الساعة تجاوزت الواحدة ظهراً وميدان أبو جنزير ساحة المسيرة المقررة يوم أمس، بدأت تدب فيه حركة غير منتظمة لأفراد بزي مدني يجوبون ساحة الميدان المحصن بعربات الشرطة.. وصحفيون جالسون تحت ظل (الكنيسة المشيخية) في انتظار المسيرة التي دعوا لها.. ملوا الإنتظار ففضّلوا إحتساء أكواب من الشاي لحين حضور الداعي (المعارضة).
كانت الدقائق تمضي بطيئةً حتى لمحنا من موقع المراقبة في (ظل الكنيسة)، رجلاً بدا للبعض أنه محمد إبراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي، في حين كذب آخرون الرؤية، فلم يعد هناك خيار إلاّ دخول موقع المسيرة المحصن والإقتراب من الرجل الذي كانت في يده (كرتونة) إلتقطها من الأرض.. وفي كسر من الثانية شكّل الصحفيون حلقة حول الرجل الذي ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه (نقد) الذي كان يود كتابة شئ على (الكرتونة) نطقه شفاهةً: (حضرنا ولم نجدكم)، إلاّ أنّ أفراداً من رجال الأمن لم يمهلوا الرجل وأخذوه خارج الميدان بكل هدوءٍ، فيما بقي الصحفيون يحاولون الإبتعاد عن المكان، لكن خطى بعضهم لم تسعفهم فأخذوا بعربة (بوكس) إلى مبنى شرطة أبو جنزير، وداخل القسم نكتشف أن الضابط تفاجأ بوجود المعتقلين، وذلك من خلال أسئلته التي طرحها.. فأفصح المعتقلون عن هويتهم: (7) صحفيين و(4) مواطنين، حينها طلب الضابط بكل لطف الذهاب بعربة (بوكس) أخرى إلى قسم الخرطوم شمال.
وبينما كان (البوكس) يشق الطريق إلى القسم المذكور، كانت نظرات المواطنين في منطقة السوق العربي قبالة أبو جنزير ترمق موكب المعتقلين من على الشرفات، بعد أن أغلقوا محالهم التجارية خاصةً (سوق الذهب)، ووصل المعتقلون إلى القسم، وكانت نفس الإستفهامات الحائرة أبداها الضابط: (إنتو منو.. ومالكم؟). قرابة الساعة قضاها الصحفيون داخل القسم في انتظار المصير.. تذمر بعضهم.. إلاّ أنّ الضباط الموجودين تعاملوا مع الموقف بكل لطف وحنكة، وأخرج الصحفيين من سرايا القسم الشمالي بعد أن ثبت لهم أنهم حضروا لمكان الدعوة بدون الداعي (المعارضة)، التي تركتهم لأفراد من الأمن أخذهم الظن بأن من أحاطوا بالرجل الوحيد (معارضة) وليسوا (صحفيين).
قبل ساعة من الموعد المضروب، كانت بائعة الشاي التي تكسب رزقها تحت الظل القصير لجدار الكنيسة المشيخية جنوب ميدان أبوجنزير، تسكب الشاي لأحد الزبائن وتقول على خلفية تساؤل بشأن عدم وجود أي من المتظاهرين: الوضع هادئ منذ الصباح، أتت الساعة الحادية عشرة صباحاً، وها نحن في الثانية عشرة، ويقال ان المتظاهرين سيأتون في الساعة الواحدة ظهراً، وسنرى عندها ما سيحدث.
ميدان أبوجنزير، ساعتها، كان يخيم عليه هدوء حذر، إذ ركن فيه البعض سياراتهم مثلما يفعلون كل يوم، مع انخفاض ملحوظ في عدد السيارات المتوقفة المعهود في الأحوال العادية، في المقابل، انتشرت في الميدان عربات الشرطة، مكتظة برجال الشرطة الذين ارتكزوا في أركان الميدان ومداخله ووسطه، يتابعون المشهد من داخل عرباتهم المسيجة بالقضبان، ويمكن للمراقب المدقق، اكتشاف وجود عدد كبير من سيارات (البوكس) البيضاء الفخمة، تتوقف عند مداخل الطرق المفضية للميدان، وفيه، داخلها رجال بملابس مدنية، يراقب بعضهم المشهد خفية، قبل أن ينقضوا في وقت لاحق على أعداد من الصحفيين، والسابلة، والناشطين، ويلقون القبض عليهم ويصطحبونهم إلى قسم الشرطة المطل على أبوجنزير.
من كان يقف في أبوجنزير في تلك اللحظات، ربما تذكر ما تردد عن دعوات للتظاهر في بعض ساحات العاصمة السورية دمشق، إذ وصف بعض من تابع تلك الساحات الافتراضية للتظاهرات الناس الذين تواجدوا فيها بأنهم صحفيون ورجال أمن فقط، من دون أية تظاهرة تذكر، وهذا التوصيف، ينطبق لحد بعيد على ساحة التظاهرة التي دعت إليها المعارضة بالأمس، فقد كان وسط ميدان أبوجنزير ساحة للشرطة والعناصر المجهولة التي ترتدى ملابس مدنية، فيما كانت جوانبه ساحة للصحفيين والمتفرجين.
التظاهرة، إن كان ما حدث بالأمس تظاهرة بالفعل، هتف فيها رجل واحد، تبدو عليه سمات الكهولة، وكان ببدلته الرمادية (السفاري) المتظاهر الوحيد في ميدان أبوجنزير المترامي الأطراف، ودلف للساحة من ناحية تقاطع شارع البلدية مع شارع القصر، ووقف في منتصف أبوجنزير تحت أعين الشرطة والعناصر المجهولة وأخذ يعبر عن رأي لم يسمعه صحفي على الأرجح لبعد مركز الميدان عن الجوانب التي تابع منها الصحفيون ما جرى، ولاح من بعيد أن الرجل حاول ترديد بعض الهتافات التي يؤمن بها في الميدان الخالي إلا من الشرطة والمجهولين وقلة من السابلة المسرعين، ولم تحرك الشرطة ساكناً إزاء هتاف الكهل، لكن أحد عربات (البوكس) البيضاء اقتربت من الرجل، وترجل منها قرابة عشرة أشخاص إقتادوه إلى داخل قسم الشرطة المطل على ميدان أبوجنزير، وقال البعض أن الكهل هو أحد الأنصار.
بعد خروج المصلين من البوابة الجنوبية للمسجد الكبير، عقب صلاة الظهر، وإثر القبض على الكهل المتظاهر وربما قبله بدقائق قليلة، حاول بعض المصلين على ما يبدو التوجه لوسط أبوجنزير لكن العناصر المجهولة بملابس مدنية انقضت عليهم وأعتقلت مجموعة منهم كما قال شاهد عيان تابع ما حدث من أحد شرفات عمارة الذهب المجاورة.
