|
|
 الشيعة في السودان حقيقة سياسية
|
يغلب على اهل السودان ومن قديم العصور ميلهم للمنهج الاسلامي الوسطي ولم تشهد لهم سابقات الايام اي تطرف أو غلو في عقائدهم حيث لم يقوم السودانيون طوال تاريخهم الا باحترام الاقليات وفسح المجال لهم للتعبير عن مكنونات اعتقاداتهم وافكارهم وان تعارض ذلك ظاهرياً مع ما يعتقدون ولم يكن المذهب الشيعي والى ما قبل فترة حكومة الانقاذ الحالية يشكل هاجساً لأغلب اهل السودان نظراً لتواضع اعداد الذين يظهرون انتمائهم لهذا المذهب وما يترتب على هذا من محدودية آثرهم على مجمل الحياة في السودان وظل يقين أهل السودان وعقلهم الجمعي طوال تلك الفترة محافظاً على ماهو عليه من نقاء ووسطية وتسامح مع الكل ومما عمق هذا النهج استخدام الشيعة وعلى الرغم من قلة اعدادهم لفقة التقية المشهور.
ومع بدايات مشروع الانقاذ الاسلامي وتبنيها للمقاومين من مختلف انحاء العالم الاسلامي وتكوين المؤتمر الشعبي الاسلامي لاحتواء وتنظيم جهود الاسلاميين تصاعد العداء لهذا المشروع من الدول الغربية العظمى وبعض الدول الاقليمية التي راءت ان هذا النهج سوف يقضي عليها مستقبلاً لذلك واجهوا هذا المشروع بالعداء والحصار الخانق الذي افضى الى تعاون بين ايران والسودان على كسر الحصار جزئياً وذلك بمد السودان بالسلاح وبالدعم اللوجستي المتمثل في الوقوف مع السودان في المحافل الدولية والتنسيق مع الجانب الروسي لهذا الامر ولغيره من المواقف مثل ارسال الخبراء العسكريين لمساعدة السودانيين في بناء المصانع العسكرية والخدمية مما ساعد كثيراً في تخفيف وطئة الحصار.
موقف ايران المبدئي مما كان يحدث من حراك اسلامي في السودان ودعمها له والموقف المتبادل من اسلامي السودان من الاعجاب بالتجربة الايرانية وثباتها وانتشارها كجمهورية اسلامية و وكحركة اسلام سياسي زاد من شدة الاعجاب بالمثال الايراني وتحول هذا الاعجاب مستقبلاً الى إعتناق المذهب الشيعي عند بعض المثقفين والنشطاء السياسيين مما اعطى الجانب الايراني غطاء لبدء التحرك لنشر المذهب الشيعي و توسيع نشاطات البعثة الايرانية بالسودان المتمثلة في انتشار المراكز الثقافية التي تدرس اللغة الفارسية لكي يسهل اعتناق المذهب وما يتبعه من ارتباطات ثقافية وسياسية ففي رأئي ان حقيقة انتشار المذهب الشيعي في السودان لا يعدو كونه اعجاباً سياسياً بالنموذج الايراني الاسلامي وليس انتماءً عميقاً للمذهب الشيعي ومعلوم حساسية اهل السودان من مواقف الشيعة المتمثلة في سب الصحابة والتشكيك في الرسالة والغلو في العداء لعامة المسلمين واستمراء المواقف التاريخية والتستر بزريعة حب أهل البيت الذي لا يختلف عليه جميع المسلمين واستخدام العاطفة لنشر المذهب الشيعي كل ذلك ينفي ان الشيعة خطراً في السودان لانهم وببساطة شديد حالة مزاجيه وسياسية قد تزول بتقلبات السياسة.
ادعوا لاستمرار التعاون بين ايران والسودان لما فيه مصلحة البلدين وان يتم تنقية الخلافات المذهبية من ان تؤثر على مجمل المشهد للعلاقة بين الدولتين فايران مثلاً لا تسمح بنشر المذهب السني فيها بل وتحارب وتعدم كل من يعتنق هذا المذهب في اراضيها ولا اتحدث هنا عن حركة مجاهدي خلق وغيرها وانما اتحدث عن المواطن السني العادي الذي يمارس طقوس مذهبه وهذا من حقه كما لا يمكنني بصورة عامة أن اعقد أي مقارنة بين حسن نصر الله مثلاً وياسر الحبيب أو بعض المعممين المنتشرين في القنوات الفضائية الخليجية الذين يسبون الصحابة ويشككون في مكنون الرسالة والمرسول حتى أصبح السب والتملص والميل عن المنهج والخلق الاسلامي القويم كعبةً لهم ومزاجاً وعبادة يتقربون بها الى الله والحسين وعلي حسب زعمهم.
|
|
 
|
|
|
|
كمال الدين يوسف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست