كما يتوجب على الجنوبيين من حاملى السلاح فلابد من الأعتراف الشجاع بأن للجنوب مشكلة ثم لابد من السعى الجاد لحلها .
    3/ نطالب بإتاحة كل فرص للتوعية والتربية لهذا الشعب حتى ينبعث فيه الإسلام فى مستوى السنة (اصول القرآن) فإن الوقت هو وقت السنة. .الشريعة ( فروع القرآن ) قال النبى صلى الله عليه وسلم ( بدأ الأسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء قالوا من الغرباء يا رسول الله قال الذين يحيون سنتى بعد اندثارها ) بهذا المستوى من البعث الأسلامى يتحقق لهذا الشعب عزته وكرامته ثم ان فى هذا البعث يكمن الحل الحضارى لمشكلة الجنوب ولمشكلة الشمال معاً اما الهوس الدينى والتفكير الدينى المتخلف فهما لا يورثان هذا الشعب الا الفتنة الدينية والحرب الأهلية هذه نصيحتنا خالصة مبرأة نسديها فى عيد الميلاد وعيد الأستقلال ونرجو ان يوطىء لها الله تعالى اكناف القبول وان يجنب البلاد الفتنة ويحفظ استقلالها ، ووحدتها وامنها .
    وعلى الله قصد السبيل


    الأخوان الجمهوريين 25/12/1984م


    المشهد الثانى حديث الفداء
    تزامن صدور منشور هذا .. أو الطوفان وراس السنة ؟ وبعده بايام قلائل الحديث الذى كان يعد فيه تلاميذه للحدث الجلل فى حياتهم الخاصة والفداء الكبير لآهل السودان مطابقاً بين قوله وفعله عبر مسيرته الذاخرة بالحب والسلام .. مبرزاً قيمة الدعوة للاسلام فكان .
    حديث الفداء
    حديث الأستاذ فى ختام المؤتمر الذى اقيم بمناسبة عيد الأستقلال فى يوم الجمعة الموافق 4/1/1984م قال الأستاذ الزمن اخرنا نقفل الحديث لكن كثير من الأخوان والأخوات عندهم انطباعات ليقولوها – الحديث القيل طيب جداً افتكر مؤتمرنا لابد يؤرخ تحول عملى فى موقف الجمهوريين زى ما قلنا قبل كدة الناس سمعوا مننا كثير الكلمة المقروءة والمكتوبة لكن عشنا زمن كثير فى مجالات عاطفية الآنشاد والقرآن والألحان الطيبة جاء الوقت لتجسيد معارفنا وان نضع انفسنا فى المحك ونسمو فى مدارج العبودية سمواً جديداً الصوفية سلفنا ونحن خلفهم وورثتهم كانوا بيفدوا الناس الوباء يقع يأخذ الشيخ الكبير الصوفى الكبير وينتهى الوباء – دى صورة غيركم ما يعقلها كثير الجدرى فى قرية التبيب تذكروه كان فى كرنتينه فى القرية لاخروج ولادخول كان فى كرنتينه فى القرية الرفيع ود الشيخ البشير اخو الشيخ السمانى مات بالجدرى فى القرية شيخ مصطفى خال خديجة بت الشريف هو صديقنا وبزورنا كثير قال حصلت وفيه ومشيت اعزى مر على الشيخ الرفيع قال ليه بمشى معاك قال مشينا سوا ايدو فى يدى كان فيها سخانة شديدة وصلنا محل الفاتحة واحد قال ليهو ( الشيخ ) المرض دا ما كمل الناس الشيخ الرفيع قال المرض ينتهى لكنو يشيل ليهو زولاً طيب .. قمنا من المجلس وصلنا البيت والسخانة كانت الجدرى – مات الشيخ الرفيع .. ووقف الجدرى .. السيد الحسن مات بوباء وانتهى الوباء .
    وفى سنة 15 الشيخ طه مات فى رفاعة بالسحائي ، وكان. منتشر بصورة كبيرة ما عنده علاج وما كان ينجى منو زول .. الما يموت يتركو بعاهة مات الشيخ طه والمرض انتهى . الحكاية دى عند الصوفية مضطردة ومتواترة ، العلمانيين تصعب عليهم .. انتو هسع لابد تفدوا الشعب السودانى من الذل والمهانة الواقعة عليهم والجلد .. واحد من الأخوان لاحظ قال .. القيمة من المسيرة ان تشاهدوا الجلد الواقع واحدة من الأخوات قالت ( العسكرى شاب والمجلود شيخ كبير والقاضي واقف يستمتع ) هي مسألة احقاد وضغائن ونفوس ملتوية تتولى أمور الناس .
    قد تجلدوا ما تنتظروا تسيروا فى المسيرة وتحصل معجزة تنجيكم وهى بتحصل لكن ما تنتظروها . خلو الله يجربكم ماتجربوا الله .. تعملوا الواجب العليكم .. تنجلدوا ترضوا بالمهانة من هنا المحك البيهو بتكونوا قادة الشعب العملاق ، يكون فى ذهنكم قول الله ( ام حسبتم ان تدخلوا الجنه ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ) واية ثانية ( أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلو من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله الا إن نصر القريب ) ما أحب ان تصابوا بخيبة أمل من العقبات البتلاقيكم فى الطريق ، يكون مؤكد الأمر النحنا بنواجهوا بنحتاج ليه فى الداخل كل أمر يساق ليكم يقويكم هو عناية من الله وملطف ، لكن الناس يسوقوا أمرهم بالجد وكل واحد يدخل فى مصالحة ورضاء الله تواجهوا أمركم ده لتفدوا شعبكم وبعضكم بعض لترتقوا درجات فى واجبكم وعبادتكم . .. أمركم قريب ومعنى بيه انتم محظوظين ولكن ما تفتكروا الطريق أمامكم مفروش ورود .
    استعدوا لقيامكم بالواجب المباشر تكونوا دايمين النعمة وموضع نظر الله وعنايتوا .. ثقوا بيه انشاءالله أمركم قريب والله أدخركم للامر دا .. وانتم اليوم الغرباء بصورة كبيرة كل المجتمع السوداني فى كفة والجمهوريين فى كفة .. الجمهوريين مطلوبين الناس الطالبنكم فداية ليكم ... ظلماتكم نور .. انتم موضع عناية تقبلوا العناية سيروا راضين بالله .. بالصورة دى يكون ختام مؤتمرنا .
    الجمعة 4/يناير 1985م
    مشهد مابعد المنشور
    إن سبق إصرار اغتيال الأستاذ الشهيد قد أثبتته الوقائق التى تكشف التأمر الجنائي والتنفيذ المستعجل له ، وذلك من منطق الخصومة السياسية الجانحة ، والكيد الحزبي المبتذل ، فقد استهدف الأستاذ محمود أدعياء التصوف ، والأخوان المسلمين وأرباب الهوس الديني ونظام مايو وهم يمارسون الاستغلال السىء للدين لأغراض السياسة فاستهدف النظام وسدنته التصفية الجسدية حلاً ، ثم هذه القضية قد حولها إلى مجرد تصفية حسابات حزبية قاموا بها بأسلوبهم الدموي مستغلين تعطش نميرى للتشفي ومستغلين قضائه الذي كان يحركه لإرهاب الشعب وإسكات صوت الاعتراض السياسي ولإكمال السيناريو القذر صيغ لنميرى قانون الهيئة القضائية ليعطيه الحق فى تنصيب القضاة من الذين ينفذون له كافة مخططاته الإجرامية .
    فعلى القصر تدبير التأمر ، وديوان النائب العام يوجه الاتهام والقضاء يصدر الحكم المبيت والقصر يؤيده وأصابع الأخوان تتشابك مع أركان التآمر ، الأخرى من مواقعهم القيادية فى القصر والديوان والقضاء ... وبأسمائهم وانتماءاتهم المعروفة هم أصحاب مصلحة حزبية ضيقة فى الاستغلال السياسي لتلك القوانين التي ما فتىء الأستاذ محمود يكشف زيفها ويثبت مفارقتها للإسلام والشريعة ... وشعبنا قد إدراك بحسه الذكي وفطرته السليمة إن هناك تآمر جنائياً وراء اغتيال الأستاذ محمود حتى أصبح هذا الرأي الآن رأياً عاماً وقوياً .. وقد عبر هذا الشعب وقتها بصمته الحزين حيال هذه الجريمة السياسية النكراء التي هزت ضمير الأمة وضمير العالم ومرغت سمعة القضاء السوداني فى الوحل .
    المشهد الأخير :
    لم يكن نظام نميرى ليحتمل مواجهة الأستاذ الجسورة فى مستوى هذا ... أو الطوفان فأخذ النظام ذلك المنشور كأداة للمحاكمة الجائرة ... ومضى الأستاذ فى مواجهة قضاة التجريم ، ومواجهة نميرى فى أخر معاقله التي احتمى بها – معاقل الهوس الديني – فوضع محاكم التفتيش ، والسلطة التنفيذية المستبدة فى موضعها وذلك بإعلانه إمام المحكمة مقاطعتها بكلمات قوية وموقف تام وهو يقول ( أنا أعلنت رأيي مراراً فى قوانين سبتمبر 1983م من انها مخالفة للشريعة وللإسلام .. أكثر من ذلك فإنها شوهت الشريعة وشوهت الإسلام ، ونفرت عنه .. يضاف إلى ذلك أنها وضعت واستغلت لإرهاب الشعب وسوقه إلى الاستكانة عن طريق إذلاله ، ثم إنها هددت وحدة البلاد ... هذا من حيث التنظير ، وإما من ناحية التطبيق فأن القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها غير مؤهلين فنياً ، وضعفوا أخلاقيا عن أن يمتنعوا عن أن يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية تستعملهم لإضاعة الحقوق وإذلال الشعب وتشويه الإسلام واهانة الفكر والمفكرين وإذلال المعارضين السياسيين ومن اجل ذلك فإني غير مستعد للتعاون مع اى محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل ، ورضيت أن تكون أداة من أدوات إذلال الشعب واهانة الفكر الحر والتنكيل بالمعارضين السياسيين ) انتهى .
    وسقطت مايو .. وكان الفداء الكبير .. وفى فدائه قال لأصحابه القلة انتم فى حل من العهد . فاستمروا معه ولا مجال غير ان يستمروا فمآل الإنسانية هو ... ولآن أصحابه عبر الأزمنة قلة كانت الكثرة سيوفاً للشر ... وشهوداً صامتين رعاديد وسلطات بائسة . وفداؤه فى ضمائر لا تبذل الدم هدراً ... أستاذي المعلم الشهيد .. صاحب الصحب القلة .. والكثرة النادمة ومغير وجه التاريخ ..... سلام عليك فى عليائك وسلام يا... وطن

    http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-57826.htmhttp://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-57826.htm
                  

01-27-2015, 06:17 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)


    الذكرى الثلاثين لاستشهاد محمود محمد طه .. بقلم: عبد الله الشقليني
    الإثنين, 26 كانون2/يناير 2015 20:01
    مرت السنوات ، ولن تمر ذكرى كبش الفداء الهابط عبر مسارات الأنجم من خلال السماوات ، وتدلى للقاء اليوم الموعود ، بمعية ملاكٍ مأمور . ذلك اليوم لا يشبه يوماً من أيامنا . فمساء الخميس السابع عشر من يناير 1985 ، خَطَب الإمام بالبزة العسكرية ، وقد أعد القتلة الحقيقيون من وراء حجاب للشهيد المسرح المأساوي ، وسنوا سكاكين الذبح.حالوا من قبل بينه وبين أصفيائه من حوارييه. فالحكم قد صدّروه مُذهباً ينتظر التوقيع ،وبتاريخ مضى منذ الستينات من القرن الماضي ، وما من حاجة لاستتابة كما صدروه ، وما على الإمام إلا التوقيع . فما " للحدود " من قول سوى إتّباع قرار ليس له من تبديل. تقمص فيه الجهلة اللئام مشيئة الله وظنوا أنهم كتبوا القرار في اللوح المحفوظ، كأنهم صانعي الموت أو الحياة ! .
    الصمت أظلم النهار الفاقع ، وتجمعت المرارة في الحلوق. ونجم شمسنا ملأت أضواء الدنيا ، صامتة حزينة في جمعة الثامن عشر من يناير 1985 .
    وحده الكبش كان فرِحاً بالرحيل ، واستطعم إفطاره ، بل كان يعرف ساعته ، وأوصى تلامذته قبل ذلك بأيام من اعتقاله بأن روحه ستذهب قرباناً ، قبل أن يأت الطوفان . قال لحوارييه : أذهبوا أنتم طلقاء من المصير الذي ينتظرني ، وأن دمه عشقٌ مُباح وجُبَّته قميص أبيض رهيف ،وجبهته فنار . تعرفه السُفن الضالة لتهتدي وهي تبحث أين تكون المراسي، وأين يستبين المنهاج؟ .
    (2)
    أيستبين قاصري النظر الذين خطفوا السلطان المسروق بليل ، وهم يلبسون الناس خُرق رمادية ويبشرون بالموت ؟. جرّبوا كل السُبل وقد اختبئوا من وراء الجناية عند موعدها ، واختاروا أقل الناس وضاعة وجهلاً ولؤماً ليكونوا في منصة القضاء ، يهدرون العدل بالجهالة ، يختارون التُهم ويجربون استخدام التشريع وتبديل القضية أمام المحكمة بأخرى غيرها . وهو وعد قطعوا للذين كانوا يدبرون الأمر كله .وتصدوا للقصاص من الفكر ، وما استطاعوا فقد كانت حُجة الشهيد التأويل ، وحُجتهم البتر . ووجدوا أن اغتيال الجسد وفق رأيهم سيغتال الفكرة ،وما كانوا يعلمون أن جسد الشهيد المذلول لعبادة الله ، هو الجسد الذاكر ، الطاهر والروح الناطقة بذكر الله في السرّ والعلن . تلك اللغة الناصعة ، لا يدركها إلا الذين يعلمون ، وما كان للجهل من سلطان إلا على القتلة ، فالنهج قد اكتمل بناءه . والعين قد زالت غشاوتها ، والبصيرة قد أجْلت ما كُنا نجهله من خبايا التأويل والفضاء المفتوح على المعرفة والفهم المتجدد ، لآيات أزكت الفكر وإعماله ، وكرّمت العقل ووسائل تدبيره .
    (3)
    لنرى الآن ما جرّ علينا نهج التكفير من ضمور في العقل المفكر ، واستعجال قتل النفوس وإزهاق الأرواح لشُبهة خلاف في الرأي ، أو قُل نقص في إدراك تدبُر مقاصد الذكر الحكيم ، فأسقط الجهل النشط آليته على العقيدة ، وجرّ باسمها الشرور مطلوقة القياد ، بل تصدر ساحة التشفي في القتل وتصويره بآلة حضارية تحط من شأن الإنسان ، بدل أن تكرمه . وباءٌ انتشر ووقوده بين العامّة من المُنوَّمين بسلطان الطاعة الممنوحة لمن لا فكر لهم ولا عقل ولا ضابط. يطلقون الفتوى من علٍ، ويذهب إلى نارها الشباب والأطفال والشيب والنساء ، تزر وازرة وزر أخرى بلا ذنب ! . لم نسمع بشيخ من أصحاب الفتوى يأتزر بحزام ناسف ، بل بُسطاء الشباب ،أو الأطفال الذين لا يعرفون ،يحملون أحزمة القتل ، يفجرون أنفسهم أو يُفجِّرَهم من جَهّزهم للتفجير من بُعد . فئة قليلة من القتلة القادة يهمهم الإعلام ، والمال والسلطة التي تغيب عن أعين البسطاء ، ولكنها لن تغيب عن الذهن الذي يكتشف الحقيقة وسط الضباب المُفتَعَل .
    (4)
    {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } محمد24.
    للذكر الحكيم عجائب لا تنقضي ، معاني ترتقي برُقي الفهم والمعرفة ، لمن يُحب أن يتعرف كيف بدأ الذكر الحكيم بـ أقرأ ، والرب يعرف من يخلصون إليه لا الكذبة المُجردين من خصال الإنسانية ، ومن يحبهم مولاهم يفتح لهم سماوات البصيرة فيرون ما لا يرى الناس . لذا لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون . والإبحار كفاحٌ ، ييسره المولى للذين يحب ، فيبصرون كل شيء ولا يُبصر الناس .
    أيعرف الواحد منا كيف ينقّي سريرته من الشوائب ويُقبل على قراءة القرآن بتدبّر ، فتنفتح الأبواب المغلقة بينه وبين ربه ، ويتعرف على لذة التلقي بلا واسطة .
    هذه الدنيا كلها تتحدث عن فجور التكفير والتقتيل والبشاعة ، أيمكن أن يكون هؤلاء مهتدون ، قبل أن يتحكموا في البشر ؟.وها هو الذكر الحكيم يخاطب النبي الأكرم :
    طه{1}مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى {2} طه2 .
    أيمكن لهذا الإسماح المبين ، وهذا اللطف الخلوق وتلك الرقة الموصولة بين الرب ونبيه ، أن تكون هادياً للذين قتَّلوا الأنفس وهجّروا مئات الألوف بدعوة نشر العقيدة ؟.
    (5)
    نجمع قطفاً من مزهرية الشهيد الفكرية من مزرعة الرسالة الثانية :
    تأويل الشهيد في فكرة المعاوضة :
    {ليـس إلى الحقيقـة وصـول إذا ظللنا أسـرى أوهـام الحواس ، وإنما الـرشد أن نجعـل ما تَرى الأبصار مجـازاً إلى ما تـرى العقـول ، وما ترى العقـول مجازا إلى ما تـرى القلـوب . وهو الحـق ، ثم هو الحقيقـة ، في الفينة بعد الفينة .فالقرآن ساق معانيه مثاني .. معنى قريب في مستوى الظاهر ، ومعنى بعيد في دقائق الباطن ، ولكن القاصرين عن المدارك لم يفطنوا إلى ذلك ، فجعلوا الآيات التي تجاري أوهام الحواس ، والتي تجاري أوهام العقول ، سندهم ، وبنوا عليها علومهم ، فضلّوا كثيرا وأضلّوا .أما الصوفية فقد فطنوا إلى ذلك ، وعَلِموا أن أوهام الحواس ، وأوهام العقول ، يجب التخلص منها بأساليب العبادة المجوّدة ، التي تبلغ بهم منازل اليقين المحجَّبة بحجب الظلمات ، وحجب الأنوار.وكلما قلَّ الجهل ، وزاد العلم، قلَّ الشر ، ورُفعت العقوبة ، عن المعاقبين ، في تلك المنطقة التي وقعت تحت علمهم. (فالعقاب ليس أصلاً في الدين )، وإنما هو لازمة مرحلية ، تصحب النشأة القاصرة ، وتحفزها في مراقي التقدم ، حتى تتعلم ما يغنيها عن الحاجة إلى العقاب ، فيوضـع عنها إصـره ، وتبـرز نفـس إلى مقام عـزّها.}
    (6)
    لغة صاغها الشهيد واضحة كل الوضوح ، متوسطة الفخامة في معظمها وجزلة في بعضها ،لأن النبؤ في المعرفة تُقرّب من الكشوف النورانيّة للنص القرآني حين تدبُّر معانيه :{ أفلا يتدبرون القرآن ...}النساء: 82].والنص القرآني يُعدي بحلاوته وجزالته ، وعند المحبة الكُبرى تتنفس الريحانة الفكرية .
    فقدنا برحيل الشهيد تلك الصبوّة و تلك الحلاوة اللغوية المكتوبة ، وبقينا مع الأثر الذي تركه ،حين تبوأ منصّة الكتابة ، وقد فرّ منها أبناء جيله إلى لغة المشافهة . ففي باب "التسيير خير مُطلق" من كتاب (الرسالة الثانية من الإسلام ) ، نجده قد وضع المنهاج وأبان في صلب الفكرة أن ( العقاب ليس أصلاً في الدين ) ، وذكر عقاب الآخرة وأنه لا يدوم أبد الدهر . والتناول المطلق لنص العقاب ليس أصلاً في الدين ،هي قضية أجَّل الشهيد الغوص في تفاصيلها ، وترك أمرها لمن بعده ، ليحفر الفكر في بواطن المعركة الفكرية في مجتمع لما يزل يتمسك بالقشور ، وتراثه موصول بمؤسسة التقليد والإتّباع . ربما لم يحن وقتها بعد. فقضية "المعاوضة في الشريعة" و"المعاوضة في الحقيقة "باب يحتاج إعمال للفكر يتسق مع منهاج التأويل الذي اتخذه " الشهيد محمود محمد طه " ، لأن العقوبات والمعاوضة ، وردت في الآيات المدنية ، وهي التي شكّلت تحوّل دولة المدينة المنورة عند نشأتها عاصمة لدولة النبوة الأولى، قبل أربعة عشر قرناً.
    وتلك أبواب مفتوحة للنهل ، وبِركة محبّة للشراب الحلو.
    عبد الله الشقليني
    25 يناير 2015
    mailto:[email protected]@hotmail.com

