و الخرطوم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 05:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-21-2014, 06:15 AM

أبوذر بابكر
<aأبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
و الخرطوم

    (1/2)

    ترى متى التقيا ؟
    وأيهما حل بهذه الديار قبل قرينه ؟
    لا يهم فهما الآن قرينان حميمان، يتكئ أحدهما على كتف الآخر فى حميمية سافرة، تمتزج فى لهاة كل منهما أغنيات بطعم الطين ونكهة الشمس الصبية التى تفتح فى كل صباح نافذتها الذهبية وتومئ بعينيها لتعلن افتتاح سيمفونية الضياء، أهى غواية ام هداية، تلك التى تخرج من بين القلب والروح لتسيح فى الطرقات غير آبهة بهتاف الطير وبسملة العابرين. يهمس الأزرق وهو مبتسم فى سعادة مشرعة، أن الإله وفى لحظة تجل خضراء، اهدى الأرض طفلة خضراء الدم واسعة العينين، وتخير لحظة ذلك القرآن الأبدى المقدس لتكون باحة لرقصها، وبعد أسبوع من تلك اللحظة المعطرة، عقدت العزم على أن تسمى ذاتها "توتى" ربما استشرافا لمقدم اولئك القوم بعد حين من الشوق، انصاف آلهة لا يأبهون كثيرا بنبوءات الوقت قدرما يعشقون خضرة الأرض، ويقال فى اساطير العاشقين، أن كل واحد منهم، يحمل نهره الخاص داخل جيب روحه تحسبا لمواسم الجفاف المحفوظة عمدا فى كتب الوجل ومراسيل اليباس، قررت أن تسمى نفسها ذلك الإسم وكان القرينان شاهدى مسرة لا يملان النظر الى عينيها، وكأنهما مستودعان لأسرار الملائكة، كأنهما مأوى القادمين العاشقين، يهمس الأزرق فى كل أمسية بتلك الحكاية، ولا يمل الأبيض سماعها بل ينتظر بفارغ الحب أن تنتهى ليبدأ هو فى سرد اسفار السنين البيضاء التى لا تعشق سوى اللون الأسود، سيد الألوان وإمامها الوقور.
    ترى متى التقيا؟
    يقال أنهما وحين حانت ساعة اللقاء، ارتديا حللا مزينة بأسماء "الجروف" الحسنى كناية عن بطر المحبة فيهما وتعطرا بما تبقى من رائحة الطين السماوى، ذلك الذى أتى فى رفقة الأسماء حين هبوطها من عروشها البعيدة.
    استحالت العروق شوارعا نبتت فيها أشجار المودة وتمايلت على جنباتها سنابل الحب تشهر تقاويم السنين وتؤسس ممالك الحياة، الحياة فى نسختها التى نقحتها ريشة الخالق ذات لقيا، ذات قران.
    جاء القوم واندغموا مع حراس العرس يمينا وشمالا، ونادى مناد أن حى على البقاء، حى على المحبة والنماء، حضروا جميعا ليباركو ذلك القران البهيج، زرعوا الصلوات فى جسد الإبتهال وغرسوا الأغنيات عميقا فى مهجة المكان
    ومثل حبات مسبحة لا تمل من الصعود وهى تتأبط سامق الدعاء، ومن النزول وهى تدندن ببذخ وعلة الأسماء، كرت السنون وتسابقت الأيام صوب مشرق الأرواح ومقاعد القلوب المحتشدة بماء لا يظمأ بعده شهيق الأرض وزفير السماء.
    ثم جاء من قلب الجزيرة نور يسعى، جلس ما بين القرينين وبدأ فى تلاوة اوراد الحضور وأناشيد الحبور المضيئ، جلست الأشجار مثل "حيران" تحتضن "ليحان" اخضرارها المكين، وبدأت تهتف: مدد مدد مدد يا خشن، مدد مدد مدد يا ارباب، وبدأ الأرباب يؤذن فى العالمين، فأتوه من كل فج عميق، من كل موئل رحيب، وتشكل جنين المحبة فى رحم الأرض، ليخرج بعد حين يكلم الناس فى الأرض، وضحك القرينان حتى ظهرت نواجذ موجهما، وتعانقا فى وصل ينهض من الأرض ليلامس بوابات السماء، يخبر العابرين ويمد لهم نارهم، دفئا وضياء.

