نص ورقة المحبوب عبد السلام التى تدعو الى إعتذار وإعتزال الترابى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 01:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-30-2014, 02:11 PM

محمد عبدالرحمن
<aمحمد عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 03-15-2004
مجموع المشاركات: 9059

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نص ورقة المحبوب عبد السلام التى تدعو الى إعتذار وإعتزال الترابى

    *
                  

05-30-2014, 02:12 PM

محمد عبدالرحمن
<aمحمد عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 03-15-2004
مجموع المشاركات: 9059

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نص ورقة المحبوب عبد السلام التى تدعو الى إعتذار وإعتزال الترابى (Re: محمد عبدالرحمن)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    المقدمات
    تأسس المؤتمر الشعبى بق ا رر م وفق فى أعقاب مفاصلة الحركة الإسلامية و فىى لحةىة بال ىة
    الدقة، فإذ مضت غالب رجاءات المتنفذين السلطويين خارقى الدستور يومئذ مضت تستيقن – –
    أن قى ا رر حىا أمانىة المىؤتمر الىوطنى العامىة سيضىس الخاتمىة الحاسىمة لفصىيا الشىرعية الدسىتورية
    الىذق قىادص وأصىب رمىنص وعنوانىع ا مىين العىاى للحركىة، والىذق يجسىد مىن ناحيىة أخىرق مرجعيتهىا
    الفكرية وشرعيتها التنةيمية والتاريخية.
    ورغى تردد ا مين العاى نفسع فى ق ا رر الانفصاا التاى وتأسيس كيان جديد مسىتقا، مىى تطلعىع
    لينشىط فىى أطىر الكيىان الخىاا الىذق دعىا ليىع بعى الىذين انحىانوا لىى أطىر السىلطان المسىتبد،
    فقد انشرحت صدور الجميس لى تأسىيس الحىنب الجديىد مىى التجىاف والمقاطعىة يمىا بىادرل التفىا
    من أولئك تعيدنا لى أطر خاصة باطنية تمن من جديد الشرعية للمستبدين بالسىلطة فىى الةىا ر
    والمتنفذين فيها با مر الواقس، واذا سارع أ ا السلطان لينسخ وا تطلعات التنةيمين الذين أ ا ردوا أن
    يجعلىوا مرجعيىة لحركىة سىلامية تحكىى الدولىة وحنبهىا، ذ تلاشىت تلىك ا حىلاى بإر ىاب السىلطان،
    أطلىق أ ىا الشىرعية فىى الشىعب عبىارل السىخرية مىن الكيىان الجديىد فىى موقى واضى يقطىس كىا
    وشيجة معع.
    اختارت القيادل كذلك أن تحتفة بكلمة )الوطنى( فى اسى الحنب الجديىد فصىار المىؤتمر – –
    الىوطنى الشىعبى، فأضىحت الشىعبية ى الإضىافة للاسىى ا صىا فىى الكيىان القىديى، الىذق أسسىع
    بحق جماعة الشرعية بقيادل ا مين العاى، وكان أولئك دائماً مستعصىمين بىأطر السىلطة ودواوينهىا
    عن السعى الدءوب عبر ولايات السودان، وفى حواضرص وق ا رص التىى مسىحت فىى ترحىاا مسىتمر لىى
    ينختى لا عشية مؤتمر الآلا العشرل العاى الذق وضس البذور ا ولى لمرحلة المفاصلة.
    فىإذا كىان ذلىك التأسىيس والتىاري عنيىن علىى القيىادل المنقلىب عليهىا، أبقىت وا ا مىر كلمىة
    الوطنى، مى تبلورت بالتدريج فى صفو الحنب الجديد كلمة المفاصلة التى أضىحت اليىوى عنوانىاً
    واسماً لتلك المرحلة واذ مضت الاع ا ر السياسية المعاصرل لتؤكىد أن مىن يقتىر خطىأً كبيى ا رً فىى
    السياسة ويعتر بىع، يعمىد أ رسىاً لىى الاعتىذار والاعتى ا نا، فىإن ذلىك لىى يقىس وا تأسىيس المىؤتمر
    الشعبى، رغى اعت ا ر قادتع فى ندوات عامة بالاخطاء التى واكبت الحركة منذ تأسيسها ا وا، –
    مىىى أنهىىى قىىادوا الانقىلاب ومىىا ترتىىب عليىىع مىىن أخطىاء تجىىاونت حقىىوق الحركىة لىىى حىق الشىعب
    2
    السودانى، فإنهى لى يعتنلوا السياسة با صعدوا فو ا رً ليكونوا قادل الحنب الجديد، فالىذق كىان ا رجحىاً
    لدق أغلب ا عضاء الىذين انحىانوا لىى الشىرعية التىى مملهىا الشىعبى أن تسىتمر القيىادل التاريخيىة،
    فالحنب الجديد فى حاجة لى الرمنية كمىا ىو فى حاجىة للتعبيىر عىن الصىمود لحةتئىذ أمىاى – –
    الط يان السلطوق من قمتع لى قاعدتع.
    تلىىك الحالىىة المتجسىىدل فىى اسىىتم ا رر القيىىادل التالىىدل أعاقىىت لىىى حىىد كبيىىر مشىروع الم ا رجعىىة
    الشاملة لسائر كسب الحركة الإسلامية السودانية من التأسيس لى الانقلاب، وساعدت من ناحيىة
    أخىرق اسىتم ا رر قىدر مىن ا خىلاق وا عى ا ر والمقافىة و السىلوك التىى كانىت لحةىة المفاصىلة ىى
    الساعة ا وجب لإعادل النةر فيها والتطهر من آمار ا لاسيما السلوك الذق نما وترعرع فى أروقىة
    ا جهنل الخاصة وتلك قصة نعود ليها.
    لكىن اسىتم ا رر القيىادل كىان فىى منحىى آخىر أشىد خطى ا رً ىو اسىتم ا رر صىوا الخطىاب القىديى
    لاسىيما فىى منىابر المنىاةرل السياسىية، فقىد تمسىكت القيىادل بشىرعية قى ا رر الانقىلاب و صىوابع علىى
    النةاى المنتخب ديمق ا رطياً والتى كانىت جىنءاً منىع، تسىتحوذ علىى ربىس مقاعىد ب رلمانىع، وقىد شىاركت
    فى و ا نرتع قبا ا خيرل، استناداً لى حىرا القىوق العةمىى ال ربيىة علىى وأد الديمق ا رطيىة ذا ولىدت
    سلاماً، مى مذكرل الجيش فى خاصة الحالة السودانية، مما قد يكىون كلىع صىالحاً سياسىياً للخطىاب
    العىىاى، ولكىن ذلىك التأسىيس لقى ا رر الانقىلاب وضىس تلقائيىاً علىى كا ىا المىىؤتمر الشىىعبى الىىوطنى
    الجديىد، مسىئولية الىدفاع عىن كىا ميى ا رم الإنقىاذ فىى مىدق السىنوات العشىر التىى كىان فيهىا مشىاركاً
    أصىيلاً فىى النةىاى، بىدلاً عىن القطيعىة مىس ذلىك الميى ا رم، والعمىد مباشىرل لتحديىد ا خطىاء التىى
    احترفت، لاسيما المتعلقة بحقوق الإنسان من بيوت ا شباح لى مذاب جباا النوبة وتىوالى وتىائر
    حىرب الجنىوب مىى دخىاا مقولىة الجهىاد وأدبىع ضىمن أطىر موصىولة بالضىرورل والتمىاى بممارسىات
    المؤسسىة العسىكرية منىذ الاسىتقلاا، وغيىر ذلىك مىن قى ا ر ا رت الإحالىة للصىال العىاى، ووضىس حجىر
    ا سىاس لدولىة الحىنب والجماعىة الخاصىة بىديلاً لدولىة السىودان التىى مضىت مىن بعىد الاسىتقلاا
    تساعد فى التفاعا والتدامج بين شعوب السودان وقومياتع المتعددل نحو قومية سودانية واحدل.
    وعلىى النقىي تمامىاً ةلىت القيىادل التاريخيىة تبحىم فىى مبىر ا رت للعشىرية ا ولىى عبىر تعديىد
    المنجى ا نت مىن الطىرق لىى بسىط الل ىة العربيىة لىى مىورل التعلىيى العىالى، وقىد تكىون كلهىا منجى ا نت
    ولكنهىىا كسىىوب لنةىىاى أحىىادق ديكتىىاتورق مهمىا اجتهىىد فىىى قيىىادل النىىاس لىىى الجنىىة بالعصىىا. ذلىىك
    واجب مؤجا لا فى ا رر مىن نجىانص أولاً لخاصىة حىاجن الكيىان الجديىد لىى تأكيىد الصىدق مىس الىنفس،
    تمهيداً لمسار جديد مؤسس على الحرية والعدا وك ا رمة الإنسان، ا صوا والشعا ا رت التى تمىددت
    بقول فى كيان المؤتمر الشعبى الجديد، فكلما انداد عسى النةىاى الطىاغوتى علىيهى كلمىا تبىين لهىى
    مدق أصالة تلىك المبىادو والقىيى التىى ىى ا قىرب لتمميىا الإسىلاى الحىق، فمىس دخىوا أعىداد كبيىرل
    3
    من أعضاء المؤتمر الشعبى لى المعتقلات بعد مذكرل التفا ى، ترسخت تلك المبادو، ووالا ا قلىة
    منهى بالبحم فىى التى ا رم الإسىلامى وفىى التى ا رم ال ربىى والعربىى المعاصىر، وانفتحىت أمىاى الحىنب
    الجديد فرصة نادرل لتبديا الم الطة لى معادلة تقدى الفكرق على العمل وتشيس مناخ مقافى جديد
    تقىودص ا فكىار والحىوا ا رت ، ولكىن ن الانتقىاا لىى يكىن نفسىع مؤسسىاً أفكىار صىريحة لىى يبلى ذلىك
    البنيان تمامع و لا ي ا نا.
    مانيىاً دخلىت جماعىات مىن الشىباب لىى المىؤتمر الشىعبى بعىد المفاصىلة لىى يكونىوا بعضىاً مىن
    ذلىك التىاري وةىا بعضىهى يىرد علىى أسىئلة التىاري عامىة ومسىؤوليات العشىرية الانقاذيىة خاصىة
    وجناياتها أنهى لى يكونوا بعضاً من ذلك ذ لى يكن معنا فاعلاً أو شهيداً، لكن تلك الإجابىة تنطىوق
    علىى مفارقىة منهجيىة ذ لا ينحىان الإنسىان لىى حىنب دون أن يقى أ ر تاريخىع، بىا أنهىى مهمىا أعجبىوا
    با فكار والمواق ال ا ر نة فقىد سىمعوا عىن التىاري القريىب وعرفىوا عنىع الكميىر، ولكىن الىذق ورطهىى
    فى الإجابة الخطأ و تجا ا المؤتمر الشعبى عن الم ا رجعة الشاملة الماسحة لتاريخع منذ تأسيس
    الحركة كما أسلفنا، حتى ذا انحان عضو ليع ينحىان علىى بصىيرل، تؤكىد فكىرل التأسىيس الجديىد –
    عبر نقد الذات.
    مالماً الحق أن قادل المؤتمر الشعبى عبروا وةلوا يعبرون دائماً عىن اعتى ا رفهى با خطىاء التىى
    اقترفىت عبىر تىاري الحركىة الإسىلامية فىى السىودان خاصىة فىى العهىد ا خيىر الىذق حكمىت فيىع
    الدولىة واحتكىرت المجتمىس لبرنامجهىا، لكىن ذلىك ةىا دون رجىاءات السىاحة السىودانية لاسىيما قىوق
    المعارضىة التىى تقىدمت المقىة بىين قادتهىا وقىادل المىؤتمر الشىعبى ولكىن ةلىت قواعىد ا تعيىد طىرح
    السىؤاا ىا أكمىا المىؤتمر الشىعبى اعت ا رفىع بأخطىاءص لنقبلىع بكمىاا المقىة فىى صىفو المعارضىة.
    فرغى صدور رسالة خاصة با مين العاى بعد عاى من تأسيس الحىنب ونحىو عىامين مىن المفاصىلة
    حملىت عنىوان )عبىرل المسىير لامنى عشىر السىنين(، قابلهىا بعى الكتىاب الإسىلاميين بالنقىد نهىى
    أ روا فيهىا نقصىاً عىن تمىاى الاعتى ا ر وبالتىىالى عىىن تمىىاى مواجهىىة ا خطىىاء وتجاون ىىا كمىىا فعىا –
    الكاتىىب عبىىد الو ىىاب ا فنىىدق ولكىىىن كميىىر مىىن القىى ا رء وجىىد صىىعوبة فىىى فهىىى ل تهىىا و ضىىى –
    مضمونها، فلى تفل فى استممار اللحةة النىادرل للقطيعىة مىس الماضىى، لىيس بسىبب الل ىة بىالطبس،
    ولكىن بأسىباب مىن تعلىق ا مىين العىاى نفسىع وغالىب الصى القيىادق بالم ا رحىا السىابقة التىى كىانوا
    داتها وبناتها وعجن ى عن التصدق الواض لنقد ا.
    الا ان افضا ما حوتع )رسالة عبرل المسير( و نصها الواض على ان جيا التاسيس يهدي
    تجربتع بطيب نفس لجيا جديد ف القيىادل يىوال المسىير بالحركىة نحىو افىق جديىد ، و ىو بىالطبس
    نىا لىى يىت لىع ان يلامىس الواقىس الىى اليىوى ، بىا انىع قوبىا فىور امارتىع مىن يئىة الشىورق الهامىة
    الاولىى بعىد اطىلاق سى ا رح الامىين العىاى بىالرف مىن جيىا التاسىيس نفسىع و بالصىمت مىن الامىين
    4
    العاى. و لا ريب ان تاجيا العما وفق تلك الحكمة المبكرل نسبيا بعد تاسيس الحنب ادق و يؤدي
    لتعقيىىدات كىىادت ان تىىؤدي بافضىا مىىا فىى ميى ا رم الحركىىة مىىن احتى ا رى قياداتهىىا و كىىاد يفقىىد تلىىك
    القيادات المصداقية الت كمي ا ر ما دعت لها.
    كما صدر كتاب )دائرل الضوء خيوط الةلاى( ورغى الانتشار الذق وجىدص، فقىد وجىد فيىع النقىاد
    روح الم ا رفعة عن مواقى ا مىين العىاى بىان العشىرية ا ولىى، و ىو كىذلك نىع ىد لإجىلاء – –
    الحقىىائق أمىىاى التشىىويع الهائىا المبىرمج الىىذق أشىرفت عليىع السىلطة واعلامهىا. واذ أن الآخىر فىى
    المؤتمر الوطنى قابا الكتاب وا صدورص بنشر المقالات التى تشوش على القارو وتصرفع عنع،
    فقىد والىوا الصىمت بعىد ذلىك عنىدما تبىين أن الكتىاب فيىع مضىمون حقيقىى، كمىا أن غالىب قيىادات
    وأطر المؤتمر الشعبى قد قابلتع بالصمت غير المبرر ا نء الحملة المضادل، ولعا ذلك بع مما
    ورموا من مقافة اللا حىوار السىائدل فىى بنيىة الحركىة الإسىلامية التىى تربىوا فيهىا، لا أنىع فىى المقابىا
    ا تمت جماعات محدودل من الشباب ا ص ر فى الحركىة. وكتبىوا عنىع وفتحىوا منافىذ للحىوار عنىع
    فى المواقس الاسفيرية، وعقىدوا لىع جلسىات متسلسىلة مىس تسلسىا فصىولع، ولىو بى ا ند قليىا مىن معرفىة
    ذلىك التىىاري ، لكنىىع تعبيىر مهىىى عىىن حىىاجتهى لنقىىد التىىاري وعىىن اخىىتلا مناخىىاتهى الفكريىىة عىىن
    مناخات سلفهى الذق ما ي ا نا فاعلاً فى الساحة.
    صىىدر كىىذلك وا تأسىىيس المىىؤتمر الشىعبى البرنىىامج العىىاى، و ىىو وميقىىة جيىىدل مناسىىبة وا
    الخىروإ، ذ أكىىدت منىىذ مفتتحهىىا علىىى المعىىانى الجديىىدل ا ىىى، الحريىىات والحرمىىات والحصىىانات
    الموصىولة كلهىا بأصىوا حقىوق الإنسىان، مىى أكىدت علىى الىلا مركنيىة فىى الحكىى الاتحىادق وبسىط
    السلطة والمرول، مى مسحت على نهج الب ا رمج العامة رؤق الحنب ومواقفع فى سائر القضايا العامة
    من السياسة لى الاقتصاد لى المجتمس، تؤكد على أن المؤتمر الشعبى كيان جامس مؤسىس علىى
    الإسىلاى، وفىق رؤيىة الشىموا التىى مملىت أصىوا فكىر الحركىة وصىور تعبير ىا السياسىى، فأح ا نبهىا
    ليست كيانات سياسية خالصة ولكنها جامعة للسياسة والمقافة وا خلاق والعلى والاقتصاد والمعاش
    والعما الإنسانى والخيرق، مما يمير قضية أخرق أصولية عن المدق الذق يسعع الحنب السياسى
    ويختا بع فى الحيال العامة، فإذ خرإ المىؤتمر الشىعبى لىى حىد معقىوا مىن الاندواإ الىذق – –
    وسىى عمىا الحركىة الإسىلامية دائمىاً بىين بىاطن يمسىك بىالق ا رر لاسىيما فىى المسىائا ا خطىر وبىين
    ةىىا ر تبى رن فيىىع صىىور لمؤسسىىات و ياكىا، أو حالىة جماعىة الإخىىوان المسىلمين المصىرية التىىى
    تعر نفسها بالنةر لى وةائفها انها ) أكبر من حنب ولكنها أص ر من الدولة(، أو معضلة مىا
    يعر بالحركة الإسلامية فى السودان التى تعقد مؤتم ا رتها وتعلن عن دور ا ولكنها ليست مسىجلة
    لدق مسجا ا ح ا نب ولا يسعها أق طار آخر ضمن منةومات الدولة.
    5
    تلىك قضىىية جىدي رل بالبحىىم عنىىد التطلىىس فىق جديىىد يقطىىس مىىس الماضىىى علىىى بصىىيرل، يأخىىذ
    أحسن ما فيع ويعتر بأخطائع اعت ا رفىاً واضىحاً ويعتىذر عنهىا اعتىذا ا رً لا لىبس فيىع يحيىى بعىدص مىن
    حيا عن بينة ويهلك من لك، وتلك أيضاً قضايا نعود ليها بشئ من التفصيا.
    لكىن مهمىا يكىن شىموا البرنىامج العىاى الىذق كتىب بىين يىدق تأسىيس الشىعب فقىد مضىى عليىع
    اليوى عقد ونص العقد تقريباً استجدت فيع قضايا وتطورت فيع مواقى ، ولكىن ا ىى أنىع لىى - –
    يعىىد معبى ا رً عىىن قطىىاع مقىىدر مىىن أعضىىاء المىىؤتمر الشىعبى اليىىوى وكميىر مىىن الىىذين يت والىىون معىىع
    بعاطفىة والتى ا نى سىابق وخاصىة الفئىة الشىبابية التىى توسىعت فىى القى ا رءل والا تمىاى با فكىار والهمىى
    بالجديد.
    لا أن الب ا رمج وا فكار لا تجد عادل ما تستحق من مداولة ونقد يتي لها التطور للأحسن بما
    ىو معلىوى فىى عامىة مقافىة أ ىا السىودان، ولكىن ا وجىب علىى حركىة أو حىنب يىنعى أنىع مؤسىس
    على ا فكار وقائى على الدعول لها فى شموا الحيال ووجو ها كافة، أن يكىون للبرنىامج وقىس كبيىر
    عنىىدص. ولكىىن اليىىوى وبعىىد الكىر المتطىىاوا للسىىنين لابىىد أن يصىىدر برنىىامج جديىىد للتأسىىيس الجديىىد
    يستها بالم ا رجعة.
    - - 1 لكىا ومىائق الحركىة المهمىة منىذ تأسيسىها وتحديىداً مرحلىة الجبهىىة الوطنيىىة ) 1191
    1111 ( وتحالفاتهىا وافكار ىا ومواقفىا ىى مرحلىة اشىتد فيهىا ط يىىان النةىاى المىايوي علىى الحركىىة
    لكنهىا كىذلك مرحلىة فىت فى علاقىات الحركىة المحليىة اكبىر مىن مرحلىة سىابقتها جبهىة الميمىاق، و
    اوسس من لاحقتها الجبهة الاسلامية القوميىة، تعافىت فيهىا الا ا ردل السىودانية السياسىية مىن الشىقاق
    السياس و توحدت ف لحةة نادرل بأستمناء الحنب الشيوع ، مما مما بنرل خيىر لىى تنمىو بعىد اذ
    ولكنها مملت سنة حسنة قد يقتدق بها ف المستقبا ، مىى الدسىتور المجىان فىى منتصى ممانينيىات
    القىرن الماضىى، والنةىاى ا ساسىى وبرنىامج الجبهىة الإسىلامية القوميىة وأ ىى ومائقهىا خاصىة ورقىة
    الجنىوب والبرنىامج الانتخىابى وميمىاق السىودان 1191 ، مىى ومىائق المىؤتمر الىوطنى فىى تطىورص، مىى
    الإسىت ا رتيجية القوميىة الشىاملة، وأخيى ا رً المىؤتمر الشىعبى فىى مسى يىأتى علىى أ ىى أفكار ىا وأعمىاا
    النقد الذق يرصد ا خطاء ويستصحب الصواب، وا وفق أن يكون ذلك فى ورقة واحدل شاملة.
    2 مواق الحركة موضس الخلا والجدا منذ حا الحنب الشيوعى 1199 ، المصىالحة مىس -
    نةىاى مىايو خاصىة الموقى الىداعى لقىوانين سىبتمبر التىى أقىرت الحىدود واشىتهرت علاميىاً بقىوانين
    الشريعة الإسلامية، وما أفر نت من تعقيد للحالة السياسية السودانية حتى لحةة انفصاا الجنوب،
    مى الموق مىن عىداى ا سىتاذ محمىود محمىد طىع، وأخيى ا رً قى ا رر الانقىلاب علىى الديمق ا رطيىة وتبعاتىع
    كافة خاصة مل حقوق الإنسان ف عهد الانقاذ لاسيما العشرية الاولى الت كىان كميىر مىن قىادل
    الشعب بع منها. وتلك أيضاً م ا رجعة لا تنشد المسارعة لى الإدانة والب ا رءل ولكنها وقفة صىدق
    9
    مىس الىىنفس طالمىىا حجبتهىىا مىدافعات السياسىة المسىىتمرل، كمىا أنهىىا قى ا رءل لتلىىك المواقىى فىىى ضىىوء
    ةرفهىا النفسى التىاريخى ولحةتهىا المحليىة والدوليىة، ممىا يتىي تفهىى لىدق أعضىاء الحركىة ويشىفى
    صدور معارضيها و يهيئهما معاً لتأسيسها الجديد.
    المؤتمر الشعبى المسار والمآل: –
    سىل القىوا أن المىؤتمر الشىعبى تأسىس فىى لحةىة بال ىة الدقىة وأنىع اجتىان اختبىار الانقىلاب
    على الشرعية بمبىات ونجىاح، لكىن غالىب الىذين انحىانوا لىى الشىعب كىانوا مىن الصىفو الوسىطى
    والصىفو القاعديىة، ذ انحىان غالىب قيىادات الحركىة و رمون ىا علىى الاصىعدل كافىة لىى السىلطان
    ذق الشىىوكة المتقلىىب، ورغىىى أن ذلىىك الموقىى بذاتىىع يسىىتحق الوقفىىة والد ا رسىىة والتأمىا قىىد نجىىد لهىىا
    مساحة فى مكان آخر نجيىب فيىع علىى السىؤاا لمىاذا ينحىان أبنىاء الحركىة الإسىلامية الامنىاء علىى
    مواميقهىا وعهود ىا لىى السىلطة طمعىاً فىى مناصىبها و باتهىا أو خوفىاً مىن بطشىها واضىطهاد ا أو
    حتىى مالهىىا، وأيىىن ىىى مىىن دعىىول القى آ رن )وكونىىوا شىهداء ه قىىوامين بالقسىط(، ومىىا خطىىع الفكىر
    الإنسانى عن الممق العضوق الذق يستشعر مسئوليتع نحو المجتمس رسالة لحياتع فضلاً عىن أن
    تكىون تلىك الرسىالة ىى ديىن يىدان بىع المىرء يىوى الىدين فىى القيامىة. وقىد تتىوالى ا سىئلة المهمىة
    كي انحانت الطليعة الفكرية والتنةيمية ضد شي الحركة الذق تربوا جميعاً على يديع وخرجوا –
    من منابعع لصال حكى عسكرق اسلموا لع القيادل. ا الذين تربوا فى أطر الحركة الإسلامية ى
    يحملون ذات أخلاق البرجوانية الص يرل التى تقدى معاشها و مصالحها على كا شىئ تلىك أسىئلة
    مشىروعة كىان ينب يىى أن يفىر لهىا بعى أولىى الفكىر والعىنى، ولكىن مقافىة الصىمت غلبىت مهمىا
    تماينت الصفو وتفاصلت، ولكن نرجئ ذا النقاش لمناسبة أخرق.
    لكن الذق يهمنا نا فى تأما لحةة التأسيس و تأكد حالة التوأى السىيام بىين شىقى الحركىة
    الإسلامية المتفاصلين شعبى و وطنى، لا يح احد ما و يعيش الا بمدد من ص ا رعع مس الاخر.
    فى المؤتمر الوطنى سرعان ما عبر بلسان قادتع وسلوك أجهنتع أن العدو ا كبر ليس المعارضىة
    الحنبيىة فىى الىداخا ولا حتىى الحركىة الشىعبية التىى كانىت تحمىا السىلاح فىى الخىارإ، ولكىن أخىول
    ا مس فى الكيان الوليد الجديد، و و ذات الشعور الذق حملع الشىعب تجىاص غريمىع الجديىد، ورغىى
    أن الخطىاب الواضى سىا ى فىى مىن الشىعب مصىداقية لىدق الشىعب السىودانى عامىة والمعارضىة
    السياسية خاصة، خاصة لىدق ط يىان الشىعور بالارتيىاب، أنهىا تمميليىة أخىرق كأختهىا التىى دشىنت
    مىيلاد الإنقىاذ وكمىا صىرح ا مىين العىاى نفسىع فىى أوا مىؤتمر صىحفى بعىد المفاصىلة ولخصىع فىى
    عبىىارل )أذ ىب لىى القصىر رئيسىاً وسىأذ ب لىى السىجن حبيسىاً(. لكىن مىن ناحيىة أخىرق معتبىرل
    استشىعر الكميىرون فىى حىدل الهجىوى المفىاجئ بىين جنىاحين كأنىا فىى ا مىس القريىب حنبىاً واحىداً لىى
    يسمس عن خلا حاد بينع لا رشوحات عىن تبىاين فىى الم واقى ، استشىعروا أن ذلىك نشىر لاسى ا رر
    1
    وعهىود لىيس مىن دافىس لهىا سىوق الحقىد السياسىى وأن ا مىر برمتىع لىيس بمفاصىلة و انمىا صى ا رع
    سياسىىى علىىى السىلطة. تلىىك كانىىت ةىلاا كميفىىة حجبىىت لىىى حىىد كبيىر أصىالة موقىى الشىعب
    المؤسس على قضايا ذات بعد مبدئى.
    سا ى فى ذلك بالطبس ومد فى أجا الارتياب فى مواق الشعب ارتباط قادتىع وقواعىدص بعمىوى
    تجربة الإنقاذ فى العشرية ا ولى وعدى الاستعداد للقطس الصري مس أخطاء ىا، مىى ضىع الىوعى
    عنىد الكميىرين فىى قاعىدل الشىعب الىذين غلبىت علىيهى عاطفىة الىولاء للقيىادل التاريخيىة للحركىة دون
    د ا رك بصير بأصوا الخلا ومعنى خرق الدستور الذي يمما العهد ا عةى للأمة.
    كما تطرفت مخاطبات ا مين العاى ا ولى لاسيما ندواتع العامة فى الولايىات وا طى ا ر ، ممىا
    سا ى بالطبس فى نيادل المصداقية ضد شكوك التمميلية ولكنع رس مواق الحنب فى خانة العداء
    ا عمىىى وعرضىىع لمىىا لىىى يتهيىىأ لىىع بالفعىا فىىىى تلقىىى ضىربات النةىىاى كافىىة عىىن جميىىس أطيىىا
    المعارضة، كما أكد أن المؤتمر الشعبى لدق أعضائع ولىدق عامىة السىاحة السياسىية لا يعىر ولا
    يعىر لا فىىى مقابىا المىىؤتمر الىىوطنى، فىىى منائيىىة ضىىارل خاصىىة فىىى داخىا أروقىىة الشىىعب ذ
    استشرت مقافة جاء المؤتمر الوطن فى غياب المقافة السياسية الحقة، وبل وا فى ذلك مستوق لا
    يليق ولا يفيد وبىرع مىنهى أفىذاذ فىى متابعىة قصىا الفسىاد مهمىا تكىن صىورص لىدق عناصىر الىوطنى
    لاسيما قيادتع وأضىحى ذلىك تسىلية محببىة وسىلوق تؤكىد الارتبىاط النفسىى والحنىين لماضىى التنةىيى
    والسىلطة مهمىا تخفىى ذلىك فىى ميىاب الك ا ر يىة المشىتعلة والنقىد الىذق يجىافى الموضىوعية وا فكىار
    نحو عالى ا شخاا وعالى ا شياء.
    فىىى خضىىى المرحلىة ا ولىىى المتفاعلىىة بىىين الخىلاا والطهىىارل مىىن القىىديى وبىىين الارتبىىاط بىىع
    والدفاع عنع وقس أحد رمون المؤتمر الشعبى مذكرل تفا ى مس الحركة الشعبية لتحريىر السىودان فىى
    فب ا ريىر 2001 . كانىت المىذكرل مىن حيىم المشىروعية الت ا نمىاً ببرنىامج الحىنب، الىذق نصىت الفقىرل
    ا خيرل منع على الحوار والتفاو مس الحركة سعياً نحو سلاى الوطن، لكن تةا السطور رمادية
    والوقائس خض ا رء، خاصىة فىى ا طىر التىى لا تقى أ ر البى ا رمج ولا تتىذكر التىاري مىى لا تحفىا با فكىار،
    فقد تردد القيادق ا وا الذق ةا معنياً بشىئون الجنىوب كمىر مىن عقىدين عنىدما بل ىع نبىأ التوقيىس
    على )مذكرل تفا ى( رغى أنع يعلى أن مذك ا رت التفا ى خطول نحىو البدايىة لا تلىنى قانونىاً ولا سياسىة،
    لكنع مهما ةا لصيقاً بمل الجنىوب فلىى يكىن يتوقىس أن يممىر الحىوار الىذق كىان يشىر عليىع مىن
    بعيىد علىى خطىول تعلىن للى أ رق العىاى عىن مسىار جديىد مختلى مىس الكيىان الىذق يةىا يجسىد العىدو
    ا وا للحركىىة الإسىىلامية، او مىىا )الحركىىة الإسىىلامية والحركىىة الشىىعبية( طرفىى النقىىي فىىى
    تصىو ا رت السياسىة السىودانية، رغىى أن ا وفىق أن يكونىا طرفىى المعادلىة التىى تسىا ى فىى اعتىداا
    ميى ا نن الىوطن. مىى أنىع القيىادق الىدكتور علىى الحىاإ توقىس وقىس المىذكرل علىى قيىادل وعضىوية – –
    9
    الحركة فأنور عن تحما مسئوليتها وحدص وقىد أسىر لعهىد طويىا فىى تحمىا المسىئوليات الجسىاى،
    كما أنع بحكىى خبرتىع بالنةىاى يقى أ ر ردود أفعالىع التىى أسىرفت فىى انتهىان الفرصىة لتمىاى تخىوين ا خ
    العدو وسجن قيادتع وتعطيا صحيفتع والسعى لحلع بالقانون.
    كىىذلك سىعت رؤوس نهىىانل عنصىرية فىى قيىىادل الشىعب يومئىىذ تىىدعو للتبىرؤ مىىن المىىذكرل - -
    والتخلىى عىن المىوقعين وتحمىيلهى مسىئوليتها، لىولا تصىدق حاسىى مىن ا مىين العىاى فالمىذكرل ربمىا
    ساعدتع للوصوا لى تماى المباينة والمفاصلة مس النةاى المتسلط و يأت ال أ رق العاى للأطروحات
    الجديدل التى ماب ليها.
    أما عامة قاعدل الشعب فقد ننلت عليها المذكرل بالصدمة وا خبر ىا مىى ىدأت عنىدما قى أ رت
    نصوصىها المونونىة بدقىة مىى أيىدتها وتمسىكت بهىا عنىدما سىمعت دفىاع القيىادل عنهىا مىى تماسىكت
    عند ا عندما اتخذ ا النةاى تكأل لاضطهاد المؤتمر الشعبى.
    خطىت المىذكرل مسىا ا رً جديىداً للمىؤتمر الشىعبى لاسىيما فىى ضىوء سىيرتع المعروفىة فىى الحركىة
    الإسلامية، فمنذ آخر سنوات المصالحة الوطنية وتحديداً بعد اصطفا سودان النميرق مس مصر
    السادات وكامب ديفد، خرإ الصادق المهدق خروجاً معلناً مىن المصىالحة الوطنيىة وةلىت الحركىة
    الإسلامية وحد ا مس الديكتاتور لحين شهر قبا الانتفاضىة المباركىة فىى أبريىا 1199 . لكىن الىذق
    أقصد ليع فىى ىذا السىياق ىو تبلىور عنلىة الحركىة الإسىلامية عىن القىوق السياسىية السىودانية منىذ
    1190 ، و مىس نجىاح الانتفاضىة أصىب للعنلىة طىوق رسىمى ىو ميمىاق التجمىس النقىابى والحنبىى،
    الذي وقعت عليع الاحى ا نب و النقابىات كافىة و انتصىب فيتىو يمنىس دخىوا حىنب الحركىة الاسىلامية
    الجديىىد و يسىم رمىىونص سىدنة ذ انهىىى كىىانوا قبىا شىىهر واحىىد مىىن الانتفاضىىة يحتلىىون المناصىىب
    الدسىتورية الارفىس، مىن مسىاعد الىرئيس الىذي كىان يجلىس عليىع الامىين العىاى نفسىع الىى عىدد مىن
    الىون ا رء و المستشىارين و امنىاء الامانىات بالاتحىاد الاشىت ا رك و رئاسىة تحريىر الصىح المحىدودل
    المملوكىة للدولىة، الا ان الحركىة الاسىلامية اسىتطاعت ان تقاومىع بنجىاح و تكسىر طوقىع و تخىرإ
    من عنلتها ف عما جبهىوي كبيىر بقىول تماسىكها و فاعليىة تنةيمهىا .. و ان لىى تسىتطس ان تحولىع
    نحو اجماع سودانى يجنب البلاد الاسىتقطاب الحىاد الىذق كىان واقعىاً مىى التجنئىة وقىد لاحىت نىذر ا
    واضىحة يومئىذ فىى مواصىلة الحركىة الشىعبية الكفىاح المسىل لا تعتىر بالانتفاضىة ونةامهىا الىذي
    اطلقت عليع اسى مايو المانية، مى انبعام الحركات القومية والمناطقية التى تأسست بعد الاستقلاا
    وةهرت مرل بعد أكتوبر، ريمما كتمتهىا ديكتاتوريىة النميىرق لتعىود بعىد انتفاضىة 1195 ، ولتجىد فىى
    الحركة الإسلامية برمون ىا وخطابهىا وأسىمها الجديىد )الجبهىة الإسىلامية القوميىة( تجسىيداً للشىيطان
    السياسى الذق يدق طبوا الحرب و يكرص الهامش السودانى ويسعى لكبت مقافتىع بىا و ويتىع، و ىو
    يدعو س ا رً وجه ا رً لتمبيت ما أسماص )الوجود العربى الإسىلامى( و)المقافىة العربيىة الإسىلامية(، والتىى
    1
    يةن البع أنها من رؤق وأفكار الإنقاذ ذ جذ ر و ا تعود لى ما قبا ذلك التاري وترتبط ارتباطىاً
    وميقاً بطبيعة الحركة ووعيها بنفسها فى ةرو نشأتها وملابسات تطور ا.
    المهى أن مذكرل التفا ى فب ا رير 2001 أسهمت فى فك العنلة المضروبة بتصميى على الحركىة
    الإسىلامية عبىر تجلياتهىا المختلفىة، لاسىيما ا خيىر الم وسىوى بى )المىؤتمر الىوطنى( حىنب السىلطة،
    فقد أضافت الإنقاذ بعداً نوعياً لذلك التباعد والتباغ ، فمس ت ا نيد حىدل المواجهىة انداد قمىس الانقىاذ
    للمعارضىين واندادوا ىى فىى صىلابة مىوقفهى مىن الحركىة الإسىلامية مهمىا تكىن صىور ا. رغىى أن
    رمون المؤتمر الشعبى الذين قدر اه لهى أن يلقوا المعارضة بأسباب المفاصلة مى بأسباب الموق
    المعار للنةاى، رغى أن أولئك الرمىون أغلىبهى وأشىهر ى لىى يكونىوا فىى أجهىنل ا مىن أو حتىى فىى
    ا جهنل الخاصة أو من المتحمسين لحملات الجهاد فىى الجنىوب، وكىان لبعضىهى مواقى واضىحة
    من ذلك و و داخا أسوار النةاى وأجهنتع، رغى ذلك لى يكن قبوا المعارضة بهى داخىا صىفها لا
    مكلفاً وعسي ا رً، ولكن المذكرل كانت أوا اخت ا رق كبير نحو الص المعارضة، والىذق كىان يجمىس –
    فىى الحقيقىىة القىىوق السياسىىية السىىودانية كافىىة باسىىتمناء المىىؤتمر الىىوطنى الىذق مىىا تجمعىىت لا –
    لمقاومتع، ولكن يبقى السؤاا المهى، لماذا بقيت الحركىة الإسىلامية عبىر تجلياتهىا المختلفىة معنولىة
    2001 مىا عىدا أشىهر قليلىة ضىمن حكومىة الوفىاق الىوطنى – عبىر تلىك المرحلىة الطويلىة 1111
    برئاسة الصادق المهدق؟
    أمر آخر أسهمت مذكرل التفا ى فى دفعع وقد أخىذ يتبلىور منىذ أوا المفاصىلة، انحيىان الحركىة
    الإسىلامية متمملىة فىى المىؤتمر الشىعبى لىى الهىامش شىعوبع وقضىاياص، فقىد كانىت لىى ذلىك ا وان
    تميىىا لىىى تبنىىى أطروحىىة ال وجىىود العربىى الإسىلامى، كمىىا ةلىىت ممملىىة فىىى غالىىب وجىىوص مكتبهىىا
    القيىىادق تجسىىد الوسىط الشىىمالى النيلىىى المعبىر المىىادق عىىن مقولىىة ذلىىك الوجىىود، كمىىا كىىان ىا
    الهامش فيها مواجىد كميىرل علىى قيادتهىا وأجهنتهىا، فبالإضىافة لمأخىذ ى علىى تركيبىة القيىادل، ةلىت
    الملاحةات تتوالى منذ اختيا ا رت البعمىات لىى أمريكىا فىى أواخىر عىاى 1191 ذ جىاءوا جميعىاً مىن
    الشىماا والوسىط، مىى تجىاون فىى انتخابىات دوائىر الخىريجين عىاى 1199 بعى وجىوص الوسىط التىى
    تعىود جىذور ا لىى الهىامش، ورغىى تأسىيس مبكىر مانىة الجنىوب 1191 وكانىت أوا أمانىة تحمىا
    اسى قليى فى تاري الحركىة وتبعهىا تأسىيس منةمىة الىدعول الإسىلامية والوكالىة الإسىلامية ا فريقيىة
    للإغامة، كلها كانت تعبير عن الا تماى بالسودان و وامشع خاصة ولكنع كان ا تماماً يجعا منها
    موضىوعاً للىدعول أو الانتشىار السياسىى، ومهمىىا يعمىا فيهىا لا ينتمىىى ليهىا ولكىىن تجربىة الشىعب
    أكملت ذا الالتحاى بين الحركىة والهىامش وليعىود ذلىك لتعقيىدات جديىدل علىى المىؤتمر الشىعبى، ذ
    انتبع أبناء الهامش لبذلهى السابق فى الحركة وللعائد القليا غير العادا، فمهمىا ا ندت كسىوبهى فىى
    السلاى أو الجهاد عن الآخرين ةا الق ا رر بيد رمون الوسط والشىماا وةلىت أقىاليمهى محرومىة ممىا
    10
    تجد ولايات النيا والشماا، لكن التعبير عن ذا الىوعى داخىا اجهىنل المىؤتمر الشىعبى بالاسىتحواذ
    وعنا الآخرين أو باندواإ الولاء بين الشعب وحنب ا مة أو بىين الشىعب وحركىة العىدا والمسىاوال
    أمر يحتاإ كذلك للوقو والم ا رجعة.
    والحق أن القىادل الىذين انحىانوا فىى المفاصىلة لىى المىؤتمر الشىعبى ىى مىن بىادر لىى صىدار
    المرسىىوى الدسىىتورق الحىىادق عشىىر و المرسىىوى الدسىىتور المىىانى عشىىر لترسىىي الحكىىى الاتحىىادق
    وتحويا كمير من السلطات لى الولايات أصيلة لا مفوضة، ا مر الذق فت بىدورص ا بىواب كبىر
    الخىلا فىى الشىريحة القياديىة للحركىة الإسىلامية، بىين مركىنيين يريىدون قىب السىلطات نفسىهى
    فى المركىن وبىين دعىال الحكىى الاتحىادق الىذين استصىحبوا عبىرل تىاري السىودان فىى الشىد و التىوتر
    منىىذ الاسىىتقلاا بىىين الخرطىىوى ونخبتهىىا وحكومتهىىا وسىلطاتها وبىىين ا طى ا ر ، كمىىا نةىروا لسىعة
    مساحت السودان واستحالة حكمع مركنياً مس تكات السكان نالك وتطور وعيهى.
    لكن مهما يكن الخلا فى صورتع على نمطين من الحكى والإدارل فقد كان دائماً ذو محموا
    عنصىرق منىذ التمىادق فىى خىرق العهىود مىس الجنىوب، ولحىين استشىعار قىادل الإنقىاذ فىى منتصى
    العقىد التسىعين مىن القىرن الماضىى، أنهىى ذا سىمحوا لشىعب الولايىة بانتخىاب والىيهى فىإن كميىر مىن
    ولال الوسىط والشىماا والشىرق قىد يىأتون مىن منىاطق ال ىرب أو الجنىوب، بأسىباب مىن نىنوح السىكان
    وت ا نيد أعداد ى و ى يعمرون تلىك المنىاطق وتلىك محصىلة لا ترجو ىا قيىادل الانقىاذ ونتيجىة تكر هىا.
    واذ كىان المرجىو مىن دعىال الإسىلاى قىادل حركتىع فىى السىودان أن يتطهىروا مىن تلىك المشىاعر
    والانحيىىا ا نت أمبتىىت المواقىى والقى ا ر ا رت أنهىا ا رسىىخة فىىى لاوعىىيهى ووعىىيهى، كمىىا ةلىىت الممارسىىات
    المتأمرل بتلك المشاعر بارنل فى نمط الوةائ والتعيينات واختيار المواقس، وعند ا جهىنل الخاصىة
    المكلفىة باختيىار الىداخلين مىن الضىباط لكليىات الجىيش والشىرطة فىلا يسىمحون لا لابنىاء الوسىط
    والشماا ولعهد طويا قبا الانقاذ وبعد ا.
    الأجهزة الخاصة:
    شأن أجهنل الحركة الإسلامية كافة انقسمت تلك ا جهنل بين الشعبى والوطنى، لا أن طبيعة
    عملها وتاريخها الطويا نسبياً منذ تأسيسها وا السبعينيات مىن القىرن الماضىى، قىد رسى أخلاقىاً
    وأع ا رفاً وخل ت ا رماً من ا س ا ر ا رً والمعلومات، مما يمكن أن يمما مقافة خاصة بهىا يجعىا انقسىامها
    مختلف اً عن طبيعة انقساى ا جهنل ا خرق بين المؤتمرين.
