المصنفات الادبية والفنية السودانية تسجل (حلايب) ضمن حدود مصر : توجد صور

Quote: من جهة اخري عبود عبد الرحيم من يحاسب المصنفات الادبية والفنية ؟؟ صباح الجمعة الماضية توقفت الي جوار منزل الزعيم الراحل اسماعيل الازهري (رافع علم الاستقلال) كنت في انتظار شقيقي مجدي لنترافق سويا في زيارة اجتماعية للاخوان والاهل بالثورة ، لفت نظري أحد الصبية الذين يعرضون الصحف للمارة وبجواره صبي آخر يحمل عدد من الملصقات واللوحات التي تبرز خريطة السودان بحدودها وتضاريسها ، للوهلة الاولي شعرت أن هذه الخريطة (فيها شييء ما) فاقتربيت من الصبي الذي يحملها ونظرت اليها ليبدو كل شييء واضح فقد انحسرت حدود السودان في الخريطة لما دون (مثلث حلايب) ، فسألت الصبي أولا عن قيمة الخريطة فقال : خمسة جنيهات ، قلت له : هذا مبلغ كبير ، فقال خذها بثلاث ، قلت بل جنيهان ، فوافق ومنحني لها . أعدت النظر الي ذلك المثلث (المنزوع) وخشيت ان تكون هذه الخريطة (المغلوطة) منتشرة فسالت الصبي البائع ان كنت استطيع أن أجد منها كمية فرد علي وهو فرحا (فقد وجد صيدا يربح منه الكثير) نعم يمكنني أن آتيك بأي كمية منها ، وعندما سألته عن المكان الذي يشتري منه الخريطة قال انها مكتبة في (العمارة .....) بالخرطوم وأضاف بتلقائية ان هذه الخريطة يتم استيرادها من مصر وهناك الكثير منها ، وعندما عدت للنظر الي الخريطة اصابتني حالة من الاسي والاسف معا فقد وجدت علي الخريطة ما يؤكد أن طباعتها كانت بموافقة جهة حكومية سودانية ، وامعانا في تأكيد الجهة الطابعة (لغفلة جهات الاختصاص) فقد اوردت التصديق ورقم الايداع وعنوان جهة الاصدار وارقام هواتفها . خريطة السودان (المنزوعة منها حلايب) مكتوب في اسفلها وبحروف (حمراء) واضحة أن حقوق التصميم والطباعة والنشر محفوظة لمركز (.......) تحت رقم الايداع (74 ـ 2004 م) وتصديق من مجلس المصنفات الادبية والفنية السودانية ، وهناك رقم هاتف ثابت وآخر جوال . كيف منحت المصنفات الادبية والفنية السودانية تصديق اصدار وتصميم هذه الخريطة ؟؟ وكيف سمحت جهات الاختصاص والرقابة في المطارات والمواني بدخولها البلاد ؟؟ ومن يحاسب هذه الجهات علي تلك (الغفلة)؟؟ وكيف يتم تدارك الامر قبل أن يتوسع انتشار هذه الخريطة التي من الطبيعي أن يكون قد تم توزيعها في معظم الولايات ، كما أنه لن يكون مفاجئا أن تري خريطة السودان (منزوعة حلايب) تزين حائط احد المسئولين . وقفت كثيرا عند حيث الصبي البائع بأن عدد من الخرائط في تلك المكتبة (بالعمارة ....) تم تصميمها في دول مختلفة لكنه عاد وقال لي بتأكيد (لاغرائي بشرائها) ان خريطة السودان فقط التي يتم استيرادها من مصر حيث تم تصميمها (!!!) لا اعتقد أنه خطأ (غير مقصود) أن تمضي حدود السودان الشمالية في خط مستقيم حتي البحر الاحمر دون (مثلث حلايب) خاصة وأن ذات رسم الخط الحدودي اتخذ (انحناءته) الطبيعية في عمق النيل عند بحيرة ناصر ... واذا كان خطأ الجهة التي أصدرت هذه الخريطة فادحا ، فان خطأ الجهة الرسمية التي منحت التصديق وسمحت لها بالدخول للبلاد والتوزيع في الاسواق أفدح ، ويجب محاسبتها رسميا وليس تحذيرها او انذارها من تكرار الخطأ . الصمت الرسمي والهدوء الشعبي تجاه قضية مثلث حلايب لا يعني الرضوخ لسياسة الامر الواقع وترسيخ ذلك في اذهان الامة أو تدريس جغرافية (سودان منزوع حلايب) في المدارس لأجيالنا القادمة ، فحتما سيأتي يوم تعود فيه الي حضن الحدود دون ان يختلط شريان الحياة الذي يجري بين البلدين بدماء أهله ،،، ولكن يبقي الواجب مصادرة هذه الخريطة من الاسواق ومحاسبة المصنفات الادبية والفنية التي منحت التصديق وسمحت بتوزيعها .