الذكري الثانيه لفقيد السودان د\جون قرنق -ولايه ايوا- بحضور المناضل عرمان-صور

(عدل بواسطة مكي ابراهيم مكي on 07-31-2007, 09:21 AM)

Quote: وتحية لكل المشاركين في إحياء الذكرى في آيوا وسلام للأخ ياسر عرمان.. أرجو أن يكون قد تم تسجيل للندوة والكلمات بالفيديو.. هناك إمكانية رفعها في المنبر بتقنية يوتيوب كما فعل الأخ دينق..

Quote: مثلث شديد الخطر في ذكرى رحيل الكلونيل جون دي مابيرو الثانية مدخل ثلاثة اعوام فقط بقيت على نهاية القرن العشرين ، كان الجدل الذى ساد العالم اوله ، والملخص للصراع من اجل البقاء والصراع من اجل السيطرة بين الضعفاء والاقوياء من جهة . والاقوياء والاقوياء من جهة اخرى قد حسم لصالح السلام العالمي واحل مكانه التعاون الدولي وضرورياته . وكانت جنوب افريقيا اخر متخلفات القرون الوسطى قد لممت جراحاتها الداخلية لصالح الوحدة والمساواة . وكانت الحضارة المدنية تجنى ثمار انجازاتها بدخول عالم الانترنت ،وانشرت تقنية تجمع الكون في قرية. ليست المملكة المتحدة ولا الولايات المتحدة من كانت ترنو نحو افاق مرحلة الرفاهية للنموذج الراسمالي بل عالم الشمال الصناعى كله يبحث عن الرفاه لشعوبها . وليست ماليزيا او تركيا وحدها من تضع لها امل في متابعة تقليد الغرب في التحولات الاقتصادية والسياسية لطبائعها بل عالم الجنوب النامي كله . وكان دول العالم مجتمعة تعمل لصالح مشروع دولى موحد يقوم على احترام حقوق الانسان ونشر الديمقراطية من اجل السلام ، سوى السودان الدولة الوحيدة في الجنوب ابدعت لها مشروع- حضاري- خاص جعلها تسير عكس المشروع العالمى منتجا بذلك جملة من التناقضات الداخلية والخارجية ، ومثيرا كتل من الازمات الداخليه بين شعوبه المتعدد ، مما شكل ذلك اثر على وحدته ، وحرك عداء خارجي بتحديه المستمر لنظم المشروع العالمى الموحد . عام 1997 افرنجي . كان المثلث الحدودي للدول النهرية الثلاث ،سودان ،زائير ،يوغندا منطقة صراع تشتعل فيها براكين حروبات أهلية طاحنة تشنها ثلاث قوى متمردة على جيوش حكومات الدول الثلاثة.و الحرب الأهلية في جنوبي السودان تتجاوز عقدها الثاني .وخطوات الحل السلمي للازمة تنتهي الى مياه عميقة بقول مثل سوداني (درب دخلت في المي) مفصحا بذالك الطريق واساع لخيار وحيد هو الحسم العسكري ، لمن تغلب من الطرفين. رجل يقارب نهاية عقده الثاني ، طويل القامة ، وحيدا يجتاز بؤرة الصراع شديدة الخطر في المثلي محاولا الوصول إلى الجزء الشرقي من المنطقة الاستوائية بجنوبي السودان . يقتل ثم يحيا ، ثم يقتل ويأسر ثم يحيا. ليواصل السير مرة أخرى جهة الشرق في رحلة مكتوبة لها بكل المقاييس إنها فاشلة. يقاتله بعض سكان الغابة ، يتعاون البعض معه .يقاتل بشرف من اجل ان يحي ، يرافق قوات من محاربي (الويوا) من بعض متمردي دولة مجاورة ، يحاربون معا مجاهيل الطبيعة حيث كل أسباب الموت متوفرة، يتقالتون احيانا. حين يصل مدينة (غندكورو) أو جوبا كبر مدن الجزء الجنوبي من البلاد وعاصمة مقاطعة بحر الجبل . تكون حالته في هيئة آخر الأحياء في قصة المحارب الاخير من قبيلة (الهوكايدو) من شعب الهنود الحمر بسهول الميسيسبي اول القرن السابع عشر لكن اسمه في سجلات الشهداء يظل مدون الى الابد .رحلته عبر حلقات ازمة السودان الجنوبي. متمردون وحكومات القوى الامبريالية العالمية التي سادت اول القرن الجديد خلفت قوى اقطاعية في البلدان المستعمرة واصلت تنفيذ شروط الاستبداد فوق رؤوس الشعوب الفقيرة وفشلت في اقامة دول معاصرة. السودان احدى هذه الدول التي اعادت انتاج الامبريالية بتحكم اقلية الجلابة الشماليين على مقاليد السلطة به منذ مغادرة جنود الاستعمار الانجيلو-مصري له في فابروير عام 56 افرنجي. بدات قوتها اكثر وضوحا لمثيلتها في الازمة دولة جنوب افريقيا الاتحادية بقرب نهاية القرن بوصول الوجه الديني من نخبة الاقلية الى سدة الحكم ، غير ان السودان بشكله الاستبدادي الجديد كثيرا ما وجد نفسه في وضع مناسب لمواصلة شن اتهام ضد اطراف صراع الاقطاب في نصف القرن وهي الاخرى في صورتها الجديدة المستبدة -باثارة الفتنة وزعزعت استقراره ، ضمن البلدان الفقيرة في الجنوب الاستهلاكي . القوة الاستعمارية المتوارثة على حكم البلدان الفقيرة تقدم مبررات كافية يدفع شطر من مواطنيه الى التمرد عليها بتراكم فشلها الداخلي . الاستعمار القديم يمد الصراعات الاقليمة بالمقومات اللازمة من اسلحة ومعدات سياسية وضمانات مستقبلية لقوى الحرب حكومات وبعض المتمردين . يتاثر المدنيون الابرياء في الغالب بتلك النزاعات ، وهم اكثر المتضررون في استمرار الصراعات . كان السودان منذ سبعة سنوات بدا يتهم نفسه بالصلاح المطلق والوصال مع السماء برفضه قواعد النظام العالمي الجديد المستبد و المفرزة للصراعات الاقليمية ، واحتقاره متطلبات الاستقرار الداخلي ، لكن صراعا ظل غير متكافئ ذلك الذي نشب بينه وبين تلك القوى الخارجية ،دفع الثمن كله شعوبه . هذه الامة التي قضي عليها ان تعيش دوامة الفوضى وهي تشهد اخطاء الانظمة المتعاقبة على ادارتها دون مشورة. فعليا كان يدفع ثمن هذا التحدى الخارجي جيل دون الثلاثين من عمره ولد فى السودان اعقاب الحقبة التى تلت خروج الانكلتار والمصريين ، وحكم فيها البلاد نخبة من المثقفين الجهاتين .انهم اتباع الساسة في مجتمع يعيش خلل عظيما فى تربيته الوطنية ، ويجهل مكونه الذاتي المتعدد والمتباين. من27 فبراير. فرقة من الجيش النظامي الزائيري الذي يدين بالولاء للرئيس موبوتو سيسيسيكو عبرت نهر كيبالي الصغير شرق الكنغو مجتازة الحدود السودانية إلى بلدة (بازي) بين البلدين اثر هجوم نفذه متمردون الكنغو الديمقراطية ، بقيادة لوران دزري كابيلا يفرضون سيطرتهم على محافظة اورينتالي ويدخلون عاصمتها كيسنجاني بعد يومين. القرى الشرقية فرديزس واوسيرا واتاسا وموقمبيرا تسقط على الطوالي ويعبرون افرع نهر الكنغو بثبات نحو كنشاسا عاصمة زائير والتي ستتحول الى كنغو الديمقراطية بعد اشهر . في 9 مارس، متمردي الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي يقودهم الكلونيل جون دي مابيور(1945-2005) و المتحالفون مع نظام الرئيس يوري موسفيني في كمبالا يبداون تقدمهم بجنون نحو قاعدة (كايا) في. الشمال الغربي ليوغندا عند الحدود . ويقصفون كل القواعد العسكرية نحو الشمال بلا رحمة. في 11مارس. متمردي جيش الرب اليوغنديون الذي يقودهم الجنرال كوني و المتعاونون مع الجيش النظامي السوداني يتراجعون مع حلفائهم بهلع ولا مبالاة من كل القواعد في المثلث نحو ياي أو لندن الصغيرة.الأرض الجميلة الخضراء في منطقة المثلث تحترق .يتصاعد كتل الدخان مع تعاظم السحب والضباب . وتتعالى اصوات القصف المدفعي ودوي الرواجم في وقت ترعد فيه السماء وهي تمطر بغزارة فوق الجبال الزرقاء. كل هنا يقاتل بعقيدة ممنهجة ،ومبررات مقنعة ،بعضهم بامر من الساسة في عواصم البلدان والدول الأخرى. بعضهم يقاتل من اجل نفسه والحفاظ عليها . الأمة الراحلة تحت ارض جنوب البلاد بين الجيوش المتحاربة هي التي تستحق التقدير وتنتزع الاحترام . و الجيوش المتمردة وخصومها التي تتقاتل بالمثلث هي التي تستحق الاحترام وذلك مقارنتهم بالساسة الامريين في العواصم الثلاثة ، الخرطوم ، كمبالا ، كنشاسا وقادة المتمردين في عواصم اخرى . في ارض تتوفر فيها الماء والغذاء وكل أسباب الحياة ، يتوفر العدو وكل أسباب الموت ايضا يتسائل الناس عن الاهداف السياسية من حرب فيها . ان أول عدو يواجهه الإنسان هنا هي الطبيعة التي تتحول بدورها الى اوحش محارب في لحظات كثيرة . سيكون القتال احيانا في حدود المحافظة على النفس لدى القوات التي تغادر مواقعها نحو مواقع اخرى . وتتعدى القتال نحو الغنيمة للمنتصرين في المعارك . كل جندي يلزم نفسه والمحافظة عليها ما امكنه ذلك. حرب عصابات غير منظمة اذن تخاض دون استراتيجيات وخطط . لا تتمكن من تحديد الصديق من العدو بين قوى تتشابه في كل شيء. صعب تميز ذلك . فالسودانيون الجنوبيون مواطنون ومتمردون، واليوغنديز مواطنون ومتمردون ايضا ، و الزائروز الجيش المنسحب يتشابهون الست في الاجمال . وان تباعدت التفاصيل احيانا كل يشبه اخيه في كل شيئ .وبقوانين الغابة ومن يسكنها الجميع يتشابهون في السلوك والاشكال والتصرفات . وبين الجنوبيين السودانين فرقة باسم قوات الدفاع الشعبي تابعة لنظام الجنرال عمر البشير وهم مدنيون في بلدتي بازي وموربو تثبت تقارير استخبارت الجيش انهم يتواصلون مع اخوانهم متمردي الجيش الشعبي لتحرير السودان بالمعلومات، أحياننا يتعاونون مع البعض في العمليات العسكرية . رواية للتاريخ يقولون، لا تتمكن ذاكرة الأمم من رواية الأحداث التي طرف بها ابناءها بحيادية وانصاف إلا بعد مرور ربع قرن من الزمن علي وقوعها . بلطف يتمكن الفرد من تذكر تفاصيل الأحداث التي جرت بجنوب السودان في زمن عايشه وكان رخو الفكر ني الفهم ، وهي قد بدات منذ ربع قرن انصرم. ويمكن لافراد من الأمة السودانية أن تكتب عن تلك الحرب الأهلية لاحقا تاريخها وأسبابها ونتائجها وأهوالها والمؤثرون فيها ومن خاضوها بحياد وعلمية بصفتها اسؤ كارثة حاقت بشبه القارة السودانية النصف الاخير من القرن المنصرم لا نذير لها في العالم ، ولقد الحقت خسارة فاضحة بمقومات الامة ومكوناتها .حتى تتمكن الأجيال القادمة من معرفة الماضي بصدق ، وتلم بتفاصيل الحرب الاهلية السيئة كجزئ من المكون للحاضر.وايضا تجربة مرة تجد فيها شبه القارة عبرة وعظة وهي تبني المستقبل للسلام المستدام . دعوة ، يتمكن المشاركون بالحرب الأهلية بالجنوب من الطرفان من رواية ما شاهدوه من أحداث ، وتحديد الوقائع وتدوين الدوافع بقناعات ، كل من جانبه وبرؤيته .حين تتمكن جهات من جمع تلك المدونات سوف تكتمل الحقيقة . فيما يلي رحلة إجبارية داخل دهاليز الغابة إلى الأسر بعد الممات. و رواية الأحداث المصاحبة. وقسريا نحو رؤية الراحل جون جرنج دي مابيور أتيم على اطراف مدنين يحي. احاول ان يكسب التدوين لون قناعتي المعاصرة في وصف رجل رسم لي يوما على هيئة عدوي يستحق الكراهية والقتال بصفته قائد (للخوارج) او (النجور) (المتمردين) بينما هناك وجهة نظر اخر للصراع كان هو ورفاقه يملكونه لا يعرفه الا من يستمع او يذهب اليهم و لقائهم بمدينة (ياي) اوعلى اطراف (لندن الصغيرة ) .وسط غابة (التيك) تخوم تلك المدينة الساحرة بمنطقة غرب الاستوائية. لا تتمكن من معرفة كل الطريق بالنظر فقط الى جهة واحدة في رحلة يراد لها ان تحقق اهدافها . ذلك النصف من الحقيقة لازمة السودان المؤرقة غاليا جدا ، يكلفك متاعب كثيرة في الغابة . و البقاء بين (العدو) قسرا حتى ليوم او يومين او ربما ايام . البعض أمثال .البروفسير حسن مكي محمد احمد المحلل السياسي السوداني. والخبير الاستراتيجي المختص في منطقة القرن الإفريقي له روايته الخاصة به حول الصراعات الدامية في حوض البحيرات العظمى اسبابها ووقائها واهدافها ونتائجها . لكن بطبعه فاسدا علميا لا يمكن اعتماد روايات البروفسير مكي أو اعتبارها علمية و محايدة . اوكل نفسه حسن مكي بتزير التاريخ دائما . وظيفته نفخ التلفيق المضلل في الأحداث. عاش مزور ممتاز. تكون متابع جدا لهذه القصة، ان تكون ضمن الموتى المقدسين -الشهداء- في جنوب السودان في الميتة الثانية من سلسلة وفيات أربعة على وصف صديق حتما هو يحتفل معي اليوم بالسودان الجديد في معرض حزننا الابدي على رحيل الرفيق الاعظم نحو دولة معاصرة بشبه القارة، و احد اساطير النضال الافريقي الخادين ، انه الدكتور الكلونيل جون قرنق دي مابيرور اتيم في الذكرى الثانية لرحيله الى ما وراء الطبيعة. غد نتابع منعم سليمان

Quote: خطاب الكموندان شين ، والكمين الاخير في ذكرى رحيل الكلونيل جون دي مابيرو الثانية الخطاب الاخير توصل كل من ليوتنانت اليوغندي اوكيلوا ، والسيرجانت السوداني المرضي على فصيلة الاستطلاع المتوغلة داخل الاراضي الاوغندية على قرار بالعودة . كان الغبار واصوات المدفعية هي وحدها ما تظهر قبالة الشمال حيث الغابات الخضراء المتراكمة تبدو من فوق التلال. لا شيئ ، ولا خبر . وفي الطريق عائدة من داخل الاراضي اليوغندية عبر زائير تضطر تقاتل هذه قوة في كل الجهات اعداء متفرقين .احد أكثر الأشياء بساطة في الغابات أن يقتل الإنسان إنسان آخر . ثلاثة مئة ألف تقريبا من السكان المحلين ، واللاجئين الزائروس ، والمتمردين اليوغنديز . والمليشيات المتعاونة يتحولون إلى نازحين فارين من المثلث المشتعل بلهيب الحرب على طول (الردمية) من موربوا الى مدينة ياي. انهم يتبعون الجيش في رحلة تهجير لم تشاهد لها مثيل في العالم المعاصر إلا في رواندا قبل ثلاثة اعوام اي عام 1994 ف. تعيد تمثيل هجرة مليون شخص من شعب الهوتو الهاربين من جحيم كيقالي إلى حدود دولة الكنغوا . ظل القسف المدفعي الكثيف يتواصل حتى صباح 12 مارس. يطلب الكموندان صالح شين نجدة من جوبا . لا ترد جوبا لثماني وأربعين ساعة من بداية الاستغاثة . تحوم طائرات من طراز الانتنوف روسية الصنع ، تقسف هي بدورها اهداف مجهولة حول الجيش المنسحب ، لا يتمكن من احداث تواصل بشكل جيد مع سلاح الاشارة التابعة لشين . تصيب قانبل الانتنوف جيشها احيانا . يوصف الانتنوف بانه اشبه بالجمل الاعمى بلا بصر .في كثير من الاحيان لا يفرق بين العدو والصديق في بيئات التشابك كهذه . توجه المدافع الرشاشة التابعة للمتمردين نيارانها صوب الانتوف في محاولات فاشلة , رشاشات مضادة للطائرت من طراز رباعي المحمول على شاحنات كبيرة (الاينموك) وطراز زو ثنائي عيار 36 ملمتر ذو الفواهتين الدقيقة. شاحناتها موزعة بشكل غير محدد وسط الغابة يمين ويسار الطريق. على طوال اليومين الماضيين كانت هناك راجمة ام اربعين من جهة الشرق تواصل قسف (الردمية) ، وهذا القسف مؤثر جدا اذ يصيب المدنين والجيش ،تستهدف الشاحنات والمدرعات ايضا ، مما صار من الخطر الركوبة في شاحنة على الطريق يتساقط القتلى .ويستثنى من مات على طرف الطريق وبدا يتوزع اشلاء على الردمية ، كما ان مسالة الاسعاف كانت صعبة اذ الجرحى يمرون بمراحل عسيرة . قذائف مدفعية المتمردين من طراز هاون 120 ملم تحمل رسائل موقع عليها اسم جنرال يسمى واني (حظا سعيدا). الموتى يتساقطون والجراح مثخن. الجيش يتخبط يقاتل عدو مجهول لا يرى بعض كمائن صغيرة تقابل جناحي المسيرة . يطلب شين النجدة من جوبا مرة أخرى. يكرر الطلبات ، يصل اتصال عبر اللاسلك الى ريدو قسم الاشارة من الطائرة ربما او من المتمردين ، يقول ان جوبا تقول لك (واصلوا التراجع.. واصلوا المسيرة إلى ياي ، حاولوا الوصول بقدر الامكان .. في ياي يمكن انقاذكم ) ، كان ذلك نهار ذلك اليوم الحار . لم يفسر الاتصال سبب تواصل قشسف المتمردين من جهة الامان ، لم يقل شيئ عن تواصل اطلاق النار من جهة الامان شمالا . وكان ذلك اخر اتصال . اصيل 12 مارس 97 والشمس هاربة ان تشهد مشهد رسم الاشياء تاكد لدى الكموندان شين انه آخر القادة الأحياء في هذه المتاهة اللانهائية .بعقليته العسكرية تواصل الى انه يواجه خطر عظيم ، وان الطريق الى ياي محفوف بالمخاطر الجليلة. ادرك من كثافة النيران ان العدو قوي ، وان جيشه منهك . تصور كيف يمكن ان تنهار معنويات جنوده ان علموا حقيقة ما يمرون به ، او تصوروا مصيرهم . كان لديه نية كيف يمكن الخروج بهم احياء . تملكته فكرة اكتساح كمائن الاعداء الى ياي . لذالك تعمد القاء خطابا مقتضبا قصيرا امام جنوده مجهولي المصير في عصر ذلك اليوم ، لكنه كان خطابا مثيرا للحماس . ( ايها الرجال ممرنا من هنا في صيف العبو عام 92 ، فتحنا هذا الطريق الى كايا بعزيمة الرجال وصمود الصناديد الابطال . نريد اليوم ان نفتح هذا الطريق مرة اخرى الى ياي بعزيمة الرجال وصمود الابطال ، وسنسحق اي ولد امراة نجده في الطريق اننا اقوى منهم )، لكنه اضاف (لا طريق امامنا سوى وصول ياي ، هو طريق واحد في هذه الغابة، علينا ان نتحد ونقاتل الى جانب البعض) ، بالرغم من ان الجزء الثاني لخطابه يحمل عنوان واضح عما يواجه الجيش لكن بعض العسكر يجد من بين جوانحه قوة تدفعه لاطلاق صرخة عسكرية تبحث عن الحماس وتبعثها في نفوس الرفقاء الجنود . ليس ثمة شيئ يوازي حب الجنود واهتمامهم ببعضهم البعض الجميع تقاسموا معنويات حامل البروجي الذي عزفه استعداد لبداية حلم الدخول الى ياي. ليت اهل الشمال كلهم يتمكنون من مشاهدة هذا الموقف في هذا المساء ، ليدرك اؤلائك السودانين كيف كانوا يصمدون كيف انهم شجعان بما يكفي لمواجهة خطر الموت الاسؤ في هذه الغابة النائية المجهولة . كيف كانوا مستعدين لملاقات مصيرهم بشرف وشجاعة . طوال اربعين سنة تستخدمهم الشمال لحرب الجنوب . ويواجهون الموت بهذه الشجاعة .ليت رجالا في الخرطوم نعدهم من الاخيار يحسون ان هناك عوائل في الغرب السودان قلوبهم تتفتر لو يرون منظر ابنائهم . في ماساة تقتل فيها الشمال الجلابي اؤلائك البسطاء في الجنوب بسطاء اخريين . على اجسادهم بقايا اقمش رثة انها زي عسكري ، وعلى ارجلهم بقايا نعل ، جياع ويفتقرون الى طعام اي يكن نوعه او لونه ليسكتون صرخات امعاء خاوية . ترى في اعينهم المجهول وزرقة النهاية . رجال عما قليل سيكونون ضيوف لعالم ما وراء الطبيعة. يدافعون عن امة خرطومية فاحشة الغنى متخمة بالاكل والشرب ، تسكن فلل وقصور فاره، ويلبسون افضل الثياب ويمتطعون افضل المراكب .هم مثل ابناءهم في الجامعات من يجدون فرصة لكيل الشتائم واللعنات كجزء من ادبيات الحكم في جمهورية الخرطوم الراسمالية . كان الكموندان صالح ادم شين في اول الخمسين من عمره ، اشيب الراس ، اسود اللون غامق ، لا تشير تلك الصفات الافريقية الى ملامح الوسامة بالمعاير الخرطومية . لكنه كصديقي (الشنة) بوادي ابقى راجل - بحسب اسمه يقول انه ما يكون له ان يجمع صفتين في نفسه ، (الخوف والشناة) . غالب عمره قضاها في جنوب البلاد مقاتلا عن جمهوية الخرطوم . دافع عن حكومات لتي كونها فيها الاديان الخرطومية الاربعة منذ اللات والعزة والمناة الثالثة حتى حكم هبل اليوم . يتصف الكموندان شين انه لا يستخدم اي ساتر في حالة الاشتباك ، ولا يكون هادئا اكثر الا حين ملاقاة العدو ، من عادات القرويين في اقليم دارفور يقولون انه من صفات الرجال الشجعان هي الهدؤ في وقت القلق. لم يصب شين باي جرح خلال تاريخه العسكري الحافل بالعمليات الحربية .يجهر الجيش ان الكموندان شين يستخدم (الريتينزات) وهي نوع من التمائم ، تكتب عليها ايات قرانية تعلق على الاطراف ، والزراع و العنق ويربط بالصلب احيانا ، يقال ان مرتديه لا يتعرضون لاطلاق نار ، او لا تصيبهم ، وبعضهم لا تخرق الرصاص اجسامهم ، وانه يعتقدون انها تحميهم من اكثر من ذلك . تعود اتباع مشاة الغربية من ابناء اقليم دارفور تعليق اطنان منها على اعناقهم ويربطون اوساطهم . الطريق إن لم يأتي (الغيار) من الشمال فقد أتى من الجنوب. (عام لنا وعام لهم) .( خمس أعوام كانوا هنا وخمس اعوام كنا هنا ) خمس جنوب ياي. الآن تترك المنطقة للقوة الجديدة لخمس أعوام أخرى. هكذا كانت لغة الجيش المنهك المنسحب تحت القصف والموت ، بل لسان الناطق الساقط رسميا بلسانهم. الطرق مغلقة إلى ياي أمام شين .شين يستفسر من ياي لا من اجهزة ياي كما سابق. الذي حصل ان (ياي) غادرها قائدها البراقدير عبد الرحمن هاربا إلى جوبا في الحادي عشر من مارس. وتسقط بسهولة في يد متمردي الجيش الشعبي .يدخلونها عبر بلدة (لوي) من الغرب في مسيرة ضاجة يكتنفها الفرح والسرور . والملوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا اعزة اهلها ازلة وكذالك يفعلون . وكانت القوات المسلحة في انسحابها العشوائي قد سحبت حوالي عشرون شاحنة من طراز زد واوي ، وكيو واي المعد لحمل الجنود والزخائر والاسلحة الثقيلة ، لكن من المؤسف ان بعض الضباط ممن رافقوا الحملة المتراجعة بدل حمل الزخائر عليها تم شحن اطنان من البن لمل بيعها في مدن الشمال . مدرعات قليلة من طراز تي 55 سيئة الحالة ، وسحب دبابتي صلاح الدين ، واثنين من راجمة طراز كاتيوشا كانت في مربو. ولم يكن القصد من اخذها الصمود امام اي هجوم بل سحبها من باب انها يجب ان لا تقع في يد المتمردين ، لكنها ستكون مستعد لكسح اي كمين يقع فيه الجيش المنسحب . بينما كانت اربعين معسكر صغير والتي تجدها مسافة كل ميلين بالتقريب على طول الطريق ، تترك بكامل زخائرها واسلحتها حين يغادرها الافراد شمالا . حين وصل نبا الانسحاب العشوائي ، كانت مسالة تثير قلق بعض المجاهدين ، فكان الحكمدار احمد عبد الحميد ، يقول انه من الافضل تدميرها. لا يحتاج المترمدون الى اسلحة او زخائر للفترة القادمة . لم يتكمن عبد الحميد ورفاقه من تدميرها . وتتكون في غالبها من رشاشات متعددة الطراز واهمها الكلاشنكوف وهي الاسلحة الرئيسية التي يستخدمها المجاهدين ، وجيم ثلاثة الاسلحة القوات النظامية ، كما تحوى المعسكرات على كميات كبيرة جدا من الزخائر الرشاش ، وزخائر المدافع هاون عيار 82 ، وعيار 120 ، وعيار 60.75 ، . جميعها اسلحة وزخائر ذات صنع ايراني . الكمين الاخير حديث ساخر دار بين احمد ارباب ، و عريس . والاخير هو فتى من صقع الجمل بكردفان الجنوب كان قد فقد شقيقه في هذا الطريق قبل خمس سنوات . رافق جملة من ابناء العضية وسقع الجمل وابناء نيالا الى هذا المتحرك الفداء . يقول له ارباب . ( هنا مقابرنا ) كانما كان يعلم ان شيئ غامض في الانتظار . كانت الساعة حوالي الثانية عشر نهارا ، كان الليل كله قضاه الجيش متحرك في ارتاله ، حيث لا نوم ، ولا راحة ، يتشوقون ان الشمس حين تشرق يكونوا قد بلغوا مدينة ياي حيث الرحة من عنت الرحلة . وتقاربت الساعات وتقترب المسافة لكن اصوات المدفيعة مستمرة في قصفها واصوات الرشاش تكون عالية في كل مرة ، ربما ذلك وحي جعل الامير ارباب الفتى يقول ذلك لرفاقه . على بعد ثلاث أميال جنوب لندن الصغيرة .في إحدى قرى غربي الاستوائية ساحرة المناظر .بين غابات التيك، يكون الكمين الأخير الذي أعده متمردين الجيش الشعبي لتحرير السودان ، وعصابات الجيش الأحمر الشعبي ، هذه نهاية قوة كايا . في ذلك الكمين كان مقدمة الجيش الذي كان صالح شين على ظهر مدرعته عليه قد فضى نهائيا ، وتم قصف السيارات والشاحنات والاسلحة بدقة متناهية مشتعلة في الفضاء . كانت مجزرة لم تحصل الا القليل مثلها في هذه الدنيا، مجزرة لم تفرق بين المدنين والعسكريين ، ولم يخرج من حمام الدم غير الميمنة من قوة الكتيبة 138 شمالية ، قيل انها تراجعت بانتظام الى الخلف ثم دخلت الغاة شرقا , الجيش يقاتل لكن لا امل للحياة ، اذا قاتلت حتى الموت. هناك ترى الموت وهو في أعلى تجلياته . يمناك ويسارك . تشاهده حتى إن لم ترد- كيف هو لا يرحم ضحيته . ويستمتع هو بتعذيبها قبل أن يفرق جمعهما ،الجسد والروح. تتذكر الموت في وقت سابق حين تكون هناك فرصة لمن لم يمت يدفن من مات بجلال ومسئولية.و بالكاد لا تنسى أبدا مواضع دفنهم. و تبقى بالذاكرة تلك المواقف. لكن اليوم لا فرصة لتلك اللحظات ان تتكرر، في هذا الحمام سيبقى من مات بلا دفن ، هذه لحظات من الهول وهو هول فوق التصور. نهاية المعركة في ظهر 13 مارس تتفتت الفرق الثلاث من الجيش النظامي الخرطومي إلى قتيل أو أسير أو مفقود في وسط غابة الخارج منها مولود . والداخل إليها مفقود . يبلغ الأسرى أربعة ألف جندي . بعضهم نصف موتى . والبعض عراة . والكثير لا يرون فرقا بين الأسر وغير الأسر . فكلا الأمر سواء. تتحول فرق كايا التي صمدت خمس سنوات وزحفت بقسوة ، وعاشت في المثلث . وتراجعت في حدود تسع الف . تحولت إلى فلول ينتشرون وسط الغابات . لا يكونون تحت السيطرة .لكن يظلون يقاتلون من اجل الحياة .ويبحثون طرق المؤدية الى جوبا والبعض يبحث عن طريق الى ياي. تم قتل الميجور شين ،رغم تمكنه من دخول ياي و اختراق قلب كمين . او قيل لنا انه قتل بطريقة بشعة في الداخل ، ظل صامدا لكن كان مصيره سيئا خاصة بعد تشتت الجنود . وقتل كذالك الليوتنان احمد بابكر بذات الطريقة ، وصف قتله بانها تمت بطريقة بشعة ايضا ، لا يمكن ترك رجل مثله . كان بابكر قويا. لكن الرويات التي قيلت عنهما فيما بعد تنقصها الدقة ، اذ قليل من شاهد الحدث فيما بعد . يعلن الكلونيل جون ديمابيور بعد يومين حين تتمكن قواته في لانجا على طريق ركن تحريره منطقة غرب الاستوائية في ايام . كان يحتفل الى جانبه وزير الدفاع السابق فتحى احمد علي وجنرالات كان هؤلاء الجنود جنودهم ذات يوم في حرب بعقلية الخرطوم ، عبد الرحمن سعيد ، الهادي ، ابو شرا . ويضيف جون دي مابيور انه يستعد للدخول الى جوبا ، ويتقدم في 19 مارس بالفعل نحو جوبا حيث يكون في انتظاره مئة واربعون شاب ، دون الاربعين من اعمارهم على بعد اربعين ميلا فقط من جوبا ،لتكون ملحمة الميل وتلك قصة اخرى . يحي بعض مقاتلي الجيش النظامي ، وبعض المجاهدين أسرى بين يدي العدو في نهاية اليوم الاول. مختارين بعضهم مثل الكتيبة هجانة وعقارب.بقانون (في الحالين انا ضائع) ،والواقع في الحالين قتال. لا فرق بين هذا وذاك في دنيا ملغومة هكذا . المجاهدون الذين يتمنون لقاء العدو اليوم في حضرتهم . الامير عبد الوهاب امير الفداء ، احمد عبد الحميد الحكمدار العام ، الطبيب خالد ، ابناء صقع الجمل ، والعضية ، وشباب نيالا ينزلون بين يدي متمردي الجيش الشعبي لتحرير السودان .او (الخوارج) (النجور) (آكلة البليلة) (لابسي الأردية) . انهم الأعداء المتوحشين .مخلوقات من ادمين (يكلون لحوم البشر) ذلك صورتهم المعلقة في ذاكرة من يمر بخرطوميات المدن السودانية شمالا من الغرب او الشرق وهو مشحون على هيئة خروف الى الجنوب . حيث توصل المحرقة المقدسة. انتظرونا غدا

Quote: اسباب تراجع الجيش (3) في ذكرى رحيل الكلونيل جون دي مابيرو الثانية حالة الجيش كان لانس دو كوبرال ( وكيل العريف) عبد الله ود ابا يجد متعته كل اصيل في العزف على طبل من انتاجه علبة فارغة من زخيرة الكلاشنكوف ، يثبتها بين قديميه يناغم بين اغاني الكسوك الشيقة الصادرة من حنجرته وعزفه اصداء نقارة الكيرا على طبله الصغير .تمر بالزاكرة كل اصيل اشباه لفاطمة الصغيرة (فاني كويه) وزميلاتها وهن في الطريق الى المورد ماء في قرى منسية على ضفاف (عين سيرو) بالقرب من مدينة كتم . كثيرا ما يتملك ود ابا الغضب الى حالة من الاحباط المسؤوم و الياس المتراكم يدفعه الى قذف العلبة في الهواء ومواجهتها بالرصاص من بندقيته الخاصة (جيم 3) صارخا للفضاء (السودان هذا حق ابونا ولا جدنا نقعد في جنوب مدى الحياة ) . لانس ود ابا، الذي قضى مع كتيبته ست سنوات حسومة في المنطقة الاستوائي ، هو صاحب المثل الاشهر الذي يتندر به المجاهدون والعسكر (خالدون فيها مرمندي ) اي المجاهدون يتغيرون ، اما العساكر النظاميين فهم خالدون في المناطق العسكرية مثل (المرمندي) ولا امل بالتغير. طبق حكم الميدان رميا بالرصاص في لانس عثمان دوكيل ود دوكا من الكتيبة 139 ، وسولجيا الجندي ادم ابراهيم لانهما هددا القائد باستخدام الزخيرة الحي ان لم يحصلا على اجازة يزور فيها احدهم زويه في القضارف . واستخدم دوكيل اسلحة اخرى منها البكاء حتى ابتلت لحيته الطويلة ان يرق قلب قائده كي يرى ابنائه ووالديه . في ذلك المساء النحس من شهر ديسمبر عام 96 ف دفع صديقه لانس دو كوبرال ود ابا الى الانتقام له بطريقة صامته ، قضي عليه بالوقوف( ديدابان) جزاء اسبوعا كاملا وهو يحمل كل صباح مرتبه الحربي ويظل واقفا حتى المساء . لا تجد في مكان اخر انسان حي يتعفن جزء منه وتفوه من اجزائه الميتة رائحة القيح والدم الكريهة والاوساخ ، يشجع الذباب على التوالد ويتبختر الديدان فيه ، والانسان لم يموت الجزء الاخر منه بعد لكن لا يحرك ذلك احد ، هنا في معسكرات الجيش السوداني في جنوب البلاد تلك حالة الجنود الجرحى . يلملمه زملائه الى قبر اعدوه له في احدى المساءات. سيدون اسمه شهيدا في سجلات الجيش ، لكن لا يبلغ الخبر زويه في اجزاء اخرى من هذا الوطن الممتد . روبن كليكلي المسافة بين معسكري (كليكلي) و(كمبى) مليلين وبين اولها وبازي ميليلن كذالك ، كانت المنطقة بين سلسلة تلال صغيرة مناسبة ليجعل منها الشرطة العسكرية للواء الثاني سجن (روبان) ينفذ فيها العقوبات ضد الجنود المخالفين لتنفيذ التعليمات في الميدان ، تصل حد الاعدام .الدماء تلطخ ارضية الردمية من اثار الجنود المعذبين . يجبر المسجونون على الزحف ارضا فرادى وجماعات وهم انصاف عراة وحفاة حتى تدمي سيقانهم وازرعهم من اثار الزحف . و يبكي الجند الجرحى مثل الاطفال وهم تحت هذه القيامات ينهال على ظهورهم بالضرب اذا عجز مواصلة الزحف ، التعرض لمثل هذا التعذيب المتوحش يقول الكوبرال الامر انها تعليمات و(الجيش واضح ) وانا انفذ التعليمات ، والجرائم ان بعضهم قيض يتعاطى او يتاجر (خمس دقايق) نوع من السكر او (قميش) وهو نوع من المخدرات يجهزها نسوة زائيروس ، او طالب البعض بازونات لزيارة زويهم ، وبالغ بعضهم في مخالفة تنفيذ التعليمات العسكرية ، او قبض بعلاقة مع امراة في الحي المجاور. يضم روبن ملاجئ مظلمة تحت الارض (بيوت اشباح) . طريقة تعذيب سجن (كليكلي ) في بازي لم يفترق في شيئ من الطريقة التي تستخدمها استخبارات الجيش في بازي وكايا ، وهناك سجون اخرى ضد المدنين او من يتهم بالتجسس لصالح المتمردين او من يؤسرونه من جنود العدو . وكليكلي ليس وحده في هذا العالم المظلم . ولا رحمة ولا رافة ولا رهبانية من تعذيب الانسان لاخيه الانسان . انها حقبة التعذيبات . جيش الجيش النظامي تعاونه بعض قوى صديقة : مليشيات الدفاع الشعبي ،قوات الخدمة الالزامية ، مليشيات المراحيل .القوات الصديقة الجنوبية. محاربون إسلاميون من أعضاء الحزب الإسلامي الحاكم ( المجاهدون) ، منهم (القديسون). يقدر تعداده ثلاث فرق بالمثلث الحدودي . قوامه تسع ألف جندي كل فرقة ثلاثة الالف موزع في البلدات الثلاثة كايا وبازي ومربو . قيادة المنطقة في كايا منطقة المثلث بين البلدان الثلاث . يتشابه قوات الالزامية ومرتزقة الدفاع الشعبي احيانا . اما المجاهدون فقد كان غالبهم طلبة في الثانوية والجامعات وبعضهم معلمون وقادة في الحزب الحاكم وموظفون. المجاهدون تجد بينهم صادقون وكاذبون . كبارا منهم تجارا و مهوسين ، والصغار مغرورين ومفتونون . بينهم مخلصون وافضل المحاربين اشباه القديسين في الورع والتقى . كان الجنود السودانيون في منطقة المثلث في حالة مزرية ليس من اثر الحرب لكن من الجوع والاهمال . حالتهم جياع الأكباد .عراة الأجساد . وحافي الأقدام.شعث الرؤوس . وهي حالة المتمردين في منطقة المثلث .مر على البعض الجنود م عشر سنوات . وعلى البعض ست سنوات. وما بينهما الكثير . لم يغادر احد منهم تلك الأرض ولا علم له بزويه وعائلته في إقليمي كردفان و دارفور أو الأوسط شيئا كاغلب الجنود الباقية ولا علم لهم بأمره هو . وهي حالة لا تشمال سوى القوات النظامية . وللعساكر انحط كل ما لديهم من معنويات . صار ذلك الجندي الذي عرف في افريقيا بالبسالة رجل يأس العيش ويتمننى التبديل . وسئم الحياة ، وكره القتال في حرب لا يعلم مصيرها أو أهدافها واو نهايتها ، أو السبب من بقائه هو بالذات في تلك الأصقاع دون غيره من السودانيين ابناء الاقليم الاخرى والاوان الفاتحة. ضابط تجار بن أما قادته فهم رجال أعمال بحكم وقوع المنطقة في الحدود فقد انتعشت تجارة رابحة بالتهريب . وهي غير خاضعة للجمارك ولا تفرض عليها ضريبة. تحولوا من رجال قتال الى تجار (بن) واخشاب التيك والملح ، ينهمك احدهم في التجارة الحدودية الرائجة حتى تنتهي مدته السنتان . وخلالهما يكون بين زويه في كل حين عيد او مناسبة . القادة في الغالب ليسوا كردافة او غرابة دارفوريين في الغالب ، لكن اثناء الحرب من يقودون اشقائهم . وينقلون الى مناطق العمليات ويستبل غيرهم من يعمل ليزداد دخولهم باستمرار مع ارتفاع ارباح تجارتهم في زمن السلم. مقارنة بوضعها قبل خمس سنوات في رحلة قتال ضجت لها العالم ، اليوم هذه القوات تواجه ظروف سيئة و معها لا تصمد في صد اي هجوم . كان مفتي الديار رجل من مرتزقة الدفاع الشعبي اظنه من اتباع - متحرك الذاكريين احد فصائل المجاهدين - اصدر في كايا فتوى دينية اجاز فيها للمحاربين تجميع البن واخشاب التيك الى الشمال حين يرحلون ، واجاز المفتي العمل بتجارتها لكن للمجاهدين فقط بصفة ان الدخل المادي يقوم مقام الغنائم و الفي الديني في زمن الحرب . القانون العسكري يحذر تلك النشاطات للعسكر الجنود ويحلله للضباط لانهم من يطبقون القانون ذاته . كان فقه انتشار تجارة البن والملح لكن انعدم من عمل به من ( القديسين). هؤلاء الصادقون في مبادئهم (المقدسين ) من منذ سبتمبر من العام 96 ف كانوا في _متحرك) (الذاكرين) قد اتخذوا اماكنهم في تدريس الصغار في القرية ، بجانب تبشيرهم بالدين الاسلامي معانيه وفوائده ، يكون تلك الوظيفة في النهار . ويقضون الليل يصلون لله بالنصر وتدمير الاعداء . يتميزون بالسماحة ويكتنف جلستهم عاطفة اخوية يشعرك بالحميمية في الاغاني الشيقة عن حياة ما وراء الطبيعة ، روايتهم سيرة الماضي كانما حضروه يكون جذابا ومشوقا كفلم عصري بفنون هوليوود وبهرجتها ، يحض ذلك على التعاطف . ويقوي على الصبر . ما كان يقدر لمثل هؤلاء ان يكونوا قتلة او دعاة حرب اصلا . ومع حبهم للموت كان يحبون الحياة كيف لا يمكن ان يبدعوا طريقة جذابة للسلام الجميل ، والحياة في استقرار وانسجام تتسائل لماذا يحبون الحرب؟ هذه الجلسات الروحية يتحلق الضباط الصغار ايضا حولها يتشابه مساءت المجاهدون شرقي باوي مساءات على مقرن النيلين بالخرطوم ، هنا تتلى ايات من سفر اغاني المحاربين المقدسيين تبعث النشوة وتزين حياة ما وراء الطبيعة لمن هم ذو صلة وقربى الى السماء ، اغانيهم جيدة وهي جملة من البومات منظومة بالعربية والخرطومية . كذالك اغاني العاطفة والهوى على مقرن النيلين. طعام الانكشارية افراد الجيش يقضون برامجهم اليومي في البناء متابعة تدخين (الكتكت) وهي تباكو في لفافته المتخلفة الشبيه بسكارة الكوهيبا الكوبية . يتسللون ليلا الى مخيمات اللاجئين الزائروس لكل منهم صديقة هناك ، بعض ضباطهم ايضا ، بعض الدفاع الشعبي ايضا . الليل يجمع في ستاره الجميع. لكن الجميع يجتمعون في زيهم العسكري . يجتمعون في خدماتهم الاحتطاب والطبخ والصلاة و الطوف التاميني ، و حول صحن (الكوجا) المصنوع من دقيق (الباشنقو) . دقيق لا يزال الديدان معلق ببقاياه . محشوي في جوالات تغيرت رائحتها .و طبيخة الفاصوليا (الدي سيرت) يربط الماء والملح بين حباته . ينفرد العسكر بالرثة الزي و سؤ الحال ، والاقدام رغم ضعف معنوياتهم ان دعت الحاجة . وينفرد القديسون بالتدريس وتعليم العسكر وابناء المنطقة الكتابة بالعربية رغم صعوبة الحال . لكل جندي من الجيش النظامي في المثلث زي عسكري واحد قديم ، يتكون من بنطلون وقميص، يقطع كل منهم اكمام قميصه ليرقع به مواضع الظهر والبطن . ويقضع رجلي البنطلون ليرقع بهما مؤخرته . لا يلبسون ملابس داخلية طبعا وتغسلها الامطار المتساقطة .وينتعلون نوع من الشراك كانت في القرون الوسطى . انها من صناعتهم الخاصة فكثيرا ما احيلت بقايا اطارات السيارات الى مصانع صغيرة للاحزية البلاستيكية. حالة المجاهدون والدفاع الشعبي ليست كذالك كانوا الافضل في اللباس والطعام . يجبرون انفسهم للمشاركة الافراد في الزائد من الزاد والملبس بعض الاحايين. البعض يرى في ذلك تعبدات تقربه الى الرب. بالجانب الاخر تكون الاوضاع على حالها ليست افضل بدون شك. المتمردون هم الاخر وضعهم يتشابه واوضاع هؤلاء بدورهم المتمردين .على السلامة والامن في الشمال . مقارنة برجال يتشدقون في الخرطوم بالكذب الممتاز ، الاساءة واللوم والتحقير . واخرين يمجدون انفسهم ويتبجحون بالجهاد كان اؤلائك صفوة السودان يموتون بينهم ويقتلون بعضهم دونما خيار لدى احدهم في مراجعة اسس الحرب كلها واهدافها . قوات الشعب المسلحة يشبهون عبيدا الانكشارية التابعين للمستعمرين العثمانين قديما ، انهم في اتون الحرب اللانهائي وقود لاؤلائك المتشدقون . ويتواصل سعيرها التي تحرق قلوب زويهم في الاقاليم الغربية واقليم اخرى. الحالة تدفع بالبعض الى امتهان الحقارة في السلوك والرزالة في الاسلوب والدنائة المفضية الى الموت لا فرق في ذلك بين كل الاصناف . وايضا تصاحب بين الجميع رجالا نبلاء . يتقون الموت بصدورهم في شهامة .ويظهرون ثقافات مجتمعاتهم في البادية والقرية. تحترمهم ، وتلاقى جبناء يجدون الراحة في في الهروب .يعكسون ثقافات مجتمعاتهم في الكذب وتجارة الدماء . لا تستطيع احترامهم أيدا. وتمكنك الأقدار لتشاهد أفراد من الجميع . ومن الفريقين المتقاتلين جيوش الشمال وجيوش الجنوب بقاتلون ويموتون . بعضهم يموت بين يديك ، والآخر تحت أقدامك- بقوانين معارك الحرب طبعا- عليك ان تشاهد. على مقرن النيلين كل مساء ذلك الصيف تحتفل بجميل النغم عائلات لم يذهب ابنائها خارج اسوار جمهورية الخرطوم ، وحتى لم يتاجر ابناءها البن والتيك . ولم تشارك في محارق حرب الجنوب طوال سنواته ، هي بريئة من تلك الانتهاكات في الاعتقاد . يتمكن ابناءهم - ذوي حظوة في الحياة افضل من ود دوكيل ، وجمال و ود ابا - في اروقة الجامعات من ارسال مزيد من الللعنات والشتائم شبه النسائية ضد الرجال الحاكمين و(المقدسين) المحاربين . هذا برامج جمهورية الخرطوم ، يحصل ذلك في كل عهد طوال مجرزة حرب الجنوب لكن لم يرفض احد الحرب مبدا ، ويغني للسلام. اما السيدة (ام مراد بنت تبن ) في قرية (هشابة) غربي كبكابية والدة الكونستابل (الرقيب) جمال حسن من الكتيبة 110 غربية جمعت كل ما لديها من مال دفعت لرجال الدين (جوالة) كي يصلوا من اجل عودة ابنها الذي قضى ست سنوات في الاستوائية، هي تقلد عائلات مثلها على امتداد هذه المنطقة . مسئوليات قيل لنا ان قبل سبع سنوات من هذا التاريخ قاد ضباط مغمورون في الخرطوم انقلابا عسكريا ضد نظام حزبي ، فاسد ، وكان تبريرهم الاول من انقلاب 30 جونيه 89 ف هو وضع الجيش النظامي الشمالي الذي يحارب المتمردين في الجنوب بلا غطاء او فراش ، جياع الاكباد عراة الاجساد لا زاد او عتاد . اتهمت حكومة المهدي الحفيد باهماله عنوة جيش الشعب الميلحة لانه لم يكن عسكريا او محاربا ولقد كان المغمورون صادقون لحد كبير في ذلك . ترى هل كانت حالة جيوشهم في الناصر واويل وقتها سيئة بما يكفي لاحداث انقلاب ضد سلطة مدنية خرطومية ؟ وهل كانت اسؤ من حالة الجيش في كايا المثلث الحدودي البعيد جدا ؟ نعم كانت تستحق هذه الحالة انقلابا ، لكن انقلابا كليا في المفاهيم والافكار والاعتقادات لجيل باكمله في هذا الوطن .اليوم لن نختلف في الراي فقط بل حتى في تعريفنا للجيش ، وللسودان وللنظام . تتفقون او لا تتفقون معي ان اشقائي (العساكريه) من الغرابة عاشوا على هيئة رقيق الانكشارية الجيش العثمانية خدم للجلابة الشماليين مستعمري السودان . سؤال جوهريا اثناء هذا كيف تمكن نظام الجبهة الاسلامية الحاكم في الشمال اقناع هذه الارتال من السودانين : عساكر نظامية ، مليشيات المراحيل ، مليشيات الدفاع الشعبي ، والمجاهدون ، وقوات الخدمة الالزامية، للمشاركة في الحرب باسم (الجهاد في سبيل الله لقتل المشركين الجنوبيين والنصارى )؟ ذلك سؤال سيكون من يطرحه قصير النظر لكن السؤال المنطقي هو كيف سمح الكثيرون من اهل الهامش لانفسهم ان ينخدعوا للانظمة السياسية ذات الادارة الجلابية طوال واحد واربعين سنة متتالية (1956-1997) وهي تتلون في احزاب وحكومات للمحافظة على سعير الحرب مشتعلة في جنوب البلاد علما انه يكتوي بلهيبها عائلات محددة في غرب السودان والجنوب طبعا. في سياسية ضرب العبد بالعبد. الغاية الابعد المرجو ليست الاجابة على الاسئلة اعلاه .بل انه يجب ان لا يحمل جيل القرن الحادي والعشرين في السودان القرن تبعات واخطاء اخر القرن العشرين . لا يجب ان تكون افرازات الماضي جزء من المستقبل . ان ازمة جنوب السودان مسؤولية اخلاقية على عاتق الكبار، النخبة التي قدر لها ان تكون الاساسية في الساحة السياسية خلال القرن المنصرم . فشلوا فى صناعة دولة تقوم على المساواة منذ اربعين سنة .وزادوا فشلا فى تحقيق السلام منذ اربعين سنة . وادمنوا الفشل فى تحقيق التنمية والاستقرار و التعريف بالوطن حتى بلغوا في الفشل مبلغا جعل احد اؤلائك النخبة يجد لهم وصفا في الف صفحة تحت عنوان : (النخبة السودانية وادمان الفشل ) رؤية منصور خالد يجب ان ياخذه جيل القرن الحادي والعشرين في السودان بكل اعتبار وتقدير بغية ايجاد مخرج مناسب للوطن من بلائه . غد نتابع منعم سليمان

Quote: الاخ مكى شكرا شكرا شكرا لك لجهدك المقدر شكرا لكل من ساهم فى انجاح هذا اليوم شكرا لكل من حضر فى ذلك اليوم ساقوم بدورى بوضع صور التابين فى الخرطوم تحتاج بعض التنسيق فقط

(عدل بواسطة مكي ابراهيم مكي on 07-31-2007, 03:00 PM)

Quote: Comrade Mekki You have done a wonderful job articulating the events of this sad yet important day. I should have posted the rest of the pictures by now, but I have moved to a new residance and I am not well set in yet. till then, keep this post alive Andrew Kout

Quote: الاخ مكى شكرا على كل ما باحت به كاميرتك ولكنى ما جاهزة الان ساعود للكتابة

Quote: الاخوة الاحباء كنت قد تحدثت عن الراحل دكتور جون من وحى زيارة له للقاهرة كنا حضورا وكان فراشة فى المكان وردة تبعث فوحها للجميع قلت انه يمتلك حسا كوميديا عاليا يفهم النكته ويرسلها مصحوبة بضحكة يشرق بها الجميع يعرف كيف يخاطب الجميع من كل الاعمار وازعم ان قائدا لايعرف اسرار شعبه ومكنونات شعبه غير جدير بان يحكمه وقلت انه كان كاريزما لايمكن ان تفلتها عين او قلب والكاريزما لدنه اشهدتنا اياها تلك الاستقبالات التى كانت تتم وهى ان دلت على شئ فانما تدل على وعى قائد بامته يسعى بين الناس ويضحك مع الناس ويبكى معهم يحمل احزانهم وتفرحه افراحهم فى ذلك اليوم فى مصر علمنا كيف انه قارئ لا تقف حدود لمعرفته واليوم فى ايمز عرفنا كيف انه ابن الناس البسطاء وكيف انه علم نفسه بنفسه وتعاهدنا ان نكمل ما بداه الزعيم الخالد دكتور جون قرنق دى مابيور

Quote: حياة في الاسر (5) في ذكرى رحيل الكلونيل جون دي مابيرو الثانية الجيش الشعبي ، قوات الشعب سئل ذات يوم من اين يتحصل جيشه على تسليح ؟ اجاب الكلونيل جون دي مابيور من الجيش السوداني ! نحن نتقاسم الاسلحة التي تحضرها الحكومة لقواتها مع اخواننا الجيش ، نحن سودانيون ايضا. وسئل ايضا مرة من اين يحصل ضباطه على تدريب ؟ اجاب يتخرج ضباطنا من الكلية الحربية السودانية !، اننا نتقاسم الضباط الخريجون في كل سنة من الكلية الحربية مع اخواننا الجيش السوداني ، اننا في الجنوب سودانيون ايضا. لا فرق كبير بين الجيش الشعبي وقوات الشعب ، فالجميع سودانيون ، غير ان الجيش النظامي يحصولون على رواتب من الدولة ، واخوانهم في الجيش الشعبي لا يحصلون على ذلك بل تقتلهم الدولة . وان الجيش الشعبي يحارب من اجل حقوق وطنية تستحق التضحية . وان الجيش السودان مؤجر يقاتل من اجل لا شيئ يستحق التضحية ولذالك يهربون . يصدق ما يقوله الدكتور قرنق دي مابيور كلها خلال الحملة التي شنها الجيش الشعبي ضد اخوانه قوات الشعب في خريف عام 97 ف، من المثلث الى ياي. فقد غنموا اسلحة وزخائر لا يحتاجون بعضها ابدا، وكسبوا مواقعا ولاجيئ محصنة ومعدات في اكثر من الف معسكر صغير. مثل قائد حامية ياي ما بعد 12 مارس ، الميجور جاد الله المتمرد ، ضباط كثيرون انتقلوا من قوات الشعب الى الجيش الشعبي ، على راسهم ، الليوتنانت كلونيل كاربينو، والكلونيل جون ، والكابتن سلفا ، والكابتن وليام ، والميجور اروك . تخرج جاد الله من الكلية الحربية الدفعة 38 برتبة ليوتنانت ثاني ، وهو ينتمي الى منطقة النوبة الجبلية . هو رجل متوسط الطول ، اسود غامق السود ، هادي ، وفي هدوئه القساوة . لكن افكاره باطروحات السودان الجديد موضع شك . غير ان سلوك استخدام السياسية للجيش ما يحرك كل شيئ. عمل جاد الله في المنطقة الاستوائية الى جانب دفعته صالح شين ، وفق العقيدة العسكرية الوطنية للضباط السودانين . ولم يتوافق مع تلك العقيدة حين اعيدة صياغتها بوصول الجماعة الاسلامية الى السلطة في 89 . في اعقاب الاضطراب الذي ساد جوبا عام 92 عقب توغل فصائل من المتمردين الى داخل المدينة ، وبالكاد تم الاستلاء على جزء من المدينة ضمنها الجسر الشرقي ،وذبح ليلا خلال تلك العملية فوق 102 جندي من سلاح المدرعات على الضفة الغربية للنهر . كانت فرصة توجه بعدها جاد الله الى الغابة للالتحاق بالجيش الشعبي وهو برتبة كابتن وقتها . دخل الميجور جاد الله على راس جنوده مدينة ياي من الغرب في 12 مارس . وانتظر انسحاب صديقه صالح شين من ياي لانه كان يعلم انه سيصمد في موقفه ، وسيكون اخر الاحياء من الضباط هما من طينة واحدة على مشارف مدينة ياي اعد كمين غابة التيك التي قضى على الجنود المنسحبين . حصلت خدعة صغيرة من قيادة ياي الجديدة لكنها كانت ناجحة . فقد عمد الميجور جاد الله الى اظهار بعض من جنوده على هيئة مجاهدين ، وجعلهم يصرخون بالتهليل والتكبير ،ويضيف بعضهم شعارات دينية . تلك جذبت عدد كبير من المجاهدين للوقوع في الفخ ، فكان القاضي عبد الوهاب بلحيته يرفع يديه ، وبعض عساكره ايمن بسذاجته ، وابو دجانة يسن عمر بهلعه، وجمال كوكو بكثرة كلامه ، واخريين يقاربون اربعين نفر . فلما دخلوا ساحة لا يمكن الخروج منها امروا بالقاء الاسلحة . طبعا من كثرة العشوائية في الاستنفار (للجهاد) الذي كان يشمل جميع انهاء السودان ما يكون من الممكن ان يعرف المستنفرون بعضهم بعضا وغالب المستنفرين سود في الوانهم وهكذا سهلت الخدعة. امر الاسرى بالقاء اسلحتهم ، وخلع ملابسهم ، واحزيتهم . بعض ابناء النوبة كان قد امروا بالخروج من بين صفوف الاسرى المجاهدين المسلوبين حيث تولى الميجور جاد الله اطلاق النار بنفسه عليهم . وقال انه يقاتل من اجل ابناء جبال النوبة ولا يصدق ان يجد نوبي يقاتل في سبيل الله ضده . جمال اطلق ساقيه للريح . ورغم كمية الرصاص الذي اطلق عليه تمكن من الخروج على هيئته ، ووصل جوبا بعض مسيرة شاقة فوق التصور من المعاناة يجهل عدد ايامها . تقول الرويات ان حوار صعبا دار بين جاد الله وشين . لم يحقق نتائجه انتهت بالتخلص من الاخير تحت جنازير مدرعة . اسير أنت الآن أسير . يساهم بعضهم في مداواة آثار الموت في جسدك بنبل . والآخر بنكاية واحتقار. لم يجتهدوا كثير في تغير الصورة النمطية للمتوحشين في عقلية الخرطوميين . يستخدمون السواطير في الاعدامات اذ يقطعون اطراف الضحية قبل الاجهاز عليه ، البعض منهم يحاولون في سخرية نزع الالبسة الجيدة من الضحايا لمجاهدون قبل قتلهم . لوتنات ثاني شاب يدعى مايكل يرافقه صول مان سايمون ،ملابسه كلها دماء . وممزقة . كانهما المسئولان عن فرقة التطهير بالجيش الأحمر . هما من يأمران جنودهما بنزع ملابس الأسرى ، وبتعذيب من يأسرونه من الأعداء حسيا ومعنويا بنشوة المقاتل حين ياسر عدوه. الرحمة معدومة ولهذا سموه الاستجواب.يموت البعض تحت تلك العملية. الذين لم يقتبوا و لم يؤسروا في كمين غابة التيك ، لا يكونوا محظوظون ، لانهم سينتشرون في الغابة تقاتلهم الخوف والقلق من مجاهيل الطبيعة . أن لم تقتل ستقتل يوما بطريقة ما .الجميع معرضون للموت تحت رحمة الطبيعة و قسوة البشر.والجميع يحاولون التشبث بالحياة بأي ثمن . الجميع يموتون بلا رحمة .الجميع عنيفون. لكن العالم الخارجي لم يعلم بتراجيدية الموت بهذا الجزء من السودان في هذا الزمن من نهاية القرن العشرين ، لم يعلموا عبقرية القتل. وتعد الطريقة الوحشية التي عاملت بها جنود الجيش الشعبي اسراهم يوم ياي مخالفة كلية للمواثيق والاعراف الدولية التي تنادي بضرورة معاملة الاسرى معاملة حسنة . لكنهم لم يكونوا عل الاطلاق اسؤ من رفقائهم قوات الشعب ومليشياتها ، وخاصة عمليات التعذيب في البيت الابيض بجوبا . يبلغ بالتقريب عدد الاسرى ثلاثة الالف ، تم توزيعهم في معسكرات عدة حول المدينة. علما ان المدينة يتم تطهيرها من الالغام كلية . فهي تساهم الاخرى في عمليات القتل للفارين . من بين هؤلاء بلغ عدد المجاهدين الاسرى بالتقريب اربعين اسير اسير من اصل 282 ، فقد علم فيما بعد ان عدد من وصل جوبا كان في حدود الستين .البقية مفقودون .وقعوا بعد ذلك بعضهم في الاسر. واو قتلته مجاهيل الطبيعة . تعود الحدود يصعب تذكر الايام القليلة التي تلت الاحداث، لكن تصل قوى الاستطلاع الثلاثين سوداني ومن بقى من الخمسين (قورلا) داخل الاراضي السودانية ، خارج أوغندا محازاة زائر تتبع الأثر خلف فلول جيشهم المنسحب في إنهاك بين ، بينهم ايام ، وجيوش المتمردين الذين استولوا كليا على الطريق . يسدون الطرق من قبل يومين انتهت فعالية البطاريات المخصصة لاجهزة الاتصال. غير مفيدة تضحي أجهزة الاتصال لكنها قالت الخبر اليقين ان التقدم يجب ان يستمر حتى ياي .فضلت ادارة الفصيل الاحتفاظ بالاجهزة مخافة وقوعها في الاعداء يعرفوا الشفرة ،(خلي معاك يا دبيرة) .يظل خلفها مباشرة العدو هي تقتل الأرض طولا وعرضا ثلاث أضعاف المسافة (مئتا وأربعين ميل) بين زائير والسودان ذهابا ، ويوغندا إيابا مرة أخرى إلى زائير مرة أخرى . وأخيرا تجمعهم الصدفة مع فلول خارج من معركة التيك النهائية لكن اللقاء لم يستمر تقتاتهما المناوشات الجانبية والإرهاق ، تنهك بالجراح تضطر إلى الدخول في معركة فاشلة قرب جسر صغير .لكنها تفشل الصمود .لا ينجو منها إلا قتيلا. أو من يقتل في معركة قادمة في ذلك الأسبوع. يتوجه الاحياء غربا ، يجتازون الحدود الزائيرية في مسيرة يومين اخريين . سيترك من يموت لمجاهيل الطبيعة عاريا من الدفن . لا يظن من مات وعاد من الموت ان عاد بكامل ما مات به في اي يوم نحن ستكون التفاصيل مملة طويلة ومرهق. يكون وظيفة الأسرى ثابتة في المعسكرات التي تم تجميعهم فيها . فكل صباح يساق الرهائن سليمي الأجساد إلى الغابة ليحتطبوا . ثم يقوم الأسرى أيضا بعملية (نسوية) غاية في التفاصيل .إزالة قشور (البافرا) وسحنه على الرحى ، وطبخه للجند في قدور كبيرة . الأسرى من مهامهم إعداد الطعام للجيش الشعبي بالمعسكرات الإدارية .وأيضا غسل ألبسة القادة . وكنس ساحات المعسكرات . ولا يصلون إلا سرا من أراد أن يصلي للرب على طريقته الخاصة . تحولت المساجد إلى دور تؤدي غير مهامها . والتعبيد والتعذيب أهم معاملة للأسير في الشراك . (جنابو احمد) . هكذا ينادونه بين الأسرى الخدم القدامى كان كبيرا في السن ، لا يدري الاسرى من اين اوتي به . كان جنرال بقوات الشعب المسلحة حين اسر عقب نشوب الحرب الأهلية بجنوب السودان بسنوات قليلة في بلدة الناصر قال انه اسر هناك في حدود عام 88 ف . وظل مهمته بين الأسرى تعليم الحديثين منهم كيف يجهزون الرحى لإعداد الدقيق من البافرا للطعام . ينتقل هذا الجنرال من مهمة قيادة جيوش في الحروب إلى مهمة إعداد الاطعمة في الأسر للقادة مثله واقل منه مرتبة. كان قويا في السابق . لكنه بكى بحرقة في بعض الأحيان . بكائه يضحك بعض الأسرى الصغار .صغار السن.هو نموذج لعدد كبير من قوات الشعب المسلحة ضباط وضباط صف وجنود وقعوا اسرى خلال السنوات المنصرمة في يد الجيش الشعبي. غدا نعود منعم سليمان --------------------------------------------------------------------------------

Quote: يحضر في ذكر دي مابيور الشهيدان يوسف كوة وداود بولاد في ختام حلقات ذكرى رحيل جون دي مابيرو الأولى كان وحيا يملئ الأرض وأفاق السماء وتسام و سما ناسجا كل التفاصيل التي شادت أطر الملحمة نبيا كان فينا وسول ورجاء .. ووحيدا صالحا أضاء الاستواء فريدا لم يزل... ...كان مثلي أو كنت مثله لا يهم .. فهو الأمر سواء كلانا ... مارق كسهم نابض في فضاء في إفريقيا .. اللالوبة السمراء من صحرائها الكبرى حتى الاستواء ثقلتني.ثقلته بحرارات الشموس شوتني ... وشوته على نار المجوس فانا مثله في إهابي كسواد الأبنوس كان يجلس قرب لوحة صحيفة (جراب الرأي) الحائطية حين تصدر بكلية الأدب بجامعة الخرطوم في أول كل أسبوع . ذلك صدر السبعين الماضي . يحمل في يمناه عصاه الغليظة ليحرصها من أي تعليق مهين للغرابة . تعليق يستحق الرد بالعصا. ويعلم يوسف كوة الثائر الشهيد أن محرر الصحيفة الحائطية إبراهيم يحي هو أخوه . وسيكون شريكه في الرحلة الطويلة من اجل الحرية في هذا البلد الذي قيض لهما أن يكونا جزء منه . وان اختلفت وقتها السبل . مهما تباعدت أزمنة الخروج إلى الغابة ثائرين على نظام حكم الخرطوم . وان تباعدت المسافة بين (جنينة اندوكة ) في أقصى الغرب السوداني . وجبال النوبة في الوسط . موطن كوة المنطقة الساحرة جدا . والغنية نفس أهلها والغنية بطبيعة وشموخها. جون دي مابيور لم يكن عنصريا ، وان وجد عنصريون بالجيش الشعبي لتحرير السودان . ورؤية جون دي مابيور هي الخالدة لذلك تبارى إليه الثائرون. ثمة اتفاق كان ذلك مضمونه مهر بين الرجل وبين المعلم الشهيد دؤودي يحي بولاد . اتفاق يمهد الطريق إلى بناء دولة سودانية جديدة المفاهيم والأفكار والنوايا. .بالرغم من انه لم يتمكن احد من في إقليم دارفور سماع صوته لكن المعلم كان رسولنا إلى الحرية والاستقلال. قتلوه مثل يحي شهيدا مقدسا . ترك لنا تباشير الدولة الفاضلة الجديدة التي كان هو جزء أساسيا في تكوينها. ودمه يبقى حارقا يؤرق مضاجعنا حتى النصر .نتذكر المعلم في عام الذكرى الأولى على رحيل جون دي مابيور. ونتذكر الشهيد يوسف كوة أيضا مرة تلو الأخرى . القائد المثال في منطقة النوبة الجبلية . كل ما يتذكره صاحب (جراب الرأي) إبراهيم يحي عن كوة ، انه كان يوما اقرب إلى جماعة أنصار السنة متشدد في تدينه . الفضيلة التي يحملها الإسلام تقوم أساسها على المساواة بين البشر ، لا فرق لجبلي على ساحلي ولا لنيلي على غربي . لكن قوانين التدين في فقه الدولة السودانية في ظل سيطرة المؤسسة الاستعمارية المتسلطة تحور الإسلام كله إلى ورقة لحماية أعراق نقية وانساب شريفة ، وبشرة فاتحة ندية. وما الله إلا ضابط في الشرطة يراقب تنفيذ الورقة القانون .وهم ناطقون باسمه في الأرض. ثمة قوانين حقيرة وثقافات ضحلة تضع كل من فيلب غبوش وكوة وبولاد وعقار وعبد العزيز الحلو في أعلى قائمة تضم أعراق غير نقية وانساب غير شريفة . وألوانهم السودانية الداكنة تشبه بأشكال الذنوب والسيئات . ووجهم السمراء مثال وجوه المذنبين في الآخرة بوصف آيات الكتاب المقدس لدى قوانين الدولة وتفاسير أصحابها. مثل ما قيل في جون دي مابيور يوما. كوة يسمعها بأذنيه .ويتأكد .ثم يذهب إلى الغابات للقاء الإخوة الأعزاء بجنوب البلاد برئاسة جون قرنق .يستقبل بحفاوة . ويستقبل الحلو بحفاوة أيضا .ويستقبل عقار بحفاوة أيضا . لكن هناك أسباب لا يجعل سكان الغابة من الجيش يستقبلون أبا يحي دود وأبا يحي إبراهيم مثل استقبال رفقائهما السابقين . يموت كوة بشرف وهو على طريق الثورة إنسانيا لم يتورم ، ويبقى خالدا بين الثائرين وفي ذاكرة الأجيال. وفي ذكر كل شهيد. حاول عبد العزيز الحلو الربط بين البلاد كلها الجنوب والوسط والجنوب الشرقي .وعبر رحلته النادرة مع المعلم يجمع الغرب. الحلو يسير على طريق كوة قائده ورفيقه في الثورة والنضال . وان اعتكف اليوم فلن يتمكن أن يتخلى عن مسيرة قاده. لم يقم سكان إقليم دارفور بعد عشر أعوام على قتل المسيح بن مريم في أطراف الجبال حتى لحقت الانقسنا الجبلية في الجزء الجنوبي الشرقي بقيادة ابن سلطانها (عقار) إلى الجيش الشعبي متمردين على الدولة المتوحشة. والدولة لا تبخل تبقى تقدم كل أسباب التمرد والثورة مجانا للمواطنين الهامشيين بها. وكان بازرعة الشاعر الراهب على هيكل الحب يصلي للحرية والجمال . تضمه الجيش وينضم هو إلى الثوار . حتى ينتظم الشرق السوداني نصفه كله على سنة السابقين من أبنائها عبر التاريخ في ثورة ضد الظلم المتمرس بالخرطوم . الشرق يرافق تدحرج الأمة السودانية نحو الثورة الفاضلة ضد المؤسسة المستعمرة . تقول مدام دي مابيور في المرة الثانية (سيكون دكتور جون حيا ما بقى السودان الجديد حيا في النفوس ) . لا شك أن ثورات كثيرة لا تزال على الطريق لتنتظم كل شبهة القارة في خطوة واحدة نحو التحرر . ومن طرح جون دي مابيور وتنبئه انه سيدخل الشمال نفسه عما قريب في الحلقة الخيرة . وسيبقى سكان قصر غردون وقتها عصابة متحكمة فقط. وذلك كله يؤكد طرح جون دي مابيور الأول أن السودان يجب أن يتحرر. ويطلق على جيشه الجيش الشعبي لتحرير السودان. مدام ربيكا زوجته تقول أول مرة (كنت انتظره في نيوسايد أن يعود . كان سيعود إن كان حيا . انه رجل قوي يتمكن من السير طويلا على قدميه) .كانت تنعيه للأمة السودانية بطريقتها أبا روحيا . وفارسا مغوارا. ورفيقا في النضال . وقبل ذلك كله كان ابن العم والزوج الأنموذج. كان قدر الرب أن يضع العائلة دي مابيور موضع الامتحان . تؤدي ربيكا دور بنت العم وأم الأنجال بكل نبل وصبر كما تعلمته مثل كل أمهاتنا من نظامنا الاجتماعي الإفريقي العريق .ودربهن تقاليدنا القيمة الراسخة السمحة . نجحت ونجح بنوها في الامتحان . كانوا أقوياء في تلقى الخبر ، وبقدر مكانة أبيهم في استقبال الناس . كانت العائلة دي مابيور مدرسة سودانية جديدة . بقانا اموم ،ضمن قادة الجيش الشعبي يقدم نفسه نموذجا في الثبات على المبدأ . أعضاء الجيش الشعبي لتحرير السودان يفارقون جون الأخ والرفيق والقائد . ويستعدون لمواصلة المسير . في حفل التأبين الذي أقاموه بقدر الراحل في مدنية جوبا التي قادرها دي مابيور حيا وعاد إليها ميتا . في يوم 9.أوت 2006. يعكس اموم في تقديمه وإفراده للمساحات الحرة للتأبين أن الحركة مؤدبة ثوريا ومسئولة سياسيا إلى حد كبير حين نعوه قائدا سياسيا مميزا. و بطريقتهم في انتخاب خلفا له واختيار الطاقم كانت الأفضل والأكثر مسئولية في التعامل مع الوضع وعبقرية الحزن -قلت الطريقة- وكانوا مدرسة سودانية يستفاد منها أيضا . شارك أعضاء الثورة السودانية المعاصرة في إحياء ذكرى جون دي مابيور الأولى كل بطريقته . وعبر مكاتب الجيش الشعبي بمختلف دول العالم . لكنهم أضاءوا الشموع. كان نفسه شمعة في دولة يكسوها ظلام الظلم الهالك على مدى قرن من الزمان . نتمكن عبر شمعته السير إلى النهايات البعيدة حتى اليقين المستحيل لا شيء يعلو هاماتنا غير دم مسفوح صوب أبواب الحكاية . جميع الرحلين كانوا جون دي مابيور . المعلم وبولاد ، القائد كوة . وشهداء الجنوب والغرب والشرق والوسط وجميع الأحياء في المسيرة نحو التحرر سيغدون جون دي مابيور أيضا . السلام على نوح دي مابيور في العالمين انه من قادتنا الخالدين.

Quote: ما يستفاد من مسيرة جون دي مابيور حربه وسلامه سلسلة مقالات في ذكرى رحيل جون دي مابيرو الأولى أخي منعم تحية وحب وتقدير لقد أثرت في كوامن من الشجن الأليم وأنت تتناول شذرات من شخصية الرجل الأسطورة د. جون قرنق دي مبيور وقد عز علينا كثيرا فقده، نسأل الله له المغفرة والرحمة وأن يلهمنا صبرا بقدر فقداننا له . كنا أحوج ما نكون إليه الآن ليضع الأمور في نصابها الصحيح ويكون حارسا أمينا وعينا لا تنام لتنزيل اتفاقية السلام الشامل على أرض الواقع بقوة وفاعلية بداية لمسير طويل نحو سودان جديد وغد أفضل لكل المهمشين والمسحوقين ولكل من قاسوا مرارة الظلم والانسحاق بفعل الأنظمة العنصرية الفاسدة التي مرت على حكم السودان .. ولكن لله تصاريفه ومشيئته ولا حول ولا قوة إلا به، عزاؤنا أننا نشهد بزوع فجر آتي وأن تباشير السودان الجديد قد لاحت في الآفاق، فبالرغم من مآخذي على اتفاقية السلام الشامل واتفاقية أبوجا إلا أنها أسستا لواقع جديد كان في حكم الاستحالة وإلى وقت قريب مضى والأيام القادمات حبلى بالكثير . [email protected] جمعة الهواري أربعة مواد في مدرسة جون جون دي مابيور في حياته كان مدرسة في أربعة مواد للثائرين على نظام الحكم في السودان ، يستفيد منها الجيل الذي هم مثله . أو هو مثلهم لا فرق . فكل الأمر سواء. الأول : أن الحقوق المغتصبة لا تسترد إلا بالقوة . ولا تعطي بل تنتزع انتزاعا بكل الأثمان. وبكل السبل. الثاني: صاحب الحقوق المغتصبة عليه أن يمشي طويلا كي يصل إلى هدفه، إذن لابد أن يتعلم الصبر .( مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة) من أمثلته الخالدة. والصبر والأناة والرزانة في الثورة أكثر ما يعطي الثائر القوة في المسيرة والثبات على المبدأ . الثالث: كان جون دي مابيور ثابتا في تلقي الضربات الكاذبة كثباته في تلقى الضربات العسكرية في صيف العبور1992م مثلا . لكنه لم ينهار . الضربات التي لا تقصم الظهر تقوي . كل مرة تعلن فيها الخرطوم نهاية التمرد عسكريا . تكون فيها الحركة منهكة . و يكون قائدها منهك لكنه سرعان ما يكون مستعدا لخوض معركة أطول واشد شراسة لكن بنفس عالية. الرابع : في معسكراتهم بجنوب البلاد حين يجمعون الأسرى يقولون لهم أن حكام السودان ظالمون فقط . لكن بقايا الانانيا الثانية بالجيش لا يطيقون العرب والمسلمين . وكان جون دي مابيور قد طور تيارا يمكن تسميته بالانانيا الثالثة . يقبل في صفوف جيشه قادة من (مندكورو) ، ومن المسلمين ، ومن كل الديانات . وشماليين. ذلك في ظل المحاضرات الشاذة التي يلقيها المتطرفون الجلابة في الشمال .محاضرات من كتاب التلمود الجلابي المقدس عندهم. ونشر استراتيجيات من نظرية العدوان الخارجي العربي . لكن جون لم يستجب لذل ولن يكون له ردة فعل مضادة في الاتجاه . بل يظل يسير في الاستراتيجية القومية الشاملة وحدة السودان شعبه أرضه . والسودان الجديد. ثلاثة شغلته بعد الاتفاق ثلاث قضايا جوهرية شغلت تفكير جون دي مابيور وهو يخاطب الناس في الخرطوم وفي قرى الجنوب القاحلة . الأولى : بناء مؤسسات قوية في جنوب السودان تعطي هيبة الدولة المنتقصة أصلا . وتسعفها للقيام بدورها المنوط بها نحو المواطنين . قصد بذلك التعليم والصحة . ولم يتكلف كثيرا في الشكليات التي يدعيها المتمردون الموقعون على الاتفاقات مع أعدائهم. الثانية: حفظ الأمن في الشطر الجنوبي عبر صناعة وحدات أمنية تحفظ حياة المواطن وكرامته وعزته. وتجميع الأسلحة الغير منظمة . الثالثة : توظيف نصب الجنوب من عائدات النفط في تنمية بشرية واقتصادية حقيقية تبدأ من الريف وتنتهي بالمدينة. رؤية فريدها .نظرية أطلقها من قبلها جاليوس نايرير في تنزانيا في كتابه الإنسان والتنمية جون دي مابيور والجيه بي مدرسة ثورية يتعلم جيل السودان المعاصر من مؤسسة الجلابة الاستعمارية في حربها مع جون دي مابيور درسان : الأول : فيتوقع أي مهمش سوداني انه يحي حياة الشهيد يوسف كوة . وأن يكون مصيره كمصير المعلم داؤود يحي بولاد آجلا أم عاجلا . سيغدو رجلا لكن ذا حاجة مقيم في مستوعر شاس .حتى يصل إلى قناعة انه ليس حمارا يخرج علي أسياده ثائرا مترنما في الفضاء النائي. وحين يعلن ثورته يتوقع أن تلحق مؤسسة الجلابة به تهم صعبة . ونعوت ليست حسنة في شخصه وفكره واتصالاته وقضيته. لا فرق عند مؤسسة الجلابة بين المعلم و جون دي مابيور وكوة وعقار عبد العزيز الحلو ، ودريج ، وخليل إبراهيم ،وعبد الواحد . .يوصفونهم بألفاظهم الخاصة ويتهمونهم بالعمالة والارتزاق للصهيونية وللنصرانية وللماسونية و للغرب وللشرق وللشمال من الكرة والجنوب ولله . ويرسم المتطرفون والمعتدلون لكل ثائر ضدهم لائحة من الأجندة المضللة .يعطى زويه وعشيرته المقربين . وتقام ضده أصعب الدراسات الملقبة بالعلمية. إن إسرائيل تحارب في فلسطين وجنوب السودان أغنية جميلة الألحان حسنة الرقص على إيقاعها لمن يدمنون الرقص على أنغام الأكاذيب المضللة. ثانيا : كل ما تقوله الجلابة اليسار واليمين واحد . الحمام والصقور واحد .المعارض والمحايد مثل الموالي . انهم يحسنون اللعب في كل الأدوار . مادام الأدوار تصب في مصلحة المؤسسة المقدسة. وسيقاتلون إلى النهاية بشتى السبل. وبكل الطرق . مرة أخرى في كل مناسبة يمر على رحيل جون دي مابيور . على الجيل المعاصر أن يتذكر أن مواصلة إكمال ما رسمه هو يبقى في الأولوية . بناء دولة سودانية جديدة . بناء امة سودانية خالدة. عزيزي جمعة تحية تقدير واعتزاز أشكرك جزيلا على جمال عباراتك . وعلى إطلالتك الندية الثرة في كل حين . وكما قلت ما تناولناه كانت شذرات في حق الرجل غير كافية. اعني إنها قليلة . وهو يستحق الكثير . لكنه سيبقى في أعناقنا دين عظيم . ويد بالصناع الغر تندى . يحتاج إلى الوفاء بالصبر نحو التحرر ،والتمكن من بناء دولة سودانية تتحقق فيها العدالة الاجتماعية لامتنا. منعم سليمان

Quote: جون دي مابيور في قوائم شبكة متمردي إفريقيا وعظماء العالم سلسلة مقالات في ذكرى جون دي مابيرو الأولى يتركز قوة المتمرد الثائر في نقطتان أساسيتان . فهمه لطبيعة مشكلته وسبل حلها .وإخلاصه للشعب .الثورة والتمرد أعظم الصفات البشرية الفاضلة في مجتمع البشر . التمرد على الواقع السيئ وطرح بدائل جذرية تلك هي جوهر رسالة الأنبياء. الثورة يقوم به الشرفاء من البشر .يفكر فيها الحكماء ويقودها الأبطال . وتكون ثمارها للناس كافة. وبهذا يحفظ أسماء الثائرون في سجلات الخالدين. على ضؤ ذلك أربعة أنواع من المتمردين الثوار المعارضين للنظم الحكم يمكن تلخيصهم في إفريقيا . ونوعان من التمرد يطلق عليهما اسم الثورة. لكن في الحقيقة لا يمكن إطلاق صفة الثورة على الكثير من بعضها. و دائما لا تجتمع الصفتان في رجل واحد . متمرد يعي سبب ثورته ، ومخلص هو لشعبه. فيتمرد من اجلهم ويكون لديه الحلول الناجحة. متمرد مخلص ولكنه لا يدرك طبيعة المشكلة وأسس حلها .متمرد يدرك طبيعة مشكلته وسبل حلها لكن لا تتوفر فيه صفة الإخلاص الدائم للشعب. متمرد لا يجتمع فيه الاثنين معا. وصف جون دي مابيور عليه رحمة الله ) بأنه المتمرد الذي اجتمع فيه الصفتان. فرق بين الانقلاب العسكري والثورة السياسية المسلحة من الشعب . يطلق عليهما معا في الغالب صفة ثورة .الانقلابات تقوم بها المؤسسة العسكرية بالعواصم .معظم القادة الانقلابيين لا تتوفر فيهم الصفتان: الفهم السليم للمشكل والإخلاص للشعب. ولهذا لا يمكن إطلاق لفظة الثورة على الانقلاب العسكري على الغالب. فالمنقلب شخص أخذته العزة بالتمرد على نظام عاجز أو فاسد ، فتبع الهوشية وقام بفعلته. سرعان يتحول بالتخبط والشوفونية هو الآخر إلى مدير لنظام متسلط أسؤ من النظام الذي انقلب عليه . الحركات السياسية الشعبية المسلحة غالب ما تتوفر في قادتها الصفتان معا.و يصف الجيش الشعبي لتحرير السودان ضمن تلك الحركات الفاضلة في أفكاره . ويصف قائده الكولونيل جان دي مابيور في قائمة أفضل المتمردين الأفارقة إخلاصا . وفهما لطبيعة مشاكل نظم الحكم الثائرين عليها . وهو أكثرهم عنادا وصبرا. قوائم انقلابات افريقيا العريف المتقاعد فوداي سنكويه على راس المتمردين الأشد شراسة في إفريقيا . ولو لم تغيره الظروف لكان أكثرهم إخلاصا. في عام 1991 قاد سنكويه حركة تمرد مسلحة يقول الهدف منها هو( إنقاذ سييراليون من نظام فاسد متخلف وقمعي) . إنقاذ البلاد دائما حجة المتردين الانقلابين ،لكن ليس كل إنقاذ هو فعلا إنقاذ . الجنرال ثاني أباشا في العام 1991 أيضا أعلن ما اسماه انطلاقة الشعب النيجيري نحو الديموقراطية التعددية .كان الطريق إلى بناء ديمقراطية راسخة بدولة تعد الأكثر سكانا في إفريقيا والأكثر حوجة للاستقرار السياسي .و قد نجح . وتأسس نظام ثابت في نيجيريا . انقلاب ثاني كان له هدفه وتحقق . كولونيل جوزف ديزيريه موبوتو في العام 1965 يقول أن التدخل بالقوة لاستلام السلطة وإحداث التغير ( شر لا بد منه) . لكنه جعل البلاد كلها تضطر لتغيره مرة أخرى ، بالقوة أيضا. شهدت جزر القمر انقلابات متعددة قبل استقرارها أول القرن الجديد. قاد المرتزق الفرنسي المتقاعد البراقدير بوب دينار سبعة منها من داخل موروني . في عام 1997م كان الكولونيل احمد غزالي عثمان أخر جنرالات إفريقيا الشرقية من الانقلابيين المتقاعدين . جنرالات نيجيريا ابوسانجو ، مرتضى، بخاري والبقية . وجنرالات السودان الأربعة عبود ، النميري ، سوار الذهب ، وآخرين في إفريقيا مثل هواري بومدين في الجزائر . عبد الناصر في مصر .حسين هبري وسلفه وخلفه في تشاد .جميعهم استخدموا البلاغة نفسها لتبرير إقحام القوة العسكرية في صلب العمل السياسي. كانوا مثل سيسيكو موبوتو . جميعهم لم يحققوا الأهداف التي وردت في بياناتهم الرنانة الأولى المبررة للانقلاب. فشلوا جدا . جعلوا البلاد تضطر لتغيرهم بالقوة . كان جون دي مابيور ضمن فئة مخلصة تبرر استخدم القوة و العنف كوسيلة وليست غاية في ذاتها . ويلجا الإنسان إليه اضطرارا من اجل تنفيذ أهداف أسمى لصالح الأمة .هو في قائمة من قادوا حركات إفريقيا مسلحة من الأطراف ليس من داخل المدن . بجزء من المؤسسة العسكرية ليست من قيادة المؤسسة العامة ، من اجل أحداث تغير في طبيعة الحكم ليس تغير نظام حاكم . وذلك يؤكد تعقيد المشكل السوداني . وعمق جذور الأزمة ببلاده .لائحة في مقدمتها جوزيف كابيلا في الكنغو 1997 م . بول كيقامي في رواندا 1999م . كاوندا في انجولا والسيد عبد العزيز في الصحراء الغربية الذين لم يحققان هدف منظمتيهما بعد . يجمع متمردون يستخدمون القوة كوسيلة ليست غاية. جزر القمر والسنغال الدولتان الإفريقيتان على راس قائمة دول افريقية لم تحدث بهما تمرد مسلح ضد نظام الحكم تقاد من الأطراف . الدول الأفريقية في الغالب شهدت تمرد مسلح على النظم الحكم تدحرجت من الأطراف نحو العواصم ،وانقلابات عسكرية متكررة . الرقم القياسي في الانقلابات العسكرية ضد أنظمة الحكم في إفريقيا من نصيب السودان وجزر القمر و نيجيريا 18 .17. 12 . على التوالي .لم تنجح الكثير منها. ولم تفلح من نجحت منها في الوصول لإحداث تغير في الظروف السياسية والاقتصادية التي يكون الانقلاب سببه. باختلاف طبيعة المشكل في كل من البلدان الثلاثة كمثال . فان أزمة تغير السلطة بالقوة سمة افريقية خالصة . ماركة مسجلة للقارة .لكن القوة كهدف لا يستطيع تغير الظروف السياسية والاقتصادية .السودان مثالا . وكوسيلة هي الأكثر ضمانا بين الوسائل في تنفيذ الأهداف. السودان مثالا أيضا. بينما كان انقلابات السودان يقوده ضباط سودانيون من المؤسسة العسكرية التي صنعها و تركها الاستعمار الانكلتاري بعقيدته .ومن داخل الخرطوم . ضد أي حكومة عسكرية كان جون دي ما بيور وفكره موقفه الثابت منها مثل موقفه من الحكومات المدنية. ذلك لإيمانه أن الانقلابات العسكرية لا تغير الظروف السياسية والاقتصادية بالبلاد فعليا .مثل عجز الأحزاب تغير الأزمة. ولم يكن للأجانب أي يد في التغيرات السياسية التي تحدث بالبلاد منذ 1956م على طريقة الجزر الشرقية في افريقيا. كذالك لم يساعد التمرد في الجنوب أي يد أجنبية. لم تشهد السنغال كمثال إفريقي أي تدخل في السلطة عن طريق القوة انقلابا أو تمردا فمن رئيسها أبو استغلالها ليوبولد سنغور عام 1981م استمر تسليم الحكم سلميا حتى عهد الرئيس الحالي الفكي عبد الله وادي 1998م .بينما شهد السودان خمسة عشر حركة سياسية مسلحة ضد نظام الحكم في الخرطوم . جميعها من الأطرف . إقليمية المحيط اثنية التنظيم . لكنه نادرا ما نجح المتمرد الإفريقي في الوصول إلى تحقيق أهدافه .وكان جون دي مبيور من بينهم لم يحقق أهدافه إلا لأنه نجح في استخدامه لكل الوسائل الممكنة. قوائم متمردين أفارقة. يصنف جون دي مابيور في قائمة المعارضين الأشد ثورية وتمردا على نظم الحكم في إفريقيا . والأكثر وعيا وتفهما لقضيته وهي قائمة تضم زعم يونيتا الراحل كينيث كاوندا مرة أخرى . واسياسي افورقي رئيس إرتريا.و دزريه كابيلا في زائير. يجتمع جون دي مابيور مع شبكة المخلصين في طبيعة الثورة وأسسها ولكنه يختلف عنهم في نهايات مطاف الثورات .وشبكة المخلصين هم مجموعة من المتمردين الأفارقة يعجب الشعب بطرح احدهم ونظرياته . ويبارك إنجازه يكون مخلص له. لكنه يتحول إلى حاكم سيئ في نهاية المطاف . تحتاج البلاد في عهده إلى ثورة جديدة متمردة أخرى للتخلص منه . ويتمنى الشعب رحيله بمخلص جديد. وهم تشارلز تايلور وسلفه الكنستابل أول صمويل دو في ليبيريا ، واوكيلو وعيدي أمين دادا في أوغندا ، وبتسيه وجان بيديل بوكاسا إمبراطور إفريقيا الوسطي . و منغيستو هايلي مريم في إثيوبيا .لا شك أن جنرالات كثيرة على هذه القائمة أسماءهم هذه الأيام لكنهم لا يزالون في سدة الحكم في حاجة إلى مخلص آخر. قائمة راحلين أعزاء جون دي مابيور ضمن أربعة زعماء أفارقة بكتهم القارة السمراء بكاء حارقا في فراقهم المؤلم . ماتوا بطريقة مرة ومفجعة . باتريش لومومبو. المصلوب على عمود الحرية في الكنغو .قتله الذين يظلون يبكون على رحيله ما عاشوا . واحمد بيلو أول رئيس منتخب في نيجيريا عام 1958م اغتيل في انقلاب فاشل في أهدافه سيئ في تخطيطه . الميجور توما سنكارا الشاب الإفريقي الأبي. قال فيه الرئيس التنزاني جاليوس بان إفريقيا في حاجة إلى أربعة أمثال سنكارا.حاول إظهار عزة الأمة الإفريقية . أطلق على بلاده اسم ارض العزة والكرامة أي بوركينا فاسو. عام 1985م وصل إلى السلطة في اقادوقو بعد عام اغتيل . جوفينال هابياريمانا رئيس رواندا من طائفة الهوتوا اغتيل في 6 إبريل 1994 هو زعيم الجبهة الوطنية الرواندية المتمردة في السماء مثل الطائر على يد فصائل التمرد التوتسي الرافضة للسلام . م كان عائدا من محادثات السلام الذي وقعه مع المتمردين التوتسي. أي يكن فان القائمة الحزينة تضم إلى جانب الأربعة ، أربعة أخريين . لوران دزريه كابيلا { 1938 - 2001) في عاصمته . ظل يصارع النظام السياسي أربعين عاماً منذ أن كان زعيماً للطلاب الماركسيين في جامعة فرنسا أواخر الخمسينيات من القرن الماضي استقبل في نهاية 97 في احتفالات ضخمة في شوارع كينشاسا . أصبح رئيساً للبلاد في العام ذاته لكن بعد ثلاثة أعوام ودعوه كذالك في جو رهيب مشحون بالتوتر والغموض. الرئيس المصري محمد محمد أنور السادات الذي اغتيل في أكتوبر عام 1981م في قلب مدينته قاهرة المعز .وسط شعبه وجمهوره . بكته العرب الذين يحبونه .لأنه الوحيد الذي انتصر في الحرب على الإسرائيليين . والوحيد الذي صافحهم مسالما. الشاب كريس هانس قائد جيش امكانتونسوزي أو رمح الأمة ويختصر إلى اسم (امكا) وهو الجناح العسكري للمؤتمر الوطني الإفريقي .من أنشا حرب المدن . دبرت اغتياله مخابرات البيض عام 1990 بعد شهر من توقيع اتفاق الهدنة بين المؤتمر والنظام العنصري من اجل المحادثات . وأوقف بشأنه إطلاق النار بين الجانبين. لكن النظام اغرق الهدنة. وحتى اوليفير تامبو زعيم المؤتمر الوطني الإفريقي مع انه مات ميتة طبيعيا لكن رحيله كانت فاجعة للفارقة وللجميع الأحرار في العالم . قائمة اوثاريس لجون دي مابيور نواقصه . انه ليس رجلا كاملا بلا شك . وبول اوثاريس الجنرال الفرنسي الذي عمل في الكثير من مستعمرات فرنسا في إفريقيا له قائمة للزعماء. في كتابه ( اوبراسيون اسباسيل ) عمليات خاصة للجيش الفرنسي في الجزائر بين عامي (55-1958) يضع قائمة لقادة المتمردين الأفارقة الذين لا يتوانون في تنفيذ أحكام الإعدام في رفقائهم . جون دي مابيور من بينهم . في سبيل تحقيق أهداف الثورة عبر حركة سياسية متمردة . الحركة ليست حكومة تطبق القانون بالدولة أو يناطها مسئوليات بيروقراطية معقدة . (نحن حركة ثورية مسلحة . نعم قتلنا وسجنا وسنقتل ونسجن حتى يتحقق الانضباط الثوري في صفوف الحركة ) هكذا يقول البروفسير لام أكول اوجادين نائب دي مابيور في 1988م ، واحد أعضاء وفد الحركة لمحادثات السلام إلى أديس أبابا الأولى 1990م . وهكذا كان رفيقه في الثورة والوفد المفاوض الكابتن وليام نون . قد طبق فيه الانضباط الثوري عقب عودته. وكذالك لحق به عبد الله شول وأخريين بالحركة . وكان جون دي مابيور هو من يعطي الأمر المباشر بتطبيق الانضباط ويراقب تنفيذه . وما خلص اوجادين نفسه إلا ساقيه المطلقتان للريح . وكان اوجدين احد أكثر من ساهم أحدث الفوضى الثورية بالحركة الثورية حتى انشقاقه عنها وعودته إليها مرة اخرى2003م. وقائمة اوثاريس تضم غالبية الرؤساء التشاديين جوكوني عودي، حسين هبري .و الرئيس الإرتري اسياس افورقي .والجنرال الصومالي محمد فارح عيديد. والجنرال الأوغندي اوكيلو . قائمة القادة السود في العالم سيبقى اسمه بين القادة السود الأكثر كاريزمية في العالم .الأفارقة الأربعة والامريكين الثلاثة واللاتينيين الاثنان الرؤساء الأفارقة الأربعة . كينيث كاوندا من كينيا، جاليوس نايريري من تنزانيا . و نكروما من غانا . ونيلسون مانديلا من جنوب إفريقيا. وزعماء حركة الحقوق المدنية الثلاث في أمريكا .الداعية مليجا محمد ، والقس مارتن لوثر كينغ . والشهيد القديس اليكس مالكم. وثنائي أمريكا الوسطي. سايمون سالمون أول رئيس اسود للجزيرة في العالم لدولة هايتي الحرة . والمغني الجامايكي بوب مارلي . قائمة شهداء القرن العشرين بالسودان بلا شك يغدوا دي مابيور أعظم شخصية في السودان أول القرن الحادي والعشرين وسيرسخ في ذاكرة الأجيال السودانية المعاصرة. فهو أول شهداء القرن الجديد . وأبو السودان الجديد. و على راس مناضلي السودان الذين تمددوا على طول القرن العشرين الماضي . السلطان على دينار . السلطان تاج الدين ، الشيخ على الميراوي ، الشيخ عبد الله السحيني . الليوتنات على عبد اللطيف . الشيخ عبد القادر إمام . الكابتن جوزيف قرنق .الميجور حسن حسين ، المعلم داؤود يحي بولادة ، الدكتور جون دي مابيور. ما يقوله عن نفسه وصف نفسه يوما فقال (اثنان يمكن أن ينصلح بهما السودان أو يخرب أيضا.أنا وزوج أخت الصادق المهدي ). كان سياسيا يقود تيارا علمانيا لا دينيا صادقا ويطرح رؤى ديمقراطية علمية تتفق مع جغرافية البلاد. وسط أكثرية غير مسلمة . ولا يجد نظير له بين سياسي السودان غير البروفسير حفيد النحلان الترابي قائد التيار السياسي الإسلامي غير الليبرالي وسط الأكثرية المسلمة . وكان جون ضمن القلة السياسية في السودان الحائزين على إجازة علياء في تخصص أكاديمي نادر الاقتصاد الزراعي .وهو ضابط مميز في الجيش السوداني. فكان عسكريا بجدارة وسياسيا محنك. ومدير منظمة قوي فهو السياسي السوداني الذي لم تسانده أي مؤثرات خارجية . كإرث عائلة . أو تعويذات دينية . أو أرصدة في بنوك .قدم فقيرا معدما من القرى الفقيرة في السودان إلى المدينة دخلها على حين غفلة من أهلها. مقارنته بين نفسه والبروفسير السياسي حفيد النحلان الترابي وازنا رصيد عقول الساسة السودانيين الذين دعمتهم الميراث التاريخي للعوائل السودانية الأرستقراطية .أو دعمتهم أموال طائفية و بيوتات . أو ساعدتهم الانتماء إلى المؤسسات المدنية والعسكرية التي قامت على الطبقية بالسودان . فتقدم عليهم جميعا . عاش جون دي مابيور متمردا صابرا ،وثائرا نشطا . وسياسيا فاعلا . كان رجل حرب و رجل سلام صادق . حين ينتقل إلى جوار الرب السلام يبقي عظيما في قائمة الراحلين الخالدين. السلام على روحه في عليين انه من الأنبياء الملهمين. منعم سليمان

Quote: دروس علمانية للاسرى (6) في ذكرى رحيل الكلونيل جون دي مابيرو الثانية بالرغم من ان كل الاشارت تدل على ان الطريق للقائه من وراء الطبيعة هو المؤبد في تلك الاوقات الحرجة لا يجد الانسان سوى وصال مع الله مستمر. يدعوه بكل الاسماء ، ويناديه بكل الصفات ، ويصلي اليه بكل ما لديه من حسنات رغم الاعتراف بكثرة ما لديه من ذنوب امل في ان يجد الرب مخرج امن له من مصيبته التي المت به. وهي دلالة على ان حب الحياة والسلامة كانت بالنفس اكبر من حب الاستشهاد والموت في سبيل الله في تلك الايام . ان يكن التعبير بصدق عن شعورظل يرافق اسير ما في كل اللحظات التي من صعوبتها تتفلت التفاصيل غير انها كانت تعبير لحالة جمعية صاحبت غالب من جمعهم القدر هنا بعيد عن ظل المانجو دون معرفة مسبقة بينهم ، وخاصة صغار السن . مع ذلك يوجد من يستنجد بالرب صادقا الهامه الصبر حتى ملاقاته بكامل الصدق الذي يملئ جوارحه ويعزز معتقداته الدينية المسيسة. كان جون دي مابيور قد وصل لندن الصغيرة بعد نهاية المعركة الفاصلة بأيام قليلة، ان تكن الذاكرة قادرة على التذكر ، بعد معركة التيك الفاصلة بيومين او ثلاث تقريبا . وسط احتفالات وأعيرة نارية أطلقها جنوده استقبل بحفاوة وتقدير . ألقى خطابه حوله الجيش الاحمر .جيش السودان الجديد . وكان الجيش قد فقد هو الاخر عدد من رجاله في معاركه المتواصلة . وتكوم لديه كمية من الجرحى .كان الطبيب خالد يواصل مهنته في تطبيب الجرحى من الجيشين واطباء اخريين. خطاب رنان بالعربية الركيكة مخلوطة بلهجة الجنوبيين . وشيء من الإنكليزية . وبعض عبارات بلهجات محلية للقبائل في الشطر الجنوبي .القاه على جيشه المتحمس بعد انتصارات مذهلة حققه في ايام قليلة . شيء لا يصدق أن تسقط اهم معاقل قوات الشعب المسلحة بغرب الاستوائية كلها في اقل من ثلاثة أيام من القتال المتواصل وثلاثة أسابيع يحكم السيطرة عليها. يستعدون بكل قوة للزحف نحو الشرق الشمالي، نحو مدينة جوبا قبل نهاية مارس عام 97 ف. المسافة لم تكن بعيدة بين موضع يتكوم فيها بعض الأسرى المحتجزين الجرحى .و موضع يلقي فيه الكلونيل خطابه الموجه لجيشه بالساحة الكبيرة شرقي ياي المدينة ، ان تكن الاتجاهات مضبوطة. وقيادة الجيش بين أشجار من المانجو الظليلة شمالي المدينة. او كانما هناك .كانت كلماته مثار الدهشة لجيوش أسرى لا يزالون أطفالا في أعمارهم ، يتفتحون على الحياة. رخوي الإفهام . أفكارهم هشة . يركز مسامعه حين يتعرض جون قرنق لشرح العلمانية لمستمعيه. بوصفها إنتاج بشري . ((أن الله خلق الناس والناس يخلقون الدولة)) والدولة صنيعة بشرية لا تتعبد (( الدولة لا تذهب إلى الكنيسة أو المسجد )). ((الدولة لا تحج إلى مكة أو الى أورشليم، بالقدس . الدولة صنيعة الإنسان، هي مثل السيارة) و( الإنسان صنيعة الله ، مثل السيارة ) تلك ترجمة تقريبة. تلك الافكار كانت مرهقة للفكر والاعصاب ، ومحيرة لمن لا تزال افكاره تتكون حول تعريف السودان . وتعريف الوطن ، ودورالدين وتعريفه.فيما بعد دخول الجامعة تتشكل جزء من التفكير الحي. كان قد رافقه للاحتفال وسط جيشه نفر من قدامى الضباط العسكريين والمدنيين من شمال السودان ، غالبهم اعضاء في الاحزاب المعارضة وقتها للخرطوم ، تلك التي تحالفت مع الجيش الشعبي ذلك الصيف في اسمرة . كانت فرحتهم كبيرة بالنصر على جيش ( الاعداء ) واحتفالهم ذا دلالات. تقدم بعض قادة إلى الساحة لإلقاء خطب تهنئة( للجيش الشعبي لتحرير السودان بتحريرها لمنطقة غرب الاستوائية). قدموا من أسمرة مرافقين لجون دي مابيور ورفقاه . عرف فيما بعد من بينهم جنرال فتحي على كان رئيس هيئة اركان قوات الشعب المسلخة قبل الاطاحة بالنظام الحزبي . وكولونيل (أبو شرا) ذوى طاقية راعي البقر كما يذكر ، قيل انه من الحزب الاتحادي .وشاب يلف رأسه بعمامة على هيئة الرقم (9) بالعربية ا. أو عمامة الشيكولاتا كما يقول الصافي كمبو، لم يقلعها ولم يقلع جلبابه الانصاري وهو يمثل حزب الأمة القومي . وسيدة كانت تحيتها للجند المنتصرين بطريقة خاصة .قيل فيما بعد ان نسبها الفكري ينتهي الى اليسار وان شقيقها صلاح ابراهيم هو من ارسل قصيدة رثاء الى الشباب المجاهدين في صيف 92.( كم فتى بسام العشيات وفي، ابطشي ما شئت فينا يا منون ). فاطمة القوية من صلابة عائلتها. لكن لا يتمكن اخد من عرفهم من تقيم هؤلاء اهم اعداء ام اصدقاء وقتها . يتملك الاسير شعور قوي لو انهم يتمكنوا من التدخل لانقاذه. وقف التعذيب قيل للاسرى ان القائد جون دي مابيور امر جنوده بعدم قتل الأسرى نهائيا بعد ذلك. وطلب عدم تعذيبهم . وامر بحسن معاملتهم . يمر على بعضهم ليقول لهم (نحن نقاتل ناس في الخرطوم ، انتم ليسوا اؤلائك الناس ، انتم لم تفعلوا شيئا ) . يأمر بتحسين معاملة الأسرى .(إنهم سودانيون مثلنا . وهؤلاء مؤجرون ليحاربوا ، نحن نحارب من اجلهم من اجل سودان يجمعنا كلنا ، فيه مساواة لا يبعدنا نحن ولا هم ،سودان واحد جديد ) . او هكذا تفهم لغته الركيكة ، تكون الامنيات كثيرة ان يكون الرجل صادق في كلماته . والمنى ابدا ان تكون هناك قلوب بين الاسرى تجد قوة تصدقه . لكنه لا تزال الثقة مسالة لا حضور لها مع العدو المجهول. لكن جاد الله ، الي وقف خلفه اثناء الخطاب كان يمرر يده على عنقه اشارة على انه لا يمكن ترك احد من هؤلاء حين ياسر حيا فيما كان القائد يوصي بحسن معاملتهم ، مما يثير ذلك التناقض (السلسل) ضحكة الجنود المبتهجون .يامر القائد الليوتنانت كلونيل جاد الله بالتقدم ، والتوقف عن ارسال الاشارات من خلفه ، زاد ذلك من ضحكات الجنود . لا يجد الاسير شعور في نفسه نحوهم بالعداء او الموافقة لما يقولون . تتمنى لو انهم يحسون بالرحمة او يتركونك تذهب. الملاحظ ان قوات الجيش الشعبي لم يتجاوز أعمار بعضهم السابعة عشرة عاما.وحالته سيئة هي الاخرى في اللباس والعتاد . الطرفان يحاربان بجيوش صغار السن غير مهتمين بهم . جريمة حرب تعده القوانين أن يجند القصر للقتال.وسبب الهزائم المتتالية انهم لا يهتمون بجنودهم. و ان تكون ظروف التمرد التي تواجه دولة متوحشة مبررة فانها جريمة ان تقاتل الدول بجيوش اطفال . لعل السحنة وغالب الأسرى سود في بشرتهم ، متشابهون في لغاتهم الريفية ،و كل العسكر هم من بلاد المهمشين في السودان. وهم غرابة وقليلون من اهل العوض . جعل بعضهم يقول (نحن نعلم إنكم لم تأتوا برغباتكم ) . تكون تلك سبب في الاتهام بالامية والعسكرية . ما يجعل القادة الجنوبيين الحقيقيون في الجيش الشعبي يدركون أن حرب الجنوب كله هي عبارة عن ضرب المهمشين بالمهمشن . ويشجع القوات العسكرية الماسورة وبعض المجاهدين بالانضمام الى الجيش وهكذا ذهب ود ابا وابراهيم ، ويونس وانضمت الهجانة كلها ، وعقارب. لكن البعض يعرف انه ذهب إلى حرب الجنوب بكاملة إرادته . وبرغبته طواعية لا جبرا من احد .و كان بانتظاره هناك ما تتفتح عليها الاذهان تقوم بمراجعتها فيما بعد . كانت دروس جيدة في ظروف قاسية لتعريف الانسان وحقوقه .وتعليم مرهقة لكنها فاتحة لمعرفة السودان وسكانه واعادة تعريفه ومعرفتهم. وكانت ايضا فرصة لاعادة صياغة تعريف الدين وضروريته. لا يعرف المرء الشئ جيدا الا بنقيضه .حين يقارنه بسلوك اخر ينتظره في الشمال يراجع محاضرات لم تكن سوى قاهرة ومن اناس قاهرون .المحصلة النهائية تفسير لظاهرة الحرب الاهلية في جنوب البلاد. بمعرفة وجهة نظر الطرف الاخر. وهو لا وجود له بين الطرفين. يبكي جنابوا احمد بعد لقاء خاص مع ذو العمامة رقم تسعة ، والذي بشر الاسرى بسقوط مدن على اطراف روما، واو، و ملكال ، وكسلا ، وان اضطرابات سادت نيالا وعطبرة وبور سودان .اثار قلق بين الاسرى الذين يعيشون دوامة مجهولة . دعى ذو العمامة للانضمام الى جيش له في شرق السودان تحت اسم( جيش الامة) . تنبا بان قريبا سيسقط هذا النظام (الفاسد) . اكثر من ذكر محاسن (التجمع الوطني الديمقراطي) .والجميل في لقائه الحنون انه وجد الف عذر للشباب الصغار الذين وقعوا في الاسر يوم ذالك . ايمن خضر، وحامد ابو سبعة ، وابراهيم الياس ، وعبد الرازق عبد الله ، عبد الفضيل ابكر ، وابكر جبارة ، واحمد ارباب ، وعدد كبير منهم قال لهم انه يقدر انهم لا يعرفون اسباب الحرب التي سيقوا اليها . وانهم سيعرفون يوما الحقائق . كان كريما في حديثه وزرع الطمأنينة في النفوس . لم يناقش استنادا على ما يجمعه بهم الاسلام والثقافة. لكن في تلك المرة بكى جنابوا احمد الأسير الكبير بحرقة . قال (كنت انا أدافع عن حكومات هؤلاء ضد من يأتون اليوم لتهنئتهم بالفوز ، ذلك حين وقعت اسيرا ). ( لا فرق بين الصادق المهدي هذا ، وزوج شقيقته حسن الترابي فكلاهما واحد) ، بالرغم من ان غالب الاسرى بالكاد يعرف عن قرب اي من الرجلين المذكورين لكن ذو العامة تسعة لم يكن المهدي الحفيد ، غير ان وقتها خالج البعض فكرة معاكسة حاربت الهوس لتتمكنت من النمو فيما بعض خالقا الشكوك في تلك الافكار التي كانت وراء التواجد في تلك الاماكن المخيفة الخطرة. صاغت الاسئلة المحيرة مثل ما هية الأحزاب الخرطومية أصلا ؟؟ و من هم قادة السودان الحزبيون ؟ ما هو السودان ؟ ومن هم الحاكمون والمعارضون ، كل ينقض صاحبه .يمكن ان تطرح نفسها في سياق البحث عن الحقيقة في راس الفتى القروي الذي ولد والله في قلبه و لم يدخل الخرطوم حتى تلك اللحظة. ولم يعرفها كيف تكونت افكار من يديرون السودان منها . لكنها ستنموا مع الايام نحو اتجاه مغاير للخرطوم وتوجهاتها . احمد ارباب ذلك بعد نظر، وتقدم فكر ان يدرك القادة السياسيين الجنوبيين وغير الجنوبيين المشاركين في الاحتفالات وما بعد الاختفالات. أن الأسرى من الجنود المحاربة في جيوش الشمال (قوات الشعب المسلحة ، قوات المراحيل ، قوات الدفاع الشعبي ، المجاهدون ، الخدمة الالزامية ) لم يخططوا جميعا الحرب بل استخدموا ، ولم يشرعوا كلهم (قتال الشمال- الجنوب). بل منفذين لها بصدق وعمق . ولم يضع الجميع فقه الجهاد في سبيل الله من تشاريع الدين وان تحمسوا لها . كانوا مستخدمين. كانت حسن نيتهم مثار راحة للاسرى. لكن من يحسن التخطيط ويشرع الحروب يحسن تجنيد من ينفذ خططه . ويعرف كيف لا يشارك هو فعليا. او قل بعض قادة الجنود الجنوبيين يدركون ذلك . لكنهم لم يجتهدوا في تقديم الحسن من المعاملة ، من غير الرائد جاد الله الذي احسن اسائة معاملة الاسرى الى حد الكفاية . واختص بالتعذيب النوبة المجاهدون منهم اكثر مما سواهم. لم يكن من المعلوم اين انتهت الحياة ببعض الاسرى الكثيرون احمد عبد الحميد ارباب ، واحمد عبد الرحمن اسد ، وابراهيم الياس وسط الاسرى الموزعين حول تلك المدينة . في عصر يوم تمكن الصافي (كمبوا) الأسير الأكثر عنادا وصبرا من ذبح اللفتنانت مايكل يوم تولى الإشراف على الحطابة الأسرى و رويت الرواية . وكانما ترى الموت الذي كنت ترسله إليهم ينهش مايكل حتى فارق الحياة . و (كمبو) من عاداته الهمس مبتسما وهو في عمق التعذيب . تشتاقه حين يغيب ، وتأنس له حين يحضر . لكنك لا تقابله طوال الفترة القصيرة وهو بالأسر. وفي ذلك المساء كان كمبو قد رحل قسرا إلى الدار الآخرة بأمر من الجيش الأحمر الجنوبي عقابا . هو وآخرين ممن اتهموا في تغيب مايكل . الذي يتولى صولمان توماس قيادة فرقة التطهير بها عقب مايكل . ويغيب هو الى الابد. للموت رهبته تظل تلك الاقوى فوق الادميين . القتلى الأسرى هنا مثل الأسرى الموتى بالملاريا ، ويقع علي الأسرى الأحياء بلا شك عنت لف إخوانهم الأسرى الموتى بالحشائش الخضراء في إجراءات دفن سهلة غير مكلفة.حتى تختصر الصلاة التي توقفت احيانا الا بالاشارة. لكن دفن من تعرفه وعايشته وأحببته يظل صعب بالضمير وصعب التقبل. وكم هو مؤثر أن تنتظره حتى يخلص روح من تأخر موته. إذن لا بد من أن ينظر الانسان إلى وجهه ويسمع أحرف كلاماته الأخيرة تخرج متقطعة مع بقع دماء تتناثر. وحين يتعود الأمر بعضهم تخالجهم ضحكة غير مقصودة على جزع احدهم خلال مراحل الموت. يضمن المرء انه سيعالج موته بصبر أكثر حين يحين الأجل. وقت يكون فيه الانسان قريبا جدا من الله الذي يعتقد انه يلاقيه احيانا مع النية التي حملته الى هذا المكان ، وما الاعمال كلها سوى النيات ، ولم يكن الله غائبا ابدا. لذا تجتهد الصلوات للخروج. الخروج تتحسن المعاملة نوعا ما عقب ورود بشريات من اقول القائد جون دي مابيور. كان ملاكا ينقذ الأسرى من جيشه. يسمح للصليب الأحمر بزيارة الأسرى بالمعسكرات .تنزل طمأنينة نسبية إلى درجة يذهب فيها الأسير إلى السوق ولا يخشى إلا الله أو الفار على رغيفه . لكن امر التحطيب قائم . والاستخدام وظيفة. لكن قبل تلك الأثناء ومن غاباتها النيم ياي العزيزة يجد البعض طريقه الى الرحيل عبر ستار الليل وستار الغابات ،وسط غفلات الحرس فوق الالغام. يعبر الغابات الكثيفة بغرب الاستوائية وحيدا ، لا دليل له إلا الشمس في الصباح أو المساء يسير الى اليسار من ضوئها .تبدأ الرحلة المستحيلة و الحرب و مجاهيل الطبيعة . والتعاون والقتال والفرار مع سكان الغابة ، والعلاقة مع اوكيلو وجيشه من قورليلات. متيمما الحج إلى مدينة غندوكرو على بحر الجبل. فارا من الأسر أم كارها للاستعباد ؟ .كانت عدد ايام الرحلة تقريبا اربعة عشرة يوما ، ما يكون الله اقرب الى الانسان اكثر من زمن يحتاجه فيه فيصلي . كانت اللونية الغالبة في المذكرات اليومية المكتوبة بقلم الرصاص. وان محيت بعوامل الزمن بقيت الكراسة الصغيرة شاهدة . والاربعة عشر فصل ضمن التجربة الشخصية خلال الايام التي سبقتها لحكي اخر. يتأكد أن الكثير من الأفكار التي تضع في رؤوس السودانيين في خرطوميات المدن تبدأ تأخذ طريقها إلى التشكك. في هذه الرحلة الوحدوية. الصور النمطية للآدمي الجنوبي التي رسمت بمخيلة الإنسان السوداني عبر مكبرات الصوت تبدأ تتثبت ، وهي في حالة الاحتزاز التدريجي . وان لم تتغير كليا بمحاولة المصادر مرة اخرى اعادة تمكينها من جديد .لاحقا يدرك حقائق سياسية لا علاقة لله بها. والله من عليائه لم ينصب متحدثا رسميا باسمه في التراب. اللاتى والعزة ومناة الثالثة الاخرى ، ذهبت الى خندق المعارضة ، حينما وصلت الحكم في الخرطوم هبل عن طريق انقلاب اطاح باللات في 89. وغدا يامر بالقتال من نسخ الدين جهادا.تواصلا لما بداتها عقائد مكة من نشاط سياسي في وجه السودانين . لكن بتبريرات مختلفة .جمع قادة تلك العقائد اشراف وسادة من سلالة الالهة. فيما بعد ذالك تكون اعتناق افكار الاديان السياسية الاربعة في اراضي الخرطوم المحرمة خداعا ، وان اتباع انبيائها الاربعة ضربا من الخبل. غد نلتقي منعم سليمان -------------------------------------------------------------------------------- Stockage illimité de vos mails avec Yahoo! Mail. Changez aujourd'hui de mail !

Quote: جون دي مابيور في قوائم شبكة متمردي إفريقيا وعظماء العالم سلسلة مقالات في ذكرى جون دي مابيرو الأولى يتركز قوة المتمرد الثائر في نقطتان أساسيتان . فهمه لطبيعة مشكلته وسبل حلها .وإخلاصه للشعب .الثورة والتمرد أعظم الصفات البشرية الفاضلة في مجتمع البشر . التمرد على الواقع السيئ وطرح بدائل جذرية تلك هي جوهر رسالة الأنبياء. الثورة يقوم به الشرفاء من البشر .يفكر فيها الحكماء ويقودها الأبطال . وتكون ثمارها للناس كافة. وبهذا يحفظ أسماء الثائرون في سجلات الخالدين. على ضؤ ذلك أربعة أنواع من المتمردين الثوار المعارضين للنظم الحكم يمكن تلخيصهم في إفريقيا . ونوعان من التمرد يطلق عليهما اسم الثورة. لكن في الحقيقة لا يمكن إطلاق صفة الثورة على الكثير من بعضها. و دائما لا تجتمع الصفتان في رجل واحد . متمرد يعي سبب ثورته ، ومخلص هو لشعبه. فيتمرد من اجلهم ويكون لديه الحلول الناجحة. متمرد مخلص ولكنه لا يدرك طبيعة المشكلة وأسس حلها .متمرد يدرك طبيعة مشكلته وسبل حلها لكن لا تتوفر فيه صفة الإخلاص الدائم للشعب. متمرد لا يجتمع فيه الاثنين معا. وصف جون دي مابيور عليه رحمة الله ) بأنه المتمرد الذي اجتمع فيه الصفتان. فرق بين الانقلاب العسكري والثورة السياسية المسلحة من الشعب . يطلق عليهما معا في الغالب صفة ثورة .الانقلابات تقوم بها المؤسسة العسكرية بالعواصم .معظم القادة الانقلابيين لا تتوفر فيهم الصفتان: الفهم السليم للمشكل والإخلاص للشعب. ولهذا لا يمكن إطلاق لفظة الثورة على الانقلاب العسكري على الغالب. فالمنقلب شخص أخذته العزة بالتمرد على نظام عاجز أو فاسد ، فتبع الهوشية وقام بفعلته. سرعان يتحول بالتخبط والشوفونية هو الآخر إلى مدير لنظام متسلط أسؤ من النظام الذي انقلب عليه . الحركات السياسية الشعبية المسلحة غالب ما تتوفر في قادتها الصفتان معا.و يصف الجيش الشعبي لتحرير السودان ضمن تلك الحركات الفاضلة في أفكاره . ويصف قائده الكولونيل جان دي مابيور في قائمة أفضل المتمردين الأفارقة إخلاصا . وفهما لطبيعة مشاكل نظم الحكم الثائرين عليها . وهو أكثرهم عنادا وصبرا. قوائم انقلابات افريقيا العريف المتقاعد فوداي سنكويه على راس المتمردين الأشد شراسة في إفريقيا . ولو لم تغيره الظروف لكان أكثرهم إخلاصا. في عام 1991 قاد سنكويه حركة تمرد مسلحة يقول الهدف منها هو( إنقاذ سييراليون من نظام فاسد متخلف وقمعي) . إنقاذ البلاد دائما حجة المتردين الانقلابين ،لكن ليس كل إنقاذ هو فعلا إنقاذ . الجنرال ثاني أباشا في العام 1991 أيضا أعلن ما اسماه انطلاقة الشعب النيجيري نحو الديموقراطية التعددية .كان الطريق إلى بناء ديمقراطية راسخة بدولة تعد الأكثر سكانا في إفريقيا والأكثر حوجة للاستقرار السياسي .و قد نجح . وتأسس نظام ثابت في نيجيريا . انقلاب ثاني كان له هدفه وتحقق . كولونيل جوزف ديزيريه موبوتو في العام 1965 يقول أن التدخل بالقوة لاستلام السلطة وإحداث التغير ( شر لا بد منه) . لكنه جعل البلاد كلها تضطر لتغيره مرة أخرى ، بالقوة أيضا. شهدت جزر القمر انقلابات متعددة قبل استقرارها أول القرن الجديد. قاد المرتزق الفرنسي المتقاعد البراقدير بوب دينار سبعة منها من داخل موروني . في عام 1997م كان الكولونيل احمد غزالي عثمان أخر جنرالات إفريقيا الشرقية من الانقلابيين المتقاعدين . جنرالات نيجيريا ابوسانجو ، مرتضى، بخاري والبقية . وجنرالات السودان الأربعة عبود ، النميري ، سوار الذهب ، وآخرين في إفريقيا مثل هواري بومدين في الجزائر . عبد الناصر في مصر .حسين هبري وسلفه وخلفه في تشاد .جميعهم استخدموا البلاغة نفسها لتبرير إقحام القوة العسكرية في صلب العمل السياسي. كانوا مثل سيسيكو موبوتو . جميعهم لم يحققوا الأهداف التي وردت في بياناتهم الرنانة الأولى المبررة للانقلاب. فشلوا جدا . جعلوا البلاد تضطر لتغيرهم بالقوة . كان جون دي مابيور ضمن فئة مخلصة تبرر استخدم القوة و العنف كوسيلة وليست غاية في ذاتها . ويلجا الإنسان إليه اضطرارا من اجل تنفيذ أهداف أسمى لصالح الأمة .هو في قائمة من قادوا حركات إفريقيا مسلحة من الأطراف ليس من داخل المدن . بجزء من المؤسسة العسكرية ليست من قيادة المؤسسة العامة ، من اجل أحداث تغير في طبيعة الحكم ليس تغير نظام حاكم . وذلك يؤكد تعقيد المشكل السوداني . وعمق جذور الأزمة ببلاده .لائحة في مقدمتها جوزيف كابيلا في الكنغو 1997 م . بول كيقامي في رواندا 1999م . كاوندا في انجولا والسيد عبد العزيز في الصحراء الغربية الذين لم يحققان هدف منظمتيهما بعد . يجمع متمردون يستخدمون القوة كوسيلة ليست غاية. جزر القمر والسنغال الدولتان الإفريقيتان على راس قائمة دول افريقية لم تحدث بهما تمرد مسلح ضد نظام الحكم تقاد من الأطراف . الدول الأفريقية في الغالب شهدت تمرد مسلح على النظم الحكم تدحرجت من الأطراف نحو العواصم ،وانقلابات عسكرية متكررة . الرقم القياسي في الانقلابات العسكرية ضد أنظمة الحكم في إفريقيا من نصيب السودان وجزر القمر و نيجيريا 18 .17. 12 . على التوالي .لم تنجح الكثير منها. ولم تفلح من نجحت منها في الوصول لإحداث تغير في الظروف السياسية والاقتصادية التي يكون الانقلاب سببه. باختلاف طبيعة المشكل في كل من البلدان الثلاثة كمثال . فان أزمة تغير السلطة بالقوة سمة افريقية خالصة . ماركة مسجلة للقارة .لكن القوة كهدف لا يستطيع تغير الظروف السياسية والاقتصادية .السودان مثالا . وكوسيلة هي الأكثر ضمانا بين الوسائل في تنفيذ الأهداف. السودان مثالا أيضا. بينما كان انقلابات السودان يقوده ضباط سودانيون من المؤسسة العسكرية التي صنعها و تركها الاستعمار الانكلتاري بعقيدته .ومن داخل الخرطوم . ضد أي حكومة عسكرية كان جون دي ما بيور وفكره موقفه الثابت منها مثل موقفه من الحكومات المدنية. ذلك لإيمانه أن الانقلابات العسكرية لا تغير الظروف السياسية والاقتصادية بالبلاد فعليا .مثل عجز الأحزاب تغير الأزمة. ولم يكن للأجانب أي يد في التغيرات السياسية التي تحدث بالبلاد منذ 1956م على طريقة الجزر الشرقية في افريقيا. كذالك لم يساعد التمرد في الجنوب أي يد أجنبية. لم تشهد السنغال كمثال إفريقي أي تدخل في السلطة عن طريق القوة انقلابا أو تمردا فمن رئيسها أبو استغلالها ليوبولد سنغور عام 1981م استمر تسليم الحكم سلميا حتى عهد الرئيس الحالي الفكي عبد الله وادي 1998م .بينما شهد السودان خمسة عشر حركة سياسية مسلحة ضد نظام الحكم في الخرطوم . جميعها من الأطرف . إقليمية المحيط اثنية التنظيم . لكنه نادرا ما نجح المتمرد الإفريقي في الوصول إلى تحقيق أهدافه .وكان جون دي مبيور من بينهم لم يحقق أهدافه إلا لأنه نجح في استخدامه لكل الوسائل الممكنة. قوائم متمردين أفارقة. يصنف جون دي مابيور في قائمة المعارضين الأشد ثورية وتمردا على نظم الحكم في إفريقيا . والأكثر وعيا وتفهما لقضيته وهي قائمة تضم زعم يونيتا الراحل كينيث كاوندا مرة أخرى . واسياسي افورقي رئيس إرتريا.و دزريه كابيلا في زائير. يجتمع جون دي مابيور مع شبكة المخلصين في طبيعة الثورة وأسسها ولكنه يختلف عنهم في نهايات مطاف الثورات .وشبكة المخلصين هم مجموعة من المتمردين الأفارقة يعجب الشعب بطرح احدهم ونظرياته . ويبارك إنجازه يكون مخلص له. لكنه يتحول إلى حاكم سيئ في نهاية المطاف . تحتاج البلاد في عهده إلى ثورة جديدة متمردة أخرى للتخلص منه . ويتمنى الشعب رحيله بمخلص جديد. وهم تشارلز تايلور وسلفه الكنستابل أول صمويل دو في ليبيريا ، واوكيلو وعيدي أمين دادا في أوغندا ، وبتسيه وجان بيديل بوكاسا إمبراطور إفريقيا الوسطي . و منغيستو هايلي مريم في إثيوبيا .لا شك أن جنرالات كثيرة على هذه القائمة أسماءهم هذه الأيام لكنهم لا يزالون في سدة الحكم في حاجة إلى مخلص آخر. قائمة راحلين أعزاء جون دي مابيور ضمن أربعة زعماء أفارقة بكتهم القارة السمراء بكاء حارقا في فراقهم المؤلم . ماتوا بطريقة مرة ومفجعة . باتريش لومومبو. المصلوب على عمود الحرية في الكنغو .قتله الذين يظلون يبكون على رحيله ما عاشوا . واحمد بيلو أول رئيس منتخب في نيجيريا عام 1958م اغتيل في انقلاب فاشل في أهدافه سيئ في تخطيطه . الميجور توما سنكارا الشاب الإفريقي الأبي. قال فيه الرئيس التنزاني جاليوس بان إفريقيا في حاجة إلى أربعة أمثال سنكارا.حاول إظهار عزة الأمة الإفريقية . أطلق على بلاده اسم ارض العزة والكرامة أي بوركينا فاسو. عام 1985م وصل إلى السلطة في اقادوقو بعد عام اغتيل . جوفينال هابياريمانا رئيس رواندا من طائفة الهوتوا اغتيل في 6 إبريل 1994 هو زعيم الجبهة الوطنية الرواندية المتمردة في السماء مثل الطائر على يد فصائل التمرد التوتسي الرافضة للسلام . م كان عائدا من محادثات السلام الذي وقعه مع المتمردين التوتسي. أي يكن فان القائمة الحزينة تضم إلى جانب الأربعة ، أربعة أخريين . لوران دزريه كابيلا { 1938 - 2001) في عاصمته . ظل يصارع النظام السياسي أربعين عاماً منذ أن كان زعيماً للطلاب الماركسيين في جامعة فرنسا أواخر الخمسينيات من القرن الماضي استقبل في نهاية 97 في احتفالات ضخمة في شوارع كينشاسا . أصبح رئيساً للبلاد في العام ذاته لكن بعد ثلاثة أعوام ودعوه كذالك في جو رهيب مشحون بالتوتر والغموض. الرئيس المصري محمد محمد أنور السادات الذي اغتيل في أكتوبر عام 1981م في قلب مدينته قاهرة المعز .وسط شعبه وجمهوره . بكته العرب الذين يحبونه .لأنه الوحيد الذي انتصر في الحرب على الإسرائيليين . والوحيد الذي صافحهم مسالما. الشاب كريس هانس قائد جيش امكانتونسوزي أو رمح الأمة ويختصر إلى اسم (امكا) وهو الجناح العسكري للمؤتمر الوطني الإفريقي .من أنشا حرب المدن . دبرت اغتياله مخابرات البيض عام 1990 بعد شهر من توقيع اتفاق الهدنة بين المؤتمر والنظام العنصري من اجل المحادثات . وأوقف بشأنه إطلاق النار بين الجانبين. لكن النظام اغرق الهدنة. وحتى اوليفير تامبو زعيم المؤتمر الوطني الإفريقي مع انه مات ميتة طبيعيا لكن رحيله كانت فاجعة للفارقة وللجميع الأحرار في العالم . قائمة اوثاريس لجون دي مابيور نواقصه . انه ليس رجلا كاملا بلا شك . وبول اوثاريس الجنرال الفرنسي الذي عمل في الكثير من مستعمرات فرنسا في إفريقيا له قائمة للزعماء. في كتابه ( اوبراسيون اسباسيل ) عمليات خاصة للجيش الفرنسي في الجزائر بين عامي (55-1958) يضع قائمة لقادة المتمردين الأفارقة الذين لا يتوانون في تنفيذ أحكام الإعدام في رفقائهم . جون دي مابيور من بينهم . في سبيل تحقيق أهداف الثورة عبر حركة سياسية متمردة . الحركة ليست حكومة تطبق القانون بالدولة أو يناطها مسئوليات بيروقراطية معقدة . (نحن حركة ثورية مسلحة . نعم قتلنا وسجنا وسنقتل ونسجن حتى يتحقق الانضباط الثوري في صفوف الحركة ) هكذا يقول البروفسير لام أكول اوجادين نائب دي مابيور في 1988م ، واحد أعضاء وفد الحركة لمحادثات السلام إلى أديس أبابا الأولى 1990م . وهكذا كان رفيقه في الثورة والوفد المفاوض الكابتن وليام نون . قد طبق فيه الانضباط الثوري عقب عودته. وكذالك لحق به عبد الله شول وأخريين بالحركة . وكان جون دي مابيور هو من يعطي الأمر المباشر بتطبيق الانضباط ويراقب تنفيذه . وما خلص اوجادين نفسه إلا ساقيه المطلقتان للريح . وكان اوجدين احد أكثر من ساهم أحدث الفوضى الثورية بالحركة الثورية حتى انشقاقه عنها وعودته إليها مرة اخرى2003م. وقائمة اوثاريس تضم غالبية الرؤساء التشاديين جوكوني عودي، حسين هبري .و الرئيس الإرتري اسياس افورقي .والجنرال الصومالي محمد فارح عيديد. والجنرال الأوغندي اوكيلو . قائمة القادة السود في العالم سيبقى اسمه بين القادة السود الأكثر كاريزمية في العالم .الأفارقة الأربعة والامريكين الثلاثة واللاتينيين الاثنان الرؤساء الأفارقة الأربعة . كينيث كاوندا من كينيا، جاليوس نايريري من تنزانيا . و نكروما من غانا . ونيلسون مانديلا من جنوب إفريقيا. وزعماء حركة الحقوق المدنية الثلاث في أمريكا .الداعية مليجا محمد ، والقس مارتن لوثر كينغ . والشهيد القديس اليكس مالكم. وثنائي أمريكا الوسطي. سايمون سالمون أول رئيس اسود للجزيرة في العالم لدولة هايتي الحرة . والمغني الجامايكي بوب مارلي . قائمة شهداء القرن العشرين بالسودان بلا شك يغدوا دي مابيور أعظم شخصية في السودان أول القرن الحادي والعشرين وسيرسخ في ذاكرة الأجيال السودانية المعاصرة. فهو أول شهداء القرن الجديد . وأبو السودان الجديد. و على راس مناضلي السودان الذين تمددوا على طول القرن العشرين الماضي . السلطان على دينار . السلطان تاج الدين ، الشيخ على الميراوي ، الشيخ عبد الله السحيني . الليوتنات على عبد اللطيف . الشيخ عبد القادر إمام . الكابتن جوزيف قرنق .الميجور حسن حسين ، المعلم داؤود يحي بولادة ، الدكتور جون دي مابيور. ما يقوله عن نفسه وصف نفسه يوما فقال (اثنان يمكن أن ينصلح بهما السودان أو يخرب أيضا.أنا وزوج أخت الصادق المهدي ). كان سياسيا يقود تيارا علمانيا لا دينيا صادقا ويطرح رؤى ديمقراطية علمية تتفق مع جغرافية البلاد. وسط أكثرية غير مسلمة . ولا يجد نظير له بين سياسي السودان غير البروفسير حفيد النحلان الترابي قائد التيار السياسي الإسلامي غير الليبرالي وسط الأكثرية المسلمة . وكان جون ضمن القلة السياسية في السودان الحائزين على إجازة علياء في تخصص أكاديمي نادر الاقتصاد الزراعي .وهو ضابط مميز في الجيش السوداني. فكان عسكريا بجدارة وسياسيا محنك. ومدير منظمة قوي فهو السياسي السوداني الذي لم تسانده أي مؤثرات خارجية . كإرث عائلة . أو تعويذات دينية . أو أرصدة في بنوك .قدم فقيرا معدما من القرى الفقيرة في السودان إلى المدينة دخلها على حين غفلة من أهلها. مقارنته بين نفسه والبروفسير السياسي حفيد النحلان الترابي وازنا رصيد عقول الساسة السودانيين الذين دعمتهم الميراث التاريخي للعوائل السودانية الأرستقراطية .أو دعمتهم أموال طائفية و بيوتات . أو ساعدتهم الانتماء إلى المؤسسات المدنية والعسكرية التي قامت على الطبقية بالسودان . فتقدم عليهم جميعا . عاش جون دي مابيور متمردا صابرا ،وثائرا نشطا . وسياسيا فاعلا . كان رجل حرب و رجل سلام صادق . حين ينتقل إلى جوار الرب السلام يبقي عظيما في قائمة الراحلين الخالدين. السلام على روحه في عليين انه من الأنبياء الملهمين. منعم سليمان

Quote: مقالات: احتفال ولاية ايوا بالذكرى الثانية لرحيل د. جون قرنق في حضور القائد ياسر عرمان 22-7-1428 هـ الموضوع: النيلين تم وبمدينتي (دي ميونز) و(إيميس) بولاية ايوا في الغرب الأوسط الأميركي، الاحتفال بمرور نفحات الذكرى الثانية للرحيل المباغت الفاجع للزعيم القائد الكبير، والملهم الفذ العقيد الدكتور جون قرنق دي مبيور اتيم، والكل يعايش مرارة الفقد، فداحته وعظمه، من أبناء السودان ومن شاركهم من الأصدقاء الاميركيين هذه المشاعر والاحاسيس، ولقد اختيرت هاتان المدينتان، لان الاولى هي عاصمة الولاية ومقر حكومتها، علما بأنها ليست اكبر مدنها، وهم هنا كما سلفت الاشارة في مقالات سابقة، يتخذون من المدن أحوجها للتنمية والنهوض بها عواصم للولايات، كي يكون هذا سبباً لنمائها وتطويرها والارتقاء بالخدمات فيها، ولقد اختيرت مدينة اميس التي تبعد عن هذه قرابة الخمسين ميلاً، لأنه توجد بها جامعة ولاية ايوا، التي درس بها فقيدنا الراحل، وحصل منها على درجة الدكتوراة في الاقتصاد الزراعي، بعد ان درس بمدينة غورنييل التي لا تبعد كثيراً من ايمس، البكالريوس في الاقتصاد من كليتها، وانها عموما الولاية التي انفق فيها ثمانية أعوام كاملة من عمره الحافل بالفاعلية والتلقي والتطبيق والثورية. رجع بعد اكمال الدراسة فيها الى السودان، وتحديدا الى جنوبه حيث اتى اول امره، من احدى قرى بحر الغزال الصغيرة الفقيرة من اب وام لا يقلان فقرا عن بقية قومهم، ورحلا مبكرا وتركاه ليرعاه عمه الذي نقله الى منطقة أخرى، حيث عاش طرفاً من طفولته وصباه، واستمرت مسيرة حياته الحافلة العامرة. ولقد تصادف هنا وجود القائد الكبير، ياسر سعيد عرمان احد اقرب الناس للزعيم الفقيد، ومن اوائل المؤمنين بدعوته وبالسودان الجديد من الشماليين، الذين هاجروا إليه، وانضموا إلى ركب الحركة الشعبية والجيش الشعبي، في أكثر الأوقات وأشدها عصبية ودقة، وأحد الذين عايشوا معه وعن كثب كل المرارات والأوقات العصيبة في اداء الحركة، وتلك الحافلة بالظفر والنجاح والصعود والارتقاء فيها، وهو خير من يحدثك عنه ويقر على الدوام ببنوته له بل يفخر بذلك الفخر كله، ولا ينئ يردده ويستعذب ترديده بلا انقطاع، ولقد ظل هو الآخر رمزا حقيقيا من رموز الحركة والجيش الشعبيين، واحد اعلام السودان الجديد الذين لم يبخلوا عليه بوقتهم وجهدهم وطاقتهم وفكرهم، وقبل هذا وذاك صدقهم الشديد في هذا كله، واقترابهم من الموت وبقائهم في جفن الردى وهو نائم، فكان المثال لذلك القادم من موطن المظالم، ليشارك المظلومين والمهمشين نضالهم ودأبهم، لإحقاق حقوقهم من أهله الذين ظلموهم، ومن ذوي قربته، حيث انفتح بعدها الباب واسعا لفكر الحركة، لينتشر ويتغلغل وسط الشماليين وينضموا اليها زرافات ووحدانا. بدأ الاحتفال ظهيرة الأحد التاسع والعشرين من يوليو، بإحدى القاعات الملحقة بكنيسة في هذه المدينة بمخاطبة في تلك الذكرى، ولقد امَّها جمع كريم من اطراف الولاية كلها، وسائر مدنها وشارك أهل الولاية الرفاق القادمين من ولاية نبراسكا المجاورة، وهم يحملون عواطفهم الجياشة، ولافتاتهم المنادية بالوحدة والوطن البوتقة، وإيمانهم بأطروحات السودان الجديد وما تركه فيهم الزعيم القائد الفقيد الراحل، ولقد تبودلت الكلمات حيث ابتدرها رئيس قسم ولاية ايوا في الحركة، ليرحب بالجميع ويشكر مشاركتهم ومقدمهم، وأتت عقبه رئيسة قسم نبراسكا وشخصي، لأعدد بعضاً يسيراً من مآثر الفقيد العظيمة خالصاً للقول بأننا لن نحتاج لنتذكر الزعيم الفقيد العزيز، لان الذكرى تأتي بعد النسيان، ونحن لن ننساه كي نذكره، فهو قد ترك فينا ما يجعل غيابه عصياً على النسيان، واحدث التغيير الذي لا رجعة فيه، ولا نكوص عنه ولا ردة، الى ان يرث الله الارض ومن عليها، وكان ذلك بلغة انجليزية حتى يعم ايصال مضامينه للحضور، خصوصا الاميركيين منهم (تذكرت المادة الثامنة من الدستور الانتقالي لسنة 2005)، وذلك حتى يتمكنوا من المتابعة، وكي لا يصابوا بالملل كما يقول الاميركيون ومن عايش ثقافتهم شاملاً ذلك ناشئتهم والاطفال. اعقب ذلك حديث الاستاذة خالدة الجنيد، امين عام جمعية خدمات المجتمع بمدينة ايوا سيتي، التي ثمنت عاليا نضالات المرأة السودانية من كافة الطوائف والفصائل، وكيف أن الحركة الشعبية وفكرها قد أسهما في إحداث النقلة النوعية الحاصلة في حياتنا الآن. وقُدمت بعد ذلك اغنيتان في هذه الذكرى المجيدة، احداهما قدمها بعض الشباب من قبائل جنوب السودان وبلهجتهم، وأخرى قدمتها فرقة قوامها من بنات النوير السامقات الممشوقات القدود، ثمانية وتاسعهن الذين ضربوا الدفوف والطبول في تجاوب تام مع الأنغام الصادرة من الحناجر، التي أرسلت انغاماً تجاوب معها الجمهور بالتصفيق والمشاركة والانفعال. ليأتي بعد هذا كله متوجاً هذه الأحاديث خاتماً لها القائد ياسر عرمان، الذي عاصر فقيدنا العزيز جون قرنق لقرابة العقدين من الزمان، هي عمر انضمامه للحركة الشعبية والجيش الشعبي، حتى حصل على رتبة قائد بها وتولى بعض المناصب التي لم يعرف عنه حبه لها، كما جبل على ذلك اهل السياسة في بلادنا. وبدأ حديثه من حيث انتهت الفرقتان من وصلتيهما الغنائيتين، خصوصاً الأخيرة والتي قوامها بنات النوير، ليذكرنا بأن النساء هن عماد الكثير من ما يتم الآن، فهن من قمن بصنع الطعام الذي تناوله الحضور، وعقب الفراغ منه قدمن هذه الوصلة الغنائية، وتشعب حديثه وتفرع وكان ذا شجون كثيرة كما يقولون، فيه كما قلت له عقب انتهائه منه نفس روح السخرية الشديدة التي تميّزت بها أحاديث العقيد الفقيد، والقدرة على شد المستمعين وجذبهم واستبقائهم، طوال الفترة التي يستغرقها الحديث، وعدم الإحساس بتسرّب الملل إليهم جراء طوله، هذا مع التنوع والتعدد والحكي والتيسير اللفظي، والتقريب الشديد للمعاني ومرامي الحديث، والتناول بلغة عربية غاية في البساطة، والقرب في مزج لها بانجليزية سهلة الهضم والاستيعاب والنفاذ إلى العقول. حكى الكثير عن معلمهم وأبوهم جميعاً، كما دأب على القول سداً للطريق على أولئك الذين يسعون للفرقة والشتات، بين منسوبي الحركة الشعبية والجيش الشعبي، والعمل على إحداث ثقوب بسفينتها التي سارت لا تبالي بالرياح رغم العواصف، لا كسفينة الإنقاذ، كما كان يقول شاعرهم أول أمرهم، مما غدا الآن أمنية عصية التحقق والحدوث، ليطوف بالحضور على هذا جميعه، منادياً بأن يكون هذا الاحتفال سنوياً وبطريقة غير تلك التقليدية، أوردت الأنباء أن الحركة توَّجت احتفالها بغرس مليون شجرة.. فتأمل!! وينتهي هذا الجزء من فعاليات ذلك اليوم، لينطلق الجميع نحو المدينة الأخرى ايمس، والتي كانت للدكتور الفقيد مستقراً ومقاماً لكل ذاك العدد من السنين، ووجدنا في انتظارنا المزيد من الأصدقاء الأميركيين الذين قدموا للمشاركة، ولقد استهلت بعد الترحيب بالجميع بتقديم فيلم (مر المحارب من هنا)، وأطرافاً مصوّرة عن سيرة الفقيد العطرة، فيما يتصل بوجوده في هذا المكان، وتحدّث مجدداً الأستاذ ياسر عرمان ليخاطب الجميع بلسان انجليزي مبين، مورداً مزيداً من المواقف والعديد من صفات الفقيد العزيز، ليطلب من الجميع التحول الى طرف البحيرة الصغيرة المجاورة لمبنى الاتحاد، ليضيئوا شموعاً في ذكراه، حيث تقاطر الكل إلى هنالك وأوقدوا الشموع البيضاء، حيث مكثوا هنهية والليل ساج والقمر يشق الظلمة، مع الأضواء الخافتة المتسرّبة والصمت يلف المكان، إلا من أصوات أجراس بعيدة تأتي من هنا وهنالك، ومن ضجيج الصمت تخرج خطب الدكتور جون قرنق، والذي يشكل دوماً سونامي غيابه حضوراً بما ترك فينا وأودع، لينتهي هذا اليوم الحافل ونسدد قليلاً مما علينا من دين للفقيد العزيز. صحيفة الصحافة - نجم الدين محمد نصر الدين