|
اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم)
|
اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..اسهاما في الحوار الجاري 1-10 صهيب حامد مدخل: الهدف من هذه الحلقات هو الإسهام فى إثارة بعض الأسئلة و إدارة حوار عقلانى نخرج به من دائرة الخوف المسيطر والهرج السياسى إلى بر التفكير الهادئ الهادى الذى لن نخرج بلادنا من وهدتها الا به. وبالطبع فان ذلك يستوجب اثارة الأسئلة الصعبة بدلاً من دفن الرؤوس فى الرمال والإرتكان للإجابات السطحية أو إنكار الحقائق القائمة التى تثيرها تلك الأسئلة .اولا وكقناعة مني فان مثل هذا الدور يجب ان يقوم به الاسلاميون السودانيون انفسهم (وانا تاريخيا من هذا الصف) حيث يجب الاعتراف ان هؤلاء الاخيرين قد أشكل عليهم تماما مواجهة القضايا المصيرية التي خلقت الازمة الحقيقية في البلاد خلال ربع القرن الفائت وهي اشكاليات وازمات ليست وليدة هذه الفترة ولكنها اشكالية الدولة السودانية منذ ان نالت استقلالها ، ولكنها تفاقمت الى حدود لم تصلها من قبل حيث فقدنا ربع مساحة بلادنا لدى انفصال جنوبنا الحبيب واندلعت الحرب في دارفور وجنوب كردفان وما زالت تتصاعد لما يزيد عن العقد من الزمان مبشرة بما هو اسوأ مما حدث للجنوب ، وليس دارفور وجنوب كردفان فحسب كما يعلم الكثيرون !!. في اعتقادي ان مشكلتنا الحقيقية ازاء هذه القضايا المصيرية نابع من قضية جوهرية وهي افتقارنا لاليات التحليل الموضوعي لهذه الازمات ، اي العوز الادواتي .وبالطبع هذه الاخيرة هي مشكلة تاريخية لم تزل تلازمنا منذ اباء الاستقلال والى اليوم حيث لم نزل ندفن رؤوسنا في رمال الازمات دون ان نماس الحقيقة !!. ان الاشكالية اليوم اننا نواجه لحظة مصيرية في تاريخنا تهدد وجودنا كوطن يتفكك امام اعيننا ونحن كالرجال البلهاء ننظر الى كرة الوطن وهي تتدحرج الى الحجيم دون ان نحرك ساكنا ذاهلين ازاء المعضلات التي تتوالد دائرةً رحاها طاحنة معها اخضرنا واليابس ونحن ندور في دوائرها الخبيثة الى ما لا نهاية!!. هذه الحلقات اقذفها اليوم بين يدي الحوار السياسي الدائر اليوم ، وكم انا حاسد لهؤلاء السياسيين الذين يجدون دوما في انفسهم الثقة لحل هذه الاشكاليات المدلهمة دون ان يتذكروا انهم دوما يجلسون هكذا ودوما تتفاقم الازمات في علاقة طردية بين جلوسهم السرمدي هذا وتفاقم الاشكاليات القديمة المتجددة !!. اولا وانا ادلف لطرح رؤيتي ادناه في حلقاتها المتسلسلة اود من الجميع ان يجدوا لي العذر سواء الذين سوف يختلفون معي او الذين يتفقون مع طرحي ويختلفون مع منهجي وتوقيتي او الذين يعتقدون ان امثالي قد تأخروا كثيرا في قول الحقيقة . عموما انا استميح الجميع ، فعذرا ان اكتشف كثيرون انني تحدثت بصراحة فائقة فانا اليوم واكثر من اي يوم مضى اجد ان احد اشكالياتنا الحقيقية كذلك هي افتقارنا للصراحة افتقارا يكاد ان يكون قاتلا .. الصراحة في الحديث عن تاريخنا (تاريخ تشكل السودان الحديث) وعن اشكالياتنا الاجتماعية المزمنة ، وكذلك الصراحة في الحديث عن قهر بعضنا البعض واقصائنا لبعضنا البعض ، ليس الاقصاء السياسي وان كان لازمة من لوازم الحل مناقشة المشكل في بعده السياسي ، ولكن كل اشكال الاقصاء سياسية واجتماعية وثقافية . انا اعتتقد ان المشكل القائم اليوم في بلادنا جذره الاساسي ذو ملمح ثقافي اجتماعي كقاعدة لكل الاشكاليات الاخرى ، حيث فرح بعضنا حين اعتقد ان ام المعضلات قد حلت بانفصال الجنوب (اشكالية الهوية العرقية والثقافية ) كي نفاجأ اننا هؤلاء الباقين مختلفون كذلك اختلافا كبيرا يكاد ان يكون ازاءه الاختلاف القديم رحمة كبيرة !!. لذا فارجو ان يعذرني الجميع في صراحتي التي سوف تصدم الكثيرين عل هذه الصراحة ما كنا نفتقده بالضبط . كما اود ان انبه مقسما مهما اختلف معي البعض فان مقصدي من كل ذلك ليس سوى النية الخالصة للمساهمة في طرح حل مرتضى وناجع ، المساهمة التي اتمنى ان تجد كذلك نوايا خالصة بالمقابل في تفهم ما اقول حيث ان الجد الذي احسه في طرح مبادرة الحوار الوطني الدائرة اليوم الهمني الشجاعة لطرح ما هو كائن ادناه . الشمال النيلي ذو النزوع المتوسطي والحزام السوداني : في تاريخنا الحديث ان السودان قد انقسم منذ بدايات الحكم التركي لفعاليتين ثقافيا واجتماعيا ، نزوع متوسطي للشمال النيلي ( حسب مصطلح محمد ابراهيم حاج حمد) الذي يمتد شمالا وجنوبا ونزوع الحزام السوداني الذي يمتد غربا الى الشرق او العكس . فبعد ان فكر محمد علي باشا في فتح السودان ، قام ابنه ابراهيم باشا (بالحجاز) بانتداب السيد محمد عثمان الختم الكبير للحضور الى السودان وتهيئة الاجواء لدخول جيوش الباشا (معلوم ولاء السيد محمد عثمان للاتراك لدحرهم الوهابيين) . كان السيد محمد عثمان من اتباع السيد الادريسي البارزين الى جانب السنوسي ، وهكذا حضر السيد محمد عثمان الختم الكبير الى السودان فمر بدنقلا اولا ومنها الى الابيض التي وصلها في العام 1817 ..اولا كون طريقته الختمية بالابيض (غرب السودان) وجعل السيد اسماعيل الولي خليفته بغرب السودان . ومن ثم ورجوعا لرؤيا تزوج من احدى فتيات مدينة بارا (من الدناقلة) على يد القاضي عربي الذي كان انذاك قاضي قضاة كردفان معينا من سلطان دارفور ،فكللت هذه الزيجة بابنه سيدي الحسن (راجل كسلا) .عموما ومن ثم ارتحل الى الشمالية وكسلا (الشرق) حيث صار له اتباع . في العام 1821 دخل محمد علي السودان فصار للختمية الوضع الذي نعلمه ..بالطبع للختمية الكثير من الادوار الشهيرة في ممالأة الاتراك واشهرها اخماد تمرد الجهادية السود بكسلا في العام 1863 حين اقنعهم (سيدي الحسن ) بتسليم انفسهم كي يعدموا بعد ذلك مباشرة !!. حسنا ..الشاهد ان الطريقة الختمية قد شهدت ازدهارا كبيرا في الشمال والشرق وان لم تنجح في الغرب ..فخليفة الختمية بغرب السودان (اسماعيل الولي ) لاحظ ان اوراد وتعليمات هذه الطريقة لم تنسجم مع مزاج اهل غرب السودان لذا فتباطؤوا في الانخراط في سلكها .لم يقف الشيخ اسماعيل الولي كثيرا ولم يتردد كي يحول الخلافة الى طريقة باسمه (الطريقة الاسماعيلية ) معتمدا اورادا وتعاليم جديدة مكللا هذا المسعى بنجاح كبير الى اليوم .خليفة اسماعيل الولي (السيد المكي) كان له دور كبير في اقناع اهل كردفان بالانخراط في المهدية. ما المغزى.!!؟. قامت المهدية ..وقف قادة الختمية بشدة الى جانب الاتراك ضد المهدي حيث كانت الختمية دوما هي الشرعية الدينية لهذا الحكم .لذا لم يقف اهل الشمال مع المهدية الا لماما وكذلك لم ينجح عثمان دقنة في السيطرة على الشرق بفضل خلفاء الختمية .اذن لم انحاز اهل الشمال النيلي للختمية !!؟. لقد انخرط السيد محمد عثمان الختم الكبير في مخطط محمد علي والباب العالي ، وقد كان واعيا لهذا الانخراط حيث جاء الى السودان كي يضع اقوى قاعدة لاكبر طريقة دينية تشرعن للاحتلال التركي الذي سوف يأتي فيما بعد . حسنا .. ودخل الجيش التركي في العام 1821 فسلم له ودون قتال النوبة بعد ان هرب المماليك الذين نصبوا انفسهم حكاما عليهم ، ولكنه اصطدم بالشايقية لعدة اسباب اولا فلقد اضحى جليا ان الشايقية قد كانوا في طور جنيني لتكوين دولة في الاطراف الشمالية لدولة الفونج بعد ضعف سنار وسيطرة الهمج عليها وتفشي الصراعات فيها فصار الملك العوبة في يد الاوائل ، اما ثانيا وفي اطار تفاوض اسماعيل باشا مع الشايقية آثر الاخيرون الخضوع للحكم الجديد بشرط عدم التدخل في شئونهم ولكن اسماعيل باشا اشترط عليهم تسليمهم الخيل والسلاح والعمل في فلاحة الارض ، فنشبت الحرب في كورتي . ولكن سرعان ما ارسل محمد علي باشا مكتوبا لابنه يوبخه على قتال الشايقية ، فلقد اراد الشايقية ان يكونوا شركاء اصيلين في الحكم الجديد بينما اراد لهم اسماعيل باشا ان يفلحوا الارض حيث لم يطور اسماعيل باشا حساسية كافية للتعامل مع المجتمع السوداني اذ ان فلاحة الارض انذاك لا يقوم بها سوى الرقيق . اذن حدثت التسوية فضم اي فرد من الشايقية يمتلك حصانا بتسليحه الى الحملة ويصرف له (جام كيه) كفرسان الحملة وصار المك شاويش سر سواري جنود الشايقية في الجيش الغازي وانخرط واهله في سلك العهد الجديد !!. اما المك نمر مك الجعليين وبعد ان رحب بالجيش التركي لدى مقدمه انساق فيما بعد وراء شعور ذاتي للانتقام (موقف غير واعي تاريخيا ) وذلك لدى رجوع اسماعيل باشا من سنار وحدث لاسماعيل باشا وللجعليين ما حدث .الزعيم الوحيد الذي قاتل الاتراك بحس قومي ومثل المقاومة السودانية هو المقدوم مسلم .وكملاحظة عابرة فان كتب التاريخ السودانية لا تركز كثيرا في هذا الدور حيث نجد ان الابطال القوميين لهذه الحقبة هم المك نمر ومهيرة بت عبود !!. اذن وقف الحزام السوداني وحده مقاتلا بوعي من اجل الكرامة القومية ضد الجيش الغازي بقيادة المقدوم مسلم في بارا . وهكذا استبان الحلف الجديد (العهد الجديد وشركاؤه المحليون ) بينما صار الغرب هو الارض الغنيمة وهو ما جعل هذا المكان هو الارض البكر للثورة القادمة . نواصل ..