    ثم نمت واستطالت غرسة الشغف الصبية وتفتحت فيها وردة اللقاء تداعبها الشمس فى كل صباح وتكتب على خديها تذكارا صباحيا بهيا
    تصحو الشارع والدروب ثم تحلق عاليا لتهمس أسرار العابرين فى اذن الغيمة، وتقفل عائدة من جديد لتمضى عميقاً فى خبايا الموئل الجديد
    بدت أقدام الخلق مثل أجنحة تلغى تماما لهف الخطوات لتتحول إلى احتضان الهواء وهى على يقين بأن الخطوات لا تقنع بما ييسره التراب من مواطئ حياة.
    ما الذى يجرى هناك إذا؟ فى قلب التيه المسيطر وفى ما يسيل من فم الوقت من تزاحمت الأكتاف لتغمر عجلة الزمان وتروض وحشة المكان.
    تفتحت وردة النداء
    انداحت مياه القرينين تعمد الأرض وتصادق السماء وسرت فى اوردة القادمين
    العابدين العابرين والعاشقين

    (عدل بواسطة أبوذر بابكر on 08-21-2014, 06:18 AM)

                  

08-21-2014, 06:17 AM

أبوذر بابكر
<aأبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: و الخرطوم (Re: أبوذر بابكر)

    (2/2)

    تبدو الدروب وكأنها تفضى وتقود إلى قلب ال "يونيون جاك" ومن عجب فإنها تقودك إلى قلبه، حيث يجلس فى وقار "الجامع الكبير"، هكذا أرادها من لا تغيب شمس الكون عما ملكت يمين سطوتهم، أرادوها خريطة وربما لوحة تمجد تلك الحسناء التى لا تغيب شمس شبابها، ثم "تسودن" بطريقة غائرة المعنى، روح المكان وجسده. أربعة شوارع، كل واحد منها يبدأ من مفتتح الجهات الأربع، ليقود الى قلب المعنى
    هكذا أرادوا وهكذا فعلوا.
    كان شارع "فيكتوريا" يبدأ مسيره من أمام القصر، وهو فى المبتدأ قصر، لا يهم ساكنه، سواء كانوا ثلة من "باشوات" أتوا على حين غرة وفى رحالهم كل شئ إلا المحبة، أو كان غوردون أو هوراشيو هربرت كتشنر أو من جاء بعدهم، هو قصر، ثم تنتهى مسيرة "فكتوريا" عند نصب كان فى هيئته مثل مركب لم يوسع الصانع فيه براح الجلوس، وفى وسطه مسلة قصيرة المعنى، تمجد قتلى حروب التى غابت شمسها الآن، بما فيهم أولئك "المشلخين" أفقيا ورأسيا، ثم يقف بعدها سور السكة الحديد فى وجهك، وما عليك سوى أن تقفز من فوقه ليسرى جسدك، فى الجهات الأربع أيضا، هكذا أريد أيضا للمعنى أن يتجسد.
    إذن دعنى احدث النهرين عنهم وعنى، وليتهما يصدقان قولى وليتنى أصدق حديثك يا "معرى"، فليكن ذلك، وسأبدأ الآن فى تخفيف الوطء بذات الأقدام التى ما ملت التحليق، ذات الأقدام التى تقرأ فاتحة الدخول لتنهب المسافة بين "أتينيه" و "الكلوزيوم" وفى المخيلة تجلس ذات المسافة بين أثينا وروما، ونفس الشقة بين "السانت جيمس" و "الرويال" تلك التى تعادل ملايين السنوات الضوئية العجاف، فيا ايها المعرى، لا تحرجنى بتصديق كلامك، لا تحرجنى، فالخرطوم الآن قد إنتبذت أقصى ما فى المجرات الشائكة من أغوار، وابتعدت شفاه الرغبة عن حواف كأس التمنى والإرتواء ، دعنا نخفف الوطء لنقطع المسافة بين الخرطوم و الخضرة، ونتوهم المسير الى الجنة أو الجحيم، دعنا نتشح بمساء شتوى "لندنى" الملامح، لندلف "شارع البرلمان"، هو ايضا قصير النفس ولا تفتر الخطوات/الأجنحة من الغوص/التحليق فيه، هناك وأنت تيمم شطر الشرق منه، وفى وسط أخيلة النجيلة والنوافير الكسولة، بسطوا ساحة للشهداء، لم يخبرونا أى الشهداء هم، بل نصبوا فيها لإبنهم الغازى تمثالا ثم أزيل، وليتهم تركوه ليذكرنا بمعنى الإنتصار وطعم الهزيمة، لكى نتذكر دائما أن لا أحد يهزم أحدا، بل الناس هم الذين يهزمون ذاتهم بأنفسِهم، فالهزيمة فعل داخلى بينما الإنتصار عمل خارجى.
    لو أردت الآن أن تلون وجه الغناء فى الخرطوم، فإنك فى حاجة الى كل الحدائق التى ترضى أن تهب ألوانها، فى حاجة الى كل الريح التى تنقل أنباء الأحزان وجميع الزغاريد التى تضمر الفرح لتنشره فوق أرض المساكين. لن ألوم الحبر حين يتوغل بعيدا فى دواة الدم، فأمام عتبات الإشتهاء تصلّى الشمس مواقيت الشروق، ولن أسير تحت سماء الواقع، فالخيال أرض تؤتى غرسها بشرا ومكانا يصارع تبريح التوهم لينيخ نوق الأخيلة. فالصورة أكبر من أن يحتويها إطار التراب، الضوء فيها غامض وخجول، لكن رغما عنه وعنى، سوف أحمله تحت القلب من الخرطوم، إلى الخرطوم.
    ما النهر سوى طائر مسافر إسمه الحنين والبيوت دموع تيبست وتجمعت حولها أفواج "اللبخ" مواسية،
    المكان إكسير الحياة. ولكن من هى هذه المدينة الآن ؟
    هذى المدينة تحديداً

    بماذا يبشر التراب؟

    مدد يا سيدنا يا قطبنا الأرباب

    مدد يا خرطوم
                  

08-21-2014, 06:35 AM

أبوذر بابكر
<aأبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: و الخرطوم (Re: أبوذر بابكر)

    فى حدائق وجهِها
    تأتلفُ العصافيرُ
    تكتبُ
    على خدِ الصباحِ
    الذى
    فى كلِ يومٍ
    يُفتّح أبوابَ الضياءِ
    ثم
    يخلعُ شمسَه
    عند بابِ الوردِ
    لتأتلقَ الأزاهيرُ

    يغمسُ نومَه
    فى نهلِها العبيرِ
    ثم يرتدى
    كسوةَ الرحيقِ

    هناك
    فى حدائق وجهِها
    تدفقُ العصافيرُ
    مواعيدَ بوحِها
    تذكاراً
    عن العشِق العتيقِ
    تدفنُ العصافيرُ
    مَواتَ جرحِها
    وما تبقى
    من دموعِ ليلِها الصديقِ
                  

08-21-2014, 06:39 AM

أبوذر بابكر
<aأبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: و الخرطوم (Re: أبوذر بابكر)

    هناك
    فى مجاهل ليلُنا الذى
    كلما مددنا صوبَه
    حرقةَ العيونِ
    ترجلَ عن سوادِ حزنِه
    أناخَ راحلةَ الجراحِ
    ونام فينا
    ونحن
    بين يقظةِ الأنينِ
    مطلقِ السراحِ
    وغفوةِ الظنونِ
    نجوسُ وسط نومِنا
    أو
    فوقَ موتنا المباحِ
    حيث كلُ حلمٍ فيه أخرسٌ
    يناوشُ الهتافَ
    يستعيرُ
    حرقةَ الصياحِ
    وصيحةَ الحريقِ
                  

08-21-2014, 06:42 AM

أبوذر بابكر
<aأبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: و الخرطوم (Re: أبوذر بابكر)

    فى حدائق وجههِا
    نبعٌ بُنّى الطعمِ
    يسكنُ الصفاءُ لونَه
    يمنحُ السماءَ لونَها
    وإرتواءَ نبضِها
    وكحلَ جفنِها الخجولِ
    نبعٌ يسكنٌ غيرَ بعيدٍ عنه
    حقلٌ يمتزجٌ نداهُ
    بروح القهوةِ
    وبعضِ حليبٍ من ثدى الألقِ
    قمرٌ
    يمتهن الفرحةَ
    يغزلُ أفقَ العشقِ
    بفضةِ إبتسامِها
    بنشوةِ الفصولِ
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de