الفصل الدرامي الآخر في قصة ميدان أبوجنزير بالأمس، كان وصول الأستاذ محمد إبراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي ودخوله الميدان من الناحية الجنوبية، ومعه قلة من قادة اليسار تعد على أصابع اليد الواحدة، من بينهم البرلمانيان السابقان سليمان حامد وفاروق أبوعيسى كما قال صحفيون كانوا أقرب من غيرهم للمشهد، ويبدو أن أحداً لم يتمكن من التعرف على شخصية نقد، حتى تعرفت عليه بعض العناصر المجهولة بملابس مدنية عند وصوله لمنتصف الساحة، فغادرت مجموعة من الشرطة عربتها المسيجة بالقضبان للمرة الأولى، وتمركزت قرب نقد، قبل أن يقتاده رجلان اثنان بملابس مدنية إلى الجانب الشمالي من الميدان، من ناحية برج البركة، أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره، ولم يتضح ما إذا كان قد تم القبض على سكرتير الحزب الشيوعي، أم ترك لحال سبيله.
في الوقت الذي تم فيه اقتياد نقد بواسطة رجلين، انقضت مجموعة من الرجال الآخرين بملابس مدنية على الزميلتين سلمى سلامة وهدى عبد الله، وصحافيين آخرين، ورفعوهم في (بوكس) أبيض تويوتا، واقتادوهم إلى قسم الشرطة جنوب أبوجنزير، حيث تم إطلاق سراحهم لاحقاً.
أحد زعماء الأحزاب التي توصف بالصغيرة، كان يهرول أمام وزارة المالية الولائية، شرق الميدان، وعندما سألته عما إذا كان نقد قد اعتقل أم لا، أجاب قائلاً: لا أدرى، كنا نقف بين البنك الفرنسي وسينما كليزيوم، عندما تمت مداهمتنا، وتم اعتقال البعض، ومن بينهم صحفيون، أما أنا فقد تمكنت من الافلات. بعد الثانية ظهراً، كان المشهد في ميدان أبوجنزير وسط العاصمة عقب التظاهرة التي قادها الرجل الكهل، شبيهاً بالمشهد قبل هتاف الرجل، مشهد يخيم عليه الهدوء الحذر، لكن شيئاً من التوتر كان يحيط بالميدان، خاصة وأن كثيرين تجمعوا في أنحاء مختلفة من الميدان لمشاهدة الكهل أولاً، واقتياد نقد واعتقال الصحفيين ثانياً، قبل أن يتفرقوا، بينما بقي البعض في أطراف الميدان، وشرفات البنايات المطلة عليه يتابع ما يحدث، ويلقى بالتعليقات المؤيدة والمعارضة، في انتظار معرفة مصير الميدان العتيق المغطى بركام من تراب البنايات التي كانت تقف عليه ذات يوم.
قال محمد إبراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي السوداني، إن جهاز الأمن والمخابرات الوطني إقتاده من ميدان أبو جنزير وسط الخرطوم أمس، إلى مباني الجهاز على خلفية وجوده في الميدان لتنظيم موكب سلمي لمناصرة شعبي مصر وتونس في ثورتيهما الأيام الماضية، وأضاف نقد لـ (الرأي العام) أمس، أن أفراد الجهاز إقتادوه إلى مباني الجهاز، وقال: (لكن الظاهر لقوا مافي حاجة)، ومن ثم أوصلوني إلى منزلي، وأشار إلى أن غرضهم (كان يزحوني من الشارع بس). وأوضح نقد أن (الموضوع الماشي دا كبير ما صغير)، وقال: (خارج السودان هناك أخبار وتحليلات كبيرة في المسألة).
ربما تيمناً بثورات الميادين التي انطلقت في شوارع المدن العربية وأدت لاجتزاز نظم الحكم من جذورها واستأصلت شأفتها، دعت قوى الإجماع الوطني إلى تجمع سلمي بميدان (أبو جنزير) وسط الخرطوم منتصف نهار الأمس، مناصرةً وتأييداً لتلك الثورات. وأكدت قيادات هذه القوى أن التجمع (قائم قائم)، إذ أن حرية التعبير مكفولة بالدستور ولا يحتاج المرء إلى إذن ليفضي برأيه.
عليه ومنذ إنتصاف نهار الأمس يممنا شطر الميدان للحصول على قصص أخبارية ربما تأتي بجديد في التاريخ السياسي السوداني وتدخل إلى تاريخ الأمة من باب أمامي، وتحرك الصور المحفورة في الذاكرة والحاضر ومستقبل الأيام المقبلات، إلا أن مداخل الميدان المفتوحة على الجهات الأربع التي إرتكزت بعض سيارات شرطة مكافحة الشغب على أطرافها، كانت مثلها مثل أي يوم عادي يعبرها السابلة، ولا يلفت النظر غير (دفارات) مكافحة الشغب، فيتبادل العابرون الأسئلة فيما بينهم: (الليلة في شنو؟)، ومع ذلك انتظر الصحفيون بعد ما جال بصرهم شرقاً وغرباً، وشمالاًً وجنوباً لإلتقاط بشارة بظهور أحد وجوه الدعوة تؤذن بانطلاقة المسيرة.
وفي ساعات الانتظار تلك كانت بعض الوجوه المألوفة الناشطة في مجال حقوق الإنسان تعبر المكان فرادى، وبعدما تجاوزت الساعة الواحدة ظهراً، ظهر محمد إبراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي وآخرون من قيادات الحزب، قاطعين الميدان من الشمال الشرقي إلى الطرف الجنوبى الغربى، وعندها تجمع الصحفيون حوله، حيث تناول نقد بيمينه بقايا (كرتونة) وقلماً، وقبل أن يسطر بنانه حرفاً أقبل نحوه شابان فى لباس مدني..
إبتسما في وجهه: (لو سمحت يا أستاذ ممكن تتفضل معانا)، وتناول الآخر (الكرتونة) منه مبتسماً: (خلينا نحن يا أستاذ نكتب ليك)، وذهبا به إلى الركن الغربي من الميدان، وبعدها فرقت قوات الشغب المتجمهرين من السابلة واعتقلت بعض الصحفيين لساعات ليذهب الصحفيون ويدونوا في دفاترهم سيرة إعتقالهم الذاتية بدلاً عن سيرة الأمة. ومحمد إبراهيم نقد ربما أراد ان يكتب لرفاقه أيضا (حضرت ولم أجدكم).
باستثناء نقد .. قادة المعارضة.. السقوط في إمتحان (أبو جنزير)!!