    http://www.sudaneseonline.com/board/480/msg/%d8%a7%d9%84%d8%...4%29-1422335772.html
                  

01-28-2015, 06:51 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    Quote:
    التحالف العربي من أجل السودان يدين إغلاق مركز الشهيد محمود محمد طه الثقافي
    الثلاثاء, 27 كانون2/يناير 2015
    القاهرة 27 يناير 2015
    بيان عاجل
    يدين التحالف العربي من أجل السودان، بأقوى العبارات إغلاق السلطات السودانية لمركز الشهيد محمود محمد طه الثقافي في الحادي والعشرون من يناير الجاري، وألغت تسجيله بموجب المادة 8 من قانون تنظيم نشاطات الجماعات الثقافية القومية لسنة 1996م. ويأسف التحالف لاستهداف السلطات المتواصل للمركز وأعضائه عبر سلسلة من الإجراءات التعسفية ، يدين التحالف العربي من أجل السودان، بأقوى العبارات
    يدين التحالف العربي من أجل السودان، بأقوى العبارات إغلاق السلطات السودانية لمركز الشهيد محمود محمد طه الثقافي في الحادي والعشرون من يناير الجاري، وألغت تسجيله بموجب المادة 8 من قانون تنظيم نشاطات الجماعات الثقافية القومية لسنة 1996م. ويأسف التحالف لاستهداف السلطات المتواصل للمركز وأعضائه عبر سلسلة من الإجراءات التعسفية ، يدين التحالف العربي من أجل السودان، بأقوى العبارات إغلاق السلطات السودانية لمركز الشهيد محمود محمد طه الثقافي في الحادي والعشرون من يناير الجاري، وألغت تسجيله بموجب المادة 8 من قانون تنظيم نشاطات الجماعات الثقافية القومية لسنة 1996م.
    ويأسف التحالف لإستهداف السلطات المتواصل للمركز وأعضائه عبر سلسلة من الإجراءات التعسفية ، حيث منع الامن السوداني في الثامن عشر من يناير الجاري، احياء الذكرى السنوية لاعدام المفكر السوداني محمود محمد طه بمقر المركز بامدرمان، وداهمت المقروامرت الحضور بمغادرته وإغلاقه ومنعت في ذات اليوم إقامة ندوة جماهيرية لذات المناسبة، بجامعة الاحفاد بامدرمان.
    ويشير التحالف إلى أن كل تلك الإجراءات التعسفية مخالفة للدستور السوداني الذي يُكفل للفرد الحق في حرية التنظيم والحق في التجمع السلمي بحسب نص المادة 40، كما يكفل لكل الفرد الحق في تكوين الأحزاب السياسية والجمعيات والنقابات والاتحادات المهنية أو الانضمام إليها حمايةً لمصالحه.
    ويذكر التحالف بأن ظلت السلطات السودانية ظلت تنتهك الدستور السوداني والمواثيق الدولية الموقعة والمصادقة عليها حكومة السودان، وتصادر الحريات العامة والحرية الرأي والتعبير، بالتضييق على منظمات المجتمع المدني والقوى السياسية بحرمانها من حقها في ممارسة أنشطتها وسحب ترخيصها، وملاحقة كوادرها وإعتقالهم.
    وسبق أن أغلقت السلطات الأمنية مركز الدراسات السودانية ومركز الخاتم عدلان للإستنارة والتنمية، ومركز سالمة للدراسات النسوية وغيرهم، كما داهمت مؤخراً مقر المرصد السوداني لحقوق الإنسان، ومنعت إقامة أي نشاط داخل المركز دون إذن مسبق.
    ويعاني العديد من النشطاء في منظمات المجتمع المدني ونشطاء حقوق الإنسان من التضييق والمنع والتهديد، والحظر من السفر.
    ومازال د. أمين مكي مدني رئيس كونفدارالية منظمات المجتمع المدني والمبعوث السابق للأمين العام للأمم لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قيد الإعتقال التعسفي وآخرين غيره من النشطاء غير معروفين في الخرطوم ودارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق الذين لم يستطيع الإعلام الوصول إليهم، بسبب التعتيم الي تمارسه سلطات الأمن.
    ويجدد التحالف العربي من أجل السودان دعوته لجميع النشطاء والمهتمين بحقوق الإنسان، وجميع السودانين في الداخل والخارج بالضغط على السلطات السودانية لإتاحة الحريات، وإطلاق سراح جميع المعتقلين على أساس سياسي وعرقي.


    --
    تأسس التحالف في مايو 2008 , وبات يضم أكثر من 130 منظمة من منظمات المجتمع المدني العربي في 19 دولة عربية تناصر حماية ومساعدة من يعانون من أثار النزاع في شتى أنحاء السودان، وتسعى لتحقيق السلام لهم
    Wadah Tabir
    General Coordinator - Arab Coalition for Sudan
    Yassen Ragheb St.. from Gamal El Din Kassem, 8th district,, behind El Serag Mall, building No. 2, 1th floor, flat No. 3
    Nasr City, Cairo- Egypt
    Tel: 00202227585 – 0020222753975
    Fax: 0020222874073 Mob: 00201009240291
    Website: http://http://www.acsudan.orgwww.acsudan.org
    Facebook: https://http://http://www.facebook.com/ACSUDANwww.facebook.com/ACSUDAN
    Twitter: https://twitter.com/ACSUDAN
    //////

    http://www.sudaneseonline.com/board/480/msg/%d8%a7%d9%84%d8%...%8a--1422424209.html
                  

01-28-2015, 06:53 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    الزول الرائع جدا في الدمام .. بقلم: عبد الله علقم
    الثلاثاء, 27 كانون2/يناير 2015
    Quote: كلام عابر
    لم يعلن عن حضوره لمدينة الدمام إلا قبل 24 ساعة فقط ولكن القاعة التي استضافت اللقاء ضاقت على سعتها بالحاضرين شيبهم وشبابهم وكهولهم وأطفالهم،بعضهم قاد سيارته نحو ساعتين ليلحق بالمناسبة الباذخة التي أقامتها الرابطة الرياضية في الدمام.كانت أمسية الاثنين 19 يناير حدثا غير عادي.. كامل الدسم ستظل وشما في الذاكرة.. الزول الرائع حد الروعة.. المدهش حد الدهشة حط رحاله في الدمام.. أزهري محمد علي بشحمه ولحمه في قبضة السودانيين المقيمين في منطقة الدمام حاضرة شرق المملكة العربية السعودية يعطر ليلهم وينقل الوطن كله لمهجرهم ويثقب معهم جدران النسيان في وطن يلبس ذاكرته في المناسبات الجميلة..قبضة من حب واعزاز. هو شاعر يحترف الحقيقة وحدها ولا يعيش على حافتها في مواسم الخيبة الشديدة والمهاجرين الذين أصبحت لهم في كل وطن مقبرة، والوطن الذي توقفت عجلاته في الوحل بعد أن كان يتهادى "في طريقه إلى مشوار جميل" كما تقول أحلام مستغانمي..تشرفت لأول مرة بلقاء الرجل الفخيم. كثيرا ما يستأثر المقيمون في جدة والرياض بهذه النفحات الإبداعية القادمة من الوطن، ولكن كان لأهل المنطقة الشرقية هذه المرة نصيب.
    في تلك الأمسية تشارك معهم أزهري عشق الوطن رغم أن العشق حالة ثنائية لا مكان فيها لطرف ثالث، فالشاعر الذي لا يحترف غير الصدق هو المبصر حقا في زمن تعمى فيه الأبصار وتغيب فيه القلوب وتمتلىء الأرض بالنبتات الطفيلية السيئة..كنا أمام ثروة قومية حقيقية.
    كل ما نعبي الخاطر بالأحلام
    نرجع منكسرين
    ومحتشدين للآخر بالآلام
    تنقل أزهري بين حدائق شعره يتحف بها المستمعين المأخوذين بروعة المشهد.ذاكرته الكمبيوترية لا تسع شعره وحده فحسب،ولكنها تختزن أشعار القدال وحميد. عطّر المكان بمفردات محاحاة النحل، ووشم القلب، وسراي الليل، ورقاب الضي، وتقاب العيش، وشبال الريد،وصهيل الجرح،وصمت الورق،والضحكة طويلة التيلة،والموت الوسيم إن كان في الموت وسامة. قال رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام(إن من البيان لسحرا وإن من الشعر لحكمة).
    كانت روح حميد ومصطفى سيد أحمد وامتثال ومحمود محمد طه تحلق فوق القاعة، تضيف قدرا من الرهبة والحزن، فكل فرح لا بد أن يحمل في طياته شيئا من الحزن.
    ارميني في أرضك بذور
    لميني من وجع الغياب
    تلقيني في دمك حضور
    واديني مفتاح السحاب.
    ولكن رغم "السنين الضايعة في حقل التجارب"،و"الناس البتسالم بالمخالب"،و"ضحكات الصحاب الزي طعم الطحالب"،و"حد الكفاف"، وواقع "المواطنين الأجانب"،فقد منح الرائع أزهري محمد علي مستمعيه الذين ضاق بهم المكان على سعته، منحهم بكلماته الوسيمة فسحات كبيرة من الأمل والفرح، في وقت مسروق من فك المعاناة، وهم لا ينتظرون غير العودة للوطن بحقائب كبيرة من الحنين وحفنات من الأحلام التي تضمر يوما بعد يوم.
    لا حزن بعد اليوم
    كل الفرح قدام
    ناوليني باقي الحيل
    وهشي القماري تقوم
    وسلامات يا زول يا رائع حد الروعة، يا مدهش حد الدهشة، وربنا يديك الصحة والعافية.
    (عبدالله علقم)
    mailto:[email protected]@yahoo.com
    //////

    نقلا عن سودانايل
    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/142-1-0-6-9-7-6-1/77235-2015-01-27-18-41-14http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/142-1-...-2015-01-27-18-41-14
                  

01-28-2015, 07:02 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: Sudan Authorities Close Mahmoud Mohamed Taha Centre
    Omdurman — Sudanese authorities officially closed the Mahmoud Mohamed Taha Centre in Omdurman on Wednesday.

    An official of the Ministry of Culture and Information handed the management of the Mahmoud Mohamed Taha Centre the decision on the closure, stating that the Centre's activities contravene with the provisions of the 1996 act, which regulates the activities of national cultural institutions.

    On Sunday, officers of the National Intelligence and Security Service (NISS) raided the Centre, in order to prevent the commemoration of the 30th anniversary of the execution of Taha in Khartoum in 19985. They also prevented the start of a symposium on the Islamic thinker and reformer at El Ahfad University in Omdurman on the same day.

    http://allafrica.com/stories/201501230135.html[/QUOTE][/lefthttp://allafrica.com/stories/201501230135.html[/QUOTE][/left]
    Ighlaqsudan20Almarkazsudan1.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

    Ighlaqsudan20Almarkazsudan2.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                      

01-28-2015, 07:56 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    صحيفة التيار تنشر اليوم 28 يناير على صفحتها السابعة الحلقة الثانية من اللقاء مع د. أحمد المصطفى دالي
    dali1.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

01-28-2015, 12:21 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: في الوثائق الأمريكية (وغيرها): أحتفالا بالذكرى (Re: عبدالله عثمان)

    عن الرأي العام اليوم 28 يناير 2015

    ft.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

    تعقيب على البروفيسور فدوى عبدالرحمن عليى طه
    التنقيب عن "ما بعد التاريخ المعلن" في صحائف المؤرخين وإرث الأكاديميا السودانية
    عبدالله الفكي البشير
    وقفت، بسرور كبير، على مقال البروفيسور فدوى عبدالرحمن على طه، الموسوم بـ: "الفهم الجديد للإسلام.. قراءة في المواقف وتزوير التاريخ"، والذي نُشر بصحيفة الرأي العام في 11 يناير 2015. إن أهمية المقال وقيمته، لا تكمن في كونه قدم نقداً لكتاب: صاحب الفهم الجديد للإسلام محمود محمد طه والمثقفون: قراءة في المواقف وتزوير التاريخ، فحسب، وإنما تكمن، كذلك، في أن كاتبته، أكاديمية متخصصة في التاريخ الحديث والمعاصر، ولها منشورات: كتب وأوراق...إلخ، وإسهامات مقدرة في الإشراف على طلاب الدراسات العليا في تاريخ السودان السياسي.

    أشكر البروفيسور فدوى، على اهتمامها بالكتاب، وحرصها على اقتنائه، وانفاقها الوقت في قراءته وتأمله ونقده. إن دخول الأكاديميين، في الساحة بالنقد والتوضيح، لما ورد في كتابنا المشار إليه والكتابات على شاكلته، يؤكد أننا أمام حوار جديد عن الأستاذ محمود ومشروعه، قوامه: الانفتاح على الإرشيف، وبعث الوثيقة واستنطاقها، واعمال الحس النقدي، والخيال التاريخي. وأشكرها أيضاً، كونها بهذا المقال النقدي، اتاحت الفرصة لفتح مواجهات علمية بشأن الكتاب، وهي مواجهات مطلوبة، وندعوا لتوسيعها، في سبيل بناء شراكات لإجراء المراجعات النقدية والنظر وإعادة النظر في تاريخ الحركة الوطنية، وإنتاج وإرث الأكاديميا السودانية، وفي سبيل خدمة التنوير وتنمية الوعي والتحرير والتغيير.

    ملاحظة أولية

    هذا المقال هو مقال مختصر (جداً) ومجتزأ من تعقيبي على البروفيسور فدوى، التزاماً بالمساحة المتاحة في الصحيفة. أما تعقيبي كاملاً فسينشر في موقع سودانايل على الإنترنت، فور نشر هذا المقال ومباشرة.

    حجج البروفيسور فدوى ودفوعاتها

    هل كانت حجج، البروفيسور فدوى، ودفوعاتها، دقيقة وواضحة ووافية وعلمية، كما يتبدى، من الوهلة الأولى، للقارئ غير المختص أو للقارئ المختص الذي لا يعلم، أو للقارئ المختص المُسلِّم بما هو معلن من التاريخ، أم أن المقال نفسه، ما هو إلا تأكيد لما ذهب إليه كتاب: "الأستاذ محمود والمثقفون"، إلى أن التهميش والتغييب وبتر المعارف، واقع ماثل في إرث الأكاديميا السودانية؟ والحق أن المقال، بدفوعاته وأطروحاته، ما هو إلا تأكيد، لما خلص إليه الكتاب. بل أنه وبما تضمنه من دفوعات واطلاق أحكام، شهد بنفسه على نفسه، بدون قصد أو عمد، بأنه حلقة من حلقات التغييب، وسنرى تفصيل ذلك لاحقاً.

    الأطروحات الأربع وخلط الأوراق وتداخل المعلومات

    كتبت البروفيسور فدوى عن مقالها، قائلة: "يتناول هذا المقال بالنقد والتوضيح ما ذكره مؤلف الكتاب عن أطروحات أشرفتُ عليها وأجيزت في كلية الدراسات العليا تطرق لها بين الصفحات 774 – 828 من الباب الرابع الفصل الثالث عشر، الأستاذ محمود والأكاديميا السودانية قراءة في نماذج من الرسائل الجامعية (الدكتوراه والماجستير)".
    داخلت البروفيسور فدوى - وهي تناقش في أمر الأطروحات الأربع التي أشرفت عليها، وجاءت ضمن عينات كتاب: الأستاذ محمود والمثقفون - بين المعلومات وخلطت بين الأمور، بما يخدم موضوعها. فقد استدعت الدكتور محمد سعيد القدَّال، والدكتور فيصل عبدالرحمن علي طه، واستدعت كل ما يمكن أن يسعف، مما جاء في الأطروحات الأربع، على ندرته، عن الحزب الجمهوري والأستاذ محمود، بما في ذلك إضافتها لأطروحتين أخريين في تاريخ السودان السياسي، كانت قد أشرفت عليهما، ولم يكونا ضمن العينات التي درستها، وخلطت كل ذلك مع معلوماتها عن الحزب الجمهوري، على قلتها، خلطاً عقد الأمر على نفسها وعلى القراء وعليَّ، لهذا لابد من التبيين والفرز لما ورد في المقال.
    لن ألجأ إلى الخلط فقد تهيكلت مجادلتي بشأن الأطروحات الأربع، بناء على ما جاء في مقال البروفيسور فدوى، في ثلاثة محاور، هي: أولاً: الأطروحات الأربع وغياب المصادر الأولية Primary Sources ثانياً: استدعاء البروفيسور فدوى للدكتور القدَّال والدكتور فيصل، ثالثاً: الأطروحات الأربع وتجليات التغييب.

    الأطروحات الأربع وغياب المصادر الأولية Primary Sources

    هنا لابد من الإشارة لبعض الأمور:
    الأمر الأول: الحقيقة التي لا جدال فيها، كما جاءت في كتاب: الأستاذ محمود والمثقفون، أن قائمة مصادر ومراجع الأطروحات الأربع، قد خلت تماماً من أي ذكر لأي كتاب أو بيان أو محاضرة أو ندوة... إلخ باسم الأستاذ محمود محمد طه، أو باسم الإخوان الجمهوريين. والحقيقة التي لا جدال فيها أيضاً، أنه ليس هناك أطروحة واحدة من تلك الأطروحات اعتمدت على مصدر من المصادر الأولية.
    الأمر الثاني: كتبت البروفيسور فدوى، في اطار تبريرها لغياب المصادر الأولية Primary Sources، بأن الأطروحات: "استقت من مصادر أخرى، وهو أمر معروف ومشروع في أبجديات البحث العلمي". هذا التبرير في تقديري، لا يتماسك، في ميدان الدراسات الأكاديمية، أمام توفر المصادر الأولية. خاصة وأننا أمام حركة نشر مرشدها الأستاذ محمود محمد طه، خلال الفترة ما بين 1945- 1985، (34) كتاباً، وأشرف على نحو (300) كتاب أعدتها الأخوات الجمهوريات والإخوان الجمهوريون، وأذاع المئات من البيانات والمناشير والمقالات، وأقام المئات من المحاضرات والندوات... إلخ. ففي تقديري، أننا أمام حركة فكرية وسياسية، حرصت على التوثيق بصورة مدهشة، وقد وقفت بنفسي على معظم هذه المصادر في دار الوثائق القومية وبمكتبة السودان بجامعة الخرطوم.

    ثانياً: استدعاء الدكتور القدَّال والدكتور فيصل

    كتبت البروفيسور فدوى، قائلة: "لم تكن مصادر ومراجع فيصل ولا القدَّال مباشرة عن الأستاذ محمود محمد طه. فعندما تحدث فيصل عبد الرحمن عن الحزب الجمهوري في كتابه (ص 229 - 232) لم يستند إلى أي كتب أو منشورات للحزب الجمهوري أو الأستاذ محمود محمد طه بل استقى المعلومة من مصادر أخرى هي جريدتا النيل والأهرام، وخلت مصادر ومراجع كتابه تماماً من ذلك. وينطبق ذلك أيضاً على مصادر ومراجع محمد سعيد القدَّال في كتابه، أي عدم الرجوع إلى مصدر أو مرجع مباشر للأستاذ محمود محمد طه أو تلاميذه. ولم ينتقد المؤلف ذلك، بل احتفل بالكتابين فلماذا يحلل لهما ذلك ويحرمه على طلابي الذين أورد بعضهم معلومات عن الحزب الجمهوري في مواقف معينة مناسبة لأبحاثهم استندوا فيها على مصادر أخرى غير كتابات الأستاذ محمود".
    كنت قد كتبت عن المؤرخين، قائلاً: "ولم ينفرد من بين هؤلاء إلا عدد قليل، منهم محمد سعيد القدَّال الذي تضمنت معظم كتبه الإشارة للأستاذ محمود وإلى نضاله والحديث عن حزبه. ... ومنهم كذلك التجاني عامر، ومنصور خالد، وفرانسيس دينق، وفيصل عبدالرحمن علي طه، وآخرون غيرهم".
    فبرغم أن حديثي كان في اطار مقارنة مع المؤرخين، إلا أنه لا مانع لدي من مناقشة الأمر على ضوء ما جاءت به البروفيسور فدوى.

