أحبائى الكرام .. قد أضطررت الى عنونة هذا الموضوع تحت (الجزء الرابع) .. نسبة لتعطل الموقع وفقد أغلب المداخلات .. حيث ضاعت منذ الفترة 8 مايو الماضى وحتى تاريخه 15 يوليو من هذه السنة 2015 .. ومن هذا المنطلق أود أن أشكر الأخ الحبيب بكرى أبو بكر على مجهوداته الجبارة للإحتفاظ بهذا الموقع والذى يعتبر لسان حال كل مغترب فى أركان الدينا الأربع .. الرب يبارك حياتكم .. أخوكم وعمكم العجوز .. ارنست +++
إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاربعاء ) 15 يوليو 2015 8 ابيب 1731 عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي (112 : 1 ، 2) طوبى للرجل الخائف الرب، ويهوى وصاياه جداً، يقوى زرعه على الأرض، ويُبارك جيل المستقيمين. هللويا إنجيل العشية من إنجيل معلمنا متى البشير ( 25 : 14 – 23) وكأنما إنسان مسافر دعا عبيده وسلمهم أمواله. فاعطى واحدا خمس وزنات واخر وزنتين واخر وزنة كل واحد على قدر طاقته وسافر للوقت.فمضى الذي اخذ الخمس وزنات وتاجر بها فربح خمس وزنات اخر. وهكذا الذي اخذ الوزنتين ربح ايضا وزنتين اخريين.واما الذي اخذ الوزنة فمضى وحفر في الارض واخفى فضة سيده.وبعد زمان طويل اتى سيد اولئك العبيد وحاسبهم.فجاء الذي اخذ الخمس وزنات وقدم خمس وزنات اخر قائلا يا سيد خمس وزنات سلمتني هوذا خمس وزنات اخر ربحتها فوقها. فقال له سيده نعما ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك. ثم جاء الذي اخذ الوزنتين وقال يا سيد وزنتين سلمتني هوذا وزنتان اخريان ربحتهما فوقهما. قال له سيده نعما ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك. ( والمجد لله دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 132 : 1 ، 9) أذكر يارب داود وكل دعته، كما أقسم للرب ونذر لإله يعقوب، كهنتك يلبسون العدل، وأبرارك يبتهجون من أجل داود عبدك. هللويا إنجيل باكر من إنجيل معلمنا لوقا البشير( 6 : 17 – 23) ونزل معهم ووقف في موضع سهل هو وجمع من تلاميذه وجمهور كثير من الشعب من جميع اليهودية واورشليم وساحل صور وصيدا الذين جاءوا ليسمعوه ويشفوا من امراضهم.والمعذبون من ارواح نجسة وكانوا يبراون.و كل الجمع طلبوا ان يلمسوه لان قوة كانت تخرج منه وتشفي الجميع. ورفع عينيه الى تلاميذه وقال طوباكم ايها المساكين لان لكم ملكوت الله.طوباكم ايها الجياع الان لانكم تشبعون طوباكم ايها الباكون الان لانكم ستضحكون.طوباكم اذا ابغضكم الناس واذا افرزوكم وعيروكم و اخرجوا اسمكم كشرير من اجل ابن الانسان. افرحوا في ذلك اليوم وتهللوا فهوذا اجركم عظيم في السماء لان اباءهم هكذا كانوا يفعلون بالانبياء. ( والمجد لله دائماً )
القـداس البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل العبرانين ( 11 : 17 – 31) بالايمان قدم ابراهيم اسحق وهو مجرب قدم الذي قبل المواعيد وحيده.الذي قيل له انه باسحق يدعى لك نسل.اذ حسب ان الله قادر على الاقامة من الاموات ايضا الذين منهم اخذه ايضا في مثال. بالايمان اسحق بارك يعقوب وعيسو من جهة امور عتيدة.بالايمان يعقوب عند موته بارك كل واحد من ابني يوسف وسجد على راس عصاه. بالايمان يوسف عند موته ذكر خروج بني اسرائيل واوصى من جهة عظامه. بالايمان موسى بعدما ولد اخفاه ابواه ثلاثة اشهر لانهما رايا الصبي جميلا ولم يخشيا امر الملك. بالايمان موسى لما كبر ابى ان يدعى ابن ابنة فرعون. مفضلا بالاحرى ان يذل مع شعب الله على ان يكون له تمتع وقتي بالخطية. حاسبا عار المسيح غنى اعظم من خزائن مصر لانه كان ينظر الى المجازاة. بالايمان ترك مصر غير خائف من غضب الملك لانه تشدد كانه يرى من لا يرى. بالايمان صنع الفصح ورش الدم لئلا يمسهم الذي اهلك الابكار. بالايمان اجتازوا في البحر الاحمر كما في اليابسة الامر الذي لما شرع فيه المصريون غرقوا. بالايمان سقطت اسوار اريحا بعدما طيف حولها سبعة ايام. بالايمان راحاب الزانية لم تهلك مع العصاة اذ قبلت الجاسوسين بسلام. ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة معلمنا يعقوب الرسول (1 : 12 – 21) طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة لانه اذا تزكى ينال اكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه.لا يقل احد اذا جرب اني اجرب من قبل الله لان الله غير مجرب بالشرور وهو لا يجرب احدا. ولكن كل واحد يجرب اذا انجذب وانخدع من شهوته.ثم الشهوة اذا حبلت تلد خطية والخطية اذا كملت تنتج موتا. لا تضلوا يا اخوتي الاحباء. كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند ابي الانوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران. شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه.اذا يا اخوتي الاحباء ليكن كل انسان مسرعا في الاستماع مبطئا في التكلم مبطئا في الغضب. لان غضب الانسان لا يصنع بر الله.لذلك اطرحوا كل نجاسة وكثرة شر فاقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة ان تخلص نفوسكم. ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار (19 : 11 – 20) وكان الله يصنع على يدي بولس قوات غير المعتادة. حتى كان يؤتى عن جسده بمناديل او مازر الى المرضى فتزول عنهم الامراض وتخرج الارواح الشريرة منهم. فشرع قوم من اليهود الطوافين المعزمين ان يسموا على الذين بهم الارواح الشريرة باسم الرب يسوع قائلين نقسم عليك بيسوع الذي يكرز به بولس.وكان سبعة بنين لسكاوا رجل يهودي رئيس كهنة الذين فعلوا هذا. فاجاب الروح الشرير وقال اما يسوع فانا اعرفه وبولس انا اعلمه واما انتم فمن انتم. فوثب عليهم الانسان الذي كان فيه الروح الشرير وغلبهم وقوي عليهم حتى هربوا من ذلك البيت عراة ومجرحين.وصار هذا معلوما عند جميع اليهود واليونانيين الساكنين في افسس فوقع خوف على جميعهم وكان اسم الرب يسوع يتعظم.وكان كثيرون من الذين امنوا ياتون مقرين ومخبرين بافعالهم. وكان كثيرون من الذين يستعملون السحر يجمعون الكتب ويحرقونها امام الجميع وحسبوا اثمانها فوجدوها خمسين الفا من الفضة.هكذا كانت كلمة الرب تنمو وتقوى بشدة. ( لم تزَلْ كَلمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين. ) السنكسار اليوم الثامن من شهر أبيب المبارك 1. نياحة القديس أنبا بيشوى كوكب البريَّة 2. شهادة أبيروه وأتوم 3. شهادة بلانا القس 4. شهادة أنبا بيمانون 5. نياحة القديس كاراس السائح 1 ـ في هذا اليوم تنيح القديس صاحب الذكر الحسن كوكب البرية الأنبا بيشوى. وقد وُلِدَ ببلدة تُدعى شنسا من أعمال مصر. وكان له ستة أخوة. ورأت أمه رؤيا كأن ملاكاً يقول لها: " الرب يقول لكِ أعطيني أحد أولادك ليخدمنى ". فأجابته: " خذ يا سيدي من تريده ". فأمسك الملاك بيد الأنبا بيشوى، وكان رقيقاً نحيف الجسم فقالت أمه للملاك: " خـذ يا سيدى واحداً قوياً ليخدم الرب ". فأجابها: " هذا هو الذي اختاره الرب ".وبعد ذلك أتى الأنبا بيشوى إلى برية شيهيت، وترهَّب عند الأنبا بمويه الذي رهَّب الأنبا يحنس القصير. وأجهد نفسه في نسك زائد وعبادة كثيرة حتى استحق أن يظهر له السيد المسيح.وقد ظهر له الملك البار قسطنطين في رؤيا وقال له: " لو عرفت مقدار هذه الكرامة التي للرهبان ، لتركت مُلكي وترهبت ". فقال له الأنبا بيشوى: " وأنت الذي قد استأصلت العبادة الوثنية، ورفعت شأن المسيحية. ألم يُعطِكَ المســيح شيئاً؟ " فأجابه قسـطنطين: " لقد أعطاني كثيـراً، ولكن ليس مثل كرامة الرهبان ".وظهر في أيامه شيخ سائح بجبل أنصنا اشتهر بالتقوى فجمع حوله جماعة كثيرة، ونسى نفسه فأضلَّه الشيطان، وكان يُعلِّم بأنه لا يوجد روح قدس. فاغتر بأقواله كثيرون وسمع بذلك الأنبا بيشوى. فذهب إليه ومعه قففه، ولكل قفة ثلاث آذان ولمَّا اجتمع بالشيخ وأتباعه سألوه عن السبب الذي لأجله جعل للقفة ثلاث آذان. فأجابهم: " أنا لي ثالوث. وأعمل كل شيء على مثاله ". فقالوا له : " إذاً يوجد شيء يُسمى الروح القدس ". فعند ذلك أخذ يوضح لهم من أقوال الكتاب المقدس في العهدين القديم والجديد. ويبيِّن لهم أن الروح القدس هو أحد الأقانيم الثلاثة إلى أن أقنعهم فعادوا جميعاً إلى معرفة الحقّ. ثم عاد هو إلى ديره ببرية شيهيت .ولمَّا أغار البربر على البرية تركها وسكن في جبل أنصنا وهناك تنيَّح. ولمَّا انقضي زمن الاضطهاد أحضروا جسده مع جسد الأنبا بولا الطموهى إلى ديره ببرية شيهيت.صلاته تكون معنا آمين. 2 ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً: استشهد القديسان أبيروه وأتوم. وقد وُلِدَا هذان القديسان ببلدة سنباط من أبوين مسيحيين تقيين محبين لأعمال البر والصَّدقة. واسم الأب يوحنا والأم مريم وكان القديس أبيروه أشقر اللون، أجعد الشعر، طويل القامة، أزرق العينين. والقديس أتوم طويل القامة، أبيض اللون، أكحل العينين، أسود اللحية. ولمَّا بلغ أبيروه الثلاثين من عمره، وأتوم السابعة والعشرين، ظلاَّ يلازمان الكنيسة وقت القدسات ويداومان على الصدقة وإضافة الغرباء. ولمَّـا ثـار الاضطهـاد أخـذا بضاعـة وذهبا إلى الفرما ليبيعاها فوجدا مع بعض الجند جسد قديس يُدعى " نوا "، فابتاعاه منهم بفضة ووضعاه في تابوت من رخام داخل منزلهما. وعلَّقا أمامه قنديلاً فظهرت منه آيات كثيرة. وتأمل القديسان في زوال الدنيا ونعيم الآخرة. فوزعا أموالهما على المساكين، وذهبا إلى الإسكندرية، واعترفا بالمسيح أمام الوالي. فعذبهما كثيراً بالضرب والسِّياط، إلى أن سال دمهما على الأرض. ثم علَّقهما وأوقد تحتهما. فنزل ملاك الرب وأنزلهما، وشفاهما من جراحاتهما. ثم أرسلهما الوالي إلى الفرما. فلمَّا رأى واليها شجاعتهما وجمال منظرهما عرض عليهما السجود للأوثان. ولمَّا رفضا قلع أظافر أيديهما وأرجلهما ووضعهما على أسياخ من حديد، وأوقد تحتهما. وفى هذه الأثناء ماتت زوجة الوالي فسألهما أن يسامحاه عما صنع بهما. فصلَّيا إلى اللـه من أجلها فأقامها اللـه من الموت، فآمن الوالي وكل من معه. وأطلق القديسين فعادا إلى بلدهما سنباط، وفرَّقا ما بقيَ من أموالهما، وأعطيا جسد القديس " نوا "، إلى رجل تقي يُسمى صرابامون، وأوصياه أن يُعلِّق أمامه قنديلاً على الدوام. ثم ذهبا إلى الوالي واعترفا بالمسيح، فأمر بضربهما وسحبهما في المدينة حتَّى جرى دمهما على الأرض. فأخذت منه امرأة صماء خرساء ودهنت به أُذُنيها ولسانها: فانفتحت أذناها وانطلق لسانها في الحال، ومجَّدت السيد المسيح واعترفت به، فأمر الوالي بقطع رؤوسهم جميعاً، فنالوا إكليل الشهادة. وكان حاضراً صرابامون التقي، فأخذ وبعض أهالي سنباط جسدي القديسين وكفنوهما وحملوهما إلى بلدهم، حيث بنوا لهما كنيسة وضعوهما فيها، ووضعوا معهما جسد القديس " نوا ". ويُقال أنهما الآن بكنيسة القديسة بربارة بمصر القديمة. صلاتهما تكون معنا .آمين. 3 ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً استشهد القديس بلانا القس، من بلدة برا بكرسي سخا. فإنه لمَّا سمع باضطهاد المؤمنين وقتل القديسين فرَّق كل أمواله على الفقراء والمساكين، ومضى إلى أنصنا، واعترف أمام الوالي بِاسم السيد المسيح. فعذَّبه كثيراً بأنواع مختلفة حتَّى أسلم روحه بيد الرب.صلاته تكون معنا. آمين. 4 ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً استشهد القديس بيمانون. كان شيخ بلدة بنكلاوس من أعمال البهنسا. وكان غنياً رحوماً على الفقراء. فظهر له السيد المسيح في رؤيا وقال له: " قم امضِ إلى الوالي واعترف بِاسمى، فأنَّ لكَ هناك إكليلاً معدّ لكَ " . فلمَّا استيقظ من نومه فرَّق كلّ أمواله على الفقراء والمساكين، ثم صلَّى وخرج إلى البهنسا، واعترف بالسيد المسيح. فلمَّا اعترف أنه شيخ البلدة، طالبه بأواني الكنائس التي في بلدته، وعرض عليه عبادة الأوثان. فأجابه قائلاً: " إنِّي لا أُسلِّم الأواني. أمَّا عبادة الأوثان فإنِّي لا أعبد إلاَّ ربي يسوع المسيح ". فأمر الوالي بقطع لسانه وتعذيبه بالمعصرة والحرق، وكان الرب يُخلِّصه ويشفيه. ثم أرسله الوالي إلى الإسكندرية، وهناك أُودِعَ السجن، وكان ليوليوس الاقفهصي أخت بها شيطان، فصلَّى عنها هذا القديس فشُفيت. وشاعت هذه المعجزة فآمن جمع كبير. فغضب الوالي وعذَّبه بالمعصرة وقلع أظافره. وكان الربُّ يقويه ويشفيه.فلمَّا تعب الوالي من تعذيبه أرسله إلى الصعيد، وهناك قطعوا رأسه ونال إكليل الشهادة، فحمل غلمان يوليوس الاقفهصي جسده إلى بلده.صلاته تكون معنا. آمين. 5 ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً تنيَّح القديس كاراس، شقيق الملك ثاؤدوسيوس الكبير. هذا القديس عرف جيداً فساد العالم وسرعة زواله، فترك كل ماله وخرج لا يقصد جهة معلومة، فأرشده اللـه إلى البرية الغربية الداخلية، وهناك قضى سنين كثيرة وحده، لمْ يُبصِر خلالها إنساناً ولا حيواناً، وكان في برية شيهيت قس قديس يُسمى بمويه، وهو الذى كفَّنَ جسد القديسة ايلارية. وهذا الأب اشتهى أن يرى واحداً من عبيد المسيح السواح، فساعده الربّ حتَّى دخل البرية الداخلية، فأبصر كثيرين من القديسين، وكان كل منهم يُعرِّفه عن اسمه، والسبب الذي أتى به إلى هنا، أمَّا هو فكان يسأل كلاً منهم قائلاً: " هل يوجد من هو أكثر توغلاً في البرية منك؟ ". فيجيبه: " نعم " وهكذا حتَّى وصل إلى القديس كاراس آخِر الجميع. وهذا ناداه من داخل مغارته قائلاً : " أهلاً بالأنبا بمويه قس شيهيت ". فدخل إليه وبعد السلام سأله الأنبا كاراس عن أمور العالم وأحوال الولاة والمؤمنين، ولمَّا كان المساء صلَّى القديس كاراس كثيراً، وسجد على الأرض وأسلم الروح بيد الرب، فكفَّنهُ الأنبا بمويه بعباءته وانثني راجعاً يُخبر عن سيرته وهو يمجد الله.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.
مزمور القداس من مزامير معلمنا داود النبي (1 : 1) طوبى للرجل، الذى لم يسلك فى مشورة المنافقين، وفى طريق الخطاة لم يقف، وفى مجلس المستهزئين لم يجلس. هللويا إنجيل القداس من إنجيل معلمنا متى البشير ( 4 : 23 - 5 : 16) وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب.فذاع خبره في جميع سورية فاحضروا اليه جميع السقماء المصابين بامراض واوجاع مختلفة والمجانين والمصروعين والمفلوجين فشفاهم.فتبعته جموع كثيرة من الجليل والعشر المدن واورشليم واليهودية ومن عبر الاردن. ولما راى الجموع صعد الى الجبل فلما جلس تقدم اليه تلاميذه. ففتح فاه وعلمهم قائلا.طوبى للمساكين بالروح لان لهم ملكوت السموات. طوبى للحزانى لانهم يتعزون. طوبى للودعاء لانهم يرثون الارض. طوبى للجياع والعطاش الى البر لانهم يشبعون. طوبى للرحماء لانهم يرحمون. طوبى للانقياء القلب لانهم يعاينون الله. طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون. طوبى للمطرودين من اجل البر لان لهم ملكوت السماوات. طوبى لكم اذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا لان اجركم عظيم في السماوات فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم. انتم ملح الارض ولكن ان فسد الملح فبماذا يملح لا يصلح بعد لشيء الا لان يطرح خارجا ويداس من الناس. انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل ولا يوقدون سراجا ويضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت.فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السماوات. ( والمجد للـه دائماً ) +++
معجزة ظهور علامات صلب المسيح علي جسد " جورج " ولد جورج بونجيفانى في فلوريدا عام 1963 وتغيرت حياته لأول مرة عندما دخل في مناقشة حادة مع الايطالى "اتينيس " الذى اصبح ابيه الروحى فيما بعد وكانت الجدال حول الايمان بالروحيات حيث انته جورج من المناقشة بعد ان اخبر " اتينيس " انه لايؤمن بما يعلمه حول الروحانيات ولايوجد مايسمى بروح السيدة مريم كما تعلم ان يصلى من صغره وانه يؤمن بكل شيئ مادى وملموس .
وبعدها عمل جورج مع اخيه فيليب وبعض اصدقائه في مجلة تهتم بالامور الكونية ، وفي مارس عام 1989 وفى وقت الظهيرة ذهب ليأخذ وجبة الغذاء في احد الحدائق واثناء تناول الطعام تفاجئ بوجود سيدة برداء ابيض تقف امامه تنظر له وكأنها تنتظر شيئا ما، وهو لايعيرها اى اهتمام ولكن تفاجئ ان السيدة تتوهج بالنور بالرغم ان الشمس ساطعة ولكن النور الخارج منها ساطعا وغريبا جدا .
توقف جورج عن الطعام واتسعت عيناه وهو يدقق فى هذا المنظر النورانى والتى لم يكن يعرف من هى . وبعد ثوانى معدودة اقتربت منه السيدة وقالت له .. انا اسمى " مريم " وادعوك لحضور اجتماع معى فهل تقبل ؟ وفي ذهول احنى جورج رأسه بالموافقة فطلبت منه ان يسافر الي مدينة فاتيما وتحديدا تحت شجرة " البلوط الشهيرة " وانها ستقدم له رسالة من السماء ، ثم اختفت .
وبعدها علم جورج انه لم يكن يحلم وان السيدة التى ظهرت له هى السيدة العذراء مريم ، فأخبر اصدقاءه بما رأى وسافر علي الفور الي المكان الذى حددته السيده العذراء واخذ معه اثنين من اصدقائه وحمل معه مجموعة من الورد ثم رقع علي ركبته تحت الشجرة واخذ يصلى واصدقائه ينظرونه من بعيد . وبعد لحظات ظهرت امامه السيدة العذراء كما وعدته ، فنظرت السيدة العذراء الي الورد الذى كان حامله وقالت له : هل انت مستعد ان تتحمل جزء من آلالام ابنى التى تحملها من اجلك .؟ ارتعد جورج واتجفت وهو يجيب قائلا : نعم يا سيدتى . فقالت له السيدة العذراء : لاتخف لانى سأخفف عنك آلامك .. وابتسمت له ابتسامه هادئة ثم اختفت . وبعدها شعر جورج بسخونة تتغلغل جسمه كله ثم فقد الوعى ، وعندما اقترب اصدقائه منه وجدوا كفه الايمن يتورم ويبدو علي جورج انه يتألم وبعدها بدأ يخرج من جبهته دماء بطريقة غريبة لتشكل علامة الصليب وعلم اصدقائه ان السيدة العذراء سمحت ان يظهر عليه آلالام السيد المسيح وليتأكدوا من ذلك قاموا بخلع حزائه فوجدوا دماء تخرج من نفس اماكن صلب السيد المسيح وخلال عشرة دقائق تشقق جمبه وخرج دماء وعلي الفور تجمع عدد كبير من الناس ونقلوه الي احدى المستشفيات حيث كانت صدمة شديدة للاطباء عندما شاهدوا ثقوب قطعية في الجبهة واليدين والقدمين من المفروض انها تقضى علي حياته ولكنه مازال حيا ويتألم .
وبعد ساعات بدأ الالم يخف تدريجيا ولاكن الدماء مازالت تتدفق .. وتعرض لمئات الفحوصات والتى تسفر علي انه حالة خارقة للطبيعة وفي تعليق لاحد الاطباء قال :ان جورج لو كان طبيعيا لكانت كميات الدماء التى يفقدها يوميا احد ابسط الاسباب لوفاته ولكن الدماء تتجدد في اوردته بشكل غريب .
ومن ذلك اليوم والدماء لن تفارق يديه .. وفي بعض الاحيان يختفى الثقف من جبهته ويعود في اسبوع آلألام السيد المسيح ، واحيانا اخرى تسقط دماء من عينيه وصدره .
وتفرغ جورج للبشارة بالمسيح متجولا العالم محدثا الناس بدماءه عن عظمة الايمان بالروح القدس . الكل يعمل شيييييييييييررر للمعجزة دي عشان تاخد ﺑﺮﻛﺔ ﺍنشرها بقدر حبك للسيد المسيح Martin +++
07-16-2015, 11:29 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 16-12-2007
وأيضًا كيف نعامل الأطفال؟
في المقال السابق تحدَّثنا عن بعض صفات وخصائص مرحلة الطفولة المُبكِّرة، وكيف أن الطفل يستخدم الحواس أكثر من العقل، مع ميله إلى البشاشة والضحك، ومحبته للحركة واللعب ولزومهما له. وكيف أنه يتصف بالخيال الواسع والشغف بالحكايات وتقليد الآخرين. وإطاعة مَن يحبه ومَن يطمئن هو إليه.
وهنا أذكر قصة مشهورة عن رجل زمَّار دخل إحدى القرى، وأخذ يُزمِّر فاستهوى الأطفال الذين أُعجِبُوا به، فالتفُّوا حوله. وصار ينتقل من حارة إلى أخرى، والأطفال وراءه ومجموعات منهم تنضم إليه، وهم في غاية المتعة والسرور، منقادين إلى زمارته، حتى خرج بهم جميعًا إلى خارج القرية. وهكذا نرى كيف ينساق الأطفال وراء مَن يجذبهم أو مَن يُعجَبون به، أو مَن يجلب لهم المتعة. كما أنهم يحبون مَن يلاعبهم، ومَن يناغيهم ومَن يُسلِّيهم.
وإذا لاعبت الأطفال، أو مدحت أحدًا منهم، فاحترس من الغيرة. فالطفل يُغار جدًا إذا نال طفل غيره مديحًا منك أو حُبًَّا لم ينله هو. أو إذا لاعبت غيره وأهملته هو. أو أعطيت غيره ولم تعطه... قد يتضايق منك لأنك غير عادل في توزيع حنانك...! والخطر من هذا، أنه قد ينتقم من الطرف الآخر، فيضربه أو يخطف منه شيئًا، ولو في وقت لاحق...
إذن حاول مع الأطفال أن تكون عادلًا، وأن تعاملهم بمساواة. ولا تجعلهم يكرهون بعضهم بعضًا بسببك. ولا تترك طفلين يتشاجران على لعبة واحدة...
الطفل أيضًا يشعر أن من حقه أن يأخذ كل شيء. ولا يقبل في ذهنه أن شيئًا ما هو مِلك للأب أو الأم أو أحد الأخوة أو الضيوف... بل يأخذه بلا مانع ولا عائق. وإذا أردت استرداده منه، يبكي ويصرخ ويحتج... كأنك أنت المخطئ في الاسترداد، وليس هو المخطئ في الأخذ!!
فلا تتهمه بأنه لص أو حرامي. فهذه كلمات جديدة عليه، لا توجد في قاموسه، لا يعقلها ولا يقبلها. وكأنك تُعلِّمه شتائم يمكن أن يستخدمها بغير معرفة مع غيره... وأيضًا لا تنتهره ولا تضربه ولا تكن قاسيًا عليه، إذا أخذ شيئًا ليس له. وإنما يمكنك في هذه الحالة، إخفاء الأشياء الهامة التي تخشى أن يأخذها أو يتلفها... أو يمكن أن تشغله بشيء آخر، فيترك ما في يده، ويأخذ ذلك الشيء وبخاصة لو كان البديل مغريًا له: لعبة جميلة مثلًا، أو شيئًا يحدث صوتًا يجذبه. وسترى أنه سينسى ما كان معه أولًا.
الطفل إنسان صغير، داخل إلى مجتمع جديد لا يعرف كيف سيتعامل معه، ومَن هو موضع ثقة يطمئن إليه. وهو يثق بك إذا كنت صادقًا معه، سواء في المعلومات التي تقولها له، أو المواعيد التي تعده بها. فحذار أن تكذب. فالطفل عنده الصراحة الكافية التي يقول لك بها إنك تكذب (إن كان يعرف هذه اللفظة) أو يقول لك: "إنت بتضحك عليَّ". أو على الأقل لا يعود يثق بك فيما بعد فيما تقوله. وتكون بذلك قد أدخلت الشك إلى قلبه! وأفقدته شيئًا من بساطته التي تميل إلى تصديق الغير. ويدخل في هذا المجال، إذا خدعته بحيلة مُعيَّنة لتمنعه عمَّا يريد، واكتشف أنك خدعته!
الطفل أيضًا يفرح بالألوان وتنوعها. تعجبه الفراشات في تعدُّد ألوانها، وكذلك السمك الملوَّن. ورُبَّما توجد ألوان مُعيَّنة تجذبه. وهو في ملابسه، قد لا يهمه نوع القماش أو غلو ثمنه، إنما يهمه بالأكثر اللون الذي يحبه.
وأنا حينما أوزِّع الشوكولاته على الأطفال، أحرص على أن أعطيهم من شتَّى الألوان التي تغلَّفها مع أنها كلها من صنف واحد. فأقول للطفل: "آدي الأخضرة، وآدي الأصفرة، وآدي الأزرقة". فيفرح الطفل بهذا ورُبَّما يقول: "أنا عايز كمان من الأحمرة". إنه يهتم باللون، أمَّا النوع فيُميِّزه فيما بعد.
ولذلك فمن تسليات الطفل عملية التلوين.
الطفل في هذه السن يحب مَن يمدحه. فلا تقل أنا أخشى عليه من الكبرياء وأريد أن أُعلِّمه التواضع!! كلا، فإنَّ هذا لا يناسب الطفل إطلاقًا. بل بالمديح يطمئن الطفل على سلامة تصرفاته.
في السن الناضجة يمكن تمييز الخير من الشر عن طريق العقل والتعليم. أمَّا الطفل فيعرف أن هذا خير حينما يمدحونه بسبب، وإن ذاك خطأ أو شر حينما يمنعونه عنه. كما أن المديح يُقدِّم له نوعًا من الإيحاء:
فإن قالت الأم: "ربنا يحب العيال الحلوين اللي بيحبوا اخواتهم الصغيرين ويلعبوا معاهم" تجد طفلها يرد عليها: "أنا يا ماما بحب أختي الصغيرة وبالعب معاها". هذه نتيجة المديح. فماذا عن التوبيخ؟
إن كان التوبيخ شتيمة، فإن الطفل يسمعها منك ويقولها لغيره. وتكون قد أضفت إلى قاموسه كلمة رديئة!
إن التعامل مع الطفولة يُعلِّمنا نحن الكبار كيف نختار الألفاظ المهذبة. حتى لا نقول كلمة ردئية يتعلَّمها أطفالنا منا. وهذه بلا شك مسئولية الأبوين ومسئولية الأقارب، وكذلك كل مَن يعمل في مجال الحضانة... احترس إذن من ألفاظ الذم...
احترس أيضًا من أسلوب التخويف والتهديد والعقوبات وبخاصة في علاقة الطفل باللَّه. لا تقل له باستمرار: "إن فعلت هذا ربنا يزعل منك ولا يحبك " وأسوأ من هذا " هايوديك النار". لا تجعل صورة اللَّه مخيفة للطفل، وأنه واقف له ليراقبه ويعاقبه، وأن اللَّه باستمرار ضد حريته ورغباته!
هنا وأتذكَّر قصة عاصرتها منذ أكثر من ستين عامًا، قبل رهبنتي: كان لنا جار مريض وعلى فراش الموت. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وكان له ابن طفل، فأبعدوه عند بعض أقاربه حتى لا يرى أباه في ساعة موته. ثم مات الأب والطفل لا يعلم. ورجع الطفل بعد أسبوعين إلى بيته، وسأل عن أبيه أين هو؟ فقالوا له: "ربنا أخذه". فظل الطفل غضبان من اللَّه مدة طويلة. كيف يأخذ أباه منه الذي يحبه! لقد عرضوا الأمر بطريقة غير موفقة. كان يمكنهم أن يقولوا للطفل: "بابا راح السما".
من المفيد والمناسب أن تشارك الطفل في اهتماماته.
وبهذه المناسبة أذكر أنه في أحد الأيام زارتني أم ومعها طفلها فأرادت أن تظهر لي نجابة ابنها ومحفوظاته. فقالت له: "قل للبابا الترتيلة الفلانية التي تحفظها. قل كذا...". أمَّا الطفل فنظر إليَّ في براءة وفرح وقال: "شايف الجزمة الجديدة الحمرة بتاعتي"... كان الطفل سعيدًا جدًا بحذائه الأحمر الجديد، وأفكاره مُركَّزة فيه، ويريد من الكل أن يشاركوه فرحه. والأم مشغولة بالترتيلة!
ومن ذلك الحين، صرت كُلَّما أرى طفلًا، أمتدح أولًا ملابسه الجميلة، وما عليها من أشكال ورسوم. وإن كانت بنتًا، أمتدح الحلق الذي تلبسه، أو الفيونكا التي في شعرها، أو اللعبة التي في يديها... وبعد إشباع الأطفال بهذا المديح والرضى، ندخل في المحفوظات لو اتسع المجال.
أكتفي بهذا الآن، وإن كان الموضوع أطول ممَّا قلناه بكثير. +++
07-17-2015, 04:53 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 23-12-2007
الخير.. ما هو؟ وأنواعه
سألني البعض: هل يمكن أن تُحدِّثنا أو تكتب لنا عن الحُب؟ أم أنك -كرَجُل دين- تتحرَّج من الخوض في مثل هذه الموضوعات؟ فقلت: كلا، ليس هناك من حرج. فليست الحساسية في الموضوع الذي يتكلَّم فيه رَجُل الدين، إنما المُهم في الأسلوب الذي يتكلَّم به، وطريقة معالجة الموضوع بحيث تحتفظ بوقارها...
والحُب على أنواع: أهمها المحبة التي تربط بين الإنسان وخالقه. فاللَّه تبارك اسمه بسبب محبته لنا، يتولانا بالرعاية والعناية، ويغدق علينا من كرمه وعطائه. ونحن نحب الله من أعماق قلوبنا. وتظهر محبتنا له في إيماننا به، وفي طاعتنا لوصاياه، وبأن نحيا حياة الفضيلة والبِرّ التي ترضيه.
وكما نحب الخير، نحب الغير: نحب الناس جميعًا، لا بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق. نخلص لهم، ونعمل على إسعادهم بقدر طاقتنا. وفي مقدمة هؤلاء: الأهل والأقارب والأصدقاء، وكل مَن يسمح الله بأن يوجدوا في طريقنا لكي نعمل معهم خيرًا...
ومن الحُب السامي أيضًا حُب الوطن، وهو غريزة في الإنسان بحيث يحب بلده وشعبه بالمعنى الواسع، كما يحب قريته أو الحيِّ الذي وُلِدَ فيه، أو الذي له فيه ذكريات...
أنتقل من هذا كله، إلى النوع الذي يظن البعض أن الحديث عنه لا يخلو من الحرج، وهو الحُب الذي بين فتى وفتاة، أو بين رجل وامرأة. والشباب قد يسأل عن هذا الموضوع في شيء من الحياء كأنه يعبر خطًا أحمر!!
هنا وأتذكَّر سؤالًا قدَّمته لي صحفية مشهورة منذ حوالي 35 عامًا. حيث قالت لي: "ما الفرق بين الحب والشهوة؟".
وكانت إجابتي: "الحب يريد دائمًا أن يُعطي، والشهوة تريد دائمًا أن تأخذ". الشهوة تريد أن تُشبع ذاتها، ومن النادر أن تشبع. فهي تريد باستمرار، وقد يكون الطرف الآخر ضحيتها. وليس هذا هو الحب بمعناه الحقيقي...
فالذي يحب فتاة لا يُضيِّع سُمعتها بكثرة لقاءاته معها. ولا يشغل فكرها بحيث تفشل في دراستها أو في عملها. والأهم من هذا كله أنه لا يضيع عفَّتها، ويلقيها إلى مستقبل مظلم! فإن كان يحبها لكي يتزوجها، فليحفظها نقية وسليمة إلى حين يتم الزواج... فالذي يحب فتاة حُبًَّا حقيقيًا، يحرص عليها كما يحرص على أخته ويُقدِّم لها كل معونة، في إخلاص لها، ويحميها من نفسه ومن نفسها ضد أي انحراف يطرأ على علاقتهما...
كذلك فلنفرق بين الحب العاطفي Emotional والحُب الجنسي Sexual. فالحُب العاطفي لا خطر منه. ويمكن للشباب من الجنسين أن يحبوا بعضهم بعضًا، إن كان حُبًّا طاهرًا في نطاق الحياة الجامعية أو الزمالة في العمل، طالما يكون مُجرَّد مشاعر بريئة لا علاقة له بالجسد وغرائزه...
أمَّا الحُب الجنسي، فله خطورته وانحرافاته. وقد سمح به الله في محيط الزواج. وبه يتم إنجاب البنين واستمرارية الجنس البشري. وفي غير الزواج لا يُسمح به...
فإن وجد شخص أن مشاعره نحو فتاة قد انحرفت إلى الجنس Sex، بينما لا تربطه بها علاقة شرعية، فليشعر أن هناك خطيئة تسعى إليه أو يسعى هو إليها. وينبغي أن يضبط نفسه ومشاعره، ويُنقِّي نفسه من الداخل.
قرأت مرَّة لأحد الكُتَّاب أنه عرض لموضوع الحب فقال: "إن الحب هو أكثر العواطف أنانية"!! ولعله يقصد أن رَجُلًا يحب امرأة، فيهمّه أنها لا تحب أحدًا غيره. كذلك فإنَّ امرأة تحب رَجُلًا، فلا تقبل أبدًا أن يحب امرأة غيرها... ومن هذيْن المِثَالَيْن، واضح أنَّ هذا الحُب يرتبط بالغيرة.
ومثل هذه الغيرة تحمل في داخلها أمرين هما: عدم الثقة بالنفس، ومعها الشك في الطرف الآخر أن تكون له علاقة آثمة مع طرف ثالث. ولكن المرأة الواثقة بأنوثتها، وبقوة جاذبيتها، وبشدة تأثيرها على الرَّجُل، لا تجد سببًا يجعلها تغار من امرأة أخرى، بل لا تحسب أن هناك امرأة أخرى تنافسها. وكذلك الرجُل الواثق من محبة امرأته له، والذي لا يشك أبدًا في إخلاصها له...
موضوع آخر في الحُب، وهو مدى العلاقة بين الشابات والشبان الزملاء في الجامعة. وأنا دائمًا أقول إن الطالبة التي تتحدث مع كل زملائها بروح جامعية، وفي أدب وحشمة، لا يشك فيها أحد، لأنه من غير المعقول ومن غير الممكن أن تكون في علاقة خاطئة مع الكل. وبنفس الوضع الطالب الذي يتحدث مع كل الفتيات والزميلات بالروح الجامعية المعروفة...
إنما تبدأ الشكوك تحوم في حالات التخصص. أي عندما تخصص فتاة في الحديث مع شاب مُعيَّن بالذات من زملائها، وتذاكر معه، وتتبادل معه كراسات المحاضرات، وتلتقي به دون غيره. هنا تبدأ الألسنة والشائعات، وتصبح سُمعتها وسُمعته داخل علامة استفهام!
وهنا قد يسأل البعض: "ألا يكون الحب بين زميل وزميلة في الجامعة مقدمة لزواجهما؟". وفي الإجابة على هذا السؤال نقول:
إنه يندر زواج اثنين في نفس العمر، فغالبًا ما يكون الزوج أكبر سنوات من الزوجة. ثم أنَّ الطالب سوف لا يتزوج إلا بعد التخرُّج، وبعد أن يقضي فترة الخدمة العسكرية. ثم ينتهي منها ليجد وظيفة أو عملًا يدر عليه رزقًا (إن كان ذلك ممكنًا) بحيث يمكنه أن يجد مسكنًا خاصًا، ويكون له مال يتقدَّم به للزواج... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وكل ذلك يستغرق سنوات. فهل ستبقى زميلته منتظرة له طول هذه المدة؟ وهل سيبقى الحب بينهما قائمًا كما هو؟! على الرغم من انقطاع الزمالة الدراسية التي كانت تسمح بالتلاقي كل يوم تقريبًا، وعلى الرغم من اختلاف ظروف الحياة. لذلك فموضوع الزواج بين زميل وزميلة في الجامعة، يحتاج إلى رؤية ومزيد من العمق والتفكير...
وفي مجال الحُب، هناك نصيحة أقولها لكل فتاة: ضعي ضوابط لمشاعركِ وعواطفكِ. ولا تُفرِّطي أبدًا في نفسكِ. فغالبًا ما لا يقبل أي شاب أن يتزوج من فتاة فرَّطت في نفسها معه. وقد تحوطه الشكوك بأنه إن تزوجها قد تُفرِّط في نفسها مع غيره، مادامت هي سهلة بهذا الوضع...!
كوني حافظة لنفسكِ كل الحفظ. واعرفي أن المحجوب مرغوب. ومن الناحية الأخرى يقول المَثل: "إذا كثُرَ العرض، قلّ الطلب". فاحفظي هذيْن المَثَلَيْن. وكوني حكيمة جدًا في علاقاتكِ. واعلمي أن العاطفة إذا لم ترتبط بالحكمة، تتحوَّل إلى طياشة ونزوة. ورُبَّما إلى ضياع...
أخيرًا:
أقول للشباب: لتكن قلوبكم وأذهانكم عامرة بما يشغلها من مشاعر روحية وأفكار عميقة خاصة بمستقبلكم. ولا تتركوا فرصة لأي فكر جنسي أن يدخل ويُعشِّش داخلكم.
وأقول للفتاة: احتفظي دائمًا بحيائكِ، فإن الحياء زينة للمرأة. +++
07-17-2015, 04:21 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
العشية مزمور العشية من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي. بركاته علينا، آمين.
مزامير 4 : 6 - 8 الفصل 4
6 كثيرون يقولون : من يرينا خيرا ؟ . ارفع علينا نور وجهك يارب 7 جعلت سرورا في قلبي أعظم من سرورهم إذ كثرت حنطتهم وخمرهم 8 بسلامة أضطجع بل أيضا أنام ، لأنك أنت يارب منفردا في طمأنينة تسكنني مبارك الآتي باسم. الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد. آمين.
إنجيل العشية
قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس. فصل شريف من بشارة معلمنا متى الإنجيلي. بركته تكون مع جميعنا، آمين.
متى 16 : 24 - 28 الفصل 16 24 حينئذ قال يسوع لتلاميذه : إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني 25 فإن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها ، ومن يهلك نفسه من أجلي يجدها 26 لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ؟ أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه 27 فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته ، وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله 28 الحق أقول لكم : إن من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيا في ملكوته والمجد لله دائماً.
باكر مزمو باكر
من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي. بركاته علينا، آمين. مزامير 5 : 11 - 12
الفصل 5
11 ويفرح جميع المتكلين عليك . إلى الأبد يهتفون ، وتظللهم . ويبتهج بك محبو اسمك 12 لأنك أنت تبارك الصديق يارب . كأنه بترس تحيطه بالرضا مبارك الآتي باسم الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد. آمين.
إنجيل باكر قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس. فصل شريف من بشارة معلمنا متى الإنجيلي. بركته تكون مع جميعنا، آمين.
متى 10 : 34 - 42
الفصل 10 34 لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما على الأرض . ما جئت لألقي سلاما بل سيفا 35 فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه ، والابنة ضد أمها ، والكنة ضد حماتها 36 وأعداء الإنسان أهل بيته 37 من أحب أبا أو أما أكثر مني فلا يستحقني ، ومن أحب ابنا أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني 38 ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني 39 من وجد حياته يضيعها ، ومن أضاع حياته من أجلي يجدها 40 من يقبلكم يقبلني ، ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني 41 من يقبل نبيا باسم نبي فأجر نبي يأخذ ، ومن يقبل بارا باسم بار فأجر بار يأخذ 42 ومن سقى أحد هؤلاء الصغار كأس ماء بارد فقط باسم تلميذ ، فالحق أقول لكم : إنه لا يضيع أجره والمجد لله دائماً أبدياً، آمين.
قراءات القداس البولس بولس، عبد يسوع المسيح، المدعوّ رسولاً، المُفرَز لإنجيل الله. البولس، فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى رومية . بركته تكون مع جميعنا، آمين.
رومية 8 : 18 - 30 الفصل 8 18 فإني أحسب أن آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا 19 لأن انتظار الخليقة يتوقع استعلان أبناء الله 20 إذ أخضعت الخليقة للبطل - ليس طوعا ، بل من أجل الذي أخضعها - على الرجاء 21 لأن الخليقة نفسها أيضا ستعتق من عبودية الفساد إلى حرية مجد أولاد الله 22 فإننا نعلم أن كل الخليقة تئن وتتمخض معا إلى الآن 23 وليس هكذا فقط ، بل نحن الذين لنا باكورة الروح ، نحن أنفسنا أيضا نئن في أنفسنا ، متوقعين التبني فداء أجسادنا 24 لأننا بالرجاء خلصنا . ولكن الرجاء المنظور ليس رجاء ، لأن ما ينظره أحد كيف يرجوه أيضا 25 ولكن إن كنا نرجو ما لسنا ننظره فإننا نتوقعه بالصبر 26 وكذلك الروح أيضا يعين ضعفاتنا ، لأننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي . ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا ينطق بها 27 ولكن الذي يفحص القلوب يعلم ما هو اهتمام الروح ، لأنه بحسب مشيئة الله يشفع في القديسين 28 ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله ، الذين هم مدعوون حسب قصده 29 لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ، ليكون هو بكرا بين إخوة كثيرين 30 والذين سبق فعينهم ، فهؤلاء دعاهم أيضا . والذين دعاهم ، فهؤلاء بررهم أيضا . والذين بررهم ، فهؤلاء مجدهم أيضا نعمة ربنا يسوع المسيح فلتكن معكم ومعي، يا آبائي وأخوتي، آمين.
الكاثوليكون فصل من رسالة 1 لمعلمنا بطرس . بركته تكون مع جميعنا، آمين. 1 بطرس 3 : 8 - 15
الفصل 3
8 والنهاية ، كونوا جميعا متحدي الرأي بحس واحد ، ذوي محبة أخوية ، مشفقين ، لطفاء 9 غير مجازين عن شر بشر أو عن شتيمة بشتيمة ، بل بالعكس مباركين ، عالمين أنكم لهذا دعيتم لكي ترثوا بركة 10 لأن : من أراد أن يحب الحياة ويرى أياما صالحة ، فليكفف لسانه عن الشر وشفتيه أن تتكلما بالمكر 11 ليعرض عن الشر ويصنع الخير ، ليطلب السلام ويجد في أثره 12 لأن عيني الرب على الأبرار ، وأذنيه إلى طلبتهم ، ولكن وجه الرب ضد فاعلي الشر 13 فمن يؤذيكم إن كنتم متمثلين بالخير 14 ولكن وإن تألمتم من أجل البر ، فطوباكم . وأما خوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا 15 بل قدسوا الرب الإله في قلوبكم ، مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم ، بوداعة وخوف لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم؛ لأن العالم يمضي وشهوته. أما الذي يصنع إرادة الله فيثبت إلى الأبد. آمين.
الإبركسيس فصل من اعمال آبائنأ الرسل الأطهار الحواريين المشمولين بنعمة الروح القدس،، بركتهم تكون معنا. آمين.
اعمال 19 : 23 - 41 الفصل 19 23 وحدث في ذلك الوقت شغب ليس بقليل بسبب هذا الطريق 24 لأن إنسانا اسمه ديمتريوس ، صائغ صانع هياكل فضة لأرطاميس ، كان يكسب الصناع مكسبا ليس بقليل 25 فجمعهم والفعلة في مثل ذلك العمل وقال : أيها الرجال أنتم تعلمون أن سعتنا إنما هي من هذه الصناعة 26 وأنتم تنظرون وتسمعون أنه ليس من أفسس فقط ، بل من جميع أسيا تقريبا ، استمال وأزاغ بولس هذا جمعا كثيرا قائلا : إن التي تصنع بالأيادي ليست آلهة 27 فليس نصيبنا هذا وحده في خطر من أن يحصل في إهانة ، بل أيضا هيكل أرطاميس ، الإلهة العظيمة ، أن يحسب لا شيء ، وأن سوف تهدم عظمتها ، هي التي يعبدها جميع أسيا والمسكونة 28 فلما سمعوا امتلأوا غضبا ، وطفقوا يصرخون قائلين : عظيمة هي أرطاميس الأفسسيين 29 فامتلأت المدينة كلها اضطرابا ، واندفعوا بنفس واحدة إلى المشهد خاطفين معهم غايوس وأرسترخس المكدونيين ، رفيقي بولس في السفر 30 ولما كان بولس يريد أن يدخل بين الشعب ، لم يدعه التلاميذ 31 وأناس من وجوه أسيا ، كانوا أصدقاءه ، أرسلوا يطلبون إليه أن لا يسلم نفسه إلى المشهد 32 وكان البعض يصرخون بشيء والبعض بشيء آخر ، لأن المحفل كان مضطربا ، وأكثرهم لا يدرون لأي شيء كانوا قد اجتمعوا 33 فاجتذبوا إسكندر من الجمع ، وكان اليهود يدفعونه . فأشار إسكندر بيده يريد أن يحتج للشعب 34 فلما عرفوا أنه يهودي ، صار صوت واحد من الجميع صارخين نحو مدة ساعتين : عظيمة هي أرطاميس الأفسسيين 35 ثم سكن الكاتب الجمع وقال : أيها الرجال الأفسسيون ، من هو الإنسان الذي لا يعلم أن مدينة الأفسسيين متعبدة لأرطاميس الإلهة العظيمة والتمثال الذي هبط من زفس 36 فإذ كانت هذه الأشياء لا تقاوم ، ينبغي أن تكونوا هادئين ولا تفعلوا شيئا اقتحاما 37 لأنكم أتيتم بهذين الرجلين ، وهما ليسا سارقي هياكل ، ولا مجدفين على إلهتكم 38 فإن كان ديمتريوس والصناع الذين معه لهم دعوى على أحد ، فإنه تقام أيام للقضاء ، ويوجد ولاة ، فليرافعوا بعضهم بعضا 39 وإن كنتم تطلبون شيئا من جهة أمور أخر ، فإنه يقضى في محفل شرعي 40 لأننا في خطر أن نحاكم من أجل فتنة هذا اليوم . وليس علة يمكننا من أجلها أن نقدم حسابا عن هذا التجمع 41 ولما قال هذا صرف المحفل لم تزل كلمة الرب تنمو وتعتز وتثبت في كنيسة الله المقدسة. آمين.
السنكسار اليوم 11 من الشهر المبارك أبيب, أحسن الله استقباله، وأعاده علينا وعليكم، ونحن في هدوء واطمئنان، مغفوري الخطايا والآثام، من قِبَل مراحم الرب، يا آبائي وأخوتي. آمين. 11- اليوم الحادى عشر - شهر أبيب استشهاد القديس يوحنا وسمعان ابن عمه في مثل هذا اليوم استشهد القديسان يوحنا وسمعان ابن عمه اللذين من شبراملس (مركز زفتي غربية ) . وقد كانت والدة يوحنا عاقرا فداوم والده علي الصلاة إلى الرب أن يعطيه ولدا يقدمه نذرا له فرأي في رؤيا كأن القديس يوحنا المعمدان يعلمه أن الرب سيعطيه ولدا . فلما رزق بهذا القديس سماه يوحنا وبني كنيسة علي اسم القديس يوحنا المعمدان فلما نشأ الصبي وصار عمره إحدى عشر سنة كلفه والده رعاية غنمه فكان يوزع غذاءه علي الرعاة ويبقي هو صائما طول يومه . ولما علم والده ذهب اليه ليتحقق هذا الأمر فلما رآه الصبي خاف أن يضربه وهم بالهروب . فطمأنه والده ثم سأله عن غذائه فأجابه : انه في العشة فلما دخل والده وجد المقطف ملآنا خبزا فعاد وأعلم والدته بذلك وفرح الوالدان بالنعمة التي شملت ولدهما ومنعاه من رعاية الغنم وسلماه لمن علمه كتب الكنيسة . ولما بلغ من العمر ثماني عشرة سنة رسموه قسا . أما سمعان ابن عمه فكان أيضا يرعي غنم أبيه فترك ذلك وتتلمذ لهذا القديس وقد أجري الله علي يدي القديس يوحنا آيات كثيرة . ولما أثار دقلديانوس عبادة الأوثان ذهب القديسان يوحنا وسمعان إلى الإسكندرية واعترفا أمام الوالي بالسيد المسيح فعذبهما كثيرا وأخيرا قطع رأسيهما ونالا إكليل الشهادة
صلاتهما تكون معنا . آمين
نياحة القديس أشعيا المتوحد
في مثل هذا اليوم تنيح القديس العظيم الأنبا اشعياء الذي كان متوحدا بجبل شيهيت.
صلاته تكون معنا . ولربنا المجد دائما . آمين
مزمور القداس من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي، بركته تكون مع جميعنا، آمين.
مزامير 68 : 35 , 3 35 مخوف أنت يا الله من مقادسك . إله إسرائيل هو المعطي قوة وشدة للشعب . مبارك الله 3 والصديقون يفرحون . يبتهجون أمام الله ويطفرون فرحا مبارك الآتي باسم. الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من. الآن وإلى الأبد آمين.
إنجيل القداس قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس. فصل شريف من بشارة معلمنا لوقا الإنجيلي بركته تكون مع جميعنا، آمين.
لوقا 12 : 4 - 12 4 ولكن أقول لكم يا أحبائي : لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ، وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر 5 بل أريكم ممن تخافون : خافوا من الذي بعدما يقتل ، له سلطان أن يلقي في جهنم . نعم ، أقول لكم : من هذا خافوا 6 أليست خمسة عصافير تباع بفلسين ، وواحد منها ليس منسيا أمام الله 7 بل شعور رؤوسكم أيضا جميعها محصاة . فلا تخافوا أنتم أفضل من عصافير كثيرة 8 وأقول لكم : كل من اعترف بي قدام الناس ، يعترف به ابن الإنسان قدام ملائكة الله 9 ومن أنكرني قدام الناس ، ينكر قدام ملائكة الله 10 وكل من قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له ، وأما من جدف على الروح القدس فلا يغفر له 11 ومتى قدموكم إلى المجامع والرؤساء والسلاطين فلا تهتموا كيف أو بما تحتجون أو بما تقولون 12 لأن الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة ما يجب أن تقولوه والمجد لله دائماً أبدياً، آمين. +++
07-20-2015, 03:50 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
«« اليوم السابق«« -الآن: الأثنين, 20 يوليو 2015- »» اليوم التالي»» أختر اليوم الشهر سنة
قراءات الأثنين, 20 يوليو 2015 --- 13 أبيب 1731 العشية مزمور العشية من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي. بركاته علينا، آمين.
مزامير 89 : 19 - 21 19 حينئذ كلمت برؤيا تقيك وقلت : جعلت عونا على قوي . رفعت مختارا من بين الشعب 20 وجدت داود عبدي . بدهن قدسي مسحته 21 الذي تثبت يدي معه . أيضا ذراعي تشدده مبارك الآتي باسم. الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد. آمين.
إنجيل العشية قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس. فصل شريف من بشارة معلمنا متى الإنجيلي. بركته تكون مع جميعنا، آمين.
متى 10 : 34 - 42 34 لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما على الأرض . ما جئت لألقي سلاما بل سيفا 35 فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه ، والابنة ضد أمها ، والكنة ضد حماتها 36 وأعداء الإنسان أهل بيته 37 من أحب أبا أو أما أكثر مني فلا يستحقني ، ومن أحب ابنا أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني 38 ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني 39 من وجد حياته يضيعها ، ومن أضاع حياته من أجلي يجدها 40 من يقبلكم يقبلني ، ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني 41 من يقبل نبيا باسم نبي فأجر نبي يأخذ ، ومن يقبل بارا باسم بار فأجر بار يأخذ 42 ومن سقى أحد هؤلاء الصغار كأس ماء بارد فقط باسم تلميذ ، فالحق أقول لكم : إنه لا يضيع أجره والمجد لله دائماً.
باكر مزمو باكر من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي. بركاته علينا، آمين.
مزامير 132 : 9 , 10 , 17 , 18 9 كهنتك يلبسون البر ، وأتقياؤك يهتفون 10 من أجل داود عبدك لا ترد وجه مسيحك 17 هناك أنبت قرنا لداود . رتبت سراجا لمسيحي 18 أعداءه ألبس خزيا ، وعليه يزهر إكليله مبارك الآتي باسم الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد. آمين.
إنجيل باكر قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس. فصل شريف من بشارة معلمنا لوقا الإنجيلي. بركته تكون مع جميعنا، آمين.
لوقا 6 : 17 - 23 17 ونزل معهم ووقف في موضع سهل ، هو وجمع من تلاميذه ، وجمهور كثير من الشعب ، من جميع اليهودية وأورشليم وساحل صور وصيداء ، الذين جاءوا ليسمعوه ويشفوا من أمراضهم 18 والمعذبون من أرواح نجسة . وكانوا يبرأون 19 وكل الجمع طلبوا أن يلمسوه ، لأن قوة كانت تخرج منه وتشفي الجميع 20 ورفع عينيه إلى تلاميذه وقال : طوباكم أيها المساكين ، لأن لكم ملكوت الله 21 طوباكم أيها الجياع الآن ، لأنكم تشبعون . طوباكم أيها الباكون الآن ، لأنكم ستضحكون 22 طوباكم إذا أبغضكم الناس ، وإذا أفرزوكم وعيروكم ، وأخرجوا اسمكم كشرير من أجل ابن الإنسان 23 افرحوا في ذلك اليوم وتهللوا ، فهوذا أجركم عظيم في السماء . لأن آباءهم هكذا كانوا يفعلون بالأنبياء والمجد لله دائماً أبدياً، آمين.
قراءات القداس البولس بولس، عبد يسوع المسيح، المدعوّ رسولاً، المُفرَز لإنجيل الله. البولس، فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى عبرانيين . بركته تكون مع جميعنا، آمين.
عبرانيين 7 : 18 - 8 : 13 18 فإنه يصير إبطال الوصية السابقة من أجل ضعفها وعدم نفعها 19 إذ الناموس لم يكمل شيئا . ولكن يصير إدخال رجاء أفضل به نقترب إلى الله 20 وعلى قدر ما إنه ليس بدون قسم 21 لأن أولئك بدون قسم قد صاروا كهنة ، وأما هذا فبقسم من القائل له : أقسم الرب ولن يندم ، أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق 22 على قدر ذلك قد صار يسوع ضامنا لعهد أفضل 23 وأولئك قد صاروا كهنة كثيرين من أجل منعهم بالموت عن البقاء 24 وأما هذا فمن أجل أنه يبقى إلى الأبد ، له كهنوت لا يزول 25 فمن ثم يقدر أن يخلص أيضا إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله ، إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم 26 لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا ، قدوس بلا شر ولا دنس ، قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السماوات 27 الذي ليس له اضطرار كل يوم مثل رؤساء الكهنة أن يقدم ذبائح أولا عن خطايا نفسه ثم عن خطايا الشعب ، لأنه فعل هذا مرة واحدة ، إذ قدم نفسه 28 فإن الناموس يقيم أناسا بهم ضعف رؤساء كهنة . وأما كلمة القسم التي بعد الناموس فتقيم ابنا مكملا إلى الأبد
1 وأما رأس الكلام فهو : أن لنا رئيس كهنة مثل هذا ، قد جلس في يمين عرش العظمة في السماوات 2 خادما للأقداس والمسكن الحقيقي الذي نصبه الرب لا إنسان 3 لأن كل رئيس كهنة يقام لكي يقدم قرابين وذبائح . فمن ثم يلزم أن يكون لهذا أيضا شيء يقدمه 4 فإنه لو كان على الأرض لما كان كاهنا ، إذ يوجد الكهنة الذين يقدمون قرابين حسب الناموس 5 الذين يخدمون شبه السماويات وظلها ، كما أوحي إلى موسى وهو مزمع أن يصنع المسكن . لأنه قال : انظر أن تصنع كل شيء حسب المثال الذي أظهر لك في الجبل 6 ولكنه الآن قد حصل على خدمة أفضل بمقدار ما هو وسيط أيضا لعهد أعظم ، قد تثبت على مواعيد أفضل 7 فإنه لو كان ذلك الأول بلا عيب لما طلب موضع لثان 8 لأنه يقول لهم لائما : هوذا أيام تأتي ، يقول الرب ، حين أكمل مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهدا جديدا 9 لا كالعهد الذي عملته مع آبائهم يوم أمسكت بيدهم لأخرجهم من أرض مصر ، لأنهم لم يثبتوا في عهدي ، وأنا أهملتهم ، يقول الرب 10 لأن هذا هو العهد الذي أعهده مع بيت إسرائيل بعد تلك الأيام ، يقول الرب : أجعل نواميسي في أذهانهم ، وأكتبها على قلوبهم ، وأنا أكون لهم إلها وهم يكونون لي شعبا 11 ولا يعلمون كل واحد قريبه ، وكل واحد أخاه قائلا : اعرف الرب ، لأن الجميع سيعرفونني من صغيرهم إلى كبيرهم 12 لأني أكون صفوحا عن آثامهم ، ولا أذكر خطاياهم وتعدياتهم في ما بعد 13 فإذ قال جديدا عتق الأول . وأما ما عتق وشاخ فهو قريب من الاضمحلال نعمة ربنا يسوع المسيح فلتكن معكم ومعي، يا آبائي وأخوتي، آمين.
الكاثوليكون فصل من رسالة 3 لمعلمنا يوحنا . بركته تكون مع جميعنا، آمين.
3 يوحنا 1 : 1 - 15 1 الشيخ ، إلى غايس الحبيب الذي أنا أحبه بالحق 2 أيها الحبيب ، في كل شيء أروم أن تكون ناجحا وصحيحا ، كما أن نفسك ناجحة 3 لأني فرحت جدا إذ حضر إخوة وشهدوا بالحق الذي فيك ، كما أنك تسلك بالحق 4 ليس لي فرح أعظم من هذا : أن أسمع عن أولادي أنهم يسلكون بالحق 5 أيها الحبيب ، أنت تفعل بالأمانة كل ما تصنعه إلى الإخوة وإلى الغرباء 6 الذين شهدوا بمحبتك أمام الكنيسة . الذين تفعل حسنا إذا شيعتهم كما يحق لله 7 لأنهم من أجل اسمه خرجوا ، وهم لا يأخذون شيئا من الأمم 8 فنحن ينبغي لنا أن نقبل أمثال هؤلاء ، لكي نكون عاملين معهم بالحق 9 كتبت إلى الكنيسة ، ولكن ديوتريفس - الذي يحب أن يكون الأول بينهم - لا يقبلنا 10 من أجل ذلك ، إذا جئت فسأذكره بأعماله التي يعملها ، هاذرا علينا بأقوال خبيثة . وإذ هو غير مكتف بهذه ، لا يقبل الإخوة ، ويمنع أيضا الذين يريدون ، ويطردهم من الكنيسة 11 أيها الحبيب ، لا تتمثل بالشر بل بالخير ، لأن من يصنع الخير هو من الله ، ومن يصنع الشر ، فلم يبصر الله 12 ديمتريوس مشهود له من الجميع ومن الحق نفسه ، ونحن أيضا نشهد ، وأنتم تعلمون أن شهادتنا هي صادقة 13 وكان لي كثير لأكتبه ، لكنني لست أريد أن أكتب إليك بحبر وقلم 14 ولكنني أرجو أن أراك عن قريب فنتكلم فما لفم 15 سلام لك . يسلم عليك الأحباء . سلم على الأحباء بأسمائهم لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم؛ لأن العالم يمضي وشهوته. أما الذي يصنع إرادة الله فيثبت إلى الأبد. آمين.
الإبركسيس فصل من اعمال آبائنأ الرسل الأطهار الحواريين المشمولين بنعمة الروح القدس،، بركتهم تكون معنا. آمين.
اعمال 15 : 36 - 16 : 5 36 ثم بعد أيام قال بولس لبرنابا : لنرجع ونفتقد إخوتنا في كل مدينة نادينا فيها بكلمة الرب ، كيف هم 37 فأشار برنابا أن يأخذا معهما أيضا يوحنا الذي يدعى مرقس 38 وأما بولس فكان يستحسن أن الذي فارقهما من بمفيلية ولم يذهب معهما للعمل ، لا يأخذانه معهما 39 فحصل بينهما مشاجرة حتى فارق أحدهما الآخر . وبرنابا أخذ مرقس وسافر في البحر إلى قبرس 40 وأما بولس فاختار سيلا وخرج مستودعا من الإخوة إلى نعمة الله 41 فاجتاز في سورية وكيليكية يشدد الكنائس الفصل 16
1 ثم وصل إلى دربة ولسترة ، وإذا تلميذ كان هناك اسمه تيموثاوس ، ابن امرأة يهودية مؤمنة ولكن أباه يوناني 2 وكان مشهودا له من الإخوة الذين في لسترة وإيقونية 3 فأراد بولس أن يخرج هذا معه ، فأخذه وختنه من أجل اليهود الذين في تلك الأماكن ، لأن الجميع كانوا يعرفون أباه أنه يوناني 4 وإذ كانوا يجتازون في المدن كانوا يسلمونهم القضايا التي حكم بها الرسل والمشايخ الذين في أورشليم ليحفظوها 5 فكانت الكنائس تتشدد في الإيمان وتزداد في العدد كل يوم لم تزل كلمة الرب تنمو وتعتز وتثبت في كنيسة الله المقدسة. آمين.
السنكسار اليوم 13 من الشهر المبارك أبيب, أحسن الله استقباله، وأعاده علينا وعليكم، ونحن في هدوء واطمئنان، مغفوري الخطايا والآثام، من قِبَل مراحم الرب، يا آبائي وأخوتي. آمين.
13- اليوم الثالث عشر - شهر أبيب نياحة القديس بسنتاؤس أسقف قفط في مثل هذا اليوم تنيح الأب القديس الأنبا بسنتاؤوس أسقف فقط كان قد ترهب منذ حداثته وقام بعبادات كثيرة ودرس الكتاب المقدس وحفظ أغلب أسفاره كما درس كتب الكنيسة وكان لا ينظر إلى وجه امرأة مطلقا وحدث أن امرأة مصابه بداء عضال انتظرته حتى خرج من الكنيسة واقتربت منه لتقبل يده لأيمانها أنها ستنال الشفاء ولكنه حينما رآها تدنوا منه أسرع في خطاه ، وأذ لم تلحقه أخذت قليلا من التراب الذي وطأة بقدميه ووضعته علي مكان الألم فزال للحال .
ولما رسم أسقفا كان وهو يقدس ينظر الملائكة ترفرف بأجنحتها في الهيكل وكان هذا الأسقف حسن المنطق في وعظه لا يمل أحد من سماع تعليمه . ولما أعلمه الرب بقرب نياحته جمع شعبه ووعظهم وثبتهم علي الإيمان وأوصاهم كثيرا ثم اسلم روحه بيد الرب . وقد أظهر الله من جسده آيات كثيرة حتى أن تلميذه أخذ قطعه من كفنه ووضعها علي المرضي فشفوا . صلاته تكون معنا . آمين
استشهاد القديس أبامون الطوخي في مثل هذا اليوم استشهد القديس أبامون كان من مدينة طوخ من كرسي بنها وقد ظهر له الملاك ميخائيل وأمره أن يمضي إلى أنصنا ويعترف بالمسيح فذهب إلى هناك واعترف أمام أوخيوس الوالي بالسيد المسيح فعذبه كثيرا بالمعصرة والحديد المحمي في النار والضرب بالسياط ثم ألقاه في مستوقد الحمام . وفي هذا جميعه كان الرب يقويه ويقيمه سالما . واستحق أن يظهر له السيد المسيح ويعده بالملكوت السمائى . وقد صنع هذا القديس آيات كثيرة ولما قطعوا رأسه بالسيف نال إكليل الشهادة وكان القديس يوليوس الاقفهصي حاضرا فأخذ جسده ولفه بلفائف فاخرة وأرسله مع غلامين إلى بلده . صلاته تكون معنا . آمين
استشهاد الأنبا شنودة في أوائل حكم العرب وفي مثل هذا اليوم استشهد القديس شنوده كان هذا رجلا فاضلا ومحافظا علي العمل بالوصايا المسيحية . وكان ذلك في أوائل أيام دخول العرب مصر فسعي به بعض أعدائه لدي الحاكم فاستحضره وعرض عليه ترك دينه فرفض وجاهر مفتخرا بالسيد المسيح فغضب الوالي وعذبه كثيرا وأخيرا قطع رأسه فنال إكليل الشهادة .
صلاته تكون معنا . ولربنا المجد دائما . آمين
مزمور القداس من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي، بركته تكون مع جميعنا، آمين.
مزامير 99 : 6 - 7
6 موسى وهارون بين كهنته ، وصموئيل بين الذين يدعون باسمه . دعوا الرب وهو استجاب لهم 7 بعمود السحاب كلمهم . حفظوا شهاداته والفريضة التي أعطاهم مبارك الآتي باسم. الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من. الآن وإلى الأبد آمين.
إنجيل القداس قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس. فصل شريف من بشارة معلمنا يوحنا الإنجيلي بركته تكون مع جميعنا، آمين.
يوحنا 16 : 20 - 33
20 الحق الحق أقول لكم : إنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح . أنتم ستحزنون ، ولكن حزنكم يتحول إلى فرح 21 المرأة وهي تلد تحزن لأن ساعتها قد جاءت ، ولكن متى ولدت الطفل لا تعود تذكر الشدة لسبب الفرح ، لأنه قد ولد إنسان في العالم 22 فأنتم كذلك ، عندكم الآن حزن . ولكني سأراكم أيضا فتفرح قلوبكم ، ولا ينزع أحد فرحكم منكم 23 وفي ذلك اليوم لا تسألونني شيئا . الحق الحق أقول لكم : إن كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم 24 إلى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي . اطلبوا تأخذوا ، ليكون فرحكم كاملا 25 قد كلمتكم بهذا بأمثال ، ولكن تأتي ساعة حين لا أكلمكم أيضا بأمثال ، بل أخبركم عن الآب علانية 26 في ذلك اليوم تطلبون باسمي . ولست أقول لكم إني أنا أسأل الآب من أجلكم 27 لأن الآب نفسه يحبكم ، لأنكم قد أحببتموني ، وآمنتم أني من عند الله خرجت 28 خرجت من عند الآب ، وقد أتيت إلى العالم ، وأيضا أترك العالم وأذهب إلى الآب 29 قال له تلاميذه : هوذا الآن تتكلم علانية ولست تقول مثلا واحدا 30 الآن نعلم أنك عالم بكل شيء ، ولست تحتاج أن يسألك أحد . لهذا نؤمن أنك من الله خرجت 31 أجابهم يسوع : ألآن تؤمنون 32 هوذا تأتي ساعة ، وقد أتت الآن ، تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته ، وتتركونني وحدي . وأنا لست وحدي لأن الآب معي 33 قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام . في العالم سيكون لكم ضيق ، ولكن ثقوا : أنا قد غلبت العالم والمجد لله دائماً أبدياً، آمين. +++
07-21-2015, 04:09 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 30-12-2007
البطالة.. نتائجها وعلاجها
إن مشكلة البطالة هي من أخطر المشاكل التي تُعاني منها بلادنا، ويُقاسي بسببها شبابنا. إذ يبذل الشاب قصارى جهده في الدراسة، بما تحمل من تعب ومن نفقات مالية. ثم يجد نفسه بعد التخرُّج عاطلًا لا عمل له، ولا يزال يعتمد في مصروفاته الخاصة على والديه!! فيُصاب بالإحباط، وتتعب نفسيته ونفسية أسرته معه...
ونتيجة لهذه البطالة يتأخَّر سن الزواج بالنسبة إلى الشباب. فكيف يتزوج إنسان ليس له إيراد أو مصدر رزق ينفق منه على أسرة؟! كيف يقتني له سكنًا وما يحتاجه المسكن من مفروشات؟! وكيف يدفع نفقات الزواج؟!.. وإن كان الشاب يمكنه أن يحتمل التأخُّر في سن زواجه، فإنَّ الفتاة إن تأخَّر بها السن وكبرت، يقل الإقبال عليها...
وبتأخُّر سن الزواج، يتعرَّض المجتمع إلى مشكلة أخرى أشد خطورة، وهى الفساد الخلقي. وهذا ما رأيناه قد انتشر بشكل مُقلق. وأحيانًا يحاول الفساد الخلقي أن يتخفَّى وراء مُسميات زائفة مثل الزواج العُرفي وهو لون من الزنى، في علاقات بغير بيت، ولا صلة شرعية، ولا مسئولية عمَّا قد ينتجه من نسل أو من عمليات إجهاض... إلى جوار أنواع أخرى من مُسمَّيات الزواج لتغطية ذلك الضياع...
ومن نتائج البطالة أيضًا وما تحمل من إحباط، لجوء بعض الشباب إلى المخدرات بأنواعها، أو إلى وسائل من اللهو الرخيص، هروبًا أو محاولات هروب، مِمَّا هم فيه من ضيق... وفي نفس الوقت، إذ لا يجدون المال الذي يلزم للإنفاق على المخدرات واللهو، يلجأون إلى أساليب خاطئة في الحصول على هذا المال...
وطبعًا قد يصحب كل هذا، شعور من السخط على المجتمع وعلى الدولة التي تتركهم في هذا الضياع بلا حلول! هذا السخط قد يكون على الأقل عند بعض من الشباب...
وهذا كله قد تستغله بعض الهيئات التي تقف ضد الدولة والنظام الحاكم، لكي تثير المشاعر، وتحاول جاهدة أن تعبّئ نفوس الشباب في اتجاه مُعارض...
ولعله من نتائج البطالة أيضًا تفكير كثير من الشباب في الهجرة بحثًا وراء الرزق، دون أن يدرسوا ما ينتظرهم من تلك الهجرة. وأمام هذا التفكير ظهر بعض سماسرة الهجرة غير الشرعية، الذين قادوا الشباب في رحلات غير مضمونة، كان من نتائجها غرق الكثيرين دون أن يصلوا إلى غايتهم. وتعرّض بعض الشباب إلى عمليات نصب بِاسم الهجرة!
ورُبَّما بسبب البطالة، قد ظهر سؤال على لسان الكثيرين: هل التعليم هو لمُجرَّد الثقافة فقط، ولا علاقة له بمصادر الرزق؟! وهل الثقافة وحدها تكفي بدون رزق؟! وإن كان لابد عمليًا من ارتباط الأمرين معًا، فكيف يمكن تفعيل الثقافة لتكون أيضًا مصدرًا للرزق كم هي مصدر للمعرفة؟
أمَّا عن علاج مشكلة البطالة، فإنه يلزم لذلك مؤتمر أو اجتماع يضم كافة التخصصات من رجال الدولة، ورجال العِلم والاجتماع والاقتصاد والعمل، ومن كبار المفكرين لكي يدرسوا كيف يمكن أن يوجدوا عملًا لملايين العاطلين؟ وما هي المشروعات النافعة؟ وماذا تكون مصادر التمويل؟
أمَّا نحن فنُقدِّم بعض اقتراحات لتكون موضع دراسة:
أوَّلها أهمية التدريب المهني في مناهج التعليم الصناعي الثانوي وفي الكليات الجامعية التي لها علاقة بالصناعة والعمل. على أن يكون التدريب لمهن يحتاج إليها المجتمع، وتكون لصناعات يحتاج إليها السوق. ذلك لأنَّ مُجرَّد التعليم النظري لا يكفي...
ونلاحظ أن بعض الشركات والمصانع تقوم أحيانًا بتدريب أشخاص ليتولوا العمل مباشرة في تلك المصانع عند استكمال تدريبهم.
نقترح أيضًا أن تهتم الدولة بإيجاد مشروعات صغيرة للشباب تموّلها الدولة، بحيث لا تمنحهم المال لذلك، إنَّما تُقدِّم لهم المعدات والآلات وتُدرِّبهم على استخدامها. على أن تكون تلك المشروعات الصغيرة لازمة للمجتمع، وإنتاجها يجد تسويقًا متاحًا. وهذا الأمر يلزمه دراسة السوق، وإنتاج ما يلزم السوق...
تعويد شبابنا أن يعملوا ليجدوا رزقًا. ولا يشتهون الوظائف الجاهزة والجلوس على المكاتب. وإقناعهم بأن رجال الأعمال يحصلون على رزق أوفر من الموظفين محدودي الدخل.
كذلك يلزم أيضًا أن تكوِّن الدولة علاقات مع البلاد المحتاجة إلى عمالة. بحيث تتفق معهم على تقديم ما يحتاجون إليه من عمال يتم إعدادهم لهم ليقوموا بالغرض الذي سيقومون به هناك...
وهنا تحتاج بلادنا إلى إعداد العمال المؤهلين لعصر قد انتشرت فيه التكنولوﭽيا والآلات الحديثة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ومثل هؤلاء العمال هم الذين يمكنهم العمل مع المستثمرين الذين يحضرون إلى بلادنا، كما يمكنهم أيضًا السفر للعمل في الخارج.
نقترح أيضًا تكوين مجموعات كبيرة للعمل في مجال الأسماك التي توجد بكثرة وراء السدّ العالي، من جهة صيدها وإرسالها في ثلاجات -عبر النيل- إلى باقي المحافظات، أو تعليبها لكي تُصدَّر إلى الخارج، مع ما تحتاجه عمليات التعليب من عمالة, وهذا طبعًا يناسبه أن نعوِّد شبابنا على عدم التمركز حول المدن والعواصم، ولا مانع من السفر إلى أماكن بعيدة كالسدّ العالي.
محاولة إيجاد عمل لأطفال الشوارع، إنقاذًا لهم من الضياع، واستفادة بهم في ما يناسبهم من عمل.
كذلك يمكن إيجاد أعمال لسكان الريف وللمرأة الريفية، مثل المناحل، وتربية الدواجن والأغنام والبهائم، وكافة أنواع الأغذية وصناعات الألبان، والتدبير المنزلي، وعرض كل ذلك أيضًا لتسويقه. مع تزويد النساء ببعض ماكينات الخياطة لصناعة ما يلزمهم من ملابس وما يلزم غيرهم...
أحب في موضوع البطالة أن نأخذ مثالًا من دولة الصين التي يزيد عدد سكانها عن المليار. وعلى الرغم من ذلك، فإنها تجد عملًا لكل أولئك، كما تجد تسويقًا لإنتاجهم. وبالإضافة إلى تشغيل هذا العدد الضخم، تتمتع البلاد بنهضة صناعية.
وأخيرًا فإن موضوع البطالة يتعلَّق أيضًا بالزيادة الهائلة في النسل عامًا بعد عام. ولاشك أن الانضباط في موضوع النسل سيحل كثيرًا من مشكلة البطالة.
قراءات الأربعاء, 22 يوليو 2015 --- 15 أبيب 1731 العشية مزمور العشية من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي. بركاته علينا، آمين.
مزامير 40 : 2 - 3 2 وأصعدني من جب الهلاك ، من طين الحمأة ، وأقام على صخرة رجلي . ثبت خطواتي 3 وجعل في فمي ترنيمة جديدة ، تسبيحة لإلهنا . كثيرون يرون ويخافون ويتوكلون على الرب مبارك الآتي باسم. الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد. آمين.
إنجيل العشية قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس. فصل شريف من بشارة معلمنا متى الإنجيلي. بركته تكون مع جميعنا، آمين.
متى 7 : 22 - 25 22 كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم : يا رب ، يا رب أليس باسمك تنبأنا ، وباسمك أخرجنا شياطين ، وباسمك صنعنا قوات كثيرة 23 فحينئذ أصرح لهم : إني لم أعرفكم قط اذهبوا عني يا فاعلي الإثم 24 فكل من يسمع أقوالي هذه ويعمل بها ، أشبهه برجل عاقل ، بنى بيته على الصخر 25 فنزل المطر ، وجاءت الأنهار ، وهبت الرياح ، ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط ، لأنه كان مؤسسا على الصخر والمجد لله دائماً. باكر مزمو باكر من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي. بركاته علينا، آمين.
مزامير 89 : 24 , 19 24 أما أمانتي ورحمتي فمعه ، وباسمي ينتصب قرنه 19 حينئذ كلمت برؤيا تقيك وقلت : جعلت عونا على قوي . رفعت مختارا من بين الشعب مبارك الآتي باسم الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد. آمين.
إنجيل باكر قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس. فصل شريف من بشارة معلمنا لوقا الإنجيلي. بركته تكون مع جميعنا، آمين.
لوقا 13 : 23 - 30 23 فقال له واحد : يا سيد ، أقليل هم الذين يخلصون ؟ فقال لهم 24 اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق ، فإني أقول لكم : إن كثيرين سيطلبون أن يدخلوا ولا يقدرون 25 من بعد ما يكون رب البيت قد قام وأغلق الباب ، وابتدأتم تقفون خارجا وتقرعون الباب قائلين : يا رب ، يا رب افتح لنا . يجيب ، ويقول لكم : لا أعرفكم من أين أنتم 26 حينئذ تبتدئون تقولون : أكلنا قدامك وشربنا ، وعلمت في شوارعنا 27 فيقول : أقول لكم : لا أعرفكم من أين أنتم ، تباعدوا عني يا جميع فاعلي الظلم 28 هناك يكون البكاء وصرير الأسنان ، متى رأيتم إبراهيم وإسحاق ويعقوب وجميع الأنبياء في ملكوت الله ، وأنتم مطروحون خارجا 29 ويأتون من المشارق ومن المغارب ومن الشمال والجنوب ، ويتكئون في ملكوت الله 30 وهوذا آخرون يكونون أولين ، وأولون يكونون آخرين والمجد لله دائماً أبدياً، آمين.
قراءات القداس البولس
بولس، عبد يسوع المسيح، المدعوّ رسولاً، المُفرَز لإنجيل الله. البولس، فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى كورنثوس . بركته تكون مع جميعنا، آمين.
1 كورنثوس 3 : 1 - 8 1 وأنا أيها الإخوة لم أستطع أن أكلمكم كروحيين ، بل كجسديين كأطفال في المسيح 2 سقيتكم لبنا لا طعاما ، لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون ، بل الآن أيضا لا تستطيعون 3 لأنكم بعد جسديون . فإنه إذ فيكم حسد وخصام وانشقاق ، ألستم جسديين وتسلكون بحسب البشر 4 لأنه متى قال واحد : أنا لبولس وآخر : أنا لأبلوس أفلستم جسديين 5 فمن هو بولس ؟ ومن هو أبلوس ؟ بل خادمان آمنتم بواسطتهما ، وكما أعطى الرب لكل واحد 6 أنا غرست وأبلوس سقى ، لكن الله كان ينمي 7 إذا ليس الغارس شيئا ولا الساقي ، بل الله الذي ينمي 8 والغارس والساقي هما واحد ، ولكن كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه نعمة ربنا يسوع المسيح فلتكن معكم ومعي، يا آبائي وأخوتي، آمين.
فصل من رسالة 2 لمعلمنا بطرس . بركته تكون مع جميعنا، آمين.
2 بطرس 1 : 1 - 11 1 سمعان بطرس عبد يسوع المسيح ورسوله ، إلى الذين نالوا معنا إيمانا ثمينا مساويا لنا ، ببر إلهنا والمخلص يسوع المسيح 2 لتكثر لكم النعمة والسلام بمعرفة الله ويسوع ربنا 3 كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى ، بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة 4 اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة ، لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية ، هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة 5 ولهذا عينه - وأنتم باذلون كل اجتهاد - قدموا في إيمانكم فضيلة ، وفي الفضيلة معرفة 6 وفي المعرفة تعففا ، وفي التعفف صبرا ، وفي الصبر تقوى 7 وفي التقوى مودة أخوية ، وفي المودة الأخوية محبة 8 لأن هذه إذا كانت فيكم وكثرت ، تصيركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح 9 لأن الذي ليس عنده هذه ، هو أعمى قصير البصر ، قد نسي تطهير خطاياه السالفة 10 لذلك بالأكثر اجتهدوا أيها الإخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين . لأنكم إذا فعلتم ذلك ، لن تزلوا أبدا 11 لأنه هكذا يقدم لكم بسعة دخول إلى ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الأبدي لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم؛ لأن العالم يمضي وشهوته. أما الذي يصنع إرادة الله فيثبت إلى الأبد. آمين.
الإبركسيس
فصل من اعمال آبائنأ الرسل الأطهار الحواريين المشمولين بنعمة الروح القدس،، بركتهم تكون معنا. آمين.
اعمال 15 : 13 - 29 13 وبعدما سكتا أجاب يعقوب قائلا : أيها الرجال الإخوة ، اسمعوني 14 سمعان قد أخبر كيف افتقد الله أولا الأمم ليأخذ منهم شعبا على اسمه 15 وهذا توافقه أقوال الأنبياء ، كما هو مكتوب 16 سأرجع بعد هذا وأبني أيضا خيمة داود الساقطة ، وأبني أيضا ردمها وأقيمها ثانية 17 لكي يطلب الباقون من الناس الرب ، وجميع الأمم الذين دعي اسمي عليهم ، يقول الرب ، الصانع هذا كله 18 معلومة عند الرب منذ الأزل جميع أعماله 19 لذلك أنا أرى أن لا يثقل على الراجعين إلى الله من الأمم 20 بل يرسل إليهم أن يمتنعوا عن نجاسات الأصنام ، والزنا ، والمخنوق ، والدم 21 لأن موسى منذ أجيال قديمة ، له في كل مدينة من يكرز به ، إذ يقرأ في المجامع كل سبت 22 حينئذ رأى الرسل والمشايخ مع كل الكنيسة أن يختاروا رجلين منهم ، فيرسلوهما إلى أنطاكية مع بولس وبرنابا : يهوذا الملقب برسابا ، وسيلا ، رجلين متقدمين في الإخوة 23 وكتبوا بأيديهم هكذا : الرسل والمشايخ والإخوة يهدون سلاما إلى الإخوة الذين من الأمم في أنطاكية وسورية وكيليكية 24 إذ قد سمعنا أن أناسا خارجين من عندنا أزعجوكم بأقوال ، مقلبين أنفسكم ، وقائلين أن تختتنوا وتحفظوا الناموس ، الذين نحن لم نأمرهم 25 رأينا وقد صرنا بنفس واحدة أن نختار رجلين ونرسلهما إليكم مع حبيبينا برنابا وبولس 26 رجلين قد بذلا نفسيهما لأجل اسم ربنا يسوع المسيح 27 فقد أرسلنا يهوذا وسيلا ، وهما يخبرانكم بنفس الأمور شفاها 28 لأنه قد رأى الروح القدس ونحن ، أن لا نضع عليكم ثقلا أكثر ، غير هذه الأشياء الواجبة 29 أن تمتنعوا عما ذبح للأصنام ، وعن الدم ، والمخنوق ، والزنا ، التي إن حفظتم أنفسكم منها فنعما تفعلون . كونوا معافين لم تزل كلمة الرب تنمو وتعتز وتثبت في كنيسة الله المقدسة. آمين.
السنكسار
اليوم 15 من الشهر المبارك أبيب, أحسن الله استقباله، وأعاده علينا وعليكم، ونحن في هدوء واطمئنان، مغفوري الخطايا والآثام، من قِبَل مراحم الرب، يا آبائي وأخوتي. آمين.
15- اليوم الخامس عشر - شهر أبيب
نياحة القديس الانبا افرام السريانى
في مثل هذا اليوم من سنة 379 م تنيح الأب القديس الأنبا افرآم السرياني . ولد في مدينة نصيبين في أوائل الجيل الرابع من أبوين وثنيين في أيام الملك البار قسطنطين واتفق له أن اجتمع بالقديس يعقوب مطران نصيبين الذي وعظه وعلمه حقائق الإيمان المسيحي فأمن أفرأم علي يديه وتعمد منه ولبث عنده وأخذ في التعبد الزائد حتى فاق أهل زمانه وصار يجادل الأمميين ويتغلب عليهم بالنعمة التي فيه ولما اجتمع مجمع نيقية صحب معلمه مار يعقوب إلى هناك
وحدث في أحد الأيام والقديس قائم في الصلاة أن رأي عمودا من نور ممتدا من الأرض إلى السماء فلما تعجب من ذلك سمع صوتا يقول له : " هذا الذي رأيته هو القديس باسيليوس أسقف قيصرية " فاشتاق أن يراه وذهب إلى قيصرية ودخل الكنيسة ووقف في زاوية منها فرأي القديس باسيليوس وهو مرتد بدلته الكهنوت موشاة بالذهب ، فشك في قداسته فأراه الرب حمامة بيضاء حلت علي رأسه ثم ألهم الله القديس باسيليوس بوجود القديس أفرأم فاستدعاه باسمه فعجب الأنبا أفرأم كيف عرفه وسلما على بعضهما ثم رسمه القديس باسيليوس شماسا فزاد في نسكه وظهرت منه فضائل عظيمة تفوق الوصف . منها أن إحدى النساء المحتشمات استحت أن تعترف للقديس باسيليوس مشافهة . فكتبت خطاياها منذ صباها في قرطاس وأعطته القديس باسيليوس فلما تناوله وعرف ما فيه صلي من أجلها فابيض القرطاس إلا من خطية واحدة كانت عظيمة فبكت المرأة وتضرعت إليه أن يصلي عنها ليغفر لها الله خطيتها هذه فقال لها : " اذهبي إلى البرية حيث القديس أفرأم وهو يصلي من أجلك " فذهبت اليه وأعلمته بذلك فقال لها :" أنا رجل غير أهل لهذه الدرجة فعودي إلى القديس باسيلوس لأنه رئيس كهنة وأسرعي قبل خروجه من هذا العالم " . ولما رجعت المرأة وجدته قد تنيح وهو محمول علي رؤوس الكهنة فبكت وألقت القرطاس فوجدته قد صار أبيض .
وقد صنع القديس أفرأم آيات كثيرة و ، في أيامه ظهر ابن ديصان وكان كافرا فجادله هذا الأب حتى تغلب عليه وقد وضع مقالات وميامر كثيرة جدا ، ولما أكمل جهاده انتقل إلى الرب
صلاته تكون معنا . آمين
استشهاد القديس كرياكوس وأمه يوليطة
في مثل هذا اليوم استشهد القديس قرياقوس ويوليطة أمه . عندما كان عمر قرياقوس ثلاث سنوات ، بارحت أمه أيقونية موطنها ومعها ولدها إلى طرسوس هربا من الوالي الذي كان يعذب المسيحيين ولكنها وجدته هناك فسعوا بها لديه . فاستحضرها وعرض عليها عبادة الأوثان فقالت له : " أن قولك هذا لا يقبله طفل ابن ثلاث سنوات " فقال لها : " نسأل طفلك هذا " فانطق الله الطفل وصاح قائلا : " " أن معبوداتك حجارة وأخشاب صنعة الأيدي وليس اله إلا سيدي يسوع المسيح " فاندهش الحاضرون وافتضح الوالي ولذلك عذبه عذابا يفوق سنه وعذب أمه أيضا بأنواع كثيرة وكان الرب يقيمهما سالمين وشاهد ذلك أناس كثيرون فآمنوا بالسيد المسيح ونالوا إكليل الشهادة . وأخيرا أمر الوالي بقطع رأسيهما ونالا إكليل الحياة . صلاته تكون معنا . آمين
استشهاد القديس الجليل أنبا هرسيوس بصول
في مثل هذا اليوم استشهد القديس الجليل أنبا هرسيوس بصول .
شفاعته تكون معنا ولربنا المجد دائما . آمين
مزمور القداس من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي، بركته تكون مع جميعنا، آمين.
مزامير 61 : 1 - 3 1 لإمام المغنين على ذوات الأوتار . لداود . اسمع يا الله صراخي ، واصغ إلى صلاتي 2 من أقصى الأرض أدعوك إذا غشي على قلبي . إلى صخرة أرفع مني تهديني 3 لأنك كنت ملجأ لي ، برج قوة من وجه العدو مبارك الآتي باسم. الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من. الآن وإلى الأبد آمين.
إنجيل القداس قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس. فصل شريف من بشارة معلمنا لوقا الإنجيلي بركته تكون مع جميعنا، آمين.
لوقا 14 : 25 - 35 25 وكان جموع كثيرة سائرين معه ، فالتفت وقال لهم 26 إن كان أحد يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته ، حتى نفسه أيضا ، فلا يقدر أن يكون لي تلميذا 27 ومن لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذا 28 ومن منكم وهو يريد أن يبني برجا لا يجلس أولا ويحسب النفقة ، هل عنده ما يلزم لكماله 29 لئلا يضع الأساس ولا يقدر أن يكمل ، فيبتدئ جميع الناظرين يهزأون به 30 قائلين : هذا الإنسان ابتدأ يبني ولم يقدر أن يكمل 31 وأي ملك إن ذهب لمقاتلة ملك آخر في حرب ، لا يجلس أولا ويتشاور : هل يستطيع أن يلاقي بعشرة آلاف الذي يأتي عليه بعشرين ألفا 32 وإلا فما دام ذلك بعيدا ، يرسل سفارة ويسأل ما هو للصلح 33 فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله ، لا يقدر أن يكون لي تلميذا 34 الملح جيد . ولكن إذا فسد الملح ، فبماذا يصلح 35 لا يصلح لأرض ولا لمزبلة ، فيطرحونه خارجا . من له أذنان للسمع ، فليسمع والمجد لله دائماً أبدياً، آمين. +++
07-22-2015, 09:07 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 6-1-2008
في بدء عام جديد
أهنئكم يا إخوتي وأبنائي ببدء عام جديد، نرجو أن يكون عامًا سعيدًا في حياة كل فرد مِنَّا، وأن يكون كذلك بالنسبة إلى بلادنا العزيزة، وإلى العالم كله وبخاصة المناطق المتوترة والملتهبة فيه.
وطريقة كنائسنا في استقبال عام جديد، هي استقباله بليلة صلاة كاملة. على أن تُطفأ الأنوار قبل نصف الليل بدقيقة تقريبًا، وذلك لإعطاء كل الحاضرين فرصة يُصلِّي فيها كل فرد في قلبه صلاة خاصة من أجل نفسه ومُحبيه، ومن أجل وطنه أيضًا، وما يشاء من طلبات. ثم تُضاء الأنوار ويعود الجميع إلى الصلاة العامة. ونقصد من هذا أن يكون اللَّه هو أوَّل مَن نتحدَّث إليه في العام الجديد، أفرادًا أو مجتمعًا. ثم يصير هذا منهجًا يوميًا في أن يكون اللَّه أوَّل مَن نتحدَّث إليه، واضعين اللَّه في البدء باستمرار.
والمُهم في العام الجديد، أن يكون جديدًا في أسلوب حياتنا، وليس في مُجرَّد التقويم بأن نستخدم رقم 2008 بدلًا من 2007... بحيث نشعر فيه أن حياتنا قد تغيَّرت إلى الأفضل، سواء الظاهر منها في معاملاتنا، أو ما يخص قلوبنا وأفكارنا... فهل تشعر فعلًا أيها القارئ العزيز بهذه الجدة في حياتك، وأنك من بداية العام الجديد قد قُمت بتصحيح بعض نقاط في تصرفاتك، كان يلزمها أن تتغيَّر... أم أنت كما أنت؟!
أوَّل واجب علينا في عامنا الجديد، أن نشكر اللَّه من عُمق قلوبنا على كل ما فعله معنا من خير في العام الماضي سواء نحن أو مَن نحبهم.. ذلك لأنه -كما يقول أحد الآباء- " لا توجد عطية بلا زيادة، إلاَّ التي بلا شُكر"... وقد قال داود النبي في أحد مزاميره: "سبِّحي يا نفسي الرب، ولا تنسي كل إحساناته". ولاشكَّ أن إحسانات الرب إلينا كثيرة جدًا...
يحتاج الإنسان أيضًا في بداية العام الجديد، أن يجلس جلسة صريحة مع نفسه، لا يُجامل فيها ذاته، إنما يفحص حياته بكل دقة، ويرى كيف يسير، وإلى أي مصير؟ وهل توجد له ضعفات مُعيَّنة، أو أمور يلومه البعض عليها؟ وهل أفكاره كلها نقية؟ وهل مشاعر قلبه كلها طاهرة؟ وهل تصرفاته بلا عيب، وكذلك كل علاقاته؟
عليه أيضًا في هذه الجلسة أن يبحث ما هي علاقته باللَّه تبارك اسمه؟ وهل هي عبادة شكلية روتينية يهتم فيها بالمظهر فقط، أي يعبد اللَّه بشفتيه أمَّا قلبه فمُبتعد عنه بعيدًا؟! وهل هو أمين في جميع واجباته الدينية؟ وهل هو يُنفِّذ جميع وصايا اللَّه؟ وإن لم يكن، فم هي مواضع تقصيره؟
وفي هذه الجلسة أيضًا، عليه أن يبحث علاقته مع بعض الفضائل الرئيسية مثل نقاوة القلب ونقاوة الفكر، ومثل الوداعة والهدوء، وفضيلة العطاء، وفضيلة العفة، ونزاهة الكلمة وصدقها، ومدى أمانته في عمله، واستقامته في أساليبه، ومدى علاقته بحياة الدقة والجدية، وما إلى ذلك من الفضائل...
إن كشف النفس فضيلة كبرى، ولوم النفس على أخطائها فضيلة أخرى. وما أصدق وأعمق قول ذلك الأب الروحي: "احْكُم يا أخي على نفسك قبل أن يحكموا عليك".
على أن كشف النفس ولوم النفس، ينبغي أن يصحبهما أيضًا تقويم النفس، أي إصلاحها. والإنسان قد لا يقبل أحيانًا توبيخ الآخرين له، ولكنه يقبل ذلك عن نفسه. ولوم الآخرين له قد لا يكون عن معرفة دقيقة بحقيقته. ولكن لومه لنفسه يكون عن معرفة تامة لنفسه. كما أن كشف الآخرين لأخطائه، قد يحرجه أمام الغير، أمَّا كشفه لنفسه فلا إحراج فيه. وهو كذلك يقبل التوجيه من ضميره أكثر مما يقبله من أي إنسان.
لذلك اهتم أيها القارئ العزيز بنفسك ومصيرها في العالم الآخر، وكذلك سُمعتها في العالم الحاضر. فأنت تملك نفسًا واحدة، إن خسرتها خسرت كل شيء، وإن ربحتها ربحت كل شيء. وقد قال السيد المسيح في عبارة خالدة: "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟!"...
وأنت في فحصك لنفسك، وفي كشفك لأخطائك وتقصيراتك ونقائصك، احذر كل الحذر من تغطية كل ذلك بتبريرات وأعذار لا تستطيع مُطلقًا أن تريح الضمير، وليست مقبولة عند اللَّه... وقد صدق ذلك الإنسان الروحي الذي قال: "إن طريق جهنم مغروس بالأعذار والتبريرات "!! والواقع أنَّ الأعذار والتبريرات، إنما هدفها أن يلمّع الإنسان نفسه أمام الغير، بينما هو مكشوف أمام اللَّه... كما أنَّ الهدف أيضًا هو تغطية الخطية وليس إصلاح النَّفس!
وإذ تعرف أيها القارئ العزيز حقيقة نفسك في بدء عام الجديد، حاول إذن أن تضع لك خطة للعام الجديد تشمل علاقتك مع اللَّه والناس ونفسك، بحيث تقودك إلى حياة أفضل. على أن تكون خطة عملية وسهلة التنفيذ. ولا مانع من أن يكون فيها عنصر التدرّج الذي به تصعد السلّم الروحي درجة درجة، وتصل إلى ما يمكن لنفسك أن تصل إليه، ولو بعد حين...
وفي كل ذلك تطلب المعونة الإلهية. لأنك بدون معونة اللَّه لا يمكنك أن تفعل شيئًا. فقد جرَّبت ضعف البشرية ومازلت تُجرِّب. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). إذن افتح قلبك أمام اللَّه، وقُل له بكل صدق وإخلاص: "ه هي نفسي أمامك يا رب، بكل نقائصها وضعفاتها، تطلب إليك أن تتولَّى أنت قيادتها. تتولَّى قيادة قلبي وفكري وحواسي وإرادتي. إنني لك أنت الذي أوجدتني. فلا تترك الشيطان يخطفني من يدك"...
وبعد هذه الصلاة، اجلس أيضًا وادرس العوائق التي وقفت أمامك في الماضي، تعطلك في طريق الفضيلة، وتوقف نموك الروحي. واطلب من الرب قوة لاجتياز كل تلك العوائق. ومن جانبك حاول أن تسد جميع الأبواب التي تأتي إليك منها الخطيئة... وضع لنفسك قيمًا مُعيَّنة تلتزم بها مهما كانت الظروف الخارجية.
وكما تضع خطة لحياتك الخاصة، ضع لك أيضًا نموذجًا لعلاقتك مع الآخرين، وكيف تسودها المودة والتعاون والبُعد عن كل أنواع التصادم. وعلى قدر طاقتك سالم جميع الناس. البعض منهم تمنحه من عطائك، والبعض تحتمله في رقتك، والبعض تتحاشى غضبه. وكل هؤلاء تُصلِّي من أجلهم: أن يحفظهم الرب بسلامه، وأن يحفظك من أذية أي أحد منهم.
لا تنسَ في بداية العام الجديد أن تُصلِّي من أجل وطننا العزيز وسلامة كل فرد فيه، وأن يُنجِّيه اللَّه من مشكلة البطالة، ومشكلة ارتفاع الأسعار فوق قدرة الدخل. وكذلك أن يُنقِّيه اللَّه من كل مواضع الخلل حيثما وُجِدت، ويحفظه في سلام، ويمنح قادته باستمرار الحكمة وحُسن التدبير.
كما تُصلِّي أيضًا من أجل العالم كله، وبخاصة المناطق الملتهبة التي تكثر حوادثها وتتعدَّد ضحاياها. ليكن الرب معهم ومعنا. وليكن هذا العام مُباركًا وسعيدًا… +++
07-23-2015, 03:37 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 7-1-2008
جاء المسيح ينشر الحب
يسرني أن أهنئكم يا إخوتي وأبنائي جميعًا بعيد ميلاد السيد المسيح له المجد، وببدء عام جديد، جعله اللَّه عامًا سعيدًا، لكم ولبلادنا العزيزة، ولهذا الشرق المُبارَك الذي وُلِدَ فيه المسيح، وبثَّ فيه تعاليمه، وللعالم كله...
لقد جاء المسيح ينشر الحُب. حيثما كان يتحرَّك، كان الحُب يتحرَّك. وأينما كان يقيم، كان الحُب يقيم. عرفه الجميع مُحبًّا، ومُحبًّا للجميع...
وكان يقول لتلاميذه: "وصية جديدة أنا أعطيكم: أن تحبوا بعضكم بعضًا كما أحببتكم... بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي: إن كان لكم حُبٌّ بعضًا لِبَعضٍ" (يو 13: 34، 35)... تُرى لماذا اعتبر هذا الحب وصية جديدة؟ أليس لأنه يطلب لهم حُبًَّا من نوع خاص له عمقه. إنه الحُب الباذل، مثل حُبه هو الذي قال عنه: "ليس لأحدٍ حُبٌّ أعظم من هذا: أنْ يَضعَ أحدٌ نَفْسَهُ لأجل أحِبَّائه" (يو 15: 13). وهكذا قيل عن محبته لتلاميذه: "إذ كان قد أحَبَّ خاصَّتَهُ الذين في العالم، أحَبَّهُم حتى المُنتهى" (يو 13: 1). وعبارة "حتى المنتهى" هنا، تعني أنها محبة بلا حدود...
ولم يكن الحُب لتلاميذه فقط، بل هي وصية للعالم كله... فلمَّا سألوه: ما هي الوصية العُظمى في الناموس (أي الشريعة)؟ أجاب: "تُحِبُّ الربَّ إلهَكَ من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الأولى والعُظمى. والثانية مثلها: تُحِبُّ قريبك كنفسِكَ. بهاتين الوصيَّتين يتعلَّقُ الناموس كله والأنبياء" (مت 22: 34-40)... وكلمة (قريبك) هنا، تعني جميع البشر. لأننا كلنا أقرباء: أبناء أب واحد هو آدم، وأم واحدة هي حواء...
وطبيعي إن كان كل منا يحب جميع الناس، فلن يسرق أحدًا، ولا يقتل أحدًا، ولا يسئ إلى أحد، ولا يُدنِّس عفة أحد.
وإن كان يحب اللَّه، فلن يعصاه في شيء، ولا يكسر شيء من وصاياه. وبهذا يكون كلام السيد المسيح عن محبة اللَّه والقريب قد شمل كل نصوص الشريعة وكل وصايا الأنبياء.
