|
Re: الاسرة (ام بريرة ) (Re: Dahab Telbo)
|
مرت الايام والسنون وها هو ابو امبريرة احد ظرفاء القرية غير المحبوبين ، فهو يحمد ويسبح بأسم من اعطاه ، باختلاق امجاد كذوبه وادلاء شهادات كرم مزورة ، مع خلق سلالات شريفة من خياله لقاء قليل من الدخن و (الضرابه)، ابو امبريرة ذلك الرجل المهزوم الباحث عن اضواءه التي سرقها الزمن ، عرف بادخال انفه في كل شيئ ، من مناسبات زواج ، ختان ، كرامة حج او عزاء، بل يتدخل حتى في شئون ادارة القرية وذلك بملازمته للعمدة ، ونفاقه الزائد ، تدنيه المفرط ، ولكن رغم ذلك يبقى ابوامبريره هو ريحانة المجالس وفاكهتها ، فقد اثبت انه لا احد على امتداد ((قرى (وادي كساره الدقلية) وصولا الى قرى (دلمانة – دقريس) ورجوعا بقرى (حرازه) ذات الكثافة الرعويه وقطعان الخراف ))، يستطيع خلق النكتة ، وفرج الشفاة ، و نظم الشعر الهزلي هجائي كان ام مدحي مثله ، بل اكثر من ذلك فهو الوحيد الذي لايرى حرجا في ان يقبل يد امرأة عجوز مدعيا انها جدته ، وكذلك ايدي الشيوخ بدواعي البركة ، فكٌون جمهور مزاجي نوعا ما ، لا احد يصرح بحب ابوامبريرة ، وكذلك لا احد يستطيع ذمه او إساءته امام الملأ ، فنشأ اتفاق صامت بين اهل القريه بأن يسكتوا عن امره ، فلا يزمونه ولايمدحونه ، وظل ذلك الاتفاق ساري الى ان اتى اليوم الموعود .
تلبو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاسرة (ام بريرة ) (Re: ابو جهينة)
|
كان ابو امبريره اضافة الى سماجته وعمله في الحقل كسائر اهل القرى يمتهن عملا غريبا وتجارة فريده من نوعها (راجت بعد موته بقرون في بلاد كوش مجددا ) ، تجارة لا اخلاقيه حتى اذا مورست بمهنيه وصدق ، اما ان تمارس بطريقة اكثر خسه ودناءة فتلك هي ثلاثة الاثافي ! التي كان يأتيها ابومبريرة ، فقد كان يمارس( تجارة الدين بالوكالة) ، في خطوة شيطانية تمكن من اقناع شيوخ (الام بررو )الذين ياتون في فصل الخريف من على تخوم بانقي تطردهم غزارة الامطار ، توصل معهم الى أن يشتري منهم جميع تمائمهم واحجبتهم وعروق اشجارهم الشافيه بثمن حاضر على ان يتعهدوا له بان لايبيعوا ما يتركه لهم لاحد ، وان يخبروه بالتفصيل عن اسرار الاعشاب ، ومفاعيل التمائم ، هو بدوره يلعب دور الشيخ والمعالج طوال اشهر الشتاء والصيف ، فيربح ارباحا مضاعفة ويكسب وجاهة هي ما يصبو اليه في الاساس . في اوائل شهر مايو عندما كانت خيام الامبرروا تغطي مابين مزارع القريه الشرقية ونقعت (دولمانه) الى جروف وادي (دقريس) بألوانها الصارخة وكأنك في عيد للفيلة (بمومباي) جلس ابوامبريرة الى الشيخ (نوقري) امام خيمة البروش ذات القلائد الجلدية المصبوغة بعصارة زهرة (امسبخة) البنفسجيه ، على بساط من لحى اشجار (المر) وهو يسأله بعض الاسرار ، اجابه الشيخ ومن ثم ذم شفتيه وهو يقول امممممممم اللاهو يااللاهو شغل انا نوريك ده سأب قاسي اممممممممم اللاهو يا اللاهو بعد مقدمات دراميه ادخلت ابوامبريرة في هلع حقيقي واستشعر خطر النبأ قال له الشيخ ان جموع الجن الساكنة في اشجار العرديب في زرع (عيسى فساد) التي قطعها ابنه حامد غاضبون لذلك الفعل ولولا ان منعهم حكمائهم كانوا احرقو القريه قبل ان تهوي مساكنهم في سعير (كمينة) فحم حامد ، فقر ابوامبريره فاه وسعق بذلك النبأ المدهش ، مستغرقا في تفاصيله الى ان وصل الشيخ الى نتيجة مفادها (ان للجن صقر بحجم الفيل يأتي كل عام للنظر في القضايا الخلافية بينهم وبنو البشر ، فأن وجدهم محقين انتقم لهم بنفسه والا ازاقهم ويلات العذاب ) سوف يأتي في فصل الدرت ، بعيد حصاد الدخن ،وانه قد يصل غضبه الى ابتلاع القرية بأكملها اذ اوجد الحق مع عشيرة الجن المشردة الان بين نبات (العوير) في جروف الوادي ، دخل المهرج العجوز في غم حقيقي ، وبدى كالمكلوم في عزيز، رجع يجرجر حزنه ، فبدى بوقار شيخ صوفي يتجهز لدخول خلوته الكبرى ، ولأول مرة مذ ان سكن (كسارة) يغيب عن وليمة ، -قد كانت هناك سمايه لوليد هو من ابتاع اغراضها من السوق الاسبوعي ، ليريح ابا الوليد نظير دجاجتين وخمسة بيضات - ، احتبس نفسه في الكوخ لايام، امتدت فيما بعد لتصل شهور بعثت الهلع والخوف في نفس( ام امبريرة ) ، هزل جسده ، طالت لحيته وشعر رأسه ، فبدى كشبح لشيخ وقور ، عندما خرج من عزلته كانت حفلات الحصاد قد بدأت لتوها ، الوفود تقاطرت من القرى وجماعات الرقيص انشغلت بتنظيم صفوفها ، السوح نضفت من الشجيرات الشوكيه تمهيدا لليالي السمر ، النساء النجيبات بدأن في صناعة (الدبنقات) الكبيرة من الطين اللبن وروث الحمير اما الكسولات منهن فما زلن لم يطلين (مدقات ) عيشهن بعد ، خرج في وقار وتقوى ، يلازمه ابريق الطين اينما حل وهو يصيح في الجموع الجالسين (حييي مدد ياشيخي يا الماحي مدد) ثم يردف ( السنه يجيكو شغل لابنشال ولا بنزقل) لم يساور احدهم شك في عته ابو امبريرة ، فصاروا يكرموا وفادته ، اينما حل عرفان لفكاهته وطيبة مجلسه ، بدأ بترحيل بيته ترحيلا صامتا ومتمهلا كما النمل ، لم يحلظ ذلك احدا من سكان القرية ، تسلل كالظل الى ما وراء الوادي في تعمير موازي ، فأصبح يغيب في الادغال طوال النهار للاحتطاب وقطع قصب الدخن الذي يستغله في بناء (قطيتين) وراكوبه كبيرة ، بعد ان اتم البناء ، خبأه ككنز ثمين ، ثم بدأ يظهر بعد غياب اسبوعين وراء الوادي. في يوم جمعة كانت (قروه ) تزمجر غضبا كثور مجنون ، وبعد صلاة الجمعة وقف ابو امبريرة واعظا الناس بتقوى الله ، والحذر مما سماه البلاء القادم ، لم يفصح اكثر ، ولم يستوضحه احد ، فمن يستوضح رجل مجنون؟! ، سألته زوجه عن الامر فأجابها بأن صقرا بحجم الفيل سوف يبتلع القريه عقب حصاد (جباريك الضرابه الشتوية) ، لم يغظه استهزاءها بالامر وهي تقول (وما المشكلة في ذلك فالموت مع الجماعة عرس!) عرف انها تسخر منه وعرف انها ماسألته الا لتتأكد من جنونه فأردف (بكرة تقولو الشايب قال) ، ومسد شعر ابنه الصغير الذي كان ينام في حجره ، بعد رفع رأسه من الارض ليسنده بفخذه ، تأمل وجهه الملائكي فبدى له كجنة عدن ، تفرسه ، بانت نضرة الوجنتين اكثر اشعاعا ، استرجع طفولته ، قلبها ككف ، لم يجد ما يستوقفه ، خرج منها بأنكسار محاصر الى وجه الصبي ، لاحظ ان ثقره ينفرج عن بسمة ميته ، كأي نائم سعيد ، دقق فوجد ان الانفراج يتسع ، الى ان شهد تتويج بسمه كامله حية كسمكة داخل ماء ، حينها عرف صغيره كان يتناوم ليسمع الامر ، بطريقة مفاجئة نهض الصغير سائلا متى سوف ياتي الصقر الذي بحجم الفيل يا ابي؟ وهل هو يشبه الصقر (كلدنق ) ؟ تحاشى العجوز اسئلة الطفل ونهره امرا بأن ينام ، لكن النزق الصغير اخبره انه يعلم كل الامر فقد اخبره (سوباجو) طفل (الامبررور) عن سر الصقر ، بل ذهل الشيخ عندما اخبره صغيره عن انشودة اغضاب الصغر ، حينها صرخ في وجهه (انت شيطان شيطان) وخرج الى الخلاء . تلبو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاسرة (ام بريرة ) (Re: جلالدونا)
|
Quote: يا سلام يا تلبو اجمل حاجة فى الدنيا دى الرسم بالكلمات ابداع ما بعدو ابداع و متابعين يا استاذ |
العزيز جلالدونا شكرا يا صديقي على كلماتك المذهبة وقولك المشجع ما هي الا اضغاث خيالات نرتقها في شكل سرد لنزيل به كدرة الايام شكرا ياصديقي على كلماتك التي تشد الاذر فمغبوط بظهورك ياصاحب
عشت تلبو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاسرة (ام بريرة ) (Re: Dahab Telbo)
|
الليل في كمال انصاته يصيخ السمع الى تضرعات الشيخ المهرج ، وهو يبكي بصدق ويسأل الله النجاة ، تسلل صوت هامس الى اذن الشيخ ظنه في الاول جوابا من السماء ، فأنصت هنيئة ، قبل ان يصعقه صوت ادم الصغير وهو يردد نداء الغضب الصقري في حبور (كلدنق الكبير ودالعزبا بلدنا العامرة ما بتقدر تخربا) عندها عرف سبب زوال الصغار قبل الكبار ، تنبه لنقص صغاره عندما يعدهم في دجاه الوقور ، بل استطاع ان يفك تلاصم معرفة صغيره -الشيطان - بأدق تفاصيل اختفاء الصغار ، ففي كل صباح كان ادم الصغير يتنبأ بأسم الطفل المفقود ولما يفرق ابو امبريرة من شراب كوب شايه الصباحي ، بل يجزم على ذلك ويندهش ابوه عندما يجد صدق نبوئته في الحقول ، وعرف سبب وصول الصقر الى مخبأهم ايضا ، بعدها تشهد وانتبه لحاله وجد فراش الصغيرين خالي ، ظن -لوهلة - ان الصقر الفيل اتى على الصغيرين في ان واحد، ارتجفارتجافة المسلوع بالصقيع ، كاد يفقد عقله ، لولا ان رأى الصغير يخرج وهو يضحك من بين قصب الدخن عندها اصابه غضب اعمى بصيرته ، مسكه ، واخرجه الى الفناء ثم نادى (كلدنق الكبير ود العزبا بلدنا العامرة مابتقدر تخربا) جاء الصقر وخطف الصغير في موكب اسطوري كتنين طائر ، تملكت الحماقة الشيخ فأخرج زوجته لينشد ومن ثم خرج بنفسه شاهرا سكينه فأنشد نشيد الموت ليصعد الى ظلمات الصقر .
تلبو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاسرة (ام بريرة ) (Re: Dahab Telbo)
|
من يصدق كل هذا العالم تحويه هذه التجويفة اللحمية ، اسواق وبيوت ومباني ،اخاديد ، اعشاش واقنان ، واواني ، صغار وكبار نساء وصبايا ، بل اكثر من ذلك زروع ذرة حقيقية لها سوق وقناديل ! ،تفرس ابومبريرة وجوه احد الماره ، فوجد انه ليس لديه انف ، ظنه معاق ، تفرس اخر ، ايضا بلا انف !، ثم ثالث فرابع ، ليقول للذي بجواره في حديقة الانسان وبنبره اكتشافيه ( هؤلاء القوم ليس لهم انوف) اجابه جاره بغنوط (اظنك لم تلحظ انه ليست لهم ارجل كذلك!). جميع رجال القريه يجلسون في قفص ضيق ، كاملين لاخدش او اعاقة وكذلك النساء كاملات بأطفالهن ، دنيا اخرى وعالم اخر يعيش في هذه الكرش العالم ، انزوى الصغار من بني البشر وتعلقوا بثياب امهاتهم ، امام جموع المتفرجين على هؤلاء الادميين الغرباء الواقفين بتأفف كقطيع من الضأن في حظيرة مسلخ ، تفرج المارة على هذه المجموعة الغريبه ، هتف اطفال بلا انوف بهتاف لم يفهمه احد من جماعة ابوامبريرة عقب خلو الساحة من المتفرجين ومن ثم رشقوهم بالحجارة ،انحنى الجميع واضعين رؤوسهم بين ايديهم ، متواريين من موجة احجار الشياطين ، بعدها ساد هدوء بغيض يتخلله تأرجح الهواء في الرئات شهيقا وزفيرا بطعم الضياع، عندما سأل الشيخ المهرج من سبقوة الى المكان ، عن ماذا سوف يحدث اجابوه بأن لاشيئ سوف يحدث يوميا يتفرج المتفرجون الى الليل ثم نخلد للنوم كأي قرود في حديقة حيوان ، وكعادة من يأخر حكمته للمواقف المفصلية ، فكر في الخلاص ، تشاور معهم ، لم يكن احدا يحمل فكرة واضحة ليقدمها ، عندها امرهم بأن يبدأوا في حفر الارض الجلدية التي تحتهم بما لديهم من سكاكين ، بدت الفكرة سخيفة للجميع ولكنهم شرعو في العمل الذي لابد منه ، ما هي الا ايام وفتحت سلة للعالم ، فتشجع الجميع ولمع لهم برق الخلاص ، في ذات ليل (الذي هو نهار العالم) تشتتوا في فضاءات الارض صارخين كأطفال كبار ، معلنين ميلادهم الثاني للوجود، تشتت الجموع في الادغال ، لم يدروا في أي ارض هم ، ولكن على كل حال انها ارض ترابية وليست جلدية كالتي اتو منها !، مات من صادف الاشجار الحقوده ، وتأذى صاحب الحظ الطيب ، تمكن ابومبريره من جمع اسرته رغم فقده لصغيره النزق واخته الكبيرة ، الان هو وزوجه واطفاله الست في غابة ، يعيددون كفاح ادم وحوا عند هبوطهما الاول .
تلبو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاسرة (ام بريرة ) (Re: Dahab Telbo)
|
الاسرة (ابومبريرة) تتمشى في دغل كعانة مجنون ، الجميع سليم الا من خدوش او جروح طفيفة ، كانت الامور ستكزن بأحسن حال لولا ان شيئا من (الزهللة) اعترت ابو امبريره ، اكتشفوا ذلك عندما حلف بجده انه يعلم هذا المكان وانه سرح فيه بأبله ، بل اكثر من ذلك صرح بأن البيت من هنا قريب لايكلف من المشي سوى (ضحويه) ، ليسير بهم يوميين متتاللين دون هدى ، عندها و عندما علمت ام امبريره بالمهزله تسنمت الامور في حزم من يواجه الضياع وراء ترهات مخبول ، بعد ان اجلست الصغار تحت شجرة (جميز) ظليلة استطلعت الغابة ، وجدت بعض اشجار (الطلح) اخرجت منها صمغات لبنه ، عادت بها الى صغارها الجياع ، لتجد الاب المخبول تناسى كل الالام وطفق يقص على صغاره بطولات توره عند (المنشاق) ! ، جمعوا بعض الاشجار الطريه وطرحهوها على (سيداب ) الاعواد المنصوب تحت شجرة الجميز ، معلنين عن اول سرير في حياتهم الثانية، ناموا جميعهم الا الام ظلت تفكر في هذه المهازل وكأنها تستوضح ربها (الى اين تسير بنا يا ذا الطول؟) عند الصبح خرجت الام بعد ان اودعت الاب المخبول اطفالها لتتبصر رزقا ، تجولت في الغابات التي لا تفضي الا الى مزيدا من الغابات ، جالت حتى ظنت انها لن تستطيع العوده الى صغارها ، والمخبول ، عندما يأست رجعت تتبع دربها الملتوي علها تتمكن من العوده ، في طريقها لاحظت ان شجر الطلح في هنا جميعه (مطقوق) فعرفت بأن احدا يدير هذه الاشجار ويجني صمغها ، اخذت انجب الصموغ وعادت صانعة خريطة ، على جزوع الشجر ، عند المساء وبعد عناء وجدت مخبأها وكلبوة عائده الى اشبالها ، استقبلها الصغار بمرح ، وسألها زوجها عن اهل القرية التي ذهبت اليها !، مدققا في السؤال عن اناس بعينهم ماتو قبل ان تولد هي ، تبسمت وهي تضع حصادها للصغار ، واجابت بأن الجميع بخير ، ظل الحال كذلك تذهب لغابة الطلح ،تأخذ صغار الصمغ لتصنع (النشاة) لصغارها وتترك الكبار لاصحابه ،لكن زوجها المخبول ظل يلح عليها بان تأخذه معها ليجلبا ما يكفيهما لشهور ، معلل بأنه كان يعمل في مصلحة الغابات وانه خبير بالصموغ ، لا سيما صمغ اللبان!! ، وظلت هي ترفض ولكن اللحاحه القوي رقق قلبها فساقته معها بشروط . عندما ذهبا للغابة ،ظل الزوج المعتوه يتسلق رؤوس الاشجار وهو يقول ( كم انت حقودة ، تبخلين لنا بأنجب الصموغ هل هي غابة ابوك؟ ) نازلا من شجرة ليصعد على الاخرى وهو يصب اللعنات على زوجه دون ان يجني صمغة ، عندما اخذت ما يسد رمق اطفالها امرته بأن ينزل ليعودا ، الا انه رفض وامرها بالانصراف وانه سوف يجلب لاطفاله من الصمغ ما يكفيهم لحول كامل ، لحت عليه الا انه كان متمسكا برأيه وحازما ، لدرجة انها شكت في عتهه ، رجعت باكية وهي تعلم مصير من وجد على مزارع الناس يسرق ، عادت وهي تبكي زوجا كان هو الانس ، والسند. لما غابت الشمس استعصى على ابو امبريرة النزول من رأس الشجرة فبدأ يضج بالصراخ مناديا زوجته واهل القريه ،صراخه الطفولي هدى الذئاب الى فريستها ، تجمعت تحت الشجرة تتشهى لحم الانسان الطاعم ، لما سمع نزاع الذئاب حول جثته ، احتفظ بموقعه بل تسلق الى اعلى لتطمئن نفسه ، وظل متماسكا الى ان بزقت الشمس ،مع شخشخة العصافير ورتق انسجة الشمس لثوب الصباح ، جاء العمال ورب العمل الى المزرعة ليبدأوا عملهم ،ما ان رأهم ابو امبريرة حتى هتف فيهم مستنجدا ، لينزلوه ،ووعدهم بأنه سوف يهبهم بعضا من ضمغه !، ، تجمع العمال حول الغريب، انزلوه ، وكتفوا ايديه ،منتظرين قضاء صاحب العمل ، لماسأله المالك عن سبب طلوعه الشجره اجاب -لم اكن انا الذي يسرق صمغك الصغيرطوال الشهرين الماضيين ، ام امبريرة هي من تفعل ذلك منذ ان خرجنا من كرش الصقر وبدأ بالاستنجاد - لا تقتلني سيدي سأوصلك الى السارق الحقيقي وصغارها لتقتص منهم حقك
تلبو
| |
|
|
|
|
|
|
|