----- عدد اليوم 22 ابريل 2014 صحيفة الخرطوم
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)
|
اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..اسهاما في الحوار الجاري 3-10 صهيب حامد وكما ذكرنا في الحلقة السابقة كيف يمكننا ادراك ان كوش كانت انعكاسا للحضارة المصرية القديمة ، وكيف ان المزاج الحضاري لها لم يكن سوى صدى للمزاج الحضاري في المهدي الشمالي ، اذن نشأ الknow-how في عمارة بناء الاهرامات في ذلك المهد . وحتى لما فكر سكان نفس الحوض الحضاري جنوبا في بناء الاهرام تم بناء اهرامات اصغر حجما وادنى تقانيا ...والى جانب ذلك فهناك عدة نتائج يجب اخذها . اولا فالمهد الشمالي لهذه الحضارة (مصر) وبحكم الموقع الاستراتيجي كان قنطرة اتصال هذه الحضارة بالمحيط الاقليمي والمتوسطي تجاريا وثقافيا وسياسيا. فعبر المتوسط كانت مصر تمد الاغريق والرومان واسيا الصغرى وغيرها بالعاج وريش الفيل والرقيق ومنتتجات الجنوب عموما ..وهو ما يجعل هذا الجنوب تجاريا متجه صوب الشمال ..اضافة للثقل السكاني شمالا وهو ما يعني زيادة في الطلب على منتجات الجنوب ..الوفورات والفائض كان يتراكم في مصر . اما ثقافيا فان مركز المهد الشمالي بحكم اتصاله بمراكز حضارية اخري (اسيا،اروبا) لذا فهو الذي يجني فوائد هذا التواصل .. وهذه نقطة تعطي ميزة لهذا المركز كي يكون فعلا بحكم الواقع مركز هذا الحوض الحضاري . وكذلك سياسيا فان هذا المركز يصبح الممثل الشرعي والرسمي لهذه الحضارة لدي المحيط المتوسطي . اذن هذه الحضارة كانت متجهه شمالا ..معرفيا ..سياسيا ..اقتصاديا ..ثقافيا..وهذا يجلو لنا اشياء كثيرة حتى اليوم في العقل النيلي ..وهو نزوعه المتوسطي (الاتجاه شمالا) ، فكوش وبعد سقوط مصر في ايدي الاشوريين وعند اتجاهها جنوبا في الطور المروي سقطت !!. اذن ما اثر هذا النزوع المتوسطي لكوش على العقل النيلي المعاصر ؟. اذن ما الذي حدث حين انتقل المركز الكوشي جنوبا ؟.فالذي حدث وبينما توسعت كوش جنوبا في سبيل توسيع شخصيتها ضمن تعدد افريقي هنا اصطدمت بمزاج مختلف فلم يستطيع نظام الفكر القديم لكوش ان يحرك الاطار الجديد ، فمزاج الفاعلية جنوبا يحمل بذاته (ابستيمي) اخر هو اقرب لمزاج الحزام الممتد شرقا وغربا وهو ما تطور فيما بعد ليشكل لنا ما اسميناه بالحزام السوداني . وهذا الاخير هو حزام يعرفه مزاج مختلف وتضاريس مختلفة ومناخ مختلف وتركيب نشاط اقتصادي ومادي مختلف كما ان ما يسمه اكثر هو حركة نشاط يمتد افقيا شرقا وغربا وليس شمالا وجنوبا كما هو الموقف الطبيعي لحراك كوش ،فلقد خرجت كوش قليلا من وسطها ومناخ مزاجها الحضاري لذا لم تصمد كثيرا امام التحدي الحقيقي الذي شكلته اكسوم ، حيث لم يمدها وسطها الجديد باسباب حيوية كافية لدحر هذا التحدي وهكذا افل نجمها والى الابد.خصوصا لو علمنا ان اسباب التنافس الحقيقي بينها واكسوم كان حول البحر الاحمر والنفوذ في المنطقة بخصوص حركة التجارة . اذن كوش كانت ذات مزاج متوسطي بالاساس وان امدتها حيويتها ان تتمدد جنوبا من مركز ثقل اساسي في الشمال ، وحين فقدت او ابتعدت من هذا المركز بفعل احتلال مصر بواسطة الاشوريين فقدت حيويتها وانهارت تحت ضربات جنود عيزانا .حسنا ..اما كان ممكنا لكوش ان تتوائم مع الوسط الجديد وتتوافق مع معطياته !!؟. الاكيد ان الزمن الذي عاشته كوش جنوبا كان جهدا حثيثا للتوائم ..ولكن الضيق التدريجي للاطار الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للوسط الجديد في وجه القيم الحضارية الاصلية لكوش قطع عنها امداد الاكسجين الكافي ، حيث لم يتبقى من عمرها فسحة لبدايات جديدة . الحزام السوداني ذلك ما يمكننا قوله باختصار عن المزاج النيلي ، اذن ماذا عن مزاج الحزام السوداني ثقافيا وحضاريا . نلاحظ ان هذا الحزام الذي اعنيه هو حزام يقع في خطوط عرض واحدة ليشمل كردفان ودارفور والجزيرة والبحر الاحمر امتدادا من مالي والسنغال وجنوب كل من المغرب والجزائر وتونس وليبيا مرورا بكل من موريتانيا بوركينا فاسو وتشاد وشمال كل من نيجيريا والكاميرون وكذلك كلما تتجه شرقا على طول امتداد هذا الحزام والى البحر الاحمر (ذلك في اطار المسار المتحرك في امتداد هذا الحزام) وهو ما يقع تحت خط 15 وفوق خط 25 شمالاعموما. وكذلك لو دققنا في التضاريس نجد انها ذات سمات مشتركة من حيث السهول والهضاب والاودية والانهار والرمال والواحات.وليس ذلك فحسب بل لهذا الحزام امتداد عالمي متجاوزا البحر الاحمر عبر طريق الشرق التجاري والى الهند والصين مرورا باليمن وسواحل الخليج . يقع هذا الحزام في خطوط عرض واحدة وهو ما يعني مناخ واحد ، طقس واحد ، ظروف معيشية واحدة ، استجابة واحدة لتحديات البيئة والى اخره . يقول المؤرخون الذين لاحظوا ان الاسلام في اوج لحظات انتشاره صوب اروبا انتشر في خطوط عرض واحدة جنوبا (تركيا ،البوسنة والهرسيك ، جبال البرانس في اسبانيا) ،يقولون ان ذلك له دلالة ثقافية وحضارية واجتماعية وليست مسالة عجز عسكري فحسب (كلود كاهن) . اولا لنفحص هذا الحزام السوداني داخل بلدنا السودان الممتد من دارفور والى البحر الاحمر ونعمل مقارنة لواقع الوضع الثقافي والروحي والمعيشي والبيئي .. فعلى المستوى الروحي فينتشر في هذا الحزام الولاء للطرق الصوفية خصوصا (التجانية والقادرية) ، اما على مستوى المزاج الموسيقي فينتشر بلا منازع السلم الموسيقي (دو ،ري،مي،فا،صول،لا،دو) ، والذي لايقف انتشاره فقط في كردفان ودارفور والبحر الاحمر فقط بل نرصد امتداد السلم الخماسي من شواطئ الحبشة والى حضر موت وخليج عمان والخليخ عموما الى الهند والصين وغيرها.. والحقيقة ليست تلك فقط ولكن وعلى طول هذا الحزام العالمي وليس الحزام السوداني فحسب تجد الثوب السوداني ابتداءا من موريتانيا وانتهاءا بالساري الهندي ..بل انظر الى رقصة العروس ابتداءا من موريتانيا مرورا بالسودان وانتهاءا بالهند ، نفس الرقصة (حركة اليدين والارجل) . وليس ذلك فحسب بل يشير السفير (عبد الهادي الصديق ) في كتابه (لحزام للسوداني ..جغرافيته ومزاجه الحضاري ) ان الشراب الروحي المنتشر في غرب افريقيا والى غرب السودان (المريسة) نفس طريقة الصنع ونفس التاثير (العيش بانواعه يدخل في صناعته ) الحقيقة انه تسود نفس السمات الثقافية في هذا الحزام ،ونلاحظ ان هذا الحزام يقع بين الغابة جنوبا والصحراء شمالا(منطقة السافنا الفقيرة) ، وكذلك ان انتشار الصوفية في الحزام السوداني ذات لازمة في المزاج السرمدي لهذا الحزام حيث استطاع التصوف اختراق الروحية الافريقية له . واذا ما علمنا دور الرقص في ثقافة هذا الحزام للاتصال بالاله لعلمنا لماذا كانت كل من التجانية والقادرية والسمانية هي الاكثر انتشارا في هذا الحزام (النوبة بفتح النون)..وكذلك هناك دور السحر والساحر في هذه البيئة لاستمطار السماء لانسان لا يعتمد سوى على المطر . لذا فان مفهوم الحكيم في ثقافة الحزام السوداني يسقط نفسه على شيخ الطريقة ، ودائرة الرقص تسقط نفسها على حلقات الذكر وما بها من ايقاع جماعي وشخصية الساحر كوسيط روحي يستمطر الغيب ويفيض بالبركات تسقط نفسها على (الولي) كما يقول حاح حمد . وهنا تاتي الملاحظة المهمة ..كل القبائل المنتشرة في هذا الحزام تمتاح من هذا المعين الثقافي سواء التي تدعي الاصل العربي او القبائل الزنجية السوداء .. فالفور والزغاوة والبرتي ودار حامد والمعاليا والحمر الى اخره جميعهم تجانية على قدم المساواة .. جميعهم ساندوا المهدي على قدم المساواة .. يشربون المريسة مع ورد ام ترد على قدم المساواة .. يلبسون الثوب السوداني على قدم المساواة .. ويغنون ويستمعون للسلم الخماسي على قدم المساواة .. ياكلون عصيدة الفيتريت على قدم المساواة .. وذلك يعني ان هؤلاء الناس يمتاحون من نفس الوعاء المعرفي ونظام الفكر (ابستيمي هذا الحزام هو البساطة) فحتى القبائل التي تدعي الاصل العربي في هذا الحزام قد اختلطت اختلاطا كبيرا بباقي القبائل غير العربية هناك . حسنا .. وحين نقارن ذلك بالوسط النيلي واعتمادا على الموقع فان الوسط النيلي لا يقع في خطوط عرض واحدة ،فامتداده شمالا وجنوبا يجعله ذا مناخات مختلفة ..كما ان الوادي حول النيل يضيق كثيرا احيانا ويتسع كثيرا احيانا اخرى وبله مراحل تطورية مختلفة ..بعكس الحزام السوداني الذي يعيش نفس الواقع البيئي والمعيشي . اماعند نقطة تقاطع الوسط النيلي مع الحزام السوداني (الجزيرة) تتماهى تماما الثقافة النيلية مع ثقافة هذا الحزام وبالمقابل فان سمات هذا الحزام الثقافية تندثر كلما تحركنا شمالا من منطقة التقاطع الا ان تنعدم تماما ..الثوب السوداني يتناقص وجوده الى ان ينعدم تماما في مناطق النوبة ..التصوف ياخذ شكلا اخر وتختفي تماما التجانية والقادرية وتظهر الختمية والطريقة البدوية !!!.تختفي هنا حلقة الذكر والرقص بالنوبة (الا لماما ) ،طبيعة الاكل تختلف تماما (طريقة صنع الاكل سمة ثقافية ) تختفي المريسة ويظهر عرقي البلح ..وهنا لا توجد طقوس ثقافية لاستدرار المطر وان وجدت طقوس اخرى لفيضان النيل ..ونلاحظ كذلك الموقف من المهدية لدى الوسط النيلي ، فالقبائل النيلية لم تنحاز الى المهدي المنتظر ولكنها انحازت الى المهدي المنتصر بكلمات حاج حمد !!! . نواصل ..
----------- صحيفة الخرطوم 24 ابريل 2014
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)
|
سلام يا صهيب،
اولا نطالبك بنشر ردنا عليك هنا، حتي يعلم القراء وينتبهو لي عدم امانتك الصحفية للاسف!
كان اقلاه تشير لوجود راي اخر غير الذي تلوك فيهو يا صهيب ليل نهار هنا، انطلاقا من تصورات مسبقة لاوجود لها علي ارض الواقع، كاعادة انتاج لخزعبلات تراش مدرسة المركزية الاوربية اي مرجعية الاحتلال الثنائي.
نعم ذات كلامك ده بي ضبانتو احنا ردينا عليهو واوضحنا كيف البتقول فيهو ده ماهو الاتسميع لايات استلاب مركزية اوربية!
الامانة الصحفية كانت تقتضي الاشارة الي وجود طرح اخر مغاير او مختلف عن البتقولو اختلاف جذري!
فما فاهم يعني شنو حزام سوداني واخر غير سوداني في بلاد السودان؟
اليس هذا اساس التقسيم الذي صاغه الاحتلال الثنائي بغرض انجاز قنبلة، محرقة حربنا الاهلية؟
ومن اين لك ماتسميه الحزام السوداني من منطلق جهوي يمثل السودان اما الشمال او حتي الشرق لا؟
ده شنو ده؟
وريني في شنو سوداني في طريقة تفكير واحد زي بريمة ادم مثلا مقارنة بي ايا من ناشطي اقصي الشمال البمثلو الارث الحضاري التاريخي الكوشي باكثر من اي مجموعة اخري بطول وعرض افريقيا كلها مقارنة بي مواهيم العروبة من ذنوجة ما تسميه بالحزام السوداني!
نعم اقصي الشمال الان واللحظة يمثل اعنف مقاومة للاستلاب العروبي علي مستوي اللاشعور بي صورة لامثيل لها داخل ما تسميه بالحزام السوداني رغم الفارق من حيث الموقع الجغرافي مابين المنطقتين من حيث القرب او البعد عن مصدر الاشعاع العروبي الاستلابي المتمركز في عاصمة العروبة، مصر الخديوية!
نعم وهم العروبة متفشي داخل ماتسميه حزام سوداني باكثر وبما لايقارن من انتشارو في اقصي الشمال!
لو ده حاصل حزامك ده سوداني باكثر من الباقين علي اي اساس؟
من الجانب الاخر هناك خلل اساسي في فهمك لي تاريخ كوش الناجم عن تبنيك لي تراش المركزية الاوربية المصرة تجعل الاسرة 25 كبداية لي تاريخ كوش، مع انها علي العكس مسك الختام، والسبب الاساسي هو اصرار الاوربين وبالذات الساميين انو مصر القديمة حضارة ارية اي بيضاء!
يازول البداية لاول حضارة علي سطح هذا الكوكب وقبل كمت اي مصر ذات نفسها، كانت في شمال السودان الحالي تحديدا!
في نفس الوكت فلا فرق اطلاقا مابين اي سوداني ومصري قديم اطلاقا، والخلل في تفكيرك يتمركز في تصورك المسبق الذي يتوهم احفاد الهكسوس اي مصري اليوم، باعتبارم مصريي مصر الفرعونية، وهذه فرية والسلام!
سكان اسوان الحاليين هم المصريين تاريخيا وليس احفاد الهكسوس في مصر الدنيا من امثال هيكل، ناصر، والسيسي!
هؤلاء وافدين واحفاد غزاة!
اذن انتا للاسف بتنظر ساكت دون ادني المام او ادراك، تنشر في غسيل استلاب ثقافي، ولعبة استعمارية قذرة جدا، هي المسؤولة من الموت الشايفو قدامك ده.
اذن مافي حاجة اسمها حزام سوداني واخر اجنبي في جمهورية السودان ياهذا!
دي لعبة، ولعبة قذرة، استعمارية هي الولعت بلدنا بالصورة الشايفنها دي، واهلنا في الغرب ليسو باكثر سودانية من اهلهم في الشمال!
ده فهم جهوي، امبريالي، متخلف ومفخخ!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: HAIDER ALZAIN)
|
الاخ بشاشا تحياتي ..
اولا فيما يتعلق بالاشارة الى ما دار بيننا حول كوش فسوف اورده مفصلا في معالجة عن كوش فقط في ذات سياق مناقشة (الهوية السودنية) بعنوان ( كوش حضارة سودانية اصلية ام عميل حضاري متوسطي).. وقد عرضت رؤيتك بتفصيل وافي ..
ثانيا فيما يتعلق بالاسرة الخامسة والعشرين ،فانا لم اذكر بانها كانت بداية كوش وان اعتمدت على تحليلي لمرحلتي كوش عليها..
ثالثا سوف ارد على نقاطك الاخرى حول الاستلاب والمركزية الاروبية ما بعد اكمال الحلقات وان ما زال هذا الكاتب في موقفه القديم بان الحضارة النوبية وكوش لا علاقة لهما بالحزام السوداني الكبير
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)
|
صهيب شلوم،
مش ده كلامك عن بداية كوش:
Quote: ان تحليل مرحلتي كوش (750 ق م -350 م) |
يازول هذه نهاية كوش، اصل الحضارات جميعها علي سطح هذا الكوكب وليس بدايتا.
نعم مافي حضارة سابقة لحضارتنا نحن السودانية اي حضارة كوش.
ولكن المقرر البيدرس الان في السودان الوضع اساسو واحد امريكي ابيض عنصري نازي ابارثيدي منعصب، هو المصر يشيل مصر القديمة كلها برا تاريخنا، باعتبارا حضارة ارية بيضاء، مع انو الجيش الوحد مصر للمرة الاولي واتي بالفرعون الاول والاسرة الاولي كان من نواحي جنوب السودان الحالي.
نعم اول فرعون في تاريخ ابنتنا الكبري "كمت" اي مصر كان من نوبة اسوان الحالية تحديدا وهو اشبه بنوبة جبال النوبة اليوم!
حتي من حرورو مصر من الاحتلال الهكسوسي ذهبو من السودان الحالي الي هناك لتحرير ابنتهم الكبري، كمت، واسسو الاسرة 17 و 18 اعظم الاسر اللتي حكمت العالم وليس فقط مصر وحدها حينها!
بطول وعرض تاريخ ابنتنا الكبري الملوك كانو اما من السودان الحالي او من اهلهم نوبة اسوان الحالية!
نعم اول دولة وحضارة علي سطح هذا الكوكب، نشات داخل حدود السودان الحالي وقبل مصر بمئات السنين، رغم انو الاتنين واحد.
لافرق الي اليوم ما بين اهلنا في اسوان واهلهم في السودان!
نعم شعب واحد، لغة واحدة، ثقافة واحدة، تاريخ واحد ومصير واحد!
لا وجود لطرح كهذا في السودان اطلاقا!
ده السبب المقرر الغربي الامبريالي الحالي لتاريخ السودان القديم يلف ويدور حول الاسرة 25 كبداية، مع انو دي النهاية فقط!
امعانا في الخبث، اللعب بعقولنا، خلطا للاوراق، تغبيش للرؤية، واعادة شك لاوراق اللعبة، الخواجات الملاعين ابتدعو فرية حضارة كرمة، كحاجة موازية لحضارة "كمت" اي مصر، باعتبار كمت حضارة بيضاء اي حقتم هم العنصريين النازيين هؤلاء، مع انو "كمت" لغة تعني بالضبط "السودان" عديل كده!
بالنسبة لكلامك عن ما اسميتو الحزام السوداني فما فاهم جبتو من وين؟
البعرفو هذه لعبة قردية اخري من لعبات الخواجات اولاد الهرمة!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: Bashasha)
|
"فالمجتمع السوداني الذي أطلق عليه إسم الكوشيين، هو من سلالة ذلك الجنس الذي ظهرت صوره في الآثار المصرية منذ القرن العشرين قبل الميلاد، وهو الذي أقام مملكة نبتة ومروي، وهو السلالة نفسها التي وجدت آثارها في مقابر جبل موية في الجزيرة، وهو السلالة ذاتها التي تتواجد الآن في جبال النوبة. ونضيف لذلك ما أشرنا إليه سابقاً، من أن شعوب النوبا التي تسكن الصحراء الغربية- في مناطق كردفان ودارفور الحاليتين - كانت منذ القرن الثالث قبل الميلاد كما ذكرت المصادر اليونانية ، وحتى القرن الرابع الميلادي، كما ظهر في نقش عيزانا، كانت تلك القبائل طيلة هذه السبعة قرون (3 ق.م - 4م) تتجول وتستقر في بلاد كوش، ما بين الصحراء الغربية ، وكسلا شرقاً، ودنقلة شمالاً. ولعل كل هذا يوضح أن الكوشيين، منذ تأسست مملكة كوش في الألف الثالث قبل الميلاد، هم السلالة عينها التي عاشت في تلك الأوقات في غرب ووسط وشرق السودان وهم في الوقت نفسه السلالة نفسها التي تعيش في كل هذه المناطق الآن "
المصدر: د. أحمد الياس الحسين، السودان : الوعي بالذات و تأصيل الهوية (الجزء الثاني:/السكان حتى القرن الخامس عشر الميلادي)،2012م، شركة مطابع السودان للعملة المحدودة.
وأنصح بقراءة كل الأجزاء حتى يزول وهم المتوهمين بأن السودانيين هم جماعات متنافرة لا يربط بينها رابط ولا تاريخ مشترك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: aydaroos)
|
النخب أو مراكز السلطة في المجتمعات وفي سعيها لإستدامة السيطرة علي الدولة والمجتمع لا تكتفي بالإجابة علي السؤال الذي يهمها حول كيفية إستمرارهافي السلطة وإنما تقوم بخطوات إستباقية لخلخلةوإعادة تشكيل وعي من تقهره وتنهبه . ولذا وفي خضم إنتاجها لإجابات ضرورات وجودها وأهدافها وكيفية تحقيق هذه الأهداف،تقوم أيضا" بإنتاج الأسئلة الزائفةالتي تقودالمقهورين الي طريق دائري يؤدي بهم في النهاية الي نفس الشرك الذي يحاولون التملص منه وهذه المرة مع شعور بالعجز والمرارة. تفكيك منظومة القهرالسياسي/الثقافي/الإقتصادي/الإجتماعي يتطلب النظر للأسئلة والإجابات التي تطرحهاالنخب المسيطرة و لكن من خارجالسائد في المنظومة، وإلا فإننا نجازف بإستخدام بديهيات وقواعد التفكير في المنظومة وحينها نكون قد إستعملنانفس آليات تعزيز وإستدامة المنظومة وبالتالي نكون قد إنهزمنا من داخل أفكارنا. الأهم في خطوات تفكيك وعي منظومة القهر هو الإنتباه للسؤال الأساسي. والسؤال الاساسي هو بالضبط نقيض سؤال النخبة المسيطرة عن ضرورات وجودها وكيفية إستمرار ها في السلطة. هنا سنتطرق لسؤالين زائفين عن حق شغلتاالمثقفين والثوار عن شغلهم ورطن بها من يعرف ولا يعرف. ورهاننا علي زيف هذه الأسئلة يجئ لإيضاح أنه لتفكيك منظومة القهر والإستبداد في بلدنا لا نحتاج الي إجابةعاجلة وشافية وكافية لهذه الاسئلةولن نجد !، لأن هذه الأسئلة صيغت بعناية وصممت كحواجز وأهداف وهمية لتخفي خلفها أسئلتنا الحقيقية وإجاباتنا التي ستقودنا الي أفق دولة المواطنة والديمقراطية والعدالة. هذان السؤالان هما (الهوية) و (الدين).
"الشعب السوداني في معظمه ذو ثقافة عربية إسلامية، ما عدا بعض الجماعات التيلا زالت علي ثقافتها ولغتها وأديانها المحلية،وحتي هؤلاء سيذوبون بالمحصلة ولن يصمدوا أمام زحف الثقافة العربية الإسلامية النبيلة (والتي ستنقلهم من الإنغلاق والوحشية الي الحضارة)". هذا السؤال الذي تطرحه النخب المسيطرة بقوة (وبإقتناع) وخصوصا" بعد إنفصال الجنوب هو الأداة الأساسية في حزمة الوعي لدي المركز المسيطر وتم تطبيقه وتجريبه بنجاح بدءا" بالإستعمار مرورا" بالحقب المختلفة للحكومات وإنتهاءا" بنظام الإنقاذ الحالي. مستويات الإستجابة لهذا الخطاب عند المقهورين مختلفة،وتبدأ من التسليم والإنقياد والإحساس بالعجز والذلة ،مرورا" بمن يصل الي التماهي مع النخب المسيطرة ومن يدعي أنه عربي مثلهم، وصولا" الي من يناهض النخب المسيطرة ولكنه يقع في الشرك، شرك سؤال الهوية. الحل ليس في أن يقنع المثقفون `ذوي الهوية العربيةبأن العرب أمة هزيلة لم تقدم في التاريخ ما يستحق الذكر،وأنهم ناقلون ومقلدون لحضارات الأمم ، في محاولة للإزراء بالعرب للرفع من شأن المجموعات الزنجية. والحل ليس في إقناع ذوي الهوية العربيةبأنهم ليسوا بعرب وإنما ينحدرون من كوش أو الحزام الأفريقي أو ...،في محاولة لخلق مركزية بديلة لمركزية الثقافة العربية الإسلامية. كل هذه الإجابات قد تفلح في إثارة المقهورين وتجميعهم ولكنها أبدا لن تقودهم خارج الشرك. وإذا دققت النظر في أساس هذه الأطروحات تجد أنها تنطلق من نفس الإفتراضات والمقدمات النظرية للسؤال في اعلي المداخلة، الحل في رايي هو في تفكيك السؤال والإجابات المفترضة لنصل للسؤال الأساسي وهو: يجب أن تقف الدولة علي مسافة متساوية من كل الهويات وكل الثقافات
وهذا لن يتحقق إلا في دولة الديمقراطية العلمانية دولة المواطنة والعدالة الإقتصادية الإجتماعية وفي مثل هذه الدولة مساحة واسعة لجدل الهويات والثقافات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: aydaroos)
|
الأخ الكريم صهيب تحياتي،،
كتبت: Quote: الهدف من هذه الحلقات هو الإسهام فى إثارة بعض الأسئلة و إدارة حوار عقلانى نخرج به من دائرة الخوف المسيطر والهرج السياسى إلى بر التفكير الهادئ الهادى الذى لن نخرج بلادنا من وهدتها الا به. |
ماذا تقصد بدائرة الخوف المسيطر والهرج السياسي!! هل من ضمن ما تقصد آفة الجهوية والفرز الإثني الحاصل في السودان حاليا؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: صهيب حامد)
|
اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..اسهاما في الحوار الجاري 9-10 صهيب حامد التهميش اللغوي ودوره في استنساخ الازمة هذا النقاش واجب الاختراق اليوم لان معضلة الدولة السودانية ومنذ الاستقلال ليس اضبارة سياسية فحسب ، بل هي معضلة هوية في الاساس حيث اعتقدت نخبة ما بعد الاستقلال ان الدين واللغة فحسب هما مقاييس كيلة الهوية السودانية الراهنة دون النظر الى الحساسية الثقافية والمشكل الاجتماعي حيث لم تعي نخبتنا كيف تشكلت الاسلامات في السودان وكيف تباينت ألسنة السودانيين في التحدث باللغة العربية وما دلالة ذلك في ظل قهر الايديولوجية الاجتماعية الرسمية للاخر الى اليوم . مثلا فلقد تفاجأ الكثير من السودانين حين باغتتهم جحافل ما سموا بالمرتزقة في العام 1976 ، فلقد صدم حساسية اهل الوسط اناس يتحدثون بلكنة لم يسمعوا بها من قبل وهو ما حدى بمثقف مثل د.عبد الله علي ابراهيم في خضم حرجه الاسطوري ازاء هذه الصدمة ان يردع مواطنيه انه ليس كافيا بقرينة ان اخرين لا تشبه لكنتهم طرائق حديث اهل (العجيجة) كي نصفهم بانهم اجانب وليسو سودانيون رغم ان هذه اللكنة يتحدث بها ربع سكان السودان !! . يحكى الدكتور عبد الله على ابراهيم انه فى صيف 1991 قد ظللت الخرطوم غيمة احالت طقس الخرطوم الحار الى جو بارد فعلق قائلا انه اجمل مناخ بالسودان فاستدركه احد ابناء جنوبنا (سابقا!!) مؤكدا انه ربما يكون اجمل مناخ بالخرطوم ولكنك لم تحط بجلائل المناخات بالسودان مشيرا الى ان هذا المناخ الذى افتتن به يمكنه ان يكون مناخا عاديا لاحد مواطنى اى من المديريات الجنوبية !. امر آخر ذو دلالة ، فلقد طفقت وسائل الاعلام ما بعد انقلاب المقدم حسن حسين في نعت ذلك الانقلاب ب(العنصرى) لمجرد ان قادته من غرب السودان وكردفان على وجه التحديد ، حيث لم يكن ذلك ضروريا فى وصف انقلابات اخرى وكأن هناك انقلابات شرعية واخرى غير شرعية . نفس المسالة تكررت في اتهام الاب عباس غبوش في الثمانينات واسميت بالمؤامرة العنصرية!!!. . وكما ذكرت آنفا فقد ابانت احداث المرتزقة فى 1976 ان الحساسية المركزية لم تحسن تصنيف الجماعات التى شاركت فى تلك الاحداث عدا انها جماعات غير سودانية لمجرد انها تتحدث لهجة مختلفة !!. فلقد نقلت الصحف السودانية الكثير من تعليقات الاهالى التى يبدو انها قد راقت لمزاج النظام السياسى انذاك ، فلقد نقلت صحيفة (الصحافة) حديثا لاهالى قرية (العجيجة ) وهم يصفون بعض الذين شاركوا فى تلك الغزوة من الذين قبض عليهم بتلك الجهة بانهم اجانب لمجرد انهم لا يحسنون الحديث بالعربية او لانهم يتحدثون لهجة مختلفة ، وهو الامر الذى دلل عليه بحديث لصحيفة الايام فى 6/7 /1976 لصبى عندما سؤل عن سبب مجيئه اجاب بان خاله قد اجره وقال اجى اشتخل مآهو فى امدرمان،وفيما سؤل المرتزق محمود فى نفس العدد يقول انه سال قائد مجموعته بقوله مولانا زول دا بقولى نكتلى دكتور ترا ولابس زى دا .لقد استعان د.عبد الله علي ابراهيم بهذه الامثلة في كتابة (الثقافة والديمراطية في السودان) ليدلل على عمق المسألة .ان اعتبار الاعلام لهذه اللهجة كلغة اجنبية وهي اللهجة العربية السودانية الواسعة الانتشار فى مكان ما فى السودان قد حدد رايه الواعى او غيره بشان اللهجة العربية التى ينبغى للسودانى ان يتحدث بها !!.فلقد قر فى روع الكثير من سكان الوسط ان غير المتحدثين بطريقة معينة يمكنهم بشكل قاطع ان يكونوا غير سودانيين، وهو امر سوف ينسحب على الكثير من التقييمات الاخرى وهو الامر الذى سوف يثير الكثير من الحساسيات التى تؤثر على مسالة الهوية. قطعا فان لاجهزة الامن والمخابرات طرائقها فى العمل، مثلا فقد جنحت هذه الاجهزة ما بعد احداث امدرمان 2008 الى تحديد دائرة شك منطقى معينة ، لذا فتم اعتقال الكثير من ابناء بعض القبائل كما حدث فى غزو 1976 حيث كان النظام يريد ان يبرهن على وجه نظر ما . فالاكيد ان اللغة لم تعد فقط اداة للاتصال والمعرفة فحسب ولكنها قد صارت اداة سلطة وقوة وتمكين وهو ما أكدته العلوم الاجتماعية الحديثة والدراسات اللسانية اذ ان اللغة كما هي رصيد رمزي فهي كذلك قيمة شرائية في السوق اللساني ، ويقول د.عشاري احمد محمود المختص في اللهجات السودانية ان في هذا السوق اللساني يكون لكل قدرة لغوية (لغة ،لهجة ،رطانة) اقول يكون لها راس مال ، وينشا السوق اللساني حين تدمج مجموعات لهجوية او رطانية او لغوية متباينة في كيان سياسي واحد،وحينها تنتج علاقات قوة بين هذه اللغات او اللهجات وفق القوة الاقتصادية او الحجم السكاني او المنعة السياسية لكل من هذه اللهجات او الرطانات او اللغات ،حيث تحمل اي منها رصيدا لغويا تتساوق قيمته الشرائية بحيويتها (حجمها ، قوتها السياسية والاقتصادية ) وبقدرتها على انتزاع ودعم دور فعلي لذلك (الراسمال الرمزي) في اجهزة الدولة السياسية والاقتصادية والايديولوجية(تعليمية واعلامية وغيرها). وبالطبع فان هذه الاجهزة اضافة لادوار كثيرة تلعبها فهي مناط الحراك الاجتماعي!!!!!!!. لذا فان لغات ولهجات الاطراف في السودان تكون لها قيمة شرائية دنيا مقارنة باللهجات التي نالت حظا اوفر . لذا فأنه يصبح لزاما على الذين يسعون لانقاذ راسمال مهدد (لهجة في طور الانقراض ،وجود قيمي في طور التحلل وهلم جرا) الدخول في معركة واسعة حول ادوات اعادة انتاج راس المال اللغوي ذي القيمة الشرائية العليا (مراكز القوة السياسية والاقتصادية والايديولوجية ) ، وهكذا نخلص ان حسم قضية قيمة شرائية نسبية للهجة او لغة لا يرتكز على اساس لساني (يعني في لغة او لهجة او رطانة احسن من التانية) ولكن على اساس سياسي اجتماعي في المقام الاول . اي ان الصراع في السوق اللساني ليس صراعا لغويا ولكنه صراع بين افراد في مواقع اجتماعية وسياسية محددة حول الهيمنة على ادوات السوق اللساني . وذلك يعني ان اي لغة وتركيبتها اضافة لكونها موصل فهي ايضا تحمل رؤية ومخيال المجتمع الذي شكلها او العكس ،وكذلك فاللغة كذلك تعبير عن تاريخ وهموم ثقافة ما . اذن باختصار فان اللهجة او اللغة هي تعبير عن تشكيل ايديولوجي كامل .. مثلا فالنوباوي او الفوراوي سوف لن يجد اشواقه التاريخية في اللغة التي يسمعها في الاذاعة او التلفزيون لانه هاهنا يكون متلقي فقط اي في تخوم هذه اللغة وليس في مركزها ، الا اذا تحول الى موقع الاستلاب الكامل وها هنا فسوف تصبح هذه اللهجة او اللغة مرآته التاريخية ومخياله الاجتماعي . ذلك ما يشير له د. الباقر العفيف حيث يقول انه في ثنايا تكوين الهويات الاجتماعية، هناك دائماً مجموعة داخلية، تمثل الهوية الاجتماعية المبتغاة، ومجموعة هامشية، تحتاج إلى الموازنة حتى تتماهى مع النموذج. وفي مثل هذه الحالات، فإن الأولى تمثل اللب، وتحتل مركز الصدارة من تلك الهوية الاجتماعية، بينما تمثل الثانية الدائرة الخارجية وتحتل الهامش. الأولى مستحوذة على الامتيازات، والثانية تبحث عن ذلك. الأولى تملك صلاحيات إضفاء الشرعية على الثانية أو حرمانها منها !!. اذن كيف تكون المخيال الاجتماعي منذ الاستقلال؟. وكما هو معلوم فان هذا الاخير يتكون رجوعا لمكنون الارث التاريخي والاليات الثقافية لرسم هذا المكنون واهم الية هنا هي اللغة او كيفية تمركز لهجة ما او تمفصلها مع الراموز الاساسي (وهنا الراموز هو اللغة العربية) . هل ثمة مركز واحد يمتلك ادوات تشيكل هذا المخيال ؟. مثلا في امريكا تعبر اغنية الجاز عن هاجس خاص واغاني الريف تعبر كذلك عن هاجس ثقافي اخر والبوب عن هاجس ثالث لانه لا يوجد مركز ثقافي واحد مسيطر . فحتى فرقة (البيتلز) كي تخترق كتل الهيسبانيك واللاتينو اضطرت ان تغني بالاسبانية !!. هنا في السودان فحتى ركن الاذاعات الموجهة بالاذاعة لم ينشأ الا بعد احتدام الصراع في الاطراف !!. في وساائطنا الاعلامية في السودان ليس عليك سوى الاستماع لاغنية الوسط ومن هنا عليك تشكيل مخيالك الاجتماعي ولا ادري أمن وعي يحدث ذلك ام خبط عشواء ، فاذا كان الاولى بتلك مصيبة ام اذا كان الثانية فالمصيبة اكبر !!. نواصل ..
----- صحيفة الخرطوم اول مايو 2014
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللامفكر فيه حول هويتنا السودانية..(صحيفة الخرطوم) (Re: GAAFER ALI)
|
الزميل صهيب تحية طيبة والله منذ فترة متابع كشوفاتك الثقافية المهمة والجريئة وقدرتك الراقية على الحوار مع مخالفيك في الراي والمتفقين معك، سعيد بهذه القدرات التي تمتلكها في إثارة الجدل الثقافي حول المناطق المعتمة في تاريخنا، وآمل أن أتمكن من طباعة هذه الحلقات لأقرأها بهداوة بال والتعليق عليها. وشكرا لك لهذا الفتح البحثي الجديد الذي أعادنا إلى ايام تدربنا على القراءة والاستماع لاستاذتنا أحمد الطيب زين العابدين وحريز وجعفر ميرغني وصغيرون وأبو سبيب وغيرهم من العلماء الذين اهتموا بالدراسات السودانوية، واضافوا الكثير في هذا الجانب، اعتقد أنك تبني في هذا التراث وتحاوره، وتردم فجواته المعرفية بما ملكت من امكانيات هائلة في البحث. وفقك الله وسدد خطاك.
| |
|
|
|
|
|
|
|