والمحبة التي نشرها السيد المسيح تشمل محبة الأعداء أيضًا. فهو الذي قال: "أحِبُّوا أعداءكم. بارِكوا لاعِنيكم. أحسِنوا إلى مُبْغِضِيكُم، وصلُّوا لأجل الذين يُسيئون إليكم ويطردونكم" (مت 5: 44). وقال تعليقًا على ذلك: "لأنه إن أحبَبْتُم الذين يُحِبُّونكم، فأيُّ أجرٍ لكم؟! أليس العشارون أيضًا يفعلون ذلك؟" (مت 5: 46). كما أنَّ اللَّه المُحب، هو أيضًا " يشرق بشمسه على الأشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار والظالمين" (مت 5: 45).
وهكذا توصي المسيحية بأنه " إن جاعَ عدُوُّكَ فأطْعِمْهُ. وإن عَطِشَ فاسْقِهِ" (رو 12: 20). وقد ضرب السيد المسيح مثل السامرى الصالح، الذي وجد يهوديًا اعتدى عليه اللصوص وتركوه بين حي وميت. فلمَّا رآه سامري مسافر، نزل واعتنى به، وعالجه وحمله إلى فندق، وأنفق عليه (لو 10: 30-36). بينما اليهود لا يعاملون السامريين (يو 4: 9). والقصد من هذا المَثل العناية بالأعداء من جهة، ومعنى كلمة القريب من جهة أخرى.
إنَّ محبة السيد المسيح قد شملت الغرباء مثل السامريين، وقصته واضحة في هداية المرأة السامرية، ومدينتها (يو 4) ورفضه معاقبة قرية سامرية أغلقت أبوابها في وجهه. وقوله لتلميذيه وقتذاك إنه "لم يأتِ ليُهلِكَ أنْفُسَ الناس بل ليُخلِّصها" (لو 9: 52-59).
وشملت محبته الأمم أيضًا أي الـGentiles وكان اليهود لا يقبلونهم ولا يتعاملون معهم ولا يتزواجون باعتبار أنهم من الكفرة غير المؤمنين. ولكن السيد المسيح تعامل معهم بحب. ولمَّا جاءه قائد مائة أُممي يطلب من أجل شفاء عبد له مُشرف على الموت، وقال له: "يا سيد، لست مُستحقًَّا أن تدخل تحت سقفي. لكن قُل كلمة فيبرأ غلامي". فمدحه السيد المسيح وشفى غلامه. وقال للجمع المحيط: "إني لم أجد ولا في إسرائيل إيمانًا مقدار هذا" (لو 7: 2-10).
ومن محبته لهؤلاء الأمم -الذين كانوا يعبدون آلِهَة غريبة- دعا تلاميذه أن يبشِّروهم بالمسيحية (أع 1: 8)، (مر 16: 15). وهكذا دخلوا في الإيمان، وتركوا عباداتهم وأصنامهم... إذ قوبلوا بالمحبة وليس بالاحتقار.
وأحب السيد المسيح أيضًا العشارين والخُطاة، وجذبهم إليه. ومن أمثلتهم زكا العشار الذي لمَّا دخل المسيح إلى بيته، انتقده اليهود لأنه دخل عند رجل خاطئ. فردَّ المسيح قائلًا: "اليوم حصل خلاص لهذا البيت إذ هو أيضًا ابن لإبراهيم" (لو 19: 9). وقال عن رسالته أنه "جاء يطلب ويُخلِّص ما قد هلك" (لو 19: 10).
ومحبة السيد المسيح بالذَّات شملت المرضى والمحتاجين وكل مَن صرعهم الشيطان. فكان يجول يصنع خيرًا ويشفي جميع المُتسلِّط عليهم إبليس (أع 10: 38) "فأحضروا إليه جميع السُّقماء المُصابين بأمراضٍ وأوجاعٍ متنوعة، والمجانين والمصروعين والمفلوجين، فشفاهم" (مت 4: 24). وكانت المعجزات ممزوجة بالحُب، وأحيانًا بعبارة "تحنن". ونفس هذا الحنان كان له في مجال التعليم، إذ قيل عنه: "ولمَّا رأى الجموع تحنن عليهم، إذ كانوا منزعجين ومُنطرحين كغنمٍ لا راعي لها" (مت 9: 36). ونفس هذا الحنان أيضًا قيل عنه في معجزة إقامته ابن أرملة نايين من الموت (لو 7: 11-15).
ومحبته شملت جميع الفقراء والمحتاجين. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فقال عن الاهتمام بالجياع والعطاش والغرباء والعرايا والمحبوسين: "مهما فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي قد فعلتم" (مت 25: 40). ووعد المهتمين بكل هؤلاء بالبركة والدخول إلى ملكوت الله.
ومحبته شملت أيضًا كل البؤساء، والمُهمَّشين في المجتمع، والذين هم في ضيق. وقد قال إنه جاء لكي "يبشر المساكين، ويعصب منكسري القلوب، ويُنادي للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق" (إش 61: 1، 2).
كان ينشر الحُب الذي ترتبط فيه محبة اللَّه بمحبة الإنسان. كما يرتبط الحب بالإيمان وبالاحتمال. وهكذا تقول لنا المسيحية: "مَن لا يحب أخاه الذي يبصره، كيف يقدر أن يحب اللَّه الذي لم يبصره" (1يو 4: 20). على أنَّ المحبة للإخوة، ينبغي أن تكون محبة عملية، وليست مُجرَّد كلام. فهذا تعلمنا المسيحية "لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق" (1يو 3: 18). وهكذا توصينا " بالإيمان العامل بالمحبة" (غلا 5: 6). فكل عمل خالٍ من المحبة، لا يقبله اللَّه.
المسيحية تُقدِّم لنا اللَّه المُحب، الذي أحبَّنا قبل أن نوجد -حينما كنا في عقله فكرة، وفي قلبه مسرة- ومن أجل هذا الحُب أوجدنا. وبالحُب منحنا البركة والرعاية والمواهب. وفي محبته لنا، ندعوه أبًا. ونُصلِّي له قائلين: "أبانا الذي في السموات". وفي محبته لنا ندعوه الراعي الصالح الذي يهتم بخرافه، ولا يستطيع أحد أن يخطفها من يده (يو 10: 11-28).
إنه إلهنا الطيب الذي قال: "أنا أرعى غنمي وأربضها... وأطلب الضال، وأسترد المطرود، وأعصب الجريح وأجبر الكسير" (حز 34: 15، 16). وهو الذي يعطينا دون أن نطلب، ويعطينا فوق ما نطلب. له المجد في محبته غير المحدودة.
ختامًا: نُصلِّي -في مناسبة هذا العيد- أن يمنح اللَّه بلادنا الرخاء والأمن. ويشمل برعايته العراق ولبنان وسوريا ومنطقة دارفور، وكل المناطق المحتاجة إلى معونة. ونُصلِّي أيضًا من أجل رئيس بلادنا الرئيس حسني مبارك، الذي جعل هذا العيد عيدًا وطنيًا لجميع المصريين.
وكل عام وأنتم بخير. +++
07-23-2015, 09:05 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
العشية مزمور العشية من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي. بركاته علينا، آمين.
مزامير 68 : 25 - 26 25 من قدام المغنون . من وراء ضاربو الأوتار . في الوسط فتيات ضاربات الدفوف 26 في الجماعات باركوا الله الرب ، أيها الخارجون من عين إسرائيل مبارك الآتي باسم. الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد. آمين.
إنجيل العشية قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس. فصل شريف من بشارة معلمنا متى الإنجيلي. بركته تكون مع جميعنا، آمين.
متى 26 : 6 - 13 6 وفيما كان يسوع في بيت عنيا في بيت سمعان الأبرص 7 تقدمت إليه امرأة معها قارورة طيب كثير الثمن ، فسكبته على رأسه وهو متكئ 8 فلما رأى تلاميذه ذلك اغتاظوا قائلين : لماذا هذا الإتلاف 9 لأنه كان يمكن أن يباع هذا الطيب بكثير ويعطى للفقراء 10 فعلم يسوع وقال لهم : لماذا تزعجون المرأة ؟ فإنها قد عملت بي عملا حسنا 11 لأن الفقراء معكم في كل حين ، وأما أنا فلست معكم في كل حين 12 فإنها إذ سكبت هذا الطيب على جسدي إنما فعلت ذلك لأجل تكفيني 13 الحق أقول لكم : حيثما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم ، يخبر أيضا بما فعلته هذه تذكارا لها والمجد لله دائماً.
باكر مزمو باكر من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي. بركاته علينا، آمين.
مزامير 8 : 2 - 3 2 من أفواه الأطفال والرضع أسست حمدا بسبب أضدادك ، لتسكيت عدو ومنتقم 3 إذا أرى سماواتك عمل أصابعك ، القمر والنجوم التي كونتها مبارك الآتي باسم الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد. آمين.
إنجيل باكر قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس. فصل شريف من بشارة معلمنا يوحنا الإنجيلي. بركته تكون مع جميعنا، آمين.
يوحنا 4 : 15 - 24 15 قالت له المرأة : يا سيد أعطني هذا الماء ، لكي لا أعطش ولا آتي إلى هنا لأستقي 16 قال لها يسوع : اذهبي وادعي زوجك وتعالي إلى ههنا 17 أجابت المرأة وقالت : ليس لي زوج . قال لها يسوع : حسنا قلت : ليس لي زوج 18 لأنه كان لك خمسة أزواج ، والذي لك الآن ليس هو زوجك . هذا قلت بالصدق 19 قالت له المرأة : يا سيد ، أرى أنك نبي 20 آباؤنا سجدوا في هذا الجبل ، وأنتم تقولون : إن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه 21 قال لها يسوع : يا امرأة ، صدقيني أنه تأتي ساعة ، لا في هذا الجبل ، ولا في أورشليم تسجدون للآب 22 أنتم تسجدون لما لستم تعلمون ، أما نحن فنسجد لما نعلم . لأن الخلاص هو من اليهود 23 ولكن تأتي ساعة ، وهي الآن ، حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق ، لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له 24 الله روح . والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا والمجد لله دائماً أبدياً، آمين.
قراءات القداس البولس بولس، عبد يسوع المسيح، المدعوّ رسولاً، المُفرَز لإنجيل الله. البولس، فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى افسس . بركته تكون مع جميعنا، آمين.
افسس 5 : 8 - 21 8 لأنكم كنتم قبلا ظلمة ، وأما الآن فنور في الرب . اسلكوا كأولاد نور 9 لأن ثمر الروح هو في كل صلاح وبر وحق 10 مختبرين ما هو مرضي عند الرب 11 ولا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري وبخوها 12 لأن الأمور الحادثة منهم سرا ، ذكرها أيضا قبيح 13 ولكن الكل إذا توبخ يظهر بالنور . لأن كل ما أظهر فهو نور 14 لذلك يقول : استيقظ أيها النائم ، وقم من الأموات ، فيضيء لك المسيح 15 فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق ، لا كجهلاء بل كحكماء 16 مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة 17 من أجل ذلك لا تكونوا أغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الرب 18 ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة ، بل امتلئوا بالروح 19 مكلمين بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح وأغاني روحية ، مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب 20 شاكرين كل حين على كل شيء في اسم ربنا يسوع المسيح ، لله والآب 21 خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله نعمة ربنا يسوع المسيح فلتكن معكم ومعي، يا آبائي وأخوتي، آمين.
الكاثوليكون فصل من رسالة 1 لمعلمنا بطرس . بركته تكون مع جميعنا، آمين.
1 بطرس 3 : 5 - 14 5 فإنه هكذا كانت قديما النساء القديسات أيضا المتوكلات على الله ، يزين أنفسهن خاضعات لرجالهن 6 كما كانت سارة تطيع إبراهيم داعية إياه سيدها . التي صرتن أولادها ، صانعات خيرا ، وغير خائفات خوفا البتة 7 كذلكم أيها الرجال ، كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الإناء النسائي كالأضعف ، معطين إياهن كرامة ، كالوارثات أيضا معكم نعمة الحياة ، لكي لا تعاق صلواتكم 8 والنهاية ، كونوا جميعا متحدي الرأي بحس واحد ، ذوي محبة أخوية ، مشفقين ، لطفاء 9 غير مجازين عن شر بشر أو عن شتيمة بشتيمة ، بل بالعكس مباركين ، عالمين أنكم لهذا دعيتم لكي ترثوا بركة 10 لأن : من أراد أن يحب الحياة ويرى أياما صالحة ، فليكفف لسانه عن الشر وشفتيه أن تتكلما بالمكر 11 ليعرض عن الشر ويصنع الخير ، ليطلب السلام ويجد في أثره 12 لأن عيني الرب على الأبرار ، وأذنيه إلى طلبتهم ، ولكن وجه الرب ضد فاعلي الشر 13 فمن يؤذيكم إن كنتم متمثلين بالخير 14 ولكن وإن تألمتم من أجل البر ، فطوباكم . وأما خوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم؛ لأن العالم يمضي وشهوته. أما الذي يصنع إرادة الله فيثبت إلى الأبد. آمين.
الإبركسيس فصل من اعمال آبائنأ الرسل الأطهار الحواريين المشمولين بنعمة الروح القدس،، بركتهم تكون معنا. آمين.
اعمال 21 : 5 - 14 5 ولكن لما استكملنا الأيام خرجنا ذاهبين ، وهم جميعا يشيعوننا ، مع النساء والأولاد إلى خارج المدينة . فجثونا على ركبنا على الشاطئ وصلينا 6 ولما ودعنا بعضنا بعضا صعدنا إلى السفينة . وأما هم فرجعوا إلى خاصتهم 7 ولما أكملنا السفر في البحر من صور ، أقبلنا إلى بتولمايس ، فسلمنا على الإخوة ومكثنا عندهم يوما واحدا 8 ثم خرجنا في الغد نحن رفقاء بولس وجئنا إلى قيصرية ، فدخلنا بيت فيلبس المبشر ، إذ كان واحدا من السبعة وأقمنا عنده 9 وكان لهذا أربع بنات عذارى كن يتنبأن 10 وبينما نحن مقيمون أياما كثيرة ، انحدر من اليهودية نبي اسمه أغابوس 11 فجاء إلينا ، وأخذ منطقة بولس ، وربط يدي نفسه ورجليه وقال : هذا يقوله الروح القدس : الرجل الذي له هذه المنطقة ، هكذا سيربطه اليهود في أورشليم ويسلمونه إلى أيدي الأمم 12 فلما سمعنا هذا طلبنا إليه نحن والذين من المكان أن لا يصعد إلى أورشليم 13 فأجاب بولس : ماذا تفعلون ؟ تبكون وتكسرون قلبي ، لأني مستعد ليس أن أربط فقط ، بل أن أموت أيضا في أورشليم لأجل اسم الرب يسوع 14 ولما لم يقنع سكتنا قائلين : لتكن مشيئة الرب لم تزل كلمة الرب تنمو وتعتز وتثبت في كنيسة الله المقدسة. آمين.
السنكسار اليوم 17 من الشهر المبارك أبيب, أحسن الله استقباله، وأعاده علينا وعليكم، ونحن في هدوء واطمئنان، مغفوري الخطايا والآثام، من قِبَل مراحم الرب، يا آبائي وأخوتي. آمين.
17- اليوم السابع عشر - شهر أبيب
استشهاد القديسة أوفيمية في مثل هذا اليوم استشهدت القديسة أوفيمية . وذلك أنه لما عبر بريسقوس أحد نواب دقلديانوس ببعض القديسين وكانوا مربوطين بسلاسل في رقابهم كالكلاب ورأتهم هذه القديسة التهبت جوارحها بالغيرة وتأثر قلبها فبكت ثم لعنت الملك وأوثانه ووبخت الوالي قائلة : " يا قاسي القلب أما تشفق علي هؤلاء القوم القديسين : أو لا تخشى أن يهلكك ألههم " فغضب الوالي وأبلغ أمرها إلى دقلديانوس ، فاستحضرها وسألها عن معتقدها فاعترف أنها مسيحية فعذبها بالضرب والحرق حتى أسلمت روحها الطاهرة بيد الرب .
صلاتها تكون معنا ولربنا المجد دائما . آمين
استشهاد القديستين تكلا ومرثا من أسنا
في مثل هذا اليوم استشهاد القديستين تكلا ومرثا من أسنا . صلاته تكون معنا و لربنا المجد دائما ابديا امين .
مزمور القداس من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي، بركته تكون مع جميعنا، آمين.
مزامير 45 : 14 - 15 14 بملابس مطرزة تحضر إلى الملك . في إثرها عذارى صاحباتها . مقدمات إليك 15 يحضرن بفرح وابتهاج . يدخلن إلى قصر الملك مبارك الآتي باسم. الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من. الآن وإلى الأبد آمين.
إنجيل القداس قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس. فصل شريف من بشارة معلمنا متى الإنجيلي بركته تكون مع جميعنا، آمين.
متى 25 : 1 - 13 1 حينئذ يشبه ملكوت السماوات عشر عذارى ، أخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس 2 وكان خمس منهن حكيمات ، وخمس جاهلات 3 أما الجاهلات فأخذن مصابيحهن ولم يأخذن معهن زيتا 4 وأما الحكيمات فأخذن زيتا في آنيتهن مع مصابيحهن 5 وفيما أبطأ العريس نعسن جميعهن ونمن 6 ففي نصف الليل صار صراخ : هوذا العريس مقبل ، فاخرجن للقائه 7 فقامت جميع أولئك العذارى وأصلحن مصابيحهن 8 فقالت الجاهلات للحكيمات : أعطيننا من زيتكن فإن مصابيحنا تنطفئ 9 فأجابت الحكيمات قائلات : لعله لا يكفي لنا ولكن ، بل اذهبن إلى الباعة وابتعن لكن 10 وفيما هن ذاهبات ليبتعن جاء العريس ، والمستعدات دخلن معه إلى العرس ، وأغلق الباب 11 أخيرا جاءت بقية العذارى أيضا قائلات : يا سيد ، يا سيد ، افتح لنا 12 فأجاب وقال : الحق أقول لكن : إني ما أعرفكن 13 فاسهروا إذا لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان والمجد لله دائماً أبدياً، آمين. +++
07-24-2015, 04:39 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 13-1-2008
أحبوا ذواتهم محبة ضارة
هناك أشخاص فيما يريدون أن يبنوا أنفسهم، يهدمونها! وإذ يعملون على تحقيق ذواتهم، يفقدونها! إنهم أولئك الذين يحبون ذواتهم محبة خاطئة تكون ضارة بهم... فمَن هم؟ وما نوعية أخطائهم؟
منهم مَن يحب ذاته، بأن يجعلها تعيش باستمرار في أجواء من اللذة الخاطئة، لذة الحواس ولذة الجسد ورفاهيته... هذه اللذة التي من أخطائها أنها تقود إلى الشهوة وإلى الخطيئة. وربما تؤدي إلى تدنس النفس والجسد، وإلى الانغماس في اللهو. وبهذا كله يضيّع الإنسان نفسه. ولا يعرف أيضًا قيمة وقته فيضيعه، بينما الوقت هو جزء من حياته. وهكذا يمتهن حياته دون أن يدري!
وهناك مَن لا يلذذ نفسه بالحواس، وإنما بالفكر. والفكر مجاله أوسع بكثير. فما لا يدركه في الواقع بالحواس أو بالجسد، يكفيه أن يغمض عينيه، ويؤلّف حكايات وقصصًا وخيالًا وأحلام يقظة، ويرى أنه يُمتِّع نفسه بكل هذا! ويقول في فكره: سوف أصير وأكون، أو سوف أفعل وأفعل. وقد يغرق في مثل هذه الأفكار أوقات طويلة. ثم يستيقظ منها على فراغ وضياع لم يستفد منه شيئًا.
إن الخيال فيه لون من المتعة لا تستطيع أن تدركه الحواس. ومجاله غير محدود. وفي هذا الخيال يتصوَّر تصورات لا يمكن أن تتحقق في الواقع. وهو لون من تخدير النفس، حيث تنسى الواقع الذي تعيش فيه، لكي تتمتع باللاشيء واللاوجود!!
نوع آخر من الناس يريد أن يبني نفسه بالعظمة التي تأخذ مظهرًا خارجيًا غير حقيقي وغير روحي، لا يبنيهم بل يهدمهم.
أمثال هؤلاء قد يقعون في الغرور، وفي التباهي والفخر، مما لا يقبله الناس منهم. وقد يقعون أيضًا في حب المظاهر، وحب مديح الناس. وإن لم يجدوا مَن يمدحهم، يمدحون هم أنفسهم ويشرحون مواقف تمجدهم! بينما الناس يحبون الودعاء الذين مهما بلغوا من علو، يعيشون في إنكار الذات.
أمَّا العظمة الحقيقية فهي غير ذلك كله. هي في قوة الشخصية وفي فضائلها. في قدراتها ومواهبها، لا في تباهيها. إنها العظمة الصامتة التي يدركها الآخرون ويرون تأثيرها وفاعليتها، مهما أنكرت ذاتها.
ولكن الذين يظنون إنهم يبنون ذواتهم بعظمة زائفة، فإنهم يذكروننا بقول أحد الآباء الروحيين: "مَن سعى وراء الكرامة، هربت منه. ومَن هرب منها بمعرفة، سعت إليه وأرشدت الكل إليه"...
إن أسوأ ما في محبة العظمة، ما يصل إليه البعض من البارانويا paranoia، أي جنون العظمة، حيث يظن مَن يقع في هذا الشعور أنه أعظم الكل، وليس مَن ينافسه في عظمته! ويتخيَّل في نفسه ما ليس فيه من صفات العلو والسمو، ويطلب أن يعامله الجميع بما يليق بعظمته!! وهكذا يخسر ذاته فيما يظن أن يمجدها...
والذي يريد أن يبني نفسه بالعظمة، ربما يقدم نفسه إلى مناصب ووظائف ليس هو مؤهلًا لها. وإن نجح في الوصول إلى ذلك، تظهر الممارسة ضعفه، ويجلب على نفسه نقدًا ما كان أغناه عنه، ويحط مَن قدر نفسه عمليًا، فيما أراد أن يعليها...
يوجد أيضًا مَن يحاولون أن يبنوا ذواتهم عن طريق ما يتخيلونه زعامة أو بطولة ترتبط بشيء من العدوانية، في صراع وعراك. تجدهم كشعلة من نار، في حماس مستمر، للنقد والهدم والتحطيم!! دون أن يقوموا بأي عمل إيجابي بنَّاء... فلا تسمع من أفواههم سوى عبارة: "هذا خطأ، وهذا مخطئ"..
ولذتهم هي في انتقاد الكبار. ومثلهم الأعلى هو (طرزان) الذي يقفز على الجبال، ويضرب هذا وذاك. شأن الفتيان الذين يحبون الأفلام السينمائية التي فيها ضرب نار، وقلب عربات، وقتل... ويسمونها أفلام البطولات.
أولئك لهم الطبع الناري، دائم الهجوم، دائم العدوان، دائم الغضب والاقتحام. يفرح بأنه أحرج فلانًا من الناس، وانتصر وغلب. وفي محاولته تحطيم الآخرين يرى نفسه بطلًا يخشون بأسه. وفيما يظن أنه يحطم الآخرين، إنما يحطم نفسه، ولا يكسب في الدنيا ولا الآخرة.
إنه مثل التلميذ المشاكس في الفصل الذي يظن أنه يكون ظاهرًا يُتعِب المدرسين ويضايقهم ولا يحترمهم، ظانًا أن هذا جرأة وقوة شخصية! وغالبًا ما يرسب هذا التلميذ، وينجح زميله الهادئ... مسكين هذا الذي يرى نفسه مقاتلًا Fighter بينما هو يحطم نفسه!
والعجيب أن الهدم أسهل من البناء وأسرع. وكما يقول المَثَل العامي: "البئر الذي يحفره العاقل في شهر، يردمه الغبي في يوم "! سهل أن عمارة من عشرين طابقًا يهدمها أحد الأشرار في لحظات، بقنبلة! ويبقى البناء هو العمل الجيد. أمَّا الهادمون فلا يهدمون سوى أنفسهم!
نوع آخر يحبون أنفسهم محبة خاطئة، بمنحها الحرية في كل شيء! يريد الواحد منهم أن يعمل ما يشاء، متى يشاء، كيفما يشاء!! محاولًا أن يتخلَّص من كل سُلطة وكل نظام وكل قانون! ويرى أن التقاليد قيد عليه، ولا يقبل التوجيهات أو النصائح. بل يقول: "أنا حُرّ. لا أقبل تدخلًا في حريتي"! بينما لا يدري المعنى الحقيقي للحرية من حيث هي تحرُّر من كل خطأ ومن كل نقص. أمَّا ما يدَّعيه من حرية، فإنه يقوده إلى الضياع. وهناك فرق كبير بين الحرية والتَّسيُّب... الذي يفقد فيه الشخص فضيلة ضبط النفس...
يُذكِّرنا هذا بالوجوديين الذين يجدون أنفسهم بالتَّحرُّر من اللَّه ومن وصاياه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وشعار الواحد منهم "من الخير أن اللَّه لا يوجد، لكي أوجد أنا"!! في شعور أن اللَّه يقف ضد نزواتهم وشهواتهم.
ومن أخطر أنواع الحرية في الفكر الديني. وافتخار البعض بأنه صاحب فكر جديد في أمور الدين. وهذه الحرية المنحرفة كثيرًا ما قادت البعض إلى الإلحاد، أو إلى تكوين مذاهب خاصة! وأكثر من هذا، محاولة أولئك في جذب الآخرين إلى فكرهم.
هناك أشخاص آخرون يريدون أن يبنوا أنفسهم عن طريق مجد خاص بالغنى والمركز والشهرة وبعض المظاهر الخارجية، بينما المجد الحقيقي للذات هو في نقاوتها وحكمتها وقداسة سيرتها... ولكن المظاهر الخارجية لا تبني النَّفس مُطلقًا، كما لا تصحبها في الأبدية.
البعض يحاول أن يبني نفسه بأن يبدو بارًا وبلا خطأ في أعين الناس. وهكذا يغطي أخطاءه بتبرير الذات والتماس الأعذار في كل سقطة! وفي هذا الدفاع عن النَّفس، لا مانع عنده أحيانًا من الكذب أو الرياء أو إلصاق السبب بالآخرين! فيرتكب أخطاء أخرى. بينما الوضع الروحي لبناء النَّفس هو تنقيتها من الأخطاء، وليس التغطية على أخطائها.
أخيرًا أقول إنه من العجب أن يحاول البعض أن يثبت وجوده بطريقة تلغي وجوده أو تقلل من شأنه. +++
07-24-2015, 05:14 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
ومع أبينا الورع مكارى يونان .. ومن قناة الكرمة .. ومن خلال هذا الرابط .. http://www.alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://www.alkarmatv.com/watch-alkarma-na
العشية مزمور العشية من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي. بركاته علينا، آمين.
مزامير 68 : 11 , 35 11 الرب يعطي كلمة . المبشرات بها جند كثير 35 مخوف أنت يا الله من مقادسك . إله إسرائيل هو المعطي قوة وشدة للشعب . مبارك الله مبارك الآتي باسم. الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد. آمين.
إنجيل العشية قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس. فصل شريف من بشارة معلمنا مرقس الإنجيلي. بركته تكون مع جميعنا، آمين.
مرقس 3 : 7 - 21 7 فانصرف يسوع مع تلاميذه إلى البحر ، وتبعه جمع كثير من الجليل ومن اليهودية 8 ومن أورشليم ومن أدومية ومن عبر الأردن والذين حول صور وصيداء ، جمع كثير ، إذ سمعوا كم صنع أتوا إليه 9 فقال لتلاميذه أن تلازمه سفينة صغيرة لسبب الجمع ، كي لا يزحموه 10 لأنه كان قد شفى كثيرين ، حتى وقع عليه ليلمسه كل من فيه داء 11 والأرواح النجسة حينما نظرته خرت له وصرخت قائلة : إنك أنت ابن الله 12 وأوصاهم كثيرا أن لا يظهروه 13 ثم صعد إلى الجبل ودعا الذين أرادهم فذهبوا إليه 14 وأقام اثني عشر ليكونوا معه ، وليرسلهم ليكرزوا 15 ويكون لهم سلطان على شفاء الأمراض وإخراج الشياطين 16 وجعل لسمعان اسم بطرس 17 ويعقوب بن زبدي ويوحنا أخا يعقوب ، وجعل لهما اسم بوانرجس أي ابني الرعد 18 وأندراوس ، وفيلبس ، وبرثولماوس ، ومتى ، وتوما ، ويعقوب بن حلفى ، وتداوس ، وسمعان القانوي 19 ويهوذا الإسخريوطي الذي أسلمه . ثم أتوا إلى بيت 20 فاجتمع أيضا جمع حتى لم يقدروا ولا على أكل خبز 21 ولما سمع أقرباؤه خرجوا ليمسكوه ، لأنهم قالوا : إنه مختل والمجد لله دائماً.
باكر مزمو باكر من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي. بركاته علينا، آمين.
مزامير 145 : 10 - 12 10 يحمدك يارب كل أعمالك ، ويباركك أتقياؤك 11 بمجد ملكك ينطقون ، وبجبروتك يتكلمون 12 ليعرفوا بني آدم قدرتك ومجد جلال ملكك مبارك الآتي باسم الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من الآن وإلى الأبد. آمين.
إنجيل باكر قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس. فصل شريف من بشارة معلمنا لوقا الإنجيلي. بركته تكون مع جميعنا، آمين.
لوقا 6 : 12 - 23 12 وفي تلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلي . وقضى الليل كله في الصلاة لله 13 ولما كان النهار دعا تلاميذه ، واختار منهم اثني عشر ، الذين سماهم أيضا رسلا 14 سمعان الذي سماه أيضا بطرس وأندراوس أخاه . يعقوب ويوحنا . فيلبس وبرثولماوس 15 متى وتوما . يعقوب بن حلفى وسمعان الذي يدعى الغيور 16 يهوذا أخا يعقوب ، ويهوذا الإسخريوطي الذي صار مسلما أيضا 17 ونزل معهم ووقف في موضع سهل ، هو وجمع من تلاميذه ، وجمهور كثير من الشعب ، من جميع اليهودية وأورشليم وساحل صور وصيداء ، الذين جاءوا ليسمعوه ويشفوا من أمراضهم 18 والمعذبون من أرواح نجسة . وكانوا يبرأون 19 وكل الجمع طلبوا أن يلمسوه ، لأن قوة كانت تخرج منه وتشفي الجميع 20 ورفع عينيه إلى تلاميذه وقال : طوباكم أيها المساكين ، لأن لكم ملكوت الله 21 طوباكم أيها الجياع الآن ، لأنكم تشبعون . طوباكم أيها الباكون الآن ، لأنكم ستضحكون 22 طوباكم إذا أبغضكم الناس ، وإذا أفرزوكم وعيروكم ، وأخرجوا اسمكم كشرير من أجل ابن الإنسان 23 افرحوا في ذلك اليوم وتهللوا ، فهوذا أجركم عظيم في السماء . لأن آباءهم هكذا كانوا يفعلون بالأنبياء والمجد لله دائماً أبدياً، آمين.
قراءات القداس البولس بولس، عبد يسوع المسيح، المدعوّ رسولاً، المُفرَز لإنجيل الله. البولس، فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى رومية . بركته تكون مع جميعنا، آمين.
رومية 10 : 4 - 18 4 لأن غاية الناموس هي : المسيح للبر لكل من يؤمن 5 لأن موسى يكتب في البر الذي بالناموس : إن الإنسان الذي يفعلها سيحيا بها 6 وأما البر الذي بالإيمان فيقول هكذا : لا تقل في قلبك : من يصعد إلى السماء ؟ أي ليحدر المسيح 7 أو : من يهبط إلى الهاوية ؟ أي ليصعد المسيح من الأموات 8 لكن ماذا يقول ؟ الكلمة قريبة منك ، في فمك وفي قلبك أي كلمة الإيمان التي نكرز بها 9 لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع ، وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات ، خلصت 10 لأن القلب يؤمن به للبر ، والفم يعترف به للخلاص 11 لأن الكتاب يقول : كل من يؤمن به لا يخزى 12 لأنه لا فرق بين اليهودي واليوناني ، لأن ربا واحدا للجميع ، غنيا لجميع الذين يدعون به 13 لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص 14 فكيف يدعون بمن لم يؤمنوا به ؟ وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به ؟ وكيف يسمعون بلا كارز 15 وكيف يكرزون إن لم يرسلوا ؟ كما هو مكتوب : ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام ، المبشرين بالخيرات 16 لكن ليس الجميع قد أطاعوا الإنجيل ، لأن إشعياء يقول : يا رب من صدق خبرنا 17 إذا الإيمان بالخبر ، والخبر بكلمة الله 18 لكنني أقول : ألعلهم لم يسمعوا ؟ بلى إلى جميع الأرض خرج صوتهم ، وإلى أقاصي المسكونة أقوالهم نعمة ربنا يسوع المسيح فلتكن معكم ومعي، يا آبائي وأخوتي، آمين.
الكاثوليكون فصل من رسالة 2 لمعلمنا بطرس . بركته تكون مع جميعنا، آمين.
2 بطرس 1 : 12 - 21 12 لذلك لا أهمل أن أذكركم دائما بهذه الأمور ، وإن كنتم عالمين ومثبتين في الحق الحاضر 13 ولكني أحسبه حقا - ما دمت في هذا المسكن - أن أنهضكم بالتذكرة 14 عالما أن خلع مسكني قريب ، كما أعلن لي ربنا يسوع المسيح أيضا 15 فأجتهد أيضا أن تكونوا بعد خروجي ، تتذكرون كل حين بهذه الأمور 16 لأننا لم نتبع خرافات مصنعة ، إذ عرفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه ، بل قد كنا معاينين عظمته 17 لأنه أخذ من الله الآب كرامة ومجدا ، إذ أقبل عليه صوت كهذا من المجد الأسنى : هذا هو ابني الحبيب الذي أنا سررت به 18 ونحن سمعنا هذا الصوت مقبلا من السماء ، إذ كنا معه في الجبل المقدس 19 وعندنا الكلمة النبوية ، وهي أثبت ، التي تفعلون حسنا إن انتبهتم إليها ، كما إلى سراج منير في موضع مظلم ، إلى أن ينفجر النهار ، ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم 20 عالمين هذا أولا : أن كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص 21 لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان ، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم؛ لأن العالم يمضي وشهوته. أما الذي يصنع إرادة الله فيثبت إلى الأبد. آمين.
الإبركسيس فصل من اعمال آبائنأ الرسل الأطهار الحواريين المشمولين بنعمة الروح القدس،، بركتهم تكون معنا. آمين.
اعمال 3 : 1 - 16 1 وصعد بطرس ويوحنا معا إلى الهيكل في ساعة الصلاة التاسعة 2 وكان رجل أعرج من بطن أمه يحمل ، كانوا يضعونه كل يوم عند باب الهيكل الذي يقال له الجميل ليسأل صدقة من الذين يدخلون الهيكل 3 فهذا لما رأى بطرس ويوحنا مزمعين أن يدخلا الهيكل ، سأل ليأخذ صدقة 4 فتفرس فيه بطرس مع يوحنا ، وقال : انظر إلينا 5 فلاحظهما منتظرا أن يأخذ منهما شيئا 6 فقال بطرس : ليس لي فضة ولا ذهب ، ولكن الذي لي فإياه أعطيك : باسم يسوع المسيح الناصري قم وامش 7 وأمسكه بيده اليمنى وأقامه ، ففي الحال تشددت رجلاه وكعباه 8 فوثب ووقف وصار يمشي ، ودخل معهما إلى الهيكل وهو يمشي ويطفر ويسبح الله 9 وأبصره جميع الشعب وهو يمشي ويسبح الله 10 وعرفوه أنه هو الذي كان يجلس لأجل الصدقة على باب الهيكل الجميل ، فامتلأوا دهشة وحيرة مما حدث له 11 وبينما كان الرجل الأعرج الذي شفي متمسكا ببطرس ويوحنا ، تراكض إليهم جميع الشعب إلى الرواق الذي يقال له رواق سليمان وهم مندهشون 12 فلما رأى بطرس ذلك أجاب الشعب : أيها الرجال الإسرائيليون ، ما بالكم تتعجبون من هذا ؟ ولماذا تشخصون إلينا ، كأننا بقوتنا أو تقوانا قد جعلنا هذا يمشي 13 إن إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، إله آبائنا ، مجد فتاه يسوع ، الذي أسلمتموه أنتم وأنكرتموه أمام وجه بيلاطس ، وهو حاكم بإطلاقه 14 ولكن أنتم أنكرتم القدوس البار ، وطلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل 15 ورئيس الحياة قتلتموه ، الذي أقامه الله من الأموات ، ونحن شهود لذلك 16 وبالإيمان باسمه ، شدد اسمه هذا الذي تنظرونه وتعرفونه ، والإيمان الذي بواسطته أعطاه هذه الصحة أمام جميعكم لم تزل كلمة الرب تنمو وتعتز وتثبت في كنيسة الله المقدسة. آمين.
السنكسار اليوم 18 من الشهر المبارك أبيب, أحسن الله استقباله، وأعاده علينا وعليكم، ونحن في هدوء واطمئنان، مغفوري الخطايا والآثام، من قِبَل مراحم الرب، يا آبائي وأخوتي. آمين.
18- اليوم الثامن عشر - شهر أبيب استشهاد القديس يعقوب الرسول في مثل هذا اليوم استشهد القديس يعقوب الرسول ابن حلفا . وذلك انه بعدما نادي بالبشري في بلاد كثيرة عاد إلى أورشليم ، ودخل هيكل اليهود ، وكرز بالإنجيل جهارا ، وبالإيمان بالسيد المسيح وقيامة الأموات . فاختطفه اليهود وأتوا به إلى اكلوديوس نائب ملك رومية وقالوا له إن هذا يبشر بملك أخر غير قيصر ، فأمر إن يرجم بالحجارة فرجموه حتى تنيح بسلام فاخذ قوم من المؤمنين جسده ودفنوه بجانب الهيكل. صلاته تكون معنا آمين.
مزمور القداس من مزامير وتراتيل أبينا داود النبي، بركته تكون مع جميعنا، آمين.
مزامير 19 : 1 , 4 1 لإمام المغنين . مزمور لداود . السماوات تحدث بمجد الله ، والفلك يخبر بعمل يديه 4 في كل الأرض خرج منطقهم ، وإلى أقصى المسكونة كلماتهم . جعل للشمس مسكنا فيها مبارك الآتي باسم. الرب، ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا، يسوع المسيح ابن الله الحي، له المجد من. الآن وإلى الأبد آمين.
إنجيل القداس قفوا بخوف أمام الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس. فصل شريف من بشارة معلمنا متى الإنجيلي بركته تكون مع جميعنا، آمين.
متى 10 : 1 - 15 1 ثم دعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطانا على أرواح نجسة حتى يخرجوها ، ويشفوا كل مرض وكل ضعف 2 وأما أسماء الاثني عشر رسولا فهي هذه : الأول سمعان الذي يقال له : بطرس ، وأندراوس أخوه . يعقوب بن زبدي ، ويوحنا أخوه 3 فيلبس ، وبرثولماوس . توما ، ومتى العشار . يعقوب بن حلفى ، ولباوس الملقب تداوس 4 سمعان القانوي ، ويهوذا الإسخريوطي الذي أسلمه 5 هؤلاء الاثنا عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلا : إلى طريق أمم لا تمضوا ، وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا 6 بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة 7 وفيما أنتم ذاهبون اكرزوا قائلين : إنه قد اقترب ملكوت السماوات 8 اشفوا مرضى . طهروا برصا . أقيموا موتى . أخرجوا شياطين . مجانا أخذتم ، مجانا أعطوا 9 لا تقتنوا ذهبا ولا فضة ولا نحاسا في مناطقكم 10 ولا مزودا للطريق ولا ثوبين ولا أحذية ولا عصا ، لأن الفاعل مستحق طعامه 11 وأية مدينة أو قرية دخلتموها فافحصوا من فيها مستحق ، وأقيموا هناك حتى تخرجوا 12 وحين تدخلون البيت سلموا عليه 13 فإن كان البيت مستحقا فليأت سلامكم عليه ، ولكن إن لم يكن مستحقا فليرجع سلامكم إليكم 14 ومن لا يقبلكم ولا يسمع كلامكم فاخرجوا خارجا من ذلك البيت أو من تلك المدينة ، وانفضوا غبار أرجلكم 15 الحق أقول لكم : ستكون لأرض سدوم وعمورة يوم الدين حالة أكثر احتمالا مما لتلك المدينة والمجد لله دائماً أبدياً، آمين. +++
07-25-2015, 07:55 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 ) ( يوم الاحد ) 26 يوليو 2015 19 ابيب 1731 عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي ( 52 : 8 ، 9 ) وأنا مِثلُ شجرةِ الزَّيتون المُثمرة في بيتِ اللهِ. وأَ تَمَسكُ بِاسمِكَ فإنَّهُ صالحٌ قُدَّامَ أبرارِكَ. هللويا. إنجيل العشية من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 14 :7-15 ) و قال للمدعوين مثلا و هو يلاحظ كيف اختاروا المتكآت الاولى قائلا لهم. متى دعيت من احد الى عرس فلا تتكئ في المتكأ الاول لعل اكرم منك يكون قد دعي منه. فيأتي الذي دعاك و اياه و يقول لك اعطي مكانا لهذا فحينئذ تبتدئ بخجل تأخذ الموضع الاخير. بل متى دعيت فاذهب و اتكئ في الموضع الاخير حتى اذا جاء الذي دعاك يقول لك يا صديق ارتفع الى فوق حينئذ يكون لك مجد امام المتكئين معك. لان كل من يرفع نفسه يتضع و من يضع نفسه يرتفع. و قال ايضا للذي دعاه اذا صنعت غذاء او عشاء فلا تدع اصدقاءك و لا اخوتك و لا اقرباءك و لا الجيران الاغنياء لئلا يدعوك هم ايضا فتكون لك مكافاة. بل اذا صنعت ضيافة فادع المساكين الجدع العرج العمي. فيكون لك الطوبى اذ ليس لهم حتى يكافوك لأنك تكافئ في قيامة الابرار. فلما سمع ذلك واحد من المتكئين قال له طوبى لمن يأكل خبزا في ملكوت الله ( والمجد للـه دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 135 : 2،1 ) سبحوا اسم الرب، سبحوا يا عبيد الرب، الواقفين فى بيت الرب، فى ديار بيت إلهنا. هللويا. إنجيل باكر من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 24 : 1 – 12) ثم في اول الاسبوع اول الفجر اتين الى القبر حاملات الحنوط الذي اعددنه ومعهن اناس. فوجدن الحجر مدحرجا عن القبر. فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع.وفيما هن محتارات في ذلك اذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة. واذ كن خائفات ومنكسات وجوههن الى الارض قالا لهن لماذا تطلبن الحي بين الاموات. ليس هو ههنا لكنه قام اذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل.قائلا انه ينبغي ان يسلم ابن الانسان في ايدي اناس خطاة ويصلب وفي اليوم الثالث يقوم. فتذكرن كلامه. ورجعن من القبر واخبرن الاحد عشر وجميع الباقين بهذا كله.وكانت مريم المجدلية ويونا ومريم ام يعقوب والباقيات معهن اللواتي قلن هذا للرسل.فتراءى كلامهن لهم كالهذيان ولم يصدقوهن. فقام بطرس وركض الى القبر فانحنى ونظر الاكفان موضوعة وحدها فمضى متعجبا في نفسه مما كان. ( والمجد للـه دائماً )
القــداس البولس من رسالة بولس الرسول الأولى إلى تلميذه تيموثاوس ( 6 : 3 ـ 21 ) إنْ كانَ أحدٌ يُعلِّمُ تعلِيماً آخرَ ولا يُقبلُ إلى كلماتِ ربِّنا يسوعَ المسيح الصَّحيحة، والتَّعليم الذي هو حسبَ التَّقوى، فقد تَصلَّفَ، وهو لا يعرف شيئاً، بَل هو مريضٌ بالجدالِ، وكلام الشِّقاقِ، الذي منه يكون الحسدُ والخصامُ والتجاديف والأفكار الرَّديَّة، والمنازعاتُ. أُناس فاسدي الرأى وعادِمي الحقِّ، يَظنُّون أنَّ التَّقوى تجارةٌ. وأمَّا التَّقوى مع القناعةِ فهيَ تجارةٌ عظيمةٌ. لأنَّنا لم ندخُل العالم بشيءٍ، ولا نقدِر أن نخرج مِنه بشيءٍ. وإذ كان لنا طعامٌ وكسوةٌ فلنكتفِ بهما. وأمَّا الذينَ يُريدونَ أنْ يصيروا أغنياء، فيسقطونَ في تجربةٍ وفخٍّ وشهواتٍ كثيرةٍ غبيَّةٍ لا تنفع، تُغرِّق النَّاس في الفساد والهلاك. لأنَّ محبَّة المالِ أصلٌ لكُلِّ الشُّرورِ، الذي إذ ابتغاهُ قومٌ ضلُّوا عن الإيمان، وأدخلوا أنفسَهُمْ في أوجاع كثيرةٍ. وأمَّا أنتَ يا إنسان اللـهِ فاهرُب مِن هذا، واسْعَ في طلب البرِّ والتَّقوى والإيمان والمحبَّة والصَّبر وقبول الآلام بوداعة. جاهِدْ جهادَ الإيمان الحَسنَ، وتمسَّكَ بالحياة الأبدية التي إليها دُعيتَ، واعترفتَ الاعتراف الحَسنَ أمام شهودٍ كثيرينَ. أُوصيكَ أمام اللـه الذي يُحيي الكلَّ، والمسيح يسوع هذا الذي شَهِدَ أمام بيلاطُس البُنطيِّ بالاعتراف الحَسنِ: أنْ تَحفظَ هذه الوصيَّة بلا دنسٍ ولا لوم إلى ظهور ربِّنا يسوعَ المسيح، الذي سَيُبَيِّنُهُ في وقتهِ ( اللـهِ ) المبارك القادر وحده ملكُ المُلوكِ وربُ الأربابِ، الذي وحدهُ لهُ الخلودِ، ساكِناً في نورٍ لا يُدنَى مِنهُ، الذي لم يَرهُ أحدٌ مِن النَّاس ولا يقدرُ أن يراهُ، الذي له الكرامةُ والسلطان إلى الأباد. آمين. أوْصِ أغنياءَ هذا الدَّهْرِ الحَاضِرِ أنْ لا يَسْتَكْبِروا، ولا يَتَّكلوا على هذا الغنَى الغيرِ الثابتِ، بل يَتَّكلوا على اللهِ الحيِّ الذي يَمْنَحُنَا كُلَّ شيءٍ بِغِنًى للتَّنعُّمِ. وأنْ يَعمَلوا أعمالاً صالحةً، ليستغنوا في أعمالٍ صالحةٍ، وأنْ يَكونوا أسْخِيَاءَ في العَطَاءِ، مُدَّخِرِينَ لأنفُسِهِمْ أسَاساً حَسَناً للمُسْتَقْبلِ، لكي يَتمسَّكوا بالحياةِ الحقيقيةِ. يا تيموثاوسُ، احْفَظِ الوديعةَ التي أودعتها لكَ، مُعْرِضاً عَنِ الكَلامِ الدَّنِسِ البَاطِلِ، ومُضادَّةِ العِلمِ الكَاذِبِ الاسمِ، الذي إذْ قرأهُ قومٌ لم يثبتوا في الإيمانِ. النِّعمَةُ مَعَكُمْ. آمِينَ. ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة يعقوب الرسول ( 3 : 1 ـ 12 ) لا تكونوا مُعلِّمينَ كثيرينَ يا إخوتي، عالمينَ أنَّكُم تأخذونَ دينونةً أعظم! لأنَّنا في أشياء كثيرةٍ نَعثُر جميعُنا. إن كان أحدٌ لا يعثُر في الكلام فذاكَ رجلٌ كاملٌ، قادرٌ أن يُلجمَ كلَّ الجسدِ أيضاً. هوذا الخيلُ، نضعُ اللُّجُمَ في أفواهها لكي تُطاوعَنا، فنُديرَ جسمَها كُلَّه. هوذا السُّفُنُ أيضاً، وهى عظيمةٌ بهذا المقدار، وتسوقُها رياحٌ عاصفةٌ، تُديرُها دَفَّةٌ صَغِيرةٌ جداً إلى حيثُما شاءَ قَصدُ المُدير. هكذا اللِّسانُ هو عضوٌ صغير ويتكلَّم بالعظائم. هوذا نارٌ قليلةٌ، أيَّ وقُودٍ تُحرِقُ؟ فاللِّسانُ نارٌ! عالَمُ الظُّلم. هكذا جُعِلَ في أعضائِنا اللِّسانُ، الذي يُدنِّسُ الجسد كُلَّهُ، ويُحرِقُ دائرة الكونِ، ويُضرَمُ مِن جَهنَّمَ. لأنَّ جميعَ طبائع الوحوش والطُّيور والهوامِ والتي في البحار تُذلَّلُ، وقد تَذلَّلَ للطبع البشريَّ. وأمَّا اللِّسان فلا يستطيعُ أحدٌ مِن النَّاسِ أن يُذلِّله. هو شرٌّ لا يُضبط، مملوءٌ سُمَ الموت. به نُبارِك اللـهُ الآبَ، وبهِ نلعَنُ النَّاسَ الذينَ خلقهم اللـه على شبهه. مِن الفم الواحدِ تخرجُ البركةُ واللعنةُ! لا يجب يا إخوتي أن تكونَ هذه الأمورُ هكذا! ألعلَّ يَنبوعاً يُنْبِعُ مِن نفسِ عينٍ واحدةٍ العذبَ والمُرَّ؟ هل تقدرُ يا إخوتي تينةٌ أن تصنعَ زيتوناً، أو كرمةٌ تيناً؟ فكذلكَ لا يمكن المالِح أن يصير ماءً عذباً. ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 18 : 12 ـ 23 ) ولمَّا كانَ غاليونُ يَتولَّى أخائية، اجتمع اليهودُ بنفسٍ واحدةٍ على بولُسَ، وأتوا به إلى كرسيِّ الولايَةِ قائلينَ: " إنَّ هذا يَستَميلُ النَّاسَ أن يَعبُدوا اللـهَ بخلافِ النَّاموسِ ". وإذ كانَ بولُسُ مُزمِعاً أن يَفتَحَ فاهُ قال غَالِيُونُ لليهودِ: " أنه لو كان ظُلماً أو خبثاً رَدياً يا أيُّها اليَهودُ لكنتُ بالحقِّ أحتملَكُم. ولكن إذا كانت مسألةً عن كلمةٍ، وأسماءٍ، وناموسِكُم، فتُبصِرونَ أنتُم. لأنِّي لستُ أريدُ أن أكونَ قاضِياً لهذِهِ الأُمورِ ". فطرَدَهُم خارج كرسيِّ الولاية. فأخذَ جميع اليونانيِّين سوستانيسَ رئيسَ المجمع، وضَرَبوهُ قُدَّامَ الكُرسيِّ، ولم يَهُمَّ غاليون شيءٌ مِن ذلكَ.وأمَّا بولُس فلبثَ أيضاً أيَّاماً كثيرةً عند الإخوة، ثمَّ ودَّعهُم وأقلعَ إلى سوريَّة، ومعهُ بريسكلاَّ وأكيلا، بعدما حلقَ رأسهُ في كَنخَرِيا لأنَّه كانَ عليهِ نذرٌ. فأقبلَ إلى أفسُس وتركهُما هناكَ. وأمَّا هو فدخلَ المجمع وكان يتكلَّم مع اليهود. وإذ كانوا يَطلُبونَ إليه أن يمكُث عِندهُم زماناً طويلاً لم يُرد. بل ودَّعهُم قائلاً: " أني سأعود إليكُم أيضاً بمشيئة الله ". فأقلعَ مِن أفسُس. ولمَّا نزلَ إلى قيصريَّة وسلَّم على الكنيسةِ، انحدرَ إلى أنطاكية. وبعدما صَرفَ زماناً خرجَ واجتازَ بالتَّتابُع في كورةِ غلاطيَّة وفريجيَّة يُشدِّدُ جميعَ التَّلاميذ. ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. ) السنكسار اليوم التاسع عشر من شهر أبيب المبارك 1. شهادة بضابا وأندراوس وخريستوذللو 2. شهادة مار بطلان الشهيد والطبيب باسنا 3. نياحة البابا يؤانس العاشر البطريرك الـ 85 1 ـ في اليوم التاسع عشر من شهر أبيب المبارك من سنة 284 م، وهيَ السنة الأولى للشهداء استشهد القديس العظيم الأنبا بضابا، المُلقب بالجوهري، أسقف مدينة قفط بالصعيد. وزميليه الأبوين القس أندراوس ابن خالته، والقديس خريستوذللو في أيام الوالي أريانوس وعهد الإمبراطور دقلديانوس. وُلِدَ هذا القديس العظيم في مدينة أرمنت مركز الأقصر بمحافظة قنا، من أبوين مسيحيين ربياه التربية المسيحية منذ نعومة أظافره. وكانت لوالدته شقيقة رُزِقت بغلام أسمته أندراوس، وقد تربى هذا الغُلام التربية المسيحية الحسنة، فتآلفت نفسه مع ابن خالته بضابا وتحالفا على ترك العالم فعكفا على مطالعة الكتب الدينية التي شغفا بها فاتسعت مداركهما وأصبح كل منهما حُجَّة زمانه في الورع والتقوى، ولمَّا بلغ بضابا العاشرة من عمره كان حافظاً لأكثر الكتب الدينية والتعاليم الروحية، وكان أندراوس يعكف معه على قراءة الكتاب المقدس، ومطالعة كتب الوعظ والتعليم، وبذلك كان الروح القدس ينطق على فمهما، وكانا يصومان يومين أسبوعياً بلا طعام ولا شراب. وإذا أكلا فإنهما لا يتناولان سوى الخبز والملح، مع مداومة الصلاة ليلاً ونهاراً. وذات يوم بينما كانا يُفكران في العالم الباطل، وأتعابه الكثيرة وملذاته ومصائبه العديدة، إذ بهما يعزمان على ترك الأهل والأقرباء والاعتكاف في مكان بعيد عن الأنظار فذهبا إلى الجبل الشرقي فوجدا هناك القديس أنبا إيساك في الموضع الذي تعبد فيه بعده القديس أنبا بلامون. فعزاهما هذا القديس، وقواهما على احتمال المتاعب لينالا الحياة الأبدية. ثم باركهما وأمرهما أن ينفردا في مكان آخر، يستطيعان فيه أن يقضيا كل الوقت في العبادة. ثم قال للأنبا بضابا: " سوف يا بُني ترعى قطيع المسيح، وتحل بك أتعاب وشدة واضطهادات عظيمة ". وقال لأندراوس: " وأنت أيضاً ستنال إكليل مُعَد لك بعد الجهاد ". ثم فارقاه وذهبا إلى الجهة الغربية حيث بنيا لهما صومعة للعبادة والنسك، وكانت لهما دراية تامة ومهارة فائقة بنسخ الكتب المقدسة، نظير مبالغ قليلة ليقضيا منها حاجاتهما، ويوزعا الباقي على البؤساء والمساكين. فسمع بخبرهم أسقف تلك البلاد، فحضر إليهما ورسم القديس الأنبا بضابا قساً، والقديس أندراوس شماساً، وكانا يذهبان إلى الكنيسة في إحدى المدن القريبة منهما مرة كل أربعين يوم، لأداء الخدمة الكهنوتية. وفى أحد الأيام دخل الكنيسة ووقف القديس الأنبا بضابا إجلالاً واحتراماً. وفى أثناء ذلك كان الأسقف جالساً على كرسيه، ينظر إلى القديس بضابا، وكم كانت دهشته إذ رأى وجه القديس يلمع كالبدر، والنور يسطع منه، وعلى رأسه شبه إكليل من الذهب المُرصع بالجواهر الثمينة، فأمر الأسقف أن يؤتى بهذا القديس ورفيقه أندراوس، وعندما قدما إليه حبب إليهما أن يمكثا عنده، فرفض أنبا بضابا مفضلاً حياة الصحراء الجرداء عن الإقامة تحت رعاية الأسقف. وأمَّا القديس أندراوس فقد قَبِل الإقامة تحت رعاية الأسقف. وعاد القديس الأنبا بضابا إلى قلايته، وهو يبكي بكاءً مراً، ويقول: " أطلب إليك يا سيدي يسوع المسيح أن تجعل هذا الموضع مكرساً لكَ، يُذكر فيه اسمك إلى الأبد ". ثم ترك هذا المكان وذهب إلى جهة أخرى بعيده عنه. وبعد أيام أرسل الأسقف رسولاً إلى القلاية في طلب القديس فلم يجده فبنى الأسقف كنيسة على اسم هذا القديس، وكرَّسها في اليوم الثالث عشر من شهر كيهك. وأمَّا القديس فكان يحضر إلى الكنيسة من طريق آخر ضيق في السحر لأداء الصلاة، وكانت تتم على يديه أثناء ذلك آيات ومعجزات كثيرة، ويزداد نعمة وبركة.ولمَّا ذاع صيته، وعَظُمَ اسمه، حضر إليه الناس من كل فجّ وصوب، فكان يشفيهم من أمراضهم الجسدية والروحية. وطلب الشعب من الأسقف الأنبا تادرس قائلين: " نسألك يا أبانا أن تُحضِر لنا القديس بضابا لنتبارك منه، وليمكث عندنا مدة من الزمان ". فأجاب طلبهم، وذهب إلى بلدة بهجورة مركز نجع حمادى. ولمَّا وصل إلى البلدة إذا برجل اسمه يوحنا، كانت له ابنه وحيدة جميلة المنظر، فاغتاظ جيرانها من أبيها، واستعملوا ضدها السّحر لأنهم طلبوا من أبيها أن يزوجها لابن لهم فلم يقبل، ولكن القديس الأب بضابا صلَّى عليها فرجعت إلى حالتها، وأبطل اللـه السّحر عنها. ولمَّا رأى أهلها شفاء ابنتهم على يد هذا القديس، أتوا وسجدوا أمامه وقبَّلوا يديه شاكرين له صنيعه. فقال لهم القديس: " سبِّحوا اللـه واشكروه لأنَّ النِّعمة التي شفت ابنتكم ليست مني لأني ضعيف من ذاتي ". وأمَّا هم فمضوا مُتهللين فرحين.ولمَّا كان يوم الأحد والشعب مجتمع في الكنيسة، قدَّموا القديس إلى الأسقف فرقاه قمصاً. ثُمَّ مكث عند الأسقف في ضيافته مدة تسعة أيام ورجع إلى الجبل. وصارت تتم على يديه العجائب والمعجزات، حتَّى ذاع خبره في جميع أنحاء الوجه القبلي. وبعد ذلك تنيح أسقف قفط، فاجتمع أهل البلاد، وقرروا تزكية الأب بضابا أسـقفاً مكانه وتقدمـوا للبابا بطرس الأول خاتم الشهداء والبطريرك السابع عشر، ليرسمه أسقفاً عليهم. فظهر للبابا ملاك الرب في رؤيا قائلاً له: " اذهب إلى الصعيد الأعلى وأحضِر القمص بضابا، وارسمه أسقفاً على مدينة قفط لأن الرب قد اختاره ". وما كاد يطلع الفجر، حتَّى جاءت إلى البابا وفود المؤمنين طالبين منه أن يُعيِّن الأب المُكرم بضابا أسقفاً، فأرسل البابا أربعة من الكهنة بخطاب للقديس، فلمَّا وصلوا تسلم منهم الخطاب وقرأ فيه ما نصه: " يقول الإنجيل المقدس من سمع منكم فكأنه سمع مني، ومن جحدكم فقد جحدني ". فبكى القديس بضابا بكاءً مراً وقال: " الويل لي أنا المسكين الخاطئ، لأن الشيطان يريد هلاكي ". ثم صلَّى قائلاً: " لتكن مشيئتك يارب لا مشيئتي فأنت تعلم أني ضعيف وإنسان عاجز. وليس لي قدرة على هذا الأمر ". فأخذه الرسل وأنزلوه في السفينة إلى البابا. فقال البابا لرعيته: " مَن تختارون ليكون عليكم أسقفاً " فأجاب الجميع بصوت واحد قائلين: " الأب بضابا لأنه مستحقٌ هذه الخدمة الشريفة ". عندئذٍ أخذه البابا، ورسمه أسقفاً على كرسي قفط. وفيما هو يضع عليه يده إذ صوت من السماء يقول: " مستحقٌ مستحقٌ أن تنال هذا المنصب ". ومكث الأنبا بضابا عند البابا عدة أيام، ناول في أثنائها الشعب من جسد المسيح ودمه، وعندما وضع يده على الكأس ليرشم الجسد بعلامة الصليب تحول الخمر دماً. فتعجب الباب ونظر إلى القديس وقال له: " بالحقيقة أنت مختار من اللـه ". وبعد أن أكمل الأنبا بضابا خدمة اليوم، استأذن للسفر إلى بلاده، فركب سفينة شراعية بها رجل مقعد لا يستطيع المشي منذ اثنين وعشرين سنة، وإذا برجل القديس تنزلق وتدوس رجلي ذلك المقعد، فتشددت ركبتاه، ووثب في الحال وهو يُسبِّح اللـه. والذين كانوا في تلك السفينة، طلبوا إليه أن يذكرهم في صلواته ويباركهم. وحصلـت على يديـه عــدة معجـزات أثنـاء سـفره. ولمَّـا وصلـوا بلادهـم سالمين، خرج جميع الشعب الخاضع لذلك الكرسي، وبأياديهم الشموع والصلبان والمجامر وأغصان الزيتون وسعف النخيل ثم أدخلوه البيعة. ولمَّا جلس على كرسى الأسقفية، عاش زاهداً كما كان أولاً حتَّى أنه كان يواصل الليل بالنهار مُصلياً، وكان طعامه الخبز والملح، ولباسه نسيج من الشعر، وكان يأتي بالمعجزات والآيات العجيبة.ولما أثار دقلديانوس الإمبراطور الروماني الاضطهاد على المسيحيين، حضر الوالي أريانوس إلى الصعيد وقبض على المسيحيين وزجّهم في أعماق السجون ، وأذاقهم من العذاب أشكالاً وألواناً حتى وصل إلى اسنا. فلمَّا بلغ الخبر القديس أنبا بضابا، غار غيرة روحية وقال: " أيصح لي أن أمكث في هذا المكان، وإخوتي المسيحيين يلاقون من العذاب ما لا يُحتمل؟ كلا. لابد لي أن أذهب هناك وأموت ضحية الإيمان ". وبعد ذلك دعا الشعب وأقام قداساً حبرياً حضره الجميع وبعد أن ناولهم من الأسرار المقدسة أخذ يعظهم قائلاً: " يلزمكم أيُّها الأبناء أن تستشهدوا على اسم المسيح، ولا تخافوا من النيران الملتهبة وأسنة الرماح المفزعة، ولمعان السيوف المسلولة على رقابكم كما يلزمكم أيضاً أن ترحموا الفقير وتُعَزوا الحزين وتواظبوا على الصلاة والصوم، لأنهما القوة التي بواسطتها يمكنكم أن تتغلبوا على العقبات، وتُطارِدوا الشيطان الذي يود أن يضعف إيمانكم بالسيد المسيح، وها أنا يا أبنائي أقول لكم ما حدث لي، لقد عذَّبني الشيطان عشرة أيام متتالية، وقد تغلبت عليه بقوة الصلاة والصوم. لقد قال السيد له المجد: " اسهروا وصلوا لئلاَّ تدخلوا في تجربة ". واستمر هذا الأسقف يعظ شعبه ويُقوِّيه، مُستعيناً بآيات الكتاب وتعاليم الرسل. وبعد ذلك رشمهم بعلامة الصليب المقدس، وباركهم وودعهم قائلاً: " سوف أذهب إلى الاستشـهاد على يد أريـانوس الوالي ". فبكـى الشـعب وناحـوا على فراقــه، فعزاهم وقواهم، وبعـد ذلك تركهم ومضى إلى مدينة اسنا، وكان يصحبه الأب المبارك القس أندراوس، والأب خرستوذللو، فالتفت إليهما الأب الأسقف وقال لهم: " إلى أين تمضيان؟ فقالا له أننا نمضي معك لنموت حباً في المسيح ". فشخص الأسقف إليهما، فرأى نعمة اللـه قد حلَّت عليهما ووجههما يلمع كالبدر. فقواهما وأمرهما أن يثبتا على الإيمان بالمسيح، وقال لهما: " إني في هذه الليلة نظرت وإذا بملاك معه ثلاثة أكاليل فقلت له لمن هذه؟ فقال لك واحد، ولابن خالتك واحد، ولخرستوذللو واحد، والآن هلمَّ بنا نمضي إلى اسنا ". وبعد ذلك التقى بهما القديس بنيامين فحيَّاهم. ولمَّا وصلوا اسنا رأوا جموعاً من المسيحيين من أساقفة وقسوس وشمامسة ومؤمنين يُعذَّبون. وسمع الوالي بخبر قدومهم، فاستحضرهم وأمرهم أن يبخروا للآلهة، فغضبوا وصرخوا قائلين: " نحن مسيحيون ولا نخشاك أيُّها الملك الكافر، ولا نعبد تلك الآلهة النَّجسة التي صُنعت بأيد بشرية، وأما إلهنا الذي نعبده فهو في السماء خالق كل شيء بكلمة قدرته ما يرى وما لا يرى، الذي له المجد والكرامة والسجود مع أبيه الصالح والروح القدس الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين آمين ". فلما سمع الوالي منهم هذا الكلام، ورأى ثباتهم أمر أن تؤخذ رؤوسهم بحد السيف. وفي ذاك الوقت وقف الأسقف بضابا ينظر إلى المسيحيين أثناء عذابهم، وإذا به يرى بعين الإيمان ملائكة تنزل من السماء، وفي أيديهم أكاليل من نور يضعونها ويرفعونها إلى السماء بكرامة ومجد عظيمين. فتقدم الأسقف ومن معه وصاحوا قائلين: " نحن مسيحيون نؤمن بيسوع المسيح ربّ كل الخلائق وإله كل قدرة ". فقال لهم الوالي "من أين أنتم ؟" ثم سأل الأب الأسقف عن اسمه فأجابه قائلاً : " أنا الحقير بضـابا ". فأجابه: " أظُنّ أنك أسـقف تلك البـلاد، ولكـن أعجـب كيف تجاسرت بهذا الكلام. ألم تخش بطشي وتهاب عظمتي وسلطاني ؟ ألم ترَ العذاب المُعدّ لأولئك الذين يعترفون بهذا الاسم ؟ " عندئذ أجابه القديس بكل شجاعة قائلاً: " ألم تسمع قول الكتاب على لسان سيدي يسوع المسيح: " كل مَن يعترف بي قُدَّام الناس، اعترف أنا أيضاً به قُدَّام أبي الذي في السموات، ومَن أنكرني قُدَّام الناس، أُنكِره أنا أيضاً قدام أبي الذي في السَّمَوات"، فلأجل هذا الوعد نعترف بإلهنا يسوع المسيح إلى النفس الأخير ". ثم أخذه الوالي تارة باللين وأُخرى بالشدة، فلم ينجح في أن يثنيه عن عزمه وعن إيمانه بالسيد المسيح وأخيراً أمر الوالي أمام مجلس الحكم أن يوضع في أحد السجون . فلما أبصره القديسون سلَّموا عليه وقالوا له : " اغلب لنا هذا الوالي لأنك أُعطيتَ الغلبة من رب الجنود". وبينما هُم كذلك يتحدثون بعظائم اللـه، إذا برئيس الملائكة ميخائيل يظهر للأسقف قائلاً: " السلام لك أيها الجليل. لتفرح نفسك اليوم، فقد قَبِل اللـه جميع أتعابك وزهدك وجهادك في سبيل الدين، وسوف تنال ثلاثة أكاليل الأول لتعبدك ونسكك منذ صغرك. والثاني لقيادتك الرعية في الطريق المستقيم. والثالث لاستشهادك. وسوف تُكلل بها بكل مجد وكرامة لتحظى بالأمجاد السماوية ". وصعد الملاك ، فقام القديس وصلَّى: " اسمعني أيُّها الآب ضابط الكل، ولتصعد طلبتي أمامك، ولتشتمها رائحة بخور فترضى عنا. أسألك أيها الآب من أجل شعبك وقديسيك، الذين يصنعون رحمة مع المساكين، أن تقبل نفسي كوديعة بين يديك، لأحظى بأمجادك الأبدية، لأن لك المجد والعز والإكرام والسجود مع أبيك الصالح والروح القدس إلى الأبد. آمين. ". ولمَّا انتهى من طلبته رأى الرب الإله المُخلِّص وحوله الملائكة آتياً ليُعزيه قائلاً: " العزاء يا حبيبي بضابا. هوذا أنا معك ". ثم صعد الموكب البهي إلى السَّماء. وفي الصباح أمر الوالي بإخراج الجميع إلى الموضع الذي اجتمع فيه أهل المدينة. فلمَّا نظروا القديسين صرخوا قائلين: " نحن مسيحيون نؤمن بإله واحد. بإله أنبا بضابا ". فاغتاظ الوالي وأحضر القديس ومن معه، وأمر أن تُقطع رؤوسهم بالسيف، فسالت الدماء أنهاراً وحُصِدت الأرواح جهاراً، حتَّى صار الفضاء مملوءاً بالملائكة الأطهار، يرحبون بأرواح هؤلاء القديسين الأبرار. ونال القديس بضابا والقديس أندراوس وخريستوذللو أكاليل الحياة الأبدية. وقامت الملكة والدة الإمبراطور قسطنطين الصغير، بتجديد كنيسة هذا القديس بعد أن هدمت في عصر دقلديانوس الطاغية. بركاتهم المقدسة تكون مع جميعنا. آمين. 2ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً استشهد القديس الجليل مار بطلان الطبيب. وُلِدَ في بلدة تعميدون من أب وثني اسمه أسطوخيوس وأم مسيحية تُدعى أونالة. فعلَّماه مهنة الطب. وكان بالقرب من منزلهم قس. فكان كلَّما عبر بطلان أمامه، يتأمل اعتدال قوامه وكمال عقله وكثرة علمه ويتحسر عليه لبعده عن اللـه. وكان يطلب من الله في صلاته أن يهديه ويرشده إلى طريق الخلاص. ولمَّا أكثر الطلبة والسؤال إلى الله من أجله، أعلمه الرب في رؤيا أنه سيؤمن على يديه. ففرح بذلك وصار يحادثه كلما اجتاز به إلى أن تمكنت عرى المودة بينهما. فعرَّفه القس فسـاد عبادة الأصنام، وبيَّن له شرف ديانة السيد المسيح وأفضلية حياة تابعيها، وأن الذين يؤمنون بالمسيح تجري على أيديهم آيات وعجائب. فلمَّا سمع بطلان الطبيب فرح واشتهى أن يعملها ليكمل له قصده في الطب. ففي أحد الأيام لدغت حية إنساناً وظلت قائمة تحته. فقال في نفسه " أُجرِب تعليم القس مُعلِّمي الذي قاله لي: " إن آمنت بالسيد المسيح تصنع آيات وعجائب ". ثم اقترب من ذلك الإنسان، وصلَّى صلاة طويلة طالباً من السيد المسيح أن يُظهِر قوته في إبرائه، وفي قتل الحيَّة لئلاَّ تؤذي آخرين. وعند فراغه من صلاته قام الرجل سالماً، وسقطت الحيَّة ميتة. فازداد إيماناً، ومضى إلى القس وتعمَّد على يديه وظل يُمارس مهنة الطب.وحدث أن جاءه رجل أعمى ليُداويه فطرده أبوه فسأله القديس: " مَن هذا الذي طلبني؟ ". فأجابه: أنه أعمى ليس لك في شفائه حيلة. فقال له القديس: سترى مجد اللـه. ثم استدعى الأعمى وقال له: " هل إذا أبصرت تؤمن بالإله الذي أبرأ عينيك ؟ " فقال له: " نعم ". فصلَّى القديس صلاة عميقة، ثم وضع يده على عيني الأعمى وقال له : " بِاسم المسيح أبصِر ". فأبصر للوقت وآمن بالسيد المسيح. فلمَّا رأى أبوه ذلك آمن هو أيضاً. فأحضرهما القديس إلى القس فعمَّدهما.ولمَّا تنيح أبوه حرر عبيده، ووزع كل ماله على المساكين. وصار يُداوي المرضى بدون أجر ويطلب منهم الإيمان بالمسيح. فحسده الأطباء وسعوا به وبالقس وبجماعة كثيرة كانوا قد آمنوا لدى الملك. فاستحضرهم وهددهم بالتعذيب أن لم يكفروا بالسيد المسيح. وإذ لم يكترثوا بتهديده عذَّبهم كثيراً ثم قطع رؤوسهم. أمَّا القديس فقد بالغ في تعذيبه بأن ألقاه للأسود فلم تؤذه وكان الرب يقويه ويشفيه. ثم أمر أخيراً بقطع رأسه. فنال إكليل الشهادة. صلاته تكون معنا. آمين. 3ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً من سنة 1085 ش ( 13 يوليه 1369م ) تنيح البابا يؤانس العاشر البطريرك الـ 85 الشهير بالمؤتمن الشامي، وهو من دمشق الشام. وكان عالماً فاضلاً، تولى في 12 بشنس سنة 1079 ش ( 7 مايو سنة 1363م ) وجلس على الكرسي مدة ست سنوات وشهرين وسبعة أيام، وتنيَّح ودُفِنَ بمصر القديمة بجوار سمعان الخراز.صلاتهم تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين. مزمور القداس من مزامير أبينا داود النبي ( 145 : 17 ، 18 ) الرب عادل فى كل طرقه، وقدوس فى سائر أعماله، الرب قريب لسائر المستغيثين به، ولكل الذين يدعون إليه. هللويا. إنجيل القداس من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 9 : 10 ـ 17 ) و لما رجع الرسل اخبروه بجميع ما فعلوا فاخذهم و انصرف منفردا الى موضع خلاء لمدينة تسمى بيت صيدا. فالجموع اذ علموا تبعوه فقبلهم و كلمهم عن ملكوت الله و المحتاجون الى الشفاء شفاهم. فابتدا النهار يميل فتقدم الاثنا عشر و قالوا له اصرف الجمع ليذهبوا الى القرى و الضياع حوالينا فيبيتوا و يجدوا طعاما لاننا ههنا في موضع خلاء. فقال لهم اعطوهم انتم لياكلوا فقالوا ليس عندنا اكثر من خمسة ارغفة و سمكتين الا ان نذهب و نبتاع طعاما لهذا الشعب كله. لانهم كانوا نحو خمسة الاف رجل فقال لتلاميذه اتكئوهم فرقا خمسين خمسين. ففعلوا هكذا و اتكاوا الجميع. فاخذ الارغفة الخمسة و السمكتين و رفع نظره نحو السماء و باركهن ثم كسر و اعطى التلاميذ ليقدموا للجمع. فاكلوا و شبعوا جميعا ثم رفع ما فضل عنهم من الكسر اثنتا عشرة قفة ( والمجد للـه دائماً ) +++
07-27-2015, 09:27 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 ) ( يوم الاثنين ) 27 يوليو 2015 20 ابيب 1731 عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي ( 18 : 34 ، 39 ) الذي يُعلِّم يديَّ القتال. وجعلت ساعديَّ أقواساً من نحاس. ومنطقتني قوَّة في الحرب، وجعلت كل الذين قاموا عليَّ تَحتي. هللويا. إنجيل العشية من إنجيل معلمنا متى البشير ( 10 : 16 ـ 23 ) ها أنا أُرسلكم كغنم في وسط ذئاب، فكونوا حُكماء كالحيَّات وبُسطاء كالحمام. واحذروا من النَّاس، لأنَّهم سيُسلمونكم إلى مجالس، وفى مجامعهم يجلدونكم. وتُقدموا أمام مُلوك وولاة من أجلى شهادة لهُم وللأمم. فمتى أسلموكم فلا تهتمُّوا كيف أو بما تتكلَّمون، لأنَّكم تُعطَون في تلك السَّاعة ما تتكلَّمون به، لأنَّ لستُم أنتُم المُتكلِّمين بل روح أبيكُم الذي يتكلَّم فيكُم. وسيُسلم الأخ أخاه إلى الموت، ويُسلم الأب ولدهُ، وتقوم الأولاد على آبائهم ويقتُلونَهُم، وتكونُون مُبغَضين من الجميع من أجل اسمي. والذى يصبِر إلى المُنتَهى فهذا يَخلُص. فإذا طردوكُم في هذه المدينة فاهرُبوا إلى الأُخرَى. فإنِّي الحقَّ أقولُ لكُم لا تُتِمون جولان مُدُن إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان. ( والمجد للـه دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 45 : 3-6 ) تَقلَّد سيفك على فَخذِك أيُّها القويُّ. بحسنك وجمالك استله وانجح واملك. كُرسيُّك يا الله إلى دهر الدُّهور. وقَضيب الاستقامة هو قضيب مُلكِكَ. هللويا. إنجيل باكر من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 7 : 11 ـ 17 ) ولمَّا صَار الغد مَضى يَسوع إلى مدينةٍ تُدعى نايينَ، وذهبَ معهُ تلاميذه وجمعٌ كثيرٌ. فلمَّا اقتربَ إلى باب المَدينة، إذا واحدٌ محمولٌ، قد مات وهو ابنٌ وحيدٌ لأُمِّهِ، وكانت أرملةٌ وكان مَعَها جمعٌ كثيرٌ من المدينة. فلمَّا رآها يسوع تراءف عليها وقال لها: لا تَبكي. ثُمَّ تَقدَّم ولمس النَّعش فوقَفَ الحامِلون وقال: " أيُّها الشَّابُّ، لك أنت أقول قُم اجلس ". فجلسَ الميتُ وابتدأ يتكَلَّم، فدفعهُ إلى أُمِّه. فاعترى الجميع خوفٌ. ومجَّدوا الله. قائلين: " قد قام فينا نبيٌّ عظيمٌ، وافتَقدَ الله شعبَهُ ". وشاعَ هذا الكلام عنهُ في جميع اليَهوديَّة وكل الكورَةِ. ( والمجد للـه دائماً )
القــداس البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى تلميذه تيموثاوس ( 2 : 3 ـ 15 ) فاشتَرِك أنتَ في قبول الآلام كجُندىٍّ صَالِح للمَسيح يسوع. لأن ليسَ أحدٌ وهوَ يَتجنَّد يَرتَبكُ بأمور هذه الحياة لكى يُرضي مَن جَنَّده. وأيضاً إذا كان أحدٌ لا ينال الإكليل إلا إذا جاهد قانونيَّاً. يجب أنَّ الفلاح الذي يتعبُ، يأخذ هو أولاً مِن الأثمار. افهم ما أقول. لأن الربُّ هو الذي يُعطيكَ فهماً في كُل شيء. اُذكُر يسوع المسيح الذي قام من الأموات، الذي هو نسل داود بحسب إنجيلي، الذي أنا أحتمل فيه المشَقَّات حتى القُيود كفاعل شر. لكنَّ كلِمة الله لا تُقيَّد. لأجل هذا أنا أصبِرُ على كل شيءٍ لأجل المُختارينَ، لِكى ينالوا هُمْ أيضاً الخلاص الذي في المَسيح يَسوع، مَع المَجدِ الأبَدى. صادقةٌ هى الكلِمةُ: إنَّه إن كُنَّا مُتنا مَعهُ فَسنَحيا أيضاً مَعهُ. إن كُنَّا نَصبِرُ فَسَنملِكُ أيضاً معهُ. إن كُنَّا نُنكرهُ فهو أيضاً سَيُنكرُنا. إن كُنَّا غير أُمناء فهو يبقى أميناً، لأنه لن يقدر أن يُنكر نَفسَهُ.ذَكِّرهم بهذه الأُمور، شاهداً قُدَّام الله أن لا يتخاصموا في الكلام. على شيءٍ من الأمور التى لا فائدة فيها، لهدم السَّامِعينَ. اجتهد أن تُقيم نفسكَ مُختاراً لله، عاملاً لا يُخزَى مُفصِّلاً كلمة الحقِّ باستقامَة. ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى ( 3 : 8 ـ 15 ) والنِّهاية، كُونوا جميعاً برأى واحدٍ، وكُونوا مُشتركين في الآلام، وكُونوا مُحبين الأخوة رحومين ومُتواضعين، غير مُجازين عن شرٍّ بشرٍّ أو عن شتيمةٍ بشتيمةٍ، بل بالعكس مُبارِكين، لأنَّكُم لهذا الأمر دُعيتُم لكى تَرثوا البركة. لأنَّ مَن أراد أن يُحِبَّ الحياة ويرى أيَّاماً صالحةً، فليَكفُف لسانهُ عن الشَّرِّ. وشفتيه عن أن يتكلَّما بالمَكر، وليَحِد عن الشَّرِّ ويصنع الخير، وليطلُب السَّلام ويَجِدَّ في أَثَرهِ. لأن عيني الربِّ تنظُر الأبرار، وأُذنيه تنصتان إلى طلبهم، وأمَّا وجه الربِّ ضِدُّ فاعلي الشَّرِّ.فمَن ذا الذي يُمكنه أن يؤذيكُم إذا كُنتُم غيورين على الخير؟ ولكن وإن تألمتُم من أجل البرِّ، فَطوباكُم. وأمَّا خوفَهُم فلا تَخافوه ولا تَضطربوا، بَل قَدِّسوا الربَّ المسيح في قُلوبكُم. ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 27 : 42 ـ 28 : 1 ـ 6 ) فتَشاورَ الجُند كى يقتُلوا الأسرَى لئلاَّ يسبح أحدٌ مِنهُم فيَهرُب. ولكنَّ قائِد المِئَة، إذ كان يُريد أن يُخلِّص بُولس، منعهُم عن تنفيذ مَشورتهم، وأمر أن القادرين على السِّباحة يرمون أنفُسهم أولاً إلى البحر ويعومُون إلى البَرِّ، والباقينَ بَعضُهم على ألواح وبَعضُهم على قِطَع السَّفينة. وبهذه الواسطة كانت نجاتنا جميعاً إلى البَرِّ.ولمَّا نَجونا علمنا حينئذ بأن تلك الجزيرة تُدعى مليطة ( مالطة ). فالبرابرة القاطنون في ذلك المحل صَنعوا معنا شَفقةً عظيمةً، لأنَّهُم أوقدوا ناراً وقبلوا جميعنا مِن أجل المَطر الذي كان ومِن أجل البَرد.وعاد بولس فوجد كثيراً من القش فأحضره ورماه على النَّار، فَخَرجت مِن الحرارة أفعى ونَهشت يَده. فلمَّا رأى البَرابرة الوَحش مُعلَّقاً بيدِهِ، قال بعضُهم لبَعض : " لابُدَّ أن هذا الرجُل قاتلٌ ، وذلك لأن قضاه لم يدعه يحيا ولو نجا من البحر ". فنَفضَ هو الوحش إلى النَّار ولم يصبه شيء رديء. وأمَّا هُم فكانوا يظنون أنَّهُ عتيدٌ أن ينتفِخ أو يسقُط بغتةً ويموت. فإذ انتظروا كثيراً ورأوا أنَّه لم يناله شيء مُضِرٌّ، رجعوا للوقت وقالوا: " أنَّه هو إلهٌ ". ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. ) السنكسار اليوم العشرون من شهر أبيب المبارك شهادة القديس تادرس الشُّطبي الاسفهسلار في مِثل هذا اليوم من سنة 220م استشهد القديس تاؤدروس الشُّطبي، كان أبوه يُسمى يوحنا من شُطب بصعيد مصر، قد ذهب ضمن الجنود إلى أنطاكية وهناك تزوج من ابنة أحد الأمراء الوثنيين، ورُزِقَ منها بتاؤدورس هذا، ولمَّا أرادت أن تُقدم ابنها لبيوت الأصنام ليتعلَّم هناك، مانع والده في ذلك فغضبت منه وطردته. وظل الصبي عند أمه. أمَّا والده فكان مداوماً الصلاة ليهديه إلى طريق الخلاص. وكبر الصبي وتعلَّم الحكمة والأدب، فأضاء السيد المسيح قلبه، ومضى إلى أسقف قديس وتعمَّد منه. وسمعت بذلك أُمّه فشق عليها كثيراً. ولكن القديس لم يأبه لها وتدرج في مراتب الجندية، حتَّى صار من كبار القواد في عهد ليكينيوس قيصر. وكان أهل أوخيطوس يعبدون ثعباناً هائلاً، ويقدمون له ضحية بشرية كل عام. واتفق مرور تاؤدروس في تلك الجهة، فرأى امرأة تبكي بكاءً مراً، فسألها عن سبب بكائها فقالت له: أنني أرملة وقد أخذوا وَلَديَّ ليقدموهما ضحية للثعبان مع أنني مسيحية. فقال تاؤدورس في نفسه: أنها أرملة ومظلومة والرب ينتقم لها. ثم نزل عن حصانه وحول وجهه نحو الشرق وصلَّى، ثم تقدم إلى الثعبان وأهل المدينة ينظرون إليه من فوق الأسوار، وطعنه بالرمح فقتله وخلَّص وَلَدي الأرملة. وكان طول هذا التنين اثنى عشر ذراعاً.وحضر تاؤدورس بعد ذلك إلى مصر، ولبث عند أبيه حتَّى توفى فعاد إلى أنطاكية. فوجد أن الملك قد كفر وأخذ يضطهد المسيحيين. فتقدَّم إليه واعترف بالمسيح. فأمر بحرقه وطرحه في النار. وهكذا أسلم الروح ونال إكليل الشهادة، وأخذت جسده امرأ’ة مؤمنة ـ قيل أنها أمه ـ بعد أن بذلت أموالاً كثيرة وأخفته عندها حتَّى انتهى زمن الاضطهاد.وقد بنيت على اسمه كنائس في جهات متفرقة.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.
مزمور القداس من مزامير أبينا داود النبي ( 91 : 13-11 ) وعلى الأفعى وملِك الحيَّات تَطأ. وتسحق الأسد والتنِّين. لأنَّه يُوصي ملائكتهُ من أجلكَ. ليَحفظوك في سائر طُرقكَ. هللويا. إنجيل القداس من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 10 : 21 ـ 24 ) وفى تِلك السَّاعة تهلَّل يسوع بالرُّوح القُدس وقال: " أشكُرك أيُّها الآب، رب السَّماء والأرض، لأنك أخفَيت هذه عن الحُكماء والفُهماء وأعلنتها للأطفال. نعم أيُّها الآب، لأن هكذا صارت المسَرَّة أمامَك. كل شيء قد دُفع إليَّ من أبي. وليسَ أحدٌ يعرف مَن هو الابن إلاَّ الآب، ومَن هو الآب إلاَّ الابن، ومن يريد الابن أن يُعلِن له ". ثم عاد إلى تلاميذه على انفراد وحدهم وقال لهُم: " طُوبى للعُيون التى تَنظُر ما تَنظُرونه، لأنِّي أقول لكُم: أن أنبياء كثيرين ومُلوكاً أرادوا أن يَنظُروا ما أنتُم تنظُرون فلم ينظروا، وأن يَسمعوا ما أنتُم تَسمعُون فلم يَسمعُوا ". ( والمجد للـه دائماً ) +++
07-28-2015, 03:49 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 20-1-2008
الإرادة.. لماذا تضعُف؟ وكيف تقوى؟
أحيانًا يحب الإنسان أن يعمل خيرًا، ويحاول ولكنه لا يستطيع. ويرجع السبب إلى ضعف إرادته، أو أنه يقتنع تمامًا أن عادة مُعيَّنة تسبب له ضررًا. ومع ذلك لا يمكنه ترك هذه العادة إن أراد ذلك، والسبب هو ضعف إرادته. فم هي الأسباب التي تؤدي إلى ضعف الإرادة؟ وكيف يمكن أن يقوي الإنسان إرادته؟ هذا ما نود أن نبحثه معًا في هذا المقال.
أول شيء يُضعِف الإرادة عن عمل الخير، هو الشهوة الخاطئة، سواء كانت شهوة الجسد، أو شهوة المال والقنية، أو شهوة المناصب وتعظُّم المعيشة، أو شهوة الانتقام... كلها شهوات تتسبب في ضعف الإرادة. فحينما تدخل الشهوة إلى القلب، تضعف الإرادة عن مقاومتها. وكُلَّما زادت الشهوة، يحدث أنها تضغط على الإرادة بشدة حتى تنهار الإرادة تمامًا.
لذلك من عوامل تقوية الإرادة، أن يتخلَّص الشخص من كافة شهواته الخاطئة.
كذلك مما يُضعِف الإرادة، القُرب من مسببات الخطية أو من مسببات الشهوة. فالشهوة قد تنبع من قلب الإنسان أو من أسباب خارجية كالاختلاط الخاطئ أو المعاشرات الرديئة التي تفسد الأخلاق الجيدة Evil company corrupts good habits. ولذلك فالقُرب من مسببات الخطيئة يجعل الشخص مُعرَّض لحربين: من الداخل ومن الخارج. ولاشكَّ أن اجتماعهما معًا، يُدخِل الفكر الخاطئ إلى العقل والقلب، ويضغط الفكر على الإرادة فتضعُف.
ومما يُضعِف الإرادة، التباطؤ في طرد الأفكار أو الشهوات الخاطئة، فإن تركها الشخص ترعى في قلبه، وتلعب بعواطفه، وتدغدغ حواسه، وتغري نفسه، وتقنع عقله، فإنها -بطول المدة- تقوى عليه. فتضعُف إرادته عن مقاومتها... وإن انتصر على الفكر، يكون ذلك بمجهود كبير يبذله، وبتدخل النعمة لإنقاذه.
لذلك إن حاربتك شهوة، فقاومها للتو. ولا تستبقِ فكرها عندك، وبهذا تقوى إرادتك على طردها. أمَّا التهاون في طرد الأفكار، فإنَّ هذا يدل على أن رغبة الإنسان غير مستقيمة، وأنه غير جاد في التخلُّص من الشهوات، فتصبح الإرادة حائرة ما بين الخير والشر، ولا تقوى على المقاومة...
إنَّ السرعة لازمة لتقوية الإرادة، سواء في التخلُّص من أفكار الخطية، أو في العمل على تنفيذ الوصية. ذلك لأنَّ طول المدة والتردد، والتفاوض مع الفكر. كل ذلك يضعف الإرادة.
إنَّ الشيطان من حيله أحيانًا، أنه لا يُقدِّم لك الخطية واضحة لئلا ترفضها. فلا يقول لك مثلًا: "لا تفعل هذا الخير"، إنما يقول لك: "لنؤجل الأمر بعض الوقت لمزيد من التفكير". ويظل ينتقل بك من تأجيل إلى تأجيل، حتى تفتر همتك في عمل الخير الذي فكَّرت فيه. وهكذا تضعُف إرادتك. فاحترس إذن من حيلة الشيطان...
على أن أصعب ما يُضعِف الإرادة، أن تتحوَّل الرغبة في الخطيئة إلى عادة. والعادات من الصعب مقاومتها، وتحتاج إلى جهد كبير للتخلُّص منها... على أن العادة تنشأ من عمل إرادي متكرر. فكن حذرًا من ذلك، حتى لا تتكوَّن عندك عادة خاطئة تستولي على شيء من إرادتك الحُرَّة وتستعبدها، وتضغط عليك في ممارستها سواء أردت أو لم ترد.
ومن الناحية الإيجابية، مما يقوِّي الإرادة، وجود مخافة اللَّه في القلب: إذ يخاف الإنسان أن يعصي اللَّه ويتعرَّض لعقوبته. يخاف اللَّه الذي يراه ويسمعه، ويرقب كل ما يفعله، ويُحاسب ويُجازي. لذلك كُلَّما تعرض له شهوة رديئة، يقول في نفسه: "كيف أفعل هذا الشر العظيم وأخطئ إلى اللَّه؟!". وبهذا تقوى إرادته على رفض تلك الشهوة. وإيجابيًا يقوى على عمل البِرّ...
ومِمَّا يقوِّي الإرادة أن يضع الإنسان أمامه قيمًا يتمسَّك بها ويلتزم بالخضوع لها. حتى لو قامت الدنيا وقعدت لا يمكنه أن يفعل مع يتعارض مع هذه القيم. فالتمسُّك بالإيمان من القيم التي رسخت في قلوب الشهداء، لذلك مهما تعرضوا له من تعذيب، لم يمنعهم من التمسُّك بإيمانهم. وقد كانت العفة من القيم التي تمسَّك بها يوسف الصديق، فكانت إرادته قوية في رفض كل إغراءات الخطية. والبعض يجعل الصدق والأمانة من القيم التي تُشكِّل شخصيته. فتكون إرادته قوية ترفض كل أساليب الكذب والخداع مهما كانت الضغوط الخارجية...
إنَّ إرادتنا تضعف أحيانًا، حينما تضعف بعض القيم في حياتنا. أمَّا إن بقيت القيم قوية وكان التزامنا بها قويًّا، فإنَّ إرادتنا تكون قوية جدًا. وهناك قيم هامة مثل احترام القانون، واحترام الكبار، واحترام النظام العام... إن ضعفت هذه القيم، تجد الإرادة منقادة إلى العصيان والتَّمرُّد...
مِمَّا يقوِّي الإرادة أيضًا: التغصُّب وضبط النفس... فهل أنت تدلل نفسك، وتمنحها في كل حين ما تهواه؟! إن كان الأمر كذلك، فسوف تضعف إرادتك لأنها لا تجد ما يضبطها. فتفقد هي سيطرتها على رغباتها وشهواتها. وتفقد أنت سيطرتك على إرادتك...
لذلك اغصب نفسك على عمل الخير. وبالوقت سوف تتعوَّد ذلك، وحينئذ تفعل الخير بكل رضى وبشوق. لأنَّ إرادتك ستكون قد قويت في هذا المجال، إنَّ التغصُّب هو الخطوة الأولى التي تقودك إلى الحياة الروحية التي بلا تغصُّب. ذلك إن كانت النَّفس متمرِّدة في بادئ الأمر... وكذلك اغصب على رفض كل شهوة خاطئة. مثل شخص يبدأ في ريجيم للطعام مثلًا. فلا يأكل كل ما يشتهيه، ولا يكثر من تناول طعام يحبه. ولو أتاه فكر أن يأكل من صنف منعه عنه الطبيب، يرفض ذلك بحزم. وبهذا تقوى إرادته.
إنَّ ضبط النفس إذن، يؤدِّي إلى تقوية الإرادة. وإذا قويت الإرادة، تؤدِّي إلى مزيد من ضبط النفس.. كما أنَّ التَّغصُّب في ضبط النفس، يجعل الشيطان يهابك ويعرف أنك لست سهلًا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وكُلَّما تغصب نفسك، تدركك نعمة اللَّه وتعينك، لأنك بهذا التغصب تبرهن على محبتك للَّه وللفضيلة وجهادك في سبيل ذلك. فيستجيب اللَّه لجهادك ويسندك بقوة من عنده.
من الأشياء التي تُقوِّي الإرادة أيضًا، يقظة الضمير. بحيث يكون الضمير صاحيًا باستمرار، يراقب ويُحذِّر من الخطأ. ولكن يحدث في بعض الأحيان أن يكون الضمير صاحيًا، ومع ذلك يحدث تكون النَّفس مشتاقة إلى الخطية، فتُسكت الضمير!! حقًا إنَّ الضمير يرشد إلى طريق البِرِّ، ولكنه لا يرغم الإنسان على السَّيْر فيه... فتتدخل مخافة اللَّه لتُعالج ضعف الضمير، وتذكار وصايا اللَّه يُقوِّي الإرادة فترفض الخطأ وتدفع إلى عمل البِرِّ..
لهذا فإنَّ السلوك في الطريق الروحي يُقوِّي الإرادة. فالشخص المداوم على الصلاة والتأمل في وصايا اللَّه، يخجل من الانقياد إلى شهوة خاطئة، وتحثّه إرادته على رفضها. +++
07-28-2015, 01:23 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الثلاثاء ) 28 يوليو 2015 21 ابيب 1731 عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي ( 34 : 19-20) كثيرةٌ هيَ أحزانُ الصدِّيقينَ، ومِنْ جميعها يُنجيهم الربُّ، يحفظُ الربُّ جميع عظامهم، وواحدةٌ منها لا تنكَسِر. هللويا. إنجيل العشية من إنجيل معلمنا متى البشير ( 16 : 24 ـ 28 ) حينئذٍ قال يسوع لتلاميذه: " مَن يريد أن يتبعني فَليُنكِر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني، لأنَّ مَن أراد أن يُخلِّص نفسه يُهلِكُها، ومن يُهلِكُ نفسه مِن أجلي يجدها. لأنَّه ماذا ينتفع الإنسانُ لو رَبِح العالم كلَّه وخسِرَ نفسه؟ أو ماذا يُعطي الإنسان فداءً عن نفسه؟ لأنَّ ابن الإنسان سـوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذٍ يُجازي كلّ واحدٍ حسب عمله. الحقَّ أقول لكم إن من القيام ههنا قوم لا يذوقون الموت حتَّى يروا ابن الإنسان آتياً في مجد أبيه ". ( والمجد للـه دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 37 : 39-40 ) خلاصُ الصدِّيقينَ مِنْ قِبل الربِّ. وهو ناصِرهُم في زمانِ الضيقِ. يُعينُهُم الربَّ ويُنَجيَّهُم. ويُخلِّصُهُم لأنهُم تَوكَّلوا عليهِ. هللويا. إنجيل باكر من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 13 : 9 ـ 13 ) فانظُروا إلى نفوسِكُم، لأنَّهُم سيسلِّمونكُم إلى مجالسَ وسيَضربونكُم في المحافِل وتُوقفُونَ أمامَ ولاةٍ وملوكٍ مِن أجْلي شهادةً لهُم ولجميع الأُمَم. ويَنبَغي أوَّلاً أنْ يُكرزَ بالإنجيلِ. فإذا قدَّموكُم ليُسلِّموكُم فلا تَهتمُّوا مِن قَبْلُ بِما تتكلَّمونَ به، لأنَّكُم تُعطونَ في تِلكَ السَّاعـةِ ما تتكلَّمـونَ به، لأنَّ لستُم أنتُم المُتكلِّمينَ بَل الرُّوحُ القُدسُ. وسيسلِّم الأخُ أخاهُ إلى الموتِ والأبُ يُسلِّم ابنهُ، ويقومُ الأولادُ على آبائِهم ويقتلونَهُم. وتَكونونَ مُبغَضِينَ مِن الجميع مِنْ أجْلِ اسمي، والَّذى يَصبرُ إلى المُنتهَى فهَذا يَخلُصُ. ( والمجد للـه دائماً )
القـداس البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس ( 10 : 1 ـ 18 ) أنا نفسي بولس أطلُبُ إليكم بوَداعَةِ المسيح وحِلمِهِ، كما أنِّي ذليلٌ بينكم وأمامـكُمْ، ولكـن فيمـا أنا خـارج عنكـم فمتجاســرٌ عَليكُمْ. وأطلـب أن أكـون متجاسراً ولست عندكم بالثِّقة التي بها أظنّ أنِّي سأتجاسر على قوم الذين يحسبوننا كأنَّنا نسلك حسب الجسد. لأنَّنا وإن كُنَّا نسلك حسب الجسد، لا نُحارِب حسب الجسد. إذ أسلحة مُحارَبتنا ليست جسديَّة، بل هى قوات الله تهدم الحصون. وتهدم الآراء وكل عُلو يرتَفع ضِدَّ معرفة الله، ونسبي كلَّ فكر إلى طاعة المسيح، ومستعدِّينَ لأنْ ننتقم على كلِّ عصيان مَتَى كَمِلَتْ طاعتُكُم.أَتنظرونَ إلى ما هو قُدَّامكم؟ إن كان أحدٌ يثق من نفسه بأنَّه للمسيح، فليفتكر في نفسه أيضاً: أنَّه كما هو للمسيح، كذلك نحن أيضاً! فإنِّى وإن افتخرتُ شيئاً أكثر بالسُّلطان الذي أعطاه لي الربُّ فهو للبنيان وليس لهدمِكُم، لا أُخجَلُ. لئلاَّ أَظهر كواحد يُخيفكُم بالرَّسائِل. لأنَّه يقول: " الرَّسائل ثقيلةٌ وقويَّةٌ، وحضور الجسد فضعيفٌ، والكلام مرذولٌ ". مِثل هذا فليَحسِب هذا: أنَّنا كما نحن في الكلام بالرَّسائل ونحنُ غائبونَ عنكم، هكذا نكون أيضاً بالفِعل ونحن حاضِرون عندكُم. لأنَّنا لا نتجاسر أن نُشَبِّه أنفسنا أو نُقايس ذواتنا بقوم يمدحون أنفسهم وحدهم، بل إذ هم يقيسونَ أنفسهم على أنفسهم، ويُقابلون أنفسهم بأنفسهم وهُم لا يفهمون. ولكن نحنُ لا نفتخر إلى ما لا يُقاس، بل حسب قياس القانون الذي رسمه لنا الله، للبلوغ إليه وإليكم بقياس. لأنَّنا لا نمدِّدُ أنفسنا كأنَّنا لا نَبْلُغُ إليكم. إذ قد وصلنا إليكم أيضاً في إنجيل المسيح. غير مُفتخرينَ إلى ما لا يُقاس في أتعاب آخرين، بل لنا رجاء ـ إذا نما إيمانكم ـ ليتعظَّم فيكم مثل قانوننا بزيادةٍ، لنُبشِّركُم بما هو أعظم من ذلك. لا لِنفتخر بالأمور المُعدَّة في قانون غريب. وأمَّا مَن يفتخر فليفتخر بالربِّ. لأنَّه ليسَ مَن يمدح نفسه وحده هو المُختار، بل من يمدحهُ الربُّ. ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى ( 4 : 1 ـ 11 ) فإذ قد تألَّم المسيح بالجسد عنَّا، تسلَّحوا أنتُم أيضاً بهذا المثال. فإنَّ مَن تألَّم بالجسد، كُفَّ عن الخطيَّة، لكي لا يعيش أيضاً الزَّمان الباقي في الجسد، لشهوات النَّاس، بل لإرادة الله. لأنَّه يكفيكم الزَّمان الذي مَضى إذ كنتم تصنعون فيه إرادة الأُمَم، وتسلكون في النجاسات والشَّهوات، وإدمان المُسكرات المتنوعة، والخلاعة، والدنس، وعبادة الأوثان المرذولة، الأمر الذي فيه يستغربونَ أنَّكُم لستُم تركضون معهم إلى فيض عدم الصَّحة عينها، مُجدِّفينَ. الذين سوف يُعطون جواباً للذي هو على استعدادٍ أن يُدين الأحياء والأموات. فإنَّه لأجل هذا بُشِّرَ الموتى أيضاً، لكي يُدانوا حسب النَّاس بالجسد، ولكن ليَحيَوا حسب الله بالرُّوح.وإنَّما نهاية كلِّ شيءٍ قد اقتربت، فتعقَّلوا إذاً واسهروا في الصَّلوات. ولكن قبل كلِّ شيءٍ، فلتكن المحبَّة دائمةً فيكُم بعضكُم لبعضٍ، لأنَّ المحبَّة تستُر كثرةً من الخطايا. كونوا مُحبِّين ضيافة الغُرباء بعضكم لبعضٍ بلا تذمُّر. وليخدم كلُّ واحدٍ الآخرين بما نال من المواهب بعضكم بعضاً، كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوِّعة. مَن يتكلَّم فكأقوال الله. ومَن يخدم فكأنَّه من قوَّةٍ يُهيئها الله، لكي يتمجَّد الله في كلِّ شيءٍ بيسوع المسيح، الذي له المجد والسُّلطان إلى أبدِ الآبدينَ. آمين. ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 12 : 25 ، 13 : 1 ـ 12 ) ورجع برنابا وشاول من أورشليم بعدما كمَّلا الخدمة، وأخذا معهما يوحنَّا أيضاً المُلقَّب مرقس.وكان في كنيسة أنطاكية أنبياء ومعلِّمون: برنابا، وسمعان الذي يُدعَى نيجر، ولوقيوس القيروانيُّ، ومناين الذي تربَّى مع هيرودس رئيس الرُّبع، وشاول. وبينما هم يخدمون الربَّ ويصومون، قال الرُّوح القدس: " افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي قد دعوتهما إليه ". حينئذٍ صاموا وصلُّوا ووضعوا عليهما الأيادي ثُمَّ أطلقوهما.فهذان إذ أُرسِلا من الرُّوح القدس انحدرا إلى سلوكية، ومن هناك سافرا في البحر إلى قبرس. ولمَّا وصلا إلى سلامينا ناديا بكلمة الله في مجامع اليهود. وكانا معهما يوحنَّا خادماً. ولمَّا اجتازا الجزيرة كلها إلى بافوس، وجدا رجلاً سـاحراً نبيَّاً كـذَّاباً يهوديَّــاً اســمه باريشوع، هذا كان مع الوالي سرجيوس بولـس، وهو رجلٌ فهيمٌ. فهذا دعا برنابا وشاول والتمس أن يسمع كلمة الله. فقاوَمهما عليمٌ السَّاحر، لأن هكذا يُترجَم اسمه، طالباً أن يُفسِد الوالي عن الإيمان.وأمَّا شاول، الذي هو بولس أيضاً، فامتلأ من الرُّوح القدس وقال: " أيُّها المُمتلئُ من كـلِّ غشٍّ وكـلِّ خبثٍ! يا ابن إبليـس! يا عـدوَّ كلِّ برٍّ! ألاَّ تـزال تُفسِد سُبل الربِّ المُستقيمة؟ فالآن هوذا يد الربِّ تأتي عليكَ، فتكون أعمى لا تُبصر الشَّمس إلى حينٍ ". ففي الحال وقع عليه ضبابٌ وظلمةٌ، وكان يَدورُ مُلتمِساً مَن يقوده بيده. فالوالي حينئذٍ لمَّا رأى، آمن وتعجب مِن تعليم الربِّ. ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. ) السنكسار اليوم الحادي والعشرون من شهر أبيب المبارك 1. تذكار السيدة العذراء مريم. 2. نياحة سوسينيوس الخصى 1 ـ في هذا اليوم تذكار السيدة العذراء مريم والدة مُخلِّص العالم والملجأ العظيم والكنز الذي لا يفنى. شفاعتها تكون معنا. آمين. 2 ـ وفي مثل هذا اليوم تنيح القديس سوسينيوس الخصي أحد رجال قصر الملك ثاؤدوسيوس الكبير. وكان كثير الرحمة مملوءاً نعمة وحكمة. ولمَّا اجتمع المجمع المسكوني الثالث بأفسس لمحاكمة نسطور. كان هذا القديس في خدمة القديس كيرلس الكبير، وباقي أعضاء المجمع المقدس من قِبل الملك ثاؤدوسيوس. واتفق أنه مرض، فصلَّى القديس كيرلس من أجله إلى اللـه فنهض من مرضه مُعافى وفرَّق كل ماله على الفقراء والمساكين. ثم تنيح بعد ذلك بسلام . فصلَّى عليه القديس كيرلس، ورتَّب تذكاراً له يُعمل في مثل هذا اليوم من كل سنة. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.