جمعٌ غفيرٌ من الصحفيين جاء مُبكِّراً إلى ميدان (أبو جنزير) ينتظر لحظة التغيير الموعود من قِبل المعارضة التي ظَلّت تبشر به جماهيرها وجماهير الشعب منذ إنطلاقة الثورات العربية في المنطقة. وظلّت القوى السياسية طوال الأسبوع الماضي تُثير الأمر إعلامياً وكلها ثقة من إمكانياتها، التي قد تعصف بالحكومة في يوم أو يومين، ولكن يبدو أن ميدان (أبو جنزير) لم يسجل حضوراً من القوى السياسية سوى لمحمد إبراهيم نقد زعيم الحزب الشيوعي، الذي أوفى بوعده للإعلاميين والجماهير وسجّل حضوره بالميدان، ولكن لسان حاله يقول: (اليد الواحدة ما بتصفق). إنتخابات جنوب كردفان المنتظرة واحدة من القضايا التي أشعلت فتيل الأزمة، بين المعارضة والحكومة، ودخلت القوى المعارضة الأسبوعين الماضيين في اجتماعات مكثفة لتحديد اليوم الموعود للخروج إلى الشارع. وعقدت المعارضة مؤتمراً صحفياً بدار الحزب الشيوعي الأحد الماضي، إعتلى منصته مكي علي بلايل حزب (العدالة)، صديق يوسف (الشيوعي)، كمال عمر (الشعبي) وعبد الجليل الباشا (الأمة). إستهل صديق يوسف إفتتاحية المؤتمر بعبارات دارجة منها: (الحارة جات ونحنا ناسا وتاني مافي رجوع لي وراء) و(ندوتنا يوم الإثنين قائمة وكمان يومي الثلاثاء والأربعاء في ميدان أبو جنزير والما عاجبو.....). وخلفه في الحديث، مكي علي بلايل، ثمّ كمال عمر الذي إبتدر حديثه بمطالبة الصحفيين بالحضور مبكراً لميدان (أبو جنزير) وتغطية أحداث (التغيير)، وتوعّد بأن تكون جنوب كردفان وميدان أبو جنزير (سيدي أبو زيد التونسية). إنتهى المؤتمر الصحفي ذاك، وأوفى الصحفيون بوعدهم الذي قطعوه للمعارضة في اليوم الموعود (أمس)، وتقاطروا لميدان (أبو جنزير)، وبدأت الأجهزة الأمنية تحاصر بدايات المسيرة، وحينها لم يَظهر من المعارضة سوى سكرتير الحزب الشيوعي محمد إبراهيم نقد وفي يده (كرتونة)، وظل الصحفيون يترقّبون حضور الرفيق ياسر عرمان وكمال عمر، لكن لم يحضر أحد. ووقع الصحفيون في الإعتقال وكأن القضية قضية صحافة لا قضية سياسة أو معارضة، وحملت عربة (بوكس) الصحفيين والصحفيات إلى قسم الشرطة، وعند إتصالنا من داخل القسم بالقانوني كمال عمر، قائلين: (أين أنتم..؟ نحن بيد الشرطة، لم يحضر منكم أحد؟)، رد: (إنت منو؟)، قلت: أنا (خالد فرح).. وبعدها لم أسمع سوى صوت إغلاق الهاتف في وجهي.
الشرطة احتوت أحداثاً بجامعة النيلين إعتقال (24) مواطناً في أبو جنزير وتحويلهم للنيابة .. تحالف جوبا يشكو بعثة الأمم المتحدة بالخرطوم لـ (مون)
أكدت رئاسة الشرطة، أنها لا تميل لإستخدام القوة إلاّ إذا دعت الضرورة، وأعلنت القبض على (24) مواطناً من بينهم السيد محمد إبراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي السوداني، الذي قامت الشرطة بتوصيله إلى منزله وتحويل البقية للنيابة، وتم إطلاق سراح صحفيين معتقلين بعد التأكد من هوياتهم. في وقت شهدت فيه جامعة النيلين أمس، أحداثاً فجّرتها أركان النقاش، تضمنت هتافات ضد الحكومة، وقامت القوات الأمنية بتفريقها. وأكّد الفريق أول هاشم عثمان مدير عام قوات الشرطة لـ (الرأي العام) أمس، أن التجمهر الذي حدث أمس في وسط الخرطوم كان معلناً، ولفت إلى أنه بدأ ببضع عشرات من المواطنين الذين يحملون لافتات ولم يكن لديهم أيِّ تصريح بذلك، وأن الشرطة تصدّت لهم، وتم القبض على (24) شخصاً بينهم السيد محمد إبراهيم نقد، وأضاف: قمنا بتوصيل نقد إلى منزله، خاصةً وأن عمره تجاوز العقد السادس، وما كان على الشرطة إلاّ أن تقوم بتوصيله إلى منزله. وأوضح الفريق هاشم، أنه تم تحويل بقية المقبوضين للنيابة بعد فتح بلاغات ضدهم حسب الإجراءات القانونية.
وأكّد الفريق هاشم أنّ الشرطة معنية بإنفاذ القانون وحماية المواطن وممتلكاته، وأنها تتخذ التدابير اللازمة لتنفيذ مهامها وواجباتها، وأشار إلى أن القانون ينص على أن أي تجمع أو مسيرة سواء كانت مؤيدةً أو معارضةً لا يتم إلاّ عبر موافقة السلطات المحلية والولائية، وبالتالي على كل من يريد التجمع أو التعبير الجماعي أن يتقدم بطلب للسلطات لأخذ الموافقة، وأضاف بأن ذلك من أجل حماية المواطنين الذين يعبرون عن آرائهم، ولفت إلى أنه لابد من حماية المواطن غير المشارك في هذا التعبير وذلك واجب الشرطة في هذه الحالة، وتحمي كل من يحمل موافقة من السلطات، ونوّه إلى أن هذه التجمعات قد تُستغل من أصحاب الغرض والأجندة والمخربين والشرطة (لن تسمح بذلك أبداً).إلى ذلك قَالت قوى الإجماع الوطني، إنّها بصدد رفع شكوى لـ (بان كي مون) الأمين العام للأمم المتحدة ضد قسم حقوق الإنسان ببعثة المنظمة في السودان.
ونوّهت إلى أن محمد عثمان شاندي الخبير المستقل لحقوق الإنسان في السودان الموجود هذه الأيام بالبلاد سيكون شاهداً على تلك الشكوى. وقال فاروق أبو عيسى الناطق باسم قوى الإجماع في مؤتمر صحفي بدار المؤتمر الشعبي أمس، إن الشكوى ستقدم ضد قسم حقوق الإنسان ببعثة الأمم المتحدة بالخرطوم لكونها تتواطأ مع النظام - حسب أبو عيسى - الذي وصف عملها في الخرطوم بالتداخل.
شهدت عدد من الجامعات بأم درمان والخرطوم منها جامعة النيلين أمس، أحداثاً متفرقة فجّرتها بعض أركان النقاش، تضمنت هتافات ضد الحكومة، وقامت القوات الأمنية بتفريقهم، وامتلأت الشوارع القريبة من الجامعة بالطلاب خوفاً من الإعتقالات والتحفظات، وفي الأثناء كانت مجموعة من الصحفيين داخل القسم الشمالي وسط ولاية الخرطوم، وكانت هتافات بعضهم عالية (الشرطة في خدمة الشعب).. (الشرطة في حماية الشعب).