    الدكتور فيصل عبدالرحمن علي طه

    أولاً أشكر البروفيسور فدوى على أنها لفتت نظري للخطأ المطبعي في مفردة (البريطاني) في عنوان كتاب الدكتور فيصل، فقد رسمتها (السوداني)، وللخطأ في تاريخ ائتلاف حزب الشعب الديمقراطي مع الحزب الوطني الاتحادي عام 1967 فقد ورد عندي 1965، وقد سجلت الملاحظتين لتعديلهما في الطبعة الثانية القادمة.
    بشأن الدكتور فيصل، ليس صحيحاً البتة، ما ذهبت إليه البروفيسور فدوى، من أنه لم يعتمد على مصدر أولي. لقد اعتمد الدكتور فيصل، على مصادر أولية، وليس مصدراً واحداً، بل لم يعتمد الدكتور فيصل فيما أورده عن الحزب الجمهوري والأستاذ محمود، إلا على مصادر أولية. وهذه حقيقة. لقد خصص الدكتور فيصل الفصل الثامن من القسم الثاني من كتابه: الحركة السياسية السودانية والصراع المصري البريطاني، للحزب الجمهوري. وتناول الفصل قيام الحزب الجمهوري، ومبدأ الحزب وغرضه، وعلاقة الحزب بمؤتمر الخريجين، وعلاقة الحزب بالأحزاب الأخرى، ورؤية الحزب للعلاقة بمصر... إلخ. وفي هذا اعتمد الدكتور فيصل، على العديد من المصادر الأولية، منها على سبيل المثال لا الحصر: بيان الحزب الجمهوري عن "دستور الحزب الجمهوري"، الذي صدر في 26 أكتوبر 1945، ونشر بصحيفة النيل 4 نوفمبر 1945. واعتمد الدكتور فصيل كذلك على بيان الحزب الجمهوري الذي أصدره في 9 نوفمبر 1945 ونشر موسوماً بـ: "موقف الحزب الجمهوري من المؤتمر ومن وثيقة الاحزاب المؤتلفة"، بتاريخ 22 نوفمبر 1945 بصحيفة النيل. واعتمد على منشور الحزب الجمهوري: "نداء من الحزب الجمهوري" وهو نداء موجه للمصريين، ونشر بصحيفة الأهرام، في 5 فبراير 1947. كذلك اعتمد الدكتور فيصل في إشارة أخرى عن الأستاذ محمود، ضمن كتابه، في غير ذلك الفصل، على تصريح للأستاذ محمود عن رحلة وفد الجبهة الاستقلالية إلى مصر، ونشر التصريح في 8 يونيو 1952، بصحيفة السودان الجديد... إلخ. مع التذكير بأن الاطار الزمني لكتاب الدكتور فيصل، الذي أشارت له البروفيسور فدوى، هو الفترة ما بين 1936- 1953.

    الدكتور محمد سعيد القدَّال
    كتبت البروفيسور فدوى، وهي تتحدث عن مؤلف كتاب: الأستاذ محمود والمثقفون، قائلة: "لكنه كان انتقائياً فيما أورده واكتفى فقط بعبارة: وفصل القدَّال في ذلك (ص 371)، علماً بأن ما كتبه المؤرخ القدَّال عن الحزب الجمهوري يتجاوز الصفحة الواحدة بقليل وكان في معظمه نقد للحزب الجمهوري. فضمن طائلة ماذا يقع تغييب المؤلف لنقد القدَّال؟ طائلة تزوير التاريخ أم عدم الالتزام الأكاديمي والأخلاقي". من المهم الإشارة إلى أنني لم أطالب بأن لا ينقد الناس الحزب الجمهوري، بل النقد مطلوب، والنقد هو احضار وحضور للمغيب. إن الذي طالبت به ليس عدم النقد، وإنما عدم التغييب. فالذكر عبر النقد، ذكر مطلوب ومحمود. أما حديثي عن الدكتور القدَّال، فلم يكن عن كتاب واحد وإنما قلت "معظم كتب القدَّال"، وهذا ما يفسر أن القدَّال حينما خصص عنواناً للحزب الجمهوري في كتابه: تاريخ السودان الحديث 1820 – 1955، اعتمد على كتابه: الإسلام والسياسة في السودان 1651- 1985، وقد كان ضمن قائمة مصادره، وقد تحدث فيه عن الحزب الجمهوري والأستاذ محمود، حديثاً مطولاً اعتمد فيه على مصادر أولية، منها على سبيل المثال، لا الحصر كتاب الأستاذ محمود: زعيم جبهة الميثاق الإسلامي في ميزان: 1. الثقافة الغربية2. الإسلام، و كتاب: "الإخوان الجمهوريون، حيثيات المحكمة العليا في قضية الأستاذ محمود محمد طه"، إلى جانب أنه أورد كلمة الأستاذ محمود في المحكمة يوم 7 ينار 1984، واعتمد على بيانات وحوارات وتصريحات للأستاذ محمود نشر بعضها في صحيفة الأيام خلال الفترة: 17- 18- 19- 20 -21 نوفمبر 1968. وغطى حديث القدَّال في كتابه صفحات كثيرة. الشاهد أن القدَّال، كما قلت، تحدث بتوسع عن الأستاذ محمود والحزب الجمهوري، وكذلك فيصل عبدالرحمن علي طه، ومنصور خالد، وفرانسيس دينق، والتجاني عامر، وقلت وهناك آخرون غيرهم. فالقدَّال ليس فوق النقد. مع التذكير بأن الاطار الزمني لكتاب الدكتور القدَّال، الذي أشارت له البروفيسور فدوى، هو الفترة ما بين 1820 – 1955.

    الأطروحات الأربع وتجليات التغييب
    الأطروحة الأولى: قضية إسلامية الدستور والقوانين وتأثيرها على الاستقرار السياسي1955- 1985م

    إن الطلاب ضحية ونتيجة. وهذه نقطة جوهرية، فصلت فيها (أنظر التعقيب كاملاً بموقع سودانايل). كتبت البروفيسور فدوى، قائلة: "تناول الباحث عبد العظيم بين الصفحات 112 – 113 أموراً تتعلق بالحزب الجمهوري وابتدر حديثه عن معارضة لجنة مراجعة القوانين التي كونت عام 1977 بمعارضة الحزب الجمهوري..." إلى أن تقول: "... نقلاً عن عبد اللطيف البوني: تجربة نميري الإسلامية في السودان مايو 1969م- أبريل 1985م، الخرطوم، 1995م. وهذا الكتاب لا يوجد له أثر بين مصادر ومراجع المؤلف". هنا مصدر الباحث هو عبداللطيف البوني، مع احترامي للبوني، ويغطي كتابه الفترة ما بين 1969- 1985، وبينما الاطار الزمني للأطروحة 1955- 1985. هنا، أعتقد أن المشرفة، كان يمكن أن تقدم لنا، نقداً ذاتياً مستحقاً في الدوائر العلمية. فاعتماد الباحث، على المراجع، في ظل توفر المصادر الأولية، أمر يحتاج منا لإعمال الحس النقدي.
    كتبت البروفيسور فدوى، قائلة: "وأورد عبد العظيم الآتي: "انتقد الجمهوريون لجنة مراجعة القوانين السارية وتعديلها لتتماشي مع الشريعة منذ تكوينها إذ قاموا بإصدار كتيب في أغسطس 1977 عنوانه "الشريعة الإسلامية تتعارض مع الدستور الإسلامي"، وأورد الباحث بعض ما جاء في هذا الكتيب...". وأضافت قائلة: "وكان مصدر عبد العظيم الذي أورده في الهامش "الإخوان الجمهوريون، الشريعة الإسلامية تتعارض مع الدستور الإسلامي، ص 37" نقلاً عن عبد اللطيف البوني: تجربة نميري الإسلامية في السودان مايو 1969م- أبريل 1985م، الخرطوم، 1995م. وهذا الكتاب لا يوجد له أثر بين مصادر ومراجع المؤلف". (انتهى). الإشارة لكتاب الإخوان الجمهوريين، بما يشبه أن الباحث قد اعتمد عليه، إشارة غير دقيقة، فالأمر وبرغم استخدام البروفيسور فدوى، لجملة: "وكان مصدر عبد العظيم الذي أورده في الهامش "الإخوان الجمهوريون، الشريعة الإسلامية تتعارض مع الدستور الإسلامي، ص 37 نقلاً ..."، فهذه الجملة لا تغير شيئاً، ذلك لأن ما جاء كان نقلاً عن عبداللطيف البوني.