مزمور القداس من مزامير أبينا داود النبي (97 : 11-12) نُورٌ أشرق للصدِّيقينَ. وفرحٌ للمُستقيمينَ بقلبهِم. افرحوا أيُّها الصِّدِّيقونَ بالربِّ. واعترفوا لذِكر قُدسِهِ. هللويا. إنجيل القداس من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 11 : 53 ـ 12 : 1 ـ 12 ) وفيمَا هو يقول هذا ابتدأَ الكتبةُ والفرِّيسيُّونَ يَنظرونَ رَدِياً، ويكلِّمونهُ في أمورٍ كثيرةٍ، ويَمكُرونَ لِيَصطادوهُ بكلمةٍ مِن فمهِ. وفى أثناءَ ذلِكَ إذ اجتمعَ رَبَواتٌ كثيرةٌ، حتَّى داسَ بعضُهُم بعضاً، ابتدأَ يسوعُ يقولُ لتلاميذِهِ: " أولاً تَحرَّزوا لأنفسِكُم مِن خميرِ الفرِّيسيِّينَ الذي هو رياؤهُم، فليسَ شئٌ مكتومٌ إلاَّ وسيظهَرُ، ولا خفيٌ إلاَّ وسيُعلَمُ. والَّذى تقولونهُ في الظُّلمةِ سيُسمعُ في النُّورِ، وما قلتموهُ في الأذنِ في المَخادع يُنادَى به على السُّطوح. ولكنْ أقولُ لكُم يا أصدقائي: لا تخَافُوا مِنَ الَّذينَ يَقتلُونَ جَسَدَكُم، وبعد ذلِكَ ليسَ لهُم أنْ يَفعلوا شيئاً أكثرَ. بَـل أُعلِمكُم مِمَّنْ تخافُونَ: خَافُوا مِنَ الذي بعدما يَقتُلُ، لهُ سلطانٌ أنْ يُلِقِيَ في جَهنَّمَ. نَعَم أقولُ لكُم: مِنْ هَذا خَافُوا. أَلَيسَتْ خَمسَةُ عصافيرَ تُباعُ بِفَلْسَيْنِ، وواحدٌ مِنها لا يُنسَى قُدَّام اللهِ؟ بَل شُعورُ رؤوسِكُم أيضاً جميعُها مُحصاةٌ. فلا تَخافُوا الآنَ. أنتُم أفضَلُ مِنْ عَصافيرَ كثيرةٍ. وأقولُ لكُم: إنَّ كُلَّ مَنْ يَعترفُ بي قُدَّامَ النَّاسِ، يَعترفُ بهِ ابنُ الإنسانِ أيضاً قُدَّامَ مَلائِكةِ اللهِ. ومَنْ أَنكَرَني قُدَّامَ النَّاسِ، يُنكَرُ قُدَّامَ مَلائِكةِ اللهِ. وكُلُّ مَنْ يقول كلمةً على ابنِ الإنسانِ يُغفَرُ لهُ، وأمَّا مَنْ يُجدِّف على الرُّوح القُدسِ فلن يُغفَرُ لهُ. ومَتَى قدَّمُوكُم إلى المجامِع والرُّؤساءِ والسَّلاطِينِ فلا تَهتمُّوا كيفَ أو بِمَا تُجِيبونَ أو بِمَا تَقولونَ، لأنَّ الرُّوحَ القُدُسَ يُعلِّمُكُم في تِلكَ السَّاعةِ مَا يَجِبُ أنْ تَقولوهُ. ( والمجد للـه دائماً ) +++
07-28-2015, 08:23 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 3-2-2008
طاقات وطباع وغرائز
من طاقات الإنسان: العقل والروح والنَّفس والضمير والإرادة والحواس. وهى تختلف من شخص إلى آخر. بالإضافة إلى ما يمنحه اللَّه من مواهب لكل فرد على حدةٍ. وهذه الطاقات والمواهب قابلة للنمو. أو على الأقل نكتشف قدراتها بالزمن والاحتياج.
العقل مثلًا: نحن لم نكتشف بعد كل قدراته. هل كانت الأجيال السابقة تصدق أنه يمكن للعقل البشري أن يخترع سفن الفضاء التي توصل الإنسان إلى القمر فيمشي على سطحه؟! كما يخترع أقمارًا صناعية تجول حول العالم، تجمع أخبارًا وترسل صورًا!! ومَن كان يتصوَّر أنه كان يمكن للعقل أن يُقدِّم للبشرية كل الاختراعات الحالية في مجال الطب والهندسة وسائر العلوم؟! مثل الكومبيوتر والـ mobile phone، وإمكانية عمل جراحة للجنين في بطن أمه؟! وما زلنا نرى نموًا واضحًا لطاقات العقل تظهر عمليًا...
وروح الإنسان أيضًا لها طاقات عجيبة لم يدركها كل الناس. فهم لم يكتشفوها لأنهم لم يستخدموها، ولم يدخلوا في التداريب التي تنشط الروح وتفسح لها مجال انطلاقها الطبيعي. وإننا عندما نقرأ عن التداريب الروحية التي تجريها جماعات من الهندوس واليوجا، وما وصلوا إليه من نتائج، نرى عجبًا..! إنها ليست معجزات ولا قدرات غير طبيعية. بل هي الطاقة الطبيعية للروح، يكتشفها مَن يحيا بالروح، ومَن يستخدم الروح ويهتم بها...
هناك أيضًا طاقات للحواس لم نستخدمها كلها. وذلك لعدم شعورنا بالاحتياج إليها. فهي طاقات تظل كامنة إلى أن تظهر حينما تفقد حاسة مُعيَّنة، فنستعيض عنها بتنشيط حواس أخرى بديلة.
فإنسان مثلًا فقد بصره، ويحاول أن يستعيض عنه بالسمع وباللمس ورُبَّما بالشَّم أيضًا، فتقوى كل هذه الحواس، ويكتشف قدرات لها لم تكن متاحة له من قبل. ولكنها ظهرت لأنه أخذ يُدرِّب هذه الحواس تدريبًا دقيقًا لتكون له أبوابًا للمعرفة بدلًا من النظر الذي فقده. ولم تكن هكذا من قبل، بل كانت كامنة غير ظاهرة في حالة عدم استخدامها... كما نلاحظ أيضًا أن الذي فقد بصره، تقوى ذاكرته، لأنه يستخدمها أكثر من ذي قبل، إذ أن القراءة لم تعد متاحة له. وحتى هذه القراءة نراه يستعيض عنها بطريقة برايل، بتقوية حاسة اللمس.
إنَّ الإنسان الكامل: في كمال عقله، وكمال روحه، وكمال حواسه كلها، لم يُوجد بعد في أي إنسان عادي... وطاقات كل شخص كما تحتاج إلى تداريب لتنمية قدراتها، تحتاج إلى تداريب أخرى حتى لا تضعف بعدم الاستخدام.
علينا مثلًا أن نُنمِّي العقل والذاكرة وملكات التفكير التي لنا. وننمي قدراتنا على التفكير السليم والاستنتاج وحل المشاكل. فالمسائل الرياضية والتمارين الهندسية التي كنا ندرسها في المدارس، لم تكن لمُجرَّد العلم أو للتخصُّص في الرياضيات، إنما كانت لها فائدة أخرى في تدريب العقل على التفكير.
مَثَل آخر لهذا التدريب، هو اثنان يلعبان الشطرنج وكل منهما صامت يُفكِّر: ما هي الخطوة التي سيلعبها زميله، وكيف يرد عليها؟ وماذا سيكون رد زميله على رده؟ وكيف يتصرَّف وقتذاك؟ وكيف يمكنه أن يُعرقل خططه؟ وكيف تكون له هو خطط غير مكشوفة توصّله إلى النتيجة المطلوبة ولو بعد مراحل؟ إنه أيضًا تدريب على الذكاء، وليس مُجرَّد لعبة شطرنج للتسلية وقضاء الوقت...
وما أكثر تداريب الذكاء وتنمية التفكير: الألغاز أيضًا وحلّها والمسابقات، كلها تداريب على التفكير. كذلك يمكنك أن تُنمِّي موهبة التفكير في محيط أسرتك وسط أولادك. وعلّمهم أن يواجهوا أيَّة مشكلة بالتفكير وفي غير اضطراب. وفي الحياة العملية توجد تداريب على الحكمة وحُسن التَّصرُّف، أو تنمية الفكر عن طريق المشورة والانتفاع بخبرات الآخرين.
الضمير أيضًا يحتاج إلى تنمية. ذلك لأنه يوجد ثلاثة أنواع من الضمائر. منها الضمير الواسع الذي يتساهل مع كثير من الأخطاء، ويُسمِّيها الأخطاء الصغيرة أو البسيطة، فيُمرِّرها ويُبرِّرها!! وهناك الضمير الضيق الذي يظن الخطأ حيث لا يوجد خطأ، أو أنه يضخِّم من قيمة بعض الأخطاء. أمَّا أنت فليكن لك الضمير الصالح، الذي يتميَّز بالفهم السليم، ويعرف كيف يُميِّز بين الخير والشر، وبين ما يجوز وما يليق. ويزن الأمور بميزان دقيق، بلا إفراط ولا تفريط.
ويأتي هذا بالتعلم على ثقاة من المتعمقين في علوم الدين والاجتماع والأخلاق، وداوم التأمل بعمق في كلام اللَّه وفي سِيَر الناس الأبرار المشهود لهم، وكذلك بالتأثُّر بالقدوة الصالحة.
معارف الإنسان أيضًا تحتاج إلى تنمية، غير النمو الطبيعي في المعرفة خلال مراحل العمر. والذي يهتم بنموه في المعرفة يصير مُثقَّفًا ويستطيع أن يكون عضوًا نافعًا في المجتمع. والمعرفة تُغذِّي عقله، وتُغذِّي ضميره، وتقوِّم طباعه، وتدفعه إلى السلوك الصالح. كما أنَّ المعرفة تساعده في طريق الحكمة وحُسن التَّصرُّف، والنجاح في التعامل مع الناس. وإذ نما في المعرفة وفي الخبرة، قد يصل إلى القدرة على الإرشاد وقيادة الغير...
إنَّ حياة الإنسان بكل طاقاتها وزنة سلَّمه اللَّه إيَّاها لكي يعتني بها. لذلك يلزمه أن يُنمِّي شخصيته بصفة عامة لتتحوَّل إلى شخصية قوية سوية، سواء في العقل أو الضمير أو المعرفة أو السلوك، أو النفسية السوية، والحكمة في الحكم على سائر الأمور.
فلا تترك شخصيتك إذن، دون ضابط ودون اهتمام ودون نمو...
الجسد أيضًا طاقة وهبها اللَّه للإنسان، فهو الجهاز التنفيذي لكل القرارات التي تصدر عن العقل أو الروح أو الإرادة أو الضمير...
وما أسهل أن تؤثِّر أمراض الجسد على النَّفس، فتجلب لها ألوانًا من الألم أو الحزن أو الضيق أو التَّذمُّر. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وبعض الناس قد يصلون إلى درجات من الانهيار النفسي بسبب أمراض أجسادهم، أو يصابون بالكآبة والقلق والحيرة بسبب ما تتعرَّض له صحة الجسد من اضطرابات...
كذلك شهوات الجسد تؤثِّر على الضمير وعلى الإرادة، وتحاول أن تستخدم طاقات العقل لتحقيق أغراضها. كما أنَّ شهوة الجسد قد تستأثر الفكر تمامًا، فلا يدور إلاَّ في فلكها. وإذا سيطرت فإنها تضعف الروح وتبطل صلتها باللَّه.
لهذا كله ينبغي حفظ التوازن بين طاقات الإنسان فتتعاون معًا وتتكامل. ولا يصح أن يوجد تناقض أو تنافس بين الطاقات يؤدِّي إلى صراع داخلي وانقسام في الشخصية. كما قال أحدهم: "كنت أصارع نفسي وأجاهد، وكأنني اثنان في واحد. هذا يدفعني، وذاك يمنعني"!! نعم ما أسهل أن تتصارع الطاقات: فالجسد يشتهي ضد الروح. والروح ضد الجسد. أو النفس ضد الضمير. أو العقل ضد الإرادة..!
بينما الإنسان السليم السَّوي لا يوجد فيه مثل هذا الصراع. ولا تحاول إحدى طاقاته أن تُسيطر على باقي الطاقات أو بعضها.
أخيرًا: ألا ترى معي يا قارئي العزيز أن موضوعنا هذا يحتاج إلى تكملة، لنتحدَّث عن الطباع والغرائز والمواهب. فإلى لقاء... +++
07-28-2015, 08:23 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 3-2-2008
طاقات وطباع وغرائز
من طاقات الإنسان: العقل والروح والنَّفس والضمير والإرادة والحواس. وهى تختلف من شخص إلى آخر. بالإضافة إلى ما يمنحه اللَّه من مواهب لكل فرد على حدةٍ. وهذه الطاقات والمواهب قابلة للنمو. أو على الأقل نكتشف قدراتها بالزمن والاحتياج.
العقل مثلًا: نحن لم نكتشف بعد كل قدراته. هل كانت الأجيال السابقة تصدق أنه يمكن للعقل البشري أن يخترع سفن الفضاء التي توصل الإنسان إلى القمر فيمشي على سطحه؟! كما يخترع أقمارًا صناعية تجول حول العالم، تجمع أخبارًا وترسل صورًا!! ومَن كان يتصوَّر أنه كان يمكن للعقل أن يُقدِّم للبشرية كل الاختراعات الحالية في مجال الطب والهندسة وسائر العلوم؟! مثل الكومبيوتر والـ mobile phone، وإمكانية عمل جراحة للجنين في بطن أمه؟! وما زلنا نرى نموًا واضحًا لطاقات العقل تظهر عمليًا...
وروح الإنسان أيضًا لها طاقات عجيبة لم يدركها كل الناس. فهم لم يكتشفوها لأنهم لم يستخدموها، ولم يدخلوا في التداريب التي تنشط الروح وتفسح لها مجال انطلاقها الطبيعي. وإننا عندما نقرأ عن التداريب الروحية التي تجريها جماعات من الهندوس واليوجا، وما وصلوا إليه من نتائج، نرى عجبًا..! إنها ليست معجزات ولا قدرات غير طبيعية. بل هي الطاقة الطبيعية للروح، يكتشفها مَن يحيا بالروح، ومَن يستخدم الروح ويهتم بها...
هناك أيضًا طاقات للحواس لم نستخدمها كلها. وذلك لعدم شعورنا بالاحتياج إليها. فهي طاقات تظل كامنة إلى أن تظهر حينما تفقد حاسة مُعيَّنة، فنستعيض عنها بتنشيط حواس أخرى بديلة.
فإنسان مثلًا فقد بصره، ويحاول أن يستعيض عنه بالسمع وباللمس ورُبَّما بالشَّم أيضًا، فتقوى كل هذه الحواس، ويكتشف قدرات لها لم تكن متاحة له من قبل. ولكنها ظهرت لأنه أخذ يُدرِّب هذه الحواس تدريبًا دقيقًا لتكون له أبوابًا للمعرفة بدلًا من النظر الذي فقده. ولم تكن هكذا من قبل، بل كانت كامنة غير ظاهرة في حالة عدم استخدامها... كما نلاحظ أيضًا أن الذي فقد بصره، تقوى ذاكرته، لأنه يستخدمها أكثر من ذي قبل، إذ أن القراءة لم تعد متاحة له. وحتى هذه القراءة نراه يستعيض عنها بطريقة برايل، بتقوية حاسة اللمس.
إنَّ الإنسان الكامل: في كمال عقله، وكمال روحه، وكمال حواسه كلها، لم يُوجد بعد في أي إنسان عادي... وطاقات كل شخص كما تحتاج إلى تداريب لتنمية قدراتها، تحتاج إلى تداريب أخرى حتى لا تضعف بعدم الاستخدام.
علينا مثلًا أن نُنمِّي العقل والذاكرة وملكات التفكير التي لنا. وننمي قدراتنا على التفكير السليم والاستنتاج وحل المشاكل. فالمسائل الرياضية والتمارين الهندسية التي كنا ندرسها في المدارس، لم تكن لمُجرَّد العلم أو للتخصُّص في الرياضيات، إنما كانت لها فائدة أخرى في تدريب العقل على التفكير.
مَثَل آخر لهذا التدريب، هو اثنان يلعبان الشطرنج وكل منهما صامت يُفكِّر: ما هي الخطوة التي سيلعبها زميله، وكيف يرد عليها؟ وماذا سيكون رد زميله على رده؟ وكيف يتصرَّف وقتذاك؟ وكيف يمكنه أن يُعرقل خططه؟ وكيف تكون له هو خطط غير مكشوفة توصّله إلى النتيجة المطلوبة ولو بعد مراحل؟ إنه أيضًا تدريب على الذكاء، وليس مُجرَّد لعبة شطرنج للتسلية وقضاء الوقت...
وما أكثر تداريب الذكاء وتنمية التفكير: الألغاز أيضًا وحلّها والمسابقات، كلها تداريب على التفكير. كذلك يمكنك أن تُنمِّي موهبة التفكير في محيط أسرتك وسط أولادك. وعلّمهم أن يواجهوا أيَّة مشكلة بالتفكير وفي غير اضطراب. وفي الحياة العملية توجد تداريب على الحكمة وحُسن التَّصرُّف، أو تنمية الفكر عن طريق المشورة والانتفاع بخبرات الآخرين.
الضمير أيضًا يحتاج إلى تنمية. ذلك لأنه يوجد ثلاثة أنواع من الضمائر. منها الضمير الواسع الذي يتساهل مع كثير من الأخطاء، ويُسمِّيها الأخطاء الصغيرة أو البسيطة، فيُمرِّرها ويُبرِّرها!! وهناك الضمير الضيق الذي يظن الخطأ حيث لا يوجد خطأ، أو أنه يضخِّم من قيمة بعض الأخطاء. أمَّا أنت فليكن لك الضمير الصالح، الذي يتميَّز بالفهم السليم، ويعرف كيف يُميِّز بين الخير والشر، وبين ما يجوز وما يليق. ويزن الأمور بميزان دقيق، بلا إفراط ولا تفريط.
ويأتي هذا بالتعلم على ثقاة من المتعمقين في علوم الدين والاجتماع والأخلاق، وداوم التأمل بعمق في كلام اللَّه وفي سِيَر الناس الأبرار المشهود لهم، وكذلك بالتأثُّر بالقدوة الصالحة.
معارف الإنسان أيضًا تحتاج إلى تنمية، غير النمو الطبيعي في المعرفة خلال مراحل العمر. والذي يهتم بنموه في المعرفة يصير مُثقَّفًا ويستطيع أن يكون عضوًا نافعًا في المجتمع. والمعرفة تُغذِّي عقله، وتُغذِّي ضميره، وتقوِّم طباعه، وتدفعه إلى السلوك الصالح. كما أنَّ المعرفة تساعده في طريق الحكمة وحُسن التَّصرُّف، والنجاح في التعامل مع الناس. وإذ نما في المعرفة وفي الخبرة، قد يصل إلى القدرة على الإرشاد وقيادة الغير...
إنَّ حياة الإنسان بكل طاقاتها وزنة سلَّمه اللَّه إيَّاها لكي يعتني بها. لذلك يلزمه أن يُنمِّي شخصيته بصفة عامة لتتحوَّل إلى شخصية قوية سوية، سواء في العقل أو الضمير أو المعرفة أو السلوك، أو النفسية السوية، والحكمة في الحكم على سائر الأمور.
فلا تترك شخصيتك إذن، دون ضابط ودون اهتمام ودون نمو...
الجسد أيضًا طاقة وهبها اللَّه للإنسان، فهو الجهاز التنفيذي لكل القرارات التي تصدر عن العقل أو الروح أو الإرادة أو الضمير...
وما أسهل أن تؤثِّر أمراض الجسد على النَّفس، فتجلب لها ألوانًا من الألم أو الحزن أو الضيق أو التَّذمُّر. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وبعض الناس قد يصلون إلى درجات من الانهيار النفسي بسبب أمراض أجسادهم، أو يصابون بالكآبة والقلق والحيرة بسبب ما تتعرَّض له صحة الجسد من اضطرابات...
كذلك شهوات الجسد تؤثِّر على الضمير وعلى الإرادة، وتحاول أن تستخدم طاقات العقل لتحقيق أغراضها. كما أنَّ شهوة الجسد قد تستأثر الفكر تمامًا، فلا يدور إلاَّ في فلكها. وإذا سيطرت فإنها تضعف الروح وتبطل صلتها باللَّه.
لهذا كله ينبغي حفظ التوازن بين طاقات الإنسان فتتعاون معًا وتتكامل. ولا يصح أن يوجد تناقض أو تنافس بين الطاقات يؤدِّي إلى صراع داخلي وانقسام في الشخصية. كما قال أحدهم: "كنت أصارع نفسي وأجاهد، وكأنني اثنان في واحد. هذا يدفعني، وذاك يمنعني"!! نعم ما أسهل أن تتصارع الطاقات: فالجسد يشتهي ضد الروح. والروح ضد الجسد. أو النفس ضد الضمير. أو العقل ضد الإرادة..!
بينما الإنسان السليم السَّوي لا يوجد فيه مثل هذا الصراع. ولا تحاول إحدى طاقاته أن تُسيطر على باقي الطاقات أو بعضها.
أخيرًا: ألا ترى معي يا قارئي العزيز أن موضوعنا هذا يحتاج إلى تكملة، لنتحدَّث عن الطباع والغرائز والمواهب. فإلى لقاء... +++
08-06-2015, 04:42 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاربعاء ) 5 أغسطس 2015 29 ابيب 1731 عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي ( 68 : 11 ، 35 ) الربُّ يُعطي كلمةً للمُبشرين، بقوةٍ عظيمةٍ. عجيبٌ هو اللـهُ في قديسيه. إله إسرائيل هو يُعطي قوةً وعِزّاً لشعبهِ. هللويا. إنجيل عشية من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 3 : 7 ـ 21 ) فانطلقَ يسوعُ مع تلاميذهِ إلى عبر البحر، وتبعهُ جمعٌ كثيرٌ من الجليلِ ومن اليهوديَّةِ. ومن أورشليمَ ومن أدوميَّة ومن عبر الأردُنِّ. وجمعٌ كثيرٌ من صور وصيدا، وسمعوا بما صنع فأتوا إليه. فقال لتلاميذهِ أنْ تُلازمهُ سفينةٌ لسببِ الجمع، كي لا يَزحموهُ، لأنَّهُ كان أبرأ كثيرينَ، حتَّى وقع عليه ليلمسهُ كلُّ مَن فيه داءٌ. والأرواحُ النَّجِسةُ حينما نظرتهُ خَرَّت قدَّامه وصرخت قائلةً: " إنَّكَ أنتَ هو ابن اللـهِ! ". ونهاهُمْ كثيراً كي لا يُظهِروه.ثُمَّ صَعِدَ إلى الجبل ودَعـا الذينَ أرادهم فذهـبوا إليه. فانتخب اثنـي عشـر وسماهم رُسلاً ليمكثوا معه، وليرسلهُمْ ليكرزوا، ولكي يكون لهم سلطانٌ على شفاء الأمراض وإخراج الشَّياطين. وجعل لسمعان اسم بطرس. ويعقوب بن زبدي ويوحنَّا أخا يعقوب، وسمَّاهُما بوانرجس الذي تفسيره ابني الرَّعد. وأندراوس، وفيلُبُّس، وبرثولماوس، ومتَّى، وتوما، ويعقوب بن حلفى، وتدَّاوس، وسمعان القانويَّ، ويهوذا الإسخريوطيَّ الذي أسلَمَهُ. ثمَّ دخلوا في بيتٍ.فاجتمع أيضاً جمعٌ حتَّى لم يقدروا ولا على أكل خبزٍ. ولمَّا سمع أقرباؤه خرجوا ليمسكوه، لأنَّهم كانوا يقولون: " إنَّه مُختَلٌّ ". ( والمجد للـه دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 145 : 12،10 ) وقدِّيسوكَ يُباركونكَ. ومجد مُلكِكَ يَصِفون. وبقوَّتِكَ يَنطقون. ليُظهروا لبني البشر قُدرتكَ. هللويا. إنجيل باكر من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 6 : 12 ـ 23 ) وفي تلك الأيَّام خرج إلى الجبل ليُصلِّي. وكان ساهراً في الصلوة لله. ولمَّا كان النَّهار دَعا تلاميذه، واختار منهم اثني عشر، الذينَ سمَّاهُم " رُسلاً ". سـمعـان الـذي يـُدعَـى بـطـرس وأنـدراوس أخـاه. يعـقـوب ويوحنـَّا. فيلـبُّس وبرثولماوس. متَّى وتوما. ويعقوب بن حلفا وسمعان الذي يُدعَى الغيُور. ويهوذا الذي ليعقوب، ويهوذا الإسخريوطيِّ الذي صار مُسلِّماً.ونزل معهُم ووقفَ في مَوضع خلاء، مع جمعٌ مِن تلاميذه، وجمهورٌ كثيرٌ مِن الشَّعب، مِن جميع اليهوديَّة وأورشليم وساحل صور وصيدا، الذينَ جاءوا ليسمعوا منهُ ويشفيهم مِن أمراضهم، والمعذَّبونَ مِن الأرواح النَّجسه. كان يشفيهم. وكان كل الجمع يطلب أن يلمسه. لأنَّ قوَّةً كانت تخرُج منه وتشفي الجميع. ورفعَ عينيه إلى تلاميذه وقال لهم: " طوباكم أيُّها المساكين بالروح، لأنَّ لكُم ملكوت الله. طوباكم أيُّها الجياع الآن، لأنَّكم تشبعون. طوباكم أيُّها الباكون الآن، لأنَّكم ستضحكون. طوباكم إذا أبغضكُم النَّاس، وأفرزوكُم وعيَّروكم، وأخرجوا اسمكُم كشرِّيرٍ مِن أجل ابن الإنسان. افرحوا في ذلك اليوم وتهلَّلوا، فهوذا أجركُم عظيمٌ في السَّماء. لأنَّ آباءهُم هكذا كانوا يفعلون بالأنبياء. ( والمجد للـه دائماً )
القـداس البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية ( 10 : 4 ـ 18 ) لأنَّ غاية النَّاموس هي: المسيح للبرِّ لكلِّ مَن يؤمِن به. لأنَّ موسى كتب في البرِّ الذي بالنَّاموس: " إنَّ الإنسان الذي يفعل البرِّ يحيا به ". وأمَّا البرُّ الذي مِن الإيمان فيقول هكذا: " لا تقُل في قلبك مَن يَصعد إلى السَّماء؟ " أي ليُنزِل المسيح، أو " مَن يهبط إلى الهاوية؟ " أي ليُصعِد المسيح مِن بين الأموات لكن ماذا يقول الكتاب؟ " أنَّ الكلِمة قريبةٌ منكَ، وهي في فمكَ وفي قلبكَ " أي كلمة الإيمان التي نُنادي بها لأنَّكَ إن اعترفت بفمكَ أنَّ الربِّ هو يسوع، وآمنت بقلبكَ أنَّ الله قد أقامه من بين الأموات، فأنكَ تخلص.لأنَّ بالقلب يُؤمَنُ به للبرِّ، وبالفم يُعتَرف به للخلاص. لأنَّ الكتاب يقول: " كلُّ مَن يؤمِن به لا يُخزى ". لأنَّه لا فرق بين اليهوديِّ واليونانيِّ، إذ للجميع ربٌّ واحدٌ، غنيٌّ لكل مَن يدعوه. لأنَّ كلَّ مَن يدعو بِاسم الربِّ يخلُص. ولكن كيفَ يَدعون بمَن لم يؤمنوا به؟ وكيف يؤمنون بمن لم يسمَعوا به؟ وكيف يَسمعون بلا كارز؟ وكيف يكرزون إن لم يُرسَـلُوا؟ كما هو مكتوبٌ: " ما أجمل أقدامَ المُبشِّرينَ بالخيرات! " لكن ليس الجميع قد أطاعوا الإنجيل، لأنَّ إشعياءَ يقول: " ياربُّ من آمن بخَبرنا. ولِمَن استُعلِنَتْ ذراع الربِّ؟ " إذاً الإيمان بالسمع، والسمع بكلمة المسيح. لكنَّني أقول: ألعلَّهم لم يسمعوا؟ وكيف ذلك! " وقد خرج صوتهم إلى الأرض كلها وإلى أقاصي المسكونة بلغت أقوالهم ". ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الثانية ( 1 : 12 ـ 21 ) لذلك لا أملُّ أن أُذكِّركُم في كل حينٍ بهذه الأمور، ولو أنَّكم عالمينَ وثابتينَ في الحقِّ الحاضر. ولكنَّني أظُن أنَّه واجب حقٍّ عليَّ أن أُذكِّركُم ـ ما دُمتُ مُقيماً في هذا المسكن ـ أن أنهضكُم بالتَّذكرة، عالماً أنَّ مسكني سينحل سريعاً، كما أعلمنا ربُّنا يسوع المسيح. وأنا أُسرع في كلِّ حينٍ لتتذكروا هذه الأمور من بعد خروجي. لأنَّنا لم نَتْبَعْ خُرافاتٍ فلسفيةٍ، إذ عرَّفناكُم بقوَّة ربِّنا يسوع المسيح وظهوره، بل قد كُنَّا مُعاينين عظمته. لأنَّه أخذ كرامةً ومجداً من الله الآب، وإذ أقبل صوتٌ كهذا من المجد الأسنَى العظيم قائلاً: " هذا هو ابني وحبيبي الذي أنا به سُررتُ ". وقد سمعنا نحن هذا الصَّوت مِن السَّماء، حين كنَّا معه على الجبل المقدَّس. وثابتٌ عندنا كلام الأنبياء، هذا الذي هو نِعِمَّا ما تصنعونه إذا تأمَّلتم إليه، كمثل سراجٍٍ مضيءٍ في موضع مُظلِم، حتَّى يظهر النَّهار، والنُّور يُشرق ويظهر في قلوبكم، وهذا أوَّلاً فاعلموه: أنَّ كل نبوَّات الكُتب ليسَ تأويلُها فيها مِن ذاتها خاصةً. وليست بمشيئة البشر جاءت نبوَّةٌ في زمانٍ، بل تكلَّم أُناسٌ بإرادة الله بالرُّوح القدس. ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 3 : 1 ـ 16 ) وصَعِدَ بطرس ويوحنَّا إلى الهيكل في وقت صلوة السَّاعة التَّاسعة. وكان رجلٌ أعرج مِن بطن أُمِّه. هذا كان يُحمَلُ كل يوم ويضعونه عند باب الهيكل الذي يقال له " الجميل " ليسأل صدقةً مِن الذين يدخلون الهيكل. فهذا لمَّا رأى بطرس ويوحنَّا مزمعين أن يدخلا الهيكل، سألهما يريد أن يأخذ منهما صدقةً. فتفرَّسَ فيه بطرس مع يوحنَّا، وقال: " انظُـر إلينا! " فتفرَّس فيهما مؤمِّلاً أن يأخذ منهما شيئاً. فقال له بطرس: " ليسَ لي فضَّةٌ ولا ذهبٌ، ولكن الذي لي فإيَّاه أُعطيك: بِاسم يسوع المسيح النَّاصريِّ قُمْ وامش". وأمسكه بيده اليُمني وأقامه، ففي الحال تشدَّدت ساقاه وكعباه، فوثبَ ووقف وصارَ يمشي، ودخل معهما إلى الهيكل وهو يمشي ويثب ويُسبِّح الله. وأبصره جميع الشَّعب وهو يمشي ويسبِّح الله. وكانوا يعرفونه أنَّه هـو الذي كان يجلس يسأل صـدقةً على باب الهيكل الجميل، فامتلأوا خوفـاً ودهشةً ممَّا حدث له. وبينما كان ( الرَّجل الأعرج ) مُتمسِّكاً ببطرس ويوحنَّا، تبادر إليهم جميع الشَّعب إلى الرِّواق الذي يقال له " رواق سليمان " وهُم مندهشون. فلمَّا رأى بطرس أجاب الشَّعب: " أيُّها الرِّجال الإسرائيليُّون، لماذا تتعجَّبون مِن هـذا، ولما تشخَصُون إلينا، كأنَّنا بقوَّتنا أو تقوانا صنعنا هذا أن جعلنا هذا يمشي؟ إنَّ إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب، إله آبائنا، مجَّدَ فتاه يسوع، هذا الذي اسلمتُمُوهُ أنتم وأنكرتُمُوهُ أمام بيلاطس، وهو كان حاكماً بإطلاقه. وأمَّا أنتُم فأنكرتم القُدُّوس والبارَّ، وطلبتم أن يُطلَق لكم رجلٌ قاتلٌ. ورئيس الحياة قتلتُمُوهُ، هذا الذي أقامه الله من الأموات، وَنَحنُ شهودٌ لذلك. وبالإيمان بِاسمه، هذا الذي ترونه وتعرفونه، اسمه الذي ثبت والإيمان الذي بواسطتِهِ أعطاه هذه الصِّحَّة أمامكم أجمعين. ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. ) السنكسار اليوم التاسع والعشرون من شهر أبيب المبارك 1. تذكار البشارة والميلاد والقيامة 2. تذكار نقل أعضاء القديس أندراوس الرسول 3. شهادة القديس ورشنوفيوس 1. في هذا اليوم تعيِّد الكنيسة بتذكار البشارة والميلاد والقيامة.نسأل إلهنا وفادينا أن يتفضل فيغفر لنا آثامنا، ويتجاوز عن خطايانا. آمين. 2. فى هذا اليوم تذكار نقل أعضاء القديس أندراوس من سوريا إلى القسطنطينية بأمر الملك البار قسطنطين الكبير الذي بنى له هيكلاً حسناً وكرَّسه في مثل هذا اليوم. " صلاته تكون معنا.آمين. " 3. وفي مثل هذا اليوم أيضاً استشهد القديس ورشنوفيوس كان عالماً تقياً ورعاً. ولمَّا طلبوه للأسقفية، هرب إلى بلدة طحمون . وبات عند أخوين مسيحيين محبين لله. فظهر له ملاك الرب وأمره أن يمضى إلى الوالي ويعترف بالمسيح. ولمَّا استيقظ أعلم الأخوين بما رأى. فاتفقوا معه. وأتوا إلى الوالي، واعترفوا بِاسم المسيح. فعذَّبهم كثيراً. ثم أخذهم معه إلى سنهور حيث عذَّبهم أيضاً، ثم أخذهم إلى صا وجمع جميع المعترفين وقرأ عليهم أمر الملك بعبادة الأوثان فوثب هذا القديس وخطف السجل وقطعه، فغضب الوالي وأمر بطرحه فى أتون النار. وهكذا نال إكليل الشهادة.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.
مزمور القداس من مزامير أبينا داود النبي ( 19 : 1 ، 4 ) السَّموات تُذيع مجد اللـه. الفَلَكُ يُخبرُ بعملِ يديهِ. في كلِّ الأرض خرج منطقُهُم، وإلى أقطار المسكونة بلغت أقوالهم. هللويا. إنجيل القداس من إنجيل معلمنا متى البشير ( 10 : 1 ـ 15 ) ثمَّ دعا تلاميذهُ الاثني عشرَ وأعطاهم سلطاناً على أرواحٍ نجسةٍ حتَّى يُخرجوها ويشفوا كلَّ مرضٍ وكلَّ سقم. وأمَّا أسماء الاثني عشر رسولاً فهيَ هذه: الأوَّلُ سمعانُ الذي يُقالُ له بطرسُ، وأندراوسُ أخوهُ. يعقوبُ بن زبدي، ويوحنَّا أخوه. فيلُبُّسُ، وبرثولماوسُ. توما، ومتَّى العشَّارُ. يعقوبُ بن حلفى، وتدَّاوسُ. سمعان القانويُّ ويهوذا الإسخريوطيُّ الذي أسْلَمَهُ. هؤلاء الاثنا عشرَ أرسلهم يسوعُ وأوصاهم قائلاً: " إلى طريقِ أُممٍ لا تذهبوا وإلى مدينةٍ للسَّامريِّينَ لا تدخلوا. بلْ اذهبوا بالحريِّ إلى خرافِ بيتِ إسرائيلَ الضَّالَّةِ. وفيما أنتم ذاهبون اكرزوا قائلينَ: إنَّه قد اقتربَ ملكوت السَّمواتِ. اشفوا المرضى. أقيموا الموتى. طهِّروا البُرص. أخرجوا الشياطين. مجَّاناً أخذتم مجَّاناً أَعطوا. لا تقتنوا لكم ذهباً ولا فضَّةً ولا نُحاساً في مناطِقِكُم، ولا مزوداً لكم في الطَّريق ولا ثوبين ولا أحذيةً ولا عصاً. لأنَّ الفاعلَ مُستحقٌّ طعامهُ. وأيَّةُ مدينةٍ أو قريةٍ تدخلونها فافحصوا مَن فيها مُستحقٌّ، وأقيموا هناك حتَّى تخرجوا. وحين تدخلونَ البيتَ سلِّموا عليه، فإن كان البيت مُستحقّاً فليأتِ سلامُكم عليه. ولكن إنْ لم يكُن مُستحقّاً فليرجع سلامكم إليكُم. ومَن لا يقبلكم ولا يسمع كلامكم فاخرجوا خارجاً من ذلك البيتِ أو من تلكَ المدينةِ أو القريةِ وانفضوا غُبارَ أرجلكم. الحقَّ أقول لكُم: ستكونُ لأرضِ سدومَ وعمورةَ يومَ الدِّينِ راحةٌ أكثرُ ممَّا لتلكَ المدينةِ. ( والمجد للـه دائماً ) +++
08-07-2015, 04:34 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال الأحد 3-2-2008
كيف نستخدم الطاقات والطباع والغرائز
توجد طاقات للإنسان يبدو بعضها هدامًا، أو يستخدمه الكثيرون استخدامًا سيئًا خاطئًا، بينما كل شيء في طبيعة الإنسان يمكن استخدامه للخير. وسنضرب لذلك بضعة أمثلة.
فالغضب مثلًا طاقة يمكن استخدامها للخير، مهما استخدمها البعض كخطية. فالغضب يُعتبر خطيئة إن أخذ طابعًا جسدانيًا نفسانيًا: إن تحوَّل مثلًا إلى نرفزة، أو توتر في الأعصاب، وثورة وهياج، وعدم انضباط الصوت والملامح والحركات، مع أخطاء اللسان وقسوة الألفاظ والعنف... مع الأخطاء النفسية، من جهة ارتباط الغضب أحيانًا بالغيظ والكراهية، والرغبة في الانتقام للنفس، وثورة الفكر بأسلوب غير روحي. ورُبَّما يصل إلى الإهانات وجرح شعور الآخرين، وإلى الاشتباك بالأيدي...
ومع ذلك فالغضب طاقة يمكن استخدامها للخير. فهناك نوع منه يُسمَّى بالغضب المقدس، مثل غضب موسى النبي لمَّا رأى الشعب قد صنع عجلًا ذهبيًا وعبدوه، ومثل غضب كثير من الأنبياء على الخطاة وتوبيخهم وإنذارهم، مع ملاحظة أن يكون ذلك بغير نرفزة وعصبية. وهكذا نرى أنَّ الغضب وهو طاقة نفسية يمكن تحويله إلى الخير.
ونلاحظ أن يوحنا كاسيان في كتابه (المعاهد) Institutes كتب بابًا عن الغضب، وشرح بطريقة روحانية كيف أن الإنسان يمكنه أن يغضب ولا يخطئ إذا ما غضب على خطاياه ونقائصه وضعفاته وسقطاته. بل أن هذا اللون من الغضب المقدس يقوده إلى التوبة وإصلاح نفسه وعدم الخطأ في المستقبل. وبهذا يكون قد قام بتوجيه الطاقة الغضبية في اتجاه سليم.
لهذا، نحن لا نقف ضد الطاقة الغضبية بل ندعو إلى توجيهها توجيهًا حسنًا، إذ ينتج عن ذلك الحماس والغيرة المقدسة والنخوة والحزم. إن تحطمت هذه الطاقة صار الإنسان خاملًا.
الغضب الحكيم لازم في محيط الأسرة لحسن تربية الأبناء بحزم في غير التدليل الذي يفسدهم، ولكنه حزم مصحوب بحُب. وكذلك يلزم الغضب في مجال الإدارة، حتى تستقيم الأمور ويتخوف المفسدون.
إنَّ الإنسان الروحي لا يمكنه أن يرى الشر ولا تتحرك روحه، وإلاَّ خلت الأرض من المصلحين، على أن يكون ذلك، بحق، وبحكمة وإذا غضب الإنسان لهدف روحي، ينبغي أن تكون وسيلته أيضًا روحية: فلا يشتم، ولا يتعالى ويتكبَّر على غيره، ولا يتجاوز حقوقه.
نقطة أخرى هامة هي العناد: هل هو طاقة أم خطيئة؟ أم هو في الأصل طاقة حوّله البعض إلى خطيئة؟ إنَّ العناد السيئ هو التصميم على الخطأ. حيث يسلك الشخص في طريق خاطئ ويُصمِّم عليه، ويرفض كل تفاهم وكل نصيحة مخلصة بعقل مُغلق أمام كل إصلاح لمساره. حتى لو صدرت النصيحة من صديقٍ وفيّ، أو مرشد موثوق به، أو أب روحي... ومهما كان الحق واضحًا!!
مثل هذا العناد هو تصلُّب في الفكر والإرادة، وغالبًا ما يكون صادرًا عن كبرياء أو عن اعتزاز زائد بالذات وثقة واهمة بالنَّفس.
وهو غير الثبات على الحق. وعلينا في حكمة وإفراز أن نُميِّز بينهما. ولا نخلط بينهما في حكم واحد. ونلاحظ هذا في تربية النشء..
فإن كان العناد أو ما يُسمِّيه البعض عنادًا هو في حقيقته صمودًا وثباتًا في الخير، فلا نمنعه ولا ننهه. ونضرب لذلك أمثلة:
من أمثلة ذلك مَن يقف في صلابة قوية أمام مَن يريدون إزاغته عن دينه، رافضًا كل المحاولات، وكل الإغراءات المقدمة إليه، وهو غير مُقتنع بالمجادلات، لا يتراخى ولا يتساهل، وهو واثق أنه على حق... أيقول عنه مجادلوه إنه عنيد؟! ولكنه ليس عنادًا سيئًا، بل هو ثبات في العقيدة يُمتدح عليه...
نفس الوضع نقوله عن الشهداء ورسوخهم في الإيمان، على الرغم من كل الإغراءات وكل التهديدات، وعلى الرغم مما تعرَّضوا له من سجن ومن نفي، ومن ألوان التعذيب المرعبة. ولكن القلب كان راسخًا لا يتزعزع. رُبَّما مضطهدوهم وصفوهم بالعناد وبصلابة الرأي. ولكنه كان عنادًا مُقدَّسًا وثباتًا على الإيمان.
هناك أيضًا العناد مع النَّفس في الجهاد الروحي: في الصوم، وحفظ العفة، وحفظ الفكر والحواس، وضبط اللسان وضبط الحواس، وفي كل التداريب الروحية، وفي منع النفس عن الخطية كما قال الشاعر:
ابدأ بنفسك فإنها عن غيّها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
في كل هذا يحتاج الإنسان إلى عناد ضد الشيطان والجسد والشر، وإلى عناد ضد الشهوة واللهو. فيجد الشيطان نفسه أمام إنسان قوي ليس سهلًا. يعجم الشيطان عوده فيجده صلبًا. ويحاول الدخول إلى قلبه وإلى فكره، فإذا هو جنة مُغلقة وينبوع مختوم. وإذا بهذا البار يقف أمام كل أنواع الإثم بكل عناد وتصميم، كصخرة جامدة لا تؤثِّر فيها العواصف. هذا العناد ضد الشيطان وحيله، هو عناد مُقدَّس...
هناك في الحياة الاجتماعية أيضًا عناد مسموح به. مثل فتاة ريفية يريد أهلها تزويجها من شاب من أقاربها لا تحبه بل تكرهه، ولا تتصوَّر الحياة معه إطلاقًا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). هذه إن رفضت فمن حقها أن ترفض. وإن ألحّوا عليها وضغطوا فاستمرت في الرفض، هل يصفونها بالعناد؟ إن من حقّها أن تأخذ هذا الموقف العنيد. لأنَّ إرغامها هو سبب لبطلان الزواج.
لذلك إن وجدنا عنادًا، وهادفًا إلى الخير، وصادرًا عن إرادة قوية، فلا يجوز أن نقف أمامه ونتهمه بصلابة الرأي. بل فلتبقَ الإرادة في قوتها وصلابتها وتصميمها. لا نحطمها، وإنما نضمن سلامة مسارها نحو الخير...
نقطة أخرى في موضوع الطاقات وهى المواهب: فلنفرض أن إنسانًا له موهبة في النحت أو الشِّعر أو الموسيقى أو التلحين، أو حتى في التمثيل أو الغناء أو ما أشبه.. هل نكبت عنده هذه الموهبة، في إدعاء أنها ضد الاتجاه الديني، وتبعده عن اللَّه؟!
إنني لست أجد في إحدى هذه المواهب أي خلاف مع الدين. فالخطأ ليس في الموهبة، وإنما في انحرافها. وما أسهل توجيه كل المواهب توجيهًا روحيًا، دون العمل على تحطيمها بِاسم الدين.
فالفن شيء جميل، لا يستغني عنه المجتمع. فإنَّ انحرف الفن، نحارب الانحراف ويبقى الفن الذي لولاه يتحول البلد إلى جمود لا جمال فيه. ونحن نشكر اللَّه أن في بلادنا مجموعة من الفنانين الذين لهم شهرة طيبة وأمجاد في عالم الفن، وإنتاج يفتخر به الوطن وينتشر خارجًا.
والتمثيل بالذات كم خدم المجتمع خدمات جليلة، ودافع عن بعض قضاياه، دفاعًا كان له تأثيره الكبير أكثر من المقالات التي لا تجسد الحقائق بل تشير إليها. وفي بلد ممثلون لهم كل المحبة من الشعب وكل التقدير، ولهم مركزهم الاجتماعي المرموق، ولا يشك أحد في تدينهم.
كذلك فإن الغناء والموسيقى والشِّعر والتلحين، كلها مواهب وطاقات يمكن استخدامها في الخير. وقد كان داود النبي شاعرًا وموسيقيًا. وكان يحسن الضرب على العود والمزمار والعشرة الأوتار. ولا ننسى ما قدمه للعالم من المزامير مِمَّا أوحى له اللَّه بها.
نعود ونقول لا نحارب الطاقات، بل نحسن استخدامها. +++
08-07-2015, 05:00 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 10-2-2008
روح الإنسان.. أهميتها - قوتها - أهمية الاهتمام بها
الروح هي عنصر الحياة في الإنسان. وقدماء المصريين كانوا يرون أن حياة الإنسان هي في الروح والنفس. الروح تُسمَّى (كا)، والنفس تُسمَّى (با). وجمع (كا) هو (كاو) أي أرواح. وهى داخلة في اسم باني الهرم الثالث (منقرع). وهو بالهيروغليفية (من كاو رع)، أي أرواح رع الخالدة. (وبالقبطية واليونانية منقريوس).
وحياة الإنسان مرتبطة بالروح. فإن لفظ روحه، انتهت حياة جسده. ولكن روحه تبقى حية، وترجع إلى خالقها. إلى أن يأتي يوم القيامة، فترجع الروح وتتحد بالجسد فيقوم. ومن هنا نؤمن بخلود الروح، وأنها لا تموت بموت الجسد. لأنها عنصر حيّ بطبيعته.
وروح الإنسان غير روح الملاك وروح الشيطان. فالملاك روح طاهر لا يفعل سوى الخير ويفرح به. أمَّا الشيطان فهو روح شرير لا يفعل سوى الشر ويحث عليه. ولكن روح الإنسان تتأرجح بين الخير والشر. ذلك لأنها متحدة بجسد، والجسد مرتبط بالمادة. لذلك فهو يتجه بطبيعته إلى المادة، ويصير ماديًا بعكس الروح التي لها اتجاه روحي يسعى نحو اللَّه. ومن هنا يحدث صراع بين الجسد والروح. وكل منهما يقاوم الآخر. فالجسد يقاوم الروح، ويريدها أن تطيعه في اتجاهه المادي أو الجسداني. ومن الناحية الأخرى فإن الروح تقاوم الجسد في كل شهواته لكي تجذبه إلى طريقها الروحي المتجه إلى اللَّه.
والعجيب أن غالبية الناس يهتمون كثيرًا بالجسد، ولا يهتمون ولو قليلًا بالروح!! فمن جهة الغذاء مثلًا، أنت تعطي جسدك غذاءه كل يوم، بل ثلاث وجبات في اليوم، وبكميات كافية حسبما يحتاج. فهل تعطي روحك غذاءها كل يوم؟
وأنت تعطي الجسد غذاءه من كل العناصر والأصناف اللازمة: تعطيه الكالسيوم لبناء العظام، والحديد لبناء الدم، والبروتين لبناء الأنسجة. وتعطيه السكريات والكربوهيدرات لأجل الطاقة. وتعطيه ألوانًا مُتعدِّدة من الفيتامينات والعناصر.
فهل أنت تعطي الروح كل ما يلزمها من أصناف الغذاء؟ إن الروح تحتاج في غذائها إلى كلام اللَّه، وإلى القراءات الروحية، والتأمل، وإلى التراتيل والتسابيح والألحان، وتأثير الاجتماعات الروحية، والمعاشرات الروحية. كما تحتاج إلى محاسبة النفس... فهل أنت تُقدِّم لها كل هذا الغذاء، وبانتظام؟ لمنفعتها وتقويتها...
أنت أيضًا تعطي الجسد راحته. والروح أيضًا تحتاج إلى الهدوء والخلوة الروحية. فهل تقدم لها ذلك؟ وهل تريحها أيضًا بالإيمان والسلام القلبي؟
كذلك إذا مرض الجسد، تعرضه على أطباء. وحسبما أمروا تنفذ، وتقدم للجسد الدواء اللازم والعلاج... والروح أيضًا قد تمرض بكثير من الأمراض، وتتعبها الخطايا. وتحتاج في مرضها إلى أطباء روحيين، هم المرشدون الروحيون الذين لهم خبرة بالروح وما تقاسيه. فهل أنت تأخذ من هؤلاء ما تحتاجه الروح من علاج؟
وإن كان في الطب الجسدي، الوقاية خير من العلاج، ففي الطب الروحي كذلك... بأن يُبعد الإنسان روحه عن كل ما يضعفها من أسباب الخطية والشهوة ومصادرها، فيبعدها عن المعاشرات الرديئة التي تفسد الأخلاق الجيدة، ويبعدها عن كل عثرة وكل تأثير خاطئ. وبهذا تقوى الروح ولا تتعرَّض إلى ضعفات...
كل هذه تقويات عادية. تتم بالأكثر لو كان روح اللَّه يعمل في روح الإنسان ويتولَّى قيادتها... في هذه الحالة تكتسب الروح مسحة من جمال، يمكن أن تدخل تحت عنوان (زينة الروح)...
عجيب أن للإنسان -قبل أن يخرج من بيته- يقف أمام المرآة يتأمَّل نفسه، ليطمئن على أناقته وزينته وحُسن منظره... بينما لا تهمه روحه ومنظرها وحُسن زينتها!! فم هي زينة الروح إذن؟
إنَّ الروح تتزيَّن بالفضائل... تتزيَّن بالوداعة والرقة والاتضاع واللطف والأدب ودماثة الخلق... فهل أنت قبلما تختلط بالمجتمع، تنظر في مرآة روحية، لتطمئن على روحك هل هي في زينتها كما ينبغي لها أن تكون؟ فيراها الناس في هذا الجمال، ويُمجِّدون اللَّه على نعمته...
بهذه الزينة تتجمَّل الروح أيضًا في مقابلتها للَّه في السماء. حيث -في الموت- يترك الإنسان جسده، وتخرج روحه صاعدة إلى اللَّه، معطرَّة بالفضائل، لها رائحة ذكية... حقًا هكذا خلق اللَّه الإنسان منذ البدء، مجملًا ومُزيَّنًا بالبساطة والبراءة قبل أن يُخطئ. حيث كانت روحه في منتهى النقاء لا تعرف شرًّا...
إنَّ الروح النَّقيَّة الطاهرة، تقود الجسد معها في طريق روحي. أمَّ هي فيقودها روح اللَّه. وتكون مُجرَّد أداة في يد اللَّه، يعمل بها كل خير. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وتتميَّز هذه الروح بالهيبة والقوة وبالحرارة أيضًا.
الإنسان القريب من اللَّه يكون حارًا بالروح. وإن ابتعد عن اللَّه يدركه الفتور. والإنسان الحار في الروح، تشمل حرارة روحه كل شيء: إذا صلَّى، تكون صلاته حارة جدًا ملتهبة بالحب الإلهي. تكون حارة في إيمانها، وفي خشوعها، وفي ألفاظها وتعبيراتها...
والإنسان المُتميِّز بحرارة الروح، حينما يقوم بخدمة روحية، مُظهِرًا الحرارة في خدمته، فتكون خدمة ملتهبة، فيها الغيرة المقدسة النارية التي تهدف إلى انتشار الخير، وبناء ملكوت الله على الأرض، بعكس الخدمة غير الروحية الخاملة الذابلة الفاترة.
«إنَّ الروح الطاهرة تكون لها قوة وهيبة وسُلطان. يكون لها سُلطان في التأثير على الناس، يُسميه البعض كارزما charisma. فإن تكلَّم الشخص الروحي، تكون لكلمته قوة، ويكون لها سُلطان أن تدخل إلى العقل والقلب وتُحدِث تأثيرًا.
إنَّ الشخص الذي يشعر بهيبة أبيه ويخافه، هناك سُلطان من روح أبيه عليه بالإضافة إلى سُلطان الوصية الإلهية. أمَّا الشخص الذي لا تزال هناك معركة بين جسده وروحه، ويقاوم أحدهما الآخر، وقد تكون روحه منهزمة أحيانًا، فهذا قد فقد سُلطان روحه.
أمَّا الشخص القوي بالروح، فإنَّ الشياطين نفسها تخافه، لأنه قد هزمها من قبل رافضًا كل إغراءاتها.. لذلك له هيبة أمامها. ولكن الروح تفقد هيبتها، حينما تخضع للشيطان وتعطيه مجالًا أن يعمل فيها ويوجهها.. أمَّا الأرواح التي تهابها الشياطين، فهي التي جاهدت وغلبت ولم تستسلم للشيطان في أية شهوة أو هفوة.. إنها الأرواح الكبيرة.
والأرواح الكبيرة هي كبيرة في محبتها للَّه، وفي عفَّتها وفي قوتها، وفي مستواها. فلم تقتصر فقط على الوصول إلى التوبة، إنما ظلَّت تنمو إلى البِرِّ، ساعية إلى حياة القداسة والكمال. وهى لا تسعى فقط إلى خلاص نفسها، بل إلى خلاص الآخرين أيضًا.
والأرواح الكبيرة هي أيضًا كبيرة في المعرفة والفهم وفي الحكمة وبهذا أصبحت لها قدرة على إرشاد الآخرين وقيادتهم.
وبعض الأرواح الكبيرة، بعد أن تفارق جسدها على الأرض، ينتدبها اللَّه أحيانًا لأداء خدمات لبعض المُتشفِّعين بها على الأرض. +++
08-08-2015, 07:10 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الأحد ) 9 أغسطس 2015 3 مسري 1731 عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي ( 33 : 18،22 ) فلتكن رحمتُك ياربُّ علينا كمثل اتِّكالنا عليكَ. هوذا عينا الربِّ على خائفيه، والمتَّكلين على رحمته. هللويا. إنجيل العشية من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 6 : 45 ـ 56 ) وللوقتِ ألزمَ تلاميذهُ أن يَركَبوا السَّفينَةَ ويَسِيرُوا أمامهُ إلى العبر، إلى بيتِ صيدا، حتَّى يصرفَ الجمعَ. فلمَّا ودَّعَهُم مَضَى إلى الجبلِ ليُصَلِّي. ولمَّا صَارَ المَسَاءُ كانَت السَّفِينةُ في وسَطِ البَحر، وهو وحَدهُ كانَ على الشاطئِ. فرآهُم مُعَذَّبِينَ في الجَذفِ، لأنَّ الرِّيحَ كانت ضِدَّهُم. وفي الهَزيع الرَّابع مِنَ اللَّيل أتَاهُم مَاشِياً على البَحر، وكانَ يُريدُ أن يَتجاوزَهُم. فلمَّا رأوهُ مَاشِياً على البَحر ظنُّوهُ خَيَالاً، فصرَخُوا. لأنَّ الجَميعَ رأوهُ واضطرَبُوا. فللوقتِ كلَّمَهُم وقالَ لهُم: " تَشجعوا. أنا هوَ. لا تَخَافوا ". فصَعِدَ إليهم إلى السَّفينةِ فسَكنتِ الرِّيحُ، فبُهتُوا جداً في أنفُسِهم. لأنَّهُم لم يَفهمُوا بالأرغفةِ إذ كانت قلوبُهُم غليظةً. فلمَّا عَبرُوا إلى العبر جاءُوا إلى شاطئ جَنِّيسارَتَ وأرسَوا.ولمَّا خَرجُوا مِنَ السَّفينةِ عَرَفُوه للوَقتِ. فطافُوا جَميعَ تلكَ الكُورَةِ، وابتَدأُوا يَحمِلُونَ المَرضَى على أَسِرَّةٍ إلى حَيثُ سَمِعُوا أنَّهُ هُنَاكَ. وحَيثُما دخلَ إلى القُرى أو المُدُن أو المَزارع كانوا يضعونَ المرضى في الأسواق، وكانوا يَطلبونَ إليهِ أن يَلمِسُوا ولو هُدبَ ثَوبهِ. فكانَ كُلَّ الذين يَلمسونهُ يُشفونَ. ( والمجد للـه دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 33 : 21،20 ) نفسُنا تنتظرُ الربَّ في كلِّ حينٍ، لأنَّهُ هو مُعيِنُنا وناصرُنا. وبهِ يفرحُ قلبُنا لأنَّنا على اسمهِ القدُّوسِ اتَّكَلنا. هللويا. إنجيل باكر من إنجيل معلمنا متى البشير ( 28 : 1 ـ 20 ) وبعدَ السبتِ، عندَ فجر أول الأُسبوع، جاءت مريمُ المجدليَّة ومريمُ الأُخرى لتنظُرا القبرَ. وإذا زلزلةٌ عظيمةٌ قد حدثت، لأنَّ ملاك الربِّ نزل من السَّماء ودحرج الحجر عن باب القبر، وجلس عليه. وكان منظرهُ كالبرق، ولباسهُ أبيض كالثَّلج. ومِن خوفِهِ اضطرب الحرَّاس وصاروا كأمواتٍ. فأجاب الملاك وقال للمرأتين: " لا تخافا أنتُما، فإنِّي أعلم أنَّكُما تطلُبان يسـوع الذي صُلِبَ. ليـس هو ههُـنا، بل قـام كمـا قـال. هلُمَّـا انظُـرا الموضِع الذي كان موضوعاً فيه. واذهبا سريعاً قولا لتلاميذه: إنه قد قام من بين الأموات. وها هو يسبقكُم إلى الجليل. هُناك ترونه. ها أنا قد قُلتُ لكُما ". فخرجتا سريعاً من القبر بخوفٍ وفرحٍ عظيمٍ، مُسرعتين لتُخبِرا تلاميذه. وإذا يسوع استقبلهما قائلاً: " سلامٌ لكما ". فأمَّا هُما فأمسكتا بقدميه وسجدتا له. حينئذٍ قال لهما يسوع: " لا تخافا. اذهبا اعلما إخوتي أن يذهبوا إلى الجليل، وهناك يرونني ".وفيما هما ذاهبتان إذا قومٌ من الحُرَّاس جاءوا إلى المدينة وأخبروا رؤساء الكهنة بكل ما كان. فاجتمعوا مع الشُّيوخ، وتشاوروا، وأعطوا العسكر فضَّةً كثيرةً قائلين: " قولوا إنَّ تلاميذه أتوا ليلاً وسرقوه ونحنُ نيامٌ. وإذا سمع الوالي هذا القول نُقنعه نحنُ، ونجعلكم مُطمئنِّين ". أمَّا هُم فأخذوا الفضَّة وفعلوا كما علَّموهم، فشاع هذا القول عند اليهود إلى هذا اليوم. وأمَّا الأحد عشر تلميذاً فمضوا إلى الجليل إلى الجبل، حيث وعدهم يسوع باللقاء. ولمَّا رأوه سجدوا له، ولكنَّ بعضهم شَكّ فتقدَّم يسوع وخاطبهم قائلاً: " دُفعَ إليَّ كل سُلطانٍ في السَّماء وعلى الأرض، فامضوا الآن وتلمذوا جميع الأُمَم وعمِّدوهم بِاسم الآب والابن والروح القدس. وعلِّموهم أن يحفظوا جميع الأُمور التي أوصيتكم بها. وها أنا معكُم كلَّ الأيَّام إلى انقضاء الدَّهر ". آمين. ( والمجد للـه دائماً )
القــداس البولس من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس ( 9 : 1 ـ 27 ) ألستُ أنا حراً؟ ألستُ أنا رسولاً؟ أمَا رأيتُ يسوعَ المسيحَ ربَّنا. ألستُم أنتُم عملِي في الرَّبِّ. إن كُنتُ لستُ رسولاً إلى آخرين فإنَّما أنا إليكُم رسولٌ. لأنَّكُم أنتُم ختمُ رسالتي في الرَّبِّ. هذا هو احتِجَاجي عندَ الذين يفحصونني: أليس لنا سُلطانٌ أن نأكُلَ ونشربَ؟ أليس لنا سُلطانٌ أن تتبعنا أُخت زوجة كباقي الرُّسُل وإخوة الرَّبِّ وكيفا ( وصفا )؟ وأَمْ أنا وبرنابا وحدَنا ليسَ لنا سُلطانٌ أن لا نَشتَغِل؟ مَن تَجَنَّدَ قَطُّ بنفقَةِ نَفسِهِ؟ ومَنْ يَغرسُ كرماً ولا يأكُل من ثمره؟ أو مَنْ يَرعى قطيع غنم ولا يأكُل مِن لبنِ القطيع؟ ألعلِّي أتكلَّمُ بِهذا كَإنسـانٍ؟ أَم ليسَ النَّاموسُ نفسـه أيضاً يقولُ هــذا؟ فإنَّهُ مكتوبٌ أيضاً في ناموسِ موسى: " لا تَكُمَّ ثَوراً دَارِساً ". ألعلَّ الله تُهِمُّهُ الثِّيرانُ؟ أَم يَقولُ مُطْلَقاً مِن أجلِنا؟ لأنَّهُ مَكتوبٌ مِن أَجلِنا. أنه ينبغي للحَرَّاثِ أن يَحرُثَ عَلَى رجاءٍ، وَللدَّارِسِ أن يَترجَّى أن يَأخُذَ. إن كُنَّا نَحنُ قَد زَرَعنَا لَكُمُ الرُّوحيَّاتِ، أفَعَظيمٌ إذا حَصَدنا مِنكُمُ الجَسَدِيَّاتِ؟ إن كان آخرون شُركاءَ في سُلطانِكُم فَنحنُ بالأَولَى كثيراً؟ لكِنَّنا لم نَستَعمِل هذا السُّلطانَ بَل نَحتملَ كُلَّ شيءٍ لئلاَّ نَجعَلَ عَثرَةً لإنجيلِ المسيح. ألستُم تعلَمونَ أنَّ الَّذينَ يعمَلون في الهياكلِ يأكُلونَ مِمَّا للهَيكلِ؟ والَّذينَ يُلازِمونَ المَذبَحَ يَقتَسِمونَ مع المَذبَح؟ هكذا أيضاً رَسَمَ الرَّبُّ: أنَّ الَّذين يُنادونَ بالإنجيلِ، مِن الإنجيلِ يَعيشونَ. أمَّا أنا فَلَم أستَعمِل شيئاً من هذا، ولا كَتَبتُ هذا لِكَي يَصِيرَ فيَّ هَكَذا. لأنَّهُ خيرٌ لي أن أموتَ مِن أن يُعطِّلَ أحدٌ فَخري. لأنَّه إن كُنتُ أُبَشِّرُ. فَلَيسَ لي فَخرٌ، إذ الضَّرورةُ مَوضُوعَةٌ عليَّ. فَوَيلٌ لي إن كُنتُ لا أُبَشِّرُ. فإنَّه إن كُنـتُ أفعَلُ هـذا طـوعاً فلي أجـرٌ، ولكن إن كانَ كَرْهاً فقد استؤمنتُ على وكالةٍ. فما هو أجري إذ وأنا أُبَشِّرُ أجعَلُ إنجيل المَسيح بلا نفقةٍ، حتَّى لم أستعمِل هذا السلطان في الإنجيل. فإنِّي إذ كُنتُ حُرّاً مِن الجميع، استعبَدتُ نفسي للجميع لأربح الأكثرينَ. فصِرتُ لليَهُودِ كيَهُوديٍّ لأربح اليَهودَ. وصرت للَّذينَ تَحتَ النَّاموسِ كأنِّي تحت النَّاموسِ. مع أنِّي لستُ تحت النَّاموس لأربح الَّذينَ تَحتَ النَّاموسِ. وصِرت للَّذينَ بلا نَامُوسٍ كأنِّي بلا نَاموسٍ. مع أنِّي لستُ بلا ناموس اللـه، بل تَحتَ ناموسٍ للمسيح لأربَحَ الَّذينَ بلا نَاموسٍ. صِرتُ للضُّعَفاءِ كضعيفٍ لأربح الضُّعَفاءَ. صِرتُ للجميع كل نوع لأُخلِّصَ على كلِّ حالٍ قوماً. وهذا كُله أنا أفعَلُهُ لأجل الإنجيلُ، لأكُونَ شَريكاً فيهِ. ألستُم تَعلمُونَ أنَّ الَّذين يَركُضونَ في الميدانِ جميعُهُم يَركُضُونَ، ولكنَّ واحداً فقط هو الذي يأخُذ الجَعالة؟ هكذا اركُضوا أنتم لكي تَنالوا. وكلُّ مَنْ يُجَاهدُ يَضبُطُ نفسَهُ في كلِّ شيءٍ. أمَّا أولئك فَلِكـي يأخذوا إكليلاً يَفنَى، وأمَّا نحنُ ( فإكليلاً ) لا يَفنَى. إذاً، أنا أركُضُ هكذا كأنَّهُ ليسَ عَن غير يَقينٍ. هكذا أُلاكم كأنِّي لا أضربُ الهواء. بل أَقمَعُ جَسَدِي وأَستَعبِدُهُ، حتَّى بعدَ مَا بشرتُ للآخرينَ لا أصيرُ أنا نفسي مرفوضاً. ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى ( 3 : 8 ـ 15 ) والنهايةُ ، كونوا جميعاً برأي واحدٍ، وكونوا مشتركين في الآلام. وكونوا مُحبيِّن الإخوة رحومين مُتواضعين، غير مُجازينَ عن شرٍّ بشرٍّ أو عن شتيمةٍ بشتيمةٍ، بل بالعكس مُبارِكينَ، لأنكم لهذا الأمر دُعيتم لكي ترثوا البركة. لأنَّ من أراد أن يُحبَّ الحياة ويرى أيَّاماً صالحةً، فليكفُفْ لسانهُ عن الشَّرِّ وشفتيه من أن يَتكلما بالمَكْرِ، وليَحِد عن الشَّرِّ ويصنع الخير، وليطلُب السَّلام ويَجِدَّ في أثرهِ. لأنَّ عيني الرَّبِّ تنظران الأبرارُ وأُذنيهِ تنصتان إلى طلبهم، وأمَّا وجه الرَّبِّ ضدُّ فاعلي الشَّرِّ.فمن ذا الذي يمكنه أن يؤذيكم إذا كنتم غيورين على الخير؟ ولكن وإن تألَّمتُم من أجل البرِّ، فطوباكم. وأمَّا خوفهُم فلا تَخافوهُ ولا تضطربوا.بل قدسوا الرب المسيح في قلوبكم. ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 19 : 23 ـ 40 ) وحدث في ذلك الوقت اضطرابٌ ليس بقليل بسبب هذا الطَّريق، لأن واحداً اسمه ديمتريوس، صائغ فضة صانع هياكل فضة لأرطاميس، كان يُربِّح الصُّنَّاع ربحاً ليس بقليل. فجمعهم مع الصُّنَّاع الآخرين الذين حوله وقال لهم: " أيُّها الرِّجال أنتم تعرفون أن ربحنا إنَّما هو من هذه الصِّناعة. وأنتم تنظرون وتسمعون أنه ليس من أفسس فقط، بل وحتى من جميع آسيَّا، قـد اســتمـال بولـس هذا جمـعـاً كثيـراً قائـلاً: أن هــذه التـي تُصــنع بـالأيــادي ليست آلهةً. فليس نصيبنا هذا وحـده في خطر مِن أن يحصل في إهانة، بل أيضـاً هيكل أرطاميس ـ الآلهة العظيمة ـ أن يُحسب لا شيء، وإنه سوف تُهدم عظمتها، هذه التي يعبدها جميع آسيَّا وكل المسكونة ". فلمَّا سمعوا هذا امتلأوا غضباً، وطفقوا يصرخون قائلين: " عظيمةٌ هي أرطاميس التي لأهل أفسس ". فامتلأت المدينة اضطراباً وجروا جميعاً بنفس واحدة إلى المشهد خاطفين معهم غايوس وأرسترخُس المكدونيَّين، رفيقي بولس في السَّفر. ولمَّا كان بولس يريد أن يدخل إلى الجمع، لم يدعه التَّلاميذ. وآخرون من رؤساء المدينةـ كانوا أصدقاءهـ أرسلوا يطلبون إليه أن لا يُسلِّم نفسه إلى المشهد. وآخرون كانوا يصرخون بشيءٍ آخرَ، لأن المحفل كان مُضطرباً، وأكثرهم لا يدرون لأيِّ شيءٍ كانوا قد اجتمعوا. فاجتذب اليهود إسكندر من الجمع، فأشار إسكندر بيده يريد أن يحتجَّ للجمع. فلمَّا عرفوا أنه يهوديٌّ، صار صوتٌ واحدٌ من الجميع صارخين نحو مدَّة ساعتين قائلين: " عظيمة هي أرطاميس التي لأهل أفسس ".فلمَّا هدَّأ الكاتب الجمع قال: " أيُّها الرِّجالُ الأفسسيُّون، مَن هو مِن الناس لا يعرف أن مدينة الأفسسيِّين مُتعبِّدة لأرطاميس العظيمة ولتمثالها الذي هبط من زَفْسَ؟ وليس أحد يقدر أن يُقاوم هذه الأشياء، فلذا ينبغي أن تكونوا ثابتين ولا تفعلوا شيئاً بخفة. لأنكم أتيتم بهذَيْن الرَّجلين إلى هنا، وهما ليسا سارقي هياكل، ولا مُجدِّفين، على آلهتكم. فإن كان ديمتريوس والصُّنَّاع الذين معه لهم دعوى على أحدٍ، فإنه تُقام أيَّامٌ للقضاء، ويوجد ولاةٌ، فليـرافعـوا بعضهم بعضـاً. وإن كنتم تطلـبون شـيئاً آخـر، فإنه يُقضَى بينكم في محفلٍ شرعيٍّ. لأنَّنا في خطر أن نُحاكَم من أجل اضطراب هذا اليوم. وليس حُجَّةٌ يُمكننا من أجلها أن نُعطِي جواباً عن هذا الشَّغب ". ولمَّا قال هذا صرف المحفل. ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. ) السنكسار اليوم الثالث من شهر مسرى المبارك 1. نقل جسد القديس سمعان العمودي إلى أنطاكية 2. نياحة القديس البابا ابريموس البطريرك الخامس 1 ـ في مثل هذا اليوم تنيح القديس سمعان الحبيس. كان من جزيرة سورية وكان وهو طفل يرعى غنم أبيه، مثابراً على الحضور إلى الكنيسة، فحركته نعمة اللـه وأتى إلى أحد الأديرة ومكث فيه يتعبد بنسك عظيم، ويجهد نفسه بالصوم الكثير والعطش المتزايد ثم ربط على حقويه حبلاً إلى أن دخل في لحمه حتى صارت رائحته كريهة ولما تضايق الإخوة من رائحته هجر الدير وذهب إلى جب وأقام فيه فترآى لقمص الدير من يدعوه ويقول له: " أطلب عبدى سمعان "، وكأنه يؤنبهم على إخراجه من الدير، فأخبر جماعة الأخوة بهذه الرؤيا، فقلقوا وفتشوا عليه حتى وجدوه في الجب بدون أكل ولا شرب. فاعترفوا له بخطئهم وطلبوا الصفح منه وأتوا به إلى الدير. ولما عظموا قدره لم يطق منهم ذلك فخرج وأتى إلى صخرة وأقام فيها ستين يوماً بغير نوم، وبعد ذلك أتاه ملاك الرب وعزاه وعرفه أن الرب قد دعاه لخلاص نفوس كثيرة. ثم أقام على عمود طوله ثلاثين ذراعاً مدة خمس عشرة سنة، وكان يصنع آيات كثيرة وعجائب عظيمة، وكان يعظ كل من يأتي إليه.وقد طلبه والده ولم يجده وتنيح دون أن يراه. أما أمه فبعد زمن طويل علمت بخبره، فأتت إليه وهو على العمود وبكت كثيراً ثم نامت تحت العمود، فطلب القديس من السيد المسيح أن يصنع معها رحمة، فماتت وهى نائمة. فدفنوها تحت العمود.وتحرك الشيطان لأعمال هذا القديس المجيدة، فحسده وضربه في ساقه فتقرحت، وأقام على قدم واحدة سنيناً إلى أن دودت وسقط الدود منها تحت العمود. وجاء إليه رئيس لصوص ونام عنده فطلب إلى المسيح من أجله فمكث أياماً قلائل ومات. وقد طلب إلى المسيح أن يغيثه بالماء فأنبع له عين ماء تحت العمود. ثم انتقل إلى عمود عال، ومكث عليه مدة ثلاثين عاماً، ولما كملت له في العبادة ثمان وأربعون سنة، انتقل إلى الرب، بعد أن وعظ الناس وعلمهم، ورد الكثيرين إلى معرفة المسيح.وقد أتى إليه بطريرك أنطاكية عندما سمع خبر انتقاله من هذا العالم فحمل جسده إلى أنطاكية بمجد عظيم. صلاته تكون معنا. آمين. 2 ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً من سنة 106 م تنيح البابا أبريموس البطريرك الخامس، وقد تعمد من يد مار مرقس الرسول وهو أحد الثلاثة الذين رسمهم مرقس الرسول قسوساً مع الأسقف أنيانوس البطريرك الثاني. وكان ناسكاً عفيفاً حسن الأفعال، تولى الكرسي الرسولي في 22 بؤونة ( 16 يونية سنة 106 م ) وكانت الكنيسة في مدة رئاسته في سلام.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.
مزمور القداس من مزامير أبينا داود النبي ( 80 : 15،14 ) ياربُّ إلهُ القوَّاتِ ارجع واطَّلِع من السماءِ، وانظر وتعهَّد هذه الكرمةَ. أصلِحها وثبِّتها. هذه التي غرَسَتها يمينُك. هللويا. إنجيل القداس من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 20 : 9 ـ 19 ) وابتدأ يتكَلَم مع الشَّعبِ بهذا المثلَ: " كان إنسانٌ غرسَ كرماً وسلَّمهُ إلى كرَّامينَ وسَافرَ زماناً طويلاً. وفي الوقتِ أرسلَ عبداً إلى الكرَّامينَ ليعطوهُ مِن ثَمَرِ الكرم، فجَلَدهُ الكرَّامونَ، وأرسلوه فارغاً. فعادَ وأرسَلَ إليهم عبداً آخرَ، فجَلَدُوا ذلكَ الآخرَ أيضاً وأهانوهُ، وأرسلوهُ خائباً. ثمَّ عادَ فأرسَلَ إليهم الثالث. فجرَّحُوا هذا أيضاً وأخرجوهُ. فقال صاحبُ الكرم: ماذا أفعلُ؟ أُرسلُ ابني الحبيبَ. لعلَّهُم يَخجلونَ منه! فلمَّا رآهُ الكرَّامون تآمَرُوا فيمَا بينَهُم قائلينَ: هذا هو الوارثُ. هَلُمُّوا نقتُلهُ لكي يَصيرَ لنا الميراثُ. فأخرجوه خارجَ الكرم وقتلوهُ. فماذا يَفعلُ بهم صاحبُ الكرم؟ يأتي ويُهلِكُ هؤلاء الكرَّامينَ ويُعطي الكرم لآخرينَ ". فلمَّا سمعُوا قالوا: " حاشا! " أمَّا هو فنظرَ إليهم وقال: " إذاً ما هو هذا المكتوبُ: الحجرُ الذي رذلهُ البنَّاؤونَ هذا قد صار رأسَ الزَّاويةِ. وكلُّ مَن يَسقُطُ على ذلكَ الحجرِ يَترضَّضُ، ومَن سَقطَ هو عليهِ يَسحقُهُ؟ " فطلبَ الكتبة ورؤساءُ الكهنةِ أن يلقُوا أيديهُم عليهِ في تلكَ السَّاعةِ، ولكِنَّهُم خافوا الشَّعبَ، لأنَّهُم عرفوا أنَّهُ قالَ هذا المثلَ عليهِم. ( والمجد للـه دائماً ) +++
08-10-2015, 02:06 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاثنين ) 10 أغسطس 2015 4 مسري 1731 عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي ( 105 : 14-15 ) لم يتركْ إنساناً يَظلِمهُم، وبكَّتَ ملوكاً مِن أجلِهم، قائلاً: " لا تَمسوا مُسحائي، ولا تُسيئوا إلى أنبيائي ". هللويا. إنجيل العشية من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 11 : 37 ـ 51 ) وفيما هو يتكلَّم سألهُ فريسيٌّ أن يأكل عنده، فدخل واتَّكأ. وأمَّا الفريسيُّ لمَّا رأى تعجَّب أنه لم يَغْتَسِلْ أوَّلاً قبل الأكل. فقال له الربُّ: " أنتم الآن أيُّها الفريسيُّون تنقُّون خارج الكأس والصحفة، وأمَّا داخلكم فمملوءٌ اختطافاً وخبثاً. أيُّها الجهال، أليس الذي صنع الخارج صنع الدَّاخل أيضاً؟ بَـلْ أَعطوا ما عندكم صدَقة، وهـا كل شيءٍ يتطهر لكم. ولكن وَيْـلٌ لكم أيُّها الفريسـيُّون، لأنكم تُعشِّـرون النَّعنـاع والسَّـذاب وكل بَقْـلٍ، وتتجـاوزون عـن الحقِّ ومحبَّة الله. وكان يجب أن تفعلوا هذه وأن لا تتركوا تلك الأُخر! ويلٌ لكم أيُّها الفريسيُّون، لأنكم تُحبُّون المجلس الأوَّل في المجامع، والتحيَّات في الأسواق. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون فإنكم مِثل القبور التى ليست ظاهرة، والناس عليها ماشون ولا يعلمون! ". فأجاب واحدٌ من النَّاموسيِّين وقال له: " يا أيُّها المعلِّم، عندما تقول هذه تشتمنا نحن أيضاً ". أما هو فقال: " وأنتم أيضاً أيُّها الناموسـيُّون ويلٌ لكم، لأنكم تُحمِّلون النَّاس أحمالاً عثرة وأنتم لا تمسُّون الأحمال بإحدى أصابعكم. ويلٌ لكم، فإنكم تبنون قبور الأنبياء، وآباؤكم قتلوهم. فأنتم إذاً تشهدون وتُسرون بأعمال آبائكم، لأنهم هم قتلوهم وأنتم تبنون قبورهم. ومن أجل هذا أيضاً قالت حكمة الله: إنِّي أُرسِل إليهم أنبياء ورسلاً، فيقتلون منهم ويطردونهم كيما يُنتقم من هذا الجيل لدم جميع الأنبياء المسفوك منذ إنشاء العالم، من دم هابيل إلى دم زكريَّا بن برخيا الذي أُهلِكَ بين المذبح والبيت. نعم إني أقول لكم: إنه سيُطلب من هذا الجيل!. ( والمجد للـه دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 105 : 26-27 ) أَرسل موسى عبدَهُ، وهارون الذي اختارَه، جعل فيهما أقوال آياته وعجائبه، كى يحفظوا حقوقهُ، ويطلبوا ناموسَهُ. هللويا. إنجيل باكر من إنجيل معلمنا متى البشير ( 17 : 1 ـ 9 ) وبعد ستَّة أيَّام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنَّا أخاه وأصعدهم على جبل عالٍ منفردين وحدهم. وتجلَّى قُدَّامهم، وأضاء وجهه كالشَّمس، وابيضت ثيابه كالنُّور. وإذا موسى وإيليَّا قد ظهرا له يُخاطبانه. فأجاب بطرس وقال ليسوع: " ياربُّ، إنَّهُ حسنٌ لنا أن نكون ههنا! أتشاء أن نصنع هنا ثلاث مظالَّ. واحدةً لك، وواحدةً لموسى، وواحدةً لإيليَّا ". فبينما هو يتكلَّم وإذا سحابةٌ نَيِّرةٌ قد ظلَّلتهم، وإذا صوتٌ من السَّحابة قائلاً: " هذا هو ابني الحبيب الذي سُرت به نفسي فأطيعوه ". فلمَّا سمع التَّلاميذ سقطوا على وجوههم وخافوا جدّاً. فجاء إليهم يسوع ولمسهم وقال لهم: " قوموا ولا تخافوا ". فرفعوا عيونهم فلم يروا أحداً إلاَّ يسوع وحده.وفيما هم منحدرين من الجبل أوصاهم يسوع قائلاً: " لا تُعلِموا أحداً بالرؤية إلى أن يقوم ابن البشر من الأموات ". ( والمجد للـه دائماً )
القــداس البولس من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين ( 11 : 17 ـ 27 ) وبالإيمان قرَّب إبراهيم إسحق حين جُرِّبَ. وقرَّب ابنه الوحيد ذاك الذي قَبِلَ المواعيد بسببه، الذي قيل له: " أنه بإسحق يُدعى لك زرعٌ ". وافتكر في نفسه أنَّ الله قادرٌ أن يقيمه من الأموات، فمن أجل هذا أخذه بمثلٍ. بالإيمان من أجل ما سيكون بَارَكَ إسحق يعقوب وعيسو. بالإيمان يعقوب عند موته بَارَكَ كل واحد من ابني يوسف، وسجَد على رأس عصاه. بالإيمان يوسف عند موته ذكر خروج بني إسرائيل وأوصى من أجل عظامه. بالإيمان موسى، لمَّا وُلِدَ، أخفاه أبواه ثلاثة أشهر، لأنَّهم رأيا أنَّ الصَّبيَّ جميلاً، ولم يخافوا من أمر الملك. بالإيمان موسى لمَّا كَبِرَ أنكر أن يُدعَى ابناً لابنة فرعون، وشاء بالأحرَى أن يتألم مع شعب الله أفضل من أن يتنعَّم بالخطيَّة زمناً يسيراً، إذ جعل عار المسيح عنده أنه غنىً عظيماً أوفر من كنوز مصر، لأنه كان ينتظر حُسن المُجازاة. بالإيمان ترك مصر ولم يَخفْ من غضب الملك، لأنه كان مداوماً للغير منظور كأنَّهُ واحدٌ منظورٌ. ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الثانية ( 1 : 19 ـ 2 : 1 ـ 8 ) وثابتٌ عندنا كلام الأنبياء، هذا الذي هو نعم ما تصنعونه إذا تأملتم إليه، كمثل سراج مُضيءٍ في موضع مُظلم، حتى يظهر النَّهار، والنُّور يُشرق ويظهر في قلوبكم، وهذا أولاً فاعلموه: أن كل نبوَّات الكتب ليس تأويلها فيها من ذاتها خاصة. وليست بمشيئة البشر جاءت نبوَّة في زمان، بل تكلَّم أُناس بإرادة الله بالروح القدس.وقد كانت أنبياء كذبة في الشَّعب، مثل ما يكون فيكم مُعلِّمون كذابون، هؤلاء الذين يأتون ببدع هلاك. والسيِّد الذي اشتراهم يجحدونه، ويجلِّبون على أنفسهم هلاكاً سريعاً. وكثيرون ينجذبون نحو نجاساتهم، ومن قِبَـلِهم يُجدَّف على طريق الحقِّ. وبالظُّلم وكلام الباطل يتَّجرون بكم، هؤلاء الذين دينونتهم مُنذ البدءِ لا تبطل، وهلاكهم لا ينعس. فإن كان الله لم يُشفِق على الملائكة الذين أخطأوا، لكن أسلَّمهم في وثـاق الظُّلمة والزمهرير ليُحفَظوا للدينونة مُعـذَّبين، والعـالم الأول لم يُشـفِـق عليه، لكن نوحـاً الثَّامـن المُنـادِي بالبِّر حفظه، وأتى بماء الطُّوفان على العالم المُنافق. والمدن الأُخر سادوم وعامورة أحرقهما وحكم عليهما بالخسف، وجعلهما عِبرةً للمنافقين الذين سيكونون، والصدِّيق لوط خلَّصه من ظلمهم، ومن تقلبهم الرديء وسلوكهم النجس. لأنَّه بالنَّظر والسَّمع كان الصدِّيق ساكناً بينهم، ويوماً فيوماً كانوا يُحزِنون نفس الصدِّيق بأعمال مُخالفة للنَّاموس. ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 15 : 21 ـ 29 ) لأنَّ موسى منذُ الأجيال الأولى كان له من يكرز به في كُلِّ مدينةٍ، في المجامع إذ يقرأونه في كل سبتٍ. حينئذٍ رأى الرُّسل والقسوس وكل الكنيسة أن يختاروا رجالاً منهم ليرسلوهم إلى أنطاكية مع بولس وبرناباس: يهوذا الذي يُدعَى برساباس، وسيلاس، رجلين مُتقدِّمين في الإخوة. وكتبوا بأيديهم هكذا: " الرُّسل والقسوس والإخوة يُهدون سلاماً إلى الإخوة الذين من الأُمم في أنطاكية وسوريَّة وكيليكيَّة: إذ قد سَمعنا أن قوماً منكم قد خرجوا فأقلقوكم، إذ يميلون أنفسكم بأقوال التى لم نقولها. فقد رأينا واجتمعنا برأيٍ واحدٍ واخترنا رجليْن وأرسلناهما إليكم مع حبيبينا برناباس وبولس، أُناس قد بذَّلوا أنفسهم عن اسم ربِّنا يسوع المسيح. فأَرسلنا معهما يهوذا وسيلاس، وهما أيضاً يخبرانكم بهذا القول. لأنَّ الرُّوح القدس قد ارتضَى ونحن أيضاً أن لا نزيد عليكم ثقلاً أكثر، غير هذه الضرورية: احفظوا نفوسكم من ذبائح الأوثان، ومن الدم الميت، والمخنوق، ومن الزنى، وهذه إذا حفظتم نفوسكم منها فَنِعِمَّا ما تصنعون. كونوا مُعَافينَ. ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين.) السنكسار اليوم الرابع من شهر مسرى المبارك 1. نياحة حزقيا ملك إسرائيل 2. تكريس كنيسة العظيم أنبا أنطونيوس 1 ـ فى مثل هذا اليوم تنيح الملك البار حزقيا بن آحاز الملك. وهو من نسل داود سبط يهوذا. هذا الصديق لم يقم ملك مثله على بني إسرائيل بعد داود. لأنهم جميعاً عبدوا الأوثان وبنوا لها المذابح. أما هو فإنه عندما ملك كسر الأصنام وهدم مذابحها، وقد جازه اللـه خيراً بأكثر مما عمل. ففي السنة الرابعة عشرة لملكه، حاصر سنحاريب ملك آشور مدينة أورشليم. وكان سنحاريب ملكاً عظيماً قوياً يخشاه ملوك زمانه، فخاف منه حزقيا، وأرسل إليه أمولاً كثيرة، فلم يرض بها، وأرسل يتهدده ويتوعده ويفتري بلسانه النجس على اللـه سبحانه وتعالى قائلاً: " لا يخدعك إلهك الذي أنت مُتكل عليه قائلاً: لا تدفع أورشليم إلى يد ملك آشور ".فبكى حزقيا ومزق ثيابه، ولبس مسحاً ودخل بيت الرب وصلى أمامه قائلاً: " أيها الرب إله إسرائيل، الجالس فوق الكاروبيم. أنت هو الإله وحدك لكل ممالك الأرض. أنت صنعت السماء والأرض. أمل يارب أذنيك واسمع. افتح يارب عينيك وانظر. واسمع كلام سنحاريب الذي يجدف عليك. حقاً يارب أن ملوك آشور قد خربوا الأمم وأرضيهم. والآن أيـها الرب خلصـنا من يده، فتعلم ممالك الأرض كلها أنك أنت الرب الإله وحدك ". ثم أرسل إلى إشعياء النبي يعرفه بما قاله سنحاريب ويطلب منه أن يُصلي عنه. فأعلمه إشعياء أن اللـه سيقوي قلبه، وأنه سيفعل بسنحاريب فعلاً لم يسمع مثله في الأرض كلها. وفي تلك الليلة نزل ملاك الرب، وقتل من جنود سنحاريب مائة وخمسة وثمانين ألفاً في ساعة واحدة. ولما استيقظوا في الصباح، ووجدوا جنودهم قتلى، انهزم ما تبقى منهم وعادوا إلى بلادهم. ولما دخل سنحاريب إلى بيت الآلهة ليُصلى وثب عليه ولداه وقتلاه، وتخلص حزقيا من يده ومجد اللـه.ولما مرض حزقيا مرض الموت، حضر إليه إشعياء الني وقال له : " هكذا قال الرب: أوص بيتك لأنك تموت ولا تعيش" فأدار وجهه نحو الحائط، وصلى إلى الرب، فأرسل إليه إشعياء ثانية وأعلمه أن الرب قد زاده خمس عشرة سنة أخرى. ولما طلب من إشعياء الدليل على ذلك رد له الشمس عشر درجات. وخافه الملوك وقدموا له هداياهم لأنهم عرفوا أن اللـه معه. وأقام في المُلك تسعاً وعشرين سنة. وكانت جملة حياته أربعاً وخمسين سنة. وتنيح بسلام. وله تسبحة ـ مدونة في كتب التسابيح ـ قالها بالروح القدس حينما عوفي من مرضه. صلاته تكون معنا. آمين. 2 ـ وفى مثل هذا اليوم أيضاً تكريس كنيسة العظيم أنطونيوس. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.
مزمور القداس من مزامير أبينا داود النبي ( 99 : 6-7 ) مُوسَى وهارونُ في كهنتهِ. وصَموئيلُ في الَّذينَ يَدعونَ بِاسمهِ. كانوا يَدعونَ الربَّ وهو كانَ يَستجيبُ لهُم. بعمودِ الغمام كان يُكلِّمهُم. هللويا. إنجيل القداس من إنجيل معلمنا متى البشير ( 23 : 14 ـ 36 ) الويلُ لكُم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون، لأنَّكم تُغلقون ملكوت السَّموات قُدَّام النَّاس، فأنتُم لا تدخلون ولا تدعون الآتين أن يدخلوا. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون، لأنَّكم تطوفون البحر والبر لتصنعوا غريباً واحداً، وإذا كان فتصيرونه ابناً لجهنَّم مضاعفاً عليكم. ويلٌ لكم أيُّها القادة العميان القائلون: من يحلف بالهيكل فليس بشيءٍ، ومَن يحلف بذهب الهيكل كان عليه. أيُّها الجُهَّال والعُميان، أيُّما أعظـم: الذَّهب أم الهيكل الذي يُقدِّس الذَّهب؟ ومن يحلف بالمذبح فليس بشيءٍ، ومن يحلف بالقربان الذي فوقه كان عليه. يا أيُّها الجُهَّال والعُميان، أيُّما أعظم: القربان أم المذبح الذي يُقدِّس القربان؟ فمَن يحلف بالمذبح فقد حلف به وبكلِّ ما فوقه. ومَن يحلف بالهيكل فقد حلف به وبالسَّاكن فيه، ومَن يحلف بالسَّماء فقد حلف بعرش الله وبالجالس عليه. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون، لأنكم تُعشِّرون النَّعناع والشِّبثَّ والكمُّون وتركتم عنكم أثقل النَّاموس: الحكم والرَّحمة والإيمان. وكان يجب أن تعملوا هذه ولا تتركوا تلك. أيُّها القادة العُميان، الذين يُصفُّون عن البعوضة ويبلعون الجمل. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون، لأنكم تنظفون خارج الكأس والصَّحفة، وداخلهما مملوء اختطافـاً ونجاسـة. أيُّها الفريسـيُّ الأعمى، طهِّـر أولاً داخل الكأس والطاس لكي يتطهَّر خارجهما. الويلُ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون، لأنَّكم تُشبهون قبوراً تبدو مُبيَّضة خارجها يظهر حسناً، وداخلها مملوء عظام أمواتٍ وكل نجاسة. هكذا أنتم أيضاً: تبدو ظواهركم للنَّاس مثل الصدِّيقين وبواطنكم مُمتلئة رياءً وكل إثم. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيون المراؤون، لأنكم تبنون قبور الأنبياء وتُزيِّنون مدافن الأبرار، وتقولون: لو كُنَّا في أيَّام آبائنا لم نكُن شركاءهم في دم الأنبياء. فتشهدون إذاً على نفوسكم أنكم أبناء قتلة الأنبياء. وأكملتم أنتم أيضاً مِكيال آبائكم. أيُّها الحيَّات أولاد الأفاعي، كيف تهربون من دينونة جهنَّم؟ من أجل هذا هأنذا أُرسِل إليكم أنبياء وحكماء وكتبة، فتقتلون منهم وتَصلِّبونَ، وتجلِدون منهم في مجامعكم، وتطردونهم من مدينة إلى مدينة، لكي ما يأتي عليكم كل دم زكيٍّ سُفِكَ على الأرض، من دم هابيل الصدِّيق إلى دم زكريَّا بن براخيَّا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح. الحقَّ أقول لكم: إن هذه جميعها تأتي على هذا الجيل. ( والمجد للـه دائماً ) +++
08-10-2015, 10:22 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 17-2-2008
رحلة الخبر إلى أذنيك
ليس كل ما يصل إلى أُذنيك هو صدق خالص. فلا تتحمَّس بسرعة لكل ما تسمع ولا لكل ما تقرأ. ولا تتخذ إجراءً سريعًا لمُجرَّد كلام سمعته من إنسان ما. بل تحقق أوَّلًا. واعرف أن كثيرًا من الكلام يقطع رحلة طويلة قبل أن يصل إلى أُذنيك.
صدق الحكيم الذي قال: "لا تُصدِّق كل ما يُقال". لهذا اجعل عقلك رقيبًا على أُذنيك، وافحص كل ما تسمعه. ولا تُصدِّق كل خبر، لئلا تُعطي مجالًا للوشاة والكاذبين، ولِمَن يخترعون القصص، ولِمَن يؤلِّفون الأخبار، ولِمَن يدسُّون ويشهدون شهادة زور. كل هؤلاء يبحثون عن إنسان سهل يُصدِّقهم. وقد قال عنهم أمير الشعراء أحمد شوقي:
قد صادفوا أذنًا صفواء ليِّنة فأسمعوها الذي لم يُسمعوا أحدًا
وما أجمل قوله أيضًا عن مثل هذا الذي يُصدِّق كل ما يسمعه، ويقبل الأكاذيب كأنها صدق:
أثَّر البهتان فيهِ وانطوى الزورُ عليهِ
يا له من ببغاءٍ عقله في أُذنيهِ
نعم لو كُنَّا نعيش في عالم مثالي، أو في وسط الملائكة، لأمكنك حينئذ أن تُصدِّق كل ما تسمعه، ولا تتعب ذاتك في فحص الأحاديث ولكن ما دام الكذب موجودًا في العالم، وما دمنا نعيش في مُجتمع توجد فيه ألوان من الناس يختلفون في نوع أخلاقياتهم، وفي مدى تمسكهم بالفضيلة، فإنَّ الحكمة تقتضي إذن أن نُدقِّق ونُحقِّق قبل أن نُصدِّق، وأن نفحص كل شيء ونتمسَّك بما هو حق.
ولكن قد يقول أحدهم: "إنني أُصدِّق هذا الخبر على الرغم من غرابته، لأنني سمعته من إنسان صادق لا يمكن أن يكذب".
نعم، قد يكون هذا الإنسان صادقًا، ولكنه سمع الخبر من مصدر غير صادق، أو من مصدر غير دقيق... أو قد يكون الشخص الذي حدَّثك أو نقل الخبر إلى مَن حدَّثك، جاهلًا بحقيقة الأمر، أو على غير معرفة وثيقة أكيدة بما يقول... أو قد يكون مبالغًا أو مازحًا أو مداعبًا. أو رُبَّما يكون قد أخطأ في السماع أو الفهم. أو أن المصادر التي استقى منها معلوماته غير سليمة...
أو رُبَّما يكون المصدر الأصلي الذي أخذ عنه هذا وذاك غير خالص النية فيما يقول. وهناك أسباب شخصية تدفعه إلى طمس الحقائق، أو إلى الدَّس والإيقاع بين الناس. أو قد يكون من النوع الذي يتباهى بمعرفة الأخبار والسبق إلى نشرها بين الناس. فيقول ما يصل إليه بسرعة بدون تحقيق... وقد يكون مُحبًّا للاستطلاع، يلقي الخبر ليعرف ما مدى وقعه على الناس.
ولكن رُبَّما يقول القائل: "إني لم أسمع هذا الخبر من فرد واحد فقط، إنَّما من كثيرين، مما يجزم بصحته".
فنقول: إنه لا يصح أن نحكم عن طريق السماع دون تحقيق، حتى لو سمعنا من كثيرين! فما أكثر ما يكون كلام الكثيرين على وفرة عددهم، له مصدر واحد مخطئ... وما أكثر مما تتفق جماعة كبيرة من الناس على كذب مشترك، وفي التاريخ أمثلة كثيرة عن هذا الأمر. وما أكثر ما تتفق مجموعة من شهود الزور على أمر ما، وهكذا تفعل أيضًا مجموعات من ناشري الشائعات...
إنَّ وصية "لا تشهد بالزور" كما أنها موجهة إلى المُتكلِّم، هي أيضًا موجهة إلى السامع. فالذي يسمع الكذب ويقبله، إنَّما يُشجِّع الكاذب على الاستمرار في كذبه. وبقبوله، يحيط نفسه بأُناس مخطئين غير مخلصين.
وكذلك فإنَّ ناقل الكذب يُعتبر كاذبًا، وشريكًا في نشر الكذب. وقد يقع تحت هذا العنوان أيضًا مروجو الشائعات الكاذبة. بل قد يقع في هذا الفخ، البسطاء الذي يُصدِّقون كل ما يسمعونه! ويتكلَّمون عنه. كأنه حقيقة، دون فحص أو تدقيق. وفي الحقيقة لا نستطيع أن نُسمِّي مثل هذه بساطة. لأنَّ البساطة في جوهره هي عدم التعقيد، وليس قلة الفهم أو البعد عن الحكمة والتدقيق. ونحن نؤمن بالبساطة الحكيمة، وبالحكمة البسيطة...
