|
|
 سقوط التجربة الإنتخابية بجالية قطر.. د, عبد المطلب صديق .
|
انتخابات الجالية السودانية بالدوحة .. سقوط التجربة الانتخابية!!
د. عبد المطلب صديق
[email protected]
بات من المرجح أن يسدل الستار على انتخابات الجالية السودانية بدولة قطر بفوز قائمة التيار الوطني المحسوب على حزب المؤتمر الوطني الحاكم بجميع مقاعد مجلس الجالية نظرا لانسحاب المعارضة من السباق الانتخابي احتجاجا على ما اسمته التدخل السافر لسفير السودان في الدوحة في تسيير دفة الانتخابات، وخرق النظام الأساسي، وحرمان فئات الزراعيين ورجال الأعمال من الترشح لمقاعد الجالية، باعتبار أن المسجلين من هذه الفئة يقل عن ثلاثين فردا كحد أدنى يؤهل للانتخاب والحصول على مقعد بالمجلس.
وثمة نقاط ضعف قانونية ونقابية عديدة في ضوابط تشكيل مجلس الجالية السودانية بالدوحة، اذ لا تزال العلاقة بين السفارة والجالية يشوبها الكثير من الالتباس وعدم الوضوح والتسيس وافتعال المعارك من قبل كافة القوى السياسية المنضوية تحت مظلة الجالية السودانية، وقد بلغ الصراع أشده والاستقطاب مداه بينما المسجلين لانتخابات الجالية في مجملهم لا يزيد على اربعة الاف فردا في حين ان مجموع أبناء الجالية السودانية بدولة قطر يزيد على 45 الفا بالتمام والكمال ، مما يعني أن الاغلبية الصامتة وهي الممثل الحقيقي للسودانيين في الدوحة غائبة او مغيبة او اختارت الابتعاد لانها لا ترى في الجالية أيا كان توجهها السياسي، ممثلا حقيقيا لتطلعاتها وامالها ومصالحها الخدمية الحيوية التي تحتاج الى كل هذا الصراع.
ولا يصح القاء اللوم على المعارضة وحدها دون تحميل السفارة مسؤوليتها باعتبارها الجهة القانونية التي تنضوي تحت مظلتها كافة الروابط والتنظيمات الاجتماعية في دولة قطر. ويقع على عاتق السفارة مسؤولية مباشرة في معالجة احجام منسوبي الجالية عن المشاركة في انشطتها لأنها تملك وسائل معالجة هذه الأزمة دون غيرها.
والتجارب السابقة تقول ان الاحادية وسيطرة تنظيم بعينه على المجلس يؤدي الى هذا الاحجام بلا شك ما لم تعمل اللجنة التنفيذية المنتخبة على استقطاب كافة القوى تحت مظلتها، وهذا ما لم يحدث في ظل سيطرة منسوبي المؤتمر الوطني ولم يحدث ايضا في ظل قيادة المعارضة لمجلس الجالية.
وقبل هذا الصراع الانتخابي كان اجدى بالمتنافسين السعي الى اجتذاب السودانيين الممتنعين الى الدخول تحت مظلة هذا الجسم الخدمي النقابي وقد نتفق مع السفير في أن الرابطة المهنية التي تفشل في تسجيل 30 ناخبا لا تستحق معقدا في مجلس الجالية ، فالمنطق يقول أن حل هذه المعضلة كان الاجدر ان يتم قبل فورة الصراع والاستقطاب الانتخابي القائم على هذا حكومة وذلك معارضة وفي هذه الحالة تضيع الحقيقة بين الصراعات القائمة على الانتماء وليس على مصالح أبناء الجالية في قواعدهم المختلفة خاصة اولئك الذين لا يعنيهم فوز المعارضة او الحكومة قدر اهتمامهم بفوز النقابي الذي يخدم مصالحهم.
وللمعارضين أيضا وجهة نظرهم التي يسمع لها وهي رفضهم لتدخل السفير في تنظيم تفاصيل العملية الانتخابية خاصة ما يتعلق بتحديد الفئات مما عده المعارضةن خرقا بائنا للنظام الاساسي لانتخابات الجالية وهو بالفعل كذلك.
