اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 01:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-22-2014, 06:40 PM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم)

    اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..اسهاما في الحوار الجاري 1-10
    صهيب حامد
    مدخل:
    الهدف من هذه الحلقات هو الإسهام فى إثارة بعض الأسئلة و إدارة حوار عقلانى نخرج به من دائرة الخوف المسيطر والهرج السياسى إلى بر التفكير الهادئ الهادى الذى لن نخرج بلادنا من وهدتها الا به. وبالطبع فان ذلك يستوجب اثارة الأسئلة الصعبة بدلاً من دفن الرؤوس فى الرمال والإرتكان للإجابات السطحية أو إنكار الحقائق القائمة التى تثيرها تلك الأسئلة .اولا وكقناعة مني فان مثل هذا الدور يجب ان يقوم به الاسلاميون السودانيون انفسهم (وانا تاريخيا من هذا الصف) حيث يجب الاعتراف ان هؤلاء الاخيرين قد أشكل عليهم تماما مواجهة القضايا المصيرية التي خلقت الازمة الحقيقية في البلاد خلال ربع القرن الفائت وهي اشكاليات وازمات ليست وليدة هذه الفترة ولكنها اشكالية الدولة السودانية منذ ان نالت استقلالها ، ولكنها تفاقمت الى حدود لم تصلها من قبل حيث فقدنا ربع مساحة بلادنا لدى انفصال جنوبنا الحبيب واندلعت الحرب في دارفور وجنوب كردفان وما زالت تتصاعد لما يزيد عن العقد من الزمان مبشرة بما هو اسوأ مما حدث للجنوب ، وليس دارفور وجنوب كردفان فحسب كما يعلم الكثيرون !!. في اعتقادي ان مشكلتنا الحقيقية ازاء هذه القضايا المصيرية نابع من قضية جوهرية وهي افتقارنا لاليات التحليل الموضوعي لهذه الازمات ، اي العوز الادواتي .وبالطبع هذه الاخيرة هي مشكلة تاريخية لم تزل تلازمنا منذ اباء الاستقلال والى اليوم حيث لم نزل ندفن رؤوسنا في رمال الازمات دون ان نماس الحقيقة !!.
    ان الاشكالية اليوم اننا نواجه لحظة مصيرية في تاريخنا تهدد وجودنا كوطن يتفكك امام اعيننا ونحن كالرجال البلهاء ننظر الى كرة الوطن وهي تتدحرج الى الحجيم دون ان نحرك ساكنا ذاهلين ازاء المعضلات التي تتوالد دائرةً رحاها طاحنة معها اخضرنا واليابس ونحن ندور في دوائرها الخبيثة الى ما لا نهاية!!. هذه الحلقات اقذفها اليوم بين يدي الحوار السياسي الدائر اليوم ، وكم انا حاسد لهؤلاء السياسيين الذين يجدون دوما في انفسهم الثقة لحل هذه الاشكاليات المدلهمة دون ان يتذكروا انهم دوما يجلسون هكذا ودوما تتفاقم الازمات في علاقة طردية بين جلوسهم السرمدي هذا وتفاقم الاشكاليات القديمة المتجددة !!. اولا وانا ادلف لطرح رؤيتي ادناه في حلقاتها المتسلسلة اود من الجميع ان يجدوا لي العذر سواء الذين سوف يختلفون معي او الذين يتفقون مع طرحي ويختلفون مع منهجي وتوقيتي او الذين يعتقدون ان امثالي قد تأخروا كثيرا في قول الحقيقة . عموما انا استميح الجميع ، فعذرا ان اكتشف كثيرون انني تحدثت بصراحة فائقة فانا اليوم واكثر من اي يوم مضى اجد ان احد اشكالياتنا الحقيقية كذلك هي افتقارنا للصراحة افتقارا يكاد ان يكون قاتلا .. الصراحة في الحديث عن تاريخنا (تاريخ تشكل السودان الحديث) وعن اشكالياتنا الاجتماعية المزمنة ، وكذلك الصراحة في الحديث عن قهر بعضنا البعض واقصائنا لبعضنا البعض ، ليس الاقصاء السياسي وان كان لازمة من لوازم الحل مناقشة المشكل في بعده السياسي ، ولكن كل اشكال الاقصاء سياسية واجتماعية وثقافية . انا اعتتقد ان المشكل القائم اليوم في بلادنا جذره الاساسي ذو ملمح ثقافي اجتماعي كقاعدة لكل الاشكاليات الاخرى ، حيث فرح بعضنا حين اعتقد ان ام المعضلات قد حلت بانفصال الجنوب (اشكالية الهوية العرقية والثقافية ) كي نفاجأ اننا هؤلاء الباقين مختلفون كذلك اختلافا كبيرا يكاد ان يكون ازاءه الاختلاف القديم رحمة كبيرة !!. لذا فارجو ان يعذرني الجميع في صراحتي التي سوف تصدم الكثيرين عل هذه الصراحة ما كنا نفتقده بالضبط . كما اود ان انبه مقسما مهما اختلف معي البعض فان مقصدي من كل ذلك ليس سوى النية الخالصة للمساهمة في طرح حل مرتضى وناجع ، المساهمة التي اتمنى ان تجد كذلك نوايا خالصة بالمقابل في تفهم ما اقول حيث ان الجد الذي احسه في طرح مبادرة الحوار الوطني الدائرة اليوم الهمني الشجاعة لطرح ما هو كائن ادناه .
    الشمال النيلي ذو النزوع المتوسطي والحزام السوداني :
    في تاريخنا الحديث ان السودان قد انقسم منذ بدايات الحكم التركي لفعاليتين ثقافيا واجتماعيا ، نزوع متوسطي للشمال النيلي ( حسب مصطلح محمد ابراهيم حاج حمد) الذي يمتد شمالا وجنوبا ونزوع الحزام السوداني الذي يمتد غربا الى الشرق او العكس . فبعد ان فكر محمد علي باشا في فتح السودان ، قام ابنه ابراهيم باشا (بالحجاز) بانتداب السيد محمد عثمان الختم الكبير للحضور الى السودان وتهيئة الاجواء لدخول جيوش الباشا (معلوم ولاء السيد محمد عثمان للاتراك لدحرهم الوهابيين) . كان السيد محمد عثمان من اتباع السيد الادريسي البارزين الى جانب السنوسي ، وهكذا حضر السيد محمد عثمان الختم الكبير الى السودان فمر بدنقلا اولا ومنها الى الابيض التي وصلها في العام 1817 ..اولا كون طريقته الختمية بالابيض (غرب السودان) وجعل السيد اسماعيل الولي خليفته بغرب السودان . ومن ثم ورجوعا لرؤيا تزوج من احدى فتيات مدينة بارا (من الدناقلة) على يد القاضي عربي الذي كان انذاك قاضي قضاة كردفان معينا من سلطان دارفور ،فكللت هذه الزيجة بابنه سيدي الحسن (راجل كسلا) .عموما ومن ثم ارتحل الى الشمالية وكسلا (الشرق) حيث صار له اتباع . في العام 1821 دخل محمد علي السودان فصار للختمية الوضع الذي نعلمه ..بالطبع للختمية الكثير من الادوار الشهيرة في ممالأة الاتراك واشهرها اخماد تمرد الجهادية السود بكسلا في العام 1863 حين اقنعهم (سيدي الحسن ) بتسليم انفسهم كي يعدموا بعد ذلك مباشرة !!.
    حسنا ..الشاهد ان الطريقة الختمية قد شهدت ازدهارا كبيرا في الشمال والشرق وان لم تنجح في الغرب ..فخليفة الختمية بغرب السودان (اسماعيل الولي ) لاحظ ان اوراد وتعليمات هذه الطريقة لم تنسجم مع مزاج اهل غرب السودان لذا فتباطؤوا في الانخراط في سلكها .لم يقف الشيخ اسماعيل الولي كثيرا ولم يتردد كي يحول الخلافة الى طريقة باسمه (الطريقة الاسماعيلية ) معتمدا اورادا وتعاليم جديدة مكللا هذا المسعى بنجاح كبير الى اليوم .خليفة اسماعيل الولي (السيد المكي) كان له دور كبير في اقناع اهل كردفان بالانخراط في المهدية. ما المغزى.!!؟. قامت المهدية ..وقف قادة الختمية بشدة الى جانب الاتراك ضد المهدي حيث كانت الختمية دوما هي الشرعية الدينية لهذا الحكم .لذا لم يقف اهل الشمال مع المهدية الا لماما وكذلك لم ينجح عثمان دقنة في السيطرة على الشرق بفضل خلفاء الختمية .اذن لم انحاز اهل الشمال النيلي للختمية !!؟.
    لقد انخرط السيد محمد عثمان الختم الكبير في مخطط محمد علي والباب العالي ، وقد كان واعيا لهذا الانخراط حيث جاء الى السودان كي يضع اقوى قاعدة لاكبر طريقة دينية تشرعن للاحتلال التركي الذي سوف يأتي فيما بعد . حسنا .. ودخل الجيش التركي في العام 1821 فسلم له ودون قتال النوبة بعد ان هرب المماليك الذين نصبوا انفسهم حكاما عليهم ، ولكنه اصطدم بالشايقية لعدة اسباب اولا فلقد اضحى جليا ان الشايقية قد كانوا في طور جنيني لتكوين دولة في الاطراف الشمالية لدولة الفونج بعد ضعف سنار وسيطرة الهمج عليها وتفشي الصراعات فيها فصار الملك العوبة في يد الاوائل ، اما ثانيا وفي اطار تفاوض اسماعيل باشا مع الشايقية آثر الاخيرون الخضوع للحكم الجديد بشرط عدم التدخل في شئونهم ولكن اسماعيل باشا اشترط عليهم تسليمهم الخيل والسلاح والعمل في فلاحة الارض ، فنشبت الحرب في كورتي . ولكن سرعان ما ارسل محمد علي باشا مكتوبا لابنه يوبخه على قتال الشايقية ، فلقد اراد الشايقية ان يكونوا شركاء اصيلين في الحكم الجديد بينما اراد لهم اسماعيل باشا ان يفلحوا الارض حيث لم يطور اسماعيل باشا حساسية كافية للتعامل مع المجتمع السوداني اذ ان فلاحة الارض انذاك لا يقوم بها سوى الرقيق . اذن حدثت التسوية فضم اي فرد من الشايقية يمتلك حصانا بتسليحه الى الحملة ويصرف له (جام كيه) كفرسان الحملة وصار المك شاويش سر سواري جنود الشايقية في الجيش الغازي وانخرط واهله في سلك العهد الجديد !!. اما المك نمر مك الجعليين وبعد ان رحب بالجيش التركي لدى مقدمه انساق فيما بعد وراء شعور ذاتي للانتقام (موقف غير واعي تاريخيا ) وذلك لدى رجوع اسماعيل باشا من سنار وحدث لاسماعيل باشا وللجعليين ما حدث .الزعيم الوحيد الذي قاتل الاتراك بحس قومي ومثل المقاومة السودانية هو المقدوم مسلم .وكملاحظة عابرة فان كتب التاريخ السودانية لا تركز كثيرا في هذا الدور حيث نجد ان الابطال القوميين لهذه الحقبة هم المك نمر ومهيرة بت عبود !!. اذن وقف الحزام السوداني وحده مقاتلا بوعي من اجل الكرامة القومية ضد الجيش الغازي بقيادة المقدوم مسلم في بارا . وهكذا استبان الحلف الجديد (العهد الجديد وشركاؤه المحليون ) بينما صار الغرب هو الارض الغنيمة وهو ما جعل هذا المكان هو الارض البكر للثورة القادمة . نواصل ..


    -----
    عدد اليوم 22 ابريل 2014 صحيفة الخرطوم
                  

04-23-2014, 10:32 PM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..اسهاما في الحوار الجاري 2-10
    صهيب حامد
    وكما ذكرنا في الحلقة السابقة كيف ان الحزام السوداني وقف لوحده مقاتلا بوعي من اجل الكرامة القومية ضد الجيش الغازي بقيادة المقدوم مسلم في بارا . وهكذا استبان الحلف الجديد (العهد الجديد وشركاؤه المحليون ) بينما صار الغرب هو الارض الغنيمة وهو ما جعل هذا المكان هو الارض البكر للثورة القادمة .اذن فعلا حدثت الثورة واتت المهدية ..فالاكيد ان الثورة المهدية لم تكن جنينا احبه المحيط الثقافي والجغرافي للوسط النيلي .ان المحيط الذي انوجد بعد سقوط الخرطوم وقتل غردون كفضاء وثقافة لايعرفه الوجدان الذي صار خلفية للمهدي (الغرب) اذ ان الوسط النيلي هو بالاساس ذا نزوع متوسطي انسجمت مكوناته مع تكوينه الروحي هذا الاخير الذي يعرفه الانتماء للختمية بولائهم اولا للخلافة وبله لمصر وهو الامر الذي استدركه المهدي من الاول وقاده للاستسلام لفرضية خليفته الذي قاده للاتجاه غربا . اما الغرب السوداني فهو امتداد للمحيط السوداني بمعناه الواسع (الحزام السوداني الذي يمتد من المحيط الاطلسي غربا والى الاجزاء الغربية من السودان الانجليزي المصري) ،اقول هذا الغرب هو الذي كان يمكن لاطاره الثقافي والروحي ان يستوعب وتنمو فيه فكرة الدعوة المهدية بطبيعة تكوينه الثقافي والفكري . حسنا .. ولكن هناك حقيقة تاريخية اساسية وهي ان الكثير من قبائل النيل انحازت الى المهدي عندما قرر الزحف من الابيض الى الخرطوم..هذا كلام صحيح ولكن حسب تحليل الاستاذ محمد ابو القاسم حاج حمد في كتابه (السودان المازق التاريخي) فان القبائل النيلية لم تنحاز الى المهدي (المنتظر) ولكنها انحازت الى المهدي (المنتصر!!!!).وبذا انتصرت المهدية ،ولكن الوضع رجع الى ما كان عليه غداة انتقال المهدي الى الرفيق الاعلى ،حيث ناكفت المكونات النيلية خليفة المهدي الى بقية القصة المعلومة . ليس ذلك فحسب بل حتى مقاومة الحكم الانجليزي بعد سقوط ام درمان لم تنبعث الا في كردفان ودارفور والجزيرة (الحزام السوداني) وتحت مسمى المهدية ايضا ،اذ قام مهدويون كثر..هذه الثورات اسماها قلم المخابرات بثورات (النبي عيسي ) ، قامت في دارفور وكردفان والجزيرة على ارث المهدية وهي جميعها نشات وانتهت في ما يمكن تسميته بالحزام السوداني بينما استسلم الوسط النيلي ذا النزوع المتوسطي لاقدار الحكم الثنائي . نواصل حسنا ..هل توافق النزوع الختمي المتجه شمالا مع المزاج النفسي لهذا الشمال النيلي ؟ ..هل يذكرنا هذا التواقف بشئ اخر يلهمنا له التاريخ ؟.
    اذن فلنرجع الى الوراء في التاريخ لاكثر من الفي عام لنرى ما اذا كان التاريخ يكرر نفسه ؟. هناك الكثير من المغالطات حيال الحضارة الكوشية وما اذا كانت حضارة سودانية خالصة ام كانت امتدادا للحوض الحضاري الكبير المتمثل في حضارة الاسر الفرعونية . ثمة نقطتان لا بد من الاجابة على الاستفهامات حولهما كي نجاوب على الاستفهامات اعلاه ، الاولى :ان تحليل مرحلتي كوش (750 ق م -350 م) سوف تلقي اضواء كاشفة على طبيعة الحضارة الكوشية . فالمرحلة الاولى في نابتا الممتدة من 750 ق م الى 590 ق م حيث استطاعت الاسرة الخامسة والعشرين بقيادة تهراقا ان تسيطر على الشمال الى (طيبة) باسطة سيطرة سودانية على الدولة الفرعونية هي مرحلة فتوة الدولة الكوشية حيث دامجت بين قاعدتها الحضارية ووفوراتها المادية (بكلمات حاج حمد ) اما المرحلة الثانية في مروي (هي مروي التاريخية وليست الحالية ومكانها بالقرب من كبوشية الحالية ) حيث ارتحل مركز الدولة جنوبا (590 ق م - 350 م ) بسبب الهزيمة امام الاشوريين وسقوط مصر متداخلة اكثر مع عمقها الافريقي ومبتعدة من وسطها الشمالي ، وهنا انهارت كوش على يد الاكسوميين بقيادة الملك عيزانا في العام 350 م . اذن ما الذي حدث!؟. الاكيد الاكيد ان كوش في مروي لم تستطع ان تطور نموها المادي (اقتصاديا واجتماعيا) بما يوازي دورها الحضاري ضمن محيط افريقي متسع ومتعدد البناءات (معرفيا واجتماعيا). كما قلنا لم تطور قاعدة اقتصادية مادية حاملة لدورها الحضاري المامول في افريقيا فسقطت والى الابد تحت ضربات العدو الاكسومي . وهنا نجلو امر ذا دلالة ، فحين تفاعلت كوش اكثر مع المحيط الافريقي ووضعت اسس توسع الشخصية السودانية ضمن تعدد افريقي لم تستطع ان تستمر في اداء دورها التاريخي لابعد من 350 م . تلك هي النقطة الاولى اما الثانية فهي ان صغر الهرم او كبره وان كان من جانب ذا علاقة بكم التراكم المعرفي ولكن من جانب اخر لهو ذو علاقة ايضا بالنتنظيم الاجتماعي والوفورات المادية والاقتصادية ، اذن الا يشئ تطور التنظيم الاجتماعي وحسن ادارة الوفورات الاقتصادية في حال بناء الاهرامات الكبيرة بالجيزة الى مستوى معرفى اعلى وارقى من الذي توفر جنوبا حيث لم تقم سوى اهرامات صغيرة ومتناثرة متجاوزين الخطاب التبجيلي النوبي الذي يدعي ان الهرم الصغير جنوبا هو الذي الهم بناء الهرم الكبير شمالا !!؟.
    اذن نشأ الknow-how في عمارة بناء الاهرامات في الشمال او المهد الشمالي لهذا الحوض الحضاري . طيب ..ولما فكر سكان نفس الحوض الحضاري جنوبا في بناء الاهرام تم بناء اهرامات اصغر حجما وادنى تقانيا ...والى جانب ذلك فهناك عدة نتائج يجب اخذها . اولا فالمهد الشمالي لهذه الحضارة (مصر) وبحكم الموقع الاستراتيجي كان قنطرة اتصال هذه الحضارة بالمحيط الاقليمي والمتوسطي تجاريا وثقافيا وسياسيا. فعبر المتوسط كانت مصر تمد الاغريق والرومان واسيا الصغرى وغيرها بالعاج وريش الفيل والرقيق ومنتتجات الجنوب عموما ..وهو ما يجعل هذا الجنوب تجاريا متجه صوب الشمال ..اضافة للثقل السكاني شمالا وهو ما يعني زيادة في الطلب على منتجات الجنوب ..الوفورات والفائض كان يتراكم في مصر . اما ثقافيا فان مركز المهد الشمالي بحكم اتصاله بمراكز حضارية اخري (اسيا،اروبا) لذا فهو الذي يجني فوائد هذا التواصل .. وهذه نقطة تعطي ميزة لهذا المركز كي يكون فعلا بحكم الواقع مركز هذا الحوض الحضاري . وكذلك سياسيا فان هذا المركز يصبح الممثل الشرعي والرسمي لهذه الحضارة لدي المحيط المتوسطي . اذن هذه الحضارة كانت متجهه شمالا ..معرفيا ..سياسيا ..اقتصاديا ..ثقافيا..وهذا يجلو لنا اشياء كثيرة حتى اليوم في العقل النيلي ..وهو نزوعه المتوسطي (الاتجاه شمالا) ، فكوش وبعد سقوط مصر في ايدي الاشوريين وعند اتجاهها جنوبا في الطور المروي سقطت !!. اذن ما اثر هذا النزوع المتوسطي لكوش على العقل النيلي المعاصر ؟.
    اذن ما الذي حدث حين انتقل المركز الكوشي جنوبا ؟.فالذي حدث وبينما توسعت كوش جنوبا في سبيل توسيع شخصيتها ضمن تعدد افريقي هنا اصطدمت بمزاج مختلف فلم يستطيع نظام الفكر القديم لكوش ان يحرك الاطار الجديد ، فمزاج الفاعلية جنوبا يحمل بذاته (ابستيمي) اخر هو اقرب لمزاج الحزام الممتد شرقا وغربا وهو ما تطور فيما بعد ليشكل لنا ما اسميناه بالحزام السوداني . وهذا الاخير هو حزام يعرفه مزاج مختلف وتضاريس مختلفة ومناخ مختلف وتركيب نشاط اقتصادي ومادي مختلف كما ان ما يسمه اكثر هو حركة نشاط يمتد افقيا شرقا وغربا وليس شمالا وجنوبا كما هو الموقف الطبيعي لحراك كوش ،فلقد خرجت كوش قليلا من وسطها ومناخ مزاجها الحضاري لذا لم تصمد كثيرا امام التحدي الحقيقي الذي شكلته اكسوم ، حيث لم يمدها وسطها الجديد باسباب حيوية كافية لدحر هذا التحدي وهكذا افل نجمها والى الابد.خصوصا لو علمنا ان اسباب التنافس الحقيقي بينها واكسوم كان حول البحر الاحمر والنفوذ في المنطقة بخصوص حركة التجارة . اذن كوش كانت ذات مزاج متوسطي بالاساس وان امدتها حيويتها ان تتمدد جنوبا من مركز ثقل اساسي في الشمال ، وحين فقدت او ابتعدت من هذا المركز بفعل احتلال مصر بواسطة الاشوريين فقدت حيويتها وانهارت تحت ضربات جنود عيزانا .حسنا ..اما كان ممكنا لكوش ان تتوائم مع الوسط الجديد وتتوافق مع معطياته !!؟. الاكيد ان الزمن الذي عاشته كوش جنوبا كان جهدا حثيثا للتوائم ..ولكن الضيق التدريجي للاطار الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للوسط الجديد في وجه القيم الحضارية الاصلية لكوش قطع عنها امداد الاكسجين الكافي ، حيث لم يتبقى من عمرها فسحة لبدايات جديدة . نواصل ..


    ------
    صحيفة الخرطوم 23 ابريل 2014

    (عدل بواسطة صهيب حامد on 04-24-2014, 06:02 AM)

                  

04-24-2014, 06:05 AM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..اسهاما في الحوار الجاري 3-10
    صهيب حامد
    وكما ذكرنا في الحلقة السابقة كيف يمكننا ادراك ان كوش كانت انعكاسا للحضارة المصرية القديمة ، وكيف ان المزاج الحضاري لها لم يكن سوى صدى للمزاج الحضاري في المهدي الشمالي ، اذن نشأ الknow-how في عمارة بناء الاهرامات في ذلك المهد . وحتى لما فكر سكان نفس الحوض الحضاري جنوبا في بناء الاهرام تم بناء اهرامات اصغر حجما وادنى تقانيا ...والى جانب ذلك فهناك عدة نتائج يجب اخذها . اولا فالمهد الشمالي لهذه الحضارة (مصر) وبحكم الموقع الاستراتيجي كان قنطرة اتصال هذه الحضارة بالمحيط الاقليمي والمتوسطي تجاريا وثقافيا وسياسيا. فعبر المتوسط كانت مصر تمد الاغريق والرومان واسيا الصغرى وغيرها بالعاج وريش الفيل والرقيق ومنتتجات الجنوب عموما ..وهو ما يجعل هذا الجنوب تجاريا متجه صوب الشمال ..اضافة للثقل السكاني شمالا وهو ما يعني زيادة في الطلب على منتجات الجنوب ..الوفورات والفائض كان يتراكم في مصر . اما ثقافيا فان مركز المهد الشمالي بحكم اتصاله بمراكز حضارية اخري (اسيا،اروبا) لذا فهو الذي يجني فوائد هذا التواصل .. وهذه نقطة تعطي ميزة لهذا المركز كي يكون فعلا بحكم الواقع مركز هذا الحوض الحضاري . وكذلك سياسيا فان هذا المركز يصبح الممثل الشرعي والرسمي لهذه الحضارة لدي المحيط المتوسطي . اذن هذه الحضارة كانت متجهه شمالا ..معرفيا ..سياسيا ..اقتصاديا ..ثقافيا..وهذا يجلو لنا اشياء كثيرة حتى اليوم في العقل النيلي ..وهو نزوعه المتوسطي (الاتجاه شمالا) ، فكوش وبعد سقوط مصر في ايدي الاشوريين وعند اتجاهها جنوبا في الطور المروي سقطت !!. اذن ما اثر هذا النزوع المتوسطي لكوش على العقل النيلي المعاصر ؟.
    اذن ما الذي حدث حين انتقل المركز الكوشي جنوبا ؟.فالذي حدث وبينما توسعت كوش جنوبا في سبيل توسيع شخصيتها ضمن تعدد افريقي هنا اصطدمت بمزاج مختلف فلم يستطيع نظام الفكر القديم لكوش ان يحرك الاطار الجديد ، فمزاج الفاعلية جنوبا يحمل بذاته (ابستيمي) اخر هو اقرب لمزاج الحزام الممتد شرقا وغربا وهو ما تطور فيما بعد ليشكل لنا ما اسميناه بالحزام السوداني . وهذا الاخير هو حزام يعرفه مزاج مختلف وتضاريس مختلفة ومناخ مختلف وتركيب نشاط اقتصادي ومادي مختلف كما ان ما يسمه اكثر هو حركة نشاط يمتد افقيا شرقا وغربا وليس شمالا وجنوبا كما هو الموقف الطبيعي لحراك كوش ،فلقد خرجت كوش قليلا من وسطها ومناخ مزاجها الحضاري لذا لم تصمد كثيرا امام التحدي الحقيقي الذي شكلته اكسوم ، حيث لم يمدها وسطها الجديد باسباب حيوية كافية لدحر هذا التحدي وهكذا افل نجمها والى الابد.خصوصا لو علمنا ان اسباب التنافس الحقيقي بينها واكسوم كان حول البحر الاحمر والنفوذ في المنطقة بخصوص حركة التجارة . اذن كوش كانت ذات مزاج متوسطي بالاساس وان امدتها حيويتها ان تتمدد جنوبا من مركز ثقل اساسي في الشمال ، وحين فقدت او ابتعدت من هذا المركز بفعل احتلال مصر بواسطة الاشوريين فقدت حيويتها وانهارت تحت ضربات جنود عيزانا .حسنا ..اما كان ممكنا لكوش ان تتوائم مع الوسط الجديد وتتوافق مع معطياته !!؟. الاكيد ان الزمن الذي عاشته كوش جنوبا كان جهدا حثيثا للتوائم ..ولكن الضيق التدريجي للاطار الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للوسط الجديد في وجه القيم الحضارية الاصلية لكوش قطع عنها امداد الاكسجين الكافي ، حيث لم يتبقى من عمرها فسحة لبدايات جديدة .
    الحزام السوداني
    ذلك ما يمكننا قوله باختصار عن المزاج النيلي ، اذن ماذا عن مزاج الحزام السوداني ثقافيا وحضاريا . نلاحظ ان هذا الحزام الذي اعنيه هو حزام يقع في خطوط عرض واحدة ليشمل كردفان ودارفور والجزيرة والبحر الاحمر امتدادا من مالي والسنغال وجنوب كل من المغرب والجزائر وتونس وليبيا مرورا بكل من موريتانيا بوركينا فاسو وتشاد وشمال كل من نيجيريا والكاميرون وكذلك كلما تتجه
    شرقا على طول امتداد هذا الحزام والى البحر الاحمر (ذلك في اطار المسار المتحرك في امتداد هذا الحزام) وهو ما يقع تحت خط 15 وفوق خط 25 شمالاعموما. وكذلك لو دققنا في التضاريس نجد انها ذات سمات مشتركة من حيث السهول والهضاب والاودية والانهار والرمال والواحات.وليس ذلك فحسب بل لهذا الحزام امتداد عالمي متجاوزا البحر الاحمر عبر طريق الشرق التجاري والى الهند والصين مرورا باليمن وسواحل الخليج . يقع هذا الحزام في خطوط عرض واحدة وهو ما يعني مناخ واحد ، طقس واحد ، ظروف معيشية واحدة ، استجابة واحدة لتحديات البيئة والى اخره . يقول المؤرخون الذين لاحظوا ان الاسلام في اوج لحظات انتشاره صوب اروبا انتشر في خطوط عرض واحدة جنوبا (تركيا ،البوسنة والهرسيك ، جبال البرانس في اسبانيا) ،يقولون ان ذلك له دلالة ثقافية وحضارية واجتماعية وليست مسالة عجز عسكري فحسب (كلود كاهن) . اولا لنفحص هذا الحزام السوداني داخل بلدنا السودان الممتد من دارفور والى البحر الاحمر ونعمل مقارنة لواقع الوضع الثقافي والروحي والمعيشي والبيئي .. فعلى المستوى الروحي فينتشر في هذا الحزام الولاء للطرق الصوفية خصوصا (التجانية والقادرية) ، اما على مستوى المزاج الموسيقي فينتشر بلا منازع السلم الموسيقي (دو ،ري،مي،فا،صول،لا،دو) ، والذي لايقف انتشاره فقط في كردفان ودارفور والبحر الاحمر فقط بل نرصد امتداد السلم الخماسي من شواطئ الحبشة والى حضر موت وخليج عمان والخليخ عموما الى الهند والصين وغيرها.. والحقيقة ليست تلك فقط ولكن وعلى طول هذا الحزام العالمي وليس الحزام السوداني فحسب تجد الثوب السوداني ابتداءا من موريتانيا وانتهاءا بالساري الهندي ..بل انظر الى رقصة العروس ابتداءا من موريتانيا مرورا بالسودان وانتهاءا بالهند ، نفس الرقصة (حركة اليدين والارجل) . وليس ذلك فحسب بل يشير السفير (عبد الهادي الصديق ) في كتابه (لحزام للسوداني ..جغرافيته ومزاجه الحضاري ) ان الشراب الروحي المنتشر في غرب افريقيا والى غرب السودان (المريسة) نفس طريقة الصنع ونفس التاثير (العيش بانواعه يدخل في صناعته ) الحقيقة انه تسود نفس السمات الثقافية في هذا الحزام ،ونلاحظ ان هذا الحزام يقع بين الغابة جنوبا والصحراء شمالا(منطقة السافنا الفقيرة) ، وكذلك ان انتشار الصوفية في الحزام السوداني ذات لازمة في المزاج السرمدي لهذا الحزام حيث استطاع التصوف اختراق الروحية الافريقية له . واذا ما علمنا دور الرقص في ثقافة هذا الحزام للاتصال بالاله لعلمنا لماذا كانت كل من التجانية والقادرية والسمانية هي الاكثر انتشارا في هذا الحزام (النوبة بفتح النون)..وكذلك هناك دور السحر والساحر في هذه البيئة لاستمطار السماء لانسان لا يعتمد سوى على المطر . لذا فان مفهوم الحكيم في ثقافة الحزام السوداني يسقط نفسه على شيخ الطريقة ، ودائرة الرقص تسقط نفسها على حلقات الذكر وما بها من ايقاع جماعي وشخصية الساحر كوسيط روحي يستمطر الغيب ويفيض بالبركات تسقط نفسها على (الولي) كما يقول حاح حمد . وهنا تاتي الملاحظة المهمة ..كل القبائل المنتشرة في هذا الحزام تمتاح من هذا المعين الثقافي سواء التي تدعي الاصل العربي او القبائل الزنجية السوداء .. فالفور والزغاوة والبرتي ودار حامد والمعاليا والحمر الى اخره جميعهم تجانية على قدم المساواة .. جميعهم ساندوا المهدي على قدم المساواة .. يشربون المريسة مع ورد ام ترد على قدم المساواة .. يلبسون الثوب السوداني على قدم المساواة .. ويغنون ويستمعون للسلم الخماسي على قدم المساواة .. ياكلون عصيدة الفيتريت على قدم المساواة .. وذلك يعني ان هؤلاء الناس يمتاحون من نفس الوعاء المعرفي ونظام الفكر (ابستيمي هذا الحزام هو البساطة) فحتى القبائل التي تدعي الاصل العربي في هذا الحزام قد اختلطت اختلاطا كبيرا بباقي القبائل غير العربية هناك .
    حسنا .. وحين نقارن ذلك بالوسط النيلي واعتمادا على الموقع فان الوسط النيلي لا يقع في خطوط عرض واحدة ،فامتداده شمالا وجنوبا يجعله ذا مناخات مختلفة ..كما ان الوادي حول النيل يضيق كثيرا احيانا ويتسع كثيرا احيانا اخرى وبله مراحل تطورية مختلفة ..بعكس الحزام السوداني الذي يعيش نفس الواقع البيئي والمعيشي . اماعند نقطة تقاطع الوسط النيلي مع الحزام السوداني (الجزيرة) تتماهى تماما الثقافة النيلية مع ثقافة هذا الحزام وبالمقابل فان سمات هذا الحزام الثقافية تندثر كلما تحركنا شمالا من منطقة التقاطع الا ان تنعدم تماما ..الثوب السوداني يتناقص وجوده الى ان ينعدم تماما في مناطق النوبة ..التصوف ياخذ شكلا اخر وتختفي تماما التجانية والقادرية وتظهر الختمية والطريقة البدوية !!!.تختفي هنا حلقة الذكر والرقص بالنوبة (الا لماما ) ،طبيعة الاكل تختلف تماما (طريقة صنع الاكل سمة ثقافية ) تختفي المريسة ويظهر عرقي البلح ..وهنا لا توجد طقوس ثقافية لاستدرار المطر وان وجدت طقوس اخرى لفيضان النيل ..ونلاحظ كذلك الموقف من المهدية لدى الوسط النيلي ، فالقبائل النيلية لم تنحاز الى المهدي المنتظر ولكنها انحازت الى المهدي المنتصر بكلمات حاج حمد !!! . نواصل ..

    -----------
    صحيفة الخرطوم 24 ابريل 2014
                  

04-25-2014, 11:00 AM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..اسهاما في الحوار الجاري 4-10
    صهيب حامد
    لقد كانت الصوفية كنظام فوق قبلي هي الرابط الذي اسهم في توطيد الروابط القومية بين القبائل الامر الذي شجع عمليات التصاهر والتزاوج والتضامن بين المجموعات القبلية وهو ما برز جليا في فترة الجهاد ضد الاستعمار على طول الحزام السوداني وليس في السودان فحسب . ان اختيار التصوف هنا له دلالة كبرى، حيث ان التصوف هو الاقرب من كل اشكال الاسلام الاخرى للروحية الافريقية في هذا الحزام .فالمزاج العام هنا قد انتخب او تبنى ما يليق به في اطار التركيبة الاجتماعية والبنيوية والاسطورية له . بكلمات )حاج حمد( كي سقط الحكيم الافريقي نفسه في شيخ الطريقة ، ويسقط الولي نفسه في صورة الحكيم ، وكي يسقط الرقص الطقوسي لجلب الامطار نفسه في حلقة الذكر في طقوسيتها الجماعية ، وهاهنا ابتكر هذا الوسط لغة دارجة عمادها اللغة العربية المنطوقة بشكل يتماشى مع مزاج هذا الحزام والمطعمة بالكثير من كلمات اللغات المحلية مع احتفاظ الكثير من المجموعات العرقية بلغتها في اطارها الضيق..المناخ المتشابه على امتداد هذا الحزام قد خلق تجانسا في نمط العيش (الاعتماد على الامطار المدارية للسافنا الفقيرة ) . هناك تصنيفات جاهزة ومنها ما ذكرت ولكن من وجهة نظري ان اهم طبيعة لهذا الحزام هو الحراك او يمكننا تسميته بالحزام المتحرك ، لذا فانك تجد الفلاتة في اقصى الشرق وتجد جزء من القبيلة الواحدة في دارفور والجزء الاخر في كردفان كما تجد قبائل دارفور في الجزيرة . الذي يسر هذه الحركة شيئان ..الاول وقوع الحزام في خطوط عرض واحدة لمنطقة السافنا الفقيرة ، اي انك تنتقل دون احساس بالفرق..وثانيا حركة الحجيج وخطوط التجارة خصوصا مع البحر الاحمر من جانب والساحل الافريقي الغربي من جانب اخر..الاكيد ان التصنيف الذي ذكرت قد اوقع جزء من هذا الحزام كجزء من الساحل الافريقي الغربي(غرب افريقيا) او السودان الكبير وجزء منه كجزء من شرق افريقيا . ولكن الحركة التي ذكرت قد ماوجت هذا الوجود ..بل الاكثر دلالة ان هناك قبائل في هذا الحزام هي جزء من الحزام العالمي والذي يقع هذا الحزام كجزء منه ،مثل الفلاتة ام بررو حيث يعتقد بشكل قوي انهم من اصول اسيوية . نعم لقد انتخب وسط ما بمواصفات ما ذكرنا اعلاه الصوفية كأيديولوجيا ، ولكن قبل ن تهمنا هذه الصوفية ، لم انتخب مزاج هذا الحزام هذه الخيار ؟. اذن يجب ان نفتش عن نظام الفكر العميق الذي يحرك هذا المزاج وهو ما يحتاج لحفريات اخرى ، ولكن لدينا تجليات كافية لملامح هذا (الابستيمي) العميق . مثلا حين نقول ان المزاج السوداني قد انتخب الصوفية من الاسلام الذي دخل السودان فهذا مؤشر ومؤشر قوي يصنع لي مع باقي المؤشرات نظام الفكر الشغال في حيز (الفعل) ، يعني للتفتيش عن نظام الفكر العميق في حيز العقلية الافريقية الكامنة حيث اننا لا نرى سوى تجليات ، تجليات لارشيف محفوظات تاريخي عميق هو شفرة هذا الحزام . فالسبر،الولي ،الحكيم وغير ذلك هو تجلي لنظام فكر واحد مكنون في بنية ما ومركوز في عمق هذا الحزام .
    مضمون ايديولوجيا الثقافة العربية الاسلامية والتركية السابقة؟.
    يقول المفكر لسوداني الراحل الدكتور محمود الزين حامد (الاستاذ بجامعة الامم المتحدة بكوستاريكا ) ان ثمة أيديولوجيا ظلت تتطور وتقفز فوق حدود القبلية داخل الكونفدرالية الفونجية قبل الفتح التركي وتؤسس إلى علاقات جديدة وان روادها الجدد هم في الغالب لا ينتمون إلى قبائل سودانية . هذه الأيديولوجيا هي الصوفية التى ببروزها كنشاط ديني واجتماعي يمكننا الحديث عن كيان بدأ يتوحد ثقافياً فى وسط السودان؛ إذ "في إطار هذا النشاط الصوفي، الديني ، والاجتماعي" . كما يورد البروفيسور يوسف فضل معضدا ذلك "تهيأ للشعوب التي تكون مملكة الفونج بعض أسباب الاستقرار والوحدة والاندماج التي تحول دون الصراع المباشر من جهة وتؤلف بينهم من جهة أخرى" ، ويضيف البروفيسور يوسف فضل قائلا: "ولا أظنني أعدو الصواب إذا قلت أن معظم السودانيين قد انخرطوا في سلك الطرق الصوفية وقلَّ أن نجد من لم يتأثروا بها في حياتهم" . يواصل د. الزين مؤكدا أن أسباب الاستقرار والوحدة والاندماج التى اتاحها النشاط الصوفى لم تقتصر على محيط دولة الفونج فقط بل طبعت ما جاورها. فالكيانات السياسية السودانية فى تلك الحقبة، رغما عن كونها كانت إلى حد ما متماسكة داخليا، صارت بمنطق تطورها الداخلي تؤسس لعلاقات تكاملية وتستند إلى نزوع باتجاه التوحُّد مع بعضها البعض ، فبرزت الصوفية كتعبير عن هذا النزوع الوحدوى الذى تمثل فى الروابط التجارية والثقافية النامية خلال القرن الثامن عشر التي جذبت مملكة دار فور بشكل متزايد إلى محيط قبائل السودان الأوسط، وقد بلغ ذلك ذروته بحاجة هذه المملكة إلى غزو كردفان عام 1785م ومحاولة المك جاويش لتوحيد المنطقة من دار الشايقية حتى سنار .
    يواصل د. الزين قائلا ان الصوفية قد تطورت هكذا لتطبع الثقافة الدينية في السودان بخصائص مميزة . ولعل ما يبعث علي الاعتقاد أن الصوفية كانت صاعدة باتجاه أن تصبح أيديولوجيا لكل الفئات هو كونها صارت معتقد السلاطين والملوك والعامة في دولة الفونج. وما يؤكد ذلك اكثر هو استطاعة الصوفية حسم الصراع بينها وبين الثقافة العلمية (الفقهية) الموازية لها، بل واستدماج تلك الثقافة في نسقها العام . يضاف إلى ذلك أن شيوخ الطرق الصوفية أخذوا يقومون بدور زعماء العشائر فى فض النزاعات القبلية وصاروا ذوى نفوذ واضح على الشيوخ والسلاطين. من هذا المنطلق فإن الصوفية قد خلقت شروط "وفرة" جديدة فى الموارد لما أتاحته من فوائد متبادلة وهجرات موسمية فى مسارات جديدة لبعض القبائل أو تنقل وحدات من هذه القبائل للإستقرار فى أراض جديدة فى جيرة شيخ صوفى أو "إخوة فى الطريق".
    يستطرد د.الزين مؤكدا أن السودان فى الغالب الأعم إنما تأسس جيوبوليتيكياً ضمن محور الحزام السودانى وهذا الشرط وَسَمَه بمكونات الثقافات والنظم السياسية والاقتصادية السائدة فى هذا الحزام. وتأسيساً على هذا يمكننا القول أن القبائل العربية المهاجرة أخذت تنعتق قليلاً قليلاً من عصبياتها وما لامسها من إستبداد شرقى، فاتحةً الطريق أمام خميرة جديدة يحدد مسار تطورها الوفرة النسبية فى الموارد الطبيعية وما نتج عنها من صيغة تفاهم سياسى بين الكيانات السياسية القائمة والقبائل البدوية الوافدة والتى تأسس بموجبها أول أشكال اللامركزبة المتمثل فى الاستقلال النسبى للقبائل البدوية وتأثير ذلك على المجموعات السكانية الزراعية التى تخضع للدولة المركزية . إننا بصدد التفصيل فى الشرط الجديد، شرط النظام المركزى الضامن لهيمنة السودان النيلى والذى تحقق نسبةً لإلحاق السودان بمحور وادى النيل فى ارتباطه بالسياسة الاستعمارية لحكام مصر الاتراك فى القرن التاسع عشر(التركية السابقة 1820-1885) والترتيبات الجيوستراتيجية التى تبنتها لاحقاً بريطانيا بعد استعمارها لمصر فى 1882 واحتلالها للسودان فى 1898 وتأثير ذلك على مؤسسات المجتمع الأهلى السودانية وعلى راسها القبيلة والطريقة الصوفية. سوف ننظر للاستعمار البريطانى للسودان (1898-1956) بإعتباره "تركية لاحقة" أو إمتداد للتركية السابقة، تحديداً لتكريسها لموقع السودان ضمن محور وادى النيل مصرياً-انقلوفونياً وعزله عن فضاء الحزام السودانى الذى صار فى الغالب فرانكوفونياً.
    إن أكبر خسارة مُنِى بها السودانيون هى انتزاع ممالكهم من أنساق الحزام السودانى (Sudanic Belt) السياسية والثقافية والإجتماعية ودمجها فى محور النيل الجيوسياسى (geopolitical). هذه الخسارة تتمثل من جهة فى أن أدنى النهر الذى أُدمج فيه السودان هو الأقوى سياسياً وعسكرياً (وهذا يتسبب فى فقدان الندية المفضية إلى شراكة غير متوترة) والأهم من ذلك كله أن أدنى النهر هذا مطبوع ومنتج تاريخياً ضمن ذاكرة الاستبداد الشرقى وهى تجربة لا تتعاطى مع "ديموقراطية الرعاة" التى يعيشها السودانيون فى كونفدرالياتهم. من جهة أخرى فإن هذا المحور أيضاً إرتبط بالأطماع الدولية المرتبطة هى أيضاً بالأهمية الإقليمية لمصر. هذه الأطماع الدولية خرَّبت علاقة السودان بمصر وذلك بإستخدام السودان كفزَّاعة لتخويف مصر (تحديداً تخويفها بتعطيشها أو تقليل مياه النيل الواردة لأراضيها عبر السودان). بسبب هذا التخويف صارت مصر ترى فى السودان إما مستعمرة أو دولة يجب أن تكون تابعة وترتب على ذلك وجوب أن تحكمها أنظمة مركزية لاتسمح بما يفهم منه أنه مهدد لأمن مصر. تستند الأيديولوجيا الاستعمارية التركية إلى ادعاء أنها راعية الخلافة الإسلامية بمذهبها السني علي السودان وبهذا سعت لكسب تأييد المسلمين فى السودان. ولكي تخلق شروط هيمنتها واستمرارها أسست لثنائياتها: مسلم- غير مسلم، سني – صوفي وبالتالي عربي –غير عربي والتى بالضرورة قادت لتفتيت بذرة الوحدة النامية لما أحدثته من إستقطاب. كأى نظام إستعمارى، بل كأي نظام سياسى، كانت الادارة التركية بحاجة إلى أعوان وسعيها إلى ذلك قاد إلى إستقطاب (وتوريط) بعض المجموعات العربية عن طريق إستمالة قيادتها. المجموعات العربية ذاتها كانت مهيأة (أو بالأحرى مجبرة) للدخول فى تحالف مع الأتراك وذلك، بالدرجة الاولى، لكى تحمى نفسها من الإسترقاق أو التطهير العرقى ونهب الموارد كمخاوف جديدة كرَّسها مجئ الاتراك وإرهابهم . انتهى د.محمود الزين . نواصل ..

    --
    صحيفة الخرطوم 25 ابريل 2014

    (عدل بواسطة صهيب حامد on 04-25-2014, 11:03 AM)
    (عدل بواسطة صهيب حامد on 04-25-2014, 11:04 AM)

                  

04-26-2014, 08:44 AM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..اسهاما في الحوار الجاري 5-10
    صهيب حامد
    التركية السابقة وتدمير اسس النسب الامومي في السودان .
    الاكيد ان مركزية الثقافة العربية والاسلامية هي بالاساس وليدة الغزو التركي ومن ثم صارت ايديولوجيا الدولة السودانية والى اليوم ، اذ ان كافة تقاليد الاسرة والقرابة والحكم في الشمال ( قبل 1821) كانت قائمة على العلاقات النابعة من تقاليد الفونج ذات الطابع الاسلامي الافريقي (وليس العربي) والتي كانت تجل القرابة من جهة الام حيث لم يستثني شبرا من سودان ما قبل الفتح التركي من ذلك والذي كان خاضعا بالكلية تقريبا لحكم الفونج (عدا دارفور) . حيث نلاحظ ان كل مكوك الشمال كانوا نتاج هذه العلاقات التزاوجية بما في ذلك المك شاويش مك العدلاناب (شايقية وجدهم حمد السميح احد مكوك العبدلاب الذي لجأ الى الشايقية في 1705 ) والمك صبير(وهو سليل مكوك كانوا يوالون الهمج اتباع ابو لكيلك) . وكذلك الامر لدى الجعليين لجهة التفضيل الذي كان يلقاه المتنافسين الاكثر قربا من ناحية الام .فلقد حكمت (الملكة ستنا) شندي في العام 1772 ليس بصفتها ارملة المك الفحل ولكن بصفتها اخت مانجل قري . وكذلك فان الملك عدلان فيما بعد قد فضل احد المتنافسين على اخر لافضليته من ناحية الام . وهو ما حدث لمحمد ود نمر حفيد المك ادريس 1784 حيث صار مفضلا لانه من فرع الام فضلا عن انه متزوج من العبدلاب وفقا لروابط النظام الاسري لحكام قري . لقد ذكر الرحالة جون لويس بركهارت في كتابه (رحلات بيركهارت في بلاد النوبة والسودان ) عندما مر بشندي في العام 1818 ان هذه الاخيرة يحكمها مك اسمه نمر ،ويقول (وتنتمي اسرته للعشيرة التي تحكم سنار واسمها ود عجيب ،وهي من عشائر الفونج . وكان ابو نمر عربيا من قبيلة الجعليين ولكن امه من قبيلة عجيب الحاكمة حيث يبدو من هذا ان للنساء الحق في وراثة العرش وهذا يتفق مع رواية جيمس بروس الذي ذكر انه وجد امراة على عرش شندي اسمها ستنا ) . الحقيقة المفاجأة التي لا يعلمها الكثيرون انه والى ما قبل الحكم التركي ينسب الشخص الى قبيلة امه وذلك لعادة فونجاوية قائمة على الاعتقاد في اسرة معينة من اسر الفونج (فرع الاونساب) .
    اذن ما اصل قصة النسب الامومي لدى الفونج ورعايا مملكة سنار ؟. يشير كاتب الشونة في مخطوطته انه بعيد قيام سلطنة الفونج انفرد بحكمها مجموعة من الفونج ترجع اصولهم الى ابعد من قيام سنار وهو (فرع الاونساب) حيث ينتمي الى هذا الفرع كل الملوك السابقين ..وهؤلاء الاونساب هم نتاج تزاوج (حبوبة) في زمن قديم من حكيم غريب (بعض الروايات الفونجية تؤكد انه عربي الاصل) ، وهكذا فكلما نصبوا ملكا جعلوه يتزوج ن نسل هذه المرأة ويسمون الزوجة الجديدة ببنت عين الشمس ، يقول (جاي اسبولدينق) انه قد بقيت هذه العادة فيهم حتى انتهاء ملكهم ، وهو ما جعل الانتماء الى الاونساب ينتقل عن طريق الام . مثلا السلطان بادي الثالث كان يعرف على امه بابن (الاودية) والسلطان عدلان من القرن السادس عشر كان يسمى بعدلان ود آيا (ايا امه) ، ومن غير الملوك مثلا الحاج عبد الله ود (امنه ) الاونسابي (احد نبلاء القرن الثامن عشر) وهلم جرا .. ادريس ود الارباب ذلك الولي من القرن السابع عشر ولوحده اعطى قفاه للنسب الاموي وهو من عائلة من طبقة النبلاء الفونجاويين رافضا الوراثة من جهة الام !.
    سياسة الاحتواء الفونجية اسهمت في اشاعة النسب الامومي في الشمال النيلي
    ان ما ذكرناه اعلاه كان نتيجة طبيعية لاستراتيجية او سياسة الاحتواء الفونجية التي مارستها ورعتها الارستقراطية الحاكمة في سنار كابر عن كابر ، حيث يذكر الرحالة جيمس بروس (ان حكام سنار يجعلون من اميرالبلاد التي اخضعوها نائبا عنهم في حكم بلاده) . ويقول اسبولدينق ان مثل هذا الامير يمارس السلطة في حدود ، وليكتسب السلطة الشرعية والكاملة فانه يمر بعدة خطوات مهمة اهمها الزواج من قريبات السلطان من فرع الاونساب .فان لم يكن هذا الشخص متزوجا من اسرة السلطان قبل التنصيب (مثال شاع الدين ود التويم الاب المؤسس لحكام التاكا من الشكرية) نقول ان لم يكن كذلك فانه وفي يوم التنصيب يتم تزويجه من هذه الاسرة المالكة . يلاحظ بروس انه يفترض ان تخدم هؤلاء الاميرات الفونجاويات المصالح السياسية للسلطان اكثر من الولاء لازواجهن ، اي جاسوسات سلطانيات في بلاطات المكوك من حكام الاقاليم . الاكيد ان الوثائق تسعفنا للتأكد من ان شيوخ قري وخشم البحر والتاكا والاتبرا وفازغلي كانوا متزوجين على الدوام من اميرات فونجاويات ، لذا فليس مستبعدا ان يكون حكام اقاليم كردفان وبيلا والاليس والقربين كذلك لهم زوجات من اسرة السلطان . يستنتج اسبولدينق ان سياسة الاحتواء قد استخدمت بانتظام في مناطق الاطراف التي تكون في وقت ما جزء من سنار ،ومن الامثلة ان اميرا اثيوبيا قد انشق باقليمه وانضم لسنار في حوالي 1699 قد زوج اخت السلطان بادي الثالث .كما استوعبت مملكة تقلي لصالح البلاط السناري كذلك عبر دبلوماسية الاحتواء السلطانية عبر الزواج . يؤكد كل من اسبولدينق واليساندرو تريولزي ان الاميرة الفونجية المتزوجة من حاكم اقليم تابع تعود الى قصر السلطان بعد حملها طفلا كي تضع المولود في حوش السلطان (العادة التي لم تزل سائدة في سودان اليوم ) وتبقى الام مع وليدها الى فطامه كي تغادر بعدها الى بلاط زوجها تاركة الابن في البلاط ، وهكذا يضمن السلطان ان جميع وارثي المناصب العليا المستقبليين يتربون وينشؤون في في قصر السلطان . يطلق على هؤلاء الاولاد الذكور الذين ينشؤون في قصر السلطان لقب (القواويد ) ولهؤلاء الاخيرين مسؤول سلطاني يسمى ب(مقدم القواويد) . بالطبع بشكل ما يمكن اعتبار هؤلاء القواويد رهائن لضمان السلوك الحسن لابائهم !!. الاكيد ان هذا النمط من العلاقات بين السلطان والمكوك يتم نسخه في المستوى الادنى كما يفيد اسبولدينق ، لذا فان شيخ قري يزوج بناته لتابعيه من حكام المناطق مثل ملك شندي وكذلك كان له مقدم للقواويد ، وكذلك هنالك وثائق تؤكد ان حاكم اقليم بيلا كان يزوج بناته لتابعين في مستوى ادنى وهكذا دواليك. بالطبع هؤلاء القواويد يربون مع ملك المستقبل بالقصر حيث يقول ثيودور كرمب في كتابه (BALM BAUM) أنه دوما يفصل ابناء السلطان الذكور عن امهاتهم وينشؤون في القصر ، وعندما يتوفي السلطان فان ابنا واحدا سوف ينصب مكان والده (كما يشرح كرمب ) حيث يساق الابناء الباقون الى الموت في ذات ليلة التنصيب بواسطة ما يسمى في البلاط السناري ب (مقدم السواكرة ) وهو القائم على حراسة حوش السلطان .. وها هنا تظهر ام ذلك الطفل من جديد من مكان ما كي تؤدي دورها الخطير الى جانب ابنها تحت لقب الملكة الام .
    يقول اسبولدينق ان المكوك والنبلاء في الدرجة الاقل في نظام الفونج كانوا يمنحون بناتهم واخواتهم كزوجات لرؤسائهم المباشرين من الحكام ،وحكما بما انهن من نسل النساء الاوائل لعائلة السلطان ، لذا فانهن بنات خؤولة للسلطان في الجيل الثاني .وبذا يصبحن زوجات مفضلات حسب النظام الاجتماعي لو ادركنا ان الزواج من العامة او المحظيات من السراري يعتبر امرا غير مشرف .وهنا ندرك النتيجة المرة ، فاذا كان السلاطين والنبلاء المقدمين لهم الافضلية للزواج من نساء من دائرة النبلاء من المستوى الادنى لذا فان دائرة الاتباع للزواج من النبيلات كانت اضيق كثيرا .وهنا نلاحظ كذلك معضلة اجتماعية اخرى ، حيث ان زوجات الرؤساء كن اكثر عددا ، مثلا فقد كان للسلطان في الحد الادنى ما يربو على الستمائة زوجة ولحاكم الاقليم حوالي 200 زوجة ولحاكم المقاطعة 30 زوجة حيث كانوا يهملون كما هو واضح التحديد الشرعي لرجل بالزواج من اربعة نساء كما يذكر اسبولدينق . لقد كان المك طمبل متفائلا جدا حين تزوج من 30 زوجة الى دخول الاتراك في 1821 حتى احبطه العلماء المسلمون الذين جاؤوا مع الحملة مجبرامن قبلهم على تطليق ستة وعشرين منهن والابقاء على اربعة !! . نواصل ..

    --
    صحيفة الخرطوم 26 ابريل 2014

    (عدل بواسطة صهيب حامد on 04-26-2014, 08:57 AM)

                  

04-27-2014, 07:09 AM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..اسهاما في الحوار الجاري 6-10
    صهيب حامد
    من هو الارباب في العرف الفونجي ؟.
    امر اخر ذو دلالة يفسر لنا مصدر نشوء مصطلح (الارباب) السائد اليوم في الشمال النيلي ، وكما ذكرنا في الحلقة السابقة فلقد كان جاريا العرف بقتل ابناء السلطان عدا ولي العهد ، ولكن باليد الاخرى فلقد كان يسمح لابناء النساء من طبقة النبلاء الادنى بالعيش على عكس ابناء السلاطين وكانوا يسمون ب(الارابيب) ومفردها (ارباب) وهي مفردة متداولة الى اليوم في الشمال النيلي دون معروفة اصولها الحقيقية وهي تعني الابن من نسل المرأة من الاونساب!!!. عرفا في القانون الاجتماعي للفونج ان الارباب لا يورث لقبه لابناءه عدا لو تزوج من فتاة من الخؤولة . وكما ذكرنا في الحلقة السابقة فان هذه العلاقات النابعة من تقاليد الفونج لم تستثني شبرا من سودان ما قبل الفتح التركي والذي كان خاضعا بالكلية تقريبا لحكم الفونج (عدا دارفور) حيث نلاحظ ان كل مكوك الشمال كانوا نتاج هذه العلاقات التزاوجية بما في ذلك المك شاويش مك العدلاناب (شايقية وجدهم حمد السميح احد مكوك العبدلاب الذي لجأ الى الشايقية في 1705 ) والمك صبير(وهو سليل مكوك كانوا يوالون الهمج اتباع ابو لكيلك) .وكما ذكرنا اعلاه فلدى الجعليين يظل التفضيل لصالح المتنافسين الاكثر قربا من ناحية الام . فلقد حكمت (الملكة ستنا) شندي في العام 1772 بصفتها اخت مانجل قري . وكما ذكرنا كذلك فان الملك عدلان قد فضل احد المتنافسين على اخر لافضليته من ناحية الام ، كما في مثال محمد ود نمر حفيد المك ادريس 1784 حيث صار مفضلا لانه من فرع الام فضلا عن انه متزوج من العبدلاب وفقا لروابط النظام الاسري لحكام قري .
    دور الخال لدى الفونج
    ثمة امر ذو دلالة يجلو لنا دور الخال الركيزي في التراتب الاجتماعي للشمال النيلي الى اليوم ، فكما ذكرنا اعلاه وبما انه ليس من سلطان فونجاوي له اخ شقيق من الجيل الاول (نتيجة لعادة اعدام اشقاء السلطان ) ، فكذلك فانه لدى الجيل الثاني لا يكون للسلطان عم على قيد الحياة فهو يكون قد اعتلى العرش عند موت ابيه كما اعتلى اباه العرش عند موت جده . وهنا يؤكد سبولدينق ان جد السلطان لامه الى جانب الاخ الاكبر لام السلطان كانا يمارسان دورا مؤثرا في ادارة شئون المملكة . وكذلك يكون دور هؤلاء مضاعفا لو كان هذا السلطان قاصرا (تحت الوصاية ) ، وهو ما كان واضحا في عهد السلطان بادي الرابع (ما بين 1729 الى 1743 ) هذا الاخير الذي كان صغيرا كي يحتل جده (ايدو) وخاله (اسماعيل) مكانا مرموقا . وذلك ما اكدته وثائق قصر السلطان حيث ابرزت احتلال الخال للمركز الثالث . الامثلة القليلة التي بين ايدينا تؤكد ان وضع الخال وجد السلطان من امه داخل البلاط هو امر متوارث من بداية السلطنة .
    الانقلاب على النظام الامومي في سنار
    وان برز اشكال ذو دلالة منذ العام 1718 حيث حدث انقلاب خطير داخل البلاط ، لينقلب الخال (نول ) على ابن اخته السلطان كي يخلف السلطان (نول) ابنه (بادي الرابع) المذكور اعلاه . وبما ان هذا الاخير يختزن في ذاكرته ما فعله ابوه من انقلاب على ابن اخته لذا فانه وما ان خرج من الوصاية واستلم السلطة حتى قام باعدام خاله (اسماعيل) وبقية الاونساب (وهو ما يعد اطاحة نهائية باسرة الاونساب ) ليبدأ من هنا بكلمات سبولدينق عهد البطولة بسنار . اسس نول نظاما ابويا من سلاطين الفونج صمدت عبر تقلبات كثيرة حتى سقوط السلطنة .لقد عد اعتلاء نول للحكم تغليبا لمظهر من مظاهر التعريب . لم يعش نول كثيرا فمات في 1724 فيخلفه ولده بادي الرابع سلطانا ..فماذا حدث في عهد هذا السلطان ؟. كان الاونساب اكثر اطمئنانا في عهد السلطان نول حيث ان امه من فرع الاونساب ، ولكن يبدو ان الصراع قد بدأ حين صار ابنه (بادي الرابع ) سلطانا . في البدء كان السلطان تحت وصاية جده (ايدو) ومن ثم خاله اسماعيل ، بيد ان الخال قد صار اكثر توترا كلما اقترب ابن شقيقته من الرشد كي ينقلب عليه فيما بعد وهو ما حدى بالسلطان الجديد لمطاردته وقتله ومن معه ، حيث يبدو ان تمرد اسماعيل كان يدفعه شعورا قوميا (يبدو ان السلطان الجديد يحمل ارومة من جانب الام غير التي حملها سابقوه من السلاطين فهي ليست من فرع الاونساب).احس الاونساب بعد ان دان الامر لبادي الرابع ان الامر قد خرج من ايديهم خصوصا بعد النصر الكبير الذي احرزه بادي الرابع على الاحباش في 1744 وهو ما جعل منه بطلا قوميا استحق التبجيل دون النظر لارومته من جهة الام!!.
    يؤكد كاتب الشونة في مخطوطته ان السلطان بادي الرابع قد اظهر تحديا بائنا لاعراف الفونج المعلومة فبدلا من ان يعزل اولاده في القصر ينتظرون التتويج او الاعدام ، سمح لهم بالانطلاق بلا ضوابط وهو ما خلق الكثير من المشاكل في السلطنة ، كذلك فهو الى
    جانب ابعاده لفرع الاونساب عمد الى رفع شأن (الفقرا) لاول مرة ، حيث صار نتاج ذلك ان صار هؤلاء الاخيرين يحتلون ثلث مناصب البلاط السناري . الامر الاكثر اثارة هو تقريب السلطان بادي ل(لارابيب) وجعلهم الى جانبه في مناصب مهمة في البلاط!!. . وكما قلنا اعلاه فلقد كان تحاالف السلطان الجديد (بادي الرابع ) مع الارابيب امرا طبيعيا حيث يبدو انه نفسه قد كان من ارومة غير اونسابية من جانب امه ، التحالف كما يقول اسبولدينق قد كان طبيعيا وثوريا في ذات الان للاطاحة بنظام الفونج في وراثة العرش وفي تفضيل الدستور العربي الجديد للوراثة عن طريق الاب هذا الاخير الذي قننه منظرو اشجار النسب من الفقرا(رجال الدين في تلك الحقبة) . اذن فان تحالف بادي الرابع مع الفقرا كان امرا قد اقتضته ظروف اعتلاء السلطان الجديد للعرش في سنار . فكما هو معلوم فلقد كان للفونج نظامهم وايديولوجيتهم العرفية القائمة على روحيات تألِه السلطان (اولا فان السلطان لا يأكل في عرف الفونج ، اضافة لانه رمز الخصب والخصوبة لذ ا فهو من يبدأ بزراعة الارض ومن هنا جاء اسم (بادي) لدى الفونج) . وكما ذكرنا من قبل فلم يكن سلاطين الفونج قبل بادي الرابع يحبذون ضم (الفقرا ) في وظائف البلاط ، وهو الامر الذي خالفه السلطان الجديد مفسحا ثلث مناصب البلاط للفقرا وعلى رأسهم الولي حجازي بن النذير بن الولي ادريس ود الارباب.
    وكما ذكرنا اعلاه فان الارباب يرث مكانته من جانب الام ، اي ان الارباب الذي يتزوج من العامة فان ابنائه يصبحون محض رعايا من العامة . هذا الامر الاخير هو دافع الارابيب للتحالف مع بادي الرابع ، كما انه نفس الباعث لتعاطف السلطان الجديد مع فئة الارابيب (بما ان بعض الروايات تقطع بانه ليس اونسابيا من جانب امه). ان تبني النسب الابوي تجعل بامكان ابناء الارابيب توارث المكانة من ابائهم وهكذا يصبح بادي الرابع نبيلا شرعيا مثله مثل ابناء الارابيب من جيله. ان ادخال بادي الرابع للارابيب للقصر جعلهم اشد المدافعين عن النسب العربي وبله الاكثر اخلاصا لاسرة نول الملكية كما يقول اسبولدينق . وها هنا ومنذ 1752 نشأ ميل للبحث عن الاسلاف من جانب الاباء . اذن جاء الحكم التركي كي يضفي بسمت الايديولوجية العربية الاسلامية تأصيلا واعيا للنسب الابوي بمركزيته المفرطة ، حيث ان السياسة الرسمية في اخر ايام الفونج للميل صوب هذا النسب لم تكن ذات تأثير كبير على المجتمع الذي كان يكن ولاءا معنويا لاسرة الاونساب خصوصا في ظل اللامركزية التي كانت تدار بها الكونفدرالية الفونجاوية ،وهكذا كي يجد الاتراك والى 1821 من يتسمون باسماء امهاتهم !!. نواصل ..

    ----
    صحيفة الخرطوم 27 ابريل 2014

    (عدل بواسطة صهيب حامد on 04-27-2014, 11:24 AM)
    (عدل بواسطة صهيب حامد on 04-27-2014, 11:33 AM)
    (عدل بواسطة صهيب حامد on 04-27-2014, 11:51 AM)
    (عدل بواسطة صهيب حامد on 04-27-2014, 11:52 AM)

                  

04-27-2014, 11:49 AM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)
                  

04-27-2014, 07:36 PM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    لاسباب فنية لم ينزل مقال اليوم بحيفة الخرطوم على ان يتواصل النشر غدا وهي الحلقة ادناه :


    اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية ..اسهاما في الحوار الجاري (6) .
                  

04-28-2014, 01:29 AM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    سلام يا صهيب،

    اولا نطالبك بنشر ردنا عليك هنا، حتي يعلم القراء وينتبهو لي عدم امانتك الصحفية للاسف!

    كان اقلاه تشير لوجود راي اخر غير الذي تلوك فيهو يا صهيب ليل نهار هنا، انطلاقا من تصورات مسبقة لاوجود لها علي ارض الواقع، كاعادة انتاج لخزعبلات تراش مدرسة المركزية الاوربية اي مرجعية الاحتلال الثنائي.

    نعم ذات كلامك ده بي ضبانتو احنا ردينا عليهو واوضحنا كيف البتقول فيهو ده ماهو الاتسميع لايات استلاب مركزية اوربية!

    الامانة الصحفية كانت تقتضي الاشارة الي وجود طرح اخر مغاير او مختلف عن البتقولو اختلاف جذري!

    فما فاهم يعني شنو حزام سوداني واخر غير سوداني في بلاد السودان؟

    اليس هذا اساس التقسيم الذي صاغه الاحتلال الثنائي بغرض انجاز قنبلة، محرقة حربنا الاهلية؟

    ومن اين لك ماتسميه الحزام السوداني من منطلق جهوي يمثل السودان اما الشمال او حتي الشرق لا؟

    ده شنو ده؟

    وريني في شنو سوداني في طريقة تفكير واحد زي بريمة ادم مثلا مقارنة بي ايا من ناشطي اقصي الشمال البمثلو الارث الحضاري التاريخي الكوشي باكثر من اي مجموعة اخري بطول وعرض افريقيا كلها مقارنة بي مواهيم العروبة من ذنوجة ما تسميه بالحزام السوداني!

    نعم اقصي الشمال الان واللحظة يمثل اعنف مقاومة للاستلاب العروبي علي مستوي اللاشعور بي صورة لامثيل لها داخل ما تسميه بالحزام السوداني رغم الفارق من حيث الموقع الجغرافي مابين المنطقتين من حيث القرب او البعد عن مصدر الاشعاع العروبي الاستلابي المتمركز في عاصمة العروبة، مصر الخديوية!

    نعم وهم العروبة متفشي داخل ماتسميه حزام سوداني باكثر وبما لايقارن من انتشارو في اقصي الشمال!

    لو ده حاصل حزامك ده سوداني باكثر من الباقين علي اي اساس؟

    من الجانب الاخر هناك خلل اساسي في فهمك لي تاريخ كوش الناجم عن تبنيك لي تراش المركزية الاوربية المصرة تجعل الاسرة 25 كبداية لي تاريخ كوش، مع انها علي العكس مسك الختام، والسبب الاساسي هو اصرار الاوربين وبالذات الساميين انو مصر القديمة حضارة ارية اي بيضاء!

    يازول البداية لاول حضارة علي سطح هذا الكوكب وقبل كمت اي مصر ذات نفسها، كانت في شمال السودان الحالي تحديدا!

    في نفس الوكت فلا فرق اطلاقا مابين اي سوداني ومصري قديم اطلاقا، والخلل في تفكيرك يتمركز في تصورك المسبق الذي يتوهم احفاد الهكسوس اي مصري اليوم، باعتبارم مصريي مصر الفرعونية، وهذه فرية والسلام!

    سكان اسوان الحاليين هم المصريين تاريخيا وليس احفاد الهكسوس في مصر الدنيا من امثال هيكل، ناصر، والسيسي!

    هؤلاء وافدين واحفاد غزاة!

    اذن انتا للاسف بتنظر ساكت دون ادني المام او ادراك، تنشر في غسيل استلاب ثقافي، ولعبة استعمارية قذرة جدا، هي المسؤولة من الموت الشايفو قدامك ده.

    اذن مافي حاجة اسمها حزام سوداني واخر اجنبي في جمهورية السودان ياهذا!

    دي لعبة، ولعبة قذرة، استعمارية هي الولعت بلدنا بالصورة الشايفنها دي، واهلنا في الغرب ليسو باكثر سودانية من اهلهم في الشمال!

    ده فهم جهوي، امبريالي، متخلف ومفخخ!
                  

04-28-2014, 02:55 AM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: Bashasha)

                  

04-28-2014, 01:23 PM

HAIDER ALZAIN
<aHAIDER ALZAIN
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 22434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    يبب..
                  

04-28-2014, 05:08 PM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: HAIDER ALZAIN)

    الاخ بشاشا تحياتي ..

    اولا فيما يتعلق بالاشارة الى ما دار بيننا حول كوش فسوف اورده مفصلا في معالجة عن كوش فقط في
    ذات سياق مناقشة (الهوية السودنية) بعنوان ( كوش حضارة سودانية اصلية ام عميل حضاري متوسطي).. وقد عرضت رؤيتك بتفصيل وافي ..

    ثانيا فيما يتعلق بالاسرة الخامسة والعشرين ،فانا لم اذكر بانها كانت بداية كوش وان اعتمدت
    على تحليلي لمرحلتي كوش عليها..

    ثالثا سوف ارد على نقاطك الاخرى حول الاستلاب والمركزية الاروبية ما بعد اكمال الحلقات
    وان ما زال هذا الكاتب في موقفه القديم بان الحضارة النوبية وكوش لا علاقة لهما بالحزام السوداني
    الكبير

    تحياتي
                  

04-28-2014, 05:09 PM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: HAIDER ALZAIN)
                  

04-28-2014, 05:10 PM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: HAIDER ALZAIN)
                  

04-28-2014, 05:10 PM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: HAIDER ALZAIN)

    اسف للتكرار

    (عدل بواسطة صهيب حامد on 04-28-2014, 06:31 PM)

                  

04-28-2014, 05:43 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    صهيب شلوم،

    مش ده كلامك عن بداية كوش:

    Quote: ان تحليل مرحلتي كوش (750 ق م -350 م)


    يازول هذه نهاية كوش، اصل الحضارات جميعها علي سطح هذا الكوكب وليس بدايتا.

    نعم مافي حضارة سابقة لحضارتنا نحن السودانية اي حضارة كوش.

    ولكن المقرر البيدرس الان في السودان الوضع اساسو واحد امريكي ابيض عنصري نازي ابارثيدي منعصب، هو المصر يشيل مصر القديمة كلها برا تاريخنا، باعتبارا حضارة ارية بيضاء، مع انو الجيش الوحد مصر للمرة الاولي واتي بالفرعون الاول والاسرة الاولي كان من نواحي جنوب السودان الحالي.

    نعم اول فرعون في تاريخ ابنتنا الكبري "كمت" اي مصر كان من نوبة اسوان الحالية تحديدا وهو اشبه بنوبة جبال النوبة اليوم!

    حتي من حرورو مصر من الاحتلال الهكسوسي ذهبو من السودان الحالي الي هناك لتحرير ابنتهم الكبري، كمت، واسسو الاسرة 17 و 18 اعظم الاسر اللتي حكمت العالم وليس فقط مصر وحدها حينها!

    بطول وعرض تاريخ ابنتنا الكبري الملوك كانو اما من السودان الحالي او من اهلهم نوبة اسوان الحالية!

    نعم اول دولة وحضارة علي سطح هذا الكوكب، نشات داخل حدود السودان الحالي وقبل مصر بمئات السنين، رغم انو الاتنين واحد.

    لافرق الي اليوم ما بين اهلنا في اسوان واهلهم في السودان!

    نعم شعب واحد، لغة واحدة، ثقافة واحدة، تاريخ واحد ومصير واحد!

    لا وجود لطرح كهذا في السودان اطلاقا!

    ده السبب المقرر الغربي الامبريالي الحالي لتاريخ السودان القديم يلف ويدور حول الاسرة 25 كبداية، مع انو دي النهاية فقط!

    امعانا في الخبث، اللعب بعقولنا، خلطا للاوراق، تغبيش للرؤية، واعادة شك لاوراق اللعبة، الخواجات الملاعين ابتدعو فرية حضارة كرمة، كحاجة موازية لحضارة "كمت" اي مصر، باعتبار كمت حضارة بيضاء اي حقتم هم العنصريين النازيين هؤلاء، مع انو "كمت" لغة تعني بالضبط "السودان" عديل كده!

    بالنسبة لكلامك عن ما اسميتو الحزام السوداني فما فاهم جبتو من وين؟

    البعرفو هذه لعبة قردية اخري من لعبات الخواجات اولاد الهرمة!
                  

04-28-2014, 05:39 PM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: HAIDER ALZAIN)

    اسف للتكرار

    (عدل بواسطة صهيب حامد on 04-28-2014, 06:57 PM)

                  

04-28-2014, 05:46 PM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    يببب ... ساي؟

    المداخلة بتتكرر خمسة مرات من شدة الرجفيبة






    ... المهم ....
                  

04-28-2014, 06:01 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    مشكور يا صهيب.
                  

04-29-2014, 05:53 AM

aydaroos
<aaydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: Bashasha)

    "فالمجتمع السوداني الذي أطلق عليه إسم الكوشيين، هو من سلالة ذلك الجنس الذي ظهرت صوره في الآثار المصرية منذ القرن العشرين قبل الميلاد، وهو الذي أقام مملكة نبتة ومروي،
    وهو السلالة نفسها التي وجدت آثارها في مقابر جبل موية في الجزيرة، وهو السلالة ذاتها التي تتواجد الآن في جبال النوبة. ونضيف لذلك ما أشرنا إليه سابقاً،
    من أن شعوب النوبا التي تسكن الصحراء الغربية- في مناطق كردفان ودارفور الحاليتين - كانت منذ القرن الثالث قبل الميلاد كما ذكرت المصادر اليونانية
    ، وحتى القرن الرابع الميلادي، كما ظهر في نقش عيزانا، كانت تلك القبائل طيلة هذه السبعة قرون (3 ق.م - 4م) تتجول وتستقر في بلاد كوش، ما بين الصحراء الغربية
    ، وكسلا شرقاً، ودنقلة شمالاً.
    ولعل كل هذا يوضح أن الكوشيين، منذ تأسست مملكة كوش في الألف الثالث قبل الميلاد، هم السلالة عينها التي عاشت في تلك الأوقات في غرب ووسط وشرق السودان
    وهم في الوقت نفسه السلالة نفسها التي تعيش في كل هذه المناطق الآن "

    المصدر: د. أحمد الياس الحسين، السودان : الوعي بالذات و تأصيل الهوية (الجزء الثاني:/السكان حتى القرن الخامس عشر الميلادي)،2012م، شركة مطابع السودان للعملة المحدودة.

    وأنصح بقراءة كل الأجزاء حتى يزول وهم المتوهمين بأن السودانيين هم جماعات متنافرة لا يربط بينها رابط ولا تاريخ مشترك
                  

04-29-2014, 06:02 AM

aydaroos
<aaydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: aydaroos)

    النخب أو مراكز السلطة في المجتمعات وفي سعيها لإستدامة السيطرة علي الدولة والمجتمع لا تكتفي بالإجابة

    علي السؤال الذي يهمها حول كيفية إستمرارهافي السلطة وإنما تقوم بخطوات إستباقية

    لخلخلةوإعادة تشكيل وعي من تقهره وتنهبه . ولذا وفي خضم إنتاجها لإجابات

    ضرورات وجودها

    وأهدافها وكيفية تحقيق هذه الأهداف،تقوم أيضا" بإنتاج الأسئلة الزائفةالتي تقود

    المقهورين الي طريق دائري يؤدي بهم في النهاية الي نفس الشرك الذي يحاولون

    التملص منه وهذه المرة مع شعور بالعجز والمرارة.

    تفكيك منظومة القهرالسياسي/الثقافي/الإقتصادي/الإجتماعي يتطلب النظر

    للأسئلة والإجابات التي تطرحهاالنخب المسيطرة و لكن من خارج

    السائد في المنظومة،

    وإلا فإننا نجازف بإستخدام بديهيات وقواعد التفكير في المنظومة وحينها نكون قد

    إستعملنانفس آليات تعزيز وإستدامة المنظومة وبالتالي نكون قد إنهزمنا من داخل أفكارنا.

    الأهم في خطوات تفكيك وعي منظومة القهر هو الإنتباه للسؤال الأساسي.

    والسؤال الاساسي هو بالضبط نقيض سؤال النخبة المسيطرة عن ضرورات وجودها

    وكيفية إستمرار ها في السلطة.

    هنا سنتطرق لسؤالين زائفين عن حق شغلتاالمثقفين والثوار عن شغلهم ورطن بها من

    يعرف ولا يعرف. ورهاننا علي زيف هذه الأسئلة يجئ لإيضاح أنه لتفكيك منظومة القهر

    والإستبداد في بلدنا لا نحتاج الي إجابةعاجلة وشافية وكافية لهذه الاسئلة

    ولن نجد !،

    لأن هذه الأسئلة صيغت بعناية وصممت كحواجز وأهداف وهمية لتخفي خلفها أسئلتنا الحقيقية

    وإجاباتنا التي ستقودنا الي أفق دولة المواطنة والديمقراطية والعدالة.

    هذان السؤالان هما (الهوية) و (الدين).



    "الشعب السوداني في معظمه ذو ثقافة عربية إسلامية، ما عدا بعض الجماعات التي

    لا زالت علي ثقافتها ولغتها وأديانها المحلية،وحتي هؤلاء سيذوبون بالمحصلة

    ولن يصمدوا أمام زحف الثقافة العربية الإسلامية النبيلة

    (والتي ستنقلهم من الإنغلاق والوحشية الي الحضارة)".

    هذا السؤال الذي تطرحه النخب المسيطرة بقوة (وبإقتناع) وخصوصا" بعد إنفصال الجنوب
    هو الأداة الأساسية في حزمة الوعي لدي المركز المسيطر وتم تطبيقه وتجريبه بنجاح
    بدءا" بالإستعمار مرورا" بالحقب المختلفة للحكومات وإنتهاءا" بنظام الإنقاذ الحالي.

    مستويات الإستجابة لهذا الخطاب عند المقهورين مختلفة،وتبدأ من التسليم
    والإنقياد والإحساس بالعجز والذلة ،مرورا" بمن يصل الي التماهي مع
    النخب المسيطرة ومن يدعي أنه عربي مثلهم،
    وصولا" الي من يناهض النخب المسيطرة ولكنه يقع في الشرك، شرك سؤال الهوية.

    الحل ليس في أن يقنع المثقفون `ذوي الهوية العربيةبأن العرب أمة هزيلة لم
    تقدم في التاريخ ما يستحق الذكر،وأنهم ناقلون ومقلدون لحضارات الأمم ،
    في محاولة للإزراء بالعرب للرفع من شأن المجموعات الزنجية.
    والحل ليس في إقناع ذوي الهوية العربيةبأنهم ليسوا بعرب وإنما ينحدرون
    من كوش أو الحزام الأفريقي أو ...،في محاولة لخلق مركزية بديلة لمركزية
    الثقافة العربية الإسلامية.
    كل هذه الإجابات قد تفلح في إثارة المقهورين وتجميعهم ولكنها أبدا
    لن تقودهم خارج الشرك.
    وإذا دققت النظر في أساس هذه الأطروحات تجد أنها تنطلق من نفس الإفتراضات
    والمقدمات النظرية للسؤال في اعلي المداخلة، الحل في رايي هو في تفكيك السؤال
    والإجابات المفترضة لنصل للسؤال الأساسي وهو:

    يجب أن تقف الدولة علي مسافة متساوية من كل الهويات وكل الثقافات

    وهذا لن يتحقق إلا في دولة الديمقراطية العلمانية دولة المواطنة

    والعدالة الإقتصادية الإجتماعية

    وفي مثل هذه الدولة مساحة واسعة لجدل الهويات والثقافات
                  

04-29-2014, 06:49 AM

Ahmed Alim
<aAhmed Alim
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 2762

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: aydaroos)

    الأخ الكريم صهيب تحياتي،،

    كتبت:
    Quote: الهدف من هذه الحلقات هو الإسهام فى إثارة بعض الأسئلة و إدارة حوار عقلانى نخرج به من دائرة الخوف المسيطر والهرج السياسى إلى بر التفكير الهادئ الهادى الذى لن نخرج بلادنا من وهدتها الا به.

    ماذا تقصد بدائرة الخوف المسيطر والهرج السياسي!! هل من ضمن ما تقصد آفة الجهوية والفرز الإثني الحاصل في السودان حاليا؟؟
                  

04-29-2014, 01:14 PM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: Ahmed Alim)

    اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..اسهاما في الحوار الجاري 7-10
    صهيب حامد
    هل ضاعت فرصة التمازج التي وفرتها الثورة المهدية وثورة 1924 !!؟.
    لقد كانت الثوة المهدية احدى الفرص التاريخية المهمة لخلق تمازج ناجز للمكونات التي انحازت لها ولكن رجوعا لما حدث من حساسيات ما بعد وفاة المهدي فقد حدثت انتكاسات سهلت سقوطها كما هو معلوم . فكما ذكر كاتب هذا المقال في مكان اخر فلقد هرست الة الحرب الحديثة نصف جيش الخليفة ومن ثم اندحار ما تبقى من قوات اما خلف خليفة المهدي او رجوعا الى مناطقهم الاصلية وهكذا كي لا يبقى لام درمان سوى العجزة والنساء والاطفال وهو الامر الذي جعل المجتمع الناشئ ما بعد كرري يعيش في براح قيمي عريض ، ذلك من جانب اما من جانب اخر فثمة عامل اخر اساسي وحاسم اثر في مجتمع امدرمان وبله على قيمه الثقافية والاجتماعية ، حيث لم يكن مجتمع امدرمان انذاك فقط ما تبقى من المجتمع المهدوي ما بعد كرري ، ولكن اندمج معه مكون اخر كبير وخطير وهو مجتمع الجنود السودانيين من بقايا وضحايا الرقيق الذين سيقوا الى مصر وانقطعت صلتهم ليس بالسودان فحسب وانما بقبائلهم الاصلية وقد كان اغلبهم من مجموعات قبائل جنوب السودان وجبال النوبة الذين شكلوا اربعة اورطات من مجموع الجيش الفاتح الذى هزم جيوش الخليفة عبد الله بكرري. لقد سمت الباحثة اليابانية يوشيكو كوريتا في كتابها عن (علي عبد اللطيف ) هؤلاء الجنود من بقايا الرقيق من ذوى الاصول الزنجية بالمنبتين قبليا (negroids but detribalized people) . ان لفظة (المنبتين ) لا تعبر جيدا عن ما قصدته الباحثة اليابانية يوشيكو كوريتا في مبحثها الرائع عن (علي عبد اللطيف ) وهي تطلق عليهم مصطلح (DETRIBALIZED PEOPLE ) أي الذين لا قبيلة لهم ، ولكن مترجم الكتاب كشخص صادر عن ثقافة حددت اختياراته ترجم اعلاه الى (المنبتين ) دون ان يعي الحمولة الايديولوجية التي تئن تحتها الكلمة وما تزنه من اصفاد !! . يذكر الدكتور محمد جلال هاشم انه يمكن احالة معظم ما بلغنا من حداثة في هذا الشأن على ضآلته الى اربعة روافد رئيسية اولا في مجال السلوك الاجتماعي (والذي لم يجترح وفق رؤية نظرية بعينها بل جرى اكتسابها بالتثاقف ) لا اجد غير المجموعات السوداء المنبتة قبليا التي انحدر اغلبها من مؤسسة الرق ومن المؤسسة العسكرية في بداية القرن العشرين ، فهذه الطبقة لم تقم بريادة العديد من المؤسسات الابداعية فيما اشتهر عنها مثل مؤسسة الرقص والغناء خاصة حينما تحامته القبائل ذات الاصول العربية بوسط السودان ومراكزه الحضرية فحسب بل قطعت شوطا اكبر بكثير ، اذ تكاد ان تكون لوحدها التي ادخلت جميع الاطعمة التي نعرفها في السودان ذي الثقافة العربية الاسلامية اليوم . كما هي التي دشنت السلوك المنزلي البيتي الان من جلوس على الكراسي ونوم على الاسرة وتناول الطعام على السفرة ، أي على تربيزة وليس جلوسا على الارض . هذا بخلاف اشتمال المنزل على ارفف للكتب بغية مطالعتها بعيد الغذاء ، ثم وجود الفونوغراف للاستماع للموسيقى ...وهكذا ، ثم هي نفس الطبقة الي رادت تعليم المرأة وتخديمها ، فضلا عن ريادتها ومقاربتها الرشيدة لمفهوم الحركة الوطنية السودانية الحديثة ممثلة في حركة الللواء الابيض التي قادها الزعيم علي عبد اللطيف ومعه اخوة ينتمون لنفس الارومة مثل ثابت عبد الرحيم وعبد الفضيل الماظ وغيرهم كثر من رواد حركة اللواء الابيض وثورة 1924 .
    اذن فاذا ما كان ذلك كذلك فلقد صار ابناء هؤلاء الجنود السودانيين من بقايا جيش الفتح هم ابناء المدن ( خصوصا الخرطوم ) حيث انشئت الاحياء كي يكون الجنود هم لحمتها وسداها ، فيقبع المجتمع القبلي الذي ساند المهدية خلف الاسوار ذلك الى حدود 1924 . اذ لا بد ان يكون ابناء المنبتين القبليين من ابناء من حملوا مع الانجليز معول هدم المهدية قد بلغوا الحلم السياسي . فبينما كان ابناء المجتمع التقليدي يقبعون خلف اسوار المدن الجديدة كان هؤلاء المنبتون من يحتلون المقاعد الامامية في المدارس القليلة انذاك التي افتتحها العهد الجديد وكي تكون لهم الاولوية في دخول المدرسة الحربية ، باختصارفان ابناء المنبتين هم من كان ينطبق عليهم لقب المثقف من طاشرات القرن الفائت الى عشرينياته لذا فليس مستغربا ان يقدم ابناء البلد ابناء المنبتين قبليا لقيادتهم سواء سياسيا من امثال علي عبد اللطيف او عسكريا كما في مثال عبد الفضيل الماظ وثابت عبد الرحيم او في اوساط العمل المدني في مثال زين العابدين عبد التام الذي قاد مظاهرات 1924 او ابنه الدكتور عبد الوهاب زين العابدين الذي تزعم اهم حركات المد اليساري في السودان وهي الحركة السودانية للتحرر الوطني (الحزب الشيوعي السوداني فيما بعد) التي اقيل من سكرتاريتها وسط الكثير من الاقاويل حيال الطريقة التي اقيل بها في نهاية اربعينيات القرن الماضي . ان اهم ما كان يتوجب علينا ان يعلمه انه ومنذ سقوط المهدية مرورا بطاشرات وعشرينيات القرن الماضي والى بعد ذلك قليلا او كثيرا فلقد كان لهؤلاء ممن انفلتوا من انتمائاتهم القبلية تاثيرا كبيرا على القيم الثقافية والاجتماعية السائدة وما يتبع ذلك من انفلات كذلك من معهود في الفضاء الثقافي والاجتماعي لمجتمعنا التقليدي وهو ما ذكره الدكتور محمد جلال هاشم في مقتطفه الذي اوردناه اعلاه عن مؤثرات الحداثة في السودان .
    ان اهم نتائج ثورة 1924 انها دفعت الانجليز لتهميش فئات المنبتين قبليا وحرمانهم من التعليم والتوظيف واتجهت الى ابناء القبائل بعد ان كانت النخبة السودانية الحديثة تتجه ليكون اغلب روادها من فئة المنبتين ، وكي نعلم لاي مدى كان الانجليز دقيقين في انفاذ هذه السياسة فلقد وجهوا جميع المدارس بعدم قبول ابن عبد الفضيل الماظ تلميذا بكنباتها، ويا للحسرة فلدى احتفال السودانيين بعد الاستقلال في ظل الحكم الوطني ببطولة ابيه خرج مع الجموع لدى النصب الذي اقيم باسم ابيه دون ان يعلم احد من يكون (!!!!) ولقد عمل حدادا في ورشة بحي بانت ومات فقيرا لا يذكره احد !!. هنا يتوجب علينا الرجوع الى جذر الخلاف الذي ادى الى انشقاق جمعية الاتحاد السوداني ، فبينما كان تيار عبيد حاج الامين يقف ضد تمثيل رموز المؤسسة التقليدية السودانية (ممثلين في زعماء الطوائف ) للشعب السوداني كان هناك تيار اخر داخل الجمعية بقيادة سليمان كشة يؤكد على تمثيل هؤلاء للشعب السوداني . انه الخلاف الذي ادى الى انشقاق جمعية الاتحاد السوداني وتكوين الاوائل لجمعية اللواء الابيض بعد ان انضم اليهم علي عبد اللطيف . لقد كان تكوين اللواء الابيض بقيادة علي عبد اللطيف احباطا كبيرا للانجليز وهم يرون ابناء الجنود السودانيين الذين اسسوا معهم السودان الجديد قد انحازوا لغريمهم الاخر في الحكم (المصريين ) كما هو مبين في شعار الجمعية كما انهم فوضوا الوفد بقيادة سعد زغلول ممثلا لارادة السودانيين بدلا عن زعماء الطوائف السودانيين لهذه الارادة . تلك هي النقطة التي ادت لانشقاق سليمان كشة ،فرغم ان سليمان كشة كان من الرعيل الاول من مثقفي الحركة الوطنية السودانية عند مطلع عشرينيات القرن الماضي فهو من مؤسسي جمعية الاتحاد السوداني الا انه اختلف مع زملائه عبيد حاج الامين وصالح عبد القادر وحسن شريف ومحي الدين جمال ابو سيف وغيرهم من قادة جمعية الاتحاد الذين آثروا الانضمام للمنظمة الجديدة بفيادة علي عبد اللطيف ، فكشة كان يقف ضد موقف اللواء الابيض في عزل الزعماء التقليديين عن تمثيل الارادة السودانية ، حيث تأكد فيما بعد ان ذلك الموقف لم يكن سياسيا فحسب خصوصا لو علمنا ان لكشة خلافا قديما مع علي عبد اللطيف حول عنوان كتاب وسمه كشة ب ( شعب عربي كريم ) بيد ان علي عبد اللطيف اصر على ابدال العنوان ب (شعب سوداني كريم ). ان المخزي ان كشة لم يقف هاهنا في خلافه مع مجموعة اللواء الابيض وعلي عبد اللطيف بل لقد كتب سليمان كشة تحت مسمى ( ابن النيلين ) بجريدة الحضارة واصفا علي عبد اللطيف بانه احد ابناء الشوارع وكيف ان البلاد قد اهينت حين تحدث امثال علي عبد اللطيف باسمها ، وليس ذلك فحسب بل اضاف متسائلا عمن يكون علي عبد اللطيف ولاي قبيلة ينتتمي !!؟.فكما بؤكد الدكتور محمد سعيد القدال فانه قد شاع بين عضوية جمعية الاتحاد السوداني ان سليمان كشة قد افشى اسرار الجمعية للمخابرات مما حدى بالشاعر توفيق صالح جبريل ان يهحوه قائلا :سليمان كان بديع الزمان معانيه ساحرة ساخرة ، هوى لا يعي ببساط الرياح وحطم مرآته الساحرة ، فباع الضمير بفلس ل(ولس) الا اين ذمتك الطاهرة.

    -----
    صحيفة الخرطوم 29 ابريل 2014

    (عدل بواسطة صهيب حامد on 04-29-2014, 01:19 PM)
    (عدل بواسطة صهيب حامد on 04-29-2014, 01:21 PM)
    (عدل بواسطة صهيب حامد on 04-29-2014, 01:23 PM)

                  

04-29-2014, 02:27 PM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    Quote: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..اسهاما في الحوار الجاري 7-10
    صهيب حامد

    انت بتين بقيت بتاع حوار؟

    ياهو بتبيع جهلك من جريدة لى جريدة





    ... المهم ....
                  

04-29-2014, 02:27 PM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    Quote: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..اسهاما في الحوار الجاري 7-10
    صهيب حامد

    انت بتين بقيت بتاع حوار؟

    ياهو بتبيع جهلك من جريدة لى جريدة





    ... المهم ....
                  

04-29-2014, 07:08 PM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    الاخوة عايدروس واحمد عالم ..
    تحياتي ..
    وسوف ارد على المداخلات بس بعد اكمال انزال الحلقات حتى لا نغرق في الاخذ والرد بعيدا عن الاطروحة

    ممنون للمشاركة
                  

04-30-2014, 07:11 AM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..اسهاما في الحوار الجاري 8-10
    صهيب حامد
    وكما ذكرنا في الحلفة السابقة كيق اختلف سليمان كشة مع جماعة اللواء الابيض ، رغم انه كان من الرعيل الاول من مثقفي الحركة الوطنية السودانية عند مطلع عشرينيات القرن الماضي فهو من مؤسسي جمعية الاتحاد السوداني الا انه اختلف مع زملائه عبيد حاج الامين وصالح عبد القادر وحسن شريف ومحي الدين جمال ابو سيف وغيرهم من قادة جمعية الاتحاد الذين آثروا الانضمام للمنظمة الجديدة بفيادة علي عبد اللطيف ، فكشة كان يقف ضد موقف اللواء الابيض في عزل الزعماء التقليديين عن تمثيل الارادة السودانية ، حيث تأكد فيما بعد ان ذلك الموقف لم يكن سياسيا فحسب خصوصا لو علمنا ان لكشة خلافا قديما مع علي عبد اللطيف حول عنوان كتاب وسمه كشة ب ( شعب عربي كريم ) بيد ان علي عبد اللطيف اصر على ابدال العنوان ب (شعب سوداني كريم ). ان المخزي ان كشة لم يقف هاهنا في خلافه مع مجموعة اللواء الابيض وعلي عبد اللطيف بل لقد كتب سليمان كشة تحت مسمى ( ابن النيلين ) بجريدة الحضارة واصفا علي عبد اللطيف بانه احد ابناء الشوارع وكيف ان البلاد قد اهينت حين تحدث امثال علي عبد اللطيف باسمها ، وليس ذلك فحسب بل اضاف متسائلا عمن يكون علي عبد اللطيف ولاي قبيلة ينتتمي !!؟.فكما بؤكد الدكتور محمد سعيد القدال فانه قد شاع بين عضوية جمعية الاتحاد السوداني ان سليمان كشة قد افشى اسرار الجمعية للمخابرات مما حدى بالشاعر توفيق صالح جبريل ان يهحوه قائلا :سليمان كان بديع الزمان معانيه ساحرة ساخرة ، هوى لا يعي ببساط الرياح وحطم مرآته الساحرة ، فباع الضمير بفلس ل(ولس) الا اين ذمتك الطاهرة.

    للاسف الشديد فان تاريخنا هو التمادي في اغفال دالة التطور الاجتماعي في السودان منذ ثورة 24 والى اليوم وما اهدرناه من فرص بديلة فوت علينا انجاز التسوية التاريخية الناجزة من اجل سودان موحد مستقر كخيار مرتضى لكافة الاقوام السودانية بكافة الوان الطيف العرقي والثقافي . ذلك ما ذكره هذا الكاتب بالضبط في سياق نقاشه لاطروحة الاستاذ مصطفى البطل حول (فوز) او الشول بت حلوة ، حيث ذكرت انه قد حاكم هذه الاخيرة على ظهر اختيار فكري ثقافي ناتج عن اختيارات تاريخية واجتماعية تحملنا من عراقيبنا جميعا كعبيد ولكن على احصنة !. ان سودان ما بعد كرري كان يسير صوب التسوية التاريخية حين كان علينا وحتف انفنا ان نقبل واقع التعامل مع ابناء المنبتين قبليا كأنداد في طريق العمل الوطني الشاق والطويل الى ان بدى للانجليز ان هؤلاء المنبتين قبليا قد انحازوا لغريمهم الشريك في الحكم الثنائي(المصريون) ، ذلك ما اثبتته ثورة 1924 التي قادها ابناء المنبتين قبليا واحتشد لها في الشوارع نفس هذا الصف الاجتماعي الامر الذي اثار قادة المؤسسة السودانية التقليدية من زعماء الطوائف الذين وصفوا قادة ثورة 1924 بانهم اولاد الشوارع وانبرى سليمان كشة كي يقول فيهم كل ذلك الادب الذي اكد لنا من أي وعاء يمتاح الكثيرون وكيف تسود وجوه الصحائف والى اليوم ، انها (ايديولوجيا كشة) التي ازرت بالمنبتين واستخذتهم باسم زعماء الطوائف الذين صاروا فيما بعد حصان طروادة الذي حارب عبره الانجليز غريمهم الاخر (المصريون) ومن يد اخرى منحوا به انفسهم سك تمثيل الارادة الشعبية السودانية على نقيض اللواء الابيض التي هدفت لمنح هذا التفويض للوفد بقيادة سعد زغلول بعد فوزه في انتخابات 1923 . لقد تم ومنذ ذلك التاريخ التهميش التاريخي والمبرمج لفئة اساسية من المجتمع السوداني ، وبذا رجع الى الوراء كل من علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ وثابت عبد الرحيم وزين العابدين عبد التام والدكتور محمد ادم ادهم وزاهر السادات ورويدا رويدا الى الاختفاء ، وهكذا برز السيد الفيل ومحمد علي شوقي وابراهيم احمد ومحمد احمد محجوب وحماد توفيق واسماعيل الازهري ومبارك زروق وعبد الله خليل ويحى الفضلي الى ان تم احتلال المسرح تماما من قبل النخبة السودانية الكائنة اليوم !!. نعم لقد احتفظ الفريق المنهزم ببعض الامتيازات الصغيرة والمبرمجة حيث برزت الكتلة السوداء في ما بعد منتصف اربعينيات القرن الماضي بقيادة زين العابدين عبد التام ود.محمد ادم ادهم ولكن في اطار جلب دعم محدود للجمعية التشريعية التي رفضها الاتحاديون ، نعم في اطار هذا الدور فقط حيث انسحب حزب الامة من الدوائر التي ترشح فيها مرشحو الكتلة السوداء ، ورويدا رويدا الى ان تلاشى أي اثر ودور للمنبتين قبليا خصوصا بعد اندلاع الحرب في الجنوب لدى 1955 حيث ظل الحوار والتمثيل السياسي حكرا للذين يحملون السلاح من الاصلاء من ابناء الجنوب وليسوا المنبتين . واي قدر يزري بنا وقد استخذينا هؤلاء المنبتين قبليا ، فلقد استدارت اللعبة لصالح الذين يقاتلون من اجل هوية بديلة (بالكااااامل!!) بعد ان ازحنا الممثلين السابقين الذين تماهوا في هوية سودانية تحمل جينات الشمال والجنوب كما حملوا قيم مجتمع اسلامي عربي اكتسبهم في اوان ما مع احتفاظهم ببقايا قيم اصولهم القديمة على السوية ، الخلطة التي طرد البطل بسببها الشول بت حلوة من جنة مقامات امثال مي زيادة !!. ولكن ومن يد اخرى فهناك امرا اخر ، وكما لاحظ الكثير من البحاثة والمؤرخين فان الثورة المهدية كانت حربا على كل ما ينتمي لحقبة التركية السابقة وهو ما لاحظه د. عبد الله علي ابراهيم في بحثه حول (المهدي والعلماء) ، اذن المهدية كانت حربا على النسخة العالمة والسنية من الاسلام كما قبلها الاتراك . وهكذا كانت المهدية تدينا شعبيا استند الى الحضرات وزيارات نبي الله الخضر ، فحتى التكتيك الحربي لمعركة كرري قد اختاره نبي الله الخضر في احدى حضرات خليفة المهدي كي يهجم الانصار لدى الصباح وهو ما حدى بالامير يونس ود دكيم ان يقول لخليفة المهدي بعد المعركة مدبرين ...توا نحنا معردين اها بيكون نبي الله الخضر معرد معانا !!؟، ومن هنا كان انفعال الحزام السوداني في كردفان ودارفور والجزيرة بها . وكذلك فلقد اعقب سقوط المهدية وبداية عهد الحكم الثنائي مجموعة من الثورات اسماها قلم المخابرات بتورات النبي عيسى ( مجموعة من الثوار ادعوا كونهم النبي عيسى) رجوعا لما في المخيال الشعبي ان النبي عيسى سوف يعقب المهدي المنتظر ، لذا فلم يكن امام الانجليز سوى الانحياز لنسخة الاسلام الكلاسيكي السني ضمن نسخ المذاهب الاسلامية العديدة ، وهي النسخة التي كان بامكانها مقاومة وهزيمة معتقد المهدي المنتظر وفكرة رجوع النبي عيسى وغيرها من افكار قد ابانت للانجليز من قبل ان الله (واحد) !!!! .وهكذا تطورت نسخة الاسلام السني الكلاسيكي والتي ارتضاها الانجليز لاسباب سياسية منهجا يتم دعمه ورعايته لتستحيل اليوم لما يمكننا تسميته بمركزية الثقافة العربية والاسلامية والتي تعتبر الايديولوجيا الرسمية للدولة السودانية الحديثة ما بعد الاستقلال والى اليوم وليس لاحد منا يد في ذلك بمن في ذلك من يطلق عليهم البعض (متتشددي الانقاذ) ويطلق عليهم البعض الاخر (الجلابة) . للاسف الشديد وكما قلت في مقدمة هذه السلسلة فنحن ضحايا العوز للادوات التي تضمن لنا تحليل واقعنا التاريخي والاجتماعي بما يضمن الوصول لحقائق واقعنا الماثل كمهزلة . ان النخبة السودانية ومنذ الاستقلال مثلها مثل اعمى يحاول القراءة او كسيح يحاول المشي ومثالي الابرز هو شخص مثل مصطفى البطل (على ما عليه من بروز ككاتب) في رده على ما كتبه د. حسن الجزولي عن فوز (الشول بت حلوة) في كتابه (نور الشقائق) ، حيث ان كم الاسقاطات الايديولوجية والمغالطات التاريخية التي حفل بها نصه ليست سوى وليدة كينونة اخرى اسمها نص الثقافة السودانية الحديثة ، ويا لخيبة امل البطل لذي لم يفعل سوى انه قد تناص مع النص الكبير لثقافته دون ادوات نقدية وهذه الاخيرة ليست عيبة البطل فحسب (بالطبع هو عيب كبير لشخص يحوم حوله ادعاء كبير ) ولكنها عيبة نخبة كاملة لم تزل تذبحنا بمدية خربة !!. نواصل ..

    ---
    صحيفة الخرطوم 30 ابريل 2014

    (عدل بواسطة صهيب حامد on 04-30-2014, 07:24 AM)

                  

04-30-2014, 09:18 PM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    يبدو ان مشكلة ما في سوفتير وير منبر بكري دا

    نتمنى معالجتها





    -----
    الللغة الهيروغلفية دي يا ربي بتجي ن وين ؟!!!!!!!!

    (عدل بواسطة صهيب حامد on 05-01-2014, 07:25 AM)
    (عدل بواسطة صهيب حامد on 05-01-2014, 07:37 AM)
    (عدل بواسطة صهيب حامد on 05-01-2014, 08:02 AM)

                  

05-01-2014, 07:59 AM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..اسهاما في الحوار الجاري 9-10
    صهيب حامد
    التهميش اللغوي ودوره في استنساخ الازمة
    هذا النقاش واجب الاختراق اليوم لان معضلة الدولة السودانية ومنذ الاستقلال ليس اضبارة سياسية فحسب ، بل هي معضلة هوية في الاساس حيث اعتقدت نخبة ما بعد الاستقلال ان الدين واللغة فحسب هما مقاييس كيلة الهوية السودانية الراهنة دون النظر الى الحساسية الثقافية والمشكل الاجتماعي حيث لم تعي نخبتنا كيف تشكلت الاسلامات في السودان وكيف تباينت ألسنة السودانيين في التحدث باللغة العربية وما دلالة ذلك في ظل قهر الايديولوجية الاجتماعية الرسمية للاخر الى اليوم . مثلا فلقد تفاجأ الكثير من السودانين حين باغتتهم جحافل ما سموا بالمرتزقة في العام 1976 ، فلقد صدم حساسية اهل الوسط اناس يتحدثون بلكنة لم يسمعوا بها من قبل وهو ما حدى بمثقف مثل د.عبد الله علي ابراهيم في خضم حرجه الاسطوري ازاء هذه الصدمة ان يردع مواطنيه انه ليس كافيا بقرينة ان اخرين لا تشبه لكنتهم طرائق حديث اهل (العجيجة) كي نصفهم بانهم اجانب وليسو سودانيون رغم ان هذه اللكنة يتحدث بها ربع سكان السودان !! . يحكى الدكتور عبد الله على ابراهيم انه فى صيف 1991 قد ظللت الخرطوم غيمة احالت طقس الخرطوم الحار الى جو بارد فعلق قائلا انه اجمل مناخ بالسودان فاستدركه احد ابناء جنوبنا (سابقا!!) مؤكدا انه ربما يكون اجمل مناخ بالخرطوم ولكنك لم تحط بجلائل المناخات بالسودان مشيرا الى ان هذا المناخ الذى افتتن به يمكنه ان يكون مناخا عاديا لاحد مواطنى اى من المديريات الجنوبية !. امر آخر ذو دلالة ، فلقد طفقت وسائل الاعلام ما بعد انقلاب المقدم حسن حسين في نعت ذلك الانقلاب ب(العنصرى) لمجرد ان قادته من غرب السودان وكردفان على وجه التحديد ، حيث لم يكن ذلك ضروريا فى وصف انقلابات اخرى وكأن هناك انقلابات شرعية واخرى غير شرعية . نفس المسالة تكررت في اتهام الاب عباس غبوش في الثمانينات واسميت بالمؤامرة العنصرية!!!. . وكما ذكرت آنفا فقد ابانت احداث المرتزقة فى 1976 ان الحساسية المركزية لم تحسن تصنيف الجماعات التى شاركت فى تلك الاحداث عدا انها جماعات غير سودانية لمجرد انها تتحدث لهجة مختلفة !!. فلقد نقلت الصحف السودانية الكثير من تعليقات الاهالى التى يبدو انها قد راقت لمزاج النظام السياسى انذاك ، فلقد نقلت صحيفة (الصحافة) حديثا لاهالى قرية (العجيجة ) وهم يصفون بعض الذين شاركوا فى تلك الغزوة من الذين قبض عليهم بتلك الجهة بانهم اجانب لمجرد انهم لا يحسنون الحديث بالعربية او لانهم يتحدثون لهجة مختلفة ، وهو الامر الذى دلل عليه بحديث لصحيفة الايام فى 6/7 /1976 لصبى عندما سؤل عن سبب مجيئه اجاب بان خاله قد اجره وقال اجى اشتخل مآهو فى امدرمان،وفيما سؤل المرتزق محمود فى نفس العدد يقول انه سال قائد مجموعته بقوله مولانا زول دا بقولى نكتلى دكتور ترا ولابس زى دا .لقد استعان د.عبد الله علي ابراهيم بهذه الامثلة في كتابة (الثقافة والديمراطية في السودان) ليدلل على عمق المسألة .ان اعتبار الاعلام لهذه اللهجة كلغة اجنبية وهي اللهجة العربية السودانية الواسعة الانتشار فى مكان ما فى السودان قد حدد رايه الواعى او غيره بشان اللهجة العربية التى ينبغى للسودانى ان يتحدث بها !!.فلقد قر فى روع الكثير من سكان الوسط ان غير المتحدثين بطريقة معينة يمكنهم بشكل قاطع ان يكونوا غير سودانيين، وهو امر سوف ينسحب على الكثير من التقييمات الاخرى وهو الامر الذى سوف يثير الكثير من الحساسيات التى تؤثر على مسالة الهوية. قطعا فان لاجهزة الامن والمخابرات طرائقها فى العمل، مثلا فقد جنحت هذه الاجهزة ما بعد احداث امدرمان 2008 الى تحديد دائرة شك منطقى معينة ، لذا فتم اعتقال الكثير من ابناء بعض القبائل كما حدث فى غزو 1976 حيث كان النظام يريد ان يبرهن على وجه نظر ما .
    فالاكيد ان اللغة لم تعد فقط اداة للاتصال والمعرفة فحسب ولكنها قد صارت اداة سلطة وقوة وتمكين وهو ما أكدته العلوم الاجتماعية الحديثة والدراسات اللسانية اذ ان اللغة كما هي رصيد رمزي فهي كذلك قيمة شرائية في السوق اللساني ، ويقول د.عشاري احمد محمود المختص في اللهجات السودانية ان في هذا السوق اللساني يكون لكل قدرة لغوية (لغة ،لهجة ،رطانة) اقول يكون لها راس مال ، وينشا السوق اللساني حين تدمج مجموعات لهجوية او رطانية او لغوية متباينة في كيان سياسي واحد،وحينها تنتج علاقات قوة بين هذه اللغات او اللهجات وفق القوة الاقتصادية او الحجم السكاني او المنعة السياسية لكل من هذه اللهجات او الرطانات او اللغات ،حيث تحمل اي منها رصيدا لغويا تتساوق قيمته الشرائية بحيويتها (حجمها ، قوتها السياسية والاقتصادية ) وبقدرتها على انتزاع ودعم دور فعلي لذلك (الراسمال الرمزي) في اجهزة الدولة السياسية والاقتصادية والايديولوجية(تعليمية واعلامية وغيرها). وبالطبع فان هذه الاجهزة اضافة لادوار كثيرة تلعبها فهي مناط الحراك الاجتماعي!!!!!!!. لذا فان لغات ولهجات الاطراف في السودان تكون لها قيمة شرائية دنيا مقارنة باللهجات التي نالت حظا اوفر . لذا فأنه يصبح لزاما على الذين يسعون لانقاذ راسمال مهدد (لهجة في طور الانقراض ،وجود قيمي في طور التحلل وهلم جرا) الدخول في معركة واسعة حول ادوات اعادة انتاج راس المال اللغوي ذي القيمة الشرائية العليا (مراكز القوة السياسية والاقتصادية والايديولوجية ) ، وهكذا نخلص ان حسم قضية قيمة شرائية نسبية للهجة او لغة لا يرتكز على اساس لساني (يعني في لغة او لهجة او رطانة احسن من التانية) ولكن على اساس سياسي اجتماعي في المقام الاول . اي ان الصراع في السوق اللساني ليس صراعا لغويا ولكنه صراع بين افراد في مواقع اجتماعية وسياسية محددة حول الهيمنة على ادوات السوق اللساني . وذلك يعني ان اي لغة وتركيبتها اضافة لكونها موصل فهي ايضا تحمل رؤية ومخيال المجتمع الذي شكلها او العكس ،وكذلك فاللغة كذلك تعبير عن تاريخ وهموم ثقافة ما . اذن باختصار فان اللهجة او اللغة هي تعبير عن تشكيل ايديولوجي كامل .. مثلا فالنوباوي او الفوراوي سوف لن يجد اشواقه التاريخية في اللغة التي يسمعها في الاذاعة او التلفزيون لانه هاهنا يكون متلقي فقط اي في تخوم هذه اللغة وليس في مركزها ، الا اذا تحول الى موقع الاستلاب الكامل وها هنا فسوف تصبح هذه اللهجة او اللغة مرآته التاريخية ومخياله الاجتماعي . ذلك ما يشير له د. الباقر العفيف حيث يقول انه في ثنايا تكوين الهويات الاجتماعية، هناك دائماً مجموعة داخلية، تمثل الهوية الاجتماعية المبتغاة، ومجموعة هامشية، تحتاج إلى الموازنة حتى تتماهى مع النموذج. وفي مثل هذه الحالات، فإن الأولى تمثل اللب، وتحتل مركز الصدارة من تلك الهوية الاجتماعية، بينما تمثل الثانية الدائرة الخارجية وتحتل الهامش. الأولى مستحوذة على الامتيازات، والثانية تبحث عن ذلك. الأولى تملك صلاحيات إضفاء الشرعية على الثانية أو حرمانها منها !!.
    اذن كيف تكون المخيال الاجتماعي منذ الاستقلال؟. وكما هو معلوم فان هذا الاخير يتكون رجوعا لمكنون الارث التاريخي والاليات الثقافية لرسم هذا المكنون واهم الية هنا هي اللغة او كيفية تمركز لهجة ما او تمفصلها مع الراموز الاساسي (وهنا الراموز هو اللغة العربية) . هل ثمة مركز واحد يمتلك ادوات تشيكل هذا المخيال ؟. مثلا في امريكا تعبر اغنية الجاز عن هاجس خاص واغاني الريف تعبر كذلك عن هاجس ثقافي اخر والبوب عن هاجس ثالث لانه لا يوجد مركز ثقافي واحد مسيطر . فحتى فرقة (البيتلز) كي تخترق كتل الهيسبانيك واللاتينو اضطرت ان تغني بالاسبانية !!. هنا في السودان فحتى ركن الاذاعات الموجهة بالاذاعة لم ينشأ الا بعد احتدام الصراع في الاطراف !!. في وساائطنا الاعلامية في السودان ليس عليك سوى الاستماع لاغنية الوسط ومن هنا عليك تشكيل مخيالك الاجتماعي ولا ادري أمن وعي يحدث ذلك ام خبط عشواء ، فاذا كان الاولى بتلك مصيبة ام اذا كان الثانية فالمصيبة اكبر !!. نواصل ..

    -----
    صحيفة الخرطوم اول مايو 2014
                  

05-02-2014, 10:58 AM

GAAFER ALI

تاريخ التسجيل: 11-03-2009
مجموع المشاركات: 1697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    الاخ صهيب صاحب البوست
    في انتظار التكملة
    مع الشكر
                  

05-05-2014, 07:44 PM

صهيب حامد

تاريخ التسجيل: 09-29-2011
مجموع المشاركات: 1581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: GAAFER ALI)

    الاخ جعفر علي والقراء الاعزاء

    ها قد عدنا بعد غياب قسري


    نواصل


    -----
    مع التنويه الى تغيير خطة نشر الحلقات حيث سوف تمتد لاكثر من عشرة حلقات

    (عدل بواسطة صهيب حامد on 05-05-2014, 07:58 PM)

                  

05-08-2014, 12:09 PM

GAAFER ALI

تاريخ التسجيل: 11-03-2009
مجموع المشاركات: 1697

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)

    Quote: ها قد عدنا بعد غياب قسري


    لعلك بخير يا اخونا صهيب
    في انتظار الحلقة العاشرة والمزيد الموعود
    ولست الوحيد
                  

05-09-2014, 04:50 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: GAAFER ALI)

    الزميل صهيب
    تحية طيبة
    والله منذ فترة متابع كشوفاتك الثقافية المهمة والجريئة وقدرتك الراقية على الحوار مع مخالفيك في الراي والمتفقين معك،
    سعيد بهذه القدرات التي تمتلكها في إثارة الجدل الثقافي حول المناطق المعتمة في تاريخنا، وآمل أن أتمكن من طباعة هذه الحلقات
    لأقرأها بهداوة بال والتعليق عليها. وشكرا لك لهذا الفتح البحثي الجديد الذي أعادنا إلى ايام تدربنا على القراءة والاستماع لاستاذتنا أحمد الطيب زين العابدين وحريز
    وجعفر ميرغني وصغيرون وأبو سبيب وغيرهم من العلماء الذين اهتموا بالدراسات السودانوية، واضافوا الكثير في هذا الجانب، اعتقد أنك تبني في هذا التراث
    وتحاوره، وتردم فجواته المعرفية بما ملكت من امكانيات هائلة في البحث. وفقك الله وسدد خطاك.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de