اثنان يشتركان في خطية الكذب: قابل الكذب، وناقل الكذب. وكلاهما يشتركان مع الكاذب الأصلي في نشر كذبه.
وإن كانت بعض المشاكل تتسبَّب أحيانًا من نقل الكلام، فإن أقل الناس ضررًا مَن ينقلون الكلام هو، كما يفعل جهاز تسجيل الصوت (الريكوردر) recorder الأمين المُخلص، الذي لا يزيد شيئًا على ما قيل، ولا ينقص، بل يُعطي صورة دقيقة صادقة عمَّا قيل.
إنَّما بعض الأشخاص قد يسمع كلامًا، فيتناوله ويضيف عليه رأيه الخاص ومفهومه الخاص، واستنتاجه وأغراضه وظنونه، ويُقدِّم كل ذلك معًا لإنسان آخر، كأنه الكلام المُباشر الذي سمعه مِمَّن نطق به!!
انظروا يا إخوتي ماء النيل وقت الفيضان، وهو بني اللون من كثرة ما حمل من طمي... هذا الماء كان في أصله ماءً نقيًّا صافيًا رائقًا عندما نزل مطرًا من السماء على جبال الحبشة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولكنه طوال رحلته في الطريق، كان ينحت الطمي من الصخور، ويختلط بالطين حتى وصل إلينا في الفيضان بصورته وهو بُني اللون طيني...
هكذا كثير من الأخبار التي تصل إليك مُشبَّعة بالطين، رُبَّما كانت رائقة صافية في بادئ الأمر. والفرق بينها وبين ماء النيل، أن طينه مُفيد للأرض. أمَّا الطين الذي خلطه الناس في نقلهم للأحاديث، فإنه ضار وخطر ومُفسد للعلاقات...
كثير من الأخبار عندما تصل إليك، تكون أخبار مختلفة جدًا عن الواقع. وسأضرب لذلك مثلًا:
مُجرَّد خبر هو: حدث حوار ساخن بين صديقين في أحد الموضوعات. وصل هذا الخبر إلى زميل لهما فقال: "وقد سمعت أن أحدهما جرح شعور صديقه أثناء الحوار جرحًا غائرًا، وأهانه إهانة شديدة". ووصل هذا الكلام إلى شخص آخر، فأضاف: "وطبيعي أن هذا الذي أهين قد غضب غضبًا شديدًا وتألَّم". ووصل الخبر إلى شخص ثالث، فقال: "وسمعت أيضًا أنه قال بعد ذلك: "صديقي هذا هو خطيب أختي. فإن تزوَّجها سوف يهينها كما أهانني، ويجعل حياتها مُرًّا وعلقمًا". ووصل هذا الكلام إلى شخص رابع، فأضاف: "وقد سمعت أنه ذهب إلى أسرته محملًا بهذه المشاعر، وحكى لهم كل شيء وهو متضايق ومتألِّم". وسمع هذا الكلام شخص خامس، فقال: "وطبيعي أن أب هذه الأُسرة قال في اجتماع عائلي: نشكر اللَّه الذي كشف لنا هذا الشخص العنيف قبل أن يتزوج ابنتنا. لا شكَّ أنه إذا تمَّ زواجه بها، سيجعل حياتها جحيمًا لا يُطاق". ووصل هذا الكلام إلى شخص سادس، فقال: "ولابد أنه في اجتماع الأُسرة نوقش موضوع فك تلك الخطوبة". ووصل هذا الكلام إلى شخص سابع، فأسرع ونشر خبرًا في إحدى المجلات بعنوان: (مأساة فتاة مخطوبة)، قال فيه: "حدثت مشادة حامية بين صديقين، أدَّت إلى خلاف بينهما، ثم بين أُسرتيهما. وانتهى بفك الخطوبة التي بين أحدهما وأخت الآخر. وانتظروا التفاصيل بالأسماء في العدد المُقبل".
حدث كل هذا بينما الصديقان اعتبرا حوارهما موضوعيًا وليس شخصيًا. وخرجا منه وهما في صفاء تام، دون أن يترك أي أثر سيئ في نفسية أحدهما ضد الآخر. ولكن هكذا كانت رحلة الخبر عن حوارهما الساخن.
لذلك أقول مرَّة أخرى: لا تُصدِّق كل ما يُقال. بل حقِّق ودقِّق، قبل أن تُصدِّق. +++
08-12-2015, 03:05 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 24-2-2008
الحق.. والدفاع عنه
ما هو الحق؟ الحق هو الصدق، فهو ضد الكذب. والحق هو البِرّ، ولذلك فهو ضد الباطل. والحق هو العدل. ولذلك فالحق ضد الظُّلم. ووزارة العدل كانت تُسمَّى قديمًا بوزارة الحقانية. والكلية الجامعية الخاصة بالقوانين والعدل، هي كلية الحقوق. وأكثر من هذا كله، فإنَّ الحق هو اسم من أسماء اللَّه جلّ وعلا. لذلك فالحق له جلاله، وهو يعلو على كل شيء..
سعيد هو الإنسان الذي لا يقول إلاَّ الحق، ولا يحكم إلاَّ بالحق، ولا يتصرَّف إلاَّ بالحق. والمغالاة فيما تظنه حقًا، ليست هي حقًا خالصًا. فإنَّ بعض الذين يحبون الحق يتطرفون في فهمه، ويكون هذا التطرف ضد الحق. لذلك قال بعض الفلاسفة: إنَّ الفضيلة الحقة هي توازن بين نقيضين هما الإفراط والتفريط.
وهكذا فإنَّ بعض مُحبي الحق يحتارون بين الوداعة والشجاعة: فالبعض قد يبالغون في الوداعة حتى تتحوَّل إلى ضعف وإلى ليونة في الطبع. أو قد يبالغون في الشجاعة حتى تتحوَّل إلى تهور واندفاع. بينما الحق أن يكون التَّصرُّف في حكمة. فيكون الإنسان وديعًا في شجاعته، وشُجاعًا في وداعته، لا يتطرَّف بل يحفظ التوازن بينهما.
وأيضًا في التربية الحقة، يحفظ التوازن بين التدليل والشدة. فليس الحنان الحقَّاني هو حب بلا ضابط، وبلا مبالاة بالأخطاء مِمَّا يُشجِّع على الاستمرار فيها. كذلك من الناحية لا مانع من استخدام الحزم في غير عنف منفر..
والذي يحب الحق، ويهمه الدفاع عنه، يجب عليه -قبل أن يأخذ حق اللَّه من الناس- أن يأخذ حق اللَّه أولًا وقبل كل شيء من نفسه هو. وكما قال الشاعر:
يا أيها الرجل المُعلِّم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليمُ
ابدأ بنفسك فالهها عن غِيّها فإذا انتهت عنه فأنت حكيمُ
الذي يحب الحق، لا يجامل نفسه أبدًا، ولا يدافع عن أخطائه ولا يبرِّرها، ولا يلتمس لنفسه الأعذار في كل سقطاته وضعفاته. بل يعترف أنه أخطأ، فهذا حق. وأيضًا لا يجامل أحدًا من أحبائه أو أصدقائه على حساب الحق. فإنَّ الذي يحب الحق، يفضل الحق أكثر من محبته للأصدقاء.
والذي يحب الحق، له ميزان واحد يزن به كل الأفعال وكل الأشخاص. فهو بعيد عن الطائفية والتَّعصُّب. لا فرق عنده بين قريب وغريب. والحق عنده لا يتأرجح بعوامل تتصل بالدين أو الجنس أو القرابة. وأيضًا في حكمه على الأفعال، لا يبالغ في تقدير الخطأ والصواب... ويعرف تمامًا أنَّ مُبِرِّئُ المُذنِب، ومُذنِّبُ البَرِيءَ، كِلاهُما غير مقبول أمام اللَّه، لأنَّ كليهما ضد الحق.
والذي يحب الحق، لا يظلم أحدًا، ولا يقبل أن يقع ظلم على أحد، حتى لو كان من الذين يعادونه...
وهو لا يدين أحدًا في أمر من الأمور، بينما يبرر غيره في نفس الأمر، بسبب نوعية عواطفه تجاه هذا وتجاه ذاك. هو أيضًا لا مانع عنده من أن يدين نفسه في عمل من الأعمال، إن كان ما عمله ضد الحق...
الذي يدافع عن الحق، ينبغي أن يتأكد تمامًا أن ما يدافع عنه هو الحق. لأنَّ كثيرين يتحمَّسون لأمور مُعيَّنة، ويُدافعون عنها بكل قوَّتهم -عن جهل واندفاع- بينما لا تكون هذه الأمور حقًا في ذاتها، بل تحتاج منهم إلى دراسة متأنية ليتأكَّدوا أنَّ الحق في جانبهم في حماسهم هذا.
وبالمِثل مَن يُهاجم شخصًا ما بِاسم الحق، ينبغي أن يتأكَّد -قبل مهاجمته له- من أنه قد انحرف عن طريق الحق. وإلاَّ فإن مهاجمته له تكون لونًا من الظُّلم والتشهير لا يرضى عنها الحق في شيء، بل يرفضها.
والذي يسير في طريق الحق، يكون بارًا، يتحرَّر من الباطل، ومن الزيف، ومن الرياء والتَّملُّق والنفاق، ومن التَّظاهر بما ليس فيه. فكل هذه أمور ضد الحق... وأيضًا لا يكون شخصًا ذا وجهيْن. ولا يقول غير ما يبطن، بل يكون صادقًا في كل ما يقول. وليعلم أنَّ الرياء لا ينفعه بل ينكشف كما قال الشاعر:
ثوب الرياء يشفّ عما تحته فإذا التحفت به فإنك عاري
والذي يحب الحق يحتمل من أجله، لأنَّ كثيرين لا يحبون الحق إن كان ضدَّ أهوائهم أو ضد مصالحهم، أو إن كان هذا الحق يكشفهم أمام غيرهم. لذلك هم يهاجمون مَن يقول الحق، ويحاولون أن يزيحوه من طريقهم أو يكتموا صوته. فعليه أن يحتمل.
على أنَّ كلمة الحق لها قوَّتها، حتى إن صدرت من طفل صغير ذلك لأنَّ قوة الحق تنبع من ذاته لا من قائله. فكم تكون كلمة الحق أقوى وأقوى إن صدرت من إنسان مسئول له مكانته. بعكس ذلك الباطل الذي ليست له قوة في ذاته، مهما كانت قوة مَن يدافع عنه، ومهما كانت سُلطته.
ومع ذلك فإنَّ العالم منذ القدم يشهد صراعًا مستمرًا طوال الأجيال بين الحق والباطل. والمعروف أنَّ الحق له طريق واحد مستقيم، بينما الباطل له طُرق كثيرة وملتوية.
وفي الصراع بين الحق والباطل، قد يبدو الحق منهزمًا في بادئ الأمر، ولكنه لابد أن ينتصر أخيرًا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولكن لماذا ينهزم الحق أولًا وينتصر الباطل؟ ذلك لأنَّ الباطل يستطيع أن يستخدم الكذب والخداع، بينما يتسامى الحق عن هذا. وأيضًا الباطل يلجأ إلى اللف والدوران، وإلى الدس والتآمر، وقد يجذب إليه كثيرين بأساليبه المخادعة، وبإغراءات ووعود. ولكنه لا يستطيع أن يستمر، فينتصر الحق أخيرًا.
هذا الأمر شبَّهه القديس أوغستينوس بالوقود الذي ينتج عنه دخان ونار. فالدخان يعلو إلى فوق، ويظل يعلو ويعلو، وتتسع رقعته. وفيما هو يعلو وتتسع رقعته، فإنه يتبدد!! أمَّا النار فهي تبقى تحت، ولكنها تحتفظ بقوَّتها وحرارتها وتستمر.
لذلك فلا يصح أن يخاف السائرون في طريق الحق أو ييأسوا، إن وجدوا أنَّ الباطل يرتفع ويعلو، أو حتى يسود. فإن هذا كله إلى حين ولن يستمر... فلابد أن ينتصر الحق أخيرًا وينهزم الباطل أو يزول. ينبغي أن يبقى الحق صامدًا لا يتزعزع. فقوَّته في صموده وفي المعونة الإلهية التي تعاضده من فوق. +++
08-12-2015, 12:35 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاربعاء ) 12 أغسطس 2015 6 مسري 1731 عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي ( 68 : 25 ـ 26 ) تُبادِرُ الرؤساءُ إلى كلِّ المُرتِّلين، في وسطِ صبايا ضارباتٍ بالدفوفِ. في الكنائس باركوا اللـه، والربُّ مِن ينابيع إسرائيلَ. هللويا. إنجيل العشية من إنجيل معلمنا متى البشير ( 26 : 6 ـ 13 ) وفيما كان يسوعُ في بيتِ عنيا في بيتِ سمعان الأبرص، جاءت إليه امرأةٌ معها قارورةُ طيبٍ كثير الثَّمن، فسكبتهُ على رأسِهِ وهو مُتَّكئٌ. فلمَّا رأى تلاميذهُ ذلك تقمقموا قائلين: " لماذا كان هذا الإتلافُ ؟ لأنَّه كان يُمكن أن يُباع هذا بكثيرٍ ويُعطى للفُقراءِ ". فعلِمَ يسوعُ وقال لهم: " لماذا تُتعبونَ المرأةَ ؟ فإنَّها قد عمِلَت بي عملاً حسناً ! لأنَّ الفُقراء معكُم في كلِّ حينٍ، وأمَّا أنا فلستُ معكُم في كلِّ حينٍ. لأنَّ هذه قد سَكَبَت هذا الطِّيبَ على جسدي لتَكْفيني. الحقَّ أقولُ لكُم : حيثما يُكرز بهذا الإنجيل في كلِّ العالم يُخبرْ أيضاً بما فعلتهُ هذه المرأة تذكاراً لها. ( والمجد للـه دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 8 : 2 ، 3 ) مِن أفواهِ الأطفال والرُّضعان هيأتَ سُبحاً، لأنِّي أرى السَّمَواتِ أعمالَ يديكَ، والقمر والنجوم أنتَ أسَّستَها. هللويا. إنجيل باكر من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 4 : 15 ـ 24 ) قالت له المرأةُ: " يا سيِّدُ أعطني هذا الماء لكي لا أعطشَ ولا آتي إلى هنا لأستقيَ ". قال لها يسوعُ: " اذهبي وادعي زوجكِ وتعاليْ إلى هنا ". أجابت المرأةُ وقالت: " ليسَ لي زوجٌ ". قال لها يسوعُ: " حسناً قلتِ ليسَ لي زوجٌ ، لأنَّه كان لكِ خمسةُ أزواجٍ، والَّذي معكِ الآنَ ليسَ هو زوجكِ. هذا قُلتِ بالصِّدقِ ". قالت له المرأةُ: " يا سيِّدُ أرى أنَّك نبيٌّ! آباؤُنا سجدوا على هذا الجبل، وأنتُم تقولون إنَّ موضع السجود في أورشليمَ الذي ينبغي أن يُسجدَ فيهِ ". قال لها يسوعُ: " يا امرأةُ، صدِّقيني أنَّه تأتي ساعةٌ، حتَّى أنَّه لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم يُسجد للآب. أنتم تسجدونَ للذي لا تعرفونه. أمَّا نحن فنسجُد للذي نعرفه. لأنَّ الخلاصَ هو من اليهود. ولكن ستأتي ساعةٌ ، وهيَ الآن، حين السَّاجدون الحقيقيُّونَ يَسجدون للآب بالرُّوح والحقِّ، لأنَّ الآب أيضاً يطلب مثل هؤلاء الذين يسجدون له. الله روحٌ هو. والذين يسجدون له يجب أن يسجدوا بالرُّوح والحقِّ. ( والمجد للـه دائماً )
القــداس البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس ( 5 : 8 ـ 21 ) سيروا إذاً كأولاد النُّور. لأنَّ ثمرَ الروح هو في كلِّ صلاحٍ وبرٍّ وحقٍّ. مُختبرين مَا هو مَرضيٌّ عند الرَّبِّ. ولا تشتركوا في أعمال الظُّلمة غير المُثمرةِ بل بالحريِّ وبِّخوها. لأنَّ الأمور التي يفعلونها سرّاً ، ذكرُها أيضاً من العار. ولكنَّ كلَّ ما يوبِّخهُ النُّور يُعلن. لأنَّ كلَّ ما أُظهِرَ فهو نورٌ. ومن أجل هذا يقول: " قُم أيُّها النَّائم وقُمْ واقفاً من بين الأمواتِ فيُضيءَ لكَ المسيحُ ". فانظروا الآن يا إخوتي نظراً شافياً بالتَّدقيق كيف تسيرون لا كجهلاء بل كحكماء. مُفتدين الوقت لأنَّ الأيَّام شرِّيرةٌ. من أجل هذا لا تكونوا أغبياء بل افهموا ما هيَ إرادة الرَّبِّ. ولا تسكروا بالخمر الذي فيه عدم الصحة بل كونوا كاملين بالرُّوح، ومكلِّمين أنفسكم بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وتراتيل روحيَّة، مُسبِّحين ومُرتِّلين للربِّ في قلوبكم. شاكرين كلَّ حينٍ على كلِّ شيءٍ في اسم ربِّنا يسوع المسيح واللـه الآب. خاضعين بعضكم لبعض في خوفِ المسيح. ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى ( 3 : 5 ـ 14 ) لأنه هكذا كانت قديماً النِّساءُ القدِّيساتُ أيضاً المتوكِّلاتُ على الله ، يُزيِّنَّ أنفسهنَّ خاضعاتٍ لرجالهنَّ، كما كانت سارةُ تُطيعُ إبراهيم وتدعوه سيِّدى. التي صرتُنَّ لها أولاداً ، صانعاتٍ الخير، وغير خائفاتٍ خوفاً من أحد البتَّة.كذلك أنتم أيضاً أيُّها الرِّجالُ ، كونوا ساكنينَ معهُنَّ عالمين أن النِّساء آنية ضعيفة، مُعطينَ إيَّاهُنَّ كرامةً، كالوارثاتِ أيضاً نعمة الحياة بأي نوع لكي لا تُعاقَ صلواتكُم. والنهايةُ، كونوا جميعاً برأي واحدٍ، وكونوا مشتركين في الآلام. وكونوا مُحبيِّن الإخوة رحومين مُتواضعين، غير مُجازينَ عن شرٍّ بشرٍّ أو عن شتيمةٍ بشتيمةٍ، بل بالعكس مُبارِكينَ، لأنكم لهذا الأمر دُعيتم لكي ترثوا البركة. لأنَّ من أراد أن يُحبَّ الحياة ويرى أيَّاماً صالحةً، فليكفُفْ لسانهُ عن الشَّرِّ وشفتيه من أن يَتكلما بالمَكْرِ، وليَحِد عن الشَّرِّ ويصنع الخير، وليطلُب السَّلام ويَجِدَّ في أثرهِ. لأنَّ عيني الرَّبِّ تنظران الأبرارُ وأُذنيهِ تنصتان إلى طلبهم، وأمَّا وجه الرَّبِّ ضدُّ فاعلي الشَّرِّ.فمن ذا الذي يمكنه أن يؤذيكم إذا كنتم غيورين على الخير؟ ولكن وإن تألَّمتُم من أجل البرِّ، فطوباكم. وأمَّا خوفهُم فلا تَخافوهُ ولا تضطربوا. ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 21 : 5 ـ 14 ) ولكن حدث لمَّا استَكملنَا الأيَّام خرجنا ومشينا، وهم يُشيِّعوننا، مع نساءٍ أيضاً وأولادهم إلى خارج المدينة. فجثونا على رُكبنا على الشَّاطئ وصلَّينا. ولمَّا ودَّعنا بعضنا بعضاً ركبنا السفينة. وأمَّا أولئك فرجعوا إلى خاصَّتهم.وأمَّا نحن فأقلعنا من صور، وأقبلنا إلى بتولمايس ( عكا ) فسلَّمنا على الإخوة وأقمنا عندهم يوماً واحداً. ثم خرجنا في الغد وجئنا إلى قيصريَّة، فدخلنا بيت فيلُبُّس المُبشِّر، إذ كان واحداً من السَّبعة وأقمنا عنده. وكان لهذا أربع بناتٍ عذارى كنَّ يتنبَّأنَ. وبينما نحن مُقيمونَ هناك أيَّاماً كثيرةً، جاء واحد من اليهوديَّة نبيٌّ اسمه أغابوس. فجاء إلينا، وأخذ منطقة بولس، وربط يَدَيْ نفسه ورجليه وقال : " هـذا ما يقوله الرُّوح القـدس : إن الرَّجُـل الذي له هذه المِنْطَقَةُ، سيربُطهُ اليهود هكذا في أورشليم ويُسلِّمونه إلى أيدِي الأُمَم ". فلمَّا سمعنا هذا طلبنا إليه نحنُ والإخوة الذين في ذلك المكان أن لا يصعد إلى أورشليم. حينئذٍ أجاب بولس وقال: " ماذا تفعلون؟ تَبْكُونَ وتُحزنون قلبي، لأنِّي مُستعدٌّ ليس أن أُربط فقط، بل مُستعدٌّ أن أموتَ أيضاً في أورشليم لأجل اسم الربِّ يسوع ". ولمَّا لم يُقنَع سكتنا قائلين: " لتكن إرادةُ الربِّ ". ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. ) السنكسار اليوم السادس من شهر مسرى المبارك شهادة القديسة يوليطة الشهيدة في مثل هذا اليوم استشهدت القديسة يوليطة. وُلدت بقيصرية القبادوق من أبوين مسيحيين غنيين. فورثت عنهما أموالاً جزيلة. فاغتصبها منها أحد الظالمين، بواسطة شهود زور، أقامهم ضدها بالرشوة، ولمَّا عَلَمَ أنها تريد إقامة الحجة عليه لتُظهر اغتصابه وكذبه، وشى بها عند والي القبادوق أنها مسيحية. فقالت في نفسها أن الأشياء الحاضرة ليست شيئاً لتعرضها للضياع، أما الأمور المقبلة فإن أنا اقتنيتها فلن ينزعها أحد مني. ولمَّا حضرت أمام الوالي اعترفت باسم المسيح، فطرحها فى النار، فأسلمت روحها الطاهرة بيد الرب. ونالت عوض أملاكها الفانية الحياة الأبدية. وقد مدحها القديس باسليوس الكبير كثيراً.صلاتها تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.
مزمور القداس من مزامير أبينا داود النبي ( 45 : 15,14 ) يُدخلنَ إلى المَلكِ عذارى في إثرِها. جميعُ أقربائها إليه يقدَّمْنَ. يَبلُغنَ بفرحٍ وابتهاجٍ يَدخُلنَ إلى هيكلِ المَلكِ. هللويا. إنجيل القداس من إنجيل معلمنا متى البشير ( 25 : 1 ـ 13 ) حينئذٍ يُشبهُ ملكوت السَّمَوات عشر عذارى، أخذن مصابيحهُنَّ وخرجن للقاء العريس. وكان خمسٌ منهُنَّ جاهلاتٍ، وخمسٌ حكيماتٍ. أمَّا الجاهلاتُ فأخذنَ مصابيحهُنَّ ولم يأخذنَ معهُنَّ زيتاً، وأمَّا الحكيماتُ فأخذن زيتاً في آنيتهنَّ مع مصابيحهنَّ. وإذ أبطأ العريسُ نعسنَ جميعهنَّ ونِمنَ. ففي منتصف اللَّيل صار صراخٌ: هوَذا العريس قد أقبل، فاخْرُجنَ للقائهِ! حينئذٍ قامت جميع أولئك العذارى وزينَ مصابيحهنَّ. فقالت الجاهلات للحكيمات: أعطيننا من زيتكنَّ فإنَّ مصابيحنا تنطفئُ. فأجابت الحكيمات قائلاتٍ: لعله لا يكفي لنا ولكنَّ، فالأحرى أن تذهبن إلى الباعة وابتعنَ لكُنَّ. وفيما هُنَّ ذاهباتٌ ليبتعنَ جاء العريسُ، والمستعدَّاتُ دخلنَ معه إلى العُرس، وأُغلق الباب. وأخيراً جاءت بقيَّة العذارى أيضاً قائلاتٍ: ياربنا ياربنا افتح لنا. فأجاب وقال الحقَّ أقول لكُنَّ: إنِّي لا أعرفكُنَّ. فاسهروا إذاً لأنَّكُم لا تعرفونَ اليومَ ولا السَّاعةَ. ( والمجد للـه دائماً ) +++
08-12-2015, 04:03 PM
صديق مهدى على
صديق مهدى على
تاريخ التسجيل: 10-09-2009
مجموع المشاركات: 10703
سلام إخو ى يا خ تبشر بالمسيحية دا شئ لكن هنا لا لأن هذا الموقع للتواصل فقط يعنى لا هو معبد يهودى و لا كنيسة ولا مسجد بل هو حلقة وصل لكل الناس بس عشان ما تحر جنا معاك بوست ك دا وضعته فى غير مكانه معليش ممكن يكون عندك موقع خاص بالتبشير وتطلب من خلال هذا الموقع زيارة الآخرين لك فى موقعك الخاص تحياتى صديق مهدى على تخ ريمة نحن نؤمن بكل الملائكة والرسل والكتب السماوية واليوم الآخر و ا لقضاء والقدر خيره وشره
08-13-2015, 01:08 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الخميس ) 13 أغسطس 2015 7 مسري 1731 عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي ( 9 : 13،11) رتِّلوا للربِّ السَّاكن في صهيون، وأخبروا في الأُمَم بكلِّ أعمالهِ. لكي ما أُخبرَ بجميع تسابيحكَ في أبوابِ ابنةِ صهيون. هللويا. إنجيل العشية من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 14 : 3 ـ 9 ) وفيمَا كان في بيتِ عنيا في بيتِ سمعانَ الأبرصِ مُتَّكئاً جاءت امرأةٌ معها قارورةُ طيبِ ناردينٍ خالصٍ كثير الثَّمنِ فكسرتِ القارورةَ وسكبتُها على رأسهِ. وكان قومٌ مُتذمرينَ في أنفُسهم قائلين: " لماذا كان إتلاف هذا الطِّيب؟ فإنَّهُ قد كان يُمكنُ أن يُباعَ هذا بأكثر مِن ثلاث مئة دينارٍ وتُعطى للمساكين ". وكانوا يؤنِّبونَها. أمَّا يسوعُ فقال لهم: " اترُكوها! لماذا تزعجونها؟ قد عَمِلَت بي عملاً حسـناً. لأنَّ الفقـراءَ معكُم في كلِّ حيـنٍ وإذا أردتم تقدرون أن تصنعوا معهم خيراً كلَّ حينٍ. وأمَّا أنا فلستُ معكُم في كلِّ حينٍ. فما كان لها قد فعلتُه لأنَّها سبقَت فدهنت بالطِّيب جسدي لدفني. الحقَّ أقولُ لكُم: إنَّه حيث يُبَشَّرُ بهذا الإنجيل في كلِّ العالم، يُخبَر أيضاً بما صنعتهُ هذه تذكاراً لها. ( والمجد للـه دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 102 : 21،19 ) الربُّ نظرَ مِن السماءِ على الأرضِ، ليسَمعَ تَنهُدَ المغلولين. ليُخبِروا في صهيونَ بِاسم الربِّ، وتسبحتهِ في أورشليم. هللويا. إنجيل باكر من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 12 : 41 ـ 44 ) ثم جلسَ يسوعُ قدَّام خزانةِ الهيكل وكان ينظر كيف يُلقي الجميعُ نُحاساً في الخزانةِ وكان أغنياءُ كثيرونَ يُلقونَ كثيراً. فجاءت أرملةٌ مسكينة فألقت فلسينِ، قيمتُهُما رُبعٌ. فدَعا تلاميذهُ وقال لهُم: " الحقَّ أقولُ لكُم: إنَّ هذه الأرملةَ الفقيرةَ قد ألقت أكثر من جميع الذينَ ألقوا في الخزانةِ، لأنَّ الجميعَ من فضلتُهُم ألقوا. وأمَّا هذه فمن إعوازها ألقت كلَّ ما عِندها، وكل معيشتها ". ( والمجد للـه دائماً )
القــداس البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية ( 1 : 1 ـ 17 ) بولس، عبدٌ ليسوعَ المسيح، المدعُوُّ رسولاً، المُفرَزُ لإنجيلِ اللـهِ، الذي سبق فوعد به من قبل أنبيائه في الكُتُبِ المُقدَّسةِ، عن ابنه. الذي صار مِن نسلِ داود بحسب الجسد، ابنَ اللـهِ المرسوم بقوَّةٍ بحسبِ روح القداسةِ، بقيامةِ الأمواتِ: يسوعَ المسيح ربِّنا. الذي به نُلنا النعمة والرسالة لإطاعة الإيمان في جميع الأمم على اسمه، الذينَ بينهم أنتم أيضاً مدعُوُّو يسوعَ المسيح. إلى جميع الساكنين برومية، أحبَّاءَ اللـهِ، المدعوِّيين الأطهار: النعمة والسلام من اللـه أبينا وربِّنا يسوعَ المسيح.فأوَّلاً، أشكُرُ إلهي يسوع المسيح مِن جهة جميعكُم، لأنَّ إيمانكُم يُنادى به في كلِّ العالم. لأنَّ شاهدي هو اللـه الذي أعبده بروحي، في إنجيل ابنه، كيف بلا انقطاع أَذكُركُم، مُتَضَرِّعاً كل حين في صلواتي لعل يُسهِّل طريقي بمشيئة اللـه أن آتي إليكُم. لأنِّي مُشتاقٌ أن أراكُم، لكي أعطيكم نعمة روحيَّة لثباتكم، أعني أن نشترك في تقوية قلوبكم بالإيمان الكائن فينا مع بعضنا بعض إيمانكم وإيماني. ثمَّ لستُ أُريدُ أن تجهلوا أيُّها الإخوةُ أنَّني ها مراراً كثيرةً أستعد أن آتي إليكم، ومُنِعتُ إلى الآن، لكي أنال منكُم أنتم أيضاً ثمرة كما في سائر الأُمم. إنِّي مديونٌ لليونانيِّينَ والبرابرة والحكماء والجهلاء. فهكذا هو اجتهادي الموجود لدي أن أبشركم أنتم أيها الساكنون في رومية. لأنِّي لا أستحي بالإنجيل، لأنَّه قوَّةُ اللـهِ للخلاص لكلِّ مَنْ يؤمنُ: لليهوديِّ أوَّلاً ثمَّ لليونانيِّ. لأنَّ فيهِ برُّ اللـهِ يظهر بإيمانٍ، لإيمانٍ، كما هو مكتوبٌ " أمَّا البارُّ فبالإيمانِ يحيا ". ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة يعقوب الرسول ( 1 : 1 ـ 18 ) يعقوبُ، عبدُ اللهِ وربنا يسوعَ المسيح، يُهدي السَّلامَ إلى الاثني عشرَ سبطاً الذينَ في الشَّـتَاتِ. كونوا في فرح يا إخوتي إذا وقعتُم في تَجاربَ مُتَنوِّعةٍ، عَالمينَ أنَّ تجرُبة إيمانكُمْ تُنشئ صبراً. وأمَّا الصَّبرُ فليكُن فيهِ عملٌ تامٌّ، لكي تكونوا كاملينَ وأصحاءِ غير نَاقصينَ في شيءٍ. وإن كانَ أحدُكُم تُعوزُهُ حكمةٌ، فليطلُبْ مِنَ اللـهِ الذي يُعطي الجميعَ بسخاءٍ ولا يُعيِّرُ، فسيُعْطى له. وليسأل بإيمانٍ غير مُرتابٍ. لأنَّ المُرتابَ يُشبهُ أمواج البحر التي يخبطُها الرِّيحُ ويردها. فلا يَظُنَّ ذلك الإنسانُ أنَّهُ يَنَالُ شيئاً مِنْ عند الرَّبِّ. لأنَّ الرجُل ذو الرأيين هو مُتَقَلقِل في جَمِيع طُرُقِهِ. وليَفتَخِر الأخُ المُتواضع بارتفاعِهِ، وأمَّا الغَنيُّ فباتِّضاعِهِ، لأنَّهُ كزهر العُشبِ يَزولُ. لأنَّ الشَّمسَ أشرَقت مع الحَرِّ فيَبَّسَتِ العُشبَ، وأنتثر زهرُهُ وفَسد جَمالُ مَنظَرهِ. هكذا يَذبُلُ الغَنيُّ أيضـاً في كلِّ طُرُقِهِ. طُوبي للرَّجُل الذي يَصبر في التَّجربَة، لأنَّه إذا صار مُختاراً ينال إكليل الحياة الذي وعَدَ بِهِ الرَّبُّ للذِينَ يُحبُّونَهُ.فلا يقُل أحدٌ إذا جُرِّبَ أن اللـه قد جرَّبنى، لأنَّ الله غيرُ مُجرَّبٍ بالشُّرور، وهو لا يُجرِّبُ أحداً. ولكنَّ كلَّ واحدٍ يُجرَّبُ إذا انجذبَ وانخدعَ من شهوة نفسه. ثُمَّ إنَّ الشَّهوةُ إذا حبلتْ فإنَّها تلدُ خطيَّئةً، وأمَّا الخطيَّئة إذا كمَلَت فإنَّها تلد الموت. لا تضلُّوا يا إخوتي وأحبَّائي. كلُّ عطيَّةٍ صالحةٍ وكلُّ موهبةٍ تامَّةٍ فهي من فوقُ، نازلةٌ من عند أبِ الأنوار، الذي ليسَ عندهُ تغييرٌ ولا شبهُ ظل يزولُ. قد شاء فولدنا بكلمةِ الحقِّ لكي نكون باكورةَ خلائقه. ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 7 : 2 ـ 7 ) إلهُ المجدِ ظهر لأبينا إبراهيم وهو في ما بين النَّهرين، قبلما يَسكُن في حاران وقال له: " اخرج مِن أرضكَ ومِن عشيرتكَ، وهَلُمَّ إلى الأرضِ التي أُريكَ إياها. فخرج حينئذٍ مِن أرضِ الكلدانيِّينَ وسكنَ في حاران. ومن هُناكَ نقلهُ، بعد ما ماتَ أبوهُ، وأسكنهُ في هذه الأرض التي أنتم ساكنونَ فيها. ولم يُعطِهِ فيها ميراثاً ولا وطأةَ قدَم ولكن وعَدَ أن يُعطيها مُلكاً له ولنسلهِ من بعدهِ، إذ لم يكُن لهُ وَلَدٌ. وتكلَّم اللـهُ هكذا، أن يكونَ زرعهُ مُتغرِّباً في أرضٍ غريبةٍ، فيستعبدونه ويعذبونه أربع مئة سنةٍ، والأُمَّةُ التي يُستعبدُونَ لها سأَدينُها أنا، يقولُ اللـهُ. وبعد ذلكَ يخرجونَ ويعبُدونَني في هذا المكان. ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. ) السنكسار اليوم السابع من شهر مسرى المبارك 1. بشارة القديس يواقيم بالسيدة العذراء 2. نياحة القديس تيموثاوس الثاني بابا الإسكندرية السادس والعشرين 1ـ في مثل هذا اليوم أرسل اللـه ملاكه الجليل جبرائيل، وبشـر القديـس يواقيم بميلاد البتول والدة الإله بالجسد. كان هذا البار وزوجته القديسة حنة قد تقدما في أيامهما ولم يرزقا ولداً. لأن حنة كانت عاقراً. ولأن بني إسرائيل كانوا يُعيرون من لا ولد له. لهذا كان القديسان حزينين ومداومين على الصلاة والطلبة إلى اللـه نهاراً وليلاً، ونذرا أن الولد الذي يرزقانه يجعلانه خادماً للهيكل وفيما كان الصديق يواقيم في الجبل مواظباً على الصلاة نزل عليه سبات فنام، وظهر له ملاك الرب جبرائيل وبشره بأن امرأته حنة ستحبل وتلد مولوداً يقر عينيه ويسر قلبه. ويحصل بسببه، الفرح والسرور للعالم أجمع. ولمَّا انتبه من نومه أتى إلى بيته، فأعلم زوجته بالرؤيا فصدقتها وحبلت من تلك الليلة. وولدت السيدة البتول مريم. وافتخرت حنة بذلك على كل نساء العالم. شفاعتها تكون معنا. آمين. 2 ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً من سنة 193 ش ( 31 يوليه سنة 477م ). تنيح البابا القديس تيموثاوس الثاني البطريرك السادس والعشرون من باباوات الكرازة المرقسية. وقد اُختير هذا الأب للبطريركية بعد نياحة الأب المجاهد البابا ديسقورس في 3 بابه سنة 172 ش ( أول أكتوبر سنة 455م ). وحلت به شدائد كثيرة في سبيل المحافظة على الإيمان الأرثوذكسي. حيث نفاه الملك لاون الكبير إلى جزيرة غاغرا بفلاغونيا ولبث في منفاه سبع سنوات إلى أن أعاده الملك لاون الصغير بكرامة عظيمة. وقضى بقية أيامه في تثبيت المؤمنين على الإيمان المستقيم، وتنيح بسلام بعد أن جلس على الكرسي المرقسي واحد وعشرين سنة وعشرة شهور.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.
مزمور القداس من مزامير أبينا داود النبي ( 103 : 13 ، 16 ) أنتَ يا اللـهُ ترجعُ وتترأَّفُ على صهيون، لأنَّهُ وقتُ التراؤف عليها لأنَّ الزمانَ قد حضرَ. لأنَّ الربَّ يبني صهيونَ ويظهرُ بمجدِه. لأنَّهُ نظرَ إلى صلاةِ المساكين. هللويا. إنجيل القداس من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 1 : 1 ـ 25 ) مِن أجل أن كثيرين أخذوا في كتابة أقوال مِن أجل الأعمال التي أُكملَت فينا، كما سلَّمها إلينا الأولونَ الذينَ عاينوا وكانوا خدَّاماً للكلمةِ، اخترتُ أنا أيضاً إذ قد تَتَبَّعتُ كلَّ شيءٍ مِن الأوَّل بتدقيقٍ أن أكتُبَ لكَ أيُّها العزيزُ ثاؤفيلُس، لتَعرفَ قوَّة الكلام الذي وُعِظتَ بهِ.كانَ في أيَّام هيرودسَ ملك اليهوديَّةِ كاهنٌ اسمهُ زكريَّا مِن أيَّام خدمة آبيَّا، وامرأتُهُ كانت مِن بناتِ هرونَ واسمُها أليصاباتُ. وكانا كلاهُما بارَّين أمام اللـهِ، سالكينِ في جميع وصايا وحقوق الربِّ بلا لومٍ. ولمْ يكُن لهُما ولَدٌ، إذ كانت أليصابات عاقراً. وكانا الاثنان مُتقدِّمين في أيَّامهما.فكان بينما هو يَكهَنُ في رُتبة أيام خدمتهُ أمام اللـهِ، حسبَ عادة الكهنوت، أصابتهُ القُرعةُ أن يَرفع بخوراً فدخل إلى هيكل الربِّ. وكان كلُّ جمهورِ الشَّعبِ يُصلُّونَ خارجاً وقتَ البخورِ. فظهرَ لهُ ملاكُ الربِّ واقفاً عن يمينِ مذبح البخورِ. فلمَّا رآه زكريَّا اضطربَ ووقعَ عليهِ خوفٌ. فقال له الملاكُ: " لا تخفْ يا زكريَّا، لأنَّ طلبتكَ قد سُمِعتْ، وامرأتُكَ أليصاباتُ ستَحبل وتلِدُ لكَ ابناً وتسمِّيهِ يوحنَّا. ويكونُ لكَ فرحٌ وابتهاجٌ، وكثيرونَ سيفرحونَ بولادتهِ، لأنَّه يكونُ عظيماً أمام الربِّ، وخمراً ومُسكراً لا يشربُ ومِن بطنِ أمِّهِ يَمتَلِئُ من الرُّوح القدسِ. ويردُّ كثيرينَ من بني إسرائيلَ إلى الربِّ إلاههم. وهو يَتقدَّمُ أمامهُ برُوح إيليَّا وقوَّتهِ، ليردَّ قلوبَ الآباءِ إلى الأبناءِ، والعصاةَ إلى فكرِ الأبرارِ، لكي يُهيِّئ للـربِّ شعباً مُبرراً ".فقال زكريَّا للملاك: " كيف أعلَمُ هذا، لأنِّي أنا شيخٌ وامرأتي مُتقدِّمةٌ في أيَّامها؟ " فأجاب الملاكُ وقال لهُ: " أنا جبرائيل الواقفُ قدَّام اللـهِ، وأُرسِلتُ لأُكلِّمكَ وأُبشِّركَ بهذا. وها أنتَ تَصيرُ صامتاً ولا تستطيعُ الكلام، إلى اليوم الذي يكونُ فيهِ هذا، لأنَّكَ لم تُصدِّق كلامي الذي سَيَتمُّ في وقتهِ ". وكان جميعُ الشَّعبُ ينتظرُ زكريَّا وكانوا مُتَعّجِّبينَ مِن إبطائهِ في الهيكل. فلمَّا خرجَ لم يستطع أن يُكلِّمهُم، فعلموا أنَّهُ قد رأى رؤية في الهيكل. فكان يُشيرُ إليهُم بيده وبقيَ صامتاً.ولمَّا كَمِلَتْ أيَّام خدمتهُ مضى إلى بيتهِ. وبعد تلكَ الأيَّام حبِلت أليصابات امرأتهُ، وأخفتْ نفسها خمسة أشهر قائلةً: " أنَّه هكذا قد صنَعَ بي الربُّ في الأيَّام التي فيها نظرَ إلىَّ، لينزعَ عاري مِن بين النَّاسِ ". ( والمجد للـه دائماً ) +++
08-13-2015, 08:56 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
بعد قليل .. يكون لقاؤنا مع أبينا الورع مكارى يونان .. ومن قناة الكرمة .. ومن خلال هذا الرابط : http://alkarmatv.com/watch-alkarma-nahttp://alkarmatv.com/watch-alkarma-na
مقالة البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 2-3-2008
العطاء.. أهميته ودرجاته
إنَّ اللَّه تبارك اسمه هو المُعطي الحقيقي، والمُعطي الأعظم. إنه يُعطي الكل: يُعطي فوق ما نطلب، ويُعطي دون أن نطلب. لقد أعطانا نعمة الوجود، ونعمة الحياة. وأعطانا أيضًا نعمة العقل. وأعطانا خيرات، وكل ما نملكه هو من عنده...
وقد كلَّفنا اللَّه أن نعطي الفقراء والمحتاجين، وأن نعطي دور العبادة، ونعطي الجمعيات الخيرية التي تختص برعاية الأيتام أو الأرامل أو المرضى أو المعوقين... وأن كل عطاء من هذا النوع يُعتبر كأنه مُقدَّم إلى اللَّه نفسه، أو من حقوق اللَّه علينا في مالنا. ونحن حينما نُعطي للَّه، إنما نقول له كما قال داود النبي من قبل: "الكل منك. ونحن من يدك أعطيناك".
وفي التدريب على العطاء، أراد اللَّه من الإنسان أن يعطي شيئًا من كل ما يصل إلى يده، وليكن على الأقل عُشر ما عنده. وهذا وردت وصية العشور في التوراة من أيام موسى النبي. والمقصود بالعشور، ليس أن تكون كل كمية العطاء، وإنما هي الحد الأدنى للعطاء. لأنه من غير المعقول، إن دفعت العشور، ثم قصدك بعد ذلك شخص محتاج أو معوز، أن تقول له: "ليس لك عندي ما أعطيك إياه، لأني انتهيت من دفع عشوري، واستوفى اللَّه حقه من مالي "!!
إنَّ دفع العشور عند اليهود والمسيحيين، يُقابل الزكاة عند المسلمين. فهل العشور هي كل ما أمر به اللَّه في التوراة؟ كلا...
فبالإضافة إلى العشور، هناك الوصايا الخاصة بالبكور والنذور. وكان المقصود بالبكور قديمًا، أن يُعطي الإنسان كل بِكْر تلده بهائمه أو أغنامه، وأن يعطي ثمر شجره في السنة الأولى للإثمار، وأيضًا أوَّل حصيد أرضه.
ولما كُنَّا لا نعيش كلنا في بيئة زراعية. فالبكور حاليًا بالنسبة إلى الموظف، أن يدفع أوَّل مُرتَّب يقبضه. وبالنسبة إلى الطبيب، أوَّل كشف وأُجرة أوَّل عملية. وبالمثل مع باقي المهن...
أمَّا النذور فقانونها هو "خير لك أن لا تنذر، من أن تنذر ولا تفي". والنذور لا تؤجلها، ولا تلغيها، ولا تستبدلها...
هناك عن العطاء، قاعدتان ذكرهما سليمان الحكيم، هما:
1) "لا تمنع الخير عن أهله، حين يكون في طاقة يدك أن تفعله".
2) لا تقُل لصاحبك: "تعالَ غدًا فأعطيك" وموجود عندك.
وفي هاتين القاعدتين يرتفع العطاء عن مستوى العشور، ويصبح الواجب على الإنسان أن يعطي طالما ذلك في قدرته. وأيضًا لا يؤخر العطاء ولا يؤجله.
أمَّا من جهة النذور، فكانت وصية اللَّه هي " خير لك أن لا تنذر، من أن تنذر ولا تفي". والنذر هو عطاء اختياري يُقدِّمه الشخص، ولكنه مُلزم بالوفاء به. ولا يجوز تغيير النذر أو تأجيله أو إلغائه. فإذا اضطر الإنسان للتأجيل لظروف ضاغطة، فهذا على الأقل أفضل من عدم الوفاء بالنذر.
العطاء أيضًا لا يقتصر على الماديات، إنما يطلب اللَّه منك أن تعطيه يومًا في الأسبوع يكون له، نُسمِّيه "يوم الرب". وهو الأحد عند المسيحيين، والسبت عند اليهود، والجمعة عند المسلمين.
كذلك من جهة الوقت، تطبق عليه أيضًا وصية البكور. فيكون أوَّل اليوم للَّه، سواء في صلاة الفجر أو صلاة باكر. أو على الأقل يكون أوَّل مَن تُكلِّمه هو اللَّه، في صلاة خاصة.
إنَّ العطاء هو نوع من البذل، والتَّخلُّص من الذاتية، وفيه أيضًا شيء من التَّجرُّد، والتَّخلُّص من حُب المال ومن حب الجميع والتكريم، ومن حب المقتنيات والممتلكات. وقد قال السيد المسيح: "مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ".
لذلك كل يوم يمر عليك دون أن تعطي فيه شيئًا لغيرك، لا تعتبره من حياتك. واليوم الذي يكون كله أخذًا لا تحسبه مكسبًا، إلاَّ لو كنت تأخذ لكي تعطي... لهذا فكل ما يصل إلى يديك، درِّب نفسك أن تُعطي منه شيئًا لغيرك، ولا تنفرد به...
درِّب نفسك أيضًا أن تُعطي أفضل ما عندك. ولا تبحث عن الأشياء المرفوضة منك، فتعطيها للفقراء والمحتاجين، بل أعطِ مِمَّا تحبه نفسك، وما تشعر برغبة في التَّمسُّك به...
وهناك درجة عالية في العطاء، وهى أن تُعطي من أعوازك. أو أن تُعطي وأنت محتاج إلى ما تعطيه. وهنا تُظهر أنك في محبتك لغيرك، تُفضِّله على نفسك.
والذي يحب العطاء، يفرح بما يعطيه لغيره. وقد قال داود النبي في المزمور: "المُعطي المسرور يحبه الرب". والرب نفسه يُعطي خليقته بسرور. نقول ذلك لأنَّ البعض يعطي وهو متضايق ومتذمِّر، ويشعر أنَّ الذين يأخذون منه يرمقونه. مثل هذا الشخص، إنَّما يُعطي من جيبه وليس من قلبه! أمَّا الإنسان الروحي، فإنه يفرح حينما يُعطي، إذ يشعر أنه قد أسعد غيره، أو فك ضيقة إنسان. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وفرحه يدل على رضى في القلب وراحة بالعطاء.
فضيلة أخرى في العطاء، أن تُعطي بسخاء بلا تقتير. لا تُعطِ وأنت تحاسب اللَّه والناس على ما تعطيه. اللَّه نفسه في عطائه، لا يُعطي بكيل أو بقدر، إنما يفتح كوى السماء ويغدق علينا حتى نقول كفانا كفانا. كما أنه يُعطي بمداومة...
هناك درجة أعلى في العطاء وهى أن يعطي الإنسان كل ما يملك. وهذا ما فعله القديس الأنبا أنطونيوس أبو جميع الرهبان، الذي نفَّذ وصية السيد المسيح القائلة: "إن أردت أن تتبعني، اذهب بِع كل مالك وأعطه للفقراء، وتعالَ اتبعني " ولا شك أن هذه درجة من الكمال والتَّجرُّد لا يستطيعها كل أحد، إنما هي خاصة بالنُّسَّاك والزاهدين. وهى أفضل من الإعطاء من العوز. والذي يعطي الكل، إنَّما يُبرهِن على أنه لم تعد في قلبه أيَّة شهوة لامتلاك شيء.
على أنه أعلى درجة في العطاء، هي أن يُعطي الإنسان ذاته. كما يبذل الجندي ذاته في الدفاع عن وطنه، وكما يفدي شخص غيره بحياته...
ومثال هذا العطاء، الشمعة التي تذوب وتنتهي لكي تنير للآخرين. وأيضًا حبة البخور التي تحترق بالنار، لكي تُقدِّم رائحة ذكية لغيرها. فإن كنت أنت لا تستطيع أن تبذل ذاتك لغيرك، فعلى الأقل أعطه قلبك وحُبك.
بقى أن أقول لك: إنَّما في كل ما تعطيه إنما تنال بركة. فما تعطيه من مالك، تأخذ في مقابله بركة لِمَا يبقى من مالك. وما تعطيه من وقتك، إنَّما يبارك كل وقتك.
لهذا كله درِّب نفسك على العطاء. ودرِّب أطفالك، كأن تجعلهم يُقدِّمون الحلوى لضيوف، أو تشجعهم على إعطاء إخوتهم وأصدقائهم. +++
08-16-2015, 10:36 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاحد ) 16 أغسطس 2015 10 مسري 1731 عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي ( 119 : 166،169 ) صرختُ مِن كلِّ قلبي، فارحمني واستجب لي. صرختُ إليكَ فخلِّصني، واحفظ شهاداتكَ. هللويا. إنجيل العشية من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 18 : 9 ـ 17 ) وقالَ عن قوم واثقينَ بأنفسهمْ أنَّهُم أبرارٌ، ويحتقرونَ الآخرينَ هذا المثلَ قائلاً: " رجُلانَ صعدا إلى الهيكلِ ليُصَلِّيا، واحدٌ كان فرِّيسيٌّ والآخرُ عشَّارٌ. أمَّا الفرِّيسيُّ فوقفَ وكان يُصلِّي في نفسهِ بهذا قائلاً: اللّهُمَّ أنا أشكركَ أنِّي لستُ مثلَ باقي النَّاسِ الخاطفينَ الظَّالمينَ والزُّناةِ، ولا مثلَ هذا العشَّار. أصومُ مرَّتينِ في الأُسبوع، وأعطي عُشّر كلُّ مَا أقتنيهِ. وأمَّا العشَّارُ فوقفَ من بعيدٍ، لا يشاءُ أن يرفعَ عينيهِ نحوَ السَّماءِ، بل قرعَ على صدرهِ قائلاً: اللّهُمَّ ارحمني أنا الخاطئ. أقولُ لكُم إن هذا نَزلَ إلى بيتهِ مُبرَّراً دونَ ذاكَ، لأنَّ كلَّ مَن يرفعُ نفسهُ يتَّضعُ، ومَن يضعُ نفسهُ يرتفعُ ". وكانوا قدَّموا لهُ أولاداً ليلمسهُم، فلمَّا رآهُم التَّلاميذُ انتهروهُم. أمَّا يسوعُ فدعاهُم قائلاً: " دعوا الأولادَ يأتونَ إليَّ ولا تمنعوهُم، لأنَّ لمثلِ هؤلاءِ ملكوتَ اللـهِ. الحقَّ أقولُ لكُم: مَن لا يقبلُ ملكوتَ اللـهِ مثلَ ولدٍ فلن يدخلَهُ ". ( والمجد للـه دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 89 : 1 ، 2 ) مراحمُكَ ياربُّ أُسبِّحُها إلى الأبدِ، مِن جيلِ إلى جيلٍ أُخبرُ بحقِّكَ بفمي. لأنِّي قلتُ إنَّ الرَّحمةَ تُبنى إلى الأبدِ، صِدقُكَ في السَّمَواتِ مُهيَّأٌ. هللويا. إنجيل باكر من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 16 : 2 ـ 8 ) وباكراً جدّاً في أوّل الأسبوع أتينَ إلى القبر، إذ طلعت الشَّمس. وكُنَّ يُقلنَّ لبعضهنَّ: " مَن يُدحرج لنا الحجر عن باب القبر ". فرفعنَ عيونهنَّ ورأينَ أنَّ الحجر قد دُحرج! لأنَّه كان عظيماً جدّاً. ولمَّا دخلنَ القبر رأينَ شابّاً جالساً عن اليمين لابساً حُلَّةً بيضاء فاندهشنَ. أمَّا هو فقال لهُنَّ: " لا تخفنَ! أنتنَّ تطلبنَ يسوع النَّاصريَّ المصلوب. قد قام! ليس هو ههنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه. لكن اذهبنَ، وقُلنَ لتلاميذه ولبطرس إنَّه يسبقكم إلى الجليل. هناك ترونه كما قال لكم ". فخرجنَ سريعاً وهربنَ من القبر، لأنَّ الرِّعدة والحيرة أخذتاهنَّ. ولم يَقلنَ لأحدٍ شيئاً، لأنَّهُنَّ كُنَّ خائفاتٍ. ( والمجد للـه دائماً )
القــداس البولس من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل أفسس ( 6 : 1 ـ 23 ) أيُّها الأولادُ، أطيعوا والديكُم في الربِّ لأنَّ هذا أمر حقٌّ. أكرم أباكَ وأمَّكَ، التي هيَ أوَّل وصيَّةٍ بوعدٍ، لكي يكونَ لكَ خيرٌ، وتكونَ طويل العمر على الأرضِ. وأنتُم أيُّها الآباءُ، لا تُغيظُوا أولادكُم، بل ربُّوهُم بتأديبِ الربِّ وإنذارهِ.أيُّها العبيدُ، أطيعُوا سادتكُم حسبَ الجسدِ بخوفٍ ورعدةٍ، في بساطةِ قلبكُم كما تطيعونَ الربِّ. لا بخدمةِ العينِ كمن يُرضي النَّاسَ، بل كعبيدِ المسيح، عاملينَ مشيئةَ اللـهِ مِن نفسكُم، خادمينَ بنيَّةٍ صالحةٍ كما للربِّ، وليس للنَّاسِ. عالمينَ أن مهما عملَ كلُّ واحدٍ مِن الخير فذلكَ ينالهُ مِن الربِّ، عبداً كانَ أم حرّاً. وأنتُم أيضاً أيُّها السَّادةُ، افعلوا بهم هكذا، تاركينَ الغضب عالمينَ أنَّ سيِّدكُم وسيِّدهُم هو واحد في السَّمواتِ، وليس عندهُ محاباةٌ.أخيراً يا إخوتي تقوُّوا في الربِّ وفي شدَّةِ قوَّتِهِ. البسوا سلاحَ اللـهِ الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضدَّ مكائدِ إبليسَ. فإنَّ مُحاربتَنا ليستْ مع دم ولحم، بل مع الرُّؤساءِ، مع السَّلاطينِ، مع ولاةِ عالم الظلمةِ، مع أجنادِ الشَّرِّ الرُّوحيَّةِ في السَّمَويَّاتِ. مِن أجل ذلكَ احملوا سلاحَ اللـهِ الكاملَ لكي تقدروا أن تُقاوموا في اليوم الشِّرِّير، وبعدَ أن تصنعوا كلَّ شيءٍ اثبتوا. فاثبُتوا مُتسلحينَ على أحقاءكُم بالحقِّ، ولابسينَ درعَ البرِّ، وحاذينَ أرجلَكُم باستعدادِ إنجيلِ السَّلام. حاملينَ فوقَ الكلِّ تُرسَ الإيمانِ، الذي بهِ تقدرونَ أن تُطفئوا جميعَ سهام الشِّرِّير المتقدة ناراً. وخذوا خوذةَ الخلاصِ، وسيفَ الرُّوح الذي هو كلمةُ اللـهِ. مُصلِّينَ بكلِّ صلاةٍ وطلبةٍ كلَّ وقتٍ في الرُّوح، وساهرينَ لهذا بعينهِ بكلِّ مواظبةٍ وطلبةٍ، لأجل جميع القدِّيسينَ، ولأجلي أنا أيضاً، لكي يُعطَى لي كلامٌ عند افتتاح فمي، لأُعلِنَ سر الإنجيل جهاراً. هذا الذي لأجلهِ أنا سفيرٌ في سلاسلَ، لكي أُجاهِرَ فيهِ كما يجبُ علىَّ أن أتكلَّمَ. ولكي تعلَموا أنتُم أيضاً أحوالي، ماذا أفعلُ، يُعرِّفكُم بكلِّ شيءٍ تيخيكُسُ الأخُ الحبيبُ والخادمُ الأمينُ في الربِّ، الذي أرسلتُهُ إليكُم لهذا الأمر، لكي تعرفوا أحوَالنَا، ولكَي يُعزِّيَ قلوبكُم. سلامٌ على الإخوةِ، ومحبَّةٌ وإيمانٌ مِن اللـه الآب وربَّنا يسوع المسيح. ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى ( 2 : 7 ـ 17 ) يا أحبائي، لستُ أكتبُ إليكُم وصيَّةً جديدةً بل وصيَّةً قديمةً التي كانتَ عندكُم من البدءِ. فإن الوصيَّةُ العتيقةُ هيَ الكلمةُ التي سمعتموها. أيضاً وصيَّةً جديدةً أكتُبها إليكُم، التي الحقُّ كائنٌ فيها وفيكُم، لأنَّ الظُّلمةَ قد جازت والنُّورَ الحقيقيَّ الآنَ يضيءُ. مَن يقولُ: إنَّهُ في النُّورِ وهو يبغضُ أخاهُ، فهو إلى الآنَ في الظُّلمةِ. مَن يحبُّ أخاهُ يثبُتُ في النُّورِ وليس فيهِ عثرةٌ. وأمَّا مَن يبغضُ أخاهُ فهو في الظلام وفي الظلام يسلُكُ ولا يَعلَمُ أين يمضي، لأنَّ الظُّلمةَ قد أطمستْ عينيهِ. أَكتبُ إليكُم أيُّها الأولادُ، لأنَّهُ قد غُفِرت لكُمُ خطاياكُم من أجل اسمِهِ. أَكتبُ إليكُم أيُّها الآباءُ، لأنَّكُم قد عرفتُمُ الذي مِن البدءِ. أَكتُبُ إليكُم أيُّها الشبان، لأنَّكُم قد غلبتُم الشِّرِّيرَ. أَكتُبُ إليكُم أيُّها الأولادُ، لأنَّكُم قد عرفتُم الآبَ. كتَبتُ إليكُم أيُّها الآباءُ، لأنَّكُم قد عرفتُم الذي مِن البدءِ. كتبتُ إليكُم أيُّها الشُّبان، لأنَّكُم أقوياءُ، وكلمةُ اللـهِ ثابتةٌ فيكُم، وقد غلبتُمُ الشِّرِّيرَ. لا تُحبُّوا العالمَ ولا الأشياءَ التي في العالم. إن أحبَّ أحدٌ العالمَ فليستْ فيهِ محبَّةُ الآبِ. لأنَّ كلَّ مَا في العالم: شهوةَ الجسدِ، وشهوةَ العيونِ، وتعظُّم المعيشةِ، فهذه ليستْ مِن الآبِ بل مِن العالم. والعالمُ يمضي وشهوتُهُ، وأمَّا الذي يصنعُ إرادة اللـهِ فيثبتُ إلى الأبدِ. ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 20 : 1 ـ 12 ) وبعدَما انتهى الاضطرابُ، دعا بولسُ التَّلاميذَ ووعظهم وودَّعهُم، وخرج ليذهبَ إلى مكدونيَّةَ. ولمَّا اجتازَ في تلكَ النَّواحي ووعظهُم بكلام كثيرٍ، جاءَ إلى هلاَّسَ، فصرفَ ثلاثةَ أشهرٍ هناكَ. ثمَّ إذ حصلت مكيدةٌ مِن اليهودِ عليهِ وهو مزمعٌ أن يصعدَ إلى سوريَّةَ، صارَ رأيٌ أن يرجعَ على طريق مكدونيَّةَ. فرافقهُ سوسيباتروس برُّس البيريُّ، ومَن أهلِ تسالونيكي: أرسترخسُ وسكوندُسُ وغايوسُ الدَّربيُّ وتيموثاوسُ. ومِن أهلِ آسِيَّا: تيخيكُسُ وتروفيمُسُ. هؤلاءِ سَبقوا وانتظرونَا في ترواسَ. وأمَّا نحنُ فسافَرنَا في البحر بعدَ أيَّام الفَطير مِن فيلِبِّي، ووافيناهُم في خمسَةِ أيَّامٍ إلى ترواسَ، حيثُ صرفنا سبعَةَ أيَّام. وفي أحدِ السُّبوتِ إذ اجتمعنا لكسرِ الخبزِ، خاطبهُم بولُس وهو مُزمعٌ أن يخرج في الغد، وأطالَ الكلامَ إلى نصفِ اللَّيل. وكانت مصابيح كثيرةٌ في العلِّيَّة التي كانوا مُجتمعينَ فيها. وكان شابٌّ اسمُهُ أفتيخوس جالساً في الطَّاقةِ مُثقلاً بنومٍ عميقٍ. وإذ كانَ بولُس يتكلَّم، فغلبَ عليهِ النَّومُ فسقطَ مِن الطَّبقةِ الثَّالثةِ إلى أسفلُ، وحُملَ مَيِّتاً. فنزلَ بولُس ووقعَ عليهِ وأعتنقهُ قائلاً: " لا تضطربوا لأنَّ نفسَهُ فيهِ ". ثمَّ صَعِدَ وكسَّر خُبزاً وذاق وتكلَّم كثيراً حتي لاحَ النُّور. وهكذا خرجَ. وأتوا بالفَتى حيّاً، وتَعزَّوا تَعزيةً ليستْ بقليلةٍ. ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. ) السنكسار اليوم العاشر من شهر مسرى المبارك 1.شهادة القديس مطرا 2. شهادة القديس بيخيبس 1 ـ في مثل هذا اليوم استشهد القديس مطرا فى عهد البابا ديمتريوس بطريرك الإسكندرية الثانى عشر فى زمان داكيوس الملك، وذلك أنه لما سمع مرسوم الملك يُقرأ مطالباً بعبادة الأوثان، مضى وأخذ يد الصنم أبلون، وكانت من ذهب خالص، وقطعها قطعاً ووزعها على الفقراء، ولما لم يجدوها قبضوا على كثيرين بسببها، فأتى هذا القديس وقال لهم: " أنا الذى أخذتها "، فعذبوه كثيراً ثم طرحوه فى النار، فأنقذه ملاك الرب منها فقطعوا يديه ورجليه وصلبوه على خشبة، وأتى رجل أعمى وأخذ من الدم النازل من فيه، وطلى به عينيه فأبصر، وبعد ذلك قطعوا رأسه فنال إكليل الشهادة. شفاعته تكون معنا. آمين. 2 ـ وفى مثل هذا اليوم أيضاً استشهد القديس بيخيبس ( أي المصباح )، الذى من أشمون طناح. وكان أولاً من بينوسة، ومن الجنود الذين تحت أمر أنطيوخس الأمير، الذى لما سمع أنه مسيحى استحضره هو والأسقف الأنبا كلوج والأنبا نهروه، الذى من ترسا والأنبا فيلبس وسألهم عن ذلك فاعترفوا بأنهم مسيحيون، فعذبعهم عذاباً أليماً. أما القديس بيخيبس فقد قيده، وأرسله مع آخرين إلى البرامون. وقضوا في السفينة عدة أيام دون أكل وشرب. ولما وصلوا إلى البرامون، عذبوا القديس بيخيبس كثيراً، وأخيراً قطعوه بالسواطير فنال إكليل الشهادة. وأتى رجل من مؤمني البرامون، وأخذ جسده وأرسله إلى بلده أشمون طناح. وقد نال الشهادة معه خمس وتسعون نفساً.صلاتهم المقدسة تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.
مزمور القداس من مزامير أبينا داود النبي ( 89 : 5 ، 15 ) تعترفُ السَّمواتُ بعجائبِكَ ياربُّ، وبحقِكَ في كنيسةِ القدِّيسينَ. طُوبَى للشَّعبِ الذي يَعرفُ التهليلَ، وبنورِ وجهكَ يَسلكُونَ. هللويا إنجيل القداس من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 5: 27 ـ 39 ) وبعدَ هذا خرجَ يسوعُ فنظرَ عشَّاراً اسمُهُ لاوي جالساً عندَ مكان الجبايَةِ فقال له: " اتبعني ". فتركَ كلَّ شيءٍ وقامَ وتبعهُ. وصنعَ لهُ لاوي وليمةً عظيمةً في بيتهِ. وكانَ جمعٌ عظيمٌ مِن العشَّارينَ وآخرينَ مُتَّكئينَ معهم. فَتذَمَّرَ الفرِّيسيُّون والكتبة على تلاميذِهِ قائلينَ: " لماذا تأكلونَ وتشربونَ مع العشَّارينَ والخُطاةِ؟ " فأجابَ يسوعُ وقال لهم: " لا يحتاجُ الأقوياءُ إلى طبيبٍ بل المرضى. لأنِّي لم آتِ لأدعوا الأبرار بل الخُطاةِ إلى التَّوبةِ ".وقالوا لهُ: " لماذا يصومُ تلاميذُ يوحنَّا كثيراً ويُقدِّمونَ طلباتٍ، وكذلكَ تلاميذُ الفرِّيسيِّين أيضاً، وأمَّا تلاميذُكَ فيأكُلونَ ويشربونَ؟ " فقال لهُم يسوع: " أتقدِرون أن تَجعلوا بني العُرسِ يصومونَ ما دامَ العريسُ معهُم؟ ولكن ستأتي أيامٌ حينَ يُرفعُ العريسُ عنهُم، فحينئذٍ يصومونَ في تلكَ الأيامِ ". وقال لهم أيضاً مثلاً: " ليس أحدٌ يضعُ رُقعةً مِن ثوبٍ جديدٍ في ثوبٍ عتيقٍ، وإلاَّ فالجديدُ يَشقُّهُ، والعتيقُ لا توافقهُ الرُّقعةُ التي أُخِذت مِن الجديدِ. وليس أحدٌ يجعلُ خمراً جديدةٍ في زقاقٍ عتيقةٍ لئلاَّ تَشُقَّ الخمرُ الجديدةُ الزِّقاقَ فهيَ تُهرقُ والزِّقاقُ تَتلَفُ. بل يجعلونَ خمراً جديدةً في زقاقٍ جديدةٍ، فتُحفظ معاً. وليس أحدٌ إذا شَربَ العتيقَ يُريدُ للوقتِ الجديدَ، لأنَّهُ يقولُ: العتيقُ أطيبُ ". ( والمجد للـه دائماً ) +++
08-17-2015, 06:56 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
مقال البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 9-3-2008
أنصاف الحقائق -2
الذي يريد أن يصل إلى الحقيقة، لا يجوز له أن يعتمد على وجهة نظر واحدة، إنَّما عليه أن يستمع إلى كل وجهات النظر، ويفحصها ويُحلِّلها، ليخرج بنتيجة سليمة. لذلك إن عرض عليك شخص أحد أوجه الحقيقة، فلا تُصدِّق بسرعة بدون تحقق، إنما ابحث: أين الوجه الآخر؟ أو أين الأوجه الأخرى؟
إن شكا أحد من عقوبة شديدة وقعت عليه، فلا تسرع وتصف الذي عاقبه بالقسوة والعنف، إنما ابحث من الناحية الأخرى عن الذنب الذي بسببه تمَّت العقوبة. فرُبَّما إن عرفته، تدرك أن العقوبة كانت أقل مما يستحقه من جزاء! وحينئذ ستصف مَن عاقبه بالشفقة والحنو.
إن حدثك الربيع عن حالة الجو في إحدى البلاد، فلا تثق بأنها حالة دائمة لها، إنما أنصت إلى ما يقوله الصيف والخريف والشتاء. وحينئذ ستعرف ما هي طبيعة تلك البلدة، لأنك لم تقتصر في معرفتك لها على جانب مُعيَّن في وقت مُعيَّن...
وإن حكى عن نفسه، ومدح ذاته بصفات خاصة، فلا تحكم على شخصيته يما سمعته منه، إنما استمع أيضًا إلى ما يقوله الناس. ثم كوِّن لك رأيًا من سماع الجانبين...
كذلك لا يكفي ما يعرف عن شخصيته وتصرفاته أمام الناس، فهذه نصف الحقيقة، والنصف الآخر هو طريقة تعامله في بيته ومع عائلته. رُبَّما يكون هناك بطبع آخر أو بأسلوب آخر. وهذا الأمر يجب أن يتأكد منه مَن يوشك أن يدخل في خطوبة أو زواج... فقد يكون الشخص بصورة ما أمام المجتمع، وبصورة أخرى في بيته، وقد يكون في داخل قلبه وأحاسيسه شيئًا ثالثًا. وهو يجمع هذا كله! في العلن صورة، وفي الخفاء صورة مُغايرة!
ورُبَّما ما يعلنه إنسان عن مبادئه وأفكاره ورغباته، هو جزء من الحقيقة، أمَّا ما ينفذه من تلك المبادئ والأفكار شيء آخر... حقًا إنَّ الأمور الظاهرة هي جزء من الحقيقة، بينما الأمور الخفية هي جزء آخر وقد يكون هو الجزء الأكبر...
لا تحكم على يهوذا بصورته وهو يتبع المسيح وينشر تعاليمه. إنَّما ضع إلى جوارها صورته وهو يخونه. حينئذ تعرف حقيقة ذلك الرجُل... وأي صديق لك، لا تحكم على مشاعره بحالته أثناء الصفاء والرضى، إنما ضع إلى جوارها مشاعره وانفعالاته أثناء الخلاف والغضب...
وكل إنسان، اذكر له ما له وما عليه، دون أيَّة مبالغة في فضائله أو نقائصه، حتى تكوِّن لك صورة متكاملة عنه. لا تقتصر على نواحي القوة فيه، أو نواحي الضعف، إنما تشمل الأمريْن معًا.
إن الاتهام يُمثِّل نصف الحقيقة. والدفاع يُمثِّل النصف الآخر. والقاضي العادل يستمع إلى الأمريْن معًا، ويمكنه أن يستنتج الحقيقة. وبنفس الوضع ما يُقال في السياسة عن التأييد والمعارضة. فكل منهما يُمثِّل وجهة نظر، ورُبَّما يُمثِّل جزءًا من الحقيقة. فالتأييد باستمرار في كل الحالات قد يضر، وكذلك المعارضة باستمرار. ولكن اجتماع التأييد والمعارضة معًا هو صورة الديمقراطية...
حقوق المواطن في بلده، هو جزء من الحقيقة، وواجب المواطن نحو وطنه هو الجزء الآخر. والمعروف أنَّ كل حق قد يقابله واجب أو واجبات. هذا بالنسبة إلى الوطن بصفة عامة، ويمكن تطبيقه أيضًا في نطاق الأسرة. فالابن مثلًا له حقوق يؤديها له والداه، وفي نفس الوقت عليه واجبات حيالها. ونُطبِّق نفس المنطق على العلاقة بين الزوج والزوجة.
وفي العلاقة أيضًا مع اللَّه تبارك اسمه. أنت تطلب منه المغفرة، وهو يطلب منك التوبة. والمغفرة والتوبة متلازمتان... فلا توجد مغفرة بدون توبة، ولا توجد توبة بدون مغفرة...
ما يفعله الإنسان هو نصف الحقيقة، وردود الفعل هو النصف الآخر. فلا ينتظر شخص أن يعمل عملًا، دون أن يكون لذلك رد فعله. وعلى الإنسان الحكيم أن يحسب رد الفعل قبل أن يعمل أي عمل... وهذا الكلام نقوله أيضًا عن السبب والنتيجة. فأمور مُعيَّنة قد تحدث لك، ويكون سببها تصرفات منك أدَّت إلى ذلك...
فإن مررت على حقل في موسم الحصاد، ووجدت فيه خيرًا كثيرًا، فاعرف أنَّ هذا هو نتيجة طبيعية لِمَا بُذِلَ لأجله في موسم الحرث والبذور والغرس. والعكس صحيح، وفي ذلك يقول الشاعر:
إذ أنت لم تزرع وأبصرت حاصدًا ندمت على التفريط في زمن البذر
ونفس الوضع نقوله عن أي تلميذ في الدراسة والنجاح. أتريد أن تنجح، هذه نصف الحقيقة. أمَّا النصف الآخر فهو أن تذاكر وتدرس وتراجع، وتداوم على ذلك...
قد يقول شخص: "هذه القصة جميلة، وقد بدأت قراءتها". نقول له: انتظر حتى تصل إلى نهايتها ومغزاها لكي تحكم عليها. والمَثل يقول: "نهاية أمر خير من بدايته". إنَّ البداية جزء من الحقيقة، والمهم هو النهاية...
نقول هذا أيضًا على أيَّة مباراة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لا نحكم عليها من جهة بدايتها، بل بنهايتها. وبنفس الوضع لا نستطيع أن نحكم على سياسة ما إلا بعد أن نرى نتيجتها: هل نجحت أم فشلت؟ والكلمة التي تقال، نحكم عليها من جهة تأثيرها ونتائجها.
قد يحزن شخص، ويقول: "تجارب كثيرة أصابتني". فنقول له: التجربة هي نصف الحقيقة. أمَّا النصف الآخر فهو البركة التي يمنحها اللَّه لِمَن يحتمل التجربة. كذلك فإنَّ عذابات الشهداء هي نصف الحقيقة. أمَّا النصف الآخر فهو المجد الذي يمنحه اللَّه للشهداء مكافأة على استشهادهم.
من ناحية أخرى، رُبَّما شخص منتحر يرى من الموت يُخلِّصه من شقاء حياته. هذه نصف الحقيقة. أمَّا النصف الآخر فهو مصيره بعد الموت كإنسان قاتل قد قتل نفسه!
قد يقول البعض: "إنَّ الشر ينمو في الأرض". فنقول له: هذه نصف الحقيقة، أمَّا نصفها الآخر، فهو أنَّ الخير أيضًا. كلاهما ينميان معًا... مع اختلاف النسبة. +++
08-18-2015, 03:37 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاثنين ) 17 أغسطس 2015 11 مسري 1731 عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي ( 89 : 19 ، 20 ) رَفعتُ مُختاراً مِنْ شعبي. وَجَدتُ داودَ عَبدي، مَسَحتُهُ بدُهنٍ مُقدَّسٍ، لأن يدي تُعَضِّـدَهُ. هللويا. إنجيل العشية من إنجيل معلمنا متى البشير ( 10 : 34 ـ 42 ) لا تَظُنُّوا أنِّي جئتُ لأُلقيَ سـلاماً على الأرض، ما جئتُ لأُلقيَ سلاماً بَل سيفاً. فإنِّي أتيتُ لأُفرِّقَ الإنسانَ ضدَّ أبيهِ والاِبنةَ ضدَّ أُمِّها والعروسَ ضدَّ حماتِها. وأعداءُ الإنسانِ أهلُ بيتهِ.مَن أحبَّ أباً أو أُمَّاً أكثرَ منِّي فلا يَستَحقُّني. ومَن أحبَّ ابنهُ أو ابنتهُ أكثرَ منِّي فلا يَستَحقُّني. ومَن لا يَحملُ صَلِيبَهُ ويَتبَعُني فلا يَستَحقُّني. مَن وَجَدَ نفسهُ يُضِيعُها، ومَن أضاعَ نفسهُ مِن أجلي يجدُهَا. مَن يَقبلكُم فقد قَبلني ومَن يَقبلُني فقد قَبِلَ الذي أرسلني. ومَن يَقبلُ نبيَّاً بِاسم نبيٍّ فأجْرَ نبيٍّ يأخُذُ، ومَن يَقبلُ بارّاً بِاسم بارٍّ فأجْرَ بارٍّ يأخُذُ. ومَن يَسقي أحَدَ هؤلاءِ الصِّغار كأسَ ماءٍ باردٍ فقطْ بِاسم تلميذٍ فالحقَّ أقولُ لكُمْ أنَّه لا يُضِيعُ أجْرَهُ. ( والمجد للـه دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 132 : 9-17) كهنتُكَ يَلبَسونَ العدلَ، وأبرارُكَ يَبتهِجونَ مِن أجلِ داودَ عبدِكَ. هيَّأتَ سراجاً لمَسيحي. وعليهِ يُزهِرُ قُدسِي. هللويا. إنجيل باكر من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 6 : 17 ـ 23 ) ونزلَ معهُم ووقفَ في موضع خلاءٍ مع جمع مِن تلاميذهِ وجمهور كثير مِن الشَّعبِ مِن جميع اليهوديَّةِ وأُورُشَليمَ وساحِل صورَ وصَيدا الَّذينَ جاءوا ليَسمعوا منهُ ويَشفيهم مِن أمراضِهمْ، والمُعذَّبونَ مِن الأرواح النَّجسةِ، كانَ يَشفيهُم. وكانَ الجميعُ يَطلبُ أنْ يَلمسهُ لأنَّ قوَّةً كانتْ تخرُجُ منهُ وتَشفِي الجَميعَ.ورفعَ عينيـهِ إلى تلاميـذهِ وقالَ لهُم: طـُوباكُم أيُّها المَسَـاكينُ بالرُّوح لأنَّ لكُم ملكوتَ السَّمواتِ. طُوباكُم أيُّها الجياعُ الآنَ لأنَّكُم تُشبَعونَ. طُوباكُم أيُّها البـاكـونَ الآنَ لأنَّكُـم سـتَضحكـونَ. طُوبـاكُم إذا أبغضـكُـم النَّاسُ وأفرَزوكُـم وعيَّروكُم وأخرجُوا اسمكُم كشرِّيرٍ مِن أجلِ ابنِ الإنسانِ، افرحوا في ذلكَ اليوم وتهلَّلوا، فهوَذا أجْرُكُم عظيمٌ في السَّماءِ، لأنَّ آباءَهُم هكذا كانوا يَفعلونَ بالأنبياءِ. ( والمجد للـه دائماً )
القــداس البولس من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين ( 7 : 18 ـ 8 : 1 ـ 13 ) فإنَّه يَصِيرُ إبطالُ الوصيَّةِ الأولى مِن أجلِ ضَعفِها وعدَم نفعِها، إذ النَّاموسُ لمْ يُكَمِّـل شيئاً، ولكِن المدخلَ هو ما للرجاء الأفضل الذي به نقتربُ إلى اللهِ. وعَلَى قدرِ ما أنَّهُ ليسَ بدونِ قَسَم لأنَّ أولئِكَ بدونِ قَسَم قد صاروا كهنةً، أمَّا هذا فبِقسم مِن القائِل لهُ أَقسَمَ الربُّ ولن يندمَ أنتَ كاهنٌ إلى الأبدِ على طقسِ ملكيصادقَ، عَلَى قدرِ ذلك قد صارَ يسوعُ ضامِناً لعهدٍ أفضلَ. وأُولئكَ قد صاروا كهنةً كثيرينَ مِن أجْلِ مَنعِهم بالموتِ عن العمرانِ، وأمَّا هـذا فمِنْ أجْلِ أنَّه يبقى إلى الأبدِ قد أخذ كهنوتاً لا يتغيرُ. فَمِنْ ثَمَّ يَقدرُ أنْ يُخلِّصَ أيضاً إلى التَّمام الَّذينَ يتقدَّمونَ بهِ إلى اللهِ إذ هو حيٌّ في كلِّ حينٍ ليشفَعَ فيهِمْ. لأنَّه كانَ يَليقُ بنا رئيسُ كهنةٍ مِثْلُ هذا قُدُّوسٌ بلا شَرٍّ ولا دنَسٍ قـد انفَصَلَ عَنِ الخُطاةِ وارتفع أعْلَى مِن السَّمَوات. الذي ليسَ لهُ اضطِرارٌ كلَّ يوم مِثْلُ رؤساءِ الكهنةِ الَّذين يُقدِّمونَ ذبائحَ أولاً عن خطاياهُمْ المُختَصةِ بهم ثم بعد ذلكَ عن خطايا الشَّعبِ. لأنَّه فَعَـلَ هـذا مــرَّةً واحدةً إذ قَدَّم نفسَهُ. فإنَّ النَّاموسَ يُقيمُ أُناساً بهِم ضعفٌ رؤساءَ كهنةٍ، وأمَّا كلمةُ القَسَم التى كانتْ بعدَ النَّاموسِ فتُقيمُ ابناً مُكَمَّلاً إلى الأبـدِ.أمَّا رأسُ ما نقول فهو لنا رئيسَ كهنةٍ مِثْلَ هذا قد جلسَ عن يمينِ عرشِ العظمةِ في السَّمَواتِ، خادِماً للأقداسِ والمَسكَنِ الحقيقيِّ الذي نَصبهُ الربُّ لا إنسانٌ. لأنَّ كلَّ رئيسِ كهنةٍ يُقامُ لكِي يُقدِّم قرابينَ وذبائحَ، فَمِنْ ثَمَّ يجبُ أنْ يكونَ لهذا أيضاً شئٌ يُقدِّمهُ. فإنَّه لو كانَ علَى الأرضِ لمَا كانَ كاهِناً إذ يوجدُ الكهنةَ الَّذينَ يُقدِّمونَ قرابينَ حسبَ النَّاموسِ. الَّذينَ يَخدمونَ شِبْهَ السَّماويَّاتِ وظِلَّها كما أُوحيَ إلى موسى وهو مُزمِعٌ أنْ يُكَمِّـل المَسكَنَ، لأنَّهُ قال: " انظُرْ أنْ تَصنعَ كُلَّ شيءٍ حسبَ المثالِ الذي أُظهِرهُ لكَ على الجبلِ ". أمَّا الآنَ فقد حصلَ على خِدمةٍ أفضلَ بمقدارِ ما هو وسيطٌ أيضاً لعهدٍ أفضلَ الذي تقرَّرَ بناموسٍ بمواعيدَ أفضلَ.فإنَّه لو كانَ ذلكَ الأوَّلُ بلا لوم لمَا طُلِبَ موضِع للثاني. لأنَّه يقولُ لهُم لائِماً هوَذا أيَّامٌ تأتي يقولُ الربُّ حينَ أُكَمِّلُ مع بيتِ إسرائيلَ ومع بيتِ يهوذا عَهداً جَديداً، لا كالعهدِ الذي قَطعتُهُ مع آبائِهِم يومَ أَمسَكتُ بيدهِم لأُخرِجَهُم مِن أرضِ مصرَ لأنَّهُم لمْ يَثبُتوا في عهدِي وأنا أهملتُهُم يَقولُ الربُّ. لأنَّ هذا هو العهدُ الذي أُعاهدُ به بيتَ إسرائيلَ بعد تلكَ الأيَّام يقولُ الربُّ أجعلُ نواميسي في أَذهانِهم وأَكتُبُها على قُلوبهِم وأنا أكونُ لهُم إلهاً وهُم يكونونَ لي شَعباً. ولا يُعلِّم كلُّ واحدٍ ابنَ مدينته ولا كُلُّ واحدٍ أخاهُ قائلاً: اعرِف الربَّ لأنَّ الجميعَ سيعرفونَنِي مِن صَغِيرهِم إلى كَبيرهِم، لأنِّي سأغفِر لهُم ذنوبَهُم ولن أذكُر خطاياهُم مِن بَعْدُ. فبقوله جديداً جَعَلَ الأول عتيقاً، وأمَّا ما عَتَقَ وشَاخَ فهو قريبٌ مِن الفناءِ. ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الثالثة ( 1 : 1 ـ 15 ) مِن الشَّيخ إلى غايُوسَ الحبيبِ الذي أنا أُحبُّهُ بالحقِّ.أيُّها الحبيبُ في كلِّ شيءٍ أرُومُ أَنْ تكونَ مُوَفَّقاً ومُعافى كما أَنَّ طُرُقَ نَفسِكَ مُستقيمةٌ. لأَنى فَرِحتُ جداً إذ حضرَ الإخوةُ وشَهِدوا بِبرِكَ كما أنَّكَ تَسلُكُ بالحقِّ. ليسَ لي نعمةٌ أعظمَ مِن هذا أَنْ أسمعَ عن أولادي أنهُم يَسلُكُونَ بالحـقِّ. أيُّها الحبيبُ أنتَ تفعـلُ بالأمانةِ كُلَّ ما تَصنعُهُ إلى الإخوةِ وعلى الخصوصِ إلى الغُرباءِ. الذين شَهِدوا بِمَحَبَّتِكَ أمامَ الكنيسـةِ، وتُحسنُ صُنعاً إذا شَيَّعتَهُمْ كما يَحقُّ للـهِ لأَنهم مِن أجلِ اسمِهِ خَرَجوا وهم لا يَأخُذون شيئاً مِن الأُمَم. فنحنُ يَنبغِي لنا أن نَقْبَلَ إلينا أمثالَ هؤُلاءِ لكى نكونَ عامِلينَ معهُم بالحقِّ.كتبتُ إلى الكنيسةِ ولكِن ديوتريفسَ الذي يُحِبُّ أن يكون الأولَ بينهُم لا يَقْبَلُنا. مِن أجل ذلكَ إذا جئتُ فَسَأُذَكِّرُهُ بأعمالِهِ التى يَعملُها حيثُ يُهذِ علينا بأقوالٍ خبيثةٍ. وإِذ هو غير مكتفٍ بهذه لا يقبلُ الإخوة ويمنعُ أيضاً الذين يُريدونَ قبولهم ويَطردُهُم مِن الكنيسةِ. أيُّها الحبيبُ لا تتمثَّلْ بالشَّرِّ بل بالخيرِ، لأنَّ مَنْ يصنعُ الخيرَ هو مِنَ اللـهِ ومَنْ يصنعُ الشَّرَّ لمْ يرَ اللـهَ.أمَّا ديمتريوسُ فمشهودٌ لهُ مِنَ الجميع ومِنَ الحقِّ نَفْسِهِ ونَحنُ أيضاً نشهَدُ وأنت تَعْلَمُ أنَّ شهادتَنا هى حقُّ، وكان لي كثيرٌ لأكتُبَهُ لكَ لكِنَّنِي لستُ أُريدُ أن أَكتُبَ إليكَ بمدادٍ وقلَم.ولكِنَّنِي أرجو أن أَرَاكَ عن قريبٍ فنتكلَّمَ مع بَعضِنا فماً لفَمٍ. السلامُ لكَ. يُسَلِّمُ عليكَ الأَحِبَّاءُ. سَلِّمْ على الأَحِبَّاءِ بأَسمائِهِمْ. ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 15 : 36 ـ 16 : 1 ـ 5 ) من بعد أيَّام قالَ بولسُ لبرنابا: لنرجِع ونفتقد الإخوَةَ في كلِّ مدينةٍ بَشَّرنا فيها بكلِمةِ الربِّ وكيف حالَهم. وكان برنابا يُريدُ أَنْ يأخُذ معهما يوحنا الذي يُدعَى مَرقُس. وأمَّا بولسُ فكان يُريدُ أَنَّ الذي فارقهُما من بمفيليَّةَ ولمْ يأتِ معهُما للعملِ لا يَأخُذانه معهما. فَحَصَلَ بينهُما مُغَاضبةٌ حتى فارقَ أَحدهُما الآخَرَ، وبرنابا أخذ مرقس وأقلعَ إلى قُبرصَ. أمَّا بُولسُ فاختارَ سِيلا وخَرجَ وقد أُستودِعَ مِنْ الإخوةِ إلى نعمةِ اللّهِ. فاجتازَ في الشام وكليكيَّةَ يُثبِّتُ الكنائِسَ.ثُمَّ وصلَ دَربةَ ولِسترَةَ وإذا تلميذٌ كانَ هُناكَ اسمُهُ تيموثاوسُ ابنُ امرأةٍ يهوديَّةٍ مؤمنةٍ وكان أَبوه يونانياً، وكان مَشهوداً لهُ مِن الإخوة الذينَ في لِسترَةَ وإيقُونيةَ. فأرادَ بولسُ أنْ يَخْرُجَ هذا مَعهُ فَأَخَذَهُ وخَتَنَهُ من أجْلِ اليهودِ الذينَ كانوا في ذلكَ الموضِع لأنَّ الجميعَ كانوا يَعرِفونَ أَنَّ أباهُ كانَ يونانياً. وإذ كانا يطوفان في المُدنِ كانا يشتَرِعان لهُم ناموساً بأنْ يَحفظوا الأوامرَ التى قَرَّرَها الرُّسُلُ والقُسُوسُ الذينَ بأُورشليمَ. فكانت الكنائِسُ تَتَشَدَّدُ في الإيمانِ وتزدادُ في العَددِ كُلَّ يَومٍ. ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين. ) السنكسار اليوم الحادي عشر من شهر مسرى المبارك نياحة الأب القديس مويسيس أسقف أوسيم في مثل هذا اليوم تنيح الأب القديس الأنبا مويسيس أسقف كرسي أوسيم. كان بتولاً طاهراً منذ صغره. وقد درس علوم الكنيسة ورُسم شماساً. ثم قصد برية شيهيت وترهب عند رجل قديس، وقضى في خدمته ثماني عشرة سنة، مُداوماً على الصلاة والصوم، مُتحلياً بالاتضاع والمحبة. ولما ذاعت فضائله رسموه أسقفاً لأوسيم بعد الأنبا جمول. فصار سيرة فاضلة صالحة، وإزداد في الفضيلة ورعى رعية المسيح أحسن رعاية. وكان زاهداً فلم يقتن شيئاً في كل زمانه. وقد قاسى مع البابا ميخائيل بطريرك الإسكندرية السادس والأربعين شدائد عظيمة. وصنع اللـه على يديه آيات وعجائب. وكثيراً ما كان يتنبأ عن الحوادث قبل وقوعها ومنها أنه قال مرة لأنبا تادرس أسقف مصر: " إن الملك لن يعود إلى ملكه ". وهكذا كان. ولما أكمل سعيه ووصل إلى شيخوخة صالحة، مرض قليلاً. وإذ عرف وقت نياحته استدعى شعبه وباركهم وأوصاهم ثم سألهم أن يصلوا من أجله. فبكوا جميعاً طالبين منه أن يطلب هو عنهم أمام المسيح. ثم بسط يديه وصلى وودعهم، وتنيح بسلام بعد أن أقام على الكرسي نيف وعشرين سنة. صلاته تكون معنا.ولربنا المجد دائماً. آمين.
مزمور القداس من مزامير أبينا داود النبي ( 99 : 7,6 ) مُوسَى وهارونُ في الكهنةِ، وصَموئيلُ في الذينَ يَدعونَ بِاسمه، كانوا يَدعونَ الربَّ وهو كانَ يَستجيبُ لهُم. بعمودِ الغمام كان يُكلِّمهُم. هللويا. إنجيل القداس من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 16 : 20 ـ 33 ) الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم إنَّكُم ستبكُونَ وتنوحونَ والعالمُ يَفرحُ، أنتُم ستحزَنونَ ولكِنَّ حُزنكُم يتحوَّلُ إلى فرحٍ. المرأةُ وهى تلِدُ تحزنُ لأنَّ ساعتها قد جاءتْ، وإذا ولدت الابن لا تعودُ تتذكرُ الشِّدَّة لسببِ الفرحِ لأنها ولَدت إنساناً في العالم. فأنتُم كذلكَ الآنَ ستتكبَّدونَ حُزناً، ولكنِّى سأراكُم أيضاً فتفرحونَ ولا ينزعُ أحدٌ فرحَكُم مِنكُم. وفى ذلكَ اليوم لا تسألونني شيئاً. الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم إنَّ كُلَّ ما تطلبونهُ من الآبِ بِاسمي أُعطيكُم إيَّاه. إلى الآنَ لم تطلُبوا شيئاً بِاسمي، اُطلُبوا فتأخُذوا ليكونَ فرحُكُم كاملاً.قد كلَّمتُكُم بهذا بأمثالٍ ولكِن تأتي ساعةٌ حينَ لا أُكلِّمُكم أيضاً بأمثالٍ بل أُخبرُكم عن الآبِ علانيةً. في ذلكَ اليـوم تطلُبونَ بِاسمي، ولستُ أقولُ لكُم إنِّي أنا أسألُ الآبَ مِن أجلِكُم، لأنَّ الآبَ نفسهُ يُحبُّكم لأنكُم قد أحببتُموني وآمنتُم أنِّى مِنْ عندِ الآبِ خرجتُ. خرجتُ مِن عندِ الآبِ وقد أتيتُ إلى العالم وأيضاً أترُكُ العالمَ وأذهبُ إلى الآبِ. قال لهُ تلاميذهُ هوَذا الآنَ تتكلَّمُ علانيَةً ولستَ تقولُ مَثلاً واحداً. الآنَ نَعلَمُ أنكَ عالمٌ بكلِّ شيءٍ ولستَ تحتاجُ أنْ يسألكَ أحدٌ، لهذا نؤمنُ أنكَ مِن اللهِ خرجتَ. أجابهُم يسوعُ الآنَ تؤمنونَ، هوَذا تأتي ساعةٌ وقد أتت الآنَ تتفرَّقونَ فيها كُلُّ واحدٍ إلى خاصَّتهِ وتتركوني وحدي، وأنا لستُ وحدي لأنَّ الآبَ كائنٌ معي. قد كلَّمتُكُم بهذا ليكونَ لكُم فيَّ سلامٌ، في العالم سيكونُ لكُم ضيقٌ ولكن ثِقوا أنا قد غلبتُ العالمَ. ( والمجد للـه دائماً ) +++
08-18-2015, 10:34 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الثلاثاء ) 18 أغسطس 2015 12 مسري 1731 عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي ( 4 : 6 ـ 8 ) قد ارتسمَ علينا نورُ وجهكَ ياربُّ. أعطيتَ سروراً لقَلبي، لأنَّكَ أنتَ وحدكَ ياربُّ أسكنتنَي على الرجاءِ. هللويا. إنجيل العشية من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 8 : 28 ـ 42 ) قال لهُم يسوعُ: " إذا رفعتُمُ ابنَ الإنسانِ، فحينئذٍ تَعلَمونَ أنِّي أنا هو، ولستُ أفعلُ شيئاً من ذاتي وحدي، بل كما علَّمَنِي أبي هذه أقولها. والذي أرسلني فهو معي، ولم يترُكني وحدي لأنِّي أصنع في كلِّ حينٍ ما يُرضيهِ ". وإذ هو يقول هذا آمن به كثيرونَ. وكان يسوع يقول لليهود الذين آمنوا بهِ: " إن أنتم ثبتُّم في كلامي فبالحقيقة أنتم تلاميذي، وتَعرفونَ الحقَّ، ويجعلـكُم الحقُّ أحراراً ". فأجابوا وقالوا له: " نحن ذُرِّيَّة إبراهيم ولم نَتَعبـد لأحدٍ قطُّ. فكيف تقولُ أنتَ: إنَّكُم تَصيرونَ أحراراً؟ " أجابهُم يسـوعُ: " الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم: إنَّ كلَّ مـن يصنعُ الخطيَّةَ فهو عبدٌ للخطيَّةِ. والعبدُ ليس بثابت في البيتِ إلى الأبدِ، وأمَّا الابنُ فهو يثبت إلى الأبدِ. فإن حرَّركُم الابنُ فحقاً تَصيرونَ أحراراً. أنا أعَلَم أنَّكم نسل إبراهيم. لكنَّكُم طلبتموني لتقتلوني لأنَّ كلامي ليس بثابت فيكُم. وما رأيته عند أبي فهذا أتكلم به، وأمَّا أنتُم فما سمعتموه عند أبيكم فإياه تصنعون ". فأجابوا وقالوا له: " أبونا هو إبراهيم ". قال لهُم يسوعُ: " لو كُنتم أنتم بني إبراهيم، لكُنتُم تعملونَ أعمال إبراهيم! وأنتُم الآنَ تطلبونَ أن تقتلوني، إنسان قائل لكُم الحقَّ الذي سمعتَهُ مِن اللهِ. هذا لم يفعلهُ إبراهيم. أنتُم تَصنعونَ أعمال أبيكُم ". قالوا له: " لسنا نحن مولودونَ مِن زنى. ولنا أبٌ واحدٌ هو اللهُ ".قال لهُم يسوعُ: " لو كان اللهُ أبوكُم لكُنتم تَحبُّونني، لأنِّي أنا خرجتُ من اللهِ وأتيت. فأنِّي لم آتِ مِن ذاتي وحدي، بل هو الذي أرسلَنِي ". ( والمجد للـه دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 60 : 4-5 ) أعطيتَ الذينَ يتقَّونَكَ علامةً، ليهرُبوا من وجهِ القوسِ، لكيما ينجوا أحبَّاؤكَ. خلِّصني بيميِنكَ. هللويا. إنجيل باكر من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 12 : 26 ـ 36 ) مَن يَخدِمُنِي فليتبعني، وحيثُ أكونُ أنا فخادمي يكون معي هُناك. ومَن يخدِمُني يُكرمُهُ أبي. الآنَ نفسي مُضطربة. فماذا أقول؟ أيَّا أبتي نجِّنِي مِن هذه السَّاعةِ. لكن من أجل هذه السـاعة أتيتُ. يا أبتي مَجِّدِ ابنكَ ". فخرج صوتٌ من السَّماءِ قائلاً: " قد مَجَّدتُ، وأُمَجِّدُ أيضاً ". فلمَّا سمع الجمع الواقف كان يقول: " أن ما حدثَ هو رعدٌ ". وكان آخرون يقولونَ: " أن ملاكاً خاطبه من السماء ". فأجبهُم يسوع وقال: " إن هذا الصَّوت لم يكُن من أجلي بل من أجلِكُم. الآنَ دينونةُ هذا العالم. الآنَ رئيس هذا العالم يُطرحُ خارجاً. وأنا أيضاً إذا ارتفعتُ مِن الأرضِ أجذبُ إليَّ كلَّ واحدٍ ". وهذا كان يقوله مشيراً أنَّه بأي ميتة يموت. فأجابه الجمع وقال: " نحن سَمِعنا مِن النَّاموسِ أنَّ المسيحَ يَثبُت إلى الأبدِ، فكيف تقولُ أنتَ إنَّهُ ينبغي أن يُرفعَ ابن البشر؟ مَن هو ابن البشر؟ " قال لهُم يسوعُ: " أن النُّورُ فيكُم زمناً آخر يسيراً، فاسلكوا في النُّور مادام لكُم النُّورُ لكي لا يُدركَكُم الظَّلامُ. فإن مَن يمشي في الظَّلام لا يَعلَمُ أين يَمشي. مادامَ لكُم النُّورُ آمنوا بالنُّورِ لتصيروا أبناء النُّورِ. ( والمجد للـه دائماً )
القــداس البولس من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس ( 1 : 17 ـ 31 ) لأنَّه لم يُرسلني المسيح لأُعَمِّدَ بل لأُبَشِّر، ليس بحكمة الكلام لكي لا يكون صَليبُ المسيح باطلاً. لأنَّ كلمةَ الصَّليبِ عندَ الهالكينَ جهالةٌ، وأمَّا عندنا نحنُ المُخلَّصينَ فهو قوَّةُ اللـهِ، لأنَّهُ مكتوبٌ: " إني سأُبيدُ حكمةَ الحُكماءِ، وسأرذل عَلمَ الفُهماءِ ". فأين الحكيمُ؟ وأين الكاتبُ؟ وأين مُبَاحِثُ هذا الدَّهرِ؟ ألم يُصيِّر اللـهِ حكمةَ هذا العالم جهلاً؟ لأنَّه إذ كان العالمُ في حكمةِ اللـهِ لم يَعرفِ اللـهَ بالحكمةِ، فَسُرَ اللـهُ أن يُخلِّصَ المؤمنينَ بجهالةِ الكرازةِ. لأنَّ اليهودَ يسألونَ آيات، واليونانيَّين يَطلبونَ حكمةً، أمَّا نحنُ فإنما نُبشَّر بالمسيح مصلوباً: لليهود عثرةً، وللأُمم جهالةً! ولنا نحنُ مَعشَّر الذينَ يخلِصون من اليهود واليونانيين أن المسيح عندهم هو قوَّةِ اللـهِ وحكمةِ اللـهِ. لأنَّ جهالةَ اللـهِ أحكَمُ مِن النَّاس! وضعفَ اللـهِ أقوى مِن النَّاس! فانظُروا دعوتكُم أيُّها الإخوةُ، أن ليس كثيرونَ حُكماءَ حسبَ الجسدِ، ليس كثيرون أقوياءَ، ليس كثيرونَ شرفاءَ. بل اختار اللـهُ جُهَّالَ العالم ليُخزي الحُكماءَ. واختار اللـهُ ضُعفاءَ العالم ليُخزي بهم الأقوياءَ. واختار اللـهُ أدنياءَ العالم والمرذولين والذينَ ليسوا موجودين ليُبطلَ بهم الموجودين، لكي لا يَفتخرَ كلُّ ذي جسدٍ قُدَّام اللـهِ. وأنتُم أيضاً منه بالمسيح يسوعَ، الذي صار لنا حكمةً مِن قبل اللـهِ برّاً وطهارةً وخلاصاً. كي كما هو مكتوبٌ: " أن مَن يَفتخرَ فليفتخر بالربِّ ". ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى ( 2 : 11 ـ 25 ) أيُّها الأحبَّاء، أطلب إليكم كغرباء ونزلاء، أن تبتعدوا عن الشَّهوات الجسديَّة التى تُقاتِل النَّفس، وأن يكون تصرفكم حسناً بين الأُمم، لكى يكونوا فيما يتكلمون به عليكم كفاعلي شرٍّ، إذ يَرون أعمالكم الصالحة يُمجِّدون الله فى يوم الافتقاد. فاخضعوا لكل ترتيب بشريٍّ من أجل الربِّ. إن كان للملك فكمَن هو فوق الكلِّ، أو للولاة فكمُرسَلِينَ منه للانتقام من فاعلي الشرِّ، وللمدح لفاعلي الخير. لأن هذه هى إرادة الله: أن تصنعوا الخير لكى تسدُّوا جهالة النَّاس الأغبياء. كأحرار، ولا تكن حريتكم كستار للشرِّ، بل كعبيد لله. أَكرموا كل واحد. حبُّوا الإخوة. خافوا الله. أَكرموا الملك.أيُّها العبيد، كونوا خاضعين لأربابكُم بكلِّ خوفٍ، ليس فقط للصَّالحين المترفِّقين، بل للأُخر المعوجِّين أيضاً. لأن هذا نعمةٌ، إن كان أحدٌ من أجل ضمير نحو الله، يحتمل أحزاناً وهو مظلومٌ. فما هو الافتخار إذا كنتم تُخطئون ويقمعونكم فتصبرون؟ لكن إذا صنعتم الخير وتألَّمتم وصبرتم، فهذه هيَ نعمة من عند الله، الذي دعاكم لهذا. لأن المسيح هو أيضاً تألَّم عنَّا، تاركاً لنا مثالاً لكي نتبع خطواته. الذي لم يُخطئ، ولم يوجد في فمه غشٍّ. وكان يُشتَم ولا يَشتم. وإذا تألَّم لم يغضب وأعطى الحكم للحاكم العادل. الذي رفع خطايانا على الخشبة بجسده، لكي ما إذا مُتنا بالخطايا نحيا بالبرِّ. والذي شُفِيتُم بجراحاته. لأنَّكم كنتم كمِثل خرافٍ ضالَّةٍ لكنَّكم رجعتمم الآن إلى راعيكم وأُسقف نفوسكم. ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 10 : 34 ـ 42 ) ففتحَ بطرُس فاهُ وقالَ: " إنِّي بالحقِّ أرى أنَّ اللهَ لا يأخُذُ بالوجوهِ. بل في كلِّ أُمَّةٍ، الذي يتَّقيهِ ويصنعُ البرَّ مقبولٌ عندهُ. وهو أرسل كلمتهُ لبني إسرائيل مُبشِّراً بالسَّلام مِن قِبَل يسوعَ المسيح. هذا هو ربُّ الكلِّ. وأنتُم تعرفونَ الكلمة التي كانت في كلِّ اليهوديَّةِ مُبتدِئاً مِن الجليلِ، بعد المعموديَّةِ التي كَرَزَ بها يوحنَّا. يسوعُ الذي من النَّاصرةِ كمثل ما مسحهُ اللهُ بالرُّوح القدس والقوَّةِ، هذا الذي جاء يَصنعُ الخير ويَشفي كلّ الذينَ قُهِروا مِن الشيطان، لأنَّ اللهَ كانَ معهُ. ونحنُ شُهودٌ لكلِّ شيءٍ صَنعَ في كورةِ اليهوديَّةِ وفي أورشليم هذا الذي قتلُوهُ أيضاً مُعلِّقينَ إيَّاهُ على خشبةٍ. هذا أقامهُ اللـهُ في اليوم الثَّالثِ، وأعطاهُ أن يَظهرَ ليس لجميع الشَّعبِ، بل للشُهود الذي سبقَ اللهُ فاختارهُم. الذين هُم نحنُ الذينَ أكلنا وشربنا معهُ من بعد قيامتهِ من بين الأمواتِ. وأمرنا أن نَكرزَ للشَّعبِ، ونشهدَ بأنَّ هذا هو المُعَيَّنُ مِن اللهِ دَيَّاناً للأحياءِ والأمواتِ. وهذا الذي شَهَدَ لهُ جميعُ الأنبياءِ أنَّ كلَّ مَن يؤمنُ بهِ ينالُ باسمهِ غفرانَ الخطايا ". ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين. ) السنكسار اليوم الثاني عشر من شهر مسرى المبارك 1.تذكار الملاك الجليل ميخائيل رئيس الملائكة 2.تملك الامبراطور البار قسطنطين الكبير 1 ـ في هذا اليوم تعيد الكنيسة بتذكار رئيس الملائكة ميخائيل. هذا الذي بطلباته يفيض الرب مياه نهر النيل إلى حدها ومقدارها ويبارك الثمار.شفاعته تكون معنا. آمين. 2 ـ وفى مثل هذا اليوم أيضاً تذكار جلوس الامبراطور البار قسطنطين الكبير على عرش رومية. وذلك أنه لما ملك على بريطانيا عوض أبيه قسطنديوس خلوروس سنة 306م أبطل المظالم من سائر المملكة، فأنتشر عدله وذاع صيته في سائر البلاد. فأرسل إليه عظماء رومية، طالبين منه أن ينقذهم من ظلم مكسيميانوس قيصر. فرثى لمصابهم وظل يفكر في كيفية إنقاذهم. فظهرت له علامة الصليب، فاعتصم بها ومضى لمحاربة مكسيميانوس فهزمه، وأثناء تقهقره سقط به جسر نهر التيبر، فغرق مع عسكره ومات شر ميتة. وكان ذلك في السنة السابعة من ملك قسطنطين، ولما دخل الامبراطور قسطنطين رومية استقبله عظماؤها وجميع سكانها باحتفال كبير وسرور زائد وعيدوا لإنتصاره سبعة أيام. وتقدم شعراء رومية وخطباؤها يمدحون الصليب الكريم، وينعتونه بمُخلِّص مدينتهم والمؤيد لملكهم. أما كيفية ظهور الصليب له وتغلبه به على مكسيميانوس، فقد كُتب في خبر نياحة هذا الامبراطور البار تحت اليوم الثامن والعشرين من شهر برمهات. ولربنا المجد دائماً. آمين.
مزمور القداس من مزامير أبينا داود النبي ( 65 : 1 ـ 2 ) لكَ ينبغي التَّسبيحُ يا اللـهُ في صهيون. ولكَ تُوفى النذورُ في أورشليم. استمع يا اللـهُ صلواتي. لأنَّه إليكَ يأتي كلُّ بشرٍ. هللويا. إنجيل القداس من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 10 : 22 ـ 38 ) وكانَ في ذاكَ الزمن عيدُ التَّجديدِ في أُورشليمَ، وكانَ شتاءٌ. وكانَ يسوعُ يمشَّي في الهيكلِ في رواقِ سليمانَ، فأحاط بهِ اليهودُ وقالوا لهُ: " إلى متى تُعَلِّقُ أنفُسَنَا؟ إن كُنتَ أنتَ المسيحَ فقل لنا علانيةً ". فأجابهم يسوعُ: " قد قلتُ لكُم فلم تؤمنوا، الأعمالُ التي أعملُها أنا بِاسم أبي هيَ تَشهدُ لي. ولكنَّكُم لستُم تؤمنونَ لأنَّكُم لستُم من خرافي، كما قلتُ لكُم. لأنَّ خرافي تسمعُ صوتي، وأنا أعرفُها فتتبعُني. وأنا أُعطيها حياةً أبديَّةً، ولن تهلكَ إلى الأبدِ، ولا يخطفُها أحدٌ مِن يدي. لأنَّ أبي الذي أعطاني هو أعظمُ من الكلِّ، ولا يقدرُ أحدٌ أن يخطفَ مِن يَدِ أبي. أنا وأبي نحنُ واحدٌ ". فأخذَ اليهودُ أيضاً حجارةً ليرجموهُ. فأجابهُم يسوعُ قائلاً: " أعمالاً كثيرةً حسنةً أريتكُم مِن عند أبي. فمن أجل أيِّ عملٍ منها ترجمونني. فأجابهُ اليهودُ وقالوا: " ليس مِن أجل عملٍ حسنٍ نرجمكَ، بل لأجل تجديفٍ، فإنَّكَ وأنتَ إنسانٌ تَجعلُ نفسكَ إلهاً " فأجابهُم يسوعُ وقال: " أليسَ مكتوباً في ناموسكُم: أنا قلتُ إنَّكُم آلهةٌ؟ فإن كان قال لأولئك أنَّهُم آلهةٌ الذينَ صارت إليهم كلمةُ اللـهِ، ولن يمكن أن يُنقضَ الكتاب، فالذي قدَّسهُ الآبُ وأرسلهُ إلى العالم، أتقولون له: إنَّكَ تُجدِّفُ، لأنِّي قُلتُ أنا هو ابن اللـهِ؟ إن كُنتُ لستُ أعملُ أعمالَ أبي فلا تؤمنوا بي. ولكن إن كُنتُ أعملها، فإن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالأعمالِ، لكي تَعلَموا وتعرفوا إني أنا في أبي وأبي فيَّ ". ( والمجد للـه دائماً ) +++
08-18-2015, 09:46 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
مقالة للبابا شنودة الثالث .. الراحل المقيم .. رحلة الخبر إلى أذنيك
ليس كل ما يصل إلى أُذنيك هو صدق خالص. فلا تتحمَّس بسرعة لكل ما تسمع ولا لكل ما تقرأ. ولا تتخذ إجراءًا سريعًا لمُجرَّد كلام سمعته من إنسان ما. بل تحقق أوَّلًا. واعرف أن كثيرًا من الكلام يقطع رحلة طويلة قبل أن يصل إلى أُذنيك.
«« صدق الحكيم الذي قال: "لا تُصدِّق كل ما يُقال". لهذا اجعل عقلك رقيبًا على أُذنيك، وافحص كل ما تسمعه. ولا تُصدِّق كل خبر، لئلا تُعطي مجالًا للوشاة والكاذبين، ولِمَن يخترعون القصص، ولِمَن يؤلِّفون الأخبار، ولِمَن يدسُّون ويشهدون شهادة زور. كل هؤلاء يبحثون عن إنسان سهل يُصدِّقهم. وقد قال عنهم أمير الشعراء أحمد شوقي:
قد صادفوا أذنًا صفواء ليِّنة
فأسمعوها الذي لم يُسمعوا أحدًا
وما أجمل قوله أيضًا عن مثل هذا الذي يُصدِّق كل ما يسمعه، ويقبل الأكاذيب كأنها صدق:
أثَّر البهتان فيهِ
يا له من ببغاءٍ
وانطوى الزورُ عليهِ
عقله في أُذنيهِ
«« نعم لو كُنَّا نعيش في عالم مثالي، أو في وسط الملائكة، لأمكنك حينئذ أن تُصدِّق كل ما تسمعه، ولا تتعب ذاتك في فحص الأحاديث ولكن ما دام الكذب موجودًا في العالم، وما دمنا نعيش في مُجتمع توجد فيه ألوان من الناس يختلفون في نوع أخلاقياتهم، وفي مدى تمسكهم بالفضيلة، فإنَّ الحكمة تقتضي إذن أن نُدقِّق ونُحقِّق قبل أن نُصدِّق، وأن نفحص كل شيء ونتمسَّك بما هو حق، ولكن قد يقول أحدهم: " إنني أُصدِّق هذا الخبر على الرغم من غرابته، لأنني سمعته من إنسان صادق لا يمكن أن يكذب".
نعم، قد يكون هذا الإنسان صادقًا، ولكنه سمع الخبر من مصدر غير صادق، أو من مصدر غير دقيق... أو قد يكون الشخص الذي حدَّثك أو نقل الخبر إلى مَن حدَّثك، جاهلًا بحقيقة الأمر، أو على غير معرفة وثيقة أكيدة بما يقول ... أو قد يكون مبالغًا أو مازحًا أو مداعبًا. أو رُبَّما يكون قد أخطأ في السماع أو الفهم. أو أن المصادر التي استقى منها معلوماته غير سليمة...
««أو رُبَّما يكون المصدر الأصلي الذي أخذ عنه هذا وذاك غير خالص النية فيما يقول، وهناك أسباب شخصية تدفعه إلى طمس الحقائق، أو إلى الدَّس والإيقاع بين الناس. أو قد يكون من النوع الذي يتباهى بمعرفة الأخبار والسبق إلى نشرها بين الناس. فيقول ما يصل إليه بسرعة بدون تحقيق... وقد يكون مُحبًَّا للإستطلاع، يلقي الخبر ليعرف ما مدى وقعه على الناس.
«« ولكن رُبَّما يقول القائل: " إني لم أسمع هذا الخبر من فرد واحد فقط، إنَّما من كثيرين، مما يجزم بصحته".
فنقول: إنه لا يصح أن نحكم عن طريق السماع دون تحقيق، حتى لو سمعنا من كثيرين (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات)! فما أكثر ما يكون كلام الكثيرين على وفرة عددهم، له مصدر واحد مخطئ ... وما أكثر ما تتفق جماعة كبيرة من الناس على كذب مشترك، وفي التاريخ أمثلة كثيرة عن هذا الأمر. وما أكثر ما تتفق مجموعة من شهود الزور على أمر ما، وهكذا تفعل أيضًا مجموعات من ناشري الشائعات...
«« إنَّ وصية "لا تشهد بالزور" كما أنها موجهة إلى المُتكلِّم، هى أيضًا موجهة إلى السامع. فالذي يسمع الكذب ويقبله، إنَّما يُشجِّع الكاذب على الاستمرار في كذبه. وبقبوله، يحيط نفسه بأُناس مخطئين غير مخلصين.
«« وكذلك فإنَّ ناقل الكذب يُعتبر كاذبًا، وشريكًا في نشر الكذب. وقد يقع تحت هذا العنوان أيضًا مروجو الشائعات الكاذبة. بل قد يقع في هذا الفخ، البسطاء الذي يُصدِّقون كل ما يسمعونه! ويتكلَّمون عنه. كأنه حقيقة، دون فحص أو تدقيق. وفي الحقيقة لا نستطيع أن نُسمِّي مثل هذه بساطة. لأنَّ البساطة في جوهرها هى عدم التعقيد، وليس قلة الفهم أو البعد عن الحكمة والتدقيق. ونحن نؤمن بالبساطة الحكيمة، وبالحكمة البسيطة...
«« اثنان يشتركان في خطية الكذب: قابل الكذب، وناقل الكذب. وكلاهما يشتركان مع الكاذب الأصلي في نشر كذبه.
وإن كانت بعض المشاكل تتسبَّب أحيانًا من نقل الكلام، فإن أقل الناس ضررًا مَن ينقلون الكلام هم، كما يفعل جهاز تسجيل الصوت ( الريكوردر ) الأمين المُخلص، الذي لا يزيد شيئًا على ما قيل، ولا ينقص، بل يُعطي صورة دقيقة صادقة عمَّا قيل.
«« إنَّما بعض الأشخاص قد يسمع كلامًا، فيتناوله ويضيف عليه رأيه الخاص ومفهومه الخاص، واستنتاجه وأغراضه وظنونه، ويُقدِّم كل ذلك معًا لإنسان آخر، كأنه الكلام المُباشر الذي سمعه مِمَّن نطق به!!
«« انظروا يا إخوتي ماء النيل وقت الفيضان، وهو بني اللون من كثرة ما حمل من طمي ... هذا الماء كان في أصله ماءً نقيًَّا صافيًا رائقًا عندما نزل مطرًا من السماء على جبال الحبشة. ولكنه طوال رحلته في الطريق، كان ينحت الطمي من الصخور، ويختلط بالطين حتى وصل إلينا في الفيضان بصورته وهو بُني اللون طيني...
هكذا كثير من الأخبار التي تصل إليك مُشبَّعة بالطين، رُبَّما كانت رائقة صافية في بادئ الأمر. والفرق بينها وبين ماء النيل، أن طينه مُفيد للأرض. أمَّا الطين الذي خلطه الناس في نقلهم للأحاديث، فإنه ضار وخطر ومُفسد للعلاقات...
«« كثير من الأخبار عندما تصل إليك، تكون أخبار مختلفة جدًا عن الواقع. وسأضرب لذلك مثلًا:
مُجرَّد خبر هو: حدث حوار ساخن بين صديقين في أحد الموضوعات. وصل هذا الخبر إلى زميل لهما فقال: "وقد سمعت أن أحدهما جرح شعور صديقه أثناء الحوار جرحًا غائرًا، وأهانه إهانة شديدة". ووصل هذا الكلام إلى شخص آخر، فأضاف: " وطبيعي أن هذا الذي أهين قد غضب غضبًا شديدًا وتألَّم". ووصل الخبر إلى شخص ثالث، فقال: " وسمعت أيضًا أنه قال بعد ذلك: " صديقي هذا هو خطيب أختي. فإن تزوَّجها سوف يهينها كما أهانني، ويجعل حياتها مُرًَّا وعلقمًا". ووصل هذا الكلام إلى شخص رابع، فأضاف: " وقد سمعت أنه ذهب إلى أسرته محملًا بهذه المشاعر، وحكى لهم كل شيء وهو متضايق ومتألِّم". وسمع هذا الكلام شخص خامس، فقال: " وطبيعي أن أب هذه الأُسرة قال في اجتماع عائلي: نشكر اللَّه الذي كشف لنا هذا الشخص العنيف قبل أن يتزوج ابنتنا. لا شكَّ أنه إذا تمَّ زواجه بها، سيجعل حياتها جحيمًا لا يُطاق". ووصل هذا الكلام إلى شخص سادس، فقال: " ولابد أنه في اجتماع الأُسرة نوقش موضوع فك تلك الخطوبة". ووصل هذا الكلام إلى شخص سابع، فأسرع ونشر خبرًا في إحدى المجلات بعنوان: (مأساة فتاة مخطوبة)، قال فيه: "حدثت مشادة حامية بين صديقين، أدَّت إلى خلاف بينهما، ثم بين أُسرتيهما. وانتهى بفك الخطوبة التي بين أحدهما وأخت الآخر. وانتظروا التفاصيل بالأسماء في العدد المُقبل".
«« حدث كل هذا بينما الصديقان اعتبرا حوارهما موضوعيًا وليس شخصيًا. وخرجا منه وهما في صفاء تام، دون أن يترك أي أثر سيئ في نفسية أحدهما ضد الآخر. ولكن هكذا كانت رحلة الخبر عن حوارهما الساخن.
لذلك أقول مرَّة أخرى: لا تُصدِّق كل ما يُقال. بل حقِّق ودقِّق، قبل أن تُصدِّق. +++
08-19-2015, 02:03 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاربعاء ) عيد تجلي ربنا على طور طابور 19 أغسطس 2015 13 مسري 1731 عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي ( 99 : 6 ) مُوسَى وهارونُ في كهنتهِ، وصَموئيلُ في الَّذينَ يَدعونَ بِاسمه، كانوا يَدعونَ الربَّ وهو كانَ يَستجيبُ لهُم. بعمودِ الغمام كان يُكلِّمهُم. هللويا. إنجيل العشية من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 9 : 28 ـ 36 ) وصار بعد هذه الأقوال بنحو ثمانيةِ أيَّام أنهُ، أخذَ بُطرسَ ويَعقوبَ ويُوحنَّا وصعدَ إلى الجبلِ ليُصلِّي. وفيما هو يُصلِّي صارت هيئةُ وجههِ مُتغَيِّرةً، ولباسهُ مُبيضّاً كالبرقِ. وإذا رجلانِ يَتكَلَّمانِ معهُ، وهمَا موسى وإيليَّا، اللَّذانِ ظهرا بمجدٍ، وتكَلَّمَا عن خُروجِهِ الذي كانَ عتيداً أن يُكَمِّلهُ في أورشليمَ. أمَّا بطرسُ واللَّذين معهُ فكانوا قد تَثَقَّلُوا بالنَّوم. فلمَّا استيقظُوا رأوا مَجدهُ، والرَّجُلينِ الوَاقفينِ معهُ. وفيمَا هُمَا يُفارقَانهِ قالَ بُطرسُ ليسوعَ: " يا مُعلِّمُ جَيِّدٌ أن نَكونَ ههنَا. وإن كُنتَ تُريدَ فلنصنع ثلاثَ مظالَّ: لكَ واحدةً، ولموسى واحدةً، ولإيليَّا واحدةً ". وهو لا يعلمُ ما يقولُ. وفيمَا هـو يقولُ ذلكَ كانت سـحابـةٌ فظلَّلتهُم. فخافـوا عنـدَما دخلـوا فـي السَّـحابـةِ. وصـارَ صـوتٌ من السَّحابةِ قائلاً: " هـذا هو ابني المختارُ. لهُ اسمعوا ". ولمَّا كانَ الصَّوتُ وجِدَ يسوعُ وحدهُ، وأمَّا هم فسكتوا ولم يُخبروا أحداً في تلكَ الأيَّامِ بشيءٍ ممَّا رأوهُ. ( والمجد للـه دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 104 : 32،31 ) فليكُن مجدُ الربِّ إلى الأبدِ. يفرحُ الربُّ بجميعِ أعمالهِ. الذي ينظرُ الأرضَ فَيجعلُها تَرتَعِدُ. الذي يَمسُّ الجبالَ فتُدخِّنُ. هللويا. إنجيل باكر من إنجيل معلمنا متى البشير ( 17 : 1 ـ 9 ) وبعد ستَّة أيَّام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنَّا أخاه وأصعدهم على جبل عالٍ منفردين وحدهم. وتجلَّى قُدَّامهم، وأضاء وجهه كالشَّمس، وابيضت ثيابه كالنُّور. وإذا موسى وإيليَّا قد ظهرا له يُخاطبانه. فأجاب بطرس وقال ليسوع: " ياربُّ، إنه حسنٌ لنا أن نكون ههنا! أتشاء أن نصنع هنا ثلاث مظالَّ. واحدة لك، وواحدة لموسى، وواحدة لإيليَّا ". فبينما هو يتكلَّم وإذا سحابةٌ نَيِّرةٌ قد ظلَّلتهم، وإذا صوتٌ من السَّحابة قائلاً: " هذا هو ابني الحبيب الذي سُرت به نفسي فأطيعوه ". فلمَّا سمع التَّلاميذ سقطوا على وجوههم وخافوا جدّاً. فجاء إليهم يسوع ولمسهم وقال لهم: " قوموا ولا تخافوا ". فرفعوا عيونهم فلم يروا أحداً إلاَّ يسوع وحده.وفيما هم منحدرين من الجبل أوصاهم يسوع قائلاً: " لا تُعلِموا أحداً بالرؤيا إلى أن يقوم ابن البشر من الأموات ". ( والمجد للـه دائماً )
القــداس البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي ( 1 : 1 ـ 23 ) بولسُ، رسولُ يسوعَ المسيح بمشيئةُ اللـهِ، وتيموثاوسُ الأخُ، إلى القدِّيسينَ في كولوسِّي، والإخوةِ المؤمنينَ في المسيح. نعمةٌ لكُم وسلامٌ من اللـهِ أبينَا وربِّنا يسوعَ المسيح. نشكُرُ اللـهَ أبا ربِّنا يسوعَ المسيح كلَّ حينٍ، مُصلِّينَ لأجلكُم، إذ سمعنا عن إيمانِكُم بالمسيح يسوعَ، ومحبَّتكُم لجميع القدِّيسينَ، من أجل الرَّجاءِ الموضوع لكُم في السَّمواتِ، الذي سمعتُم بهِ قبلاً في كلمةِ حقِّ الإنجيلِ،هذا الذي يوجد فيكُم كمَا في كلِّ العالمِ أيضاً، وهو مُثمرٌ ونامٍ وكما فيكُم أيضاً منذُ يومَ سمعتُم وعرفتُم نعمةَ اللـهِ بالحقيقةِ. كما تعلَّمتُم أيضاً من أبفراسَ العبدِ الحبيبِ الشريكُ معنا، الذي هو خادمٌ أمينٌ للمسيح لأجلكُمُ، الذي أخبرَنَا أيضاً بمحبَّتكُم في الرُّوح. من أجل ذلكَ نحنُ أيضاً، منذُ يومَ سمعنا، لم نَزَلْ مُصلِّينَ وطالبينَ لأجلكُم ونَسألُ أن تمتلئوا من معرفةِ مشيئتهِ، في كلِّ حكمةٍ وفهمٍ روحيٍّ لتسلكُوا كمَا يحقُّ للربِّ، في كلِّ رضىً، مُثمرينَ في كلِّ عملٍ صالح، ونامينَ في معرفةِ اللـهِ، مُتقوِّينَ بكلِّ قوَّةٍ بحسبِ قدرةِ مجدِهِ، بكلِّ صبرٍ وطولِ آناةٍ بفرح، شاكرينَ اللـهَ الآبَ الذي جعَلَنا كُفاةً للدخولِ في نصيبِ ميراثِ القدِّيسينَ في النُّور، هذا الذي أنقذنا من سلطانِ الظُّلمةِ، ونقلنا إلى ملكوتِ ابنِ محبَّتهِ، الذي نُلنَّا الخلاصِ بدمهِ لغفرانِ الخطايا. الذي هو صورةُ اللـهِ غير المنظورِ، بكرُ كلِّ خليقةٍ. فإنَّهُ فيهِ خُلِقَ الكلُّ: ما في السَّموات وما على الأرضِ، ما يُرَى وما لا يُرَى، سواءٌ كانت عروشاً أم سياداتٍ أم رياساتٍ أم سلاطينَ. الكلُّ بهِ قد صار ولهُ قد خُلِقَ. الذي هو قبلَ كلِّ شيءٍ، وفيه يقُومُ كلِّ شيءٍ وهو رأسُ الجسدِ: الكنيسة. الذي هو البداءةُ، البكــر مِنَ الأمواتِ، لكي يكـونَ هو مُتقـدِّماً في كلِّ شىءٍ. لأنَّهُ فيهِ سُرَّ أن يحلَّ كلُّ الملءِ، وأن يُصالحَ بهِ الكلَّ لنفسهِ، عاملاً الصُّلحَ بدمِ صليبهِ، بواسطتهِ، سواءٌ كانَ ما على الأرض، أم ما في السَّمواتِ. وأنتُمُ الذينَ كنتٌم قبلاً أجنبيِّينَ وأعداءً في أفكاركُم في الأعمالِ الشِّرِّيرةِ، قد صالحكُمُ الآن في جسم بشريَّتهِ بموتهِ، ليُقيِمكُم قدِّيسينَ بلا عيبٍ وبلا لومٍ أمامَهُ، إن ثبتُّم على الإيمانِ، مُتأسِّسينَ وراسخينَ وغير مُتزعزعينَ عن رجاءِ الإنجيل، الذي سمعتُمُوهُ، المكرُوزِ بهِ في كلِّ الخليقةِ التي تحتَ السَّماءِ، الذي صِرتُ أنا بولسَ خادماً لهُ. ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الثانية ( 1 : 12 ـ 21 ) لذلك لا أملُّ أن أُذكِّركُم في كل حينٍٍ بهذه الأمور، ولو أنَّكم عالمينَ وثابتينَ في الحقِّ الحاضر. ولكنِّي أظن أنَّه واجب حقٍّ عليَّ أن أُذكِّركُم ـ ما دُمتُ مُقيماً في هذا المسكن ـ أن أنهضكُم بالتَّذكرة، عالماً أنَّ مسكني سينحل سريعاً، كما أعلمنا ربُّنا يسوع المسيح. وأنا أُسرع في كلِّ حينٍٍ لتتذكروا هذه الأمور من بعد خروجي. لأنَّنا لم نَتْبَعْ خُرافاتٍ فلسفيةٍ، إذ عرَّفناكُم بقوَّة ربِّنا يسوع المسيح وظهوره، بل قد كُنَّا مُعاينين عظمته. لأنَّه أخذ كرامةً ومجداً من الله الآب، وإذ أقبل صوتٌ كهذا من المجد الأسنَى العظيم قائلاً: " هذا هو ابني وحبيبي الذي أنا به سُررتُ ". وقد سمعنا نحن هذا الصَّوت مِن السَّماء، حين كنَّا معه على الجبل المقدَّس. وثابتٌ عندنا كلام الأنبياء، هذا الذي هو نِعِمَّا ما تصنعونه إذا تأمَّلتم إليه، كمثل سراجٍ مضيءٍ في موضع مُظلِم، حتَّى يظهر النَّهار، والنُّور يُشرق ويظهر في قلوبكم، وهذا أوَّلاً فاعلموه: أنَّ كل نبوَّات الكُتب ليسَ تأويلُها فيها مِن ذاتها خاصةً. وليس بمشيئة البشر جاءت نبوَّةٌ في زمانٍ، بل تكلَّم أُناسٌ بإرادة الله بالرُّوح القدس. ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 7 : 44 ـ 8 : 1 ) وأمَّا خَيمةُ الشَّهادةِ فكانت مع آبائنا في البرِّيةِ، كما أَمَرَ الذي كلَّمَ موسَى أنْ يَصنعَها على حسب المِثالِ الذي كانَ قد رآهُ، هذه التى قد أَدخَلَها آباؤنا مَعهم وقَبِلُوها مع يشوعَ في مُلكِ الأُمَم الَّذينَ طردهُم اللهُ مِن وَجْهِ آبائنا، إلى أيام داودَ الذي وَجَدَ نِعمَةً أمامَ اللهِ، والتمسَ أنْ يَصنعَ مَسكَناً لإلهِ يَعقوبَ. ولكنَّ سُليمانَ بَنَى لهُ بَيتاً. ولكنَّ العَليَّ لا يَسكُنُ في مصنوعاتِ الأيادي، كما يقول النبي: السَّماءُ كرسيٌّ لي، والأرضُ موطئٌ لقَدمَيَّ. أيَّ بيتٍ تَبنوهُ لي قال الربُّ أو أيٌّ هو مكانُ راحَتي؟ أليسَتْ يَدي خَلقتْ هذه الأشياءَ كلَّها؟ يا قُساةَ الرِّقابِ، وغيرَ المَختونِينَ بقلوبِهم وآذانِهم، أنتُم في كلِّ حينٍ تُقاوِمونَ الرُّوحَ القُدسَ. كمَا كانَ آباؤكُم كذلِكَ أنتُم أيضاً. مَنْ مِن الأنبياءِ لمْ يَضطَهِدهُ آباؤكُم، وقد قَتَلوا الَّذينَ سَبَقوا فأنذروا بِمجيءِ البارِّ، هَذا الذي أنتُم الآنَ أسلَمتمُوه وقتلتُموه، وأنتُم الَّذينَ قَبِلتُم النَّاموسَ بترتيبِ ملائكةٍ ولمْ تَحفظوهُ؟ فلمَّا سَمِعوا هذا احتدُّوا بقلبِهم وجعلوا يَصِرُّونَ أسنانهَم عليه. وأمَّا استفانوسُ فَشَخَصَ إلى السَّماءِ وهو مُمتلئٌ مِن الإيمانِ والروح القُدسِ، فرأى مَجدَ اللهِ، ويسوعَ قائِماً عن يمينِ اللهِ. فقال: " ها أنا أَنظرُ السَّمَواتِ مَفتوحةً، وابنَ البشر قائِماً عن يمينِ اللهِ ". فصَاحوا جميعهُم بصوتٍ عظيم وسَدُّوا آذانَهُم، وهَجَموا عليهِ جميعهُم بنهضةٍ، وأخرَجوه خارِج المدينةِ ورجَموهُ. والشُّهودُ وضَعوا ثيابَهُم عند رِجلَي شابٍّ اسمه شَاوُلُ. ورجَموا استفانوسَ وهو يَدعُو ويقولُ: " أيُّها الربُّ يسوعُ اقْبَلْ رُوحِي ". ثُمَّ جَثا على رُكبَتَيهِ وصَرَخَ بصوتٍ عظيم قائِلاً : " ياربُّ لا تحسِب عليهم هذه الخطيَّةَ ". وإذ قالَ هَذا رَقَـدَ. وأمَّا شَاوُلُ فكانَ مُوافِقاً على قتلِهِ. ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. ) السنكسار اليوم الثالث عشر من شهر مسرى المبارك عيد تجلي ربنا على طور طابور في هذا اليوم تعيد الكنيسة بتذكار تجلي ربنا ومخلصنا يسوع المسيح على طور طابور. وكان معه في ذاك الوقت تلاميذه، بطرس ويعقوب ويوحنا. وهم الذين عناهم بقوله: " أن من القيام ههنا قوماً لا يذقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتياً في ملكوته ". وقد أكمل وعده هذا. فإنه بعد ستة أيام من قوله هذا أخذ التلاميذ الثلاثة وصعد بهم على جبلٍ عال منفردين، وتغيرت هيئته قدامهم، وأضاء وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاء كالنور. وإذ موسى وإيليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه. وقد قصد المسيح بذلك أن يعلمنا بأنه رب موسى ومقيمه من الأموات. وإله إيليا ومنزله من السموات. وفي قول بطرس: إن شئت نقيم هنا ونصنع ثلاث مظال، ضعف وأدب. أما الضعف فلتفكيره أن الرب في حاجة إلى ما يستره من الشمس. وأما الأدب فلأنه لم يطلب لنفسه، ولمن معه من التلاميذ، ما طلبه للمسيح وموسى وإيليا. ولا تعجب من نقص علم التلاميذ فأنهم لم يكونوا قد أكملوا بعد. ولما قال هذا أتت سحابة وظللتهم، ليرى بطرس أنه غير محتاج إلى مظال مصنوعة بالأيدي. وأتاهم صوت ـ ليثبت في نفس التلاميذ ألوهيته قائلاً: " هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. له اسمعوا ". ولما سمع التلاميذ ذلك، سقطوا على وجوههم، فلمسهم يسوع بيده المباركة وقال لهم: قوموا ولا تخافوا. فرفعوا أعينهم ولم يروا أحداً إلاَّ يسوع وحده ." له المجد دائماً إلى الأبد. آمين."
مزمور القداس من مزامير أبينا داود النبي ( 87 : 1 ، 5 ) أساساتُهُ على الجبالِ المقدَّسةِ. يُحبُ الربُّ أبوابَ صهيونَ. الأُمُ صهيون تقولُ: إن إنساناً. وإنسانٌ صار فيها. هو العليُّ الذي أسَّسها إلى الأبـدِ. هللويا. إنجيل القداس من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 9 : 2 ـ 13 ) وبعد ستَّة أيَّامٍ أخذَ يسوعُ بطرسَ ويعقوبَ ويوحنَّا، وصعدَ بِهم إلى جَبَلٍ عالٍ مُنفردينَ وحدَهُم. وتغيَّرت هيئتهُ قُدَّامهُم، وصارتْ ثيابهُ تلمعُ بيضاءَ جدّاً مثلَ الثلج، لا يقدرُ قصَّارٌ على الأرض أن يُبَيِّضَ مثلَ ذلكَ. وظهرَ لهُمْ إيليَّا مع موسى، وكانَ يتكلَّمانِ مع يسوعَ. فحينئذ أجابَ بُطرس وقالَ ليسوعُ: " يا ربي، جيِّدٌ أن نكونَ ههنا. فلنصنع ثلاثَ مظالٍّ، لكَ واحدةٌ، ولموسى واحدةٌ، ولإيليَّا واحدةٌ ". لأنَّه لم يكن يَعلمُ ما يجاوب به. لأنَّهم كانوا مملوئينَ رُعباً وكانت سحابةُ تُظلِّلُهم. وصارَ صوتٌ من السَّحابةِ قائلاً: " هذا هو ابني حبيبي. لهُ اسمعوا ". فنظروا بغتة ولم يروا أحداً غير يسوع وحده معهم. وفيما هم نازلون من الجبل أوصاهم أن لا يحدثوا أحداً بما ابصروه إلا متى قام ابن الإنسان من الأموات. فحفظوا الكلمة لأنفسهم وصاروا يسألون بعضهم بعضاً ما هو القيام من الأموات. فسألوه قائلين لماذا يقول الكتبة أن إيليا ينبغي أن يأتي أولاً. فأجاب هو وقال لهم إن إيليا يأتي أولاً ويرد كل شىء. وكيف هو مكتوب عن ابن الإنسان أن يتألم كثيراً ويرذل. لكن أقول لكم إن إيليا أيضاً قد أتي وعملوا به كل ما أرادوا كما هو مكتوب عنه. ( والمجد للـه دائماً ) +++
08-19-2015, 06:31 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
أحبائى الكرام .. هذه معجزة .. ارجو قراءتها .. لمعرفة كيف تعمل الصلاة .. وكيف يستجيب الله الصلوات .. الرب يبارك حياتكم .. أخوكم وعمكم العجوز .. ارنست +++ Fawzia Andrawis shared Fr.Tadros Yacoub Malaty ابونا تادرس يعقوب ملطى's photo. August 17 at 2:20pm · Fr.Tadros Yacoub Malaty ابونا تادرس يعقوب ملطى's photo. Fr.Tadros Yacoub Malaty ابونا تادرس يعقوب ملطى with Nevo Samy قصة لن ادعه يموت!
يحكي أبونا الحبيب القمص تادرس يعقوب هذه القصة ويقول: في عام 1974 أصيب المشرف على مدارس الأحد في كنيستي بحادث رهيب أثناء عمله... كان هذا الرجل المؤمن يعمل على مضخة للبترول، وبينما هو يتسلق إحدى الأبراج المركبة في غرفة الآليات، زلت رجله، فسقط هاويا على الأرض دون حراك...
جائني الخبر بأنه قد مات، فأسرعت حالا الى مكان الحادث فكان لم يزل راقدا على الأرض بلا حراك... وبجواره نقالة معدة لنقله. كان العمال ملتفين حوله، وزوجته تجهش بالبكاء... ظننت في بادئ الأمر بأنه قد مات، لكنني أُخبِرت بأنه لم يزل على قيد الحياة وكان يبدو وكأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة...
طُلِب مني، إن أمكن أخذ زوجته جانبا، وأهيئها لقبول الخبر المحتوم، إذ لم يبدو هناك لدى الطبيب الموجود أي أمل في نجاته... أخذت زوجة الأخ جانبا لكن ليس لكي أهيئها للخبر بل لكي أصلي معها... إذ كان لدينا إيمان بأن الله سيقيمه...
بقي وقت طويل مرميا على الأرض، وغائبا عن الوعي، ولكنه لم يمت كما توقع الطبيب... وأخيرا قرر الطبيب أن يخاطر وينقله الى المستشفى وهو يقول لي: ربما لن يصل الى المستشفى على قيد الحياة، لكن هذا هو الخيار الوحيد أمامنا، إذ لا يمكن إبقائه ههنا...
وصلنا الى المستشفى... فقررت أن أبقى بجواره أثناء الليل، بينما كانت زوجته تلازمه نهارا...
في الليلة الثالثة، وفي حوالي الثامنة مساء، قال لي احد الأطباء... بأن حالته تتدهور شيئا فشيئا، وبأنه ما زال في غيبوبة تامة.
في تلك الليلة كان ينبغي أن أصارع في الصلاة من أجله... لكنها كانت ثالث ليلة أقضيها مستيقيظا بجواره، لذلك حالما جلست على مقعدي بجوار فراشه انتابني نوم عميق...
إستيقظت مفزوعا على صوت الممرضة وهي تفحص حالته وهو تحت خيمة الأوكسجين، وعندما رأيت وجهه الأصفر صحت قائلا: لقد مات! لقد نمت وتركته يموت أمامي" لكن الممرضة قالت: كلا إنه ما زال حيا وإن كان قد إقترب جدا من الموت... وأعتقد بأنه قبل أن تنتهي نوبتي في السابعة صباحا سيكون قد مات... وكانت الساعة عندئذ قد جاوزت الثانية صباحا...
عندها، بدأت أصلي ببساطة الإيمان: قلت: يا رب، أنا لن أدعه يموت!!! وهاك أسبابي، أولا: إنه المشرف على مدارس الأحد في الكنيسة، وأنا لا أستغني عنه، ثم انه أفضل العاملين معي، إن الجميع في الكنيسة يحبونه ويحترمونه، إن موته سيؤلم زوجته وأولاده جدا... وأخيرا، يعلمنا الكتاب المقدس أن الموت هو عدو، لذلك أنا أقاومه وآمره بأن يترك هذا الأخ، لأني لن أدعه يموت...
في الثامنة صباحا دخل الطبيب الى الغرفة ليتفحص حالته، فنظر الي بتعجب وهو يقول، لا أدري ما الذي حصل في هذه الليلة، لأن فرصة شفاءه زادت كثيرا ووصلت الى50%...
نظرت الى الطبيب بدهشة، وقلت له، عم ما تتحدث يا صديقي... إن فرصة شفائه هي 100% بكل تأكيد...
مضت الأيام وتعافى هذا الأخ، ولدى عودته أول مرة الى الكنيسة وقف في الوسط قائلا... أنا أشكركم جميعا لإجل صلواتكم، ولكني لا أريدكم أن تحزنوا لأجل المؤمنين الذي يموتون... فأنا لم أشعر بأي ألم... بمجرد سقوطي وجدت نفسي في السماء وسمعت موسيقى لم أسمع مثلها في كل الأرض، ورأيت الرب يسوع يتقدم نحوي... وكنت أستعد لأجثو أمامه وأخبره كم احبه... إلا أنه بادرني قائلا... ينبغي أن تعود فورا... فقلت بدهشة: لكنني يا رب أنا مسرور جدا هنا... قال لي ... إن هناك من يتوسل بلجاجة من أجل بقائك في الكنيسة... ومد الرب ذراعه وكأنه يرسلني عائدا... فاستيقظت وأنا أسمع صلوات الراعي وهو يقول... يا رب أنا لن أدعه يموت...
لو عجبتك شيرها follow https://http://http://www.facebook.com/minamagdy.zakiwww.facebook.com/minamagdy.zaki https://http://http://www.facebook.com/Fr.Tadros.Yacoub.Malatywww.facebook.com/Fr.Tadros.Yacoub.Malaty
08-20-2015, 04:14 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
بل كن كبيرًا في قلبك، وواسع الصدر، تحتضن في داخلك جميع المسيئين إليك.
وحينئذ ستشعر بالسلام الداخلي، وتدرك بركة القلب الكبير..
القلب الكبير لا تتعبه إساءات الناس، ولا يقابل الإساءة بالإساءة. إنما تذوب جميع الإساءات في خضم محبته وفي لجة احتماله.
القلب الكبير أقوى من الشر.
الخير الذي فيه أقوى من الشر الذي يحاربه. ودائمًا ينتصر الخير الذي فيه.. ومهما أسىء إليه، يبقى كما هو، دائم المحبة للناس، مهما صدر منهم.. وفي إساءاتهم، نراه لا ينتقم منهم، بل يعطف عليهم..
إنهم مساكين، قد غلبهم الشر الذي يحاربهم.. وهم يحتاجون إلى من يأخذ بيدهم، وينقذهم من هذا الشر الذي خضعوا له في إساءاتهم لغيرهم..
وإذا انتقم الإنسان لنفسه، يكون الشر قد غلبه، وأخضعه لحب الانتقام، وأضاع من قلبه التسامح والاحتمال والمودة..
ومحبتنا للناس توضع تحت الاختبار عندما نتعرض لإساءاتهم.
كل إنسان يستطيع أن يحب من يحبه، ويحترم من يحترمه، ويكرم من يكرمه.. كل هذا سهل لا يحتاج إلى مجهود. ولكن نبيل هو الإنسان الذي يحب من يكرهه، ويكرم من يسئ إليه. وفي هذا يقول السيد المسيح في عظته المشهورة على الجبل: "لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم.. وإن سلمتم على أخوتكم فقط فأي فضل تصنعون؟! " أليس الخطاة أيضًا يفعلون هكذا؟! " وأما أنا فأقول لكم: أحبو أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم".
هنا ولا شك تكون المحبة بلا مقابل. أي أن الإنسان المحب لم يأخذ محبة في مقابل محبته. لم يأخذ أجرًا على الأرض، ولذلك يكون كل أجره محفوظًا في السماء، إذ لم يستوف منه شيئًا على الأرض.
إن القلب الكبير ليس تاجرًا: يعطى حبًا لمن يقدم له حبًا، أو يعمل خيرًا مع الذي ينقذه شكرًا.
إنه يصنع الخير مع الكل، بلا مقابل. يعمل الخير لأن هذه هي طبيعته. لذلك فإنه يعمل الخير مع من يستحقه، ومع الذي لا يستحقه أيضًا، مع المحب ومع المسيء، مع الصديق ومع العدو.. مثل الشمس التي تشرق على الأبرار والأشرار، ومثل السماء التي تمطر على الصالحين والطالحين (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. بل أنه درس نتعلمه من الله نفسه، الذي يحسن إلينا حتى ونحن في عمق خطايانا.
إن القلب الكبير لا يعامل الناس كما يعاملونه، وإنما يعاملهم حسب سموه وحسب نبله. وهو لا يتغير في سموه وفي نبله طبقًا لتصرفات الناس حياله. إنه لا يرد الإساءة بالإساءة لأنه لا يحب أن تصدر عنه إساءة لأحد، ولو في مجال الرد.
أما الضعاف فإنهم يتأثرون بتصرفات الناس، ويتغيرون تبعًا لها.
و هنا نسأل:
ما معنى رد الإساءة بالإساءة، ومقابلة الخطأ بالخطأ؟
لقد أجاب القديسون على هذا الأمر، وشرحوه في جملة نقاط لا مانع من أن نوضحها في هذا المقال:
1- هناك إنسان يرد الإساءة بمثلها: التصرف بتصرف، والشتيمة بشتيمة، والإهانة بإهانة.. وقد يرى نفسه أنه تصرف بعدل ولم يخطئ، لأن هناك من يردون الإساءة بأشد منها، ويعللون ضمائرهم بأنهم في موقف المعتدى عليه.
2- هناك نوع آخر لا يرد الإساءة بمثلها، فلا يقابل إهانة بإهانة، أو شتيمة بشتيمة. ولكن الرد يظهر في ملامحه: في نظرة احتقار، أو تقلب الشفتين بازدراء، أو في صمت قاتل.. الخ.
3- وقد يوجد من لا يفعل شيئًا من هذا، ولكن رده يكون داخليًا، في قلبه وفي نيته. ويتصور في قلبه أشياء تحمل معنى رد الإساءة أو أشد، ولكنها مخفاة..
4- و يوجد إنسان قد لا يفعل في الداخل من الإساءة. ولكنه إذا سمع أن المسيء أصابه مكروه يفرح بالخبر، ويرى أن الله قد انتقم له. وبهذا لا يكون قلبه نقيًا تجاه من أساء إليه..
5- وقد يوجد إنسان لا تحاربه هذه المشاعر، بل قد يحزن حقًا إذا حدث مكروه لمن أساء إليه، ولكنه في نفس الوقت لا يفرح إذا حدث خير لهذا المسيء. إذ يرى انه لا يستحق الخير، فيتضايق لأخباره المفرحة، وبهذا لا يكون قلبه نقيًا من جهته..
6- إنسان آخر قد لا يفعل شيئًا من هذا كله. ولكن إساءة المسيء تظل عالقة بذهنه. آه لم ينسها، لأنه لم يغفر بعد.. هذا أيضًا لم يصل بعد إلى الحب الكامل الذي ينسى الإساءة ولا يعود يذكرها. لأن المحبة – كما يقول الكتاب تستر كثرة من الخطايا.
7- وقد يوجد شخص ينسى الإساءة، ويستمر في نسيانها زمنًا. ثم تحدث إساءة جديدة من نفس الشخص، فيرجع ويتذكر القديمة أيضًا التي كان قد نسيها، ويتضايق بسبب الاثنتين معًا.. وبهذا يدل على أنه لم يغفر الإساءة القديمة، وأنها لم تمت في قلبه، وإنما كانت نائمة ثم استيقظت. مثل جرح ربما يكون قد اندمل، ولكن موضعه ما يزال حساسًا، أقل لمسة تؤذيه..
إن هناك طريقتين لمواجهة الإساءة: طريقة التصرف، وطريقة الترسيب.
أما طريقة التصرف فهي الطريقة الروحية، التي بها يصرف الإنسان الغضب بطريقة سليمة: بإنكار الذات، بلوم النفس، بعامل المحبة، بالبساطة..
أما طريقة الترسيب فتشبه دواء في زجاجة يبدو صافيًا من فوق، بينما هو مترسب في أسفلها، وأقل رجه تعكر السائل كله الذي يملأ الزجاجة. إن هذا الصفاء الظاهري من فوق، ليس هو صفاءًا حقيقيًا طاهرًا..
ولكن لعل إنسان يقول: كيف يمكننا الوصول إلى تلك الدرجات الروحية من صفاء القلب تجاه الإساءة؟ ألا تبدو غير ممكنة..؟
إنها قد تبدو صعبة أو غير ممكنة بالنسبة إلى القلوب الضيقة التي لم تمتلئ بالمحبة بعد ولا بالاتضاع. أما القلب الكبير فإنه يتسع لكل شيء. انه لا يفكر في ذاته ولا في كرامته، بل يفكر في راحة الآخرين وفي علاجهم. لذلك لا تهزه الإساءات..
كذلك هو يعلم أن المسيء، إنما قبل كل شيء - يسئ إلى ذاته لا غيره. إن الذي يقترف الإساءة إنما يسئ إلى مستواه الروحي وإلى نقاوة قلبه وإلى أبديته. ولكنه لا يستطيع أن يضر غيره ضررًا حقيقيًا.. فالذي يشتم غيره مثلًا، إنما يبرهن على نوع أخلاقياته هو، دون أن يضر المشتوم في شيء. يبقى المشتوم في مستواه العالي، لا تقلل الشتيمة من جوهر معدنه الكريم، بل هي تدل على خطأ مقترفها.. والذي أصابته هذه الإهانة، إن كان قلبه نقيًا كبيرًا، فإنه لا يتأثر: يأخذ موقف المتفرج الذي يرثى لضعفات غيره، لا موقف المنفعل.
وهكذا تتضح أمامنا درجات روحية لمواجهة الإساءة وهي:
احتمال الإساءة، ومغفرة الإساءة، ونسيان الإساءة، ومحبتك لمن أساء إليك. ففي أية درجة من هذه كلها تضع نفسك أيها القارئ العزيز؟
درب نفسك على هذه الدرجات الروحية، لكي تصل إلى نقاوة القلب. وإن لم تستطع أن تصل إلى أية واحدة منها، فعلى الأقل لا تبدأ بالإساءة إلى غيرك..
خذ موقف المظلوم لا موقف الظالم. واعلم أن الله سيقف إلى جانبك. وأما الظالم فإنه يعادى الله قبل أن يعاديك، وسيقف الله ضده.
و عندما يقف الله معك ضد ظالميك، قل له كما قال السيد المسيح: "يا أبتاه اغفر لهم، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون".. +++
08-21-2015, 08:54 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
مقالة للبابا شنودة الثالث .. البابا الراحل المقيم ..
القلب الحنون
تحدثنا في مقالين آخرين:
عن القلب الكبير المملوء بالتسامح والعفو..
وعن القلب الهادئ المملوء بالسلام والطمأنينة.
ونريد اليوم أن نعرض للقلب الحنون، المملوء بالشفقة والحب..
القلب القاسي، باستمرار يحطم ويهدم. وقسوته لا تشفق، ولا ترحم. إنه نار تأكل كل شيء، حتى نفسها..
أما القلب الحنون العطوف، فإنه يفيض رقة وإشفاقًا على كل أحد، حتى الذين لا يستحقون، وحتى على أعدائه..
وحنو الإنسان على غيره، قد يشمل الكائنات جميعًا.. فيحنو على العصفور المسكين، وعلى الفراشة الهائمة، وعلى الزهرة الذابلة.. بل قد يحنو على الوحش المفترس، مثل القديس الذي رأى أسدًا يئن من شوكة في قدمه، فانحني وأراحه منها..
وقد يكون الحنو في نواح مادية أو جسدية، وقد يكون في نواح نفسية أو روحية.
وخلاصة الأمر أن القلب المملوء حنانًا، يفيض بهذا الحنان في كل المجالات، وعلى الكل. فيشفق على الفقير المحتاج، وعلى المريض المتألم، كما يشفق على البائس والمتعب نفسيًا، وعلى الساقط في الخطية المحتاج إلى من يأخذ بيده ليقيمه.
والحنان ليس مجرد عاطفة في القلب، وإنما تتحول فيه العاطفة إلى عمل جاد من أجل إراحة الغير.
إن الحنان النظري هو حنان قاصر، حنان ناقص، يحتاج إلى إثبات وجوده بالعمل. ولهذا قال القديس يوحنا الحبيب: "يا أخوتي، لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق".
إن القلب الحنون يمكنه أن يكسب الناس. أما القلب القاسي فينفرهم.
الناس يحتاجون إلى من يعطف عليهم، إلى من يأخذ بيدهم، إلى من يشجع الضعيف، ويقيم الساقط، ويفهم ظروف الناس واحتياجاتهم. وتكون له روح الخدمة فيخدم الكل، ويساعد الكل، ويعين الكل، ولا يحتقر ضعفات أحد.. كما قال الكتاب: "شددوا الركب المخلعة، وقوموا الأيدي المسترخية"..
وقيل عن السيد المسيح إنه كان: "لا يخاصم ولا يصيح، ولا يسمع أحد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ".. هذه الفتيلة المدخنة ربما تهب ريح فتشعلها، فتضئ مرة أخرى..
و كان حنوه يشمل الروح والجسد معًا. وهكذا قيل عنه في الإنجيل المقدس إنه: "كان يجول يصنع خيرًا".. كان يشفق على الأرواح الساقطة فيقيمها بالتوبة، ويشفق على الأجساد المريضة فيشفيها.. "يطوف المدن والقرى: يكرز ببشارة الملكوت، ويشفى كل مرض وكل ضعف في الشعب".
أحضروا إليه مرة امرأة خاطئة قد ضبطت في ذات الفعل، وانتظروا منه أن يحكم برجمها حسبما تقضى الشريعة (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). أما هو فقال لهم: من منكم بلا خطية، فليرمها بأول حجر". وانصرف المطالبون برجمها لأنهم أيضًا خطاة. واطمأنت المرأة. فنظر إليها السيد المسيح وقال لها: وأنا أيضًا لا أدينك.. أذهبي بسلام. ولا تعودي تخطئي أيضًا".. هذا هو الحنو الذي يكسب القلب، ويقوده إلى التوبة.. فليتنا نحنو على الخطاة، لكي نكسبهم إلى الله.
إن الله يحنو علينا، حتى ونحن في عمق خطايانا. ومن دلائل حنوه أنه يستر ولا يكشف.
كم من أناس قد غطسوا في الشر حتى غطاهم، وما يزال الله يستر.. لم يكشفهم، ولم يفضحهم، ولم يعلن خطاياهم للناس.. لأنهم ربما لو انكشفوا لضاعوا، وانسد أمامهم الطريق إلى التوبة بعد فقدهم لثقة الناس.
إن القلب الحنون يستر خطايا الناس. لا يتحدث عنها، ولا يشهر بها، ولا يقسو في الحكم عليها.. بل قد يجد لهم عذرًا، أو يخفف من المسئولية الواقعة عليهم.. وأن قابلهم لا يفقد توقيره لهم، معطيًا إياهم فرصة للرجوع.. بل قد يضحى بنفسه من أجلهم، ويتحمل المسئولية عوضًا عنهم إن استطاع.
قال القديس يوحنا ذهبي الفم: "إن لم تستطع أن تمنع من يتكلم على أخيه بالسوء، فعلى الأقل لا تتكلم أنت".
"وأن لم تستطع أن تحمل خطايا الناس، وتنسبها إلى نفسك لكي تبررهم، فعلى الأقل لا تستذنبهم وتنشر خطاياهم".
أن القلب الحنون يعيش في مشاعر الناس. يتصور نفسه في مكانهم، ولا يجرح أحدًا ويبرهن على نقاوة قلبه بعطفه على الكل..
وهو يعرف أن الطبيعة البشرية حافلة بالضعفات..
و إن أقوى الناس ربما تكون في حياته ثغرات..
و قد يسقط، إن اشتدت الحرب عليه، وأن تخلت عنه النعمة الحافظة..
لذلك ينظر إلى الناس في حنو، في قيامهم وفي سقوطهم أيضًا.
كان القديس يوحنا القصير إن سمع عن أحد أنه سقط، يبكى. فإن سئل في ذلك يقول: (معنى هذا أن الشيطان نشيط. وإن كان قد أسقط أخي اليوم، فقد يسقطني أنا غدًا..). وهكذا -في أتضاع- لم يضع هذا القديس نفسه في مرتبة أسمى من غيره. وبكل حنو نظر إلى سقطة غيره، ونسبها إلى عمل الشيطان، لا إلى فساد طبع ذلك الأخ.
وبهذا كان أقوى المرشدين الروحيين هم الذين يفهمون النفس البشرية، ولا يقسون عليها في ضعفاتها.
إن القلب الحنون لا يعامل الناس بالعدل المطلق مجردًا، إنما يخلط بعدله كثيرًا من الرحمة. ولا يجعل عدله عدلًا جافًا حرفيًا يطبق فيه النصوص، بل أيضًا يقدر الظروف المحيطة، سواء كانت عوامل نفسية أو تربوية أو عوامل اجتماعية.
أما الذي يصب اللعنات على كل مخطئ، دون أن يقدر ظروفه أو يفحص حاله، فإنه قلب لا يرحم..
القلب الحنون لا يحكم على أحد بسرعة.. بل يعطى كل أحد فرصة للدفاع عن نفسه، ولتوضيح موقفه..
و هو أيضًا لا يكثر اللوم والتوبيخ، وإن وبخ، فإنما يكون ذلك بعطف وليس بقسوة. وقد يقدم لتوبيخه بكلمة تقدير أو كلمة حب، حتى يكون التوبيخ مقبولًا. وأن احتاج الأمر منه إلى حزم وشدة وعنف، فقد يفعل ذلك مضطرًا. ولكنه في مناسبة أخرى يصلح الموقف، ويعالج بالحنو نفسية ذلك المخطئ.
والقلب الحنون لا يخجل أحدًا، ولا يحرج أحدًا. وقد يشير إلى الخطأ من بعيد، بألفاظ هادئة. وربما بطريق غير مباشر، وربما في السر وليس في أسماع الناس.
أما الذي يرجم الناس بالحجارة، فعليه أن يتروى، لئلا يكون بيته من زجاج. وليعلم أن كل الفضائل بدون المحبة ليست شيئًا. والمحبة تتأنى وتترفق. والحكمة هي أن نكسب الناس بالحنو، وأن لا نخسر الناس بالقسوة. +++
08-22-2015, 03:08 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
تكلمنا عن القلب الحنون، الذي يعطف على الناس روحيًا. هذا القلب يعطف أيضًا ماديًا، وباستمرار يعطى..
وهذه هي شيمة الذين يعطون: يعطون بحب، وبسخاء وباستمرار، وبدون أن يطلب منهم.. وبراحة داخلية..
ما أجمل أن نشرك الله معنا في أموالنا، فيكون له نصيب منها.
وما نعطيه لله، لا نحسبه جزءًا ضائعًا من مالنا، وإنما نحسبه بركة كبيرة لباقي المال.
إذ أن الله عندما يأخذ من مالنا شيئًا، إنما يبارك هذا المال، فيزيد أكثر من الأصل بما لا يقاس. ويصبح مالًا مباركًا، ويعوضه الرب أضعافا من جهات أخرى. ونجد أننا بهذا العطاء قد زدنا ولم ننقص.
وفى الواقع أننا لا نعطى الله من مالنا، بل من ماله هو.. إن كل شيء نملكه هو ملك لله، ونحن مجرد أمناء عليه، مجرد وكلاء لله في هذا المال الذي استودعنا إياه لكي ننفقه في الخير. حقًا، ما الذي نملكه نحن؟! نحن الذين قيل عنا إننا:"عراة جئنا إلى الأرض، وعراة نعود إلى هناك".. الله هو المالك الحقيقي لكل ما نملك. وما أصدق داود النبي حينما قال لله " من يدك أعطيناك"..
وقد ظهر العطاء في التوراة في وصية العشور، حيث طلب الله من الناس أن يدفعوا العشور من كل ما يملكون.
ولكن العشور لم تكن كل شيء في العطاء.. كانت هناك أيضًا البكور، والنذور، والتقدمات، والقرابين، والنوافل.
وفي البكور كان الإنسان يعطي أوائل ثمار الأرض. أول حصيده يقدمه للرب، لكي يبارك الرب كل الحصاد. كما كان يقدم المولود البكر من كل حيواناته، حتى ابنه هو البكر، كان يقدمه لخدمة الرب، كما قال الرب في التوراة " قدس لي كل بكر، كل فاتح رحم".
ما أجمل أن نعطي البكور للرب: المرتب الأول الذي يتقاضاه الإنسان، والعلاوة الأولى وأول إيراد خاص يصل إليه. فمثلًا أجرة أول عملية يجريها الجراح يقدمها للرب وأول كشف للطبيب، وأول درس خصوصي للمدرس، وأول عمل يد للصانع. وهكذا يبارك الله كل أعمالنا لأنها بدأت به، وقدمنا أولى ثمارها له..
بل أن بكور الوقت نقدمها لله أيضًا.. الساعة الأولى في النهار نقدمها لله. أول كلمة ننطق بها كل يوم تكون كلمة موجهه إلي الله. أول عمل نعمله في يومنا يكون مختصًا بالله وعبادته. وبهذا يبارك الله يومنا ويقدسه وبنفس الوضع أول يوم في عامنا يكون يومًا للرب.
وفي عطائنا لا يصح أن نحاسب الله بالدقة الحرفية. فإن دفعنا العشور مثلًا، لا يجوز أن نقول لله: "كفاك هذا! ليس لك شيء عندنا بعد!"
كلا، إن العشور والبكور هي الحد الأدنى للعطاء، وأما العطاء فلا حدود له، أنه يختص بالقلب الحنون العطوف الذي يعطي عن حب مهما كانت قيمة العطاء، دون أن يحاسب الله على ما يعطيه..
ولقد جاءت المسيحية فرفعت العطاء عن مستوى العشور. وقالت: "من له ثوبان، فليعط الذي ليس له". ولم تكتف بهذا، بل تطورت إلي العطاء بغير حدود. فقال السيد المسيح في الإنجيل المقدس: "من سألك فأعطه. ومن طلب منك، فلا ترده".
هكذا لم يقتصر العطاء على العشور والبكور والنذور.. بل بقى باب الكمال مفتوحًا لما هو أكثر من هذا (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. فعندما جاء الشاب الغني إلي السيد المسيح يستلهم منه معرفة الطريق الذي يوصله إلي الحياة الأبدية، أجابه بتلك الوصية الجميلة الخالدة..
"إن أردت أن تكون كاملًا، أذهب وبع كل مالك وأعطيه للفقراء، وتعال أتبعني".
هذه الوصية، نفذها القديس انطونيوس حرفيًا وبها أسس الحياة الرهبانية فباع ثلاثمائة فدان كان يملكها من أجود الأطيان، ووزع ثمنها على الفقراء، وعاش حياة الزهد والنسك..
وسير القديسين تحكي لنا صور عجيبة للعطاء..
فالقديس الأنبا سرابيون الناسك، رأى رجلًا فقيرًا، وإذ لم يكن له ما يعطيه، باع إنجيله وأعطاه ثمنه. وفي ذلك الوقت لم تكن هناك مطبوعات، وكان الإنجيل مخطوطة ثمينة.. ثم مر بعد ذلك فرأى فقيرًا آخر. وإذ لم يكن له شيء أخر يعطيه، خلع ثوبه وأعطاه له. ورجع إلي مسكنه بلا ثوب ولا إنجيل. فلما سأله تلميذه: (أين إنجيلك يا أبي؟)، أجابه: (كان هذا الإنجيل يقول لي: "اذهب بع كل مالك وأعطيه للفقراء " فبعته لأنه كان كل ما لي).. فقال له تلميذه: (وأين ثوبك؟) فأجابه: (خلعته ليلبسه المسيح..).
ولعل أجمل ما في العطاء، أن يعطى. الإنسان من أعوازه..
لأن الشخص الذي يعطى من أعوازه، إنما يفضل غيره على نفسه، بل يتعب لأجل إراحة غيره. وهذا هو منتهى الحب الذي فيه تزول الذاتية، وتحل في موضعها محبة الغير.. وقد مدح السيد المسيح الأرملة الفقيرة التي وضعت شيئًا ضئيلًا في الصندوق. وقال إنها أعطت أكثر من الجميع، لأنها أعطت وهي محتاجة..
إن القلب الحنون دائمًا يعطى. وإن لم يجد شيئًا يعطيه، فإنه يعطى كلمة حب..
و قد يوجد شخص يقترض لكي يعطى غيره. أو يطلب من الآخرين لكي يعطى للمحتاجين. ومن هنا نشأت الجمعيات الخيرية التي تجمع لتعطى..
ولكن أهم عطاء هو القلب ذاته. أعط الناس من قلبك، قبل أن تعطيهم من جيبك.
أعطهم عاطفة، قبل أن تعطيهم مالًا. أظهر لهم أنك شخص محب، وليس مجرد شخص محسن.. والعطاء الخالي من الحب يكون عملًا اجتماعيًا أو إداريا، ولكنه ليس عملًا روحيًا.
والقلب الحنون عندما يعطى، إنما يشعر أنه يتعامل مع الله ذاته:
من مال الله، يعطى عيال الله، دون أن يشعر بأي فضل من جهته.
هذا القلب العطوف يعطى للكل..
لا يقتصر على الأصدقاء والأحباء، وذوى القربى، وبنى جنسه، وأخوته في الدين والمذهب. كلا، بل يضع أمام عينيه أن يريح الكل، ويشفق على الكل. وبهذا يكسب الكل، ويحيط نفسه بجو من المحبة.
والقلب العطوف يعطى دون أن يطلب منه.
هو دائم التفكير في احتياجات الناس، دون أن يقولوا له.
يريد أن يريح الناس، يريد أن يسعدهم. وأن وضعت في يده مسئولية، يستخدمها لراحة الناس. وإن وهبه الله ثروة أو سلطة أو أية إمكانية، فإنه يستخدمها لأجل راحة الناس، كل الناس.
والقلب العطوف لا يستطيع أن ينام، إن سمع أن هناك شخصًا متعبًا أو محتاجًا. بل يظل يفكر ماذا يفعل لأجله.
لذلك كان من المستحيل على مثل هذا القلب أن يؤذى أحدًا، لأنه يتألم لآلام الناس، أكثر من تألمهم هم. +++
08-23-2015, 09:00 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاحد ) 23 أغسطس 2015 17 مسري 1731 عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي ( 5 : 11،7) وأنا بكثرةِ رحمتِكَ أدخُلُ إلى بيتكَ وأسجدُ قُدَّام هيكلِكَ المُقدَّس. وليفرح جميعُ المُتَّكلينَ عليكَ إلى الأبدِ يُسَرُّون. هللويا. إنجيل العشية من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 11 : 27 ـ 36 ) وفيما هو يَتكلَّمُ بهذا رفعت امرأةٌ صوتَها مِن الجمعَ وقالت لهُ: " طُوبَى للبطنِ الذي حَملكَ والثَّديينِ اللَّذين رضعتَهُما ". أمَّا هو فقال لها: " بل طوبى للَّذينَ يَسمعونَ كلامَ اللـهِ ويَحفظونهُ ". ولمَّا اجتمعَ الجموعُ، ابتدأ يقولُ: " هذا الجيلُ جيلٌ شرِّيرٌ. يَطلبُ آيةً، ولا تُعطى لهُ إلاَّ آية يونانَ النَّبيِّ. لأنَّهُ كما كان يونانُ آيةً لأهل نينوى، كذلكَ يكونُ ابنُ الإنسانِ أيضاً لهذا الجيل. ملكةُ التَّيمَن ستَقومُ في الدينونةِ مع رجالِ هذا الجيلِ وتَدينهُم، لأنَّها أتَت مِن أقاصي الأرضِ لتسمعَ حكمةَ سُليمانَ، وهوذا أعظمُ مِن سُليمانَ ههُنا. رجالُ نينوى يَقومونَ في الحكم مع هذا الجيلِ ويَدِينونهُ، لأنَّهُم تابوا بكرازة يونان، وهوذا أعظمُ مِن يونان ههُنا!. " ليس أحدٌ يُوقدُ سراجاً ويَضَعُهُ في خِفيَةٍ، ولا تَحتَ مكيالِ، بل يضعهُ على المَنارة، لكي يَنظُر الدَّاخلونَ النَّور. سراجُ جسدُكَ هو عينُكَ، فإن كانت عينُكَ بسيطةً فجسدُكَ كلُّهُ يكونُ نيِّراً، وإن كانت شرِّيرةً فجسدُكَ كلُّهُ يكونُ مُظلِماً. اُنظُر إذاً لئلاَّ يكونَ النُّور الذي فيكَ ظلاماً. فإن كان جسدُكَ كلُّهُ نيِّراً ليس فيهِ جزءٌ مُظلِمٌ يكونُ نيِّراً كلُّهُ، كما حينما يُضيءُ لكَ السِّراجُ بلَمعانِهِ ". ( والمجد للـه دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 15 : 1 ، 2) ياربُّ مَن يسكنُ في مسكنِكَ، أو مَن يَحلُّ في جبلِ قُدسِكَ. إلاَّ السَّالِكُ بلا عيبٍ، الذي يعملُ البرِّ ويتكلَّمُ الحقَّ في قلبهِ. هللويا. إنجيل باكر من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 24 : 1 ـ 12 ) ثمَّ في أول الأُسبوع، باكراً جداً، أتينَ إلى القبر وقدَّمنَ الحنوط الذي أعددنه، ومعهُنَّ نسوة أُخرياتٍ. فوجدنَ الحجر مُدحرجاً عن باب القبر، فدخلنَ ولم يجدنَ جسد الربِّ يسوع. وحدث بينما هُنَّ مُتحيِّراتٍ من أجل هذا، إذا رجلان وقفا فوقهنَّ بثيابٍ برَّاقةٍ. وإذ كنَّ خائفاتٍ ونكَّسن وجوههُنَّ إلى الأرض، قالا لهُنَّ: " لمـاذا تطلُبـن الحيَّ بين الأمـوات؟ ليـس هـو ههنـا لكنَّه قـام! اُذكرنَ كيف كلَّمكُنَّ وهو بعد في الجليل قائلاً: إنه ينبغي أن يُسـلَّم ابن الإنسان في أيدي أُناس خُطاةٍ، ويُصلب، وفي اليوم الثَّالث يقوم ". فتذكَّرنَ كلامه، ورجعنَ من القبر، وأخبرنَ الأحد عشر وجميع الباقين بهذا كلِّه. وكانت مريم المجدليَّة ويونَّا، ومريم أُمُّ يعقوب والباقيات معهُنَّ، اللَّواتي قُلنَ هذا للرُّسل. فتراءى كلامهُنَّ لهم كالهذيان ولم يصدِّقوهُنَّ. فقام بطرس وركض إلى القبر، وتطلع داخلاً ورأى الثِّياب وحدها، فمضى إلى بيته مُتعجِّباً ممَّا كان ( والمجد للـه دائماً )
القــداس البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية ( 16 : 17 ـ 20 ) وأطلُبُ إليكُم أيُّها الإخوةُ أن تُلاحِظوا الذينَ يَصنعونَ الشِّقاقاتِ والعَثَرَاتِ، خلافاً للتَّعليم الذي تعلَّمتموهُ، وحيدوا عنهُم. لأنَّ مثلَ هؤلاء لا يَخدمونَ ربَّنا يسوعَ المسيحَ بل بُطونَهُم. وبكلامهم الطَّيِّبِ وتملقهم يَخدَعونَ قلوبَ السُّـلمَاءِ. لأنَّ طاعتكُم ذاعت إلى الجميع. فأفرحُ أنا بكُم، وأُريدُ أن تكونوا حُكمَاءَ في الخير وبُسطاءَ في الشَّرِّ. وإلهُ السَّلام سيَسحقُ الشَّيطانَ تَحتَ أرجُلِكُم سَريعاً. نِعمَةُ ربِّنا يسوعَ المسيح مَعَكُم. ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى ( 2 : 18 ـ 3 : 1 ـ 7 ) أيُّها الخدام، كونوا خاضعين لسيادتكم بكلِّ هيبةٍ، ليس فقط للصَّالحين المترفِّقين، بل للمعوجِّين أيضاً. لأن هذه نعمةٌ، إن كان أحدٌ من أجل ضمير نحو الله، يحتمل أحزاناً وهو مظلومٌ. لأنه أي مجدٍ هو إذا كُنتم تُخطئونَ ويقمعونكُم فتصبرون؟ لكن إذا صنعتُم الخير وتألَّمتم وصبرتم، فهذه هيَ نعمة من عند الله، الذي دعاكم لهذا. لأن المسيح هو أيضاً تألَّم عنَّا، تاركاً لنا مثالاً لكي نتبع خطواته. الذي لم يُخطئ، ولم يوجد في فيهِ غشٍّ. وكان يُشتم ولا يَشتم. وإذا تألَّم لم يغضب وأعطى الحُكم للحَاكم العادل. الذي رفع خطايانا على الخشبة بجسده، لكي ما إذا مُتنا بالخطايا نحيا بالبرِّ. والذي شُفِيتُم بجراحاته. لأنَّكم كُنتم كمِثل خرافٍ ضالَّةٍ لكنَّكم رجعتمم الآن إلى راعيكم وأُسقف نفوسكم.كذلكن النِّساء أيضاً، فليخضعن لرجالهن، حتَّى وإن كان البعض لا يطيعون الكلمة، يربحون بسيرة النِّساء بدون كلمةٍ. مُلاحظين سيرتكُنَّ الطَّاهرة بخوفٍ. وعلى هذا أفلا تكُن الزِّينة الخارجيَّة من ضفر الشَّعر والتَّحلِّي بالذَّهب ولِبس الثِّياب هيَ زينتكنَ، بل الإنسان الخفيَّ في القلب في العديمة الفساد، ( زينة ) الرُّوح القدس الهادئ الوديع، الذي هو قُدَّام الله كثير الثَّمن. لأنَّه هكذا كانت قديماً النِّساء القدِّيسات المتوكِّلات أيضاً على الله، يُزيِّنَّ أنفسهنَّ خاضعاتٍ لرجالهنَّ، كما كانت سارة تُطيع إبراهيم وتدعوه " سيِّدي ". التي صِرتُنَّ لها أولاداً، صانعاتٍ الخير، وغير خائفاتٍ خوفاً مِن أحد البتَّة. كذلك أنتم أيضاً أيُّها الرِّجال، كونوا ساكنين معهُنَّ عالمين أن النِّساء آنية ضعيفة، مُعطينَ إيَّاهُنَّ كرامةً، كالوارثاتِ أيضاً نعمة الحياة بأي نوع، لكي لا تُعاق صلواتكُم. ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 21 : 8 ـ 14 ) ثم خرجنا في الغد وجئنا إلى قيصريَّة، فدخلنا بيت فيلُبُّس المُبشِّر، إذ كان واحداً من السَّبعة وأقمنا عنده. وكان لهذا أربع بناتٍ عذارى كنَّ يتنبَّأنَ. وبينما نحن مُقيمونَ هناك أيَّاماً كثيرةً، جاء واحد من اليهوديَّة نبيٌّ اسمه أغابوس. فجاء إلينا، وأخذ مِنْطَقَةَ بولس، وربط يَدَيْ نفسه ورجليه وقال: " هـذا ما يقوله الرُّوح القـدس : إن الرَّجُـل الذي له هذه المِنْطَقَةُ، سيربُطهُ اليهود هكذا في أورشليم ويُسلِّمونه إلى أيدِي الأُمَم ". فلمَّا سمعنا هذا طلبنا إليه نحنُ والإخوة الذين في ذلك المكان أن لا يصعد إلى أورشليم. حينئذٍ أجاب بولس وقال: " ماذا تفعلون؟ تَبْكُونَ وتُحزنون قلبي، لأنِّي مُستعدٌّ ليس أن أُربط فقط، بل مُستعدٌّ أن أموتَ أيضاً في أورشليم لأجل اسم الربِّ يسوع ". ولمَّا لم يُقنَع سكتنا قائلين: " لتكن إرادةُ الربِّ ". ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. ) السنكسار اليوم السابع عشر من شهر مسرى المبارك شهادة القديس يعقوب الجندي من منجوج في مثل هذا اليوم استشهد القديس يعقوب الجندي، وقد ولد في منجوج من أعمال أبسو، من أبوين مسيحيين خائفين من اللـه. ورزقهما اللـه بثلاث بنات قبل هذا القديس. فأدخلهن دير راهبات ليتعلمن ويتربين في خوف اللـه. فتعلمن وقرأن الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة. ولما طلب أبوهن عودتهن لم يوافقنه، وفضلن البقاء في الدير، وقدمن أنفسهن عرائس للمسيح، فحزن الوالدان كثيراً. غير أن اللـه تعالى عزاهما بهذا القديس. ففرح به فرحاً عظيماً ولما بلغ السادسة من عمره أرسله أبوه إلى أبسو، ليتعلم القراءة والكتابة. ولما تعلم عينه أبوه مشرفاً على ماله. وكان عند أبيه شيخ يرعى غنمه. وكان يتحلى بكثير من الفضائل فكان يعقوب يقتدي به. ولما أثار الشيطان الإضطهاد على المسيحيين، سلم الراعي الغنم لوالد يعقوب، ومضى ليستشهد. فطلب يعقوب من أبيه أن يودع الراعي ثم يعود، فسمح له بذلك. ولما مضى معه وجد الوالي في الصعيد يعذب القديس يسطس ابن الملك نوماريوس. فقال الشيخ ليعقوب: " انظر يا ولدي هذا الذي تراه يُعذب أنه ابن ملك، قد ترك العالم وكل مجده واتبع المسيح. فكم بالحري نحن المساكين. فاصبر ولا تحزن على فراق والديك " ثم تقدم الإثنان أمام الوالي، واعترفا بالسيد المسيح، فعذبهما كثيراً وقطع الوالي رأس الشيخ. أما القديس يعقوب فقد عذبه عذاباً أليماً بالضرب بالسياط، ثم وضع على صدره قطعة حديد ساخنة. فرفع القديس عينيه واستغاث بالسيد المسيح، فأنقذه وشفاه من آلامه. ثم عادوا ووضعوه في جوال وطرحوه في البحر، فأصعده ملاك الرب. وعاد ووقف أمام الوالي الذي أرسله إلى الفرما وهناك عذبه الوالي بقطع لسانه وقلع عينيه وعصره بالمعصرة ثم مشط لحمه. فنزل سوريال ملاك الرب وأنقذه. ولما حار الوالي في تعذيبه أمر بقطع رأسه مع شهيدين آخرين يُدعيان إبراهيم ويوحنا من سمنود. فنالوا إكليل الشهادة. صلاتهم تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.
مزمور القداس من مزامير أبينا داود النبي ( 28 : 2 ،6 ) استمع ياربُّ صوتَ تضرُّعي، الربُّ هو عوني وناصري. مُباركٌ الربُّ الإلهُ لأنَّهُ سمعَ صوتَ دعائي. هليلويا. إنجيل القداس من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 3 : 22 ـ 34 ) وكانَ الكتبةُ الذينَ نزلوا من أُورشليمَ يقولون: " إنَّ معهُ بَعلزبولَ! وإنَّهُ برئيس الشَّياطين يُخرجُ الشَّياطينَ ". فدعاهُم وقالَ لهُم بأمثال: " كيفَ يَقدرُ شيطانٌ أن يُخرجَ شيطاناً؟ وإن انقسمت مملكةٌ على ذاتها لا تقدرُ تلكَ المملكةُ أن تَثبتَ. وإن إنقسم بيتٌ على ذاتهِ لا يقدرُ ذلك البيتُ أن يثبتَ. وإن قام الشَّيطانُ على ذاتهِ وانقسمَ لا يَقدرُ أن يَثبتَ، بل يَكونُ له انقضاءٌ. لا يَستطيعُ أحدٌ أن يَدخُلَ بيت القويِّ وينهبَ أمتعتهُ، إن لم يربط القويِّ أوَّلاً وحينئذٍ يَنهبَ بيتهُ. الحقَّ أقولُ لكُم: إنَّ كل شيءٍ يُغفر لبني البشر الخطايا، وجميع التَّجاديفَ التي يُجدَّفونَها. ولكن مَن يُجدَّف على الرُّوح القُدس فلا يُغفرُ لهُ إلى الأبد، بل هو مُستوجبٌ دينونةً أبديَّةً ". لأنَّهم كانوا يقولون: " إنَّ معهُ رُوحاً نجساً ".فجاءت أُمُّهُ وإخوتُهُ ووقفوا خارجاً وأرسلوا إليه يدعونهُ. وكانَ الجمعُ جالساً حولهُ، فقالوا لهُ: " هوذا أُمُّكَ وإخوتُكَ خارجاً يطلبونكَ ". فأجابهم وقال: " مَن هيَ أُمِّي وإخوتي؟ " ثمَّ نظر إلى الجالسينَ حوله وقال: " ها أُمِّي وإخوتي، لأنَّ من يَصنعُ إرادة اللـهِ هو أخي وأُختي وأُمِّي ". ( والمجد للـه دائماً ) +++
08-24-2015, 11:03 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاثنين ) 24 أغسطس 2015 18 مسري 1731 عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي ( 110 : 7،4 ) حلفَ الربُّ ولم يندم. أنكَ أنتَ هو الكاهنُ إلى الأبدِ على طقسِ ملشيصادقَ. الربُّ عن يمينِكَ، لذلكَ يرفعُ رأسـاً. هللويا. إنجيل العشية من إنجيل معلمنا متى البشير ( 16 : 13 ـ 19 ) ولمَّا جاء يسوع إلى نواحي قيصريَّة فيلبُّس سأل تلاميذه قائلاً: " ماذا يقول النَّاس في ابن البشر من هو؟ " فهُم قالوا: " قومٌ قالوا يوحنَّا المعمدان، وقال آخرون إيليَّا، وقال آخرون إرميا أو واحدٌ من الأنبياء ". قال لهم: " وأنتم، مَن تقولون إني أنا؟ " فأجاب سمعان بطرس وقال: " أنت هو المسيح ابن اللهِ الحيِّ ". فأجاب يسوع وقال له: " طوباك يا سمعان ابن يُونَا، إنَّ لحماً ودماً لم يُعلِن لكَ هذا، لكن أبي الذي في السَّموات. وأنا أقول لك أيضاً: أنت بطرس، وعلى هذه الصَّخرة أبني بِيِعَتي، وأبواب الجحيم لن تقوَى عليها. وأُعطيكَ مفاتيح ملكوت السَّموات، وما تربُطه على الأرض يكون مربوطاً في السَّموات. وما تحلُّه على الأرض يكون محلولاً في السَّموات ". ( والمجد للـه دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 73 : 28،23 ) أمسكتَ بيدى اليُمنى. وبمشورتِكَ أهديتنى وبالمجدِ قَبلتَني: وأنا فخيرٌ لي الالتصاق باللهِ وأن أجعل على الربِّ اتكالي: لأُخبرَ بكلِّ تسابيحِكَ في أبوابِ ابنة صهيون. هللويا. إنجيل باكر من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 15 : 17 ـ 25 ) بهذا أوصيتكم حتَّى تحبُّوا بعضكم بعضاً. إنْ كان العالم يُبغضكم فاعلموا أنه قد أبغضني قبلكم. لو كنتم من العالم لكان العالم يُحبُّ خاصَّته. ولكن لأنَّكم لستم من العالم، بل أنا اخترتكم من العالم، لذلك يُبغضكم العالم. اذكروا الكلام الذي قلته لكم: ليس عبدٌ أعظم من سيِّده. إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم. وإن كانوا قد حفظوا كلامي فسيحفظون كلامكم. لكنَّهم إنَّما يفعلون بكم هذا كلَّه من أجل اســمي، لأنهم لا يعرفون الذي أرسلني. لو لم أكن قد جئتُ وكلَّمتهم، لم تكن لهم خطيَّةٌ، وأمَّا الآن فليس لهم حجةٌ في خطيَّتهم. الذي يُبغضني يُبغض أبي أيضاً. لو لم أكن قد عملت بينهم أعمالاً التي لم يعملها أحدٌ آخر، لم تكن لهم خطيَّة. وأمَّا الآن فقد رأوني وأبغضوني أنا وأبي. لكن لكي تتمَّ الكلمة المكتوبة في ناموسهم: أنهم أبغضوني بلا سبب. ( والمجد للـه دائماً )
القــداس البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس ( 4 : 5 ـ 5: 1 ـ 11 ) فإنَّنا لسنا نكرز بأنفسنا، بل بالمسيح يسوع ربّنا، ونحن أيضاً عبيد لكم من قِبل يسوع المسيح. لأن الله الذي قال أن يُشرق نورٌ من ظلمةٍ، هو الذي أضاء في قلوبنا، نور معرفة مجد الله بوجه يسوع المسيح.ولنا هذه الذخيرة في أوان خزفيَّةٍ، لكي يكون فضل القوَّة لله لا منَّا. محزونين في كلِّ شيءٍ، لكن غير مُتضايقين. مطرودين لكن غير ساقطين. مُضطَهَدين لكن غير متروكين. مطروحين ولكن غير هالِكين. حاملين في أجسادنا كلَّ حين إماتة يسوع، لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في أجسادنا. لأنَّنا نحن الأحياء نُسلَّم في كلِّ حين للموت من أجل يسوع، لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا المائت. فالموت إذاً يعمل فينا، ولكن الحياة فيكم. وفينا هذا الرَّوح الذي للإيمان حسب المكتوب " آمنتُ لذلك تكلَّمت "، نحـن أيضاً نؤمـن ولذلك نتكلَّم. عالمين أن الذي أقام الـربَّ يسـوع ســيُقيمنا نحن أيضاً مع يســوع، ويوقفنا معكـم. لأن جميع الأشـياء كانت مـن أجلكم، لكي تكثر النِّعمة، ويزداد الشُّكر من الكثيرين لمجد الله. لذلك لا نملُّ، بل وإن كان إنساننا الخارج يفسد، فالدَّاخل يتجدَّد يوماً فيوماً. لأنَّ خفَّة ضيقتنا الوقتيَّة تُنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجدٍ أبديّاً. ونحن غير ناظرين إلى ما يُرى، بل إلى ما لا يُرى. لأن الأشياء التي تُرى هيَ وقتيَّةٌ، وأمَّا التي لا تُرى فأبديَّةٌ.لأنَّنا نعلم أنه إن نُقِضَ بيت مسكننا الأرضيُّ، فلنا في السَّموات بناءٌ من الله، بيتٌ غير مصنوع بيدٍ أبديٌّ. لأنَّنا في هذا نئِنُّ مُشتاقين إلى أن نلبس مسكننا الذي من السَّماء. وإن لبسناه فلا نوجد عراةً. فإنَّنا نحن السكان في هذا المسكن نئِنُّ مُثقَلِينَ، إذ لسنا نُريد أن نخلعه بل أن نلبس فوقه، لكي يُبتَلع المائت من الحياة. ولكن الذي صنعنا لهذا عَيْنِهِ هو الله، الذي أعطانا أيضاً عربون الرُّوح. فإذْ نحنُ واثقون كلَّ حينٍ وعالمون أنَّنا ما دُمنا هنا في الجسد، فنحن غُرباء عن الربِّ. لأنَّنا بالإيمان نسلك لا بالعيان. فنثق ونُسرُّ بالأولى أن نخرج من الجسد ونمضي إلى الربِّ. من أجل هذا نحترص أيضاً ـ مُقيمين كنَّا هنا في الجسد أو خارجين عنه ـ لنكون مَرضِيِّين عنده. لأنَّهُ لابُدَّ أنَّنا جميعنا نظهر أمام منبر المسيح، لينال كلُّ واحدٍ منَّا كأعماله التي عملها بالجسد، خيراً كانت أم شرّاً. فإذ نحنُ عالمون مخافة الربِّ نقنع النَّاس. وأمَّا الله فقد صرنا له ظاهرين، وأرجو أن أكون ظاهراً في ضمائركم أيضاً. ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى ( 2 : 18 ـ 3 : 1 ـ 7 ) أيُّها العبيد، كونوا خاضعين لأسيادكم بكُلِّ خوفٍ، ليس فقط للصَّالحين المترفِّقين، بل للأُخر المعوجين أيضاً. لأنَّ هذا نعمةٌ، إن كان أحدٌ من أجل ضمير نحو الله، يحتمل أحزاناً وهو مظلومٌ. فما هو الافتخار إذا كنتم تُخطئون ويقمعونكم فتصبرون؟ لكن إذا صنعتم الخير وتألَّمتم وصبرتم، فهذه هيَ نعمةٌ من عند الله، الذي دعاكم لهذا. لأنَّ المسيح هو أيضاً تألَّم عنَّا، تاركاً لنا مثالاً لكي نتبع خطواتهِ. الذي لم يُخطئ، ولم يوجد في فمه غشٍّ. وكان يُشتم ولا يَشتم عِوضاً. وإذا تألَّم لم يغضب وأعطى الحكم للحاكم العادل. الذي رفع خطايانا على الخشبة بجسده، لكي ما إذا مُتنا بالخطايا نحيا بالبرِّ. والذي شُفِيتُم بجراحاته. لأنَّكم كنتم كمِثل خرافٍ ضالَّةٍ لكنَّكم رجعتم الآن إلى راعيكم وأُسقف نفوسكم.كذلِكُنَّ النِّساء أيضاً، فليخضعن لرجالهن، حتَّى وإن كان البعض لا يطيعون الكلمة، يربحون بسيرة النِّساء بدون كلمةٍ. مُلاحظين سيرتكُنَّ الطَّاهرة بخوفٍ. وعلى هذا فلا تكُن الزِّينة الخارجيَّة من ضفر الشَّعر والتَّحلِّي بالذَّهب ولِبس الثِّياب هيَ زينتكنَ، بل الإنسان الخفيَّ في القلب في العديمة الفساد، ( زينة ) الرُّوح القدس الهادئ الوديع، الذي هو قُدَّام الله كثير الثَّمن. لأنه هكذا كانت قديماً النِّساء القدِّيسات المتوكِّلات أيضاً على الله، يُزيِّنَّ أنفسهنَّ خاضعاتٍ لرجالهنَّ، كما كانت سارة تُطيع إبراهيم وتدعوه "سيِّدي". التي صِرتُنَّ لها أولاداً، صانعاتٍ الخير، وغير خائفاتٍ خوفاً من أحد البتَّة. كذلك أنتم أيضاً أيُّها الرِّجال، كونوا ساكنين معهُنَّ عالمين أن النِّساء آنيةٌ ضعيفةٌ، مُعطينَ إيَّاهُنَّ كرامةً، كالوارثاتِ أيضاً نعمة الحياة بأي نوع، لكي لا تُعاق صلواتكُم. ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 20 : 17 ـ 38 ) ومِن ميليتس أَرسَل إلى أفسُس واستدعى قسوس الكنيسة. فلمَّا جاءُوا إليه قال لهم: " أنتم تعلمون من أوَّل يوم أتيتُ إلى آسيَّا، كيف كنت معكم كلَّ هذا الزَّمان، أعبد الربَّ بكلِّ تواضع ودموع، والتجارب التي أتت عليَّ بمكايد اليهود. كيف لم أَخْفِ شيئاً من الفوائد إلاَّ وأخبرتكم عنها وعلَّمتكم بها. شاهداً جهراً وفي كلِّ بيتٍ لليهود واليونانيِّين بالتَّوبة إلى الله والإيمان الذي بربِّنا يسوع المسيح. والآن ها أنا أذهب إلى أورشليم مأسوراً بالرُّوح، لا أعلم ماذا يُصادفُنِي هناك فيها. غير أن الرُّوح القدس يشهد لي في كلِّ مدينةٍ قائلاً: إن وُثُقاً وشدائد تنتظركَ. ولكنني لستُ أحتسب لشيءٍ ولا نفسي مُكرَّمةٌ عندي، حتَّى أُتمِّم سعيي والخدمة التي أخذتها من الربِّ يسوع، لأشهد ببشارة نعمة الله. والآن ها أنا أعلم أنَّكم لا ترون وجهي بعد، أنتم جميعاً الذين مررت بينكم كارزاً بملكوت الله. لذلك أُناشدكُمْ في نهار هذا اليوم إنِّي بريءٌ من دمكم جميعاً، وذلك لأنِّي لم أتأخَّرُ أن أُخبِركم بكلِّ مشيئة الله. احتَرزُوا إذاً لأنفسكم ولجميع الرَّعيَّة التي أقامكم الرُّوح القدس فيها أساقفةً، لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمهِ بذاتهِ. لأنِّي أعلم هذا: أنه بعد ذهابي سيدخل بينكم ذئابٌ خاطفةٌ لا تُشفِقُ على الرَّعيَّة. ومنكم أنتم سيقوم رجالٌ يتكلَّمون بأقوالٍ ملتويةٍ ليجتذبوا التَّلاميذ وراءهم. لأجل هذا اسهروا على أنفسكم مُتذكِّرين أنِّي مكثت ثلاث سنين لم أَفتُرْ نهاراً وليلاً، عن أن أُعلِّم بدموع كلَّ واحدٍ منكم. والآنَ أستودعكم للربِّ ولكلمة نعمته، القادرة أن تُثبِّتكم وتمنحكم ميراثاً مع جميع المُقدَّسين. فضَّةٌ أو ذهبٌ أو ثيابٌ لأحدٍ لم أشته. أنتم تعلمون أن احتياجاتي واحتياجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان. في كلِّ شيءٍ أريتكم أنَّه هكذا ينبغي أنكم تتعبون لتُعضِّدوا الضُّعفاء ولتتذكـروا كلمات الربِّ يسـوع لأنَّه قـال: " الغِبطـة في العطاء أكثر من الأخذ ". ولمَّا قال هذا جثا على رُكبتيه مع جميعهم وصلَّى. وكان بُكاءٌ عظيمٌ من الجميع، ووقعوا على عُنُق بولس وقبَّلوه متوجِّعين، ولا سيَّما من أجل الكلمة التي قالها: إنَّهم لن يروا وجهه أيضاً. ثُمَّ شيَّعوه إلى السَّفينة. ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين. ) السنكسار اليوم الثامن عشر من شهر مسرى المبارك 1. نياحة أنبا الكسندروس بطريرك القسطنطينية 2. شهادة القديس ودامون الأرمنتي 1- في مثل هذا اليوم من سنة 430 م تنيح الأب القديس ألكسندروس بطريرك مدينة القسطنطينية . كان قديسا فاضلا ونالته شدائد كثيرة من شيعة أريوس وذلك أنه لما جدد القديس أثناسيوس الرسولي بابا الإسكندرية العشرين حرم أريوس فذهب أريوس هذا إلى القسطنطينية وتظلم إلى الملك قسطنديوس ابن الملك البار قسطنطين من البابا أثناسيوس . ولما لم يقبل تظلمه لدى الملك . طلب إليه أريوس أن يوعز إلى الأب ألكسندروس بقبوله في شركة الكنيسة . فأرسل الملك إلى هذا الأب قائلا : " أن أثناسيوس قد خالفنا بعدم قبوله أريوس ، وأنت تعلم أننا نحن الذين قدمناك إلى هذه الوظيفة ، فلا تخالفنا وطيب خاطرنا بحل أريوس " فأجابه : " ان الكنيسة لا تقبله لأنه لا يعبد الثالوث الأقدس " فقال له الملك : أنه اعترف أمامي بالثالوث الأقدس وان الابن مساو للأب في الجوهر " . فأجابه القديس : " إذا كان قد اعترف هكذا فليكتب اعترافه بخطه " فاستحضر الملك أريوس وكتب إيمانه بخطه ، ولكن على خلاف ما يبطن . واستحلفه على الإنجيل أن هذا اعتقاده فحلف كذبا فقال الملك للأب ألكسندروس " ماذا لك عليه بعد أن كتب إيمانه بخطه ثم أقسم عليه ؟ " فأجابه " أن البابا أثناسيوس قد جدد حرم أريوس الذي وقع عليه أبوك مع الآباء الثلاثمائة وثمانية عشر ونفاه وشيعته من الإسكندرية فأمهلني أسبوعا حتى إذا لم يطرأ على أريوس تغير يكون قسمه صادقا وكتابته حقيقة . وبعد ذلك أنا أقبله في شركة الكنيسة " فوافقه الملك على ذلك ولما خرج الأب البطريرك فرض على شعبه أن يصوموا معه سبعة أيام وأن يصلوا إلى الله حتى يخلص كنيسته من خطية أريوس . ولما أنتهى الأٍسبوع أخذ الهراطقة أريوس ليلة الأحد وطفقوا يسيرون به شوارع المدينة فرحين بأن زعيمهم سيقبل في الكنيسة ولما كان الصباح دخل أريوس الكنيسة . وجلس أمام الهيكل مع الكهنة ، ثم دخل الأب ألكسندروس وهو حزين لا يدري ماذا يعمل وعندما ابتدأ القداس شعر أريوس بمغص فخرج مسرعا إلى المرحاض ، وهناك نزلت أمعاؤه من جوفه . ولما استبطأه أتباعه ذهبوا إليه فوجدوه قد مات فاستولى عليهم الخزي ومجد المؤمنون المسيح الذي لا يتخلى عن كنيسته . وتعجب الملك من ذلك وعرف أن أريوس كان كاذبا في كتابته وفي قسمه . وتحققت قداسة الأب ألكسندروس واستقامة إيمانه . واعترف جهارا أن جوهر الثالوث واحد . وأكمل هذا الأب حياته في سيرة فاضلة حتى وصل إلى شيخوخة صالحة وتنيح بسلام . صلاته تكون معنا . آمين 2- في مثل هذا اليوم إستشهد القديس ودامون من مدينة أرمنت . كان في بيته ومعه ضيوف من عابدي الأوثان . فقال بعضهم لبعض : " هوذا قد سمعنا أن امرأة وصلت إلى بلاد الأشمونين ومعها طفل صغير يشبه أولاد الملوك " وقال آخرون هل هذا الطفل جاء إلى البلاد المصرية ؟ وصار كل منهم يتحدث عن الصبي . فلما انصرف الضيوف نهض ودامون وركب دابته ووصل مدينة الأشمونين ، ولما وصل أبصر الطفل يسوع مع مريم أمه سجد له . فلما رآه الطفل تبسم في وجهه وقال له : " السلام لك يا ودامون . قد تعبت وأتيت إلى هنا لتحقيق ما سمعت من حديث ضيوفك عني لذلك سأقيم عندك ويكون بيتك مسكنا لي إلى الأبد " فاندهش القديس ودامون وقال : " يا سيدي أني اشتهي أن تأتي إلى وتسكن في بيتي وأكون لك خادما إلى الأبد " فقال له الصبي : " سيكون بيتك مسكنا لي ، أنا ووالدتي إلى الأبد لأنك إذا عدت من هنا وسمع عابدو الأوثان أنك كنت عندنا يعز عليهم ذلك ويسفكون دمك في بيتك فلا تخف لأني أقبلك عندي في ملكوت السموات إلى الأبد مكان الفرح الدائم الذي ليس له انقضاء وأنت تكون أول شهيد في بلاد الصعيد . " فقام الرجل وسجد للسيد المسيح فباركه ثم انصرف راجعا إلى بيته . فلما عاد ودامون إلى أرمنت سمع عابدو الأوثان بوصوله وشاع الخبر في المدينة أن ودامون زار يسوع . فجاءوا إليه مسرعين وقالوا : هل الكلام الذي يقولونه عنك صحيح ؟ فقال لهم : " نعم أنا ذهبت إلى السيد المسيح باركني وقال لي : أنا أتى وأحل في بيتك مع والدتي إلى الأبد " فصرخوا كلهم بصوت واحد وأشهروا سيوفهم عليه . ونال إكليل الشهادة في مثل هذا اليوم . ولما أبطلت عبادة الأوثان وانتشرت المسيحية في البلاد قام المسيحيون وجعلوا بيته كنيسة على اسم السيدة العذراء مريم وابنها الذي له المجد الدائم . وهذه الكنيسة هي التي تسمى الجيوشنه وتفسيرها " كنيسة الحي " بظاهر أرمنت وهي باقية إلى الآن . الله يرحمنا بشفاعة سيدتنا مريم العذراء والدة الإله صلاتهما تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.
مزمور القداس من مزامير أبينا داود النبي ( 107 : 32 ، 43 ) فليرفعوهُ في كنيسةِ شعبهِ، وليُبارِكوه في مجلسِ الشُّيوخ. جعلَ أبوةً مِثلَ الخِراف. يُبصِر المُستقيمونَ ويَفرَحُونَ. هللويا. إنجيل القداس من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 10 : 1 ـ 16 ) " الحقَّ الحقَّ أقول لكم: إنَّ الذي لا يدخل من الباب إلى حظيرة الخراف، بل يطلع من موضع آخر، فذلك سارقٌ ولصٌّ. وأمَّا الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف. لهذا يفتح البوَّاب، والخراف تسمع صوته، فيدعو خرافه بأسمائها ويخرجها. فإذا أخرج خرافه الخاصَّة يذهب أمامها والخراف تتبعه، لأنَّها تعرف صوته. وأمَّا الغريب فلا تتبعه بل تهرب منه، لأنَّها لا تعرف صوت الغريب ". هذا المَثَلُ قاله لهم يسوع، وأمَّا هم فلم يعرفوا لأي شيءٍ كان يُكلِّمهم.ثُمَّ قال لهم يسوع أيضاً: " الحقَّ الحقَّ أقول لكم: إنِّي أنا هو باب الخراف. جميعُ الذينَ أتوا قبلي هُم سُرَّاقٌ ولصوصٌ، ولكنَّ الخراف لم تسمع لهم. أنا هو باب الخراف. إن دخل بي أحدٌ فيَخلُصُ ويدخل ويخرج ويجد مرعىً. وأمَّا السَّارق لا يأتي إلاَّ ليسرق ويذبح ويُهلِك، وأمَّا أنا فقد أتيتُ لتكون لهم حياةٌ وليكون لهم أفضلُ. أنا هو الرَّاعي الصَّالِح، والرَّاعي الصَّالِح يبذل نفسه عن الخرافِ. وأمَّا الَّذي هو أجيرٌ، وليسَ راعياً، الذي ليست الخرافُ له، فإذا رأى الذِّئب مُقبِلاً يهرب ويترك الخراف، فيخطفُ الذِّئبُ الخرافَ ويُبدِّدها. لأنَّه أجيرٌ، ولا يُبالي بالخرافِ. أمَّا أنا فإنِّي الرَّاعي الصَّالِح، وأعرِف خاصَّتي وخاصَّتي تعرفُني، كما أنَّ الآبَ يعرفُني وأنا أعرفُ الآبَ أيضاً. وأنا أضعُ نفسي عن خرافي. ولي خرافٌ أُخَرُ ليست من هذه الحظيرةِ، ينبغي لي أن آتي بهؤلاء الأُخَر أيضاً فتسمعُ صوتي، وتكونُ رعيَّةٌ واحدةٌ لراعٍ واحدٌ. ( والمجد للـه دائماً ) +++
08-25-2015, 02:34 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
مقالة البابا شنودة الثالث .. البابا الراحل المقيم .. القلب المطمئن المملوء بالسلام
ما أعمق القلب الذي يعيش في سلام داخلي، يملك الهدوء عليه، وكل ضيقات العالم لا تزعجه.
إنه يستمد سلامه من الداخل، وليس من الظروف المحيطة.. لذلك فإن الظروف الخارجية لا تزعزعه.
حقًا، إنه ليس من صالح الإنسان أن يجعل سلامه يتوقف على سبب خارجي: إن اضطربت الأحوال يضطرب معها، وإن هدأت يهدأ. سبب خارجي يجعله يثور، وسبب يجعله يفرح، وسبب يبكيه، وسبب يبهجه.. مثل هذا يكون كما قال الشاعر:
كريشه في مهب الريح طائرة لا تستقر على حال من القلق
الرجل القوى يجعل الظروف الخارجية تخضع لمشاعره، تخضع لقوة قلبه، لا أن تتحكَّم في انفعالاته. ولا يخضع هو لها..
إن حدث حادث معين، يتناوله في هدوء، يفحصه بفكر مستقر، ويبحث عن حل له. كل ذلك وهو متمالك لأعصابه، متحكم في انفعالاته. وبهذا ينتصر، ويكون أقوى من الأحداث، ويحتفظ بسلامه الداخلي.. وذلك لأن قلبه كان أكبر من الظروف وأقوى من الأحداث.. وما أصدق ذلك الكاتب الروحي الذي قال:
إن قطعة من الطين يمكنها أن تعكر كوبًا من الماء، ولكنها لا تستطيع أن تعكر المحيط..
يأخذها المحيط، ويفرشها في أعماقه، ويقدم لك ماءً رائقًا..
لذلك أيها القارئ العزيز، كن واسع القلب. كن رحب الصدر. كن عميقًا في داخلك. قل لنفسك في ثقة: أنا لا يمكن أن أضعف، ولا يمكن أن تنهار معنوياتي أمام الأخبار المثيرة، أو أمام الضغطات الخارجية. مهما حدث، فسأحاول أنى لا أنفعل. وإن انفعلت، سأحاول أن أسيطر على انفعالاتي.. سأبتسم للضيقات، وسأكون بشوشًا أمام الضغطات.. وسأثبت -بقوة من الله- حتى تمر العاصفة.
لا تفكر في الضيقة التي أصابتك، ولا في أضرارها ومتاعبها. بل فكر في إيجاد حل لها.
إن كثرة التفكير في الضيقة هي التي تحطم الأعصاب وتتعب النفس أحيانًا يكون التفكير في الضيقة أشد إيلامًا للنفس من الضيقة ذاتها. إن التفكير في الضيقات هو الذي يجلب الأحزان والأمراض والهم والفكر. وهو لون من الانهيار ومن الخضوع تحت ثقل الضيقة.
أما التفكير في إيجاد حل للضيقة، فهو الذي يعمل على سلام النفس وراحتها.
ضع في نفسك أن كل ضيقة لها حل..
وكل ضيقة لها مدى زمني معين تنتهي فيه.
فكر في حل لضيقتك، فإن وصلت إليه تستريح. وإن لم تصل، ثق بروح الإيمان أن لدى الله لهذه الضيقة حلول كثيرة، وأنه -تبارك اسمه- قادر أن يعينك وأن يحل جميع إشكالاتك. وتذكر ضيقات سابقة قد حلها الله، ومرت بسلام.
واحذر من أن يوقعك الشيطان في اليأس، أو أن يصور لك الأمر معقدًا لا حل له.. فإن الإنسان المؤمن لا ييأس.
المؤمن يعرف أن الله موجود، وانه إله رحيم، ورحمته غير محدودة، وهو ضابط الكل، والعالم كله في قبضة يديه (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. وأن الله يدبر كل شيء حسنًا، ولا بد أنه سيتدخل ويعمل عملًا.. لذلك فإن المؤمن يستريح في أعماقه، ويلقى على الرب كل همه، ويستودعه جميع إشكالاته..
أما الذي يستسلم لليأس، فإنه يضيع نفسه. وقد يتصرف في يأسه أي تصرف خاطئ يكون أكثر ضرارًا من المشكلة القائمة نفسها.
مثال ذلك الذي ييأس من مشاكل الحياة فينتحر.. أو مثال تلك الفتاة التي تخطئ، وتيأس من إيجاد حل لمشكلتها، فتستسلم للخطيئة وتضيع..
إن القلب القوى لا يستسلم للضيقات، والقلب الأقوى لا يشعر بالضيقة، لأنها لم تضايقه. وأتذكر أنني قلت في إحدى المرات:
إن الضيقة قد سميت ضيقة لأن القلب قد ضاق عن أن يتسع لها.
ولو كان القلب متسعًا، ما شعر أنها ضيقة. لو كان متسعًا، ما تضايق منها.. الضيق إذن في قلوبنا، وليس في العوامل الخارجية.. وإن تعكرنا نحن، تبدو أمامنا كل الأمور متعكرة وإن تعبنا في الداخل، تبدو أمامنا كل الأمور متعبة.. أليس حقًا أن أمرًا من الأمور قد يضايق إنسانًا ما، وفي نفس الوقت لا يتضايق منه إنسان آخر، هو نفس الأمر..
ليس المهم إذن في نوع الأحداث التي تحدث لنا، بل المهم بالأكثر هو الطريقة التي نتقبل بها الأحداث ونتصرف معها.
الإنسان القوى الذي يصمد أمام الإشكالات، يزداد قوة. والإنسان الضعيف الذي ينهار أمامها، يزداد ضعفًا. فالإشكالات، فالإشكالات هي نفس الإشكالات.. ولكنها تقوى شخصًا وتزيده صلابة ومراسًا وحنكة، وتضعف شخصًا أخر، وتزيده انهيارًا وخورًا وحزنًا.
لذلك كونوا أقوياء من الداخل، وخذوا من الضيقات ما فيها من بركة، وليس ما فيها من ألم..
لقد سمح الله بالضيقات من أجل فائدتنا ونفعنا. وفي ذلك قال القديس يعقوب الرسول: "احسبوه كل فرح يا أخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة". إن المؤمن يشعر أن الله قد سمح له بالضيقة من أجل نفعه، لذلك يفرح بالضيقة.
وبهذا يقدم لنا الكتاب درجة روحية أعلى من احتمال الضيقات، وهى الفرح بالضيقات.. إن المسألة تحتاج إلى إيمان. لأنك ربما ترى الضيقة فقط ولا ترى الخير الإلهي الكامن فيها..
إن هذا الخير لا تراه بالعين المادية، ولكنك تراه بالأيمان، بثقتك في عمل الله المحب وحسن رعايته.. مثال ذلك يوسف الصديق: أحاطت به التجارب والضيقات حتى اتهم اتهامات باطلة وألقى في السجن. ولكن السجن كان طريقة إلى الملك إن أهل العالم قد تزعجهم التجارب، أما الإنسان المؤمن فهو ليس كذلك.
إن المتاعب قد تحيط به من الخارج، ولكنها لا تدخل مطلقًا إلى داخل نفسه..
إنه كالسفينة الكبيرة التي تمخر عباب المحيط، تضطرب الأمواج حولها، وهى سائرة في رصانة نحو هدفها، طالما أن المياه ما تزال خارجها.. مسكينة تلك السفينة، إن وُجِدَ ثقب في نفسيتها، واستطاعت المياه أن تنفذ إلى داخلها..!! احذروا أيها الأحباء من أن تدخل المياه إلى أنفسكم.
واعلموا في كل ضيقة أن التجارب التي يسمح بها الله، لها شروط منها:
1- أنها على قدر احتمالكم،
2- وأيضا كل تجربة معها المنفذ
3- وإنها لابد تؤول إلى نفعكم، إن أحسنتم استخدامها.
إن الله في محبته للبشر، لا يسمح أن تحل تجربة بإنسان يكون احتمالها أكثر من طاقته. كل التجارب التي يسمح بها الله هي في حدود احتمالنا. والتجارب القوية، لا يسمح بها الله إلا للناس الأقوياء الذين يحتملونها.. ما أجمل قول الكتاب: "ولكن الله أمين، الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون، بل سيجعل مع التجربة أيضًا المنفذ، لتستطيعوا أن تحتملوها" (1 كو 10: 13).
4- والتجارب هي مدرسة للصلاة..
إنها تدرب الإنسان كيف يحنى ركبتيه أمام الله، وكيف يرفع قلبه قبل أن يرفع يديه، طالبًا العون من الله، الذي هو معين من لا معين له ورجاء من لا رجاء له عزاء صغيري القلوب، وميناء الذين في العاصف.. +++
08-25-2015, 04:27 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الثلاثاء ) 25 أغسطس 2015 19 مسري 1731 عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي (112 : 1 ، 2) طوبى للرجل الخائف الرب، ويهوى وصاياه جداً، يقوى زرعه على الأرض، ويُبارك جيل المستقيمين. هللويا إنجيل العشية من إنجيل معلمنا متى البشير ( 25 : 14 – 23) وكأنما إنسان مسافر دعا عبيده وسلمهم أمواله. فاعطى واحدا خمس وزنات واخر وزنتين واخر وزنة كل واحد على قدر طاقته وسافر للوقت.فمضى الذي اخذ الخمس وزنات وتاجر بها فربح خمس وزنات اخر. وهكذا الذي اخذ الوزنتين ربح ايضا وزنتين اخريين.واما الذي اخذ الوزنة فمضى وحفر في الارض واخفى فضة سيده.وبعد زمان طويل اتى سيد اولئك العبيد وحاسبهم.فجاء الذي اخذ الخمس وزنات وقدم خمس وزنات اخر قائلا يا سيد خمس وزنات سلمتني هوذا خمس وزنات اخر ربحتها فوقها. فقال له سيده نعما ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك. ثم جاء الذي اخذ الوزنتين وقال يا سيد وزنتين سلمتني هوذا وزنتان اخريان ربحتهما فوقهما. قال له سيده نعما ايها العبد الصالح والامين كنت امينا في القليل فاقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك. ( والمجد لله دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 132 : 1 ، 9) أذكر يارب داود وكل دعته، كما أقسم للرب ونذر لإله يعقوب، كهنتك يلبسون العدل، وأبرارك يبتهجون من أجل داود عبدك. هللويا إنجيل باكر من إنجيل معلمنا لوقا البشير( 6 : 17 – 23) ونزل معهم ووقف في موضع سهل هو وجمع من تلاميذه وجمهور كثير من الشعب من جميع اليهودية واورشليم وساحل صور وصيدا الذين جاءوا ليسمعوه ويشفوا من امراضهم.والمعذبون من ارواح نجسة وكانوا يبراون.و كل الجمع طلبوا ان يلمسوه لان قوة كانت تخرج منه وتشفي الجميع.ورفع عينيه الى تلاميذه وقال طوباكم ايها المساكين لان لكم ملكوت الله.طوباكم ايها الجياع الان لانكم تشبعون طوباكم ايها الباكون الان لانكم ستضحكون.طوباكم اذا ابغضكم الناس واذا افرزوكم وعيروكم و اخرجوا اسمكم كشرير من اجل ابن الانسان. افرحوا في ذلك اليوم وتهللوا فهوذا اجركم عظيم في السماء لان اباءهم هكذا كانوا يفعلون بالانبياء. ( والمجد لله دائماً )
القـداس البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل العبرانين ( 11 : 17 – 31) بالايمان قدم ابراهيم اسحق وهو مجرب قدم الذي قبل المواعيد وحيده.الذي قيل له انه باسحق يدعى لك نسل.اذ حسب ان الله قادر على الاقامة من الاموات ايضا الذين منهم اخذه ايضا في مثال. بالايمان اسحق بارك يعقوب وعيسو من جهة امور عتيدة.بالايمان يعقوب عند موته بارك كل واحد من ابني يوسف وسجد على راس عصاه. بالايمان يوسف عند موته ذكر خروج بني اسرائيل واوصى من جهة عظامه. بالايمان موسى بعدما ولد اخفاه ابواه ثلاثة اشهر لانهما رايا الصبي جميلا ولم يخشيا امر الملك. بالايمان موسى لما كبر ابى ان يدعى ابن ابنة فرعون. مفضلا بالاحرى ان يذل مع شعب الله على ان يكون له تمتع وقتي بالخطية. حاسبا عار المسيح غنى اعظم من خزائن مصر لانه كان ينظر الى المجازاة. بالايمان ترك مصر غير خائف من غضب الملك لانه تشدد كانه يرى من لا يرى. بالايمان صنع الفصح ورش الدم لئلا يمسهم الذي اهلك الابكار. بالايمان اجتازوا في البحر الاحمر كما في اليابسة الامر الذي لما شرع فيه المصريون غرقوا. بالايمان سقطت اسوار اريحا بعدما طيف حولها سبعة ايام. بالايمان راحاب الزانية لم تهلك مع العصاة اذ قبلت الجاسوسين بسلام. ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة معلمنا يعقوب الرسول (1 : 12 – 21) طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة لانه اذا تزكى ينال اكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه.لا يقل احد اذا جرب اني اجرب من قبل الله لان الله غير مجرب بالشرور وهو لا يجرب احدا.ولكن كل واحد يجرب اذا انجذب وانخدع من شهوته.ثم الشهوة اذا حبلت تلد خطية والخطية اذا كملت تنتج موتا. لا تضلوا يا اخوتي الاحباء. كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند ابي الانوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران. شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه.اذا يا اخوتي الاحباء ليكن كل انسان مسرعا في الاستماع مبطئا في التكلم مبطئا في الغضب. لان غضب الانسان لا يصنع بر الله.لذلك اطرحوا كل نجاسة وكثرة شر فاقبلوا بوداعة الكلمة المغروسة القادرة ان تخلص نفوسكم. ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار (19 : 11 – 20) وكان الله يصنع على يدي بولس قوات غير المعتادة. حتى كان يؤتى عن جسده بمناديل او مازر الى المرضى فتزول عنهم الامراض وتخرج الارواح الشريرة منهم. فشرع قوم من اليهود الطوافين المعزمين ان يسموا على الذين بهم الارواح الشريرة باسم الرب يسوع قائلين نقسم عليك بيسوع الذي يكرز به بولس.وكان سبعة بنين لسكاوا رجل يهودي رئيس كهنة الذين فعلوا هذا. فاجاب الروح الشرير وقال اما يسوع فانا اعرفه وبولس انا اعلمه واما انتم فمن انتم. فوثب عليهم الانسان الذي كان فيه الروح الشرير وغلبهم وقوي عليهم حتى هربوا من ذلك البيت عراة ومجرحين.وصار هذا معلوما عند جميع اليهود واليونانيين الساكنين في افسس فوقع خوف على جميعهم وكان اسم الرب يسوع يتعظم.وكان كثيرون من الذين امنوا ياتون مقرين ومخبرين بافعالهم. وكان كثيرون من الذين يستعملون السحر يجمعون الكتب ويحرقونها امام الجميع وحسبوا اثمانها فوجدوها خمسين الفا من الفضة.هكذا كانت كلمة الرب تنمو وتقوى بشدة. ( لم تزَلْ كَلمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين. ) السنكسار اليوم التاسع عشر من شهر مسرى المبارك اعادة جسد القديس مقاريوس إلى ديره في شيهيت في هذا اليوم تحتفل الكنيسة باعادة جسد القديس مقاريوس إلى ديره بشيهيت. وذلك أنه بعد نياحته، أتى قوم من أهل بلده شنشور وسرقوا جسده وبنوا عليه كنيسة كبيرة. وبقيَّ جسده هناك وبعد ذلك نقل إلى بلدة أخرى ومكث فيها إلى زمان البابا ميخائيل الخامس البابا الحادي والسبعين، نحو أربعمائة وأربعين سنة، ولما طلع البابا ميخائيل إلى البرية ليصوم الأربعين المقدسة بالدير تنهد قائلاً: " كم أتمنى أن يساعد الرب حتى يكون جسد أبينا الأنبا مقاريوس في وسطنا ". وبعد أيام خرج رئيس الدير القمص ميخائيل مع بعض الشيوخ لقضاء بعض الحاجات. فخطر على بالهم أن يأخذوا جسد القديس إلى ديرهم، فأتوا إلى حيث الجسد، فتجمهر عليهم أهل البلد مع الوالي بالعصي والسيوف ومنعوهم من أخذه. وقضى الشيوخ ليلتهم وهم في حزن عظيم. ولكن الوالي رأى في تلك اليلة كأن القديس مقاريوس يقول له: " دع أولادي يأخذون جسدي ولا تمنعهم ". فارتعب الوالي كثيراً، واستدعى الشيوخ وسلمهم الجسد. فأخذوه بفرح عظيم وتبعهم عدد كبير من المؤمنين لتوديع الجسد.ولما وصلت السفينة إلى مريوط باتوا هناك، وفي الصباح أقاموا قداساً وتقربوا من الأسـرار المقدسة. ثم حملوا الجسـد على جمل إلى البرية. وفي منتصف الطريق، أرادوا أن يستريحوا فقال رئيس الدير: " حي هو الرب لا نستريح حتى يرينـا الرب المكان الذي فيه أمسـك ملاك الرب بيد أبينا ". فظلوا سائرين إلى أن برك الجمل ولم يقم، وبدأ يدور برأسه ويلحس الجسد ويحني رأسه إلى الأرض. فعرف الشيوخ أنه المكان المطلوب ومجدوا الله. ولما اقتربوا من الدير، خرج جميع الرهبان وتلقوهم بالشموع والتراتيل. ثم حملوا الجسد على أعناقهم، ودخلوا به الكنيسة باحتفال عظيم. وقد أجرى اللـه في ذلك اليوم عجائب كثيرة. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.
مزمور القداس من مزامير معلمنا داود النبي (1 : 1) طوبى للرجل، الذى لم يسلك فى مشورة المنافقين، وفى طريق الخطاة لم يقف، وفى مجلس المستهزئين لم يجلس. هللويا إنجيل القداس من إنجيل معلمنا متى البشير ( 4 : 23 - 5 : 16) وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب.فذاع خبره في جميع سورية فاحضروا اليه جميع السقماء المصابين بامراض واوجاع مختلفة والمجانين والمصروعين والمفلوجين فشفاهم.فتبعته جموع كثيرة من الجليل والعشر المدن واورشليم واليهودية ومن عبر الاردن. ولما راى الجموع صعد الى الجبل فلما جلس تقدم اليه تلاميذه. ففتح فاه وعلمهم قائلا.طوبى للمساكين بالروح لان لهم ملكوت السموات. طوبى للحزانى لانهم يتعزون. طوبى للودعاء لانهم يرثون الارض. طوبى للجياع والعطاش الى البر لانهم يشبعون. طوبى للرحماء لانهم يرحمون. طوبى للانقياء القلب لانهم يعاينون الله. طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون. طوبى للمطرودين من اجل البر لان لهم ملكوت السماوات. طوبى لكم اذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا لان اجركم عظيم في السماوات فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم. انتم ملح الارض ولكن ان فسد الملح فبماذا يملح لا يصلح بعد لشيء الا لان يطرح خارجا ويداس من الناس. انتم نور العالم لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل ولا يوقدون سراجا ويضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت.فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السماوات. ( والمجد للـه دائماً ) +++
08-26-2015, 03:18 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاربعاء ) 26 أغسطس 2015 20 مسري 1731 عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي ( 4 : 3 ، 7) اعلموا أنَّ الربَّ قد جعلَ بارهُ عجباً. الربُّ يستجيبُ لي إذا ما صرختُ إليه. قد ارتسم علينا نور وجهك ياربُّ. أعطيتَ سروراً لقلبي. هللويا. إنجيل العشية من إنجيل معلمنا متى البشير ( 10 : 24 ـ 33 ) ليس التِّلميذ أفضل من معلِّمه، ولا العبد أفضل من سيِّده. يكفي التِّلميذ أن يَصير كمعلِّمه والعبد مثل سيِّده. إن كانوا قد لقَّبوا ربَّ البيت بعلزبول، فكم بالحريِّ أهل بيته. فلا تخافوهم. لأن ليس خفيٌّ إلا ويستعلَن ولا مكتومٌ إلا ويُعــرَف. الذي أقـوله لكم في الظُّلمـة قولـوه في النُّور، والذى تسمعونه بآذانكم نادوا به على سـطوحكم، ولا تخافوا من الذي يقتلُ جسـدكم ونفسـكم لا يقدرون أن يقتلوها، بل خافوا بالحريِّ من الذي يقدر أن يُهلِك النفس والجسد كليهما في جهنَّم. أليس عصفوران يُباعان بفلس؟ وواحدٌ منهما لا يسقط على الأرض بدون إرادة أبيكم الذي في السموات. وأمَّا أنتم فحتَّى شعور رؤوسكم جميعها مُحصاةٌ. فلا تخافوا إذاً. أنتم أفضل من عصافير كثيرة. فكل مَن يعترف بي قُدَّام النَّاس أعترف أنا أيضاً به قُدَّام أبي الذي في السَّموات، ومَن ينكرني قُدَّام النَّاس أُنكِره أنا أيضاً قُدَّام أبي الذي في السَّموات . ( والمجد للـه دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 113 : 1-2 ) سبِّحوا الربَّ أيُّها الفتيان. سبِّحوا لاِسم الربِّ. ليَكُـنْ اسم الربِّ مُباركاً. من الآن وإلى الأبدِ. هللويا. إنجيل باكر من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 8 : 34 ـ 9 : 1 ) ودعا الجمع وتلاميذه وقال لهم: " من أراد أن يأتي ورائي فليُنكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني. لأن مَن أراد أن يُخلِّص نفسه يُهلِكها، ومن يُهلِك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل فهو يُخلِّصها. لأنه ماذا ينتفع الإنسـان لـو ربح العالم كلَّه وخسر نفسه؟ أو ماذا يُعطِي الإنسان فداءً عن نفسه؟ لأن من يخزى بأن يعترف بى وبكلامي في هذا الجيل الفاسد والخاطئ، فإن ابن البشر أيضاً يستحي به متى جاء في مجد أبيه مع ملائكته القدِّيسين ". وكان يقول لهم: " الحقَّ أقول لكم: إن قوماً من القيام ها هنا لا يَذُوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد أتى بقوَّة ". ( والمجد للـه دائماً )
القــداس البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية ( 8 : 14 ـ 27 ) لأن كل الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أولاد الله. إذ لم تأخذوا روح العبوديَّة أيضاً للخوف، بل أخذتم روح التَّبنِّي الذي به نصرخ: " يا أَبَا الآب ". الرُّوح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله. فإن كنَّا أولاداً فنحن ورثةٌ أيضاً، وورثة الله وشركاء المسيح في الميراث. إن كنَّا نتألَّم معه لكي نتمجَّد أيضاً معه.لأني أظُن أن آلام هذا الزَّمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا. لأن انتظار الخليقة يتوقَّع استعلان أبناء الله. لأن الخليقة قد أُخضِعت للباطل لا عن إرادة، بل من أجل الذي أخضعها على الرَّجاء. لأن الخليقة نفسها أيضاً ستُعتق من عبوديَّة الفساد إلى حرِّية مجد أولاد الله. فإننا نعرف أن كلَّ الخليقة تئنُّ وتتمخَّض معاً حتى الآن. وليس هى فقط، بل نحن أيضاً الذين لنا باكورة الرُّوح، نحن أنفسنا أيضاً نئنُّ في أنفسنا، متوقِّعين التَّبنِّي فداءَ أجسادنا. لأننا بالرَّجاء خَلَصنَا. ولكنَّ الرَّجاء المنظــور ليس رجاءً، لأن ما ينظره أحدٌ فإياه يرجو أيضاً ولكن إن كنا نرجو ما لسنا ننظره فإننا نتوقَّعه بالصَّبر. وكذلك الرُّوح أيضاً يُعضِّد ضعفنا، لأننا لسنا نعلم ما نُصلِّي لأجله كما ينبغي. ولكن الرُّوح نفسه يشفع فينا بتنهُدات لا يُنطَق بها. ولكنَّ الذي يَفحص القلوب يعلم ما هو فكر الرُّوح، لأنه تشفع لله عن القدِّيسين. ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى ( 2 : 11 ـ 17 ) أيُّها الأحبَّاء، أطلب إليكم كغرباء ونزلاء، أن تبتعدوا عن الشَّهوات الجسديَّة التى تُقاتِل النَّفس، وأن يكون تصرفكم حسناً بين الأُمم، لكى يكونوا فيما يتكلمون به عليكم كفاعلي شرٍّ، إذ يَرون أعمالكم الصالحة يُمجِّدون الله في يوم الافتقاد. فاخضعوا لكل ترتيب بشريٍّ من أجل الربِّ. إن كان للملك فكمَن هو فوق الكلِّ، أو للولاة فكمُرسَلِينَ منه للانتقام من فاعلي الشرِّ، وللمدح لفاعلي الخير. لأن هذه هى إرادة الله: أن تصنعوا الخير لكى تسدُّوا جهالة النَّاس الأغبياء. كأحرار، ولا تكن حريتكم كستار للشرِّ، بل كعبيد لله. أَكرموا كل واحد. حبُّوا الإخوة. خافوا الله. أَكرموا الملك. ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 19 : 11 ـ 20 ) وكان الله يصنع على يدي بولس قوَّاتٍ كثيرة، حتَّى أنهم كانوا يأخذون عمائماً وخِرقاً من على جسده ويضعونها على المرضى، فتزول عنهم الأمراض، وتخرج الأرواح الشِّرِّيرة.فابتدأ قومٌ من اليهود الطَّوَّافين المُعَزِّمِينَ أن يُسمُّوا باسم الربِّ يسوع على الذين بهم الأرواح الشرِّيرة قائلين: " نستحلفكم بالربِّ يسوع الذي يَكرز به بولس! " وكان سبعة بنين لواحد يُدعَى سكاوا، يهوديّ رئيس كهنة يفعلون هذا. فأجاب الرُّوح الشرِّير وقال لهم: " أمَّا يسوع فأنا أعرفه، وبولس أنا أَعْلَمُهُ، أمَّا أنتم فمَن أنتم؟ " فوثب عليهم الرجل الذي كان به الرُّوح الشِّرير، وتسلط عليهم وقوي عليهم، حتى هربوا من ذلك البيت عراة مشدوخي الرؤوس. وصار هذا ظاهراً لجميع اليهود واليونانيِّين السَّاكنين في أفسس. فوقع خوفٌ على جميعهم، وكان اسم الربِّ يسوع يتعظَّم. وكان كثيرون من الذين آمنوا يأتون مُعترفين ومُخبرين بأفعالهم، وكان كثيرون من الذين يستعملون السِّحر يُقدِّمون كتبهم ويحرقونها أمام الجميع. وحسبوا أثمانها فوجدوها تُقدر بخمسة ربوات من الفضَّة. هكذا كانت كلمة الربِّ تنمو وتقوى بشدَّةٍ. ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. ) السنكسار اليوم العشرون من شهر مسرى المبارك نياحة السبعة فتية بالكهف في أفسس فى مثل هذا اليوم من سنة 252م استشهد الفتيان السبعة القديسين الذين من أفسس: مكسيموس، مالخوس، مرتينيانوس، ديوناسيوس، يوحنا، سرابيون، قسطنطين. وكانوا من جند الملك داكيوس وقد عينهم لمراقبة الخزينة الملكية. ولما أثار عبادة الأوثان، وشيَّ بهم لديه. فالتجأوا إلى كهف خوفـاً من أن يضعفوا فينكـروا السـيد المسـيح. فعَلِم الملك بذلك وأمـر بسد باب الكهف عليهم. وكان واحداً من الجند مؤمناً بالسيد المسيح. فنقش سيرتهم على لوح من نحاس وتركه داخل الكهف. وهكذا أسلم القديسون أرواحهم الطاهرة. وأراد اللـه أن يكرمهم كعبيده الأمناء، فأوحى إلى أسقف تلك المدينة عن مكانهم. فذهب وفتح باب الكهف فوجد أجسادهم سليمة، وعرف من اللوح النحاس أنه قد مضى عليهم نحو مئتي سنة. وكان ذلك في عهد الملك ثاؤذوسيوس الصغير. كما عرفوا من قطع النقود التي وجدوها معهم وعليها صورته أنهم كانوا في أيام داكيوس. صلاتهم تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.
مزمور القداس من مزامير أبينا داود النبي ( 75 : 11 ، 12 ) جُزنا في النَّار والماء. وأخرجتنا إلى الراحة. أَدخل إلى بيتكَ بالمُحرَقاتِ. وأُفيكَ النذورَ التي نَطَقت بها شفَتاي. هللويا. إنجيل القداس من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 21 : 12 ـ 19 ) وقبل هذا كلِّه يُلقونَ أيديهم عليكم ويطردونكم، ويُسلِّمونكم إلى مجامع وتُحبَسون، وتُقدَّمون أمام ملوك وولاة من أجل اسمي. فيكون لكم ذلك شهادةً. فضعوا إذاً في قلوبكم أن لا تهتمُّوا من قبل بما تحتجُّون به، لأني أنا أُعطيكم فماً وحكمة التي لا يقدر جميع مُعانديكم أن يُقاوموها أو يُناقضوها. وسوف تُسلَّمون من الوالدين والإخوة والأقرباء والأصدقاء، ويقتلون منكم. وتكونون مُبغَضِين من الجميع من أجل اسمي. وشعرة من رؤوسكم لا تسقط. بصبركم تقتنون أنفسكم. ( والمجد للـه دائماً ) +++
08-26-2015, 07:13 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
مقالة : " جحيم الرغبات " .. لقداسة البابا شنودة .. الراحل .. المقيم ..
جحيم الرغبات
أيها القارئ العزيز, لتكن رغبتك الأولي والعظمي هي الحياة مع الله. أما باقي الرغبات فلتكن داخل هذه الرغبة العظمي. واحذر من أن تعيش في جحيم الرغبات العالمية التي تستعبد من يخضع لها أو يسعى إليها.
† بحث أحد الحكماء في أسباب السعادة والشقاء. فوصل إلي حقيقة عميقة في فهمها وهي: أن أهم سبب للشقاء هو وجود رغبة لم تتحقق: فقد يعيش الإنسان فقيرا. ويكون سعيدا في نفس الوقت. ولكن إن دخلت إلي قلبه رغبة في الغني ولم تتحقق, حينئذ يتعب ويشقي. وأيضا قد يكون الإنسان مريضا وراضيا شاكرا, يقابل الناس في بشاشة وابتهاج, لا يشقيه المرض. ولكن المريض الذي تدخل في قلبه رغبة في الشفاء ولم تتحقق فهذا بلا شك يتعب في رغبته.
† إن رحلة الرغبات داخل القلب تتعبه وتضنيه, وترهقه وتشقيه: إنه يشتاق, ويشقي في اشتياقه. يريد ويجاهد ويتعب لكي يصل. ويلتمس الوسائل, فيفكر ويقابل ويكتب ويشكو, ويروح ويجيء, ويسعى ويتعب في سعيه. وقد ينتظر طويلا متي تتحقق الرغبة, ويشقي في انتظاره. يصبر ويضيق صدره, ويمل ويضجر. ويدركه القلق حينا, واليأس حينا آخر. أو قد يتعبه الخوف من عدم الوصول إلي نتيجة. وربما يتعب من طياشة الفكر ومن أحلام اليقظة, أو من أن رغباته مجرد آمال, مجرد قصور في الهواء, لا يراها إلا إذا أغمض عينيه! وقد ينتهي سعيه وتعبه إلي لا شيء. ويحرم من رغبته التي يود تحقيقها, فيشقي بالحرمان.
† وأخطر من هذا كله, فإن آماله وأغراضه قد تجنح به عن طريق الصواب. فتقوده إلي الخداع, أو اللف والدوران, أو التذلف والتملق, أو الكذب أو الرياء, أو ما هو أبشع من كل هذا. وقد صدق أحد الحكماء حينما قال: لابد أن ينحدر المرء يوما إلي النفاق, وإن كان في قلبه شيء يود أن يخفيه.
† والعجيب في هذه الرغبات الأرضية, أنها تشقي الإنسان حتى إن تحققت! ذلك لأنها لا تقف عند حد.. فقد يعيش الإنسان في جحيم الرغبات زمنا. حتى إذا ما تحققت له رغبة, وفرح بها وقتا ما ما تلبس أن تقوده إلي رغبة أخري, إلي خطوة أخري في طريق الرغبات الذي لا ينتهي! إن الرغبات عندما تتحقق يلتذ بها, وتقوده اللذة إلي طلب المزيد وللوصول إلي هذا المزيد, قد يجره إلي تعب جديد، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. .. ويكون كمن يشرب من ماء, مالح, كلما شرب منه يزداد عطشا. وكلما يزداد اشتياقًا إلي الماء, في حلقة مفرغة لا يستريح فيها ولا يهدأ.
† صاحب الرغبة يعيش في رعب: إما خوفًا من عدم تحقق رغبته. أو خوفًا من ضياعها إن كانت قد تحققت.
ومن القصص اللطيفة في هذا المجال: أن رجلًا فقيرًا لا يملك شيئًا علي الإطلاق, كان يعيش في منتهي السعادة. يضحك ملء فمه, ويغني من عمق قلبه. وفي إحدى المرات رآه أحد الأمراء وأعجب به. فمنحه كيسًا من الذهب. فأخذ الرجل الفقير كيس الذهب إلي بيته. وبدأت الآمال والرغبات تدخل إلي قلبه: أية سعادة سيبنيها بهذا المال! ثم لم يلبث الخوف أن ملك عليه, لئلا يسرق أحد منه هذا الذهب قبل أن يبني سعادته به, فقام وخبأ الكيس وجلس مفكرًا. ثم قام وغيَّر المكان الذي أخفاه فيه. ثم حاول أن ينام ولم يستطع. وقام ليطمئن علي الذهب.. وفي تلك الليلة فقد سلامة. حتى قال لنفسه: أقوم وأعيد هذا الذهب إلي الأمير, وأنام سعيدًا كما كنت.
† إن الإنسان قد يقاد من رغباته, ورغباته تمثل نقطة ضعف فيه, يقوده الناس منها: وما الإنسان الذي تكون رغباته في أيدي الناس, في حوزتهم أو في سلطانهم أو في إرادتهم! وبإمكانهم أن يحققوها له, وبإمكانهم أن يحرموه منها. لذلك يعيش عبدا للناس. تتوقف سعادته علي رضاهم.
† لقد عاش النساك في سعادة زاهدين لا تتعبهم الرغبات... هؤلاء قد ارتفعوا فوق مستوي الرغبات الأرضية. ولم تعد لهم سوي رغبة واحدة مقدسة هي الحياة مع الله والتمتع بعشرته. وهذه لا يستطيع أحد من الناس أن يحرمهم منها. وهكذا فإن سعادة الناسك الزاهد تنبع من داخله, من قبله, من إحساسه بوجود الله معه. وإذ تتبع سعادته من داخله, لا تصير تلك السعادة رهنا للظروف الخارجية, كما لا يتحكم الناس فيها.
حقا أي شيء في العالم يمكن أن تتعلق به رغبات الروحيين ؟! لا شيء.. فليس في العالم سوي المادة والماديات, ومشتهيات الجسد والنفس... أما رغباتهم هم فتتعلق بالله وسمائه وبعالم الروح. لذلك ليس في العالم شيء يشتهونه. لو كان الذي يشتهونه في هذه الأرض, لتحولت الأرض إلي سماء. إن الروحيين أعلي من رغبات العالم وأسمي. العالم لا يعطيهم بل هم بركة للعالم. وبسببهم يرضي الله علي الأرض. وإنهم نور للعالم يبدد ظلماته. وهم بهجة للأرض ونعمة... هؤلاء لا يعيشون مطلقا في جحيم الرغبات الأرضية.
ولقد تأملت في حياتي أحد هؤلاء الزاهدين المرتفعين عن مستوي الرغبات الأرضية فناجيته بآبيات من الشعر قلت فيها:
كل ما حولك صمت وسكون
هدوء يكشف السر المصون
هل تري العالم إلا تافها
يشتهي المتعة فيه التافهون؟
هل تري الآمال إلا مجمرا
يتلظي بلظاه الآملون
لست منهم هم جسوم بينما
أنت روح فر من تلك السجون
نعم ما أجمل أن يعيش الإنسان سعيدا بالله. يمكن أن تكون له رغبات داخل محبة الله ولكن لا يمكن أن تستعبده الرغبات.
تكون الرغبات مفتاحًا في يده, ولا تكون أغلالًا في يديه. +++
08-27-2015, 12:15 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الخميس ) 27 أغسطس 2015 21 مسري 1731 عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي ( 68 : 25 ـ 26 ) تُبادِرُ الرؤساءُ إلى كلِّ المُرتِّلين، في وسطِ صبايا ضارباتٍ بالدفوفِ. في الكنائس باركوا اللـه، والربُّ مِن ينابيع إسرائيلَ. هللويا. إنجيل العشية من إنجيل معلمنا متى البشير ( 26 : 6 ـ 13 ) وفيما كان يسوعُ في بيتِ عنيا في بيتِ سمعان الأبرص، جاءت إليه امرأةٌ معها قارورةُ طيبٍ كثير الثَّمن، فسكبتهُ على رأسِهِ وهو مُتَّكئٌ. فلمَّا رأى تلاميذهُ ذلك تقمقموا قائلين: " لماذا كان هذا الإتلافُ ؟ لأنَّه كان يُمكن أن يُباع هذا بكثيرٍ ويُعطى للفُقراءِ ". فعلِمَ يسوعُ وقال لهم: " لماذا تُتعبونَ المرأةَ ؟ فإنَّها قد عمِلَت بي عملاً حسناً ! لأنَّ الفُقراء معكُم في كلِّ حينٍ، وأمَّا أنا فلستُ معكُم في كلِّ حينٍ. لأنَّ هذه قد سَكَبَت هذا الطِّيبَ على جسدي لتَكْفيني. الحقَّ أقولُ لكُم : حيثما يُكرز بهذا الإنجيل في كلِّ العالم يُخبرْ أيضاً بما فعلتهُ هذه المرأة تذكاراً لها. ( والمجد للـه دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 8 : 2 ، 3 ) مِن أفواهِ الأطفال والرُّضعان هيأتَ سُبحاً، لأنِّي أرى السَّمَواتِ أعمالَ يديكَ، والقمر والنجوم أنتَ أسَّستَها. هللويا. إنجيل باكر من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 4 : 15 ـ 24 ) قالت له المرأةُ: " يا سيِّدُ أعطني هذا الماء لكي لا أعطشَ ولا آتي إلى هنا لأستقيَ ". قال لها يسوعُ: " اذهبي وادعي زوجكِ وتعاليْ إلى هنا ". أجابت المرأةُ وقالت: " ليسَ لي زوجٌ ". قال لها يسوعُ: " حسناً قلتِ ليسَ لي زوجٌ ، لأنَّه كان لكِ خمسةُ أزواجٍ، والَّذي معكِ الآنَ ليسَ هو زوجكِ. هذا قُلتِ بالصِّدقِ ". قالت له المرأةُ: " يا سيِّدُ أرى أنَّك نبيٌّ! آباؤُنا سجدوا على هذا الجبل، وأنتُم تقولون إنَّ موضع السجود في أورشليمَ الذي ينبغي أن يُسجدَ فيهِ ". قال لها يسوعُ: " يا امرأةُ، صدِّقيني أنَّه تأتي ساعةٌ، حتَّى أنَّه لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم يُسجد للآب. أنتم تسجدونَ للذي لا تعرفونه. أمَّا نحن فنسجُد للذي نعرفه. لأنَّ الخلاصَ هو من اليهود. ولكن ستأتي ساعةٌ ، وهيَ الآن، حين السَّاجدون الحقيقيُّونَ يَسجدون للآب بالرُّوح والحقِّ، لأنَّ الآب أيضاً يطلب مثل هؤلاء الذين يسجدون له. الله روحٌ هو. والذين يسجدون له يجب أن يسجدوا بالرُّوح والحقِّ. ( والمجد للـه دائماً )
القــداس البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس ( 5 : 8 ـ 21 ) سيروا إذاً كأولاد النُّور. لأنَّ ثمرَ الروح هو في كلِّ صلاحٍ وبرٍّ وحقٍّ. مُختبرين مَا هو مَرضيٌّ عند الرَّبِّ. ولا تشتركوا في أعمال الظُّلمة غير المُثمرةِ بل بالحريِّ وبِّخوها. لأنَّ الأمور التي يفعلونها سرّاً ، ذكرُها أيضاً من العار. ولكنَّ كلَّ ما يوبِّخهُ النُّور يُعلن. لأنَّ كلَّ ما أُظهِرَ فهو نورٌ. ومن أجل هذا يقول: " قُم أيُّها النَّائم وقُمْ واقفاً من بين الأمواتِ فيُضيءَ لكَ المسيحُ ". فانظروا الآن يا إخوتي نظراً شافياً بالتَّدقيق كيف تسيرون لا كجهلاء بل كحكماء. مُفتدين الوقت لأنَّ الأيَّام شرِّيرةٌ. من أجل هذا لا تكونوا أغبياء بل افهموا ما هيَ إرادة الرَّبِّ. ولا تسكروا بالخمر الذي فيه عدم الصحة بل كونوا كاملين بالرُّوح، ومكلِّمين أنفسكم بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وتراتيل روحيَّة، مُسبِّحين ومُرتِّلين للربِّ في قلوبكم. شاكرين كلَّ حينٍ على كلِّ شيءٍ في اسم ربِّنا يسوع المسيح واللـه الآب. خاضعين بعضكم لبعض في خوفِ المسيح. ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى ( 3 : 5 ـ 14 ) لأنه هكذا كانت قديماً النِّساءُ القدِّيساتُ أيضاً المتوكِّلاتُ على الله ، يُزيِّنَّ أنفسهنَّ خاضعاتٍ لرجالهنَّ، كما كانت سارةُ تُطيعُ إبراهيم وتدعوه سيِّدى. التي صرتُنَّ لها أولاداً ، صانعاتٍ الخير، وغير خائفاتٍ خوفاً من أحد البتَّة.كذلك أنتم أيضاً أيُّها الرِّجالُ ، كونوا ساكنينَ معهُنَّ عالمين أن النِّساء آنية ضعيفة، مُعطينَ إيَّاهُنَّ كرامةً، كالوارثاتِ أيضاً نعمة الحياة بأي نوع لكي لا تُعاقَ صلواتكُم. والنهايةُ، كونوا جميعاً برأي واحدٍ، وكونوا مشتركين في الآلام. وكونوا مُحبيِّن الإخوة رحومين مُتواضعين، غير مُجازينَ عن شرٍّ بشرٍّ أو عن شتيمةٍ بشتيمةٍ، بل بالعكس مُبارِكينَ، لأنكم لهذا الأمر دُعيتم لكي ترثوا البركة. لأنَّ من أراد أن يُحبَّ الحياة ويرى أيَّاماً صالحةً، فليكفُفْ لسانهُ عن الشَّرِّ وشفتيه من أن يَتكلما بالمَكْرِ، وليَحِد عن الشَّرِّ ويصنع الخير، وليطلُب السَّلام ويَجِدَّ في أثرهِ. لأنَّ عيني الرَّبِّ تنظران الأبرارُ وأُذنيهِ تنصتان إلى طلبهم، وأمَّا وجه الرَّبِّ ضدُّ فاعلي الشَّرِّ.فمن ذا الذي يمكنه أن يؤذيكم إذا كنتم غيورين على الخير؟ ولكن وإن تألَّمتُم من أجل البرِّ، فطوباكم. وأمَّا خوفهُم فلا تَخافوهُ ولا تضطربوا. ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 21 : 5 ـ 14 ) ولكن حدث لمَّا استَكملنَا الأيَّام خرجنا ومشينا، وهم يُشيِّعوننا، مع نساءٍ أيضاً وأولادهم إلى خارج المدينة. فجثونا على رُكبنا على الشَّاطئ وصلَّينا. ولمَّا ودَّعنا بعضنا بعضاً ركبنا السفينة. وأمَّا أولئك فرجعوا إلى خاصَّتهم.وأمَّا نحن فأقلعنا من صور، وأقبلنا إلى بتولمايس ( عكا ) فسلَّمنا على الإخوة وأقمنا عندهم يوماً واحداً. ثم خرجنا في الغد وجئنا إلى قيصريَّة، فدخلنا بيت فيلُبُّس المُبشِّر، إذ كان واحداً من السَّبعة وأقمنا عنده. وكان لهذا أربع بناتٍ عذارى كنَّ يتنبَّأنَ. وبينما نحن مُقيمونَ هناك أيَّاماً كثيرةً، جاء واحد من اليهوديَّة نبيٌّ اسمه أغابوس. فجاء إلينا، وأخذ منطقة بولس، وربط يَدَيْ نفسه ورجليه وقال : " هـذا ما يقوله الرُّوح القـدس : إن الرَّجُـل الذي له هذه المِنْطَقَةُ، سيربُطهُ اليهود هكذا في أورشليم ويُسلِّمونه إلى أيدِي الأُمَم ". فلمَّا سمعنا هذا طلبنا إليه نحنُ والإخوة الذين في ذلك المكان أن لا يصعد إلى أورشليم. حينئذٍ أجاب بولس وقال: " ماذا تفعلون؟ تَبْكُونَ وتُحزنون قلبي، لأنِّي مُستعدٌّ ليس أن أُربط فقط، بل مُستعدٌّ أن أموتَ أيضاً في أورشليم لأجل اسم الربِّ يسوع ". ولمَّا لم يُقنَع سكتنا قائلين: " لتكن إرادةُ الربِّ ". ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. ) السنكسار اليوم الحادي والعشرون من شهر مسرى المبارك 1. تذكار السيدة العذراء والدة الإله 2. نياحة القديسة ايريني 1ـ في هذا اليوم تعيد الكنيسة بتذكار القديسة كلية الطهر الزكية " مريم والدة الإله الكلمة ". التي تشفع فينا أمام ابنها الحبيب.صلاتها تكون معنا. آمين. 2ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً تنيحت القديسة ايريني ( أي السلامة ). كانت ابنة ملك وثني يدعى ليكينيوس. وكانت فريدة في جمالها الطبيعي، ولمحبة والدها لها بنى لها قصراً حصيناً. وجعل معها ثلاث عشرة جارية لخدمتها، والسَّـهر على حـراسـتها، حفظـاً لها ممـا يُفســد بهـاء شــرف عائلتـها. وكـان عمرها وقتئذ ست سنوات، وقد ترك لها بعض التماثيل لتسجد لها وتعبدها، وعين لها شيخاً معلماً حكيماً لتعليمها. وحدث أن رأت القديسة في رؤيا حمامة وفي فمها ورقة زيتون. نزلت ووضعتها على المائدة أمامها. ثم هبط نسر ومعه إكليل وضعه على المائدة أيضاً. وبعد ذلك جاء غراب ومعه ثعبان ووضعه على المائدة. فجزعت من هذه الرؤيا، وقصتها على المُعلم الذي كان مسيحياً ـ دون أن يعرف والدها ذلك ـ فأجابها: " أن الحمامة هي تعليم الناموس. وورقة الزيتون هى المعمودية. والنسر هو الغلبة. والإكليل هو مجد القديسين. والغراب هو الملك. والثعبان هو الإضطهاد، وختم قوله بأنه لابد لها أن تُجاهد في سبيل الإيمان بالسيد المسيح ".زارها أبوها ذات يوم وعرض عليها الزواج من أحد أولاد الأمراء، فطلبت منه مهلة ثلاثة أيام لتفكر في الأمر. ولما تركها أبوها دخلت إلى التماثيل، وطلبت منها أن ترشدها إلى ما فيه خيرها فلم تجبها. فرفعت عينيها إلى السماء وقالت: " يا إله المسيحيين أهدني إلى ما يرضيك ". فظهر لها ملاك الرب وقال لها: " سيأتيك غداً أحد تلاميذ بولس الرسول، ويعلمك ما يلزم ثم يعمدك ". وفي الغد أتاها القديس تيموثاوس الرسول وعلمها أسرار الديانة وعمدها، ولما علم أبوها بذلك استحضرها، وإذ تحقق منها اعترافها بالسيد المسيح أمر بربطها في ذنب حصان جموح ثم أطلقه. غير أن اللـه حفظها فلم ينلها أذى. بل أن الحصان نفسه عاد وقبض بفمه على ذراع والدها، وطرحه على الأرض فسقط ميتاً. وبصلاة ابنته القديسة قام حياً، وآمن هو وامرأته وثلاثة آلاف نفس، ونالوا سر العماد المقدس. وقد شرف اللـه هذه القديسة بصنع آيات كثيرة، أمام ولاة وملوك حتى آمن بسببها كثيرون. ولما أكملت جهادها تنيحت بسلام.صلاتها تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.
مزمور القداس من مزامير أبينا داود النبي ( 45 : 15,14 ) يُدخلنَ إلى المَلكِ عذارى في إثرِها. جميعُ أقربائها إليه يقدَّمْنَ. يَبلُغنَ بفرحٍ وابتهاجٍ يَدخُلنَ إلى هيكلِ المَلكِ. هللويا. إنجيل القداس من إنجيل معلمنا متى البشير ( 25 : 1 ـ 13 ) حينئذٍ يُشبهُ ملكوت السَّمَوات عشر عذارى، أخذن مصابيحهُنَّ وخرجن للقاء العريس. وكان خمسٌ منهُنَّ جاهلاتٍ، وخمسٌ حكيماتٍ. أمَّا الجاهلاتُ فأخذنَ مصابيحهُنَّ ولم يأخذنَ معهُنَّ زيتاً، وأمَّا الحكيماتُ فأخذن زيتاً في آنيتهنَّ مع مصابيحهنَّ. وإذ أبطأ العريسُ نعسنَ جميعهنَّ ونِمنَ. ففي منتصف اللَّيل صار صراخٌ: هوَذا العريس قد أقبل، فاخْرُجنَ للقائهِ! حينئذٍ قامت جميع أولئك العذارى وزينَ مصابيحهنَّ. فقالت الجاهلات للحكيمات: أعطيننا من زيتكنَّ فإنَّ مصابيحنا تنطفئُ. فأجابت الحكيمات قائلاتٍ: لعله لا يكفي لنا ولكنَّ، فالأحرى أن تذهبن إلى الباعة وابتعنَ لكُنَّ. وفيما هُنَّ ذاهباتٌ ليبتعنَ جاء العريسُ، والمستعدَّاتُ دخلنَ معه إلى العُرس، وأُغلق الباب. وأخيراً جاءت بقيَّة العذارى أيضاً قائلاتٍ: ياربنا ياربنا افتح لنا. فأجاب وقال الحقَّ أقول لكُنَّ: إنِّي لا أعرفكُنَّ. فاسهروا إذاً لأنَّكُم لا تعرفونَ اليومَ ولا السَّاعةَ. ( والمجد للـه دائماً ) +++
08-27-2015, 05:34 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
مقالة " يعيش خارج نفسه .. لقاداسة البابا الراحل المقيم .. الأنبا شنودة الثالث .. يعيش خارج نفسه
إن نفسك أمانة في عنقك.
ستقدم عنها حسابًا في اليوم الأخير.
فاهتم بنفسك، واهتم بأبديتك، وحاذر من أن تعيش حياتك خارج نفسك.
فما أقسى أن يعيش الإنسان خارج نفسه.
هل فكرت أيها القارئ العزيز في أبديتك؟ أعنى في مصيرك الأبدي، في المكان الذي ستستقر فيه أخيرًا بعد رحلة هذا العمر؟ إنه سؤال خطير ينبغي أن تفكر فيه، وأن تعد حياتك كلها من أجله..
إن لك نفسًا واحدة إن ربحتها، ربحت كل شيء وإن خسرتها خسرت كل شيء.
ففكر في مصير هذه النفس، التي لا يوجد في هذا العالم كله ما هو أثمن منها. وفي ذلك قال السيد المسيح:
"ماذا يستفيد الإنسان، لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟! "
إن الشيطان مستعد أن يعطيك كل شيء، في مقابل أن يربح نفسك له.. هو مستعد أن يعطيك الغنى والشهرة والمجد واللذة، في مقابل أن يأخذ منك نفسك.. وكثير من الناس تغريهم أمثال هذه الأمور، فينسون أنفسهم..
كثير من الناس تغريهم أمور العالم الحاضر، حتى يصبح التفكير في الأبدية أمرًا ثقيلًا عليهم! تراهم يهربون من هذا الموضوع، ولا يحبون التحدث فيه، لأنه يزعج بهجتهم، ويعطل تمتعهم بالحياة.. ومع ذلك فهذا الموضوع حقيقة قائمة، الهرب منها لا يمنع وجودها..
والشيطان مستعد أن يشغل الإنسان بأي شيء، على شرط ألا يفكر في أبديته، وألا ينشغل بخلاص نفسه..
والشيطان مستعد أن يشغل الإنسان بأي شيء، لكي لا يضع أمام عينيه ذلك اليوم الرهيب الذي يقف فيه أمام منبر الله العادل، ليعطى حسابًا عما فعله في هذه الحياة الدنيا. نعم ذلك اليوم الرهيب، الذي تفتح فيه الأسفار، وتكشف الأعمال، وتعلن الأفكار والنيات..
ما أكثر المشغولين عن نفوسهم بأمور أخرى، لذلك هم يعيشون خارج نفوسهم..
قد جرفهم العالم بكل مشاغله ومشاكله، وبكل شهواته ونزواته، وبكل أخباره وأفكاره.. وإن فكروا في نفوسهم، فإنما يفكرون من حيث ارتباطها بأمور العالم، وليس من حيث ارتباطها بالأبدية..!
آمالهم وأحلامهم مركزة هنا، في هذا التراب، في أمجاد هذا العالم الزائل الذي قال عنه الكتاب إن " العالم يبيد، وشهوته معه". ويندر أن يفكر أحد منهم في العالم الآخر، في أمجاد السماء، في ذلك النعيم الأبدي الذي قال عنه بولس الرسول: "ما لم تره عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على قلب بشر ما أعده الله لمحبي اسمه القدوس"..
إننا نعيش في عالم مشغول.. عن خلاص نفسه.. ليس لديه وقت للتفكير في مصيره (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. عالم تجرفه دوامة عنيفة في أبعاد سحيقة، خارج نفسه.. لذلك حسن قال الكتاب عن الابن الضال الذي تاب أخيرًا، إنه " رجع إلى نفسه"..
لقد نجح الشيطان في أن يشغلنا جميعًا، حتى لا يبقى لنا وقت للتفكير في أبديتنا.. بل إن استطاع واحد منا أن يهرب من مشغوليات العالم، لكي ينشغل بالله وحده، بأن يهدأ في البرية عابدًا ناسكًا مصليًا، مهتمًا بخلاص نفسه، مناجيًا الله طوال ليله ونهاره، مرتفعًا عن تفاهات العالم وأباطيله، نرى الشيطان يتهكم عليه ويقول: انظروا هذا الهارب من العالم!! هذا الخائف العاجز!! أية رسالة له؟ وأية منفعة؟! إن هدف الشيطان واضح: يريد أن يشغل هذا العابد أيضًا، أو هذا المصلى، حتى يرجع إلى مشاكل العالم ومشاغله..!
إن الشيطان يعدل خططه وأساليبه طبقًا للظروف ومقتضيات الحال..
كان يقنع الناس في القديم بأن الله هو تلك الأصنام والأوثان.. فلما فشل في ذلك الأمر، قدم للبشر فلسفات مضلة.. فلما فشلت تلك أيضًا، قدم لهم الشهوات واللذة حتى يغريهم بعيدًا عن الله.. فإن تنبه الناس لإغراءاته، يقدم لهم شيئًا آخر هو المشغولية الدائمة..
إنه لا يهمه نوع السلاح الذي يحارب به.. إنما المهم عنده أن يربح على كل حال قومًا.. فقد يحارب بهذا السلاح أو ذاك، أو بكل تلك الأسلحة جميعها، لكي يصل إلى هدف واحد، وهو أن ينفرد بالإنسان، بعيدًا عن الله، في متاهة.. خارج نفسه..
و إن اتجه الإنسان نحو الصلاح والخير، وعجز الشيطان عن إبعاده، يحاول حينئذ أن يجعل سعى الإنسان للخير خارج نفسه!.. فيدعو الناس للخير، دون أن يهتم بالسلوك فيه.
يكون كما قال أحد الآباء، كمن يشبه أجراس الكنائس، التي تدعو الناس إلى دخول الهياكل دون أن تدخل هي إليها.. أو كما قال أحد الاقتصاديين: يكون الخير عنده للتصدير الخارجي، وليس للاستهلاك المحلى..!
هذا الإنسان يتصل بالخير عن طريق المعرفة، وليس عن طريق الممارسة.
إنه يتحمس للخير لكي يسير فيه الناس، لا لكي يسير هو فيه. إنه يشبه ذلك الرجل الذي بكته الشاعر بقوله
يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
من أجل هذا الإنسان قال السيد المسيح له المجد: "أخرج أولًا الخشبة من عينك، قبل أن تخرج القذى من عين أخيك"..
إن كثيرين يهتمون بأخطاء غيرهم، دون أن يهتموا بأخطاء أنفسهم.
يتحمسون في مناقشة أخطاء الغير، كأنهم بلا أخطاء! يتأثرون بأخطاء الغير ويثورون عليها، كأنهم هم الذين سيحاسبون عليها في اليوم الأخير..! وأما أخطاؤهم هم فلا يبصرونها.. هم أمام أنفسهم ولا يصلحون لذلك، لأنهم يعيشون خارج أنفسهم! بل أن أخطاءهم ينسبونها إلى غيرهم، كما قال الشاعر:
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
أيها القارئ الكريم، اهتم بنفسك.. وقبل أن تفكر في أخطاء غيرك، جاهد لكي تصلح أخطاءك..
وقبل أن تطبق المثاليات على غيرك من الناس، طبقها على نفسك أولًا. وبدلًا من أن تكون واعظًا لسواك، كن عظة، كن قدوة، كن درسًا عمليًا، كن نموذجًا.. ولكن حاذر من أن تفعل الخير لكي تكون قدوة، وإلا عشت خارج نفسك. وإنما افعل الخير من أجل نفسك، لكي تكون نقيًا ومقبولًا أمام الله ومحبًا له..
وإن كنت قد عشت هذا الزمان كله خارج نفسك، ادخل الآن إليها، واكتشف خباياها، وأصلحها.. ولا تنشغل بأخطاء الناس، أو ما تظنها أخطاء، فربما تكون ظالمًا في ظنك.. ضع أمامك ذلك المثل المشهور الذي يقول:
" من كان بيته من زجاج، لا يقذف الناس بالحجارة". +++
08-28-2015, 04:53 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
مقالة قداسة البابا شنودة .. البابا الراحل المقيم .. المحبة هي قمة الفضائل
المحبة هي الفضيلة الأولى بل هي جماع الفضائل كلها. وعندما سئل السيد المسيح عن الوصية العظمى في الناموس، قال إنها المحبة" تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل فكرك، ومن كل قدرتك.. وتحب قريبك كنفسك" " وبهذا يتعلق الناموس كله والأنبياء".
وقد جاء السيد المسيح إلى العالم لكي ينشر المحبة، المحبة الباذلة المعطية، محبة الله للناس، ومحبة الناس لله، ومحبة الناس بعضهم لبعض. وهكذا قال لرسله القديسين: "بهذا يعلم الجميع أنكم تلاميذى، إن كان فيكم حب بعضكم نحو بعض".. وبهذا علمنا أن نحب الله، ونحب الخير.. ونطيع الله من أجل محبتنا له، ومحبتنا لوصاياه..
تربطنا بالله علاقة الحب، لا علاقة الخوف. إن الخوف يربى عبيدًا، أما الحب فيربى الأبناء، وقد نبدأ علاقتنا مع الله بالمخافة ولكنها يجب أن تسمو وتتطور حتى تصل إلى درجة الحب، وعندئذ يزول الخوف.
وفى إحدى المرات قال القديس العظيم الأنبا انطونيوس لتلاميذه: (يا أولادي، أنا لا أخاف الله). فلما تعجبوا قائلين: (هذا الكلام صعب يا أبانا)، حينئذ أجابهم القديس بقوله: (ذلك لأنني أحبه، والحب يطرح الخوف إلى خارج).
والإنسان الذي يصل إلى محبة الله، لا تقوى عليه الخطية. يحاربه الشياطين من الخارج، وتتحطم كل سهامهم على صخرة محبته. وقد قال الكتاب: "المحبة لا تسقط أبدًا". وقال سليمان الحكيم في سفر النشيد: "المحبة قوية كالموت.. مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة". ولذلك قال القديس أوغسطينوس: (أحبب، وأفعل بعد ذلك ما تشاء)..
وقد بلغ من أهمية المحبة أنها سارت اسمًا لله. فقد قيل في الكتاب المقدس: "الله محبه، من يثبت في الله، والله فيه"..
إن المحبة هي قمة الفضائل جميعًا. هي أفضل من العلم، وأفضل جميع المواهب الروحية، وأفضل من الإيمان ومن الرجاء.. ولهذا قال بولس الرسول:
إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة، ولكن ليس لي محبة، فقد صرت نحاسًا يطن أو صنجًا يرن، وإن كانت لي نبوءة، وأعلم جميع الأسرار وكل علم، وإن كان لي كل الإيمان حتى أنقل الجبال، وليست لي محبة، فلست شيئًا".
" العلم ينفخ، والمحبة تبنى".
إن الدين ليس ممارسات ولا شكليات ولا فروضًا، ولكنه حب.. وعلى قدر ما في قلب الإنسان من حب لله وحب للناس وحب للخير، هكذا يكون جزاؤه في اليوم الأخير..
إن الله لا تهمه أعمال الخير التي يفعلها الناس، إنما يهمه ما يوجد في تلك الأعمال من حب للخير ومن حب لله..
فهناك أشخاص يفعلون الخير ظاهرًا وليس من قلوبهم، وهناك أشخاص يفعلون الخير مجبرين من آخرين، أو بحكم القانون، أو خوفًا من الانتقام، أو خوفًا من العار، أو خجلًا من الناس.. وهناك أشخاص يفعلون الخير من أجل مجد ينالونه من الناس في صورة مديح أو إعجاب.. كل هؤلاء لا ينالون أجرًا إلا إن كان الحب هو دافعهم إلى الخير..
لذلك ينبغي أن نخطط بكل فضيلة بالحب، ونعالج كل أمر بالحب، يكون الحب دافعنا، ويكون الحب وسيلتنا، ويكون الحب غايتنا (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ونضع أمامنا قول الكتاب: "لتصر كل أموركم في محبة".
+ تدخل الحب في كل الفضائل:
كما ينبغي أن يدخل الاتضاع في كل فضيلة لكي يحفظها من الزهو والخيلاء والمجد الباطل، كذلك ينبغي أن يدخل الحب في كل فضيلة لكي يعطيها عمقًا ومعنى وحرارة روحية.. ولنضرب لذلك بضعة أمثلة..
الصلاة مثلًا، هل هي مجرد حديث مع الله؟ إنها أكبر من ذلك، إنها اشتياق القلب لله، وهى تعبير عن الحب الداخلي..
لذلك قال داود النبي في مزاميره: "يا الله أنت إلهي، عطشت نفسي إليك التحقت نفسي وراءك.. كما يشتاق الأيل إلى جداول المياه، كذلك اشتاقت نفسي إليك يا الله.. محبوب هو اسمك يا رب، فهو طول النهار تلاوتي". "وجدت كلامك كالشهد فأكلته"..
والذهاب إلى بيت الله، أهو نوع من العبادة، أم هو أيضًا حب؟ نسأل في هذا داود النبي، فيقول في مزاميره: "مساكنك محبوبة، أيها الرب إله القوات. تشتاق وتذوب نفسي للدخول إلى ديار الرب". "فرحت بالقائلين لي: إلى بيت الرب نذهب".. "واحدة طلبت من الرب، وإياها التمس، أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي..".
ليست الصلاة فقط هي علاقة حب، ولا الذهاب إلى بيت الله فحسب، وإنما العبادة كلها.. إن العبادة ليست هي حركة الشفتين بل القلب، إنها حركة القلب نحو الله. إنها استبدال شهوة بشهوة: ترك لشهوة العالم، من أجل التعلق بشهوة الله..
كذلك خدمة الله، والسعي لخلاص أنفس الناس.. كلها أعمال حب.. الخادم هو الإنسان الذي يحب الناس، ويهتم بمصيرهم الأبدي، ويسعى إلى خلاص نفوسهم. إنه كالشمعة التي تذوب لكي تضئ للآخرين، يقول مع بولس الرسول: "وددت لو أكون أنا نفسي مرفوضًا، من أجل أخوتي وأنسبائي حسب الجسد".. "من يفتر وأنا لا ألتهب؟!".
لذلك كل إنسان يخدم الله، عليه أن يتعلم الحب أولًا، قبل أن يخدم الناس.. فالناس يحتاجون إلى قلب واسع، يحس إحساسهم، ويشعر بهم ويتألم لآلامهم، ويفرح لأفراحهم، ويحتمل ضعفاتهم، ولا يحتقر سقطاتهم، بل أيضًا يحتاجون إلى قلب يحتمل جحودهم وصدودهم وعدم اكتراثهم. وبالحب نستطيع أن نربح الناس..
والإنسان الذي يعيش بالحب، عليه أن يحب الكل. إن القلب الضيق هو الذي يحب محبته فقط، أما القلب الواسع فيحب الجميع حتى أعداءه.
ولهذا قال السيد المسيح له المجد: "أحبو أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم".. وأعطانا مثلًا وقدوة من الله نفسه الذي: "يشرق شمسه على الأشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار والظالمين".
لذلك علينا أن نحب الكل، ولا نضيق بأحد ونأخذ درسًا حتى من الطبيعة.. نتعلم من النهر الذي يعطى ماءه للكل، يشرب منه القديس، كما يشرب منه الخاطئ.. انظروا إلى الوردة كيف تعطى عبيرها لكل من يعبر بها، يتمتع برائحتها البار والفاسق، حتى الذي يقطفها، ويفركها بين يديه، تظل تمنحه عطرها حتى آخر لحظة من حياتها..
ليتنا نعيش معًا بالحب، وأقصد به الحب العملي، كما قال الكتاب: "لا نحب باللسان ولا بالكلام، بل بالعمل والحق".. لأن كثيرين قد يتحدثون عن الحب، وأعمالهم تكذبهم، هؤلاء الذين وبخهم الله بقوله: "هذا الشعب يعبدني بشفتيه، أما قلبه فمبتعد عنى بعيدًا"..
وأهم ما في الحب هو البذل، وأعظم ما في البذل هو بذل الذات.. لذلك قال السيد المسيح: "ليس حب أعظم من هذا، أن يبذل أحد نفسه عن أحبائه". فلنحب الناس جميعًا، لأن القلب الخالي من الحب، هو خال من عمل الله فيه، هو قلب لا يسكنه الله.
وإن لم نستطع أن نحب إيجابيًا فعلى الأقل لا نكره أحدًا. فالقلب الذي توجد فيه الكراهية والحقد هو مسكن للشيطان..
إن لم نستطع أن نحب الناس، فعلى الأقل لا نكرههم، وإن لم نستطع أن ننفع الناس، فعلى الأقل لا نؤذيهم..
فليعطنا الله محب البشر، الذي أحب الكل في عمق، أن نحب بعضنا بعضًا، بالمحبة التي يسكبها الله في قلوبنا، له المجد الدائم إلى الأبد. آمين.. +++
08-30-2015, 08:56 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاحد ) 30 أغسطس 2015 24 مسري 1731 عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي ( 119 : 170-176) فلتدنُ طلبَتي من حضرتكَ ياربُّ. وكقولكَ نَجِّني. ضَلَلتُ مثل الخروفِ الضالِّ. فاطلب عبدَك فاني لوصاياك لم أنسَ هللويا. إنجيل العشية من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 17 : 20 ـ 37 ) ولمَّا سألهُ الفرِّيسيُّونَ: " متَى يأتي ملكوتُ اللـهِ؟ " أجابهُم وقال: " لا يأتي ملكوتُ اللـهِ بمُراقبةٍ، ولا يقولونَ: هوذا ههنا، أو: هوذا هناك! لأن ها ملكوتُ اللـهِ داخلكم ".وقال لتلاميذهُ: " ستأتي أيَّامٌ فيها تشتهون أن تروا يوماً واحداً من أيَّام ابن الإنسان ولا ترون. ويقولون لكم: هوذا ههنا! أو: هوذا هناك! لا تذهبوا ولا تسرعوا، لأنَّهُ كما أنَّ البرق الذي يظهرُ في السَّماء، ويُبرقَ تحت السَّماء، كذلك يكونُ ابن الإنسان في يومهِ. ولكن ينبغي أوَّلاً أن يتألَّمَ كثيراً ويَرفضهُ هذا الجيل. وكما كان في أيَّام نوح كذلك يكون أيضاً في أيَّام ابن الإنسان: كانوا يأكُلون ويَشربونَ، ويُزَوِّجُونَ ويَتَزوَّجونَ، إلى اليوم الذي فيه دخلَ نوحٌ الفُلكَ، وجاء الطُّوفان وأهلكَ الجميعَ. كذلك أيضاً كما كان في أيَّام لوطٍ: كانوا يأكُلون ويَشربونَ، ويشترونَ ويبيعونَ، ويَغرسونَ ويبنونَ. ولكنَّ اليوم الذي فيه خَرجَ لوطٌ من سادومَ، أمطر ناراً وكبريتاً من السَّماء فأهلك الجميعَ. هكذا يكون في اليوم الذي فيه يظهر ابن الإنسان. في ذلك اليوم من كان على السَّطح وأمتعتُهُ في البيتِ فلا ينزل ليأخُذها، والذي في الحقل كذلك لا يرجع إلى الوراء. اذكروا امرأة لوطٍ! مَن يطلب أن يُخلِّصَ نفسهُ يُهلكها، ومن يهلكها يُحييها. أقولُ لكُم: إنَّهُ في تلك اللَّيلةِ يكُونُ اثنان على فراش واحدٍ، فيؤخذُ الواحدُ ويُتركُ الآخرُ. تكونُ اثنتان تطحنان في موضع واحدٍ، فتؤخذُ الواحدةُ وتُتركُ الأخرى ". فأجابوا وقالوا لهُ: " في أي موضع ياربُّ؟ ". فقال لهم: " حيثُ تكونُ الجُثَّةُ هناك تجتمعُ النُّسورُ ". ( والمجد للـه دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 90 :2،1 ) ياربُّ ملجأً كُنتَ لنا من جيلٍ إلى جيلٍ. مِن قبل أنْ تكونَ الجبالُ. قبل أنْ تُخلقَ الأرضُ والمسكونةُ. هليلويا. إنجيل باكر من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 20 : 1 ـ 18 ) وفي أوَّل الأُسبوع جاءت مريم المجدليَّة إلى القبر باكراً، والظَّلام باقٍ. فرأت الحجر مرفوعاً عن باب القبر. فأسرعت وجاءت إلى سمعان بطرس وإلى التِّلميذ الآخَر الذي كان يسوع يُحبُّه، وقالت لهما:" قد أخذوا سيِّدي من القبر ولستُ أعلم أين وضعوه ". فخرج بطرس والتِّلميذ الآخر وأتيا إلى القبر. وكان يسرعان كلاهما معاً. فركض التِّلميذ الآخَر وسبق بطرس وتقدم أوَّلاً إلى القبر، وتطلع داخلاً ورأى الثِّياب موضوعةً، ولـم يدخل. ثُـمَّ جاء سمعان بطرس يتبعه، ودخل القبر ونظر الأكفان موضوعة، والمنديل ـ الذي كان على رأسه ـ ليس موضوعاً مع الثِّياب، بل ملفوفاً وموضوعاً في ناحية وحده. فحينئذٍ دخل أيضاً التِّلميذ الآخر الذي جاء أوَّلاً إلى القبر، فرأى وآمن، لأنَّهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب: أنَّه ينبغي له أن يقوم من بين الأموات. فمضَى التِّلميذان أيضاً إلى موضعهِما. أمَّا مريم فكانت واقفةً عند القبر خارجاً تبكي. وفيما هيَ تبكي تطلَّعت داخل القبر، فأبصرت ملاكين جالِسين بثيابٍ بيضٍ واحداً عند رأسه والآخر عند رجليه، حيثُ كان جسد يسوع موضوعاً. فقالا لها: " يا امرأة، ما بالكِ تبكين؟ " فقالت لهما: " إنَّهم أخذوا سيديِّ ولستُ أعلم أين وضعوه ". ولمَّا التفتت إلى الوراء، فنظرت يسوع واقفاً، ولم تعلم أنَّه يسوع. فقال لها يسوع: " يا امرأة، لماذا تبكين؟ ومن تطلبين؟ " فظنَّت تلكَ أنه حارس البُستان، فقالت له: " يا سيِّدي، إن كنت أنت قد حملته فاعلِمني أين وضعته، وأنا آخذه ". قال لها يسوع: " يا مريم! ". فالتفتت تلك وقالت له بالعبرانية: " رَبُّوني " الذي تفسيره يا مُعلِّم. قال لها يسوع: " لا تلمسيني لأنِّي لم أَصعَد بعـدُ إلى أبي. ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إنِّي صاعدٌ إلى أبي الذي هو أبوكم، وإلهي الذي هو إلهكم ". فجاءت مريم المجدليَّة، وأخبرت التَّلاميذ أنَّها رأت الربَّ، وأنَّه قال لها هـذا. ( والمجد لـله دائماً )
القــداس البولس من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي ( 2 : 13 ـ 3 : 1 ـ 13 ) ولهذا نحنُ أيضاً نشكرُ اللـه بلا انقطاع، لأنَّكُم إذ تسلَّمتُم منَّا كلمةَ سماع اللـه، قبلتُموها لا ككَلمةِ أُناس، بل كما هي بالحقيقةِ ككَلمةِ اللـه، التي تعملُ أيضاً فيكُم أنتُم المؤمنين. لأنَّكُم أيُّها الإخوة صرتُم مُتمثِّلينَ بكنائس اللـهِ التي هي في اليهوديَّةِ في المسيح يسوع، لأنَّكم أنتُم أيضاً تحمَّلتُم من أهل عشيرتكُم هذه الآلام عينها، كما نحنُ أيضاً من اليَهود، الذين قَتَلُوا الربَّ يسوعَ والأنبياء، واضطهدونا نحنُ أيضاً. وهُم غيرُ مُرضينَ للـهِ وأَضدَادٌ لجميع النَّاس. يَمنَعوننا عن أن نتكلَّمَ مع الأممَ لكي يَخلُصوا، حتَّى يُتمَّموا خطايَاهُم كُلَّ حين. وقد حلّ عليهم الغضبُ إلى النِّهايةِ. وأمَّا نحنُ أيُّها الإخوةُ، فإذ عدمناكُم زمانَ ساعةٍ، بالوجهِ لا بالقلبِ، اجتهدنا أكثرَ، باشتِهاءٍ كثير، أن نَرى وجوهكُم. لذلكَ أردنا أن نأتي إليكُم أنا بولس مرَّةً ومرَّتين. وإنَّما عاقني الشَّيطانُ. لأن مَن هو رجاؤنا وفرحُنا وإكليلُ افتخارنا؟ ألستم أنتُم أمام ربِّنا يسوعَ المسيح في ظهورهِ. لأنَّكُم أنتُم مجدنُا وفرحُنا. لذلك إذ لم نحتمل أيضاً استحسنَّا أن نبقى في أثينا وحدنا. فأرسلنا إليكم تيموثاوس أخانا، وخادم اللـهِ، وإنجيل المسيح، حتى يُثبِّتكُم ويَطلُب عن إيمانكُم، كي لا يَتزعزَعَ أحدٌ في هذهِ الضِّيقاتِ. فإنَّكُم أنتُم تعلمونَ أنَّنا موضوعونَ لهذا الأمر. لأنَّنا لمَّا كُنَّا عندكُم، سبَقنا فقُلنا لكُم: إنَّنا سنتضايقَ، كما حصل أيضاً، وأنتُم تعلمونَ. مِن أجل هذا إذ لم أحتمل أيضاً، أرسلتُ لكي أعرف إيمانكُم، لعلَّ المُجرِّبَ يكونُ قد جرَّبكُم، فيصيرَ تَعبُنا باطلاً. وأمَّا الآنَ فإذ رجعَ إلينا تيمـوثاوس من عندكُم، وبشَّرنا بإيمانكم ومحبَّتكُم وبأنَّ عندكُم لنا ذكراً حسناً وبأنَّكُم تُحبونَ أن ترونا كل حين، كما نحنُ أيضاً أن نراكم، فمِن أجل هذا تَعَزَّينا أيُّها الإخوةُ من جهتكُم في كل ضرورتنا وضيقتنا، بواسطة إيمانكم. لأنَّنا الآن نعيشُ إن ثبتُّم أنتُم في الربِّ. لأنَّهُ أيَّ شُكر نَستطيعُ أن نُعوِّضه إلى اللـهِ عن كُلِّ الفرَح الذي نَفرحُ بهِ من أجلكُم قُدَّام إلهنا؟ طالبينَ ليلاً ونهاراً أوفر طَلبٍ، أن نرَى وجُوهكُم، ونُكمِّل الناقص من إيمانكُم. واللـهُ نَفسهُ أبونا وربُّنا يسوعُ المسيحُ يَهدي طريقنا إليكُم. والربُّ يُنميكم أنتُم ويَزيدكُم في المحبَّةِ بعضَكُم لبعض وللجميع، كما نحنُ أيضاً لكُم، لكي يُثبِّت قُلوبكُم بلا لوم في الطهارةِ، أمام اللـه وأبينا عند ظهور يسوعَ المسيح مع جميع قدِّيسيهِ. آمين. ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة يعقوب الرسول ( 4 : 7 ـ 5 : 1 ـ 5 ) فاخضعوا للـه قاوموا إبليسَ فيَهرُبَ مِنكُم. اقتربوا إلى اللـهِ فيَقتربَ إليكُم. نقُّوا أيديكُم أيُّها الخُطاةُ، وطهِّروا قُلوبكُم يا ذوي الرَّأيَين. اشقوا ونوحوا وابكوا. ليتَحوَّل ضحككُم إلى نوح، وفرحُكم إلى غَمٍّ. اتَّضعُوا قُدَّامَ الربِّ فيرفعكم.لا يذُمَّ بعضُكُم بعضاً أيُّها الإخوةُ لئلاَّ تدانوا. لأن الذي يَذُمُّ أخَاهُ أو يدين أخاه يَذُمُّ النَّاموسَ ويُدينُ النَّاموسَ. وإن كُنتُ تَدينُ النَّاموسَ، فَلستَ عَامِلاً بالنَّاموس بل ديَّاناً لهُ. واحدٌ هو واضعُ النَّاموس والدَّيان، القادرُ أن يُخلِّص ويُهلِكَ. فمَن أنتَ يا مَن تَدينُ غيركَ؟هلُمَّ الآنَ أيُّها القائلون: " نَذهبُ اليَوم أو غداً إلى هذهِ المدينةِ، وهناكَ نصرفُ سـنةً واحدةً ونَتَّجِرُ ونَربحُ ". أنتُم الذينَ لا تَعرفُون أمرَ الغـدِ؟ لأنَّها ما هيَ حياتُكُم؟ إنَّها بُخارٌ يَظهرُ قليلاً ثُمَّ يَضمحِلُّ. عِوَضَ أن تقولوا: " إنْ شاءَ الربُّ وعِشنا نفعلُ هذا أو ذاكَ ". وأمَّا فإنَّكُم تَفتخرونَ في تَعظُّمكُم. كلُّ افتخار مثلُ هذا رديءٌ. فمَن يعرفُ أن يعملَ حسناً ولا يعملُ فذلكَ خطيَّةٌ لهُ.هلُمَّ الآن أيُّها الأغنياءُ، ابكوا مولولينَ على شقاوتِكُم القادمة عليكم. غناكُم قد فسدَ. وثيابُكُم قد أكلها العُثُّ. ذهبُكُم وفضَّتكُم قد صدئا، وصدأهما يكون شهادةً عليكُم، ويَأكُلُ لحُومَكُم كنار! قد كنزتُم في الأيَّام الأخيرة. هوذا أُجرةُ الفَعلةِ الذينَ حصدوا كوركُم، المظلومة مِنكُم تَصرُخُ، وأصواتُ الحصَّادينَ قد دخلت إلى مَسامع ربِّ الصباؤوت. قد تنعَّمتُم على الأرض، وتلذذتُم وربَّيتُم قُلوبكُم، ليوم الذَّبح. ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 11 : 19 ـ 30 ) أمَّا الذين تشتَّتوا من الضِّيق الذي حصلَ بسببِ اسطفانوس فأتوا إلى فنيقيةَ وقُبرسَ وأنطاكيةَ، وهُم لا يُكلِّمونَ أحداً بالكلمةِ إلاَّ اليهودَ فقط. وكانَ منهُم قومٌ، قُبرسيُّونَ وقَيروانيون، هؤلاء الذين لمَّا دخلوا أنطاكيةَ كانوا يَتكلمونَ مع اليونانيِّينَ مُبشِّرينَ بالربِّ يسوع. وكانت يدُ الربِّ مَعهُم، فآمَن جمعٌ كثيرٌ ورجعوا إلى الربِّ.فبلغَ القولُ عنهم إلى آذان الكنيسةِ التي في أُورشليمَ، فأرسلوا برنابا إلى أنطاكيةَ. وهذا لمَّا أتى ورأى نعمةَ اللـهِ فرحَ، وكان يُعزي الجميعَ أن يثبُتوا في الربِّ. برضاء القلبِ لأنَّهُ كانَ رجُلاً صالحاً ومُمتلئاً من الرُّوح القدس والإيمان. فانضمَّ إلى الربِّ جمعٌ عظيمٌ.ثُمَّ خرجَ إلى طرسُوسَ ليطلُبَ شاول ولمَّا وجدهُ أصعدهُ إلى أنطاكيةَ. فحدثَ أنَّهُما اجتمعا في الكنيسةِ سنةً كاملةً وعلَّما جمعاً كبيراً. وسُمِيَ التَّلاميذُ الذين في أنطاكيةَ أوَّلاً " مسيحيين ".وفي تلك الأيَّام انحدر أنبياءُ من أورشليمَ إلى أنطاكيةَ. وقامَ واحدٌ منهُم اسمهُ أغابوسُ، وأشار بالرُّوح القدس أنَّ جُوعاً عظيماً سيَصيرُ على كلِّ المسكونةِ، الذي صار أيضاً في أيَّام كُلوديوس. فحتَمَ التَّلاميذُ حسبَما تَيسَّر لكلٍّ منهُم أن يُرسِلَ كلُّ واحدٍ منهُم شيئاً، خدمةً إلى الإخوة السَّاكنينَ في اليهوديَّة. ففعلوا ذلكَ مُرسِلينَ إلى المشايخ بيد برنابا وشاول. ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. ) السنكسار اليوم الرابع والعشرون من شهر مسرى المبارك 1. نياحة القديس تكلاهيمانوت الحبشي 2. نياحة القديس توما أسقف مرعش ( سوريا ) 1 ـ في مثل هذا اليوم تنيح القديس المغبوط، والناسك العظيم تكلاهيمانوت الحبشي. وقد وُلِدَ في قرية قرب أورشليم، كانت نصيباً لصادوق وأبياثار الكاهنين في عهد الملك سليمان بن داود. فصادوق هذا ولد عزاريا، وعزاريا ولد صادوق على اسم والده، وصادوق هذا ولد لاوي. وهكذا إلى أن ولد والد هذا القديس، وكان اسمه سجاز آب ( أي نعمة الآب )، ثم تزوج بامرأة اسمها سارة. وكانا كلاهما بارين خائفين اللـه وغنيين جداً. وكانا يعملان تذكاراً لرئيس الملائكة الجليل ميخائيل في اليوم الثاني عشر من كل شهر. ويقدمان صدقة للفقراء والمساكين، أما سارة والدة هذا القديس، فكانت حسنة المنظر جميلة الطبع، متحلية بفضائل كثيرة. لذلك دعوها اكزيهاريه ( أي مختارة اللـه ). غير أنها كانت مُرة النفس مُتوجعة القلب هي وزوجها لإنهما لم يرزقا نسلاً، فكانت تمضي كل يوم إلى الكنيسة، وتتوسل إلى اللـه أن يرزقهما ولداً يقر عينيها وكان زوجها أيضاً يذهب إلى الكنيسة وقت رفع البخور، ويعلم الشعب أصول الإيمان. وفي كل مرة كان يأخذ معه من ماله الخاص تقدمة لبيت اللـه. ثم اتفق الإثنان على توزيع أموالهما على الفقراء والمعوزين والأديرة والكنائـس. وفي ذلك الحين مـات المـلك، وجلس مـلك آخـر عابـد للأوثـان. فهدم الكنائس وبنى هياكل الأوثان وظلم وسلب وسبى النساء، وضمنهن اكزيهاريه أم القديس، ولكنها عادت إلى زوجها بسلام، فمجد اللـه وسبح اسمه القدوس. وبعد ذلك ظهر لهما ملاك الرب في رؤيا الليل، وبشرهما بميلاد هذا القديس. فلما ولد وبلغ من العمر سنة ونصفاً، حدث جوع في أثيوبيا، وكان اليوم الثاني عشر من شهر برمهات تذكار الجليل رئيس الطغمات السمائية قد اقترب، فصارت أم الطفل تبكي حزينة على خلو يدها وعدم إمكانها القيام بعمل التذكار. فمسح الطفل دموعها بيديه الصغيرتين، ولعدم إمكانه النطق أشار إليها بيده أن تدخله إلى حيث كان هناك طبق فيه قليل من الدقيق. فأدخلته ووضع يده في ذلك الدقيق القليل، فصار كثيراً حتى بدأ يتدفق إلى الأرض فأحضرت قففاً وكان كلما فرغت الطبق عاد إلى الإمتلاء. وهكذا إلى أن أمتلأت اثنتا عشرة قفة. فعلمت أمه أن الرب معه، وقدمت إليه قدور السمن والزيت الفارغة، فوضع يده عليها فإمتلأت أيضاً بقوة اللـه. ولما حضر أبوه من الكنيسة، وعلم بالأمر مجد اللـه كثيراً. ثم عمل التذكار وأطعم الفقراء وكل الجيران. وقد شرفه اللـه بعمل آيات كثيرة في حياته وبعد مماته. ولما أكمل سعيه الصالح تنيح بسلام. صلاته تكون معنا. آمين. 2ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً تنيح الأب المجاهد القديس توما أسقف مرعش. كان عابداً ناسكاً مداوماً على الصلاة والصوم، كثير الرحمة لذلك رسموه أسقفاً على مدينة مرعش فرعى شعب المسيح أحسن رعاية. ولما ملك دقلديانوس الوثني وأحضر أحد نوابه إلى مدينة مرعش لتعذيب المسيحيين، بدأ بهذا القديس فإستحضره، وعرض عليه عبادة الأوثان. فلم يطعه، بل وبخه على عبادته. فعذبه عذابات أليمة بالضرب وتقطيع الأعضاء، وبعد ذلك طرحه في سجـن مهجـور. وكان من حين لآخـر يأمر بقطع أحد أعضائه. فقطعوا أولاً أذنيه وأنفه وشفتيه ورجليه كما قلعوا أسنانه. ثم تركوه في سجنه مدة اثنتين وعشرين سنة. وكانت امرأة مؤمنة تأتيه ليلاً وترمي له من طاقة صغيرة ما يقتات به. وظل هكذا إلى أن ملك قسطنطين البار وأظهر مجد الدين المسيحي، وأمر بإطلاق المؤمنين من السجون. فأعلمت المرأة بعض الكهنة بمكان هذا القديس. فحضروا إليه وحملوه إلى الكنيسة بالتراتيل والتسابيح وتقدم الشعب وتبارك منه وقبلوا محل الأعضاء المقطوعة. ولما جمع الملك قسطنطين مجمع نيقية كان هذا الأب أحد المجتمعين فيه. فدخل الملك وسجد أمام الآباء وقبل أيديهم، ولما عرف بأمر هذا الأب تبارك منه. ولما إنتهى المجمع من أعماله ورجع الأساقفة إلى كراسيهم، عاد الأب إلى كرسيه وجمع كهنته وشعبه وقرأ عليهم قانون الإيمان الذي وضعه المجمع وشرح لهم ما صعب عليهم فهمه، وعاش بعد ذلك قليلاً ثم تنيح بسلام وكانت مدة رئاسته نحو أربعين سنة.صلاته تكون معنا.ولربنا المجد دائماً. آمين.
مزمور القداس من مزامير أبينا داود النبي ( 89 : 11 ، 12 ) لكَ هيَ السموات، ولك هيَ الأرضُ أيضاً. أنتَ أسَّستَ المسكونةَ وكمالهَا. أنتَ خلقتَ الشمالَ والبحرَ. فلتعتزّ يدُكَ ولترتفع يمينُكَ. هللويا. إنجيل القداس من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 13: 3 ـ 37 ) وفيما هو جَالسٌ على جبل الزَّيتُون، أمام الهيكل، سألهُ بُطرسُ ويَعقوبُ ويُوحنَّا وأندراوسُ على انفرادٍ: " قُل لنا متى يكُونُ هذا؟ وما هيَ العلامة عندما يتمُ جميعُ هذا؟ ". فابتدأ يسوعُ يقول لهُم: " انظروا! لا يُضلُّكُم أحدٌ. فإنَّ كثيرينَ سـيأتونَ باسـمي قائلينَ: أنا هو المسـيحُ! ويُضلُّونَ كثيرينَ. فإذا سمعُتم بحُروبٍ وأخبار حروبٍ. فلا تَضطربوا، لأنَّها لابُدَّ أن تكونَ، ولكن ليسَ المُنتهى بعدُ. لأنَّه تقوم أُمَّةٌ على أُمَّةٍ، ومملكةٌ على مملكةٍ، وتكُونُ زلازلُ في أماكن، وتكون مجاعاتٌ وهذهِ مُبتدأُ الأوجاع. فانظروا إلى نفوسكُم. لأنَّهم سيُسلِّمُونكُم إلى مجالسَ، وسيضربونَكُم في المحافل، وتُوقفونَ أمام ولاةٍ وملوكٍ، من أجلي، شهادةً لهم. ولجميع الأمم وينبغي أولاً أن يُكرز بالإنجيل. فإذا قدَّموكُم ليُسلِّموكُم، فلا تهتموا مِن قبلُ بما تتكلَّمونَ بهِ، لأنَّكم تُعطونَ في تلكَ السَّاعة ما تَتَكلَّمونَ بهِ لأنَّ لستُم أنتُم المُتكلِّمينَ بل الرُّوح القدس وسَيُسلم الأخُ أخاهُ إلى الموتِ والأبُ يُسلم ابنهُ وتقومُ الأولادُ على آبائهم ويَقتُلونهُم وتكونون مُبغَضينَ من الجميع لأجْلِ اسمي. والَّذي يَصبرُ إلى المُنتهَى فهَذا يَخلُصُ. فمتى نظرتُم " رجسة الخَرَابِ " التي قالَ عنها دانيآلُ النَّبيُّ قائمةً حيث لا ينبغي ـ ليفهم القارئ ـ فحينئذٍ ليَهـرُب الذين في اليَهوديَّة إلى الجبال، والذي على السَّـطح فلا ينزل ولا يدخل ليأخُذَ شيئاً من بيته، والذي في الحقل فلا يرجع ليأخذ ثيابهُ. وويلٌ للحبالى والمُرضِعَاتِ في تلك الأيَّام! وصلُّوا لكي لا يكون هربُكُم في الشتاء، لأنَّ تلك الأيَّام ستكونُ ضيقاً لم يكُن مثلُهُ مُنذُ ابتداء الخليقة التي خلقها اللـه إلى الآن ولن يكونَ بعد. ولو لم يجعل الرب تلك الأيَّام قصيرة لم يخلُص كل ذي جسدٌ. ولكن لأجل المُختارينَ الذين إختارهم قصَّر الأيَّامُ. فإذا قال لكم أحدٌ: هوذا المسيح هنا! أو: هوذا هناك! فلا تُصدِّقوا. لأنـَّهُ سيقومُ مُسحاءُ كذبةٌ وأنبياءُ كذبةٌ ويُعطُونَ آياتٍ وعجائبَ، لكي يُضلُّوا لو أمكن المُختارينَ أيضاً. فانظروا أنتم ها أنا قد سَبقتُ وقلتُ لكُم. كل شيءٍ. بل في تلك الأيام بعد ذلك الضيق الشَّمسُ تُظلمُ، والقمرُ لا يُعطي ضوءهُ، والنُّجومُ تتساقطُ من السَّماء، وقوَّاتُ السَّمواتِ تتزعزعُ. وحينئذٍ يُبصــرونَ ابن الإنسـان آتياً في سَحـابٍ بقـوَّةٍ عظيمة ومجـدٍ. فيُرسِلُ حينئـذٍ مَلائكتهُ ويَجمعَ مُختاريهِ من الأربع الرِّياح، من أقصاء الأرض إلى أقصاء السَّماء. فمِنْ شجرة التِّين اعرفوا المَثلِ: متَى صارَت أغصانُها ليِّنة وأخرَجَت أوراقاً، تَعلمونَ أنَّ الصَّيفَ قريبٌ. هكذا أنتُم أيضاً، إذا رأيتُم هذه الأشياء صائرة فاعلَموا أنَّهُ قريبٌ على الأبوابِ. الحقَّ أقولُ لكُم لا يَمضي هذا الجيلُ حتَّى يكُونَ هذا كُلُّه. السَّماء والأرضُ تزولان. ولكنَّ كلامي لا يَزولُ.وأمَّا ذلكَ اليومُ وتلكَ السَّاعةُ فلا أحدٌ يعرفهُما، ولا الملائكةُ الذينَ في السَّماء، ولا الابنُ، إلاَّ الآبُ. انظروا! واِسهروا وصلُّوا، لأنَّكم لا تعرفون متى يكون الوقت. كأنَّما إنسانٌ مُسافر ترك بيتهُ، وأعطى عبيدهُ السُّلطان، ولكلِّ واحدٍ عملهُ، وأوصى البوَّاب أن يسهر. اِسهروا إذاً لأنَّكم لا تعرفون متى يأتي ربُّ البيتِ، أمساءً، أم نصف اللَّيل، أم صياح الدِّيك، أم صباحاً. لئلاَّ يأتي بغتةً فيجدكم نياماً! وما أقوله لكم أقوله للجميع: اسهَرُوا ". ( والمجد للـه دائماً ) +++
08-31-2015, 08:39 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاثنين ) 31 أغسطس 2015 25 مسري 1731 عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي ( 32 : 11 - 33 : 1 ) افرحوا أيُّها الصدِّيقون بالربِّ وتهلَّلوا. للمُستقيمين ينبغي التَّسبِيحُ. مِن أجْـلِ هذا تَبتَهِلُ إليكَ كلُّ الأبرارٍ فى آوانٍ مُستقيم. هللويا. إنجيل العشية من إنجيل معلمنا متى البشير ( 25 : 14 ـ 23 ) وكأنَّما إنسانٌ مُسافـرٌ دَعا عبيدَهُ وسلَّمهُم أموالَهُ، فأعطَى واحداً خَمسَ وزناتٍ، وآخَرَ وَزنتينِ، وآخَرَ وَزنةً. كُلَّ واحدٍ على قدرِ طاقتِهِ وسافرَ. فمضَى الَّذي أخذَ الخمسَ وزناتٍ وتاجَرَ بِها، فرَبِحَ خمسَ أُخَرَ. وهكذا أيضاً الَّذي أخذَ الاثنتينِ، رَبِحَ اثنتينِ أُخريَينِ. وأمَّا الَّذي أخذَ الواحدةَ فمضَى وحفـرَ في الأرضِ وأخفى فضَّةَ سـيِّدهِ. وبعدَ زمانٍ طويلٍ جاءَ سـيِّدُ أُولئكَ العبيدِ وحاسبهُمْ. فجاءَ الَّذي أخذَ الخمسَ وزناتٍ وقدَّمَ خمسَ وزناتٍ أُخَرَ قائلاً: يا سيِّدُ، خمسَ وزناتٍ أعطيتَني. هُوَذا خمسُ وزناتٍ أُخَرُ ربِحْتُهَا. فقال لهُ سيِّدهُ: حسناً أيُّها العبدُ الصّـَالحُ والأميـنُ. كُنـتَ أميـناً عـلى القليلِ فأُقِيمُكَ على الكثيرِ. اُدخُلْ إلى فرحِ سيِّدكَ. ثُمَّ جاءَ الَّذي أخذَ الوزنتينِ وقال: يا سيِّدُ، وزنتينِ سلَّمتَني. هُوَذا وزنتانِ أُخريانِ ربِحتُهُما. قال له سيِّدُهُ: نِعِمَّا أيُّها العبدُ الصَّالحُ والأمينُ. كُنتَ أميناً على القليلِ فأُقيمُكَ على الكثيرِ. اُدخُلْ إلى فرحِ سيِّدكَ. ( والمجد للـه دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 33 : 1 ، 12 ) ابْتَهِجُوا أيُّها الصِّدِّيقونَ بالربِّ. للمُستَقِيمِينَ يَنبغي التَّسبِيحُ. طُوبَى للأُمَّةِ التى الربُّ إلهُهَا. والشَّعبِ الَّذي اختارَهُ مِيراثاً لهُ. هللويا. إنجيل باكر من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 19 : 11 ـ 19 ) وإذ كانوا يَسمَعونَ هذا عادَ فقالَ مَثَلاً، لأنَّهُ كانَ قريباً مِن أُورُشَليمَ، وكانوا يَظُنُّونَ أنَّ ملكوتَ اللهِ عتيدٌ أنْ يَظهَرَ في الحالِ.فقالَ: " كان إنسانٌ شريفُ الجنسِ ذهبَ إلى كورةٍ بعيدةٍ ليأخُذَ مُلكاً لنفسهِ ويَرجعَ. فدَعا عشرةَ عبيدٍ لهُ وأعطاهُمْ عشرةَ أَمْنَاءٍ، قائلاً لهُم : تاجِروا في هذه حتَّى آتِيَ. وأمَّا أهلُ مدينتهِ فكانوا يُبغِضونَهُ، فأرسَلُوا وراءَهُ سَفارَةً قائلينَ: لا نُريدُ أنَّ هذا يَملِكُ علينا. ولمَّا رجعَ بعدَمَا أَخَذَ المُلْكَ، قالَ أنْ يُـدعَـى إليهِ العبـيـدُ الَّذيـنَ أعـطـاهُمُ الفضَّـةَ، لِيعلَمَ بِمَا تَاجَرَ كُلُّ واحدٍ. فجاءَ الأوَّلُ قائلاً: يا سيِّدي، مَنَاكَ رَبِحَ عشرةَ أَمْنَاءٍ. فقال لهُ: نِعِمَّاً أيُّها العبدُ الصَّالحُ، لأنكَ كُنتَ أميناً فى القليلِ، فليكُنْ لكَ سُلطانٌ على عشرِ مُدنٍ. ثُمَّ جاءَ الثاني قائلاً: يا سيِّدي، إنَّ مَنَاكَ قد رَبِحَ خمسةَ أَمْنَاءٍ. فقالَ لهذا أيضاً: وكُنْ أنتَ على خمسِ مُدنٍ. ( والمجد للـه دائماً )
القــداس البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي ( 3 : 20 ، 4 : 1 ـ 9 ) وأمَّا نَحنُ فَسيرتَنَا ( فَوَطِنيـَّـتُنا ) في السَّمَواتِ، الَّتى مِنها نَنتَظِرُ مُخلِّصنا ربنا يَسوعَ المَسيح، هذا الَّذي سيُغَيِّرُ جسد تواضُعِنا ليَكُونَ مُشاركاً لصُورةِ جسدِ مَجدِهِ، بِحَسبِ عَملِ استِطاعَتهِ أنْ يُخضِعَ لِنَفسِهِ كُلَّ شَيءٍ.إذاً يَا إخوَتي الأحِبَّاءَ والمَحبُوبينَ، يَا فَرحِي وإكليلِي، اثبُتُوا هكَذا في الربِّ أيُّها الأحبَّاءُ.أَطلُبُ إلى أفُوديَةَ وأَطلُبُ إلى سِنْتيخِي أنْ تَفتكِرَا فى هذا بعينه فى الربِّ. نَعمْ أسْألُكَ أنتَ أيضاً، أيُّها المُختار شَريكِى ( سنزيكا ) ساعِدهما، هَاتان اللَّتان جاهَدتَا مَعِي في الإنْجيلِ، مَعَ أَكْلِيمَندُسَ أيضاً وباقي العامِلينَ مَعي، الَّذينَ أسماؤُهُمْ مَكتُوبة في سفـرِ الحَياةِ.اِفـرَحُوا في الربِّ كُلَّ حِينٍ وأقُولُ أيضاً افـرَحُوا. وليَظهَر حِلمُكُمْ لِجَميـع النَّاسِ. الربُّ قَريبٌ. لا تَهتمُّوا بشيءٍ، بَـل في كُلِّ شيءٍ بالصَّلوةِ والدُّعاءِ مَعَ الشُّكرِ، لتُعلمْ طِلباتُكُم لدَى اللهِ. وسلامُ اللهِ الَّذي يَفوقُ كُلَّ عَقلٍ، يَحفَظُ قُلوبَكُم وأفكارَكُم فى المَسيح يَسوعَ.وأخيراً يا إخوَتي كُلُّ ما هُو حَقٌّ، كُلُّ ما هُو جَليلٌ، كُلُّ ما هُو عادِلٌ، كُلُّ ما هُو طاهِرٌ، كُلُّ شيءٍ بمحبةٍ، كُلُّ شيءٍ بِحسنِ صيتٍ، ما فيهِ فَضيلَةٌ أو ما فيهِ كَرامَةٌ، فَفِى هذهِ افْتَكِروا. هَذِهِ هِى الَّتى تَعَلَّمتُمُوها، وتَسَلَّمتُمُوها، وسَمِعتُمُوها، ونَظَرتُمُوها فيَّ، فهَذه افعلوها، وإلهُ السَّلام يكُونُ مَعَكُمْ. ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة يعقوب الرسول ( 5 : 9 ـ 20 ) لا يَئِنَّ بعضُكُم على بعضٍ يا إخوتي لِئَلاَّ تُدانوا. هوَذا الدَّيانُ واقفٌ على الأبوابِ. خُذوا لكُم يا إخوتي مثالَ احتمال المشقَّاتِ وطول أناةٍ: الأنبياءَ الَّذينَ تكلَّموا بِاسم الربِّ. ها نحنُ نُغبِط الَّذينَ صبروا. لأنكُم سَمِعتُم بصبرِ أيُّوبَ وعاقِبةَ الربِّ قـد رأيتُموها. لأنَّ الربَّ هو عظيمُ الرَّأفةِ جداً وهو طويلُ الآناةِ.وقبل كلَّ شيءٍ يا إخوتي، لا تحلِفوا، لا بالسَّماءِ، ولا بالأرضِ، ولا بقَسَم آخر. وليَكُن كلامكُم نعم نعم، ولا لا، لئلاَّ تكونوا تحت الحُكم.وإن كان واحدٌ منكم قد نالهُ تعب فليُصلِّ. والفرح القلب فليُرتِّل. وإن كان واحدٌ منكم مريضاً فليدعُ قسوس الكنيسة وليُصلُّوا عليه ويدهنوه بزيتٍ على اسم الربِّ، وصلوة الإيمان تُخلِّص المريضَ، والربُّ يقيمُه، وإن كان قد عمل خطايا تُغفرُ له. واعترفوا بخطاياكم بعضُكُم لبعضٍ، وصلُّوا على بعضكم بعضٍ، لكيما تشفوا. وصلوة البارِّ فيها قوة عظيمة فعالة. كان إيليَّا إنساناً تحت الآلام مِثلَنا، وصلَّى صلوة كى لا تُمطِر السَّماء، فلمْ تُمطِر على الأرض ثلاثَ سنينَ وسِتَّةَ أَشهُر. وصلَّى أيضاً، فأعطت السَّماء المَطر، والأرض أنبتت ثَمَرَها.يا إخوتي، إذا ضلَّ واحدٌ منكم عن سبيل الحقِّ وردَّهُ واحدٌ، فليعلَم أن من يَردُّ الخاطئ عن طريق ضلالته، فإنه يُخلِّص نفسهُ من الموتِ، ويَستُر عن خطايا كثيرة. ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنَّهُ يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 11 : 19 ـ 26 ) أما الذين تشتَّتُوا من الضِّيق الذي حصل بسبب استفانوس فأتوا إلى فينيقية وقبرس وأنطاكية، وهم لا يُكلِّمون أحداً بالكلمة إلا اليهود فقط. وكان منهم قومٌ، قُبرسيُّون وقيروانيُّون، هؤلاء الذين لمَّا دخلوا أنطاكية كانوا يتكلَّمون مع اليونانيِّين مُبشِّرين بالربِّ يسوع. وكانت يد الربِّ معهم، فآمن جمعٌ كثيرٌ ورجعوا إلى الربِّ.فبلغ القول عنهم إلى آذان الكنيسة التي في أُورُشليم، فأرسلوا برنابا إلى أنطاكية. هذا لما أتى ورأى نعمة الله فرِح، وكان يُعزي الجميع أن يثبُتوا في الربِّ برضاء القلب لأنه كان رجلاً صالحاً ومُمتلئاً من الرُّوح القدس والإيمان. فانضَّم إلى الربِّ جمعٌ عظيمٌ.ثمَّ خرج إلى طَرسُوسَ ليَطلُب شَاوُل. ولمَّا وجده أَصعده إلى أنطاكية. فحدث أنَّهما اجتمعا في الكنيسة سنةً كاملةً وعلَّمَا جمعاً كبيراً. وسُميَّ التَّلاميذ الذين في أنطاكية أولاً مَسيحيِّين. ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بِيِعة اللـه المُقدَّسة. آمين. ) السنكسار اليوم الخامس والعشرون من شهر مسرى المبارك 1. نياحة القديس بيصاريون الكبير 2. نياحة البابا مكاريوس الثالث البطريرك الـ ( 114 ) 1ـ في مثل هذا اليوم تنيح الأب العابد العظيم القديس بيصاريون. ولد بمصر من أبوين مسيحيين. ولما كبر اشتاق إلى السيرة الرهبانية فقصد إلى الأنبا أنطونيوس ومكث تحت تدبيره زماناً، ثم جاء إلى القديس مقاريوس، ولبث مدة تحت ارشاده. وبعد ذلك هام في البرية لا يأوي تحت سقف، متجرداً من كل مقتنيات العالم حتى أنه لم يكن يلبس إلاَّ ثوباً واحداً خشناً، وكان يحمل معه الإنجيل ويطوف على قلالي الرهبان باكياً. فإذا سألوه عن سبب بكائه، يجيبهم: " لقد سلب مني غناي وهربت من الموت وسقطت من شرف الحسب إلى مذلته ". يعني بذلك عن الخسارة العظيمة التي لحقت الجنس البشري، بسقوط الأب الأول آدم في مخالفة الوصية الأولى. قكان الذي لا يفطن إلى قوله يرثى له قائلاً: " اللـه يرد إليك ما سُلِب منك ". وقد ذكر عنه الآباء آيات كثيرة. منها أنه كان سائراً مع تلميذيه يوحنا ودولاس على شاطئ البحر المالح، ولما عطشا أخذ هذا القديس قليلاً من مائه، وصلى عليه فصار عذباً وشربوا منه جميعاً. ومرة أتوا بمجنون إلى برية الإسقيط ليصلي عليه الشيوخ، ولعلم الشيوخ بأن القديس بيصاريون، لا يحب المجد من الناس، لم يشاءوا أن يسألوه من أجل المجنون، بل وضعوه داخل الكنيسة في المكان الذي كان يقف فيه القديس عادة، فلما دخل وجده نائماً فأيقظه فقام معافى صحيح العقل. وقد أجرى اللـه على يديه آيات كثيرة ثم تنيح بسلام. صلاته تكون معنا. آمين. 2 ـ وفي مثل هذا اليوم من سنة 1661ش (31 أغسطس سنة 1945م ) تنيح البابا القديس مكاريوس الثالث البطريرك الرابع عشر بعد المائة.وُلِدَ في مدينة المحلة الكبرى في 18 فبراير سنة 1872 م من أسرة عريقة، مشهورة بأسرة القسيس، امتازت بالفضيلة والتدين، فنشأ منذ نعومة أظافره في وسط متدين تقي، تلقى علومه الإبتدائية والثانوية بالمحلة الكبرى وطنطا. وكان منذ صباه زاهداً مولعاً بالوحدة، مهتماً بحفظ الألحان الكنسية. ولما بلغ السادسة عشرة هجر العالم وقصد دير القديس أنبا بيشوي بوادي النطرون في سنة 1888م ليحقق رغبته في العبادة والزهد. وكان اسمه الراهب عبد المسيح. فتفرغ للعبادة ودرس الكتاب المقدس والكتب الكنسية والطقوس القبطية. وسرعان ما ظهرت فضائله وتقواه، وذاعت سمعته الطاهرة بين الرهبان وقد امتاز بنسخ الكتب وحسن الخط القبطي والعربي. كما أتقن فنون الزخرفة القبطية الدينية. وبعد أن سيم قساً قضى في الحياة النسكية الطاهرة نحو ست سنوات، ثم توجه إلى دير البراموس سنة 1895م. حيث سامه البابا كيرلس الخامس قمصاً وكاتماً لأسراره. كما كلَّفه بالتدريس في مدرسة الرهبان، وأسند إليه تدريس اللغتين القبطية والفرنسية، وكان في نيته أن يرسمه مطراناً لكرسي مصر، ولكنه بعد مضي 25 شهراً على وصول القمص عبد المسيح إلى القاهرة، انتقل إلى رحمة اللـه الأنبا ميخائيل أسقف أسيوط. فحضر إلى القاهرة وفد من أسيوط، ووقع إختيارهم على هذا القمص الجليل، وزكُّوه مطراناً لأسيوط، فلم يقبل البابا في بادئ الأمر طلبهم لأنه كان يحتفظ به ليقيمه مطراناً للقاهرة ومساعداً لغبطته في إدارة شئون الكرازة المرقسية.ولما ألح الوفد في الطلب واشتدوا في الرجاء قبل البابا إختيارهم له ورسمه مطـراناً لأسـيوط في 11 يوليو 1897م ( 5 أبيب 1613ش ) وكان وقتئـذٍ في الرابعة والعشرين، وسماه مكاريوس. فذهب إلى مقر كرسيه وهو شاب يافع لا سلاح له إلاَّ تقواه وزهده وعلمه فشمر عن ساعد جده وماضي عزمه وحنكة الشيوخ وتجربتهم رغم حداثة سنه، في ضم الشتات وتركيز العقيدة، فحفظ للشعب وحدته وللكنيسة مقامها وقدسيتها، ونجح نجاحاً باهراً. ولم يكتف بالبرنامج الذي وضعه للاصلاح الكنسي، بل عقد مؤتمراً قبطياً عظيماً في مدينة أسيوط سنة 1910م، رغم الاعتراضات التي قامت في سبيله. ولم يكتف بذلك بل قدم للبابا كيرلس الخامس في أول سنة 1920م رسالة عن المطالب الاصلاحية الملِّية، بالاشتراك مع زميله الأنبا ثاؤفيلس أسقف منفلوط وأبنوب وقتئذ، مما دل على عظم كفاءته ورغبته في إعلاء الحق.ولما تنيح البابا كيرلس الخامس في سنة 1928م، رشحه الشعب للكرسي البطريركي لتحقيق مطالب الاصلاح ولكن حالت الظروف وقتئذ دون تحقيق ذلك. ولما تنيح البابا يوأنس التاسع عشر، سمحت العناية الإلهية أن يتبوأ الأنبا مكاريوس العرش المرقسي ورسم بطريركاً على الكرازة المرقسية في يوم الأحد 13 فبراير سنة 1944م.وبعد أن تبوأ كرسي البطريكية أصدر في 22 فبراير سنة 1944م وثيقة تاريخية غرضها الأساسي إصلاح الأديرة وترقية رهبانها علمياً وروحياً، وأمر بمحاسبة نظارها ورؤسائها وقد أدى هذا الأمر إلى إنقسام كبير بين المجمع المقدس والمجلس الملي العام.وفي 7 يونية سنة 1944م قدَّم المجمع المقدس مذكرة إلى البابا البطريرك وإلى وزير العدل، بالإعتراض على مشروع قانون الأحوال الشخصية للطوائف غير الإسلامية، لأنه يهدم قانوناً من قوانين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كما أنه يمس سرين من أسرارها المقدسة وهما سر الزواج وسر الكهنوت، وهما من أركان الدين والعبادة.وقد استمر النزاع وتعذر التوفيق بين المجمع والمجلس، وفشلت المحاولات التي قام بها البابا لإزالة سوء التفاهم. وأصر المجلس على تدخله في غير إختصاصه. بل فيما هو من صميم إختصاص المجمع المقدس، حتى اضطر البابا إلى هجر العاصمة مقر كرسيه والإعتكاف في حلوان ثم الإلتجاء إلى الأديرة الشرقية بصحبة الآباء المطارنة. وبعد أن استقر في دير أنطونيوس قصد دير أنبا بولا. وقد كان لهذه الحوادث المؤلمة ضجة كبيرة في جميع الأوساط واهتز لها كل غيور على الكنيسة. ولما علم رئيس الوزراء بهجرة البابا إلى الدير عمل على عودته مكرماً إلى كرسيه فكلل عمله بالنجاح ورفع المجلس الملي إلى البابا كتاباً يلتمس فيه عودته حتى يتسنى تصريف شئون الكنيسة، والتضافر على السير في طريق الإصلاح المنشود. وبعد ذلك عاد البابا من الدير فاستقبله الشعب إستقبالاً حافلاً. وانعقد المجمع المقدس برئاسته، وأصدر في أول يناير سنة 1945م بعض القرارات منها:تمثيل كنيسة أثيوبيا في المجمع الإسكندري ـ تبادل البعثات بين مصر وأثيوبيا وإنشاء معهد إكليريكي بأثيوبيا ـ قصر الطلاق على علة الزنا ـ وضع قانون للأحوال الشخصية ـ جعل لائحة ترشيح وإنتخابات البطريرك متفقة مع القوانين الكنسية وتقاليدها ـ إنشاء كلية لاهوتية للرهبان ـ تشكيل لجنة دائمة لفحص الكتب الدينية والطقسية ـ المحافظة على مال الوقف وحسن سير العمل بالديوان البطريركي ـ تنفيذ قانون الرهبنة الصادر في 3 يونية سنة 1937 بكل دقة، واستدعاء الرهبان المقيمين خارج أديرتهم ـ إنشاء سجل في كل كنيسة يقيد فيه أفراد كل عائلة قبطية، وآخر يقيد فيه أسماء المعمدين والمرتقين إلى رتبة الشماسية والمنتقلين.وفي يوم 6 يونيه سنة 1945م حلَّ في القاهرة بطريرك روسيا فأوفد البابا مكاريوس وفداً من الأباء المطارنة لإستقباله، ثم تبادلا الزيارات الودية.وبعد ذلك اشتد الخلاف بين قداسة البابا والمجلس الملي العام مرة أخرى. ولم يحل هذا الخلاف دون تولي البابا أمر الدفاع عن كيان أمته وقوانين الكنيسة، خصوصاً قانون الأحوال الشخصية للطوائف غير الإسلامية. فرفع رؤساء الطوائف غير الإسلامية بالقطر المصري، وعلى رأسهم بطريرك الأقباط الأثوذكس، بتاريخ 30 مايو 1945م، مذكرة إلى وزارة العدل بالإعتراض على القانون الخاص بتنظيم المحاكم الطائفية للأحوال الشخصي، وأخرى إلى مجلسي الشيوخ والنواب في 25 يونية سنة 1945م تحوي الإعتراضات التي يجب الإلتفات إليها حتى يصبح موافقاً لأحوالهم وتقاليد عائلاتهم.وكان البابا يشكو ضعفاً شديداً أُلمَّ به في الأسبوعين الآخِرين من حياته اضطره لأن يلازم قصره معتكفاً. وفي مساء الخميس 24 مسرى 1661ش ( 30 أغسطس 1945م ) شعر بتعب شديد وأصيب بهبوط في القلب فأسرع الأطباء لإسعافه حتى مطلع الفجر. وفي الساعة التاسعة والربع من صباح الجمعة 31 أغسطس سنة 1945م صعدت الروح الطاهرة إلى بارئها، واحتفل قبل ظهر الأحد 2 سبتمبر بتشييع جثمانه الطاهر إلى مقره الأخير بالكنيسة بين مظاهر الحزن والأسى ووضع تابوته بجانب أجساد البطاركة السابقين، بعد أن أقام على الكرسي البطريركي سنة واحدة وستة أشهر وتسعة ‘عشر يوماً. أسكنه اللـه مساكن الأبرار. وتصادف أن حدثت زلزلة في القاهرة في الساعة الثانية والدقيقة 45 وقت الدفن، وشعر بها الجميع، فتأثرت نفوس المؤمنين لمشاركة الطبيعة لهم في الحزن على إنتقال هذا القديس الطاهر. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.
مزمور القداس من مزامير أبينا داود النبي ( 34 : 19 ، 68 : 4 ) كثيرةٌ هي أحزان الصدِّيقين. ومن جميعها يُنجِّيهم الربُّ. والصدِّيقون يفرحونَ ويتهللونَ أمام اللهِ. ويتنعمون بالسرور. هللويا. إنجيل القداس من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 12 : 32 ـ 44 ) لا تَخف أيُّها القطيع الصَّغير، لأنَّ أباكم قد سُر أن يُعطيكُم الملكوت. بيعوا ما لكُم وأعطوا صدقة. اعملوا لكم أكياساً لا تقدم وكنزاً لا يفنى في السَّموات، حيث لا يقرب سارقٌ ولا يُفسده سوسٌ، لأنه حيث يكون كنزكم هُناك يكون قلبكم أيضاً.لتكُن أحقاؤكم ممنطقة وسرجكم موقدة ، وأنتم أيضاً تشبهون أُناساً ينتظرون سيِّدهم متى يعود من العرس، حتى إذا جاء وقرع يفتحون له في الحال. طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيِّدهم يجدهم ساهرين. الحقَّ أقول لكم: أنه يتمنطق ويُتكئهم ويقف ويخدمهم. وإن أتى في الهزيع الثَّاني أو إذا أتى فى الهزيع الثَّالث ووجدهم هكذا، فطوبى لأولئك العبيد. وإنَّما اعلموا هذا: أنه لو عرف ربُّ البيت في أية ساعة يأتي السَّارق لسهر، ولم يدع بيته يُنقَب. فكونوا أنتم أيضاً مستعدِّين، لأنَّه في ساعة لا تعرفنها يأتي ابن الإنسان.فقال له بطرس: ياربُّ، ألنا تقول هذا المثل أم قلته للجميع أيضاً؟. فقال الربُّ: فمن هو يا ترى الوكيل الأمين والحكيم الذي يُقيمه سيِّده على عبيده ليُعطيهم طعامهم في حينه؟ طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيِّده يجده يفعل هكذا! حقاً أقول لكُم: أنَّه يُقيمه على جميع أمواله. ( والمجد للـه دائماً ) +++
08-31-2015, 04:24 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
مقالة بقلم قداسة البابا شنودة الثالث .. البابا الراحل المقيم .. وتحت عنوان :
كيف تحب الناس ويحبك الناس؟
هناك قواعد هامة، عليك أن تتبعها لكي تكسب محبة الناس، ونحاول هنا أن نعرض لبعض منها.
1- ضع هدفًا واضحًا أمامك، أن تكسب محبة الناس، حتى لو أدى الأمر أن تضحى في سبيل ذلك..
هناك أشخاص يهمهم ذواتهم فقط، ولا يهتمون بالآخرين. لا يبالون إن غضب فلان أو رضى. أما أنت فاحرص على شعور كل أحد، وحاول أن تكسب كل أحد، لأن الكتاب يقول: "رابح النفوس حكيم". وإن عرفت أن واحدًا من الناس متضايق منك، فلا يهدأ قلبك حتى ترضيه. اجعل كل أحد يحبك، وكما قال الكتاب: "أن استطعتم فعلى قدر طاقتكم سالموا جميع الناس". لذلك قدم للناس محبتك، واكتسب محبتهم، واعتبر أن محبة الناس كنز ثمين يجب أن تحرص عليه.
2- وفي سبيل محبة الناس، احترم كل أحد، حتى من هو أصغر منك وأقل شأنًا.
كثير من الناس يحترمون من هم أكبر منهم أو من هم أعظم مركزًا، ولكنهم يتجاهلون من هم أقل منهم، وبهذا يخسرون الكثير. أما أنت فتدرب على احترام الكل وتوقير الكل. لا تقل كلمة فيها إقلال من شأن أحد، أو جرح لشعور إنسان. ولا تعامل أحدًا باستصغار أو باحتقار، ولا تتجاهل أحدًا مهما كان مجهولًا. درب نفسك على عبارات تقدير وتوقير بالنسبة إلى أولادك أو أخوتك الصغار أو مرؤوسيك أو خدمك..
واعلم أن أمثال هذه العبارات سوف لا تنسى، سيتذكرها أولئك الصغار طول العمر، وسترفع من روحهم المعنوية، وستجعلهم يحبونك. إن كثيرًا من الكبار ينسون احترامك لهم لأنه شيء عادى بالنسبة إليهم. أما الصغار فلا ينسون. احترامك لهم عمل باق لا يضيع. واعرف أن الله لا يحتقرنا على الرغم من الفارق اللانهائي بين عظمته وضآلتنا، والله مع ذلك يتنازل ويكلمنا، ويتضع مستمعًا إلينا ساعيًا لخلاص أنفسنا.
3- لذلك فإن تواضعك للناس هو عامل هام في كسب محبتهم لك.
لا تكلم أحدًا من فوق، ولا تتعال على أحد، بل عامل الكل باتضاع، فإن الناس يحبون المتضعين. إن كان لك مركز كبير، إنس مركزك، وعش مع الناس كواحد منهم. لا تشعرهم بفارق..
في إحدى المرات سألني أحد الآباء نصيحة، فقلت له: (كن ابنًا وسط أخوتك، وكن أخًا وسط أبنائك) ذلك لأن الاتضاع يستطيع أن يفتح حتى القلوب المغلقة (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. والناس قد يخافون من هو عال وكبير بينهم، ولكنهم يحبون من ينسي مركزه في محبتهم. أكتسب أذن محبة الناس لك لا خوفهم منك. ولا يكن هدفك أن يهابك الناس وإنما أن يحبوك. لا تطلب أن تكون فوق رؤوسهم، وإنما أطلب أن تكون داخل قلوبهم.
ولا تظن أن تواضعك للناس، يقلل من شأنك، بل على العكس إنه يرفعك أكثر.. تذكر قول الشيخ الروحاني: (في كل موضع حللت فيه، كن صغير أخوتك وخديمهم).. وقد قال السيد المسيح: "من وضع نفسه يرتفع، ومن رفع نفسه يتضع".. وما أجمل تلك النصيحة التي وجهها الشيوخ الحكماء لرحبعام الملك ابن سليمان الحكيم حينما قالوا له: "إن صرت اليوم عبدًا لهذا الشعب، وأحببتهم وخدمتهم، يكونوا لك عبيدًا كل الأيام"..
4- إن أردت أن يحبك الناس، اخدمهم، وساعدهم، وابذل نفسك عنهم.. أشعرهم بمحبتك بما تقدمه لهم من معونة ومن عطاء ومن بذل. أن الذين يحبون ذواتهم، يريدون باستمرار أن يأخذوا وأن ينالوا وأن يكسبوا. أما أنت فلا تكن كذلك. درب نفسك على البذل والعطاء. لتكن علاقتك بالناس تهدف إلى مصلحتهم هم لا إلى مصلحتك أنت. انظر كيف تريحهم، وكيف تجلب السرور إلى قلوبهم، وتدخل الفرح إلى حياتهم.. بهذا يحبونك..
إن أكثر إنسان مكروه هو الشخص الأناني، وأكثر إنسان محبوب هو الشخص الخدوم، الباذل المعطى.
لا تظن أن الطفل هو فقط الذي تعطيه فيحبك، بل حتى الكبير أيضًا.. الله نفسه علاقته مع الناس علاقة إعطاء وبذل، وكذلك الرسل.. الأم محبوبة جدًا لأنها باستمرار تعطى وتبذل..
وإن لم يكن لك شيء تعطيه للناس، أعطهم ابتسامة لطيفة وكلمة طيبة. أعطهم حبًا، أعطهم حنانًا أعطهم كلمة تشجيع.. أعطهم قلبك.. أظهر لهم أنك تريد، وأنك مستعد، لكل تضحية من أجلهم..
5- و إن أردت أن يحبك الناس، قابلهم ببشاشة ولطف..
إن الشخص البشوش شخص محبوب.. الناس أيضًا يحبون الإنسان المرح والإنسان اللطيف، والإنسان الذي ينسيهم آلامهم ومتاعبهم بكلامه العذب وشخصيته المريحة.. لذلك حاول باستمرار أن تكون بشوشًا.. حتى في عمق متاعبك وضيقاتك إنس متاعبك لأجل الناس..
لا تكلم أحد وأنت مقطب الوجه صارم الملامح، إلا في الضرورة الحتمية لأجل الصالح. أما في غير ذلك فكن لطيفًا..
كلم الناس بكل أدب وذوق، لا تعبس وجهك..
6- إن إردت أن تكسب محبة الناس، لا تكن كثير الانتهار، أو كثير التوبيخ.. إن الكلمة القاسية موجعة تتعب الناس. والكلمة الجارحة قد تضيع المحبة وتبددها، فلا تكن كثير الانتهار.. إن أردت أن توجه لومًا أو نصيحة، فليكن ذلك بهدوء ووداعة وفي غير غلظة. ولا تشعر الناس بكثرة توبيخك أنك تكرههم. وإن أردت أن تقول كلمة توبيخ، فلتسبقها عبارة تقدير أو عبارة مديح أو مقدمة لطيفة تمهد الجو لقبول التوبيخ. أو على الأقل تخير الألفاظ في توبيخك فلا يكن جارحًا مهينًا، ولا يكن أمام الناس حتى لا يشعر من توبخه بالذل والخزي.. كذلك لا توبخ على كل صغيرة وكبيرة وإنما على الأمور الهامة فقط، إذ لا يوجد إنسان يخلو من الزلل. ويمكنك أن توجه الناس دون أن تجرحهم. ولا توبخ كل أحد، لأن سليمان الحكيم يقول: "وبخ حكيمًا يحبك، وبخ مستهزئًا يبغضك"..
وإذا انتقدت فلا تكن قاسيًا في نقدك، إنما تكلم عن النقط الحسنة قبل أن تذكر السيئة. إذا انتقدت أحدًا لا تحطمه بل كن رفيقًا به. وليكن هدف النقد هو البناء وليس الهدم..
7- وإن أردت أن يحبك الناس، دافع عنهم، وامدحهم..
حساس جدًا هو القلب المسكين الذي يجد الكل ضده، ووسط هؤلاء يعثر على إنسان يدافع عنه. إنه يهبه كل قلبه.. لذلك دافع عن الناس، وبخاصة من تجده في مأزق أو من تجد الضغط شديدًا عليه، أو من تراه مظلومًا أو في حاجة إلى من يدافع عنه..
وفى تعاملك مع الناس تذكر حسناتهم وانس سيئاتهم. وتأكد أن كل إنسان مهما كانت حياته مظلمة، لا بد ستجد فيه بعض نقط بيضاء تستوجب المديح.. ابحث عن هذه النقط البيضاء وامتدحها وأبرزها واظهر له أنك تعرفها وتقدرها. عندئذ سيحبك ويكون مستعدًا لقبول توجيهك أو توبيخك بعد أن أظهرت له حبك..
لتكن ألفاظك بيضاء، حاول أن تكثر من ألفاظ المديح لمن يستحقها.. لا تكن شتامًا، ولا هدامًا، ولا مستهزئًا، ولا متهكمًا على الآخرين.. اضحك مع الناس، ولكن لا تضحك على الناس. اشعر كل أحد بتقديرك له، وأعلن هذا التقدير أمام الكل.. استفد من الخير الذي في الناس قبل أن تنقد الشر الذي فيهم. اعتبر أن الشر الذي في الناس دخيل عليهم، وواجبك أن تنقذهم منه لا أن تحطمهم بسببه.
8- وإن أردت أن يحبك الناس فلتكن إنسانًا فاضلًا فيه الصفات المحببة إلى الناس.
لا تظن أن الناس يحبون عبثًا أو بلا مقابل، بل يحبون الشخص الذي تتركز فيه الصفات التي يحبونها.. يحبون الإنسان القديس، والإنسان الشجاع والإنسان الناجح والإنسان الذكى.. فلتكن فيك صفات جميلة.. عندئذ سيحبك الناس بسببها.. لذلك إن أردت أن يحبك الناس قوم نفسك أولًا..
أصلح العيوب التي فيك التي يكرهها الناس، عندئذ يحبك الناس..
إن واجهك أحد بعيب فلا تغضب، بل اختبر نفسك جيدًا فربما يوجد هذا العيب فيك. حينئذ اشكر من وجهك إليه ولا تحزن منه..
9- و إن أردت أن يحبك الناس، احتمل الناس.
لا تنتقم لنفسك، ولا تقابل السيئة بمثلها، ولا تغضب على مَنْ يسئ إليك.. كل إنسان له ضعفات فاحتمل الناس. لا تتضايق بسرعة، ولا تخسر الناس بسبب أخطائهم، بل اغفر لكل من يخطئ إليك.. وعندما يرجع لنفسه ويذكر احتمالك له ستزداد محبته لك.. وحتى الذين لا يرجعون لا تخسرهم أيضًا بل اذكر قول القديس يوحنا ذهبي الفم حينما قال: (من لا توفقك صداقته، فلا تتخذه لك عدوًا).
10- و إن أردت أن يحبك الناس كن مخلصًا لهم، وكن حكيمًا في إخلاصك.
عامل الناس بكل إخلاص، واحذر من أن تكون محبتك لهم ضارة بهم. بل لتكن محبتك في حكمة استخدم المديح ولكن لا تستخدم التملق ولا الرياء. واستخدم الحنو، ولكن ابعد عن التدليل الضار.. كن مخلصًا في حبك للناس، هدفك صالحهم وليس مجرد أن يحبوك.
والله المحب قادر أن يسكب المحبة في قلوبنا جميعًا لنحب بعضنا بعضًا كما أحبنا هو في قلبه الواسع الكبير. +++
09-01-2015, 10:39 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الثلاثاء ) 1 سبتمبر 2015 26 مسري 1731 عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي ( 4 : 3 ، 4 ، 7) اعلموا أنَّ الربَّ قد جعلَ بارهُ عجباً. الربُّ يستجيبُ لي إذا ما صرختُ إليه. قد ارتسم علينا نور وجهك ياربُّ. أعطيتَ سروراً لقلبي. هللويا. إنجيل العشية من إنجيل معلمنا متى البشير ( 10 : 24 ـ 33 ) ليس التِّلميذ أفضل من معلِّمه، ولا العبد أفضل من سيِّده. يكفي التِّلميذ أن يَصير كمعلِّمه والعبد مثل سيِّده. إن كانوا قد لقَّبوا ربَّ البيت بعلزبول، فكم بالحريِّ أهل بيته. فلا تخافوهم. لأن ليس خفيٌّ إلا ويستعلَن ولا مكتومٌ إلا ويُعــرَف. الذي أقـوله لكم في الظُّلمـة قولـوه في النُّور، والذى تسمعونه بآذانكم نادوا به على سـطوحكم، ولا تخافوا من الذي يقتلُ جسـدكم ونفسـكم لا يقدرون أن يقتلوها، بل خافوا بالحريِّ من الذي يقدر أن يُهلِك النفس والجسد كليهما في جهنَّم. أليس عصفوران يُباعان بفلس؟ وواحدٌ منهما لا يسقط على الأرض بدون إرادة أبيكم الذي في السموات. وأمَّا أنتم فحتَّى شعور رؤوسكم جميعها مُحصاةٌ. فلا تخافوا إذاً. أنتم أفضل من عصافير كثيرة. فكل مَن يعترف بي قُدَّام النَّاس أعترف أنا أيضاً به قُدَّام أبي الذي في السَّموات، ومَن ينكرني قُدَّام النَّاس أُنكِره أنا أيضاً قُدَّام أبي الذي في السَّموات . ( والمجد للـه دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 113 : 1-2 ) سبِّحوا الربَّ أيُّها الفتيان. سبِّحوا لاِسم الربِّ. ليَكُـنْ اسم الربِّ مُباركاً. من الآن وإلى الأبدِ. هللويا. إنجيل باكر من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 8 : 34 ـ 9 : 1 ) ودعا الجمع وتلاميذه وقال لهم: " من أراد أن يأتي ورائي فليُنكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني. لأن مَن أراد أن يُخلِّص نفسه يُهلِكها، ومن يُهلِك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل فهو يُخلِّصها. لأنه ماذا ينتفع الإنسـان لـو ربح العالم كلَّه وخسر نفسه؟ أو ماذا يُعطِي الإنسان فداءً عن نفسه؟ لأن من يخزى بأن يعترف بى وبكلامي في هذا الجيل الفاسد والخاطئ، فإن ابن البشر أيضاً يستحي به متى جاء في مجد أبيه مع ملائكته القدِّيسين ".وكان يقول لهم: " الحقَّ أقول لكم: إن قوماً من القيام ها هنا لا يَذُوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد أتى بقوَّة ". ( والمجد للـه دائماً )
القــداس البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية ( 8 : 14 ـ 27 ) لأن كل الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أولاد الله. إذ لم تأخذوا روح العبوديَّة أيضاً للخوف، بل أخذتم روح التَّبنِّي الذي به نصرخ: " يا أَبَا الآب ". الرُّوح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله. فإن كنَّا أولاداً فنحن ورثةٌ أيضاً، وورثة الله وشركاء المسيح في الميراث. إن كنَّا نتألَّم معه لكي نتمجَّد أيضاً معه.لأني أظُن أن آلام هذا الزَّمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا. لأن انتظار الخليقة يتوقَّع استعلان أبناء الله. لأن الخليقة قد أُخضِعت للباطل لا عن إرادة، بل من أجل الذي أخضعها على الرَّجاء. لأن الخليقة نفسها أيضاً ستُعتق من عبوديَّة الفساد إلى حرِّية مجد أولاد الله. فإننا نعرف أن كلَّ الخليقة تئنُّ وتتمخَّض معاً حتى الآن. وليس هى فقط، بل نحن أيضاً الذين لنا باكورة الرُّوح، نحن أنفسنا أيضاً نئنُّ في أنفسنا، متوقِّعين التَّبنِّي فداءَ أجسادنا. لأننا بالرَّجاء خَلَصنَا. ولكنَّ الرَّجاء المنظــور ليس رجاءً، لأن ما ينظره أحدٌ فإياه يرجو أيضاً ولكن إن كنا نرجو ما لسنا ننظره فإننا نتوقَّعه بالصَّبر. وكذلك الرُّوح أيضاً يُعضِّد ضعفنا، لأننا لسنا نعلم ما نُصلِّي لأجله كما ينبغي. ولكن الرُّوح نفسه يشفع فينا بتنهُدات لا يُنطَق بها. ولكنَّ الذي يَفحص القلوب يعلم ما هو فكر الرُّوح، لأنه تشفع لله عن القدِّيسين. ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى ( 2 : 11 ـ 17 ) أيُّها الأحبَّاء، أطلب إليكم كغرباء ونزلاء، أن تبتعدوا عن الشَّهوات الجسديَّة التى تُقاتِل النَّفس، وأن يكون تصرفكم حسناً بين الأُمم، لكى يكونوا فيما يتكلمون به عليكم كفاعلي شرٍّ، إذ يَرون أعمالكم الصالحة يُمجِّدون الله في يوم الافتقاد. فاخضعوا لكل ترتيب بشريٍّ من أجل الربِّ. إن كان للملك فكمَن هو فوق الكلِّ، أو للولاة فكمُرسَلِينَ منه للانتقام من فاعلي الشرِّ، وللمدح لفاعلي الخير. لأن هذه هى إرادة الله: أن تصنعوا الخير لكى تسدُّوا جهالة النَّاس الأغبياء. كأحرار، ولا تكن حريتكم كستار للشرِّ، بل كعبيد لله. أَكرموا كل واحد. حبُّوا الإخوة. خافوا الله. أَكرموا الملك. ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 19 : 11 ـ 20 ) وكان الله يصنع على يدي بولس قوَّاتٍ كثيرة، حتَّى أنهم كانوا يأخذون عمائماً وخِرقاً من على جسده ويضعونها على المرضى، فتزول عنهم الأمراض، وتخرج الأرواح الشِّرِّيرة. فابتدأ قومٌ من اليهود الطَّوَّافين المُعَزِّمِينَ أن يُسمُّوا باسم الربِّ يسوع على الذين بهم الأرواح الشرِّيرة قائلين: " نستحلفكم بالربِّ يسوع الذي يَكرز به بولس! " وكان سبعة بنين لواحد يُدعَى سكاوا، يهوديّ رئيس كهنة يفعلون هذا. فأجاب الرُّوح الشرِّير وقال لهم: " أمَّا يسوع فأنا أعرفه، وبولس أنا أَعْلَمُهُ، أمَّا أنتم فمَن أنتم؟ " فوثب عليهم الرجل الذي كان به الرُّوح الشِّرير، وتسلط عليهم وقوي عليهم، حتى هربوا من ذلك البيت عراة مشدوخي الرؤوس. وصار هذا ظاهراً لجميع اليهود واليونانيِّين السَّاكنين في أفسس. فوقع خوفٌ على جميعهم، وكان اسم الربِّ يسوع يتعظَّم. وكان كثيرون من الذين آمنوا يأتون مُعترفين ومُخبرين بأفعالهم، وكان كثيرون من الذين يستعملون السِّحر يُقدِّمون كتبهم ويحرقونها أمام الجميع. وحسبوا أثمانها فوجدوها تُقدر بخمسة ربوات من الفضَّة. هكذا كانت كلمة الربِّ تنمو وتقوى بشدَّةٍ. ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. ) السنكسار اليوم السادس والعشرون من شهر مسرى المبارك 1. شهادة القديس مويسيس وأخته البارة سارة 2. شهادة القديس أغابيوس الجندي وأخته البارة تكلة 1 ـ في مثل هذا اليوم استشهد القديس مويسيس وأخته البارة سارة. وقد ولدا من أبوين مسيحيين غنيين. ولما تنيح والدهما أراد القديس مويسيس أن يزوج أخته، ويسلم لها جميع مالهما ويترهب. فأجابته: " تزوج أنت أولاً وبعد ذلك أتزوج أنا أيضاً ". فقال لها: " أنا صنعت خطايا كثيـرة، وقصدي أمحوها بالرهبنة. لأنه لا يمكن أن أهتم بالزيجة وبخلاص نفسي ". فأجابته قائلة: " وكيف ترضي أن ترميني في فخاخ العالم، وتسعى أنت إلى خلاص نفسك؟ ". فقال لها إن شئت يكون لك. فأجابته: كل ما تفعله أنت أفعله أنا أيضاً.فلما رأى قوة عزمها وزع كل مالهما على الفقراء والمساكين وأدخلها ديراً للعذارى بظاهر الإسكندرية، ودخل هو أيضاً أحد أديرة الرجال. وقضى الإثنان عشر سنوات لم يعاين أحدهما الآخر.ولما أثار الملك داكيوس الإضطهاد على المسيحيين، في عهد رئاسة البابا ديمتريوس البطريرك الثاني عشر، واستشهد كثيرون، أرسل هذا القديس إلى أخته يودعها ويعرفها أنه يريد الإستشهاد على اسم السيد المسيح. فأسرعت إلى الأم الرئيسة وطلبت منها إطلاق سبيلها. وبعدما تباركت من اخواتها الراهبات، لحقت بأخيها، وهو في طريقه إلى الإسكندرية، واعترفا معاً بالسيد المسيح. وبعد تعذيبهما بعذابات كثيرة، قطعوا رأسيهما، فنالا إكليل الشهادة. صلاتهما تكون معنا. آمين. 2 ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً استشهد القديس أغابيوس الجندي وأخته البارة تكلة وكانا في زمان يوليانوس الكافر، واعترفا أمامه بالسيد المسيح. فطرحهما في جب للأسود فنالا إكليل الشهادة. صلاتهما تكون معنا.ولربنا المجد دائماً. آمين.
مزمور القداس من مزامير أبينا داود النبي ( 75 : 11 ، 12 ) جُزنا في النَّار والماء. وأخرجتنا إلى الراحة. أَدخل إلى بيتكَ بالمُحرَقاتِ. وأُفيكَ النذورَ التي نَطَقت بها شفَتاي. هللويا. إنجيل القداس من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 21 : 12 ـ 19 ) وقبل هذا كلِّه يُلقونَ أيديهم عليكم ويطردونكم، ويُسلِّمونكم إلى مجامع وتُحبَسون، وتُقدَّمون أمام ملوك وولاة من أجل اسمي. فيكون لكم ذلك شهادةً. فضعوا إذاً في قلوبكم أن لا تهتمُّوا من قبل بما تحتجُّون به، لأني أنا أُعطيكم فماً وحكمة التي لا يقدر جميع مُعانديكم أن يُقاوموها أو يُناقضوها. وسوف تُسلَّمون من الوالدين والإخوة والأقرباء والأصدقاء، ويقتلون منكم. وتكونون مُبغَضِين من الجميع من أجل اسمي. وشعرة من رؤوسكم لا تسقط. بصبركم تقتنون أنفسكم. ( والمجد للـه دائماً ) +++
09-02-2015, 03:19 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
مقال قداسة البابا شنودة الثالث .. البابا الراحل المقيم ..
الأسرة السعيدة يجمعها الفهم والحب
إن أول علاقة ينشئها الإنسان في حياته هي علاقته بأمه، ثم علاقته بأبيه. لولاهما ما كان له وجود، ولولاهما ما بقى كما هو الآن. إن أقل غلطة تقع فيها الأم أو يقع فيها الأب من جهة تربية الابن والحفاظ عليه، كافية لتغيير مصير هذا الابن وخط سيره في الحياة. لذلك من أول الواجبات على الأبناء، العرفان بجميل الوالدين.
من أجل هذا أمر الله بمحبة الوالدين وطاعتهما واحترامهما. وأن وصية إكرام الوالدين هي أولى الوصايا الخاصة بالعلاقات البشرية التي كتبت ضمن الوصايا العشر، وسلمت إلينا على يد موسى النبي.
ما أقسى على قلب الأم أن تتعب دهرًا طويلًا من أجل وليدها، حتى إذا شب وكبر، يتنكر لها وكأنه لا يعرفها..إن الإنسان الذي يخون أمه وينسى محبتها، من الصعب أن يخلص لأحد من الناس.. حتى إن كان للأم أخطاء حالية، فلا يصح أن ننسى لها تعبها القديم كله.. إن شيئًا من الحب ومن العطف ومن الاحترام نقابلها به، يكفى جدًا لأن يذيب مشاعرها، فتقابله بالتجاوب السريع..
إن محبة الوالدين غريزة فينا، لذلك فالخروج عنها هو نوع من الشذوذ، ضد طبيعتنا. انها فضيلة لا نبذل في سبيل اقتنائها شيئًا من الجهد.. لذلك كانت عقوبة الابن العاق شديدة جدًا. لذلك يقول الكتاب: "ملعون من يستخف بأبيه وأمه". وجاء في أمثال سليمان الحكيم: "العين المستهزئة بأبيها، والمحتقرة إطاعة أمها، تقورها غربان الوادي، وتأكلها فراخ النسر"..
وهناك وسائل كثيرة لإكرام الوالدين، نذكر من بينها النجاح في الحياة. لا شك أن الابن الناجح يفرح قلب أمه، ويرفع رأس أبيه. بينما الابن الفاشل أو الجاهل هو مرارة قلب لأبيه وأمه، وسبب خزي وعار لكليهما. لذلك فإن نجاح الابن يعد من أعظم الهدايا التي يقدمها لوالديه. أما إن كان فاشلًا في حياته، فإن أباه لا يعرف أين يخفى وجهه.. إن أوغسطينوس في فترة ضلاله كان مصدر ينبوع دموع مرة لأمه القديسة مونيكا.
ومن مظاهر إكرام الوالدين الاهتمام بهما وأعالتهما وبخاصة في حالات الشيخوخة والمرض والاحتياج.
قرأت قصة مؤداها انه في إحدى المرات غزا جيش الأعداء بلدًا من البلاد وقتل الجنود كل من فيها. وكان في تلك البلدة شابان على معرفة بقائد الجيش الذي غزا المدينة، وكانا قد فعلا معه جميلًا من قبل، أراد أن يرده لهما. فقال لهما: (أحملا أثمن ما عندكما، واهربا من البلد بسرعة، وأنا أضمن سلامتكما). فدخل الشابان إلى بيتهما ليحملا أثمن ما عندهما. فحمل أحد الشابين أباه، وحمل الآخر أمه، وتركا المدينة..
ومن إكرام الوالدين أيضًا المحبة والاحترام، على أن يكون هذا الحب عمليًا أيضًا، فيعمل الابن على إراحة والديه، وكسب رضائهما، ونوال بركتهما (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). يظهر لهما محبته باستمرار. ويظل هكذا حتى بعد موتهما، يحفظ وصية كل منهما، ويقيم الصلوات من أجلهما.
ولا يصح أن يعامل الابن أبويه بنفس المستوى، كلمة بكلمة، وغضبة بغضبة، ونقدًا بنقد. إن من حقهما أن يوبخاه، ومن واجبه أن يسمع دون أن يرد. بل يحاول الاستفادة من توبيخهما، متذكرًا قول الكتاب: "أمينة هي جراح المحب، وغاشية هي قبلات العدو".
ومن علامات احترام الوالدين خدمتهما في كل ما يحتاجان إليه، دون أن يطلبا ذلك. بل على الابن أن يكون حساسًا جدًا من هذه الناحية، يدرك ما يلزم والديه فيحضره لهما دون أن يضطرهما إلى الطلب. عندما دخلت أم سليمان الملك لتزوره، قام عن عرشه، وسجد لها إلى الأرض، وأحضر كرسيًا وأجلسها بجواره..
وعلامات احترام الوالدين عدم الخجل من مركزهما إن كانا فقيرين. إن يوسف الصديق عندما كان نائب فرعون في مصر ووزيره الأول. لم يستح من والده يعقوب وكان راعيًا للغنم، فقدمه للملك وأكرمه فرعون من أجله.. من الخطأ أيضًا أن يظن ابن أن والده من جيل قديم عفا عليه الزمن، أو من عصر بال وتقاليد متأخرة..
ومن علامات إكرام الوالدين الطاعة والخضوع. على أن تكون طاعة حقيقية صادرة من القلب، وطاعة سريعة بدون تأخر، وطاعة بغير تذمر، وإنما برضى وثقة، وطاعة حتى في غيابهما، وطاعة بغير خداع. وتكون أيضًا طاعة صادقة وليست طاعة شكلية..
إذ قد يوجد ابن يريد أن يطيع والديه شكليًا. فإن رفضا له طلبًا، يظل يضغط ويلح، ويضغط ويلح وقد يتضايق وقد يحزن، ويظل هكذا حتى يحصل على موافقتهما.. وينفذ ما يشاء ويفتخر بأنه لم يخالف والديه مطلقًا، وهو يعلم تمامًا أن موافقتهما شكلية تمت بالضغط من جانبه، وإنها مجرد موافقة لسان وليست موافقة قلب. حقًا إن هذا الابن قد أطاع من جهة المظهر لكنه لم ينل رضى والديه ولم يرح قلبهما في تصرفه..
على أن من شروط طاعة الابن لوالديه أن تكون طاعة مقدسة في حدود وصايا الله.. ولا يصح أن يطيع أبًا أو أمًا فيما يخالف وصايا الله، ولا يطيع والدًا منحرفًا يبعده عن طريق الرب، لأن الطاعة لله أولى. وكما قال الكتاب: "ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس".
كن طائعًا خاضعًا في كل شيء، بكل اتضاع حتى الموت من أجل والديك.. أنكر ذاتك وأنكر مشيئتك، وأنكر كرامتك.. ولكن لا تنكر ضميرك..
لأجل هذا يجب على الوالدين أن يكونا دقيقين ورقيقين في أوامرهما. كل أمر يصدر منهما للأبناء يجب أن يكون مملوءًا بالحكمة، وموافقًا لكلام الله، وفي حدود إمكانيات الابن في التنفيذ. أن وصية الله التي تقول لنا: "أيها الأبناء، أطيعوا آباءكم في الرب"، تقول أيضًا: "أيها الآباء، لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا".
ولا يصح أن نأخذ نصف الحقيقة، وننسى النصف الآخر. ويجب أن نعلم أن كل حق يقابله واجب. من حق الأب أن يطاع، ومن واجبه أن يأمر بما يليق، ويراعى شعور ابنه.. وكذلك الأم..
إن الأم التي توقع ابنها في حيرة وإشكال: أيهما أولى بالإرضاء، أمه أو زوجته؟! هي أم قاسية على ابنها. وأن كانت تحبه، فلا داعي إلى إحراجه بخصامها مع زوجته.. ترفقوا ببنيكم، لئلا يفشلوا..
نعود إلى إكرام الوالدين، فنقول إن هذه الوصية يمكن أن تتسع فوق نطاق القرابة الجسدية.
فهناك أنواع كثيرة من الأبوة والأمومة يجب إكرامها. هناك نوع من القرابات في مستوى الأبوة والأمومة كالعم والخال مثلا والعمة والخالة. وهناك أبوة السن أعنى إكرام الكبار الذين هم في سن الوالدين. وهناك الأبوة الروحية كالمعلم والكاهن والمرشد الروحي وأب الاعتراف وكالآباء القديسين في تاريخنا. وهناك أبوة المركز ويدخل في نطاقها طاعة الرؤساء.. وفوق الكل هناك أبوة الله لنا.
و هناك أيضًا أبوة الوطن فكلنا أبناء لمصر، كلنا أبناء للنيل. كلنا أبناء لوطننا العزيز الذي يجب أن نكرمه في عيد الأسرة وفي كل حين.
+++
09-02-2015, 10:24 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاربعاء ) 2 سبتمبر 2015 27 مسري 1731 عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي ( 34 : 17 ، 18 ) الصدِّيقون صَرخُوا والرَّبُّ استجاب لهُم. ومِن جَميع شدائدهِم نجَّاهُم. قريبٌ هو الربُّ مِن المُنسحقي القلب. والمُتواضعين بالرُّوح يُخلِّصهم. هللويا. إنجيل العشية من إنجيل معلمنا متى البشير ( 10 : 16 ـ 22 ) ها أنا أُرسِلكُم كَغنم في وسط ذئابٍ، فكونوا حُكماء كالحيَّات وبُسطاء كالحمام. واحذروا مِن النَّاس، لأنَّهُم سيُسلمونكُم إلى مجالس، وفى مجامعهم يجلدونكُم. وتُقدَّموا أمام مُلوكٍ وولاةٍ مِن أجلي شهادةً لهُم وللأمم. فمتى أسلموكُم فلا تهتمُّوا كيفَ أو بما تتكلَّمون، لأنَّكم تُعطَون في تلك السَّاعة ما تتكلَّمون به، لأن لستُم أنتُم المُتكلِّمين بل روح أبيكُم الذي يتكلَّم فيكُم. وسيُسلم الأخ أخاه إلى المَوت، ويُسلِّم الأب ولده، ويقـوم الأولاد على آبائهم ويقتُلونهُم، وتكونون مُبغضِينَ من الجميع من أجل اسمي. والذي يَصبرُ إلى المُنتَهى فهذا يَخلُصُ. ( والمجد للـه دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 34 : 19 ، 20 ) كثيرةٌ هي أحزان الصِّدِّيقين. ومن جميعها يُنجِّيهُم الربُّ. يحفظ الربُّ جميع عِظامهم. وواحدةٌ منها لا تَنكَسِرُ. هللويا. إنجيل باكر من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 8 : 34 ـ 9 : 1 ) ودَعا الجمع وتلاميذه وقال لهم: " مَن أراد أن يأتي ورائي فَليُنكر نَفسهُ ويحمل صَليبهُ ويتبعني. لأن مَن أراد أن يُخلِّص نفسهُ يُهلكُها، ومَن يُهلك نفسهُ مِن أجلي ومِن أجل الإنجيل فهو يُخلِّصُها. لأنَّه ماذا يَنتفعُ الإنسان لو رَبح العالم كُلَّه وخسِر نَفسه؟ أو ماذا يُعطي الإنسان فداءً عن نفسه؟ لأن مَن يخزى بأن يعترف بى وبكلامي في هذا الجيل الفاسِد والخاطِئ، فإنَّ ابن البَشر أيضاً يَستَحِي به متى جاءَ في مجد أبيه مع ملائكته القدِّيسينَ ".وكان يقول لهُم: " الحقَّ أقولُ لكُم أن قَوماً مِن القيام ههُنا لا يذوقون المَوتَ حتى يروا مَلكُوت الله قَد أتت بقوَّةٍ ". ( والمجد للـه دائماً )
القــداس البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية ( 8 : 28 ـ 39 ) ونحنُ نَعلمُ أنَّ الذينَ يُحبُّونَ الله وهُم الذينَ مدعوُّونَ حسبَ قصدهِ السَّابق يجعل كل الأشياء تَعمل مَعهم للخير. لأن الذينَ سبَقَ فعَرفهُم سبَقَ أيضاً فَعيَّنهُم شُركاء صُورة ابنه، ليكون هو بِكراً بين إخوةٍ كثيرينَ. والذينَ سبَقَ فَعيَّنهُم، فهؤلاء دعاهُم أيضاً. والذينَ دعاهُم، فهؤلاء برَّرهُم أيضاً. والذينَ برَّرهُم، فهؤلاء مَجَّدهُم أيضاً. فماذا نقول لهذا؟ إن كان الله يُجاهِد عنَّا فمَنْ يقدر على مُقاومتنا. الذي لم يُشفق على ابنهِ بذاتِهِ، بل بذله لأجلِنا أجمَعينَ، كيف لا يهبنا أيضاً مَعهُ كل شيءٍ؟ مَن يَستطيع أن يشتكي على مُختارِي الله؟ الله هو الذي يُبرِّرُ. مَن هو الذي يَقدر أن يُلقي للدينونة؟ المسيح يسـوع هو الذي ماتَ، بل بالحريِّ قامَ أيضاً مِن الأمواتِ؟ الذي هو أيضاً مُقيم عن يمين الله، الذي أيضاً يشفع فينا. مَن هو الذي يَقدر أن يفْصِلُنا عن مَحبَّة المسيح؟ أشدَّةٌ أم ضِيقٌ أم اضطهادٌ أم جُوعٌ أم عُريٌ أم خطرٌ أم سيفٌ؟ كَما هو مَكتُوبٌ " إننا مِن أجلك نُقتل كل النَّهار. قد حُسِبنا مِثل غنَم للذَّبح ". ولكننا في هذه جميعاً تَعظَم غلبتنا بالذى أحبَّنا. فإنِّي مُتيقِّنٌ أنَّه لا مَوت ولا حَياة، ولا ملائِكة ولا رؤساءَ، ولا أمور حاضرةً ولا مستقبلةً، ولا قوَّات، ولا عُلوَ ولا عُمقَ، ولا خليقةَ أُخرى، تقدر أن تَفصِلنا عن مَحبَّةِ اللهِ التى في المسيح يسوع رَبَّنا. ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى ( 4 : 1 ـ 11 ) فإذ قَد تَألم المسيح بالجَسد عنَّا تسلحوا أنتُم أيضاً بهذا المثال. فإن مَن تَألم بالجَسد كُفَّ عن الخطيَّة. لكي لا يعيش أيضاً الزَّمان الباقي في الجَسد، لشهوات النَّاس، بل لإرادة الله. لأنه يكفيكُمْ الزَّمان الذي مضى إذ كُنتُم تصَنعون فيه إرادة الأمم، وتسلكُون في النجاسات والشَّهوات، وإدمان المُسكرات المُتنوعة، والخلاعة والدنَس، وعبادة الأوثان المرذولة، الأمر الذي فيه يستغربون أنكُم لستُم تركضون معهُم إلى فيض عدم الصَّحة عينها، مُجدِّفينَ. الذين سوفَ يُعطُون جواباً للذى هو على استِعدادٍ أن يَدين الأحياءَ والأموات. فإنه لأجل هذا قد بُشِّرَ الموتى أيضاً، لكى يُدانوا حسب النَّاس بالجسد، ولكن ليَحيَوا حسب الله بالرُّوح.وإنَّما نهاية كل شيءٍ قد اقَتَربَت، فتعقَّلُوا إذاً واسهروا للصلوات. ولكن قبل كل شيءٍ، فلتكُن المحَبَّة دائمة فيكُم بعضُكُم لبعض، لأن المحبَّة تَستُر كثرةً من الخطايا. كونوا مُحبِّين ضيافة الغُرباء بعضُكُم لبعض بلا تَذمُّر. وليخدم كل واحدٍ الآخرين بما نال من المواهب بعضُكُم بعضاً، كوكلاء صالحينَ على نِعمةِ اللهِ المُتنوِّعة. مَن يَتَكلَّم فكأقوال الله. ومَن يخدم فكأنَّه من قوَّةٍ يُهيئُها الله، لكي يتمجَّد الله في كل شيءٍ بيسوع المسيح، الذي له المَجد والسُلطان إلى أبد الآبدين. آمين. ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 16 : 16 ـ 34 ) وحدثَ بينَما كُنَّا ذاهبينَ للصَّلاة، أن جاريةً بها روح عرَّافة قد خَرجت لاستقبالنا. وكانت تُكسِب مواليها مَكسباً كثيراً بِعرافَتِها. هذه اتَّبعت بولس وإيَّانا وكانت تصيح قائلة: " هؤلاء الرجال الذينَ يُبشّرونكُم بطريق الخَلاص هُم عَبيد الله العلي ". وكانت تفعل هذا أيَّاماً كثيرة. فتضجر بولس مِن ذلك والتفتَ إلى الرُّوح وقال: " أنا آمُرك باسم يسوع المسيح أن تَخرُج مِنها ". فخرجَ في تلكَ السَّاعة.فلمَّا رأى مواليها أنَّه قد خرجَ منها رجاء مكسَبهم، قبضوا على بولس وسيلاس وجرُّوهما إلى السُّوق إلى الحُكَّام. وإذ أتوا بهما إلى الولاة، قالوا: " هذان الرَّجُلان يُبلبلان مدينتنا، لأنهما يهوديَّان، ويُناديان لنا بعوائد أُخر لا يجوز لنا أن نقبلها ولا أن نعمل بها، إذ نَحن رومانيُّون ". فقام الجمع عليهما، ومزَّق الولاةُ ثيابهُما وأمروا أن يُضربا بالعِصيِّ. فلمَّا ضربوهما ضَرباتٍ كثيرةً ألقوهُما في السِّجن، وأوصوا حافظ السِّجن أن يحرُسهُما بضبطٍ. وهو إذ أخذ وصيَّةً مثل هذه، ألقاهُما في السِّجن الدَّاخلي، وضبط أرجُلهما في المِقطَرة.وفى نحو نِصف الليل كان بولس وسيلا يُصلِّيان ويُسبِّحان الله، والمسجونون يسمعونهما. فحدثت بغتةً زلزلةٌ عظيمةٌ حتى تزعزعَت أساسات السِّجن، فانفتحت الأبواب كُلُّها، وانفكَّت قيودهم جميعاً. ولما استيقظ حافظ السجن، ورأى أبواب السجن مفتوحة، استل سيفه وكان مزمعاً أن يقتل نفسه، ظاناً أن المسجونين قد هربوا. فنادى بولس بصوت عظيم قائلاً: " لا تفعل بنفسك شيئاً ردياً، لأن جميعنا ههنا ". فأخذ ضوءاً ونهض إلى داخل، وخر لبولس وسيلا وهو مُرتعدٌ، ثم أخرجهما وقال لهما: يا سيديَّ، ماذا ينبغي لي أن أصنعه لكى أخلُص؟ " أما هما فقالا: " آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك ". وكلَّماه وجميع أهل بيته بكلمة الرب. فأخذهما في تلك الساعة من اللَّيل وغسَّلهما من الجراحات، واعتمد في الحال هو والذين له أجمعون. وادخلهما في بيته وقدَّم لهما مائدة، وتهلَّل مع جميع بيته إذ قد آمن بالله. ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. ) السنكسار اليوم السابع والعشرون من شهر مسرى المبارك 1. شهادة القديسين بنيامين وأخته أودكسية 2. شهادة القديسة مريم الأرمنية 1 ـ في مثل هذا اليوم استشهد القديس بنيامين وأخته القديسة أودكسية. كان والداهما مسيحيين تقيين محبين للغرباء. فربياهما تربية مسيحية. ولمَّا كبر بنيامين اشتاق أن يستشهد على اسم المسيح. فذهب إلى شطانوف، واعترف أمام الوالي بالسيد المسيح. فعذبه كثيراً ثم أودعه السجن. فلما علم والداه وأخته، أتوا إليه باكين فعزاهم وعرفهم بزوال هذا العالم، وحياة الدهر الآتي التي لا نهاية لها. فلما سمعت منه أخته ذلك قالت له: " حي هو الرب. إني لا أفارقك حتى نموت معاً ". فوضعهم الوالي في مكان مـظلم مـدة عشرين يـومـاً. ثـم أخرجهـمـا وعلـق في عـنقيهما حجارة ثقيلة، وطرحهما في البحر. فنزل ملاك الرب وحل الحجارة، وظلا سابحين على وجه الماء إلى أن وصلا إلى بلد بطره، فوجدتهما فتاة عذراء وأنقذتهما. فرجعا إلى الوالي واعترفا بالمسيح فأمر بقطع رأسيهما فنالا إكليل الشهادة. وبنى المؤمنون لهما كنيسة في بلدهما شنشور. صلاتهما تكون معنا. آمين 2 ـ وفي مثل هذا اليوم استشهدت القديسة مريم الأرمنية كانت أسيرة، فطلب منها أن تجحد إيمانها بالسيد المسيح، فلم تقبل وعذبت عذاباً شديداً ولكنها ظلت ثابتة على إيمانها ولما هددت بحرقها في حفرة مشتعلة عند باب زويلة بالقاهرة، اجتمع هناك جمع كثيرة وظلوا يصعبون عليها الأمر فقالت: " حسناً أن ألقي روحي بين يدي سيدي وإلهي ومخلصي يسوع المسيح ". وبسرعة ألقت نفسها في الحفرة، فنالت إكليل الشهادة. صلاتها تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.
مزمور القداس من مزامير أبينا داود النبي ( 97 : 11-12 ) نورٌ أشرق للصدِّيقين، وفرحٌ للمستقيمين بقلبهم، افرحوا أيُّها الصدِّيقونَ بالربِّ، واعترفوا لذكر قُدسه. هللويا. إنجيل القداس من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 21 : 12 ـ 19 ) وقبل هذا كله يُلقونَ أيديهم عليكم ويطردونكم، ويسلِّمونكم إلى مجامع وتُحبسون، وتُقدمون أمام ملوك وولاة لأجل اسمي. فيكون لكم ذلك شهادة. فضعوا إذاً في قلوبكم أن لا تهتموا من قَبْلُ بما تحتجُّون به، لأني أنا أعطيكم فماً وحكمة التى لا يقدر جميع مُعانديكم أن يُقاوموها أو يناقضوها. وسوف تُسلَّمون من الوالدين والإخوة والأقارب والأصدقاء، ويقتلون منكم. وتكونون مُبغضين من الجميع من أجل اسمي. وشعرة من رؤوسكم لا تهلِكُ. بصبركم تقتنون أنفسكم. ( والمجد للـه دائماً ) +++
09-02-2015, 01:00 PM
عوض سيد أحمد
عوض سيد أحمد
تاريخ التسجيل: 11-28-2014
مجموع المشاركات: 252
الأخ سودانى عجوز , هدانى وهداك الله , خلال تصفحى اليوم لمكتبتى الاكترونية باحثا عن مواضيع حاصة ببوست جديد جارى اعداده , وقع فى يدى كوكبة عظية من علماء الغرب منهم علماء فى علم الكهنوت اتجهوا الى دراسة كتاب (القرآن ) للبحث عن اشياء تساعده فى مهمة المتعلقة بالتنصير , فالنستمع يا أخى لقصة أحدهم يحكيها بفسه , وهو : " القـس إبراهيم فيلـوبـوس " يقول : " في مؤتمر تبشيري دعيت للكلام ، فأطلت الكلام في ترديد كل المطاعن المحفوظة ضد الإسلام ، وبعد أن انتهيت من حديثي بدأت أسأل نفسي : لماذا أقول هذا وأنا أعلم أنني كاذب ؟! واستأذنت قبل انتهاء المؤتمر ، خرجت وحدي متجهاً إلى بيتي ، كنت مهزوزاً من أعماقي ، متأزماً للغاية ، وفي البيت قضيت الليل كله وحدي في المكتبة أقرأ القرآن ، ووقفت طويــلاً عنـد الآية الكريمة : ( لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) وفي تلك الليلة اتخذت قرار حياتي فأسلمت، ثم انضم الىّ جميع أولادي ، وكان أكثرهم حماساً ابني الأكبر (أسامة) وهو دكتور في الفلسفة ويعمل أستاذاً لعلم النفس في جامعة السوربون" وبإسلامهم زادت بيوت الإسلام بيتاً . أتيتك – ربـي – بفلْذات قلبي *** وفدنا عليكَ بشــوقٍ وحـبِّ أتينا جميعاً كبــاراً صغـــاراً *** نصلي ، نصوم ، نزكّي ، نلبّي
( المذكورحاصل على ماجستير في اللاهوت من جامعــة برنسـتون الأمريكية )
09-03-2015, 01:54 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
الأخ الحبيب عوض سيد أحمد .. شكراً أخى لمداخلتكم الكريمة ..
حتى ولو اسلم أحد المسيحيين أو القساوسة .. وحتى ولو كان هذا الخبر صحيحاً .. عندنا فى المسيحية كل إنسان حر فى إعتقادة .. وليس عندنا .. " من بدل دينه فاقتلوه " .. وفى النهاية يا أخى هو الخسران .. ونحن نصلى من أجل هؤلاء الذين ضلوا الطريق .. لأنهم لم يكونوا صادقين فى إيمانهم .. فللأسف انه فقد الحياة الأبدية .. و سيكون نصيبه فى البحيرة المتقدة بنار وكبريت ..
إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الخميس ) 3 سبتمبر 2015 28 مسري 1731 عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي ( 47 : 8-9 ) الربُّ ملكَ على جميع الأُمَمِ. اللـه جلسَ على كرسيه المُقدَّس. رؤساءُ الشعوبِ اجتمعوا مع إلهِ إبراهيمَ. لأنَّ أعزاءَ اللـهِ قـد ارتفعوا جداً. هللويا. إنجيل العشية من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 15 : 7 ـ 16 ) إن ثبتم فيَّ وثَبَتَ كلامي فيكُم تطلُبونَ ما تُريدونَ فَيكونُ لكُم. بهذا يَتَمَجَّدُ أبي أن تأتوا بثمرٍ كثيرٍ فتكونونَ تلاميذي. كما أحبَّني أبي كذلك أحببتُكُم أنا اُثبُتوا في مَحبَّتي. إن حفِظتُم وصاياي تثبُتونَ في مَحَبَّتي كما أنِّي أنا قد حَفِظتُ وصايا أبي وأنا ثابتٌ في مَحبَّتهِ. كلَّمتُكُم بهذا لكي يَثبُتَ فَرحي فيكُم ويُكمَل فَرَحُكُم. هذه هي وصيَّتي أن تُحبُّوا بعضُكُم بعضاً كما أحببتُكُم. أليس لأحدٍ حُبٌّ أعظَمُ من هذا أن يَضَعَ أحدٌ نَفسَهُ لأجل صديقِهِ. وأنتم أحِبَّائي إن عملتُم كل ما أُوصيتكُم به. ولستُ أدعوكُم عبيداً لأنَّ العبدَ لا يَعلَمُ ما يَصنعُ سيِّدُهُ. لكنِّي قد دعـوتكُم أصدقـائي لأنِّي أعلمتكُم بكل ما سَمِعتُهُ من أبي. لستم أنتُمُ اخترتُموني بل أنا أخترتُكُم وأُطلِقكُم لِتَذهبوا وتأتوا بثَمَرٍ ويَدومَ ثَمَرُكُم. لكي يُعطيكُم الآب كلَّ ما تسألونه باسمي. ( والمجد للـه دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 105 : 3-4 ) وليفرح قلبُ الذين يَلتَمسون الربَّ. ابتغوا الربَّ واعتزُّوا. اطلبوا وجهَهُ في كلِّ حينٍ، واتبَعُوهُ. هللويا. إنجيل باكر من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 16 : 19 ـ 31 ) " كان إنسانٌ غَنِيٌّ وكان يَلبسُ الأَرجوانَ والحريرَّ وهو يتنعَّمُ كلَّ يوم مُترفِّهاً. وكانَ مسكينٌ اسمهُ لعازر، مطروحٌ عند بابهِ مَضرُوباً بالجروح، ويشتهي أن يملأ بطنهُ من الفتاتِ الذي يسقطُ من مائدَةِ الغنيِّ، بل كانت الكلابُ تأتي وتلحسُ جُروحَهُ. فماتَ المسكينُ وحملتهُ الملائكةُ إلى حضن إبراهيمَ. ومات الغنيُّ أيضاً ودُفِنَ، فرفعَ عينيهِ وهو في الجحيم في العذابِ ورأى إبراهيم من بعيدٍ ولعازرَ في حضنهِ، فنادى وقال: يا أبي إبراهيمَ ارحمني، وأرسل لي لعازرَ ليَبُلَّ طرفَ إصبعهِ بماءٍ ويُبرِّدَ لسَانِي، لأنَّي مُعذَّبٌ في هذا اللَّهيبِ. فقال له إبراهيمُ: يا ابني اذكُر أنَّكَ استوفيتَ خيراتِكَ في حياتكَ وكذلك لعازرُ البلايا. والآن هو يتعزَّى هنا وأنتَ تتعذَّبُ. وفوق هذا كُلِّهِ توجد بينَنَا وبينكُم هُوَّةٌ ثابتةٌ عظيمةٌ حتَّى إنَّ الذينَ يُريدُونَ العبُورُ من ههُنَا إليكُم لا يقدرُونَ، ولا الذين من هناكَ يجتازونَ إلينا. فقـال: أسـألك إذاً يا أبتِ أن تُرسِلَهُ إلى بيتِ أبي، لأنَّ لي خمسةَ إخوة، حتَّى يَشهدَ لهم لكيلا يأتُوا هُم أيضاً إلى موضع العذابِ هذا. فقال له إبراهيم: عندَهُم مُوسَى والأنبياءُ، فليسمعوا منهُم. فقال: لا يا أبي إبراهيمَ. بل إذا مضى إليِهم واحدٌ من الأمواتِ يَتُوبُونَ. فقالَ لهُ: إن كانُوا لا يسمعُونَ من مُوسَى والأنبياءِ، ولا إن قامَ واحِدُ مِنَ الأموَاتِ يُصَدِّقُونَ ". ( والمجد للـه دائماً )
القــداس البولس من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين ( 11 : 1 ـ 10 ) وأمَّا الإيمانُ فَهُوَ الثِّقةُ بِما يُرجَى والإيقانُ بأُمُورٍ لا تُرى. فإنَّهُ في هذهِ شُهِد للشُّيوخ. بالإيمانِ نفهمُ أنَّ العَالَمِينَ أُتقِنتْ بكلِمةِ اللهِ حتَّى لمْ يَتكوَّنْ ما يُرى ممَّا هو ظاهرٌ. بالإيمان قرَّبَ هابيلُ للهِ ذبيحةً أفضلَ مِن قايينَ، فبِه شُهِدَ لهُ أنَّه صدِّيقٌ إذ شَهِدَ اللهُ لقرابينِهِ، وبهِ وإنْ ماتَ يتكلَّمُ بعدُ. بالإيمان نُقِلَ أخنوخُ لكي لا يرَى الموتَ ولمْ يُوجَد لأنَّ اللهَ نقلَهُ. إذ قَبْـلَ نقلِهِ شُهِدَ لهُ بأنَّه قد أرضَى اللهَ. ولكنْ بدونِ إيمانٍ لا يُمكِنُ إرضاؤهُ، لأنَّه يَجـبُ أنَّ الذي يأتي إلى اللـهِ يُؤمنُ بأنَّه موجـودٌ، وأنَّهُ يَصيرُ مُجـازياً للذين يَطلُبونهُ. بالإيمان نوحٌ لمَّا أُوحِيَ إليهِ عن أُمُورٍ لمْ تُرَ بعدُ خافَ وصنعَ فُلكاً لخلاصِ بيتِهِ. فَبِه دانَ العَالمَ وصَارَ وارِثاً للبِرِّ الذي للإيمانِ. بالإيمانِ إبراهيمُ لمَّا دُعيَ أطاعَ أنْ يَخرُجَ إلى المكانِ الذي كانَ عَتيداً أنْ يأخُذهُ فخرجَ وهو لا يعلَمُ إلى أين يَتوجَّهُ. بالإيمانِ تغرَّبَ في أرضِ الموعدِ كأنَّها ليستْ أرضَهُ ساكِناً في خيام مع إسحقَ ويعقوبَ شركاءَهُ في ميراثِ هذا الموعدِ بعينهِ، لأنَّهُ كانَ ينتظرُ المدينةَ الَّتي لها الأساساتُ الَّتي صانِعُها وخالِقُها هو اللهُ ". ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة يعقوب الرسول ( 2 : 14 ـ 23 ) ما المنفعةُ يا إخوتي إن قالَ أحدٌ إنَّ لهُ إيماناً ولكن ليسَ له أعمالٌ، هل يَقدِرُ الإيمانُ أن يُخلِّصهُ؟ إن كانَ أخٌ أو أُختٌ عُريانَين ومحتاجين للقوتِ اليوميِّ، فقال لهُمَا أحدُكُمُ: " اذهبا بسلام، استدفيا واشبعا " ولكن لم تُعطُوهُمَا احتياج الجسدِ، فما المنفعةُ؟ هكذا الإيمانُ أيضاً، إن لم يَكُن لهُ أعمالٌ، فهو ميِّتٌ في ذاتهِ. لكن يَقُولُ واحدٌ: " أنت لك إيمانٌ، وأنا لي أعمالٌ! " أرني إيمانكَ بدون أعمالكَ وأنا أريك إيماني بأعمالي. أنت تُؤمنُ أنَّ اللـهَ واحدٌ. حسناً تفعلُ. والشَّيَاطينُ أيضاً يُؤمِنُونَ ويقشَعِرُّونَ! ولكن هل تريد أن تعلمَ أيُّها الإنسانُ الباطلُ أنَّ الإيمانَ بدُونِ أعمال مَيِّتٌ؟ ألم يتبرَّر إبراهيمُ أبونا بالأعمال، إذ قدَّمَ إسحقَ ابنهُ على المذبح؟ فترى أنَّ الإيمانَ عَمِلَ معَ أعمالهِ، وبالأعمال أُكمِلَ الإيمانُ، وتَمَّ الكتَابُ القائِلُ: " فآمنَ إبراهيمُ باللـهِ فَحُسِبَ لهُ بِرّاً " ودُعِيَ خَلِيلَ اللـهِ. ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 7 : 20 ـ 24 ) وفي ذلك الوقت وُلِدَ موسى وكان جميلاً مرضياً عند الله. هذا رُبِّي ثلاثة أشهر في بيت أبيه. ولمَّا طُرِح، أخذته ابنة فرعون وربَّته لنفسها ابناً. فتهذَّب موسى بكلِّ حكمة المصريِّينَ، وكان مُقتدراً في كلامه وفي أعماله. ولمَّا كمِلَت له مدَّة أربعين سنة، خطر على باله أن يفتقد إخوته بني إسـرائيل. وإذ رأى واحـداً مـظلومـاً تحنن عـليه، وانتقم للـمغـلـوب، إذ قتل المصريَّ. وكان يظن أن إخوته يفهمون أن الله على يديه يُعطيهم خلاصاً. وأمَّا هم فلم يفهموا. وفي الغد ظهر لآخرين وهم يتخاصمون، فوفقهم للصلح قائلاً: أنتم رجال إخوةٌ. لماذا تظلمون بعضكم بعضاً؟ فجحده المُتعدي على صاحبه قائلاً: مَن أقامك رئيساً أو قاضياً علينا؟ أتُريد أن تقتلني أنت كما قتلت أمس المصريَّ؟ فهرب موسى بسبب هذه الكلمة، وصار غريباً في أرض مديان، حيث وَلَدَ لهُ هناك ابنان.ولما كمِلَت أربعون سنة، ظهر له ملاك في بريَّة طور سينا في لهيب نار على علَّيقة. فلمَّا رأى موسى الرؤيا تعجَّب. وفيما هو يتقدَّم ليتأمل، صار صوت الربِّ قائلاً: أنا هو إله آبائك، إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب. فارتعد موسى ولم يجسر أن يتأمل. فقال له الربُّ: اخلع نعل رجليك، لأن الموضع الذي أنت واقف عليه هو أرضٌ مقدَّسةٌ. قد رأيت عياناً مشقَّة شعبي الذين في مصر، وسَمِعتُ أنينهم ونزلت لأُخلِّصهم. فهَلُمَّ الآن لأُرسلك إلى مصر. ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. ) السنكسار اليوم الثامن والعشرون من شهر مسرى المبارك عيد نياحة أبائنا إبراهيم وإسحق ويعقوب في مثل هذا اليوم نعيد لآبائنا القديسين إبراهيم وإسحق ويعقوب. 1 ـ أمَّا عن أبينا إبراهيم، فمن من البشر يستطيع أن يصف فضائله. هذا الذي صار أباً لأمـم كثيرة. وآمـن باللـه، وأطـاع وصدق مواعيده ولم يشك فيها. فقد ظهر له الرب في رؤيا الليل وقال له: " اخرج من أرضك ومن بيت أبيك وتعالى إلى الأرض التي بحاران ". ثم ظهر له الرب في شبه ثلاثة رجال فظنهم أناساً عابدين وأضافهم. ووعده اللـه بولادة إسحق، وكان حينئذ ابن مائة سنة، وسارة زوجته تقدمت في أيامها. فآمن الإثنان بقول اللـه. ولما ولد إسحق ختنه أبوه في اليوم الثامن لولادته. ومع أنه كان واثقاً من أن بنسله تتبارك جميع أمم الأرض فقد قال له اللـه على سبيل الإمتحان: " خذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحق وقدمه لي محرقة " فلم يشك في قوله تعالى بل قدمه للذبح واثقاً أن اللـه قادراً أن يقيمه ويقيم به النسل. ولما أكمل ذبحه بالنية، أظهر اللـه فضله للأجيال الآتية بقوله له: " بذاتي أقسمت يقول الرب: اني من أجل أنك فعلت هذا الأمر ولم تمسك ابنك وحيدك. أباركك مباركة وأكثر نسلك تكثيراً كنجوم السماء " وقد تم له ذلك ودعي أباً للمسيح بالجسد وبعد أن بلغ عمره مئة وخمساً وسبعين سنة انتقل بسلام.صلاته تكون معنا. آمين. 2 ـ أما أبونا إسحق فقد ولد بوعد إلهي وكمل في البر والطاعة للـه ولأبيه، حتى رضى أن يذبحه قرباناً للـه، وهو ابن الوعد الذي رزق به أبوه وعمره مائة سنة. ولم يكن إسحق صغيراً لأن الكتاب يقول: " أنه حمل الحطب مسافة بعيدة إلى أن صعد على رأس الجبل ". ويقول بعض المؤرخين أن عمره وقتئذ كان يبلغ سبعاً وثلاثين سنة، فأطاع أباه ومد عنقه للذبح إلى أن أمر الملاك أباه برفع يده. فكما دعى أبوه ذابح ابنه بالنية هكذا دعي هو أيضاً ذبيحاً بالنية. وقد قاسى شدائد كثيرة وأحزان، وتغـرب ورزقـه اللـه ولـدين همـا يعقوب وعيسو. وكان إسحق يحب عيسو لشجاعته. ولما شاخ وضعف بصره استدعى عيسو وقال له: " أنا قد شخت يا ابني ولست أعرف يوم وفاتي. اذهب تصيد لي صيداً واصنع لي طعاماً لآكل حتى تُباركك نفسي ". وكانت رفقة تسمع هذا الكلام فاستدعت ابنها يعقوب وقالت له: " يا ابني اذبح صيداً وقدمه لأبيك ليأكل ويباركك، قبل أن يموت ". فقال يعقوب لأمه: " هوذا عيسو أخي رجل أشعر وأنا أملس. ربما يجسني أبي فأكون في عينيه كمتهاون وأجلب على نفسي لعنة لا بركة ". فقالت له أمه: " لعنتك عليَّ يا ابني ". وكان هذا بإيعاز إلهي. فصنع يعقوب ما أمرته به، وأكل أبوه وباركه ولما بلغ عمره مائة وثمانين سنة تنيح بسلام.صلاته تكون معنا. آمين 3 ـ أما أب الأسباط يعقوب. فقد دعاه اللـه إسرائيل. كان أخوه عيسو يبغضه لأنه أخذ بركة أبيه، ولهذا خاف منه، ومضى إلى لابان خاله ورعى له غنمه سبع سنين فزوجه ابنته ليئة، ثم رعى الغنم سبع سنين أخرى فزوجه ابنته الثانية راحيل.وكان اذا قال له خاله: " إن أجرتك كل الغنم الرقطاء ولدت الغنم رقطاء ". وإذا قال له: " إن أجرتك كل الغنم المخططة, ولدت الغنم مخططة " وقد أغناه اللـه جداً، وعاد بإمرأتيه ليئة وراحيل ورزقه اللـه اثنى عشر ابناً، ورأى اللـه وجهاً لوجه، وصارعه حتى طلـوع الفجر، ودعـاه اللـه إسرائيل، وقـد قـاسى أحزاناً وشـدائد كثيرة مثل بيع ابنه يوسف كعبد للمصريين، وفقد بصره، وحدوث الغلاء الشديد، وغير ذلك كما جاء بالكتاب المقدس. ثم صار ابنه يوسف وزيراً لملك مصر، وسعى حتى أحضره إليه، فأقام بمصر سبع عشرة سنة. ولما دنت أيام وفـاتـه استـدعـى بنيـه الاثنى عشـر وبـاركـهـم، وخـص يـهـوذا بالمـلك وقال: ان السيد المسيح سيظهر من نسله. وبعد ما بلغ عمره مئة وسبعاً وأربعين سنة، تنيح بسلام بعد أن أوصى أن يدفن في مقبرة آبائه. وحمله يوسف على مركبة فرعون، وأتى به إلى أرض كنعان حيث دفن مع آبائه.صلواتهم تكون معنا.ولربنا المجد دائماً. آمين.
مزمور القداس من مزامير أبينا داود النبي ( 105 : 8-10 ) الكلمةُ التي أَوصى بها إلى آلافِ الأجيال، الذي عهد به لإبراهيم، وقسمَهُ لإسحقَ أقامَه ليعقوبَ أمراً، ولإسرائيلَ عهداً إلى الأبـدِ. هللويا. إنجيل القداس من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 12 : 18 ـ 27 ) وجاء إليهِ الصَّدُّوقيِّينَ، الذين يَقولُونَ ليس قيامةٌ، وسألُوهُ قائلين: " يامُعَلِّم كتبَ لنا مُوسَى إن ماتَ لأحدٍ أخٌ، وترك امرأةً ولم يُخَلِّف أولاداً، يتزوجها أخوه، ويُقيمَ نسلاً لأخيهِ. فكان عندنا سبعةُ إخوةٍ. تزوج الأوَّلُ امرأةً وماتَ، ولم يَترُك نسلاً. فتزوجها الثَّاني ومات ولم يترك هو أيضاً نسلاً. وهكذا الثَّالثُ والسَّابعُ ولم يتركا نسلاً. وآخِر الكلِّ مَاتَتِ المرأةُ أيضاً. ففي القيامةِ، لمَن منهم تكونُ زوجةً؟ لأنَّها كانت زوجةً للسَّبعةِ ". فقال لهم يسوع:" أليسَ لهذا تَضِلُّونَ، إذ لا تَعرفُونَ الكُتُبَ ولا قُوَّةَ اللـهِ؟ لأنَّهُم متى قامَوا من الأمواتِ لا يُزَوِّجُونَ ولا يُزَوَّجُونَ، بل يَكُونُونَ كمَلائكَةٍ في السَّمواتِ. وأمَّا من جهةِ الأمواتِ إنَّهُم يَقُومُونَ: أفما قَرَأتُم في كتابِ مُوسَى، في أمر العُلَّيقَةِ، كيفَ كَلَّمَهُ اللـهُ قائلاً. " أنا إلهُ إبراهيمَ وإلهُ ‘إسحق وإلهُ يعقوبَ؟ ليسَ هو إلهَ أمواتٍ بل إلهُ أحيَاءٍ فأنتُم إذاً تَضِلُّونَ كَثِيراً ". ( والمجد للـه دائماً ) +++
09-03-2015, 08:06 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الخميس ) 3 سبتمبر 2015 28 مسري 1731 عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي ( 47 : 8-9 ) الربُّ ملكَ على جميع الأُمَمِ. اللـه جلسَ على كرسيه المُقدَّس. رؤساءُ الشعوبِ اجتمعوا مع إلهِ إبراهيمَ. لأنَّ أعزاءَ اللـهِ قـد ارتفعوا جداً. هللويا. إنجيل العشية من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 15 : 7 ـ 16 ) إن ثبتم فيَّ وثَبَتَ كلامي فيكُم تطلُبونَ ما تُريدونَ فَيكونُ لكُم. بهذا يَتَمَجَّدُ أبي أن تأتوا بثمرٍ كثيرٍ فتكونونَ تلاميذي. كما أحبَّني أبي كذلك أحببتُكُم أنا اُثبُتوا في مَحبَّتي. إن حفِظتُم وصاياي تثبُتونَ في مَحَبَّتي كما أنِّي أنا قد حَفِظتُ وصايا أبي وأنا ثابتٌ في مَحبَّتهِ. كلَّمتُكُم بهذا لكي يَثبُتَ فَرحي فيكُم ويُكمَل فَرَحُكُم. هذه هي وصيَّتي أن تُحبُّوا بعضُكُم بعضاً كما أحببتُكُم. أليس لأحدٍ حُبٌّ أعظَمُ من هذا أن يَضَعَ أحدٌ نَفسَهُ لأجل صديقِهِ. وأنتم أحِبَّائي إن عملتُم كل ما أُوصيتكُم به. ولستُ أدعوكُم عبيداً لأنَّ العبدَ لا يَعلَمُ ما يَصنعُ سيِّدُهُ. لكنِّي قد دعـوتكُم أصدقـائي لأنِّي أعلمتكُم بكل ما سَمِعتُهُ من أبي. لستم أنتُمُ اخترتُموني بل أنا أخترتُكُم وأُطلِقكُم لِتَذهبوا وتأتوا بثَمَرٍ ويَدومَ ثَمَرُكُم. لكي يُعطيكُم الآب كلَّ ما تسألونه باسمي. ( والمجد للـه دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 105 : 3-4 ) وليفرح قلبُ الذين يَلتَمسون الربَّ. ابتغوا الربَّ واعتزُّوا. اطلبوا وجهَهُ في كلِّ حينٍ، واتبَعُوهُ. هللويا. إنجيل باكر من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 16 : 19 ـ 31 ) " كان إنسانٌ غَنِيٌّ وكان يَلبسُ الأَرجوانَ والحريرَّ وهو يتنعَّمُ كلَّ يوم مُترفِّهاً. وكانَ مسكينٌ اسمهُ لعازر، مطروحٌ عند بابهِ مَضرُوباً بالجروح، ويشتهي أن يملأ بطنهُ من الفتاتِ الذي يسقطُ من مائدَةِ الغنيِّ، بل كانت الكلابُ تأتي وتلحسُ جُروحَهُ. فماتَ المسكينُ وحملتهُ الملائكةُ إلى حضن إبراهيمَ. ومات الغنيُّ أيضاً ودُفِنَ، فرفعَ عينيهِ وهو في الجحيم في العذابِ ورأى إبراهيم من بعيدٍ ولعازرَ في حضنهِ، فنادى وقال: يا أبي إبراهيمَ ارحمني، وأرسل لي لعازرَ ليَبُلَّ طرفَ إصبعهِ بماءٍ ويُبرِّدَ لسَانِي، لأنَّي مُعذَّبٌ في هذا اللَّهيبِ. فقال له إبراهيمُ: يا ابني اذكُر أنَّكَ استوفيتَ خيراتِكَ في حياتكَ وكذلك لعازرُ البلايا. والآن هو يتعزَّى هنا وأنتَ تتعذَّبُ. وفوق هذا كُلِّهِ توجد بينَنَا وبينكُم هُوَّةٌ ثابتةٌ عظيمةٌ حتَّى إنَّ الذينَ يُريدُونَ العبُورُ من ههُنَا إليكُم لا يقدرُونَ، ولا الذين من هناكَ يجتازونَ إلينا. فقـال: أسـألك إذاً يا أبتِ أن تُرسِلَهُ إلى بيتِ أبي، لأنَّ لي خمسةَ إخوة، حتَّى يَشهدَ لهم لكيلا يأتُوا هُم أيضاً إلى موضع العذابِ هذا. فقال له إبراهيم: عندَهُم مُوسَى والأنبياءُ، فليسمعوا منهُم. فقال: لا يا أبي إبراهيمَ. بل إذا مضى إليِهم واحدٌ من الأمواتِ يَتُوبُونَ. فقالَ لهُ: إن كانُوا لا يسمعُونَ من مُوسَى والأنبياءِ، ولا إن قامَ واحِدُ مِنَ الأموَاتِ يُصَدِّقُونَ ". ( والمجد للـه دائماً )
القــداس البولس من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين ( 11 : 1 ـ 10 ) وأمَّا الإيمانُ فَهُوَ الثِّقةُ بِما يُرجَى والإيقانُ بأُمُورٍ لا تُرى. فإنَّهُ في هذهِ شُهِد للشُّيوخ. بالإيمانِ نفهمُ أنَّ العَالَمِينَ أُتقِنتْ بكلِمةِ اللهِ حتَّى لمْ يَتكوَّنْ ما يُرى ممَّا هو ظاهرٌ. بالإيمان قرَّبَ هابيلُ للهِ ذبيحةً أفضلَ مِن قايينَ، فبِه شُهِدَ لهُ أنَّه صدِّيقٌ إذ شَهِدَ اللهُ لقرابينِهِ، وبهِ وإنْ ماتَ يتكلَّمُ بعدُ. بالإيمان نُقِلَ أخنوخُ لكي لا يرَى الموتَ ولمْ يُوجَد لأنَّ اللهَ نقلَهُ. إذ قَبْـلَ نقلِهِ شُهِدَ لهُ بأنَّه قد أرضَى اللهَ. ولكنْ بدونِ إيمانٍ لا يُمكِنُ إرضاؤهُ، لأنَّه يَجـبُ أنَّ الذي يأتي إلى اللـهِ يُؤمنُ بأنَّه موجـودٌ، وأنَّهُ يَصيرُ مُجـازياً للذين يَطلُبونهُ. بالإيمان نوحٌ لمَّا أُوحِيَ إليهِ عن أُمُورٍ لمْ تُرَ بعدُ خافَ وصنعَ فُلكاً لخلاصِ بيتِهِ. فَبِه دانَ العَالمَ وصَارَ وارِثاً للبِرِّ الذي للإيمانِ. بالإيمانِ إبراهيمُ لمَّا دُعيَ أطاعَ أنْ يَخرُجَ إلى المكانِ الذي كانَ عَتيداً أنْ يأخُذهُ فخرجَ وهو لا يعلَمُ إلى أين يَتوجَّهُ. بالإيمانِ تغرَّبَ في أرضِ الموعدِ كأنَّها ليستْ أرضَهُ ساكِناً في خيام مع إسحقَ ويعقوبَ شركاءَهُ في ميراثِ هذا الموعدِ بعينهِ، لأنَّهُ كانَ ينتظرُ المدينةَ الَّتي لها الأساساتُ الَّتي صانِعُها وخالِقُها هو اللهُ ". ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة يعقوب الرسول ( 2 : 14 ـ 23 ) ما المنفعةُ يا إخوتي إن قالَ أحدٌ إنَّ لهُ إيماناً ولكن ليسَ له أعمالٌ، هل يَقدِرُ الإيمانُ أن يُخلِّصهُ؟ إن كانَ أخٌ أو أُختٌ عُريانَين ومحتاجين للقوتِ اليوميِّ، فقال لهُمَا أحدُكُمُ: " اذهبا بسلام، استدفيا واشبعا " ولكن لم تُعطُوهُمَا احتياج الجسدِ، فما المنفعةُ؟ هكذا الإيمانُ أيضاً، إن لم يَكُن لهُ أعمالٌ، فهو ميِّتٌ في ذاتهِ. لكن يَقُولُ واحدٌ: " أنت لك إيمانٌ، وأنا لي أعمالٌ! " أرني إيمانكَ بدون أعمالكَ وأنا أريك إيماني بأعمالي. أنت تُؤمنُ أنَّ اللـهَ واحدٌ. حسناً تفعلُ. والشَّيَاطينُ أيضاً يُؤمِنُونَ ويقشَعِرُّونَ! ولكن هل تريد أن تعلمَ أيُّها الإنسانُ الباطلُ أنَّ الإيمانَ بدُونِ أعمال مَيِّتٌ؟ ألم يتبرَّر إبراهيمُ أبونا بالأعمال، إذ قدَّمَ إسحقَ ابنهُ على المذبح؟ فترى أنَّ الإيمانَ عَمِلَ معَ أعمالهِ، وبالأعمال أُكمِلَ الإيمانُ، وتَمَّ الكتَابُ القائِلُ: " فآمنَ إبراهيمُ باللـهِ فَحُسِبَ لهُ بِرّاً " ودُعِيَ خَلِيلَ اللـهِ. ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 7 : 20 ـ 24 ) وفي ذلك الوقت وُلِدَ موسى وكان جميلاً مرضياً عند الله. هذا رُبِّي ثلاثة أشهر في بيت أبيه. ولمَّا طُرِح، أخذته ابنة فرعون وربَّته لنفسها ابناً. فتهذَّب موسى بكلِّ حكمة المصريِّينَ، وكان مُقتدراً في كلامه وفي أعماله. ولمَّا كمِلَت له مدَّة أربعين سنة، خطر على باله أن يفتقد إخوته بني إسـرائيل. وإذ رأى واحـداً مـظلومـاً تحنن عـليه، وانتقم للـمغـلـوب، إذ قتل المصريَّ. وكان يظن أن إخوته يفهمون أن الله على يديه يُعطيهم خلاصاً. وأمَّا هم فلم يفهموا. وفي الغد ظهر لآخرين وهم يتخاصمون، فوفقهم للصلح قائلاً: أنتم رجال إخوةٌ. لماذا تظلمون بعضكم بعضاً؟ فجحده المُتعدي على صاحبه قائلاً: مَن أقامك رئيساً أو قاضياً علينا؟ أتُريد أن تقتلني أنت كما قتلت أمس المصريَّ؟ فهرب موسى بسبب هذه الكلمة، وصار غريباً في أرض مديان، حيث وَلَدَ لهُ هناك ابنان.ولما كمِلَت أربعون سنة، ظهر له ملاك في بريَّة طور سينا في لهيب نار على علَّيقة. فلمَّا رأى موسى الرؤيا تعجَّب. وفيما هو يتقدَّم ليتأمل، صار صوت الربِّ قائلاً: أنا هو إله آبائك، إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب. فارتعد موسى ولم يجسر أن يتأمل. فقال له الربُّ: اخلع نعل رجليك، لأن الموضع الذي أنت واقف عليه هو أرضٌ مقدَّسةٌ. قد رأيت عياناً مشقَّة شعبي الذين في مصر، وسَمِعتُ أنينهم ونزلت لأُخلِّصهم. فهَلُمَّ الآن لأُرسلك إلى مصر. ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. ) السنكسار اليوم الثامن والعشرون من شهر مسرى المبارك عيد نياحة أبائنا إبراهيم وإسحق ويعقوب في مثل هذا اليوم نعيد لآبائنا القديسين إبراهيم وإسحق ويعقوب. 1 ـ أمَّا عن أبينا إبراهيم، فمن من البشر يستطيع أن يصف فضائله. هذا الذي صار أباً لأمـم كثيرة. وآمـن باللـه، وأطـاع وصدق مواعيده ولم يشك فيها. فقد ظهر له الرب في رؤيا الليل وقال له: " اخرج من أرضك ومن بيت أبيك وتعالى إلى الأرض التي بحاران ". ثم ظهر له الرب في شبه ثلاثة رجال فظنهم أناساً عابدين وأضافهم. ووعده اللـه بولادة إسحق، وكان حينئذ ابن مائة سنة، وسارة زوجته تقدمت في أيامها. فآمن الإثنان بقول اللـه. ولما ولد إسحق ختنه أبوه في اليوم الثامن لولادته. ومع أنه كان واثقاً من أن بنسله تتبارك جميع أمم الأرض فقد قال له اللـه على سبيل الإمتحان: " خذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحق وقدمه لي محرقة " فلم يشك في قوله تعالى بل قدمه للذبح واثقاً أن اللـه قادراً أن يقيمه ويقيم به النسل. ولما أكمل ذبحه بالنية، أظهر اللـه فضله للأجيال الآتية بقوله له: " بذاتي أقسمت يقول الرب: اني من أجل أنك فعلت هذا الأمر ولم تمسك ابنك وحيدك. أباركك مباركة وأكثر نسلك تكثيراً كنجوم السماء " وقد تم له ذلك ودعي أباً للمسيح بالجسد وبعد أن بلغ عمره مئة وخمساً وسبعين سنة انتقل بسلام.صلاته تكون معنا. آمين. 2 ـ أما أبونا إسحق فقد ولد بوعد إلهي وكمل في البر والطاعة للـه ولأبيه، حتى رضى أن يذبحه قرباناً للـه، وهو ابن الوعد الذي رزق به أبوه وعمره مائة سنة. ولم يكن إسحق صغيراً لأن الكتاب يقول: " أنه حمل الحطب مسافة بعيدة إلى أن صعد على رأس الجبل ". ويقول بعض المؤرخين أن عمره وقتئذ كان يبلغ سبعاً وثلاثين سنة، فأطاع أباه ومد عنقه للذبح إلى أن أمر الملاك أباه برفع يده. فكما دعى أبوه ذابح ابنه بالنية هكذا دعي هو أيضاً ذبيحاً بالنية. وقد قاسى شدائد كثيرة وأحزان، وتغـرب ورزقـه اللـه ولـدين همـا يعقوب وعيسو. وكان إسحق يحب عيسو لشجاعته. ولما شاخ وضعف بصره استدعى عيسو وقال له: " أنا قد شخت يا ابني ولست أعرف يوم وفاتي. اذهب تصيد لي صيداً واصنع لي طعاماً لآكل حتى تُباركك نفسي ". وكانت رفقة تسمع هذا الكلام فاستدعت ابنها يعقوب وقالت له: " يا ابني اذبح صيداً وقدمه لأبيك ليأكل ويباركك، قبل أن يموت ". فقال يعقوب لأمه: " هوذا عيسو أخي رجل أشعر وأنا أملس. ربما يجسني أبي فأكون في عينيه كمتهاون وأجلب على نفسي لعنة لا بركة ". فقالت له أمه: " لعنتك عليَّ يا ابني ". وكان هذا بإيعاز إلهي. فصنع يعقوب ما أمرته به، وأكل أبوه وباركه ولما بلغ عمره مائة وثمانين سنة تنيح بسلام.صلاته تكون معنا. آمين 3 ـ أما أب الأسباط يعقوب. فقد دعاه اللـه إسرائيل. كان أخوه عيسو يبغضه لأنه أخذ بركة أبيه، ولهذا خاف منه، ومضى إلى لابان خاله ورعى له غنمه سبع سنين فزوجه ابنته ليئة، ثم رعى الغنم سبع سنين أخرى فزوجه ابنته الثانية راحيل.وكان اذا قال له خاله: " إن أجرتك كل الغنم الرقطاء ولدت الغنم رقطاء ". وإذا قال له: " إن أجرتك كل الغنم المخططة, ولدت الغنم مخططة " وقد أغناه اللـه جداً، وعاد بإمرأتيه ليئة وراحيل ورزقه اللـه اثنى عشر ابناً، ورأى اللـه وجهاً لوجه، وصارعه حتى طلـوع الفجر، ودعـاه اللـه إسرائيل، وقـد قـاسى أحزاناً وشـدائد كثيرة مثل بيع ابنه يوسف كعبد للمصريين، وفقد بصره، وحدوث الغلاء الشديد، وغير ذلك كما جاء بالكتاب المقدس. ثم صار ابنه يوسف وزيراً لملك مصر، وسعى حتى أحضره إليه، فأقام بمصر سبع عشرة سنة. ولما دنت أيام وفـاتـه استـدعـى بنيـه الاثنى عشـر وبـاركـهـم، وخـص يـهـوذا بالمـلك وقال: ان السيد المسيح سيظهر من نسله. وبعد ما بلغ عمره مئة وسبعاً وأربعين سنة، تنيح بسلام بعد أن أوصى أن يدفن في مقبرة آبائه. وحمله يوسف على مركبة فرعون، وأتى به إلى أرض كنعان حيث دفن مع آبائه.صلواتهم تكون معنا.ولربنا المجد دائماً. آمين.
مزمور القداس من مزامير أبينا داود النبي ( 105 : 8-10 ) الكلمةُ التي أَوصى بها إلى آلافِ الأجيال، الذي عهد به لإبراهيم، وقسمَهُ لإسحقَ أقامَه ليعقوبَ أمراً، ولإسرائيلَ عهداً إلى الأبـدِ. هللويا. إنجيل القداس من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 12 : 18 ـ 27 ) وجاء إليهِ الصَّدُّوقيِّينَ، الذين يَقولُونَ ليس قيامةٌ، وسألُوهُ قائلين: " يامُعَلِّم كتبَ لنا مُوسَى إن ماتَ لأحدٍ أخٌ، وترك امرأةً ولم يُخَلِّف أولاداً، يتزوجها أخوه، ويُقيمَ نسلاً لأخيهِ. فكان عندنا سبعةُ إخوةٍ. تزوج الأوَّلُ امرأةً وماتَ، ولم يَترُك نسلاً. فتزوجها الثَّاني ومات ولم يترك هو أيضاً نسلاً. وهكذا الثَّالثُ والسَّابعُ ولم يتركا نسلاً. وآخِر الكلِّ مَاتَتِ المرأةُ أيضاً. ففي القيامةِ، لمَن منهم تكونُ زوجةً؟ لأنَّها كانت زوجةً للسَّبعةِ ". فقال لهم يسوع:" أليسَ لهذا تَضِلُّونَ، إذ لا تَعرفُونَ الكُتُبَ ولا قُوَّةَ اللـهِ؟ لأنَّهُم متى قامَوا من الأمواتِ لا يُزَوِّجُونَ ولا يُزَوَّجُونَ، بل يَكُونُونَ كمَلائكَةٍ في السَّمواتِ. وأمَّا من جهةِ الأمواتِ إنَّهُم يَقُومُونَ: أفما قَرَأتُم في كتابِ مُوسَى، في أمر العُلَّيقَةِ، كيفَ كَلَّمَهُ اللـهُ قائلاً. " أنا إلهُ إبراهيمَ وإلهُ ‘إسحق وإلهُ يعقوبَ؟ ليسَ هو إلهَ أمواتٍ بل إلهُ أحيَاءٍ فأنتُم إذاً تَضِلُّونَ كَثِيراً ". ( والمجد للـه دائماً ) +++
09-03-2015, 06:05 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
مقال لقداسة البابا شنودة الثالث .. البابا الراحل المقيم ..
فلسفة الأخذ والعطاء
هل نحن في الحياة نأخذ أم نعطي؟ أم نحن نأخذ ونعطي؟ أم نأخذ ولا نعطي..؟ لكي نفهم كل هذا, علينا أن ندرك ما هي فلسفة الأخذ والعطاء.
† كلنا في الحياة نأخذ ونعطي, وسعيد هو الإنسان الذي مهما أعطي, يشعر أنه يأخذ أكثر مما يعطي, أو أنه لا يشعر إطلاقًا بأنه يعطي.. بينما مسكين ذلك الشخص الذي لا يظن أنه لا يأخذ شيئًا أو هو لا يشعر بما يأخذه.. إنه يعيش تعيسًا في الحياة, شاعرًا بالظلم, وشاعرًا بالعوز والاحتياج, وقد يقضي عمره كله في التذمر وفي الضجر والشكوى, وفي الافتقاد إلي الحب.
† واحد فقط يعطي باستمرار دون أن يأخذ من أحد, انه الله, والله وحده يعطي الكل, ولا يأخذ من أحد شيئًا. ذلك لأنه لا يحتاج إلي شيء فهو مكتف بذاته, كامل في كل شيء يملك كل شيء, ولا يوجد عند أحد شيء يعطيه لله.
لكن لعل البعض يسأل: ألسنا في الصلاة نعطي الله وقتًا, ونعطيه قلبًا وشعورًا وخشوعًا وحبًا؟ كلا ليس هذا هو المفهوم الحقيقي للصلاة, بل إننا عندما نصلي, إنما نأخذ من الله معونة, ونأخذ منه نعمة وبركة, ونأخذ كافة احتياجاتنا الروحية والمادية, بل نأخذ أيضا لذة التخاطب معه ولذة الوجود في عشرة الله.
والذي يظن أنه في الصلاة يعطي الله وقتا, ما أسهل عليه أن يمتنع أحيانًا عن الصلاة محتجًا بأنه ليس له, وقت ليعطيه!
في الواقع إننا نصلي لأننا محتاجون إلي الله, لذلك نبسط إليه أيدينا إشارة إلي أخذنا منه, إن أفواهنا تتقدس عندما تلفظ اسمه القدوس, ولاشك أنه تواضع كبير من الله عز وجل أن يسمح لنا بمخاطبته, لهذا ففي كل مرة نسجد للصلاة, ينبغي أن نشكر الله -تبارك اسمه- علي تواضعه وسماحه لنا بمخاطبته.
وعندما يقول الله: يا ابني أعطني قلبك.. فان ما يقصد: اعطني هذا القلب لكي أطهره وأقدسه, وأملأه حبًا ونقاء, وأجعل فيه ما يحتمله من كل أنواع الفضائل, وأرفعه عن مستواه الأرضي لكي أجلسه في السماويات.
† وعموما من جهة موقفنا من العطاء, نحن لا نملك شيئًا لنعطيه, فكل الذي لنا هو ملك لله, قد استودعنا إياه, وقد أخذناه منه لنعطيه لغيرنا, فكل ما نتبرع به لمشروعات الخير, إنما نقول عنه لله ما سبق أن قاله داود النبي: من يدك أعطيناك تماما كالابن الصغير الذي يقدم هدية في عيد الأسرة لأبيه أو أمه, ومن هنا قد أخذ المال الذي اشتري به هذه الهدية.
إن الله قد أعطانا اليد التي تعطي, وأعطانا الخير الذي نعطي منه, بل قد أعطانا أيضا محبة العطاء والقدرة علي العطاء, حقًا إن موهبة العطاء قد أخذناها منه, قد تفضل الله وأنعم بها علينا, هي جزء من عمله فينا, وجزء من مؤازرة نعمته علينا, لان كل موهبة صالحة هي نازلة من فوق من عند الله.
† كل شيء نعطيه سنجده في الأبدية, وسنري أكثر منه بكثير في المكافأة السمائية إذن فالشيء الذي نعطيه, أو الذي يعطيه الله عن طريقنا, هي محجوز لنا فوق, لم يضع.. وفي الواقع إننا لم نعطه, وإنا قد ادخرناه.. وبالإضافة إلي ذلك فإنما نحن نعطي الفانيات لكي نأخذ الباقيات, نعطي الأرضيات ونأخذ السماويات.. لا شك إذن أننا نأخذ أكثر مما نعطي.
† لذلك أيها القارئ العزيز, عود نفسك علي العطاء, فقد قال السيد المسيح له المجد: "مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ" (سفر أعمال الرسل 20: 35). أعط بفرح لا بتضايق، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. لان الكتاب يقول: المعطي المسرور يحبه الرب، ونص الآية هو: "الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 9: 7). إذن ليكن عطاؤك هو عن حب وعن عاطفة, وبسخاء وكرم, أعط وأنت موسر, وأعط وأنت معوز, والذي يعطي من أعوازه يكون أعظم بكثير من الذين يعطون عن سعة وأجره أكبر في السماء.
† وإن لم يكن لك ما تعطيه لغيرك أعط ابتسامة طيبة, أو كلمة تشجيع, أو عبارة تفرح قلب غيرك. ولا تظن أن هذا العطاء المعنوي أقل من العطاء المادي في شيء, بل أحيانًا يكون أعمق أثرا, ولكن حذاري أن تكتفي بالعطاء المعنوي إن كان بإمكانك أن تعطي المادة أيضًا.
وأشعر ـ عندما تعطي أنك تأخذ فالسعادة التي يشعر بها قلبك حينما يحقق سعادة لغيره, هي شيء أسمي من أن يقتني بالمال, راحة الضمير التي تأخذها, وفرحة القلب برضا الناس, كلها أمور أسمي من المادة, يأخذ علي الأرض ويأخذ أعظم منها في السماء.
† عندما تعطي, لا تحقق كثيرًا مع الذين تعطيه, وإلا كنت في موضع القاضي وليس العابد, لا تحقق كثيرًا لئلا تخجل الذي تعطيه, وتريق ماء وجهه. حسن إنك قد أعطيته حاجته, فأعطه أيضًا كرامة وعزة نفس, ولا تشعره بذلة في الأخذ,.
† وعندما تعطي انس أنك قد أعطيت, ولا تتحدث عما فعلته, بل لا تفكر فيه, ولعل هذا بعض ما قصده السيد المسيح حينما قال في العطاء, لا تجعل شمالك تعرف ما تفعله يمينك، ونص الآية هو: "لاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ" (إنجيل متى 6: 3), وإنك تذكرت قل لنفسك, أنا لم أعط هذا الإنسان شيئًا, بل هو الذي أعطاني فرصة لأسعد بهذا الأمر أن الأم عندما تعطي ابنها حنانا إنما تسعد هي نفسها بهذا الحنان. وهي عندما ترضعه إنما تشعر براحة, ربما أكثر من راحته هو في الرضاعة, لذلك فان عمل الحب هو عمل متبادل, يأخذ فيه الإنسان أثناء إعطائه لغيره.
† كذلك عندما تأخذ احذر من تأخذ شيئًا من الشيطان ولا من جنوده, والشيطان عندما يعطي, يأخذ أكثر مما يعطيك, قد يعطيك لذة الجسد, ويأخذ منك كرامة الروح, قد يعطيك كرامة أمام الناس, ويأخذ منك فضيلة الاتضاع, أو يعطيك اللهو والعبث, ويسحب منك الحكمة والرزانة.. تخطيء إذن إن ظننت انك تأخذ منه شيئًا. +++
09-04-2015, 11:40 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
مقالة لقداسة البابا شنودة الثالث .. البابا الراحل المقيم ..
الذاتية و إنكار الذات
لا تظنوا أيها الأخوة الأحباء أن عبادة الأصنام قد تلاشت من الأرض. فهناك صنم خطير يكاد يعبده الكل.. انه الذات ego..
كل إنسان مشغول بذاته، معجب بذاته، يضع ذاته في المرتبة الأولى من الأهمية.. أو في المرتبة الوحيدة من الأهمية.. يفكر في ذاته، ويعمل من أجل ذاته، ويهمه أن تكبر هذه الذات، بل تصير أكبر من الكل، ويهمه أن تتمتع هذه الذات، بشكل اللذات، بأي ثمن، وبأي شكل.
هذه هي الذاتية، أو التمركز حول الذات.. وفيها يختفي الكل، وتبقى الذات وحدها.. فيها ينسى الإنسان غيره من الناس، أو يتجاهل الكل، وتبقى ذاته في الصورة، وحدها.. ولا مانع من أن يضحى بالكل من أجل ذاته.. وأن يفكر هذا الإنسان في غيره، يكون تفكيره ثانويًا، في المرحلة التالية لذاته، أو قد يكون تفكيرًا سطحيًا، أو تفكير عابرًا..
وإن أحب ذلك الإنسان الغارق في الذاتية، فإنه يحب من أجل ذاته، ويكون من يحبه مجرد خادم للذاته.. هو لا يحب الغير من أجل الغير، وإنما يحب من يشبعه في ناحية ما.. يحب مثلًا من يمدحه، أو من يقضى له حاجياته، أو من يشبع له شهواته، أو من يحقق له رغبة معينة.. فهو في الحقيقة يحب ذاته لا غيره. وما حبه لغيره سوى وسيلة يحقق بها محبته لذاته.
لذلك لا مانع عند هذا الشخص أن يضحى بهذا الحب إذا اصطدم بذاته ورغباته.. ولعل هذا يفسر لنا الصداقات التي تنحل بسرعة إذا ما اصطدمت بكرامة ذاتية أو غرض ذاتي.. ولعل هذا يفسر لنا أيضًا الزيجات التي تنتهي إلى الطلاق أو إلى الانفصال بينما يظن البعض أنها قد بدأت بحب، وبحب عنيف أو عميق.. قطعًا أن ذلك لم يكن حبًا بمعناه الحقيقي، لأن في الحب تضحية، وفيه احتمالا وبذلا وعذرًا للآخرين. والمحبة كما قال الكتاب: "تحتمل كل شيء"..
إنما مثل هؤلاء أشخاص كانوا يحبون ذواتهم فيما هم يتغنون بمحبتهم لغيرهم.
كان في محبتهم عنصر الذاتية، لذلك ضحوا بهذه المحبة على مذبح الذاتية أيضًا.. إن المحبة تصل إلى أعماقها حينما تتكلل بالبذل.. إن المحب الحقيقي هو الذي يضحى من أجل أحبائه بكل شيء، ولو أدى الأمر أن يضحى بذاته.. وكما قال الإنجيل: "ليس حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه عن أحبائه"
أما المحبة التي تأخذ أكثر مما تعطى، فهي ليست محبة حقيقية، إنما محبة للذات. كذلك المحبة التي تحب لتأخذ.. إنها تحب ما تأخذه، ولا تحب من تأخذ منه.. لذلك كانت محبة الله محبة كاملة مثالية، لأنها باستمرار تعطى دون أن تأخذ ولذلك أيضًا كانت محبة الأم لطفلها محبة حقيقية، لأنها باستمرار تعطى وباستمرار تبذل..
ولكن لعل إنسانًا يسأل: ولماذا لا نحب ذواتنا؟ وأية خطيئة في ذلك؟ ومن من الناس لا يحب ذاته؟! إنها غريزة في النفس..
نعم، جميل منك أن تحب نفسك، ولكن تحبها محبة روحية (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). تحب ذاتك من حيث أن تهتم بنقاوة هذه الذات وقداستها وحفظها بلا لوم أمام الله والناس..
و تحب ذاتك من حيث اهتمامك بمصيرها الأبدي ونجاتها من الدينونة الأخيرة حينما تقف أمام منبر الله العادل لتعطى حسابًا عن أعمالها وعن أفكارها ونياتها ومشاعرها.. هذا هو الحب الحقيقي للذات.. الحب الذي يطهر الذات من أخطائها ومن نقائصها، ويلبسها ثوبًا من السمو والكمال.
وهناك شرط آخر لمحبة الذات الحقيقية، أن الإنسان في محبته لذاته يحب جميع الناس، ويكون مستعدًا أن يضحى من أجلهم بكل ما يملك، ولو ضحى بذاته أيضًا..
لا يجوز لك أن ترتفع على جماجم الآخرين، ولا أن تبنى سعادتك على شقائهم، أو راحتك على تعبهم..
ضع مصلحة الآخرين قبل مصلحتك، وفضل خيرهم على خيرك. ودرب ذاتك كيف تضحى من أجل الناس، سواء شعروا بهذه التضحية، أو لم يشعروا، وسواء شكروا عليها أو لم يشكروا..
من هنا علمنا السيد المسيح فضيلة عظمى، وهى إنكار الذات.. وشرح لنا كيف أن الذي يحب أن يسير في طريق الرب، عليه أولًا أن ينكر ذاته.
إن الشخص النبيل لا يزاحم الناس في طريق الحياة، بل يفسح لهم مجالًا لكي يعبروا، ولو سبقوه.. أنه يختفي لكي يظهر غيره، ويصمت لكي يتكلم غيره، ويمدح غيره أكثر مما يمدح نفسه، ويعطى مكانه ومكانته لغيره، وإن كان بذلك يسعد نفسه من نفوس الناس..
إن الإنسان الكامل هو دائم التفكير في غيره، ومحبة غيره، وصالح غيره، وأبدية غيره، وقداسة غيره..
أما ذاته فيضعها أخر الكل، أو يضعها خادمة للكل.. إنه لا ينافس أحدًا من الناس. فطريق الله يسع الكل.. وهو يشعر بسعادة عميقة كلما أسعد إنسانًا يجد سعادته في سعادته، وراحته، يجد فيهم ذاته الحقيقية. لا ذاته الشخصية.. إنه يفرح لأفراحهم، ولو كانت الآلام تحيطه من كل جهة.. وإن أصابهم ألم لا يستريح، وإن كانت وسائل الراحة تحت قدميه..
إنه شمعة تذوب لكي تضئ للآخرين.. لا تفكر في ذاتها إنها تنقرض، إنما تنشغل بالآخرين كيف يستنيرون.. وفي أنارتها للناس لا تفرح بأنها صارت نورًا، إنما تفرح لأن الآخرين قد استناروا.. ذاتها لا وجود لها في أهدافها.. ولو فكرت في ذاتها، لما استطاعت أن تنير للناس..
إن أنجح الناس في المجتمع هم الأشخاص المنكرون لذواتهم، وأكثر الناس فشلًا هم الأنانيون.
إن انجح إداري هو الذي يعطي فرصة لكل إنسان أن يعمل، ويشرف على الكل في عملهم، ويبدو هو كما لو كان لا يعمل شيئًا بينما يكون هو مركز العمل كله. وأكثر إنسان محبوب في العمل، هو الذي كلما نجح عمله، يتحدث عن مجهود فلان وفلان، وينسب النجاح إلى كثيرين غيره، ويختفي هو كأنه لم يعمل شيئًا.. وكأنه يفرح بنجاح غيره لا بنجاح نفسه..
إن الناس يفرحون بمن يعطيهم فرصة، وبمن يقدرهم، وبمن يشيد بمجهودهم. أما الإنسان المتمركز حول ذاته، الذي يخفى الناس لكي يظهر هو، ويعطل كل الطاقات لكي يمجد طاقاته الخاصة، فإنه يفشل في كسب محبة الناس، وقد يفشل العمل كله بسببه..
الإنسان المخلص يهمه أن ينجح العمل، على أي يد تعمله. أما الأناني فيهمه أن يتم النجاح على يديه، ولو أدى الأمر إلى تعطيل العمل كله. إن ذاتيته هي العقبة الكؤود التي تعرقل كل نجاح.
الإنسان المتمركز حول ذاته لا يفكر في راحة غيره، سواء كان راحة فرد أو راحة المجتمع كله. ربما لا يهتم بالصلح العام، ولا بالنظام العام، وإنما يرضيه فقط أن يجد طريقة. لذلك فإن الأنانيين هم أكثر الناس كسرًا للقوانين.
الرجل الكامل ينكر ذاته في علاقته بالناس، وأيضًا في علاقته بالله.. وما أجمل قول المرتل في المزمور "ليس لنا يا رب ليس لنا، ولكن لاسمك القدوس أعطِ مجدًا".. إنه يبحث عن مجد الله وعن ملكوت الله أولًا وأخيرًا.. يهمه أن يطيع وصية الرب، ولو أدى به الأمر أن يغضب ذاته، أو يضغط على نفسه، أو يضحى براحته. إنه يبذل ذاته من أجل وصية الله..
حتى في صلاته، ينسى ذاته ويذكر الله.. إنني أتعجب إذ أجد كثيرين في صلواتهم متمركزين حول ذواتهم.. كل صلواتهم طلبات خاصة.. يزحمون الصلوات بطلباتهم ورغبتهم، وأيضًا بخطاياهم واعترافاتهم.. أما الله وملكوته فلا يشغلهم في الصلاة.. ما أجمل ذلك المصلى الذي يقول في صلاته: (من أنا يا رب، التراب والرماد، حتى أتحدث عن ذاتي وطلباتي في صلاتي. أريد أن أنسى نفسي وأذكرك أنت، أريد أن أسبح في جمالك غير المدرك، وفي كمالك غير المحدود.. أريد أن أتأمل في صفاتك الإلهية التي تبهرني فأنسى ذاتي.. وعندما أنسى نفسي، سأجدها فيك، في قلبك الكبير المحب.. هذا القلب الذي أحبه من أعماقي، والذي أود أن أحيا عمري كله وأبديتي أيضًا متأملًا في محبته، وحنوه، وعفوه، ورقته، وطول أناته، وإشفاقه على الخطاة الذين أولهم أنا).. +++
09-04-2015, 06:23 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
مقال لقداسة البابا شنودة الثالث .. البابا الراحل المقيم ... التواضع هو الفضيلة الأولى
أريد في هذا المقال أن أكلمكم عن فضيلة جميلة وأساسية وهى الاتضاع.
الاتضاع هو الفضيلة الأولى في الحياة الروحية.
الاتضاع هو السور الذي يحمى الفضائل ويحمى المواهب، وكل فضيلة خالية من الاتضاع، عرضة أن يختطفها شيطان المجد الباطل، ويبددها الزهو والفخر والإعجاب بالنفس.
لذلك إذا أعطاك الله موهبة من مواهبه، ابتهل إليه أن يعطيك معها اتضاعًا، أو أن يأخذها منك، لئلا تقع بسببها في الكبرياء وتهلك.
الاتضاع إذن هو الأساس الذي تبنى عليه جميع الفضائل.
ليس هو فضيلة قائمة بذاتها، إنما هو متداخل في جميع الفضائل، مثله كالخيط الذي يدخل في كل حبات المسبحة.
والله يعطي مواهبه للمتواضعين، لأنه يعرف أنها لا تؤذيهم. ويقول الكتاب المقدس إن الله يكشف أسراره للمتضعين..هؤلاء الذين كلما زادهم الله مجدًا، زادوا هم انسحاقًا قدامه.
من أجل كل هذا دعانا الله جميعًا أن نكون متضعين. وقد كان الاتضاع والوداعة، إحدى سمات السيد المسيح البارزة التي حببته إلى الكل.. وقد وصفه الإنجيل المقدس بأنه كان: "وديعًا ومتواضع القلب".
وقد أتقن القديسون الاتضاع بصورة عجيبة..
ولم يتواضعوا فقط أمام الله والناس، بل حتى أمام الشياطين، وهزموهم بهذا الاتضاع.
القديس العظيم الأنبا انطونيوس أبو الرهبنة كلها، عندما كان الشياطين يحاربونه في عنف، كان يرد عليهم باتضاع قائلًا: (أيها الأقوياء، ماذا تريدون منى أنا الضعيف، وأنا عاجز عن مقاتله أصغركم)!! وكان يصلى إلى الله قائلًا: (انقدني يا رب من هؤلاء الذين يظنون أنني شيء، وأنا تراب ورماد).. فعندما كان الشياطين يسمعون هذه الصلاة الممتلئة اتضاعًا، كانوا يقشعرون كالدخان.
وفي إحدى المرات ظهر الشيطان للمتوحد الناسك القديس مقاريوس الكبير وقال له: "ويلاه منك يا مقاره، أي شيء أنت تعمله ونحن لا نعمله؟! أنت تصوم، ونحن لا نأكل. وأنت تسهر، ونحن لا ننام، وأنت تسكن البراري والقفار، ونحن كذلك، ولكن بشيء واحد تغلبن " فسأله عن هذا الشيء. فقال له " بتواضعك تغلبنا"..
في مرة أخري أبصر الأنبا انطونيوس فخاخ الشياطين منصوبة، فألقي نفسه على الأرض أمام الله، وصرخ قائلًا: (يا رب، من يستطيع أن يخلص منها؟!) فأتاه صوت يقول: (المتواضعون يخلصون منها).
إن كان التواضع بهذه القوة التي تهزم الشياطين، فما هو التواضع إذن؟
التواضع هو أن تعرف ضعفك، وأن تعرف سقطاتك وخطاياك، وأن تعامل نفسك على هذا الأساس.
ليس التواضع أن تشعر بأنك كبير أو عظيم، وتحاول أن تتصاغر أو أن تخفي عظمتك (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. فشعورك بأنك كبير فيه نوع من الكبرياء. وشعورك بأنك تخفي عظمتك فيه إحساس بالعظمة تخفيها عن الناس، ولكنها واضحة أمام نفسك.
أما التواضع الحقيقي فهو تواضع أمام نفسك أولًا. شعور حقيقي غير زائف، في داخل نفسك، إنك ضعيف وخاطئ حتى في عمق قوتك تشعر أن القوة ليست منك، إنما هي منحة سماوية من الله لك، أما أنت فبطبيعتك غير ذلك.
اعرف يا أخي من أنت، فهذه المعرفة تقودك إلى الاتضاع. إنك تراب من الأرض. بل التراب أقدم منك، وجد قبل أن تكون. خلقه الله أولًا، ثم خلقك من تراب.
أتذكر أنني (البابا شنودة 3) ناجيت هذا التراب ذات مرة في بضعة آيات قلت فيها:
يا تراب الأرض يا جدي وجد الناس طرا
أنت أصلي، أنت يا أقدم من آدم عمر
ومصيري أنت في القبر، إذا وسدت قبر
بل أنك يا أخي، إذا فكرت في الأمر باتضاع، تجد أن هذا التراب لم يغضب الله كما أغضبته أنت بخطاياك.
لذلك أقول لك حقيقية هامة وهي:
إن المتواضع الوحيد هو الله.
الله هو الكبير الذي يتنازل ويكلمنا نحن الصغار، وهو القدوس الذي يتنازل ويعاملنا نحن الخطاة.
أما نحن فالتواضع بالنسبة إلينا. ليس تنازلًا، وإنما هو مجرد معرفة للذات.
إن عرفت هذا، فعامل نفسك إذن بما تستوجبه هذه المعرفة، ولا تطلب من الناس كرامة ولا مجدًا. وإن حوربت بهذا الأمر، رد على نفسك وقل: (أنا لا أستحق شيئًا بسبب خطاياي.. وإن كان الله من فرط رحمته قد ستر خطاياي عن الناس، ولكنني أعرفها جيدًا ولا أنساها لئلا أتكبر باطلًا)..
احذر من أن تنسي خطاياك، لئلا تنتفخ، وتظن في نفسك الظنون، وتذكر قول ذلك القديس الذي قال:
(إن نسينا خطايانا، يذكرها لنا الله. وإن ذكرنا خطايانا، ينساها لنا الله).
اعترف بخطاياك أمام نفسك، وأمام الله، وإن استطعت فأمام الناس أيضًا.
وإن لم تسطع، فعلي الأقل لا تمدح ذاتك أمامهم، ولا تقبل مديحهم لك وإن سمعته أذناك، فليرفضه قلبك وعقلك..
ولا تسع وراء الكرامة. وتذكر قول مار اسحق:
(من سعي وراء الكرامة، هربت منه، ومن هرب منها بمعرفة، سعت وراءه).
ولا يكن تواضعك مظهريًا، أو باللسان فقط، إنما ليكن تواضعًا حقيقيًا من عمق القلب، وبيقين داخلي، ليكن تواضعًا بالروح.
وإن عشت بالتواضع، ستحيا باستمرار في حياة الشكر.. ستشكر الله على كل شيء وفي كل حل، شاعرًا على الدوام أن الله يعطيك فوق ما تستحق.
أما غير المتواضع، فإنه يكون في كثير من الأحيان متذمرًا ومتضجراَ، شاعرًا أنه لم ينل بعد ما يستحقه، وأنه يستحق الكثير، وأنه مظلوم، من الناس ومن الله!!
والشخص المتواضع يعيش في سلام مع الكل، لا يغضب من أحد، ولا يغضب أحدًا.
لا يغضب من أحد، لأنه باستمرار يلوم نفسه، ولا يلوم الناس. ولا يغضب أحدًا، لأنه يطلب بركة كل أحد وصلواته. فلنكن جميعًا متضعين لكي نكون أهلًا لعمل الله فينا، الله الذي لا يحد الذي تنازل واهتم بنا، له المجد الدائم إلى الأبد آمين. +++
09-05-2015, 11:10 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
معجزات قداسة البابا كيرلس السادس .. البابا الراحل المقيم ..
البابا كيرلس .. كانت له الكثير من المعجزات .. أتذكر .. منذ أن كنت فى السودان .. كان الكثيرون يحكون عن معجزاته الكثيرة ..
وهناك كتاب خاص عن معجزات البابا كيرلس .. الرب قادر أن يعمل المعجزات من خلال عبيده وخدامه الصالحين .. الرب يبارك حياتكم .. أخوكم وعمكم العجوز .. ارنست +++
09-06-2015, 09:10 AM
عوض سيد أحمد
عوض سيد أحمد
تاريخ التسجيل: 11-28-2014
مجموع المشاركات: 252
(الأخ الحبيب عوض سيد أحمد .. شكراً أخى لمداخلتكم الكريمة ..
حتى ولو اسلم أحد المسيحيين أو القساوسة .. وحتى ولو كان هذا الخبر صحيحاً .. عندنا فى المسيحية كل إنسان حر فى إعتقادة .. وليس عندنا .. " من بدل دينه فاقتلوه " .. وفى النهاية يا أخى هو الخسران .. ونحن نصلى من أجل هؤلاء الذين ضلوا الطريق .. لأنهم لم يكونوا صادقين فى إيمانهم .. فللأسف انه فقد الحياة الأبدية .. و سيكون نصيبه فى البحيرة المتقدة بنار وكبريت ..
أخى ارنست , هدانى وهداك الله , أخى عندما اخترت لك القس إبراهيم فيلـوبـوس من جملة العدد الهائل من رجال الدين المسيحى الذين تحولوا للاسلام , كنت أعتقد انك تعرفه مسبقا , فهو علم من الاعلام معروف لكل من المسحيين , والمسلمين , وله تاريخ يشهد بمكانته العالية , وشهرته التى لا حدود لها بعد تأليفه للعديد من الكتب الشهيرة والمقروءة , نذكر منها : " (1) محمد في التوراة والإنجيل والقرآن (2) المسيح إنسان لا إله (3) الإسلام في الكتب السماوية (4) اعرف عدوك اسرائيل " ونذكرعلى سبيل المثال أيضا , قس مصرى آخر كان قسا بكلية اللاهوت الإنجيلية الكندية بأسيوط ، ثم رقي إلى قسيس مبشر بالإرسالية السويسرية الألمانية بأسوان .وشغل مراكز أخرى كثيرة , فلم يمنعه ذلك من التجرد الكامل , والبحث عن المزيد من المعرفة , فأخذ يدرس ويقارن بين الأديان السماوية بحثاً عن الحق , إلى أن وصل إلى درجة اليقين بأن الإسلام هو الدين الحق؛ فأعلن إسلامه.يقول عن نفسه : "دخلت الإسلام ، لم أدخله عفوًا أو بارتجال ، ولكن أخذت أدرس الإسلام عقيدةً وشريعةً وسلوكًا ، من سنة 1955م ، إلى نهاية 1959م ، أي خمس سنوات متتالية ، حتى أتاني اليقين فأعلنت الإسلام . ولقد شعرت أن الإسلام يفرض عليَّ فرضاً وهو أن أحمل رسالة التبليغ ، وأن أدعو برسالة لا إله إلا الله محمد رسول الله" فقد كان لتميزه , ومعرفتة العميقة لدينه الأول , ونجانب ما وقف عليه واكتسبه من دراسته المتعمقة للإسلام الأثر الكبير في تميز نشاطه الدعوي ، وقوة تأثيره في الأشخاص ، وتنوع إنتاجه المعرفي. فألف كتباً أصبحت متداولة منها : " (1) محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم - في التوراة والإنجيل والقرآن .(2) المستشرقون والمبشرون في العالم العربي والإسلامي .(3) إسرائيل فتنة الأجيال " العصور القديمة " .(4) إسرائيل فتنة الأجيال " العصور الحديثة " .(5) إسرائيل والتلمود " دراسة تحليلية " ................. الخ مصنفاته الكثيرة والمتنوعة , فكنت اتمنى يا أخى ان تطلع على مسيرة هولاء , وما وصلوا اليه من نتائج مبهرة , ضمنوها كتبهم هذه فائقة الأهمية . مع امنياتى لك بالصحة والعافية .
09-06-2015, 11:25 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
قد قمت بالبحث عن هذا القس الذى يدعى ابراهيم فيلبس .. فقط وجدته على الصفحات الإسلامية .. ولم أجد شيئاً فى الصفحات الألكترونية المسيحية .. ومازلت أقول لكم أخى .. حتى ولو كانت هذه المعلومة صحيحة .. فهذا وشأنه .. ولكننى إن أردت أن أعدد لكم كم من الشخصيات المتعلمة والمرموقة فى الأسلام والذين تركوا الإسلام .. صدقنى يا أخى ستندهش .. كم من شيوخ الأزهر تركوا الإسلام .. وجاءوا للمسيحية .. ولكن باب القصيد هنا .. لابد من عملية البحث عن الحقيقة .. يا أخى .. البحث باخلاص عن الحقيقة .. علمياً وروحياً ..
فإن أردت أن تبحث .. ابدأ بالبحث .. ولكن بشرط طلب الله .. بأن يرشدك .. لأنك بلا عذر أيها الإنسان .. كما يقول الكتباب المقدس ..
فأنا يا أخى درست الدين الإسلامى .. وعندى كتاب القرآن .. ودائم الإطلاع .. ووجدت شتان بين المسيحية والإسلام ..
قابحث يا أخى قبل فوات الأوان .. وكما تقول .. اطلب الهداية لنفسك ..
الرب يبارك حياتك .. عمك العجوز .. ارنست +++
09-06-2015, 11:29 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاحد ) 6 سبتمبر 2015 1 نسئ 1731 عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي ( 41 : 12 ، 13 ) مبارك الرب إله إسرائيل، من الأزل وإلى الأبد يكون، وأنا من أجل دعتي قبلتني وثبتني أمامك إلى الأبد. هللويا. إنجيل العشية من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 21 : 12 ـ 33 ) و قبل هذا كله يلقون ايديهم عليكم و يطردونكم و يسلمونكم الى مجامع و سجون و تساقون امام ملوك و ولاة لاجل اسمي. فيؤول ذلك لكم شهادة. فضعوا في قلوبكم ان لا تهتموا من قبل لكي تحتجوا. لاني انا اعطيكم فما و حكمة لا يقدر جميع معانديكم ان يقاوموها او يناقضوها. و سوف تسلمون من الوالدين و الاخوة و الاقرباء و الاصدقاء و يقتلون منكم. و تكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي. و لكن شعرة من رؤوسكم لا تهلك. بصبركم اقتنوا انفسكم. و متى رايتم اورشليم محاطة بجيوش فحينئذ اعلموا انه قد اقترب خرابها. حينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال و الذين في وسطها فليفروا خارجا و الذين في الكور فلا يدخلوها. لان هذه ايام انتقام ليتم كل ما هو مكتوب. و ويل للحبالى و المرضعات في تلك الايام لانه يكون ضيق عظيم على الارض و سخط على هذا الشعب. و يقعون بفم السيف و يسبون الى جميع الامم و تكون اورشليم مدوسة من الامم حتى تكمل ازمنة الامم. و تكون علامات في الشمس و القمر و النجوم و على الارض كرب امم بحيرة البحر و الامواج تضج. و الناس يغشى عليهم من خوف و انتظار ما ياتي على المسكونة لان قوات السماوات تتزعزع. و حينئذ يبصرون ابن الانسان اتيا في سحابة بقوة و مجد كثير. و متى ابتدات هذه تكون فانتصبوا و ارفعوا رؤوسكم لان نجاتكم تقترب. و قال لهم مثلا انظروا الى شجرة التين و كل الاشجار. متى افرخت تنظرون و تعلمون من انفسكم ان الصيف قد قرب. هكذا انتم ايضا متى رايتم هذه الاشياء صائرة فاعلموا ان ملكوت الله قريب. الحق اقول لكم انه لا يمضي هذا الجيل حتى يكون الكل. السماء و الارض تزولان و لكن كلامي لا يزول ( والمجد للـه دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 102 : 12 ، 24 ) وأنت يارب إلى الأبد ثابت، وذكرك إلى دور فدور، أخبرني من قلة أيامي، ولا تنزعني فى نصف أيامي. هللويا. إنجيل باكر من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 13 : 32 ـ 37 ) و اما ذلك اليوم و تلك الساعة فلا يعلم بهما احد و لا الملائكة الذين في السماء و لا الابن الا الاب. انظروا اسهروا و صلوا لانكم لا تعلمون متى يكون الوقت. كانما انسان مسافر ترك بيته و اعطى عبيده السلطان و لكل واحد عمله و اوصى البواب ان يسهر. اسهروا اذا لانكم لا تعلمون متى ياتي رب البيت امساء ام نصف الليل ام صياح الديك ام صباحا. لئلا ياتي بغتة فيجدكم نياما. و ما اقوله لكم اقوله للجميع اسهروا ( والمجد للـه دائماً )
القــداس البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس ( 2 : 1-17 ) ثم نسالكم ايها الاخوة من جهة مجيء ربنا يسوع المسيح و اجتماعنا اليه. ان لا تتزعزعوا سريعا عن ذهنكم و لا ترتاعوا لا بروح و لا بكلمة و لا برسالة كانها منا اي ان يوم المسيح قد حضر. لا يخدعنكم احد على طريقة ما لانه لا ياتي ان لم يات الارتداد اولا و يستعلن انسان الخطية ابن الهلاك. المقاوم و المرتفع على كل ما يدعى الها او معبودا حتى انه يجلس في هيكل الله كاله مظهرا نفسه انه اله. اما تذكرون اني و انا بعد عندكم كنت اقول لكم هذا. و الان تعلمون ما يحجز حتى يستعلن في وقته. لان سر الاثم الان يعمل فقط الى ان يرفع من الوسط الذي يحجز الان. و حينئذ سيستعلن الاثيم الذي الرب يبيده بنفخة فمه و يبطله بظهور مجيئه. الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة و بايات و عجائب كاذبة. و بكل خديعة الاثم في الهالكين لانهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا. و لاجل هذا سيرسل اليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب. لكي يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سروا بالاثم. و اما نحن فينبغي لنا ان نشكر الله كل حين لاجلكم ايها الاخوة المحبوبون من الرب ان الله اختاركم من البدء للخلاص بتقديس الروح و تصديق الحق. الامر الذي دعاكم اليه بانجيلنا لاقتناء مجد ربنا يسوع المسيح. فاثبتوا اذا ايها الاخوة و تمسكوا بالتعاليم التي تعلمتموها سواء كان بالكلام ام برسالتنا. و ربنا نفسه يسوع المسيح و الله ابونا الذي احبنا و اعطانا عزاء ابديا و رجاء صالحا بالنعمة. يعزي قلوبكم و يثبتكم في كل كلام و عمل صالح ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الثانية ( 3 : 1 ـ 18 ) هذه اكتبها الان اليكم رسالة ثانية ايها الاحباء فيهما انهض بالتذكرة ذهنكم النقي. لتذكروا الاقوال التي قالها سابقا الانبياء القديسون و وصيتنا نحن الرسل وصية الرب و المخلص. عالمين هذا اولا انه سياتي في اخر الايام قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات انفسهم. و قائلين اين هو موعد مجيئه لانه من حين رقد الاباء كل شيء باق هكذا من بدء الخليقة. لان هذا يخفى عليهم بارادتهم ان السماوات كانت منذ القديم و الارض بكلمة الله قائمة من الماء و بالماء. اللواتي بهن العالم الكائن حينئذ فاض عليه الماء فهلك. و اما السماوات و الارض الكائنة الان فهي مخزونة بتلك الكلمة عينها محفوظة للنار الى يوم الدين و هلاك الناس الفجار. و لكن لا يخف عليكم هذا الشيء الواحد ايها الاحباء ان يوما واحدا عند الرب كالف سنة و الف سنة كيوم واحد. لا يتباطا الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتانى علينا و هو لا يشاء ان يهلك اناس بل ان يقبل الجميع الى التوبة. و لكن سياتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السماوات بضجيج و تنحل العناصر محترقة و تحترق الارض و المصنوعات التي فيها. فبما ان هذه كلها تنحل اي اناس يجب ان تكونوا انتم في سيرة مقدسة و تقوى. منتظرين و طالبين سرعة مجيء يوم الرب الذي به تنحل السماوات ملتهبة و العناصر محترقة تذوب. و لكننا بحسب وعده ننتظر سماوات جديدة و ارضا جديدة يسكن فيها البر. لذلك ايها الاحباء اذ انتم منتظرون هذه اجتهدوا لتوجدوا عنده بلا دنس و لا عيب في سلام. و احسبوا اناة ربنا خلاصا كما كتب اليكم اخونا الحبيب بولس ايضا بحسب الحكمة المعطاة له. كما في الرسائل كلها ايضا متكلما فيها عن هذه الامور التي فيها اشياء عسرة الفهم يحرفها غير العلماء و غير الثابتين كباقي الكتب ايضا لهلاك انفسهم. فانتم ايها الاحباء اذ قد سبقتم فعرفتم احترسوا من ان تنقادوا بضلال الاردياء فتسقطوا من ثباتكم. و لكن انموا في النعمة و في معرفة ربنا و مخلصنا يسوع المسيح له المجد الان و الى يوم الدهر امين ( لاتحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 2 : 14-21 ) فوقف بطرس مع الاحد عشر و رفع صوته و قال لهم ايها الرجال اليهود و الساكنون في اورشليم اجمعون ليكن هذا معلوما عندكم و اصغوا الى كلامي. لان هؤلاء ليسوا سكارى كما انتم تظنون لانها الساعة الثالثة من النهار. بل هذا ما قيل بيوئيل النبي. يقول الله و يكون في الايام الاخيرة اني اسكب من روحي على كل بشر فيتنبا بنوكم و بناتكم و يرى شبابكم رؤى و يحلم شيوخكم احلاما. و على عبيدي ايضا و اماءي اسكب من روحي في تلك الايام فيتنباون. و اعطي عجائب في السماء من فوق و ايات على الارض من اسفل دما و نارا و بخار دخان. تتحول الشمس الى ظلمة و القمر الى دم قبل ان يجيء يوم الرب العظيم الشهير. و يكون كل من يدعو باسم الرب يخلص ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بِيِعة اللـه المُقدَّسة. آمين. ) السنكسار اليوم الأول من شهر النسيء المبارك 1. نياحة القديس أفتيخوس تلميذ يوحنا الإنجيلي 2. شهادة القديس بشاي الأنطاكي أخو أباهور 1- في مثل هذا اليوم تنيح القديس أفتيخوس، تلميذ القديس يوحنا الإنجيلي. بعد أن مكث مع الرسول زمناً، طلب إليه أن يذهب إلى القديس بولس الرسول. فأذن له بذلك. فسار إليه وكرز معه بِاسم المسيح ورد كثيرين من اليهود والوثنيين إلى الرب يسوع وعمدهم. وحول هياكل الأوثان إلى كنائس، وصبر على القيود والحبس زماناً طويلاً. وطُرح في النار فلم تؤذه، وللأسود فلم تضره، بل استأنست إليه. وقد ذهب إلى سبسطية وبشر فيها، وكان ملاك الرب يسير معه ويؤيده.ولما أكمل سعيه بسلام تنيح في شيخوخة صالحة.وقيل عن هذا القديس أنه هو ذلك الشاب الذي كان جالساً في الطاقة مُثقلاً بنوم عميق في الوقت الذي كان يلقي فيه بولس الرسول خطابه. فسقط من الطابق الثالث إلى أسفل وحُمل ميتاً. فأقامه بولس الرسول بصلاته. بركته تكون معنا. آمين. 2- وفي مثل هذا اليوم أيضاً، استشهد القديس بشاي شقيق القديس باهور. كان من مدينة أنطاكية. ونظراً لتقواه وعلمه، رسموه قساً. فلما مضى أخوه أباهور وأمه إلى الإسكندرية، واستشهدا في اليوم التاسع والعشرين من شهر بؤونه. أتى هذا القديس إلى الإسكندرية ليتبارك من جسديهما، بعد أن وزع كل ماله على الفقراء والمساكين. ولما رأى الجسدين بكى كثيراً. ثم مضى إلى الوالي، واعترف أمامه بالسيد المسيح. فعذبه كثيراً حتى أسلم روحه الطاهرة. وأمر الوالي بحرق جسده مع أجساد أخيه وأمه وشهداء آخرين يبلغ عددهم ثمانية وثمانين. ثم أتى بعض المؤمنين، وأخذوا أجساد القديسين بشاي وأباهور وأمهما والقديسة طابامون التي من دنبق، وأبيماخوس من البرمون، وبرشنوفة من طليا، وحملوهم إلى انساباشي. فتلقاهم المؤمنون باحترام عظيم. صلواتهم تكون معنا. ولربنا المجد دائماً.آمين.
مزمور القداس من مزامير أبينا داود النبي ( 102 : 24 ، 25 ) من جيل إلى جيل هي سنوك، أنت يارب منذ البدء أسست الأرض، والسموات هي أعمال يديك، هي تبيد وأنت تبقى هللويا. إنجيل القداس من إنجيل معلمنا متي البشير ( 24 : 3 ـ 35 ) و فيما هو جالس على جبل الزيتون تقدم اليه التلاميذ على انفراد قائلين قل لنا متى يكون هذا و ما هي علامة مجيئك و انقضاء الدهر.فاجاب يسوع و قال لهم انظروا لا يضلكم احد.فان كثيرين سياتون باسمي قائلين انا هو المسيح و يضلون كثيرين.و سوف تسمعون بحروب و اخبار حروب انظروا لا ترتاعوا لانه لا بد ان تكون هذه كلها و لكن ليس المنتهى بعد. لانه تقوم امة على امة و مملكة على مملكة و تكون مجاعات و اوبئة و زلازل في اماكن.و لكن هذه كلها مبتدا الاوجاع.حينئذ يسلمونكم الى ضيق و يقتلونكم و تكونون مبغضين من جميع الامم لاجل اسمي.و حينئذ يعثر كثيرون و يسلمون بعضهم بعضا و يبغضون بعضهم بعضا.و يقوم انبياء كذبة كثيرون و يضلون كثيرين.و لكثرة الاثم تبرد محبة الكثيرين.و لكن الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص.و يكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم ثم ياتي المنتهى.فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس ليفهم القارئ.فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال.و الذي على السطح فلا ينزل لياخذ من بيته شيئا.و الذي في الحقل فلا يرجع الى ورائه لياخذ ثيابه.و ويل للحبالى و المرضعات في تلك الايام.و صلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء و لا في سبت.لانه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الان و لن يكون.و لو لم تقصر تلك الايام لم يخلص جسد و لكن لاجل المختارين تقصر تلك الايام.حينئذ ان قال لكم احد هوذا المسيح هنا او هناك فلا تصدقوا.لانه سيقوم مسحاء كذبة و انبياء كذبة و يعطون ايات عظيمة و عجائب حتى يضلوا لو امكن المختارين ايضا.ها انا قد سبقت و اخبرتكم.فان قالوا لكم ها هو في البرية فلا تخرجوا ها هو في المخادع فلا تصدقوا.لانه كما ان البرق يخرج من المشارق و يظهر الى المغارب هكذا يكون ايضا مجيء ابن الانسان.لانه حيثما تكن الجثة فهناك تجتمع النسور.و للوقت بعد ضيق تلك الايام تظلم الشمس و القمر لا يعطي ضوءه و النجوم تسقط من السماء و قوات السماوات تتزعزع.و حينئذ تظهر علامة ابن الانسان في السماء و حينئذ تنوح جميع قبائل الارض و يبصرون ابن الانسان اتيا على سحاب السماء بقوة و مجد كثير.فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء السماوات الى اقصائها.فمن شجرة التين تعلموا المثل متى صار غصنها رخصا و اخرجت اوراقها تعلمون ان الصيف قريب.هكذا انتم ايضا متى رايتم هذا كله فاعلموا انه قريب على الابواب.الحق اقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله.السماء و الارض تزولان و لكن كلامي لا يزول
( والمجد للـه دائماً ) +++
09-07-2015, 06:09 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
مقال لقداسة البابا شنودة الثالث .. البابا الراحل المقيم ..
محبة المديح والكرامة
التعرض لمديح الناس شيء, ومحبة هذا المديح شيء آخر. فقد ينال الإنسان مديحا من الآخرين ولا يخطئ. ولكنه إذا أحب هذا المديح واشتهاه, وأصبح جزءا من رغباته. فحينئذ يكون قد أخطأ. وهكذا نقول: إن الرسل والأنبياء والقديسين والشهداء والقادة الفضلاء... كل أولئك مدحهم الناس ولم يخطئوا.
† علي أن القديسين في كل جيل كانوا بقدر إمكانهم يهربون من المديح أيا كان مصدره. سواء أتاهم المديح من الناس, أو من الشيطان, أو من داخل أنفسهم. وبعضهم كان يتمادى في هذا الهروب. وبعيد عن كل أسباب المديح وكل مناسباته. حتى وصل الأمر إلي أن بعضا من هؤلاء القديسين المتواضعين كانوا يتحدثون عن نقائصهم وأخطائهم أمام الناس,ولا يدافعون عن خطأ ينسب إليهم. حتى إن لم يكن فيهم.
† أما محبو المديح فإنهم أنواع ودرجات: وأقلهم خطأ هو الذي لا يسعى إلي المديح. ولكنه إذا سمع مديحا فيه من غيره, فإنه يسر بذلك في داخله ويبتهج. وقد يبدو صامتا لا يشعر أحد بما في داخله من إحساسات.
† نوع آخر, هو حالة الشخص الذي يبتهج في داخله بسبب ألفاظ المديح التي يسمعها. ثم يحاول أن يستزيد منها. كأن يقول عبارات تجلب له مديحًا جديدًا. أو يجر الحديث إلي موضوعات مشرفة له. أو يتمني عند سماع المديح بألفاظ متضعة تجلب له المزيد من الثناء.
† نوع ثالث هو حالة الشخص الذي إذ يشتهي المديح, يحاول أن يعمل أعمال بر أمام الناس لكي ينظروه فيمدحوه! وهذا النوع هاجمه السيد المسيح وقال عنه إنه قد استوفي أجره علي الأرض... ودعا الناس أن يعملوا الخير في الخفاء. والله الذي يري في الخفاء يجازيهم علانية.
ولاشك أن الذين يعملون البر في الخفاء, إنما يفعلون الخير حبا في الخير, وليس حبا في المديح.
† هناك نوع رابع لمحبة المديح, وهو أصعب من كل ما سبق. وهو حالة الشخص الذي لا يشبع مديح بعض الناس له, فإذا به يتطوع لمديح نفسه! وتحدث عن أعمال فاضلة له... وبهذا يقع في الزهو والتباهي والخيلاء... وقد يتمادى في هذا الأمر فيمدح نفسه بما ليس فيه.
† نوع خامس أسوأ مما سبق. وهو حالة الشخص الذي يشتهي المديح وينتظر. وإذا لا يصل إليه, يكره من لا يمدحه, ويعتبره عدوًا قد قصر في حقه, فلم يقدره حق قدره, ولم يعترف بفضله... وقد يتمادى في هذا الأمر, فيتضايق أيضا ممن يمدحه, ولكن ليس بالقدر الذي كان ينتظره, وليس بالأسلوب الذي يشبع فيه نهمه إلي العظمة والفخر.
† مثل هذا الشخص الذي يكره من لا يمدحه, ماذا تراه يفعل بمن ينتقده؟! إنه ولا شك لا يمكن أن يحتمل النقد ولا النصح ولا التوجيه. وطبعا لا يقبل التوبيخ ولا الافتقاد حتى ممن هو أكبر منه كأبيه بالجسد, أو أبيه الروحي, أو أي معلم أو مرشد أو رئيس! ويعتبر كل نصح أو توبيخ يوجه إليه, كأنه لون من الاضطهاد, يقابله بالتذمر أو بالاحتجاج أو بالثورة والغضب.
† علي أن أسوأ درجة لمحبة المديح في نظري, هي حالة الشخص الذي من فرط محبته للمديح, يريد أن يحتكره لنفسه فقط, فلا يطيق أن يسمع مدحا لشخص آخر. وإلا فإنه يكره المادح ويحسد الممدوح! وهكذا يعتبر من يمتدح غيره, بأنه منحرف عن طريق صداقته. كما لو يشبهه بحالة زوجة تحب رجلا آخر غير زوجها! ومحب المديح هذا يحاول أن يقلل من شأن الشخص الآخر الذي سمع مدحا له. وربما يتهمه ظالما ويسيء إلي سمعته. وكل ذلك لكي يبقي وهو وحده, ولا شريك له, في إعجاب الناس.
† من كل ما سبق نري أن محبة المديح تقود إلي رذائل عدة نذكر من بينها: فقد تقود من يحب المديح إلي الوقوع في الرياء, محاولا أن يبدو أمام الناس في صورة مشرفة نيرة خيرة غير حقيقته الداخلية, وقد يتظاهر بفضائل هو بعيد عنها تماما كأن يتظاهر بالصفح وهو حاقد, أو بالحب وهو يدس الدسائس, أو يتظاهر بالصوم وهو مفطر.
† وقد يقع محب المديح في الغضب وعدم الاحتمال. فيغضب من كل من يوجه إليه نقدًا, أو يخطئ له رأيًا. كما يغضبه من يفضل أحدًا عليه. وتكون الكرامة صنما يتعبد له محبو المديح في كل حين. وقد تراه ثائرًا في أوقات كثيرة يصيح صارخًا: كرامتي كرامتي.
† وقد يقع محب المديح في الحسد وفي الكراهية. ولا يكون قلبه صافيًا تجاه من يظن أنه ينافسه, أو في من يظن أنه نال كرامة أو منصبا أو مديحا هو أولي به منه! وقد تعذبه الغيرة والحسد بسبب كل هذا, وقد يجره الحسد إلي أخطاء أخري عديدة.
† وقد يقع محب المديح في حالة عدم استقرار. فلا يثبت علي حاله, وإنما يختار لنفسه في كل مناسبة الوضع الذي يجلب له مديحا في نظر من يقابله حتى لو كان في عكس موقف سابق له، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى... وكثيرًا ما يقع محب المديح في الكذب أو المبالغة. وكثيرا ما يغطي أخطاءه أو نقائصه بأكاذيب أو ألوان من التحاليل, أو ينسب أخطاءه إلي غيره, ويظلم غيره لكي يتبرر هو, أو يشتهي موت غيره مما نال مركزا يشتهيه هو.
† وعموما فإن محب المديح يخسر محبة الناس. لأن الناس تحب الإنسان المتواضع الذي يقدمهم علي نفسه في الكرامة, والذي يختفي لكي يظهروا هم, والذي يمدح كل أحد, ويحب كل أحد, ولا يكره منافسا له.
ومحب المديح لا يخسر الناس. إنما يخسر أيضا أبديته. ويبيع السماء وأمجادها بقليل من المجد الباطل علي هذه الأرض الفانية. وكل الفضائل التي يتعب في اقتنائها, يبددها بمحبة المديح.
ومحب المديح قد يقع في خداع الشياطين, التي تضلله برؤي وأحلام كاذبة وبظهورات خادعة. +++
09-07-2015, 01:01 PM
عوض سيد أحمد
عوض سيد أحمد
تاريخ التسجيل: 11-28-2014
مجموع المشاركات: 252
قد قمت بالبحث عن هذا القس الذى يدعى ابراهيم فيلبس .. فقط وجدته على الصفحات الإسلامية .. ولم أجد شيئاً فى الصفحات الألكترونية المسيحية .. ومازلت أقول لكم أخى .. حتى ولو كانت هذه المعلومة صحيحة .. فهذا وشأنه .. ولكننى إن أردت أن أعدد لكم كم من الشخصيات المتعلمة والمرموقة فى الأسلام والذين تركوا الإسلام .. صدقنى يا أخى ستندهش .. كم من شيوخ الأزهر تركوا الإسلام .. وجاءوا للمسيحية .. ولكن باب القصيد هنا .. لابد من عملية البحث عن الحقيقة .. يا أخى .. البحث باخلاص عن الحقيقة .. علمياً وروحياً ..
فإن أردت أن تبحث .. ابدأ بالبحث .. ولكن بشرط طلب الله .. بأن يرشدك .. لأنك بلا عذر أيها الإنسان .. كما يقول الكتباب المقدس ..
فأنا يا أخى درست الدين الإسلامى .. وعندى كتاب القرآن .. ودائم الإطلاع .. ووجدت شتان بين المسيحية والإسلام ..
قابحث يا أخى قبل فوات الأوان .. وكما تقول .. اطلب الهداية لنفسك ..
الرب يبارك حياتك .. عمك العجوز .. ارنست )
الأخ ارنست , نعم يا أخى , يجب أن يكون هدفنا الأول وألأخير هو : " عملية البحث عن الحقيقة " ولاشىء غير الحقيقة , وان يكون ذلك بتجرد كامل , وبعيدا تماما عن ( التعصب ) فالتعصب يا أخى كما تعلم هو آفة الآفات , ومصيبة المصائب , فالانسان الذى خلقة الله , وحباه بنعمة العقل كى يميز به بين الحق , والباطل , وبين الخير والشر , نجد أن أكبر معيقاته , والوقوف حائلا بينه و وبين الاتجاه نحو طريق الحكمة والصواب , هو : (التعصب ) فالانسان السوى عندما يتجرد تماما من هذه الأفة : (التعصب ) ويتجه اتجاها صادقا , وبنية خالصة لله , وعزيمة قوية , فى اتجاه البحث عن الحق ولاشىء غير الحق , ويخلص فى دعائه , وتوسله للرب الخالق أن يعينه على ذلك , فلا شك أن سيصل الى مبتغاه , فالهدى يا أخى هو هدى الله , فنسأله سبحانه وتعالى أن يهدينا جميعا الى الصواب , والى طريق الرشد
09-07-2015, 04:27 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاثنين ) 7 سبتمبر 2015 2 نسئ 1731 عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي ( 19 : 3 ـ 4 ) ليسَ أقوالٌ ولا كلامٌ. الذينَ لا تُسمعُ أصواتهُم. في كل الأرض خرجَ مَنطقهمْ. وإلى أقطار المسكونةِ بلغت أقوالهُم. هللويا. إنجيل العشية من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 4 : 38 ـ 41 ) ثُمَّ قامَ من المَجمَع ودَخلَ بَيتَ سمعانَ وكانت حمَاةُ سمعانَ قد أخَذَتها حُمَّى عَظيمةٌ، فَسألوهُ من أجلِها. فَوقَفَ فَوقَها وزجر الحُمَّى فَتَركتها! وفي الحال قامَت وخَدمَتهُم. ولمَّا غربت الشَّمس، جَميع الذينَ عندَهُم مَرضَى بأمراض مُختلفةٍ قَدَّموهُم إليهِ، فَوَضعَ يده على كل واحدٍ منهُم وشَفاهُم. وكانت أيضاً شياطين تَخرُجُ من كثيرينَ وهيَ تَصرُخ قائلة: " أنتَ هو المَسيحُ ابن اللـه! ". فكان ينتهرهُم ولم يَدعهُم يَتكلَّمونَ، لأنَّهم عَرَفوهُ أنَّه هو المسيحُ. ( والمجد للـه دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 110 : 7،5،4 ) حلفَ الربُّ ولم يندم، أنكَ أنتَ هو الكاهن إلى الأبد على طقس ملشيصاداق. الربُّ عن يمينكَ، لذلك يرفع رأساً. هللويا. إنجيل باكر من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 5 : 18 ـ 26 ) وإذا برجالٍ قد أحضروا إليه رَجُلاً مَفلوجاً على سرير، وكانوا يُحاولون أن يدخلوه ويضعونه أمامه. ولمَّا لم يَجدوا كيف يقدِّمونه إليه لسبب الجمع، صعدوا على السَّطح ودلُّوه معَ السَّرير مِن على السَّقف في الوَسطِ قُدَّام يسوع. فلمَّا رأى إيمانَهُم قالَ للمفلوج: " أيُّها الإنسان، مَغفورةٌ لكَ خطاياكَ ". فابتدأ الكتبة والفرِّيسيُّون يُفكِّرونَ قائلين: " مَن هو هذا الذي يتكلَّم بهذهِ التَجاديف؟ مَن يَقدر أن يَغفرَ خَطايا إلاَّ اللـه الواحد وحدَهُ ؟ " فعَلِمَ يسوع أفكارهم، وأجابَ وقالَ لهُم: " لماذا تُفكِّرون في قُلوبكُم؟ أيُّما أيسَر: أن يُقال مَغفورةٌ لكَ خَطاياكَ، أم أن يُقالَ قُمْ وَامشِ؟ ولكن لكي تَعلَموا أنَّ لاِبن البَشَر سُلطاناً على الأرض أنْ يَغفِر الخطايا "، قال للمَفلوج: " لَكَ أقولُ قُمْ وَاحمِل سريركَ واذهَب إلى بيتكَ ". فللوقت قامَ أمامَهُم، وحَملَ ما كانَ راقداً عليهِ، ومَضَى إلى بَيتهِ وهو يُمَجِّد اللـه. فاعترى الجميعَ حَيرةٌ ومَجَّدوا اللـه، وامتلأُوا خوفاً قائلينَ: " إنَّنا قد رأينا اليومَ عجائبَ ! ". ( والمجد للـه دائماً )
القــداس البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس ( 3 : 12 ـ 4 : 1 ـ 4 ) وإذ لنا رَجاءٌ مِثل هذا فلنَستَعمل مُجاهَرةً كثيرةً. وليسَ كما كانَ موسَى يَضَع بُرقُعاً على وجههِ لكي لا يَجعل بني إسرائيل قادرين على نظر مجد وجههِ الزَّائل. بَل أُغلِظَت أذهانهُم، لأنَّهُ لغاية اليَوم ذلكَ البُرقُعُ نَفسهُ لم يَزل موجوداً غير مُنكشفٍ عند قراءة العهد العتيق لأنَّه سيُبطَلُ في المسيح، لكن حتى اليَوم عندما يقرأون موسى، البُرقُعُ موضوعٌ على قلبهم. ولكن عندما يَرجعُ إلى الربِّ يُرفَعُ البُرقُعُ. وأمَّا الربُّ فهو الرُّوح، وحيثُ روح الربِّ هُناكَ حُريَّةٌ. ونحنُ جميعاً ناظرينَ مجدَ الربِّ بوجهٍ مَكشوفٍ، كما في مرآةٍ نتغيَّرُ إلى تلكَ الصُّورة، تلكَ الهيئة عينها مِن مَجدٍ إلى مَجدٍ، كما من روح الربِّ.لذلكَ إذ لنا هذه الخدمةُ ـ كما أنَّنا قد رُحِمنا ـ لا نَفشَلُ، بل لنرفض خفايا الخِزي، ولا نَسلُكَ في مَكر، ولا نَصنَعُ غشَّاً في كلمةَ اللـه، بل بإظهار الحقِّ، نقوِّم أنفُسنا لدى ضمير كل إنسان قُدَّام اللـه. ولكن إن كان إنجيلُنا مكتوماً فإنَّما هو مكتومٌ في الهالكينَ، وقد أعمَى اللـه أذهان غَير مُؤمني هذا الدَّهر، لئلاَّ ينظروا نور إنجيل مَجد المسيح الذي هو صُورة اللـه. ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة يوحنا الاولى ( 5 : 1 ـ 10 ) كل مَن يُؤمِن أنَّ يسوعَ هو المسيحُ فقد وُلِدَ مِن اللـه، وكل مَن يُحبُّ الوالد يُحبُّ المَولود منه أيضاً. بهذا نَعرف أنَّنا نُحبُّ أولاد اللـه: إذا أحببنا اللـه ونصنع وصاياه. فإنَّ هـذه هي محبَّةُ الله: أن نَحفظ وصايـاه. ووصاياه ليسَت ثقيلةً، لأنَّ كل مَن وُلِدَ من اللـه يَغلُبُ العالم، وهذه هيَ الغَلبَةُ التي تَغلُبُ العالم: إيمانُنا. مَنْ هو الذي يَغلُبُ العالم، إلاَّ الذي يُؤمِن أنَّ يسوع هو ابنَ اللـه؟ هذا هو الذي جاءَ بماءٍ ودمٍ وروح يسوع المسيح. لا بالماء فقط بل بالماء والدَّم، والرُّوح هو الذي يشهد، لأن الرُّوح هو الحقٌّ. فإنَّ الذين يشهدونَ في السَّماء هُم ثلاثةٌ: الآبُ، والكلمةُ، والرُّوحُ القُدسُ. وهؤلاء الثَّلاثة هُمْ واحدٌ. والذينَ يَشهدونَ في الأرض هُم ثلاثةٌ: الرُّوح، والماءُ، والدَّم. والثَّلاثة هُم في الواحد. إن كُنَّا نَقبَلُ شهادَةَ النَّاس، فَشَهادةُ اللـه أعظَمُ جدَّاً، لأنَّ هذه هيَ شهادةُ اللـه التي قد شهدَ بها عن ابنهِ. مَن يُؤمِن بِابن اللـهِ فشهادة اللـه ثابتةٌ فيه. ومَن لا يُصدِّق اللـه، فَقَد جَعَلهُ كاذباً، لأنَّه لم يُؤمِن بالشَّهادة التي قَد شَهدَ بها اللـه عن ابنهِ. وهذه هيَ الشَّهادةُ أنَّ اللـه أعطانا الحياة الأبديَّة. ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه، وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 14 : 1 ـ 7 ) وحَدَثَ في إيقونيَة أنَّهُما دَخَلا مَعاً إلى مَجمَع اليَهود وتَكلَّما كذلكَ، حتى آمَنَ جُمهُورٌ كثيرٌ مِنَ اليهود واليونانيِّينَ. ولكنَّ اليهود الذين لم يُؤمِنوا هيَّجوا وأفسدوا نُفوس الأُمم على الإخوة. فأقاما زَماناً طويلاً يُجاهِران بالربِّ الذي كانَ يَشهدُ لكلِمة نعمَتِهِ، ويُعطي أن تُجرى آياتٌ وعجائبُ على أيديهما. فَانشَقَّ جُمهورُ المدينةِ، فكانَ بَعضُهمْ مَعَ اليهود، وبعضُهمْ معَ الرَّسُولين. فهجَم الأُمم اليهـود مَعَ رؤسـائهم ليبغوا عَليهمَا ويَرجُموهُمَا، فلمَّا شَعَرَ بهِ، هربا إلى مَدينة ليكأونيَّةَ: ولستَرةَ ودربةَ، وإلى الكُورةِ المُحيطةِ. وكانا هُناكَ يُبشِّران.وكانَ يجلسُ في لستَرة رجُلٌ عاجزُ الرِّجلَينِ مُقعدٌ مِن بَطن أُمِّهِ، ولمْ يَمشِ قطُّ. ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. ) السنكسار اليوم الثاني من شهر النسيء المبارك نياحة القديس تيطس الرسول 1 . في مثل هذا اليوم تنيَّح القديس تيطس الرسول. وُلد في كريت، وهو ابن أخت والي المدينة. تعلَّم اللغة اليونانية وتأدَّب بكل آدابها حتى نبغ فيها. وكان وديعاً رحيماً. ولمَّا انتشرت أخبار ربنا يسوع المسيح في أكثر بلاد الشَّام، اهتم والي كريت خال هذا القديس بتلكَ الآيات الباهرة والتعاليم السَّامية وأراد أن يتحقق مما سمع، فأرسل تيطس ليأتيه بالخبر اليقين. فلمَّا وصلَ إلى أرض اليهودية ورأى الآيات وسمعَ الأقوال الإلهية، وقارن بينهما وبين الأقوال اليونانية، وجد الفرق واضحاً. فآمن بالسيد المسيح وأرسل إلى خاله يعلمه بما رأى وسمع. ولما اختار الرب السبعين رسولاً كان هو أحدهم وبعد صعود المسيح نال نعمة الروح القدس مع التلاميذ. وقد صحب بولس الرسول في بلاد كثيرة. ولمَّا ذهب بولس إلى روما، عاد هو إلى كريت، وبنى فيها كنيسة ورسم لها قسوساً وشمامسة. ولمَّا أكمل سيرته الرسولية تنيَّح بسلام. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً.آمين.
مزمور القداس من مزامير أبينا داود النبي ( 105 : 1 ، 68 : 11 ) اعترفوا للربِّ وادعوا بِاسمه، نادوا في الأُمم بأعمالهِ. الربُّ يُعطِي كلمةً للمُبَشِّرينَ، بقوةٍ عظيمةٍ. هللويا. إنجيل القداس من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 6 : 12 ـ 23 ) وفي تلكَ الأيَّام خرج إلى الجبل ليُصلِّي. وكان ساهراً في الصَّلوات لله. ولمَّا كان النَّهار دَعا تلاميذه، واختار منهم اثني عشر، الذينَ سمَّاهُم " رُسلاً ": سـمعـان الـذي يـُدعَـى بـطـرس وأنـدراوس أخـاه. يعـقـوب ويوحنـَّا. فيلـبُّس وبرثولماوس. متَّى وتوما. ويعقوب بن حلفى وسمعان الذي يُدعَى الغيُور. ويهوذا الذي ليعقوب، ويهوذا الإسخريوطيِّ الذي صار مُسلِّماً.ونزل معهُم ووقفَ في مَوضع خلاء، مع جمعٌ مِن تلاميذه، وجمهورٌ كثيرٌ مِن الشَّعب، مِن جميع اليهوديَّة وأورشليم وساحل صور وصيدا، الذينَ جاءوا ليسمعوا منهُ ويشفيهم مِن أمراضهم، والمعذَّبونَ مِن الأرواح النَّجسه. كان يشفيهم. وكان كل الجمع يطلب أن يلمسه، لأنَّ قوَّةً كانت تخرُج منه وتشفي الجميع. ورفعَ عينيه إلى تلاميذه وقال لهم: " طوباكم أيُّها المساكين بالروح، لأنَّ لكُم ملكوت الله. طوباكم أيُّها الجياع الآن، لأنَّكم تشبعون. طوباكم أيُّها الباكون الآن، لأنَّكم ستضحكون. طوباكم إذا أبغضكُم النَّاس، وأفرزوكُم وعيَّروكم، وأخرجوا اسمكُم كشرِّيرٍ مِن أجل ابن الإنسان. افرحوا في ذلك اليوم وتهلَّلوا، فهوذا أجركُم عظيمٌ في السَّماء. لأنَّ آباءهُم هكذا كانوا يفعلون بالأنبياء. ( والمجد للـه دائماً ) +++
09-07-2015, 09:03 PM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
كم أسعدنى ردكم وحكمتكم فى انتقاء كلمات النقاش الهادف .. وهذا ما يجعلنى أواصل الحوار معكم أخى الكريم ..
Quote: الأخ ارنست , نعم يا أخى , يجب أن يكون هدفنا الأول وألأخير هو : " عملية البحث عن الحقيقة " ولاشىء غير الحقيقة , وان يكون ذلك بتجرد كامل , وبعيدا تماما عن ( التعصب ) فالتعصب يا أخى كما تعلم هو آفة الآفات , ومصيبة المصائب , فالانسان الذى خلقة الله , وحباه بنعمة العقل كى يميز به بين الحق , والباطل , وبين الخير والشر , نجد أن أكبر معيقاته , والوقوف حائلا بينه و وبين الاتجاه نحو طريق الحكمة والصواب , هو : (التعصب ) فالانسان السوى عندما يتجرد تماما من هذه الأفة : (التعصب ) ويتجه اتجاها صادقا , وبنية خالصة لله , وعزيمة قوية , فى اتجاه البحث عن الحق ولاشىء غير الحق , ويخلص فى دعائه , وتوسله للرب الخالق أن يعينه على ذلك , فلا شك أن سيصل الى مبتغاه , فالهدى يا أخى هو هدى الله , فنسأله سبحانه وتعالى أن يهدينا جميعا الى الصواب , والى طريق الرشد
هناك عدة نقاط أود منكم أن تقوموا بالبحث عنها : 1- علاقة قس مكة ورقة بن نوفل بالنبى محمد .. 2- ما ذكره القرآن الكريم عن عيسى ابن مريم مثل: " انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه .. " - فقط .. أود أن أقول عندما يقول القرآن عن عيسى ابن مريم " هو كلمة الله .. وروح منه " .. وهنا لابد أن نقف وقفة طويلة .. لأن هذا هو إيماننا .. المسيح هو الكلمة .. وعندما أقول أن المسيح كلمة الله .. الكلمة التى تخرج من فم اللة .. أليست هى تعبر عن الله جل جلاله .. وإن كان المسيح كلمة الله .. إذن لا يمكن فصل كلمة الله عن الله .. لأن الكلمة هنا " تجسد " تجسد " المذكر " فى قائلها .. وكما نقول فى الكتاب المقدس :" والكلمة صار جسداً " .. " وكان الكلمة الله " ..
وليس هذا فحسب .. والمسيح أيضاً روح الله " وروح منه " .. روح من الله .. هل نستطيع فصل الروح عن صاحب الروح .. أى .. هل نستطيع فصل روح الله عن الله بذاته .. وهذا أيضاً يطابق إيماننا .. لأننا نؤمن " بالأقانيم الثلاثة " وهى الله الآب .. والله الإبن .. والله الروح القدس " .. وهذه الأقانيم الثلاثة هى واحد .. لا تنفصل .. وهى الله .. ومعنى أقنوم ( شخص – ذات – كائن حي قائم بذاته (أى أنه يستمد أعماله من ذاته وليس من آخر) .. ومن هنا نحن نؤمن بأن :" الله كائن بذاته ناطق بكلمته حى بروحه " .. وهذه عقيدة الأقانيم الثلاثة وهى الله الواحد الذى لا شريك له .. وهنا أود أن أقرب المعنى .. وكمثال ليس إلا .. + عندما أقول الإنسان الكائن .. ألا يتكون من جسد وعقل وروح .. هل نستطيع فصل أحدهم عن كينونة الإنسان .. + ومثال أخر .. الشمس .. هى عبارة عن: ( قرص الشمس الذى ينبثق عنه الضوء والحرارة ..) ولا يمكن بأى حال فصل أحدهم عن الشمس .. وإلا لا تصبح شمساً .. + ومثال آخر : المثلث المتساوى الأضلاع .. فى هذا المثلث ثلاثة أضلاع .. هل إن فصلنا ضلعاً يسمى هذا المثلث مثلثاً .. بالطبع .. لا يمكن فصل أى ضلع من المثلث .. ونسميه مثلثاً ..
وأننى أكتفى بهذا القدر يا أخى الحبيب عوض .. ولنا لقاء آخر .. إن أمد الله فى العمر ..
إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الثلاثاء ) 8 سبتمبر 2015 3 نسئ 1731 عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي ( 34 : 7 - 8 ) ملاك الرب حال حول خائفيه ، وينجيهم . ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب طوبى للرجل المتوكل عليه . هللويا. إنجيل العشية من إنجيل معلمنا متى البشير ( 16 : 24 - 28 ) حينئذ قال يسوع لتلاميذه : إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني . فإن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها ، ومن يهلك نفسه من أجلي يجدها . لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ؟ أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه . فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته ، وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله . الحق أقول لكم : إن من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيا في ملكوته . ( والمجد للـه دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 97 : 7 - 9 ) يخزى كل عابدي تمثال منحوت ، المفتخرين بالأصنام . اسجدوا له يا جميع الآلهة . سمعت صهيون ففرحت ، وابتهجت بنات يهوذا من أجل أحكامك يارب . لأنك أنت يارب علي على كل الأرض . علوت جدا على كل الآلهة . هللويا. إنجيل باكر من إنجيل معلمنا متى البشير ( 18 : 10 ـ 20 ) انظروا ، لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار ، لأني أقول لكم : إن ملائكتهم في السماوات كل حين ينظرون وجه أبي الذي في السماوات . لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك . ماذا تظنون ؟ إن كان لإنسان مئة خروف ، وضل واحد منها ، أفلا يترك التسعة والتسعين على الجبال ويذهب يطلب الضال . وإن اتفق أن يجده ، فالحق أقول لكم : إنه يفرح به أكثر من التسعة والتسعين التي لم تضل . هكذا ليست مشيئة أمام أبيكم الذي في السماوات أن يهلك أحد هؤلاء الصغار . وإن أخطأ إليك أخوك فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما . إن سمع منك فقد ربحت أخاك . وإن لم يسمع ، فخذ معك أيضا واحدا أو اثنين ، لكي تقوم كل كلمة على فم شاهدين أو ثلاثة . وإن لم يسمع منهم فقل للكنيسة . وإن لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك كالوثني والعشار . الحق أقول لكم : كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطا في السماء ، وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولا في السماء . وأقول لكم أيضا : إن اتفق اثنان منكم على الأرض في أي شيء يطلبانه فإنه يكون لهما من قبل أبي الذي في السماوات . لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم . ( والمجد للـه دائماً )
القــداس البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى عبرانيين ( 2 : 5 - 18 ) فإنه لملائكة لم يخضع العالم العتيد الذي نتكلم عنه لكن شهد واحد في موضع قائلا : ما هو الإنسان حتى تذكره ؟ أو ابن الإنسان حتى تفتقده وضعته قليلا عن الملائكة . بمجد وكرامة كللته ، وأقمته على أعمال يديك أخضعت كل شيء تحت قدميه . لأنه إذ أخضع الكل له لم يترك شيئا غير خاضع له . على أننا الآن لسنا نرى الكل بعد مخضعا له ولكن الذي وضع قليلا عن الملائكة ، يسوع ، نراه مكللا بالمجد والكرامة ، من أجل ألم الموت ، لكي يذوق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد لأنه لاق بذاك الذي من أجله الكل وبه الكل ، وهو آت بأبناء كثيرين إلى المجد ، أن يكمل رئيس خلاصهم بالآلام
لأن المقدس والمقدسين جميعهم من واحد ، فلهذا السبب لا يستحي أن يدعوهم إخوة قائلا : أخبر باسمك إخوتي ، وفي وسط الكنيسة أسبحك وأيضا : أنا أكون متوكلا عليه . وأيضا : ها أنا والأولاد الذين أعطانيهم الله فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضا كذلك فيهما ، لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت ، أي إبليس ويعتق أولئك الذين - خوفا من الموت - كانوا جميعا كل حياتهم تحت العبودية لأنه حقا ليس يمسك الملائكة ، بل يمسك نسل إبراهيم من ثم كان ينبغي أن يشبه إخوته في كل شيء ، لكي يكون رحيما ، ورئيس كهنة أمينا في ما لله حتى يكفر خطايا الشعب لأنه في ما هو قد تألم مجربا يقدر أن يعين المجربين ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة بطرس الاولى ( 1 : 3 - 12 )
مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح ، الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي ، بقيامة يسوع المسيح من الأموات لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل ، محفوظ في السماوات لأجلكم أنتم الذين بقوة الله محروسون ، بإيمان ، لخلاص مستعد أن يعلن في الزمان الأخير الذي به تبتهجون ، مع أنكم الآن - إن كان يجب - تحزنون يسيرا بتجارب متنوعة لكي تكون تزكية إيمانكم ، وهي أثمن من الذهب الفاني ، مع أنه يمتحن بالنار ، توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح الذي وإن لم تروه تحبونه . ذلك وإن كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به ، فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس الخلاص الذي فتش وبحث عنه أنبياء ، الذين تنبأوا عن النعمة التي لأجلكم
باحثين أي وقت أو ما الوقت الذي كان يدل عليه روح المسيح الذي فيهم ، إذ سبق فشهد بالآلام التي للمسيح ، والأمجاد التي بعدها
الذين أعلن لهم أنهم ليس لأنفسهم ، بل لنا كانوا يخدمون بهذه الأمور التي أخبرتم بها أنتم الآن ، بواسطة الذين بشروكم في الروح القدس المرسل من السماء . التي تشتهي الملائكة أن تطلع عليها ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه، وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 10 : 21 - 33 ) فنزل بطرس إلى الرجال الذين أرسلوا إليه من قبل كرنيليوس ، وقال : ها أنا الذي تطلبونه . ما هو السبب الذي حضرتم لأجله
فقالوا : إن كرنيليوس قائد مئة ، رجلا بارا وخائف الله ومشهودا له من كل أمة اليهود ، أوحي إليه بملاك مقدس أن يستدعيك إلى بيته ويسمع منك كلاما فدعاهم إلى داخل وأضافهم . ثم في الغد خرج بطرس معهم ، وأناس من الإخوة الذين من يافا رافقوه
وفي الغد دخلوا قيصرية . وأما كرنيليوس فكان ينتظرهم ، وقد دعا أنسباءه وأصدقاءه الأقربين ولما دخل بطرس استقبله كرنيليوس وسجد واقعا على قدميه
فأقامه بطرس قائلا : قم ، أنا أيضا إنسان ثم دخل وهو يتكلم معه ووجد كثيرين مجتمعين
فقال لهم : أنتم تعلمون كيف هو محرم على رجل يهودي أن يلتصق بأحد أجنبي أو يأتي إليه . وأما أنا فقد أراني الله أن لا أقول عن إنسان ما إنه دنس أو نجس فلذلك جئت من دون مناقضة إذ استدعيتموني . فأستخبركم : لأي سبب استدعيتموني فقال كرنيليوس : منذ أربعة أيام إلى هذه الساعة كنت صائما . وفي الساعة التاسعة كنت أصلي في بيتي ، وإذا رجل قد وقف أمامي بلباس لامع وقال يا كرنيليوس ، سمعت صلاتك وذكرت صدقاتك أمام الله
فأرسل إلى يافا واستدع سمعان الملقب بطرس . إنه نازل في بيت سمعان رجل دباغ عند البحر . فهو متى جاء يكلمك فأرسلت إليك حالا . وأنت فعلت حسنا إذ جئت . والآن نحن جميعا حاضرون أمام الله لنسمع جميع ما أمرك به الله ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. ) السنكسار اليوم الثالث من شهر النسيء المبارك 1 . تذكار الملاك رافائيل رئيس الملائكة 2. شهادة القديس أندريانوس 3. نياحة البابا يوأنس الرابع عشر البطريرك الـ ( 96 ) 1ـ في هذا اليوم تعيد الكنيسة بتذكار الملاك الجليل رافائيل الثالث في رؤساء الملائكة، وتكريس كنيسته التي كانت بظاهر الإسكندرية. وذلك أنه في زمان البابا ثاؤفيلس البطريرك الثالث والعشرين، أتت امرأة مؤمنة من رومية ومعها أولادها وصورة الملاك الجليل رافائيل. وكانت قد ورثت عن زوجها مالاً كثيراً، فأظهرت رغبتها للبابا في بناء عدة كنائس. فأراها كوماً كان تجاه البطريركية، فتولت إزالته وبنت مكانه كنيسة. ثم بنت كنيسة على اسم الملاك رافائيل، كرست في مثل هذا اليوم.شفاعة هذا الملاك الجليل تكون معنا. آمين. 2 . وفي مثل هذا اليوم أيضاً، استشهد القديس اندريانوس أحد قواد جند الملك. وكان أذا أبصر أحداً من الشهداء يسأله: " لماذا تفعل بنفسك هذا الفعل؟ " فيجيبه: " من أجل رجاء الحياة الدائمة، والمُلك الذي لا يزول " . فتقدم إلى الملك وإعترف بالسيد المسيح، فعذبه كثيراً ثم سجنه مع شهداء كثيرين، فقصت أناطوليا زوجة هذا القديس شعرها، وتزيت بزي الرجال، وصـارت تأتي إلى السجن وتخدمهم، وتقوي عزم زوجها وتعزيه وتصبره. ولم سمع بعض النِّساء بما فعلت تشبهن بها. وبعد هذا أمر الملك بكسر سيقان الشهداء حتى يموتوا. فتقدمت هذه القديسة وشجعت زوجها إلى أن أسلم الروح بيد الرب. وبعد أن أسلم بقية الشهداء أرواحهم أمر الملك بحرق أجسادهم، فأنزل الله ندى على النار وأطفاها. وحمل بعض المؤمنين الأجساد إلى بيسيديه. أمَّا القديسة أناطوليا فقد طلبها أحد الأمراء ليتزوجها، فلم تقبل. وتنيحت بسلام. " صلاة الجميع تكون معنا.آمين ". 3 ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً من سنة 1302ش ( 6 سبتمبر 1586م ) في أيام السلطان مراد الثالث العثماني، تنيح البابا يوأنس الرابع عشر البطريرك الـ 96، وهو من منفلوط، ويعرف بِاسم يوأنس المنفلوطي. ترهب بدير البراموس بوادي النطرون، وكُرِّسَ بطريركاً في عهد السلطان سليم الثاني العثماني في يوم 22 برموده سنة 1287ش ( 17 أبريل سنة 1571م ) وفي أيامه لبس المسيحيون العمائم السوداء. وقد وردت إليه رسالة من بابا رومية ( جريجوريوس 13 ) وردَّ عليه الجواب. وقد طلب إليه السلطان سليم جمع الجزية من المسيحيين، فلم يتخلف أحد منهم عن الدفع. ثم توجه إلى الإسكندرية ولما عاد إلى النحراوية شعر بضعف. ثم تنيح بها ودفن في بيعة مارجرجس ببرما. ونقل جسده بعد ذلك إلى دير السريان. وقد مكث على الكرسي 15 سنة و4 أشهر و19 يوماً.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً.آمين.
مزمور القداس من مزامير أبينا داود النبي ( 138 : 1 - 2 ) لداود . أحمدك من كل قلبي . قدام الآلهة أرنم لك . أسجد في هيكل قدسك ، وأحمد اسمك على رحمتك وحقك ، لأنك قد عظمت كلمتك على كل اسمك . هللويا. إنجيل القداس من إنجيل معلمنا متى البشير ( 25 : 32 - 47 ) ويجتمع أمامه جميع الشعوب ، فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء . فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار . ثم يقول الملك للذين عن يمينه : تعالوا يا مباركي أبي ، رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم . لأني جعت فأطعمتموني . عطشت فسقيتموني . كنت غريبا فآويتموني . عريانا فكسوتموني . مريضا فزرتموني . محبوسا فأتيتم إلي . فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين : يا رب ، متى رأيناك جائعا فأطعمناك ، أو عطشانا فسقيناك . ومتى رأيناك غريبا فآويناك ، أو عريانا فكسوناك . ومتى رأيناك مريضا أو محبوسا فأتينا إليك . فيجيب الملك ويقول لهم : الحق أقول لكم : بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر ، فبي فعلتم . ثم يقول أيضا للذين عن اليسار : اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته . لأني جعت فلم تطعموني . عطشت فلم تسقوني . كنت غريبا فلم تأووني . عريانا فلم تكسوني . مريضا ومحبوسا فلم تزوروني . حينئذ يجيبونه هم أيضا قائلين : يا رب ، متى رأيناك جائعا أو عطشانا أو غريبا أو عريانا أو مريضا أو محبوسا ولم نخدمك . فيجيبهم قائلا : الحق أقول لكم : بما أنكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء الأصاغر ، فبي لم تفعلوا . فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي والأبرار إلى حياة أبدية . ( والمجد للـه دائماً ) +++
09-09-2015, 02:50 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
مقال لقداسة البابا شنودة الثالث .. البابا الراحل المقيم ..
ما هي الصلاة وكيف تكون؟
في بدء السنة الجديدة وقف كثيرون يصلون، وارتفعت أكف الضراعة إلى الله..
ووسط صلوات الكثيرين، نريد أن نتحدث اليوم عن الصلاة: ما هي صلوات مقبولة، وأخرى غير مقبولة؟
و ما شروط الصلوات المقبولة؟
إن الصلاة جزء من طبيعة الإنسان، كأنها غريزة.. ومن هنا كان جميع الناس يصلون.. حتى أن الوثنيين أيضًا يعرفون الصلاة.. إن القلب بدون الله يشعر بفراغ كبير. فالله له وجود في حياتنا، ليس هو معتزلا عنا، يسميه الكتاب المقدس: "عمانوئيل" أى الله معنا.. ونلاحظ أن الطفل يقبل فكرة الله وفكرة الصلاة، بدون شرح، إنها فيه..
إن قلنا إن الإنسان اجتماعي بطبعه، نستطيع أن نطبق هذه القاعدة جسديًا وروحيًا أيضًا.. فروح الإنسان تشتاق إلى الروح الكلى، وتجد لذة في الالتقاء به والجلوس إليه..
الصلاة إذن هي اشتياق إلى الله.. روح الإنسان تشتاق إلى عشرة أخرى غير عشرة المادة.. وفي داخل كل منا اشتياق إلى غير المحدود. واشتياق آخر إلى مثالية عالية غير موجودة في هذا العالم.. ومن هنا يلجأ الإنسان إلى الله ليشبع شوقه الروحي..
الصلاة هي أعمق ما في الروحيات.. هي تفرغ القلب لله.. هي عمل الملائكة، وعمل الإنسان عندما يتشبه بالملائكة.. هي عمل النساك والمتوحدين الذين تركوا كل شيء من أجل محبتهم لله، ووجدوا في هذه المحبة ما يكفيهم وما يغنيهم.
الصلاة هي راحة النفس. هي الميناء الهادئ الذي ترسو عنده النفس بعيدًا عن أمواج العالم المتلاطمة. الصلاة هي واحة خضراء في برية العالم القاحلة.. هي الوقت الذي تلتقي فيه النفس بمن يريحها. تجد القلب الكبير الذي تأتمنه على أسرارها وتستطيع أن تحدثه بكل صراحة عن متاعبها وعن ضعفاتها وسقطاتها. وهى موقنة تمامًا أنه لن يحتقر سقوطها، بل يقابلها بكل حنو، ويعينها على القيام، ويشجعها..
الصلاة هي خلوة النفس مع الله، هي لقاء مع الله، لقاء حب. هي التصاق بالله. هي تلامس قلب الإنسان مع قلب الله. هي تمتع النفس بالله.. وفي هذا قال داود النبي: "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب"، وقال أيضًا: "أما أنا فخير لي الالتصاق بالرب"..
الصلاة هي صلة بالله، وربما من هذا المعنى اشتق اسمها (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. وهكذا يكون الإنسان في حالة صلاة، إن وجدت هذه الصلة، وإن شعر بالوجود في حضرة الله، وإن أحس القلب أنه قائم فعلًا أمام الله، يتحدث إليه.. ليس المهم هو طول الصلاة ونوع الكلام بقدر ما تتركز الأهمية في وجود صلة مع الله.. إن لم توجد هذه الصلة لا يعتبر الإنسان مصليًا، مهما ركع ومهما سجد ومهما ظن أنه كان يتحدث مع الله.. إن اللمبات الكهربائية مهما كانت قوية وجميلة، فإنها تكون عديمة الفائدة ما لم يسر فيها التيار.. هكذا الصلاة..
الصلاة هي تقديس للنفس، هي رفع الفكر إلى الله، ورفع القلب إلى الله. وعندما يرتفع الفكر إلى الله، يبعد عن المادة وعن محبتها والإنشغال بها، ويكون في مستوى أعلى، في مستوى روحي، وهكذا يتطهر الفكر بالصلاة ويتنقى، وكذلك القلب.. ويدخل كلاهما في جو آخر له سموه، يدخلان في عشرة الملائكة وأرواح الأبرار. وبمثل هذه الصلاة تبطل الأفكار الرديئة، وتبطل طياشة الأفكار، ويتجمع العقل في الله.
و بالصلاة يصل الإنسان إلى ما يسميه القديسون"إستحياء الفكر" أى أن الفكر الذي يتقدس بالصلاة يستحى من التفكير في شيء ردئ. وهكذا يخجل الإنسان من أن يستضيف في ذهنه فكرًا شريرا في الموضع الذي كان يوجد فيه الله في العقل في وقت الصلاة.. وبهذا تساعد الصلاة على حياة التوبة والنقاوة..
لكل هذا كانت الصلاة رعبًا للشياطين.. فالشياطين يخافون جدًا من عمل الصلاة، ويرونه سعيًا لإمدادات إلهية ومعونات سماوية تصل إلى النفس، فتحطم قوى الشياطين التي تحاربها. لذلك فإن الشياطين تحاول بكل قوتها أن تعطل الإنسان عن عمل الصلاة، ونقصد الصلوات الروحية التي تخيفهم.. أما الصلوات الفاترة أو السطحية فلا يهتم الشيطان بمقاومتها. إنها لا تؤذيه..
إن الصلوات الروحية تسبب حسد الشياطين وتذكرهم بما فقدوه. وتشعرهم بالدالة الموجودة بين الله والإنسان فيتعبون.. ويحاولون أن يمنعوا الصلاة. فإذا أصر الإنسان على الصلاة، يحاول الشياطين أن يشتتوا فكره، ويقدموا له تذكارات ومشاغل وأفكارًا ليجذبوه إلى شيء آخر بعيدًا عن الحديث مع الله.
الصلاة هي طعام الروح، هي غذاء الملائكة. هي عاطفة مقدسة تغذى القلب.. بل في أثنائها قد ينسى الجسد أيضًا طعامه، ولا يشعر بجوع. ومن هنا كان ارتباط الصوم بالصلاة. فعندما تتغذى الروح بالصلاة. ويمكنها أن ترفع الجسد معها وتشغله عن التفكير في طعامه، وتعطيه طعامًا آخر. وبهذا تستطيع الروح أن تحمل الجسد.. الصلاة هي حركة القلب، حتى بدون كلام.. إن الصلاة ليست مجرد حديث فقد تكون خفقة القلب صلاة، وقد تكون دمعة العين صلاة، وقد يكون رفع البصر إلى فوق، أو رفع اليدين نوعًا آخر من الصلاة.. إن الله يفهم اللغة التي نخاطبه بها خارج حدود الألفاظ، كالأب الذي يدرك مشاعر ابنه وطلباته دون أن يتكلم.. وهكذا يقول داود النبي لله: "أنصت إلى دموعي". ذلك لأن دموعه كان لها صوت خفي يسمعه الله..
الصلاة هي تسليم حياتنا لله، هي إشراكه في حياتنا، هي رفض من الإنسان أن يستقل بحياته بعيدًا عن الله. فبالصلاة نطلب من الله أن يتدخل في حياتنا، ويدبرها حسب مشيئته الصالحة الطوباوية، معلنين في اتضاع أمام الله أننا لا نستطيع أن نعتمد على أذهاننا وحدها، وأننا لا نقدر أن نعمل شيء.
إن الصلاة شرف عظيم، بها نصعد إلى الله، وبها نتلاقى معه، نحن التراب والرماد. وبالصلاة تتحول النفس إلى سماء وتتمتع بالوجود في حضرة الله والعجيب أنه مع هذا الشرف العظيم الذي للصلاة يمتنع البعض عن الصلاة، يمتنع التراب عن مخاطبة رب الأرباب خالق السماء والأرض الكلى القدرة..
ليست الصلاة تفضلا منا على الله، كما لو كنا نعطى الله شيئا من وقتنا أو من مشاعرنا. وليست هي ضريبة يفرضها الله علينا. وليست هي عملًا نغصب عليه بأمر سماوي. كلا، إنما الصلاة هي أخذ لا عطاء. بها نأخذ من الله بركات وعطايا ومواهب دون أن نعطيه شيئًا. وإن كنا نقدم لله وقتًا أو نقدم له قلبًا، فإنما لكي يملأ هذا القلب من محبته، ويقدس هذا الوقت ببركته.. إن اعتقادنا الخاطئ في أن الصلاة إعطاء هو الذي يجعلنا في كبرياء وتمنع. نقصر في أدائها، أقصد: نقصر في حق أنفسنا أولًا وقبل كل شيء، لأننا نحن المستفيدون من الصلاة وليس الله. فلنحاول أن نصلى، لكي نأخذ بركة ومعونة، ولكي نتمتع بالله، ولكي تتقدس قلوبنا وحياتنا كلها. وإن صلينا، ليتنا نعرف كيف نصلى، وكيف نخاطب الله الذي له كل مجد وكرامة وعزة إلى الأبد آمين. +++
09-09-2015, 09:48 AM
Sudany Agouz
Sudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-27-2002
مجموع المشاركات: 9014
إصحوا وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )
( يوم الاربعاء ) 9 سبتمبر 2015 4 نسئ 1731 عشــية مزمور العشية من مزامير أبينا داود النبي ( 65 : 4، 5 ) طوبى لِمَن اخترته وقبلته ليسكُن في دياركَ إلى الأبد. استجب لنا يا اللـه مُخلِّصنا، يا رجاء جميع أقطار الأرض. هللويا. إنجيل العشية من إنجيل معلمنا متى البشير ( 24 : 42 ـ 47 ) " اسهروا إذاً لأنَّكم لا تعلمون في أيَّةِ ساعةٍ يأتي ربُّكم. واعلموا هذا أنه لو كان ربُّ البيت يعلم في أيَّةِ ساعةٍ يأتى السَّارق، لسَهِر ولم يدع بيته يُنهَب. لذلك كونوا أنتُم أيضاً مُستعدِّينَ، لأنه في السَّاعة التى لا تعرفونها يأتي ابن الإنسان فيها. فَمَن هو يا تُرى العبد الأمين والحكيم الذي يُقيمه سيِّده على عبيده ليعطيهم طعامهم في حينه؟ طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيِّده يجده يفعل هكذا! الحقَّ أقولُ لكُم: إنه يُقيمه على جميع أمواله. ( والمجد للـه دائماً )
باكــر مزمور باكر من مزامير أبينا داود النبي ( 37 : 16,18,29 ) والربُّ يعضدُ الصِّديقينَ، يعرفُ الربُّ طريقَ الذينَ لا عيبَ فيهم، ويكون ميراثهم إلى الأبدِ، والصِّدِّيقونَ يَرِثونَ الأرضَ، ويسكنونَ فيها إلى دهرِ الدُّهورِ. هللويا. إنجيل باكر من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 13 : 33 ـ 37 ) انظروا ! واِسهروا وصلُّوا، لأنَّكم لا تعرفون متى يكون الوقت. كأنَّما إنسانٌ سافر وترك بيته، وأعطى عبيده السُّلطان، ولكلِّ واحدٍ عملهُ، وأوصى البوَّاب أن يسهر. اِسهروا إذاً فانَّكم لا تعرفون متى يأتي ربُّ البيتِ، أمساءً، أم نصف اللَّيل، أم صياح الدِّيك، أم صباحاً. لئلاَّ يأتي بغتةً فيجدكم نياماً! وما أقوله لكم أقوله للجميع: اسهَرُوا. ( والمجد للـه دائماً )
القــداس البولس من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس ( 3 : 9 ـ 23 ) لأنه إذا قال واحدٌ: " أنا لبُولُس " وآخر: " أنا لأبُلُّوس " أفلستُم جسديِّين؟ فمَن هو بولُس، ومن هو أبُلُّوس؟ بل خادمان آمنتُم بواسطتهما، وكما أعطى الربُّ لكلِّ واحدٍ: أنا غرستُ وأبُلُّوس سقى، لكن الله كان يُنْمِي، إذاً ليس الغارسُ شيئاً ولا السَّاقي، بل الله الذي يُنْمِي، والغارس والسَّاقي هما واحدٌ، ولكن كل واحد سيأخُذُ أُجرته بحسب تعبِهِ. فإنَّنا نحن شركاء عاملان للـه، وأنتم فلاحة اللـه، بناء اللـه. حسب نعمة اللـه المُعطاة لي كبنَّاءٍ حكيم ماهر قد وضعت أساساً، وآخر يبني عليه. ولكن فلينظر كل واحدٍ كيف يبني عليه. فإنه لا يستطيع أحدٌ أن يضع أساساً آخر غير الذي وُضِعَ، الذي هو يسوع المسيح. وإن كان واحدٌ يبني على هذا الأساس: ذهباً فضَّةً حجارةً كريمةً حطباً عُشباً قشاً، فسيُعلَن عمل كل واحدٍ لأن اليوم سيُظهِرهُ. لأنه بنارٍ يُستعلَن، وستمتحن النار عمل كل واحدٍ كيف ما هو. فمَن بقيَ عمله الذي بناه ثابت سينال أجرته. ومَن احترق عمله فسيخسر، وأمَّا هو فسيخلُص، ولكن كما بنارٍ. أمَا تعلمون أنَّكم هيكل اللـه، وروح اللـه ساكن فيكم؟ فمَن يُنجَّس هيكل اللـه فسيُفسِده اللـه، لأن هيكل اللـه مُقدَّسٌ الذي أنتم هو. لا يغرنَّ أحدٌ نفسه. إن كان أحدٌ يظنُّ أنه حكيمٌ بينكم في هذا الدَّهر، فَليَصر جاهلاً لكي يصير حكيماً! لأن حكمة هذا العالم جهالةٌ عند الله، لأنه مكتوبٌ: " الآخذ الحُكماء بمكرهم ". وأيضاً: " الربُّ يعلم أفكار الحُكماء أنَّها باطلةٌ ". فلا يفتخرنَّ أحدٌ بالناس، فإن كل شىءٍ لكم: إن كان بولس، أو أبلُّوس، أو كيفا ( الصفا )، أو العالم، أو الحياة، أو الموت، أو الأشياء الحاضرة، أو المستقبلة. جميعها هى لكم. وأنتم للمسيح، والمسيح لله. ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة بطرس الرسول الأولى ( 5 : 5 ـ 14 ) كذلك أنتُم أيُّها الشُّبَّان اخضعوا للشُّيوخ، وكونوا جميعاً مُتسربلينَ بالتَّواضع بعضكم لبعضٍ، لأن الله يُقاوِم المُستكبرين، ويُعطِي نعمةً للمتواضعين. فتواضعوا تحت يد الله القويَّة لكي يرفعكُم في زمان الافتقاد، مُلقينَ كلَّ همِّكُم عليه، لأنه هو يعتني بكم. كونوا مُتيقِّظينَ واسهروا. لأن إبليس عدوكم يجول كأسدٍ زائر، يلتمس مَن يبتلعه. فقاوِموه، راسخينَ في الإيمان، عالمين أن نفس هذه الآلام تُجرَى على إخوتكم الذين في العالم. وإله كلّ نعمةٍ الذي دعاكُم إلى مجدهِ الأبديِّ في المسيح يسوع، بعدما تألَّمتُم يسيراً، هو يهيئكُم، ويثبِّتكُم، ويقوِّيكُم، ويمكِّنكُم. له السُّلطان والمجد إلى الأبدِ. آمين. بيد سلوانس الأخ الأمين،ـ كما أظُنُّ ـ كتبتُ إليكُم بكلماتٍ قليلةٍ واعظاً وشاهداً، أن هذه هيَ نعمة الله بالحقِّ التي فيها تَقُومُونَ. تُسلِّم عليكُم الصِّدِّيقة المُختارة التي في بابلون ( مصر )، ومرقس ابني. سلِّموا بعضُكُم على بعضٍ بقبلة المحبَّة. السَّلامُ لكُم جميعاً أيُّها الذينَ في المسيح يسوع. ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل ( 18 : 24، 19 : 1 ـ 6 ) وكان يوجد يهوديٌّ اسمه أبولُّوس، إسكندريُّ الجنس، رجلٌ فصيحٌ قَدُمَ إلى أفسس مُقتدرٌ في الكتب. هذا كان تلميذاً لطريقة الربِّ. وكان وهو حارٌّ بالرُّوح يتكلَّم ويعلِّم بتدقيق ما يختصُّ بيسوع. عارفاً معموديَّة يوحنَّا فقط. وابتدأ هذا يُجاهِر في المجمع. فلمَّا سمعه بريسكِّلا وأكيلا قبلاه إليهما، وعلَّماه طريق الله بأكثر تدقيق. وإذ كان يريد أن ينطلق إلى أخائية، حضوا الإخوة وكتبوا للتَّلاميذ أن يقبلوه. فلمَّا جاء هذا نفع المؤمنين كثيراً بالنِّعمة. لأنه كان يُفحِم اليهود باشتدادٍ جهراً، مبيِّناً لهم من الكتب أن المسيح هو يسوع. فحدث إذ كان أبولُّوس في كورنثوس، أن بولس بعدما اجتاز في النواحي العالية لكي يأتي إلى أفسس وجد تلاميذاً. فقال لهم: " هل قَبِلتُم الرُّوح القُدس لما آمنتم؟ " قالوا له: " ولا سمعنا أنه يوجد روح قدس ". فقال لهم: " فبماذا اعتمدتم؟ " فقالوا: " بمعمودية يوحنَّا ". فقال بولس: " إن يوحنَّا عمَّد الشعب بمعموديَّة التَّوبة قائلاً أن يؤمنوا بالذي يأتي بعده، أي بيسوع ". فلمَّا سَمِعوا اعتمدوا بِاسم الربِّ يسوع. ولمَّا وضع بولس يديه عليهم حلَّ الرُّوح القدس عليهم، فطفقوا ينطقونَ بألسِنةٍ ويتنبَّأونَ. ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. ) السنكسار اليوم الرابع من شهر النسيء المبارك 1. نياحة ليباريوس أسقف روما 2. نياحة القديس الأنبا بيمن المتوحد 1 . في مثل هذا اليوم تنيَّح القديس ليباريوس أسقف روما. رُسم أيام الملك قسطنس بن قسطنطين. ولمَّا نُفيَ اثناسيوس بابا الإسكندرية، وبولس بطريرك القسطنطينية حضر الإثنان عنده، فأخذهما إلى الملك قسطنس الذي كتب لأخيه فأرجعهما.وبعد أن قُتل قسطنس بروما، أرسل قسطنديوس يطلب منه إتباع شيعة أريوس ويقبل نفي اثناسيوس فلم يوافقه على ذلك، فنفاه ثم أتي إلى روما وقتل قاتلي أخيه، فقابله رؤساء الأديرة والكهنة وطلبوا منه رد أبيهم ليباريوس، فأعاده من منفاه، وكان مداوماً على الوعظ، مقاوما أتباع أريوس إلى أن تنيح بسلام، وأقام على الكرسي ست وستين سنة. صلاته تكون معنا.آمين. 2 . وفي مثل هذا اليوم أيضاً تنيح الأب القديس الناسك الأنبا بيمن. ولد نحو سنة 350 م في إحدى بلاد مصر. وكان له ستة اخوة يوحنا ويعقوب وأيوب ويوسف وسنوسيس وابراهيم. وقد اتفق رأيهم على الترهب، فسكنوا في أحد الأماكن البعيدة، وتركوا محبة العالم، وحملوا نير المسيح، وسلكوا في نسك زائد.واشتاقت أمهم مرة أن تراهم، فأتت إليهم ووقفت بعيداً وأرسلت تدعوهم. فأرسلوا إليها قائلين: " إنك لن تبصرينا إلا في الدهر الآتي ". فـفهمت جـوابهـم وانصـرفت. وكان الأب بيـمـن مُـرشـداً ومعـزياً لشيوخ البرية وشبانها. وكان كل من إعتراه شيطان أو حلت به تجربة يأتي إليه فيشفيه. وقد وضع هذا الأب تعاليم كثيرة نافعة منها قوله: " إذا رأيت أخاً قد أخطأ فلا تقطع رجاءه، بل انهض نفسه وعزه وخفف ثقله عنه لينهض ". وقال: " علم قلبك ما يقوله لسانك ". وقال له أخ: " إذا رأيت أخاً سيئ السيرة فإني لا أرتاح إلى إدخاله قلايتي. أما إذا كان حسن السيرة، فإني أدخله فرحاً " فأجابه القديس: " اذا صنعت مع حسن السيرة صلاحاً. فاصنع مع السيئ أضعاف ذلك لأنه مريض ويحتاج إلى الدواء ". ثم قال له كان راهب بدير تيموثاوس قد وقع في زلة وكان مداوماً على البكاء والطلبة قائلاً: يا رب أخطأت فاغفر لي. فأتاه صوت: " إنني لم أتخل عنك إلا لأنك تغافلت عن أخيك في وقت محنته " وأضاف قائلاً: " إذا سترنا خطايا اخوتنا، فإن الله يستر خطايانا. وإذا شهرناها، فهكذا يصنع الله معنا " وبعد أن أكمل القديس أيامه تنيح بشيخوخة صالحةً مرضيةً.صلاته تكون معنا.ولربنا المجد دائماً. آمين.
مزمور القداس من مزامير أبينا داود النبي ( 37 : 30-31 ) فَمُ الصِّدِّيق يتلو الحِكمة. ولِسَانُه يَنطقُ بالحُكْمِ : ناموسُ اللهِ في قلبهِ. ولا تتعرقلُ خطواتُه. هللويا. إنجيل القداس من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 16 : 1 ـ 12 ) وقال أيضاً لتلاميذه: " كان إنسانٌ غنيٌّ له وكيلٌ، فوشِيَ به إليه بأنه يُبَذِّر أمواله. فدعاه وقال له: ما هذا الذي أسمعه عنكَ؟ أعطني حساب الوكالة لأنَّك لا تكون وكيلاً بعد. فقال الوكيل في نفسه: ماذا أفعل؟ سيِّدي يأخذ منِّي الوكالة. ولستُ أستطيع أن أنقب وأستحي أن أسأل صدقة. قد علِمتُ ماذا أصنع، حتَّى إذا عُزلتُ عن الوكالة يقبلوني في بيوتهم. فدعا كل واحدٍ من مديوني سيِّده، وقال للأوَّل: كـم عـليـك لسـيِّدي؟ أمَّـا هو فقال: مئة قفيز ( بثِّ ) زيتٍ. فقال: خُذ صكَّك واجلس عاجلاً واكتُب خمسين. ثم قال لآخر: وأنت كم عليك؟ فقال مئَة كرِّ قمح. فقال له: خُذ صكَّك واكتُب ثمانين. فمدح السيِّد وكيل الظُّلم إذ بحكمةٍ صنع، لأنَّ أبناء هـذا الدَّهر أحكم من أبناء النُّور في جيلهم. وأنا أقول لكم: اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظُّلم، حتى إذا فَنِيتُم يقبلونكم في المظالِّ الأبديَّة. الأمين في القليل يكون أميناً أيضاً في الكثير. والظَّالم في القليل ظالمٌ أيضاً في الكثير. فإنْ لم تكونوا أُمناء في مال الظُّلم، فمَن يأتمنكُم في الحقِّ؟ وإنْ لم تكونوا أُمناء في ما هو للغير، فمَن يُعطيكُم ما هو لكم. ( والمجد للـه دائماً ) +++
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة