|
زرة ترزي (من أرشيف الذاكرة)
|
08:09 AM Apr, 05 2015 سودانيز اون لاين درديري كباشي- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
عم عثمان ترزي الحلة . مما شبينا وجدنا دكانه في ناصية الحلة . كل جلاليبنا وعراريقنا وهديماتنا منذ الصغر هو الذي يتولى تحويلها من قماش لملبوسات . بغض النظر عن براعاته في الخياطة . لانه اصلا لم يكن لدينا خيار أو بديل للمقارنة والمنافسة . 0 بمعنى البديل الوحيد له هو عم عثمان نفسه . لانه كون الوالد ياخذ القماش لداخل البندر يصبح ما في ضمان تعيد بجلابية جديدة .بديهي ترزية البندر يعطون اولوية لزبائنهم من البندر . وعم عثمان سعيد جدا بهذا الاحتكار والتفرد . وحتى اصبح يستغل هذا الموقف في تمشية اغراضه اليومية مثلا ( مالك يا محمد الموية الجايبة لي دي ما بارده مالا انت ما عايز تعيد السنة دي بجديد ولا شنو ) لهجة فيها تهديد واضح بانه جلابيتك يمكن ان تتجاوز العيد . فما عليك الا ان تتدارك الموقف وتخطف ( الكوز )من يد عم عثمان وتحضر موية من الزير الخاص بالضيوف . عم عثمان وظف معه احد ابناء الحلة لمعاونته في خياطة الزراير والاعمال اليدوية الاخرى وقد لقبناه نحن بزراره . اصبح زراره الساعد الايمن لعم عثمان الترزي . بل اصبح تدريجيا يكتسب اهمية موصلة من اهمية عم عثمان نفسه . واصبح في المناسبات ينتظرنا حتى نغسل له يديه قبل الاكل وبعد الاكل مثل ما يفعل معلمه عم عثمان . ونحن نخدم عثمان بكل ما نملك بل نتسابق من اجل يوم واحد في السنة وهو يوم العيد واحيانا في فتح المدارس . خياطة الزي المدرسي ايضا موسم له اهميته عندنا وعند العم عثمان . لكن لان افتتاح المدارس لا يقابل بنفس لهفة العيد لذلك لم يكن هنالك حرص قوي على الزي المدرسي مثل ملابس العيد . دخل رمضان مع بداية شهر رمضان يبدا بريق عم عثمان خافتا ثم يتوهج أهمية تدريجيا عكس هلال رمضان تماما . لان هلال رمضان يفقد اهميته كلما كبر حجمه وزاد وهجه وتوغل الشهر بينما يحدث العكس لعم عثمان . في حلتنا يوجد نادي واحد لكرة القدم وهو نادي النهضة . يتنافس مع اندية اخرى ولكن في قرى اخرى حولنا . اما النادي فيتنافس ابناء الحله في خدمته . في ذلك اليوم قيل ارسل سيف الدين ولد عبد الله النجار طقم فنايل جديد للنادي ومعه قماش للشورطات وقالوا ان هذا الطقم سيلعبون به في العيد مع فريق زائر من العاصمة للقرية في عيد رمضان , وفي لحظة حماس وقف العم عثمان وذكر بانه سيجهز الشورطات قبل العيد وهو متطوعا بذلك . مما حدى بابناء النادي التصفيق الحار للعم عثمان . ودفع بالقماش للعم عثمان ليقوم بتجهيز حوالى ست عشر شورط رياضي قبل وقفة العيد . اخذ عثمان القماش مع تلميذه للدكان ليجد في انتظاره الحاجة السره وهي تحمل طاقة قماش ( مالك يا حاج عثمان اتاخرت علينا .. هاك الطاقة دي عايزاك تطلع لي منها خمس ملايات وخمسة اكياس مخدات عايزاهن لعرس سوسن بتي يوم العيد ) واخذ عم عثمان القماش و هو يفتح دكانه . ويوكل تلميذه يلا يازراره سجل الحاجات دي الظاهر الموسم دا ورانا شغل كثير . وقبل ما يكمل جملته تاتيه عبارة ........سلام...يرفع راسه ليجدها حاجة التايه ( عثمان يا ولدي ديل اربع عراريق وسراويل لاولاد الطاهر ولدي عشان بندور نطهرهم في العيد ولازم يكونن جاهزات . عد ذلك اليوم الخامس من رمضان وكانت الحصيلة طيبة . حتى عم عثمان فكر انه من دخل الموسم دا بس يمكن يتم بناء الصالون الذي جلس زمن بدون سقف . وهو واقف يدخل عليه صالح الجزار ... اخونا عثمان عوافي ... هلا يا ابو صلاح ....... ياخي الجلابية دي مرسلا لي خالد ولدي من جده عايزك تلحقا لي صلاة العيد ... ولد يا زرارة تعال اخد مقاسات عمك صالح دا
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: زرة ترزي (من أرشيف الذاكرة) (Re: درديري كباشي)
|
اول حل عنده هو صرف خالد من امامه ( خلاص يا خالد ياولدي يوم الوقفة تلقاهم جاهزات الخمسة ) في هذه الاثناء كان زرارة متبكما بل يكاد لا يتنفس لانه لو صدرت منه اي كلمه او راي او تعليق هو يعرف بان رد خالد سيكون لطمة على الوجه فقد قبل ذلك احد اسنانه في هكذا موقف من خالد نفسه. لذلك لزم الصمت . لكنه تأثر لحالة الاكتئاب التي اصابت عمه عثمان . ولذلك انتظر خروج خالد بفارق الصبر ليدلي برأيه . ورأي زراره هو انه يعرف ليه ترزي في المدينة صاحبه ممكن يودي ليه جلاليب خالد ويرجعها منه يوم الوقفة . ارتاح عم عثمان لهذا الحل وفعلا سلم قماش خالد لزراره وارسله للمدينة . وفي نهاية اليوم عاد زراره من المدينة بعد ان اكد ان جلاليب خالد كبسة ستكون جاهزة يوم الوقفة في الصباح . عدى عم عثمان هذين اليومين على احر من الجمر يقفذ بين الاقمشة . بعد ان كان يعتقد ان العيد لا زال بعيدا شاهد الايام اصبحت تجري كالثواني . الى ان جاء اليوم الموعود يوم الوقفة . هو في ذلك اليوم بعث تلميذة زراره لاحضار جلاليب خالد قبل ان يفتح المحل . وحضر هو الى الدكان في تحضير الملابس الجاهزة للتسليم وتحضير الاعذار للآخرين . وفي كل راس خمس دقائق ينظر ناحية الشارع ليراقب حضور زرارة من البندر . استمر الحال الا ان انتصف النهار . وبدا العصر يدخل ولم يظهر زراره في الصورة وعندما اشتد قلق عم عثمان وهو يترقب في بركان الغضب خالد . خرج من دكانه واقفا في الشارع يترقب الشارعين الشارع الذي سايتي منه زراره من البندر والشارع الذي يمكن ان يظهر منه الشيطان خالد كبسة . فهو تجمدت عنده كل الاهداف سوى هذا الهدف الوحيد ......... الى ان تاتي الطامة الكبرى . اتى احد شبان الحي و بشر أو أنذر عم عثمان بان تلميذة زراره اخذوه ناس الخدمة الالزامية . وهو في زحمة انشغاله لم يتذكر حتى ان يسال زراره عن اسم ومكان الترزي الذي اخذ له جلاليب خالد كبسة . واسقط في يده وبدا يتسلل ويتسحب دون وعي مبتعدا عن الدكان او قل عن الحاره باسرها ليختفى من الحلة تاركا كل شي دكانه مفتوح وبيته بما انه لم يكن متزوجا ولم يكن له ابناء في الحلة اصبح الحفاظ على روحه وروحه فقط من اولى اولوياته . وانا من هنا انا عبد الله الجزار بقولك عفيت ليك يا عثمان يا اخوي جلابيتي بعد ما قصقصتها وما عرف اي ترزي يعمل منها اي شي . لكن عفيتها ليك وصدقني لو كان لميت فيك يوم الوقفة داك كان سلخت جلدك وعملت منه مركوب عيدت بيه بدل الجلابية الخربتها . لكن تعال راجع لحلتنا وابشرك بانه اخونا خالد بعد حادثتك ديك تاب وبقى مسالما جدا وما يفوت اي وقت صلاه والبرعي ولد العمدة ندم على المقلب العملو فيك وبطل الهزار والمقالب . بس الحلة فاقداك وتلميذك زراره بقى هو ترزي الحلة ومسك محلك . لكن نحن عايزنك انت يا عثمــــــــــــان اخوي , اخوك عبد الله الجزار ..هل تسمعني يا عثمان يااخوي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زرة ترزي (من أرشيف الذاكرة) (Re: زهير حيدر صديق)
|
حميل هذا العمل .. يعيدنا إلى عالم القرية وبساطة أهلها وتعدد الشخصيات في النص زاد من روعته مما يجعل كل قارئ يميل لشخصيته المفضلة وينتظر منها أن تقود الأحداث بفرحتها أو غضبها أو لامبالاتها والأسماء ايضا ارتبطت بافعالها ، زرارة ، كبسة والخدمة الإلزامية التي أطلت براسها مثل الأفعى التي افسدت أماسي القرية فخرمت الصبية من العاب المساء والقمر شكرا لك درديري كباشي
| |
|
|
|
|
|
|
|