    واذ أن قصة ا جهنل الخاصة ونةمها ومقافتها فى الحركة الإسلامية موضوع طويا ومهى لىى
    يجد ما يستحقع بعد من د ا رسة وتحليا فإننا نتوق فقط عند وقس تلك المقافة الخاصىة علىى مسىار
    المىؤتمر الشىعبى بعىد أن انحىانت ليىع بىالطبس طائفىة مقىدرل مىنهى، تحىرك أغلىبهى دوافىس الىولاء –
    11
    المخلىا للقيىادل التاريخيىة وللحركىة التىى انتمىوا ليهىا، وقليىا مىنهى مىن أصىحاب الىوعى والإيمىان
    بالقضايا التى شتجر حولها الخلا وتحديداً قضية الحريات العامة وقضية اللامركنيىة مىى قضىية
    العهىد للمواميىق العامىة وعلىى أ رسىها دسىتور الىبلاد، فىإن تلىك المقافىة الخاصىة بتلىك ا جهىنل التىى
    أشرنا ليها لا تكىاد تقى عنىد تلىك المبىادو أو تحفىا بهىا كميى ا رً، كمىا حركىت قلىة قياديىة مىنهى دوا ع
    خاصىة أو ةلامىىات وتجىىاو ا نت مىىن خىىوانهى فىىى القيىادل التىىى فاصىلت مىىس الىىوطنى فانحىىانوا لىىى
    الشعب .
    ةهرت أوا مباينة لفئة المكاتب الخاصة بعد مذكرل التفا ى واعتقاا ا مين العىاى، وكميىر مىن
    القيىادات العليىا والوسىطى وبلى الاحتىداى أوجىع بىين النةىاى والمىؤتمر الشىعبى أو بىين المىؤتمرين.
    والحىق أن رمىون فىيهى طفقىت منىذ أوا الخىلا تبعىم برسىائا لإربىاك ا خىول ا عىداء فىى الجانىب
    الآخر من قبيا يهامهى بأن الشىعب مقبىا علىى الانقىلاب العسىكرق علىى المنقلبىين علىى الشىرعية
    الدسىتورية والشىرعية التنةيميىة، فجىاءت رد الفعىا مىن قيىادات الىوطن تتوعىد الشىعب بمضىا ات
    سيناريو 11 يوليو 1111 ذ انقلبت طائفىة مىن الحىنب الشىيوعى علىى حكىى النميىرق الىذق تشىارك
    فيىع طائفىة أخىرق مىنهى ففشىا الانقىلاب وكانىت المىذاب المشىهورل التىى وسىمت تىاري تلىك الفتىرل
    بإعىداى قىادل الحىنب الشىيوعى. لكىن عنىدما اضىطهد الشىعب بالفعىا تحركىت تلىك المجموعىة ذات
    الخلفيىة ا منيىة تجعىا لنفسىها بىؤرل خاصىة لعملياتهىا خىارإ القيىادل التىى خلفىت ا مىين العىاى بعىد
    اعتقالع، فأنشعب الخلا بيىنهى واضىطروا لوقى تحىركهى ا نء تصىميى نائىب ا مىين العىاى الحاسىى
    وا ا نء تهديد ا جهنل الرسمية التى كانت تتابس حركة المجموعة.
    واذ كشىفت تلىك الحادمىة مبكى ا رً عىن ضىع الىوعى السياسىى لىدق تلىك المجموعىة ضىافة لىى
    بؤس الإعداد الفنى، لى تنك المحاولات ممنى وملام، ودخلت فىى تعقيىدات صى ا رع دارفىور ذ أن
    كميىر مىن القيىادات التىى انخلعىت مىن الشىعب لىى حركىات المقاومىة المسىلحة فىى دارفىور كانىت
    بعضاً من ذص ا جهنل وشبكة علاقاتها، وتورط شباب مىن الشىعب وطلابىع فىى عمليىات عسىكرية
    لا بد رون حقيقة كنهها ودخلوا المعتقلات وخرجوا مصدومين بعد ان اتضحت لهى المباينة بىين مىا
    أقدموا عليع تعبي ا رً عن تماى الت ا نمهى بالمؤتمر الشىعبى، والموقى الرسىمى المعلىن للمىؤتمر الشىعبى
    2004 مواقىى مضىىطربة بىىين ، الىىذق يىىرف العنىى ووسىىائلع، ولتسىىود مىىدق العىىامين 2003
    علانىات الحكومىة ونفىى المىؤتمر الشىعبى، أو كمىا عبىر أحىد النشىطاء فىى المىؤتمر الشىعبى ىذان
    مجموعتان يعرفان بعضهما جيداً ويتبىادلان الت ا رشىق بوسىائا مختلفىة تصىيب عمىداً وعفىواً عناصىر
    بريئىىة ومواقىى بعيىىدل عىىن ىىذص ا جهىنل، كىا مىىا اقترفىىوص أنهىىى انحىىانوا للحىق الىذي مملىىع المىىؤتمر
    الشعب ورغى أن المؤتمر الشعبى ةا يعلن مرل تلو ا خرق عىن يمانىع بالشىفافية مبىدأ فىى العمىا
    العىاى عامىة والعمىا السياسىى خاصىة، لىى تىت مقافىة الصىمت أن يتىداوا حىوا تىاري ىذص ا جهىنل
    12
    لاسىيما مىا جرتىع مىن مسىئوليات علىى الحركىة بأعمىاا أعضىائها قبىا التمكىين وبعىدص، ممىا سيشىكا
    بالضرورل فصلاً مهماً فى عما الم ا رجعة التى نستهلع بهذص الورقة، وبما يساعد فىى مسىتقبا معافىاً
    من تلك الممارسات، رغماً عن ذلك اتصلت آمار تلك المقافىة لىى الآن، وعنىدما خى الصى ا رع مىس
    الآخر الخارإ تصارعت فى الداخا خاصة حوا مكتب ا مين العىاى الىذق تطىورت أحىواا الحىنب
    ليصب المكان ا ى الذق يوالى عملاً يذكر، فكان لابد من الإحاطة بىع، وبىدلاً مىن تقسىيى العمىا
    وتطىويرص ذ أضىحى مكتىب ا مىين وبيتىع يحةىى بتلىك ا ميىة القصىوق، مىى نيىارت ا مىين العىاى
    داخا العاصىمة او اسىفارص عبىر ولايىات السىودان أو لىى خارجىع، كلهىا أضىحت سىاحة للاضىط ا رب
    بسىبب الصى ا رع، وتىأخرت ا حىواا مىس تقىدى الوسىائا وضىعفت العلاقىات العامىة وسىبا الرصىد ممىا
    يعنى بالضرورل ضع العلاقات السياسية والمقافية.
    موضوع آخر موصوا بعما أجهنل المعلومات وتفشى مقافة المشىافهة، ذ يجىن التقىويى دائمىاً
    نحو عالى ا شخاا بدلاً عن التداوا حوا ا فكار، فإذا اشتدت الص ا رع اشىتدت مقافىة الاغتيىاب
    والبهتان ونسج القصا والتسلى بالفضائ وغير ذلك من مورومات تلك التجربة وعقابيا مقافتهىا.
    ذلك واذ انحسرت حملات النةاى فى أعقىاب مىا أطلىق عليىع المحىاولات التخريبيىة 2003 و 2004
    خلفىت تباينىاً فىى صىفو المىؤتمر الشىعبى القاعديىىة، خاصىىة قطىىاع الشىىباب والطىلاب وةهىرت
    مجانبة فى العضوية مرل أخرق بين أبناء الوسط والشىماا مىن جانىب وأبنىاء ال ىرب مىن الجانىب –
    الآخىر، واضىطربت الجامعىىات ذ ةهىرت فيهىىا مبىىاد ا رت للتحىىال مىىس المىىؤتمر الىىوطنى مىىن قبىا
    بعى عضىوية الشىعب فىى منافسىات انتخابىات الاتحىاد، ولىو ضىمن طىار واسىس يجميىس الطيى
    الذين يحما عنوان )الإسلاميون( ويضمهى جميعاً من السلفى لى الوطنى وأنصار السنة.
    تلىك لىى تكىن مبىاد ا رت أصىيلة ولكىن انفعىىالات مىن ضىيق بعى العضىوية فىى الطىلاب ممىىا
    استشىعروص يمنىة عرقيىة أو مناطقيىة علىى أجهىنل الشىعب وقى ا ررص، لىى تلىق مىداولات جىادل بىا ضىيقاً
    من بع الكبار الذين سارعوا باتهاى أولئك الطىلاب بالتعىاون مىس جهىان ا مىن وتلىك تهمىة سىهلة
    فاشية فى المؤتمر الشعب بآمار من تربية ا جهنل الخاصة.
    ةهىرت كىىذلك آمىار مىىن تربيىىة ا جهىنل الخاصىىة فىى ا عىىداد للمىىؤتمر العىىاى لولايىة الخرطىىوى
    2001 ذ تكمىى التصىىعيد للعضىىوية مىىن منىىاطق معينىىة ت لىىب فيهىىا عناصىىر مىىن أقىىاليى غىىرب
    السىودان، ولىدق جلسىات المىؤتمر ةهىرت انيىاء ا نصىار وحىنب ا مىة بىأكمر ممىا تبىدق المشىهد
    المعىرو لمىؤتم ا رت الحركىة الإسىلامية، مىى انحصىرت المنصىة فىى الجلسىة الخاتمىة التىى جمعىت
    ا مىين العىاى السىابق للولايىة وا مىين المنتخىب ورئىيس الجلسىة ورئىيس لجنىة الانتخابىات مىن قلىيى
    واحىد وأبىدق الملاحةىة رئىيس الجلسىة نفسىع وأمىين الولايىة السىابق، بىا ن الممارسىة السىابقة فىى
    رباك الناخبين وتنيي ا ردتهى حتى لا نقوا تنوير أصواتهى قد بدت فى ذا المؤتمر ةا رل – –
    13
    تعالىت ضىد ا أصىوات مىن الىذين كر ىوا السىلوك القىديى وجنحى وا للتطهىر منىع مىؤمنين أن المىؤتمر
    الشعبى قد التنى مبادو الشىفافية والصىدق، فخرجىوا م اضىبين، ذ تأكىد لهىى أن ا مىر لىيس كىذلك،
    وأن القديى ما لى يواجهع الناس بالنقد والتقويى واعلان الب ا رءل، يندس ويكمىن ليىوال الةهىور بأقنعىة
    جديدل.
    والحق أن قيادل المىؤتمر الشىعبى ةلىت تتحىرق التونيىس المىونون بالتمميىا ا قسىط بىين ولايىات
    السىودان، خاصىة فىى أجهنتهىا الاتحاديىة العليىا، تىرج أن الىوعى المنىاطقى أضىحى حاضى ا رً بىين
    السودانيين، كا منهى يتطلس أن يرق نفسع ممىملاً عبىر رمىن مىن ولايتىع أو قبيلتىع، وتلىك سىنة عىدا
    حميدل فى ةا ر ا ولكنها كمي ا رً ما أخلت بوةائ ا جهنل لصال صىورل التمميىا، فىى تعبيىر آخىر
    عن ضع القناعة بجدوق ا جهىنل لصىال الصىورل والصىوت، أو التمميىا والخطىاب، وممىا يىرج
    الهى السياسوق حتى على السعى نحو الهوية الواحدل المندمجة وتلك موضوعات قد نعود ليها.
    التنظيم: المعضلة والجمود
    انتقىا المىؤتمر الشىعبى فىى جلسىة التأسىيس نحىو نمىط مىن الهيكىا التنةيمىى قريىب ممىا ورمىع
    عىن المىؤتمر الى وطنى عبىر تجربتىع التىى امتىىدت لعشىر سىنوات مىن يئتىع القياديىة المنتخبىة عىىن
    مجلىس الشىىورق البىىاطنى الىذق عبىر عىىن نقلىىت الحركىىة مىىن التنةىىيى لىىى الدولىىة، فكىىان م ا نوجىىع
    لصىال القىادمين الانقىاذيين الىذين أومىروا بى 90 % مىن المقاعىد، فتبقىت للقىدامى مىن أ ىا الحركىة
    %40 ، واستنس النمط فى الولايات كافة با وخارإ السودان. وقد ةا ذلك الهيكا يتقدى مس تقىدى
    الحركة نحو العلن حتى استقر بالشكا الذق انتهت ليع لحةة المفاصلة.
    لكىن ذ ةلىت م ا رحىا الانتقىاا التنةيمىى بفلسىفتها و ياكلهىا كافىة مىن بىداع ا مىين العىاى منىذ
    توليىع القيىىادل، فقىىد جىىادت عبقريتىىع نحىىو العىىاى 2005 بشىىكا جديىىد موسىىس للتنةىىيى الهيكلىىى، يريىىد
    ليتجاون النمط الذق رس لفترل طويلة قبا الإنقاذ والذق يجعىا مىن يكىا التنةىيى قريبىاً مىن يكىا
    الدولىة، بمجلىس شىورق يىوانق المجلىس التشىريعى وقيىادل تنفيذيىة تىوانق الجهىان التنفيىذق للدولىة أو
    مجلس الون ا رء، مى تونيس وةائ التنةيى )مكاتبع أو أماناتع( بما يشىبع أغى ا ر الحكومىة. لكىن ذ
    تجىاوب المىؤتمر الشىعبى مىس أطروحىة الحركىة الإسىلامية التىى عبىرت عنهىا الإسىت ا رتيجية القوميىة
    2002 (، أن المجتمس و ا صا فى الإسلاى وما الدولىة لا بعىد مىن أبعىادص، – الشاملة ) 1112
    وأن المجتمس المؤمن يقوى ب الب وةائفع ولا يعهد لى الدولة لا بوةائ محىدودل تسىتوجب ذلىك.
    لكىن ذ لىى تكىن القيىادل الانقاذيىة يومئىذ مؤمنىة بتلىك ا صىوا فلىى تجىد تعبيى ا رً وافيىاً منىذ قى ا رر – –
    وميقىىىة الإسىىىت ا رتيجية وحتىىى أوان المفاصىىلة لا فىىىى دور المجتمىىىس عامىىىة ولا فىىى أدوار التنةىىىيى
    المخصىوا البىاطن والةىا ر، بىا وةىا أكبىر قىادل الإنقىاذ يعلنىون فىى الاجتماعىات أنهىى يمملىون
    الدولىة ويعبىرون عىن الحكومىىة ومىن يرجىىو دعمهىى عليىع أن يعلىن انحيىىانص لىذلك ومىىن كىان يرجىىو
    14
    المجتمس ويىؤمن بىع فليىذ ب لىى شىيوخع الىذين لا يملكىون مىا يىدعمون بىع. المهىى أن ا مىين العىاى
    خىرإ مىن المعتقىا فىى العىاى 2005 بمخطىط جديىد للتنةىيى ينبسىط يكلىع ليضىى 41 أمانىة تتفىرع
    لتخصىىا لكىا شىىعبة مهمىىة فىىى حيىىال المجتمىىس أمانىىة، فىلا تخصىىا للسياسىىة قطىىاع يضىىى كىا
    وةائفهىا، ولكنهىا تقسىمها لىى قى ا ر ا رت وعلاقىات ود ا رسىات، كمىا ت مضى ذات الىنمط علىى الاقتصىاد
    فتونعىع مىن التخطىيط لىى المعىاش و علىى ذات النحىو نحىو ونعىت امانىات المجتمىس عبىر امانىة
    الشباب وامانة الم ا رل الم أ رل لى امانة الخير والدعول و شملت حتى أمانة للمناطق المتأنمىة. كانىت
    تلك بشرق خير أن المؤتمر الشعبى سي ادر لى محطىة أخىرق و ليرتىاد آفاقىاً جديىدل تحىرك سىاكن
    قاعدتع العريضة وتمنحهى كلهى الفرصىة للعمىا والإبىداع، لاسىيما وقىد جىاءت خطىة الهيكىا الجديىد
    مس وعود اتفاقية السلاى الشاما بالحرية والديمق ا رطية بالطبس أجين الهيكا الجديد ب ير تداوا – –
    كمير مهما بدت أ دافع وطموحىع أوسىس مىن طاقىة المىؤتمر الشىعبى يومئىذ وتلىك سىنة ماضىية – –
    فىى الحركىىة مىىن قىىديى أن نقىلات ا مىىين العىىاى البعيىىدل تقبىا ويجتهىىد فىى نفاذ ىىا مىىا وسىىس الوسىىس
    والطاقة، وكان ذلك ممكناً ومحتملاً منذ أن بىرنت الحركىة مىس عهىد المصىالحة الوطنيىة فتيىة شىابة
    لكنها ذات فكر وطاقة، مى تقدمت موحدل.
    لكىىن الهيكىا الجديىىد واخىىى حنبىاً ولىد فىى أنمىة ونشىأ فىى الابىتلاءات، و ىو ذ يتطلىب طاقىىة
    و مىىة، كانىىت غالىىب قيىىادات الشىعب ترجىىوا ا رحىىة وجمىىة بعىىد ر ى المىىدافعات لعسى النةىىاى،
    انقطعت فيها موارد الرنق للكميىرين وتخللتهىا فتى ا رت مىن السىجون والاعتقىالات، مىى ىو حىنب فقيىر
    يجهَد لتوافى مواننتع تسيير أعماا يومع.
    لكىا تلىك العوامىا وا سىباب لىى تسىتطس قىاطرل القيىادل فىى الشىعب أن تتجىاوب مىس الهيكىا
    الجديد الطموح وتنصب لع بعد الف ا ر من رحلة التأسيس المر قىة حتىى بلىو مرحلىة اتفاقيىة السىلاى
    الشىاما، وخابىت رجىاءات كبيىرل كىان يتطلىس ليهىا الحىنب لاسىيما أمينىع العىاى، وارتىدت معىع خطىة
    العما ذ ةلت ا مانات عبر اجتماعات ا مانة العامة ال ا رتبة أسىبوعياً أو شىهرياً تعبىر عىن عجىن
    شديد حتى عن تكوين مجالس ا مانات فضلاً عن مكاتبها التنفيذية.
    كشفت تلك التجربة عن مىدق المباينىة بىين تصىو ا رت القيىادل وطبيعىة الحىنب الجديىد وطاقاتىع،
    ورغىى أن الهيكىا لىى ي ىادر الىنمط اللامركىنق الىذق اسىتقرت عليىع تجربىة الحركىة الإسىلامية لعهىد
    طويا فقد أشكلت صلاحية التخطيط الاتحادق على كمير من ا مناء الذين كانوا يرجون مانتهى
    الفاعليىة المباشىرل والقى ا رر التنفيىذق لاسىيما لىدق ا مانىات السياسىية وا مانىات التنةيميىة وأمانىات
    العمىا الخىارجى. ورغىى أن الهيكىا حىرك طاقىات شىابة وولا ىا ا مانىات العليىا وا مىرل، فقىد أبطىأ
    أغلبهى عن تمىاى نفىاذ خطىة ا مانىة التىى كلفىوا بهىا وتقىاعس بعضىهى بالتمىاى ريممىا حجىر بعضىهى
    الحنب نفسع فى مواسى الهجرل المتوالية نحو الحنب الحاكى أو نحو رعاية خاصة أحوالهى.
    15
    أفرنت تلك التجربىة كىذلك ن ىداً عىن جملىة ا مىر التنةيمىى وأصىب تعويىا ا مىين العىاى – –
    علىى خطابىع العىاى خاصىة فىى الولايىات فلىى تحىة المىؤتم ا رت العامىة للولايىات بالا تمىاى الىذق كىان
    سنة ماضية عند ا مين العاى فىى رسىى خططهىا واختيىار قياداتهىا، بىا انصىب الهىى علىى الخطىاب
    فى الندوات العامة والنيا ا رت والعلاقات السياسية، خاصىة بعىد تجربىة ولايىة جنىوب دارفىور ذا دفىس
    ا مين العاى بمرشى كىان عضىواً فىى أمانىة المركىن ليكىون أمىين الولايىة فىردوص معتبىرين أنهىا بعى
    حيىا المركىن فىى دفىس أبنىاء الهىامش لىى منىاطقهى بعىد أن أضىحوا منافسىين محتملىين فىى أمانىات
    المركن وربما فى المركن ا وا ا مانة العامة.
    كمىا أتاحىت أمانىة ولايىة البحىر ا حمىر فرصىة مىين عىاى شىاب، فتشىبمت القيىادل فىى الولايىة
    بأحىىد الكبىار مىىن أبنىىاء الولايىىة المحسىىوبين علىى المركىن علىىى ذات الىىنمط التقليىدق منىىذ الجبهىىة
    الإسىلامية القوميىىة ولتتكىرر ذات الوجىىوص، ولىىى يلمىىس ا مىىين العىىاى مىدق حاجىة الحىنب للتجديىىد
    الجذرق منا ج ونةى وقيادل عامة وفى تلك الولاية خاصة.
    فىىال ا رج اليىىوى مهمىىا كىىان ذلىك المخطىط طموحىاً يىواخ حاجىىات المجتمىىس أن الحركىىة – –
    الإسلامية فى صورتها ا خيرل المؤتمر الشعبى لى تتحوا لتكون معبرل عن مجتمىس السىودان قائىدل
    لع، ذلك أن منا جها الفكرية والمقافية لى تتحوا نحو بيئة جديدل تخاطب حاجات مجتمس السىودان
    وتتفاعا مس قضاياص وتلك محاور نعود ليها.
    المهىى ان تلىك التجربىة لىى تبلى تمامهىا فى سىابقة نىادرل علىى تىاري الحركىة الاسىلامية و فى
    ط ا رئق الامين العاى ، فقد انحسرت الامانات بعد محاولة امتىدت لبضىع سىنوات لتنحصىر فى نحىو
    عشىرين امانىة ، و قىادل ال سى نة الماضىىية ان التنةىىيى متىىى مىىا بلىى افقىىا فانىىع يتطلىىس لمىىا بعىىدص ، و
    يمض نحىوص حميمىا بخطىا مابتىع ، فىاذا بل ىة كىان التخطىيط لمىا بعىدص قىد اكتمىا رؤ اً و نةىى ، ريممىا
    يبل ة فيستان المسير نحو افىق جديىد. تلىك الانتكاسىة ليسىت مجىرد خلىا او خطىاء فى التنةىيى ،
    لكنها تعبير اخر ان ذص الحركىة بافكار ىا و نةمهىا و مجتمعهىا قىد اسىتنفذت غالىب اغ ا رضىها ، و
    انع لا يجديها تخفي الامانات و جمس وةائفها او ا مىاا بعضىها ، ولكىن م ا رجعىة سىائر سىيرتها
    تمهيدا لتحوا اكمر جنرية مما عهدت ، و ذلك واجب قد لا يتيسر لقيادل الحركة ال ا ر نة القيىاى بىع
    ، فالجيىا الىذي ابىىدع الحىا فىى منتصى العقىىد السىتين مىن القىرن الماضى و اسىس فكى رل العمىا
    الجبهىوي لا تسىعفة اعمىارص و تجاربىع اذ يلامىس حركىة الواقىس المتسىس المتحىوا فى كىا مانيىة مهمىا
    ومقنا ف خبرتع ، با انع يكون قد ةلى نفسع اذا تصدق لذلك و نكون قد ةلمناص اذا انتةرناص منع.
    أمىر آخىر بىىال ا ميىىة ذ لابىد للتنةىيى أن يكىون متفىاعلاً مىس تطىور نةىى الاتصىاا – –
    ووسائلع وكمافة وقعها وتومق علاقاتها وسرعة مجاوباتها، فا وفق اليوى الاتجاص نحو بناء تنةيى لا
    مركنق، لا فى فلسفتع و يكلع الإدارق، ولكن فى كا وجوص عملع، يتأسس لا مركنياً فىى أيمىا قلىيى
    19
    أو منطقة وفى أيما بؤرل للنشاط والعما ويتواصىا أبىداً علىى رؤوس المىوانى عبىر الوسىائط الحديمىة
    من جهان الموبايا النقاا لى شبكة الإنترنت وصور تواصلها الاجتماعى المتطور كا يوى.
    ذلك يقتضى ت يير فى ا جياا والقيادل كما يتطلب تحولاً فى ا فكار والمقافة، فى نقلة ليست
    تطو ا رً طبيعية فى رؤق ونةىى الحركىة الإسىلامية بتاريخهىا وعلاقاتهىا وأفكا ر ىا، نحىو عمىا جديىد لا
    مركنق فى روحع وجو رص كما ى ا عماا ا نج فى عصرنا اليىوى فىى الاسىتممار والتجىارل شىأن
    الشركات التى تبسط فروعها بصي لا مركنيىة غايىة فىى المرونىة أو كمىا ىى مواقىس ا سىفير التىى
    تسىب فىى الفضىىاء الإلكترونىى بموسىوعاتها ومتحركىىات البحىم و واتفهىا الذكيىىة بأسىعار ا الن يىدل
    ومبيعاتها الفلكية.
    ذلىك عمىا جديىد مؤسىس علىى الم ا رجعىة الشىاملة لةىا رل الإسىلاى السياسىى منىذ أواخىر القىرن
    قبا الماضىى لىى أوا القىرن الماضىى، منىذ ةىا رل الصىدمة بىال رب لىى حالىة الصىحول بالإسىلاى،
    مىى م ا رحىا الإصىلاح دعىول للشىريعة وحتىى م ا رحىا الحكىى حيىم اختبىرت علىى نحىو واسىس شىعا ا رت
    )الإسلاى و الحىا(، مىن يى ا رن الخمينىى ولحىين أوان سىقوط دولىة )مرسىى( فىى مصىر، فهىو عمىا
    مفتىوح فكىار جديىدل وأجيىاا جديىدل ورؤق جديىدل قىد تممىا البيئىة الصىالحة الموائمىة لىروح العصىر
    وأنماط عملع و بنية نةمع.
    القيادة:
    منذ مورل أكتوبر 1194 ةىا ا مىين العىاى للحركىة الإسىلامية معنيىاً بإعىداد خليفىة لىع أو طىاقى
    قيادق يواصا المسيرل حيمما ط أ رت الطوارو بالمفاجآت، وتلك ا نوية من النةر تحسىب لىع، لا أن
    الابىىتلاءات التىى تعرضىىت لىع الحركىة مىىس انقىلاب 25 مىىايو 1191 ودخىىوا الطىىاقى القيىىادق لىىى
    السىجون أفىرن طبيعيىاً وعلىى عىدل م ا رحىا طىواقى قياديىة تولىت أمىر الحركىة ولحىين أوان المصىالحة
    الوطنيىة ، ذ شىرعت الحركىة بالفعىا تسىتأن مسىار ا الجديىد بىذات القيىادل، مىس تأكيىد مىن ا مىين
    العىاى أن الحركىة امبتىت مقىدرتها علىى يجىاد القيىادل البديلىة متىى مىا وضىعتها الةىرو والصىرو
    أماى ابتلاء غياب القيادل وتحدق تقدى قيادل جديدل.
    واذ أن شخصىية ا مىين العىاى نفسىع والةىرو التى أعىاد فيهىا تأسىيس الحركىة ونمىط قيادتىع،
    تكرس و كرست شع و ي راً ولا شعورياً صورل القائد الفذ ال ملهِى وال ملهَى، فقىد اتجىع التصىور دائمىاً لىدق
    طاقى القيادل نفسع، ولىدق عامىة القيىادات الوسىطى ولىدق القاعىدل ، أن الحركىة الإسىلامية لابىد لهىا
    من قائد شي تتمما فيع ممالات الإماى الدينى والرئيس الدنيوق، و ىو دائمىاً فى ذ واحىد، و ىو مىا أ رتىع
    الحركة فى أحد طاقى القيادل، كان أقربهى لى عمر الشباب ولع ا تماى با فكار و و نعيى سياسى
    ذو كارينما ضافة بالطبس لى قربع الشديد للأمين العاى.
    11
    انقضىىت تلىىك المرحلىىة وقضىت تصىرفات الةىر السياسىى لىىى بىرون مرشىى جديىىد بعىىد أن
    اسىىتطاا ال يىىاب خىىارإ السىىودان بالمرشىى ا وا، فىىإذ ةىىا الترشىىي تقىدي ا رت غالبىىة ب يىر تسىمية
    حاسىمة ودون أيىة جى ا رءات انعقىدت للمرشى المىانى أوا خطىول واضىحة نحىو تمىاى القيىادل عنىدما
    انتخىب نعيمىاً للمعارضىة فىى الجمعيىة التأسيسىية لعىاى 1199 ، مقىدماً علىى أجيىاا سىابقة لىع كىانوا
    أعضىىىاء معىىىع فىىىى ذات الجمعيىىىة ولتوضىىىس الإشىىىارل ا ولىىى الحاسىىىمة لموضىىىوعة الخلافىىىة ذات
    الاختلا الطويا.
    ذن تيسىر للحركىة الإسىلامية فىى تلىك المرحلىة أن تسىم قائىد ا وتعرفىع خاصىة فىى المرحلىة
    التاليىة عنىدما أصىىب القائىد الجديىد مسىئولاً أولاً عىن سىائر أمىور الىىبلاد التىى أسىلمت تمىاى قياد ىىا
    للحركىىة الإسىىلامية فىىى انقىىلاب يونيىىو 1191 ، وليمضىىى التىىاري بقصىىة القيىىادل وتعقيىىداتها لىىى
    الخاتمىة المعروفىة بعىد بىرون قائىد مالىم ىو ا وا فىى الةىا ر يحمىا صىفة رئىيس المىورل مىى رئىيس
    الجمهوريىة، ولتكىون بدايىة الخىلا و حجتىع مىس منكىرل العشىرل 1119 بىدعاوق الاندواجيىة رغىىى
    الملامية الةا رل ف القيادل لمن اخلا النةر.
    لى تممر ذن مرتين محاولة بناء الخليفة واعدادص ولكن جملة كسب الحركة ومستوق فاعليىة –
    أجهنتها كان دائماً معنين اً فى تجاون شكالات القيادل، فمنذ بداية تأسيس التنةيى المشترك لصىال
    القادمين اتسس جهان الشورق لكن قلت فاعليتىع، وباعتبار ىا مرحلىة انتقىاا تسىتدعى م ا رعىال خاصىة
    لاستصحاب كمير من كسب الحركة المجهولة فىى غالبىع عنىد عناصىر الشىورق الجديىدل، كمىا ىى
    مرحلة تحوا كبير من التنةيى لى الدولة، لكىا تلىك الاعتبىا ا رت ع ولىت الحركىة كميى ا رً علىى ا مىين
    العىاى لى يحكى العلاقىىة بىىين الاسىىت ا رتيجى الىىذق تسىعى نحىوص الحركىة أ ىدافاً وغايىة عةمىىى، وبىىين
    المرحل )التكتيكى(، الذق يخفى بع ا جهنل ويةهر بعضها، ريمما تةهر كلها علناً فلا يندوإ
    الولاء بين جماعة مستترل وحنب ةا ر ، بىا جماعىة تتلاشىى فىى المجتمىس تفشى أصىوا الإيمىان
    وقيى الإسلاى حيمما حلىت عناصىر ا وحىنب يتأسىس مىن المجتمىس ويحاسىب منىع، فلىيس فىى القى آ رن
    دعىول لتنةىيى خىاا دون جماعىة المىؤمنين ، ولكنىع اجتهىاد وفقىا لمقولىة مؤسىس الحركىة الاوا –
    الامىاى حسىن البنىا اسىتدعتع ضىرورل الةىر النفسى التىاريخ يومئىذ و الىذي تجلىى فى تخلى –
    مجتمعىات المسىلمين و محنىتهى الروحيىة و ىنيمتهى العسىكرية امىاى ال ىرب تلىك رؤيىة اسىت ا رتيجية
    استعصىىى علىىى الكميىىرين فىىى الحركىىة تمىىاى د ا ركهىىا نهىىا أوا مىىا تسىىتهد عصىىبية التنةىىيى
    المخصىىوا وتقضىى علىى أشىىواق ا خىرول الم لقىىة وأجوائهىا المريحىة، حتىى ذا تعمىرت م ا رحىا
    الانتقىاا مىن التنةىيى لىى الدولىىة و ضىرب الانشىقاق أسىاس الىىولاء العىاطفى غيىر المؤسىس علىىى
    ا فكىار الواضىحة، أبىدعوا فريىة )حىا التنةىيى( وعىنوا ليهىا فشىلهى فىى الىوعى بضىرو ا رت الاجتهىاد
    الجديد للواقس الجديد.
    19
    أشرنا فى أوا ذص المقدمات أن قيادل المؤتمر الشعبى وا تأسيسع صعدت تلقائياً من قيىادل
    المىؤتمر الىوطنى، وأن تلىك المرحلىة بةروفهىا الخاصىة كانىت تقتضىى ذلىك، لكىن اسىتم ا رر القيىادل
    لفترل طويلة واستم ا رر نةاى الإنقاذ، ما فتىئ يلقى علىى قيىادل الشىعب المسىئولية عىن النةىاى، فكلمىا
    توالىت مصىائبع عىاد أغلىب المى ا رقبين يسىألون أنفسىهى مىن الىذق جىاء بهىؤلاء النىاس؟ ورغىى سىنوات
    من المباينة امتدت كمر من عقد فى النمان، ورغى أن المؤتمر الشعبى كان المتصدق ا وا فى
    المعارضة و المتلقى ا كبر لضربات النةاى، فىإن سىؤاا المصىداقية بىدورص مىا يفتىأ يرتفىس منىذ – –
    المىؤتمر الصىحفى ا وا الىذق وسىمتع عبىارل )أذ ىب لىى القصىر رئيسىاً وسىأذ ب لىى السىجن
    1111 ، وحتىىى المىىؤتمر ا خيىر فىى أعقىىاب /12/ حبيسىاً( فىى الخىامس مىن رمضىان الموافىق 13
    الإطاحىة بىالرئيس المنتخىب )محمىد مرسىى( فىى 2 يوليىو 2013 ، واذ كىان المتوقىس وفىق عى ا ر
    السياسىة أن يعقىىب الاعتى ا ر الشىىهير الاعتىىذار والاعتى ا نا، فىىإن المىىؤتمر ا خيىر ووفقىاً غلىب
    التعليقىات فىى المجىالس والمواقىس والتىى يلخصىها سىؤاا المصىداقية )كيى لمىن دبىر انقىلاب علىى
    حكومة منتخبة فى بلدص أن يعتر على ذات المسلك فى بلد آخر؟ (.
    والحىق أن أحىد أ ىى صىور المشىابهة بىين المىؤتمرين الشىعبى و الىوطن ى معضىلة تجديىد
    القيادل، فقد ةا أولئك يبذلون الوعود تلو الوعود حتى لى يعد ذلىك يعنىى شىيئاً عنىد أحىد فىى عامىة
    الشعب وحتى مارت عليهى قواعد ى، كما ةا قائد الشعبى ا شد وضوحاً فى الحديم عن التجديد
    وسىننع والتىى كأنهىا تسىير فىى التىاري والنىاس بالعىدا وتسىتمنيع، بىا ةىا اسىتم ا رر ذات الوجىوص فىى
    القيادل فى المؤتمرين تمما معضلة خارإ الحدود حيمما صعد الإسلاميون لى السلطة خاصة بعىد
    الربيس العربى ذ يقايسهى النىاس لىى النمىوذإ السىودانى الىذق يشىبع ا نةمىة التىى مىاروا عليهىا فىى
    طوا المدل ومبات الوجوص والفساد الفاحش فى السياسة والاقتصاد.
    ومهما تفوق نعيى الحركة الإسلامية السودانية على سىائر نعمىاء السياسىة فىى العىالى العربىى،
    ذ يعمدون غرينياً ومنذ فترل مبكرل على تمكين أخوانهى وأبناء ى، وخاصة أبناء ى لاسيما ذا امتىد
    بهىى العمىر، فىإن الىنعيى الإسىلامى السىودانى ةىا يباعىد بىين أ لىع وأسىرتع وبىين مواقىس النفىوذ فىى
    الحركة مى فى الدولة عندما كان لع تماى النفوذ عليها، مهما يكن ذلك كذلك فقىد تمحىور الحىنب –
    كلع حولع مىس مىرور الوقىت واستعصىى بأسىباب كميىرل يمنىس انعقىاد المىؤتمر العىاى للحىنب حتىى أتتىع
    النذر من مسجا ا ح ا نب تهدد الحنب كلع بالحا. ذلك رغى سنة أصيلة من سننع ا مين العاى –
    أن تعقىد الالت ا نمىات لوقتهىا، لاسىيما تلىك الموصىولة بىاللوائ والىنةى، ولىى تكىن العوائىق وا عىذار –
    الحاضىرل دومىاً فىى الحالىة السىودانية العامىة، تمنىس مضىيع الحىانى نحىو موافىال مواقيتىع فىى الىدعول
    للمىؤتم ا رت وعقىد ا لتمىاى أوانهىا بالضىبط الىدقيق، وليةىا السىؤاا قائمىاً لمىاذا يمتنىس ا مىين العىاى
    11
    للمىؤتمر الشىعبى عىن الىدعول للمىؤتمر العىاى للحىنب؟ و ىا فىوات ال وقىت لا يعنىى ىذص المىرل فقىدان
    الحنب لتسجيلع وفقدان ا جهنل وعلى أ رسها ا مين العاى نفسع لمشروعيتها؟
    لقىد بنىى ا مىين العىاى للمىؤتمر الشىعبى نفسىع حىنب المىؤتمر الىوطنى درجىة درجىة، مىن – –
    أصى ر المنىاطق لىى المىؤتمر العىاى، منتخبىاً كلىع حتىى لىى يبقىى فيىع عضىو مصىعداً معينى اً ب يىر
    شورق وانتخاب، وحتى أنىع افتخىر بىين يىدق المىؤتمر العىاى ا خيىر لىرلا العشىر 1111 ، أنىع لا
    يوجد عضو فى ذا المؤتمر غير منتخب بوجع من الوجوص سوق نائبى الرئيس ا وا والمانى.
    ن م ا نعى ضىيق السىاحة أمىاى الحريىة التىى تتىي للحىنب أن يعقىد مىؤتمرص العىاى لا تصىمد أمىاى
    حركىة الحىنب اليوميىة والدوريىة فىى دورص وعقىد ندواتىع واجتمىاع أمانتىع العامىة و يئتىع القياديىة التىى
    يتداعى لها أمناءص من الولايات كافة، مى عقد مؤتم ا رت الولايىات علىى فتىرل ومىؤتمر ولايىة الخرطىوى
    العىىاى الىىذق أنعقىىد مىرتين لىىى ينعقىىد خلالهمىىا المىىؤتمر العىىاى، كمىا عقىد مىؤتم ا رً للطىلاب تجىىاونت
    عضويتع المئتين.
    أمىا حجىة أن الحىنب فقيىر فهىى تطىرح سىؤالاً نؤجىا الإجابىة عليىع لوقتهىا و ىو لمىاذا حىنب
    المؤتمر الشعبى حنب فقير؟
    أمىا فيمىا يتعلىق بمىا نحىن بصىددص مىن تفويىت أوان المىؤتمر العىاى للحىنب ولسىنوات، فىإن جمىس
    ا مواا والمسىا مات لنشىاط محىدد لا يتجىاون بضىس أيىاى ذا كىان حجىة حقىاً فهىى تعبيىر آخىر عىن
    عجن القيادل والذق ينب ى أن يدعو ا أن تسلى ا مر فو ا رً لآخرين وتسلى مب أ رل مىن تىولى المسىئولية
    والعجن عن أداء واجباتها ا ى وا عةىى. فلىو تيسىر للمىؤتمر الشىعبى أن يتجىاون وسىاوس القيىادل
    ويعقىد مىىؤتمرص العىاى منىىذ تأسيسىع كىا بضىعة أعىواى، لجىىدد قيادتىع وأصىل نةمىع وأجهنتىىع وطىىور
    ب ا رمجع، ولما أصابع التلكس ولما انفضت عنع عضويتع ن ا رفات ووحداناً، وحتى أضحى وقعع فى
    الحيال العامة السودانية با تاً لا يكاد يىذكر لا منسىوباً لىى رمىنص التىاريخى ا مىين العىاى، أمىا علىى
    الصىعيد الىىدولى بىا والإقليمىىى فقىىد أسىىقطتع السىجلات والىىذاكرل لا مىىن شىهرل بعىى أعلامىع والا
    محمىولاً فىى طىار أوسىس شىأن منةومىة قىوق الإجمىاع الىوطنى وتلىك موضىوعات أيضىاً نعىود – –
    ليها.
    لقىد كىان مؤكىداً أن ا مىين العىاى منىذ أن كىان فىى معتقلىع فىى العىاى 2005 ، قىد عقىد العىنى أن
    يجىىدد القيىىادل كافىىة، اتسىاقاً مىس وعىدص الىذق ومقىىع فىى رسىىالة )عبىرل المسىىير(، واذا كانىت غالىب
    المناصب القيادية ا رفس ما ت ا نا عند جيا التأسيس الىذق عنىاص بىاخلاء الوةىائ التنفيذيىة وا ىداء
    حكمتع التاريخية لجيا جديد، فإن ا مين العىاى كىان يىود مىن نائبىع فىى الخىارإ والىذق ىو نفسىع –
    من جيا التأسيس أن ينفذ ذلك الق ا رر الاست ا رتيجى، حتى يجنبع حرإ دعول نملائع لى التقاعىد، –
    20
    و و حرإ طالما تحملىع وحملىع لىع أولئىك الىذين تفىوتهى الوةىائ والمناصىب. لكىن النائىب نفسىع لىى
    يشأ أن يمضى القى ا رر وتركىع لمسىئولية ا مىين العىاى، و لكىن تىوجس ا مىين العىاى مىن اللىوى عطىا
    القى ا رر ا ىى فىى تىاري الحركىة وتىاري حىنب المىؤتمر الشىعبى، وأبهىى الطىرق أمىاى سىنة التجديىد،
    خاصة وأن العاى 2005 كان مناسباً لامضاء سنة الاعت ا نا، وكان الحنب سيكون حنبىاً واعىداً لىو
    اكتملت لديع الم ا رجعات وتبدلت المواق بعد تطهر من ال ع قد وتخلا من العوائق.
    وكمىىا تىأخر الاسىىت ا رتيج وتعطىىا لصىىال النفسىى العىىاطف فقىىد تىأخر مىىؤتمر الحىنب العىىاى،
    بهواجس الخو من تبدا القيادل بأخرق جديدل، تسىلى الحىنب لسىلطة المىؤتمر الىوطنى، ذ تتكمى
    عليها الض وط ر باً ورغباً، وا شواق دائماً حاضرل تتىوق لوحىدل الحركىة الإسىلامية، ولا تيىأس مىن
    رجىاء يجمىس شىتاتها مىن حملىة السىلاح لىى حملىة المبىاخر. ذلىك رجىا ء لا تمريىب عليىع لىو تأسىس
    علىىى النقىىد والم ا رجعىىة وتجىىدد فىىى ضىىوء معىىانى الإسىىلاى الجو ريىىة وفىىى أنىىوار العصىىر وحدامىىة
    تحدياتىع. ولكنىع ةىا عاطفىة تحىن يىاى خلىت، كمىا ةىا حنينىاً لةىلاا السىلطة وبىرد متاعهىا ولىو
    تبدت اليوى فساداً فاحشاً ينب ىى لمىن عصىمع اه سىبحانع وتعىالى مىن أيمىا عليقىة معىع أن يحمىد –
    اه ممنى وملام ورباع وب ير عدد.
    والحق أن أشد حنيناً لى ذلىك الماضىى بعضىهى فىى أرفىس مناصىب القيىادل الحاليىة، لا يمىنعهى
    مىن الانضىماى لىى سىلطة المىؤتمر الىوطنى لا حيىاءً ووفىاء، و ىى قىيى خيىر طيبىة لكنهىا لا تمبىت
    ب يىر تأسىيس فكىرق وسياسىى، وتةىا تطىا ب أ رسىها كلمىا بىت السىوان للاقتى ا رب مىن أولئىك، ممىا
    يحرإ عضوية الشعبى ويمير ا، كما أنها قد تعبر عن نفسها بىالتطر فىى الك ا ر يىة، وأحيانىاً كميىرل
    يسىىب الحلفىىاء الجىىدد مىىن المىىدارس الفكريىىة والسياسىىية التىىى ةلىىت فىىى مجانبىىة تاريخيىة للحركىىة
    الإسىلامية، وأحيانىاً بىالت ا نى ا فكىار والمواقى مىى الت ا رجىس عنهىا كمىا حىدم مىس ميمىاق الفجىر الجديىد
    مؤخ ا رً.
    حجج أخرق رفعتها القيادل فى وجع دعول خجولة اتخذت من الحوائط ا سىفيرية الحديمىة منبى ا رً
    للتعبير عن أفكار ا ودعوتها لتجديد القيادل، لى تلتمس لا أن تمض وعود ا مين العاى لتنفذ و و
    فى فرصة يتي لع أن يشر على التجديد وأن تستفيد القيادل الجديدل من حكمتع على ذات رؤيتىع
    فى عبرل المسير. لكن الدعوات وا فكىار كالعىادل فىى بيئىة الحركىة الإسىلامية مىن قىديى، لا تؤسىس
    لها المنابر للحىوار ولكىن تنصىب لهىا الكمىائن والفخىاخ وتسىير فىى النىاس سىيرل الإشىاعة والمىؤام رل.
    ذلىك كىان مصىير تلىك الىدعول مىس حجىج تىرق أن الجديىد مىن ا جيىاا ب يىر خبىرل كافيىة فىى الحيىال
    العامىة، ولىى يتا ىا فى الخىارإ ليعىر العىالى و يحمىا منىع الشىهادات الاكاديميىة ، كمىا انهىى لىى
    يدخلوا الى السجون و لا يتحدمون الل ات العالمية الحية.
    21
    تلك حجج تحما وجا ة ةا رل لكنها كذلك تطرح اسئلة منطقية من الذي اخر تلك الاجياا
    عن تول المسؤليات و اكتساب الخبرل ، و لماذا لى يقى الحنب بتا يا قيادل جديىدل بىدلا عىن الهىى
    العاطىا لخليفىة اسىتمنائ ينسى تجربىة الامىين العىاى الحىال و ىا السىجون ضىرورل للقيىادل و ىا
    اجادل الل ة الانجلينية او الل ة الفرنسية او الل ىة الامانيىة او غيىرص معضىلة اذا وجهىت اليهىا اعىداد
    من الجيا الجديد لسد م ا رتها ؟
    تلك اسئلة مهمة لايما حركىة ت يىر مسىؤلة او حىنب سياسى خاصىة اذا كىان غالىب عملىع فى
    الماضىى قىىد تاسىس علىىى التخطىىيط الاسىىت ا رتيج و الاسىىتعداد للمسىىتقبا. الا ان تطىىاوا المىىدل و
    تسارع حركة العىالى الحىديم و تعقىد مشىكلات السىودان يقتضى لمواجهىة انمىة القيىادل فى المىؤتمر
    الشعب خطول كذلك اكمر جنرية ان تتننا القيادل الى الاجياا ف العقد الاربعين و العقد الملامين
    ، و ان يتىرك لهىىى مواجهىة مشىكلات عصىر ى و اجيىالهى ، فهىىى الاقىرب لهىا الاوعىىى باسىىئلتها و
    مطالبها، الاقدر على فهى اساليبها و اتقان وسائلها.
    ان الت ير واسس كمي مهما ادعىت القيىادل الحاليىة للمىؤتمر الشىعب فهى لا تسىتطيس ملامسىة
    واقعىة أو التجىاوب مىس مناخىع الفكىرق، وأن جىداا أجيىاا السىودان فىى نسىب سىكانع رمى ، كلمىا
    ص رت ا عماا اتسعت ا جياا، فالسودان مجتمس شاب يحتاإ لى حنب شاب بقيادل شابة، با
    تلك سنة أضحت فاشية فى العالى، من رؤساء الدوا العةمىى الىذين صىعدوا لىى المنصىب ا رفىس
    فى الدولة و ى فى منتص ا ربعين، لى رؤساء الو ا نرل فى أوا العقىد ال ا ربىس لىى ون ا رء الخارجيىة
    فىىى أوا العقىىد ال ا ربىىس لىىى ون ا رء الخارجيىىة فىىى أواخىىر العقىىد المالىىم. ذلىىك أن المىىواطن العىىالمى
    الحىديم أصىب يختصىر الخطىوات سى ا رعاً، فمىا كىان تسىتوعبع ا جيىاا السىابقة فىى عقىود أضىحى
    اليوى متاحاً فى بضعة أشهر، فى عصر المعلومة القريبة الصحيحة.
    ن مشكلة التأ يا عضاء المؤتمر الشعب الشباب قد تكىون عامىة فىى غالىب مجىايليهى مىن
    أجيىاا السىىودان، فقىىد تىأخر التعلىىيى وضىىع حتىىى عىىن مسىىتويات القىىارل ا فريقيىىة، لكىىن تىىوفرت
    المعلومىات و ا ند الىوعى، بىا ن مشىكلة التأ يىا النىاقا الضىعي كانىت منىذ أجيىاا فىى السىودان،
    فقد تيسر للحركة الإسلامية مرل أن تدفس بعش ا رت لى أمريكا وأوروبا لكنهى عادوا بكسوب أقا مما
    عهد عند أجياا العقد الستين والسبعين، و سباب موصولة بمشكلة المقافة التى سنناقشىها فىى فقىرل
    تالية، بعضهى اليوى أشد تخلفاً من عامة مجتمس نخبة السودان وأقرب بداول لى أ لهى، وفى تقدير
    آخر أن التأ يىا الىذق خىرإ بىع أفىذاذ مىن الجيىا الوسىيط فىى الحركىة الإسىلامية مىن فى ا ر السىج ون
    كىان أفضىا مىن عوائىىد البعمىات لىى الخىارإ و سىىباب متعلقىة بمشىكلة ا فكىار التىىى سنناقشىىها –
    أيضاً فى ذا السياق. –
    22
    والحق أن جيىا التأسىيس الىذق درس فىى مىدارس البريطىانيين وجامعىاتهى مىى الجيىا الىذق تىلاص
    حتى أواخر السبعين كان أفضا تأ يلاً ف تقان الإنجلينية ومعرفة العالى ومقافتع مىن أجيىاا عقىد
    الممىانيين وعقىد التسىعين، ولكىن مىس حلىوا القىرن الجديىد بل ىت مىورل التكنولوجيىا غالىب دوا العىالى
    المالىم ووالىت تىأمي ا رً فكريىاً وغىنواً مقافيىاً غيىر مىألو فىى ا نمىاط التىى كانىت تناقشىها أدبيىىات
    الإسىلاميين، ممىا يطىرح مفهومىات جديىدل للتأ يىا ووسىائلع التىى تناسىب تحىديات ا جيىاا ال ا ر نىة،
    ورغى أبعاد سلبية ةا رل فى دورل ال نو التكنول وجى الحدامية فإن نفعها أكبر من ممهىا، ذا جعلهىا
    رواد الت يير لمجتمعاتنا وسائا لمنا ج جديدل تحما أفكا ا رً جديدل ومقافة جديدل.
    لكن عطالة الحنب كلع عن التجديىد وحجىب أجيىاا كاملىة مىن القيىادل موصىوا كىذلك بأنمىات
    أخىرق ناتجىة مىن تطىاوا القيىادل التقليديىة للحركىة الإسىلامية ومىدق صىواب ق ا رءتهىا للواقىس الى ا ر ن،
    كما جرق فى تقدير القيادل أن الانتخابات ستجرق لميقاتها وستكون فى مستوق معقوا من الن ا ن ة
    يتي للأمين العاى وبضىس عشى ا رت مىن المىؤتمر الشىعبى أن يكونىوا فىى المجلىس التشىريعى الجديىد،
    ممىا يعطىى البرلمىان أو الجهىان التشىريعى والرقىابى دو ا رً كبيى ا رً فىى تشىكيا السىاحة ويسىا ى تىدريجياً
    فى التحوا الذق يجنب السودان الص ا رع المفض للتجنئة والتفكيىك. تلىك رؤيىة يقىود ليهىا التفكيىر
    السىليى للسياسىى السىليى، ولكىن سىيرل المىؤتمر الىوطنى طيلىة سىن وات مىا بعىد اتفىاق السىلاى الشىاما
    واتفاقيىة القىا رل مىى اتفاقيىة اسىم ا ر، أكىدت علىى نحىو قىاطس أن اسىتعدادص للتشىارك مىس الآخىرين فىى
    السلطة يؤوا لى الصفر، مى جاءت تعقيدات المحكمىة الجنائيىة الدوليىة لتؤكىد أنهىى لا يىرون أمانىاً
    وتأميناً لا تمكيناً بتماى مقاعد السلطان، مى و حنب مقار للتنوير مىن الجامعىات لىى النقابىات
    عقيىىدل وممارسىىة كيى يرضىىى بقسىمة للسىىلطة لا يسىىتطيس الىىتكهن بعقابيلهىا، مىىى ىىو خىىائ مىىن
    الإعلاى كارص لحريتع فكي يصطبر على كامي ا رت القنىوات المحليىة والعالميىة موجهىة للأمىين العىاى
    فى البرلمان و و يوالى نقد ى الذين يعلمونع عليهى.
    تلك كانىت تقىدي ا رت غالىب المى ا رقبين يكىادون يرونهىا أ رق العىين، ورغىى أن مقاطعىة الانتخابىات
    كلمىا أعلىن عنهىا سىلوك سياسىى سىلبى ومعيىب واشىارل لىى فقىدان الجديىة والتهىرب مىن اسىتحقاق
    الديمق ا رطيىة، لا أن ا مىن والاطمئنىان لىى سياسىة المىؤتمر الىوطنى وقيادتىع ذات المقافىة ا منيىة
    بىدق أمى ا رً عجبىاً، خاصىة عنىدما بىدأت عمليىة الاقتى ا رع بالفعىا فىى انتخابىات 2010 فطىرد مناديىب
    ا حى ا نب مىن الم ا ركىن وواصىلت قيىادل المىؤتمر الشىعبى تأكيىد ا أن الانتخابىات م ا رقبىة جيىداً بن ا ن ىة
    معقولىة لاسىيما تصىري ا مىين العىاى لبرنىامج الجنيىرل منتصى اليىوى بعىد اكتمىاا عمليىات الفىرن
    وقبىا يىوى واحىد مىن عىلان النتيجىة، والىذق ت ا رجىس عنىع وصىرح بعكسىع بعىد بضىس أيىاى فىى مىؤتمر
    صحفى، فى نل جديدل للمصداقية وفض للتقدي ا رت السياسية.
    23
    تلك كانت فرصة جديدل للقيادل وللأمين العاى للاعتذار والاعتى ا نا وتجديىد الحىنب، لكنهىا أدت
    فو ا رً لى مىأنق جديىد، ذ تىداعى أمنىاء الولايىات وانعقىدت الهيئىة القياديىة، يحمىا كىا مىنهى قصىا
    التنوير والتجاون فى الانتخابات ويختى حديمع بالدعول لإسقاط النةاى، الق ا رر الذق اتخذص الاجتماع
    بالإجماع دون أن يدرس آلياتع لا من م ا نعى عن التنسيق مس أح ا نب قوق الإجماع.
    لقد كانت الانتخابات كذلك محىدداً آخىر فىى الشىروط التىى صىرح بهىا ا مىين العىاى أكمىر – –
    من مرل لينعقد بعد ا المؤتمر العاى، ولكن الحملىة الانتخابيىة ومىا اسىتهلكت مىن طاقىات وأمىواا مىى
    خيبة النتيجة وما أدت ليها من علو سق القى ا ر ا رت دون مكانىات وبىلا آليىات، مىى حملىة الحكومىة
    بعد انقضاء الانتخابات على المعارضة واعتقاا ا مين أدخا المؤتمر الشعبى من جديد فى رتابة
    الانتةار حتى طلاق س ا رح ا مين العاى وليبدأ الحديم من جديد عن سقاط النةاى.
    ذلك رغى أن ق ا رر المؤتمر الشعبى بخو الانتخابات كان الاسىتجابة الصىحيحة لوقتهىا - –
    كمىا أسىىلفنا ، كمىىا كانىىت دعوتىع للأحى ا نب قبىىا أشىىهر مىىن مواقيىىت الانتخابىىات لىىى التنسىىيق - –
    الكامىا أو المقاطعىة الكاملىىة بمىىا فيهىا الحركىىة الشىعبية دعىىول صىىحيحة فىىى جو ر ىىا، كمىىا ىىى –
    بىالطبس دعىول ا مىين العىاى لتعىدد المرشىحين لرئاسىة الجمهوريىة لجىر حىنب الحكومىة لىى جولىة –
    الإعىادل، واذ اضىطربت ا حى ا نب فىى ا سىبوع ا خيىر بىين البقىاء والانسىحاب وبىدق مةهر ىا مميى ا رً
    للسىخرية فىى الى أ رق العىاى مبىت المىؤتمر الشىعبى علىى موقفىع، لكىن تقىدي ا رت السياسىة كانىت تؤكىد
    مض الحركة الشعبية لى الاستفتاء والانتخابات شرط لانى لإكماا الطريق نحىو تقريىر المصىير،
    كما أن مي ا رم العلاقة بين أح ا نب المعارضة، لاسيما النعماء ا شهر تجعا من الصعب التنسىيق
    بىذلك المسىتوق، وتلىك معضىلة أخىرق فىى السياسىة السىودانية، كانىت المبىادرل لىى التجديىد ستسىا ى
    فى حلها وفك عقدتها )عقدل مدرسة حنتوب( بتعبير أحد قيادات حنب ا مة، ذلك أن الجيا الذق
    تخىرإ بىين يىدق الاسىتقلاا مولىس بالمنافسىة شى و بالمنىاة ا رت، لىى يعهىد كميى ا رً أدب الحىوار نحىو
    الاتفاق أو الوفاق، كما أنهى بدأوا السياسة فى عهد مبكر واستمروا فيها لفترل أطىوا ممىا يلىنى. فىى
    سىانحة أخى رق أتاحىت لحىنب المىؤتمر الىوطنى أن يطىرح سىؤاا البىديا لتجربتىع ىا يريىد الشىعب
    نعماء جربهى ممنى وملام ورباع؟ و و كذلك سؤاا ةا يطرح على المستويات كافة ألى يىأن أوان
    التجديد؟ ألى يك النعماء الكبار ما قضوا من سنين وما كابروا من صرو وةرو ؟
    وجع آخر من وجوص عجن القيادل يتجلى ف اص ا رر ا العنيد للرؤية و التخطيط للمستقبا ، فاذ
    نجحىت الحركىة الاسىلامية و ى معارضىة مىن بضىس نىواب فى البرلمىان فى السىتينات مىن القىرن
    الماض ان تفر اجندتها على السياسة السودانية باح ا نبها العريقة، و ى بعد قىادل الحركىة – –
    شىباب فى العقىد الملامينى . بىا و اسىتمرت اجنىدل الامىين العىاى موجهىا رئيسىيا للسياسىة السىودانية
    عبىر كىا الفتىرل منىىذ ذلىىك الاوان و لحىىين اوا القىرن ، الا ان المفارقىىة تكمىىن فىى حالىة الحركىىة
    24
    الاسلامية و ف جملة احواا اح ا نب المعارضة ، ان القادل الذين وضىعوا الاجنىدل لمنتصى القىرن
    الماض لا يمكن ان يوالوا وضعها حتى الالفية المالمىة عبىر اكمىر مىن نصى قىرن ، و تلىك رؤيىة
    ميسىورل و حكمىة مبسىوطة اصىبحت تضىج بهىا جلسىات كبىار السىودانيين و تصىي منهىا صىفحات
    شىىبابهى فى الاسىىافير ، فالمنةومىىة الخالفىىة التىى قىدمتها قيىىادل الشىعب ىى نسىى لتجربىىة العمىا
    1191 مىى الجبهىة – الجبهىوي كمىا تجلىى فى لتجربىة ذات ىذص القيىادل مىس جبهىة الميمىاق 1194
    1191 ، فىى تعبيىر اخىر عىىن نضىىوب الخيىاا مىىن جى ا رء ضىع – الاسىلامية القوميىىة 1195
    ملامسىة الواقىس يقتضى التاكيىد علىى ان الكسىب السىابق مقىدر و مشىكور ولكنىع مضىر اذا اصىر
    على نس تجاربع و تك ا رر ا .
    الإعلاى
    واجىع المىؤتمر الشىعبى حتىى قبىا أن يكتمىا مىيلادص أق منىذ مىذكرل العشىرل جومىاً منسىقاً – –
    من الإعلاى لاسيما الصحافة، فقد كانت المذكرل فىى وجىع مىن وجو هىا تعبيىر عىن صى ا رع ا جيىاا
    فىى قيىادل الحركىة الإسىلامية، وكىان موقعىوا المىذكرل وطائفىة مىن حىولهى فىى مواقىس السىلطة يوالىون
    نفىوذاً ماديىاً وأدبيىاً علىى الصىحافة، كمىا كىانوا مىن جيىا أقىرب لىى وسىط الصىحفيين مىن القيىادل
    التاريخية للحركة.
    1111 خاصىة بعىد أن لمىس تجاوبىاً /12/ مىى تركىن الهجىوى بعىد حىا المجلىس الىوطنى فىى 12
    من قطاعات واسعة فى الحركىة الإسىلامية وخارجهىا، كأنهىا سىئمت الصىورل المندوجىة التىى يت ىذق
    بهىا صى ا رع الشىي والىرئيس ، لا يكىادون يفقهىون كميى ا رً مىن جوانبىع الةىا رل وخفايىاص غيىر المرئيىة،
    فارتاح بعضهى ذ أن الص ا رع حسى على نحو ما وغفا كميرون عن جناية )خرق الدستور(، وحىا
    المجلس الذق يمما ا مة.
    كىان الإعىلاى ذاً تحىدياً كبيى ا رً أمىاى الكيىان المتجىرد، بىا ةىا الإعىلاى تحىدياً منىذ أوا انقىلاب
    الإنقىىاذ 1191 لا يكىاد يىوافى حاجىات الت ييىر، واذ انفى عنىع كميىر مىن روادص فىى الحركىة
    الإسىلامية نحىو مواقىس فىى السىلطة أكمىر أغى ا رءً وأربى نفىوذاً، تولىت مقاليىدص وجىوص جديىدل مىن داخىا
    الحركىىة وخارجهىا، مىىى ةلىىت موانناتىىع الماليىىة ضىعيفة معلولىىة لا تىىواخ حاجاتىىع الدائمىىة ووسىىائلع
    المتطورل وحاجة عناصرص لى التأ يا والتدريب المتصىا، ىذا رغىى مى ا نعى مسىتمرل أن الإنقىاذ دولىة
    رسىالة وبىلا ، كمىا ىى مىورل مدافعىع ودفىاع بىالقلى واللسىان قبىا السىلاح والسىنان فىى مفارقىة أخىرق
    من مفارقات نمان الإنقاذ المضطرب.
    واذ واجىع المىؤتمر الشىعبى تلىك العاصىفة ب يىر اسىتعداد ودون عىداد فقىد لجىأ أفىذاذ منىع بعىد
    تداوا مس قيادات لى صدار نشرل أو منشور أخذ نهجاً فى التحرير مصادماً فى حدل شديدل وفىق
    25
    توصىية مىن ذلىك الاجتمىاع وأعةمىع بأسىلوبع وموضىوعع أوا ذريعىة للنةىاى وأجهىنل أمنىة لتسىجيا
    أوا اعتقىاا علىىى عناصىر المىؤتمر الشىعبى وضىىس علىىى المحىررين والمنفىىذين و ا رء المنشىىور بعىىد
    يقافع.
    شىىهدت كىىذلك ا شىىهر ا ولىىى بعىىد المىىيلاد الرسىىمى لحىىنب المىىؤتمر الشىىعبى صىىدور – –
    صىحيفة )صىوت الشىعب(، عبىر شىركة خاصىة تحمىا اسىى قيىادات فىى الحركىة الإسىلامية انحىانوا
    للشىعب ، كمىا ىى مؤسسىة علىى النسىق التقليىدق للصىح بمجلىس دارتهىا ورئىيس تحريىر و يئىة
    تحرير، فى بادرل أولىى لقيىاى مؤسسىة فىى طىار الحىنب الجديىد وان لىى تحمىا صىفة الناطقىة بلسىان
    الحنب ولكنها عرفىاً المعبىرل عنىع بالكامىا. لكنىع وكمىا ىو الشىأن فىى الحىنب نفسىع عهىد برئاسىة –
    مجلىس الإدارل لىى قيىادق مىن جيىا التأسىيس والىى رئاسىة التحريىر لىى قيىادق مىن جيىا التأسىيس
    ا وا أكبر سناً من رئيس المجلس، مى حوق مجلس الإدارل وجوص قيادية وتمميا للأجياا الوسيطة،
    كا ذلك فى عما يشبع المرحلة وقد لا يجانب الصواب ذا استصىحبنا الةىرو التىى تأسىس فيهىا
    الحنب.
    أمىا مضىمون الصىحيفة فهىو وان لىى يبىرن وا صىدور ا متميى ا نً متفوقىاً علىى المنةومىة
    الصحفية السائدل فى الخرطوى، كما حدم لتجارب صحافة الحركة الإسلامية منذ ألوان وال أ رية، ذ
    لى يتفوق نوعياً فلى يننا عن المتوسط المعهود، كما أن تعبيرص عن حنب لع عضوية وجمهور، مى
    مىىا اكتسىىب الحىنب مىىن سىمعة طيبىة خاصىة لقطاعىىات مىىن أ ىا الهىىوامش، ومىىا يميىرص مىىن مىىارل
    لمعارضتع السلطة وقد كان لى ا مس بعضاً منها، كا ذلك يأ للصحيفة نجاح طيىب فىى نسىب
    التونيىس. مىى ىى صىحيفة مهمىا تنسىب لحىنب المىؤتمر الشىعبى صىوتاً ومعبى ا رً انفتحىت حقيقىة لا –
    شىعا ا رً لكىىا ا قىىلاى مىىن ألىىوان الطيىى الفكىرق والطيى السياسىىى كافىىة، فىىى سىىابقة لىىى تعهىىد ا –
    الصىحافة الحنبيىة، ممىا حمىا لصىحيفة أ رق الشىعب الإشىادل مىن خىارإ صىفها الحنبىى ومىن خىارإ
    الص الحركى كلع، وبما ضمن لها نسب تونيس جيدل، خاصة لدق أ ا الهوامش كما أسلفنا.
    تلىىك تبىىدو قصىىة نجىىاح لتجربىىة فىىى حقىىا مهىىى لحىنب سياسىىى، فىىالحنب فىىى تقىدير ىىو – –
    الصحيفة خاصة بعد تأسيس بنياتع وبسط أفكارص ومنا جع، ولكن قصة نجاح أ رق الشىعب تحولىت
    تىدريجياً لىى أنمىة مسىتمرل تعىيش فيهىا الجريىدل ولا تخىرإ منهىا لا بإنقىاذ مىن أجهىنل أمىن المىؤتمر
    الوطنى الذق يصدر ق ا ر ا رً مناسباً بإيقا الجريدل فى وقت مناسب مس أنماتها.
    فتكوين الجهان الإدارق للصحيفة واختيا ا رت يئة التحرير، مى بيئة العما كلها تماما تكوينات
    الحنب وبيئة عملع وطريقة اتخاذ ق ا ر ا رتع، فرئيس مجلس الإدارل ورئيس التحرير سياسيان با ساس
    وليس صحفيان، كما أنهما من جيا التأسيس ا وا والمانى، أما المحررين فهى أخلاط مىن أجيىاا
    متقاربىىة مىىا أن تهىىدأ بسىىاحتهى مضىىايقات ا مىىن وعسىى السىىلطة، حتىىى تبىىدأ سىىنة المنافسىىات
    29
    والمشاكسات والاتهامات، مى أن الا تمىاى بالصىحيفة وتحىرق توجيههىا ودعمهىا باعتبىار أن الحىنب
    نفسع حنب دعول وبلا ةا ضعيف اً كما فى سائر تجارب الحركة الإسىلامية وبيئتهىا المقافيىة – –
    غيىر الممقفىة. واذ تةىا المباينىة مسىتم رل عبىر محىاولات صىلاح تصىدق لهىا مىؤمرون فىى الحىنب
    أكمر من مرل، فالعناصر التى يدفس بهىا لإصىلاح الصىحيفة دارل وتحريى ا ر تخىو صى ا رع دارل مىس
    الرواد فى مجلس الإدارل ومس رئيس التحرير ومس المدير العاى مى مس بيئة كلها يلفها الشك وت شى
    أ لها الري ب .
    كا ذلك مس سياسىة تحريىر غامضىة وغيىر متفىق عليهىا، تضىطرب بىين ضىع يهىاون النةىاى
    وتهىور لا يكىاد يىنن كلماتىع، فىى طىار وضىس كلىع دقيىق بالنسىبة للحىنب وبالنسىبة لسىائر أوضىاع
    السودان.
    لقىد تطىورت وسىائا الإعىلاى مىس تطىور مىورل التكنولوجيىا وأضىحت الصىح تحديىداً فىى محىا
    شك حتى فى جدوق وجود ا فى المستقبا القريىب، لكىن الحىنب لىى يحىاوا الإذاعىة ولا التليفنيىون،
    لا من محاولىة ذاعيىة فىى الخىارإ اسىتم رت مىد قصىير جىداً مىى انقطعىت بالتمىاى نهىا كانىت بىلا
    د ا رسة ودون أساس، وةلت أ رق الشعب ى المعبر ا ساسى والصوت ا وحد للحنب.
    أمىا صىفحة الحىنب فىى شىىبكة الإنترنىت فقىىد تأسسىت منىذ بضىىس سىنوات ولكنهىىا كىذلك ةلىىت
    خاملة ب ير جاذبية، كما و الحاا بالنسبة لصفحة ا مين العاى بوصفع مفك ا رً وبوصفع سياسياً لى
    تبل أفىق الآخىرين ممىن ىى بالضىرورل أقىا كسىباً وعطىاءً منىع، واذ اضىطرب ا داء كلىع فىى مكتبىع
    فىلا يتوقىس أن ينىتةى ويتقىدى فىى الىدائرل ا دق ا كمىر رقيىاً شىأن الموقىس الإلكترونىى أو صىفحة
    الفيسبوك.
    كىىذلك ةهىىرت تعبيىى ا رت عىىن المىىؤتمر الشىىعبى باسىىى الشىىباب وباسىىى الطىىلاب فىىى شىىبكة –
    الإنترنىت مىى ةهىرت كىذلك مواقىس ذات صىلات بىالمؤتمر الشىعبى ضىافة لىى الصىفحات الخاصىة
    بأعضاء المؤتمر الشىعبى فىى الفيسىبوك والتىى تعىد بالمئىات. كىا ذلىك وجىود واسىس فىى ذلىك العىالى
    المتسىس المسىتوعب كىا يىوى لآفىاق جديىدل تتىي فرصىة جديىدل لا أنىع شىأن الشىئون السىابقة التىى
    أفضىنا الحىديم فيهىا معطلىة كميى ا ر مىن مم ا رتىع وفوائىدص بسىبب التبىاين المتسىس بىين ا جيىاا، فجيىا
    الىرواد وا جيىاا الوسىىيطة كلهىىا بعيىىدل الصىىلة عىىن ذلىىك المنىىاخ بالكامىا، أو ضىعيفة الصىىلة بىىع،
    وا جيىاا الحديمىة موصىىولة بىىع بعضىىهى مسىىت رق فيىع لدرجىىة الهىىوس وشىا الفاعليىىة خىىارإ أطىرص
    الافت ا رضية، وكمير منهى يجد عندص غناءً ورضى عن بؤس الفرا فى أطر الحنب ا خرق وأطىر
    الحيال العامة فى السودان على الوجىع ا وسىس، واذ فىت ذلىك ا فىق لىنمط جديىد مىن الإعىلاى يىديرص
    شخا واحد عبر الفيسبوك، أو التويتر أو اليوتيوب ويوالى تأميرص على العش ا رت وقد يمتد للمئىات
    والآلا ، وتتعىدد تعبي ا رتىع مىن الكتابىة لىى الصىوت لىى الصىوت والصىورل معىاً. كمىا يتىاح أيضىاً
    21
    للبىىم المباشىىر للأحىىدام والمخاطبىات أن تبلى أعىداداً كبيى ا رل مىىن المسىىتمعين والمشىىا دين، عبىر
    وسائط تليفنيونية ودون أق تكلفة تذكر سوق مة الناشطين ومعرفتهى بوسائا العصر.
    واذ تقىدمت فىى كىا ذلىك المجموعىات الإسىلامية السىلفية وغير ىا ت ا رجعىت الحركىة الإسىلامية
    التىى سىبقت أولئىك بعشى ا رت السىنين فىى ارتيىاد الآفىاق الجديىدل وم ىامرل الوسىائا الحديمىة، ذلىك أن
    أولئك يدير ى تنةىيى يرفىد ى بالوسىائا والإمكانىات و ىؤلاء ىوال لا يجىدون لا جهىد ى، مهمىا سىاعد
    وقرب يةا ناقا الفاعلية التى يوفر ا لع تضافر الجهد الجماعى وتنةيمع وتنسيقع.
    فالمشىكلة تبىىدو فىىى ج و ر ىىا مشىكلة مقافىىة وأفكىار وفىىى مةهر ىىا أنمىىة فىىى التنةىىيى والمىىوارد،
    فالحاجىة ملحىة لتعىديا وضىس الإعىلاى بىا وتأصىيا مفا يمىع، ليكىون فىى أوا ا ولويىات. ليحمىا
    مضىمونع حقيقىة الرسىالة، مىى لنىدع مائىة ن ىرل تتفىت فىى آفاقىع الجديىدل المتجىددل الرحيبىة المتسىعة،
    فالإعلاى الجديد قد يكون الممما ا مما لفكىرل التنةىيى الحىديم، فحيممىا وجىد الفىرد أو ا فى ا رد تنمىو
    نوال للتنةىيى وتنمىو معهىا وسىيلة تواصىا واعىلاى لا تضىا مىن غيىاب المىنهج أو الموقى ولا تشىقى
    من ش الموارد أو ش الا تماى.
    اقتصاد الحزب:
    ضمن أفضا الم ا رجعات والقى ا ر ا رت التىى توجىع نحو ىا ا مىين العىاى وحمىا معىع الحىنب نحو ىا
    ب ير كمير من تردد، موقفع الداعى لىى تجىاون تأسىيس أعمىاا اقتصىادية خاصىة بىالحنب شىركات
    أو مؤسسات استممارية أو تجارية، با الحىنب يمىوا مىن عمىا أعضىائع ويرفىد مىن مؤسسىاتهى، مىى
    حياء سنة تالدل فىى فقىع الحركىة الإسىلامية وممارسىتها ىى نفىاق كىا عضىو فيهىا للحىنب اشىت ا ركاً
    مهما يكن قليلاً فانع تعبير آخر عن الالت ا نى والتجرد ومهما يكن محدداً فهو مفتوح لمن تطوع خي ا رً
    فهىىو خيىىر لىىع. مىىى الموقىى الجيىىد كىىذلك بوقىى التفىىر التىىاى للعمىىا الحنبىىى وأخىىذ ا جىىور – –
    والمرتبات على ذلك، فالحنب كذلك يقوى عملع كلع من صدقات الوقت التى يبذلها أعضائع، – –
    فلا يتعطا فرد ولا تتبطا فئة تنتةر رواتبها أواخر الشهور من الحنب.
    ذلك أن عبرل التجربة السالفة فى تاري الحركة الإسلامية أوضىحت بجىلاء أن الشىركات - –
    والمؤسسىات الاقتصىادية التىى يملكهىا الحىنب فىى البىاطن مهمىا سىجلت فىى الىنةى العامىة القانونيىة
    بأسىىماء أشىىخاا معىىروفين أو م مىىورين مىىن ا عضىىاء الحىىنبيين، ومهمىىا تحىىددت لهىىى النسىىب
    وا نصىىىبة فىىى أ رس المىىىاا أو فىىىى ا ربىىىاح، فىىىإن حصىىىيلة التجىىىارب ىىىو فشىىا تلىىىك الشىىركات
    والمؤسسات وخسارتها، ولو بعد نجاح قليا ورب طفي .
    تلىك كانىت قى ا ر ا رت صىائبة ومواقى جيىدل ولكىن ىا البىديا مىن بىذا ا عضىاء وانفىاقهى ومىن
    تبرعىات ا صىدقاء والمتعىاطفين كىان كافيىاً لتمويىا نشىاط الحىنب؟ و ىا انبسىطت علىى الفىور نةىى
    29
    مالية ومحاسبية تناسىب دعىول الحىنب ا خىرق لىى المؤسسىية والمحاسىبة. بىا ولنعيىد طىرح السىؤاا
    ا ى الذق طرحناص من قبا فى ذص الورقة لماذا ةا المؤتمر الشعبى فقي ا رً؟
    لقىد مضىى علىى الحركىة الإسىلامية حىين مىن الىد ر كانىت جىنءاً مىن حىنب حىاكى يمىوا فىى
    أغلىب نشىاطع مىن مواننىة الدولىة وان بىذلت الحركىة الإسىلامية كميى ر مىن جهىد ا وعلاقاتهىا لتمويىا
    الدولة نفسها أو با حرق النةاى الوليد الىذق أنجبتىع وفىك أنماتىع، لا أن الحىنب الحىاكى الموصىوا
    بالدولىة يجىد مىن ىذص الوضىعية كميى ا رً مىن المىاا ومىن الىدعى، لاسىيما فىى البيئىة السياسىية المحليىة
    والإقليمية لبلد مما السودان، ومىن خىارإ أجهىنل الدولىة الرسىمية بىأكمر ممىا يجىد منهىا، كمىا شىهدت
    بذلك الحملات والاستنفا ا رت المالية لاسيما فى مواسى الجهاد أو حيمما دعا مسئوا كبيىر المجتمىس
    عامة، أو اجتمس لى جماعة مخصوصة من ال أ رسماليين يدعو ى للىدعى والتبىرع لمشىروع معىين أو
    حملىة مخصوصىة. ورغىى محىاولات ا مىين العىاى نفسىع منىذ قى ا رر الدسىتور واجىانل قىانون التىوالى
    السياسىى لتحريىر المىؤتمر الىوطنى مىن دعىى الحكومىة أو يمىا صىلة ماليىة بهىا، فقىد كانىت النفسىية
    العامة ال ا رسخة لدق القيادل أن المؤتمر الوطنى ينب ى أن يسود المستقبا وأن يكون أكبر ا ح ا نب
    حتىىى فىىى ةىا قىىانون التىىوالى السياسىىى وأن فىىى ذلىىك كىىا الخيىر للسىىودان، ومىىن مىىى فىىإن التجىىون
    واستحواذ المواقس يجىد تبريىرص فىى ذلىك الخيىر العىاى المرجىو كمىا أن الوضىعية التىى أشىرنا ليهىا قبىا
    قليا، وضعية أنع حنب حاكى تضمن لع رفوداً وموارد كميرل من المخلصين ومن المخلطىين وحتىى
    من المنافقين.
    ذن واجع المؤتمر الشعبى لحةة مىيلادص تحىولات كميىرل فىى الوضىعية الاقتصىادية لعامىة - –
    مسيرل الحركة الإسلامية، فلى يكن كافياً فقط التحرر والتطهىر مىن خفىاء القىديى والتوبىة عنهىا، - –
    بىا كىان مهمىاً وبىذات المسىتوق تأسىيس ممابىة نةريىة وعمليىة اقتصىادية جديىدل للحىنب الجديىد،
    خاصة وأن ابتلاءاتع كانت تتجلى بوضوح منذ لحةة المفارقة والمواجهة لنةاى بىاطش يجىد قدوتىع
    مىن ممارسىات ا نةمىة مىن حولىع فىى محاصىرل المعارضىة وتجفيى المنىابس خاصىة مىس الحركىات
    الإسىىىلامية، فهىىا تأمىىا قىىىادل الحىىنب الجديىىىد وأجهنتىىىع فىىىى تلىىك التحىىىديات وأعىىىدوا لهىىىا عىىىدتها
    الاقتصادية، والتى أمبت الوقت أنها كانت وستةا مهمة لنشاط الحنب وصورتع العامة مى للحفاة
    علىىى عضىىويتع المسىىتهدفة مىىن الحىنب الحىىاكى بحمىلات الترغيىىب بعىىد التر يىىب، يسىىت ا ضىع
    الحيلة لدق كمير من نشطاء الحنب الذين أدمنوا العمىا فىى ا جهىنل الموصى ولة بىالتنةيى المىرق مىى
    بالدولة ال نية، با ن بعضهى ةا متفرغاً مىد طويىا حتىى لىى يعىد يطيىق غيىر تلىك الوضىعية ولا
    ي ج د فى عما يكسب منع رنقاً خارإ أطر ا.
    واذ المعهود فى غالب تجارب الحركات الإسىلامية المعاصىرل الموصىولة ب نسىب فكىرق وعملىى
    مىس الحركىة الإسىلامية فىى السىودان، ىو النجىاح الاقتصىادق، ذ أن بعضىها عنىدما أغلقىت أمامىع
    21
    سىبا السياسىة وضىيقت عليىع وسىائلها، أفىر طاقاتىع فىى ا عمىاا الإنسىانية والخيريىة التىى تحتىاإ
    للمىاا والتمويىا فنشىط جانىىب مىىن عضىىوية تلىىك الحركىىات فىىى عمىا الشىركات والشىركات الماليىىة
    اولمصىار فىىى بيئىىات اقتصىادية أغلبهىىا مواتيىىة للعمىا والىرب بىىأكمر مىن بيئىىة السىىودان، كمىا أن
    بع المحللين لةا رل الحركة الإسلامية الحديمة يرون أنها قد لا تنشط فى وسىط المقافىة والفنىون
    ولا يشىىتهر بىىين صىىفوفها المبىىدعون مىن الكتىىاب والشىع ا رء والرسىىامين وتعىى و عىىن ذلىىك بالنجىىاح
    الاستممارق والتجارق.
    لكن فى التجربة السودانية ورغى عما متصا منذ أواخر العقد السىبعين فىى ذات مجىاا المىاا
    وا عماا فإن الحركة فى مجملها لى تخرإ مرية كما ىو الحىاا مىس حركىة جماعىة النىور فىى تركيىا
    أو حركىة الإخىوان المسىلمين فىى مصىر، أو حتىى مقارنىة مىس ا حى ا نب السىودانية المعارضىة التىى
    استممر بعضها علاقاتع الخارجية أو استفادت من جمة وفر ا لها النةاى بعد قى ا رر دسىتور 1119
    ونشطت فى أدوار مشابهة لما قامت بع الحركىة الإسىلامية نفسىها فىى فتىرل الهدنىة التىى وفرتهىا لهىا
    . مرحلة المصالحة الوطنية بعد العاى 1111
    وكما و الحاا فى السياسة أو الإعلاى أو التنةيى، فإن التأسيس الجديد يحتاإ لمدخا جديىد
    لاقتصىاد الحىنب، يقى أ ر كىا تلىك التجىارب التىى أشىرنا ليهىا شىىا ا رت محىدودل ويسىتفيد مىن عبرتهىىا
    عةاتهمىىا، لا أنىع مهمىىا يتىىأمر بالبيئىىة مىىن حولىىع كمىىا يتىىأمر كىىا تنةيىىر أو عمىا اقتصىىادي أو
    استممارق، فإن المدخا اللامركنق لتأسيس موارد الحنب وبناء اقتصادص ىو جىو ر التحىديم الىذق
    يتوجب عليع أن يتلائى مس جملة نةرية التنةيى ومس سائر العما الذي ينشد التاسيس الجديد.
    ان كميى ا ر مىن الحلطىاء ليب ى بعضىهى علىى بعى كمىا يعةنىا القى ا رن ، كمىا ان غالىب تجىارب
    السىىودانيين فىى العمىىا المشىىترك الاقتصىىادي او السياسىى او حتىىى الخيىىري و الانسىىان ، و لا
    نسىتمن الفكىري و الادبى والفنى ينتهى بىالن ا نع المفضى الىى الفشىا و ذ ىاب الىري ، ذلىك خلىق
    غير قويى و سلوك غير ذك ، فاذ ننشىد المحاولىة الجديىدل باسىلوب جديىد لابىد مىن تاسيسىها علىى
    قاعدل اصلها مابت من الاخىلاق مىن الامانىة الىى المسىامحة ، و ف رعهىا مهمىا يكىن لا مركىني فانىع
    يقوى على حد ادنىى مىن المشىاركة و الاجتمىاع الانسىان ، لاسىيما نحىو تاسىيس قاعىدل بالاسىتممار
    مهما تكىن صى يرل او محىدودل فانهىا واسىعة تصىا اعضىاء الحىنب كافىة فى شىبكة مىن العلاقىات ،
    مهمىا يرجىون منىافس لهىى فىانهى ايضىا ينفعىون المجتمىس وفىق خطىة لا مركنيىة ، كمىا انهىى يفيضىون
    علىى الحىنب مىن امىوالهى ، علىى نحىو مىا جىرت و تجىري التجىارب الانسىانية الافضىا فى تمويىا
    الاحىى ا نب ، مؤصىىلة علىىى الشىىفافية منضىىبطة بىىنةى المحاسىىبة و الم ا رجعىىة و قبىىا ذلىىك و بعىىدص
    محروسة بالاخلاق محاطة بالتقوق.
    30
    كذلك لابد عنىد تاسىيس العمىا الاقتصىادي للحىنب مىن مسى اقتصىادي للسىودان ، كيى يقىدى
    الحنب قدوتع الاقتصادية للاستممار ف السودان ، و كي يحرك الطاقات الواسعة لاسىيما الشىابة
    المعطلىة ، فى مشىاريس و اعمىاا مىن التجىارل الىى الاسىتممار و التجىارل و الصىناعة ، عبىر دعىول
    بالشىورق و المشىاركة مىن اعضىاء الحىنب و مىن تيىارص العىاى بىالا ا رء و النةىر ، مىى بالمشىاركة و
    العما.
    ان الاوفىق ىو ان يبىىدا الحىنب عملىىع الاقتصىادي مىىن قريىب الىى رسىالتة فىى تاسىيس افكىار
    جديىدل فى المجتمىىس ، و قىد يجىد فى الاسىتممار و فى تكنلوجيىىا المعلومىات و الطباعىة و النشىر
    المجالات الا ى الت يدعوا اعضائع للعما فيما ينفعون بىع المجتمىس و انفسىهى ، و يجىدون عبر ىا
    مجالات للتبشير بالمقافة الجديدل لو كسب الانصار.
    تلىك رؤيىة تسىعى لاسىتقلاا الحىنب الاقتصىادي و ربطىة بخيىر المجتمىس ، و ى كىذلك تاكيىد
    لتطهىر الحىنب عىن تىوحش ا رس المىاا الىذي لا يعىر غيىر الىرب و يربىو مىن امىواا المجتمىس و
    لكنع لا ينفعع ، و حتى لا تط ى الموانين و ينداد الفق ا رء فق ا ر و الامرياء م ا رء ، و كذلك رؤية
    موصولة بعامة رؤق الحنب و افكارص ف توحيد الحيىال العامىة و الخاصىة ه ، او كمىا تعبىر عنهىا
    ومائق التاسيس الفكري و العقدي للحنب ف طور جديد.
    الاعلاقات العالمية :
    عند وقوع المفاصلة ف اوا القىرن لىى تتجىاوب علاقىات الحركىة الاسىلامية السىودانية العالميىة
    الممتدت الجنور عبر اكمر من نص قرن ، لى تتجاوب حركات الاسلاى العالمية من ذات نفسها
    و تبادر نحو اشىقائها او اصىدقائها فى السىودان لرئىب الصىدع و السىع للصىل بىين الطىائفتين و
    لى الشىما قبىا ان يسىتفحا الصى ا رع و يستعصى علىى الرتىق. ذلىك رغىى ان خبىر الانمىة السىودانية
    يومئذ كان الاوا ف انباء العالى و رغى ان الاسلاميين السودانيين ةلوا موصولين باخوانهى ؤلائك
    شديدو الحساسية تجاص كىا تطىو ا رت احىوالهى مىن طنجىة الىى جاكارتىا وفقىا لمحىور مالىك بىن نبى ،
    ةلوا يوالون الصلة بهى من قديى و عبر السنين ، فاذا ضربت المحنة الناصرية اخىوان مصىر لجىأ
    بعضهى للسودان و تداعى التنةيى نا ف الخرطوى بالتايد العاى و الندوات و المةا ا رت ، و منذ
    احتلاا الصهاينة لفلسىطين فيالعىاى 1149 بىدات مبىاد ا رت اخىوان السىودان موصىولة ببدايىة التعبئىة
    لحملات الجهاد لتحرير بلاد بيت المقدس المبارك حولع. مى لما استها الجهاد ف اف انستان نحو
    اواخر العقد السبعين كان اخوان السودان ف الاولين اعت ا رفا بكيان المجا ىدين حىت فتحىوا لىع اوا
    مكتب ف الخارإ بعد اقناع الرئيس النميري ف العهد المايوي ، مى طوروا عما الدعول الى العما
    الخيري الانسان فاسسوا الوكالة الاسلامية الافريقية للاغامة الت نشطة ف بشاور. اما الاتصىاا
    بالمنةمىىات و الواجهىىات الاسىىلامية عبىىر سىىاحت العىىالى فقىىد ادق فيهىىا الاخىىوان السىىودانيون ادوا ا ر
    31
    مهمة و تبئوا مناصبها الرفيعة ، مما ومق صلاتهى بقادل الحركات الاسلامية منذ عهد ى طلابىا و
    لحين اصبحو ذوو م ا رتب و وةىائ عليىا فى بلاد ىى و فى اطىر ى التنةيميىة الخاصىة ، او حىين
    سنحت سوان تسنى المناصب العليا الرسمية و ا ن ا رت او وكالات ، فما من اسى معرو ف الاطر
    الحركية الاسلامية الا ولع علاقات و صلات مس واحد او جماعة فى الحركىة السىودانية ، اتاحىت
    ل ىىالبهى ان يىنور السىىودان مىرل او مى ا رت فىى المىىؤتم ا رت و المنتىىديات المتصىلة منىىذ مىىؤتمر العىىاى
    الاوا للشريعة 1194 و لحىين قيىاى المىؤتمر الشىعب العربى و الاسىلام فى ابريىا 1112 . ذلىك
    رغىى شىواغر الخىلا دارت جلهىا حىوا محىور العلاقىة مىس التنةىيى الىدول للاخىوان المسىلمين و
    تبعيتع و بيعتع الت تابتها الحركة الاسلامية السودانية ، لى تمنس ان يكون السهى السىودان مقىدما
    ف غالب الانمات الت تطرء داخىا المنةومىات الاسىلامية المختلفىة او حتىى بىين فصىائا الجهىاد
    الاف انية او حين تانى الموق بين الع ا رق و العرب بعد احتلاا صداى حسىين للكويىت فى 1110
    كا تلك الحوادم كان السودانيون وسطاء مقبولين تجد فيهى اط ا ر المنانعة الحياد و الوسطية و
    الخبرل فلا يميرون الريب و المخاو .
    و لكىن انىدلاع انمىة الخىلا 1111 ، و الىذي ةىا يتصىدر اخبىار العىالى جىاءت دعىول رمىون
    الحركات الاسلامية للتوسط من احد القادل الذين انحانوا للمؤتمر الشعب اذ كانت لىع صىلات مىس
    اط ا ر عديدل ف تلك الساحة ، مستحمهى للتوسىط بىين )الشىي ( و )الىرئيس( ، و قىد كىان المرجىوا
    ان يبادروا من تلقاء انفسهى لو كانوا يستشعرون بالفعا ان المماا الوحيد لحكى اسىلام فى العىالى
    السىن قىائى فى السىودان ، كمىا يلاحىة ان ا ىا السىلطة يومئىذ لىى يبىادروا بالىدعول للتوسىط بىا لىى
    يرحبوا بمقدى الوفود الت توالت من الحركات الاسلامية داخا العالى العرب و خارجع.
    و السىىودان كىىان و سىىيةا طىر بعيىىد فىى العىىالى الاسىلام علىىى تخىىوى العىرب نحىىو القىىارل
    المستضىعفة افريقيىا ، امىار التفىوق النىوع لىنعيى حركتىع غيىرل كميىرل و لقيىت دعوتىع لتوسىيس مجىاا
    وحىدل العمىا الاسىلام النةريىة و العمليىة لتتجىاون التبعيىة و الانىدماإ و البيعىة لتنةىيى الاخىوان
    المسلمين العرب الى صي ة تنسيق متدرإ يشما الاسيوين و الافارقة ، امارت الرفاق القدامى فى
    حركة الاخوان المسلمين العربية لا سيما الجماعة المصرية و لىى يىرو فيهىا الا نعامىة شىاملة - –
    تنصب الت ا رب للعالى السن كما و الاماى الخمينى فى العىالى الشىيع ، ذلىك رغىى ورقىة تاسيسىية
    فى مشىروع التنسىيق العىالم لجماعىات الاسىلاى و منةماتىع الحركيىة ، لىى يبصىرو فيهىا الا وميقىة
    تمبت المؤامرل و تؤكد ا ، و قد كانت حريىة بالنقىاش الجىاد مىى التبنى المسىؤا لفكرتهىا الجو ريىة و
    ان عدلت او فصلت بع افكار ا الاخرق. مى كانىت تجربىة الحكىى و مىا جلبىت مىن سىمعة عاليىة
    لحركىة السىودان و تقىدير خىاا لىنعيى حركتىع مىدعال اخىرق للتىوجس و الىتحفة ، رغىى التحىديات
    الجسىىاى التىى لقيتهىا التجربىىة منىىذ ميلاد ىا ، و رغىىى التصىدي الجسىىور الىىذي تىىولاص الامىىين العىىاى
    32
    الكاما لفت ابواب السودان للمضطهدين من تلىك الحركىات كافىة و رعىايتهى بىا و اد ا رجهىى ضىمن
    منةومات الحركة و التعاما معهى ف مستويات مختلفة.
    تلك كانت اممية اسلامية مبكرل تبدو اليوى سابقة لاوانها مما جلبت على السودان مىن تىوجس
    و خو و بما حاصىرتع مىن تكىالي فىوق طاقتىع ، مىى لىى تلقىى مىا تسىتحقة مىن تقىدير و تعىاون و
    حمايىة الا مىن قلىة فى الحركىات و الرمىون بىا لىى يسىارعوا لرئىب صىدعها و السىع بالحسىنى و
    الاصلاح عندما ضربها الخلا .
    الحىىق ان فكىرل التنسىىيق قىىد طبقىت لاحقىىا فى اوبىة منقوصىىة لىىذلك الاقتىرل لتاسىىيس الاتحىىاد
    العىالم لعلمىاء المسىلمين فى لنىدن 2004 ، و قىد سىعى وفىد رفيىس المسىتوق مىن المىؤتمر الشىعب
    للحضور لمقر انعقاد المؤتمر ، و طلب اد ا رإ اسى الامين العاى المعتقا فى سىجون النةىاى يومئىذ
    ضمن عضوية مجلس الامناء ، بادرل نصرل لحرية الدعال و تعبير عن رف الط يان مى تضامن
    مىىس شخصىىيتع الكبيىىرل خاصىىة ، لكىىن رمىى ون مىىن وجىىوص النةىىاى كىىانوا نالىىك ، قىىدر الاسىىلاميون
    المجتمعون ان لا يحرجو ى بذلك ، با ان البيان الذي اقترح لاوا الامر ان يصدر من المؤتمرين
    و يطالب باطلاق س ا رح الشي حسن الت ا رب ت ا رجس عنع و صدر بيان عاى يتضامن مس المعتقلىين
    الاسلامين كافة و يدعوا لاطلاق س ا رحهى.
    تلىىك اشىىا ا رت و ملامىى لقصىىة طويلىىة متعىىددل فىى العلاقىىة مىىس الجماعىىات و المنةومىىات
    الاسىلامية المعاصىرل ، تاسسىىت عبىر علاقىىات مباشىرل و موصىىولة مىىس جيىىا الىرواد فى الحركىىة
    السودانية و مس الاجاا التالية لهى الا انها لا تحةى بذات الا تماى و القول لدق الاجياا الحاضرل
    فىى مختلىى مشىىارب الحركىىة اليىىوى ، ذلىىك انهىىا ةلىىت حجىىاب عىىن توسىىس العلاقىىات لتىرود سىىائر
    ساحات العالى لما تحما من رضى و بمىا تشى ا مىن ا تمىاى ، ف الىب حركىات الاسىلاى اشىد تخلفىا
    من الحركىة السىودانية ، فهى تسىبقهى بتجىارب التخطىيط الاسىت ا رتيج و التنةىيى اللامركىني المعقىد
    مىىى فىى تجربىىة الحكىىى ممىىا يىىئ لهىا ان ترفىد ى بتجىىارب و خبى ا رت و تسىىتقبا الوفىىود لاسىىيما مىىن
    الحركات الاقرب فكريا لحركة السودان شئن تونس وفود لدو ا رت التدريب و الاقامة التى امتىدت –
    مس بعضهى لسنوات خاصة ف فترل الاضطهاد الت تطاولت منذ منتصى الممىانين و لحىين ربيىس
    . المو ا رت العربية ف 2011
    ان اعماا المقارنة مس تجارب الحركات اليسىارية و رمون ىا و عناصىر ا توضى بجىلاء كمافىة
    ال حجىب التى ومقتهىا كمافىة العلاقىات مىس الحركىات الاسىلامية ، فقىد مملىت نهايىة الجمهوريىات
    السوفيتية بداية مرحلة جديدل لكمير من الاح ا نب الشيوعية و الحركات و المنةومات الاشت ا ركية و
    حررت كمير من عناصر ا ف الاطار العرب و الافريق العاى و ف الاطار السودان و اقتحمىوا
    علىىى الفىىور اطىىر المنةومىىات الطوعيىىة المحليىىة و الدوليىىة الناشىىطة فىى المجىىالات كافىىة ، مىىن
    33
    منةومات الدفاع عن حقوق الانسان ف صور ا العديىدل الىى مجىالات المىرءل و الطفىا و الشىباب
    الىى منةمىات الخيىر و الاغامىة و الىى اتحىادات الكتىاب و منةومىات المقافىة و الفكىر ، منسىجمين
    فىى كىا ذلىىك مىىس تطىىور مفىىا يى العمىا الطىىوع و المجتمىىس المىىدن و ةهىىور المنةمىىات غيىر
    الحكوميىة فى اطىار دورل عالميىة جديىدل ، استشىرفت فيهىا الانسىانية افىق العمىا الخيىرق الطىوع
    غير السياس ، لا سيما بين الفئات الشابة ف المجتمعات المتقدمىة فى العىالى الاوا التى طفقىت
    تجوب العالى و ترتاد اصقاعة النائية ، تقدى الكساء و تنشر الوع .
    لقد تيسر لؤلاك الخارجين من الاطر و المنةومات اليسارية ان يتجاوبوا سريعا مس تلك الدورل
    و ينخرطوا ف اطر ا و يتبئوا المناصب الدنيا و الوسطى و العليا فيها كا وفق تا يلع و طاقتع ،
    فيما اغترب عنها عناصر المنةمىات و الجماعىات الاسىلامية ، ربمىا لاسىباب مىن بيئىاتهى البدويىة
    او الريفية حتى داخا منةوماتهى المعاصرل ، مى قد تتعمىر علىيهى الالسىن الاجنبيىة لل ىات العالميىة
    الت تقتض اجادتها الجدية و الممابرل و طلاقتها الايجابية و الجرءل رغى ما يلاجة من ذكاء ف
    العناصر الاسلامية.
    تلىىك كمىىا اسىىلفنا دورل شىاملة عالميىىة فىى تاسىىيس مقافىىة جديىىدل لمجتمىىس مىىدن جديىىد ، يتركىن
    بالاسىىاس فى فئىىة الشىىباب ، فهىىو موصىىوا مىىن وجىىوص كميىرل بانفجىىار مىىورل الاتصىىالات و تقنيىىة
    المعلومات و رواإ مفا يى العالى القرية و الانسانية الواحدل مى حقوق الانسان المقدسة ، ذلك يات
    بعىد دورل متطاولىة منىذ نهايىة الحىرب المانيىة كانىت فيهىا كىا صىور العمىا و التعبيىر سياسىية ، و
    كان كا ا تماى او عما غير سياس ، مهما يكن فكري او خيري ينةر اليع بدونية و يوسى بعدى
    الجديىة ، او كمىا تركىن حىين ذاك بالاسىاس فى فئىات الشىباب و عبىرت عنىع انتفاضىاتع الساسىية
    . لاسيما ف فرنسا 1199
    و رغىى تىوفر الكميىر مىن شىباب المىؤتمر الشىعب علىى خبىرل فى وسىائا التواصىا الحديمىة و
    تواجىد بعضىهى الجبىد فى وسىائطها لىى يتسىنى لاغلىبهى تطىوير تلىك العلاقىات و اسىتممار ا لتمبيىت
    صلال قارل مس م ا ركن فى العىالى شىبابية و طوعيىة او حقوقيىة و انسىانية و ةلىت كانهىا حكىر علىى
    شباب مىن انتمائىات اخىرق او شىباب مسىتقا مهمىوى و موصىوا بالعىالى. و اذ وجىدت الفئىة الشىابة
    الموصولة بالمؤتمر الوطن و اطر النةىاى المختلفىة فىرا تتىوفر عىادل لمىن ىى فى السىلطة ، مىى
    جاءت امواا البتروا فدفس باعداد منهى الىا لندن و عواصى اخرق فى العىالى ، لكىنهى كىذلك عىادوا
    ب ير تا يا جديد اضافتع تجربىة السىفر الىى العىالى و لىو امتىدت لبضىس اشىهر تفىت الطريىق ، كمىا
    انهى لى ي يروا ش ء بما اكتسبوا من تجارب و معار ف تلك الفىرا و التجىارب و لىى يكىن لهىى
    اي وقىس علىى واقعهىى و واقىس شىباب السىودان عامىة ، ذلىك انهىى بعمىوا ب يىر رسىالة مىن قبىا حىنب
    ليسىت لىع رسىالة ، فالشىعبيون يكىدون ب يىر عىىون او تخطىيط مىن حىنبهى و الوطنيىون رغىى تىىو ى
    34
    الىبع انهىى الاقىرب لقيىادل المسىتقبا لمىا تىوفر لهىى مىن فىرا السىلطة ، فىان مضى السىنوات و
    تسارع خطوتات العالى و تعقد وسائطع حتى كانع لا يىواف خطىوص الا الشىباب ، امبىت و يمبىت انىع
    اشىباص عوادينىا مهمىا تيسىرت لؤلئىك و تعمىرت لهىؤلاء . فمعرفىة الل ىة علىى سىبيا الممىاا ليسىت ى
    مح الساعات الت يصرفها الطالب ف الكورسات و القاعات ولكنها علاقىة مقافيىة فى التعىر
    علىىى اداب تلىىىك الل ىىىة و فنونهىىىا و مسىىرحها و موسىىىيقا ا ، و ىىى كىىىذلك الممىىىابرل فىىى شىىهود
    المحاض ا رت و الندوات و التردد على السينما و قاعات الموسيقى ، مى ق ا رءل الكتب و المجىلات و
    الصح ، با و حتى متابعة قنوات التلفنيون .
    لكىن مهمىا تكىن العلاقىات العالميىة فى حركىة مسىتمرل و قىب و بسىط ، فانهىا تؤسىس علىى
    است ا رتيجية تفصا الحاضر و تق ا رء المستقبا على ضوءل ، كما تبنى على رصىيد علاقاتهىا التالىدل
    و الطريفىة ، فقىد اسىس المىؤتمر الشىعب رؤيتىع علىى مىا كىان مىن علاقاتىع الاسىلامية و قليىا مىن
    علاقات عالمية خارإ تلك الاطر بدات منذ الجبهع الاسلامية القومية ، كما حفةىت للامىين العىاى
    اياد سلفت من صلات و وشائج و عون مس الشرق نحو دوا القرن الافريق و ف قطر ، و رغى
    ان الامين العاى كان المنةر الرئيس لرؤية الدبلوماسية الشعبية طىواا عهىد الانقىاذ ، فىان المىؤتمر
    الشىعب لىى يجىدد رؤيتىع و يتقىدى بعلاقىات عالميىة شىعبية و رسىمية تبنىى علىى رصىيدص منىذ الجبهىع
    الاسىىلامية و خىىلاا عشىرية الانقىىاذ الاولىىى فىىذلك رصىىيد يشىىاركع فيىىع الشىىق الاخىر مىىن الحركىىة
    الاسىلامية )المىؤتمر الىوطن (، الىذي سىارع فىور وقىوع المفاصىلة ليحاصىر تلىك العلاقىات بىالطوا
    ف العالى عبر رمونص المعروفين للاسىلاميين و بىاكمر ممىا عنىد المىؤتمر الشىعب للدعايىة لموقفىع ،
    خاصىىة و انهىىى يمملىىون بوجىع اخىىر حنبىىا حاكمىىا تتيسىىر لىىع اسىىباب السىفر و يهىرع للقائىع كميىرون
    يجنبهى بريق السلطة ، خاصة و ان الاسلامين لى تكن لهى اي ولاية حكى ف بلد سوق السودان ،
    فوجد ؤلئك ترحيب اكمر مما وجد قادل المؤتمر الشعب لاسيما انهى رفدوا ببع رمىون مىن حركىة
    الاخىوان نشىطوا معهىى بعىد المفاصىلة معروفىون بكمافىة تبضىعهى فى تلىك الاسىواق و قىول صىلاتهى
    بتلك الجماعات . ف المقابا اذ كشفت المفاصلة عن ضع علاقة رمون المؤتمر الشعب للعالى
    لى تناقش بعمق خطة جديدل لتقوية الصلات العالمية و لى تتيسر كذلك الدعوى المادية و المعنوية
    المكلفىة التى تتطلبهىا حركىة الافى ا رد و الوفىود لاعمىار تلىك العلاقىات ، و سىوق حركىة محىدودل فى
    اوربىىا فى اعقىىاب منكىىرل التفىىا ى مىىى نيىىا ا رت الامىىين العىىاى كىىا عىىاى الىىى قطىىر ، مىىى مىىا اتاحىىت
    المعارضة ف قوق الاجماع الوطن من فرا قليلة و نيا ا رت خارجية و شهود بع المؤتم ا رت،
    اضىافة الىى نشىاط امانىة العلاقىات الخارجيىة فى مقابلىة الىنوار الاجانىب او لقىاء الدبلوماسىين فى
    الخرطوى ، سوق ذلك لا تكاد تحفا صفحة العلاقات الخارجية بانجا ا نت مهمة تذكر.
    35
    تحتاإ اذا جملة مسائا العلاقات الخارجية الى م ا رجعة شىاملة و رؤيىة اسىت ا رتيجية جديىدل ، و
    قىد بىدا الاقلىيى مىن حولنىا منىذ العىاى 2011 فى التحىوا الشىاما و الانتقىاا مىن عهىد الط يىان و
    الكبت القىديى نحىو عهىود مىن الحريىة و الديمق ا رطيىة وسىط ملابسىات مضىطربة و مخىا عةىيى ،
    صعدت فيع ةا رل الاسلاى السياس و احتا فيع الاسلاميون عناوين اعلاى العالى حتىى اصىبحت
    قضية )صعود الاسلاميين الى السىلطة بعىد الربيىس العربى ( موضىوعا مهمىا يجىنب البىاحمين فتعقىد
    المىؤتم ا رت و تنشىر الكتىب و تكتىب المقىالات ، مىى ىو فى صىيرورل و تحىوا متصىا كىا سىاعة
    لتعقيىىد جديىىد لمسىىئلة العلاقىىات العالميىىة ، يقتضىى مىىن الاسىىلامين السىىودانين خاصىة ان يكونىىوا
    اصحاب سهى اصيا ف ذلك البحم ، بما سبقوا من تجربة ف الحكى و فى الدبلوماسىية الرسىمية
    و الشعبية و بما ى موصولين باحكاى الج ا رفيا و التاري بتلك المنطقة يمملون جس ا ر بينها و بين
    افريقيا جنوب الصح ا رء.
    ذلىىك ايضىىا واجىىب مؤجىىا موصىىوا بموضىىوع الم ا رجعىىة الفكريىىة و الم ا رجعىىة التاريخىة لسىىيرل
    الحركة الاسلامية ف السىودان ، اذ كشىفت الاحىدام و تكشى كىا حىين مىس تطىور الاوضىاع فى
    مصىر ، اذ تعرضىت الديمق ا رطيىة الوليىدل لتجىانب مىدمر بىين حركىة الاخىوان الاسىلامية و تيىا ا رت
    واسعة مىن المجتمىس و النخبىة المصىرية توسىى بالتحرريىة الليب ا رليىة او العلمانيىة الوضىعية ، او كمىا
    فى تىونس اذ تولىت السىلطة اقىرب الحركىات رحمىا للحركىة السىودانية لكىن تجربتهىا تواجىع تحىديات
    كبيىرل لا تقىا عىىن الحالىىة المصىرية الا فىى الموقىىس المحىىوري لمصىر عالميىىا و اقليميىىا ، او كمىىا
    تضىطرب الاحىواا فى ليبيىا تهىدد كيىان الدولىة الهىش و تىؤمر مباشىرل فى احىواا السىودان لاسىيما
    اقليى دارفور الذي يلقى باضىط ا ربع المتصىا منىذ عشىرل اعىواى بةلالىع علىى كىا سياسىة السىودان و
    اجتماعىىة و اقتصىىادص ، امىىا فىى سىىوريا حيىىم تت ا رجىىس المىىورل لعوامىىا كميىرل منهىىا خىىو العىىالى مىىن
    الاصولية الاسلامية ، مى اي ا رن و معضلة علاقاتها مس العالى القريب منها بالج ا رفيا و البعيىد
    عنهىا و ىو يبسىط سىيطرل علىى العىالى و يتطلىس لنةمىع فى نسىق عىالم واحىد ، مىى العى ا رق حيىم
    اعطت تجربىت حىنب اه فى لبنىان امىلا فى ا رئىب الصىدع السىن الشىيع فيىع ، مىا لبمىت احىدام
    المورل السورية ان عصفت بع و قلبتع من الايجاب الى السلب.
    تلك تطو ا رت تشير بدلائا واضحة ان كسب الحركة الاسلامية السودانية المتصا المقىدر فى
    العلاقات العالمية يواجع لحةة تاريخية فاصلة تقتض قلب الصىفحة نحىو مىيلاد لفصىا جديىد فى
    تاسيس العلاقة مس العالى ، ينبمق من تاسيسها الجديد لافكار ا و انتقالها نحو مواق جديىدل جليىة
    كالاستجابة للاسئلة و التحديات الت يطرحها العالى على الاسلاى ، السياسة الخارجيىة لايمىا دولىة
    او حىنب او حركىة سياسىية ىو بعىد مىن ابعىاد مواقفهىا الداخليىة ، فالمجا ىدل و النضىاا للاصىلاح
    الجنري لاحواا السودان السياسية و الاقتصىادية سىتتجلى عنىع بالضىرورل سياسىة خارجيىة مؤسسىة
    39
    على رؤية جديدل ، او كما تطالب مجموعات كبيرل ف الهامش لاحكاى العلاقات مس افريقيا اذ ان
    الا مىاا لهىا مترتىب مىن شىعور خىاط ء للهويىة السىودانية يتىو ى انهىا محى عربيىة شىرقية ، لكىن
    متىى مىىا تىىولى الامىر جيىا جديىىد موصىىوا بالعىالى علىىى نحىىو مختلىى لكنىع وميىق فعىاا ، ستنشىىأ
    بالضىرورل مفىىا يى و صىىور بالعىىالى الخيىر فيهىىا كلمىىا تكمفىىت و تومقىىت و عىىاد ذلىىك بالفائىىدل علىىى
    السودان.
    مشكلات الثقافة و الافكار:
    المقافىة فى تعريى علىى الىنفس الاجتمىاع ى جملىة السىلوك العىاى و الخىاا ، و ى مىن
    وجىوص اخىرق خاصىة بفلسىفة التىاري ، وميقىة الصىلة بهويىة كىا امىة و محىدد رئىيس لهىا، و ى –
    المقافىىة فىى صىىورتها العمليىىة لىىدق الامىىى و الشىعوب ىى صىىور الابىىداع الادبىى المسىىموع و –
    المكتوب ، و صور الابداع الفن ف الشعر و ال ناء و الموسيقى و الرقا.
    فمهمىىا اتسىىس مفهىىوى المقافىىة او تحىىرر و مهمىىا تشىىعبت تعريفاتهىىا فىىان الحركىىة الاسىىلامية
    السودانية متامرل بالتواجد الكمي للقانونيين و السياسىيين فى قيادتهىا لىى تخاطىب قضىايا الهويىة الا
    وفىق منةىىور اداري سياسىى عبىرت عنىىع بصىىورل سىليمة و سىىابقة لرؤيىة الاحى ا نب السياسىىية كافىىة
    عندما تبنت اللا مركنيىة نمطىا مؤسسىاً علىى رؤيىة و نةىاى اداري لحكىى شىعوب السىودان و اقاليمىع
    الشاسعة ، الا ان الفقر الةا ر ف رفىد قضىية الهويىة بىالرؤق و الافكىار مىى بالابىداع الىذي يسىا ى
    ف ام ا رئها و اتساقها ووحدل مشروعها و مصير ا ، يجعا البحم ف مسالة المقافة داخا الحركىة
    الاسلامية و تحديدا المؤتمر الشعب ام ا ر ضروريا.
    اولا لمعالجىىة الميى ا نن المطفىى لصىىال العمىا السياسىى و الامنىى داخىىا الحركىىة نفسىىها و
    عدلع لتسود الافكار و يند ىر الابىداع. فىرغى بىوادر واعىدل منىذ منتصى العقىد السىتين عبىر مبىادرل
    منةمىة الشىباب الىوطن لمقاومىة المىد اليسىاري فى اطىر المنةمىات الشىبابية و النسىوية ، مىى نحىو
    منتصى العقىد الممىانين عنىدما ةهىرت الحركىة الاسىلامية بعشى ا رت الشىع ا رء و الكتىاب و بتاسىيس
    فرقىة غنائيىة حديمىة ، حتىى تاكىد الجميىس انهىا سىتملك مسىتقبا الابىداع مىن الشىعر الىى الرسىى ، و
    لكن و مس بلىو الحركىة افىق التمكىين السياسى و مىس شىدل حمىلات المقاومىة و الجهىاد ، انحسىرت
    الاعمىاا المبدعىة و تخلفىت عىن مىا كانىت عليىع فى تلىك الم ا رحىا السىابقة ، و ليطىرح سىؤاا يبىدو
    موضوعيا لماذا تكاد تخلو ساحة المبدعين من اسماء تنسب الى الحركة الاسلامية؟
    و اذا انتمىىى عشى ا رت المبىىدعين لتيىار اليسىىار الاشىىت ا رك و ابىىدعوا فىى التعبييىر عىىن رؤاص و
    افكارص او رفدوا الوجدان السودان بعش ا رت الاعماا الجميلىة الجليلىة ب يىر دوافىس ايديولوجيىة ةىا رل
    ، فىانهى اشىترعوا التاسىيس لقضىية الهويىة باعتبار ىا تشىكيا فى حركىة و صىيرورل و ليسىت كين ونىة
    31
    جامىدل فةهىرت مىس منتصى العقىد السىتين مدرسىة ال ابىة و الصىح ا رء و تبلىورت فى )منةمىة ابىا
    داماك( ، با قىدموا المسىا مات الفكريىة فى الحىوار حىوا تلىك القضىية المهمىة ، لا يقابىا ذلىك فى
    اطر الحركة الاسلامية الا انسحاب المبدعين من ساحة الابداع نحو اطر الوةائ التنفيذية ف
    تج ا آخر لننوع الاسلاميين ليكونوا بعضا مىن تفا ىة البرجوانيىة الصى يرل ، فيضىن علىيهى الابىداع
    بمددص و تج لديهى منابعىع ، او ىو كىذلك تعبيىر عىن لا سىودانية الحركىة الاسىلامية السىودانية ،
    كما ف ا تمامها الحقيق او ال ا نئ بما يحىدم فى فلسىطين و تبنيهىا الانكىار السياسى لمىا يحىدم
    ف دارفور.
    ان مىانق قضىية السىودان و ماسىاتع و مشىكلات الحركىة السياسىية عامىة و الحركىة الاسىلامية
    بصفة خاصة تحتاإ لمدد متصا من المقافة الت يصنعها الابداع لالتمىاس سىبا الخىروإ و جمىس
    شىتات الىوطن ، مىى فى الاطىر الخاصىة للجماعىات و الاحى ا نب لابىد مىن نىداء للمبىدعين يىدعو ى
    لينشطوا ف اطار بيئة صالحة لعالى الرؤق و الافكار ، متجاونل لاوحىاا عىالى الاشىخاا و عىالى
    الاشياء ، فالمقافة و الابداع تنضب اذا انصر عنها المبدع و لكنها تنموا اذا وجدت بيئة ترعا ا
    بالا تماى و تشجعها بالنشر و تطور ا بالنقىد ، فى مجانبىة اخىرق لبيئىة الحركىة الاسىلامية النانعىة
    الى المشافهع المست رقة ف السياس الجانحة نحو العملى ، ةلىت منىذ امىد بعيىد تضىس المبىدعين
    ف مرتبة مانية يعهد اليهى بتقديى خدمات الخط للصحافة و الرسى للمعار ولى يتطور المسرح و
    لى تتقدى الموسيقى الا قليلا با و شحت الكتابة و ا ند الل و.
    ان الانضباط و الدقة كمىا ىو الفىن و الجمىاا عناصىر اساسىية فى مقافىة العصىر ، فىلا ينشىا
    كيان حديم مهما يكن مدرسة او مسرح او ديوان او حنب ف ةرفنا النفسى التىاريخ الى ا ر ن الا
    يتبنىى تلىك القىيى الانسىانية ، التى يبنى عليهىا الىدين و يعمىق جنور ىا و يوسىس مىدا ا ، لكىن منىذ
    خروإ البريطانيين مس الاستقلاا توال الدولة السودانية و المجتمس السودان ت ا رجعا عن مبادو و
    قىىيى الدقىىة و الانضىىباط ، بىىدأت طفيفىىة اوا الامىىر مىىس رسىىوخ الىىنةى و الاعىى ا ر التىى خلفهىىا
    الاسىىتعمار و تمملهىىا بالكامىا جيىىا مىىن السىىودانيين ، مىىى عنىىدما بىىدأت الفوضىىى تضىرب السياسىىة
    الوطنيىىة تسىىللت الفوضىىى حميمىىا نحىىو الاعمىىدل الاشىىد رسىىوخا الخدمىىة المدنيىىة و التعلىىيى و السىكة
    الحديد و مشروع الجنيىرل )الاصىوا التىى تركهىا البريطىانيون لتؤسىس عليهىا الدولىة( ، مىى لمىا تىولى
    العسىكر السىلطة بىالانقلاب داخلىين عليهىا مىن الم ىور التى فتحتهىا الفوضىى السياسىية للممارسىات
    الحنبية بدأ التىد ور التىدريج الوئيىد يشىهد الانحىدا ا رت السىريعة نحىو الاسىفا فالدكتاتوريىة اس كىا
    بىلاء و فوضىى ، مىىى لمىا جىاءت الانقىىاذ تو مىت ان نهجهىىا المىورق كفيىا باعىىادل الضىبط للخدمىىة
    المدنية و لسائر اجهنل الدولة و المجتمس ، و لكنها وافت ذلك الانحلاا و قد بل المىدق المتوسىط
    فتكفىا اسىتبداد ا بتمىاى الفوضىى و سىوق تلىك القىيى بىالار . فالفوضىى اليىوى حالىة شىاملة تهىدد
    39
    اسس وجود البلاد و تتجلى ف كا مةا ر حياتها من التعليى الى الصحة الى الاعلاى و الجندية
    فيمىا تصىب الخدمىة المدنيىة دواويىن و مىوةفين ب يىر عمىا و لا عائىد و يتفكىك مشىروع الجنيىرل و
    ت دو السكة حديد س ا ربا من الذكريات ، فيما تنشا المشروعات الجديدل ف ةا تنمية غير متواننىة
    موسىومة بالشىبهات مد ومىة بالفسىاد مننوعىة مىن البركىة ، لانهىا مجىانل ب يىر شىورق منفىذل ب يىر
    رقابىة موةفىة للكسىب السياسى و تمبيىت الصىور ال ا نئفىة للبطىا المصىنوع الىذي سىيخرإ النىاس مىن
    الةلمات الى النور.
    امىا نحىو المجتمىس فقىد رسىخت صىورل نمطيىة للسىودان ، خاصىة فى المجتمعىات العربيىة انىع
    كسىوا فوضىوي كمىا انىع مىدع مرمىار ، بىديلا لصىورل كانىت معروفىة مىس اوا سىنوات الاغتى ا رب و
    اوائىا طلائىس الم تىربين ان السىودان ىو الممقى المنضىبط مىن كلامىع الىى لباسىة ، فضىلا عىن
    عملع و مواعيدص.
    تلىك محنىة جليلىة تتصىا اساسىا بمشىكلات المقافىة و الافكىار ، بىدا مىن الهويىة السىودانية التى
    كانىة فى ديناميىة تتفاعىا و تسىمو و يقىوق الرجىاء انهىا سىتتجلا وشىيكا عىن امىة متسىقة منسىجمة
    فائضىىة خيى ا ر و بركىىة و قىىدول و اسىىول بجوار ىا الافريقىى و العربىى ، تفىىت لهىىى دروبىىا و تسىىتوعب
    انمىىاتهى و تىىؤوي لاجئىىيهى و تتوسىط فىى ن ا نعىىاتهى ، و ىىو مىا انقلىىب الان لي ىىدو السىىودان مرشىىحا
    للتجنئة بعد ان بحمت مشاكلة ف كا عواصىى الاقلىيى و عواصىى العىالى و ىو مىورط فى الحىروب
    مدان من العالى و باا قيادل.
    و اذ يتقدى العالى بخطى ائلىة فى دورل تاريخيىة اشىترعتها المىورل الصىناعية المانيىة و رسىختها
    اليوى مورل الاتصالات و المعلومات و غدت المجتمعات اليوى فاعلة ف انضباط و سىرعة ، بينمىا
    مجتمعات السودان تحتاإ لكلمة تهدي روحها و قيادل شابة تمهد لهىا السىبا نحىو الحدامىة و خطىة
    لك تكون افكارنا عملية.
    الافكار و الموضوعات :
    منذ قرنين بدات مسيرل م ا رجعىة التى ا رم الاسىلام ، و التى غالبىا مىا اتخىذ لهىا عنىوان م ا رجعىة
    التى ا رم العربىى ، خاصىىة عنىىدما دخىا علىىى مجىىاا البحىىم مفكىرون مىىن خىىارإ المؤسسىىة الفقهيىىة
    التقليديىة بمنا جهىا و صىور ا المنمطىة. كىان اوا ذلىك العهىد وفقىا لمصىطل بعى البىاحمين ) ىو
    عصر النهضة العرب ( ، يق على منصتع الرواد ممن ينتم بعضهى الى فئىة العلمىاء المعروفىة
    فى التىاري الاسىلام تخرجىت مىن معا ىد ى بعىد ان درسىت منىا جهى و ارتىدت انيىائهى ، حتىى
    اطلق على عهد ى وفق بع الباحمين )عصىر العمىائى(. فهى ذات الاسىماء التى دعىت لجامعىة
    اسىلامية قبىا ان ينتبىع العىالى الىى التجمعىات الكبيىرل التى تجمىس الىدوا و المنةمىات و يعبىر عنهىا
    31
    بالاتحىادات و الىروابط و الاسىواق المشىتركة ، ذلىك كىان مشىروع جمىاا الىدين الاف ىان الفكىري و
    السياس ، مى تبلور المشروع مس الاماى محمد عبدو مجدد منا ج الان ر البالية و محرر الم ا رل و
    الداع الاوا للحكى الدستوري.
    مىى انبمقىت ةىا رت الح ركىات الاسىلامية بعضىا مىن ذلىك الاحيىاء ، لكنهىا اضىافت اليىع تطىو ا ر
    نوعيا عندما نشال الجماعة و تاسس التنةيى و اضحى الفكر شعبة من شعاب الشموا الت دعى
    لهىا المؤسىس الاوا لحركىات الاسىلاى المعاصىرل حسىن البنىا. لكىن ذلىك الاجتهىاد اتصىا منىذ عهىد
    النهضة العرب المشار اليع ، مى عبر الادب الذي اضىافع مفكىرون ينتسىبون الىى ةىا رل الحركىات
    الاسىلامية ، مىى بعىد انتصىار المىورل الاسىلامية فى ايى ا رن 1111 ، و ةهىور ادب شىيع و اجتهىاد
    مختل لكنع موصوا كذلك بةا رل الاحياء الاسلام منذ اوا القرن الماض .
    و اذ اصىب العىالى كىذلك قريىة تتبىادا الافكىار كمىا تتبىادا السىلس ، و اذ شىرع العقىا الحىديم
    عصر المورل الصناعية المانية و ارتاد الفضاء و ابتكر ش ا رئ السيلكون الت فجرت مورل الاتصاا
    و المعلومىىة و اطلقىىت صىىواري و الطىىائ ا رت عىىابرل القىىا ا رت ، طىىور ذات العقىا المنىىا ج و العلىىوى
    الانسىانية ، بىدا مىن فقهىاء الل ىة الاوربيىين الىذين طىاف وا العىالى يدرسىون ل اتىع و لهجاتىع و يقىارنون
    بينها الى عهد الالسنية الحديمة الت فتحت الابواب لعلوى ما بعد الحدامة.
    القىى ذلىك التطىور بوقعىع العىالم علىى حركىة الفكىر الاسىلام و شىرع الابىواب لقى ا رءل جديىدل
    للت ا رم الاسلام ، فتقدمت منذ ممانينات القرن الماض منا ج و ت ا ركى ادب ةا يتسس حتى مما
    اضافة لا يمكن تجا لها ، ف نقد الت ا رم و ف نقد الاستش ا رق مى ف البحم الناقد لذلك النقد ، و
    ةهىرت اسىماء و رمىىون لهىىذص الىىدورل الجديىىدل مىىن الفكىىر الاسىلام و الفكىىر العربىى ، حتىىى بشىر
    الباحمون )بعصر تدوين جديد( ، و استانا مسيرل الفلسفة الاسلامية المنكسىفة منىذ اواسىط القىرن
    الخامس الهجري.
    ذلك الاجتهاد يمير اسىئلة و ينصىب تحىديات لىدق كىا مىن يتصىدق للعمىا فى مجىاا الاسىلاى
    الفكىىري او الحركىى ، و سىىوق محاولىىة واحىىدل لىىى يكتىىب لهىىا الصىىمود مىىن جماعىىة الاسىىلاميين
    التقدميين ف تونس الت بدات داخا حركة الاتجىاص الاسىلام مىى تطىو رت مسىتقلة عنهىا ، لا تكىاد
    الحركىىات الاسىىلامية تحفىا بىىذلك التى ا رم او تمبتىىع فىى منا جهىىا الد ا رسىىية و ب ا رمجهىىا المقافيىىة فىى
    تجا ا او جها بىع ، فضىلا عىن اد ا رإ د ا رسىات و بى ا رمج حىوا الفكىر الانسىان المتقىدى و منا جىع
    المتطورل ووضس اللبنات لفكر اسلام جديد يخاطب تحديات ما بعد الحدامة.
    فاسئلة العقا و النقا و منا ج ق ا رئة النا بما ف ذلك النصوا الموحال و تجديد التى ا رم و
    تجىاونص و اللحىاق بالعصىر بىا و المسىا مة فيىع ، واجىب يتعىنر علىى مىن يعمىا فى اطىر البيئىة
    40
    الحضارية و ف بيئة الحضارل الانسانية ان يتجا لع و لا يدرس منا جع و يفصا القوا عنىع فى
    ب ا رمجع.
    ان السودان خاصة و حركتع الاسلامية الت تاسست و تطىورت فى ج ا رفيىا موصىولة بجىوار
    افريق عري ، لع مقافتع كما لع اجتهادص الفكىري الموصىوا بعصىر التحىرر الافريقى الىذي تىاخر
    قليلا عن عصر النهضة العربى و لكنىع تطىور موصىولا بالعىالى ، لا يكتىب و لا ينطىق الا بل ىات
    اخرق عالمية لكن بنبرتة الخاصة و اسلوبة الممين ف تحرير روح اخر للانسىان الافريقى عبىر
    الفكر و الفن و الادب ، ف مسىا مة وضىعتع احيانىا مسىاويا لفكىر و ادب العىالى الاوا فى سىابقة
    نادرل لا تتوفر لافريقيا خىارإ ذلىك المجىاا. و اذ سىا ى مفكىرون سىودانيون فى مطالعىات افريقيىا و
    تامىا شىىؤنها و شىىجونها يتوجىىب علىىى مىىن تكىىون منطلقاتىع الاسىلاى ان يسىىا ى فىى بسىهى اصىىيا
    بالاضافة للحوار الافريق عبر حوار حضاري خاا بين الاسلاى و افريقيا.
    و رغى ان المفكر الاساس للحركة الاسلامية السودانية قد بسط رؤيتع الخاصة لعقيدل شموا
    الاسىلاى لكىا اوجىع الحيىىال و التى جلا ىا فىى نةريتىع التوحيديىة التجديديىة مىىى فى اجتهىادص حىىوا
    قضىايا الايمىان و الوجىدان و اضىافتع المهمىة فى تجديىد علىى اصىوا فقىة الاحكىاى مىى اجتهىادص فى
    تفسير الق ا رن ف اضافة مهمة كذلك نةرية السياق كا ذلك بمنىا ج استصىحبت التى ا رم الاسىلام
    و لكنها لى تق عندص فاستانست بالفكر الانسان لكنها لى ترتهن عندص ، مى عبر ل ة جديدل تعىنق
    اليىع بالكامىا فى بنائهىا و مصىطلحها ، رغىى ذلىك الاجتهىاد الكبيىر لقىد ةلىت كميىر مىن تلىك الىرؤق
    تجريديىىة لا تتنىنا مىىن ممىىاا الفكىرل الىىى امملىىة الواقىىس و مجملىة رغىىى انهىىا ميسىرل بالتفصىىيا ، لا
    باسباب من تقصير المجتهد الاوا من بيئة ف مجتمعة و طبيعة الحركة الت اجتهد ف تاسيسها
    و تمكينها.
    فعوضا عن ان يسىا ى كىا ذلىك الكسىب فى حىا الاسىئلة المعاصىرل الملحىة و يفيىد فى كشى
    ال مو و ا ا نلة الالتباس سا ى من بع الوجوص ف نيادل الالتباس كما حىدم لمصىطل التىوال
    السياس و تجربتع التطبيقية ، ففتحت مجادلات الحا ابوابا للبحم ف الانمة من المصىطل الىى
    الممارسة.
    ان كا محاولة لتاسيس جديد ينب ان تستفر وسىعها للاجتهىاد الفكىري الىذي يصىا الاسىلاى
    بالعصر ، ذلك ان التجربة الانسانية اليىوى قىد بل ىت ن ا ر بعيىدل فى الفكىر و العمىا و ى توشىك ان
    تكما اجتهاد ا ف ترسي الديمق ا رطية سبيلا لتحرير الانسان و فكىرص و تكمىا مواميقهىا التى بىدات
    مدافعاتها القوية منذ نهاية الحرب المانية لاعلان الشرعة العالمية لحقوق الانسان و تستشر
    اليوى تمكين الم ا رل و تاكيد حقوق الطفا و تتطلس ان تجعا الفقر تاريخا.
    41
    انتهت المقدمات و تليها الم ا رجعات مى تليها المنا ج و الموضوعات و المنةومات
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de