    المصادر الأولية المتوفرة أولى من المصادر الأخرى:

    إن أطروحة موضوعها: قضية إسلامية الدستور والقوانين وتأثيرها على الاستقرار السياسي، هي الأنسب لتناول القضايا المركزية الكبرى، التي كان يقود مواجهتها الأستاذ محمود، وهي قضايا عديدة. لكن غياب المصادر الأولية، تحكم في الاطار الزمني لما قدمته الأطروحة. فالاطار الزمني لكتاب البوني هو 1969- 1985، بينما الاطار الزمني للأطروحة هو 1955- 1985، فهناك قضايا عديدة ونشاط كبير قام به الأستاذ محمود، منذ عام 1955، وقد أوردت البروفيسور فدوى، بعضه ضمن حديثها كمعلومات منها، ولم يكن ضمن ما جاء في الأطروحات موضوع الدراسة، منها كتاب: أسس دستور السودان لقيام حكومة جمهورية فدرالية ديمقراطية اشتراكية، وعضوية الأستاذ محمود في اللجنة القومية للدستور، واللجنة الاستقلالية 1955، ودوره في مؤتمر الدفاع عن الديمقراطية نوفمبر 1965م، ...إلخ. إلى جانب أن هناك قضايا كبرى ومركزية، لا يستقيم فيها الأمر إلا بالاستناد على المصادر الأولية، خاصة وأن صاحبها كتب وتحدث ونشر المناشير... إلخ، من تلك القضايا المركزية: محكمة الردة نوفمبر 1968، والردة يناير 1985، وقضية الاستتابة، والردة الثانية 7 يناير 1985، وكلمة الأستاذ محمود في المحكمة، وتنفيذ حكم الاعدام، ... إلخ. وكل ذلك موثق بالكتاب والبيان والمحاضرة... إلخ. فقد كتب الأستاذ محمود سلسلة من الكتب وأقام العديد من الندوات بعنوان: بيننا وبين محكمة الردة، ونشر مع تلاميذه وتلميذاته، 27 بياناً، وفقاً لمقتنياتي، جاءت متسلسلة (الحزب الجمهوري- بيان رقم: "1"... وهكذا) ونشر أكثر من 20 بياناً عن مناهضة الدستور الإسلامي، وفقاً لمقتنياتي، وعشرات الندوات خلال الفترة ما بين 1968 وحتى مارس 1969، إلى جانب العديد من النشاطات والمنشورات (أنظر التعقيب كاملاً بموقع سودانايل).

    الأطروحة الثانية: تاريخ الحركة السياسية السودانية 1952- 1958

    عن هذه الأطروحة، كتبت البروفيسور فدوى قائلة: "في تقديري أن عدم ممارسة الحزب الجمهوري للعمل السياسي نتج عنها ضآلة دور الحزب السياسي وضعف دوره في الحركة السياسية السودانية الذي أشار إليه القدَّال. فقد امتنع الحزب عن المشاركة في لجان الدستور وقاطع الانتخابات البرلمانية وبالتالي لم يكن له دور في مداولات البرلمان. ويكفي ما ذكره القدَّال أعلاه ليبرر خلو رسالة الباحثة شيرين إبراهيم النور، تاريخ الحركة السياسية السودانية 1952 - 1958، رسالة ماجستير جامعة الخرطوم 2010 ، من ذكر للحزب الجمهوري في رسالتها إلا في مواضع قليلة جداً".
    والحق الذي لا مراء فيه، أن الأمر غير ما ذهبت إليه البروفيسور فدوى البتة، وغير ما ورثه بعض الناس في كتب الحركة الوطنية وتاريخ السودان السياسي. فالوقائع والأحداث الموثقة تؤكد أن الفترة ما بين 1952- 1958، كانت من أكثر الفترات نشاطاً وأوسعها حراكاً للحزب الجمهوري. فقد شهدت هذه الفترة بالذات انتاج كم هائل من آراء الحزب السياسية واعلانه عن مواقفه السياسية. لم يغيب الحزب نفسه، وإنما كانت له رؤية مغايرة وخارجة عن السائد والمألوف. ولعل دراسة المغاير أهم من دراسة المتشابه، لأننا عبر دراسة المغاير نستطيع أن نفهم (لتفاصيل ذلك أنظر التعقيب كاملاً بموقع سودانايل). فقد كتب الأستاذ محمود بصحيفة أنباء السودان، في يوم 4 أكتوبر 1958، ضمن حديثه عن: "نحن شعب بلا سياسة"، قائلاً: "أما أنت فما شئت وأما أنا فما أرضى لهذا الشعب أن يظل غنيمة باردة لتضليل هذه الأحزاب الفاسدة الجاهلة وإني للخلاص لعامل وعلى الله قصد السبيل". وعن فهم الجمهوريين للسياسة جاء في افتتاحية صحيفة الجمهورية 15 ينار 1954م، كما ورد آنفاً: "الجمهوريون حزب سياسي ولكنهم لا يفهمون السياسة على أنها اللف والدوران .. وإنما يفهمونها على أنها تدبير أمر الناس بالحق وبميزان".
    وقبل التفصيل الموثق لذلك النشاط، أقدم جرداً مجملاً لما قام به الحزب الجمهوري خلال الفترة ما بين 1952- 1958. (أنظر التعقيب كاملاً بموقع سودانايل).
    1. في هذه الفترة (1952- 1958) اصدر الحزب الجمهوري، صحيفة الجمهورية، ورئيس تحريرها الأستاذ محمود. وصدر أول أعدادها في 15 يناير 1954، وهو اليوم الذي شهد اعلان شعار الحزب: (الحرية لنا ولسوانا).
    2. نشر الحزب الجمهوري أربعة كتب، هي: (قل هذه سبيلي: الاقتصاد، الاجتماع، التعليم، المرأة 1952، وكتاب: (Islam the Way Out) 1952، وكتاب بعنوان: (محمود محمد طه رئيس الحزب الجمهوري يقدم أسس دستور السودان لقيام حكومة جمهورية فدرالية ديمقراطية اشتراكية) 1955، وكتاب بعنوان: (الحزب الجمهوري على حوادث الساعة: حقيقة النزاع في الشرق الأوسط، حوادث العراق، التدخل المصري) 1958.
    3. أرسل الحزب الجمهوري ثلاثة خطابات لرؤساء مصر. أرسلت الخطابات بالبريد، ونشرت كذلك في الصحف المحلية في الخرطوم. الخطاب الأول عام 1952 إلى اللواء محمد نجيب قائدة ثورة 23 يوليو 1952. والخطابان الأخيران إلى الرئيس جمال عبدالناصر. الخطاب الأول في عام 1955، نشرته صحيفة الاستقلال، والخطاب الثاني عام 1958 ونشرته صحيفة أنباء السودان،
    4. كان للأستاذ محمود، ولأول وآخر مرة، عمودان صحفيان، متتاليان، وليسا في وقت واحد، في صدر الصفحة الأولى بصحيفة أنباء السودان. الأول بعنوان: "كلمة حق"، والعمود الثاني بعنوان: "مشكلة اليوم".
    5. شهدت الفترة تقديم الطلبات من بعض الأحزاب السودانية للتحالف مع الحزب الجمهوري واصدر الحزب الجمهوري البيانات، لتوضيح ذلك للرأي العام.
    6. حظي الحزب الجمهوري بإعجاب كبير في الساحة السياسية. كتب بشير محمد سعيد (1921م-1995م)، مقالاً بعنوان: "الجمهوريون يرسمون الطريق"، ونشره في صحيفة السودان الجديد، العدد 1630، الأحد 8 يونيو 1952م، قائلاً: "إن في السودان الآن (8/7/1952م) نحواً من خمسة عشر حزباً كل منها ينادي بأعلى صوته أنه مبعوث العناية الإلهية لإنقاذ هذا الشعب من براثن الاستعمار، وهي تقوم في معظم الأحوال لا على برامج سياسية واضحة ولكن على استغلال عواطف وعصبيات لا تمت إلى السياسة بصلة... وإني لأنتهز هذه الفرصة فأدعو جميع الأحزاب أن تحذو حذو الحزب الجمهوري فتخرج على الناس أهدافها ومراميها وتتعاون على تربية الشعب تربية سياسية لابد منها إن أردنا للشعب أن يكون له صوت وكلمة في حكومته".
    7. ... إلخ (هناك ثمان نقاط أخرى ضمن نقاط الجرد المجمل، يمكن الاطلاع عليها ضمن التعقيب بسودانايل)

    تفاصيل نشاط الحزب الجمهوري في الساحة السياسية خلال الفترة (1952- 1958)
    بين يدي الآن من الأنشطة أكثر من مائتين، وهي تتنوع ما بين بيانات وندوات ومحاضرات ومقالات... إلخ، وكلها موثقة من مصادرها بدار الوثائق القومية، قام بها الحزب الجمهوري في الفترة المشار إليها في العنوان ونظراً لضيق المساحة المحددة لي للرد، يمكن الاطلاع على مائة وعشرة من تلك الأنشطة، ضمن التعقيب كاملاً بموقع سودانايل.

    حاجتنا للمروءة الأكاديمية والتواضع الذهني

    فهل بعد كل هذا، يمكننا أن نقبل من مشرفة على أطروحة جامعية عنوانها: الحركة السياسية السودانية (1952- 1958)، دعك من الطالب/ الطالبة، أن تطلق حكماً، بأن الحزب الجمهوري لم يكن له دور في الحركة السياسية خلال الفترة الزمنية التي مثلت الاطار الزمني للأطروحة؟.. وهل نقبل بأن يكون ذلك الحكم، حتى ولو أتى من الدكتور القدَّال، أو أي أكاديمي آخر، هو المبرر لخلو الأطروحة المعنية من ذكر الحزب الجمهوري أو الأستاذ محمود؟ وهل نقبل من البروفيسور فدوى قولها: "ويكفي ما ذكره القدَّال أعلاه ليبرر خلو رسالة الباحثة شيرين إبراهيم النور من ذكر للحزب الجمهوري في رسالتها"؟.. وهل بعد كل هذه المعلومات والوقائع، يمكننا قبول ما كتبته المشرفة، قائلة: "ولا توجد مناسبة للإشارة للأستاذ محمود أو كتبه أو كتب تلاميذه في قائمة المصادر والمراجع"، عن أطروحة موضوعها وعنوانها: الحركة السياسية السودانية (1952- 1958)؟.. وهل من المقبول علمياً، أن نبرر عدم ذكر الحزب الجمهوري في الأطروحة، استناداً على قول القدال أو أي أكاديمي آخر، حتى ولو كان مخالفاً للوقائع والأحداث الموثقة؟ هل نجمد البحث عند رأي القدَّال؟ لا ولا كرامة.. وإذا كانت القائمة أعلاه، تتضمن نشاط الحزب الجمهوري خلال الفترة 1952- 1958، المغيب في الأكاديميا السودانية والمعلن إنكاره، في أحدث مقال نقدي، بحكم أكاديمي، من غير علم، بعدم وجود النشاط أصلاً، ليبرر، الجهل بالنشاط، عدم ذكر الحزب في أطروحة موضوعها: تاريخ الحركة السياسية السودانية خلال الفترة 1952- 1958، فما بالك بحجم نشاط الحزب في الفترات الأخرى كماً وكيفاً؟ وبعد كل هذا، هل يمكننا قبول ما كتبته البروفيسور فدوى، قائلة: "لو أورد المؤلف ذلك الذي ذكره القدَّال لنسف الهدف الذي رمى إليه وهو تضخيم دور الحزب الجمهوري السياسي"؟ فهل ضخم المؤلف دور الحزب الجمهوري، أم قزمت الأكاديميا السودانية، ضخماً، ظل يقدم العلمي والنوعي؟ بيد أنه تقزيم إلى حين..

    الأطروحات الأربع وتجليات التغييب
    الأطروحتين الثالثة والرابعة

    نسبة لضيق المساحة في الصحيفة، فإنني أدعو القراء الكرام للاطلاع على دحض حجج البروفيسور فدوى، بشأن هاتين الأطروحتين، الأطروحة الثالثة: (إسهامات الأعضاء الجنوبيين في البرلمانات واللجان والمجالس السودانية "1948- 1969")، والأطروحة الرابعة: (انتخابات وبرلمانات السودان مايو 1965 - مايو 1969)، ضمن تعقيبي الكامل بموقع سودانايل على الإنترنت. فالأطروحتان تناولتا قضايا عديدة، لا يمكن أن تدرس في اطار مداولات الأعضاء الجنوبيين، فقط، أو في اطار الأحزاب التي ستشارك في الانتخابات، فقط، فهي أحداث ووقائع، وقد خصصت لهما الأطروحتان عناوين جانبية، ومنها: "مؤتمر الخريجين"، "المجلس الاستشاري لشمال السودان"، "الأحزاب السودانية 1945- 1954"، و"الأحزاب الاستقلالية"، "انتخابات أبريل 1965 بين المعارضين والمؤيدين لإجرائها"، و"مشكلة الجنوب بعد اندلاع ثورة أكتوبر 1964"، و"جنوب السودان خلال الحكم العسكري"، و"اللجنة القومية للدستور 1956م"، و"المشكلة الدستورية وحل الحزب الشيوعي"، و"اللجنة القومية للدستور عام 1966م-1968م"، و"مسودة الدستور"، ....إلخ. وفي كل هذه المحاور، وغيرها مما جاء في الأطروحتين، كان للأستاذ محمود والحزب الجمهوري حضور ودور كبير ومواقف مغايرة: من مقاومة موثقة، وآراء منشورة في كتبه وبياناته...إلخ. بل بعض مواقفه، لا نجد لها مثيلاً، حسب علمي، لدى أي حزب من الأحزاب السودانية. وهذا ما يجعلنا نقول، كما ورد آنفاً، إن دراسة المغاير أولى من دراسة المتشابه، فالمغاير يساعدنا على الفهم. ومما يؤكد المواقف المغايرة للأستاذ محمود والحزب الجمهوري، في تاريخ السودان السياسي، على سبيل المثال لا الحصر، تناولت الأطروحتان، في عنوان جانبي: "المجلس الاستشاري لشمال السودان. إن الذي لا يعرفه الكثير من أساتذة تاريخ السودان السياسي، أن زعيم الحزب الجمهوري وكذلك قادة الحزب سجنوا بسبب نضالهم ضد قيام هذا المجلس، واعتبر الحزب في قيامه تقسيماً للسودان. وظل الحزب رافضاً لقيام المجلس ومقاوماً له. وفي هذا، كان الحزب الجمهوري، حسب علمي، هو الحزب الوحيد في الساحة السياسية الذي دخل زعيمه وقادته السجن بسبب تلك المقاومة. هنا ينبغي أن الفت الانتباه، إلى أنني أتحدث عن السجن الأول للأستاذ محمود، (50) يوماً، وليس السجن الثاني، عامان، بسبب قيادة الأستاذ محمود لثورة رفاعة/ الخفاض الفرعوني (وقد فصلت ذلك في الفصل الخامس من الكتاب). لقد كان سبب السجن الأول للأستاذ محمود هو توزيع الحزب لمنشورات ضد المجلس وضد القوانين التي أصدرها. أيضاً، تتجلى المواقف المغايرة للأستاذ محمود والحزب الجمهوري في الموقف من مؤتمر الخريجين، وكذلك الانسحاب من لجنة الدستور القومية ...إلخ. والحق أن اعلان عدم المشاركة المسبب، والذي اعابته البروفيسور فدوى، هو في واقع الأمر مشاركة عابرة للزمان والمكان ناحية المستقبل، حتى نأتي نحن والأجيال اللاحقة لندرس تلك المواقف حتى فهم. فالمغاير والمختلف يقودنا للفهم، كما "إن الفهم ينبع من الاختلاف". فلا بد من استدعاء المهمش والمقموع والمكبوت حتى نفهم.

    مقترح بحث ماجستير أو دكتوراة أكاديمي علمي

    كتبت البروفيسور فدوى، قائلة: "ختاماً أتمنى أن تسنح لي الفرصة لأشرف على بحث ماجستير أو دكتوراه أكاديمي علمي محايد متكامل يتناول بالتحليل والنقد الأستاذ محمود محمد طه والحزب الجمهوري". في تقديري، أننا قبل التأمل في الدعوة للإشراف على بحث ماجستير أو دكتوراة أكاديمي، علينا أن نمارس النقد الذاتي بشأن اطلاقنا للأحكام، وعلينا كذلك الانفتاح على الإرشيف، لأن الإِشراف لا قيمة له إذا لم نكن منفتحين بما يكفي على الإرشيف، ومتحررين من التسليم بالصورة المنمطة.

    تجديد الدعوة للحوار

    أرجو أن تسمح لي البروفيسور فدوى، فأكرر شكري لها، على اهتمامها ونقدها. وفي الختام أجدد الدعوة لمزيد من النقد، فالنقد للإنتاج الفكري، هو بناء، وفيه ترسيخ لمعايير الرقابة الذاتية، وترفيع لمستوى الحوار.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de