ولكن لم يطل بقاء الصحفيين المعتقلين طويلاً داخل القسم، وتم إطلاق سراحهم بعد نحو ساعة من لحظة ترحيلهم من ميدان (أبو جنزير)، وكان أول من أطلق سراحهم الزميلة أمل هباني الصحفية بجريدة (الجريدة) والناشطة في مجال حقوق الإنسان، ومعها عدد آخر من الزملاء: سلمى سلامة وهدى عبد اللّه من (الرأي العام) وبهرام عبد المنعم (الأحداث) وعائشة السماني (الخرطوم) وبقية الزملاء والزميلات الآخرين الذين كانت الأجهزة الأمنية تحفّظت عليهم من وسط السوق العربي أثناء تغطيتهم لتجمع سلمي ومسيرة كانت تزمع القوى المعارضة تسييرها، بالرغم من تحذيرات الشرطة والأجهزة الأمنية بأن تكون هذه التجمعات عبر سند قانوني يحمي حقوق الجميع وفق الدستور.
وقال مصدر مطلع لـ (الرأي العام) أمس، إن الشرطة أطلقت سراح الـ (35) صحفياً بعد أن ثبت أن معظمهم كانوا في مهام صحفية، رغم أنهم كانوا يعلمون بأن ما قاموا به مُنافٍ للقانون ويُعرِّضهم للمساءلة القانونية، وأضاف: كان من المفترض أن تفتح لهم بلاغات (الإخلال بالأمن والسلامة والإزعاج العام والتعدي على رجل أمن أثناء ساعات عمله)، ولكن هذه الأحداث أكّدت فعلاً أن الشرطة في خدمة الشعب. وأكّد أنّ الشرطة لا تزال تحذر أية جماعة أو جهة تنوي القيام بأيِّ تجمعات غير مشروعة بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي وستعمل على حماية المواطنين من أجندة البعض، وتابع: الشرطة لا تتعامل بالعنف المطلق مع أية جهة مهما كانت، وتعمل من أجل تعزيز الشراكة بينها وبين المجتمع.
عادة لا انشط لدخول المظاهرات، ولا أقلل من شأنها، ولكني لا أحسن الهتاف، خاصة في هذه السن التي لا يجمل فيها الجري امام هراوات الشرطة والغاز المسيل للدموع وكاميرات الجزيرة والعربية والـ«بي بي سي». والكل يريد ان يصورك لتكون عند البعض عبرة وعند البعض الآخر برهانا حيا للشر والطغيان. لكنني لم ارد هذه المرة - وقد بدأت هذه التظاهرات تتخذ طابعا دراميا-، ان تفوتني هذه اللحظة التاريخية التي تكمل فيها الحركة الشعبية انجازها العظيم للسيطرة الكاملة غير المنقوصة على دولة الجنوب، والمشاركة في اسقاط الشريك في الشمال، والتربع علي العرشين معا، برغم المثل الذي يقول راكب سرجين مثل المتربع على العرشين عرضة للوقوع .
حرصت الا تفوتني ثورة ميدان «ابو جنزير». لم ارد ان يسألني احفادي ان طال بي العمر اين كنت في التاسع من مارس 2011 م حين بدأت الثورة؟ ولهذا جئت وطفت، لم ارد ان يحدث لي من الحسرة ما حدث لصديقي الفنان المبدع عثمان وقيع الله في قصيدته الرائعة عن ثورة اكتوبر وكان وقت اندلاعها في السعودية:- ما شهد اليوم وا وجعي
لم آنس لثورة ميدان «ابو جنزير» وقوى الاجماع الوطني ان يكون اسم ميدانها غير موفق. ففي حين اندلعت ثورة مصر في ميدان التحرير، وثورة البحرين في ميدان اللؤلوة شاء حظ المناضلين العاثر ان تكون ثورتهم في ميدان «أبو جنزير». ولا يليق بثورة شعب السودان بقيادة الاجماع الوطني -الاسم الحركي لاتباع الحركة الشعبية- ان تنطلق من ميدان «أبو جنزير» وان يكون الثمن المدفوع لها -اذا صدقت الاشاعات - خمسة ملايين دولار لا غير .
هدف التظاهرة المليونية ( من الملايين الخمسة لا عدد المشاركين فيها) كانت خادعة : لا لأن الحركة الشعبية تتعمد الخداع فهي حسناء مدللة وراءها من وراءها ان ارادت شيئاً تحقق لها بلا حاجة الى خداع . نحن الذين نمثل دور المخدوعين دائماً. وفي الحديث الشريف: «من خدعك فإنخدعت له فقد خدعك». اما الحركة فلا تجد وجهاً للحرج او التناقض ان تعلن في براءة ان تظاهرتها ترمي لمجرد التضامن السلمي مع ثورتي مصر وتونس والاحتجاج على جنون القذافي. (ولولا هذا الجنون ما قامت الحركة أصلاً) . وفي الوقت ذاته وبقوة عين يعلن الاجماع الوطني «ان استجداء المؤتمر الوطني لقبول التغيير عن طريق الحوار لا يجدي، ولهذا قرر ان يستخدم الوسائل المتاحة لإسقاط النظام، ولتهيئة الجماهير وتعبئتها للإطاحة بالحكم الشمولي لتحقيق الديمقراطية ودولة القانون والمؤسسات». واذا كان هذا هو الهدف الحقيقي فما معنى اقحام سفيري مصر وتونس؟
ثم ماذا سيحدث للثلاثة الآف كادر من الحركة الشعبية الذين هددت بإنزالهم في الميدان، بعد الانتصار؟ هل سيبقون في الشمال لحمايتها؟ وعلى ذكر هذه الدولة اما كان اجدى وانسب لو اتجهت الحركة الشعبية في جهودها الجبارة الموزعة الآن بين دارفور وابيي ومنطقتي المشورة ومليوناتها الخمسة لتحقيق الديمقراطية ودولة القانون والمؤسسات في دولتها المتعثرة الجديدة، التي تحتاج ليس للديمقراطية والقانون فقط، ولكن لأي ملامح دولة تقيها ما تتعرض له اليوم وغداً من عواصف وأخطار؟
الشرطة تفرق مجموعة من المحتجين .. إطلاق سراح محررة آخر لحظة
غابت قيادات المعارضة عن المسيرة التي دعت لها أمس بميدان أبو جنزير أمس لمناصرة ثورتي تونس ومصر. وفضت شرطة ولاية الخرطوم المسيرة واعتقلت محمد إبراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي السوداني وإبراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني وجمال إدريس رئيس الحزب الوحدوي الناصري وعدد من كوادر الحزب الشيوعي ومالا يقل عن (9) صحفيين سودانيين وأطلقت سراحهم في الحال.