لكن مجلس الجالية السابق أيضا ساهم بقدر ما في هذه الأزمة كونه لم يسع الى معالجة مشكلة تمثيل الفئات المهنية المختلفة في المجلس قبل الصراع الانتخابي نفسه وتبدو ملامح هذا الخلل واضحا في وجود عضوين بذات المحلس أحدهم حصل على مئات الاصوات في فئة مثل المعلمين واخر فاز بعدد أصوات لا يزيد على أصابع اليدين في فئات أخرى.
ولم تكن بوادر السباق الانتخابي مبشرة على الاطلاق منذ بداية العام حيث شهدت المدارس السودانية صراعا من نوع اخر بين مجلس الجالية والسفارة في السبب في ذلك عدم وضوح الرؤية خلال السنوات السابقة في ضبط العلاقة بين الطرفين في ادارة شأن المدارس السودانية خاصة وان لكل طرف من الطرفين رؤاه في احقيته في التدخل في أمر ادارة المدرسة ومنطق الحال يقول ان الجالية لا قيمة لها دون سفارة تحميها والسفارة ما قيمتها اذا لم تجد جالية نشطة تمكنها من القيام بمهامها في خدمة المنتسبين اليها.
الان وقد امتنعت المعارضة من خوض الانتخابات بسبب اصرار السفارة ورفضها للطعون التي قدمتها الى لجنة الانتخابات فهي قد فتحت الباب على مصراعيه لاعلان فوز قائمة المؤتمر الوطني بالانتخابات وباغلبية كاملة و بالتالي بمقدورها تعديل النظام الاساسي على النحو الذي يحلو لها ولربما تعود الى نظام التمثيل المباشر مما يؤدي الى اقصاء المعارضة بالكامل في ظل معطيات التسجيل الحالي .. كما ان رفض منسوبي الوطني للحوار واصرارهم على مساندة قرار السفير بتعديل المقاعد قد فوت عليها فرصة الفوز بالانتخابات عن عنوة واقتدار رغم ما ستخسره من اغلبية كاملة تعود الى فوز المعارضة المحتمل بعدد من المقاعد ، لكن لسيناريو الاخير كان سيصب في مصلحة الحوار والوفاق الوطني الذي نسعى له جميعا ونتمناه لنزع فتيل التوترات المشتعل منذ فترة ليست بالقصيرة.
إن الجالية السودانية بالدوحة امامها العديد من التحديات أهمها التنافس المحتدم على فرص العمل وزيادة كفاءة العاملين وهذا مجال تهتم به جميع الجاليات عدا الجالية السودانية الغارقة في صراعها الحكومي والمعارض. والتحدي الاخر الاكثر ضراوة هو اهتمام الجاليات الاخرى بتطوير مدخلات التعليم ، وللاسف في اجتماعات الجمعية العمومية الاخير للمدارس السودانية ادخلت كل صنوف الصراع على جدول الاعمال ، عدا بند المناهج الدراسية ومستوى التحصيل وبرامج تطوير اداء المعلمين وهذه البنود هي التي تاسست من اجلها المدرسة اساسا... هي أزمتنا كسودانيين نمارس السياسة في المدرسة والعمل النقابي في أنديتنا الترفيهية ونتقاتل كأصلعين على مشط لا يفيد من يفوز به في شيء ...
قناعتي ان العنوان الرئيس لانتخابات الجالية السودانية في الدوحة هو سقوط المرشحين جميعا وفوز الاغلبية الصامتة باغلبية المقاعد .. وهي مقاعد الجلوس على مقاعد برلمان مشاهدة مباريات كاس العالم. ونامل أن تراجع السفارة موقفها اذ ليس من مصلحتها استئثار منسوبي المؤتمر الوطني وحدهم بمقاعد اللجنة التنفيذية لنعود من جديد الى مربع جالية المؤتمر الوطني وليس جالية كل السودانيين بدولة قطر .
|
|
 
|
|
|
|
كمال سالم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست