|
صوت الشارع – النعمان حسن- صدق المحجوب عندما قال للترابي العراب إذا حكمتوا السودان ستنعدم لقمة العيش
|
01:09 PM Nov, 07 2015 سودانيز اون لاين محمد نجيب عبدا لرحيم-السعودية ـ الرياض مكتبتى
صوت الشارع – النعمان حسن- صدق المحجوب عندما قال للترابي العراب إذا حكمتوا السودان ستنعدم لقمة العيش
في ختام هذه الحلقات حول الرباعي الأكثر مسئولية في واد الديمقراطية وتدمير السودان وتمزيقه أتوقف مع العراب الدكتور الشيخ حسن الترابي بعد أن تناولت زعيمي الطائفتين السيدين الصادق المهدي ومحمدعثمان الميرغني وثعلب السودان الماكر الدكتور منصور خالد.
حقيقة إذا استثنينا دور الدكتور منصور الذي انصب في إفشال الحكم الوطني وواد الديمقراطية وتمزيق السودان لتحقيق المصالح الغربية بقيادة أمريكا فان أهم محورين افشلا الحكم الوطني وحققا مطامع المتآمرين على السودان بمساندة الثعلب وتمثلا المحوران في:
1- صراع الطائفتين الأعداء تحت زعامة السيدين الصادق المهدي عن طائفة الأنصار والسيد محمد عثمان الميرغني عن طائفة الختمية من اجل امتلاك السودان كأي مزرعة خاصة بالرغم مما بينهما من عداء تاريخي ولا يزال إلا أنهما يتحدان عندما يحسان بخطر مشترك على مستقبلهما ويتخذان موقفا موحدا دفاعا عن الطائفية كما فعلا عندما كونا أول حكومة ائتلافية فشلا في التوافق فيها فختماها بتسليم السلطة للجيش في نوفمبر 58 حتى لا تعود الديمقراطية بالشهيد الزعيم الأزهري الذي ستكتب شعبيته نهاية نفوذ الطائفتين.
2- المحور الثاني الصراع العقائد بين التيارين اليساري ممثل في الحزب الشيوعي والإسلامي( الذي لم يكن يعرفه السودان) ممثلا في الحركة الإسلامية بمختلف مسمياتها وهو صراع حديث عرفه السودان مع ثورة أكتوبر مباشرة عندما برز تسييس الإسلام كقوة مؤثرة تحت قيادة العراب الدكتور الشيح حسن الترابي والذي كان قد قدم نفسه بحديثه في ندوة الجامعة الشهيرة التي سبقت ثورة أكتوبر 64 بأيام والتي انطلق على أثرها ليلعب اخطر الأدوار مستغلا تهافت الحزبين الكبيرين للتحالف معه لان أيا منهما لا تتوفر له الأغلبية النيابية للانفراد بالحكم فعرف كيف يسخر حاجتهم إليه في صراعه العقائدي مع الحزب الشيوعي فكان اخطر تحالف واد الديمقراطية وإفشال الحكم الوطني
هكذا كان المحوران ولا يزالا خصما على ديمقراطية الحكم الوطني و وصيانة وحدته حقا هذا الواقع يدعونا لوقفة مع الزعيم الرقم والرمز الوطني الذي شارك الأزهري في رفع علم السودان يوم استقلاله المهندس والقانوني محمد احمد محجوب فلقد أطلق أهم واخطر مقولتين في تاريخ السياسة السودانية والتي جاء الواقع ليثبت صحتها كأنه كان منجما قرأ المستقبل المظلم الذي سيحل بالسودان وقد كان المحجوب أهم رمز وطني في مسيرة حزب الأمة بالرغم مع انه ليس من آل بيت المهدي
مقولته الأولى فكانت يوم فشل اتتلاف الطائفتين العدوتين في تكوين حكومة عبدالله خليل رئيسا عن حزب الآمة وحزب طائفة الختمية بعد انفصالها عن الحزب الوطني الاتحادي وكان دافع هذا الاتلاف رغم ما بينهما من خلافات ألا يطيح الزعيم الأزهري بالطائفتين إلا إن اتلافهم فشل لتبعية طائفة الأنصار لأمريكا والغرب وولتبعية طائفة الختمية لمصر عدو الغرب فاضطرا لفض الاتلاف مجبرين الأمر الذي كان يعنى عودة الأزهري لرئاسة الحكومة متحالفا مع أي طرف منهما والأقرب تاريخيا لطائفة الختمية فكان توافقهما على تسليم حزب الأمة بقيادة عبدالله خليل السلطة للجيش معلنين بهذا أول انقلاب عسكري يطيح بالديمقراطية وهى في بداياتها يوم 17 نوفمبر 58 ليفقد السودان من ذلك اليوم قومية الجيش السوداني الذي أصبح طرفا في صراع السلطة لحساب الأحزاب وكان أول بيان أعلن تأييدا للانقلاب صدر عن السيدين عبدالرحمن المهدي والسيد على الميرغني ليشهد السودان اغرب ظاهرة في العالم أن يؤيد ويبارك الانقلاب من انتزع الجيش منهم السلطة لكونه من مصلحة الطرفين. حول هذا الانقلاب أطلق المحجوب مقولته التاريخية الأولى والتي قال فيها إن بيان السيدين عبدالرحمن المهدي والسيد على الميرغني كتب نهاية الديمقراطية في السودان وهو ما أثبته الواقع حيث لم تزيد فترات الحكم الديمقراطي الزائفة عن ال12 عام بينما خضع السودان لتحالف حكم العسكر والأحزاب ما يقارب نصف القرن غابت فيها الديمقراطية مؤكدة مقولة المحجوب الأولى فلقد كتب بيان السيدين نهاية الديمقراطية حتى على مستوى الحزبين الكبيرين عندما استولى السيد الصادق المهدي وأسرته على حزب الأمة والسيد محمد عثمان الميرغني على الحزب الاتحادي لتغيب الديمقراطية عن الحكم وعن الحزبين إما المقولة الثانية للمحجوب فلقد جاءت في رسالة وجهها في عام 67 للدكتور حسن الترابي العراب وكان عام 67 الذي شهد الرسالة كان لحظة بلوغ الصراع العقائدي بين التيارين اليساري والإسلامي ذروته معلنا بهذا المحور الثاني في واد الديمقراطية وإفشال الحكم الوطني بل وأضاف تمزيق السودان حيث أصبح السودان ضحية طائفتين كل منهما تصر أن تمتلك السودان وضحية صراع عقائدي كل من طرفيه يرفض الآخر ويريد أن يفرض نظريته و عقيدته على السودان ليصبح السودان ضحية تحالف طائفي عقائدي.
لهذا كانت المقولة الثانية عندما وجه المحجوب رسالة للدكتور والشيخ حسن الترابي عراب الحركة الإسلامية في عام 67 والذي اختتم به هذه الحلقات حيث خاطبه في رسالته قائلا:
(إنني لا أخاف على السودان من بسمتك ولا من أحلامك تبسم كما يحلوا لك واحلم ما تشاء من أحلام ولكنى أخاف على السودان أن تعتلى السلطة فيه يوما أو أحد أتباعك وبذلك سوف يفقد السودان كلمته والمواطن أسباب عيشه ولا يجد لقمة العيش الكريمة وسوف يكون مبغضا من اقرب الأقربين إليه ).
هذه كانت المقولة الثانية للمحجوب والتي وجه فيها رسالته لعراب الحركة الإسلامية وبقى علينا أن نرى في خاتمة هذه الحلقات والخاصة بالعراب إن كان المحجوب صدق فيها كما صدق في مقولته الأولى عن الطائفية ووأدها للديمقراطية ولنرى هل كان المحجوب منجما في مقولته التي تحققت إلا إن ما لم يقله المحجوب في رسالته إن الأمر عندما بلغ العراب حكم السودان لم يقف عند لقمة العيش بل طال كل أوجه حياة الشعب ومزق وحدته بفصل جنوبه ولا يزال يتهدد تمزيق ما تبقى منه فئ جنوب كردفان ودارفور والنيل الأزرق وشرق السودان ليس ببعيد.
|
|
|
|
|
|