واتهم تحالف المعارضة قوات اليوناميس بالتواطوء مع المؤتمر الوطني والتهاون في رصد انتهاكاته وهدد بتقديم شكوى ضدها للأمم المتحدة مشدداً في الوقت ذاته بالاستمرار في مواجهة النظام. وأكد فاروق أبو عيسى الناطق الرسمي باسم تحالف قوى الإجماع أنهم سيشهدوا المقرر الخاص لحقوق الإنسان محمد عثمان شاندي على صمت اليوناميس والبعثة المشتركة للأمم المتحدة بالسودان واتهمها بالتنسيق مع النظام.
وكشف أبو عيسى خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد مساء أمس بدار الحزب الشيوعي عن اجتماع الأسبوع القادم لقادة التحالف لحسم الحوار مع الوطني وقال لا نخفي أهدافنا الاستراتيجية بإسقاط النظام وتصفيته وبرر أبو عيسى غيابه عن المسيرة بتعرضه لمضايقات من بعض أفراد الشرطة ومنعه من دخول ميدان أبو جنزير، مشيراً إلى أن التراجع جاء لمزيد من التشاور والترتيب مؤكداً أنهم لم يطلبوا تصديق من الشرطة للمسيرة وقال أخطرناها فقط، وفوجئنا باعتقال قيادات من الأحزاب فجر أمس.
ومن جانبه أكد على الريح السنهوري رئيس حزب البعث العربي الاشراكي قطر السودان اعتقال السلطات للقيادي بالحزب محمد ضياء الدين وإطلاق سرحه ظهر أمس وقال لـ(آخرلحظة) إن الاجراءات الأمنية حول ميدان أبو جنزير تؤكد هلع النظام من الشعب متهماً له بالتدبير لإفشال المسيرة. وكان محمد إبراهيم نقد عندما جاء لم يجد أي من قيادات المعارضة في ميدان أبو جنزير في الموعد المحدد للمسيرة كتب في مذكرة حضرنا ولم نجدكم.
قلل المؤتمر الوطني من تأثير خروج أحزاب المعارضة إلى الشارع اليوم (الأربعاء) تضامناً مع الثورات الشعبية في مصر، تونس وليبيا، وتساءل نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب؛ د. نافع علي نافع، في تصريحات صحفية مقتضبة في رده على سؤال حول تأثير خروج المعارضة أمس (الثلاثاء) بالمركز العام للمؤتمر الوطني، تساءل قائلاً : «عارفين التظاهرة النسائية اليوم خرجت فيها كم امرأة؟»، وأجاب: «عشرون بالعدد»، وأردف: «اثنتان وعشرون».
من جانبه لفت مسؤول المنظمات بالحزب؛ د. قطبي المهدي، في تصريحات صحفية، إلى أن أحزاب المعارضة ظلت تعارض الحكومة (وتشتم فيها) منذ عشرين عاماً، وقال: «المعارضة ظلت تشتم الحكومة في الصحف وغيرها وده حدَّها وما عندها أكثر من ذلك»، وأضاف: «البلد حرة وكل زول يطلع يشتم الحكومة زي ما داير ويرجع بيته»، مشيراً إلى أنه لا جديد في موقف رئيس حزب الأمة القومي؛ الصادق المهدي، من مخاطبة تظاهرة أحزاب المعارضة اليوم- بحسب ما تردد - وعلق: «الصادق كل يوم في دار حزبه يجمع أحزاب المعارضة ويخاطبها». ووصف د. قطبي ما تردد عن أن استضافة السودان لمؤتمر التضامن مع القدس سيضعف مساعيه إلى التطبيع مع المجتمع الدولي وواشنطن على وجه الخصوص، وصف ذلك «بالكلام الفارغ»، وأوضح أن مؤسسة القدس «أصلاً موجودة»، وأنها ظلت تعقد مؤتمرها كل عام في دولة محددة، وأنها طلبت منهم استضافة المؤتمر، وقال إنهم وافقوا حسب التزامهم تجاه القدس والقضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية.
######ر د. قطبي من تصريحات القيادي بالحركة الشعبية؛ باقان أموم، التي قال فيها إن حركته على استعداد للمساعدة في إعفاء ديون السودان الخارجية، بشرط تعاون المؤتمر الوطني في ملف قضية أبيي، وقال د. قطبي إن باقان لا أثر له في موضوع إعفاء ديون السودان، واعتبر ما تردد عن أن المؤتمر الوطني يسعى إلى زيادة عدد الولايات لنزع فتيل الخلافات بين قياداته حول المناصب؛ اعتبره اتهامات لا أساس لها من الصحة، وقال إنها تدور فقط في أذهان من يرددونها.
الشرطة والأمن يسبقان المتظاهرين إلى ميدان أبوجنزير
نقد يتعرض للاعتقال والمهدي يفشل في الوصول إلى الميدان
سبقت الاجهزة الامنية منسوبي المعارضة الى ميدان ابوجنزير وسط الخرطوم واحتلته بالكامل صباح امس منعا لمظاهرة دعا لها تحالف قوى الاجماع الوطني، وبادرت الى توقيف السكرتير العام للحزب الشيوعي محمد ابراهيم نقد الذي كان اول الواصلين الى مكان التجمع من قيادات الاحزاب، وذلك بعد ان مهر «كرتونة» على قارعة الميدان بعبارة «حضرنا ولم نجدكم»، في اشارة الى عجز قيادات الاحزاب عن المشاركة، ومن بينهم زعيم حزب الامة القومي الصادق المهدي الذي كان مقررا ان يخاطب المتظاهرين.
وتعاملت قوات مكافحة الشغب المتأهبة وعناصر أمنية بزي مدني بحسم لافت مع طلائع المتظاهرين الذين وصلوا الى اطراف ميدان ابوجنزير، واقتادت 36 متظاهرا الى عدة اقسام في الخرطوم، وكان، « حامد انترنت» احد مريدي طائفة الانصار اول متظاهر يدخل الى الميدان بجبته الانصارية وطريقة تكبيره المميزة «الله اكبر ولله الحمد»، لكن عناصر الاجهزة الامنية تعاملت معه بعنف واوسعته ضربا.
وقال شاهد عيان لرويترز ان مجموعات صغيرة من المحتجين تجمعت في ميدان أبوجنزير بعد الظهر في حين تجمع ما يزيد عن 500 من افراد الشرطة والامن في الشوارع المحيطة، وما أن بدأ المحتجون يرددون الهتافات حتى تحركت قوات الامن الى الميدان واعتقلت أغلبهم.
ورصدت الصحافة» ارتكاز عناصر شرطة مكافحة الشغب على شاحنات كبيرة وصغيرة منذ الصباح داخل الميدان، بجانب «بكاسي» امتطها عناصر بزي مدني.
وفي جامعة النيلين اصيب عدد من الطلاب في مواجهات بين طلاب المعارضة ومنسوبي المؤتمر الوطني في اعقاب محاولة متظاهرين الخروج الى الشارع وهم يهتفون «الشعب يريد اسقاط النظام»، وطوقت الشرطة الجامعة، بينما استخدم الطلاب المنقسمون العصي والسيخ ضد بعضهم البعض.
وطالت الاعتقالات بحسب رئيس الهيئة القيادية لتحالف المعارضة فاروق ابوعيسى، رئيس حزب المؤتمر السوداني ابراهيم الشيخ، ورئيس الحزب الوحدوي الناصري جمال ادريس.
واضاف ابوعيسى في مؤتمر صحفي مساء امس انهم فوجئوا فجر امس بالقبض على بعض قادة التحالف من منازلهم بدعوى انهم منظمون للتظاهرة، وهم محمد ضياء، طارق عبد المجيد، وميرغني عبد الرحمن.
واكد ان الاسبوع القادم سيشهد اجتماع رؤوساء الاحزاب لحسم مسألة الحوار مع المؤتمر الوطني، وقال ان التحالف سيتقدم بشكوى للامين العام للامم المتحدة ضد قسم حقوق الانسان في قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة «يونميس» لأن لديهم تفويضا للدفاع عن حقوق الانسان، وانهم متداخلون مع النظام بشكل مرفوض للمعارضة، كما انه سيُشهِد على ذلك الخبير المستقل لحقوق الانسان محمد عثمان شاندي، الذي يزور السودان حاليا. وشدد ابو عيسى على ان المعارضة لن تتقدم بأية طلبات ترخيص للتظاهر الى الشرطة مستقبلا.
ولم تصل شخصيات معارضة أخرى الى حد الدعوة لتغيير النظام وأقرت بأنها فشلت حتى الان في حشد تأييد شعبي ضخم لقضيتها.
وقالت القيادية في حزب الامة القومي مريم الصادق المهدي قبيل الاحتجاج ان هناك حاجة لتعبئة الناس بشكل أكثر جدية وان المعارضة في الوقت الراهن تمضي الكثير من الوقت في الحديث الى الاعلام وعقد الاجتماعات المغلقة والمؤتمرات الصحفية.
واضافت مريم بحسب رويترز ان هناك فوضى كاملة وفشلا كاملا في السودان، وان الشعب فقير وليس له صوت مسموع والحياة صعبة على غير أعضاء الحزب الحاكم.
وكشفت مصادر مطلعة لـ(الصحافة) ان الشرطة والأجهزة الأمنية حاصرت ميدان أبوجنزير ومنعت قوى المعارضة من التظاهر وألقت القبض على (36) ناشطاً سياسياً وصحفيين من بينهم السكرتير العام للحزب الشيوعي محمد ابراهيم نقد، وتم اقتيادهم إلى قسم الخرطوم شمال وبعد التحريات الأولية تم توزيعهم على عدد من أقسام الشرطة لمباشرة اجراءات التحري معهم.
وأكدت ذات المصادر تدوين بلاغات في مواجهتهم تحت المواد (69/ 77) من القانون الجنائي المتعلقة بالازعاج والاخلال بالأمن العام. وأضافت المصادر أن الشرطة أطلقت سراح بعض المعتقلين وأن البعض الآخر مازال قيد التحري.
وأكد الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة الفريق أحمد امام التهامي لـ(الصحافة) توقيف المتهمين الذين شرعوا في تنظيم سير المواكب والتجمعات بدون إذن، وتدوين بلاغات في مواجهتهم تنفيذاً لسيادة القانون وعملاً بنص المادة 127 من قانون الاجراءات الجنائية.
واعتبر التهامي، أن ما تم بالأمس من تظاهر غير مشروع لأنه لم يصدق له من قبل السلطات المختصة. من جانبه أدان المتحدث الرسمي باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل حاتم السر، حملة الاعتقالات التى شنتها الاجهزة الامنية صباح امس على القادة السياسيين والناشطين، وشجب في تعميم صحفي امس، تعامل الاجهزة الامنية بـ»قسوة ووحشية» مع المتظاهرين بميدان أبوجنزير.
وأكد حاتم السر من لندن أن التظاهر السلمي حق كفله الدستور محذّراً من الاعتقالات الاستفزازية ودعا الحكومة إلى الدخول في حوار عاجل وجاد مع أحزاب المعارضة بغية الاتفاق على حلول للازمة السودانية. كما ادان السر اعتقال السلطات الأمنية للناشطات في مبادرة «لا لقهر النساء».
استبقت الشرطة حشد قوى المعارضة المزمع يوم غدٍ الأربعاء بتحذيرات من مغبة الخروج للشارع دون التصديق رسمياً بالموكب، ففي الوقت الذي نفت فيه شرطة ولاية الخرطوم تسلمها لأي طلب بالتصديق بالاحتشاد من قوى المعارضة، قطعت بعدم السماح لها بالنزول للشارع ما لم تتحصل على التصديق وفقاً للقانون.
وقال الفريق محمد الحافظ حسن عطية مدير شرطة ولاية الخرطوم في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس أن القصد من المنع هو التنظيم، مبدياً تخوفه من استغلال مثل هذه التجمعات في أجندة مضرة بالمواطنين. وأضاف قائلاً أي جهة إذا لم تتحصل على التصديق تعتبر مخالفة للقانون، وتابع واجب الشرطة تنفيذ القانون والتعامل مع المخالفين.
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وتحسين وضع النساء الشرطة تفضّ تجمعاً نسائياً سلمياً و(لا لقهر النساء) تواصل وقفاتها الاحتجاجية التحقيق اليوم مع (35) امرأة و (6) رجال تمّ اعتقالهم لساعات
اعتقلت السلطات (35) امرأة و(6) رجال من أمام ميدان المدرسة الأهلية بأمدرمان مساء أمس أثناء قيامهنّ بتنفيذ اعتصام سلمي احتجاجا على ما وصفنه بالانتهاكات التي تمارس ضد النساء.
وقامت الشرطة بنشر قواتها على المنطقة واعتقال المعتصمين والمعتصمات إلى قسم شرطة أمدرمان وسط، وبعدها تمّ تفريقهم إلى أقسام شرطة جنوب، المهندسين وابوسعد.
وأطلقت مبادرة لا لقهر النساء دعوة عامة للنساء ولمناصري قضايا المرأة للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية بميدان الأهلية بأمدرمان الساعة الرابعة عصراً. وتعهدت المبادرة بتنفيذ سلسلة من الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية لمواجهة ما وصفته بخطة تركيع وإذلال النساء وتخويفهنّ للابتعاد عن العمل العام والشأن الوطني.
وقالت الناشطة والصحفية أمل هباني إنّ مجموعات من النساء احتشدت أمام الميدان للاعتصام احتجاجاً على قهر النساء وللمطالبة بحقوقهنّ في الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من مارس من كل عام. وقالت إنّ النساء والمناصرين لقضايا المرأة تجمعوا في الميدان دون تعطيل حركة المرور، وقالت إن أحد الضباط طالبهم بالانصراف إلا أنّهم رفضوا وجلسوا على الأرض للتأكيد على أنّ التجمع سلمي إلا أنّ الشرطة قامت باقتيادهنّ و(6) رجال آخرين إلى قسم شرطة أمدرمان وسط ودونت في مواجهتهنّ بلاغات تتعلق بالازعاج العام.
ومنعت الصحفيين من تغطية الحدث وصادرت كاميرا أحد الصحفيين. وقامت السلطات بتفريقهنّ على أقسام الأوسط، ابوسعد، المهندسين. وتمّ إطلاق سراح المعتقلين بالضمان العادي على أن يراجعوا النيابة في العاشرة من صباح اليوم لإجراءات التحري. واشتبك أحد أفراد الشرطة مع إحدى الفتيات أثناء محاولته نزع هاتفها الجوال إلا أنّها ركلته وسقط من العربة (الدفار).
وخفّت على الفور مجموعة من المحامين لمتابعة إجراءات التحري.
رشا عوض ـ عواطف عبد القادر ـ عفاف التجاني ـ أسيلة محمد ابراهيم ـ أنوار محمد عبد الوهاب ـ رحاب محمد سيد، مريم الصادق، رباح الصادق- أسماء محمود محمد طه- نهى النقر- إحسان فقيري- غادة مكي- فاطمة غزالي- رجاء حسن- أمل هباني- رحاب جلال- منى محمد طاهر- نجلاء سيد أحمد- أميرة عثمان- سوسن محمد الحسن- هادية حسب الله- أميرة كرم الدين- فتحية محمد سعيد- نمارق فتح الرحمن- آمنة عثمان- سعاد إبراهيم نقد ـ نجاة صالح ـ شمس الدين ضو البيت- رشان أوشي، لبنى، سارة وسوسن محمد الحسن.
نُقد: "اعتقلوني لعدة ساعات وقدموا لي الشاي والموية"
اعتقلت السلطات أمس لفترة وجيزة رئيس الحزب الشيوعي، محمد إبراهيم نقد، وكانت قوى المعارضة أعلنت تصميمها على تنظيم مسيرة سلمية من مسجد الخرطوم العتيق عقب صلاة ظهر أمس الأربعاء، إلا أنّ السلطات أجهضتها قبل أنّ تنطلق وشوهدت قوات الأمن وهي تعتقل بعض الأفراد بصورة انتقائية، وقال شهود عيان إنّ الاعتقال يتم بصورة سلمية، إلا حالة واحدة وصلت لتبادل الضرب بين القوات الأمنية وأحد المعتقلين. وفي تصريحات خاصة لـ(التيّار) قال رئيس الحزب الشيوعي محمد إبراهيم نقد إنّه اعتقل لفترة وجيزة وأن الجهة التي اعتقلته قدمت له (الموية والشاي) ثم أطلقت سراحه. واعتبر نُقد أنّ مجمل ما حدث لا يخرج عن (اعتقالات) ورفض تسميتها مظاهرة باعتبار أنّ السلطات اجهضتتها في مهدها.
وتشير متباعات التيّار أن نُقد كان من أوائل الحاضرين لمكان المظاهرة، إلا أن السلطات لم تعتقله لفترة طويلة. وشملت قائمة الاعتقال أيضاً القيادي بحزب المؤتمر الشعبي، كمال عمر وآخرين. وفي الساعات الأولى من مساء أمس لاحظت(التيّار) وجود أفراد بزي مدني يركبون سيارات (بكاسي) على بعض التقاطعات المؤدية إلى مسجد الخرطوم العتيق، مثل تقاطع البلدية مع القصر، وهم يقومون بتوقيف بعض المارة بصورة إنتقائية، ويتحفظون عليهم في نفس الموقع دون نقلهم إلى جهات أخرى.
وكانت السلطات احتوت المظاهرة عند خروج المصلين من مسجد الخرطوم العتيق واعتقلت عشرات منهم بعضهم صحافيين وصحافيات، وحسب بعض المصادر وصل عدد المعتقلين إلى(36) نقلوا إلى أقسام الشرطة في مختلف أنحاء الخرطوم، ومن ثم أطلق سراحهم جميعاً، وقد وصف خبير أجنبي الطريقة التي تعاملت بها السلطات مع المتظاهرين أنها تحفظ أكثر منه اعتقالاً بالصورة التي اعتادها الناس من قبل، وأنّ الجهات المختصة قصدت فقط اجهاض المظاهرة قبل تكونها دون تطور الأمر لاعتقالات وأعمال عنف متبادل. في الأثناء أغلقت جميع محال عمارة سوق الذهب بالسوق العربي تخوفاً من تطور الأمر لأعمال نهب قد تتعرض له متجارهم.
تفريق تظاهرة محدودة قوامها (16) ناشطاً وسط الخرطوم على رأسهم قيادات الحزب الشيوعي
تصدَّت قوات الشرطة أمس لمظاهرة محدودة بميدان (أبو جنزير) ضمت قيادات من الحزب الشيوعي على رأسهم سكرتير عام الحزب محمد إبراهيم نقد و القيادي صديق يوسف ولم يتجاوز عدد المتظاهرين (16) ناشطاً قبل أن تعتقلهم السلطات مع بعض الصحافيين، أفرج عنهم لاحقاً، و قد حاول نحو (50) متظاهراً آخرين من طلاب جامعة النيلين الخروج إلى الشارع إلا أنهم عادوا إلى داخل كلية القانون عندما لم يجدوا الاستجابة من الطلاب للتظاهر.
في المقابل صوب المؤتمر الوطني انتقادات لاذعة لخطوة المعارضة، وقال إن محاولتها لتنظيم مسيرة باء بالفشل وإنها غير مستوفية للإجراءات القانونية، واعتبر القيادي بالوطني مستشار وزارة الإعلام د. ربيع عبد العاطي في حديث لـ (الرائد) أن المعارضة تعمدت تجاوز القانون وسعت لإشعال نار البلبلة والفوضى. واصفاً الخطوة التي أقدمت عليها أمس بانتحار يعاقب عليه القانون، وأردف: (لقد خرجوا مجردين من أي جمهور).
من جهته أبلغ الناطق الرسمي باسم الشرطة الفريق أحمد إمام التهامي (الرائد) أمس إن المتظاهرين الذين ألقي القبض عليهم (16) شخصاً معظمهم من الحزب الشيوعي وتم تحويلهم إلى القسم الشمالي الخرطوم، مؤكداً جاهزية قوات الشرطة لردع جميع المتفلتين والخارجين عن القانون، وأشار التهامي إلى أن المتظاهرين لم يطلبوا أي تصديق من الشرطة وأخذوا الأمور بتحديات وعنتريات (على حد تعبيره). وأوضح أن أعمار معظم المتظاهرين تتجاوز الـ (80) عاماً ورأى أن دعوتهم لم تجد الاستجابة للتظاهر.
وساد الهدوء قلب الخرطوم والمواقع التجارية والكافتريات المجاورة لمحطة أبو جنزير ومجمع الذهب بالسوق العربي دون أن تغلق أبوابها، ومارس المواطنون حياتهم الطبيعية وسط الخرطوم فيما صب عدد من المواطنين الذين التقتهم (الرائد) أمس جام غضبهم على المتظاهرين وقالوا إن الشعب السوداني بطبعه لا يميل إلى العنف، وأشاروا إلي أن الأحزاب التي سبق لها تولي السلطة في البلاد من قبل لم تحقق طموحات وآمال الشعب السوداني.
في غضون ذلك برر تجمع أحزاب المعارضة خروج بعض قياداته في المسيرة للتعبير عن تضامنه مع الحركات الثورية التي جرت بتونس ومصر وإنها لا تستهدف الإخلال بالأمن واستهداف الأمن العام، وقال رئيس التجمع فاروق أبو عيسى في مؤتمر صحفي عقد بدار حزب المؤتمر الشعبي بالخرطوم أمس: إن المسيرة تمثل لقاءً جماهيريا خطابيا للتضامن مع ثورتي مصر وتونس.
بعد إجتماع المكتب القيادي للوطني: شيلا: نشاطر نقد إحباطه وشعوره باليأس والخذلان لتخلف قيادات المعارضة عن المشاركة في المسيرة السلمية
اكد المكتب القيادي للمؤتمر الوطني في اجتماعه امس برئاسة المشير عمر البشير رئيس الجمهورية رئيس الحزب حرصه على الوفاء بانفاذ برنامجه الانتخابي الذي حصل بموجبه على ثقة الشعب السوداني في الانتخابات الاخيرة خاصة الجانب المتعلق بتخفيف اعباء المعيشة بمعالجة تاثيرات الازمة الاقتصادية على المواطن . وثمَّن المكتب الذي استمع لتقرير من والي الخرطوم رئيس الحزب بالولاية الدكتور عبد الرحمن الخضر حول الاصلاحات الاقتصادية وجهود الولاية في هذا الصدد في اطار السعي من اجل السيطرة على اسعار السلع الاساسية
ومكافحة البطالة وتحسين الخدمات والاهتمام بالتنمية . واشار الاستاذ فتحي شيلا امين الاعلام الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني في تصريح لاخبار اليوم الى ان المكتب القيادي عبر عن تطلعاته في ان تعمل الولايات الاخرى لحذو حذو ولاية الخرطوم في الاهتمام بقضايا المواطن والعمل على حفز روح الانتاج ومعالجة المشاكل الاجتماعية واشار الى ان التقرير وقف على الظروف التي ادت لارتفاع اسعار بعض السلع الاساسية والبدائل التي تطرحها حكومة الولاية للمعالجات المناسبة من اجل استقرار الاسعار دون المساس بسياسة التحرير الاقتصادي المعتمدة .?
واشار تقرير الوالى الى ان برنامج الولاية لتخفيف المعاناة يقوم على تامين احتياجات مواطني الولاية من الخبز واللحوم والخضروات والسكر عبر تنشيط الحركة التعاونية واعادة دورها كما كان والعمل على فتح منافذ لبيع للسلع الاستهلاكية وفقا للاسعار المناسبة على مستوى المحليات وامن التقرير في هذا الصدد على خطة وزارة الزراعة بولاية الخرطوم لتوفير الخضروات على امتداد العروتين الشتوية والصيفية.
واشار الوالي رئيس المؤتمر بالولاية الى ان البرنامج يعمل بجانب ذلك على تعميم وكفاية الخدمة العلاجية من خلال التوسع في مشروع التامين الصحي ، كما استعرض التقرير جهود ولاية الخرطوم وبرامجها لمحاربة البطالة والظواهر السالبة بايجاد وظائف للخريجين على مستوى القطاع الخاص والمشاريع الانتاجية في القطاعين الزراعي والصناعي .?وابان الاستاذ فتحي ان الاجتماع اجاز كذلك بعد النقاش لائحة تنظيم عمل المكتب القيادي الذي تم اعداده بجهد مشترك من قبل قطاعي التنظيم والسياسي وابان ان اللائحة اعدت بحيث تمكن المكتب من القيام بمسؤليته في تنفيذ برامج المؤتمر الوطني الذي تم اقراره في المؤتمر العام للحزب وبرنامجه الذي خاض به الانتخابات الاخيرة .
تصريحات من شيلا موجهة لنقد
عبر المؤتمر الوطني عن مواساته ودعوته لزعيم الحزب الشيوعي محمد ابراهيم نقد للخروج من حالة الاحباط واليأس التي انتابته تجاه خذلان قيادات القوى المعارضة بتخلفها عن المشاركة في المسيرة السلمية التي دعت لها للتعبير عن تهانيهم مناصرتهم لثورات الشعوب العربية على عدد من الانظمة .
واكد المؤتمر الوطني على لسان الناطق الرسمي امين الاعلام الاستاذ فتحي شيلا ان التغيير الذي تسعى له المعارضة عبر وسائل مختلفة لا يتم الا عبر ما تم الاتفاق عليه من وسائل واجراءات اشرع لها المؤتمر الوطني ابوابه للحوار مع هذه القوى السياسية.?وقال شيلا مخاطبا زعيم الحزب الشيوعي السوداني : لا داعي للاحباط وتعال لنلتقي في حوار جاد ومسئول لنحدث تغييرا جذريا من خلال مناقشة الدستور بمشاركة كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني وكافة فعاليات الشعب السوداني لياتي التغيير المنشود الذي يننظره الشعب السوداني من خلال تحول سلمي ديموقراطي ارتضيناه كقوة سياسية وتم التعبير عنه من خلال ما تم التوصل اليه من اتفاقيات وقال نحن في المؤتمر الوطني نرحب بنقد كاحد القيادات السياسية ذات الخبرة الطويلة دون احباط ويأس من اخوانه لنجد حلا نرتضيه جميعا والشعب السوداني .
وعبر الاستاذ شيلا عن دهشته وقال اجد نفسي مستغربا للاخ نقد الذي جرب هذه الاحزاب في فترات مختلفة وفي هذه الفترة واضاف نحن نعي ان التغيير قادم من خلال المؤتمر الوطني وختم نشارك الاخ نقد احباطه وشعوره باليأس من خذلان هذه الاحزاب مؤكدا ترحيب الوطني بكل هذه القيادات للدخول في حوار جاد يفضي لحلول جذرية لكل القضايا .?
جدير بالذكر ان السكرتير العام للحزب الشيوعي كان قد بادر بالوصول لموقع انطلاقة المسيرة التي دعت لها القوى المعارضة الا انه تفاجأ بعدم حضور القيادات التي اتفقت وتعاهدت على المشاركة في التظاهرة التي دعت لها مما اضطره لالتقاط ( كرتونه ) وخط عليها عبارة ( حضرنا ولم نجدكم ) تعبير عن حالة الاحباط واليأس والخذلان التي دخل فيها بجانب الفشل الذريع والمتكرر للدعوات التي وجهتها قوى المعارضة لخروج الجماهير في مناسبات مختلفة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ASHRAF MUSTAFA
عبداللطيف حسن علي
بشير أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست